aly almasry
01-12-2008, 04:05 PM
منع المقال الإسبوعى للأستاذ فهمى هويدى نهائيا من الأهرام!!!
http://www.egyptwindow.net/image2/fahmyhowidyyyynnneeewwww.jpg
فى الوقت الذى يتلقى فيه عروضا بترجمة مقالاته للغات أجنبية أخرها للغة الأسبانية .... قامت إدارة صحيفة الأهرام بمنع مقالات الأستاذ محمود فهمى هويدى نهائيا من الصدور على صفحاتها . جاء ذلك بعد أن منعت المقالين الأخيرين للكاتب الكبير أحدهما عن فشل المصالحة الفلسطينية والثاني عن السودان مما اضطر الكاتب إلى إرسال رسالة إلى رئيس التحرير إعتبر فيها ما حدث منعا نهائيا لمقاله الأسبوعى من صحيفة الأهرام والذى استمر طوال إثنين وعشرين عاما ...جدير بالذكر أن الأستاذ فهمى هويدى صدر مقاله اليومى بالدستور أمس بعنوان "بيان للناس" وذكر تفاصيل ماحدث كما يلى:
يسألني بعض الأصدقاء والمحبين عن سبب الاختفاء التدريجي لمقالي الأسبوعي الذي اعتادت أن تنشره جريدة الأهرام كل ثلاثاء منذ 22 عاماً، وهو الموضوع الذي ما تمنيت أن أخوض فيه، ليس فقط بسبب اعتزازي بالجريدة التي انتسبت إليها وتعلمت فيها منذ خمسين عاماً، وليس ذلك لأن في الأمر جانباً يتصل بشخصي وهو ما لا أحب أن أشغل القارئ به، ولكن أيضاً لاقتناعي بأن جرح الوطن في بلادنا أصبح أكبر من أي جريح، ولكن إزاء تعدد الأسئلة التي باتت تلاحقني حيثما ذهبت، فإنني سأروي الحكاية باختصار، آملاً أن أطوي بذلك صفحتها وأن ننصرف بعد ذلك إلي ما هو أهم وأجدي.
كل ما في الأمر أننا اختلفنا بدرجات متفاوتة خلال العقدين الأخيرين بسبب آرائي ومواقفي التي أعبر عنها فيما أكتب، كنت أعرف أن للأهرام سقفاً في الكتابة، وهو ما احترمته وحرصت طول الوقت علي أن أتمسك باستقلالي في حدود ذلك السقف، لكن المشكلة أنني كنت ومازلت مقتنعاً بأن الكتابة الحقة هي الكتابة الناقدة، التي تعلن حرباً لا هوادة فيها ضد الظلم والقبح والفساد، ولأن الأمر في بلادنا كما تعلم فقد وجدت نفسي مشتبكاً باستمرار مع أوضاعنا الداخلية باختلاف دوائرها، الأمر الذي ظل سبباً ومصدراً دائماً للتوتر بيني وبين الجهات الرقابية في الأهرام،ولدي رئيس التحرير خطابات متعددة سجلت فيها ضيقي واحتجاجي علي استمرار العبث في محتوي بعض المقالات وعناوينها، أو منع نشرها لأسباب غير مفهومة أو مبررة.
إنني لم أتوقف مرة واحدة عن كتابة مقال الثلاثاء طوال الاثنين والعشرين سنة الماضية، وخلال تلك السنوات تدخلت يد الرقيب مرات عديدة بالحذف الجزئي أو الكلي فيما كتبت، ولم يبلغني أحد أو يفسر لي لماذا ولمصلحة من كان الحذف، وظللت أوثر الصمت طوال الوقت، مكتفياً بملاحظاتي التي كنت أرسلها بين الحين والآخر إلي رئيس التحرير، من ثم فإننا تعايشنا علي مضض، فلا الأهرام كان سعيداً بما كنت أكتب، ولا أنا كنت سعيداً بالعبث الذي ظلت تتعرض له كتاباتي بين الحين والآخر، ويبدو أن كتاباتي في «الدستور» رفعت من رصيد الضيق وعدم الرضا، فلم يكتف الأهرام بالتدخل فيما أكتب علي صفحاته، ولكنه قرر أيضاً أن يعاقبني علي ما أكتبه خارجه، آية ذلك أنني تلقيت في الخامس عشر من شهر سبتمبر الماضي رسالة مقتضبة من سطرين، علي ورقة بيضاء لا تحمل شعار الأهرام علي غير العادة، وقعها مسئول صفحات الرأي بالجريدة، أبلغتني بأنه تم انتهاء عقدي مع الأهرام، وأنه منذ الثلاثاء 16/9 سيتم نشر مقالاتي كل أسبوعين بدلاً من النشر الأسبوعي المستمر منذ 22 عاماً.
ابتلعت المفاجأة وفسرت الموقف والأسلوب الذي اتبع في إبلاغي به، بأنه تعبير عن نفاد رصيد التسامح لدي المؤسسة. مع ذلك فإنني صبرت وقبلت بالوضع الجديد لسبب وحيد هو حرصي علي الوفاء بحق قارئ الأهرام الذي تعلق بمقال الثلاثاء طوال العقدين الماضيين، ولكنني فوجئت بمنع مقالين تاليين أحدهما عن فشل المصالحة الفلسطينية والثاني عن السودان، فكتبت رسالة إلي رئيس مجلس إدارة المؤسسة أبلغته فيها بأن ما جري معي ليس إلا دعوة إلي الفراق والمفاصلة التي أريد لي أن أدفع إليها، ولذلك فإنني قررت أن أوقف التعامل بصفة نهائية مع الأهرام الذي أمضيت في رحابه خمسين عاماً، أما مقال الثلاثاء الأسبوعي فهو مستمر سواء في مصر أو في سبع دول عربية تنشره بانتظام «كل دول الخليج إضافة إلي الأردن ولبنان» وثلاث دول أخري تنشره بغير انتظام «المغرب والسودان واليمن»، ولدي عرض بترجمته إلي اللغة الإسبانية مازلت أدرسه.
في ختام رسالة سابقة قلت لرئيس مؤسسة الأهرام إنه في بلادنا ثمة ضريبة يتعين علي الكاتب المستقل أن يدفعها إذا ما أراد أن يدافع عن شرف قلمه وحريته في التعبير، وقد دفعت الكثير جراء ذلك، أنا وغيري، لذلك فإنني استقبلت القرار الذي اتخذ بحقي بقلب مطمئن ونفس راضية، واثقاً من أنني لا أقف وحيداً لأن معي ربي سيهديني وأنه في النهاية لن يصح إلا الصحيح
http://www.egyptwindow.net/image2/fahmyhowidyyyynnneeewwww.jpg
فى الوقت الذى يتلقى فيه عروضا بترجمة مقالاته للغات أجنبية أخرها للغة الأسبانية .... قامت إدارة صحيفة الأهرام بمنع مقالات الأستاذ محمود فهمى هويدى نهائيا من الصدور على صفحاتها . جاء ذلك بعد أن منعت المقالين الأخيرين للكاتب الكبير أحدهما عن فشل المصالحة الفلسطينية والثاني عن السودان مما اضطر الكاتب إلى إرسال رسالة إلى رئيس التحرير إعتبر فيها ما حدث منعا نهائيا لمقاله الأسبوعى من صحيفة الأهرام والذى استمر طوال إثنين وعشرين عاما ...جدير بالذكر أن الأستاذ فهمى هويدى صدر مقاله اليومى بالدستور أمس بعنوان "بيان للناس" وذكر تفاصيل ماحدث كما يلى:
يسألني بعض الأصدقاء والمحبين عن سبب الاختفاء التدريجي لمقالي الأسبوعي الذي اعتادت أن تنشره جريدة الأهرام كل ثلاثاء منذ 22 عاماً، وهو الموضوع الذي ما تمنيت أن أخوض فيه، ليس فقط بسبب اعتزازي بالجريدة التي انتسبت إليها وتعلمت فيها منذ خمسين عاماً، وليس ذلك لأن في الأمر جانباً يتصل بشخصي وهو ما لا أحب أن أشغل القارئ به، ولكن أيضاً لاقتناعي بأن جرح الوطن في بلادنا أصبح أكبر من أي جريح، ولكن إزاء تعدد الأسئلة التي باتت تلاحقني حيثما ذهبت، فإنني سأروي الحكاية باختصار، آملاً أن أطوي بذلك صفحتها وأن ننصرف بعد ذلك إلي ما هو أهم وأجدي.
كل ما في الأمر أننا اختلفنا بدرجات متفاوتة خلال العقدين الأخيرين بسبب آرائي ومواقفي التي أعبر عنها فيما أكتب، كنت أعرف أن للأهرام سقفاً في الكتابة، وهو ما احترمته وحرصت طول الوقت علي أن أتمسك باستقلالي في حدود ذلك السقف، لكن المشكلة أنني كنت ومازلت مقتنعاً بأن الكتابة الحقة هي الكتابة الناقدة، التي تعلن حرباً لا هوادة فيها ضد الظلم والقبح والفساد، ولأن الأمر في بلادنا كما تعلم فقد وجدت نفسي مشتبكاً باستمرار مع أوضاعنا الداخلية باختلاف دوائرها، الأمر الذي ظل سبباً ومصدراً دائماً للتوتر بيني وبين الجهات الرقابية في الأهرام،ولدي رئيس التحرير خطابات متعددة سجلت فيها ضيقي واحتجاجي علي استمرار العبث في محتوي بعض المقالات وعناوينها، أو منع نشرها لأسباب غير مفهومة أو مبررة.
إنني لم أتوقف مرة واحدة عن كتابة مقال الثلاثاء طوال الاثنين والعشرين سنة الماضية، وخلال تلك السنوات تدخلت يد الرقيب مرات عديدة بالحذف الجزئي أو الكلي فيما كتبت، ولم يبلغني أحد أو يفسر لي لماذا ولمصلحة من كان الحذف، وظللت أوثر الصمت طوال الوقت، مكتفياً بملاحظاتي التي كنت أرسلها بين الحين والآخر إلي رئيس التحرير، من ثم فإننا تعايشنا علي مضض، فلا الأهرام كان سعيداً بما كنت أكتب، ولا أنا كنت سعيداً بالعبث الذي ظلت تتعرض له كتاباتي بين الحين والآخر، ويبدو أن كتاباتي في «الدستور» رفعت من رصيد الضيق وعدم الرضا، فلم يكتف الأهرام بالتدخل فيما أكتب علي صفحاته، ولكنه قرر أيضاً أن يعاقبني علي ما أكتبه خارجه، آية ذلك أنني تلقيت في الخامس عشر من شهر سبتمبر الماضي رسالة مقتضبة من سطرين، علي ورقة بيضاء لا تحمل شعار الأهرام علي غير العادة، وقعها مسئول صفحات الرأي بالجريدة، أبلغتني بأنه تم انتهاء عقدي مع الأهرام، وأنه منذ الثلاثاء 16/9 سيتم نشر مقالاتي كل أسبوعين بدلاً من النشر الأسبوعي المستمر منذ 22 عاماً.
ابتلعت المفاجأة وفسرت الموقف والأسلوب الذي اتبع في إبلاغي به، بأنه تعبير عن نفاد رصيد التسامح لدي المؤسسة. مع ذلك فإنني صبرت وقبلت بالوضع الجديد لسبب وحيد هو حرصي علي الوفاء بحق قارئ الأهرام الذي تعلق بمقال الثلاثاء طوال العقدين الماضيين، ولكنني فوجئت بمنع مقالين تاليين أحدهما عن فشل المصالحة الفلسطينية والثاني عن السودان، فكتبت رسالة إلي رئيس مجلس إدارة المؤسسة أبلغته فيها بأن ما جري معي ليس إلا دعوة إلي الفراق والمفاصلة التي أريد لي أن أدفع إليها، ولذلك فإنني قررت أن أوقف التعامل بصفة نهائية مع الأهرام الذي أمضيت في رحابه خمسين عاماً، أما مقال الثلاثاء الأسبوعي فهو مستمر سواء في مصر أو في سبع دول عربية تنشره بانتظام «كل دول الخليج إضافة إلي الأردن ولبنان» وثلاث دول أخري تنشره بغير انتظام «المغرب والسودان واليمن»، ولدي عرض بترجمته إلي اللغة الإسبانية مازلت أدرسه.
في ختام رسالة سابقة قلت لرئيس مؤسسة الأهرام إنه في بلادنا ثمة ضريبة يتعين علي الكاتب المستقل أن يدفعها إذا ما أراد أن يدافع عن شرف قلمه وحريته في التعبير، وقد دفعت الكثير جراء ذلك، أنا وغيري، لذلك فإنني استقبلت القرار الذي اتخذ بحقي بقلب مطمئن ونفس راضية، واثقاً من أنني لا أقف وحيداً لأن معي ربي سيهديني وأنه في النهاية لن يصح إلا الصحيح