مشاهدة النسخة كاملة : العدالة


رشيد
15-06-2006, 01:05 AM
موقف ارسطو: لقد تجاوز ارسطو استاذه افلاطون في موقفه من العدالة. فاذا كان تصور افلاطون قريبا من الخيال فان ارسطو كان واقعيا اكثر في نظرته للعدالة داخل المجتمع.ولقد سماها العدالة التوزيعية: اي توزيع ثروات المجتمع بشكل متساو بين افراد الشعب.كما يسميها من ناحية ثانية العدالة التعويضية.اي التكفل: تكفل الدولة بتعويض المواطنين.

عصر الانوار:
لقد حاول فلاسفة عصر الانوار التأسيس لعدالة اجتماعية يكون جميع المواطنين فيها سواسية تحت القانون.ومن اوائل الفلاسفة الذين اهتموا بهذا الموضوع هناك:
طوماس هوبز : الذي تصور ان المجتمع الديمقراطي لا يمكن ان ينشا الا من خلال فصل الدين عن السياسة،ورد وصاية الكنيسة عن الشعب.ومن هنا دعا الى فكرة التعاقد الاجتماعي.اي تعاقد الشعب على اختيار حاكم تخول له صلاحية سن القوانين .لكن الذي يمكن مؤاخذته على هوبز هو تنظيره للحكم المستبد. وهذا ما جاء جون جاك روسو ليصححه: وذلك عند ما اقترح ان التعاقد الاجتماعي لا يمكن ان يكون تاما الا بانتخاب مجموعة من ممثلي الشعب تخول لهم صلاحية تشريع القوانين التي تصبح ملزمة للجميع_حاكمين ومحكومين_ بمعنى ان جميع الناس تحت القانون.وفي هذا الاطار يقول :{ ان القوانين التي لا يصوغها الشعب بنفسه تعتبر لاغية او لا تعتبر قوانينا...}.

وياتي كانط ليركز على البعد الاخلاقي في العدالة.وهنا يقول كانط بحرية كل عضو بالمجتمع بوصفه انسانا له كرامة.كما يقول بضرورة تشبت الاشخاص بفكرة العدالة لانها صادرة منهم.

نقد العدالة كحقيقة اخلاقية:
لقد اعتبر الكثير من هؤلاء الذين ينتمون الى الفلسفة اليوناية والفلسفة الحديثة ان العدالة قيمة اخلاقية .لكن الفلاسفة المعاصرين لهم نظرة اخرى ، واولهم:الفيلسوف الالماني :{نيتشه}. لقد اعتبر هذا الفيلسوف ان العدالة غير موجودة .فبما انه دائما يوجد ضعفاء واقوياء، فان الضعفاء هم الذين فكروا في ضرورة انصافهم. ومن هنا تولد الاحساس بالرافة عند الاقوياء.والحقيقة ان منطق القوة هو المنطق الطبيعي في الانسان .ولقد دافع نيتشه عن فكرة ارادة القوة التي تفترض هيمنة الاقوياء . اما المساعدة والحرية والانصاف فهي افكار الضعفاء.ومن الاحلام ان نعتقد ان العدالة يمكن ان تكون وسيطا بين الاقوياء والضعفاء.
ان هذا المنطق الذي يتحدث به الفيلسوف نيتشه ربما يلاحظ اكثر في العلاقات الدولية: حيث يسود منطق القوة اكثر ، اما العلاقات بين الافراد او بين الاجناسو الشعوب ، اي بين الانسان والانسان فهي علاقات لا يمكن ان تكون حضارية بدون اخلاق ترفع من قيمة الفرد كشخص له كرامة مهما كان دينه او جنسه او لونه.

موقف ميشيل فوكو:
يرى في كتابه{ المراقبة والعقاب } ان العدالة في المجتمعات العقابية تصبح وسيلة ضبط لمختلف المؤسسات المجتمعية، من اجل الحفاظ على صورة الانسان الطيع والذي لا ينبغي له ان يزيغ عن قيم المجتمع

في انتظار ردودكم او اسئلتكم ان شئتم وشاء الله.



« الموضوع السابق · فلاسفة تحت التمرين · الموضوع التالي