مشاهدة النسخة كاملة : حرب اكتوبر والسلام


محمد حامد الغنام
03-12-2008, 04:42 PM
الفصل الأول ---- 6 أكتوبر
لا يوجد مؤرخ منصف يقبل أن ينسب حرب 6 أكتوبر 1973 م إلى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.. إذ إن الهزيمة المريرة في 5 يونيو 1967 م وما تبعها من صدمة عنيفة زلزلت أرجاء الشرق الأوسط وتداعياتها النفسية كانت أكبر من أن يقدم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر على أن يُشن حرباً شامله .. ظهر ذلك واضحاً في قبوله الإنكساري بمبادرة روجرز للسلام .. بالإضافة وهو أكثر خطورة .. سيطرة وإحكام مراكز القوى لقبضتها على البلاد .. وأفول نجم جمال عبد الناصر..

ومراكز القوى هو مصطلح أُطلق على مجموعة من الأشخاص الذين شغلوا مراكز حساسة وكانوا جميعا ُيعملون لصالح أنفسهم .. ليس لصالح الوطن ..
وهنا كان الصدام المتوقع بينهم وبين الزعيم الخالد محمد أنور السادات في بدايات فترة حكمه ..

كانوا يتصورونه دمية في أيديهم يحركونه كيفما شاءوا ..إلا أنه سبق وأجهز عليهم مستغلاً ذكاءهم المحدود الذي دفعهم إلى تقديم استقالات مفاجئة متصورين أن ذك سيؤدى لوجود فراغ سياسي في الحكم .. إلا إن الزعيم الخالد محمد أنور السادات فاجأهم بقبول هذه الاستقالات بل وإعداد من يخلفهم في مراكزهم .. بل وتقديمهم للمحاكمة بتهمة الخيانة والتآمر على رئيس الجمهورية .. كان ذكيا .. حاسماً .. دقيقاً ..

وبدأ عقله اللامع في التوهج أكثر وأكثر ..
بعد أن تولى الحكم عرض على إسرائيل أن يبحث معها سلام شامل .. ولكنها رفضت ..ثم أرسل إلى مندوب مصر في الأمم المتحدة وقتها السيد الدكتور عصمت عبد المجيد يطالبه بإصدار قرار من مجلس الأمن بإيجاد سلام في الشرق الأوسط .. إ لا إن الولايات المتحدة اعترضت على هذا القرار مستخدمة حق الفيتو .. وكان الدكتور عصمت عبد المجيد يسأل الرئيس : وماذا نفعل إذا اعترضت أمريكا ؟! فيجيبه الزعيم الخالد الذكي قائلاً : أرجو أن يفعلوا هذا ..مما يدهش مندوب مصر في الأمم المتحدة .. ويتساءل عن جدوى كل ذلك ..

وكان جدوى كل هذا هو .. تبرير واقعي لقرار الحرب .. إذ إن الفيتو تم خلال صيف 1973 م ..
فلا يلوم المجتمع الدولي مصر إذا أرادت أن تبحث عن السلام بطريقتها ..
بعد ثورة التصحيح في 15 مايو 1971 م .. بدأ الزعيم الخالد محمد أنور السادات في وضع خطة الخداع الاستراتيجي بذهابه لمقر المخابرات العامة في يوليو 1971 م .هذه الخطة الجبارة التي كان من بنودها النيل والسخرية من شخص الرئيس .. البطل الذي أنكر ذاته كثيراً لأجل مصلحة مصر التي أحبها .. وشعبه الذي حافظ وخاف عليه .. وبدأ في طرد الخبراء الروس ليجعل المعركة مصرية خالصة .. وقامت الحرب .. واحترقت إسرائيل على حسب تعبير جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل في ذلك الوقت ..وسميت وبحق معركة العبور ..

ونود أن نذكر تعليقاً لأحد المراقبين الذي قال عندما رأى صورة الزعيم الخالد محمد أنور السادات بملابسه العسكرية ممسكاً بالصولجان .. أنه فرعون مصر الحديث الذي عبر وراء بنى إسرائيل ولم يهزمه المانع المائي ..

و أنهى الزعيم الخالد محمد أنور السادات المعركة بعد أن حققت كل أهدافها ..
ولم يندفع .. ولم ينزلق .. وإنما علم متى يبدأ .. وكيف ينهى العمليات العسكرية ..
هذه المعركة التي عشنا ونعيش و سنعيش على ذكراها العطرة .. في بلد فاز وانتصر في آخر معاركه العسكرية في العصر الحديث ..

الفصل الثاني ---- السلام



وانتهت معركة 6 أكتوبر 1973 م ..
ولم تنته أثارها .. ولن تنته بإذن الله ..
وبدأ الزعيم الخالد محمد أنور السادات في الدعوة إلى السلام .. واستيقظ في داخله الإحساس بالأرض .. وذهب إلى إسرائيل عام 1977 م .. وهو القائد المنتصر عليها .. يريد استرداد كل الأراضي العربية ..
هذه الزيارة التي افقدت إسرائيل توازنها .. مثلما حدث يوم العبور .. ورفضها الكثيرون .. ويندمون الآن .. وبدأ معهم حرب المفاوضات ..
وحصلنا على كل سيناء يوم 25 إبريل 1982 م
وحصلنا على طابا في 1989 م ..بيد الرئيس محمد حسنى مبارك .
ولكن ...
عانى الزعيم الخالد من عدم فهم الكثيرين لما يقوم به ..
كان الكثيرون يحيون على شعارات لا أفعال .. ويعيشون على أقوال لا مواقف ..

هؤلاء الذين بقصر نظرهم وبمحدودية فكرهم السياسي كانوا يضغطون عصبياً على الزعيم الخالد محمد أنور السادات .. إلى إن دُفع إلى إصدار قرارات 5 سبتمبر 1981 م .. بل والمبالغة فى إضافة الأسماء المغضوب عليهم من قبله .. كل ما كان يريده هو الهدوء حتى يحصل على الأرض كلها بعد ستة شهور .. وقال في جلسات خاصة أنه سيفرج عن الجميع بعد أن يسترد البقية الباقية من سيناء الحبيبة ..

كان يعلم أنه يوجد عدو متربص لا يريد إعطاءه الأرض .. ويتلكأ في تنفيذ الاتفاقيات .. ويحاول تضخيم العداوة الكامنة ليجدها مبرراً لعدم تسليم الأرض ..ولكنه قاوم كثيراً.. حتى عادت إلينا سيناء ورفع الرئيس محمد حسنى مبارك في 25 إبريل عام 1982 م ." ولن ننشر سراً عندما نقول أن ا لزعيم الراحل محمد أنور السادات كان يخطط للقضاء نهائياً على الكيان الصهيوني .. إذ إن عملية السلام الشامل ستؤدى إلى إذابة الكيان الصهيوني داخل المنطقة العربيــــة سلمياً .. و الخروج من قوقعة العنصرية .." أيضا خاض الزعيم الخالد محمد أنور السادات معركة اقتصادية شاملة. . و قاد الانفتاح الإقتصادى و بدأ في الاهتمام بالرأسمالية و تشجيع القطاع الخاص .. و قام الزعيم الخالد محمد أنور السادات بهدم السجن الحربي .. و أعاد الحريات .. و شجع الأحزاب ..

و أختار السيد/ محمد حسنى مبارك نائباً له في 1975 م . و قال انه يريد أن يتولى المسئولية جيل أكتوبر .. وفى أخر حديث له في مجلة المصور قال انه ينوى عدم التجديد لفترة رئاسة ثالثة و يفضل أن يتولى الرئاسة السيد محمد حسنى مبارك مكتفياً برئاسة الحزب الوطني الديموقراطي مثل المستشار النمساوي السابق فيلى برانت . لأنه يرى أنه قدم كل ما لديه لمصر ..

نعم..
قدم كل ما لديه لمصر .


مارى سيادتكم فى هذا الموضوع

محمد حامد الغنام

ahmed hayaty
13-12-2008, 09:25 PM
اكثر من رائع