مشاهدة النسخة كاملة : طفوله الرئيس السادات


محمد حامد الغنام
03-12-2008, 04:46 PM
الفصل الأول ---- الطفولة

لم يكن بوسع أي مؤرخ محايد أو باحث منصف أن يتجاهل ـ عند تعرضه لحياة أي شخصية تاريخية ـ فترة الطفولة .. إذ أن هذه الفترة من وجهه نظر العلم الحديث تشكل أغلب ـ إن لم يكن مجمل ـ سمات الشخصية التي يحياها الإنسان .

وكثير من الأحيان تبدو هذه الفترة غامضة كل الغموض في حياة الكثير من الشخصيات التاريخية .. ويحتاج الجلاء عن غموضها إلى الكثير من الجهد الحقيقي المبذول استقصاء مفردات الطفولة بشكل يثير التعب الذي يصل بالباحث ـ في بعض الأحيان ـ إلى حد الملل ... ولكن ..
عند توافر المعلومات الكاملة عن فترة الطفولة .. وذلك باستخدام الأدوات الحديثة العلمية في التأريخ للشخصية المراد البحث مفرداتها .. فإن النتائج التي يتم التوصل إليها تزيل كل أثر للعناء والتعب .. إذ أن فترة الطفولة لحياة أي شخصية كانت وماتزال حجر الزاوية في تشكيل سماتها.

ويقول الأستاذ عباس محمود العقاد في كتابه :" الفاروق عمر" .. إن للشخصية مفتاح .. فإذا تم التوصل لمفتاح الشخصية .. استطاع الباحث أن يلم بكل مفرداتها ..

ولد الزعيم الخالد محمد أنور السادات عام 1918 م .. في قرية ميت أبو الكوم ؛ محافظة المنوفية .. وطبعت حياة الريف المصرى طابعها في وجدان هذا الطفل الذي كان ارتباطه ـ مثل كل المزارعين في كل زمان ومكان ـ بالأرض .. هو مفتاح شخصيته ..

وعاش هذا الصبي حياة المزارعين التي تراقب عن كثب نمو البذور وتحولها إلى نباتات وأشجار وثمار .. وتعلم هذا الصبي مثل كل المزارعين ميزة الصبر .. والتروي .. إذ إن الثمار لا تأتى فجأة .. ولا تأتى بسرعة .. بل تأتى بعد عمل دءوب وبعد فترة زمنية .. يظللها صبر المزارعين ..

أيضاَ رأى هذا الصبي بعينيه كيف يقاوم المزارعون الآفات والقوارض .. وكل ما يتسبب في ضرر للزرع أو للأرض ..

وفى ظل هذا الجو الريفي الهادىء تعلم هذا الصبي معنى الهدوء .. والتأمل .. والتروي .. هذه الصفات التي قلما يتميز بها أطفال المدن ..


ويظل مفتاح الشخصية للزعيم الخالد محمد أنور السادات يكمن في كلمة واحدة ..

كلمة..

الأرض .


الفصل الثاني ---- ما قبل الثورة

لم تكن حياة الشاب محمد أنور السادات قبل ثورة يوليو 1952 م حياة هادئة .. أو طبيعية ..بل يمكننا القول بأن إرهاصات الزعامة تولدت في وجدان هذا الشاب في هذه المرحلة تحديداَ .. لم يكن تخرجه في الكلية الحربية هدفاَ يحقق له كل طموحاته .. بل كان هدفه الأكبر هو تحرير الوطن .. تحرير الأرض .. وانطلق يعمل ضد الاحتلال الإنجليزي إلى درجة أنه اُتهم بالانحياز للجانب الألماني في فترة الحرب العالمية الثانية ] 1939 ــ 1945 م [ ؛ وتورط في اتهامه بمقتل أمين عثمان الذي نادى باستمرار الاحتلال الإنجليزي لمصر .. كما ساهم في تكوين خلايا ثورية داخل ضباط الجيش خلال فترة ما قبل 1952 م .. إلى أن اسلم قيادتها إلى زميله جمال عبد الناصر .



أعتقل لنشاطاته في زنزانة تحمل رقم 54 فكانت بالنسبة له فترة ذهبية أعاد فيها ترتيب أوراقه .. وتجميع أفكاره وأهدافه من جديد .. مثل كل المناضلين .. الذين ينكرون ذواتهم لأجل أوطانهم .. ولأجل مبادئهم ..

واستطاع الشاب محمد أنور السادات أن يفر من معتقله .. وعمل سائقَا َلعربة نقل واشترك في تكسير الأحجار .. وكانت هذه الأمور خير إعداد له للتقرب من فئات عديدة للشعب قربته لهم .. وزادته خوفاَ عليهم .. نعم .. خوفاَ عليهم .. وعلى أولادهم ..



وحدث ما لم يكن في الحسبان .. أو ربما كان في حسبانه..

فصل الضابط محمد أنور السادات وطرد من الخدمة وهنا لا نستطيع التكهن يقيناَ بحقيقة مشاعره .. نثق أنه حزن لذلك .. ونثق في أن هذا الموقف زاده إصراراَ على تحرير الأرض .. وأنى للمناضلين أن يتذكروا تضحياتهم ..

إلا إن الشاب محمد أنور السادات عاد للخدمة ثانية .. ضابطا في الجيش المصري .. وهنا نعلم يقيناَ أنه قد قر في وجدانه انه قد صار أعلى من المهنة .. وأهم من الرتبة التي ذهبت لتعود .. وأدرك أن الإنسان هو الأهم .. وأن المنصب للإنسان وليس الإنسان للمنصب .. هذه المفردات التي شكلت الحياة الصاخبة لهذا الشاب كانت هي إرهاصات الزعامة .. إلى أن حدثت الحادثة .. والتى يمكن أن يقال عنها أنها القشة التي قصمت ظهر الضباط الأحرار باجمعهم ..



حادثة الفالوجه ..

المحنة .. يمكن أن يتجاوزها ..

الأســــر .. يمكن أن يحتمله..

المعارك .. يمكن أن يتعامل معها..



ولكن ... من يستطع أن يتجاوزها .. أو يحتملها .. أو يتعامل معها .. الكلمة البغيضة فى كل وقت ..

الخيانة ..



حرب فلسطين 1948 م ؛ وأزمة الأسلحة الفاسدة ؛وانتصار عصابات الصهيونية ؛ القائم على الخيانة زلزل وجدان الضابط محمد أنور السادات هذا الموقف الذي وصل إلى ذروته بحصار الفالوجه و أشعل الغضب في الشبان المتحمسين لتحرير وطنهم ..

وقد كان .

ahmed hayaty
13-12-2008, 10:18 PM
شكرا هذا المجهود