عّـشـاق الـلـيـل حـالـهـم حـال ، لا يـعـرف حـالـهـم إلا مـن كـان مـثـلـهـم
يـعـشـقـون الـلـيـل لأنـهـم يـنـتـظـرون وقـت الـنـزول الإلـهـي
يـعـشـقـون صـلاة الـلـيـل والـنـاس نـيـام
فـهـي طـريـقـهـم لـدخـول الـجـنـة بـسـلام
هـي مـوعـدهـم مـع الـلـذة والأنـس ولـقـاء الـحـبـيـب

حـبـيـبـي ربـي أنـت سُــؤلـي وبُـغــْـيَـتـي

كـفـى بـك لـلـراجـــيـن سُـؤلا ً ومَـغـنـمَـا

ألـسـتَ الــذي غــذيـتــنـي وهــديــتــنـي

ولازلـــتَ مَــنــّـانـًـا عــلـيّ ومُـنـعِـــمَــا

يـا حُـسْـنَ عـيـن بـكـت فـي جـوف الـلـيـل مـن خـشـيـة الله
ومـن لـم تـقـَـرّ عـيـنـه بـالله فـلا قـرّت عـيـنـه ، ومـن لـم يـأنـس بـالله فـلا أنِـس

أيـن نـحـن عـن ثـلـث الـلـيـل الأخـيـر ؟ ... أيـن نـحـن عـن الـتـضـرّع بـالأسـحـار ؟

عُـشـاق الأسـحـار لـمـنـاجـاة الـرحـمـن هـم فـي غـايـة الـسـعـادة
وفـي مـنـتـهـى الـلـذة يـعـيـشـون فـي جـنـة الـدنـيـا
ويـتـفـيـئـون ظـلالـهـا ويـسـتـنـشـقـون نـســائـمـهـا

تـمـثـل مـحـمـد بـن رافـع فـي الـسّـحَـر بـبـيـت مـن الـشـعـر
وكـان مـعـه هـرم بـن حـيّـان
فـرفـع هـرم سـوطـه وجـلـد مـحـمـدًا عـلـى ظـهـره قـائـلا لـه :

أفـي هـذه الـسـاعـة الـتـي يـنـزل فـيـهـا الـرحـمـن
ويُـسـتـجـاب فـيـهـا الـدعـاء تـتـمـثـل بـالـشـعـر ؟ ! !

لا إلـه إلا الله

أيـن أنـت يـا هـرم مـن زمـانـنـا رحـمـك الله

كـيـف لـو رأيـت أهـل هـذا الـزمـان ؟
لـو رأيـتـهـم يُـقـلـّـبـون قـنـوات الـشـيـطـان فـي وقـت نـزول الـرحـمـن
عـلـى عـلـم الـقـريـب والـجـار والـصـديـق
لـو رأيـتـهـم يـلـتـحـفـون بـظـلام الـلـيـل يـسـتـتـرون عـن الـخـلـق
يـتـمـتـعـون بـالـمـحـرمـات والـلـذات فـلا تـهـنـأ لـهـم الـشـهـوات إلا فـي الـظـلـمـات

فـمـا مـن نـاصـح لـهـم ولا مُـنـكِـر

فـأيـن أنـت يـا هـرم رحـمـك الله ... وأيـن ســـوطـــك ؟