مشاهدة النسخة كاملة : ايجابية مدرس!>>>


Flower
20-06-2006, 07:29 AM
بعد تخرجه من الجامعة عين مدرساً في مدرسة ابتدائية .. فشعر بعظم

المسؤولية والأمانة هاهم فلذات الأكباد بين يديه .. سأل نفسه : إن الأب لا

يسلم ابنه لأحد بطوعه واختياره إلا للمدرسة .. إنه يمضي بها ست ساعات دون

أن يفكر الأب في مصير ابنه .. وماذا يتلقى ؟

لا إله إلا الله .. ما أعظمها من مسؤولية!! كان يفكر دائماً في دعوة

الناشئة
إلى الخير فيجد منهم قبولاً كبيراً عكس ما يسمعه من زملائه من أنهم صغاراً

لا
يفقهون ما يقول. لقد وجدهم يبادرون إلى الصدقة إن حدثهم عن فضلها ..لقد

سمع من آبائهم.. أن الأبناء الصغار يحرصون على الصلاة في المسجد.. بل

وحتى صلاة الفجر التي هجرها أكثر المسلمين إلا من رحم ربك.. قائلين : لقد

حدثنا الأستاذ عن فضلها !! لقد استطاع أن يجعل جل الطلاب يلتحقون بحلقات

تحفيظ القرآن الكريم في المساجد ويحفظون كتاب الله ..كان يزورهم في

المساجد ويحمل الهدايا ..كان همه أن ينال أجرهم.. أحبه الطلاب كثيراً..

وأحبهم أكثر. لم يكن يتردد عن (حصص الانتظار) بل يبادر إليها فهمه أكبر

من هم الآخرين.. فلم تكن ثقلاً كما يعتبرها غيره في حصة الانتظار.. سأل

الطلاب : من يرغب منكم أن يصبح داعية إلى الله ؟ أجابوا جميعاً :

كلنـــــا

يريد! إذن فلنبدأ على بركة الله ... ليحضر كل واحد منكم شريطاً نافعاً من

تلاوة القرآن أو المحاضرات المناسبة. وبعد أن أحضر الطلاب المطلوب..

جعلهم يتبادلون الأشرطة بينهم بحيث يدور الشريط على كل الطلاب وأوصاهم أن

يسمعوا الأشرطة لأهلهم !! واستمر المشروع الدعوي المبارك بعد أن جعل

طالباً مسئولاً عن الإعارة .. ثم انتقل إلى الكتيبات الإسلامية . وذات

يوم..

حمل إليه أحد الطلاب رسالة خاصة .. فتحها فقرأ : ( أيها المربي الفاضل :

هذه رسالة شكر وعتاب.. فلا تتصور كم كان أثر الشريط الذي أحضره أخي

الأصغر .. نعم لقد قلب هذا الشريط حياة أسرة بأكملها .. أسرة لا هم لها

إلا التمتع بملذات الحياة . فوالدنا ترك لنا الحبل على الغارب .. وأمي لا

تعرف عن دينها شيئا .. فكانت حياتنا بعيدة عن منهج الله.. الصلاة هي آخر

ما نفكر فيه .. فلم تكن يوماً موضوعاً يطرح في بيتنا .. فلم نؤمر بها

فضلاً
عن أن نضرب على تركها !! هذه حياتنا .. لهو وعبث .. نلهث خلف مغريات

الدنيا .. الأولاد خلف الفن والرياضة والسفر .. أما نحن البنات فلا هم لنا

إلا الأسواق وتتبع الموضات ومتابعة المسلسلات والأفلام .. وحتى المباريات
!!
ولكني أعرف من نفسي أن هناك فراغاً روحياً قاتلاً أحمله .. هناك ضنك

أعيشه .. ورغم أني جامعية وفي كلية علمية .. ومتفوقة في دراستي إلا أن

السعادة الحقيقية كانت مفقودة تماماً في حياتي .. حتى جاء مساء الأربعاء

الماضي .. فأعطاني أخي - الطالب لديكم - شريطاً شدني عنوانه : السعادة

بين الوهم والحقيقة !!! قلت في نفسي .. لأستمع إليه .. فأرى مفهوم

المتدينين عن السعادة استمعت إليه مرة .. ثم أعدته ثانية وثالثة في

ليلتي تلك .. كانت كلمات الشيخ وفقه الله كأنها موجهة إلي .. أشعر به

يناديني بقوة : هلمي إلى طريق السعادة الحقيقية الذي افتقدتيه أشعر

وكأنه يهزني بعنف : إنك تعيشين وهم السعادة لا حقيقتها.. هالني ما نقل

من اعترافات من كنت أضنهم أسعد السعداء !! نعم .. لقد كان النداء الأول

الذي أيقظني من رقدة طالت مدتها .. لقد أمضيت إجازتي الأسبوعية .. أفكر

في حديث الشيخ .. وأنتظر الشريط القادم من أخي .. وقد أوصيته بذلك فكان

يوم السبت .. انتظرت أخي على أحر من الجمر: ها هو يحضر لي شريطاً

عنوانه .. أرعبني .. وكأنه النذير الأخير : انتبه ..فقد لا يترحم عليك !!

أخذت الشريط قبل الغداء فاستمعته .. كانت خطبة مؤثرة جداً .. فبكيت ..

وبكيت.. أهذا مصيري .. إن أنا مت وأنا تاركة للصلاة.. لا أغسل !! لا

أكفن !! لا يصلى علي !! يا للخزي في الدنيا والآخرة.. لم أتناول

الغداء .. ذهبت مسرعة .. توضأت وصليت الظهر وبقيت في سجادتي أدعو الله أن

يغفر لي ما أسلفت .. وقبل أن أنهي رسالتي .. اعذرني إن قلت لكم أيها

المربون : لقد قصرتم كثيراً كثيراً .. فأبنائنا بين أيديكم أمانة .. وهم

رسل خير إلى أهليهم .. فاتقوا الله وأدوا الأمانة كما ينبغي. فكم هم

الحيارى أمثالي .. يملكون من المال أوفره ولكنهم يفتقدون الكلمة

الطيبة .. رغم قلة ثمنها كما علمت.. أيها المربي الفاضل : نعم لقد

تغيرت أسرة كاملة أو هي على وشك .. بخمس ريالات فقط. فهل أنتم مواصلون



منقول

basmala
20-06-2006, 07:40 AM
جزاكى الله خير يافلور على الموضوع

انا فكره ان احنا كان عندنا مدرس انجليزى فى تانيه اعدادى كنا بنحبه جدا ...كنا بنتحايل عليه علشان ياخد حصص احطياتى لينا

كان بيكلمنا فى كل حاجه دين وسياسه ويشرح الدرس ويهزر معانه ....بجد ربنا يمسيه بالخير

يمكن دا المدرس الوحيد اللى اثر فينا كلنا...

Flower
20-06-2006, 07:52 AM
جزانا الله واياكي خيرا يا بسمله

فعلا انا كمان كان عندي مدرسه كنا بنحبها جدا وعلمتنا حاجات كتير اوي

من ايام الابتدائي

ولسه فاكراها لحد دلوقتي وبزورها ساعات

اللهم اكثر من امثال هؤلاء الناس

zizo2_2
20-06-2006, 03:45 PM
جزاكم الله خيرا يا دكتورة

Flower
20-06-2006, 09:06 PM
جزانا الله واياكم خيرا

DR_CASPER
23-06-2006, 10:05 PM
قصة مبهره فعلا
وانا متاكد ان فى حياة كل واحد فينا اكيد فيه استاذ او استاذه كان ليهم تاثير كبير فى تكوين شخصيته
انا عن نفسى مش اقل من 3 مدرسين على مدار حياتى
كان ليهم الاثر الاكبر فى تكوين شخصيتى

قمر قمر
23-06-2006, 10:08 PM
بارك الله فيكى

محمدعبدالدايم
23-06-2006, 10:17 PM
جزاكى الله كل خير اخت فلاور

عن نفسى انا بحب مدرس عايشته

6سنين كاملة حبيتو زى نفسى واكتر

ومن حسن الحظ اسمه نفي اسمى

محمد عبد الدايم

والله ما قريبى

مكنتش اعرفه قبل مايدرسلى

Flower
24-06-2006, 11:43 AM
شكرا لمشاركتكم جميعا

دكتور كاسبر

قمر قمر

محمد عبد الدايم

وياريت لو حد فعلا مدرس مأثر في شخصيته يحكيلنا....

katkoutelwady
25-06-2006, 04:28 PM
اولا بشكرك علىا القصة الرائعة دى

وانا كمان كان فى مدرس لغة عربية

ايام الثانوية
كان حاجة كده مش عارف اوصفه ازاى
رائع فعلا

ربنا يخليه بجد

انا من كتر ما حبيته وكنت معجب بشخصيته جدا

كان هو بييدنى درس

فانا كنت اخلص مع المحموعة بتاعتى
وكنت اروح احضر مع ناس زمايلى تانين
بحجة انةى ما فهمتش حاجة معينة

مع انها بصراحة عمرها ما حصلت انى ما فهمتش من المدرس ده

والحمد لله لحد دلوقتى لسه بزوره وهو كمان بيسال عنى لما بغيب فترة ولا حاجة

Flower
25-06-2006, 04:59 PM
كويس فعلا ان الانسان يلاقي مدرس ياثر فيه

ويسال عليه حتي بعد مايخلص...


شكرا لمشاركتك

katkoutelwady

zizo2_2
15-09-2009, 10:20 PM
تم التنشيط للاهمية

sweet heart
15-09-2009, 10:46 PM
جزاكى الله خيرا
مهنة التدريس مهنة عظيمة جدا وتتطلب امانة واخلاص
فى مدرسين بيبقى ليهم تأثير ايجابى كبير على الطلاب
وفى اخرين بيبقى ليهم تأثير سلبى
يا ريت كل المدرسين زى المدرس ده
ويكون عندهم احساس بالأمانة اللى على عاتقهم

مس رانيا حسن
16-09-2009, 12:14 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا موضوع رائع
حقا فى حياه كل منا شخصية اثرت فيه بعمق
وغالبا ما تكون معلم فاضل او معلمه فاضله

بالنسبة لى من اكثر الشخصيات الى أثرت فى حياتى
استاذى ومعلمى وشيخى الذى اعاننى بعد الله على حفظ القران الكريم
هو الشيخ محمد نعيم الشربينى رحمه الله وأسكنه فسيح جناته
كنا فى المرحله الابتدائيه نظام الازهر حصص القران الكريم لا تقل يوميا عن ثلاث حصص
فكان يقضى معنا وقتا طويلا
هذا الشيخ الجليل راعى اننا صغارا فقد حرص على أن نظل متشوقين لقراءه القران والا نمل منه
كان يقسم الحصص ما بين قراءه القران بصوته العذب الجميل والمؤثر
ومابين روايه بعض القصص الدينيه كقصص الانبياء والى كانت غالبا متعلقه بما نحفظه فى الحصه
واحيانا كان يمتعنا باداء الابتهالات الدينيه وايضا كان يحكى لنا بعض المواقف فى حياته
ساحكى لكم موقف مؤثر جدا فى حياتى ولم اكن اتوقع يوما ما ان امر به

وقت ان كنت فى المرحله الابتدائيه وفى حصه القران الكريم وجدنا يدخل علينا
شخص ما ودخل وسلم على شيخنا وتحدث معهقم التفت لنا الشيخ وقال ضاحكا
"على فكرة محمد كان تلميذ عندى زيكم كدا
وكنت بضربه"

ودارت الايام ويشاء القدر ان اذهب لزيارة شيخى
قبل وفاته بايام
فى المعهد حيث انى اعمل بمدرسة
ثانويه قريبه من المعهد ودخلت عليه الفصل وهو يحفظ التلاميذ
نفس الفصل الذى كنت فيه عندما دخلت وعرفته بنفسى لانى ارتدى النقاب فلم يعرفنى
لكن عندما ذكرت اسمى تذكرنى على الفور ثم نظر الى التلاميذ وقال لهم فرحا
"دى كانت تلميذتى زيكم وكانت هنا"
وقتها عينى ادمعت ورجعت بذاكرتى للوراء
سبحان الله
حياك الله اختى الفاضله
وجزاك الخير كله