nabila_banoub
10-12-2008, 12:37 AM
جريدة الأهرام الأربعاء 10/12/2008
التعليم.. ليس للتدمير!
بقلم : وجيه الصقار
لا يختلف اثنان حول خطورة التعليم ودوره لبناء أجيال المستقبل ونهضة الوطن, ومع ذلك فالحقيقة والواقع يؤكدان أنه ليس هناك نية لتطوير التعليم والنهوض به بما يتواكب مع المستقبل, فاتضح ان القائمين علي العملية التعليمية لايدركون معني تطوير المناهج والذي لابد ان يتجه ـ وحسب الفكر التربوي العالمي ـ إلي تعليم الطالب كيف يفكر ويحل المشكلات, في حين أن الواقع يقول: ان التطوير لايزيد علي تكدس المزيد من المواد الدراسية في كل مادة, مثلما حدث مع الصف الرابع الابتدائي ومانتج عنه من غرق الطالب في مواد دراسية مكدسة تدمر قدراته الفكرية والإبداعية. أما في جانب المدرس.. فاتضح ان العملية تبلورت في كادر المعلمين الذي عقد اختباره بما يتجاوز حدود العقل من حيث التخصص والمواد التربوية واللغة العربية وإلي درجة التبديد بالإضافة لما تلقاه المراقبون بالجامعات من مبالغ انفقتها الوزارة هباء وكان المعلمون اولي بها!! في الوقت الذي يوجد فيه عجز فادح بالمدارس يبلغ نحو160 ألف مدرس,
وتكتفي الوزارة بالتعاقد مع مدرسين من الشارع دون تعيين مثل عمال التراحيل وتقوم بفصلهم في نهاية مايو وقد تجدد العقد في منتصف سبتمبر وذلك حسب الواسطة والتساهيل, فهل نتوقع من المدرس ان يعطي وهو غير آمن علي قوت يومه أو مظلوم في ترقيته, في حين يصبح دور الوزارة دور مراب مستغل غير مأمون الجانب ؟.. وهنا تحدث الأخطاء التربوية والتعليمية التي ينطبق عليها القول خطأ المعلم تتوارثه الأجيال أي أنه يلعب دورا مدمرا في غالب الأحيان. أما النكتة الاخيرة للوزارة فهي ان من نجحوا في الكادر سيلزمون بتدريس24 حصة اسبوعيا حتي بالثانوي العام مع ان نصاب المدرس به18 حصة, كما ان بعض المواد يصل نصاب مدرسيها الي6 حصص اسبوعيا فمن اين يأتي المدرس بباقي الحصص ليحصل علي علاوة الكادر ؟! ويكفي انه لا يستطيع أي مسئول بالوزارة زيارة اي مدرسة خاصة في المرحلة الثانوية لان هذا العام مضروب فطلاب المرحلة الأولي إما رسبوا في الاعدادية او يعيدون هذا العام اي انه عام الراسبين ولا حضور في غالب الاحيان وفي الوقت نفسه فإن90% من طلاب الثانوية اتجهوا للدراسات الأدبية بعد صدمة الرياضيات والاحصاء في العام الماضي.
ويكفي ايضا أن تلميذا صغيرا في عمر الزهور يجلس9 حصص متواصلة في الدسك بلا حراك يوميا, فالمعتقل أرحم بكثير, وليس غريبا إذا سألت أي طالب صغيرا او كبيرا سيقول لك: إنني أكره المدرسة.. فهل اتجهنا لتدمير الجيل القادم بحرص وإخلاص ؟!
التعليم.. ليس للتدمير!
بقلم : وجيه الصقار
لا يختلف اثنان حول خطورة التعليم ودوره لبناء أجيال المستقبل ونهضة الوطن, ومع ذلك فالحقيقة والواقع يؤكدان أنه ليس هناك نية لتطوير التعليم والنهوض به بما يتواكب مع المستقبل, فاتضح ان القائمين علي العملية التعليمية لايدركون معني تطوير المناهج والذي لابد ان يتجه ـ وحسب الفكر التربوي العالمي ـ إلي تعليم الطالب كيف يفكر ويحل المشكلات, في حين أن الواقع يقول: ان التطوير لايزيد علي تكدس المزيد من المواد الدراسية في كل مادة, مثلما حدث مع الصف الرابع الابتدائي ومانتج عنه من غرق الطالب في مواد دراسية مكدسة تدمر قدراته الفكرية والإبداعية. أما في جانب المدرس.. فاتضح ان العملية تبلورت في كادر المعلمين الذي عقد اختباره بما يتجاوز حدود العقل من حيث التخصص والمواد التربوية واللغة العربية وإلي درجة التبديد بالإضافة لما تلقاه المراقبون بالجامعات من مبالغ انفقتها الوزارة هباء وكان المعلمون اولي بها!! في الوقت الذي يوجد فيه عجز فادح بالمدارس يبلغ نحو160 ألف مدرس,
وتكتفي الوزارة بالتعاقد مع مدرسين من الشارع دون تعيين مثل عمال التراحيل وتقوم بفصلهم في نهاية مايو وقد تجدد العقد في منتصف سبتمبر وذلك حسب الواسطة والتساهيل, فهل نتوقع من المدرس ان يعطي وهو غير آمن علي قوت يومه أو مظلوم في ترقيته, في حين يصبح دور الوزارة دور مراب مستغل غير مأمون الجانب ؟.. وهنا تحدث الأخطاء التربوية والتعليمية التي ينطبق عليها القول خطأ المعلم تتوارثه الأجيال أي أنه يلعب دورا مدمرا في غالب الأحيان. أما النكتة الاخيرة للوزارة فهي ان من نجحوا في الكادر سيلزمون بتدريس24 حصة اسبوعيا حتي بالثانوي العام مع ان نصاب المدرس به18 حصة, كما ان بعض المواد يصل نصاب مدرسيها الي6 حصص اسبوعيا فمن اين يأتي المدرس بباقي الحصص ليحصل علي علاوة الكادر ؟! ويكفي انه لا يستطيع أي مسئول بالوزارة زيارة اي مدرسة خاصة في المرحلة الثانوية لان هذا العام مضروب فطلاب المرحلة الأولي إما رسبوا في الاعدادية او يعيدون هذا العام اي انه عام الراسبين ولا حضور في غالب الاحيان وفي الوقت نفسه فإن90% من طلاب الثانوية اتجهوا للدراسات الأدبية بعد صدمة الرياضيات والاحصاء في العام الماضي.
ويكفي ايضا أن تلميذا صغيرا في عمر الزهور يجلس9 حصص متواصلة في الدسك بلا حراك يوميا, فالمعتقل أرحم بكثير, وليس غريبا إذا سألت أي طالب صغيرا او كبيرا سيقول لك: إنني أكره المدرسة.. فهل اتجهنا لتدمير الجيل القادم بحرص وإخلاص ؟!