مشاهدة النسخة كاملة : ماالذي جري للمعلم المصري ؟


ayman asyoty
12-12-2008, 07:06 PM
الذي جري للمعلم المصري ؟ «2-2» http://dostor.org/ar/templates/hood_news/images/pdf_button.png (http://dostor.org/ar/index2.php?option=com_content&do_pdf=1&id=9940) http://dostor.org/ar/templates/hood_news/images/printButton.png (http://dostor.org/ar/index2.php?option=com_content&task=view&id=9940&pop=1&page=0&Itemid=31) http://dostor.org/ar/templates/hood_news/images/emailButton.png (http://dostor.org/ar/index2.php?option=com_content&task=emailform&id=9940&itemid=31)
بل إن مفكرا عظيما مثل طه حسين، كان يسخر سخرية حادة من « الإعداد المهني والتربوي »، حتي إذا وصل إلي موقع الوزارة في عهد حكومة الوفد عام 1950، وكانت مدرسة المعلمين العليا قد عادت عام 1946، بعد أن كانت قد ألغيت عام 1929، عندما أنشأ المعهد العالي للتربية، قام بتحويل الأقسام الأدبية بالمدرسة إلي كلية للآداب، والأقسام العلمية إلي كلية للعلوم، ومن هذه وتلك، وبعض المدارس العليا الأخري أنشأ جامعة إبراهيم باشا ( عين شمس الآن )، وكان جهده لأن تكون بالقاهرة جامعة أخري تضاف إلي جامعة فؤاد ( القاهرة ) عملا عظيما، لكن هل كان من المحتم أن يتم ذلك بذبح المعلمين العليا إلا تنفيسا عن ثأرات قديمة كانت بين الجامعة والمعلمين العليا شارك فيها طه حسين ؟



ومما يؤكد عشوائية التفكير في سياسة إعداد المعلم، يدهش أن تنشأ لأول مرة كلية للمعلمين عام 1965 بجامعة الإسكندرية، دون تجهيز واستعداد، حتي إنني لأذكر عبارة قالها الراحل الدكتور جمال الدين الشيال الذي كان عميدا لآداب الإسكندرية لأستاذي الدكتور أبو الفتوح رضوان، الذي انتدب عميدا للكلية الجديدة « صحوت يوما فإذا بي أجد لقيطا علي باب كليتنا اسمه كلية المعلمين !!»

ولم تمر سنتان إلا وبدأت حركة إنشاء كليات أخري، فأنشئت كلية للمعلمين في طنطا، وأخري في المنصورة، أيضا بالمنطق العشوائي نفسه، مجرد عميد، واختيار مبني مدرسة متواضعة تكون مقرا، بلا مكتبة ولا معامل ولا هيئة معاونة من المعيدين، ولا أعضاء هيئة تدريس 0

وعندما توحد مصدر إعداد معلم التعليمين الإعدادي والثانوي عام 1970 فيما عرف بكليات التربية، حيث كان التعدد يسبب نزعات وتعصبات وتحيزات داخل المدارس، أملنا أن يستقيم الطريق، وتصح الصنعة 0

لكن الانتشار العشوائي بدأ منذ عام 1971 لكليات التربية في الأقاليم المختلفة، بغير إعداد سابق من مبان وتجهيزات وأعضاء هيئة تدريس، بذر بذور عجلة و« سلق »، وأوجد مناخاً يستحيل معه أن يكون صالحاً لإعداد المعلم، لأن معلم المعلم نفسه ( أعضاء هيئة التدريس لكليات التربية ) لم يكن متوافراً إلا بالندب 0

تري، ماذا نتوقع من الحال التي يكون عليها أعضاء هيئة تدريس في هذه الكليات، عند الاختيار والتنشئة ؟!!

ولو رجعنا لكيفية إنشاء جامعة مثل جامعة أسيوط، لوجدنا الاختلاف الصارخ، حيث هيئت لها المباني، وأرسل المبعوثون إلي الخارج ليحصلوا علي الدرجات العلمية العالية، وبعدها بدأ التعليم في الجامعة، وعندما تصح الأسس وتقوي، تستطيع أن تطمئن إلي سلامة البناء، وفي الجزء الذي كتبناه عن الذي جري في الجامعات الإقليمية، يري القارئ الكثير من عوامل الإفساد والخلل الذي أصيبت به كليات التربية، مما كان من الطبيعي معه أن ينعكس علي عملية إعداد المعلم نفسها 0

حتي ما يسمي بالكلية الأم تربية عين شمس، حيث كانت هيئة التدريس مكتملة، أو شبه ذلك في بعض التخصصات، كان القبول لها من خريجي الثانوية العامة، سنوات عدة يفوق طاقاتها الاستيعابية، ذلك أن تصميمها الأول كان يستهدف أن تتسع لألف طالب فجاء عليها وقت ضمت أكثر من عشرين ألفاً، والمساحة الكلية غاية في الضيق، فكان لهذا أثره المؤسف في تراجع عملية التعليم وإعداد المعلم 0

لو قارنا بين عدد من خريجي ما كان يسمي بالمعلمين العليا، في العشرينيات والثلاثينيات، والذي كانوا نجوم العلم والفكر والثقافة في مصر طوال هذه الفترة، بمن تخرجوا من كليات التربية والمعلمين عبر العقود الماضية، فلن تجد بينهم مثل هذه الكوكبة من رجال الفكر والعلم والثقافة، باستثناء عدد محدود للغاية، حيث تقدمت الجامعة لتحتل المكانة الأولي في صناعة النابغين والمفكرين والعلماء .

لا أقصد أن أُحمِّل كليات التربية المسئولية، فالحق، أنه تراجع عام لثمرات العقل المصري في التفوق والنبوغ، في العقود الثلاثة الأخيرة، نشير إليه في مواقع ومجالات عدة، لكننا نفزع أكثر عندما يصيب مثل هذه التراجع والخلل المجتمعي هذه الفئة بصفة خاصة، المعلمين، فهم الذين نسلمهم فلذة أكبادنا عدة ساعات كل يوم ليبثوا في عقولهم المعرفة، وفي قلوبهم القيم، وفي أيديهم المهارات، حتي إن التلميذ، خاصة في فترة الصغر، ينظر إلي المعلم وكأن « إله »، هو الوحيد مصدر المعرفة الصادقة، ولو حاول أب أو أم أن تقول ما يخالف ما قاله المعلم، فإن الطفل يهب مبدياً احتجاجه بعبارة تنم بالفعل علي مقدار التقديس الذي يحظي به المعلم 0

ولعل عاملاًمن العوامل الأخري المهمة أن أصيبت كليات التربية بما أصيب به الحال المصري في السنوات الأخيرة من حيث التعيين بالواسطة، في فئة المعيدين خاصة قبل سيادة مبدأ التعيين وفقاً لنظام التكليف، فإذا بنا الآن نري هذا الداء العام : مجموعة من أعضاء هيئة التدريس ذوي علاقات قرابية من درجات مختلفة : الابن، أو الابنة، والزوجة، والأخت والأخ، وكليات التربية ليست فريدة في ذلك، فمعظم المواقع في مصر أصبحت كذلك !!

ومما زاد الطين بلة، هذا الذي حدث عام 1988 في عهد الدكتور أحمد فتحي سرور عندما كان وزيراً للتعليم، حيث أنشأ ما عرف بكليات التربية النوعية، حتي وصل عددها إلي ما يقرب من العشرين كلية، تضاف إلي عشرات كليات التربية القائمة فعلاً أو التي استجد إنشاء بعضها، وهو الأمر الذي تناولناه في موقع آخر من سلسلة مقالاتنا عما جري للتعليم في مصر 0

ولابد أيضاً أن نتذكر أعواماً عدة كنا نري فيها طوابير طويلة تبدأ منذ الفجر، تقف علي بعض قنصليات دول الخليج، بحثاً عن عمل، وما كان يرافق هذا وذاك من مظاهر إهدار للكرامة وتصاغر، حتي إذا حظي المتقدم بالجنة الموعودة، واستقر في هذا البلد النفطي أو ذاك، عاش علي عكس ما كان أسلافه يعيشون، مرهوبي الجانب، ترتفع رؤوسهم إلي أعلي، فهم قد جاءوا ليعلموا ويُنَوِّروا، وأهل البلد المعار إليه المعلم يقدرون ذلك ويقرونه، أما معلمنا منذ السبعينيات فقد نظروا إليه باعتباره أجيراً جاء ليحصل علي مال ومعيشة لا يتوافران في بلده، فهم - أهل البلد المعار إليه - سادة، وهو كالعبد 0

ومن نوادر الدهر أن تسمع عن معلم مصري تمرد علي هذا ورفضه، لأن نظام « الكفيل »: يكبل العامل المصري ويسلسله في مجموعة قيود لا يستطيع أن يفلت منها، والقنصليات والسفارات المصرية، حالها معروف ومشهور من حيث مشاركتها الدولة الخليجية في إساءة المعاملة، وأقسم بالله أنني خلال فترة قصيرة عملت فيها بإحدي الدول، ولم أُكمل المدة والحمد الله احتجاجاً، واحتجت لتصديق القنصلية المصرية علي بعض الأوراق، فاستعنت بآخر غير مصري، كي أنجز ما يخصني من معاملات في سفارة بلدي مصر !!

إن السنوات التي كان يقضيها المعلم المصري في دولة خليجية كانت تروضه علي المذلة والخنوع والنفاق والطاعة العمياء، وهو يجد نفسه مضطراً لتقبل ذلك، لأن وطنه لم يضع من الشروط والمعاهدات والاتفاقيات ما يحفظ عليه كرامته، فضلاً عن يقينه أنه لا يجد ما يسد رمقه بالفعل في هذا الوطن المسكين 0

فإذا ما بدأ المعلم المصري في العودة، عاد إنساناً يغلب عليه نمط الشخصية الاستهلاكية، بحكم عاملين، أولهما أن الموطن الخليجي نفسه الذي انهمر عليه المال بسخاء كبير، فجأة، لم ترتب له حياة تصنع منه مواطناً لا يكتفي بالاستهلاك، وإنما يتعود المشاركة في الإنتاج، ومعاشرة مجتمع يكون هذا نمط الحياة فيه، عدة سنوات، لابد أن يُحدث ما يسمي بانتقال أثر التدريب، وتسري عدوي الاستهلاكية في المعلم المصري 0

العامل الثاني نفسه، أن الحال المصري في الفترة السابقة علي السبعينيات، أبعدت الكثير من مظاهر الإنفاق الاستهلاكي عن السوق المصرية، وغالباً نجد الإنسان الذي يعيش حياة يُحرم فيها من الكثير، إذا انتقل إلي مجتمع آخر مغاير،، دون فترة تهيئة وانتقال، يصاب بما يشبه بـ« السعار الاستهلاكي » 0 ولو توقفنا لتحليل الحياة الاستهلاكية وأثرها علي الشخصية لاحتجنا إلي المزيد من الصفحات والأوراق 0

وإذا كان لكل مهنة، بل وكل حرفة، نقابة تقوم بالتنمية المهنية لأعضائها، وتأمين مستقبلهم بعد الخروج إلي المعاش، وتقديم بعض الخدمات الضرورية مثل الإسكان والرحلات والترفيه،والدفاع عن مصالح الأعضاء تجاه أصحاب العمل وملاكه، فإن ما أشرنا إليه من قبل، من حيث نشوء نقابة المعلمين في أحضان السلطة، والحرص علي أن يكون النقيب هو نفسه وزير التربية أو الوكيل أو شخص آخر يحتل موقعاً عالياً في القيادة الحكومية، فرّغ النقابة من طبيعتها، وجعل منها أداة سيطرة وهيمنة، مما أشاع روح الخضوع والطاعة العمياء والخنوع،ومن شأن استمرار مثل هذه المشاعر أن تولد مشاعر أخري تنضح بالكراهية والحقد، والرغبة في الانتقام، فلا يجد المعلم أمامه للتنفيس إلا هذا التلميذ المسكين الذي يذهب ضحية ظلم المجتمع للمعلم !!

اميرة احمد ياقوت
13-12-2008, 07:02 PM
:stickjo4: باسبدى نقابة اية هو فية حاجة اسمها نقابة المعلمين
انا من الاسكندرية وتعيين 1988 وكل شهر يتخصم من المرتب ثلاثة جنيهات لصالح النقابة وجنيهان لصالح نادى المعلمين
ولا فية نادى ولافية اى دور للنقابة