مشاهدة النسخة كاملة : غض الطّرف عن هفواتي ......


أبوسفيان السلفى
13-12-2008, 11:15 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم
=====

غضيض الطّرف عن هفواتي

قال أبو عبد الله الإمام محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله :
أحب من الإخوان كلّ مواتي = وكل غضيض الطرف عن عثراتي
يوافقني في كل أمر أريده = ويحفظني حيـاً وبعـد ممــاتي
فمن لي بهذا ؟ ليت أني أصبته = لقاسمته مالي من الحسنـات
تصفحت إخواني فكان أقلهم = - على كثرة الإخوان - أهل ثقاتي
كُلنا يُحب ذلك الموصوف
وكُلنا يُحب أن يُغضّ الطرف عن عثراته وهفواته
لأنه ما مِـنّـا إلا وله من العثرات ما لا يعلمه إلا الله ، وله من الهفوات ما لو نُشر لافتضح أمره
وإذا كُنا كذلك فلنعامل الناس كما نُحب أن نُعامل
قال عليه الصلاة والسلام : من أحب أن يزحزح عن النار ويُدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر ، وليأتِ إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه . رواه مسلم .

إن العُذر مطلوب للآخرين كما هو مُلتمس للنفس
فما إن يقع أحدنا في خطأ إلا ويبحث عن الأعذار ليعتذر عن خطأ وقع فيه أو ارتكبه !
فما بالنا لا نلتمس ذلك لإخواننا ؟
وما بالنا لا نطلب لعلمائنا ما نطلبه لأنفسنا ؟

فما إن تبدو لنا زلة مِن عالِم أو هفوة من داعية إلا ونُبادر على نشرها وتطييرها في الآفاق
وربما كانت مكذوبة عليه فنكون ممن يكذب الكذبة فتبلغ الآفاق !
أو ربما
كان له عُذراً مقبولاً عند الله وعند الناس

أو ربما
كان الخطأ في أعيننا

وربما
لو وقفنا موقف ذلك العالم لقلنا بما قال بالحرف الواحد دون زيادة ولا نُقصان
لأن تقدير المصالح والمفاسد مرتبط بنظرة الشخص وبزمانه ومكانه .


وربما رأينا - بعد مدة – أن رأيه هو الصواب ، وأننا كُنا على خطأ !
وربما رجع عن رأيه في مسألة ما فكيف لنا الرجوع ؟!

إن العُذر والإعذار محبوب إلى الله وإلى الخلق

ولذا قال عليه الصلاة والسلام : ولا أحد أحب إليه العذر من الله ، ومن أجل ذلك بعث الله المرسلين مبشرين ومنذرين . رواه البخاري ومسلم .
وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً : وليس أحد أحب إليه العذر من الله ، من أجل ذلك أنزل الكتاب وأرسل الرسل . رواه مسلم .
وهذه خاطرة مرّت عجلي !

كتبه الشيخ حفظهُ الله
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
منقول بتصريف يسير

Mr. Medhat Salah
05-09-2010, 02:19 PM
http://madridi4arab.net/up//uploads/images/domain-4802c244ce.gif