مشاهدة النسخة كاملة : مسافر الى الغد /حسن حجازي
حسن حجازى 25-12-2008, 03:18 PM مسافرٌ إلى الغد !
حسن حجازي
مدير مجمع لغات ههيا التجريبية
/ مصر
بينكَ وبينَ الضفةِ الأخرى
لم يبق سوى القليل
أو أكثر بقليل
أو أقل بقليل ,
بين َ الظلمةِ والنور
بين َ خطوطِ اليأس
وآمالِ الرجاء ,
تقدم
لو عمَ السواد
تقدم لو سرقوا
من العينِ الضياء ,
تذكر إنك َ على موعد ٍ هناك
أصمد لو كُسِرَ المجداف
لديك َ الف ُ ذراع ٍ وذراع
أصمد لو بَعُدَ الشط
أصمد لو تاه الغد
أصمد لو تجمعت كل ُ المَرَدة
وأعوانُ الشيطان
أصمد
لو تجمعت ألوانُ الزيف
وتجمع كلُ السحرة
من عهدِ فرعون
إلى البنتاجون
لا تخف إلق ِ عصاك
فيكَ بأسُ موسي
نبضُ عيسى
فيكَ نورُ محمد
تشبث بالإيمان :
" ..... فلا يغرركَ تقلبهم في البلاد " ,
وتذكر " إرم ذات ِ العماد " ,
تقدم
لو سرقوا
من النورِ الشطآن
ولا تنس إنكَ إنسان
يسري فيك َ
النورُ الأبيض
من ملائكة ِ الرحمن
تتنفسهُ في بسمة
في نسمة في وردة
في رفرفةِ فراشة
تداعبُ ألوانَ الطيف
فلتمسك بالضوء
وتتمسك بالطهر
يصبح ُ الليل ُ الأسود ُ
عندك ظُهر
يهديكَ إلى الشط
أصمد فالمرسى ليس بعيد
تحمل على ظهرك َ
همومَ العبيد
احلام َ المقهورين
المنهزمين البسطاء
الغرباء ضحايا الغلاء
ضحايا النفط
ضحايا القحط
العطشى لشربةِ ماء
للستر ِ للكِساء
أصمد فالشاطيء
ليسَ ببعيد
ها... قد وصلنا
تشبث بالغد بالوعد
أثبت يا عبد الله
أثبت ثبتكَ الله
أنظر للطهر
لينابيعِ الخير
هناكَ آلافُ الأحرار
هناكَ الأطهار
هناكَ الأبرار
هناكَ الأحبار
وأخيراً وصلنا للشط
وصلنا للغد
وأخيراً أدركنا الخلد
وأخيراً
وجدنا الله !
hend ere 25-12-2008, 03:32 PM بجد موضوعك جميل جدا
وبما انك عضو جديد برحب بيك فى منتدانا
ويارب تصبح عضو دائم فيه
وانا فى انتظار المزيد من مواضيعك المميزه
فى امان الله
الشاعر/محمد علي 25-12-2008, 03:34 PM الله على كلماتك
أستاذنك فى وقفة ولكن ليس الآن
الشاعر محمد على
حسن حجازى 25-12-2008, 07:47 PM سيرة ذاتية
حسن حجازي حسن
عضو جمعية المترجمين واللغويين المصريين
عضو اتحاد كتاب الإنترنت العرب
عضو نادي الأدب بالشرقية
صدر للمؤلف :
- فى انتظار الفجر : مجموعة شعرية
- حواء وأنا : مجموعة شعرية هبة النيل للنشر والتوزيع .
- همسات دافئة : مجموعة شعرية - دار الأجيال للنشر والتوزيع 2008م.
- في انتظار الفجر :طبعة ثانية ..عن أصوات معاصرة 2008م
- تحت شمس دافئة : ترجمة للغة الإنجليزية – مجموعة قصص قصيرة –د/ إبراهيم درغوثي (نائب رئيس اتحاد تونس)- تونس
نال العديد من شهادات التقدير منها :
أتحاد طلاب جامعة الزقازيق 1981م
جمعية المترجمين واللغوين المصريين 2008م وغيرها
نشرت له الكثير من الصحف المحلية المصرية والعربية , أبرزها العرب اليومي ,العرب الثقافي والعرب الأسبوعي من لندن والكثير الكثير من الصحف اللإلكترونية . نشاط مكثف على المواقع الأدبية الشهيرة 0
قيد النشر :
مختارات من الشعر الأمريكي / ترجمة للغة العربية
مختارات مترجمة من الشعر العربى للإنجليزية / شعراء عرب
مختارات مترجمة فى القصة القصيرة للإنجليزية /مبدعون عرب
مجموعة قصصية : - على باب المدرسة - أزواج وأزواج
ساهم فى ترجمة العديد من قصائد أنطولوجيا الشعر العربى المعاصر لشعراء عرب و الصادرة من رومانيا والتي قام بنشرها الشاعر والباحث/ منير مزيد 0
حسن حجازى 25-12-2008, 07:49 PM لقد قبلتني جيني (Jenny)
شعر/ جيمس لي هنت
ترجمة/ حسن حجازي
عندما تقابلنا قبلتني جيني (Jenny) ,
قافزة من المقعد الذي كانت جالسةً عليهِ ؛
الزمن , ايها اللص , يا من تحب إضافة
الأشياء الحلوة إلى قائمتك , أضف تلك كذلك !
قل أنا مرهق , قل أنا منهك , قل انا حزين ,
قل بأن الصحة والثروة كم ضلتا طريقهما عني ,
قل بأن العمر يركض بي نحو المشيب ,
لكن اضف ,
بأن جيني (Jenny) قد قبلتني .
Jenny Kissed Me
James Leigh Hunt
JENNY kiss'd me when we met,
Jumping from the chair she sat in;
Time, you thief, who love to get
Sweets into your list, put that in!
Say I'm weary, say I'm sad,
Say that health and wealth have miss'd me,
Say I'm growing old, but add,
Jenny kiss'd me.
حسن حجازى 25-12-2008, 07:51 PM Days
By : Philip Larkin
What are days for?
Days are where we live.
They come, they wake us
Time and time over.
They are to be happy in:
Where can we live but days?
Ah, solving that question
Brings the priest and the doctor
In their long coats
Running over the fields.
Philip Larkin
فيليب لاركن
(1922-1985م)
شاعر وروائي انجليزي
الأيام
شعر : فيليب لاركن
ترجمة : حسن حجازي /مصر
ما جدوى الأيام ؟
الأيام هي حيث نعيش .
تأتي الأيام , لتوقظنا
أحياناً وأحياناً تتجاهلنا .
من المفروض أن تناسبنا أو تسعدنا :
أين يمكننا أن نحيا إلا في الأيام ؟
آه , لحل ِ تلك القضية
يجب إحضار الكاهن والطبيب
كل ٌ في معطفه ِ الطويل
ليهرولا عبر الحقول .
حسن حجازى 25-12-2008, 07:52 PM وجوه الحب !!
حسن حجازي
كما يهوى الشاعر ُ إلهامهُ
فى فصولِ البوحْ
وليالى الوصل ْ
كما تهوى الغصنَ الثمرة
فى مواسمِ النضجْ
ونسيمُ الفرحُ الممتد ْ
كما تحتضنُ الطفلَ الأم ْ
فى أمسيات الربيع
قبيلَ الفطم ْ
كما تقبلُ النحلةَ زهرة
تعصرها فى شوق ٍ طفولى النبضْ
عرفتُ الحب َ ووجوهَ الحب .
الوجهُ الأول للحب
وجهكِ مثلُ الشمس
يغرى فيسبى
يصدرُ حكما أبدياً
على أخوانى الشعراء الضعفاء الفقراء
بانْ يمضى العمرُ عشقا ً وشوقا ً
نظما ً وألما ً
وصلاً وبينا ً
موتا ً وبعثا ً
حتى يأتى الليلْ !
الوجهُ الثانى للحب
وجهكِ مثل ُ الظلمة
فى ليلِ البرد ْ
نقبع ُ تحت الأغطية
يدركنا النوم
ندخل أرجاء الحلم
ووجدتك ِ ست الحسن أسيرة
يعشقها قرصانُ الليل
يتوعدنى بالموت
فصرخت ُ
فهَّب َ القوم
كانوا ينتظرون البدء
وبسيفى أطرت ُ الرأس َ
لا أدرى كيف !
ووجدتنى أسيرا ً يُزفُ لست ِ الحسن !
الوجه الثالث للحب
وجهك مثل البدر لا يهوى شريك
يغمرنا بعذب الحب
يجعلنا ننطق ُ أحلى الكلمات
يغرقنا فى شلالات النور
فنمضى مع التيار
لا ندرى أين !
ويمضى العمر ُ
عشقا ً وشوقا ً
نظما ً وألما ً
وصلا ً وبينا ً
موتا ً وبعثا ً
حتى ياتى الفجر !
الوجه الرابع للحب
مثل الوجه الخامس
مثل الوجه السادس
مثل الوجه الألف
يرمينا الليل ُ الى الفجر
يرسلنا البرد ُ الى القيظ
نتأرجح ُ بين العشق
وبين َ الحس ْ
يقتلنا الواقعُ والحلم ْ!
قلبى دوما يلزمنى
إما الدفع وإما الحَبس ْ
وأنا شاعرٌ فقير ٌ
لا أملك ُ إلا الكلمة
فأختار ُ الحب
وعقلى قاض ٍ متمرسْ
درسَ الحكمة
يتحصن ُ بالشعر ْ
والشعر ُ داءٌ لا يعرفُ
إلا اللوم ْ
من هنا تبدأُ الجلسة
وكلُ جلسة
والمُدعى عليها
لم تحضر ْ بعد ْ
تمضى ساعة ألفْ
بلْ أكثرْ لا أذكر ْ
لكنها لم تحضر ْ
كانت الجلسة يومية
ثم َ أمست ْ فصلية
عندما أعبث ُ فى دولاب ٍ الذكرياتْ
ثمً أصبحتْ قومية
عندما امتلكت ُ بساتينَ الشمس ْ
فلم تأت ِ
وأيقنت ُ أنها لن تأتى
فَرُفِعتْ الجلسة
وصدرَ الحكمْ
بأن َ الحبَ قضية ٌ خاسرة ٌ
منتهية منذ ُ البدء
فشربت ُ السُم َ
وقدمت ُ قلبى قربانا ً للحب ْ !!
إستدراك لابد منه :
نسيت ُ ان أخبركم أنى والمدعى عليها
لم نلتق ِ إلا مرة
كانتْ فى الحلم !
حسن حجازى 25-12-2008, 07:56 PM شموع و أبيات تضيء مسيرة الشاعر المصري
حسن حجازي
د. أسماء غريب
هل يعود الزمن الجميل؟ زمن الكلمة الساحرة، و العطر الفواح من بين أحرف القصائد العرائس؟ هل تعود الابتسامة إلى ثغور الأميرات الناعسات و الحالمات بعوالم من البهاء و الصفاء، حيث زهور الحب و الوفاء أكليل يزين هامات الأبيات و الشعر الخلاب؟ لم تكن لتنتاب خاطري كل علامات الاستفهام هذه لو لم يقذفني موج بحر هذا النت الغريب إلى ضفاف قصائد الشاعر المصري حسن حجازي و التي كنت و ما زلت أجد فيها بعضا من أنفاس أبي القاسم الشابي و بعضا من آثار نزار قباني بل وبعضا من سحر و روحانية جبران خليل جبران !!! و هي ذاتها الروحانية و حلاوة الإيمان التي قادت هذا الشاعر المرهف إلى كتاباتي و جعلته ينقلها من لغتها العربية إلى اللغة الإنجليزية، فبرع و أبدع حتى في مجال الترجمة و اختار من النصوص ما يوافق ميولاته و القضايا التي يعتنقها و يؤمن بها *
حسن حجازي شاعر مصري مشبع بقضايا الوطن الكبير حتى النخاع، لذا فقصائده العديدة لا تخلو من هذا النفس الحزين شأنه في ذلك شأن العديد من أبناء الوطن الذين أثقلت كاهلهم الهزائم و مظاهر الظلم و الاستبداد. وقصيدتاه اللتان أهداهما لشهداء أكتوبر و التي تحمل إحداهما عنوان "أنشودة لأرض الفيروز" أكبر دليل على ذلك، و كلاهما قصيدتان تنضخان برفض قوي لكل مظاهر الفساد و الذل و الدرن الذي أحال بياض كينونة الإنسان و خاصة منه العربي المسلم إلى سواد قاتم تنز منه دماء عفنة بشكل يعكس بقوة صدق ما يقوله الشاعر عبر أبيات معبرة و قوية حد الألم:
"...سمعت النسر الرابض
في أعلى الحصن
يغمغم في أذني:
"ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة"
فصفعت الباب بوجهك في حسرة
و أزحت عني ثوب الذل
...."
و ينز حبر الشاعر و يتألم فكره و هو يصل حباله بحبال جروح أخرى لم تندمل بعد، جروحا كسرت ظهر الأمة العربية هذه الأمة التي كثيرا ما يرمز إليها بالمرأة الفاتنة الجحودة و الخائنة أو الساقطة منذ زمن بعيد في أوحال العهر و الخبث السياسي المرير، فلا يملك لها سوى الدعاء و الرجاء و غسلها بحبر قلمه علّ البياض يعود إليها أو ترجع إليها طهارة و عفة الزمن الجميل، أما السؤال الذي يطرحه بقوة في قصيدته "من لفلسطين؟" فيبقى قويا و مدويا تهتز له صدور تحمل بقايا من شيء كان يسمى ضميرا و إيمانا راسخا بقضايا الوطن:
" مَّن ْ لفلسطينْ ؟
مَّن ْ لمجد ِ حطين ْ؟
من لراية ِ صلاح الدين ْ؟
مَّن ْ للقدس ِ
للحرث ِ
للغرس ِ
وسلاحنا فى وجه ِ بعضنا
مرفوع ْ
ودمنا للسفك ِ مشفوع ْ
للفتك ِ مشروع ْ
سلاحنا
فى وجه ِ بعضنا
فى وجهِ نفسنا
فى وجهِ قدسنا
فمَّن ْ للغاصبينْ ؟
يا حماة َ الدين
يا أهلى فى فلسطين
أخوة ُ الكفاح ِ
رفاق ُ السلاح ِ
مَّنْ للصباح ؟
مَّنْ للسماحْ ؟
مَّن لعدو ِ الدين ْ ؟
يا مسلمين ْ؟
مَّنْ للطيورْ؟
للعبورْ ْ؟
فوقَ الصغائر ْ
لصحوِ الضمائرْ
فوقَ الجبين ْ؟!
مَّنْ للقدس ِ؟
ليافا ؟
لحيفا ؟
مَّن ْ لفلسطين ْ؟
يا مسلمين ْ
سلاحنا ؟
بطشنا ؟
فى وجه ِ بعضنا ؟
مّنْ للحق ِ يستبين ْ؟!
يا اهل َ فلسطين ْ
يا مسلمين ْ
مَّن ْ يستبين ْ ؟!
مَّنْ يستبين ؟!!
سيبقى سؤال الشاعر معلقاً إلى حين، و ستبقى الأرض تشرب دماء أبنائها الشهداء الأبرار، إلى أن يشاء الله و يرفع العذاب عن هذه الأمة الذي لحقها بما كسبت أيدي أبنائها العاقين و الجاحدين.
أما ما قرأت للشاعر في الحب و الرومانسية فقصائده في هذا المجال كثيرة و لعل أشدها سحرا و جمالا قصيدته "تمني"* التي يقول فيها:
وأنأى عنك ِ أزيد ُ هوى
وأنأى عنك أزيدُ جوى
وأنأى عنكِ لأدنو أكثر
لأعودَ بشوقٍ أكبر
يسع ُ الدنيا وأكبر !
قلبي كفراشِ ِ الليل ِ الحائر
كفراشِ ِ الليلِ السابحِ
فى سحب ِ النارْ
يتمنى الوصل ثم يموت !
قلبي نجمٌ ليلي المدار
يخشى النهار
فى ضوء الشمس
يخشى غاباتِ اللمس
فى ظل ِ الشَّعر الأسود
يدركني الدوَار
أخشى أن أنهار
فُأسلم !
يا شمسَ عمري
إن عمَّ الليل ُ وعسعس
لا تغربي
اجعليني دوماً
في مداري المعهود
قربَ القلب
وعينيكِ سئمت ُ الوحدة
وليالي البرد
وعينيك ِ فأطلي
وأذيبي عن قلبي الصد
لنُولدُ من جديد
وما ذقنا طعماً للهجر !!
الجميل في شعر حسن حجازي بساطته كمفهوم يقربه من الرقي و الجمال، ليس فيه مداراة و لا تحايل على الكلمة سواء في الشكل أو المضمون مما يجعل القارئ لا يكل و لا يمل من قراءة أشعاره، فالمعاني واضحة و صادقة بشكل يجعلها تصل مباشرة إلى القلب و لم لا وهي نابعة من القلب كي تخاطب وجدان القارئ؟
ليس ثمة من شك بأن الطريق مازال طويلا أمام حسن حجازي، و ليس بالشيء المستحيل أبدا لقلم ذي إرادة و عزيمة قويتين أن يصبح يوما ما علماً من أعلام الرومانسية في العصر الحديث فأرض النيل ما زالت ولادة و مازال أبناؤها يفاجئوننا بمواهبهم و بشفافية روحهم و رقة الكلمة في قوة و عنفوان و صدق متجددين*
إيطاليا 08 /05/2008
*ترجم الشاعر حسن حجازي للمترجمة و الكاتبة د/ أسماء غريب النصوص التالية:
علمني : قصيدة
كنت بالأمس أصيلا : قصيدة
أتموت الملائكة؟: قصة قصيرة جدا
* وهي القصيدة التي قامت بترجمتها أسماء غريب إلى اللغة الإيطالية.
* قصائد الشاعر حسن حجازي التي قامت بترجمتها أسماء غريب للغة الإيطالية: " الشهداء" و" تمني"
حسن حجازى 25-12-2008, 07:59 PM الإحتماء بالهويةالحضارية ضد العجز والهوان
د/مصطفى عطية جمعة
" حسن حجازي " نموذج للمثقف الجاد ، الذي يعايش قضايا الوطن والأمة، مساهما بسبلٍ عدة في العمل الثقافي العام داخل مدينته الصغيرة أو في المحيط الثقافي الكبير ، رافداً الحياة الأدبية بمشاركاته الفاعلة ورعايته للموهوبين ، وبما يجود من إبداع شعري ونثري وترجمات ، تحمل تميزا في التشكيل الجمالي، ورؤية طامحة للتغيير .
إنه نموذج لكثير من المبدعين ، في بقاع الوطن، وأنحاء الأمة ، الذين تمسكوا بالعيش في الأقاليم ، بعيدا عن صخب العاصمة ، وأضواء الحياة الثقافية ، فقد آثر أن يعيش في بلدته الصغيرة " ههيا " في محافظة الشرقية بمصر، يساهم في زيادة الوعي عبر عمله في ميدان التعليم ، ساعيا إلى التواصل مع أدباء العرب في أنحاء العالم عبر " الإنترنت " ، فيستكمل منظومة حياته الأدبية والثقافية بشكل حيوي ، مثله مثل كثير من المبدعين فرقتهم البلاد ونأت بهم الأقاليم، ولكنهم غنموا من الشبكة العنكبوتية الكثير، فتواصلوا مع أبناء الأمة من بيوتهم ، واستطاعوا أن يكونوا حياة ثقافية في الفضاء الإلكتروني ، حياة أساسها التواصل شبه اليومي والاطلاع على الجديد ، حاولوا أن يعوضوا سلبيات الحياة الثقافية الرسمية والأهلية بما فيها من شللية ، ومجاملات ، ومقاعد خاوية في الندوات ، وأيضا تغلبوا على مشكلة النشر ، فخرج المبدع من حسابات النشر الورقي : من محدودية المساحة المتاحة للنشر ، وأهمية مجاملة الصحفي الناشر ، وانتظار أشهر طويلة حتى يظهر العمل، هذا إن ظهر ، ولم يأت طارئ يوقف المجلة أو يأخذ دور المبدع لحظوة أو واسطة أو مصلحة عاجلة للناشر .
بات " حسن حجازي " اسما معروفا في المنتديات الأدبية الإلكترونية ، وسعى إلى تطوير ذاته الإبداعية باقتحام أحد الميادين الشاقة وهو ميدان الترجمة ، وله ترجمات غاية في الروعة لشكسبير ، وشعراء المدرسة الرومانسية الإنجليزية.
يمثل ديوانه الذي يحمل عنوان " في انتظار الفجر " ، مشروعه الشعري بشكل عام ، حيث بدأ حياته الأدبية بديوان " عندما غاب القمر " عام 1981م ، وديوان "حواء وأنا " عام 2007م ، أما هذا الديوان فقد صدرت طبعته الأولى عام 2003م ، وها هو يعيد طباعته للمرة الثانية ، مزيدا ومنقحا الكثير من قصائده، وبالنظر إلى منتجه الإبداعي خلال ستة وعشرين سنة ، وأيضا ما بين صدور الطبعة الأولى والثانية من هذا الديوان – موضع درسنا - يجد تطورا لافتا في البناء والتشكيل الجمالي ، مع الحفاظ على ثوابت الذات ، والاعتداد بهوية الأمة حضاريا وثقافيا ، واستشفاف مستقبلها رغم خضم السواد الذي يكنفها . وهذا جلي في العنوان ، الذي وقف عند دلالة الفجر / الأمل ، وتكاد تكون نصوص الديوان تحمله في جلّ طرحها . إن رؤية حسن حجازي / الشاعر / أنه جعل مشروعه الشعري ساعيا لاستنهاض الأمة ، والذود عنها، في قضاياها المصيرية ، أو همومها المستجدة ، ونطالع هذا في قصائد تلامس هموماً سياسية متقلبة في دفاترالأمة والوطن، وما أكثرها !
نجده في إهدائه ، يجمع المرأة ، والوطن ، فالمرأة لا يخص إنسانة بعينها ، بل جعلها مصرية عربية ، بكل ملامحها ، يقول :
كل ُ امرأةٍ فى بلدي
هى ملهمتي
هى أمى
هى أختي
هى أمٌ لولدي
أو أبنتي .
وهذا المحور الأول في الديوان ، إنه المرأة ، ولكن المرأة لن تكون ذات خطاب رومانسي ، بل خطابا حاملا الفكر والرؤية ، وهذا تطور في البنية والخطاب الشعري لديه ، فقد تجاوز المرأة / المحبوبة ، إلى المرأة / الرمز ، كما سنرى بعدئذ في العديد من القصائد .
وجاء النصف الثاني في الإهداء موجه إلى الحلم / الأمل ، يقول :
إليهِ
أينما حلَ
وأينما كان
ننتظره
مع إطلالة ِ كل فجر !
وهذا الفجر / الحلم / الرؤية - الذي حملتها القصائد - حلم بالخلاص والعزة والنصرة ، ونلحظ في المقطع السابق تركيبا لغويا يلامس عنوان الديوان ، معبرا عن وحدة عضوية ووشيجة لفظية .
عند الوقوف عند رؤية النصوص ودلالاتها ، نلحظ أنها تمثل الوجه الآخر للرؤية العروبية الأممية التي حملها الديوان ، وهذا ما يطالعنا في قصيدته الأولى التي حملت عنوان " أكانت تدري " مهداة لولادة بنت المستكفي ، ويصاب العقل بالدهشة حينما يجدها تتجاوز المعارضة التقليدية للنونية الشهيرة لابن زيدون إلى خطاب شعري بضمير الغائب عنها ، فتصبح المرأة / المحبوبة ، رمزا للأمة المغيبة بكاملها ، في إسقاط واضح على أحوالنا المعاصرة ، فهل كانت " ولادة" تعلم أن فارسها الزيدوني يمكن أن يبيعها . يقول :
أكانت تدري
وهى وادعة ٌ
تنتظرُ حلما ً
أحمدياً زيدونياً
أنَ شاعرها
أنَ فارسها
قدم َ صكَ اعترافه ِ للنخاس
مع أول ِ لطمة ٍ
جاء أول المقطع بصيغة الاستفهام " أكانت تدري ؟! " ، وهو نفس عنوان القصيدة ، وهو أيضا الرابط – التركيبي - بين مقاطع النص ، فالقضية تتصل بالأمة الآن ، هل هي على علم بما يحاك لها من مؤامرات ؟ وأن مَن تظنه من قادتها وفيا ، صار عبدا للنخاس بمحض إرادته . إنها أقسى حالات الإذلال ، فالإقرار بالعبودية والتسليم بها ، يعني ذل الهزيمة دون حرب ، لا شرف الهزيمة بعد قتال ، وهذا واقع الآن، وما سعى إليه شاعرنا ، فقد استقصى مأساة العرب ، في جنبات البلاد ، ممعنا في الحلم المجهض ، فيقول :
أكانت تدري
أن عاصمة َ الخلافة
أفترشها الجراد ُ
فأمست كالقطة ِ
تأكل ُ أولادها
هنا إشارة إلى سقوط بغداد ، التي احتضنت الخلافة العباسية قرونا ، في عنفوانها ووهنها ، ولكنها كانت علامة الوحدة الضائعة الآن ، ونلحظ أنه لجأ إلى تشبيهين شديدي القتامة : فالمحتل الأمريكي كالجراد ، بجحافله وهمجيته ، مثله مثل الجراد لا يفرق بين أخضر ويابس ، فقد أذاق العراقيين الهوان والقتل ، وحسبما هو معلن أمريكيا ، فقد قتل ستمائة وخمسون ألف عراقي منذ الاجتياح الأمريكي ، إذن يكون كالجراد يفترش المساحات الخضراء ، ويغطيها بسواده الكئيب ، أما واقع الشعب العراقي في أرضه ، فقد أصبح قطة في أشد وحشيتها عندما تأكل أبناءها جوعا . ويظل السؤال ، ولكنه بصيغة الاستنكار لا الشجب :
أكانت تدري
أنه ُ قد ولى زمن ُ السيف ِ
وزمن ُ الرمح ِ
وزمن ُ القوس ِ
وأنَ الفروسية َ بلَلَها دمع ُ الكبرياء
فى انكسارِ الراية
فى عصرِ الخوف ,
تفضحها حرب ُ الفضائيات
حيث يؤكد الشاعر على مبادئ العزة والنصرة ، مذكرا بأسلحة ومبادئ العربي القديم ، وأسباب نصرته : الرمح ، القوس ، السيف ، الراية ، وأخلاق الفروسية ، فهل هي إدانة للهزيمة ؟ أم كفر بكل الدعوات الاستسلامية والتشدق بأمجاد زائفة ، وعنتريات الأنظمة ؟
وفي هذا النص ، تتلاقى المرأة / الوطن ، والوطن / الأمة ، والأمة / الشعب، والشعب / الأمجاد ، والأمجاد / التاريخ والفروسية . هذه الثنائيات ، لا تقف عند حدود معينة ، بقدر ما تصنع مزيجا من حال الأمة الآن ، حالها مأزوم ، رغم تاريخها العريق ، مفتقدة قائدها ، ساخرة من دعايات فضائيات الأنظمة .
نفس الهاجس ، يظل مسيطرا عليه وهو يخاطب المحبوبة / الأنثى ، يقول في القصيدة التي حمل عنوانها غلاف الديوان:" في انتظار الفجر " :
لم اكن أعلم ُ أنَا خُلِقنا
بزمن ٍ تناسى
لون َ الحقيقة
ارتوى ثدي الخطيئة
الصدقُ فيه ِ كم احترق !
لم أكن أعلم ُ أني
و أبناء ُ جيلي
سنعبرُ حلماً َ
فوقَ ِ الريح ِ
لبحيرات ِ المحال ِ
إنه يدين الزمن ، ويبكي على وجوده في جيل منكسر ، وفي المقطع السابق ، تشف ذاته ، وترتفع لمصاف الفلاسفة ، فالحقيقة صارت لونا ، واللون مفقود، والصدق بات خامة مادية ، وحُرِقت ضمن ما حُرِق ، والجيل ممزق بين حلم مستحيل الحدوث ، إنه يدين في هامش النص الرؤية الرومانسية التي حلم بها جيل الستينيات ، هؤلاء الذين تشبعوا بالقومية وشعاراتها ، وسرعان ما اكتشفوا زيفها واكتووا بلهيب السقوط .
نتوقف في المقطع السابق عند بنيته التشكيلية فالزمن : " تناسى لون َ الحقيقة، ارتوى ثدي الخطيئة " لقد أنسنَ الزمن ، وجعله مشرَّبا بالنسيان مستخدما لفظة "تناسى" والنسيان هنا حالة مرضية ، لا وقتية ، فقد قبل الإنسان العربي أن يشرب الخطيئة إلى درجة الارتواء ، أي الثمالة ، وفعل الارتواء يشي برغبة الإنسان في الشراب والشبع ولو كان منبع اللبن هو الخطيئة ، فالنسيان يجعل صاحبه متخبطا تخبط الممسوس ، وهذا ما صاغه محاولا التماس العذر لأبناء جيله : " لم أكن أعلم ُ أني و أبناء ُ جيلي سنعبرُ حلماً َفوقَ ِ الريح ِلبحيرات ِ المحال ِ " ، فنحن لا نملك من واقعنا الذي هو أكبر منا إلا أن نحاول ، والمحاولة كما يرى شاعرنا حلم فوق ريح ، والريح فوق بحيرات المستحيل ، إنه سراب فوق سراب ، لا يكاد الرائي يرى منه شيئا ، اللهم إلا جسده ، وهذا ما يؤكده بقوله :
خسرت ُ الرَهان
فانتحرَ طيري الأخضر
واسودت فى عيني الشمس
بين َ سكون ِ الرمز
تحت َ نيران ِ العجز
من خيول ِ الفُجَاءة
تتابع الرموز : الرهان الخاسر ، الطير الأخضر ، الشمس المسودة ، النار العاجزة ، خيول الفجاءة ، وهي في مجملها تجمع المادي اللوني ( الشمس ، الأخضر ، السواد ، النار ) بأفعال موضحة العجز ( خسرت ، انتحر ، اسودت ) فنتأمل في النهاية المقطع كلوحة تشكيلية أقرب لل******ية ، تنبض بيأس وأسى. وبالنظر لتاريخ كتابة هذا النص ( 1982م ) ، وإصرار الشاعر على نشره في ديوانه مع نصوص أخرى تعود لسنوات خلت في العام ( 2008م ) ، دلالة على أنه متمسك برؤيته ، رغم تتابع السنين ، لأنه لم يجد جديدا ، فهل تجمد الماء ؟ أم لازلنا نسبح في بحيرات المحال ؟
وفي قصيدة " دوماً أنتِ بقلبي " نجد القضية الفلسطينية حاضرة ، كما هي حاضرة في كثير من نصوص الديوان ، ويهدي هنا القصيدة إلى (الشاعر الفلسطينى الصديق...منير مزيد ) ، ودون أن نتعرف علاقته الإبداعية بالشاعر ، ومدى صداقته ، يبقى الفلسطيني حاضرا بقضيته ، ويمزج القضية بشخص الصديق وشعره ، في توحد ما بين الشاعر والإنسان والقضية ، قضية العرب ، يقول :
كلما هطلَ المطر
ليروي حقولَ الياسمين
كلما هلَ القمر
وداعب َ ليلَ العاشقين
أشتاقُ إليك ِ
ويعذبني الحنين
لرشفةِ ماءٍ
تروي جفافَ عمري
فتعبير " جفاف العمر " إشارة إلى أزمة جيل شاعرنا ، حيث افتقد الجيل المبادرة، واكتفى بحزن يضفيه على حالنا ، ولكن عندما يجد القضية الفلسطينية حاضرة ما في شخوص أبنائها ، ومقاومتهم ، يسترد بعضا من نضارة عمره ، ولننظر إلى دقة الألفاظ المستخدمة في هذا المقطع ، إنها الماء وما يدل عليه ، في مواجهة الجفاف العمري ، فالماء في الألفاظ : " هطل المطر ، يروي ، رشفة ماء ، تروي جفاف العمر " ، أي أن الماء رمز للفعل الإيجابي ، والأمل المنتظر ، وهذا ما يجده في المقاومة الباسلة . وهو ما دفعه لإدانة الفرقة الآنية بين فتح وحماس في فلسطين ، مناشدا محمود عباس رئيس السلطة ( فتح ) في الضفة الغربية ، وإسماعيل هنية رئيس وزراء فلسطين ( حماس ) في غزة ، مناشدا إياهما الوحدة، بخطاب شعري يقترب من المباشرة الموظفة ، حرقة لتمزق ما تبقى من الوطن الفلسطيني ، ولا يعلم أن الفرقة ليست منهما قدر ما هي انعكاس لمؤامرات ، وما هما إلا وجهان ضمن وجوه تتحرك على الساحة ، يقول في قصيدة " نريد فلسطين " مخاطبا الأشلاء العربية الممزقة في العالم ، قاصدا تشتت الشعب الفلسطيني خاصة والعربي عامة في البقاع :
تبحثُ عن هوية ٍ
عن حلمٍ عن وطن ,
نحسبه ُ جنة ً للخلد ِ
فإذا بهِ أرض ٌ للخوف ِ
إنه يؤكد على أننا كنا نعيش في زيف كبير ، سمي حلما ، ووطنا ، ولكن الواقع كان أرضا للخوف والسجن والموت بلا كفن . هنا إلحاح على إدانة الحلم الزائف الذي روجت له الأنظمة ، مشيرا إلى حلم حقيقي كامن في أعماق الذات العربية، نابع من هويتها الحضارية وثقافتها الدينية ، وهذا ما يستدعي الخطاب المباشر إلى زعيمي القضية الآن :
يا زعماء فلسطين
سؤالي حزين
نقول ضاعت القضية
توارت الهوية ؟
ويقصد بالهوية ، الروح العربية الإسلامية التي غابت عن جوهر القضية تحت شعارات ظاهرها خير ، وباطنها سم ، وحاملها أفّاق ، وهذا ما يلح عليه في قصائد حملت رؤيته صريحة مثل : " الأقصى حزين " ، " مكان في الذاكرة " ، "على أعتاب الحلم " وغيرها .
لعل من أبرز ملامح الرؤية التشكيلية الجمالية في الديوان أنها تتضافر مع الطرح الفكري ، والإلحاح على العودة إلى الهوية الحضارية للأمة ، لذا ، يستعين دائما بالعديد من الإشارات الرمزية إلى أبطال ووقائع وأحداث وحكايات . كما في قصيدته الأولى عن ابن زيدون ومحبوبته " ولادة " ، مذكرا القارئ بتاريخ أندلسي حافل بالعزة والحضارة الزاهرة ، وهي في كل الأحوال ممثلة لزمن من أزمان العزة للمسلمين ، فنتأسى على يتم الحقبة الأندلسية وضياعها في التاريخ الإنساني عامة وتاريخ الإسلام خاصة ، فهل هذا وجه آخر للمأساة في فلسطين والعراق ؟ وهل يمكن أن تكون الأندلس المأساة مكرورة في تاريخنا المعاصر؟
إن دأب الشاعر في هذا تشكيلاته الجمالية استدعاء رموز عدة تحمل ملامح من الهوية الثقافية ، مع إعادة توظيفها في السياق النصي ، يقول مخاطبا المحبوبة، مذكرا ببعض الموروث الحكائي العربي، وهي حكاية الشاطر حسن وست الحسن, وقد رويت مرات في السير الشعبية العربية، وأضيفت إلى بعض طبعات ألف ليلة وليلة في عصور متأخرة زمنيا ، يقول :
لأني ، وأنا الفارس القادم
دوما ً على جناح ِ الريح ,
عندهم , بلا ثمن !
لأني أنا
المنتصر دوماً
والخاسر ُ دوما ً
لأنكِ أنتِ ستُ الحسن ِ
وأنا الشاطرُ حسن !
يضع نفسه في مكانة الفارس ، بأخلاق الفروسية ، في زمن باتت هذه الأخلاق مهجورة لدى القادة ، مدانة لدى الساسة ، فلا يجد سوى التذكير بأن هذا الفارس هو في أعماقه الموروثة ، من زمن الشاطر حسن ، وأن الحبيبة المبتغاة ليست أنثى عادية ، بل هي ست الحسن المشاطرة الفارس / الشاطر حسن ، آلامه وأحلامه ، وهو يلح على لفظة الريح ، التي مرّ استخدامها من قبل ، بدلالة الاستحالة في زمن العجز ، وهذا دال على تواتر الرؤية ، وانسجامها اللفظي والتركيبي في جنبات النصوص . ويقول أيضا :
وأنا شهريار الجديد
محرر آلاف العبيد
محرر شهرزاد !
إنها مجرد إشارة لجوهر حكايات ألف ليلة ، ولكن شهريار لم يعد مجرد ملك مستمع ومستمتع للحكايات ، بقدر ما تحول إلى فارس إيجابي الحركة ، فلن يقتل الجواري والعبيد ، بل يحررهن ، وسيحرر شهرزاد الأنثى ، بعدما امتلكت رؤية التغيير وفعله ؛ إنها إعادة توظيف وإنتاج للدلالة الحكائية الموروثة . وهذا ما نجده في إشارات عدة أخرى ، حيث يقول :
فنمضي بغيرِ جذور
تتقاذفنا الريح
لا ندري أين !
صحا بقلبي السندباد
أتهيأ للرحيل
فالسندباد شخصية عربية معروفة برحلاتها ومغامراتها ، ويكتفي شاعرنا هنا بدلالة الرحيل للسندباد البطل ، حيث يجد أن الرحيل ملاذ له من زمن لا جذور فيه للمرء ، ولا هوية في زمن تداخل الهويات وتنازع الثقافات ، وتظل دلالة الريح حاملة الاستحالةوأيضا الفعل القهري للبطل الرومانسي . ويقول :
لا عنترة
ولا سيف بن ذي يزن
ولا طارق بن زياد
ولا صلاح الدين !
مجدٌ مضى
فى القلب لم يزل
أريجه ُ على مر السنين !
إن الإلحاح على استحضار أبطال العرب بدءا من العصر الجاهلي بذكر عنترة العبسي بكل فروسيته ، ثم سيف بن ذي يزن أحد أبطال السير الشعبية العربية الشهيرة ، وطارق بن زياد فاتح الأندلس ، وصلاح الدين فاتح القدس ومحررها، في إشارات تكتفي باسم البطل ، تاركة القارئ يسترجع قصة كل بطل من هؤلاء على حدة ، ولكن علينا أن نعيد النظر في اختيار هؤلاء تحديدا ، فكل منهم يشير إلى قضية ألح الشاعر عليها : فصلاح الدين / القدس ، وطارق بن زياد / الأندلس، وعنترة / أخلاق الفروسية ، وذي يزن / محبة الجماهير العربية له لأنه موحدها ومحررها ، إنه أريج تعمق الصدور ، واختزنته الذاكرة .
وهذا ما أوضحه تفصيليا في قصيدة " صلاح الدين " ، حيث ألح على استدعاء البطل / الفارس ، يقول :
لا تسلنى عن صلاحِ الدين
ولا تسلنى عن حطين
قبل أن تصبح َ أنت َ
وأصبح ُ أنا صلاح الدين
إنه يؤكد على الفعل الإيجابي : للذات الشاعرة ، والمتلقي لها ، فصلاح الدين ليس فردا ، إنه رمز لأمة ، وحقبة توحد الشعب فيها وراءه ، وكانت نفسية الشعب مغذية للبطل ، ومنتجة له ، فكم من العظماء جاؤوا في حقب لم يجدوا من شعوبهم إلا صدودا وتهاونا وكسلا .
وكما يذكرنا بالبطل الفردي ، يذكرنا بالجنود ، فيقول في قصيدة " هنا بيروت
هم جند ُ خيبر
هم جند ُ بدر
جند القادسية
واليرموك !
، نعم فلا قائد فذ دون جنود أفذاذ . و نفس التوظيف يحدث في إشاراته لقصة يوسف عليه السلام ، مخاطبا المحبوبة :
كنت ُ عزمت ُ أن آتيكِ
بالأقمار السبعة المزروعة ِ ورد
أن آتيكِ ببقراتِ يوسف الِسمان
لترعى حقول الحنطة عند الشط
لكنى أأسفُ يا حبي
المحبوبة هنا الأنثى ؟ أم الوطن الذي يعاني العجز ، ورغيف الخبز؟ إنه يعيد التذكير بيوسف الصديق ، الذي عاش في بر مصر ، وكان سببا في إنقاذها من مجاعة
سبع سنين متتالية ، ولكنه يحلق بالمحبوبة / الوطن إلى آفاق النجوم ضمن طريقته في استدعاء الموروث بإشارة يسيرة ، مع مزجه بالروح الشاعرة، وهنا يستخدم الرقم " سبعة " نعتا للأقمار المزروعة ، إنها صورة تجمع السماء بالأرض بالحلم ، وهذا ما يعطي دلالة الاستحالة ، فيؤكدها بالاعتذار لأن العمر أقصر – بالفعل – عن تحقيق الحلم ، فما أصعبه ! ويعيد الإشارة إلى يوسف علي فعمري أقصر من نول الحلم
هل ه السلام في قصيدة الأسير ، حيث يقول :
ويوسفُ أنا ما زالَ نقياً
ما زال نبياً
فى زمن ٍ بغير نقاء!
إنه يخاطب يوسف الذي عاش في مصرنا العزيزة ، وملأ أرضها نورا وهداية، وخيرا ورخاء ، فتتوحد ذاته الشاعرة مع أهم ما في رسالة الأنبياء وهو النقاء، الذي تلاشى من حياتنا ، ولكنه الشاعر / الفارس / النقي . ويشير إلى قصة قابيل وهابيل فيقول في قصيدة "رسالة من قابيل" :
يسألني الغراب ُ عن ذنب ِ هابيل
وتسألني التفاحة ُ عن حواء
وأجيب ُ بأنَ الخريف َ قد أتى
على شجر ِ التوت !
إن النص لا يحكي القصة ، بل يحاورها ، فالقصة توضح بجلاء كيف أن الإنسان يأكل الإنسان ، وهذا في بداية الخليقة ، وكان البشر إخوة ، وهنا يكون قابيل مرسلا للرسالة لكل البشر ، لأنه الجاني ، ولا يعرف هابيل أي ذنب جناه إلا طاعة مولاه ، وتظل حواء الأم ثكلى ، تعاني خريف العمر ، وألم تمزق أمة البشر في بداية تواجدها الأرضي .
إن تجربة حسن حجازي الشعرية تحمل نبض الأمة ، وتنطلق من موروثاتها وهويتها الثقافية ، تنفعل بكل أتراحها ، وتدين عجزها ، وهو يعترف مرات ومرات أن العجز منا ، لا من قهر عدونا لنا ، وتلك هي الأزمة .
د/مصطفى عطية جمعة
حسن حجازى 25-12-2008, 08:06 PM الليلة البدر في التمام
ترجمة حسن حجازي
فيليب لاركن
الليلة البدر في التمام
لكنه بريقه يؤذي العيون ,
هو واضح جداً وشديد اللمعان 0
ماذا لو اخذ كل الصدق والسكينة والأمان ؟
ليملأ بهم جميعاً كأسه الظمأن ؟
ليبدع قمراً آخر ؟
أم فردوساً كجنةِ عدنان ؟
-- فقد اختفوا جميعاً من على الأرض
وجاري البحث عنهم في كل مكان !
." *THE MOON IS FULL TONIGHT*
BY PHILIP LARKIN:
"The moon is full tonight
and hurts the eyes,
it is so definite and bright.
What if it has drawn up all quietness
and certitude of worth wherewith to fill its cup,
or mint a second moon, a paradise?
---for they are gone from earth
حسن حجازى 25-12-2008, 08:10 PM شهرزاد بالباب !
حسن حجازي
ولو كنتِ شهرزاد
وألف شهرزاد
بإذني أعطي للريح
مواسم السفر ,
وبإذني أعطي للبوحِ
ساحات الإنتظار ,
وبإذني أفتحُ
خزائني للنهار
ليأتي العشاق
لينهلوا من الزاد
خزين الليل من العشق
من لحظات الوجد
من همسات البوح
من تعابير الهيام
فقفي كما أنتِ
تنتظرين في لهفة
إذني بالدخول
لمملكة العشاق !
استدراك :
أرسلت قلبي خلفها خلسة ً
يرقب ُ سنا حسنها في خفاء !
2008م
أحمـدنجـم 25-12-2008, 09:48 PM طبعاً نرحب بك أخي العزيز وأرجو أن تقرأ قوانين إبداعات الأعضاء فقد قمت بدمج الموضوعات لأنه لا يحق للعضو أن ينزل أكثر من موضوعين في الأسبوع الواحد وثانياً لانك لم توضح هل تلك الأعمال من إبداعاتك الشخصية أو المنقولة .. أرجو التوضيح وإلى أن يتم التوضيح سينقل الموضوع إلى القسم الأدبي
حسن حجازى 25-12-2008, 10:08 PM أخي الحبيب
شكرا على المبادرة الطيبة
مرسل أعلاه سيرتي الذاتية
حسن حجازي
حسن حجازى 25-12-2008, 10:11 PM أكيد هذه موضوعاتي
وشرفت بوجودي هنا بينكم
حسن حجازي
حسن حجازى 25-12-2008, 10:29 PM بغداد للشاعر الروماني الكبير ماريوس كلاريو - ترجمة حسن حجازي
http://www.aulma.net/inf/authpic/29.JPG
الشاعر الرومانى الكبير
ماريوس كلاريو
ترجمة :
حسن حجازى
مصر
مهداة :
لذكرى هؤلاء الذين ماتوا ويموتمون فى كل لحظة فى بغداد, فى مدريد, فى لندن, فى ترانسنيستريا, فى الشيشان وفى كل مكان فى العالم
يُقتلون بسبب الكره, بسبب البغض,بسبب التعصب, بسبب الإرهاب
و بسبب سياسات الحروب والمصالح التى ليس لها علاقة بحياتنا .
بغداد
كانت تسمى بحديقة المسرات وفى وسطها يقف قصر الأعاجيب شامخاً والذى يحكمه هارون الرشيد ,
القصر بالكامل كان عبارة عن صالة ضخمة هائلة الحجم لها أربع وعشرون نافذة تُفتح فقط عند وصول هارون الرشيد !
كتاب ألف ليلة وليلة
*
على أحد دروب التاريخ
فى يوم ٍ ما
طوى الله سبحانه وتعالى هذا اليوم
كما لو كانَ منديلا ً طرزه بأغنية ٍ للبلبل
واحتفظ َ بهِ قرب قلب الشعر
ذاك اليوم
كانت شهرذاد التى لم تكن قد وُلِدَتْ أو احترقت بعد
تستعدُ بقصة
(فى اللحظة التى كان من المفروض أن تبدأ على مسافةٍ التي
الخليفة المنصور مكان بناء القلعة ) أن يحدد فيها يجب
مفادها أن الحرب تقريبا ً قد خمدت
مثلَ ضربة ِ جفن أو كهمسةِ قلب ,
ذلك َ اليومِ
كان هناك حلم سيُولد
يُسمى
مدينة السلام
كساعةِ الرضاعة عندما ترفس
ذلك المحتضر بوحشية
فى وقت القضم
أفترس الزمن
بأسنان ٍ مصنوعة من دم
ساحقةً القصائد بسيوفٍ خشنةٍ
من كثرةِ الحروب
محولة ً
أحجارَ قصر الخلد الى ركام
تتحركُ اليوم بمضارب
تقتلُ مراراً وتكراراً
وفى طيرانها الهمجى
كانت طيورُ الموت
تدك ُ الأرضَ والملاجىء
والظلَ الحزين
لهارون الرشيد
بعيونٍ من دم
ورموشٍ من كراهية
تمسحُ النمورُ المائية السماء
التى كانت فيما مضى
تبتسم ُ للفاتنات من حديقة ِ المسرات –
منذ زمانٍ بعيد
واللاتى يشبهن لحدٍ كبير حور الجنة
فيما مضى من زمن ٍ بعيد
عندما كانَ الزمن ُ يُقصَد ُ به الشعر أيضاً
والقمرُ كان َ قد توقف ليستريح
على سقفِ قصر العجائب
نفس ُ المكان حيث كانت أكمامُ الزهورِ
ترسمُ القصائد العربية
التى تُغَنى وتُرَتَلُ بجوار النيران الليلية
بواسطة الحدائين و الهائمين على وجوههم فى الصحارى و المسافرين و المحاربين .....والنجوم
اليوم يعلو صوتها فقط بالنحيب بالعويل
هناك حيث الأشجار
تًدك ُ بالمعادن ِ الثمينة
وتخلِط مع الزمرداتِ الأوراقَ
المغطاة بالذهب ِ والفضة
هناك حيث كانت الشمس تستحم فى البحيرات
والسواقى الكادحة التى تخلط مع اشعتها
كبارى المشاة المصنوعة من الخشب التى نضجت وترعرعت فى بلاد الأساطير
هناك حيث كانت النجوم
ستداعب الأزواج الشابة من الشباب والفتيات
فى ليالى الغرام العذبة
فى أعشاش الغرام المقدسة
السرادقات فى
وأشجار السرو التي كانت تغطى البحيرات
التى كتبت عليها زنابقُ الماء
مخطوطة ً شعرية
اليوم يمرقُ الرصاص
ليدمر حياة ملوك بابليون
حاصداً معهُ كل أحلام القصائد
التي كُتبت وحلمنا بكاتبتها
اليوم تموت مراراً ومراراً
اليوم يصرخُ الشعر بالدموع على الجثث :
جثث الشباب الأمريكى
الموتى
لقضيةٍ من المستحيل أن نفكَ طلاسمها وجثث العرب
أو نجد لها حلاً
فى جانب من جوانب الزمن
فى مدينة تيراز القديمة
حيث توجد قصاصات من الورق
وبقايا من خرق قديمة عليها
نقشٌ لقصيدة ٍ خربة مشوهة
ترقد مهملة ً
فى جانب ينتمى لملابس الخليفة
حيث تنسجُ القنابل لها الأكفان
وصرخاتُ الجنودِ , فى كل مكان ,
الذين يفرون من الموت
فى شوارع مرصوفة بالذكريات
التى تخطو عليها الكلمات مشلولة
تتعلق ُ بملابس الريح
المنسوجة من الدم من الرصاص
خارجة ً من صرخاتِ الأمهات للقتلى من الشباب
خارجة ً من الغبار المحمول عبر القرون
- الى بقايا من صفحات الكتب
التى كانت تنشر الضياء والحكمة من
دار الحكمة
والأن من شفاهِ الحروف لتلكَ القصيدة المسماة
بغداد
كلُ بيتٍ يقطرُ دماً
من تلك القصيدة التى تبدو للسماء
متاكلة ً مشوهة ً بصورةٍ مقززة
تتمشى فيها الكلماتُ بصورةٍ منفرة
هذه القصيدة المسماة
بغداد
التى ما زالت تتنفسُ الكره ودخانَ الموت
والبغضاء
والتى لا تزال بها الملابس المرقعة بعبق ِ الذكريات
بأسماء :
الخليل
سيباويه
المبرد
الثعلبى
ابن حنبل
ابن المقفع
الخوارزمى-الذي ما زالت أفكاره تحلق ُ بين النجوم
أبو نواس
الكندى
داود الأصفهانى
أبن قتيبة
البحترى
أبو حنيفة
والكثير الكثير
والأن
ترتعشُ ظلالهم تذرفُ الدموع على غبار هذا اليوم
عندما يموتُ الأطفال
بهجماتٍ العرباتِ المصفحة
وبدلا ً من الذهابِ للمدرسة الناظمية
أو المدرسة المستنصرية
اليوم الشارع هو المدرسة حيث يتعلمُ الأطفال
كيفَ يعيشون فى حربٍ لا يفهمونها
وآبائهم
المشنوقين على صليبِ الحياة
بكلماتٍ تحملُ معان ٍ جوفاء
يغلفها الزيف ُ والبهتان
فى بغداد تصرخ الملائكة
بدموعٍ لا تغسل بحورَ الدم المندفعة نحو السماء
من سقف مسجد المرجان
بغداد قصيدة ٌ تبكى بدموع الأطفال
بدموع الرجال بدموع النساء
بغداد اليوم كلمة سجينة فى دمعة
معلقة فى عقد آريس
قرب هيروشيما , ستالينجراد, كارزاجينا
وبين أصابع إلهٍ لا يرحم
يشفق عليك ! و
يشبه البرجان التوأمان
الذان قُتلا بالكره بالحقد
بلا أى شعورٍ من رحمة
هناك تتدفق على نهر العبث
حياة هؤلاء الذين كان من الممكن
أن يقرأوا القصيدة المسماة بغداد بشفاهٍ من حب
وأجسامٍ تنبض ُ بالحياة
فى أحد دروب التاريخ
هذا اليوم الذى طواه الله كمنديل
منسوجاً من أغنية مشبعة بالرصاص
واحتفظ َ بهِ قرب قلب طفل مقتول
قبل أن يعرف معنى الشعر
بينما شهرذاد تسحق تحت رموشها اللازوردية
القصص ( التى من المفروض أن تُقتَل عندما يجذب الجندى الزناد
مشيراً للمكان المفروض أن يبنى فيه الموت ُ قلعتها)
الحرب التى تطحن كل يوم
كل ساعة
كل لحظة
الحلم َ الذى اعتدنا أن نسميه
مدينة السلام
والذى
لم يعد من الممكن أن يخمد أبداً بعد الأن
*
كل شيء حولهُ هنا
لا يوجد إلا الضوضاء والدخان
*
أغلق الطفل عينيه
يغزل طريقه فيما وراء الحقيقة
فى جانب من عينه المغلقة فى ذاك اليوم من حلمهِ
قدم له تاجر الأبتسامات هدية رافعاً زراعهُ فى ابتسامة
بها الزهور البيضاء فى أكمامها
مد ذراعيه بقدر ما ما يستطيع الفجر أن يصل
خرج فى جولة وأصابعُ قلبه تمر بين الموتى من عائلته فى ألبوم ذكرياته
ملفوفة ً فى أحجبةٍ مصنوعةٍ من بلبلٍ محلق
يأخذُ قسطاً من راحة فى مكان ما
فى لحظة ٍ مختبأة فى دمعة
............
كل ما حوله هنا
فقط صراخ وموت
تندفعُ السيارة نحو الرصيف
الجثث المشوهة التى تمزجُ نفسها معاً نحو
ناسية ً للكره
نابذة ً للحقد
هذا اليوم الذى يميلُ نحو كتف الحزن
بالكاد يستطيع الطفل أن يفتح عينيه
تتعلقُ رجلاه مثل قطعةِ قماش ٍ قذرة فى مغسلة
تلتصقُ اللحظاتُ بأصابعهِ محاولة ً أن تبقى و
والآن فى هذه اللحظة التى تستمر بقدر عمره
هذا اليوم
بعث الزمن حورية عذراء مثل العطر
الأن
يرسمُ الطفل شيئاً لا ُيرى
باصابعهِ الملطخة بالدم
ورموشُ الأفق ِ تناضلُ من أجلهِ لأخر مرة
من شجرةٍ سحقتها سيارة مصفحة
ورقة بعروق ٍ دموية صغيرة تنزلقُ نحو شفاهه
لتغطي روحه العطشى
للحظة وحيدة
لتبقي على رموش عينيه المنهكة
يرتفع نحو السماء فى نفس جانب الفكرة مع تاجر الأحلام
الذي نساه فى رائحة المساء الطفولى-
مساء أمس
يتساقطُ الغسق على البلدة مثل معطفٍ من القصاصات
يشاهدُ المارة الجثث منتشرة على الرصيف
ما زالت لديهم وظائف الفانين و
الذين ما زالوا يتوارثون الغد
*
فى الممشى الجانبى
عند باب المسجد
بقعة دم وزهرة جافة معاً بقيت
على بعد خطوتين
هناك جنديان يرقبان الغروب
ينتظران سيارة أخرى مصفحة
فى مكان ما
ربما فى الولايات المتحدة
وأم كانت هناك تتجه عيناها للسماء
تتساءل لمَ كل هذا
ترتعش يداها قبل أن تفتحَ التلفاز
لم يكتب لها منذ مساء أمس ! أبنها لأن
فى درب ما من دروب التاريخ
يوماً ما
طواه الله كما لو كان منديلاً مطرِزاً إياه
بخيطٍ من أغنيةٍ للبلبل
واحتفظ َ به قرب قلب الشعر
بين صرخاتِ القنابل والكره والبغضاء
تلك القصيدة- الوردة المسماة بغداد
"- حديقة الله "-
تصرخ وتتفتح فى غبار التاريخ .
The Great
Romanian poet
Marius Chelaru
In the memory of those who died and they are dying each and every moment in Baghdad, Kabul, New York, Madrid, London, in Transnistria, Chechnya and everywhere in the World, killed by hate, intolerance, terrorism and by a politic of war and interests who has nothing to do with our life
Bagdad (Baġdād)
„…it was named the Garden of Delights, and in its center rising the Palace of Marvels, ruled by Harūn al-Rašīd … The whole palace was an entire huge hall, with 24 windows, opened only when he arrived”.
The Book of One Thousand and One Nights
(Kitāb 'Alf Layla wa-Layla)
*
On a path of the history
one day
that God folded it as if it were a handkerchief
embroidered it with bulbul song thread
and kept it near the heart of the poetry
that day
just when unburned unborn Scheherazade
with a story
(which was to begin
at a life’s distance
from the moment when the khalif Mansur
showed where they should build the fortress)
the war slumbered
almost as much as a eyelid beat
or a heart whisper,
that day
there was born a dream named
Madīnat al-Salām
as suckling hour
kicks the dying one
ravenous, time gnawed
with teeth made of from blood and crushed poems
by swords blunted in so many wars
the bricks of Al Khuld Palace
changing them into dust
stirred today by rackets
killing over and over again
and in their fly
birds of Death
wounding Haven and Earth
and the sad shadow of Harūn al-Rašīd
with eyes of blood and eyelashes of hatred
Tiger’s waters scan
The Heaven
which some time ago used to smile
at beautiful ladies from the Garden of Delights - some time ago being just like those from Jannah -
long ago
when time meant poetry also
the Moon stopped to rest on the roof
of the Palace of Marvels
the very place where the flower beds
were drawing Arabian poems
recited by the night fires
by wanderers, travelers, warriors
and stars
today resounds because of wails only
over there where trees
circled with precious me tals
with emeralds incorporated
with leaves gilded with gold and silver
there where the Sun was bathing
in lakes and brooks made with plenty toil,
then shuffling with its rays
on the footbridges
made of wood
grown in the far and legendary countries,
over there where stars would caress in sweet love nights
young couples in divine pavilions,
and cypresses that were covering
the lakes on which water lilies wrote the calligraphy of a verse,
today bullets are running
to crumble life
the kings of Babilon
together with all the written or dreamed
poems
today
died over and over again
poetry is crying with tears from bodies:
bodies of young Americans and Arabs
dead
in the name of a cause
more and more difficult to puzzle out
in a corner of time
in an old tirāz
where shreds/ tatters of a dilapidated poem
are lying in a corner
belonging to the forgotten khalifs’ clothes
bombs are weaving the death sheets for them
the cries of the soldiers from everywhere
escaping from death
on the streets paved with memories
on which even the words are stepping down crookedly
get entangled with the wind’s clothes
woven out of blood,
bullets,
out of cries of the mothers of all those killed young men,
out of the dust carried over the centuries – what remained
from the pages of the books
that used to spread light in Dar al-Hikma
now
from the lips of the letters of that poem
named Bagdad
blood is dripping
each bayt of this poem seems even for Heaven
worn out, discolored,
made of words slatternly walking down
the poem named Bagdad
breathes hatred and smoke
death and hatred
but it still has clothes *****ed with memories
named
Al-Khalil
Sibawaih
Mubarrad
Al-Thalaby
Ibn Hanbal
Ibn Al- Muqaffa’,
Al-KHorezmi – whose thoughts were wandering between stars
Abū Nuwās
Al-Kindi
Dawūd al-Isfahāni
Ibn Kutayba
Al-Buhturi
Abū Hanīfa
and so many others
now
their shadows
are trembling shedding tearing in the ash of this day
when children die
in bomb-cars attacks…
instead of
al-Madrasa al-Nizamīyya
or Al-Madrasa al-Mustansirīya
today the street is The School
where children learn to survive
in a war they don’t understand
their parents
are hanged on the cross of life
from words with fake meanings
in Bagdad
angels are crying
and their tears
can not wash the blood flowing towards the sky
from the roof of Marjan Mosque
Bagdad
A poem crying with children-tears
With men-tears, with women-tears
Bagdad
today
a word prisoner in a tear
hung on the necklace of Ares
near Hiroshima, Stalingrad, Carthagena
and between the fingers of the unmerciful god
which
pity you!
resembles The Twin Towers
killed by hatred and with no sense at all
there is flowing on the river of futility
the life of those who could love
could read the poem named Bagdad
from the lips of love
with a lifelike scented body
On a path of the history
this day
which God folded as a handkerchief
woven out of with a bullets song
and kept it near the heart of a child
killed before knowing what poetry is
while in Heaven
Scheherazade is crushing
under her azure eyelashes the stories
(which are to be killed
as the soldier’s finger pulls the trigger
showing where death should build her fortress)
the war
that grinds
each day
each hour
each moment
the dream used to be named
Madīnat al-Salām
cannot fall asleep anymore
*
all around everything
is only noise and smoke
…..
the child
closes his eyes
threading his way along a path beyond reality
in the corner of the closed eye of that day from his dream
the merchant of smiles
offers him a story as a gift
raises his arms with a smile
on which white roses are in buds
he stretches them as far as the dawn
he goes for a walk
with his the fingers of his heart
between the deceased people in his family album
memories
wrapped in veils made from a bulbul fly
have a rest somewhere
in a moment hidden in a tear
……
everything around
is only cry and death
the car is crashing into the pavement
mangled bodies mix themselves forgetting hatred
this day is leaning against the shoulder of sadness
the child
can hardly open his eyes
his leg are dangling like a dirty piece of laundry
the moments
are sticking on his fingers
trying to stay
now
in this moment that lasts for a lifetime
the day gives off a maiden like perfume
the child
is drawing something unseen
with his blood-stained fingers
the horizon eyelashes
struggles for him for the last time
from the tree crushed by the bomb-car
a leaf with small blood veins
is sliding towards his lips
and covers his thirsty soul
for a single moment
as it remains on his tired eyelashes
he is soaring to the sky
on the same side of the thought with the merchant of dreams
that he forgot in a childhood scented evening –
yesterday evening
the twilight
is falling down upon the town like a coat in shreds
the passers by
watch the corpses spread along the pavement
they still have
the job of mortals
they inherit the day of tomorrow
still
*
on the sidewalk
at the door of the mosque
a blood spot
and a dry rose stay together
two steps away
two young soldiers
watching the sunset
wait for
another bomb-car
somewhere
maybe in the States
a mother with her eyes towards the Heaven
wondering why are all these
trembles before switching on the TV
- her son hasn’t written to her since yesterday
On a path of the history
one day
that God folded it as if it were a handkerchief
embroidered it with a bulbul song thread
and kept it near the heart of the poetry
among cries
bombs and hatred
the poem-flower named Bagdad
- “Garden of God” -
is crying and blossoming in the dust of the history
حسن حجازى 26-12-2008, 02:30 PM شكراً أبنتا العزيزة شيرين
أتمنى لك دوام التفوق والتميز
وشكرى للإدارة الكريمة التي أتاحت لنا التواصل مع أبنائنا وبناتنا الاعزاء
وكذلك كافة الزملاء والزميلات
حسن حجازي
حسن حجازى 26-12-2008, 02:34 PM لي أن أقارنك ِ بأحد أيام ِ الصيف ؟
ترجمة حسن حجازى
(وليام شكسبير)
هل لي أن أقارنك ِ بأحد أيام ِ الصيف ؟
أنت ِ أكثرُ روعة ً منه ُ و اعتدالا
فرياح ُ الصيفِ تهز ُ براعم َ مايو فى عنف ,
ويوم ُ الصيفِ فى معظمهِ سريعُ الزوالا :
فشمس ُ الصيف ِ تلفحنا أحياناً بلهيب ٍ من نار
وتحيل ُ جبهته ُ الذهبية إلى لون ٍ كئيبِ
وكل ُ جمالٍ يهلُ عليهِ جمال ٌ ينزويي وينهار
بالصدفة , بفعل ِ الأيام ِ الرتيبة يأتي للمشيب ِ
لكنَ جمال َ صيفكِ الأزلي لن يخضع َ للفَناء
ولن يضيع َ ما وهبك ِ الله ُ من سحرٍ وكمالِ
الموت ُ أمامكِ يفرُ مهزوماً فى حياء
وأنت ِ دوماً في قصيدي تكبرينَ فى جلال
طالما بقي نَفَّس ٌ بإنسان ٍ , أو عين ٌ ترى سحرَ الوجود ,
فسوفَ يبقى شعري نابضاً يعطيكِ فيضاً للخلود !!
Sonnet XVIII, Shall I Compare Thee?
By William Shakespeare
Shall I compare thee to a Summer's day?
Thou are more lovely and more temperate:
Rough winds do shake the darling buds of May,
And Summer's lease hath all too short a date:
Sometime too hot the eye of heaven shines,
And often is his gold complexion dimm'd;
And every fair from fair sometime declines,
By chance or nature's changing course untrimm'd:
But thy eternal Summer shall not fade
Nor lose possession of that fair thou ow'st;
Nor shall Death brag thou wander'st in his shade,
When in eternal lines to time thou grow'st:
So long as men can breathe, or eyes can see,
So long lives this, and this gives life to thee.
*************
حسن حجازى 26-12-2008, 02:39 PM في انتظار الفجر !!
حسن حجازي
لم أكن أعلم ُ أنَا التقينا
يا حب َ عمري لكي نفترق !
لم اكن أعلم ُ أنْا اعترفنا
بسر الحياةِ لكي نحترق !
لم اكن أعلمُ أنَا خُلِقنا
بزمنٍ
تناسى لونَ الحقيقة
أرتوى ثدى الخطيئة
الصدقُ فيهِ كم احترق !
لم أكن أعلمُ أني
و أبناءُ جيلي
سنعبرُ حلماً
فوقَ الريح ِ
لبحيراتِ المحال ِ
إلى جذرِ الشفق !
راحةٌ عمري
وتوأمُ روحي
هنا أقفُ
على الحافةِ وحدي
بعدما نفذت كلُ سهامي
وحيداُ شريداً طريداُ
فتساوت فى الليلِ الطرق !
كنتُ أقامرَ صحبي
بأنه ُ سيأتي علينا يوم ٌ
نجلسُ فيه ِ
نتسامرُ نتفاخرُ
ببلوغِ الحلم
لكني يا بؤسَ حظي
يا طولَ ليلي
يا تعسَ عمري
خسرتُ الرَهان
فانتحرَ طيري الأخضر
واسودت فى عيني الشمس
بين َ سكونِ الرمز
تحت َ نيرانِ العجز
من خيولِ الفُجَاءة
لمَا عادت بغير بشارة
تجعلني أنتظرُ الغد !
صديقة عمري وتوأم روحي
هنا أتسمرُ
هنا أتعلقُ من عرقوبي
تفضحنى ذنوبي
بثوبها الأبيض
فى لونِ الطهر
فاعبريني
واكملي المسير
ينتظرُ هناكَ ألفُ أمير
عند وصولكِ
يعلو النفير
ويبدأُ النِزال
هكذا تقولُ النبؤة
يبدأ النِزال بموتِ الرجال
فوقَ بحيراتِ الدم
يتمُ الزفاف !
تُقامُ المآتمُ فى كلِ ِ يوم
ويسكنُ في القلبِ الهَم
إلى أن يأتي اليوم
المتممَ لذكرى النصر
لينهي أياماً للذل
إلى يأتي هذا اليوم
سأكتبُ فى عينيك ِ
أحلى أبياتِ الشعر
لكن هل يشرقُ علينا الفجر ؟!
حتماً سيشرقُ علينا
ألفُ فجرٍ وفجر!!
1982 م
حسن حجازى 26-12-2008, 02:41 PM الشهداء!
حسن حجازي
هُم مَن علمنا
الوفاء
هم مَن فرشَوا
على الدربِ الضياء
هم مَن رفعوا
هاماتنا للسماء
هم مَن علمنا
معنى القدوة
معنى النخوة
ومَن علمنا النقاء !
هم مَن سكنوا
في الضمير
هم الأصالة
هم الشهامة
هُم لأرواحنا العبير
هم حلقوا في السماءِ
وما زلنا
على الأرضِ نسير !
هُم جنودٌ مجندة
ملكوا منا الأفئدة
دمائهم الذكية
كانت لنا الفدا
هُم في كنفِ الرحمن
في جنةِ رضوان
في قصورٍ مشيدة !
هُم زرعوا
فى الدربِ الورد ,
هُم غرسوا
في الظلمة الغد
هُم ضحوا
بأماني العمر ,
هُم ذهبوا
لنبقى نحن !
هُم الأبرار,
هُم الأخيار ,
هُم الأطهار ,
هُم عاشوا
في الخلدِ
ومتنا نحن !
2008م
حسن حجازى 26-12-2008, 02:42 PM بلا ذنوب !
حسن حجازي
قال صديقي:
أكتب !
قلت : ما انا بكاتب !
قال : اقرأ !
قلت ما انا بقاريء !
قال اكتب شعراً
أو انثر نثراً
أو خط درباً
تسير به القوافل
ينشدهُ الحداة
يستظلُ به العشاق
حول المواقد
في ليل الشتاء .
قال : اكتب !
قلتُ : شاعَ الخراب
وعم السواد
أجتاحنا الجراد
عم القحط زاد الغلاء
حل اليأس
على أشرعة المراكب
ترمدت القلوب
يا صديقي
نحن شعبٌ بلا ذنوب
نسل أيوب
تهنا في الدروب
ذنبنا الوحيد
أننا جئنا
في الزمن الخطأ
جئنا في زمنٍ كذوب !
2008
حسن حجازى 26-12-2008, 08:50 PM من الشعر الأمريكى الحديث
كلب عيد الميلاد
شعر: شيل سيلفرستين
ترجمة : حسن حجازى
تلك هى ليلتي الأولى ككلب ٍ للحراسة
وها هى عشية عيد الميلاد
الأطفال نائمون أعلى فى سرور,
و أقوم بحراسة الأمتعة والشجرة ..
وماهى * تلك * الخطوات –الآن على السقف ؟
هل من الممكن أن تكون لقطة ٍ أم فأر ؟
ومن هذا الذي هبط َ أسفل المدخنة ؟
لص له لحية –
وجراب كبير لسرقة المنزل ؟
أنبح وأستنجد وأعضُ عقبيه
يولول ويقفز عائداً لمركبته
أفزَعتنى جياده الغريبة , قافزة ً فى الهواء...
والآن المنزل عمَه السكون , ومرة ثانية فى أمان
الأمتعة أمنة كما يجب أن تكون ..
ألن يسعد الأطفال عندما يسيقظون فى الغد
ويرَون كيف حافظت ُ لهم على الشجرة
Christmas Dog
BY:
Shell Silverstein
Tonight's my first night as a watchdog,
And here it is Christmas Eve..
The children are sleeping' all cozy upstairs,
While I'm guarding' the stocking's and tree..
What's *that* now-footsteps on the rooftop?
Could it be a cat or a mouse?
Who's this down the chimney?
A thief with a beard-
And a big sack for robbing' the house?
I'm barkin', I'm growlin', I'm bitin' his butt..
He howls and jumps back in his sleigh..
I scare his strange horses, they leap in the air..
I've frightened the whole bunch away..
Now the house is all peaceful and quiet again,
The stocking's are safe as can be..
Won't the kiddies be glad when they wake up tomorrow
And see how I've guarded the tree
|