eslam_2009
25-12-2008, 07:38 PM
طرحت امتحانات الثانوية العامة لعام 2008 سؤالا كبيرا يقول هل الشعبة العلمية في طريقها للاختفاء؟ وكيف سنعالج النقص الشديد في العلماء والمبتكرين بكافة المجالات؟ وما هو مصير مستقبل البحث العلمي؟ وهل ستنجح اختبارات القدرات في انهاء صراع المجاميع؟
امتحانات العام الماضي شهدت حالات انتحار واغماء داخل اللجان وخارجها وبدأت المأساة بامتحان التفاضل والتكامل للمرحلتين الأولي والثانية حيث عجز أغلب الطلبة والطالبات من الاجابة علي معظم الاسئلة.
الطلاب وأولياء الأمور بدأوا اعادة حساباتهم مؤكدين الهرب إلي القسم الأدبي بعد مذبحة التفاضل الشهيرة والتي اعترف جهابذة الرياضيات فيها بالهزيمة الساحقة.
أما بعبع الفيزياء فقد أطاح بما بقي للطلاب من آمال وطموحات ودفع الكثيرين للندم علي اختيار العلمي والهروب إلي الأدبي.
واستمرارا لمسلسل التعجيز والتعقيد خرج طلاب العلمي من الجبر والهندسة الفراغية ينعون حظهم العاثر موقنين أن مستقبلهم في مهب الريح.
ومثل امتحان الميكانيكا صفعة أخري لطلاب المرحلة الثانية دفعتهم لتمزيق أوراق الاجابة ولأن المصائب لا تأتي فرادي فقد مثل امتحان الاحصاء عفريتا لطلاب الأدبي خرج من القمقم فجعلهم وطلاب العلمي في الهم سواء.
النتيجة النهائية التي أعلنتها الوزارة اعترفت برسوب 124 الف طالب وطالبة في المواد العلمية وهي كارثة بكل المقاييس.
الكنترولات شهدت زحاما شديدا من الطلاب وأولياء أمورهم لتقديم التظلمات وكانت معظمها في الفيزياء والتفاضل والجبر والاحصاء أملا في الحصول علي نصف درجة تنقذ مستقبلهم وتلحقهم بقطار الجامعة في عربته الأخيرة.
قالت د. ليلي عبدالمجيد عميدة كلية الاعلام بجامعة القاهرة ان نسبة أعلي من طلبة الثانوية العامة عزفت عن الالتحاق بالشعبة العلمية وهذا ما تنبهت إليه وزارة التعليم العالي لأن ذلك يؤثر علي وضع مصر في العلم والتكنولوجيا لأنه ضرورة لتقدم ورقي المجتمع.
اضافت أنها تجد أن هذا العزوف عن الشعبة العلمية ليس بسبب صعوبة الامتحان وانما للارتفاع المخيف في مجاميع الثانوية العامة وبصرف النظر عن سهولة امتحانات الأدبي فإن كليهما يبقي الحصول علي مجموع مرتفع لذلك البعض يحاول الدمج بين الاثنين فيما يسمي بالعلمي المتأدب نتيجة الصراع الرهيب علي الالتحاق بالكليات.
اشارت إلي الاقتراح الذي قدمه المؤتمر القومي لتطوير التعليم الثانوي وسياسات القبول بوجود معايير أخري بخلاف المجموع لتقييم طالب الثانوية وهي اختبارات القدرات لتقليل الرهبة من الثانوية العامة وعودة الأمور إلي نصابها الطبيعي وتحقيق التوازن في التخصصات فإنه إذا لم يعرف كل طالب قدراته الحقيقية لن نستطيع تخريج كوادر شابة تحب وتنجح في تخصصاتها.
قالت د. ليلي عبدالمجيد إنها تؤيد هذه الفكرة للتخلص من وجود امتحان واحد عقيم يحكمني والمجموع التنافسي والذي يؤدي إلي صراع بين الطلاب وزيادة القلق والتوتر.
قال د. محمد سمير عبدالفتاح عميد المعهد العالي للخدمة الاجتماعية ببنها إن الفرق بين المواد الأدبية والعلمية كان دائما لصالح المواد العلمية العملية وكان هناك أسباب اساسية تؤدي إلي هذا التفوق وهي أنهم يجدون عملا يتناسب مع مؤهلاتهم وبالتالي كانت تطبع عليهم مظهرا اجتماعيا مرتفعا وهذا المظهر ينعكس في صالح الجانب العملي في العملية التعليمية.
اضاف انه في السنوات الأخيرة وجد طلاب العلمي سواء علوم أو رياضة أنهم لا يجدون المكان الذي يتناسب مع مؤهلاتهم التي يحصلون عليها فبدأوا يتجهون إلي دراسة المواد الأدبية لأنه يمكن من خلالها العمل بسهولة.
أوضح أن المواد العملية كانت دائما تتسم بالصعوبة وبالرغم من ذلك يقبل الطلاب عليها لأن لها رد فعل داخل المجتمع ومردودا نفسيا واجتماعيا واقتصاديا فعندما لا يجد الطلاب أن العملية التعليمية خاصة في الجوانب العملية والعلمية لا تأتي بهمها مثل الماضي فإنهم سينصرفون عنها.
أشار إلي أن الجانب الآخر هو الصعوبة الشديدة التي يجدها الطالب داخل الامتحانات والتي لمسناها في امتحانات الثانوية الأخيرة والتي جعلت تنافسا كبيرا في اختيار الكلية التي يلتحق بها الطالب وبالرغم من هذا التنافس الشديد بين الأفراد لا يلتحقون بالكليات التي يبغونها نتيجة الارتفاع الكبير في المجاميع وهذا لم يكن موجوداً في الماضي ولابد أن يكون رد الفعل الطبيعي الاحباط وبالتالي عدم الالتحاق بهذه الدراسات العلمية فإذا فقد الطالب الشيء لا يعطيه ومن هنا تدخلت أسباب مختلفة بجانب صعوبة الامتحانات.
أوضح د. محمد سمير أن الجانب العملي له دور هام في العملية التعليمية لأنه الذي يقوم بالجانب الأمثل في العملية التنموية وإذا فقدنا هذا الجانب فقدنا التنمية المختلفة وبالتالي لن نخرج علماء أو مبتكرين وسنجد قصورا في البحث العلمي مشيرا إلي أن الأمية في اليابان هي عدم التعامل مع الكمبيوتر.
طالبت د. أهداف كمال الدين وكيل كلية الفنون التطبيقية السابقة بجامعة حلوان بإزالة الحشو الزائد من المناهج وتطويرها واستخدام اكثر من طريقة للشرح والتخلص من أسلوب الحفظ والتلقين وتدريب الطلاب علي التفكير بأكثر من طريقة وتشغيل النواحي المعرفية والذهنية المختلفة وقياس القدرات حتي لا يصدم الطلاب بامتحانات من وجهة نظرهم تعجيزية مثلما حدث في امتحانات الثانوية العامة الأخيرة.
قالت: إنه لابد ان تتناسب المناهج مع الامتحانات وتحديد الجرعة التي يجب أن يأخذها الطلاب حتي لا يهابوا الامتحانات من خلال التدريب علي هذه النوعية من الاسئلة طوال العام مشيرة إلي ضرورة وجود اسئلة لمعرفة الفروق الفردية بين الطلاب وليس تعجيزهم.
اضافت اننا لا نريد طالبا خريج شعبة علمية اعتمد علي الحفظ والتلقين وليس التفكير لأن ذلك ليس الهدف طالما اننا نريد مبتكرين وعلماء لذلك لابد أن نتواكب مع التكنولوجيا الحديثة وقياس القدرات المعرفية والقضاء علي الاستظهار والحفظ لبناء المعلومات وليس نسخها.
قال الدكتور يحيي مصطفي كمال حلمي عميد كلية الحاسبات والمعلومات انه علي الرغم من المشاكل التي حدثت في امتحانات الثانوية العامة الأخيرة وصعوباتها وانهيار الطلبة وتحويلهم إلي الشعبة الأدبية إلا إن الكليات العملية لم تتأثر بذلك نظرا لأن لها عددا معينا من المقبولين سنوياً لا تزيد أو تقل عنه سواء كان المجموع مرتفعا أم المجاميع منخفضة.
أوضح ان المشكلة الحقيقية تكمن في تحويل الطلاب من القسم العلمي إلي الأدبي وبذلك ستواجه كليات التجارة والآداب وغيرها وكذلك المعاهد مشكلة في استيعاب اعداد الطلاب الناجحين.
منقول من جريدة الجمهورية
امتحانات العام الماضي شهدت حالات انتحار واغماء داخل اللجان وخارجها وبدأت المأساة بامتحان التفاضل والتكامل للمرحلتين الأولي والثانية حيث عجز أغلب الطلبة والطالبات من الاجابة علي معظم الاسئلة.
الطلاب وأولياء الأمور بدأوا اعادة حساباتهم مؤكدين الهرب إلي القسم الأدبي بعد مذبحة التفاضل الشهيرة والتي اعترف جهابذة الرياضيات فيها بالهزيمة الساحقة.
أما بعبع الفيزياء فقد أطاح بما بقي للطلاب من آمال وطموحات ودفع الكثيرين للندم علي اختيار العلمي والهروب إلي الأدبي.
واستمرارا لمسلسل التعجيز والتعقيد خرج طلاب العلمي من الجبر والهندسة الفراغية ينعون حظهم العاثر موقنين أن مستقبلهم في مهب الريح.
ومثل امتحان الميكانيكا صفعة أخري لطلاب المرحلة الثانية دفعتهم لتمزيق أوراق الاجابة ولأن المصائب لا تأتي فرادي فقد مثل امتحان الاحصاء عفريتا لطلاب الأدبي خرج من القمقم فجعلهم وطلاب العلمي في الهم سواء.
النتيجة النهائية التي أعلنتها الوزارة اعترفت برسوب 124 الف طالب وطالبة في المواد العلمية وهي كارثة بكل المقاييس.
الكنترولات شهدت زحاما شديدا من الطلاب وأولياء أمورهم لتقديم التظلمات وكانت معظمها في الفيزياء والتفاضل والجبر والاحصاء أملا في الحصول علي نصف درجة تنقذ مستقبلهم وتلحقهم بقطار الجامعة في عربته الأخيرة.
قالت د. ليلي عبدالمجيد عميدة كلية الاعلام بجامعة القاهرة ان نسبة أعلي من طلبة الثانوية العامة عزفت عن الالتحاق بالشعبة العلمية وهذا ما تنبهت إليه وزارة التعليم العالي لأن ذلك يؤثر علي وضع مصر في العلم والتكنولوجيا لأنه ضرورة لتقدم ورقي المجتمع.
اضافت أنها تجد أن هذا العزوف عن الشعبة العلمية ليس بسبب صعوبة الامتحان وانما للارتفاع المخيف في مجاميع الثانوية العامة وبصرف النظر عن سهولة امتحانات الأدبي فإن كليهما يبقي الحصول علي مجموع مرتفع لذلك البعض يحاول الدمج بين الاثنين فيما يسمي بالعلمي المتأدب نتيجة الصراع الرهيب علي الالتحاق بالكليات.
اشارت إلي الاقتراح الذي قدمه المؤتمر القومي لتطوير التعليم الثانوي وسياسات القبول بوجود معايير أخري بخلاف المجموع لتقييم طالب الثانوية وهي اختبارات القدرات لتقليل الرهبة من الثانوية العامة وعودة الأمور إلي نصابها الطبيعي وتحقيق التوازن في التخصصات فإنه إذا لم يعرف كل طالب قدراته الحقيقية لن نستطيع تخريج كوادر شابة تحب وتنجح في تخصصاتها.
قالت د. ليلي عبدالمجيد إنها تؤيد هذه الفكرة للتخلص من وجود امتحان واحد عقيم يحكمني والمجموع التنافسي والذي يؤدي إلي صراع بين الطلاب وزيادة القلق والتوتر.
قال د. محمد سمير عبدالفتاح عميد المعهد العالي للخدمة الاجتماعية ببنها إن الفرق بين المواد الأدبية والعلمية كان دائما لصالح المواد العلمية العملية وكان هناك أسباب اساسية تؤدي إلي هذا التفوق وهي أنهم يجدون عملا يتناسب مع مؤهلاتهم وبالتالي كانت تطبع عليهم مظهرا اجتماعيا مرتفعا وهذا المظهر ينعكس في صالح الجانب العملي في العملية التعليمية.
اضاف انه في السنوات الأخيرة وجد طلاب العلمي سواء علوم أو رياضة أنهم لا يجدون المكان الذي يتناسب مع مؤهلاتهم التي يحصلون عليها فبدأوا يتجهون إلي دراسة المواد الأدبية لأنه يمكن من خلالها العمل بسهولة.
أوضح أن المواد العملية كانت دائما تتسم بالصعوبة وبالرغم من ذلك يقبل الطلاب عليها لأن لها رد فعل داخل المجتمع ومردودا نفسيا واجتماعيا واقتصاديا فعندما لا يجد الطلاب أن العملية التعليمية خاصة في الجوانب العملية والعلمية لا تأتي بهمها مثل الماضي فإنهم سينصرفون عنها.
أشار إلي أن الجانب الآخر هو الصعوبة الشديدة التي يجدها الطالب داخل الامتحانات والتي لمسناها في امتحانات الثانوية الأخيرة والتي جعلت تنافسا كبيرا في اختيار الكلية التي يلتحق بها الطالب وبالرغم من هذا التنافس الشديد بين الأفراد لا يلتحقون بالكليات التي يبغونها نتيجة الارتفاع الكبير في المجاميع وهذا لم يكن موجوداً في الماضي ولابد أن يكون رد الفعل الطبيعي الاحباط وبالتالي عدم الالتحاق بهذه الدراسات العلمية فإذا فقد الطالب الشيء لا يعطيه ومن هنا تدخلت أسباب مختلفة بجانب صعوبة الامتحانات.
أوضح د. محمد سمير أن الجانب العملي له دور هام في العملية التعليمية لأنه الذي يقوم بالجانب الأمثل في العملية التنموية وإذا فقدنا هذا الجانب فقدنا التنمية المختلفة وبالتالي لن نخرج علماء أو مبتكرين وسنجد قصورا في البحث العلمي مشيرا إلي أن الأمية في اليابان هي عدم التعامل مع الكمبيوتر.
طالبت د. أهداف كمال الدين وكيل كلية الفنون التطبيقية السابقة بجامعة حلوان بإزالة الحشو الزائد من المناهج وتطويرها واستخدام اكثر من طريقة للشرح والتخلص من أسلوب الحفظ والتلقين وتدريب الطلاب علي التفكير بأكثر من طريقة وتشغيل النواحي المعرفية والذهنية المختلفة وقياس القدرات حتي لا يصدم الطلاب بامتحانات من وجهة نظرهم تعجيزية مثلما حدث في امتحانات الثانوية العامة الأخيرة.
قالت: إنه لابد ان تتناسب المناهج مع الامتحانات وتحديد الجرعة التي يجب أن يأخذها الطلاب حتي لا يهابوا الامتحانات من خلال التدريب علي هذه النوعية من الاسئلة طوال العام مشيرة إلي ضرورة وجود اسئلة لمعرفة الفروق الفردية بين الطلاب وليس تعجيزهم.
اضافت اننا لا نريد طالبا خريج شعبة علمية اعتمد علي الحفظ والتلقين وليس التفكير لأن ذلك ليس الهدف طالما اننا نريد مبتكرين وعلماء لذلك لابد أن نتواكب مع التكنولوجيا الحديثة وقياس القدرات المعرفية والقضاء علي الاستظهار والحفظ لبناء المعلومات وليس نسخها.
قال الدكتور يحيي مصطفي كمال حلمي عميد كلية الحاسبات والمعلومات انه علي الرغم من المشاكل التي حدثت في امتحانات الثانوية العامة الأخيرة وصعوباتها وانهيار الطلبة وتحويلهم إلي الشعبة الأدبية إلا إن الكليات العملية لم تتأثر بذلك نظرا لأن لها عددا معينا من المقبولين سنوياً لا تزيد أو تقل عنه سواء كان المجموع مرتفعا أم المجاميع منخفضة.
أوضح ان المشكلة الحقيقية تكمن في تحويل الطلاب من القسم العلمي إلي الأدبي وبذلك ستواجه كليات التجارة والآداب وغيرها وكذلك المعاهد مشكلة في استيعاب اعداد الطلاب الناجحين.
منقول من جريدة الجمهورية