elketkat
28-12-2008, 05:35 PM
عرفت مدن العصور الوسطي نظام طوائف الحرف، حيث كان لكل حرفة نظام مهني وثقافي، يعمل علي الحفاظ علي وحدة أصحاب المهنة، والحفاظ علي جودة ما تقدمه للمجتمع من خدمات أو منتجات، كما كان للطائفة نظام يتربع علي قمته شيخ الشيوخ، ويهبط مروراً بالمعلمين والمساعدين والأسطوات حتي الصبيان، ولكن مع العصر الحديث، ونمو الصناعات واتساع نطاق الخدمات، والاستقطاب الحاد الذي حدث بين أصحاب الأعمال والعمال والمهنيين، نشأ نظام النقابات الحديثة ليحل محل طوائف المهن القديم وأظن أن نقابة المحامين كانت أولي النقابات المهنية المصرية، وقد تكونت في مطلع القرن العشرين (١٩١٢)، وفي أتون الصراع بين حركة الاستقلال الوطني والاستعمار البريطاني، ثم راحت تتكون بعد ذلك نقابات العمال في المجالات المختلفة بتأثير الحركة الاشتراكية والتعاونية خاصة. ولقد لعبت تلك النقابات المهنية دوراً مهماً وكبيراً في الارتقاء بمستوي المهن المختلفة،
أقول كل هذا بمناسبة تأسيس جماعة «معلمون بلا نقابة» التي تأسست في مدينة الإسكندرية منذ عام تقريباً، ورغم ذلك فقد تمكنت من أن يتجاوز المتعاطفون معها عدة آلاف من المعلمين في مختلف محافظات مصر. وقد جاء تأسيس «جماعة معلمون بلا نقابة»، رداً علي الدور الحكومي الذي تلعبه - وإن كان الأحري أن نقول لا تلعبه - نقابة المعلمين الرسمية، والتأكيد الحكومية.وقد تأسست نقابة المعلمين سنة ١٩٥٤، وقد ذكر الاستاذ «سعد زهران» أنه سعي مع العديد من الرفاق اليساريين سنه ١٩٥١ إلي تأسيس نقابة للمعلمين. ولكن ظروف المطاردة والاعتقال منعتهم من تكوينها بشكل رسمي إلي أن تأسست سنة ١٩٥٤
وجاء دور المعلمين، ونظراً للدور الذي يلعبونه في توجيه الطلاب، وأعدادهم الكبيرة، ووجودهم الدائم في كل بيت من خلال تلاميذهم، فقد اهتمت الدولة بالقضاء علي كل نشاط سياسي مستقل لهم، بل عملت علي أن تكون موافقة الأمن شرطاً أسياسياً في تعيين المعلمين.
وبالإضافة إلي ذلك فقد حرصت علي أن يكون نقيب المعلمين هو نفسه وزير التعليم القائم - هكذا كان الصاغ كمال الدين حسين - وعندما يتعذر ذلك بسبب أن يكون الوزير من غير المعلمين والمقيدين بالنقابة مثل حسين كامل بهاء الدين ويسري الجمل الوزير الحالي، فليكن وزيرا سابقا مضمون الولاء للحكومة، وهكذا يتولي الدكتور مصطفي كمال حلمي الوزير الأسبق منصب النقيب الحالي منذ عدد من السنين «زهقنا من عده».
وهكذا وضعت نقابة المعلمين في الفريزر ويكفيها أن تدفع من أموال المعلمين معاشا يقدر بمائة جنيه شهرياً، وبضعة مصايف للمحاسيب وبضعة نواد للعب الكوتشينة والطاولة.
أما قضايا التعليم وأسباب تدهوره والدروس الخصوصية، وتعيين المعلمين وتقييمهم وتدريبهم، وما يطالهم من اتهامات بالاستغلال والفساد وكادر المعلمين الذي لم يؤد إلا إلي تكديرهم وفقدانهم الأمل في الإصلاح، فهي القضايا التي ستكون من أولويات الجماعة الجديدة «معلمون بلا نقابة»، رغم وصف وزير التعليم الحالي لها بأنها كيان غير شرعي.
أقول كل هذا بمناسبة تأسيس جماعة «معلمون بلا نقابة» التي تأسست في مدينة الإسكندرية منذ عام تقريباً، ورغم ذلك فقد تمكنت من أن يتجاوز المتعاطفون معها عدة آلاف من المعلمين في مختلف محافظات مصر. وقد جاء تأسيس «جماعة معلمون بلا نقابة»، رداً علي الدور الحكومي الذي تلعبه - وإن كان الأحري أن نقول لا تلعبه - نقابة المعلمين الرسمية، والتأكيد الحكومية.وقد تأسست نقابة المعلمين سنة ١٩٥٤، وقد ذكر الاستاذ «سعد زهران» أنه سعي مع العديد من الرفاق اليساريين سنه ١٩٥١ إلي تأسيس نقابة للمعلمين. ولكن ظروف المطاردة والاعتقال منعتهم من تكوينها بشكل رسمي إلي أن تأسست سنة ١٩٥٤
وجاء دور المعلمين، ونظراً للدور الذي يلعبونه في توجيه الطلاب، وأعدادهم الكبيرة، ووجودهم الدائم في كل بيت من خلال تلاميذهم، فقد اهتمت الدولة بالقضاء علي كل نشاط سياسي مستقل لهم، بل عملت علي أن تكون موافقة الأمن شرطاً أسياسياً في تعيين المعلمين.
وبالإضافة إلي ذلك فقد حرصت علي أن يكون نقيب المعلمين هو نفسه وزير التعليم القائم - هكذا كان الصاغ كمال الدين حسين - وعندما يتعذر ذلك بسبب أن يكون الوزير من غير المعلمين والمقيدين بالنقابة مثل حسين كامل بهاء الدين ويسري الجمل الوزير الحالي، فليكن وزيرا سابقا مضمون الولاء للحكومة، وهكذا يتولي الدكتور مصطفي كمال حلمي الوزير الأسبق منصب النقيب الحالي منذ عدد من السنين «زهقنا من عده».
وهكذا وضعت نقابة المعلمين في الفريزر ويكفيها أن تدفع من أموال المعلمين معاشا يقدر بمائة جنيه شهرياً، وبضعة مصايف للمحاسيب وبضعة نواد للعب الكوتشينة والطاولة.
أما قضايا التعليم وأسباب تدهوره والدروس الخصوصية، وتعيين المعلمين وتقييمهم وتدريبهم، وما يطالهم من اتهامات بالاستغلال والفساد وكادر المعلمين الذي لم يؤد إلا إلي تكديرهم وفقدانهم الأمل في الإصلاح، فهي القضايا التي ستكون من أولويات الجماعة الجديدة «معلمون بلا نقابة»، رغم وصف وزير التعليم الحالي لها بأنها كيان غير شرعي.