يسأل أحمد فتحي من القاهرة: أعاني من الحياء الشديد لدرجة أنني استحي من نفسي فهل هذا من الإسلام أم من الأمراض النفسية؟
** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن المدرس بالأزهر:
استحياء الإنسان من نفسه وحرصه علي ألا يصدر منه إلا كل سلوك سوي وان يكون عمله في السر كعمله في العلن هو دليل علي تمكن العفة من نفس صاحبها وهذا من تمام الإيمان.
يقول ابن القيم: حياء النفوس الشريفة العزيزة الرفعية من رضاها لنفسها بالنقص. وقناعتها بالدون. فيجد نفسه مستحياً من نفسه حتي لكأن له نفسين يستحي بإحداها من الأخري وهذا أكمل ما يكون من الحياء فإن العبد إذا استحي من نفسه فهو بأن يستحي من غيره أجدر.
ويقول الإمام الماوردي في حياء الإنسان من نفسه هو بأن يكون عفيفاً ويصون نفسه في الخلوات أي ما كره أن يراه الناس منه في العلن فلا يفعله إذا خلي بنفسه.
ويقول بعض الحكماء "ليكن استحياؤك من نفسك أكثر من استحيائك من غيرك" ومن هنا فالحياء من الإيمان وأنه متي نصب الإنسان من نفسه قاضياً علي نفسه ابتعد عن محقرات الأمور فحقق تقوي الله حيثما كان وأينما وجد فبقيت ساحته نظيفة طاهرة.
أما إذا استحيا الإنسان من زداء الواجبات أو من رد الحقوق وعجز عن القيام بالدور المنوط به في الحياة فلا حرج عليه ان يلجأ للشيخ وللطبيب أيضاً للفصل فيما أشكل عليه.