مشاهدة النسخة كاملة : المقاومة لن تموت وغزة رمز الصمود


إيهاب خميس إدريس
29-12-2008, 02:11 PM
الإطاحة بحماس.. وهم صهيوني جديد!!
[09:16مكة المكرمة ] [28/12/2008]
http://www.ikhwanonline.com/Data/2008/11/13/ikh7.jpgمحمد السروجي
بقلم: محمد السروجي

اجتياح غزة والإطاحة بحماس واغتيال عددٍ من قيادات الحركة ودخول سلطة عباس، أحلام وأوهام، هواجس ورغبات، وتصريحات لعددٍ غير قليل من ساسة الكيان الصهيوني، وعدد نادر من ساسة أنظمة الحكم العربي "راجع ما نشرته القدس العربي 24/12/2008م، منسوبًا للوزير عمر سليمان".
لكن السؤال الصعب: ما مدى إمكانية التنفيذ؟ وما النتائج المتوقعة على الداخل الصهيوني والفلسطيني بل والإقليمي والدولي؟ وهل حقًّا أصبحت حماس تُمثل صداعًا في رأس الأنظمة الفاسدة المستبدة لكونها نموذجًا يبعث روح الصمود والمزاحمة والأمل في إمكانية الإصلاح والتغيير؟ وهل سباق التصريحات المتضاربة الصادرة من ساسة الكيان الصهيوني تُعبِّر عن قوة وقدرة أم مزايدات انتخابية أم إفلاس سياسي وعسكري؟.

تصريحات متضاربة
* تسيبي ليفني زعيمة حزب كديما أنها إذا ما انتخبت رئيسة للوزراء في العاشر من فبراير القادم فإن "الأهداف الإستراتيجية" لحكومتها ستكون هي "الإطاحة بحكم حماس" باستخدام الوسائل العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية.

* بنيامين نتنياهو: على المدى الطويل سيتعين علينا الإطاحة بحكم حماس وعلى المدى القصير هناك مدى واسع من الاحتمالات من عمل لا شيء إلى عمل كل شيء؛ مما يعني غزو غزة.

* نقلت بعض المصادر الصحفية الإلكترونية بأن عددًا من القيادات العربية طالبت من الكيان الصهيوني قطع رءوس قيادات حماس، وقال الوزير الصهيوني إسحاق هرتزوج: "يجب أن يكون الأمر واضحًا.. هناك ضربة آتية لغزة وستكون قاسية وموجعة".

* وفي المقابل صرَّح رئيس الوزراء إيهود أولمرت قائلاً: "الحكومة لا تريد أن تتعجل في خوض معركة ولكنها لا تريد أن تتفادها أيضًا".

* إيهود باراك وزير الدفاع الصهيوني: "إن وزراء الحكومة الذين يتعهدون بالإطاحة بحماس لا يعرفون ما الذي يتحدثون عنه".

عقبات في طريق الاجتياح
* النقص الكبير في المعلومات المتصلة بضمان نجاح الاجتياح بدون تكلفةٍ عاليةٍ، فقد أثبتت حرب يوليو 2006م مع حزب الله أن النقص في المعلومات والتكتيكات كان فاضحًا لأجهزة استخبارات كانت تتمتع بسمعةٍ عالميةٍ في هذا الميدان.

* النجاحات النوعية المتكررة التي حققتها المقاومة الفلسطينية في الميدان، فضلاً عن مستوى التدريب والتسليح والجاهزية التي تتمتع بها "صرَّح يوفال ديسكين رئيس جهاز المخابرات الداخلية شين بيت للوزراء أن حماس لديها صواريخ طويلة المدى يمكن أن تضرب مدينة بئر السبع، وهي مركز سكاني كبير على بعد 40 كيلومترًا من قطاع غزة".

* الولايات المتحدة وهي طرفٌ رئيسي في كل ما يتصل بالشأن الصهيوني، لا توافق على استقبال الرئيس الأمريكي الجديد بالمشكلات المترتبة على اجتياح غزة.

* الانتخابات النيابية والتشريعية في الكيان الصهيوني ولبنان وإيران وارتباطها بالوضع الفلسطيني عامةً، وفي غزة خاصة.

* ترتيب الأولويات في الصراع الصهيوني مع الآخر، والذي أعطي الملف النووي الإيراني درجة متقدمة عن اجتياح غزة أو الإطاحة بحماس.

* التوجه الأمريكي الجديد ضد إيران الذي أخذ يتكشف؛ حيث التهدئة في العلاقات الطارئة بين أمريكا وبين إيران وجماعاتها في العراق، وصار على "إسرائيل" أن تعتمد على نفسها في المسألة الإيرانية.

* الآثار الوجدانية والفكرية المترتبة من إلهاب للمشاعر والعواطف العربية والإسلامية واستعادة للوعي بعدالة القضية وزيادة للسخط على الأنظمة، بل والتعاطف الدولي، كل ما سبق يمثل خسائر فادحة للكيان الصهيوني.

عمومًا قد يكون اجتياح غزة سهلاً من الناحية النظرية، وحركة حماس ستواجه معضلة الاجتياح نعم، وربما تتعرض بعض قياداتها لعمليات اغتيال، ولكنها حركة مقاومة، وربما نفاجأ بالاجتياح الصهيوني في وقتٍ مباغتٍ، كما حدث في لبنان نعم، ولكن شبه الأكيد أن النتائج ستكون واحدة، مزيد من الانكسار والخسائر الصهيونية ومزيد من الصمود الحمساوي مع مزيد من التأييد الشعبي العربي لها الساخط في نفس الوقت على أنظمة حكمه التي تخلَّت عن رمز عزة الأمة وشرفها "المقاومة"، لكن سيبقى هاجس الفشل والإخفاق هو التحدي الأكبر لمنازلة أصحاب الحق والأرض!.