aly almasry
29-12-2008, 03:02 PM
استهداف سفارات مصر
رأي القدس
29/12/2008
http://www.alquds.co.uk/today/28qpt99.jpg
من يتابع ردود فعل الحكومة المصرية وتصريحات المسؤولين فيها، يكتشف انها المرة الاولى، ومنذ توقيع اتفاقات كامب ديفيد عام 1979، تقف هذه الحكومة في موضع الدفاع عن النفس، وبطريقة مرتبكة، بسبب موقفها تجاه العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، واغلاقها معبر رفح في تشديد للحصار على مليون ونصف المليون من ابنائه، قبل وقوعه.
فالبيان الذي اصدرته وزارة الخارجية المصرية يوم امس وانتقدت فيه التظاهرات الاحتجاجية التي جرى تنظيمها في اكثر من عاصمة عربية واسلامية، هو احد النماذج الدامغة في هذا الصدد.
ومن المفارقة ان هذا البيان اتهم 'جهات اجنبية' بالوقوف خلف المظاهرات هذه، في تلميح مباشر الى ايران بهدف التشكيك في المواقف المصرية، وكأن هذه المواقف بحاجة الى تشكيك.
فاغلاق مصر لمعبر رفح لاكثر من ثمانية عشر شهرا، والتهديد بكسر ارجل كل من يعبر الحدود المصرية، حقيقة ثابتة.. كما ان استقبال تسيبي ليفني وزيرة الخارجية وزعيمة حزب 'كاديما' الاسرائيلي، والسماح لها باطلاق تهديدات بسحق حركة 'حماس'، وتغيير الاوضاع في قطاع غزة، كلها حقائق واضحة للعيان.
ليفني ذهبت الى القاهرة للتشاور مع الحكومة المصرية حول خطط العدوان هذه، واخذت الضوء الاخضر، ودليلنا على ذلك تشديد هذه الحكومة اجراءاتها الأمنية، وتعزيز قواتها على الجانب الآخر من الحدود مع غزة عشية هذا العدوان.
ربما تكون بعض المظاهرات التي انطلقت في عاصمة عربية او اثنتين قد تمت بتحريض من المحور الايراني السوري، ولكننا لا نعتقد ان المظاهرات الصاخبة التي انطلقت في تركيا وبريطانيا وماليزيا وبنغلاديش هي كذلك.
الحكومة المصرية والناطقون باسمها مطالبون باعادة النظر في السياسات التي وضعت بلادهم وقيادتهم في هذا الوضع الحرج وغير المسبوق، بدلاً من توجيه الاتهامات والانتقادات في كل الاتجاهات. ويكفي التذكير بأن مصر نفسها كانت مسرحاً لمظاهرات عارمة نظمها الشرفاء وهم الأغلبية الساحقة في مصر، ورددوا خلالها شعارات معادية للنظام ورئيسه، ونددوا بموقف حكومتهم المتواطئ مع العدوان الاسرائيلي على القطاع.
فمن المؤسف ان الحكومة المصرية، وفي حركة بهلوانية، ارسلت بعض الشاحنات المحملة بالأدوية الى القطاع في اليوم التالي للعدوان، وقررت فتح المعبر لاستقبال اشلاء الجرحى والشهداء، معتقدة ان مثل هذه الخطوات يمكن ان تحسن صورتها في اوساط الشعب المصري، واوساط الشعوب العربية كافة، وهو اعتقاد خاطئ بكل المقاييس.
النظام المصري يفقد مصداقيته محلياً وعربياً ودولياً بشكل متسارع لأنه يُقزّم دور مصر، وينحاز الى العدوان الاسرائيلي دون ان يحصل على اي مقابل، غير مباركة عملية التوريث وهي عملية بات مشكوكاً في حدوثها، او نجاحها، في ظل تصاعد حالتي الاحباط والغضب في اوساط الشعب المصري.
منقوول
رأي القدس
29/12/2008
http://www.alquds.co.uk/today/28qpt99.jpg
من يتابع ردود فعل الحكومة المصرية وتصريحات المسؤولين فيها، يكتشف انها المرة الاولى، ومنذ توقيع اتفاقات كامب ديفيد عام 1979، تقف هذه الحكومة في موضع الدفاع عن النفس، وبطريقة مرتبكة، بسبب موقفها تجاه العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، واغلاقها معبر رفح في تشديد للحصار على مليون ونصف المليون من ابنائه، قبل وقوعه.
فالبيان الذي اصدرته وزارة الخارجية المصرية يوم امس وانتقدت فيه التظاهرات الاحتجاجية التي جرى تنظيمها في اكثر من عاصمة عربية واسلامية، هو احد النماذج الدامغة في هذا الصدد.
ومن المفارقة ان هذا البيان اتهم 'جهات اجنبية' بالوقوف خلف المظاهرات هذه، في تلميح مباشر الى ايران بهدف التشكيك في المواقف المصرية، وكأن هذه المواقف بحاجة الى تشكيك.
فاغلاق مصر لمعبر رفح لاكثر من ثمانية عشر شهرا، والتهديد بكسر ارجل كل من يعبر الحدود المصرية، حقيقة ثابتة.. كما ان استقبال تسيبي ليفني وزيرة الخارجية وزعيمة حزب 'كاديما' الاسرائيلي، والسماح لها باطلاق تهديدات بسحق حركة 'حماس'، وتغيير الاوضاع في قطاع غزة، كلها حقائق واضحة للعيان.
ليفني ذهبت الى القاهرة للتشاور مع الحكومة المصرية حول خطط العدوان هذه، واخذت الضوء الاخضر، ودليلنا على ذلك تشديد هذه الحكومة اجراءاتها الأمنية، وتعزيز قواتها على الجانب الآخر من الحدود مع غزة عشية هذا العدوان.
ربما تكون بعض المظاهرات التي انطلقت في عاصمة عربية او اثنتين قد تمت بتحريض من المحور الايراني السوري، ولكننا لا نعتقد ان المظاهرات الصاخبة التي انطلقت في تركيا وبريطانيا وماليزيا وبنغلاديش هي كذلك.
الحكومة المصرية والناطقون باسمها مطالبون باعادة النظر في السياسات التي وضعت بلادهم وقيادتهم في هذا الوضع الحرج وغير المسبوق، بدلاً من توجيه الاتهامات والانتقادات في كل الاتجاهات. ويكفي التذكير بأن مصر نفسها كانت مسرحاً لمظاهرات عارمة نظمها الشرفاء وهم الأغلبية الساحقة في مصر، ورددوا خلالها شعارات معادية للنظام ورئيسه، ونددوا بموقف حكومتهم المتواطئ مع العدوان الاسرائيلي على القطاع.
فمن المؤسف ان الحكومة المصرية، وفي حركة بهلوانية، ارسلت بعض الشاحنات المحملة بالأدوية الى القطاع في اليوم التالي للعدوان، وقررت فتح المعبر لاستقبال اشلاء الجرحى والشهداء، معتقدة ان مثل هذه الخطوات يمكن ان تحسن صورتها في اوساط الشعب المصري، واوساط الشعوب العربية كافة، وهو اعتقاد خاطئ بكل المقاييس.
النظام المصري يفقد مصداقيته محلياً وعربياً ودولياً بشكل متسارع لأنه يُقزّم دور مصر، وينحاز الى العدوان الاسرائيلي دون ان يحصل على اي مقابل، غير مباركة عملية التوريث وهي عملية بات مشكوكاً في حدوثها، او نجاحها، في ظل تصاعد حالتي الاحباط والغضب في اوساط الشعب المصري.
منقوول