مشاهدة النسخة كاملة : الاعتصام بحبل الله يحقق النصر


Eng.Rasha
08-01-2009, 05:13 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


الاعتصام في اللغة هو الاستمساك بالشيء والعصمة هي الحفظ.. والاعتصام في الاصطلاح هو الاجتماع وعدم التفرق والتمسك بعهد الله تعالي والتمسك بالكتاب والسنة والاعتصام بالله عليه مدار السعادة في الدنيا والآخرة والاعتصام بحبل الله يحفظ الإنسان من الضلالة ومن الهلاك والاعتصام بحبل الله: هو المحافظة علي التعاليم الإسلامية وعلي طاعة الله تعالي.
ومن ثمرات الاعتصام: الهداية إلي الصراط المستقيم قال الله تعالي: "ومن يعتصم بالله فقد هدي إلي صراط مستقيم" آل عمران: .101
ومن ثمرات الاعتصام: القوة والاتحاد وعدم الفرقة قال الله تعالي: "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم علي شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون" آل عمران: .103
ومن ثمرات الاعتصام نصر الله وتأييده لمن اعتصم به قال سبحانه: "إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين وسوف يؤت الله المؤمنين أجراً عظيماً" النساء: .146
ومن ثمرات الاعتصام بالله أن الله تعالي يكرم من اعتصم به ويدخله في رحمة منه وفضل ويهديه إليه صراطاً مستقيماً قال الله تعالي: "فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطاً مستقيما" النساء: .175
ومن ثمرات الاعتصام بالله: أن الله تعالي يتولي من اعتصم به وينصره ويؤيده قال جل شأنه: "فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولي ونعم النصير" الحج: .78
وتتتضح كيفية الاعتصام بالتمسك بكتاب الله تعالي وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم وهذا مما يرضاه الله تعالي وحبه من عباده كما جاء في الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "إن الله تعالي يرضي لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا فيرضي لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ويكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال واضاعة المال".
ومن أهم ركائز الاعتصام الايمان بالله وإعلان ذلك بذكر الله تعالي وطاعته والاستقامة الجادة المخلصة.
عن سفيان بن عبدالله الثقفي رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله: حدثني بأمر اعتصم به قال: "قل ربي الله ثم استقم قلت: يا رسول الله ما أخوف ما تخاف علي؟ فأخذ بلسان نفسه ثم قال: هذا".
وفي كيفية الاعتصام بالله وبحبل الله يدعو الرسول صلي الله عليه وسلم الأمة إلي التمسك بدينها وكتاب ربها وسنة نبيها عليه الصلاة والسلام وبمحبة آل بيت النبي صلي الله عليه وسلم.
عن زيد بن ارقم رضي الله عنه قال: قام رسول الله صلي الله عليه وسلم يوماً خطيباً بماء يدعي خما بين مكة والمدينة فحمد الله واثني عليه ووعظ وذكر ثم قال: اما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدي والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث علي كتاب الله ورغب فيه ثم قال: "وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي".
والأمة الإسلامية مطالبة بوحدة صفها وجمع كلمتها وعدم التنازع والتفرق وأن نلزم الجماعة فقد هلكت الأمم السالفة بتفرقها.. عن سماك بن الوليد الحنفي أنه لقي ابن عباس فقال: ما نقول في سلاطين علينا يظلموننا ويشتموننا ويعتدون علينا في صدقاتنا ألا نمنعهم؟ قال: لا اعطهم الجماعة الجماعة إنما هلكت الأمم الخالية بتفرقها اسمعت قول الله: "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا".
وإذا كان الاعتصام قيمة كبري من قيم الإسلام وقد حث القرآن الكريم عليه ودعا الرسول صلي الله عليه وسلم إليه فإن امتنا الإسلامية في هذه الفترة الراهنة تمر بمنعطف خطير يستوجب عليها أن توحد صفها وأن تعتصم بحبل ربها وألا تتفرق ولا تتنازع حتي تستطيع أن تحقق خيريتها علي ظهر الأرض أمرا بالمعروف ونهياً عن المنكر وفي الاعتصام قوة واجتماع للكلمة وتوحيد للصفوف ولا شك أن توحيد الصفوف سعادة وفلاح ونصر ونجاح للأمة والاعتصام بحبل الله تعالي يورث محبة الله ومحبة رسول الله صلي الله عليه وسلم ومحبة الناس اجمعين ويثمر السعادة في الدنيا والآخرة.
اما البعد عن الاعتصام والتوحد فيورث الأمة الضعف ويجعلها تتخبط في دياجير الظلام.
ما أحوج أمتنا الإسلامية في هذه الآونة إلي أن تكون علي قلب رجل واحد حكاما ومحكومين أمما وشعوبا أفرادا وجماعات وأن تطرح الآثرة والأنانية والفرقة والاختلاف وأن تطبق الاعتصام بالله والاعتصام بحبل الله ويومها سيحقق الله لنا النصر وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم