بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   حي على الفلاح (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=25)
-   -   حكم الأستماع إلى الأناشيد (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=177584)

ابو البراء محمد بن محمود 28-01-2010 10:41 PM

فتوى الشيخ العلامة عبد المحسن العباد حفظه الله
لا ينبغي الاشتغال بالأناشيد ولا ينبغي الاهتمام بها
قال حفظه الله في جوابه عن سؤال عن حكم الأناشيد الإسلامية:
(الإنسان عليه أن يشغل وقته فيما يعود عليه بالخير والنفع في الدنيا والآخرة، فيشتغله بذكر الله وقراءة القرآن وقراءة الكتب النافعة، وكذلك يطلع على الشعر الطيب الذي يدل على مكارم الأخلاق وعلى الآداب الطيبة، وأما هذه الاناشيد التي ظهرت في الآونة الأخيرة والتي يجتمع مجموعة وينشدون بصوت واحد وبترنم، ويسجل ذلك ثم ينشر، ويشتغل به كثير من الناس، فإن هذا لا ينبغي الاشتغال به ولا ينبغي الاهتمام به، لأن المهم هو المعاني الطيبة، وسماع الأمور الطيبة، أما عشق الأصوات، والحرص على الاستمتاع بالأصوات فإن هذا لا يليق ولا ينبغي).
القول المفيد في حكم الأناشيد، تأليف عصام المري

السيد صابر 30-01-2010 12:12 PM

نفعك الله وإيانا بما تفضل الله به علينا
وجعلنا وإياك من ناشري العلم ابتغاء مرضاته ورضوانه
وغفر لنا بذلك ولأهلنا ولمن نحب
آمين

محمد(o) 30-01-2010 01:02 PM


وهل مثل هذه الاناشيد حـــرام


http://www.4shared.com/file/18668828...a5/_3____.html

ابو البراء محمد بن محمود 31-01-2010 11:08 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السيد صابر (المشاركة 1929911)
نفعك الله وإيانا بما تفضل الله به علينا
وجعلنا وإياك من ناشري العلم ابتغاء مرضاته ورضوانه
وغفر لنا بذلك ولأهلنا ولمن نحب
آمين

اللهم آمين.
ولك بمثل مادعوت وزيادة أخي الفاضل.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً على المرور.

ابو البراء محمد بن محمود 05-02-2010 09:41 PM

العلاّمة الشيخ عبد العزيز الراجحي حفظه الله
النشيد الجماعي من طرق الصوفية

قال حفظه الله جواباً على هذا السؤال: ما حكم الاستماع للأناشيد المصحوبة بالآهات والتميعات ؟
ج: ما ينبغي هذا غلط، الأناشيد الجماعية؟! ما ينبغي هذا، وأصل الأناشيد من الصوفية، والأناشيد الجماعية ما يستفاد منها، ولا سيما إذا كان فيها آهات وفيها .. وهذه الأناشيد التي ينشدها بعض الشبان، يلحنوها تلحين الغناء، وإذا كان في آهات، آهات؛ تكون أشد، ولو كان ما فيها تلحين الغناء ما يحصل فائدة؛ لأن المستمع إنما يستمع للنغمات فقط، ينصت يستمع متى يرفع الصوت، ومتى ينزل الصوت.
لكن القصيدة إذا كانت مفيدة، واحد ينشدها والباقي يستمعون، أما يكون جماعة ينشدون! هذا.. هذه طريقة الصوفية، وإذا كان في يلحنه تلحين الغناء، أو في آهات كان أشد وأشد، لكن استحوذ الشيطان على بعض الشباب عجز عنهم الإتيان بالغناء، وصار يأتون بالغناء نفس الغناء نفس الغناء الذي تسمعه في الإذاعات، تسمعه في بعض أناشيد بعض الشباب نفس الصوت ونفس التلحين ونفس التأوهات، نسأل الله العافية.
نعم. الآن -عفا الله عنك- أصبحت حتى في طريقة النشيد أصبحت تشابه طريقة المغنيين بالضبط ما تختلف عنها تسمعها ما تفرق بينها، نعم. هذا واضح، الآن بعض الأشرطة هذا غناء، كأنه منقول من الإذاعات وغيرها وشباب يتأوه، يتأوه ويلحن، نسأل الله العافية، ويصير فيها يتلذذ، اللي يسمع يتلذذ بالصوت ما يستفيد، ويزعمون أنها أناشيد إسلامية، وأنها كذا، حتى ولو كانت أناشيد … الغناء، فات المعنى صار صارت طربا، حتى بعضهم والعياذ بالله، يغني القرآن يغني نسمع بعضهم يغني http://www.fatwa1.com/anti-erhab/Sal.../image001.htmlقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ http://www.fatwa1.com/anti-erhab/Sal.../image002.htmlيغنيها الغناء، نسأل الله العافية، نعم. نعوذ بالله، نعم.

ابو البراء محمد بن محمود 24-02-2010 03:16 AM

جزء من مقالة للشيخ سالم الطويل حول الأناشيد
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الأناشيد اللا إسلامية بدعة صوفية ما أنزل الله بها من سلطان " .


الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد


فإن الله أكمل لنا ديننا واتمم علينا نعمته ورضي لنا الإسلام دينآ ولم يقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بعد أن دل أمته على كل خير يعلمه لهم ويقربهم إلى الله تعالى وحذرهم من كل شر يعلمه يباعدهم من الله تعالى .



واعلم اخي القارئ الكريم أن في الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والأئمة من أهل العلم غنى وكفاية عن ما سواها من الأناشيد ونحوها مما أحدثه الناس زاعمين أنه من أساليب الدعوة أو من أسباب التوبة أو أنه بديلا عن الغناء المحرم ونحو ذلك .

والواقع الذي ليس له دافع أن هذه الأناشيد اللا إسلامية لا تختلف كثيرا عن الغناء المحرم فهي ملحنة بألحان الغناء ويلحنها ملحنوا الغناء أنفسهم الذين يلحنون الأغاني الماجنة السافلة الهابطة وأيضآ يختارون لها منشدين أصواتهم جميلة جذابة تثير الفتنة وتحرك الساكن وبعضهم بل كثير منهم فيه من النعومة والزينة ما تحصل به الفتنة وتتهيج به الشهوة !


وتشتد الفتنة إذا كان فيها اختلاط النساء بالرجال أو تكشفهن عندهم .

ولا يخفى على من له أدنى بصر وبصيرة أن الأناشيد اليوم التي تسمى زورا " إسلامية " قد دخلها كثير من آلات اللهو والمعازف وبعضها عولجت بأجهزة كهربائية تصدر اصواتآ كأصوات المعازف تمامآ !

ناهيك عن التمايل وهز الرؤوس وتغبير الوجه الذي لا يختلف عن أفعال المطربين إلا يسيرا !


كما أنها تنشد بأصوات جماعية وبالإضافة إلى هذه المهزلة ترتفع أصوات المشجعين من الجمهور بالتحية والتصفيق والتصفير حتى لا يدرك السامع إلا بعسر إن كان الذي ظهر على خشبة المسرح مطرب أو منشد وليت شعرى الفرق بينهما صعب إدراكه !



" كل ما كان سببا في فتنة فالواجب تركه "

ولاشك في تحريم هذه الأناشيد التي بلغت هذا الحد من المخالفات الشرعية حتى عظمت بها الفتنة واصبحت مجالا للكسب المادي والشهرة والأضواء واعجاب النساء والفتيات بهذا المنشد وذاك بل بلغ الأمر في بعضهم أن هجر القرآن واستبدله بالأناشيد وبعضهم يحفظ من الأناشيد اكثر مما يحفظ من القرآن ومنهم ما يردد الأناشيد اكثر من ذكر الله تعالى والإستغفار وآخرون جعلوها ديدنهم وبعضهم لا يتعظ قلبه إلا بها .

واسوأ من هذا كله من جعلها عبادة كما فعلت الصوفية فتجدهم قد لحنوا الأذكار والأدعية والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بطريقة محدثة ضالة مبتدعة وكثير منها لا تسلم من الكلام الباطل كالغلو والإستغاثة بغير الله والتوسل المحرم وغير ذلك



" الإستماع إلى الصوت دون مضمون القصيدة "

وهذا للأسف هو الأكثر والغالب في حال مستمعي الأناشيد فتجدهم يستمعون إليها من فتيان أصواتهم فاتنة بل وبعضها من بنات وربما بلغن التاسعة أو العاشرة وهذا سن بلوغ عند بعض الفتيات ولا شك أن ذلك قد يحرك الشهوة عند الجنسين وتعتادها نفوسهم وتطرب لها وربما تتجاوز الأغاني المحرمة كما قد تجدهم يستمتعون بالصوت دون المضمون فهذه قد جزم علماؤنا بتحريمها من غير تردد منهم شيخنا ابن عثيمين " رحمه الله تعالى " .


" إلا صلاتي ما اخليها "


لقد جاءت مئات النصوص من الكتاب والسنة في الصلاة والأمر بها وبالمحافظة عليها وبيان فضلها ووجوب أدائها مع الجماعة في وقتها وووالخ ومع هذا نجد كثيرآ من هؤلاء احفظ لنشيدة " إلا صلاتي " من حفظهم لأدلة الكتاب والسنة .

حتى أن بعضهم يرددها اكثر من الذكر والإستغفار وبعضهم جعلنها نغمة لهاتفه الخاص !

والسؤال كم واحد من هؤلاء يحافظ على الصلاة و " ما يخليها " ؟!

اظن أنك اخي القارئ تعرف كما اعرف ويعرف غيري وغيرك أن كثيرا من أولئك قد ضيعوا الصلاة وإن انشدوا ورددوا تلك النشيدة !

فما الفائدة المرجوة من الأناشيد ؟ ومن لم يكن له في كتاب الله عبرة فليس له في ما سواه عبرة .



ترانيم كترانيم النصارى

أخي القارئ العزيز هل سمعت ذات يوم كيف يتعبد النصارى في كنائسهم ؟ .

نعم إن الأناشيد تشبه إلى حد كبير ترانيم النصارى في كنائسهم وللأسف أن من المسلمين من يتابع سننهم حذو القذة بالقذة !

حتى اصبح لسان حال بعضهم يقول هذه الأناشيد يحصل فيها من الخشوع والموعظة أشد مما يحصل بالقرآن والسنة .
منقول بتصرف من مقالة حولا لأناشيد للشيخ سالم الطويل حفظه الله.


المجاهد فى سبيل الله 24-02-2010 10:46 AM

ايه رائيك يا شيخ محمد فى اولا
من ابطل كل ادلة التحريم من حيث الصحه و الضعف ؟
ثانيا ما رائيك فيما بلى

حكم الغناء علي أصل الإباحة بلا شك، ولو لم يكن معنا نص أو دليل واحد علي ذلك غير سقوط أدلة التحريم. فكيف ومعنا نصوص الإسلام الصحيحة الصريحة، وروحه السمحة، وقواعده العامة، ومبادئه الكلية ؟
وهاك بيانها:

أولا: من حيث النصوص:
استدلوا بعدد من الأحاديث الصحيحة، منها: حديث غناء الجاريتين في بيت النبي -صلي الله عليه وسلم- عند عائشة، وانتهار أبي بكر لهما، وقوله: مزمور الشيطان في بيت النبي -صلي الله عليه وسلم-، وهذا يدل علي أنهما لم تكونا صغيرتين كما زعم بعضهم، فلو صح ذلك لم تستحقا غضب أبي بكر إلي هذا الحد.

والمعول عليه هنا هو رد النبي -صلي الله عليه وسلم- علي أبي بكر -رضي الله عنه- وتعليله: أنه يريد أن يعلم اليهود أن في ديننا فسحة، وأنه بعث بحنيفية سمحة. وهو يدل علي وجوب رعاية تحسين صورة الإسلام لدي الآخرين، وإظهار جانب اليسر والسماحة فيه.
وقد روي البخاري وأحمد عن عائشة أنها زفت امرأة إلي رجل من الأنصار فقال النبي -صلي الله عليه وسلم-: "يا عائشة، ما كان معهم من لهو ؟ فإن الأنصار يعجبهم اللهو".
وروي ابن ماجة عن ابن عباس قال: أنكحت عائشة ذات قرابة لها من الأنصار فجاء رسول الله فقال: "أهديتم الفتاة ؟" قالوا: نعم قال: "أرسلتم معها من يغني ؟" قالت: لا. فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "إن الأنصار قوم فيهم غزل، فلو بعثتم معها من يقول: أتيناكم أتيناكم .. فحيانا وحياكم ؟!

وروي النسائي والحاكم وصححه عن عامر بن سعد قال: دخلت علي قرظة بن كعب وأبي مسعود الأنصاري في عرس، وإذا جوار يغنين. فقلت: أي صاحبي رسول الله أهل بدر يفعل هذا عندكم ؟! فقالا: اجلس إن شئت فاستمع معنا، وإن شئت فاذهب، فإنه قد رخص لنا اللهو عند العرس.
وروي ابن حزم بسنده عن ابن سيرين: أن رجلاً قدم المدينة بجوار فأتي عبد الله بن جعفر فعرضهن عليه، فأمر جارية منهن فغنت، وابن عمر يسمع، فاشتراها ابن جعفر بعد مساومة، ثم جاء الرجل إلي ابن عمر فقال: يا أبا عبد الرحمن، غبنت بسبعمائة درهم ! فأتي ابن عمر إلي عبد الله بن جعفر فقال له: إنه غبن بسبعمائة درهم، فإما أن تعطيها إياه، وإما أن ترد عليه بيعه، فقال: بل نعطيه إياها. قال ابن حزم: فهذا ابن عمر قد سمع الغناء وسعي في بيع المغنية، وهذا إسناد صحيح لا تلك الأسانيد الملفقة الموضوعة.

واستدلوا بقوله تعالي: (وإذا رأوا تجارة أو لهو انفضوا إليها وتركوك قائمًا قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين). (الجمعة: 11).
فقرن اللهو بالتجارة، ولم يذمهما إلا من حيث شغل الصحابة بهما -بمناسبة قدوم القافلة وضرب الدفوف فرحًا بها- عن خطبة النبي -صلي الله عليه وسلم-، وتركه قائمًا.
واستدلوا بما جاء عن عدد من الصحابة -رضي الله عنهم- أنهم باشروا السماع بالفعل أو أقروه. وهم القوم يقتدي بهم فيهتدي.
واستدلوا لما نقله غير واحد من الإجماع علي إباحة السماع، كما سنذكره بعد.

وثانيا: من حيث روح الإسلام وقواعده:
لا شيء في الغناء إلا أنه من طيبات الدنيا التي تستلذها الأنفس، وتستطيبها العقول، وتستحسنها الفطر، وتشتهيها الأسماع، فهو لذة الأذن، كما أن الطعام الهنيء لذة المعدة، والمنظر الجميل لذة العين، والرائحة الذكية لذة الشم ... إلخ، فهل الطيبات أي المستلذات حرام في الإسلام أم حلال ؟
من المعروف أن الله تعالي كان قد حرم علي بني إسرائيل بعض طيبات الدنيا عقوبة لهم علي سوء ما صنعوا، كما قال تعالي: (فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرًا. وأخذهم الربا وقد نهو عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل) (النساء: 160، 161). فلما بعث الله محمدًا –صلي الله عليه وسلم- جعل عنوان رسالته في كتب الأولين (الذي يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم). (الأعراف: 157).

فلم يبق في الإسلام شيء طيب أي تستطيبه الأنفس والعقول السليمة إلا أحله الله، رحمة بهذه الأمة لعموم رسالتها وخلودها. قال تعالي: (يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات). (المائدة: 4).
ولم يبح الله لواحد من الناس أن يحرم علي نفسه أو علي غيره شيئًا من الطيبات مما رزق الله مهما يكن صلاح نيته أو ابتغاء وجه الله فيه، فإن التحليل والتحريم من حق الله وحده، وليس من شأن عباده، قال تعالي: (قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حرامًا وحلالاً قل آلله أذن لكم أم علي الله تفترون) (يونس: 59). وجعل سبحانه تحريم ما أحله من الطيبات كإحلال ما حرم من المنكرات، كلاهما يجلب سخط الله وعذابه، ويردي صاحبه في هاوية الخسران المبين، والضلال البعيد، قال جل شأنه ينعي علي من فعل ذلك من أهل الجاهلية: (قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفهًا بغير علم وحرموا ما رزقهم الله افتراء علي الله قد ضلوا وما كانوا مهتدين). (الأنعام: 140).

ولو تأملنا لوجدنا حب الغناء والطرب للصوت الحسن يكاد يكون غريزة إنسانية وفطرة بشرية، حتي إننا لنشاهد الصبي الرضيع في مهده يسكته الصوت الطيب عن بكائه، وتنصرف نفسه عما يبكيه إلي الإصغاء إليه ولذا تعودت الأمهات والمرضعات والمربيات الغناء للأطفال منذ زمن قديم، بل نقول: إن الطيور والبهائم تتأثر بحسن الصوت والنغمات الموزونة حتي قال الغزالي في الإحياء: (من لم يحركه السماع فهو ناقص مائل عن الاعتدال، بعيد عن الروحانية، زائد في غلظ الطبع وكثافته علي الجمال والطيور وجميع البهائم، إذ الجمل مع بلادة طبعه يتأثر بالحداء تأثرًا يستخف معه الأحمال الثقيلة، ويستقصر -لقوة نشاطه في سماعه- المسافات الطويلة، وينبعث فيه من النشاط ما يسكره ويولهه. فتري الإبل إذا سمعت الحادي تمد أعناقها، وتصغي إليه ناصبة آذانها، وتسرع في سيرها، حتي تتزعزع عليها أحمالها ومحاملها) .

وإذا كان حب الغناء غريزة وفطرة فهل جاء الدين لمحاربة الغرائز والفطر والتنكيل بها ؟ كلا، إنما جاء لتهذيبها والسمو بها، وتوجيهها التوجيه القويم، قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: إن الأنبياء قد بعثوا بتكميل الفطرة وتقريرها لا بتبديلها وتغييرها.
ومصداق ذلك أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قدم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: "ما هذان اليومان؟" قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية: فقال عليه السلام: "إن الله قد أبدلكم بهما خيرًا منهما: يوم الأضحي ويوم الفطر" رواه أحمد وأبو داود والنسائي.

وقالت عائشة: "لقد رأيت النبي يسترني بردائه، وأنا أنظر إلي الحبشة يلعبون في المسجد، حتي أكون أنا التي أسأمه -أي اللعب- فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة علي اللهو".
وإذا كان الغناء لهوا ولعبًا فليس اللهو واللعب حرامًا، فالإنسان لا صبر له علي الجد المطلق والصرامة الدائمة.

قال النبي -صلي الله عليه وسلم- لحنظلة -حين ظن نفسه قد نافق لمداعبته زوجه وولده وتغير حاله في بيته عن حاله مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "يا حنظلة، ساعة وساعة" رواه مسلم.
وقال علي بن أبي طالب: روحوا القلوب ساعة بعد ساعة، فإن القلوب إذا أكرهت عميت.
وقال كرم الله وجهه: إن القلوب تمل كما تمل الأبدان، فابتغوا لها طرائف الحكمة.
وقال أبو الدرداء: إني لأستجم نفسي بالشيء من اللهو ليكون أقوي لها علي الحق.

وقد أجاب الإمام الغزالي عمن قال: إن الغناء لهو ولعب بقوله: (هو كذلك، ولكن الدنيا كلها لهو ولعب ... وجميع المداعبة مع النساء لهو، إلا الحراثة التي هي سبب وجود الولد، وكذلك المزح الذي لا فحش فيه حلال، نقل ذلك عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- وعن الصحابة.
وأي لهو يزيد علي لهو الحبشة والزنوج في لعبهم، فقد ثبت بالنص إباحته. علي أني أقول: اللهو مروح للقلب، ومخفف عنه أعباء الفكر، والقلوب إذا أكرهت عميت، وترويحها إعانة لها علي الجد، فالمواظب علي التفكر مثلاً ينبغي أن يتعطل يوم الجمعة؛ لأن عطلة يوم تساعد علي النشاط في سائر الأيام، والمواظب علي نوافل الصلوات في سائر الأوقات ينبغي أن يتعطل في بعض الأوقات، ولأجله كرهت الصلاة في بعض الأوقات، فالعطلة معونة علي العمل، اللهو معين علي الجد ولا يصبر علي الجد المحض، والحق المر، إلا نفوس الأنبياء عليهم السلام، فاللهو دواء القلب من داء الإعياء، فينبغي أن يكون مباحًا، ولكن لا ينبغي أن يستكثر منه، كما لا يستكثر من الدواء. فإذًا اللهو علي هذه النية يصير قربة، هذا في حق من لا يحرك السماع من قلبه صفة محمودة يطلب تحريكها، بل ليس له إلا اللذة والاستراحة المحضة، فينبغي أن يستحب له ذلك، ليتوصل به إلي المقصود الذي ذكرناه. نعم هذا يدل علي نقصان عن ذروة الكمال، فإن الكامل هو الذي لا يحتاج أن يروح نفسه بغير الحق، ولكن حسنات الأبرار سيئات المقربين، ومن أحاط بعلم علاج القلوب، ووجوه التلطف بها، وسياقتها إلي الحق، علم قطعًا أن ترويحها بأمثال هذه الأمور دواء نافع لا غني عنه) انتهي كلام الغزالي (الإحياء: كتاب السماع ص 1152، 1153)، وهو كلام نفيس يعبر عن روح الإسلام الحقة.
القائلون بإجازة الغناء:
تلك هي الأدلة المبيحة للغناء من نصوص الإسلام وقواعده، فيها الكفاية كل الكفاية ولو لم يقل بموجبها قائل، ولم يذهب إلي ذلك فقيه، فكيف وقد قال بموجبها الكثيرون من صحابة وتابعين وأتباع وفقهاء ؟
وحسبنا أن أهل المدينة -علي ورعهم- والظاهرية- علي حرفيتهم وتمسكهم بظواهر النصوص -والصوفية- علي تشددهم وأخذهم بالعزائم دون الرخص- روي عنهم إباحة الغناء.
قال الإمام لشوكاني في "نيل الأوطار": (ذهب أهل المدينة ومن وافقهم من علماء الظاهر، وجماعة الصوفية، إلي الترخيص في الغناء، ولو مع العود واليراع. وحكي الأستاذ أبو منصور البغدادي الشافعي في مؤلفه في السماع: أن عبد الله بن جعفر كان لا يري بالغناء بأسًا، ويصوغ الألحان لجواريه، ويسمعها منهن على أوتاره. وكان ذلك في زمن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه.
وحكي الأستاذ المذكور مثل ذلك أيضًا عن القاضي شريح، وسعيد بن المسيب، وعطاء بن أبي رباح، والزهري، والشعبي) .

وقال إمام الحرمين في النهاية، وابن أبي الدنيا: (نقل الأثبات من المؤرخين: أن عبد الله بن الزبير كان له جوار عوادات، وأن ابن عمر دخل إليه وإلي جنبه عود، فقال: ما هذا يا صاحب رسول الله ؟! فناوله إياه، فتأمله ابن عمر فقال: هذا ميزان شامي ؟ قال ابن الزبير: يوزن به العقول !) .
وروي الحافظ أبو محمد بن حزم في رسالة في السماع بسنده إلي ابن سيرين قال: (إن رجلاً قدم المدينة بجوار فنزل علي ابن عمر، وفيهن جارية تضرب. فجاء رجل فساومه، فلم يهو فيهن شيئًا. قال: انطلق إلي رجل هو أمثل لك بيعًا من هذا. قال: من هو ؟ قال: عبد الله بن جعفر .. فعرضهن عليه، فأمر جارية منهن، فقال لها: خذي العود، فأخذته، فغنت، فبايعه ثم جاء ابن عمر ... إلخ. القصة) .

وروي صاحب "العقد" العلامة الأديب أبو عمر الأندلسي: أن عبد الله بن عمر دخل علي ابن جعفر فوجد عنده جارية في حجرها عود، ثم قال لابن عمر: هل تري بذلك بأسًا ؟ قال: لا بأس بهذا، وحكي الماوردي عن معاوية وعمرو بن العاص: أنهما سمعًا العود عند ابن جعفر، وروي أبو الفرج الأصبهاني: أن حسان بن ثابت سمع من عزة الميلاء الغناء المزهر بشعر من شعره.
وذكر أبو العباس المبرد نحو ذلك. والمزهر عند أهل اللغة: العود.
وذكر الأدفوي أن عمر بن عبد العزيز كان يسمع جواريه قبل الخلافة. ونقل ابن السمعاني الترخيص عن طاووس، ونقله ابن قتيبة وصاحب الإمتاع عن قاضي المدينة سعد ابن إبراهيم بن عبد الرحمن الزهري من التابعين. ونقله أبو يعلي الخليلي في الإرشاد عن عبد العزيز بن سلمة الماجشون مفتي المدينة.

وحكي الروياني عن القفال أن مذهب مالك بن أنس إباحة الغناء بالمعازف، وحكي الأستاذ أبو منصور الفوراني عن مالك جواز العود، وذكر أبو طالب المكي في قوت القلوب عن شعبة أنه سمع طنبورًا في بيت المنهال بن عمروا المحدث المشهور.
وحكي أبو الفضل بن طاهر في مؤلفه في السماع أنه لا خلاف بين أهل المدينة في إباحة العود.
قال ابن النحوي في العمدة: (وقال ابن طاهر: هو إجماع أهل المدينة. قال ابن طاهر: وإليه ذهبت الظاهرية قاطبة. قال الأدفوي: لم يختلف النقلة في نسبة الضرب إلي إبراهيم بن سعد المتقدم الذكر وهو ممن أخرج له الجماعة كلهم.

وحكي الماوردي إباحة العود عن بعض الشافعية، وحكاه أبو الفضل بن طاهر عن أبي إسحاق الشيرازي، وحكاه الإسنوي في "المهمات" عن الروياني والماوردي، ورواه ابن النحوي عن الأستاذ أبي منصور وحكاه ابن الملقن في العمدة عن ابن طاهر، وحكاه الأدفوي عن الشيخ عز الدين بن عبد السلام، وحكاه صاحب الإمتاع عن أبي بكر بن العربي، وجزم بالإباحة الأدفوي.

هؤلاء جميعًا قالوا بتحليل السماع مع آلة من الآلات المعروفة -أي آلات الموسيقي- وأما مجرد الغناء من غير آلة فقال الأدفوي في الإمتاع: إن الغزالي في بعض تآليفه الفقهية نقل الاتفاق علي حله، ونقل ابن طاهر إجماع الصحابة والتابعين عليه، ونقل التاج الفزاري وابن قتيبة إجماع أهل الحرمين عليه، ونقل ابن طاهر وابن قتيبة أيضًا إجماع أهل المدينة عليه، وقال الماوردي: لم يزل أهل الحجاز يرخصون فيه في أفضل أيام السنة المأمور فيها بالعبادة والذكر. قال ابن النحوي في العمدة: وقد روي الغناء وسماعه عن جماعة من الصحابة والتابعين، فمن الصحابة عمر -كما رواه ابن عبد البر وغيره- وعثمان- كما نقله الماوردي وصاحب البيان والرافعي -وعبد الرحمن بن عوف- كما رواه ابن أبي شيبة- وأبو عبيدة بن الجراح- كما أخرجه البيهقي- وسعد بن أبي وقاص- كما أخرجه بن قتيبة- وأبو مسعود الأنصاري- كما أخرجه البيهقي- وبلال وعبد الله بن الأرقم وأسامة بن زيد- كما أخرجه البيهقي أيضا- وحمزة كما في الصحيح- وابن عمر- كما أخرجه ابن طاهر- والبراء بن مالك- كما أخرجه أبو نعيم- وعبد الله بن جعفر- كما رواه ابن عبد البر- وعبد الله بن الزبير- كما نقل أبو طالب المكي- وحسان- كما رواه أبو الفرج الأصبهاني- وعبد الله بن عمرو- كما رواه الزبير بن بكار- وقرظة بن كعب- كما رواه ابن قتيبة- وخوات بن جبير ورباح المعترف- كما أخرجه صاحب الأغاني- والمغيرة بن شعبة- كما حكاه أبو طالب المكي- وعمرو بن العاص- كما حكاه الماوردي- وعائشة والربيع- كما في صحيح البخاري وغيره.

وأما التابعون فسعيد بن المسيب وسالم بن عبد الله بن عمر وابن حسان وخارجة بن زيد وشريح القاضي وسعيد بن جبير وعامر الشعبي وعبد الله بن أبي عتيق وعطاء بن أبي رباح ومحمد بن شهاب الزهري وعمر بن عبد العزيز وسعد بن إبراهيم الزهري.
وأما تابعوهم فخلق لا يحصون منهم الأئمة الأربعة وابن عيينة وجمهور الشافعية) . انتهي كلام ابن النحوي. هذا كله ذكره الشوكاني في نيل الأوطار (جـ 8/264-266) .

قيود وشروط لابد من مراعاتها:
ولا ننسي أن نضيف إلي هذه الفتوي قيودًا لابد من مراعاتها في سماع الغناء.
فقد أشرنا في أول البحث إلي أنه ليس كل غناء مباحًا، فلابد أن يكون موضوعه متفقًا مع أدب الإسلام وتعاليمه.
فالأغنية التي تقول: "الدنيا سيجارة وكاس" مخالفة لتعاليم الإسلام الذي يجعل الخمر رجسًا من عمل الشيطان ويلعن شارب "الكأس" عاصرها وبائعها وحاملها وكل من أعان فيها بعمل. والتدخين أيضًا آفة ليس وراءها إلا ضرر الجسم والنفس والمال.

والأغاني التي تمدح الظلمة والطغاة والفسقة من الحكام الذين ابتليت بهم أمتنا، مخالفة لتعاليم الإسلام، الذي يلعن الظالمين، وكل من يعينهم، بل من يسكت عليهم، فكيف بمن يمجدهم ؟!
والأغنية التي تمجد صاحب العيون الجريئة أو صاحب العيون جريئة أغنية تخالف أدب الإسلام الذي ينادي كتابه: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم … وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن) (النور: 30، 31). ويقول –صلي الله عليه وسلم- يا علي : "لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولي وليست لك الآخرة".

ثم إن طريقة الأداء لها أهميتها، فقد يكون الموضوع لا بأس به ولا غبار عليه، ولكن طريقة المغني أو المغنية في أدائه بالتكسر في القول، وتعمد الإثارة، والقصد إلي إيقاظ الغرائز الهاجعة، وإغراء القلوب المريضة- ينقل الأغنية من دائرة الإباحة إلي دائرة الحرمة أو الشبهة أو الكراهة من مثل ما يذاع علي الناس ويطلبه المستمعون والمستمعات من الأغاني التي تلح علي جانب واحد، هو جانب الغريزة الجنسية وما يتصل بها من الحب والغرام، وإشعالها بكل أساليب الإثارة والتهيج، وخصوصًا لدي الشباب والشابات.

إن القرآن يخاطب نساء النبي فيقول: (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض) . فكيف إذا كان مع الخضوع في القول الوزن والنغم والتطريب والتأثير ؟!
ومن ناحية ثالثة يجب ألا يقترن الغناء بشيء محرم، كشرب الخمر أو التبرج أو الاختلاط الماجن بين الرجال والنساء، بلا قيود ولا حدود، وهذا هو المألوف في مجالس الغناء والطرب من قديم. وهي الصورة المائلة في الأذهان عند ما يذكر الغناء، وبخاصة غناء الجواري والنساء.

وهذا ما يدل عليه الحديث الذي رواه ابن ماجة وغيره: "ليشربن ناس من أمتي الخمر، يسمونها بغير اسمها، يعزف علي رؤوسهم بالمعازف والمغنيات، يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير".
وأود أن أنبه هنا علي قضية مهمة، وهي أن الاستماع إلي الغناء في الأزمنة الماضية كان يقتضي حضور مجلس الغناء، ومخالطة المغنين والمغنيات وحواشيهم، وقلما كانت تسلم هذه المجالس من أشياء ينكرها الشرع، ويكرهها الدين.
أما اليوم فيستطيع المرء أن يستمع إلي الأغاني وهو بعيد عن أهلها ومجالسها، وهذا لا ريب عنصر مخفف في القضية، ويميل بها إلي جانب الإذن والتيسير.

هذا إلي أن الإنسان ليس عاطفة فحسب، والعاطفة ليست حبًا فقط، والحب لا يختص بالمرأة وحدها، والمرأة ليست جسدًا وشهوة لا غير، لهذا يجب أن نقلل من هذا السيل الغامر من الأغاني العاطفية الغرامية وأن يكون لدينا من أغانينا وبرامجنا وحياتنا كلها توزيع عادل، وموازنة مقسطة بين الدين والدنيا وفي الدنيا بين حق الفرد وحقوق المجتمع، وفي الفرد بين عقله وعاطفته، وفي مجال العاطفة بين عواطف الإنسانية كلها من حب وكره وغيره وحماسة وأبوة وأمومة وبنوة وأخوة وصداقة ... إلخ فلكل عاطفة حقها.

أما الغلو والإسراف والمبالغة في إبراز عاطفة خاصة فذلك علي حساب العواطف الأخري، وعلي حساب عقل الفرد وروحه وإرادته، وعلي حساب المجتمع وخصائصه ومقوماته، وعلي حساب الدين ومثله وتوجيهاته.

إن الدين حرم الغلو والإسراف في كل شيء حتي في العبادة فما بالك بالإسراف في اللهو وشغل الوقت به ولو كان مباحًا ؟!
إن هذا دليل علي فراغ العقل والقلب من الواجبات الكبيرة، والأهداف العظيمة، ودليل علي إهدار حقوق كثيرة كان يجب أن تأخذ حظها من وقت الإنسان المحمود وعمره القصير، وما أصدق وأعمق ما قال ابن المقفع: (ما رأيت إسرافًا إلا وبجانبه حق مضيع) وفي الحديث: "لا يكون العاقل ظاعنًا إلا لثلاث: مرمة لمعاش، أو تزود لمعاد، أو لذة في غير محرم"، فلنقسم أوقاتنا بين هذه الثلاثة بالقسط ولنعلم أن الله سائل كل إنسان عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه ؟
وبعد هذا الإيضاح تبقي هناك أشياء يكون كل مستمع فيها فقيه نفسه ومفتيها، فإذا كان الغناء أو نوع خاص منه يستثير غريزته، ويغريه بالفتنة، ويسبح به في شطحات الخيال، ويطغي فيه الجانب الحيواني علي الجانب الروحاني، فعليه أن يتجنبه حينئذ، ويسد الباب الذي تهب منه رياح الفتنة علي قلبه ودينه وخلقه فيستريح ويريح.

تحذير من التساهل في إطلاق التحريم:
ونختم بحثنا هذا بكلمة أخيرة نوجهها إلي السادة العلماء الذين يستخفون بكلمة "حرام" ويطلقون لها العنان في فتواهم إذا أفتوا، وفي بحوثهم إذا كتبوا، عليهم أن يراقبوا الله في قولهم ويعلموا أن هذه الكلمة "حرام" كلمة خطيرة: إنها تعني عقوبة الله علي الفعل وهذا أمر لا يعرف بالتخمين ولا بموافقة المزاج، ولا بالأحاديث الضعيفة، ولا بمجرد النص عليه في كتاب قديم، إنما يعرف من نص ثابت صريح، أو إجماع معتبر صحيح، وإلا فدائرة العفو والإباحة واسعة، ولهم في السلف الصالح أسوة حسنة.

قال الإمام مالك رضي الله عنه: ما شيء أشد علي من أن أسأل عن مسألة من الحلال والحرام؛ لأن هذا هو القطع في حكم الله، ولقد أدركت أهل العلم والفقه ببلدنا، وإن أحدهم إذا سئل عن مسألة كأن الموت أشرف عليه، ورأيت أهل زماننا هذا يشتهون الكلام في الفتيا، ولو وقفوا علي ما يصيرون إليه غدًا لقللوا من هذا، وإن عمر بن الخطاب وعليًا وعامة خيار الصحابة كانت ترد عليهم المسائل -وهم خير القرون الذين بعث فيهم النبي -صلي الله عليه وسلم- فكانوا يجمعون أصحاب النبي -صلي الله عليه وسلم- ويسألون، ثم حينئذ يفتون فيها، وأهل زماننا قد هذا صار فخرهم، فبقدر ذلك يفتح لهم من العلم قال: ولم يكن من أمر الناس ولا من مضي من سلفنا الذين يقتدي بهم، ومعول الإسلام عليهم، أن يقولوا: هذا حلال وهذا حرام، ولكن يقول: أنا أكره كذا وأري كذا، وأما "حلال" و "حرام" فهذا الافتراء علي الله. أما سمعت قول الله تعالي: (قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حرامًا وحلالاً قل آلله أذن لكم أم علي الله تفترون) يونس: 59؛ لأن الحلال ما حلله الله ورسوله والحرام ما حرماه.
ونقل الإمام الشافعي في "الأم" عن الإمام أبي يوسف صاحب أبي حنيفة قال:
(أدركت مشايخنا من أهل العلم يكرهون في الفتيا أن يقولوا: هذا حلال وهذا حرام، إلا ما كان في كتاب الله عز وجل بينا بلا تفسير.

وحدثنا ابن السائب عن ربيع بن خيثم -وكان أفضل التابعين- أنه قال: إياكم أن يقول الرجل: إن الله أحل هذا أو رضيه، فيقول الله له: لم أحل هذا ولم أرضه، ويقول: إن الله حرم هذا فيقول الله: كذبت لم أحرمه ولم أنه عنه ! وحدثنا بعض أصحابنا عن إبراهيم النخعي أنه حدث عن أصحابه أنهم كانوا إذا أفتوا بشيء أو نهوا عنه، قالوا: هذا مكروه، وهذا لا بأس به، فأما أن يقولوا: هذا حلال وهذا حرام فما أعظم هذا) .
هذا ما ذكره القاضي أبو يوسف، ونقله الشافعي، ولم ينكر عليه هذا النقل ولا مضمونه بل أقره، وما كان ليقر مثله إلا إذا اعتقد صحته.
وقال الله تعالي: (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا علي الله الكذب إن الذين يفترون علي الله الكذب لا يفلحون). (النحل: 116).
والله أعلم

خالد مسعد . 24-02-2010 12:09 PM

أخي المجاهد في سبيل الله

دائما في موقف المعارض ورغم صحة ما ذكرت إلا أن هذا يتسبب في صدع وشقاق بين المسلمين

والنية حسنة باذن الله لكن النتائج سيئة
وكان الأولي بك ان تكتبه في موضوع منفرد وليس هنا لان صيانة وحدة المسلمين لا تقل أهمية عن بيان الحلال والحرام خصوصا وان كان العلماء قد تفرق لفرقتين فيه

فأنا اعتبر ردك هنا بمثابة تفريق لوحدة المسلمين ودفع الشباب الى الاستماع الى الأغاني لانها ليست محرمة كما ذكرت واوصلت لجميع القراء وهنا سيجد الشباب في كتابتك مخرجا لما يحبون وستجد يوم القيامة المئات ممن يتمسكون بعنقك ويدفعون بك أمامهم لانك من شجعتهم على سماع الأغاني

ولقد اصبح لزاما على أن انبه لشيء هام وبطريقة بسيطة فلن أكتب آيات أو أحاديث وكفاني ما سرد بالموضوع لكن أنبه على الاتي :

أولا : اختلف العلماء حول الغناء لكن ليس حول الغناء الحالي بما فيه مؤثرات تهز الكيان والمشاعر وتدعوا لتحريك اي جزء من الجسد طربا معه

ثانيا : نحن لا نتكلم عن الغناء الحالي كما ذكرت بكل ألوان الموسيقي والرقص فهذا حرام باتفاق الفقهاء جميعا

ثالثا : اين اختلفوا حول الغناء المذكور اختلفوا في نوع الالة التي تضرب واختلفوا في نوع الغناء واختلافهم رحمة لنا ولكن الوارد والأصح الذي اجمعوا عليه هو استحسان الدف فقط وهي ألة تضرب فيصدر منها صوت قوي يثير الحماس ولا يثير الغرائز وذكروا ان كافة المعازف التي تسبب صوت الخشخشة وفيها نوع من الطرب يهز المشاعر والوجدان ويثير الشهوة هو حرام باتفاقهم جميعا

رابعا : لم يختلف أحد حول أن يغني الرجل للرجال والمرأة للنساء ولم يتكلم أحد مطلقا حول الاختلاط أو أن تسمع النساء صوت غناء الرجال والعكس فالأفراح قديما كانت بلا اختلاط

خامسا : أحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم جميعها التي شجعت على رواح القلب هي كما ذكرت من النساء للنساء ومن الرجال للرجال بدون موسيقي إيقاعية وبكلمات لا تدعوا للكفر والفجور بل تدعوا لمحاسن الأخلاق والآداب الإسلامية

سادسا : عند ظهور الصوفية ظهر نوع جديد من الغناء وهو المدح والإنشاد الذي يغلوا في حب الرسول صلي الله عليه وسلم ويصل به وبصحابته وآل بيته لدرجة الألوهية وما زالت أناشيدهم تعبر في كلماتها عن كفر مبين حيث يصف شعرائهم أنهم يحبون الغزال في البرية لان الله تجسد فيه شخصيا وهكذا ولدي الكثير من هذه الأبيات التي وللأسف اسمعها أحيانا في إذاعة القرآن الكريم المصرية

سابعا : كان لابد هنا من منع الغناء والإنشاد المصاحب بمعذوفة حتي لا يختلط الأمر على عامة المسلمين

وأخيرا وسط هذا الكم من الأغاني والموسيقي حتي أغاني الأطفال لم تخلوا من ألوان الموسيقي المتنوعة فهذا دعا العلماء الى التشديد على حرمانية سماع الأغاني

وأخيرا أخواني استفتوا قلوبكم واعلموا انه لن ينجيكم يوم القيامة سوي عملكم فقط ومع توفر أقول العلماء للجميع فلن يعذر المسلم بالجهل في هذا

وفي النهاية ابتعد عن الأغاني والأناشيد التي يصاحبها لون من ألوان الموسيقي ولا مانع من الإنشاد بدون إيقاع

وفي الفترة الأخيرة بدأ شباب المسلمين يدركون هذا الخطر مع توالي هذا الكم الرهيب من القنوات الفضائية وشبكة الإنترنت ولم يجدوا مخرجا من هذا كلة سوي بعمل مونتاج للأغاني الأطفال على سبيل المثال يتم فيها فصل الغناء عن الموسيقي فنجد الآن ما يسمعي أغنية *****ة الموسيقي ومحاضرة ***** منها شريط الأهداءات

____________________________________
وبعد تلك الفجوة الكبيرة التي قام بها أخونا المجاهد في سبيل الله حين صرح علنا بجملة ((
حكم الغناء علي أصل الإباحة بلا شك ))
دون أن يضع في اعتباره ان هناك من سيقص الجملة كما قصصت الآن ويغلق الموضوع وخلاص حكم الغناء ( حلال ) أنا قرأت هذا صريحا ويالا نسمع براحتنا

وهي أمانة يجب علينا أن ننقلها مرة كما ذكرت ومرة أخري بعد تبسيط المعني ومرة ثالثة بأن نذكر المختصر المفيد من الموضوع

لذلك وحتي إبرأ ذمتي
كل المذكور في هذا الموضوع من ذكر ( الغناء ) ليس المقصود به هذا الغناء الذي نسمعه الآن بكافة الوسائل ليس هذا هو الوارد في أحاديث الرسول
الغناء الذي يحتوي على معازف وكلمات تدعوا للفجور والمعصية مثل كلمات الحب والهجر وكلمات تدعوا الى الفسق وتخرج الشهوة من الشباب وتسبب ميلا وتراقص لسامعها هي حرام باتفاق العلماء جميعا ( الحرمانية هنا بالإجماع )

وعلى الوجه المقابل دعا الإسلام الى رواح القلوب ففي مجلس الرجال قد ينشد الرجل قصة أو ينشد شعرا يعبر عن سماح الإسلام أو بعض الآداب الإسلامية وهكذا فهذا لا شيء فيه
وبديع الصوت وحسنه هو شيء مطلوب حتي في تلاوه القرآن الكريم حتي لا ينفر من يسمع بل يحبب ويرغب من يسمع في فعل الخير والتمسك بسنة الرسول صلي الله عليه وسلم والتمسك بمباديء الإسلام وأخلاقه هذا هو الغناء المباح
والله أعلي وأعلم

المجاهد فى سبيل الله 24-02-2010 01:00 PM

اقتباس:

أخي المجاهد في سبيل الله

دائما في موقف المعارض ورغم صحة ما ذكرت إلا أن هذا يتسبب في صدع وشقاق بين المسلمين
لا اله الا الله
طب فين المعارضه هنا بس
وطول منا بستدل بادلة شرعية من كتاب وسنه يبقى ايه المانع
دا طبعا بخلاف انى مش معارض لا انا بستفسر
الاخ محمد قال
اقتباس:

واذا كان عند أحد من رأي مخالف فليتفضل بوضع مايخالفنا فيه هاهنا ونناقشه مناقشة علمية هادئة إن شاء الله بعيداً عن التعصب
و انا ذكرت فى مستهل كلامى
اقتباس:

ايه رائيك يا شيخ محمد فى اولا
من ابطل كل ادلة التحريم من حيث الصحه و الضعف ؟
ثانيا ما رائيك فيما بلى
وناهنا اريد الاستفسار لان الكلام هنا ليس على الغناء لانه حرام لا شك فيه ولكنه على الاناشيد
وانا استدليت باحاديث صحيحه وليست ضعيفة كا من حرم الشئ اتى
ثانيا ودا الاهم
فعلا جزاك الله خيرا لان كلامك صحيح جدا
واان لم اوضحه او افتتح به كلامى لانى هنا موضوع الاستفسار وليس موضوع المدافع او المفتى انا اتيت بكلام اريد ان اعرف ما رده
وما له وما عليه
ولان الكلام فى مضمونها تتحدث عن الاناشيد وليس الغناء المحرم يعنى انا لا احدث فجوه او غيرها
ولكن طبعا لا شك جزاك الله خيرا على التوضيح و كلامك مظبوط


خالد مسعد . 24-02-2010 01:08 PM

أنا وضحت أخي ان ردك سيفسر خطأ كما ذكرت ، وكلمة ما رايك ايضا تفسر خطأ لانك لم تسأل فقط أنت أتيت بالدليل الذي يناقش الكلام المذكور عالية وفي مستهل كلامي ذكرت أن جميع الأحاديث التي أوردتها صحيحة ولم اتكلم عن اي بند في موضوعك ولا في موضوع أخواننا لانه صحيح ولا غبار عليه

وجل ما لفت انتباهي وخوفي الشديد هو ان يعتبر من يقرأ ان هناك اختلاف في الحكم ومصرح له أن يأخذ الراي الذي يحب وطبعا هايأخذ رايك بعدم حرمانية الإنشاد وعشان يكون الأمر واضح الكثير يعتبر الإنشاد هو نفسه الغناء

والأمر الثاني أنه بالرغم ان عنوان الموضوع عن الأناشيد إلا أن السمة الغالبة على الموضوع منذ بدايته هو كلمة الغناء وطبعا كلنا عارفين كيف تفسر هذه الكلمة الآن و بأي طريقة

لذا كان لزاما على توضيح بعض الأمور

والله الموفق والهادي الى سوءا السبيل

المجاهد فى سبيل الله 24-02-2010 01:35 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد مسعد . (المشاركة 2008022)
أنا وضحت أخي ان ردك سيفسر خطأ كما ذكرت ، وكلمة ما رايك ايضا تفسر خطأ لانك لم تسأل فقط أنت أتيت بالدليل الذي يناقش الكلام المذكور عالية وفي مستهل كلامي ذكرت أن جميع الأحاديث التي أوردتها صحيحة ولم اتكلم عن اي بند في موضوعك ولا في موضوع أخواننا لانه صحيح ولا غبار عليه

وجل ما لفت انتباهي وخوفي الشديد هو ان يعتبر من يقرأ ان هناك اختلاف في الحكم ومصرح له أن يأخذ الراي الذي يحب وطبعا هايأخذ رايك بعدم حرمانية الإنشاد وعشان يكون الأمر واضح الكثير يعتبر الإنشاد هو نفسه الغناء

والأمر الثاني أنه بالرغم ان عنوان الموضوع عن الأناشيد إلا أن السمة الغالبة على الموضوع منذ بدايته هو كلمة الغناء وطبعا كلنا عارفين كيف تفسر هذه الكلمة الآن و بأي طريقة

لذا كان لزاما على توضيح بعض الأمور

والله الموفق والهادي الى سوءا السبيل

مين قال كدا يا أخى
اولا الموضوع بتكلم على كافة الاناشيد التى حضرتك قولت عنها
اقتباس:

وفي النهاية ابتعد عن الأغاني والأناشيد التي يصاحبها لون من ألوان الموسيقي ولا مانع من الإنشاد بدون إيقاع
حيث ان صاحب الموضوع اتى و معنى كلامه كله بيصب على الاناشيد بشكل عام سواء بموسيقى ام بغيرها
اقتباس:


ترانيم كترانيم النصارى

أخي القارئ العزيز هل سمعت ذات يوم كيف يتعبد النصارى في كنائسهم ؟ .

نعم إن الأناشيد تشبه إلى حد كبير ترانيم النصارى في كنائسهم وللأسف أن من المسلمين من يتابع سننهم حذو القذة بالقذة !

حتى اصبح لسان حال بعضهم يقول هذه الأناشيد يحصل فيها من الخشوع والموعظة أشد مما يحصل بالقرآن والسنة .
وقال ايضا
اقتباس:

معالي الشيخ صالح آل الشيخ حفظه اللهالأناشيد الإسلامية أتت عن طريق (الإخوان المسلمين)
س/ في هذا العصر كثرت وسائل الدعوة إلى الله و في بعضها شبهة عندي مثل التمثيل و الأناشيد، فهل هي جائزة أم لا؟
ج/ الأناشيد فيما أعلم من كلام علمائنا الذين يصار إلى كلامهم في الفتوى، أنهم على عدم جوازها، لأن الاناشيد أتت عن الإخوان المسلمين، والإخوان المسلمين كان من أنواع التربية عندهم الأناشيد، والأناشيد كانت ممارسة بالطرق الصوفية كنوع من التأثير على المريدين، فدخلت كوسيلة من الوسائل، وبحكم التجارب أو بحكم نقل الوسائل، دخلت هاهنا في البلاد ومورست في عدد من الأنشطة، أفتى أهل العلم لما ظهرت هذه الظاهرة بأنها لاتجوز، وقال الإمام أحمد في التغبير الذي أحدثته الصوفية، وهو شبيه بالأناشيد الموجودة حالياً، قالوا: إنه محدث وبدعة، و إنما يراد منه الصد عن القرآن. وهذا كلام الإمام أحمد، وكانوا يسمونه بالسماع المحمود وهو ليس بسماع محمود بل مذموم هذا بالنسبة للأناشيد، أما التمثيل ..... ).


يعنى كلامه مصب على الاناشيد عموما سواء بموسيقى ام غيرها و اتى بمثال فقال
اقتباس:

" إلا صلاتي ما اخليها "


لقد جاءت مئات النصوص من الكتاب والسنة في الصلاة والأمر بها وبالمحافظة عليها وبيان فضلها ووجوب أدائها مع الجماعة في وقتها وووالخ ومع هذا نجد كثيرآ من هؤلاء احفظ لنشيدة " إلا صلاتي " من حفظهم لأدلة الكتاب والسنة .

حتى أن بعضهم يرددها اكثر من الذكر والإستغفار وبعضهم جعلنها نغمة لهاتفه الخاص !

والسؤال كم واحد من هؤلاء يحافظ على الصلاة و " ما يخليها " ؟!

اظن أنك اخي القارئ تعرف كما اعرف ويعرف غيري وغيرك أن كثيرا من أولئك قد ضيعوا الصلاة وإن انشدوا ورددوا تلك النشيدة !

فما الفائدة المرجوة من الأناشيد ؟ ومن لم يكن له في كتاب الله عبرة فليس له في ما سواه عبرة .
ومن المعروف ان هذا النشيد الذى ينشده حبيبى مشارى راشد العفاسى بدون موسيقى
اما بخصوص اقتراحك فانان لا اوافق عليه بما انى عضو من الاعضاء

أنين المذنبين 24-02-2010 07:10 PM

موضوع جيد مميز
إلى التثبيت

ابو البراء محمد بن محمود 25-02-2010 03:20 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آاله وصحبه وسلم.
أما بعد:
أذكر وقبل كل شىء أنني ماأريد جدالات فى مواضيعي لأنني لست من أهل الجدال ولا حتى من محبيه ولن أكون إن شاء الله وهذا للتذكير فقط.
وجزى الله الأستاذ خالد خيراً على رده وشكر الله له فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله.
ورغم أنني أتكلم عن الأناشيد الا ان الأستاذ أحمد جاء يتكلم عن الغناء ولا أعرف مالذي ربط هذا بذاك هاهنا.
ومسألة الغناء هذه قد قتلت بحثاُ ولا شك عندنا فى حرمانيتها ولله الحمد لكن لا ضير من أن نرد إن شاء الله.
وكنت أتمنى كما قال الأستاذ خالد لو كان هذا فى موضوع آخر مستقل.
أعلم أخانا أحمد انني سأرد فى الموضوع على فترات متقطعه على حسب ماييسر الله لي وسأقسمه الى جزئيات فى الرد إن شاء الله.
وأقول مستعيناً بالله:
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المجاهد فى سبيل الله (المشاركة 2007827)
ايه رائيك يا شيخ محمد فى اولا

من ابطل كل ادلة التحريم من حيث الصحه و الضعف ؟
ثانيا ما رائيك فيما بلى

حكم الغناء علي أصل الإباحة بلا شك، ولو لم يكن معنا نص أو دليل واحد علي ذلك غير سقوط أدلة التحريم. فكيف ومعنا نصوص الإسلام الصحيحة الصريحة، وروحه السمحة، وقواعده العامة، ومبادئه الكلية ؟

موضوع أن الغناء فى أصله حلال ومباح كلام لا دليل عليه ولا برهان يسنده فلا داعي للرد عليه وقد تكلم فيه الأستاذ خالد فى مشاركة له جزاه الله خيراً.
وهاك بيانها:

أولا: من حيث النصوص:
استدلوا بعدد من الأحاديث الصحيحة، منها: حديث غناء الجاريتين في بيت النبي -صلي الله عليه وسلم- عند عائشة، وانتهار أبي بكر لهما، وقوله: مزمور الشيطان في بيت النبي -صلي الله عليه وسلم-، وهذا يدل علي أنهما لم تكونا صغيرتين كما زعم بعضهم، فلو صح ذلك لم تستحقا غضب أبي بكر إلي هذا الحد.


قد ورد هذا الحديث بعدة صيغ منها:
عن عائشة ـ رضى الله عنها ـ قالت دخل أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بعاث ـ قالت وليستا بمغنيتين ـ فقال أبو بكر أمزامير الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك في يوم عيد‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏ يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا، وهذا عيدنا صحيح بخاري كتاب العيدين باب سنة العيدين لأهل الإسلام .
ومنها:
عن عائشة، أنأبا بكر ـ رضى الله عنه ـ دخل عليها وعندها جاريتان في أيام منى تدففان وتضربان،والنبي صلى الله عليه وسلم متغش بثوبه، فانتهرهما أبو بكر فكشف النبي صلى الله عليهوسلم عن وجهه فقال ‏"‏ دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد ‏"‏‏.‏ وتلك الأيام أياممنى‏ صحيح بخاري كتاب العيدين باب إذا فاته العيد يصلي ركعتين.
وقد أورده أيضا مسلم فى صحيحه فى كتاب صلاة العيدين باب الرخصة فى اللعب الذي لا معصية فيه أيام العيد.
وأيضا أورده الترمذي فى سننه بسند صحيح.
لكن أخي أحمد حديث غناء الجاريتين لا دلالة فيه أيضا على إباحة الغناء لأنه:
يدل على وقوع إنشاد شيء من الشعر العربي في وصف الحرب من جاريتين صغيرتين في يوم عيد - قال العلامة ابن القيم في مدارج السالكين ‏(‏1-493‏)‏‏:‏ وأعجب من هذا استدلالكم على إباحة السماع المركب مما ذكرنا من الهيئة الاجتماعية بغناء بنتين صغيرتين دون البلوغ عند امرأة صبية في يوم عيد وفرح بأبيات من أبيات العرب في وصف الشجاعة والحروب ومكارم الأخلاق والشيم فأين هذا من هذا ‏؟‏ والعجب أن هذا الحديث من أكبر الحجج عليهم فإن الصديق الأكبر رضي الله عنه سمى ذلك مزمورا من مزامير الشيطان وأقره رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه التسمية ورخص فيه لجويريتين غير مكلفتين ولا مفسدة في إنشادهما ولا استماعهما أفيدل هذا على إباحة ما تعملونه وتعلمونه من السماع المشتمل على ما لا يخفى فسبحان الله كيف ضلت العقول والأفهام‏.‏
وقال ابن الجوزي في كتاب تلبيس إبليس صفحة ‏(‏217‏)‏‏:‏ والظاهر من هاتين الجاريتين صغر السن لأن عائشة كانت صغيرة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرب إليها الجواري فيلعبن معها - ثم ذكر بسنده عن أحمد بن حنبل أنه سئل أي شيء هذا الغناء قال غناء الركب‏:‏ أتيناكم أتيناكم ثم قال ابن الجوزي في صفحة ‏(‏229‏)‏ من الكتاب المذكور‏:‏ أما حديث عائشة رضي الله عنها فقد سبق الكلام عليهما وبينا أنهم كانوا ينشدون الشعر وسمي بذلك غناء لنوع يثبت في الإنشاد وترجيع ومثل ذلك لا يخرج الطباع عن الاعتدال وكيف يحتج بذلك في الزمان السليم عند قلوب صافية على هذه الأصوات المطربة الواقعة في زمان كدر عند نفوس قد تملكها الهوى ما هذا إلا مغالطة للفهم أوليس قد صح في الحديث عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لو رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء لمنعهن المساجد‏.‏ وإنما ينبغي للمفتي أن يزن الأحوال كما ينبغي للطبيب أن يزن الزمان والسن والبلد ثم يصف على مقدار ذلك وأين الغناء بما تقاولت به الأنصار يوم بعاث من غناء أمرد مستحسن بآلات مستطابة وصناعة تجذب إليها النفس وغزليات يذكر فيها الغزال والغزالة والخال‏.‏ والخد والقد والاعتدال‏.‏ فهل يثبت هناك طبع هيهات بل ينزعج شوقا إلى المستلذ ولا يدعي أنه لا يجد ذلك إلا كاذب أو خارج عن حد الآدمية - إلى أن قال‏:‏ وقد أجاب أبو الطيب الطبري عن هذا الحديث بجواب آخر - فأخبرنا أبو القاسم الجريري عنه أنه قال‏:‏ هذا الحديث حجتنا لأن أبا بكر سمى ذلك مزمور الشيطان ولم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم على أبي بكر قوله إنما منعه من التغليظ في الإنكار لحسن رفعته لا سيما في يوم العيد وقد كانت عائشة رضي الله عنها صغيرة في ذلك الوقت ولم ينقل عنها بعد بلوغها وتحصيلها إلا ذم الغناء وقد كان ابن أخيها القاسم بن محمد يذم الغناء ويمنع من سماعه وقد أخذ العلم عنها‏.‏

وقال النووي في شرحه على صحيح مسلم ‏(‏6-182‏)‏ قال القاضي‏:‏ إنما كان غناؤهما بما هو من أشعار الحرب والمفاخرة بالشجاعة والظهور والغلبة وهذا لا يهيج الجواري على شر ولا إنشادهما لذلك من الغناء المختلف فيه إنما هو رفع الصوت بالإنشاد ولهذا قالت وليستا بمغنيتين أي ليستا ممن يتغنى بعادة المغنيات من التشويق والهوى والتعريض بالفواحش والتشبيب بأهل الجمال وما يحرك النفوس ويبعث الهوى والغزل كما قيل الغناء فيه الزنا وليستا أيضا ممن اشتهر وعرف بإحسان الغناء الذي فيه تمطيط وتكسير وعمل يحرك الساكن ويبعث الكامن ولا ممن اتخذ ذلك صنعة وكسبا والعرب تسمي الإنشاد غناء‏.‏ ا هـ‏.‏
وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ‏(‏2-442-443‏)‏‏:‏ واستدل جماعة من الصوفية بحديث الباب ‏(‏يعني حديث غناء الجاريتين‏)‏ على إباحة الغناء وسماعه بآلة وبغير آلة ويكفي في رد ذلك تصريح عائشة في الحديث الذي في الباب بعده بقولها‏:‏ ‏(‏وليستا بمغنيتين‏)‏ فنفت عنهما بطريق المعنى ما أثبته لهما اللفظ لأن الغناء يطلق على رفع الصوت وعلى الترنم الذي تسميه الأعراب النَّصْب بفتح النون وسكون المهملة وعلى الحداء ولا يسمى فاعله مغنيا‏.‏ وإنما يسمى بذلك من ينشد بتمطيط وتكسير وتهييج وتشويق بما فيه تعريض بالفواحش أو تصريح ، قال القرطبي‏:‏ قولها ‏(‏ليستا بمغنيتين‏)‏ أي ليستا ممن يعرف بالغناء كما يعرفه المغنيات المعروفات بذلك وهذا منها تحرز من الغناء المعتاد عند المشتهرين به وهو الذي يحرك الساكن ويبعث الكامن - إلى أن قال‏:‏ وأما التفافه صلى الله عليه وسلم بثوبه ففيه إعراض عن ذلك لكون مقامه يقتضي أن يرتفع عن الإصغاء إلى ذلك لكن عدم إنكاره دال على تسويغ مثل ذلك على الوجه الذي أقره إذ لا يقر على باطل والأصل التنزه عن اللعب واللهو فيقتصر على ما ورد فيه النص وقتا وكيفية تقليلا لمخالفة الأصل - والله أعلم‏.‏
فاتضح من هذه النقول عن هؤلاء الأئمة في معنى هذا الحديث أنه لا يدل بوجه من الوجوه على ما إباحة الغناء مطلقا والله أعلم‏.‏



ومماسبق نستنتج عدة أمور ياأخي منها:
_أن الجاريتان ليستا مغنيتان وليس الغناء ديدنهم.
_أنهما صغيرتان دون البلوغ وهذا هو الثبات بعكس ماأدعيت أنت.
_إنكار أبو بكر عليهما وعدم إنكار النبي صلى الله عليه وسلم إنما هو على سبيل الإستثناء ولذلك قال الشيخ الألباني رحمه الله فى كتابه تحريم آلات الطرب:
جاء من تعاليم النبي صلى الله عليه وسلم وأحاديثه كثيرة في تحريم الغناء وآلات الطرب ثم ذكرت بعض مصادرها المتقدمة ثم قلت: لو لا علم أبي بكر بذلك وكونه على بينة من الأمر ما كان له أن يتقدم بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وفي بيته بمثل هذا الإنكار الشديد غير أنه كان خافيا عليه أن هذا الذي أنكره يجوز في يوم عيد فبينه له النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "دعهما يا أبا بكر فإن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا"، فبقي إنكار أبي بكر العام مسلما به لإقراره صلى الله عليه وسلم إياه ولكنه استثنى منه الغناء في العيد فهو مباح بالمواصفات الواردة في هذا الحديث.

ولي عودة إن شاء الله لتفنيد باقي هذه الشبه بإذن الله.
والله الموفق


المجاهد فى سبيل الله 25-02-2010 01:38 PM

لا اله الا الله
علما انى فهتمك يا اخ محمد على الميل و تحدثنا عن الرد دا واجزمت لحضرتك انه استفسار بخلاف طبعا ان كل ما فيه ادلة صحيحه من الكتاب و السنه وفعل سلف الامة
وايضا بخلاف اننى ذكرت وقولت فى نقلى لانه ليس كلامى اننى اتحدث عن الاناشيد وليس الغناء فقولت
اقتباس:

وناهنا اريد الاستفسار لان الكلام هنا ليس على الغناء لانه حرام لا شك فيه ولكنه على الاناشيد
وانا استدليت باحاديث صحيحه وليست ضعيفة كا من حرم الشئ اتى
يعنى انا مش بذكر الغناء كما ذكرت

ابو البراء محمد بن محمود 25-02-2010 04:26 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المجاهد فى سبيل الله (المشاركة 2010359)
لا اله الا الله
علما انى فهتمك يا اخ محمد على الميل و تحدثنا عن الرد دا واجزمت لحضرتك انه استفسار بخلاف طبعا ان كل ما فيه ادلة صحيحه من الكتاب و السنه وفعل سلف الامة
وايضا بخلاف اننى ذكرت وقولت فى نقلى لانه ليس كلامى اننى اتحدث عن الاناشيد وليس الغناء فقولت
يعنى انا مش بذكر الغناء كما ذكرت

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلام حضرتك متناقض ياأخي لأنك فى أول نقلك تكلمت عن الغناء وقلت ان الأصل فيه الأباحة فأين هذا من ذاك أقصد أين الغناء من الأناشيد.
وأنا رددت على مشاركة حضرتك الأولى فى الموضوع ولم التفت لباقي ردودك فيه وكان ردي مبني على أول مشاركة لك لا غيرها.
وأقفل الموضوع حتى لا يكثر الجدل فيه والله المستعان.


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 12:57 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.