![]() |
الواقع يا جميلة يخط جمال الحياة بلوحة مفاتيحي ، و الحياة تنبض بآيات الله لو تأملنا عمقها .
تابعي المقال لآخره فهو يصل لمفارقة غريبة لكنها كانت كذلك. وفقكِ الله لما يحب و يرضى. |
أحببت أن لا يقطع من المشوار ما قطعت من قبل ، أحكي له عن كاتب لا رحمه الله اتخذ من قلة الأدب صناعة ، جيل رأى في الإلحاد أدبًا و في الإنحلال ثقافة! أقول عن كاتب أحيته دولة تعزز به شكلًا تراه أنسب لبقائها .
حسبنا ذكر أقوام عظمناهم فيما مضى ، ترممت جثثهم ، باد ذكرهم ، ثوب مهلهل قيل له فلسفة إذ جاء ممن آتاه الله أسرار سبك اللغة فيما يلمع ، يخايل إليك أن الزبد صار ينفع الناس . و ابني هذا حي , مرآه يسر الناظرين ، يوافقني زمنًا .... تكدرني رسالة : يقول اشترى له كتابًا ، أخشى على فطرة نقية لم تلوثها مسلمات الحياة الثقافية أن تتغير ، أذكر وقتـًا كنت مثله ، قرأت ما قرأت بسلامة نية ، يصيبني القرف من محتواها أراه لاصقا بي ، أيمكن لأي قدر من الطهارة الروحية أن تمحو هذا الدنس؟! أيرجع الزمان للوراء فلا أقرأ ما قرأت ... يغذ السير في طريقه . أتراه اقتنع ؟ أأصابت رسالتي مرماها ؟ اللهم آمين عدد خلقك و رضا نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك . ***************************** |
عندما تكتبين ونقرأ نحن نحظى بمتعه عقليه ووجدانيه عظيمه
دام مداد قلمك ودام هدير فكرك الراقى يمتعنا ويغذى عقولنا |
اقتباس:
|
في مواجهة التحدي
كنت أمر بقرب الملعب ، بينما طلاب فصلي (الأول الإعدادي) على وشك بدء مباراة في كرة القدم . تبرز كرة القدم جانباً جيداً في الصبيان ، قدرتهم على التصويب في الهدف ، نجاحًا يملأ فراغًا حفرته نتائجهم الدراسية المتواضعة. مهارة طبيعية تنمو في أعصاب الإدراك. يفاخر البارع منهم أقرانه بأهدافه. لكن الجداول و ضعت لنخرقها ، يستقوي الأكبر سنًا و الأقوى ذراعًا و يستولي على حق الصغار، يشغل الملعب طلاب الثانوي ، لا يودون ترك الملعب لأولاد الإعدادي، يبدأ الخلاف بينهم ، يأتي الكابتن ، من ينبغي أن يصرف طلاب الثانوي إلى الفصل، فلا يفعل ، ينتظر الصغار برهة .... يبدد الرجل أحلامهم . يتجرأ تلميذي المفكر ، فتى هادئ في الصف الأول الإعدادي، لكنه غلام، به جرأة و تقحم فيطلب من الكابتن أن يخرج الكبار ، ليس هذا وقتهم، يشتمه الكابتن بشكل مهين أمام الجميع . يخترق الكلام جسدي فيذيب أعصابي ، التدخل ليس حلا و الشكوى لأي مسؤول ستزيد الأمور سوءًا ، جربنا قبل ذلك. تعلق الإهانة بذهني ، تلتصق به. أفكر كيف أصلح الأمر ، فتخطر لي فكرة أوحى بها كتاب أعارني إياه المفكر ، و قد اِعتدنا تبادل الكتب. هذه المرة أعارني أحد كتب رجل المستحيل أدهم صبري ، رجل المخابرات المصرية الخارق الذي ألبسه أسلوب د. فاروق الشجاعة و كساه الحيوية و شكّله بالخبرة في أساليب القتال . أسجل على الورق ما حصل في الملعب من وجهة نظر طلاب الإعدادي و أستعير مشهد القتال الذي واجه فيه أدهم صبري ثلاثاً من قبضايات المخابرات الإسرائيلية فأضع المفكر مكان أدهم الخارق و أضبط الصورة، كتبت التالي على ورقة: "في مواجهة خطيرة بين وحوش إعدادي و عمالقة الثانوي دفاعًا عن أرض الملعب و بعد رفض العمالقة رد الملعب للشباب المتحمس، تصدر ثلاثة من العمالقة للدفاع عن الملعب بعضلاتهم المفتولة التي صقلها التمرين المستمر و التدريب على مهارات القتال. بادر المفكر بالهجوم ، و أطلق قبضته القوية في وجه الأول ثم أطاح بالثاني بمقص من رجله ثم إلتف دورة كاملة ليقف قبالة الثالث و أطاح به بلكمة قوية من قبضته. اِبتسامة النصر تضيء وجهه إذ يراهم مكومين أمامه.) تعلو الاِبتسامة محياي حين تكتمل الكلمات على الورقة. في اليوم التالي ناولته تلك المقالة و حين حانت مني اِلتفاتة تجاهه وجدت عيناه تبتسمان اِبتسامة النصر. ثم لمحت مقالتي تلك تتداولها أيدي الطلاب، ترسم أعينهم و وجوههم ملامح الفخر و الضحك و شفاء لبعض ما في الصدور. أظنني عدلت الميزان المائل و أعدت له حقه في كريم المعاملة الذي بعثره الكابتن أمام أصحابه. ثم اِعتدت بعد ذلك أن أشحن بقلمي أحداث مبارياتهم الاسبوعية ، أصب بعض موهبة حبانيها المولى لصالحهم ، شيء من التوابل على مباراة عادية ، تجعلها أكثر تسلية ، أعلقها في الفصل فيقرأها الصبيان ، يقدّرون معنى الكتابة ، إذ تمس الكلمات ما يعنيهم ، ما يتباهون به، أضفي عليهم صفات البطولة و النجاح علهم يصيبون بعض ما وصفت . وفقنا الله جميعاً لما يحب ويرضى . |
في الهدف
ترأس كل مدرسة فصلاً تجهز له الشهادات و تحل مشاكله قدر الإستطاعة و قد وقع هذا الفصل في قسمتي،و قد أعلنت أنني سأحل المشاكل قدر الإمكان ، معظم الوقت يعقدون الأمور بحل مشاكلهم بألسنتهم و أيديهم . جاءني الصغير شاكياً : تلفت كرته عرضاً أثناء اللعب ، و حكم الكابتن بينهم فأخبرهم أن يعوضوه ، لكنهم رفضوا حكم الكابتن. كما رفض والده أن يشتري له غيرها حتى تتحسن درجاته ، و الكرة و الصبيان حكاية، مادة أحاديثهم ، محور إنتصاراتهم ، أمل و حلم في المجد و الشهرة ، يلوح طيفه في الأفق ، يحوم حيناً ، حياتهم بدونها تنقص كثيراً. يستثمر الأب في تعليم إبنه ثم لا يجد لإستثماره عائدًا ، يضغط الأب كي يشكّـل ، لتتحسن الدرجات ، ضغط يحدث خللاً ، طاقة زائدة في هذه السن لا يدري الفتى ما يفعل بها سوى ركل الكرة ، يمنعهم آباؤهم عن الرياضة فيصبون الوقود فوق ألسنة اللهب فتزداد إشتعالًا، ينصرف الأولاد عن اللعب حيث لا كرة إلى الحديث مع الفتيات ، يجد من تصغي له فيسكن لهذا الحل المعطوب , أربعون جنيهاً وجدتها في جيبي ، مؤكد كنت بحاجة إليها، لكنني اِستثمرتها في كرة جديدة تبقى بينهم أيام الأسبوع و آخذها في نهاية الأسبوع ، ألعب بها مع الأولاد في البيت ، راهنت على جيل يشق طريقه لا يجد من يعتني به ، ففعلت إلى حين . تعاودني هواجس تزعم أن الأمر لا يعنيني و أنه واجب الآباء نحو أبنائهم ، بل واجب المدرسة تجاه التلاميذ، بل واجب المجتمع تجاههم ، لا أتوانى ، تقدمت حيث تأخر غيري . كان يغسلها بالشامبو أول صحبتها له ، عناية لها كلما اتسخت حتى أقنعته أن الطين بعض جلدها ، فليجرِعليها القدر بما هو حقها . اِمتدت حكاياتها زمنًا ، كتب قلمي قصصًا عن فريق التحدي ، عن البطل ذي الاِلتزام العميق و توأمه الموهوب و الكابتن ذي التسريحة الأفضل ، و ذاك ذي القدم الذهبية و الركلة التي شقت الشبكة ، و قريبتها الصاروخية المميتة ، و غيرها من التعابير التي غابت من ذاكرتي مع كل ما يتعلق بكرة القدم، إذ غاب عن عالمي الرجال . ثم جاءت لحظة يحسب فيها العقل التالي: الأولاد لا ينضبطون في الفصول ، حضورًا و درسًا و قولاً و فعلًا وصلاة و أدبًا ، و ضغطك تشكلين المكان على نحو ما و هو بكل من فيه يتحرك في إتجاه معاكس ، حتى متى تقبضين على الجمر ؟! الحساب ، إنصاتي له يسكت كل صوت ، لقوله جاذبية تطغى . أخطط تدريجياً للإنسحاب . المستديرة ذات البريق التي ناولتنا بهجة أشهرًا عديدة ، صارت توقعنا في مشاكل مع الكابتن ، يغضب عليهم لأقل سبب و لغير ما سبب و لأسباب وجيهة فيعتقلها عنده ، أحررها من سجنها لأجدها عنده بعد عدة أيام .... أنا لا أهوى المشاكل بالذات مع من هو أشد مني قوة . إحكم بيننا يا قدر ، أقبل حكمك راضية .. يسرع الزمن يطلبنا حثيثًا ، يعيبها فتفقد جاذبيتها، لم تعد تروي حكاية و لا تملأ عينًا بهجة ، تركتها بجوار صندوق القمامة ، لم أجدها في اليوم التالي ، تبدأ حكاية جديدة، تسعد أولاد أخر يقنعون بما هو أقل . ************** |
من وحي كتاب
أبحث في مكتبتي عن كتاب قديم ، تزكم أنفي رائحة التراب ، أكح عدة مرات ، أقضي ساعة و أنا أقلب الكتب، استرجع أحداثاً مرت و عفى عليها الزمن ، أنا غير التي كانت ، لماذا احتفظ بهذه الكتب للآن ؟ تقع عيني على كتاب قديم قرأته في سني المراهقة ، مكث في مكانه ما شاء له المولى ... قرابة ربع قرن . أوقظ الفارس النائم و أزيل عنه الركام ، أعيد قراءته ، لم تحتفظ ذاكرتي بأحداث مغامرات علي الزيبق . تعجبني عبارة فاروق خورشيد الرشيقة ، ما يقرب من 262 صفحة ، كانت أقرأها في عدة أيام ، لا يهنأ بالي حتى أنتهي منها ، أتجاهل أشياء كثيرة في سبيل إنهائها. أقوم بعمل ملخص لها يحافظ على صياغة الكاتب الأصلية ، و أحداث الرواية كما هي و ترتيب الفصول و أسماء الشخصيات. النتيجة رواية في 26 صفحة، على حلقات ، كل حلقة بها بضع فصول في عدة صفحات. في المدرسة ، أجلس على مقعد مقابل للملعب صباحاً ، أراقب مباريات الكرة . يلعب هذا الفتى ، قصير ، ممتلىء القوام ، لا يحسن الكثير ، تأتيه الكرة فيضربها ضربة طائشة ، فيصرخ أصحابه، ضيعت علينا المباراة ، فيصرخ هو الآخر ، استلمتها خطأ ، يتركون الكرة ، يمسكون بخناق بعضهم، أشير إليهم أن تفرقوا ، فيفعلون . ينهي الكابتن اللعب بصفارته ، و عندها يأتي بعض الصبيان يتساءلون عن الحلقة الجديدة ، أصدرت أم لا ، يجدون عندي شيئاً ، بفضل الله ، أحيي لغة تندثر لا يستخدمها جيل صاعد ، يرون العظمة في ما ينطق بالإنجليزية ، يكتبون العامية بحروف أجنبية ، لا يدري أحد بما يفعلون ، يفتحون لأجنبي عقولهم ، يكتب فيها ما شاء. يسلّـم القصير ، يعجبه أنني أرد سلامه و أننا أصدقاء ، فأسأله : أصليت الفجر ؟ أعرف الإجابة مسبقًا ، يستيقظ متأخرًا و يقضي وقتًا طويلًا يتجهز للمدرسة و يأتي فيغرق في اللعب ، تأمره أمه بالصلاة ، لكنها لا تعزم عليه ، و كل أمور الدين عزيمة ، تظنون أصابعي تطاوعني في كتابة ما أكتب ؟ اليوم بالذات ترفض أن تنظر لهذه القطعة ثانية فتلمعها و توشيها ، تقول يكفي ، تلتمس الأعذار ، تقول لن يقرأها كثير ، تقول لا شيء يهم ، تقول ملل ، تعبانة ! و لأنني أعرف الأخت عزيمة ، لا أمر يصبح واقعاً مرئياً بغير حضورها ، فإنني آخذه للمصلى فيصلي شيئاً مما فاته ، يفوته الكثير . يسألني : أتريدين شيئاً ؟ _ أريد لك السلامة . .... أريد منك شيئاً ، ما رأيك أن تتولى تعريف أصحابك بحلقات الزيبق ، و تسأل من سيقرأها فتكون همزة وصل بيني و بينهم ؟ يفعل ، فتى لا يحب الرياضيات أو العلوم أو الكمبيوتر أو اللغات و معظم ما يدرس ، لكنه ذو باع في العلاقات العامة ، ودود ، يحب قرب الناس مهما آذوه . ينصلح حاله ، يدع عنه التهريج و السخف ، يجد ما يمنحه الثقة ، أمرًا يحدّث عنه أصحابه فيكون أكثر تفوقًا منهم و أكثر سبقًا ، يجد من تمنحه القوة ، يستمر ما شاء الله أن أستمر .... يلحقنا ذاك القانون : يكتمل أمر فينذر بالنقصان. رأيت المفكر يقرأ الحلقات ينتظرها بشغف ، تلمع عيناه النابهتين ، طلب مني الكتاب ، ناولته إياه ، لم يبقَ عنده أكثر من ثلاثة أيام . |
استلم عملي صيفًا قبل دخول الطلاب ، يفترض بنا أن نعّـد ما يلزم لوجودهم ، لا نفعل ، إليكم حديث من تعلم بواطن الأمور : رئيستي ملأ النهار ، نقضي ساعات نستمع لها ، تحكي كل ما هو شخصي و شخصي ، عن صرصار ، للأسف لا خيال ، قتلته بحذائها وددت لو عذبته قليلاً أو عذّبها ، على الأقل تكون هناك قصة، غير مسموح بعمل .
أناولها كتاب أسألها : _ مارأيك في جديد علمه ؟ _ دعيه ، أنظره فيما بعُـد . دخل تابوت درجها ، لا يخرج منه شيء ، ترممت فيه الأسئلة ، و الصور ، و الأقراص المدمجة ، و الكتب ، بما تسمح سموها ؟ الآتي : مدح أناقتها التي لم ترها عيني ، و ذكر وزنها الذي نقص بعد الريجيم الذي لم ترتكبه! أجأر إليه ، أتركها يا مولاى ؟ أم أن الحكاية لم تكتمل ، لا أترك ما قلدتني إياه ، ثغرة أحببت أن أسدها _ دون إذنك . لا جواب ، فقط الأمور تذهب و تأتي برتابة ، توحي أن لا خير أو شر . لا ، بل خطوة بحسنة و كلمة بقرينتها ، أخوات و بنات عم و شجرة تتفرع، تثمر شهداً ، الحساب هنا بمثقال الذر، في قطرة ماء 30 مليون مليون منها ! |
لم ألحظه سريعًا ، يشغله الفكر عن البشر ، هاتفني ذات مساء، يسأل ، دفعني للتفكير العميق ، أمر أتجنبه ، تأتيني الضحالة و الضآلة من كل مكان ، فألقي ما حباني به المولى من ملكات بعيداً ، لا أعدو ما يدوّي ، يلح لا يهدأ ، حسناً ، ألمح في البئر ما يروي غليله ، أحكي حتى يأخذه الصمت مني ، شغله الفكر ، حسنًا تركت الدعاء برهة طويلة ، أدعو ، يكفي هذا ، تصبح على خير .
رسم حلماً ذات رسالة ، حزين ، رغم أنه تقدم للمركز الأول في مدرسته ، استحقه بجدارة ، حلم راوده أعواماً، طلبت منه أن لا يعجل عليه فقد رأيته يطلبه يسعى إليه على مهل . ثم سألني _ يعرف مناوشاتي في عالم الغيب : أيكون لي شأن في المستقبل؟ لا لن أقول ، بل أفكر كيف أجيبه ، لا يلزمه ما أخبرته به قبلاً . أضيء مصباح فكري و أجيل البصر في قصد سؤاله . سطع من الفكر شعاع ، أثبته في حاسبي ، أرسلت نحو التالي : راودني حلم النظر للغيب فأعرف ما يقع قبل أن يقع لأخطو نحو الهدف دون تسديدات ضائعة ، احفظ الطاقة ، اصرفها نحو ما ينجح فقط ، و إذ اشتد المرض ، فتح باب كهذا فولجت ، أرى أشياء قبل أن تحدث ، لم تنفعني ، إذ لم يعطني يداً تحكم أمراً فتغيره ، كان فتنة ، أحمد الله أن زالت . لا لحظة ، خرجت بعبرة : الخطوة ذاتها مقصودة على هذا النحو ، و إلا كيف ترتب أن نلتقي على هذا النحو؟! احتسب الخير في كل خطوة تسيرها لمدرستك و لا تعجل على رزقك ، لابد أن يشتد عودك قبل أن تحمّلك الحياة أخطاراً جسيمة كتلك. كانت تلك الأيام التي أحاول الاِحتفاظ بسورة يوسف في مداركي ، أكثر من ترديدها ، تعلق بذهني عبرة عن شاب من خيرة خلق الله يرتب الله له الأمور ليكون له شأن ، عين الله تكلأه منذ أن بدا لهم أن يقتلوه ، تدفع عنه الأذى فيلقونه في بئر ، حيث من يحمله إلى حيث مقامه و شأنه و الله غالب على أمره لكن أكثر الناس لا يعلمون. تحاول إغواءه فلا تصل إليه فهو من عباد الله المخلصين ، يتهمونه فيبرأه شاهد من أهلها. يسجنونه ، لا ضير فحفظ الله يحوطه، يجلس لتبليغ دعوته يعبد ربه غير عابئ بسجنه ، و يدخل معه السجن فتيان فيحفظ الله منهما من يدل الملك عليه ، فيستخلصه لنفسه ، يخرج حفيظ عليم لأرزاق البشر ، بعض صفات مولاه . ألقوه في غيابة الجب ، أم ألقوا بأنفسهم في ضنك الإثم ؟ ضاقت عليهم الأرض بما رحبت و ضاقت عليهم أنفسهم و كبيرهم لا يبرح مصر حتى يأذن له أبوه، حزن أب و نبي أذهب بصره ، لم يذهب هباء ، قميص علّم مسلم أن يستخرج من العرق قطرة يداوي بها المياه البيضاء التي تذهب بالبصر و لا دواء لها إلا تلك القطرة القرآنية ، العبرة بالنهاية . سئل الإمام أحمد : أيهما أفضل : أن يُمكن الرجل أم أن يُبتلى ؟ أجاب مبتلى تمكن ، فقه إذ خبر : لا يُمكّن الرجل حتى يُبتلى. نشرته في منتدى ... تمضي دقائق معدودة تحضر معها عدة ردود تدهشني من نفر أمّـنوا على دعائي و تذكروا ربهم و رسلهم و فكروا في حالهم ، و أعجبهم ما حصل و ما كتبت . كان يعجبه هاري بوتر ، الحبكة و النهاية غير المتوقعة و الأحداث الكثيرة و الثبات على الموقف ، صار له سحر مثله ، هذه المرة بطرف من الحق، هذا أفضل. هذا الخير لأجل خاطرة خطرت بباله ! لله دره ، لن أزم نبع الماء هذا عله يرويه و غيره في السبع العجاف بدا ظلهن ، هنا حيث تلحقني قدرتي على التنبؤ ، أو أن القدر يأخذ مني فيسجل على الأرض . أكتب له التالي دون كامل وعي: أترك الأمور هنا ، فلا قبل لي بأكثر من ذلك . كان آخر ما قرأ لي . أجل لهذا كتبت! اللهم عالم غيب السماوات و الأرض رحمن الدنيا و الآخرة و رحيمهما اكفنا بحلالك عن حرامك و أغننا بفضلك عمن سواك و اجعل لنا شأنًا في نصرة دينك و إقامة أحكام كتابك. توفنا مسلمين و ألحقنا بالصالحين. آمين. ***************************** |
سألني أيكون لي شأن ؟
سؤال أرسلني أتذكر حالي في مثل سنه ، أنوي جاهدة أن يكون لي شأن . لكن الحياة تأخذني مسارات مغايرة، تكشف لي سر العادي المألوف . سر أكشفه حاليًا لكل من يبحث جاهداً عن الشأن و العلو و المقام الرفيع ، كشف تلقاه قارئون عدة بالقبول . |
لم نكثر الحديث سويًا على أي حال ، الحديث مع البشر ليس أحد مكونات المفكرة .
قال ذات سؤال : ما رأيك بمدرستي؟ تعالى يا حاسوب ، لنكتب : مقالة ، صورى يا ناسخة نسختين ، لها و له ، مديرة مدرستي : إليك كيف تنصلح الأمور بقليل من التغيير و التكاليف ، جادلتني : مستحيل. أما هو فوقع حديثي بمسمعه موضع قبول . ليس في المدارس الآن ما يسد الرمق ، معظم من أعرف يعلمون أنفسهم في بيوتهم، يفتح أحدهم جهاز التكييف و يستمع لعمرو دياب و يقرأ الكتب و الملخصات في ضوء حلم أنه صار بطل كليب نانسي عجرم الجديد ، ترتفع الحواجب إذ يراه أصحابه على شاشة التلفزيون ، يعيد صوت عمرو دياب له الوعي فيرى نفسه يكبر و ينجح مثله، تحيطه الحلوات يبادلنه الإعجاب لوسامته! بالطبع لن يخبره أحد أن الطريق شاق ، ربما سقطة في هاوية الواقع بعد عدة سنين تمحو هذا الوهم ! و ليكتب ما شاء في ورقة الاِمتحان فسيصلح المصححون شعث ما أجاب و يعطونه درجات رغم أنفه ، فيذهب لبيته منتفخ الأوداج يرائى له قصب السبق و ليس له بأهل ، لن أكمل حكايته ، فليأت قدره بما هو آت، يرتب خطواته كي يعطيه حقه جني يداه . رغم ذلك كله فلن أقول لك أقعد عن عملك على عورِه ، إذهب لمدرستك غير عابئ بهذا التخلف و أدِ أمانتك كما أمرك الله ، مثال طيب و قدوة يحتذى بها ، ينصلح بوجودك أموراً تفسد في غيابك . ليكونوا ببالك ، من لا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة عين ، يرضى عنك ربك و يجعلك ذا شأن عظيم في الدنيا و الآخرة بإذنه و ما ذلك على الله بعزيز. |
يوم صيفي حار ، حيث الخروج يثير النكد ، رنين هاتف ، هذا صديقي الصغير راغب في الحديث .... حول لا شيء كعادته ، يتسلى .
عطاء المولى عنده وافر : عمر ممتد ، طاقة و حيوية و زمان طويل . قصور في أخر : الإرادة و الهدف والرؤية . يأخذني بحديثه في إتجاه لا يروقني ، آخذ الزمام ، أوجهه دفة الحكاية ... نسخة عصرية من شهرزاد و إن شئتم نسخة علمية. أحدثه عن قصة قرأتها للتو ، لاتزال الذاكرة مشبعة بها ، إمرأة أمريكية تصاب بسرطان الدم و هي حامل فتؤثر جنينها على نفسها و ترفض اسقاطه أو الخضوع للعلاج الكيميائي حتى تضعه سالمًا . يكافئها المولى خير الجزاء ، يحتفظ الطبيب بدم الحبل السري ، ريثما تخضع لعلاج جديد ، يستخلص من هذا الدم السقط خلايا المنشأ ، تضخ في دم الأم ، يرد القادم الجديد لأمه صنيعها ، ينسحب الغول من دمها ، تزورها العافية ، تتمتع بأمومتها بشكل مضاعف . يتعجب الفتى من قدرة المولى : الله ، لماذا لا نملك هذا المستوى من العلم و التقنية ؟ تتيقظ المفكرة داخلي : قليل من يحلم بالنجوم فتصل يده أفقها ، مواهب وزّعها المولى ، يعلم حيث يضع الموهبة ، يختص برحمته من يشاء . كان بينكم فتى له من حسن العقل ما جعله يفوقكم ، يجتهد ليفهم أكثر ، أمسكت الغيرة بتلابيبكم ، لم تطيقوا صبراً ، أصابكم الجنون حين مايزنا قدره ، لعله كان يجر العربة في هذا الإتجاه ، لا تسألوا إن فارقكم أين صار مآله ، لم يطق صحبتكم ، أيلام إن كان لا ينتمي لفصله؟ أيلام إن نسيكم حين يفتح الله عليه بإذنه فيعلو قدره أقداركم ؟! أذكره ذات فوضى ، يعلو مكتبه ، يضم ركبتيه بذراعيه ، يحتويه الفكر يأخذه من عالم يزعق فيه الصبيان ، يطبلون و يهرجون ، يرقصون .... كأحسن مصحة عقلية . لعلكم تسمعون عن إنجاز له ينسب إلى بلاد الغرب . ************** |
لماذا نصنع قطبي البطارية من معدنين مختلفين ؟
هكذا سألتني تلميذتي. أجبتها: لا يوصل قطبان من النحاس الكهرباء ، لا يعطي متساويان بعضهما شيئًا ، فرق الجهد صفر ، لا كهرباء تسري . حينها طرأ ببالي تلميذي المفكر ، كان سريان الأفكار بيننا عاليًا بسبب فرق الجهد المرتفع ، رغبتي في العطاء تلتقي بمن يستقبل ما أعطيه. |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 12:15 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.