بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   أرشيف المنتدى (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=513)
-   -   كيف وصلوا هؤلاء إلى قلوب الملايين (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=214964)

عبد الله الرفاعي 25-06-2010 02:16 AM

هنا مدرسة الحبيب محمد ..الجالس فيها يقدم التحية العاطرة
 


http://upload.wikimedia.org/wikipedi.../Image-ksh.jpg

عبد الحميد كشك







حياته وعلمه

وُلد عبد الحميد كشك في شبراخيت بمحافظة البحيرة في العاشر من مارس لعام 1933 م، وحفظ القرآن وهو دون العاشرة من عمره، ثم التحق بالمعهد الديني بالإسكندرية، وفي السنة الثانية ثانوي حصل على تقدير 100%. وكذلك في الشهادة الثانوية الأزهرية وكان ترتيبه الأول على الجمهورية، ثم التحق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر. وكان الأول على الكلية طوال سنوات الدراسة، وكان أثناء الدراسة الجامعية يقوم مقام الأساتذة بشرح المواد الدراسية في محاضرات عامة للطلاب بتكليف من أساتذته الذين كان الكثير منهم يعرض مادته العلمية عليه قبل شرحها للطلاب، خاصة علوم النحو والصرف.
عُين عبد الحميد كشك معيداً بكلية أصول الدين عام 1957 م، ولكنه لم يقم إلا بإعطاء محاضرة واحدة للطلاب بعدها رغب عن مهنة التدريس في الجامعة، حيث كانت روحه معلقة بالمنابر التي كان يرتقيها من سن 12 سنة، ولا ينسى تلك الخطبة التي ارتقى فيها منبر المسجد في قريته في هذه السن الصغيرة عندما تغيب خطيب المسجد، وكيف كان شجاعاً فوق مستوى عمره الصغير، وكيف طالب بالمساواة والتراحم بين الناس، بل وكيف طالب بالدواء والكساء لأبناء القرية، الأمر الذي أثار انتباه الناس إليه والتفافهم حوله.
بعد تخرجه في كلية أصول الدين، حصل على إجازة التدريس بامتياز، ومثل الأزهر الشريف في عيد العلم عام 1961الشرابية بالقاهرة. ثم انتقل إلى مسجد منوفي بالشرابية أيضاً، وفي عام 1962م تولى الإمامة والخطابة بمسجد عين الحياة، بشارع مصر والسودان بمنطقة حدائق القبة بالقاهرة. ذلك المسجد الذي ظل يخطب فيه قرابة عشرين عاماً. م، ثم عمل إماماً وخطيباً بمسجد الطحان بمنطقة
سجنه

اعتقل عام 1965 وظل بالمعتقل لمدة عامين ونصف، تنقل خلالها بين معتقلات طرة وأبو زعبل والقلعة والسجن الحربي. تعرض لتعذيب في هذه الأثناء ورغم ذلك احتفظ بوظيفته إمامًا لمسجد عين الحياة.
في عام 1972 بدأ يكثف خطبه وكان يحضر الصلاة معه حشود هائلة من المصلين.[بحاجة لمصدر] ومنذ عام 1976 بدأ الاصطدام بالسلطة وخاصة بعد معاهدة كامب ديفيد حيث اتهم الحكومة بالخيانة للإسلام وأخذ يستعرض صور الفساد في مصر من الناحية الاجتماعية والفنية والحياة العامة. وقد ألقى القبض عليه في عام 1981 مع عدد من المعارضين السياسيين ضمن قرارات سبتمبر الشهيرة للرئيس المصري محمد أنور السادات، بعد هجوم السادات عليه في خطاب 5 سبتمبر 1981. وقد أفرج عنه عام 1982 ولم يعد إلى مسجده الذي منع منه كما منع من الخطابة أو إلقاء الدروس. لقي كشك خلال هذه الاعتقالات عذاباً رهيباً ترك آثاره على كل جسده وكان اعمى البصر.[1]
في رحاب التفسير

ترك عبد الحميد كشك 108 كتاب تناول كافة مناهج العمل والتربية الإسلامية، وصفت كتاباته من قبل علماء معاصرين بكونها مبسطة لمفاهيم الاسلام، ومراعية لأحتياجات الناس.[من صاحب هذا الرأي؟] وكان له كتاب من عشرة مجلدات سماه "في رحاب التفسير" الذي قام فيه بتفسير القرآن الكريم كاملاً، وهو تفسير يعرض للجوانب الدعوية في القرآن الكريم.
كان عبد الحميد كشك مبصراً إلى أن صار عمره ثلاثة عشر عاماً ففقد إحدى عينيه، وفي سن السابعة عشرة، فقد العين الأخرى، وكان كثيراً ما يقول عن نفسه، كما كان يقول ابن عباس:


إن يأخذِ الله من عينيّ نورهما
ففي فؤادي وعقلي عنهما نورُ وفاته

توضأ في بيته لصلاة الجمعة وكعادته، كان يتنفل بركعات قبل الذهاب إلى المسجد، فدخل الصلاة وصلى ركعة، وفي الركعة الثانية، سجد السجدة الأولى ورفع منها ثم سجد السجدة الثانية وفيها توفي. وكان ذلك يوم الجمعة الموافق 26 رجب 1417هـ/6 ديسمبر 1996م.
من طرائفه ومقولاته الشهيرة

  • كان يقول في إحدى خطبه ـ بالعامية المصرية: ((كنا نبحث عن إمامٍ عادل آمْ طِلِعْلِنا عادل إمام))
  • وفي خطبة يتهكم فيها على أسماء الحكام العرب..
  • راى قصر الملك فهد بالمدينة فوق الجبل قال (يافهد يا ملك السعودية اتعرف من يسكن الجبال القردة سكنون الجبال)
    • ((حسنى مبارك؟؟ حيث لا حسن ولا بركه !! أنور السادات لا نور ولا سياده ؟؟))
  • يروى عن الشيخ أنه قال: ((دا هما بيقولوا دي مصر أم الدنيا، والنبي صلى الله عليه وسلم بيقول دا الدنيا ملعون ملعون ما فيها، تبقى مصر أم الملاعيين))
  • ويروى أيضاً عن الشيخ أنه قال: ((الظلم تسعة أعشاره عندنا في السجن، وعشر يجوب العالم كله، فإذا أتى الليل بات عندنا))
  • ويروى عن الشيخ أن مسجده ازدحم ذات يوم جمعة بالمصلين، فقال: ((إخوانا المباحث في الصف الأول يتقدموا علشان إخوانهم المصلين في الخارج))
  • ويروى عن الشيخ أيضاً: ((اللهم صل على الصف الثاني، والثالث، والرابع" فقيل له "والصف الأول يا شيخ ؟ فقال "دا كله مباحث يا اخونا))
  • يقول الشيخ: ((في السجن جابوا لنا سوس مفول)) أي أن السوس أكثر من الفول !!!
  • يقول عن توفيق الحكيم عندما قال آدم عبيط : ((توفيق الحكيم حيث لا توفيق ولا حكمة))
  • ثم يتنهد الشيخ ويقول متأسفا : ((هؤلاء هم أدباؤنا))
  • يقول عن مصطفى محمود بعد صدور كتابه القرآن محاولة لفهم عصري: ((لا تسمعوا لكلام مصطفى محمود واسمعوا لكلام المصطفى المحمود))
  • يقول عن رئيس إثيوبيا السابق منجستو هيلا: ((يحتوي اسمه على حروف النجاسة كاملة)) !!
  • يقول عن بو رقيبة: ((لا يجوز لقزم مثلك أن يمد إلى الشمس يدا شلاء، ارجع فتعلم في الابتدائي فليس عيبا أن تتعلم ولكن العيب أن تقول ما لاتعلم))
  • يقول عن هيئة الأمم المتحدة: ((إذا احتكمت دولتان صغيرتان إلى هيئة الأمم المتحدة ضاعت الدولتان الصغيرتان معاً، وإذا احتكمت دولة صغيرة ودولة كبيرة إلى هيئة الأمم المتحدة ضاعت الدولة الصغيرة، أما إذا احتكمت دولتان كبيرتان إلى هيئة الأمم المتحدة ضاعت الأمم المتحدة نفسها.))
  • يقول عندما علم الناس بنقل أحد الخطباء لمسجد آخر ذهب الناس لذلك المسجد فأصبح المسجد فارغا ولا يوجد غير * الجنود فقامت المخابرات بدفع جنيه لمن يصلي في هذا المسجد فتجمع كثير من النصارى وغير المصلين..... ((خد بالك ده جنيه))
  • قال عن صدام حسين قبل غزو الكويت: ((أول ساندويتش حياكلها صدام الكويت))
  • يقول عن بابا النصارى: ((آه ياني يللي مالناش بابا))
ومن أقواله:
  • ((الدنيا إذا ما حلت أوحلت وإذا ما كست أوكست وإذا أينعت نعت))
  • وكان يقول: ((كم من ملك رفعت له علامات فلما علا (مات)))
  • وقال عن عبد الحليم حافظ:
    • ((وهذا العندليب الأسود عندنا ظهرت له معجزتان الأولى يمسك الهوى بيديه، والثانية يتنفس تحت الماء))
  • ومره من المرات قبض عليه، فضابط جديد يحقق معاه
    • فقال: ما اسمك ؟
    • قال: عبد الحميد كشك (والمفترض أن الشيخ مشهور عند المباحث)
    • قال: ما عملك ؟
    • فقال الشيخ: مساعد طيار (ومعلوم أن الشيخ كان ضريرا)
  • وعرض عليه الخروج من مصر فقال: ((هذا التولي يوم الزحف))
  • مره يقول في احد خطبه يروي قصه قتل فقال ((ووجدو الجثمان في محافظه كفرالشيخ وما كفرالشيخ ولكن الشياطين كفرو))



صورة وهو يلقي محاضره


http://i146.photobucket.com/albums/r...1031201313.jpg


صورة تذكارية لشيخ كشك



http://www.saidacity.com/Upload/2006...mage_14067.jpg





























http://illiweb.com/_.gif

http://www.almosafr.com/forum/upload...1203125355.gif

moha kariezma 25-06-2010 03:57 AM

اولا اسمحولي اقول رايى المتواضع جدا امام اراكم العظيمة
بس دلوقتي اخطلطة الاوراق لان هناك بعض الشيوخ الافاضل مدسوسين علي الدين مثل احدهم الذي ظهر علي احد الفضائيات ووصف رحلت الرسول صلى اللة علية وسلم الى الطائف بالفشل ولاحول ولا قوت الا باللة
فالثقة انعدمت خلاص في شيوخنا الافاض الكرام الا من رحم ربي

عبد الله الرفاعي 25-06-2010 09:43 AM

بداية الامر :اسجل اعجابى بهذه الفكرةالتى طرحها الاستاذ رضا فله منا كل التقدير والاحترام.
ثانيا:تنزوى نفسى خجلا لاننى لم افكر فى الكتابة عن مثل هذه المنارات الشاهقة ..وكنت قد كتبت فى القسم العام فى موضوع(شخصيات العالم الاكثر غموضا) عن (دراكولا_ هتلر_ روميل_الاسكندر _نيرون_رافت الهجان..وغيرهم)ولكن شتان مابين الثرى والثريا..وماذا عسانا نقول عن هذه القمم التى تطاول الرواسى والاعلام.
ثالثا:دعوة نطلقها من خلال هذه النافذة لكل المشتركين فى الموضوع ان يجهدوا نفسهم فى البحث عن هذه الشخصيات وتقديمها حتى نستلهم من سيرتهم القدوة الطيبة وحتى نزيل الغبار عن هذه اللآلىء المنثورة.
ختاما لم ولن تنعدم الثقة فى هذه المنارات فهم الشمعة التى تحترق من اجل ان تضىء لغيرها الطريق.

أ/رضا عطيه 25-06-2010 02:23 PM

أصبحت عاجزا عن الشكر والتقدير
فرفعت الأمر إلى المولى القدير
ليجزيك خير الجزاء ويرفعك بعلمك إلى عنان السماء

مسلمة متفائلة 25-06-2010 02:37 PM

حاجة كدا
حب ربانى
من القلب اول ما الواحد يشوفهم بيرتاح جدا
بس انا مش عارفة ازاى و صلوا لقلوبنا يمكن بكلامهم الرائع
فهم يذكرونا بعصر الرسول و الخلفاء
بيعيشونا فى عالم آخر

بارك الله فيكم جميعا لجهودكم
و بارك الله فى صاحب الموضوع المتميز

عبد الله الرفاعي 25-06-2010 03:04 PM

امام الوسطية
 
نبذة عن القرضاويhttp://www.qaradawi.net/site/images/spacer.gif
مولده ونشأته
http://www.qaradawi.net/mritems/imag...2_1227_1_2.jpg القرضاوي في الشباب http://www.qaradawi.net/mritems/imag...2_1226_1_2.jpg( الجامع الأزهر)..ولد الشيخ الدكتور يوسف مصطفى القرضاوي في مصر بتاريخ9/9/1926م ونشأ فيها،حفظ القرآن الكريم وجوّده وهو دون العاشرة، أتم تعليمه في الأزهر الشريف. حصل على الشهادة العالية من كلية أصول الدين عام 1953م، وعلى إجازة التدريس عام 1954م، وكان ترتيبه الأول في كليتيهما،وفي سنة 1960م حصل على الدراسة التمهيدية العليا المعادلة للماجستير في شعبة علوم القرآن والسنة من كلية أصول الدين. ، كما حصل على الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى عام 1973م .
بعد تخرجــه
http://www.qaradawi.net/mritems/imag...2_1228_1_3.jpg ( المعهد الديني) عمل بعد تخرجه في مراقبة الشؤون الدينية بالأوقاف، وإدارة الثقافة الإسلامية بالأزهر، ثم أعير إلى قطر مديراً لمعهدها الديني، فرئيساً مؤسساً لقسم الدراسات الإسلامية بكليتي التربية فعميداً مؤسساً لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية، ومديراً لمركز بحوث السنة والسيرة الذي كلف بتأسيسه ولازال يديره .
شغله في الدعوة الإسلامية
اشتغل القرضاوي بالدعوة منذ فجر شبابه، وشارك في الحركة الإسلامية، وأوذي في سبيلها بالاعتقال عدة مرات، في عهد الملكية وعهد الثورة ..وتنوع عطاؤه بتنوع مواهبه، فهو خطيب مؤثر، يقنع العقل ويهز القلب .. وكاتب أصيل لا يكرر نفسه ولا يقلد غيره .. وفقيه تميّز بالرسوخ والاعتدال، فشرّقت فتاواه وغرّبت. . وعالم متمكن في شتى العلوم الإسلامية، جمع بين علوم أهل النظر، وعلوم أهل الأثر..وشاعر حفظ شعره الشباب الإسلامي وتغنى به في المشرق والمغرب.


مؤلفــاته و فكـره
http://www.qaradawi.net/mritems/imag...2_1229_1_2.jpg ( القرضاوي)جاوزت مؤلفات القرضاوي الثمانين، وقد لقيت قبولاً عاماً في العالم الإسلامي، وطبع بعضها عشرات المرات، وترجم عدد كبير منها إلى اللغات الإسلامية، واللغات العالمية. أما مقالاته ومحاضراته وخطبه ودروسه فيصعب حصرها. وصفه الذين كتبوا عنه بأنه من المفكرين الإسلاميين القلائل، الذين يجمعون بين محكمات الشرع ومقتضيات العصر، وبأن كتاباته تميزت بما فيها من دقة الفقيه، وإشراقة الأديب، ونظرة المجدد، وحرارة الداعية.من أبرز دعاة ( الوسطية الإسلامية ) التي تجمع بين السلفية والتجديد. وتمزج بين الفكر والحركة، وتركز على فقه السنن، وفقه المقاصد، وفقه الأولويات، وتوازن بين ثوابت الإسلام ومتغّيرات العصر، وتتمسك بكل قديم نافع، كما ترحب بكل جديد صالح تستلهم الماضي، وتعايش الحاضر، وتستشرف المستقبل.
زياراته http://www.qaradawi.net/mritems/imag...2_1230_1_3.jpg( زيارات القرضاوي)
زار عدداً كبيراً من الأقطار الإسلامية في أسيا وأفريقيا، والتجمعات والأقليّات الإسلامية في سائر القارات، ودعي إلى المحاضرة في عدد من الجامعات الإسلامية والعالمية، كما شارك في عدد جم من المؤتمرات والندوات العلمية داخل العالم الإسلامي وخارجه.
عضويته في مجامع علمية http://www.qaradawi.net/mritems/imag...2_1231_1_3.jpg( مركز الدراسات الإسلامية بأكسفورد)
عضو في عدة مجامع ومؤسسات علمية ودعوية وعربية وإسلامية وعالمية، منها: المجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامية بمكة، والمجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية بالأردن، ومركز الدراسات الإسلامية بأكسفورد، ومجلس أمناء الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام أباد، ومنظمة الدعوة الإسلامية بالخرطوم، ورئيس لهيئة الرقابة الشرعية في عدد من المصارف الإسلامية.
الجوائز التي حصل عليها
http://www.qaradawi.net/mritems/imag..._1232_1_11.jpg جائزة الملك فيصلحصل على جائزة البنك الإسلامي للتنمية في الاقتصاد الإسلامي لعام 1411هـ. كما حصل على جائزة الملك فيصل العالمية بالاشتراك في الدراسات الإسلامية لعام 1413هـ.، وحصل على جائزة العطاء العلمي المتميز من رئيس الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا لعام 1996م. وحصل على جائزة السلطان حسن البلقية ( سلطان بروناي الإسلامي لعام ) في الفقه 1997م.
http://www.qaradawi.net/site/images/spacer.gif

ايه كمال 25-06-2010 07:26 PM

أبو حامد محمد بن محمد الغزالي




هو

هو أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الغزالي الطوسي النيسابوري الفقيه الصوفي الشافعي الأشعري الملقب بحجة الإسلام وزين الدين (450 هـ - 505 هـ)، مجدد القرن الخامس الهجري، أحد أهم أعلام عصره وأحد أشهر علماء الدين في التاريخ الإسلامي.


مولده ونشأته



ولد أبو حامد الغزالي بقرية "غزالة" القريبة من طوس من إقليم خراسان عام (450 هـ \ 1058 م)، وإليها نسب الغزالي. ونشأ الغزالي في بيت فقير من عائلة خراسانية وكان والده رجلاً زاهداً ومتصوفاً لا يملك غير حرفته، ولكن كانت لديه رغبة شديدة في تعليم ولديه محمد وأحمد، وحينما حضرته الوفاة عهد إلى صديق له متصوف برعاية ولديه، وأعطاه ما لديه من مال يسير، وأوصاه بتعليمهما تأديبهما. اجتهد الرجل في تنفيذ وصية الأب على خير وجه حتى نفد ما تركه لهما أبوهما من المال، وتعذر عليه القيام برعايتهما والإنفاق عليهما، فألحقهما بإحدى المدارس التي كانت منتشرة في ذلك الوقت، والتي كانت تكفل طلاب العلم فيها.
ابتدأ طلبه للعلم في صباه، فأخذ الفقه في طوس، ثم قدم نيسابور ولازم إمام الحرمين الجويني في نيسابور فأخذ عنه جملة من العلوم في الفقه وأصوله وعلم الكلاموالمنطق، وفي هذه الفترة ألف الغزالي كتابه "المنخول" وعرضه على شيخ الجويني الذي علق عليه قائلا: دفنتني وأنا حي! هلا صبرت حتى أموت؟!. واجتهد الغزالي في طلب العلم حتى تخرج في مدة قريبة وصار أنظر أهل زمانه وأوحد أقرانه.


شيوخه


درس الغزالي على عدد من العلماء والأعلام، منهم:
الإمام أحمد الرازكاني، أخذ عنه الفقه في طوس.
الإمام أبي نصر الإسماعيلي.
إمام الحرمين أبو المعالي الجويني، أخذ عنه الفقه وأصوله وعلم الكلاموالمنطقوالفلسفة.
الشيخ الفضل بن محمد الفارمذي، تلميذ أبو القاسم القشيري، والذي اشتهر في زمانه حتى صار مقصد طالبي التصوف وقد أخذ عنه الغزالي التصوف.
الشيخ يوسف النساج، وقد أخذ عنه التصوف


تلاميذه




بداية تدريسه

جلس الإمام الغزالي للإقراء وإرشاد الطلبة وتأليف الكتب في أيام إمامه الجويني، وكان الإمام يتبجح به ويعتد بمكانه منه. ثم خرج من نيسابور وحضر مجلس الوزير نظام الملك فأقبل عليه وحل منه محلاً عظيماً لعلو درجته وحسن مناظرته، وكان مجلس نظام الملك محطاً لرحال العلماء، ومقصد الأئمة والفضلاء، ووقع للإمام الغزالي فيها اتفاقات حسنة من مناظرة الفحول، فظهر اسمه وطار صيته، فأشار عليه نظام الملك بالمسير إلى بغداد للقيام بالتدريس في المدرسة النظامية، فسار إليها سنة أربع وثمانين (484 هـ) وأعجب الكل بتدريسه ومناظرته وحضره الأئمة الكبار كابن عقيلوابي الخطاب وتعجبوا من كلامه ونقلوه في مصنفاتهم ، فصار إمام العراق بعد أن حاز إمامة خراسان، وارتفعت درجته في بغداد على الأمراء والوزراء والأكابر وأهل دار الخلافة

تجربته المعرفية والروحية


مرّ الإمام الغزالي في حياته بمرحلة شكّ خلالها في الحواس والعقل وفي قدرتهما على تحصيل العلم اليقيني (وهذه الحالة هي التي تسمى فترة الشك وهي غير الأزمة الروحانية التي أدت بالغزالي إلى ترك بغداد ؛ وهي الأزمة الأولى وهي بطابعها غير روحانية وإنما هي معرفية) ودخل في مرحلة من السفسطة الغير منطقية حتى شفاه الله منها بعد مدة شهرين تقريبا، حيث يقول عن نفسه: فلما خطرت لي هذه الخواطر - خواطر الشك في المحسوسات والمعقولات - وانقدحت في النفس، حاولت لذلك علاجاً فلم يتيسر، إذ لم يكن دفعه إلا بالدليل، ولم يمكن نصب دليل إلا من تركيب العلوم الأولية، فإذا لم تكن مسلمة لم يمكن تركيب الدليل. فأعضل هذا الداء، ودام قريباً من شهرين أنا فيهما على مذهب السفسطة بحكم الحال، لا بحكم النطق والمقال، حتى شفى الله تعالى من ذلك المرض، وعادت النفس إلى الصحة والاعتدال، ورجعت الضروريات العقلية مقبولة موثوقاً بـها على أمن ويقين؛ ولم يكن ذلك بنظم دليل وترتيب كلام، بل بنور قذفه الله تعالى في الصدر وذلك النور هو مفتاح أكثر المعارف[5].
ويتابع الغزالي قائلا عن نفسه: ولما شفاني الله من هذا المرض بفضله وسعة جوده، أنحصرت أصناف الطالبين عندي في أربع فرق:
المتكلمون: وهم يدَّعون أنـهم أهل الرأي والنظر.
الباطنية: وهم يزعمون أنـهم أصحاب التعليم والمخصوصون بالاقتباس من الإمام المعصوم.
الفلاسفة: وهم يزعمون أنـهم أهل المنطق والبرهان.
الصوفية: وهم يدعون أنـهم خواص الحضرة وأهل المشاهدة والمكاشفة.
فقلت في نفسي : الحق لا يعدو هذه الأصناف الأربعة، فهؤلاء هم السالكون سبل طلب الحق، فإن شذَّ الحق عنهم، فلا يبقى في درك الحق مطمع... فابتدرت لسلوك هذه الطرق، واستقصاء ما عند هذه الفرق، مبتدئاً بعلم الكلام، ومثنياً بطريق الفلسفة، ومثلثاً بتعلم الباطنية، ومربعاً بطريق الصوفية.


من أشهر كتب الغزالي


ألّف الإمام الغزالي خلال مدة حياته (55 سنة) الكثير من الكتب في مختلف صنوف العلم، حتى أنه قيل: إن تصانيفه لو وزعت على أيام عمره أصاب كل يوم كتاب. حيث بلغت 457 مصنفا ما بين كتاب ورسالة، كثير منها لا يزال مخطوطا، ومعظمها مفقودومن هذه الكتب:
في العقيدة وعلم الكلام والفلسفة


مقاصد الفلاسفة.
تهافت الفلاسفة.
الاقتصاد في الأعتقاد.
بغية المريد في مسائل التوحيد.
إلجام العوام عن علم الكلام.
المقصد الأسنى شرح أسماء الله الحسنى.
فضائح الباطنية.
القسطاس المستقيم (الرد على الاسماعلية).
فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة.
في الفقه وأصوله والمنطق

المستصفى في علم أصول الفقه.
المنخول في تعليقات الأصول.
الوسيط في فقه الإمام الشافعي.
الوجيز في فقه الإمام الشافعي.
معيار العلم في المنطق.
محك النظر (منطق).
في التصوف

إحياء علوم الدين.
بداية الهداية.
المنقذ من الضلال.
روضة الطالبين وعمدة السالكين.
الأربعين في أصول الدين.
منهاج العابدين إلى جنة رب العالمين.
معارج القدس في مدارج معرفة النفس.
الدعوات المستجابه ومفاتيح الفرج.
مدخل السلوك الي منازل الملوك.
أصناف المغرورين.
مشكاة الأنوار.
ميزان العمل.
أيها الولد المحب.
كيمياء السعادة (في الفارسية: كيمياي سعادت).
سر العالمين وكشف ما في الدارين.
مكاشفه القلوب المقرب الي حضره علام الغيوب.
جواهر القرآن ودرره.
الحكمة في مخلوقات الله.
التبر المسبوك في نصحية الملوك.
آداب النكاح وكسر الشهوتين.
القصيدة المنفرجة.
شفاء الغليل في بيان الشبه والمخيل ومسالك التعليل


قال العلماء عنه



  • شيخه أبو المعالي الجويني: الغزالي بحر مغدق.وعندما ألف الغزالي (المنخول في أصول الفقه) في مطلع شبابه، قال له الجويني : دفنتني وأنا حي، هلا صبرت حتى أموت، كتابك غطى على كتابي!

  • الذهبي:الشيخ الإمام البحر، حجة الإسلام، أعجوبة الزمان، زين الدين أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الطوسي الشافعي، الغزالي، صاحب التصانيف والذكاء المفرط.
  • ابن الجوزي: صنف الكتب الحسان في الأصول والفروع، التي انفرد بحسن وضعها وترتيبها، وتحقيق الكلام فيها.
  • تاج الدين السبكي: حجة الإسلام ومحجة الدين التي يتوصل بها إلى دار السلام، جامع أشتات العلوم، والمبرز في المنقول منها والمفهوم، جرت الأئمة قبله بشأو ولم تقع منه بالغاية، ولا وقف عند مطلب وراء مطلب لأصحاب النهاية والبداية.
  • ابن النجار: أبو حامد إمام الفقهاء على الإطلاق ورباني الأمة بالاتفاق، ومجتهد زمانه، وعين أوانه برع في المذهب والأصول والخلاف والجدل والمنطق وقرأ الحكمة والفلسفة، وفهم كلامهم وتصدى للرد عليهم، وكان شديد الذكاء، قوي الإدراك، ذا فطنة ثاقبة، وغوص على المعاني.
  • أبو الحسن الشاذلي: إذا عرضت لكم إلى الله حاجة فتوسلوا إليه بالإمام أبي حامد.
  • أبو العباس المرسي: إنا لنشهد له بالصديقية العظمى.
  • ابن العماد الحنبلي: الإمام زين الدين حجة الإسلام، أبو حامد أحد الأعلام، صنف التصانيف مع التصون والذكاء المفرط والاستبحار في العلم وبالجملة ما رأى الرجل مثل نفسه.
  • ابن كثير: كان من أذكياء العالم في كل ما يتكلم فيه.
  • أبو بكر ابن العربي: رأيت الغزالي ببغداد يحضر درسه أربعمائة عمامة من أكابر الناس وأفاضلهم يأخذون عنه العلم[14].
  • أسعد الميهني: لا يصل إلى معرفة علم الغزالي وفضله إلا من بلغ أو كاد يبلغ الكمال في عقله.
  • عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي: أبو حامد الغزالي حجة الإسلام والمسلمين، إمام أئمة الدين، من لم تر العيون مثله لساناً وبياناً ونطقاً وخاطراً وذكاءً وطبعاً.
  • محمد بن يحيى: الغزالي هو الشافعي الثاني.
  • الأسنوي: الغزالي إمام باسمه تنشرح الصدور وتحيا النفوس، وبرسمه تفتخر المحابر وتهتز الطروس، وبسماعه تخشع الأصوات وتخضع الرؤوس. وقال أيضا: وهو قطب الوجود والبركة الشاملة لكل موجود وروح خلاصة أهل الإيمان والطريق الموصلة إلى رضا الرحمن يتقرب إلى الله تعالى به كل صديق ولا يبغضه إلا ملحد أو زنديق
  • تلميذه الشيخ أبو العباس الأقليشي المحدّث الصّوفي، مدحه ومدح كتاب إحياء علوم الدين في أبيات من الشعر:
أبا حامد أنت المخصص بالمجدِوأنت الذي علمتنا سنن الرشدِوضعت لنا الإحياء تحيي نفوسناوتنقذنا من طاعة النازغ المردي فربع عباداته وعاداته التي يعاقبها كالدر نظم في العقدِوثالثها في المهلكات وإنه لمنج من الهلك المبرح والبعدِورابعها في المنجيات وإنه ليسرح بالأرواح في جنة الخُلْدِومنها ابتهاج للجوارح ظاهرومنها صلاح للقلوب من الحقدِ




وفاته


توفي أبو حامد الغزالي يوم الاثنين 14 جمادى الآخرة505 هـ، 19 ديسمبر 1111م، في مدينة طوس، وسأله قبيل الموت بعض أصحابه‏:‏ أوص، فقال‏:‏ عليك بالاخلاص فلم يزل يكررها حتى مات‏.






عبد الله الرفاعي 25-06-2010 07:41 PM

الله عليك ياايه وكمان الغزالى مجدد القرن الخامس الهجرى

ايه كمال 25-06-2010 07:46 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله الرفاعي (المشاركة 2306634)
الله عليك ياايه وكمان الغزالى مجدد القرن الخامس الهجرى


الواحد حاسس أنه مقصر بس هههههههههه:d:d:d

أ/رضا عطيه 26-06-2010 02:24 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله الرفاعي (المشاركة 2306634)
الله عليك ياايه وكمان الغزالى مجدد القرن الخامس الهجرى


هى دى أيه كما تعودنا منها - جزاكى الله خيرا
وبارك الله فيك يا أستاذ عبدالله



وألف شكر لكما

ايه كمال 26-06-2010 02:03 PM

شكرررررررا لحضرتك استاذ رضا


أ/رضا عطيه 26-06-2010 06:09 PM

شكرا على مجهودكم الكريم

عبد الله الرفاعي 26-06-2010 06:19 PM

اديب العلماء والفقهاء
 
السيرة الذاتية
الشيخ محمد الغزالي .. سيرة ذاتية *


كان الشيخ "محمد الغزالي" واحدًا من دعاة الإسلام العِظام، ومن كبار رجال الإصلاح، اجتمع له ما لم يجتمع إلا لقليل من النابهين؛ فهو مؤمن صادق الإيمان، مجاهد في ميدان الدعوة، ملكَ الإسلام حياته؛ فعاش له، ونذر حياته كلها لخدمته، وسخر قلمه وفكره في بيان مقاصده وجلاء أهدافه، وشرْح مبادئه، والذوْد عن حماه، والدفاع عنه ضد خصومه، لم يدع وسيلة تمكنه من بلوغ هدفه إلا سلكها؛ فاستعان بالكتاب والصحيفة والإذاعة والتلفاز في تبليغ ما يريد.
رزقه الله فكرًا عميقًا، وثقافة إسلامية واسعة، ومعرفة رحيبة بالإسلام؛ فأثمر ذلك كتبًا عدة في ميدان الفكر الإسلامي، تُحيي أمة، وتُصلح جيلاً، وتفتح طريقًا، وتربي شبابًا، وتبني عقولاً، وترقِّي فكرًا، وهو حين يكتب أديب مطبوع، ولو انقطع إلى الأدب لبلغ أرفع منازله، ولكان أديبًا من طراز حجة الأدب ونابغة الإسلام "مصطفى صادق الرافعي"، لكنه اختار طريق الدعوة؛ فكان أديبها النابغ.
ووهبه الله فصاحة وبيانًا، يجذب من يجلس إليه، ويأخذ بمجامع القلوب فتهوي إليه، مشدودة بصدق اللهجة، وروعة الإيمان، ووضوح الأفكار، وجلال ما يعرض من قضايا الإسلام؛ فكانت خُطبه ودروسه ملتقىً للفكر ومدرسة للدعوة في أي مكان حلَّ به، و"الغزالي" يملك مشاعر مستمِعِه حين يكون خطيبًا، ويوجِّه عقله حين يكون كاتبًا؛ فهو يخطب كما يكتب عذوبة ورشاقة، وخُطَبه قِطعٌ من روائع الأدب.
و"الغزالي" رجل إصلاح، عالم بأدواء المجتمع الإسلامي في شتَّى ربوعه، أوْقف حياته على كشف العلل، ومحاربة البدع وأوجه الفساد في لغة واضحة لا غموض فيها ولا التواء، يجهر بما يعتقد أنه صواب دون أن يلتفت إلى سخط الحكام أو غضب المحكومين، يحرّكه إيمان راسخ وشجاعة مطبوعة، ونفس مؤمنة.
المولد والنشأة
في قرية "نكلا العنب" التابعة لمحافظة البحيرة بمصر وُلد الشيخ "محمد الغزالي" في (5 من ذي الحجة 1335هـ = 22 من سبتمبر 1917م)، ونشأ في أسرة كريمة، وتربّى في بيئة مؤمنة؛ فحفظ القرآن، وقرأ الحديث في منزل والده، ثم التحق بمعهد الإسكندرية الديني الابتدائي، وظل به حتى حصل على الثانوية الأزهرية، ثم انتقل إلى القاهرة سنة (1356هـ = 1937م) والتحق بكلية أصول الدين، وفي أثناء دراسته بالقاهرة اتصل بالإمام "حسن البنا"، وتوثقت علاقته به، وأصبح من المقرَّبين إليه، حتى إن الإمام "البنا" طلب منه أن يكتب في مجلة (الإخوان المسلمين)؛ لما عهد فيه من الثقافة والبيان، فظهر أول مقال له وهو طالب في السنة الثالثة بالكلية، وكان "البنا" لا يفتأ يشجعه على مواصلة الكتابة حتى تخرَّج سنة (1360هـ = 1941م) ثم تخصص في الدعوة، وحصل على درجة (العالمية) سنة (1362هـ = 1943م)، وبدأ رحلتَه في الدعوة في مساجد القاهرة.
في ميدان الدعوة والفكر
كان الميدان الذي خُلق له الشيخ "الغزالي" هو مجال الدعوة إلى الله على بصيرة ووعي، مستعينًا بقلمه ولسانه؛ فكان له باب ثابت في مجلة (الإخوان المسلمين) تحت عنوان (خواطر حيَّة) جلَّى قلمه فيها عن قضايا الإسلام ومشكلات المسلمين المعاصرة، وقاد حملات صادقة ضد الظلم الاجتماعي وتفاوت الطبقات وتمتُّع أقلية بالخيرات في الوقت الذي يُعاني السواد الأعظم من شظف العيش.
ثم لم يلبث أن ظهر أول مؤلفات الشيخ "الغزالي" بعنوان (الإسلام والأوضاع الاقتصادية) سنة (1367هـ = 1947م) أبان فيه أن للإسلام من الفكر الاقتصادي ما يدفع إلى الثروة والنماء والتكافل الاجتماعي بين الطبقات، ثم أتبع هذا الكتاب بآخر تحت عنوان (الإسلام والمناهج الاشتراكية)، مكملاً الحلقة الأولى في ميدان الإصلاح الاقتصادي، شارحًا ما يراد بالتأمين الاجتماعي، وتوزيع الملكيات على السنن الصحيحة، وموضع الفرد من الأمة، ومسئولية الأمة عن الفرد، ثم لم يلبث أن أصدر كتابه الثالث (الإسلام المفترى عليه بين الشيوعيين والرأسماليين).
والكتب الثلاثة تبين في جلاء جنوح الشيخ إلى الإصلاح في هذه الفترة المبكرة، ووُلُوجِه ميادين الكتابة- التي كانت جديدة تمامًا على المشتغلين بالدعوة والفكر الإسلامي-، وطرْقه سُبلاً لم يعهدها الناس من قبله، وكان همُّ معظم المشتغلين بالوعظ والإرشاد قبلَه الاقتصار على محارَبَة البِدَع والمنكرات.
في المعتقل
ظل الشيخ يعمل في مجال الدعوة حتى ذاعت شهرته بين الناس لصدقه وإخلاصه وفصاحته وبلاغته، حتى هبّت على جماعة (الإخوان المسلمين) رياح سوداء؛ فصدر قرار بحلها في (صَفَر 1368هـ = ديسمبر 1948م)، ومصادرة أملاكها والتنكيل بأعضائها، واعتقال عدد كبير من المنضمِّين إليها، وانتهى الحال باغتيال مؤسس الجماعة تحت بصر الحكومة وبتأييدها، وكان الشيخ "الغزالي" واحدًا ممن امتدت إليهم يدُ البطش والطغيان، فأُودع معتقل الطور مع كثير من إخوانه، وظل به حتى خرج من المعتقل في سنة (1369هـ = 1949م) ليواصل عمله، وهو أكثر حماسًا للدعوة، وأشد صلابةً في الدفاع عن الإسلام وبيان حقائقه.
ولم ينقطع قلمه عن كتابة المقالات وتأليف الكتب، وإلقاء الخطب والمحاضرات، وكان من ثمرة هذا الجهد الدؤوب أن صدرت له جملة من الكتب كان لها شأنها في عالم الفكر مثل: (الإسلام والاستبداد السياسي)، الذي انتصر فيه للحرية وترسيخ مبدأ الشورى، وعدَّها فريضةً لا فضيلة، وملزِمة لا مُعْلِمة، وهاجم الاستبداد والظلم وتقييد الحريات، ثم ظهرت له تأملات في: الدين والحياة، وعقيدة المسلم، وخلق المسلم.
من هنا نعلم
وفي هذه الفترة ظهر كتاب للأستاذ "خالد محمد خالد" بعنوان "من هنا نبدأ"، زعم فيه أن الإسلام دين لا دولة، ولا صلة له بأصول الحكم وأمور الدنيا، وقد أحدث الكتاب ضجةً هائلة وصخبًا واسعًا على صفحات الجرائد، وهلَّل له الكارهون للإسلام، وأثنَوا على مؤلِفه، وقد تصدى "الغزالي" لصديقه "خالد محمد خالد"، وفنَّد دعاوى كتابه في سلسلة مقالات، جُمعت بعد ذلك في كتاب تحت عنوان (من هنا نعلم).
ويقتضي الإنصاف أن نذكر أن الأستاذ "خالد محمد خالد" رجع عن كل سطر قاله في كتابه (من هنا نبدأ)، وألّف كتابًا آخر تحت عنوان (دين ودولة)، مضى فيه مع كتاب "الغزالي" في كل حقائقه، ثم ظهر له كتاب (التعصب والتسامح بين المسيحية والإسلام)، وقد ألفه على مضض؛ لأنه لا يريد إثارة التوتر بين عنصري الأمة، ولكن ألجأته الظروف إلى تسطيره ردًّا على كتاب أصدره أحد الأقباط، افترى فيه على الإسلام، وقد التزم "الغزالي" الحجة والبرهان في الرد، ولم يلجأ إلى الشدة والتعنيف، وأبان عن سماحة الإسلام في معاملة أهل الكتاب، وتعرض للحروب الصليبية وما جرّته على الشرق الإسلامي من شرور ووَيلات، وما قام به الإسبانيون في القضاء على المسلمين في الأندلس بأبشع الوسائل وأكثرها هولاً دون وازع من خُلق أو ضمير.
"الغزالي" وعبدالناصر
بعد قيام ثورة 1952م، ونجاح قادتها في إحكام قبضتهم على البلاد، تنكروا لجماعة (الإخوان المسلمين) التي كانت سببًا في نجاح الثورة واستقرارها، ودأبوا على إحداث الفتنة بين صفوفها، ولولا يقظة المرشد الصلب "حسن الهضيبي" وتصديه للفتنة لحدث ما لا تُحمد عقباه، وكان من أثر هذه الفتنة أن شبّ نزاع بين "الغزالي" والإمام المرشد انتهى بفصل "الغزالي" من الجماعة وخروجه من حظيرتها.
وقد تناول "الغزالي" أحداث هذا الخلاف، وراجع نفسه فيها، وأعاد تقدير الموقف، وكتب في الطبعة الجديدة من كتابه (من معالم الحق في كفاحنا الإسلامي الحديث)، وهو الكتاب الذي دوّن فيه "الغزالي" أحداث هذا الخلاف فقال: "لقد اختلفت مع المغفور له الأستاذ "حسن الهضيبي، وكنت حادَّ المشاعر في هذا الخلاف؛ لأنني اعتقدّت أن بعض خصومي أضغنوا صدر الأستاذ "حسن الهضيبي" لينالوا مني، فلما التقيت به- عليه رحمة الله- بعد أن خرج من المعتقل تذاكرنا ما وقع، وتصافَينا، وتنَاسَينا ما كان، واتفقت معه على خدمة الدعوة الإسلامية، وعفا الله عما سلف".
وهذا مما يحسب لـ"الغزالي"، فقد كان كثير المراجعة لما يقول ويكتب، ولا يستنكف أن يؤوب إلى الصواب ما دام قد تبين له، ويعلن عن ذلك في شجاعة نادرة لا نعرفها إلا في الأفذاذ من الرجال.
وظل الشيخ في هذا العهد يجأر بالحق ويصدع به، وهو مغلول اليد مقيد الخطو، ويكشف المكر السيئ الذي يدبره أعداء الإسلام، من خلال ما كتب في هذه الفترة الحالكة السواد مثل: (كفاح دين)، (معركة المصحف في العالم الإسلامي)، و(حصاد الغرور)، و(الإسلام والزحف الأحمر).
ويُحسب لـ"الغزالي" جرأته البالغة وشجاعته النادرة في بيان حقائق الإسلام، في الوقت الذي آثر فيه الغالبية من الناس الصمت والسكون؛ لأن فيه نجاة حياتهم من هول ما يسمعون في المعتقلات، ولم يكتفِ بعضهم بالصمت المهين، بل تطوع بتزيين الباطل لأهل الحكم وتحريف الكلم عن مواضعه، ولن ينسى أحد موقفه في المؤتمر الوطني للقوى الشعبية الذي عُقد سنة (1382هـ = 1962م) حيث وقف وحده أمام حشود ضخمة من الحاضرين يدعو إلى استقلال الأمة في تشريعاتها، والتزامها في التزيِّي بما يتفق مع الشرع، وكان لكلام "الغزالي" وقعُه الطيب في نفوس المؤمنين الصامتين في الوقت الذي هاجت فيه أقلام الفتنة، وسلطت سمومها على الشيخ الأعزل فارس الميدان، وخرجت جريدة (الأهرام) عن وقارِها وسخِرت من الشيخ في استهانة بالغة، لكن الأمة التي ظُن أنها قد استجابت لما يُدبَّر لها خرجت في مظاهرات حاشدة من الجامع الأزهر، وتجمَّعت عند جريدة الأهرام لتثأر لكرامتها وعقيدتها ولكرامة أحد دعاتها ورموزها، واضطُّرت جريدة الأهرام إلى تقديم اعتذار.
في عهد السادات
واتسعت دائرة عمل الشيخ في عهد الرئيس "السادات"، وخاصةً في الفترات الأولى من عهده التي سُمح للعلماء فيها بشيء من الحركة، استغله الغيورون من العلماء؛ فكثفوا نشاطهم في الدعوة، فاستجاب الشباب لدعوتهم، وظهر الوجه الحقيقي لمصر، وكان الشيخ "الغزالي" واحدًا من أبرز هؤلاء الدعاة، يقدمه جهده وجهاده ولسانه وقلمه، ورزقه الله قبولاً وبركةً في العمل؛ فما كاد يخطب الجمعة في جامع "عمرو بن العاص"- وكان مهملاً لسنوات طويلة- حتى عاد إليه بهاؤه، وامتلأت أروِقته بالمصلين.
ولم يتخلَّ الشيخ "الغزالي" عن صراحته في إبداء الرأي، ويقظته في كشف المتربصين بالإسلام، وحكمته في قيادة من ألقوا بأزمّتهم له، حتى إذا أعلنت الدولة عن نيتها في تغيير قانون الأحوال الشخصية في مصر، وتسرب إلى الرأي العام بعض مواد القانون التي تخالف الشرع الحكيم؛ قال الشيخ فيها كلمته، بما أغضب بعض الحاكمين، وزاد من غضبهم التفاف الشباب حول الشيخ، ونقده بعض الأحوال العامة في الدولة، فضُيق عليه وأُبعد عن جامع (عمرو بن العاص)، وجُمّد نشاطه في الوزارة، فاضطُّر إلى مغادرة مصر للعمل في جامعة (أم القرى) بالمملكة العربية السعودية، وظل هناك سبع سنوات لم ينقطع خلالها عن الدعوة إلى الله، في الجامعة أو عبر وسائل الإعلام المسموعة والمرئية.
في الجزائر
ثم انتقل الشيخ "الغزالي" إلى الجزائر ليعمل رئيسًا للمجلس العلمي لجامعة (الأمير عبدالقادر) الإسلامية بقسطنطينة، ولم يقتصر أثر جهده على تطوير الجامعة، وزيادة عدد كلياتها، ووضع المناهج العلمية والتقاليد الجامعية، بل امتد ليشمل الجزائر كلها؛ حيث كان له حديث أسبوعي مساء كل يوم اثنين يبثه التلفاز، ويترقَّبه الجزائريون لما يجدون فيه من معانٍ جديدة وأفكار تعين في فهم الإسلام والحياة، ولا شك أن جهاده هناك أكمل الجهود التي بدأها زعيما الإصلاح في الجزائر: عبدالحميد بن باديس، ومحمد البشير الإبراهيمي، ومدرستهما الفكرية.
ويقتضي الإنصاف القول إن الشيخ كان يلقَى دعمًا وعونًا من رئيس الدولة الجزائرية "الشاذلي بن جديد"، الذي كان يرغب في الإصلاح، وإعادة الجزائر إلى عروبتها بعد أن أصبحت غريبة الوجه واللسان، وبعد السنوات السبع التي قضاها في الجزائر عاد إلى مصر ليستكمل نشاطه وجهاده في التأليف والمحاضرة.
"الغزالي" بين رجال الإصلاح
يقف "الغزالي" بين دعاة الإصلاح كالطود الشامخ، متعدد المواهب والملَكات، راض ميدان التأليف؛ فلم يكتفِ بجانب واحد من جوانب الفكر الإسلامي؛ بل شملت مؤلفاته: التجديد في الفقه السياسي ومحاربة الأدواء والعلل، والرد على خصوم الإسلام، والعقيدة والدعوة والأخلاق، والتاريخ والتفسير والحديث، والتصوف وفن الذكر، وقد أحدثت بعض مؤلفاته دويًّا هائلاً بين مؤيديه وخصومه في أخريات حياته مثل كتابَيه: (السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث) و(قضايا المرأة المسلمة).
وكان لعمق فكره وفهمه للإسلام أن اتسعت دائرة عمله لتشمل خصوم الإسلام الكائدين له، سواءٌ أكانوا من المسلمين أو من غيرهم، وطائفة كبيرة من كتبه تحمل هذا الهمّ، وتسدُّ تلك الثغرة بكشف زيغ هؤلاء، ورد محاولاتهم للكيد للإسلام.
أما الجبهة الأخرى التي شملتها دائرة عمله فشملت بعض المشتغلين بالدعوة الذين شغلوا الناس بالفروع عن الأصول وبالجزئيات عن الكليات، وبأعمال الجوارح عن أعمال القلوب، وهذه الطائفة من الناس تركزت عليهم أعمال الشيخ وجهوده؛ لكي يفيقوا مما هم فيه من غفلة وعدم إدراك، ولم يسلم الشيخ من ألسنتهم، فهاجموه في عنف، ولم يراعوا جهاده وجهده، ولم يحترموا فكره واجتهاده، لكن الشيخ مضى في طريقه دون أن يلتفت إلى صراخهم.
وتضمنت كتبه عناصر الإصلاح التي دعا إليها على بصيرة؛ لتشمل تجديد الإيمان بالله وتعميق اليقين بالآخرة، والدعوة إلى العدل الاجتماعي، ومقاومة الاستبداد السياسي، وتحرير المرأة من التقاليد الدخيلة، ومحاربة التدين المغلوط، وتحرير الأمّة وتوحيدها، والدعوة إلى التقدم ومقاومة التخلف، وتنقية الثقافة الإسلامية، والعناية باللغة العربية.
واستعان في وسائل إصلاحه بالخطبة البصيرة، التي تتميز بالعرض الشافي والأفكار الواضحة التي يعد لها جيدًا، واللغة الجميلة الرشيقة، والإيقاع الهادئ والنطق المطمئن؛ فلا حماسة عاتية تهيج المشاعر والنفوس، ولا فضول في الكلام يُنسي بضعه بعضًا، وهو في خُطَبه معلِّم موجه، ومصلح مرشد، ورائد طريق يأخذ بيد صاحبه إلى بَر الأمان، وخلاصة القول إن الغزالي توافرت فيه من ملكات الإصلاح ما تفرق عند غيره؛ فهو: مؤلف بارع، ومجاهد صادق، وخطيب مؤثر، وخبير بأدواء المجتمع بصير بأدويته.
من أهم مؤلفاته
- الإسلام والأوضاع الاقتصادية (وهو أول كتبه 1947م)
- السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث.
- قضايا المرأة المسلمة.
- فقه السيرة.
- دستور الوحدة الثقافية (وهو شرح للأصول العشرين).
- من هنا نعلم.
- قذائف الحق.
- ركائز الإيمان.
- الإسلام والاستبداد السياسي.
- علل وأدوية.
الوفاة
لقي الشيخ ربه وهو في الميدان الذي قضى فيه عمره كله- حيث كان في مؤتمر للدعوة الإسلامية بالرياض، واحتد النقاش في مسألة متعلقة بالعقيدة فانبرى الشيخ موضحًا ومعلمًا فأصيب بأزمة قلبية تُوفي على أثرها- رحمه الله- في (19 من شوال 1270هـ = 9 من مارس 1996م)، ودُفِن بالبقيع في المدينة المنورة.
http://feker.net/ar/wp-content/uploa...azaly.org_.gifhttp://blogimg0.ifrance.com/00/06/5d/417114.jpghttp://www.saudiyoon.com/newsm/7260.jpg http://www.elagha.net/profile2/pic/K...d/Hpim2646.jpg


http://2.bp.blogspot.com/_vjLq-qeb8Y...8%AA%D9%83.gifhttp://www.ikhwanonline.com/Data/200...ELGhazali4.jpghttp://ikhwanwayonline.files.wordpre...1233496532.jpg

عبد الله الرفاعي 26-06-2010 06:39 PM

الغزالي لمبارك: انت مش ربنا!! ـ
قد كان من الضروري أن يهنأ الرئيس مبارك بسلامته ونجاته من محاولة اغتيال في أديس أبابا، واجتمع في يوم التهنئة ومكانها علماء المسلمين وكهنة النصارى، ووقف الشيخ الشعراوي يقول كلمته القوية التي يحفظ معظم الشعب المصري ما جاء فيها: لن أختم حياتي بنفاق وأنا أقف على عتبة الآخرة، اسمع يا سيادة الرئيس: إن كنت قدرنا فنسأل الله أن يعيننا على هذا القدر، وإن كنا قدرك، فأعانك الله علينا، أسأل الله أن تكون هذه الحادثة سببا لتطبيق منهج الله وشرعه، إلى آخر ما قال رحمه الله.
وقال الشيخ الغزالي كلمة عابرة ظن الجميع أنها كانت أضعف الكلمات، ولكن ما حدث بعد الكلمة كان أقوى مما قاله الشيخ الشعراوي والجميع، فقد حدث حادث مهم للغزالي مع الرئيس مبارك، ولكنه موقف غير معلن، ولم يعلنه الغزالي، وقد أسر به إلى أستاذنا الدكتور محمد سليم العوا، وحدثني به، فرأيت من الإنصاف للغزالي نشر الموقف، وهو كالتالي:
بعد انتهاء الجميع من الكلام جاء مندوب من مكتب الرئيس ليطلب من الشيخ الغزالي والشيخ الشعراوي والشيخ جاد الحق شيخ الأزهر، فانتظروا في غرفة أُجلسوا فيها ودخل الرئيس مبارك عليهم، وكان المكان الخالي على أريكة في ناحية فيها الشيخ الغزالي، وجلس الرئيس في الناحية الأخرى، وبعد مجاملات معتادة قال الرئيس للشيخ الغزالي، وهو يربت على ركبته: ادع لي يا شيخ غزالي، أنا حملي ثقيل، أنا مطلوب مني كل يوم الصبح أوكل (أطعم) سبعين مليون. قال الشيخ الغزالي: لم أشعر بنفسي وهو يقول ذلك، واستعدته الكلام: انت بتقول إيه؟!
فكرر عبارته: أنا مطلوب مني كل يوم أوكل سبعين مليون. يقول الغزالي: فوجدت نفسي أنفجر فيه لأقول له:
انت فاكر نفسك مين؟
إياك انت فاكر روحك ربُّنا!
هو انت تجدر (تقدر) توكل نفسك!
يا شيخ اسكت. وانت لو جت (جاءت) دبانه (ذبابة) على أكلك تأكله ولا تجدر (تقدر) تعمل فيها حاجه!
قال الشيخ الغزالي: فارتبك الرجل وتغير لون وجهه، وقال لي: أنا قصدي من الكلام المسؤولية التي علي. قال الشيخ الغزالي: ولم أكن قد سمعته جيدا فأكملت: مسؤولية إيه؟!
المسؤولية على اللي يجدر (يقدر) واحنا كلنا في إيد ربنا.
انت بكتيره .. بكتيره .. تدعي وتقول: يا رب ساعدني.
لكن تقول: اوكلهم، وكِّل نفسك.
قال الشيخ الغزالي: فوضع الرجل يده على ركبتي مرة أخرى وقال: استنى يا شيخ محمد، استنى، انت يمكن مش فاهمني.
فقال له الغزالي: مش مهم افهمك، المهم انت تفهمني.
يا أخي (وفي السماء رزقكم وما توعدون).
(وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها)
(أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون)
فسكت الرجل ونظرت إلى وجهه وهو متحير، فأدركت ما فعلت، وأفقت، فنظرت إلى الشيخين لعل أحدهما يعينني، فوجدت أكبرهما سنا قد أسند ذقنه على عصاه، وأغمض عينيه، ووجدت أكبرهما مقاما قد أسند رأسه إلى مقعده وأغمض عينيه تحت نظارته التي نصفها ملون ونصفها الآخر أبيض، وأكمل الرئيس كلامه بما يشبه الاعتذار عما قال، والرضا بما كنت أقوله، وجامل كلا من الشيخين بكلمة، ثم قمنا لنخرج فأوصلنا إلى باب السيارة، فأسرع أحد الشيخين فجلس إلى جوار السائق، ودار الثاني ليركب من الباب خلف السائق، وكنت أنا أبطأهم خطوة، فمشى الرئيس إلى جواري حتى بلغنا باب السيارة فمددت يدي لأفتحه فإذا بالرئيس يسبقني ليفتحه لي، فحاولت منعه من ذلك، وأمسكت بيده وقلت له: أرجوك يا سيادة الرئيس لا تفعل. فقال: هذا مقامك يا شيخ محمد... أنا والله أحبك يا شيخ محمد ادع لي.
ركبت السيارة وأغلق هو الباب، وبقي واقفا إلى أن تحركت السيارة فأشار إلي مودعا، وانطلقت السيارة والشيخان صامتان لم يتكلم أي منهما بكلمة حتى أوصلناهما واحدا بعد الآخر، ثم أوصلني السائق إلى بيتي.
وفي نفس الليلة أو في صباح ثاني يوم هاتفاني كل منهما على انفراد ليدعو له ويقول له: لقد قمت بفرض الكفاية عنا يا شيخ غزالي، ويضحك الشيخ ضحكة طويلة من ضحكاته الطفولية التي يعرفها محبوه، ثم قال لي: اسمع يا محمد (أي دكتور محمد سليم العوا) احفظ هذه الحكاية، ولا تحكها إلا بعد موتي، فإني أرجو أن يكون ما قلته لهذا الرجل في الميزان يوم القيامة، وأن يدعو لي بعض من يعرفونه دعوة تنفعني إذا فارقت الأهل والأحبة.
هذه بعض مواقف لعلماء الأزهر الأحرار مع الرئيس، ولو استزادني القراء لزدتهم، وهو غيض من فيض، فعلى ذلك فلنسر، فلم يكونوا أكثر منا يدا ولا رجلا، وما كانوا يطمعون في شيء إلا رضا الله سبحانه وتعالى، أسأل الله أن يعيد هذه الصفحة المطموسة من تاريخ أزهرنا العريق.

الموقف منقول عن الاستاذ عمر المختار الغرابلى

أ/رضا عطيه 27-06-2010 04:46 AM

ياريت ياأستاذ عبدالله أعزك الله
تأخذ هذه القصه وتضعها فى موضوع جديد
لنتعلم كيف يكوين تقويم ولى الأمر بالحوار والدين
وليس بما هو متبع هذه الأيام من التشكيك فى كل شىء
وهدم الثقه فى كل شىء
لتموت الاشياء ومايتبقى لنا سوى الظلام فنندفع بجهاله نحو الدمار
ربنا يلطف بينا
وشكرا وجزاك الله خيرا

عبد الله الرفاعي 27-06-2010 12:58 PM

اخى الكريم القصة منقولة عن موضوع مستقل بمنتدانا العزيز للاستاذ عمر المختار ولكنه نقل الى ارشيف الموضوعات المكررة..
ولشيوخ الازهر مواقف كثيرة فى مواجهة الحكام وموعظتهم وان شاء الله اذكر بعضها فى وقت لاحق..ولك جزيل الشكر للاتاحة لنا للكتابة فى هذا الموضوع

عبد الله الرفاعي 27-06-2010 04:34 PM

أثناء تولى الشيخ الشعراوى لوزارة الاوقاف فى عهد الرئيس السادات...دعاه الرئيس السادات لحضور حفل زفاف كريمته وكان البروتوكول يحتم على الشيخ الحضور وخصوصا وان جميع الوزراء سيحضرون حفل زفاف ابنة الرئيس وحضر الشيخ على مضض وجلس بجوار باب القاعةجاعلا ظهره ناحية المدعويين ووجهه لباب القاعةوعندما رآه السادات على هذه الحاله ارسل اليه احد الامناء وقال له قل للشعراوى (الريس بيقولك انعدل) ولما ذهب الرجل واخبر الشعراوى انتفض الشيخ وقال له(روح قول له..... بقى انا برده اللى انعدل) وخرج الشيخ غاضبا .................. رحم الله علماء الازهر وادام عليهم عزة الاسلام

أ/رضا عطيه 28-06-2010 01:11 PM

بارك الله فيكم

onlygrob 28-06-2010 01:52 PM

بارك الله فيكم وجعله في ميزان حسنتاتكم

أ/رضا عطيه 28-06-2010 05:45 PM

وشكرا لمرورك الكريم
onlygrob

عبد الله الرفاعي 28-06-2010 06:29 PM

كان جادا فى الحق عليا على غير الحق
 
http://www.ibtesama.com/vb/imgcache2/153000.gifالرجال مواقف وفضيلة الإمام الأكبر الشيخ جاد الحق علي جاد الحق - شيخ الأزهر الراحل - هو رجل المواقف العظام والشامخة والخالدة، دفاعا عن دينه وقضايا أمته ودفاعا عن الإسلام والمسلمين المستضعفين في شتي بقاع العالم.

وسيذكر التاريخ بأحرف من نور مواقف الإمام الراحل الشامخة دفاعا عن الإسلام مسجلا للأجيال القادمة شموخ هذا الرجل الذي جسد للبشرية جمعاء الدور الريادي للأزهر الشريف بعد أن أعاد الإمام الراحل للأزهر مرجعيته وقدسيته لا يخشي في ذلك لومة لائم، فقد كان (رحمه الله) مدافعا صلدا عن قضايا أمته حاملا همومها وغارقا بمشكلاتها حتي لقي الله ومشاكل الأمة في صدره، وبعد أن أعاد للأزهر نهضته العلمية والفكرية، فانتشرت المعاهد الأزهرية في جميع قري ومدن مصر والكثير من البلدان الإسلامية.


نبذة عن حياته

ولد الإمام الأكبر الشيخ جاد الحق علي جاد الحق يوم الخميس 31 من جمادي الآخرة عام 1335 الموافق الخامس من نيسان/ أبريل عام 1917 ببلدة بطرة مركز طلخا بمحافظة الدقهلية، ونشأ الإمام الراحل نشأة دينية خالصة في أسرة كريمة، حيث كان والده رجلا صالحا معروفا بالأمانة وحملها، فكان أهالي القرية يودعون لديه أشياءهم الثمينة، خوفا عليها من الضياع، وقد أثرت هذه النشأة الصالحة علي الإمام الراحل، حيث حفظ القرآن الكريم، وأجاد القراءة والكتابة في سن مبكرة جدا في كتاب القرية علي يد شيخها الراحل سيد البهنساوي، ثم التحق فضيلته بالتعليم الإعدادي بالمعهد الأزهري الأحمدي بمدينة طنطا عام 1930، حيث حصل علي الابتدائية الأزهرية عام 1934 والثانوية الأزهرية عام 1939م.

ثم التحق بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، وحصل منها علي الشهادة العالمية عام 1934، ثم حصل علي الإجازة في القضاء الشرعي عام 1954، وقد عين الشيخ جاد
الحق فور تخرجه موظفا قضائيا بالمحاكم الشرعية في كانون الثاني / يناير 1964، ثم أمينا للفتوي بدار الإفتاء عام 1953 فقاضيا بالمحاكم الشرعية عام 1954، وفي عام 1956 عين قاضيا بالمحاكم بعد إلغاء ثورة تموز/ يوليو للمحاكم الشرعية، ثم رئيسا للمحكمة عام 1971م.

وفي آب/ أغسطس 1978م عين فضيلته مفتيا للديار المصرية، وبعدها بعامين اختير عضوا بمجمع البحوث الإسلامية، وفي الرابع من كانون ثان/ يناير عام 1982م عين فضيلته وزيرا للأوقاف المصرية وبعدها بشهرين، وفي شهر آذار/ مارس عام 1982م عين شيخا للأزهر ليصبح الإمام الثاني والأربعين للأزهر، وفي أيلول/ سبتمبر عام 1988م تم اختيار فضيلته رئيسا للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة.


مواقف جريئة وخالدة

كان لفضيلة الإمام الراحل الشيخ جاد الحق مواقف جريئة وشجاعة وصريحة في الكثير من القضايا والمشكلات المحلية والدولية تمسك فيها بموقف الإسلام، انطلاقا من رسالته الكبري كشيخ للأزهر وإمام للمسلمين.


كان شيخ الأزهر الراحل نصيرا للأقليات المسلمة المستضعفة في العالم، وكان في حواراته الصحفية وبياناته المتكررة في كل المناسبات الدينية ينبه إلي خطورة التحديات التي تواجه الأقليات المسلمة في العالم، ومما قال فضيلته: (إن الأقليات الإسلامية تتعرض لمحن قاتلة فهي مستضعفة في أوطانها مطرودة من ديارها ومساجدها ومدارسها مهددة بالتدمير، كما يحدث في الهند وكشمير وبورما، وبعض دول أوروبا دون ردع أو حماية من حكومات تلك البلاد، وكأن هؤلاء (الأقليات المسلمة) ليسوا من المواطنين لهم حقوق علي تلك الحكومات).
1 - نصير الأقليات المسلمة:

وكان فضيلته يؤكد دائما أن الأخوة الإسلامية تقتضي مؤازرة هؤلاء المستضعفين، والسعي لحماية حقوقهم، والحفاظ علي حياتهم وأموالهم في وقت تتنادي فيه الدول والشعوب بالمساواة، وتتواصي بحقوق الإنسان وبحرمة العقائد والأديان.


وكان الإمام الراحل يولي اهتماما بالغاً بقضايا الأقليات المسلمة في العالم، ويطالب بوقف عمليات الاضطهاد التي يتعرضون لها، وكان له مواقف عظيمة وجريئة وشجاعة في عدد من الحالات التي تعرض فيها المسلمون للعدوان علي أرضهم وأرواحهم وعقائدهم، وأشهر هذه المواقف موقفه من العدوان الصربي علي المسلمين في البوسنة والهرسك.


فكان شيخ الأزهر الراحل عندما نشبت حرب إبادة المسلمين في البوسنة أول من أعلن أن حرب الإبادة صليبية في المقام الأول وهدفها إبادة المسلمين في البوسنة.


وكان أول من دعا لعقد مؤتمر إسلامي في الجامع الأزهر عقب صلاة الجمعة لمناصرة شعب البوسنة والهرسك، وحضره عشرات الآلاف من المصلين، ودعا فيه إلي إقامة صلاة الغائب علي شهداء المسلمين في البوسنة، وأعلن (رحمه الله) أن مسلمي البوسنة والهرسك لا يحتاجون إلي مجاهدين بقدر حاجتهم إلي المال والسلاح، ودعا المصلين والمسلمين في شتي بقاع العالم للتبرع بالمال في سبيل الله ومناصرة شعب البوسنة.


ونجح الإمام الراحل من خلال منصبه كرئيس للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة وتأييده التام لحملة لجنة الإغاثة الإنسانية بنقابة الأطباء بمصر في أن يجمع ملايين الدولارات تم إرسالها للمجاهدين في البوسنة.


كما أوفد فضيلته وفدا من علماء الأزهر الشريف برئاسة الشيخ جمال قطب - عضو البرلمان المصري وقتئذ - إلي البوسنة ليستقصي أحوال المسلمين هناك، ويحث المجاهدين من شعب البوسنة علي مواصلة الجهاد وعدم التنازل عن شبر واحد من أراضيهم.


كما أجري العديد من الاتصالات مع المنظمات الدولية، ووجه سلسلة من النداءات الدولية لإنقاذ مسلمي البوسنة، وكان لفضيلته موقف شجاع في مناصرة المجاهدين في الشيشان، وقدم لهم كل الدعم المالي والمعنوي، وعندما نشبت حرب الشيشان بين الروس والشعب الشيشاني أصدر فضيلته بيانا حول تلك الحرب، حيث أكد أنه لولا تمسك شعب الشيشان بإسلامهم ما حاربهم الدب الروسي.


وقد قدم الإمام الراحل العديد من المنح الدراسية المجانية لأبناء البلدان الإسلامية المستضعفة حتي يعودا لأوطانهم دعاة للإسلام، وذلك من خلال الدراسة في الأزهر الشريف.



كانت قضية القدس تشغل حيزا كبيرا من عقل وقلب الإمام الراحل، وكان يذكر بها في كل المواقف والمناسبات مؤكدا علي أن القدس ستظل عربية إسلامية إلي قيام الساعة رغم أنف الإسرائيليين.
2 - قضية القدس:

وعندما قرر الكونجرس الأمريكي نقل السفارة الأمريكية إلى القدس أصدر الإمام الراحل بيانا صريحا وواضحا أدان فيه العدوان الصهيوني المستمر علي القدس، وأدان فيه القرار الأمريكي، وقال: إن أمريكا تزعم أنها صديقة كل العرب، وهي أصدق في صداقتها بإسرائيل تؤيدها وتدفعها لمزيد من العدوان علي العرب وحقوقهم، وتساعدها في وضع العراقيل نحو إتمام عملية السلام التي تتظاهر بدعمها، لكنه دعم غير عادل فهو دعم للمعتدين الظالمين واستهانة وهدم لقرارات منظمة الأمم المتحدة.


إن الأزهر الشريف يرفض هذا القرار الظالم من أمريكا، التي تسعي في إتمام عملية السلام، ولكن هذا القرار أكد أن دعاة السلام صاروا دعاة للغدر والاغتيال للأرض والعرض والمقدسات لا يرعون حقا للغير، ولا يدعون إلي خير، وإنما يسعون في الأرض فسادا.


ورفض الإمام الراحل سياسة التطبيع مع إسرائيل ما استمرت في ******ها للأرض العربية، وكان مما قاله: (لا سلام مع المغتصبين اليهود، ولا سلام إلا بتحرير الأرض العربية)، ورفض فضيلته زيارة المسلمين للقدس بعدما أفتي بعض العلماء بجواز ذلك بعد عقد اتفاقية أوسلو عام 1993م بين السلطة الفلسطينية بقيادة عرفات والحكومة الصهيونية بقيادة إسحاق رابين، وأعلنها الإمام الراحل بعزة المؤمن الذي لا يخشي إلا الله.


(إن من يذهب إلي القدس من المسلمين آثم آثم.. والأولي بالمسلمين أن ينأوا عن التوجه إلي القدس حتي تتطهر من دنس المغتصبين اليهود، وتعود إلي أهلها مطمئنة يرتفع فيها ذكر الله والنداء إلي الصلوات، وعلي كل مسلم أن يعمل بكل جهده من أجل تحرير القدس ومسجدها الأسير).


وعلي أثر هذا النداء القوي من الإمام الراحل دعا البابا شنودة بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية في مصر هو الآخر المسيحيين لعدم زيارة القدس.


وكان للإمام الراحل موقف واضح وقوي من رفض التطبيع فقد رفض أن يستقبل الرئيس الإسرائيلي عيزرا وايزمان إبان زيارته للقاهرة، وبعد عقد اتفاقية أوسلو عام 1993، مما سبب حرجا شديدا للحكومة المصرية وللرئيس الصهيوني.


وكان لفضيلته مواقف شجاعة في التصدي للممارسات الإسرائيلية الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني، فأدان فضيلته الحادث الإجرامي البشع الذي قام به يهودي متطرف عندما قتل عشرات المصلين الفلسطينيين في شهر رمضان داخل الحرم الإبراهيمي عام 1994م، وقد سبق وأيد الإمام الراحل الانتفاضة الفلسطينية المباركة، والعمليات الاستشهادية للمجاهدين الفلسطينيين، مؤكدا علي أن تحرير القدس لن يتم إلا بالجهاد والاستشهاد في سبيل الله.


ورفض الإمام الراحل ما تردد عن حصول إسرائيل علي مياه النيل من خلال مشروع ترعة السلام، وقال مقولته الشهيرة: إن حصول إسرائيل علي مياه النيل أصعب من امتلاكها سطح القمر.


وعن الأسري المصريين الذين قتلتهم إسرائيل عمدا إبان حرب حزيران/ يونيو 1967 وأثارتها الصحافة المصرية، قال فضيلته: (القتل العمد ضد أسرانا يستحق القصاص).



يعتبر موقف الإمام الرحل من المؤتمر الدولي للسكان والتنمية، الذي عقد في القاهرة عام 1994 من المواقف الخالدة والشجاعة لفضيلته (رحمه الله) أعاد فيه للأزهر مكانته ومقامه الرفيع من القضايا الدولية باعتباره حامي حمي الإسلام والمدافع عنه ضد محاولات التغريب.
3 - تمسك بحكم الإسلام في مؤتمر السكان:

فقد أريد من قاهرة الأزهر أن تصدر قرارات تناقض تعاليم الإسلام والأديان السماوية، وتعتدي علي عفاف البشر وكرامة الإنسان، فقد تناقلت وسائل الإعلام المختلفة ونشرت الصحف العالمية قبيل انعقاد المؤتمر وثيقة المؤتمر، والتي تتضمن إباحة الشذوذ الجنسي بين الرجل والرجل وبين المرأة والمرأة، وإباحة الزنا، وحمل الصغيرات العذارى والحفاظ علي حملهن وإباحة إجهاض الزوجات الشرعيات الحرائر.


وفور علم الإمام الراحل بخطوط تلك المؤامرة الخبيثة أمر فضيلته العلماء والمختصين داخل الأزهر الشريف وخارجه بقراءة الوثيقة جيدا، ودراسة ما فيها وتقديم تقارير عنها، ثم اجتمع فضيلته بمجمع البحوث الإسلامية عندما تأكد من صدق ما تناقلته وسائل الإعلام حول وثيقة المؤتمر لمناقشة وثيقة المؤتمر، وأصدر بيانا شديد اللهجة والصراحة يرفض وثيقة المؤتمر لأنها تخالف شريعة الإسلام، وأكد البيان أن الإسلام لا يقر أي علاقة جنسية بغير طريق الزواج الشرعي الذي يقوم بين الرجل والمرأة، كما يحرم الإسلام الزنا واللواط والشذوذ، ويحرم إجهاض الجنين ولو عن طريق الزنا.


وأهاب البيان بالأمة الإسلامية عدم الالتزام بأي بند أو فقرة تخالف شريعة الله.


وقد كان لبيان مجمع البحوث الإسلامية برئاسة الإمام الراحل فعل الزلزال القوي الذي أجهض المؤامرة الغربية التي تستهدف تحطيم الأخلاق الإسلامية الراسخة والتردي في هوة الفساد الجنسي، وقد سارعت الحكومة المصرية والقيادة السياسية المصرية بتبني بيان شيخ الأزهر، وأصدر الرئيس المصري حسني مبارك بيانه الذي أكد فيه أن مصر المسلمة لن تسمح للمؤتمر بأن يصدر أي قرار يصطدم مع ديننا وقيمنا، وخرج المتآمرون من قاهرة الأزهر يجرون أذيال الخيبة والفشل الذي لاحقهم في المؤتمر التالي، الذي عقد في مدينة بكين بالصين، وكان الفضل في ذلك لعزم وصلابة الإمام الراحل الشيخ جاد
الحق الذي رفض وثيقة مؤتمر بكين مؤكدا أن هدف واضعي الوثيقة هو تدارك ما فاتهم في مؤتمر القاهرة.

وعندما ظهرت علي التو أول نتائج مؤتمر السكان في مصر بقيام وزير الصحة المصري بمنع ختان الإناث وتجريمه اتخذ الإمام الراحل قرارا جريئا بإعلانه بعد دراسة مستفيضة أن ختان الإناث من شعائر الإسلام ولا يجوز لأحد أن يمنعه، وتمسك الإمام الراحل بموقفه، بالرغم من الدعوي القضائية التي رفعتها ضده المنظمة المصرية لحقوق الإنسان بمصر لإصداره فتوي تبيح ختان الإناث.


كما تصدي الإمام الراحل لقرار وزير التعليم المصري بمنع الحجاب في المدارس المصرية والابتدائية وضرورة موافقة ولي أمر الطالبة في المرحلة الإعدادية والثانوية علي ارتداء ابنته الحجاب، وأصدرت لجنة الفتوي بالأزهر برئاسة الإمام الراحل بيانا أعلنت فيه أن القرار الوزاري يخالف الشريعة الإسلامية ونصوص الدستور، واستند المحامين المصريين لهذه الفتوي عند التقاضي أمام المحاكم ضد وزير التعليم المصري حتي تم إلغاء هذا القرار، وعاد الوزير إلي رشده بعد حكم القضاء بإلغاء هذا القرار.



شهد الأزهر الشريف في عهد الإمام الراحل نهضة كبيرة لم يشهدها في عهد من قبله.. فقد انتشرت المعاهد الأزهرية في كل قري ومدن مصر، كما لم تنتشر من قبل، فحين تولي الإمام الراحل مشيخة الأزهر عام 1982م كان عدد المعاهد الأزهرية لا يزيد عن ستمائة معهد، وبلغت عدد تلك المعاهد في عهده ستة آلاف معهد وبضع مئات، فقد زرع الإمام الراحل المعاهد الأزهرية في قري مصر، كما تزرع النخيل في الصحراء.
4 - نهضة الأزهر:

ولم يقف جهد الإمام الراحل علي نشر المعاهد الأزهرية في مصر، بل حرص علي انتشارها في شتي بقاع العالم الإسلامي، فأنشأ معاهد أزهرية تخضع لإشراف الأزهر في تنزانيا وكينيا والصومال وجنوب أفريقيا وتشاد ونيجيريا والمالاديف وجزر القمر.. وغيرها من البلدان الإسلامية.


كما فتح الإمام الراحل باب الأزهر واسعا أمام الطلاب الوافدين من الوطن الإسلامي وخارجه، وزاد من المنح الدراسية لهم حتي يعودوا لأوطانهم دعاة للإسلام.


ونجح الإمام الراحل في فتح فروع لجامعة الأزهر في جميع أنحاء مصر وعقدت الجامعة في عهده لأول مرة مؤتمرات دولية في قضايا طبية وزراعية وثقافية مهمة تحدد رأي الأزهر والإسلام فيها.


وعندما أصيبت مصر بزلزال تشرين أول/ أكتوبر عام 1992م وتهدم أكثر من 1500 معهد وتخلت الدولة عن تقديم الأموال الكافية لترميم تلك المعاهد، بينما أنفقت مليارات الجنيهات علي إنشاء مدارس حكومية عامة لم ييأس الإمام الراحل، وأخذ يجوب قري ومدن ونجوع مصر لحث رجال الخير والمحسنين علي التبرع بالمال لترميم تلك المعاهد وبناء معاهد جديدة.


وكان الإمام الراحل حريصا علي الدفاع عن علماء الأزهر الشريف، وإبراز الوجه المشرق لهم، انطلاقا من إيمانه الكامل بعظمة الرسالة التي يقومون بها، ورفض وصف هؤلاء العلماء بأنهم علماء سلطة، وأكد أن علماء الأزهر يجهرون بما يرونه حقا وعدلا في كل المواقف والأزمات وتاريخ علمائه وشيوخه حافل بما يؤكد ذلك، ورد علي من اتهم الأزهر وعلماءه بالتقصير في مواجهة الإرهاب والتطرف بقوله: مكنوا علماء الأزهر من منابر المساجد عندها لن يجرؤ أمير أو غفير، أو أي مدع علي الإسلام أن يعلو المنبر عندها لن يسمع عامة الناس وصفوتهم للجهلاء أن يخطبوا فيهم ويعلموهم.


ودعا الإمام الراحل بضرورة قيام علماء الأزهر الشريف بمحاورة الشباب المتطرف الذي يفهم الإسلام فهما خاطئا.


وكان آخر قرارات الإمام الراحل لنهضة الأزهر وإبراز دوره في نشر رسالة الإسلام هو تحويل الأزهر الشريف إلي مدرسة مسائية للرجال والنساء ولنشر الثقافة الإسلامية الرفيعة، ولتوضيح حقائق الدين السمحة البعيدة عن التعصب والتشرذم والداعية للحب والسلام علي شكل مركز مفتوح للدراسات الإسلامية، ويتم فيها تدريس جميع فروع العلوم الإسلامية.


مؤلفاته.. وتراثه الفكري

لفضيلة الشيخ الجليل جاد الحق (رحمه الله) العديد من المؤلفات النفسية، وهي تناهز خمسة وعشرين مؤلفا تتنوع موضوعاتها بين الكتب والرسائل الفقهية في موضوعات إسلامية وبحوث وفتاوى شرعية في قضايا معاصرة، ومن أشهر هذه المؤلفات:







وهاتان الرسالتان تدرسان بالمعهد العالي للدراسات الإسلامية بالقاهرة ومركز الدراسات القضائية بوزارة العدل.
1 - كتاب مع القرآن الكريم. 2 - كتاب النبى صلى الله عليه وسلم في القرآن. 3 - كتاب الفقه الإسلامي: مرونته وتطوره. 4 - كتاب أحكام الشريعة الإسلامية في مسائل طبية عن الأمراض النسائية. 5 - كتاب بيان للناس. 6 - رسالة في الاجتهاد وشروطه ونطاقه والتقليد والتخريج. 7 - رسالة في القضاء في الإسلام.

وقد أعدها الشيخ جاد الحق في 11 جزءا، ولم يصدر منها سوي خمسة أجزاء فقط، وامتنع الأزهر بعد وفاة الشيخ الراحل عن إصدار وطبع الباقي.
8 - وصدر لفضيلته من خلال الأزهر الشريف خمسة أجزاء (مجلدات) من فتاويه جمعت في حياته بعنوان: بحوث وفتاوى إسلامية في قضايا معاصرة.

9 - وللشيخ الراحل العديد من الأبحاث المستفيضة، التي تتناول قضايا الشباب والنشء والتربية الدينية، والتي قدمت للجهات المعنية بذلك منها بحثه عن الطفولة في ظل الشريعة الإسلامية، والذي أصدره مجمع البحوث الإسلامية في أيلول/ سبتمبر 5991م هدية مع مجلة الأزهر.
وفاتــــــه
توفي الإمام الراحل قبيل فجر الجمعة 25 من شوال 1461- بعد أن فرغ فضيلته من مراجعة أوراق الأزهر وبريد الجهات الرسمية الأزهرية والبريد الوارد لمكتبه من كافة أنحاء العالم.

مات (رحمه الله) ومشاكل الأمة في صدره وأوراق الأزهر في يده يقلب فيها، ومات متوضئا وهو يشرع لأداء الصلاة في الساعة الواحدة والنصف من صباح يوم الجمعة، حيث شعر بدوار مفاجئ فجلس علي سريره ليستريح، ولكنه فارق الحياة بعد لحظات، وكانت وصيته أن يدفن بجوار مسجده الذي بناه في قريته بطرة، وأن يشهد غسله ويؤم صلاة الجنازة عليه الشيخ محمد متولي الشعراوي، وتم تنفيذ وصية الإمام الراحل، حيث صلي الجنازة عليه الشيخ الشعراوي الذي نعاه بقوله: لقد تعلمنا منه ألا نعصرن الدين، بل ندين العصر، فعصرنة الدين تعني أنه غير كامل حاشا لله.


رحم الله الإمام الراحل صاحب المواقف العظام دفاعا عن الإسلام، والذي حافظ علي مرجعية وقدسية الأزهر الشريف ليظل نبراسا لصحيح الدين تتجه إليه عقول العلماء والمفكرين وأفئدة جميع المسلمين.


رحم الله عالمنا الكبير وجزاه عن الأزهر ومصر والإسلام خير ما يجزي العلماء العاملين والرجال الصالحين المخلصين







http://www.lahaonline.com/media/imag...gggggggggg.jpg

الشيخ عبدالباسط مع الرئيس المالديفي مأمون عبدالقيوم وبينهما الشيخ جاد الحق

http://www.abdalbasit.com/modules/hh...e/image036.jpg

الشيخ جاد الحق يقف جانب الشيخ الشعراوي والرئيس محمد حسني مبارك (اثناء عودة الرئيس من اثيوبيا بعد محاولة اغتياله)

http://i88.servimg.com/u/f88/11/28/61/65/sh3raw10.jpg

رحمه الله

http://elagha.net/profile2/pic/Kamal...d/Hpim2653.jpg

http://www.medethics.org.eg/ESME/ima.../IMAGE0135.gif

أ/رضا عطيه 28-06-2010 11:37 PM

بارك الله لك ونفعنا بعلمك وفكرك المستنير

engi11 29-06-2010 09:56 AM

جزاك الله خيرا

ايه كمال 29-06-2010 10:11 AM


أ/رضا عطيه 30-06-2010 04:55 AM

شكرا ياأيه
وبارك الله لك وللأستاذ عبدالله الرفاعى الخير كتير العطاء

أ/رضا عطيه 30-06-2010 04:57 AM

وكم كنت أتمنى مساهمة العديد من الزملاء فى هذ الموضوع
وهم قادرون على ذلك بعون الله

انا مسلمه 30-06-2010 05:03 AM

موضوع حلو ماشاء الله ربنا يكرم حضرتك ان شاء الله

انا بحبهم كلهم

لاكن الصراحه الشعراوي وخالد الجندي ليهم كده مكانه تانيه بجد من احسن الشيوخ بالنسبه لي

ليه بقى بيوصلوا المعلومه ببساطه فوق ما نتخيل يعني اللغه مش ماشيه مع الشباب هنكلمهم بالعميه المهم يعرفوا دينهم قبل لغتهم بجانب طبعا اللي حضرتك قلته على اخلاقهم

فبجد ربنا يزيد الامه من هؤلاء الافاضل ويباركلهم ان شاء الله

في رعاية الله

أ/رضا عطيه 30-06-2010 12:22 PM

ربنا يكرمنا جميعا ويبارك فى علمائنا الافاضل
وشكرا يا (أنا مسلمه)

عبد الله الرفاعي 01-07-2010 02:07 PM

الشريف خالد الجندى
 
-الإسم: خالد عبد المحسن حسيني الجنديhttp://khelgendy.com/final/userfiles/image/khaled1.png
- الشهرة: الشيخ خالد الجندى
- الميلاد: وهو من مواليد القاهرة في الرابع عشر من ديسمبر لعام 1961.
- النسب : يرجع نسب فضيله الشيخ الى الأشراف .
- المؤهل: تخرج الشيخ خالد الجندي في جامعة الأزهر حيث حصل علي ليسانس أصول الدين والدعوة قسم حديث ، ثم الماجستير في نفس التخصص .
- رحلة عمله : وقد عمل فور تخرجه إماماً وخطيباً ومدرساً في مساجد القاهرة التابعة لوزارة الأوقاف
إلي أن صدر قرار وزاري باختياره عضواً بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
ثم اختير الشيخ خالد الجندي بعد ذلك ليعمل محاضراً بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا.
- البداية الإعلامية : وبمزيد من البحث والدراسة الإسلامية وبذل الجهد، بدأ الشيخ خالد الجندي رحلته مع الحياة الإعلامية
وكانت بدايته كمعد ومقدم برامج دينية من خلال شاشات قنوات الأوربت الفضائية
ومن بين البرامج التي عمل بها في هذه القناة برنامج"ركن الفتوى" بالقاهرة اليوم وبرنامج "إنه لقرآن كريم" علي شاشة قناة الصفوة.
- من أعمال فضيلة الشيخ:-
بالإضافة إلي العديد من البرامج والفقرات الدينية في العديد من القنوات الأرضية والفضائية
وبرنامج "في رحاب آية" وبرنامج "شهد الكلمات" وبرنامج "دواء السماء" وبرنامج "نسمات الروح" وغيرها
كما قام بإثراء المكتبة الصوتية بسلسلة تسجيلات صوتية عن "الفقه الميسر"
- أعمال الشيخ الكتابيه :
كما أنتج قلمه العديد من الكتب التي ذخرت بها المكتبة الإسلامية
منها "فاسألوا أهل الذكر" و "شهد الكلمات" وتفسير كامل للقرآن للشباب وشرح معاصر لرياض الصالحين
- مساهمات اخرى للشيخ : قام بإنشاء "دار الجندي للنشر" .

كما قام بتأسيس شركة "الهاتف الإسلامي" وهي شركة اتصالات ومعلومات وفتاوى هاتفية وامتدت فروعها بعد سبع سنوات من تأسيسها إلي معظم دول العالم.

عبد الله الرفاعي 01-07-2010 02:12 PM

شهادة نسب
 

mahmoudasus 02-07-2010 09:14 AM


أ/رضا عطيه 02-07-2010 02:03 PM

بارك الله فيكم

أ/رضا عطيه 02-07-2010 07:04 PM

شكرا لك ولمرورك يامحمود
وبارك الله فيك

عبد الله الرفاعي 04-07-2010 10:00 AM

صاحب فقه السنة
 
ترجمة الشيخ :سيد سابق


http://2.bp.blogspot.com/_PwdgEcjPrW...320/pic02m.jpg

ولد رحمه الله تعالى
في يناير ( كانون الثاني ) عام 1915م بقرية "إسطنها"، من مركز ( الباجور ) بمحافظة المنوفية، وأتم حفظ القرآن ولم يتجاوز تسع سنوات. التحق على إثره بالأزهر في القاهرة، وظل يتلقى العلم ويترقى حتى حصل على العالمية في الشريعة عام 1947م ، ثم حصل بعدها على الإجازة من الأزهر وهي درجة علمية أعلى [1] .
عمل بالتدريس بعد تخرجه في المعاهد الأزهرية، ثم بالوعظ في الأزهر، ثم انتقل إلى وزارة الأوقاف في نهاية الخمسينيات متقلداً إدارة المساجد، ثم الثقافة..، فالدعوة، فالتدريب إلى أن ضُيِّق عليه فانتقل إلى مكة المكرمة للعمل أستاذاً بجامعة الملك عبد العزيز، ثم جامعة أم القرى، وأسند إليه فيها رئاسة قسم القضاء بكلية الشريعة، ثم رئاسة قسم الدراسات العليا، ثم عمل أستاذاً غير متفرغ.
وقد حاضر خلال هذه الفترة ودرَّس الفقه وأصوله، وأشرف على أكثر من
مئة رسالة علمية، وتخرج على يديه كوكبة من الأساتذة والعلماء، وفي الأعوام الثلاثة الأخيرة لوفاته عاد إلى القاهرة واستقر بها حتى وافاه الأجل.

شاب على الجادة :

تربى الشيخ في مقتبل حياته في الجمعية الشرعية على يد مؤسسها الشيخ السبكي رحمه الله ، وتزامل مع خليفته الشيخ عبد اللطيف مشتهري رحمه الله، فتشرَّب محبة السنة. وكان لهمَّته العالية وذكائه وصفاء سريرته أثر في نضجه المبكر وتفوقه على أقرانه ، حتى برع في دراسة الفقه واستيعاب مسائله وما أن لمس فيه شيخه تفوقاً حتى كلفه بإعداد دروس مبسطة في الفقه وتدريسها لأقرانه، ولم يكن قد تجاوز بعدُ 19 عاماً من عمره.

وكان لشيخه أثر عظيم على شخصيته وطريقة تفكيره ، ومن ذلك ما يحكيه في بداية حرب فلسطين فيقول : وقد كنا في ريعان شبابنا أخذني الحماس أمام الشيخ السبكي في أحد دروسه فقلت له: ما زلتَ تحدثنا عن الأخلاق والآداب! أين الجهاد، والحث عليه؟!

قال: فأمرني الشيخ بالجلوس !
فرددت : حتى متى نجلس؟
قال: يا بني إذا كنت لا تصبر على التأدب أمام العالِم فكيف تصبر على الجهاد في سبيل الله؟
قال : فهزتني الكلمة جداً وظل أثرها في حياتي حتى يومنا هذا .

ثم تعرف الشيخ سيد سابق على الشيخ حسن البنا رحمه الله واشترك في دعوته، وعاونه بعد ذلك في تعليم الإخوان وتربيتهم داخل الشُّعَب ، واستمر على طريقته في إعداد دروس الفقه وتدريسها ، وصادف أن سمعها منه الشيخ البنا ذات مرة فاستحسن أسلوبه وطلب منه أن يعدها للنشر. يقول الشيخ : فشرعت في جمع المادة من قصاصاتي ، وبدأت نشر كتاب « فقه السنة ».

مؤلفاته :

أشهر كتبه وأحبها إليه الذي اقترن اسمه به هو « فقه السنة » قدَّم فيه أسلوباً رائداً في تبسيط مسائل الفقه بعد أن ظل عالقاً بالأذهان على درجة من الصعوبة بحيث لا يفهمها إلا القليل ، لكنه مع تبسيطه لها لم يُخِلَّ بها حين كان يتعرض لاختلاف العلماء وترجيح ما يشهد له النص وإن خالف رأي الجمهور خلافاً لعادة مدارس التقليد في ذلك الوقت إلى جانب حسن عرض وترتيب للأفكار، دفعت ملايين الناس لاقتناء الكتاب والاستفادة منه، وقد اغتنى من طباعة كتابه كثير من الناشرين لم يستأذنوه في النشر ولم يثرِّب عليهم، فضلاً عن ترجمته إلى كثير من لغات العالم .

ومما يروى في ذلك : أنه أُوفد رسمياً إلى الاتحاد السوفييتي في الستينيات في أحد

المؤتمرات للحديث عن الإسلام ، وما أن خرج من المطار في صحبة المسؤول الرسمي الذي جاء لاستقباله حتى فوجئ بحشد ضخم قد جاء لاستقباله في موسكو ! بين مقبِّل ليديه أو رأسه وبين هاتف باسمه ، فتعجب الشيخ متسائلاً: كيف عرفتموني؟
فكان الردُّ: من كتابك.
وإذا بالجماهير تلوِّح بالكتاب المترجم، وتهتف باسمه !
يقول : فلم أتمالك نفسي من البكاء ؛ إذ لم أكن أتصور أن فضل الله
عليَّ سيبلغ بي إلى هذا الحد !
ولعله حين ألفه استحضر مقولة الإمام مالك رحمه الله : "ستعلمون أيها أريد بها وجه الله غداً".
ومن مؤلفاته أيضاً :

- مصادر القوة في الإسلام .
- الربا والبديل ؛ وهو رد على ما أفتى به بعض المعاصرين من جواز فوائد البنوك وشهادات الاستثمار .
- رسالة في الحج وأخرى في الصيام وهما مستلَّتان من فقه السنّة بتصرف.
- تقاليد وعادات يجب أن تزول في الأفراح والمناسبات .
- تقاليد وعادات يجب أن تزول في المآتم .

وهذه الأربعة الأخيرة ألفها ضمن نشاطه العلمي في إدارة الثقافة بوزارة
الأوقاف ، وتُظهر الأخيرتان أثر الجمعية الشرعية في نشأة الشيخ على حب السنة ومحاربة البدع ، في وقت قلَّ فيه من يميِّز بين السنة والبدعة.

جهاده وسجنه :

كان مع علمه وعبادته وكثرة صومه ذا شوق للجهاد ، وما أن لاحت أمامه الفرصة حتى كان في أول كتيبة في حرب 1948م مفتياً ومعلماً للأحكام ، ومربياً على القيام والدعاء والذكر ، وموجهاً إلى حسن التوكل والأخذ بالأسباب ، ومحرضاً على الفداء ، ومدرباً على استخدام السلاح وتفكيكه ، وبعد مقتل النقراشي اتُّهم الشيخ بقتله وأطلق عليه : "مفتي الدماء" ممن أرادوا وأد الجهاد يومها.

وحوكم الشيخ بعد أن قضى عامين من الاضطهاد والتعذيب فما لانت له قناة ولا وهنت له عزيمة بل كان كما عهد عنه مربياً فاضلاً حاثاً على الصبر ، مبيناً لسنن الابتلاء والتمحيص ، وبعد أن بُرِّئت ساحته خرج ليواصل جهاد الكلمة ، وحين تكررت الفرصة بعد النكسة عاد أدراجه لساحة القتال في حرب رمضان يوجه الجنود ويرفع معنويات الجيش.

مكانته وفضله :
يعرف للرجل مكانته وفضله كل من عاشره أو تتلمذ على يديه ؛ فقد تخرج
على يديه ألوف العلماء وطلبة العلم من عشرات الأجيال ، ومن هؤلاء : الدكتور يوسف القرضاوي ، والدكتور أحمد العسال ، والدكتور محمد الراوي ، والدكتور عبد الستار فتح الله ، وكثير من علماء مكة وأساتذتها من أمثال الدكتور صالح بن حميد ، والدكتور العلياني .

بل إنه في شبابه كان محل ثقة واستعانة علماء كبار في حينها من أمثال : الشيخ محمود شلتوت ، و أبي زهرة ، و الغزالي .

يحكي عنه ولده محمد أنه كان يزوره في بيته علماء كبار من الأزهر ، وكان يجلس للتدريس وهم مصغون مستمعون من أمثال : الشيخ عبد الجليل عيسى ، والشيخ منصور رجب ، والشيخ الباقوري ، كما كان قوله فصلاً بين المختلفين في المسائل .

أخلاقه ومآثره :
كان رحمه الله فقيهاً مجرَّباً محنَّكاً مثالاً للعلم الوافر والخلق الرفيع والمودة والرحمة في تعامله ، ويمتاز بذاكرة قوية وذكاء مفرط ونفس لينة ولسان عف وحضور بديهة .

رزق حسن منطق في جزالة وإيجاز ، وروحاً مرحة [2] وُضعت له معها
المحبة والقبول .

كان ذا وعي شديد واطلاع دائم على الأحداث والمتغيرات : إن شئت أن تراه قارئاً رأيته ، أو تجده مصلياً وجدته ، أو مستمعاً ومتابعاً لأخبار العالم ونشرات الأخبار وناقلاً لحديثها في دروسه قبل أن تنشره الصحف آنستَ ذلك منه ، وما من حدث يقع في الأمة إلا ويعرض له ويبين حكمه في غاية الوضوح بلا مواربة وكانت ردوده حاسمة قاطعة .

وكان ذا جرأة في الحق رغم ما كان يمكن أن يتحمله من نتائج لا طاقة لجسمه الضعيف بها ، ومن ذلك أنه حين عُيِّن خلفاً للشيخ الغزالي في مسجد عمرو بن العاص في عهد عبد الناصر ظن الناس أن الشيخ سيُداهن بعد أن غُضب على سلفه، فأفرد في أولى خُطَبه خطبة فريدة في نوعها ومضمونها تناول فيها شروط الحاكم المسلم ذكر فيها 13 شرطاً بأدلتها الشرعية وشواهدها التاريخية فكانت جامعة مانعة ، حتى قال عنها أحد العلماء الحاضرين : الشيخ قال كل شيء ، ولم يؤخذ عليه
شيء .

وكان يبلغ مأربه دون عناء ؛ ومن ذلك أنه حين سئل عن أحدهم قال : إنه "كُذُبْذُب" (يعني أدمن الكذب).

وحين ساء الحال في السبعينيات سئل عن رؤيته للأوضاع ، فقال : "إن علة مصر سؤالان وجيهان .. " .

ومن سعة صدره : أنه خطب يوماً فأطال ، فلما فرغ الشيخ من خطبته وقف أحد الحاضرين وكان ذا مرض قائلاً : أنت لا تفهم !

فجاء رد الشيخ هادئاً : وهل قلت لك إنني أفهم ؟
فأُسْقِطَ في يد الرجل واعتذر للشيخ .

أواخر حياته :

وبعد أن استقر به الحال في القاهرة قبل ثلاث سنوات ، تجول بين عدد من
المساجد لإلقاء دروسه في ستة أيام كل أسبوع ؛ أربعة أيام للرجال ويومين للنساء .
ولكم أتعبه المرض دون أن يُقعده ، وقد حاول ولده الدكتور مصطفى أن يمنعه من التدريس بعد أن نصحه الأطباء بالراحة ، فأبى ما دام فيه نَفَس ، فكان يذهب لدرسه رغم مرضه ليبلِّغ الحق للناس .

ويكفي الشيخ وقد لقي ربه بأكثر من سبعين سنة حافلة بالدعوة والجهاد ما أعقبه الله من ثناء وذكر حسن بين الناس ودعاء .

رحمه الله رحمة واسعة ، وأخلف على الأمة في مصابها فيه وفي إخوانه
خيراً .






أ/رضا عطيه 04-07-2010 05:23 PM

ماشاء الله - ماشاء الله
أستاذ عبد الله الرفاعى
بارك الله لك ونفعنا بعلمك وفكرك

أ/رضا عطيه 05-07-2010 01:09 PM

إذا لم تشارك بعرض حياة أحد علماء الدين فى مصر
فعليك أن تتطلع على حياة من تسر القلوب وتهدأ النفوس لرؤياهم
ونشكر مجهودات من تعاونوا لعرض هذه الموسوعه بترتيب المشاركات

1- الأخت سمسه(الشيخ خالد الجندى -- الأستاذ عمرو خالد)

2- أستاذنا أبو إسراء(الشيخ محمد حسان - الشيخ محمد صفوت الشوادفى- الشيخ عبد الحميد كشك)

3- الأستاذ عبد الله الرفاعى (الشيخ على جمعه -- الشيخ محمد متولى الشعراوى - الشيخ عبد الحليم محمود- الشيخ محمد حسن يعقوب- الشيخ كشك - الشيخ القرضاوى - الشيخ جاد الحق - الشيخ سيد سابق - الشيخ الغزالى - الشيخ خالد الجندى)

4- الاخت أيه كما ل ( الشيخ أبو حامد محمد الغزالى )

بارك الله لهم ونفعنا دائما بعلمهم وفكرهم ------------ اللهم أمين
ونأمل فى الجديد من المعلومات عن حياة وعلم علمائنا الأفاضل

وشكرا للجميع لمن تكرموا وأفادوا واستفادوا

وشكرا أيضا لمن بخلوا بالمعلومه أوحتى بتسجيل الشكر لهؤلاء الزملاء ومجهودهم المحمود والكريم

بارك الله فيكم جميعا

AHMED ELSHEREEF 05-07-2010 01:18 PM

بارك الله فيكم جميعا على المعلومات الرائعة
وانتظروا مني مشاركات ان شاء الله

أ/رضا عطيه 05-07-2010 01:56 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ahmed elshereef (المشاركة 2348862)
بارك الله فيكم جميعا على المعلومات الرائعة
وانتظروا مني مشاركات ان شاء الله


ونحن فى الانتظار
وشكرا لك وبارك الله فيك

عبد الله الرفاعي 05-07-2010 11:10 PM

امام التجديد
 
http://upload.wikimedia.org/wikipedi...amed_Abdou.jpg http://bits.wikimedia.org/skins-1.5/...gnify-clip.png
الإمام محمد عبده


"الامام" محمد عبده، ولد محمد بن عبده بن حسن خير الله سنة 1849 في قرية محلة نصر بمركز شبراخيت في محافظة البحيره. في سنة 1866 م التحق بالجامع الأزهر، وفي سنة 1877 م حصل على الشهادة العالمية، وفي سنة 1879 م عمل مدرساً للتاريخ في مدرسة دار العلوم وفي سنة 1882 م اشترك في ثورة أحمد عرابي ضد الإنجليز، وبعد فشل الثورة حكم عليه بالسجن ثم بالنفي إلى بيروت لمدة ثلاث سنوات، وسافر بدعوة من أستاذه جمال الدين الأفغاني إلى باريس سنة 1884 م، وأسس صحيفة العروة الوثقى، وفي سنة 1885 م غادر باريس إلى بيروت، وفي ذات العام أسس جمعية سرية بذات الاسم، العروة الوثقى. يُعدّ "الإمام محمد عبده" واحدًا من أبرز المجددين في الفقه الإسلامي في العصر الحديث، وأحد دعاة الإصلاح وأعلام النهضة العربية الإسلامية الحديثة؛ فقد ساهم بعلمه ووعيه واجتهاده في تحرير العقل العربي من الجمود الذي أصابه لعدة قرون، كما شارك في إيقاظ وعي الأمة نحو التحرر، وبعث الوطنية، وإحياء الاجتهاد الفقهي لمواكبة التطورات السريعة في العلم، ومسايرة حركة المجتمع وتطوره في مختلف النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية.
وفي سنة 1886 م اشتغل بالتدريس في المدرسة السلطانية وفي بيروت تزوج من زوجته الثانية بعد وفاة زوجته الأولى. وفي سنة 1889 م - 1306 هـ عاد محمد عبده إلى مصر بعفو من الخديوي توفيق، ووساطة تلميذه سعد زغلول وإلحاح نازلي فاضل على اللورد كرومر كي يعفو عنه ويأمر الخديوي توفيق أن يصدر العفو وقد كان، وقد اشترط عليه كرومر ألا يعمل بالسياسة فقبل. وفي سنة 1889 م عين قاضياً بمحكمة بنها، ثم انتقل إلى محكمة الزقازيق ثم محكمة عابدين ثم ارتقى إلى منصب مستشار في محكمة الاستئناف عام 1891 م، وفي 3 يونيو عام 1899 م - 24 محرم 1317 هـ) عين في منصب المفتي، وتبعاً لذلك أصبح عضواً في مجلس الأوقاف الأعلى.
وفي 25 يونيو عام 1890 م عين عضواً في مجلس شورى القوانين. وفي سنة 1900 م - 1318 هـ أسس جمعية إحياء العلوم العربية لنشر المخطوطات، وزار العديد من الدول الأوروبية والعربية. وفي الساعة الخامسة مساء يوم 11 يوليو عام 1905 م - 7 جمادى الأولى 1323 هـ توفى الشيخ بالإسكندرية بعد معاناة من مرض السرطان عن سبع وخمسين سنة، ودفن بالقاهرة ورثاه العديد من الشعراء.
http://upload.wikimedia.org/wikipedi...mmad_Abduh.jpg http://bits.wikimedia.org/skins-1.5/...gnify-clip.png
محمد عبده في شبابه



استقلال منصب الإفتاء

في 3 يونيو سنة 1899 م - 24 محرم 1317هـ صدر مرسوم خديوي وقعه الخديوي عباس حلمي الثاني بتعيين الشيخ محمد عبده مفتياً للديار المصرية وهذا نصه:
«صدر أمر عال من المعية السنية بتاريخ 3 يونيو 1899 م - 24 محرم 1317 هـ نمرة 2 سايرة، صورته. فضيلة حضرة الشيخ محمد عبده، مفتي الديار المصرية: بناء على ماهو معهود في حضرتكم من العلامية وكمال الدراية، قد وجهنا لعهدكم وظيفة إفتاء الديار المصرية، وأصدرنا أمرنا هذا لفضيلتكم للمعلومية، والقيام بمهام هذه الوظيفة وقد أخطرنا الباشا رئيس مجلس النظار بذلك.»
كان منصب الإفتاء يضاف لمن يشغل وظيفة مشيخة الجامع الأزهر في السابق وبهذا المرسوم استقل منصب الإفتاء عن منصب شيخة الجامع الأزهر، وصار الشيخ محمد عبده أول مفت مستقل لمصر معين من قبل الخديوي عباس حلمي وهذا إحصاء لفتاوى الشيخ محمد عبده. عدد الفتاوى 944 فتوى استغرقت المجلد الثاني من سجلات مضبطة دار الإفتاء بأكمله وصفحاته 198، كما استغرقت 159 صفحة من صفحات المجلد الثالث.
من فتاويه

  • عن الوقف وقضاياه، والميراث ومشكلاته، والمعاملات ذات الطابع المالي والآثار الاقتصادية، مثل البيع والشراء، والإجازة والرهن والإبداع، والوصاية والشفعة والولاية على القصر، والحكر والحجر والشركة وإبراء الذمة، ووضع اليد والديون واستقلال المرأة المالي والاقتصادي، يبلغ عدد فتاواه في ذلك 728 فتوى.
  • عن مشاكل الأسرة وقضاياها، من الزواج، والطلاق والنفقة والإرضاع والحضانة، والإقرار بالغلام المجهول، وعدد فتاواه في ذلك 100 فتوى.
  • عن القود والقتل والقصاص، عدد فتاواه في ذلك 29 فتوى.
  • فتاوى في موضوعات متنوعة ومختلفة، عدد فتاواه في ذلك نحواً من 87 فتوى.
ونلاحظ أن 80% من الفتاوي تتعلق بمشكلات خاصة بالحياة المالية والاقتصادية وقضاياها.
ظل الشيخ محمد عبده مفتياً للديار المصرية ست سنوات كاملة حتى وفاته عام 1905 م.
محمد عبده والأزهر

الفتاوي النقدية والجريئة لمحمد عبده كانت تضمر محاولة لإقصاء شيوخ الأزهر التقليديين. ولم يكن هذا الأمر مخالفاً لرغبة السلطات المصرية آنذاك، حتي إن الإصلاحيين في الأزهر أمثال مصطفى المراغي ومصطفي عبد الرازق كانا يخدمان إرادة السلطة في إصلاح شؤون الأزهر وتحطيم سطوة شيوخه علي العامة.
أهم مؤلفاته

  • رسالة التوحيد.
  • تحقيق وشرح "البصائر القصيرية للطوسي".
  • تحقيق وشرح "دلائل الإعجاز" و"أسرار البلاغة" للجرجاني.
  • الرد على هانوتو الفرنسي.
  • الإسلام والنصرانية بين العلم والمدنية (رد به على أرنست رينان سنة 1902م).
  • تقرير إصلاح المحاكم الشرعية سنة 1899 م.
  • شرح نهج البلاغة للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه
  • العروة الوثقى مع معلمه جمال الدين الافغاني
من تلامذته

  • محمد رشيد رضا
  • شاعر النيل حافظ إبراهيم الذي قال مرثيته راسما فيها صورة صادقة جياشة لشخصية العالم المخلص وقد أدار حافظ قصيدته على محاور تقوى الإمام وصبره على ما ابنلي به من أذى الحاقدين وموقفه التاريخي في دحض أباطيل المستشرقين وتفسيره للقران الكريم. ففي وصف فضيلة الصبر يقول مخاطبا الإمام:

وآذوك في ذات الإله وأنكروا
مكانك حتى سودوا الصفحات ... رأيت الأذى في جانب الله لذة
ورحت ولم تهمم لهم بشكاة وفي تصوير مقدرة الشيخ على إفحام المستشرقين:

ووفقت بين الدين والعلم والحجا
فأطلعت نورا من ثلاث جهات.... وقفت لهانوتو ورينان وقفة
أمدك فيها الروح بالنفحات... وخفت مقام الله في كل موقف
فخافك أهل الشك والنزعات... وأرصدت للباغي على دين أحمد
شباة يراع ساحر النفثات... وفي التعبير عن الحزن الذي اعترى المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها:

بكى الشرق فارتجت له الأرض رجة
وضاقت عيون الكون بالعبرات... ففي الهند محزون وفي اليمن جازع
وفي مصر باك دائم الحسرات... وفي الشام مفجوع وفي الفرس نادب
وفي تونس ما شئت من زفرات... بكى عالم الأسلام عالم عصره
سراج الدياجي هادم الشبهات
تلاميذه:
تجميع لأعماله

  • الأعمال الكاملة للشيخ محمد عبده (في خمسة أجزاء) - تحقيق الدكتور محمد عمارة - نشر دار الشروق.
  • سلسلة الأعمال المجهولة: محمد عبده - تحقيق الدكتور علي شلش - نشر دار رياض الريس.
  • ديوان الإمام محمد عبده - تحقيق الأستاذ ماجد صلاح الدين - نشر دار الفكر الإسلامي.

عبد الله الرفاعي 05-07-2010 11:23 PM

http://ebooks.roro44.com/thumbnail/p...8%AF%D9%87.jpg
http://www.moheet.com/image/45/225-300/454365.jpghttp://i28.tinypic.com/5eisuu.jpg
http://i26.tinypic.com/2eyxc34.jpg
http://i32.tinypic.com/2chat4z.jpg
http://i28.tinypic.com/mk934o.jpghttp://www.sadazaid.com/mkportal/tem.../taherwith.jpg


أ/رضا عطيه 06-07-2010 09:43 AM

الحمد لله رب العلمين

shahd_good2000 06-07-2010 10:03 AM

بارك اللهم فيكم

أ/رضا عطيه 07-07-2010 02:30 PM

إذا لم تشارك بعرض حياة أحد علماء الدين فى مصر
فعليك أن تتطلع على حياة من تسر القلوب وتهدأ النفوس لرؤياهم
ونشكر مجهودات من تعاونوا لعرض هذه الموسوعه

ايه كمال 08-07-2010 12:18 PM

أبو حنيفة النعمان

هو

أبو حنيفة أو أبو حنيفة النعمان أو النعمان بن ثابت بن النعمان المولود سنة (80 هـ/699م) بالكوفة. والتي كانت آنذاك حاضرة من حواضر العلم، تموج بحلقاتالفقه والحديث والقراءات واللغة والعلوم، وتمتلئ مساجدها بشيوخ العلم وأئمته، وفي هذه المدينة قضى النعمان معظم حياته متعلماً وعالماً، وتردد في صباه الباكر بعد أن حفظ القرآنعلى هذه الحلقات، لكنه كان منصرفاً إلى مهنة التجارة مع أبيه، فلما رآه عامر الشعبيالفقيه الكبير ولمح ما فيه من مخايل الذكاء ورجاحة العقل أوصاه بمجالسة العلماء والنظر في العلم، فاستجاب لرغبته وانصرف بهمته إلى حلقات الدرس، فروى الحديث ودرس اللغة والأدب، وكان من كثرة اهتمامهِ بأن لا يضيع عنه ما يتلقاه من العلم يقضي الوقت في الطواف على المجالس حاملاً أوراقه وقلمه، واتجه إلى دراسة علم الكلام حتى برع فيه براعة عظيمة مكّنته من مجادلة أصحاب الفرق المختلفة ومحاجّاتهم في بعض مسائل العقيدة، ثم انصرف إلى الفقه ولزم دروس الفقه عند حماد بن أبي سليمان. اشتهر بورعه، وكان تاجراً مشهوراً بالصدقِ والأمانة والوفاء.

شيوخه


بلغ عدد شيوخ أبي حنيفة أربعة آلاف شيخ، فيهم سبعة من الصحابة، وثلاثة وتسعون من التابعين، والباقي من أتباعهم وأبرزهم : حماد بن أبي سليمان جاء في "المغني": هو أبو إسماعيل، كوفي يُعدّ تابعيًا سمع أنسًا والنخعي وكان أعلمهم برأي النخعي، روى عنه أبو حنيفة ألفي حديث من أحاديث الأحكام، وأكثر من ثلث أحاديث الإمام في مسنده الذي جمعه الحَصْكَفي، هي برواية الإمام عنه عن إبراهيم بن أبي موسى الأشعري، عن الأسود عن عائشة رضي الله عنهم. من شيوخه أيضًا: إبراهيم بن محمد المنتشر الكوفي، وإبراهيم بن يزيد النخعي الكوفي، وأيوب السختياني البصري، والحارث بن عبد الرحمن الهمذاني الكوفي وربيعة بن عبد الرحمن المدني المعروف بربيعة الرأي، وسالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أحد الفقهاء السبعة، وسعيد بن مسروق والد سفيان الثوري، وسليمان بن يسار الهلالي المدني وعاصم بن كليب بن شهاب الكوفي... وغيرهم الكثير. وذكرت بعض الأخبار أنه تتلمذ على جعفر بن محمد لمدة سنتين ولكن هذا مخالف للحقائق التاريخية الثابتة حيث لم يلتقي الإمام أبو حنيفة بجعفر بن محمد لأن أبا حنيفة عاش في الكوفة بينما عاش جعفر بن محمد في المدينة. كما أن الثابت تاريخيا هو تتلمذ جعفر بن محمد على تلاميذ أبي حنيفة حيث تعلم منهم تشريع (القياس) وطبقه في أحكامه الفقهية.


أصول مذهبه


نشأ مذهب أبي حنيفة في الكوفة مهد مدرسة الرأي، وتكونت أصول المذهب على يديه، وأجملها هو في قوله: "إني آخذ بكتاب الله إذا وجدته، فما لم أجده فيه أخذت بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا لم أجد فيها أخذت بقول أصحابه من شئت، وادع قول من شئت، ثم لا أخرج من قولهم إلى قول غيرهم، فإذا انتهى الأمر إلى إبراهيم، والشعبي والحسن وابن سيرينوسعيد بن المسيب فلي أن أجتهد كما اجتهدوا".
وهذا القدر من أصول التشريع لا يختلف فيه أبو حنيفة عن غيره من الأئمة، فهم يتفقون جميعا على وجوب الرجوع إلى الكتاب والسنة لاستنباط الأحكام منهما، غير أن أبا حنيفة تميّز بمنهج مستقل في الاجتهاد، وطريقة خاصة في استنباط الأحكام التي لا تقف عند ظاهر النصوص، بل تغوص إلى المعاني التي تشير إليها، وتتعمق في مقاصدها وغاياتها.
ولا يعني اشتهار أبي حنيفة بالقول بالرأي والإكثار من القياس أنه يهمل الأخذ بالأحاديث والآثار، أو أنه قليل البضاعة فيها، بل كان يشترط في قبول الحديث شروطاً متشددة؛ مبالغة في التحري والضبط، والتأكد من صحة نسبتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا التشدد في قبول الحديث هو ما حملهُ على التوسع في تفسير ما صح عنده منها، والإكثار من القياس عليها حتى يواجه النوازل والمشكلات المتجددة.
ولم يقف اجتهاد أبي حنيفة عند المسائل التي تعرض عليه أو التي تحدث فقط، بل كان يفترض المسائل التي لم تقع ويقلّبها على جميع وجوهها ثم يستنبط لها أحكاماً، وهو ما يسمى بالفقه التقديري وفرص المسائل، وهذا النوع من الفقه يقال إن أبا حنيفة هو أول من استحدثه، وقد أكثر منه لإكثاره استعمال القياس، روي أنه وضع ستين ألف مسألة من هذا النوع.



تلاميذ أبي حنيفة


لم يؤثر عن أبي حنيفة أنه كتب كتاباً في الفقه يجمع آراءه وفتاواه، وهذا لا ينفي أنه كان يملي ذلك على تلاميذه، ثم يراجعه بعد إتمام كتابته، ليقر منه ما يراه صالحاً أو يحذف ما دون ذلك، أو يغيّر ما يحتاج إلى تغيير، ولكن مذهبه بقي وانتشر ولم يندثر كما أندثرت مذاهب كثيرة لفقهاء سبقوه أو عاصروه، وذلك بفضل تلاميذهِ الموهوبين الذين دونوا المذهب وحفظوا كثيرا من آراء إمامهم بأقواله وكان أشهر هؤلاء:
أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري المتوفي عام(183هـ/799مومحمد بن الحسن الشيباني المتوفي في عام(189هـ/805م)، وزفر بن الهذيل، وهم الذين قعدوا القواعد وأصلوا الأصول في المذهب الحنفي.
ولقد قضى الإمام أبو حنيفة عمرهُ في التعليم والتدريس ولقد تخرج عليه الكثير من الفقهاءوالعلماء، ومنهم ولدهُ حماد ابن ابي حنيفة، وإبراهيم بن طهمان، وحمزة بن حبيب الزيات، وأبو يحيى الحماني، وعيسى بن يونس، ووكيع، ويزيد بن زريع، وأسد بن عمرو البجلي، وحكام بن يعلى بن سلم الرازي، وخارجن بن مصعب، وعبد الحميد ابن أبي داود، وعلي بن مسهر، ومحمد بن بشر العبدي، ومصعب بن مقدام، ويحيى بن يمان، وابو عصمة نوح بن أبي مريم، وأبو عبد الرحمن المقريء، وأبو نعيم وأبو عاصم، وغيرهم كثير.


الامام أبوحنيفه وكيفيه حواره مع الملحدين


قال الملحدون لأبى حنيفة: في أى سنة وجد ربك؟
قال: الله موجود قبل التاريخ والأزمنة لا أول لوجوده ثم قال لهم: ماذا قبل الأربعة؟ قالوا: ثلاثة
قال لهم: ماذا قبل الثلاثة؟ قالوا: إثنان
قال لهم: ماذا قبل الإثنين؟ قالوا: واحد
قال لهم : وما قبل الواحد ؟ قالوا : لا شيء قبله..
قال لهم: إذا كان الواحد الحسابى لا شيء قبله فكيف بالواحد الحقيقى وهو الله إنه قديم لا أول لوجوده
قالوا: في أى جهة يتجه ربك؟
قال: لو أحضرتم مصباحا في مكان مظلم إلى أى جهة يتجه النور قالوا: قي كل مكان
قال: إذا كان هذا النور الصناعي (أي الذي يعمل بالزيت) فكيف بنور السماوات والأرض
قالوا: عرّفنا شيئا عن ذات ربك؟
فقال: هل جلستم بجوار مريض مشرف على النزع الأخير؟ قالوا: جلسنا
قال: هل كلمكم بعدما أسكته الموت؟ قالوا: لا
قال: هل كان قبل الموت يتكلم ويتحرك؟ قالوا: نعم
قال: ما الذي غيره؟ قالوا: خروج روحه
قال: أخرجت روحه؟ قالوا: نعم
قال: صفوا لى هذه الروح هل هي صلبة كالحديد أم سائلة كالماء أم غازية كالدخان والبخار؟ قالوا: لا نعرف شيئا عنها
قال: إذا كانت الروح المخلوقة لا يمكنكم الوصول إلى كنهها فكيف تريدون منى أن اصف لكم الذات الإلهية ؟

مظاهر القدوة في شخصية أبي حنيفة



احترامه وتقديره لمن علمه الفقه:

فقد ورد عن ابن سماعة، أنه قال: سمعت أبا حنيفة يقول: ما صليت صلاة مُذ مات حماد إلا استغفرت له مع والدي، وإني لأستغفر لمن تعلمت منه علماً، أو علمته علما.
  • سخاؤه في إنفاقه على الطلاب والمحتاجين وحسن تعامله معهم، وتعاهدهم مما غرس محبته في قلوبهم حتى نشروا أقواله وفقهه، ولك أن تتخيل ملايين الدعوات له بالرحمة عند ذكره في دروس العلم في كل أرض. ومن عجائب ما ورد عنه أنه كان يبعث بالبضائع إلى بغداد، يشتري بها الأمتعة، ويحملها إلى الكوفة، ويجمع الأرباح عنده من سنة إلى سنة، فيشتري بها حوائج الأشياخ المحدثين وأقواتهم، وكسوتهم، وجميع حوائجهم، ثم يدفع باقي الدنانير من الأرباح إليهم، فيقول: أنفقوا في حوائجكم، ولا تحمدوا إلا؛ فإني ما أعطيتكم من مالي شيئا، ولكن من فضل الله عليَّ فيكم، وهذه أرباح بضاعتكم؛ فإنه هو والله مما يجريه الله لكم على يدي فما في رزق الله حول لغيره.
  • سؤاله عن أحوال أصحابه وغيرهم من الناس، وحدث حجر بن عبد الجبار، قال: ما أرى الناس أكرم مجالسة من أبي حنيفة، ولا أكثر إكراماً لأصحابه. وقال حفص بن حمزة القرشي: كان أبو حنيفة ربما مر به الرجل فيجلس إليه لغير قصد ولا مجالسة، فإذا قام سأل عنه، فإن كانت به فاقة وصله، وإن مرض عاده.
  • حرصه على هيبة العلم في مجالسه؛ فقد ورد عن شريك قال كان أبو حنيفة طويل الصمت كثير العقل.
كثرة عبادته وتنسكه.
فقد قال أبو عاصم النبيل كان أبو حنيفة يسمى الوتد لكثرة صلاته، واشتهر عنه أنه كان يحيى الليل صلاة ودعاء وتضرعا. وذكروا أن أبا حنيفة صلى العشاء والصبح بوضوء أربعين سنة. وروى بشر بن الوليد عن القاضي أبي يوسف قال بينما أنا أمشي مع أبي حنيفة إذ سمعت رجلاً يقول لآخر هذا أبو حنيفة لا ينام الليل فقال أبو حنفية والله لا يتحدث عني بما لم أفعل فكان يحيى الليل صلاة وتضرعا ودعاء، ومثل هذه الروايات عن الأئمة موجودة بكثرة، والتشكيك في ثبوتها له وجه، لاشتهار النهي عن إحياء الليل كله، وأبو حنيفة قد ملأ نهاره بالتعليم مع معالجة تجارته، فيبعد أن يواصل الليل كله. ولكن عبادة أبي حنيفة وطول قراءته أمر لا ينكر، بل هو مشهور عنه، فقد روي من وجهين أن أبا حنيفة قرأ القرآن كلهُ في ركعة


شدة خوفه من الله :

فقد روى لنا القاسم بن معن أن أبا حنيفة قام ليلة يردد قول الله في القرآن: (بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ) سورة القمر، آية 46، ويبكي ويتضرع إلى الفجر.



شدة ورعه؛


وخصوصا في الأمور المالية، فقد جاء عنه أنه كان شريكاً لحفص بن عبد الرحمن، وكان أبو حنيفة يُجهز إليه الأمتعة، وهو يبيع، فبعث إليه في رقعة بمتاع، وأعلمه أن في ثوب كذا وكذا عيباً، فإذا بعته، فبين. فباع حفص المتاع، ونسى أن يبين، ولم يعلم ممن باعه، فلما علم أبو حنيفة تصدق بثمن المتاع كله.
تربيته لنفسه على الفضائل كالصدقة، فقد ورد عن المثنى بن رجاء أنه قال جعل أبو حنيفة على نفسه إن حلف بالله صادقا أن يتصدق بدينار وكان إذا أنفق على عياله نفقة تصدق بمثلها

وكان حليما صبورا، وله حلم عجيب مع العوام؛

لأن من تصدى للناس لا بد وأن يأتيه بعض الأذى من جاهل أو مغرر به، ومن عجيب قصصه ما حكاه الخريبي قال: كنا عند أبي حنيفة فقال رجل: إني وضعت كتابا على خطك إلى فلان فوهب لي أربعة آلاف درهم، فقال أبو حنيفة إن كنتم تنتفعون بهذا فافعلوه. وقد شهد بحلمه من رآه، قال يزيد بن هارون ما رأيت أحدا أحلم من أبي حنيفة، وكان ينظر بإيجابية إلى المواقف التي ظاهرها السوء، فقد قال رجل لأبي حنيفة (أتق الله)، فأنتفض وأصفر وأطرق وقال: (جزاك الله خيرا ما أحوج الناس كل وقت إلى من يقول لهم مثل هذا)، وجاء إليه رجل، فقال: (يا أبا حنيفة، قد أحتجت إلى ثوب خز)، فقال: ما لونه؟ قال: كذا، وكذا، فقال له: أصبر حتى يقع، وآخذه لك، _إن شاء الله_، فما دارت الجمعة حتى وقع، فمر به الرجل، فقال: قد وقعت حاجتك، وأخرج إليه الثوب، فأعجبه، فقال: يا أبا حنيفة، كم أزن؟ قال: درهماً، فقال الرجل: يا أبا حنيفة ما كنت أظنك تهزأ، قال: ما هزأت، إني اشتريت ثوبين بعشرين ديناراً ودرهم، وإني بعت أحدهما بعشرين ديناراً، وبقي هذا بدرهم، وما كنت لأربح على صديق.




  • حرصه على بناء شخصيات فقهية تحمل عنه علمه:

وقد نجح أيما نجاح. ومن طريف قصصه مع تلاميذه التي تبين لنا حرصه على تربيتهم على التواضع في التعلم وعدم العجلة، كما في (شذرات الذهب): لما جلس أبو يوسف للتدريس من غير إعلام أبي حنيفة أرسل إليه أبو حنيفة رجلا فسأله عن خمس مسائل وقال له: إن أجابك بكذا فقل له: أخطأت، وإن أجابك بضده فقل له: أخطأت فعلم أبو يوسف تقصيره فعاد إلى أبي حنيفة فقال: "تزبيت قبل أن تحصرم". أي بمعنى تصدرت للفتيا قبل أن تستعد لها فجعلت نفسك زبيبا وأنت لازلت حصرما).




وفاة أبي حنيفة


مد الله في عمر أبي حنيفة، وهيأ له من التلاميذ النابهين من حملوا مذهبه ومكنوا له، وحسبه أن يكون من بين تلاميذه أبو يوسف، ومحمد بن الحسن، وزفر، والحسن بن زياد، وأقر له معاصروه بالسبق والتقدم، قال عنه النضر بن شميل: "كان الناس نياماً عن الفقه حتى أيقظهم أبو حنيفة بما فتقه وبيّنه"، وبلغ من سمو منزلته في الفقه ان قال فيهِ الإمام الشافعي : "الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة".
كما كان ورعاً شديد الخوف والوجل من الله، وتمتلئ كتب التاريخ والتراجم بما يشهد له بذلك، ولعل من أبلغ ما قيل عنه ما وصفه به العالم الزاهد فضيل بن عياض بقوله: "كان أبو حنيفة رجلاً فقيهاً معروفاً بالفقه، مشهورا بالورع، واسع المال، معروفا بالأفضال على كل من يطيف به، صبورا عل تعليم العلم بالليل والنهار، حسن الليل، كثير الصمت، قليل الكلام حتى ترد مسألة في حلال أو حرام، فكان يحسن أن يدل على الحق، هاربا من مال السلطان".
وتوفي أبو حنيفة في بغداد بعد أن ملأ الدنيا علماً وشغل الناس في (11 من جمادى الأولى 150هـ/14 من يونيو 767م) ويقع قبره في مدينة بغداد بمنطقة الأعظمية في مقبرة الخيزران على الجانب الشرقي من نهر دجلة.



عبد الله الرفاعي 08-07-2010 01:41 PM

حمد لله على السلامة ياايه
وبارك الله فيكى..
مشاركاتك كشذرات الذهب

ايه كمال 08-07-2010 01:46 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله الرفاعي (المشاركة 2364438)
حمد لله على السلامة ياايه
وبارك الله فيكى..
مشاركاتك كشذرات الذهب

هههههه الله يسلمك يا استاذ عبدالله عارفة انى مقصرة
شكرا لحضرتك

ياسمين سعيد 08-07-2010 02:58 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة blakblak66 (المشاركة 2249555)
هناك شخصيات لانمر يوما إلا ونبحث عنهم

ونلتزم الصمت عند الاستماع إليهم
أمثال
الشيخ محمد حسان
الأستاذ عمرو خالد
الشيخ خالد الجندى
وأخرون من علمائنا الافاضل
هل وصلوا إلى قلوب الملايين
بالايمان
بالصدق
بحسن الحديث
بالعلم
بالوضوح
أم هناك أمور أخرى لانعلمها


انا رأيى السبب
ان لو بصينا على الممثلين والمطربين هنلاقيهم الاف
بس لو بصينا على الشيوخ هنلاقيهم عشرات
والناس اعتقد ال قلوبهم ميالة للاسلام يحبوا يسمعوا الشيوخ واكيد لازم يحبوهم ويهتموا بكلامهم
وكمان تعاليم الاسلام جذابة بتشد الاهتمام والانصات

أ/رضا عطيه 08-07-2010 08:01 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسمين سعيد (المشاركة 2364762)
انا رأيى السبب
ان لو بصينا على الممثلين والمطربين هنلاقيهم الاف
بس لو بصينا على الشيوخ هنلاقيهم عشرات
والناس اعتقد ال قلوبهم ميالة للاسلام يحبوا يسمعوا الشيوخ واكيد لازم يحبوهم ويهتموا بكلامهم
وكمان تعاليم الاسلام جذابة بتشد الاهتمام والانصات


جزاك الله خيرا
وشكرا لك على المشاركه الطيبه

أ/رضا عطيه 08-07-2010 10:06 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايه كمال (المشاركة 2364052)
أبو حنيفة النعمان


هو

أبو حنيفة أو أبو حنيفة النعمان أو النعمان بن ثابت بن النعمان المولود سنة (80 هـ/699م) بالكوفة. والتي كانت آنذاك حاضرة من حواضر العلم، تموج بحلقاتالفقه والحديث والقراءات واللغة والعلوم، وتمتلئ مساجدها بشيوخ العلم وأئمته، وفي هذه المدينة قضى النعمان معظم حياته متعلماً وعالماً، وتردد في صباه الباكر بعد أن حفظ القرآنعلى هذه الحلقات، لكنه كان منصرفاً إلى مهنة التجارة مع أبيه، فلما رآه عامر الشعبيالفقيه الكبير ولمح ما فيه من مخايل الذكاء ورجاحة العقل أوصاه بمجالسة العلماء والنظر في العلم، فاستجاب لرغبته وانصرف بهمته إلى حلقات الدرس، فروى الحديث ودرس اللغة والأدب، وكان من كثرة اهتمامهِ بأن لا يضيع عنه ما يتلقاه من العلم يقضي الوقت في الطواف على المجالس حاملاً أوراقه وقلمه، واتجه إلى دراسة علم الكلام حتى برع فيه براعة عظيمة مكّنته من مجادلة أصحاب الفرق المختلفة ومحاجّاتهم في بعض مسائل العقيدة، ثم انصرف إلى الفقه ولزم دروس الفقه عند حماد بن أبي سليمان. اشتهر بورعه، وكان تاجراً مشهوراً بالصدقِ والأمانة والوفاء.

شيوخه


بلغ عدد شيوخ أبي حنيفة أربعة آلاف شيخ، فيهم سبعة من الصحابة، وثلاثة وتسعون من التابعين، والباقي من أتباعهم وأبرزهم : حماد بن أبي سليمان جاء في "المغني": هو أبو إسماعيل، كوفي يُعدّ تابعيًا سمع أنسًا والنخعي وكان أعلمهم برأي النخعي، روى عنه أبو حنيفة ألفي حديث من أحاديث الأحكام، وأكثر من ثلث أحاديث الإمام في مسنده الذي جمعه الحَصْكَفي، هي برواية الإمام عنه عن إبراهيم بن أبي موسى الأشعري، عن الأسود عن عائشة رضي الله عنهم. من شيوخه أيضًا: إبراهيم بن محمد المنتشر الكوفي، وإبراهيم بن يزيد النخعي الكوفي، وأيوب السختياني البصري، والحارث بن عبد الرحمن الهمذاني الكوفي وربيعة بن عبد الرحمن المدني المعروف بربيعة الرأي، وسالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أحد الفقهاء السبعة، وسعيد بن مسروق والد سفيان الثوري، وسليمان بن يسار الهلالي المدني وعاصم بن كليب بن شهاب الكوفي... وغيرهم الكثير. وذكرت بعض الأخبار أنه تتلمذ على جعفر بن محمد لمدة سنتين ولكن هذا مخالف للحقائق التاريخية الثابتة حيث لم يلتقي الإمام أبو حنيفة بجعفر بن محمد لأن أبا حنيفة عاش في الكوفة بينما عاش جعفر بن محمد في المدينة. كما أن الثابت تاريخيا هو تتلمذ جعفر بن محمد على تلاميذ أبي حنيفة حيث تعلم منهم تشريع (القياس) وطبقه في أحكامه الفقهية.


أصول مذهبه


نشأ مذهب أبي حنيفة في الكوفة مهد مدرسة الرأي، وتكونت أصول المذهب على يديه، وأجملها هو في قوله: "إني آخذ بكتاب الله إذا وجدته، فما لم أجده فيه أخذت بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا لم أجد فيها أخذت بقول أصحابه من شئت، وادع قول من شئت، ثم لا أخرج من قولهم إلى قول غيرهم، فإذا انتهى الأمر إلى إبراهيم، والشعبي والحسن وابن سيرينوسعيد بن المسيب فلي أن أجتهد كما اجتهدوا".
وهذا القدر من أصول التشريع لا يختلف فيه أبو حنيفة عن غيره من الأئمة، فهم يتفقون جميعا على وجوب الرجوع إلى الكتاب والسنة لاستنباط الأحكام منهما، غير أن أبا حنيفة تميّز بمنهج مستقل في الاجتهاد، وطريقة خاصة في استنباط الأحكام التي لا تقف عند ظاهر النصوص، بل تغوص إلى المعاني التي تشير إليها، وتتعمق في مقاصدها وغاياتها.
ولا يعني اشتهار أبي حنيفة بالقول بالرأي والإكثار من القياس أنه يهمل الأخذ بالأحاديث والآثار، أو أنه قليل البضاعة فيها، بل كان يشترط في قبول الحديث شروطاً متشددة؛ مبالغة في التحري والضبط، والتأكد من صحة نسبتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا التشدد في قبول الحديث هو ما حملهُ على التوسع في تفسير ما صح عنده منها، والإكثار من القياس عليها حتى يواجه النوازل والمشكلات المتجددة.
ولم يقف اجتهاد أبي حنيفة عند المسائل التي تعرض عليه أو التي تحدث فقط، بل كان يفترض المسائل التي لم تقع ويقلّبها على جميع وجوهها ثم يستنبط لها أحكاماً، وهو ما يسمى بالفقه التقديري وفرص المسائل، وهذا النوع من الفقه يقال إن أبا حنيفة هو أول من استحدثه، وقد أكثر منه لإكثاره استعمال القياس، روي أنه وضع ستين ألف مسألة من هذا النوع.




تلاميذ أبي حنيفة


لم يؤثر عن أبي حنيفة أنه كتب كتاباً في الفقه يجمع آراءه وفتاواه، وهذا لا ينفي أنه كان يملي ذلك على تلاميذه، ثم يراجعه بعد إتمام كتابته، ليقر منه ما يراه صالحاً أو يحذف ما دون ذلك، أو يغيّر ما يحتاج إلى تغيير، ولكن مذهبه بقي وانتشر ولم يندثر كما أندثرت مذاهب كثيرة لفقهاء سبقوه أو عاصروه، وذلك بفضل تلاميذهِ الموهوبين الذين دونوا المذهب وحفظوا كثيرا من آراء إمامهم بأقواله وكان أشهر هؤلاء:
أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري المتوفي عام(183هـ/799مومحمد بن الحسن الشيباني المتوفي في عام(189هـ/805م)، وزفر بن الهذيل، وهم الذين قعدوا القواعد وأصلوا الأصول في المذهب الحنفي.
ولقد قضى الإمام أبو حنيفة عمرهُ في التعليم والتدريس ولقد تخرج عليه الكثير من الفقهاءوالعلماء، ومنهم ولدهُ حماد ابن ابي حنيفة، وإبراهيم بن طهمان، وحمزة بن حبيب الزيات، وأبو يحيى الحماني، وعيسى بن يونس، ووكيع، ويزيد بن زريع، وأسد بن عمرو البجلي، وحكام بن يعلى بن سلم الرازي، وخارجن بن مصعب، وعبد الحميد ابن أبي داود، وعلي بن مسهر، ومحمد بن بشر العبدي، ومصعب بن مقدام، ويحيى بن يمان، وابو عصمة نوح بن أبي مريم، وأبو عبد الرحمن المقريء، وأبو نعيم وأبو عاصم، وغيرهم كثير.



الامام أبوحنيفه وكيفيه حواره مع الملحدين


قال الملحدون لأبى حنيفة: في أى سنة وجد ربك؟
قال: الله موجود قبل التاريخ والأزمنة لا أول لوجوده ثم قال لهم: ماذا قبل الأربعة؟ قالوا: ثلاثة
قال لهم: ماذا قبل الثلاثة؟ قالوا: إثنان
قال لهم: ماذا قبل الإثنين؟ قالوا: واحد
قال لهم : وما قبل الواحد ؟ قالوا : لا شيء قبله..
قال لهم: إذا كان الواحد الحسابى لا شيء قبله فكيف بالواحد الحقيقى وهو الله إنه قديم لا أول لوجوده
قالوا: في أى جهة يتجه ربك؟
قال: لو أحضرتم مصباحا في مكان مظلم إلى أى جهة يتجه النور قالوا: قي كل مكان
قال: إذا كان هذا النور الصناعي (أي الذي يعمل بالزيت) فكيف بنور السماوات والأرض
قالوا: عرّفنا شيئا عن ذات ربك؟
فقال: هل جلستم بجوار مريض مشرف على النزع الأخير؟ قالوا: جلسنا
قال: هل كلمكم بعدما أسكته الموت؟ قالوا: لا
قال: هل كان قبل الموت يتكلم ويتحرك؟ قالوا: نعم
قال: ما الذي غيره؟ قالوا: خروج روحه
قال: أخرجت روحه؟ قالوا: نعم
قال: صفوا لى هذه الروح هل هي صلبة كالحديد أم سائلة كالماء أم غازية كالدخان والبخار؟ قالوا: لا نعرف شيئا عنها
قال: إذا كانت الروح المخلوقة لا يمكنكم الوصول إلى كنهها فكيف تريدون منى أن اصف لكم الذات الإلهية ؟

مظاهر القدوة في شخصية أبي حنيفة




احترامه وتقديره لمن علمه الفقه:

فقد ورد عن ابن سماعة، أنه قال: سمعت أبا حنيفة يقول: ما صليت صلاة مُذ مات حماد إلا استغفرت له مع والدي، وإني لأستغفر لمن تعلمت منه علماً، أو علمته علما.
  • سخاؤه في إنفاقه على الطلاب والمحتاجين وحسن تعامله معهم، وتعاهدهم مما غرس محبته في قلوبهم حتى نشروا أقواله وفقهه، ولك أن تتخيل ملايين الدعوات له بالرحمة عند ذكره في دروس العلم في كل أرض. ومن عجائب ما ورد عنه أنه كان يبعث بالبضائع إلى بغداد، يشتري بها الأمتعة، ويحملها إلى الكوفة، ويجمع الأرباح عنده من سنة إلى سنة، فيشتري بها حوائج الأشياخ المحدثين وأقواتهم، وكسوتهم، وجميع حوائجهم، ثم يدفع باقي الدنانير من الأرباح إليهم، فيقول: أنفقوا في حوائجكم، ولا تحمدوا إلا؛ فإني ما أعطيتكم من مالي شيئا، ولكن من فضل الله عليَّ فيكم، وهذه أرباح بضاعتكم؛ فإنه هو والله مما يجريه الله لكم على يدي فما في رزق الله حول لغيره.
  • سؤاله عن أحوال أصحابه وغيرهم من الناس، وحدث حجر بن عبد الجبار، قال: ما أرى الناس أكرم مجالسة من أبي حنيفة، ولا أكثر إكراماً لأصحابه. وقال حفص بن حمزة القرشي: كان أبو حنيفة ربما مر به الرجل فيجلس إليه لغير قصد ولا مجالسة، فإذا قام سأل عنه، فإن كانت به فاقة وصله، وإن مرض عاده.
  • حرصه على هيبة العلم في مجالسه؛ فقد ورد عن شريك قال كان أبو حنيفة طويل الصمت كثير العقل.
كثرة عبادته وتنسكه.

فقد قال أبو عاصم النبيل كان أبو حنيفة يسمى الوتد لكثرة صلاته، واشتهر عنه أنه كان يحيى الليل صلاة ودعاء وتضرعا. وذكروا أن أبا حنيفة صلى العشاء والصبح بوضوء أربعين سنة. وروى بشر بن الوليد عن القاضي أبي يوسف قال بينما أنا أمشي مع أبي حنيفة إذ سمعت رجلاً يقول لآخر هذا أبو حنيفة لا ينام الليل فقال أبو حنفية والله لا يتحدث عني بما لم أفعل فكان يحيى الليل صلاة وتضرعا ودعاء، ومثل هذه الروايات عن الأئمة موجودة بكثرة، والتشكيك في ثبوتها له وجه، لاشتهار النهي عن إحياء الليل كله، وأبو حنيفة قد ملأ نهاره بالتعليم مع معالجة تجارته، فيبعد أن يواصل الليل كله. ولكن عبادة أبي حنيفة وطول قراءته أمر لا ينكر، بل هو مشهور عنه، فقد روي من وجهين أن أبا حنيفة قرأ القرآن كلهُ في ركعة



شدة خوفه من الله :

فقد روى لنا القاسم بن معن أن أبا حنيفة قام ليلة يردد قول الله في القرآن: (بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ) سورة القمر، آية 46، ويبكي ويتضرع إلى الفجر.



شدة ورعه؛


وخصوصا في الأمور المالية، فقد جاء عنه أنه كان شريكاً لحفص بن عبد الرحمن، وكان أبو حنيفة يُجهز إليه الأمتعة، وهو يبيع، فبعث إليه في رقعة بمتاع، وأعلمه أن في ثوب كذا وكذا عيباً، فإذا بعته، فبين. فباع حفص المتاع، ونسى أن يبين، ولم يعلم ممن باعه، فلما علم أبو حنيفة تصدق بثمن المتاع كله.
تربيته لنفسه على الفضائل كالصدقة، فقد ورد عن المثنى بن رجاء أنه قال جعل أبو حنيفة على نفسه إن حلف بالله صادقا أن يتصدق بدينار وكان إذا أنفق على عياله نفقة تصدق بمثلها


وكان حليما صبورا، وله حلم عجيب مع العوام؛

لأن من تصدى للناس لا بد وأن يأتيه بعض الأذى من جاهل أو مغرر به، ومن عجيب قصصه ما حكاه الخريبي قال: كنا عند أبي حنيفة فقال رجل: إني وضعت كتابا على خطك إلى فلان فوهب لي أربعة آلاف درهم، فقال أبو حنيفة إن كنتم تنتفعون بهذا فافعلوه. وقد شهد بحلمه من رآه، قال يزيد بن هارون ما رأيت أحدا أحلم من أبي حنيفة، وكان ينظر بإيجابية إلى المواقف التي ظاهرها السوء، فقد قال رجل لأبي حنيفة (أتق الله)، فأنتفض وأصفر وأطرق وقال: (جزاك الله خيرا ما أحوج الناس كل وقت إلى من يقول لهم مثل هذا)، وجاء إليه رجل، فقال: (يا أبا حنيفة، قد أحتجت إلى ثوب خز)، فقال: ما لونه؟ قال: كذا، وكذا، فقال له: أصبر حتى يقع، وآخذه لك، _إن شاء الله_، فما دارت الجمعة حتى وقع، فمر به الرجل، فقال: قد وقعت حاجتك، وأخرج إليه الثوب، فأعجبه، فقال: يا أبا حنيفة، كم أزن؟ قال: درهماً، فقال الرجل: يا أبا حنيفة ما كنت أظنك تهزأ، قال: ما هزأت، إني اشتريت ثوبين بعشرين ديناراً ودرهم، وإني بعت أحدهما بعشرين ديناراً، وبقي هذا بدرهم، وما كنت لأربح على صديق.




  • حرصه على بناء شخصيات فقهية تحمل عنه علمه:

وقد نجح أيما نجاح. ومن طريف قصصه مع تلاميذه التي تبين لنا حرصه على تربيتهم على التواضع في التعلم وعدم العجلة، كما في (شذرات الذهب): لما جلس أبو يوسف للتدريس من غير إعلام أبي حنيفة أرسل إليه أبو حنيفة رجلا فسأله عن خمس مسائل وقال له: إن أجابك بكذا فقل له: أخطأت، وإن أجابك بضده فقل له: أخطأت فعلم أبو يوسف تقصيره فعاد إلى أبي حنيفة فقال: "تزبيت قبل أن تحصرم". أي بمعنى تصدرت للفتيا قبل أن تستعد لها فجعلت نفسك زبيبا وأنت لازلت حصرما).



وفاة أبي حنيفة


مد الله في عمر أبي حنيفة، وهيأ له من التلاميذ النابهين من حملوا مذهبه ومكنوا له، وحسبه أن يكون من بين تلاميذه أبو يوسف، ومحمد بن الحسن، وزفر، والحسن بن زياد، وأقر له معاصروه بالسبق والتقدم، قال عنه النضر بن شميل: "كان الناس نياماً عن الفقه حتى أيقظهم أبو حنيفة بما فتقه وبيّنه"، وبلغ من سمو منزلته في الفقه ان قال فيهِ الإمام الشافعي : "الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة".
كما كان ورعاً شديد الخوف والوجل من الله، وتمتلئ كتب التاريخ والتراجم بما يشهد له بذلك، ولعل من أبلغ ما قيل عنه ما وصفه به العالم الزاهد فضيل بن عياض بقوله: "كان أبو حنيفة رجلاً فقيهاً معروفاً بالفقه، مشهورا بالورع، واسع المال، معروفا بالأفضال على كل من يطيف به، صبورا عل تعليم العلم بالليل والنهار، حسن الليل، كثير الصمت، قليل الكلام حتى ترد مسألة في حلال أو حرام، فكان يحسن أن يدل على الحق، هاربا من مال السلطان".
وتوفي أبو حنيفة في بغداد بعد أن ملأ الدنيا علماً وشغل الناس في (11 من جمادى الأولى 150هـ/14 من يونيو 767م) ويقع قبره في مدينة بغداد بمنطقة الأعظمية في مقبرة الخيزران على الجانب الشرقي من نهر دجلة.





بارك الله لكم ونفعنا بعلمكم


أ/رضا عطيه 09-07-2010 12:53 AM

تابع

http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/98-.gif http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/98-.gif
http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/98-.gif


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 06:59 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.