![]() |
اصل تسمية الشهور الهجرية : - محرم : لانه أحد الأشهر الحرم عند العرب . - صفر : لان ديار العرب كانت تخلو من اهلها في هذا الشهر بخروجهم الى الحرب بعد شهر محرم ، ويقال : اصفرت الدار اذا خلت . - ربيع الاول ، ربيع الآخر : لوقوعهما في الربيع . - جمادي الاولى ، جمادي الآخرة : لانهما يأتيان في الشتاء حيث يتجمد الماء . - رجب : كان العرب يعظمونه بترك القتال . - شعبان : كانت القبائل تتشعب للحرب و الاغارات بعد تركهم لها في رجب . - رمضان : اشتق من كلمة الرمضاء لوقوعه في وقت اشتداد الحر . - شوال : لان الابل كانت تشول فيه بأذنابها أي ترفعها طلبا للتلقيح . - ذو القعدة : كانت العرب تقعد فيه عن القتال . - ذو الحجة : كان الحج يقام فيه . |
اشعار أحمد مطر أحاديث الأبواب (1) (كُنّا أسياداً في الغابة. قطعونا من جذورنا. قيّدونا بالحديد. ثمّ أوقفونا خَدَماً على عتباتهم. هذا هو حظّنا من التمدّن.) ليس في الدُّنيا مَن يفهم حُرقةَ العبيد مِثلُ الأبواب ! (2) ليس ثرثاراً. أبجديتهُ المؤلّفة من حرفين فقط تكفيه تماماً للتعبير عن وجعه: ( طَقْ ) ! (3) وَحْدَهُ يعرفُ جميعَ الأبواب هذا الشحّاذ. ربّما لأنـه مِثلُها مقطوعٌ من شجرة ! (4) يَكشِطُ النجّار جِلدَه .. فيتألم بصبر. يمسح وجهَهُ بالرَّمل .. فلا يشكو. يضغط مفاصِلَه.. فلا يُطلق حتى آهة. يطعنُهُ بالمسامير .. فلا يصرُخ. مؤمنٌ جدّاً لا يملكُ إلاّ التّسليمَ بما يَصنعهُ الخلاّق ! (5) ( إلعبوا أمامَ الباب ) يشعرُ بالزَّهو. السيّدةُ تأتمنُهُ على صغارها ! (6) قبضَتُهُ الباردة تُصافِحُ الزائرين بحرارة ! (7) صدرُهُ المقرور بالشّتاء يحسُدُ ظهرَهُ الدّافىء. صدرُهُ المُشتعِل بالصّيف يحسدُ ظهرَهُ المُبترد. ظهرُهُ، الغافِلُ عن مسرّات الدّاخل، يحسُدُ صدرَهُ فقط لأنّهُ مقيمٌ في الخارِج ! (8) يُزعجهم صريرُه. لا يحترمونَ مُطلقاً.. أنينَ الشّيخوخة ! (9) ترقُصُ ، وتُصفّق. عِندَها حفلةُ هواء ! (10) مُشكلةُ باب الحديد إنّهُ لا يملِكُ شجرةَ عائلة ! (11) حَلقوا وجهَه. ضمَّخوا صدرَه بالدُّهن. زرّروا أكمامَهُ بالمسامير الفضّية. لم يتخيَّلْ، بعدَ كُلِّ هذهِ الزّينة، أنّهُ سيكون سِروالاً لعورةِ منـزل ! (12 ) طيلَةَ يوم الجُمعة يشتاق إلى ضوضاء الأطفال بابُ المدرسة. طيلةَ يوم الجُمعة يشتاقُ إلى هدوء السّبت بابُ البيت ! (13) كأنَّ الظلام لا يكفي.. هاهُم يُغطُّونَ وجهَهُ بِستارة. ( لستُ نافِذةً يا ناس .. ثُمّ إنني أُحبُّ أن أتفرّج.) لا أحد يسمعُ احتجاجَه. الكُلُّ مشغول بِمتابعة المسرحيّة ! (14) أَهوَ في الدّاخل أم في الخارج ؟ لا يعرف. كثرةُ الضّرب أصابتهُ بالدُّوار ! (15) بابُ الكوخ يتفرّجُ بكُلِّ راحة. مسكينٌ بابُ القصر تحجُبُ المناظرَ عن عينيهِ، دائماً، زحمةُ الحُرّاس ! (16) (يعملُ عملَنا ويحمِلُ اسمَنا لكِنّهُ يبدو مُخنّثاً مثلَ نافِذة.) هكذا تتحدّثُ الأبوابُ الخشَبيّة عن البابِ الزُّجاجي ! (17) لم تُنْسِهِ المدينةُ أصلَهُ. ظلَّ، مثلما كان في الغابة، ينامُ واقفاً ! (18) المفتاحُ النائمُ على قارعةِ الطّريق .. عرفَ الآن، الآن فقط، نعمةَ أن يكونَ لهُ وطن، حتّى لو كان ثُقباً في باب! (19) (- مَن الطّارق ؟ - أنا محمود .) دائماً يعترفون .. أولئكَ المُتّهمون بضربه ! (20) ليسَ لها بيوت ولا أهل. كُلَّ يومٍ تُقيم بين أشخاصٍ جُدد.. أبوابُ الفنادق ! (21) لم يأتِ النّجارُ لتركيبه. كلاهُما، اليومَ، عاطِلٌ عن العمل ! (22) - أحياناً يخرجونَ ضاحكين، وأحياناً .. مُبلّلين بالدُّموع، وأحياناً .. مُتذمِّرين. ماذا يفعلونَ بِهِم هناك ؟! تتساءلُ أبوابُ السينما. (23) (طَقْ .. طَقْ .. طَقْ ) سدّدوا إلى وجهِهِ ثلاثَ لكمات.. لكنّهم لم يخلعوا كَتِفه. شُرطةٌ طيّبون ! (24) على الرّغمَ من كونهِ صغيراً ونحيلاً، اختارهُ الرّجلُ من دونِ جميعِ أصحابِه. حَمَلهُ على ظهرِهِ بكُلِّ حنانٍ وحذر. أركَبهُ سيّارة. ( مُنتهى العِزّ )..قالَ لنفسِه. وأمامَ البيت صاحَ الرّجُل: افتحوا .. جِئنا ببابٍ جديد لدورةِ المياه ! (25) - نحنُ لا نأتي بسهولة. فلكي نُولدَ، تخضعُ أُمّهاتُنا، دائماً، للعمليّات القيصريّة. يقولُ البابُ الخشبي، وفي عروقه تتصاعدُ رائِحةُ المنشار. - رُفاتُ المئات من أسلافي .. المئات. صُهِرتْ في الجحيم .. في الجحيم. لكي أُولدَ أنا فقط. يقولُ البابُ الفولاذي ! (26) - حسناً.. هوَ غاضِبٌ مِن زوجته. لماذا يصفِقُني أنـا ؟! (27) لولا ساعي البريد لماتَ من الجوع. كُلَّ صباح يَمُدُّ يَدَهُ إلى فَمِـه ويُطعِمُهُ رسائل ! (28) ( إنّها الجنَّـة .. طعامٌ وافر، وشراب، وضياء ، ومناخٌ أوروبـّي.) يشعُرُ بِمُنتهى الغِبطة بابُ الثّلاجة ! (29) - لا أمنعُ الهواء ولا النّور ولا أحجبُ الأنظار. أنا مؤمنٌ بالديمقراطية. - لكنّك تقمعُ الهَوام. - تلكَ هي الديمقراطية ! يقولُ بابُ الشّبك. (30) هاهُم ينتقلون. كُلُّ متاعِهم في الشّاحِنة. ليسَ في المنـزل إلاّ الفراغ. لماذا أغلقوني إذن ؟! (31) وسيطٌ دائمٌ للصُلح بين جِدارين مُتباعِدَين ! (32) في ضوء المصباح المُعلَّقِ فوقَ رأسهِ يتسلّى طولَ الليل بِقراءةِ كتابِ الشّارع ! (33) ( ماذا يحسبُ نفسَه ؟ في النّهاية هوَ مثلُنا لا يعملُ إلاّ فوقَ الأرض.) هكذا تُفكِّرُ أبواب المنازل كُلّما لاحَ لها بابُ طائرة. (34) من حقِّهِ أن يقفَ مزهوّاً بقيمته. قبضَ أصحابُهُ من شركة التأمين مائة ألفِ دينار، فقط .. لأنَّ اللصوصَ خلعوا مفاصِلَه ! (35) مركزُ حُدود بين دولة السِّر ودولة العلَن. ثُقب المفتاح ! (36) - محظوظٌ ذلكَ الواقفُ في المرآب. أربعُ قفزاتٍ في اليوم.. ذلكَ كُلُّ شُغلِه. - بائسٌ ذلك الواقفُ في المرآب. ليسَ لهُ أيُّ نصيب من دفءِ العائلة ! (37) ركّبوا جَرَساً على ذراعِه. فَرِحَ كثيراً. مُنذُ الآن، سيُعلنون عن حُضورِهم دونَ الإضطرار إلى صفعِه ! (38) أكثرُ ما يُضايقهُ أنّهُ محروم من وضعِ قبضتهِ العالية في يدِ طفل ! (39) هُم عيّنوهُ حارِساً. لماذا، إذن، يمنعونَهُ من تأديةِ واجِبه ؟ ينظرُ بِحقد إلى لافتة المحَل: (نفتَحُ ليلاً ونهاراً) ! (40) - أمّا أنا.. فلا أسمحُ لأحدٍ ب******ي. هكذا يُجمِّلُ غَيْرتَه الحائطُ الواقف بينَ الباب والنافذة. لكنَّ الجُرذان تضحك ! (41) فَمُهُ الكسلان ينفتحُ وينغَلِق. يعبُّ الهواء وينفُثهُ. لا شُغلَ جديّاً لديه.. ماذا يملِكُ غيرَ التثاؤب ؟! (42) مُعاقٌ يتحرّكُ بكرسيٍّ كهربائي.. بابُ المصعد ! (43) هذا الرجُلُ لا يأتي، قَطُّ، عندما يكونُ صاحِبُ البيتِ موجوداً ! هذهِ المرأةُ لا تأتي، أبداً ، عندما تكونُ رَبَّةُ البيتِ موجودة ! يتعجّبُ بابُ الشّارع. بابُ غرفةِ النّوم وَحدَهُ يعرِفُ السّبب ! (44) ( مُنتهى الإذلال. لم يبقَ إلاّ أن تركبَ النّوافِذُ فوقَ رؤوسنا.) تتذمّرُ أبوابُ السّيارات ! (45) - أنتَ رأيتَ اللصوصَ، أيُّها الباب، لماذا لم تُعطِ أوصافَـهُم ؟ - لم يسألني أحد ! (46) تجهلُ تماماً لذّةَ طعمِ الطّباشير الذي في أيدي الأطفال، تلكَ الأبوابُ المهووسةُ بالنّظافة ! (47) - أأنتَ متأكدٌ أنهُ هوَ البيت ؟ - أظُن .. يتحسّرُ الباب : تظُنّ يا ناكِرَ الودّ ؟ أحقّاً لم تتعرّف على وجهي ؟! (48) وضعوا سعفتينِ على كتفيه. - لم أقُم بأي عملٍ بطولي. كُلُّ ما في الأمر أنَّ صاحبَ البيتِ عادَ من الحجّ. هل أستحِقُّ لهذا أن يمنحَني هؤلاءِ الحمقى رُتبةَ ( لواء ) ؟! (49) ليتسلّلْ الرّضيع .. لتتوغّلْ العاصفة .. لا مانعَ لديهِ إطلاقاً. مُنفتِح ! (50) الجَرسُ الذي ذادَ عنهُ اللّطمات .. غزاهُ بالأرق. لا شيءَ بلا ثمن ! (51) يقفُ في استقبالِهم. يضعُ يدَهُ في أيديهم. يفتحُ صدرَهُ لهم. يتنحّى جانباً ليدخلوا. ومعَ ذلك، فإنَّ أحداً منهُم لم يقُلْ لهُ مرّةً : تعالَ اجلسْ معنا! (52) في انتظار النُزلاء الجُدد.. يقفُ مُرتعِداً. علّمتهُ التّجرُبة أنهم لن يدخلوا قبل أن يغسِلوا قدميهِ بدماءِ ضحيّة ! (53) ( هذا بيتُنـا ) في خاصِرتي، في ذراعي، في بطني، في رِجلي. دائماً ينخزُني هذا الولدُ بخطِّهِ الرّكيك. يظُنّني لا أعرف ! (54) (الولدُ المؤدَّب لا يضرِبُ الآخرين.) هكذا يُعلِّمونهُ دائماً. أنا لا أفهم لماذا يَصِفونهُ بقلَّةِ الأدب إذا هوَ دخلَ عليهم دون أن يضربَني ؟! (55) - عبرَكِ يدخلُ اللّصوص. أنتِ خائنةٌ أيتها النّافذة. - لستُ خائنةً، أيها الباب، بل ضعيفة ! (56) هذا الّذي مهنتُهُ صَدُّ الرّيح.. بسهولةٍ يجتاحهُ دبيبُ النّملة ! (57) ( إعبروا فوقَ جُثّتي. إرزقوني الشّهادة.) بصمتٍ تُنادي المُتظاهرين بواّبةُ القصر ! (58) في الأفراح أو في المآتم دائماً يُصابُ بالغَثيان. ما يبلَعهُ، أوّلَ المساء، يستفرغُهُ، آخرَ السّهرة ! (59) اخترقَتهُ الرّصاصة. ظلَّ واقفاً بكبرياء لم ينـزف قطرةَ دَمٍ واحدة. كُلُّ ما في الأمر أنّهُ مالَ قليلاً لتخرُجَ جنازةُ صاحب البيت ! (60) قليلٌ من الزّيت بعدَ الشّتاء، وشيءٌ من الدُّهن بعد الصّيف. حارسٌ بأرخصِ أجر ! (61) نحنُ ضِمادات لهذه الجروح العميقة في أجساد المنازل ! (62) لولاه.. لفَقدتْ لذّتَها مُداهماتُ الشُّرطة ! (63) هُم يعلمون أنهُ يُعاني من التسوّس، لكنّ أحداً منهم لم يُفكّر باصطحابِهِ إلى طبيب الأسنان ! (64) - هوَ الذي انهزَم. حاولَ، جاهِداً، أن يفُضَّني.. لكنّني تمنَّعْتُ. ليست لطخَةَ عارٍ، بل وِسامُ شرَف على صدري بصمَةُ حذائه ! (65) - إسمع يا عزيزي .. إلى أن يسكُنَ أحدٌ هذا البيت المهجور إشغلْ أوقات فراغِكَ بحراسة بيتي. هكذا تُواسيهِ العنكبوت ! (66) ما أن تلتقي بحرارة الأجساد حتّى تنفتحَ تلقائيّاً. كم هي خليعةٌ بوّاباتُ المطارات ! (67) - أنا فخورٌ أيّتُها النافذة. صاحبُ الدّار علّقَ اسمَهُ على صدري. - يا لكَ من مسكين ! أيُّ فخرٍ للأسير في أن يحمِل اسمَ آسِرهِ ؟! (68) فكّوا قيدَهُ للتّو.. لذلكَ يبدو مُنشرِحَ الصَّدر ! (69) تتذمّرُ الأبواب الخشبيّة: سَواءٌ أعمِلنا في حانةٍ أم في مسجد، فإنَّ مصيرَنا جميعاً إلى النّار ! (70) في السّلسلةِ مفتاحٌ صغيرٌ يلمع. مغرورٌ لاختصاصهِ بحُجرةِ الزّينة. - قليلاً من التواضُعِ يا وَلَد.. لولايَ لما ذُقتَ حتّى طعمَ الرّدهة. ينهرُهُ مفتاحُ البابِ الكبير! (71) يُشبه الضميرَ العالمي. دائماً يتفرّج، ساكتاً، على ما يجري بابُ المسلَخ! (72) في دُكّان النجّار تُفكّرُ بمصائرها: - روضةُ أطفال ؟ ربّما. - مطبخ ؟ مُمكن. - مكتبة ؟ حبّذا. المهمّ أنها لن تذهبَ إلى السّجن. الخشَبُ أكثرُ رقّة من أن يقوم بمثلِ هذه المهمّة ! (73) الأبوابُ تعرِفُ الحكايةَ كُلَّها من ( طَقْ طَقْ ) إلى ( السَّلامُ عليكم.) |
كابوس الكابوس أمامي قائم. قمْ من نومكَ لست بنائم. ليس، إذن، كابوساً هذا بل أنت ترى وجه الحاكم ! |
مشاتمة ..!! قال الصبي للحمار: ( يا غبي ). قال الحمار للصبي: ( يا عربي ) ! |
دمعة على جثمان الحرية أنا لا أ كتب الأشعار فالأشعار تكتبني ، أريد الصمت كي أحيا، ولكن الذي ألقاه ينطقني ، ولا ألقى سوى حزن، على حزن، على حزن ، أأكتب أنني حي على كفني ؟ أأكتب أنني حر، وحتى الحرف يرسف بالعبودية ؟ لقد شيعت فاتنة، تسمى في بلاد العرب تخريبا ، وإرهابا وطعنا في القوانين الإلهية ، ولكن اسمها والله ... ، لكن اسمها في الأصل حرية |
السلطان الرجيم ..!!
أطبع في ذاكرتي ذاكرة النسيان وأعلن الطلاق بين لهجتي ولهجتي ، وأنصح الكتمان بالكتمان ، قلت له : " كفاك يا شيطاني ، فإن ما لقيته كفاني ، إياك أن تحفر لي مقبرتي بمعول الأوزان فأطرق الشيطان ثم اندفعت في صدره حرارة الإيمان وقبل أن يوحي لي قصيدتي ، خط على قريحتي : ، " أعوذ بالله من السلطان " |
كلب الوالي
كلب والينا المعظم عضني اليوم ومات فدعاني حارس الأمن لأعدم عندما اثبت تقرير الوفاة أن كلب السيد الوالي تسمم |
بدائل
فَتَحـتْ شُبّاكَهـا جارتُنـا . فَتَحَـتْ قلـبي أنـا . لمْحـَـةٌ .. واندَلَعَـتْ نافـورةُ الشّمسِ وغاصَ الغَـدُ في الأمسِ وقامَـتْ ضجّـةٌ صامِتـةٌ ما بينَنـا ! لـمْ نقُلْ شيئاً .. وقُلنـا كُلُّ شيءٍ عِنـدَنا ! يا أباها ا لـمـؤ مِنـا سالـتِ النّارُ من الشُبَّاكِ فافتَـحْ جَنّـةَ البابِ لَنـا . يا أباهـا إنّنـا .. لَستُـمْ على مذهبِنـا . لكنّنـا ... لستُمْ ذوي جـاهٍ ولا أهـلَ غِـنى . لكِنّنـا ... لستُمْ تَليْقـونَ بِنـا . لكنّنـا .. شَـرّفْتَنـا ! أُغلِـقَ البابُ .. وظلّـتْ فتْحَـةُ الشُّباكِ جُرحاً فاغِـراً ينـزِفُ أشـلاءَ مُنـى وخيالاتِ انتِحـارٍ ومواعيـدَ زِنــى ! |
صاحبة الجهالة ..! مَـرّةً، فَكّـرتُ في نشْرِ مَقالْ عَـن مآسي الا حتِـلا لْ عَـنْ دِفـاعِ الحَجَـرِ الأعـزَلِ عَـن مدفَـعِ أربابٍ النّضـالْ ! وَعَـنِ الطّفْـلِ الّذي يُحـرَقُ في الثّـورةِ كي يَغْـرقَ في الثّروةِ أشباهُ الرِّجالْ ! ** قَلّبَ المَسئولُ أوراقـي، وَقالْ : إ جـتـَنـِـبْ أيَّ عِباراتٍ تُثيرُ ا لا نفِعـا ل مَثَـلاً : خَفّـفْ ( مآسـي ) لِـمَ لا تَكتُبَ ) ماسـي ( ؟ أو ) مُواسـي ( أو ) أماسـي ( شَكْلُهـا الحاضِـرُ إحراجٌ لأصحابِ الكراسي ! إ احذ ِفِ ) الأعـْزَلَ ( .. فالأعْـزلُ تحريضٌ على عَـْزلِ السّلاطينِ وَتَعريضٌ بخَـطِّ الإ نعِـزا لْ ! إحـذ ِفِ ) المـدْ فَـعَ ( .. كي تَدْفَـعَ عنكَ الإ عتِقا لْ . نحْـنُ في مرحَلَـةِ السّلـمِ وَقـدْ حُـرِّمَ في السِّلمِ القِتالْ إ حـذ ِفِ ) الأربـابَ ( لا ربَّ سِـوى اللهِ العَظيمِ المُتَعـالْ ! إحـذ ِفِ ) الطّفْـلَ ( .. فلا يَحسُـنُ خَلْطُ الجِـدِّ في لُعْبِ العِيالْ إحـذ ِفِ ) الثّـورَةَ ( فالأوطـانُ في أفضَـلِ حالْ ! إحـذِ فِ ) الثّرْوَةَ ( و ) الأشبـاهَ ( ما كُلُّ الذي يُعرفَ، يا هذا، يُقـالْ ! قُلتُ : إنّـي لستُ إبليسَ وأنتُمْ لا يُجاريكُـمْ سِـوى إبليس في هذا المجـالْ . قالّ لي : كانَ هُنـا .. لكنّـهُ لم يَتَأقلَـمْ فاستَقَـالْ ! |
بلاد العرب
بعد ألفي سنة تنهض فوق الكتب ، نبذه عن وطن مغترب ، تاه في ارض الحضارات من المشرق حتى المغرب ، باحثا عن دوحة الصدق ولكن عندما كاد يراها حية مدفونة وسط بحار اللهب ، قرب جثمان النبي ، مات مشنوقا عليها بحبال الكذب ، وطن لم يبق من آثاره غير جدار خرب ، لم تزل لاصقة فيه بقايا من نفايات الشعارات وروث الخطب ، عاش حزب ا لـ...، يسقط ا لـخـا...، عـا ئد و...، والموت للمغتصب ، وعلى الهامش سطر ، أثر ليس له اسم ، إنما كان اسمه يوما بلاد العرب |
الحلم
وقفت مابين يدي مفسر الأحلام ، قلت له : " يا سيدي رأيت في المنام ، أني أعيش كالبشر ، وأن من حولي بشر ، وأن صوتي بفمي، وفي يدي الطعام ، وأنني أمشي ولا يتبع من خلفي أثر " ، فصاح بي مرتعدا : " يا ولدي حرام ، لقد هزئت بالقدر ، يا ولدي ، نم عندما تنام " ؛ وقبل أن أتركه تسللت من أذني أصابع النظام ، واهتز رأسي وانفجر |
هات العدل إدعُ إلى دينِـكَ بالحُسـنى وَدَعِ الباقـي للديَّـان . أمّـا الحُكْـمُ .. فأمـرٌ ثـانْ . أمـرٌ بالعَـدْلِ تُعـادِلُـهُ لا بالعِـمّةِ والقُفطـانْ توقِـنُ أم لا توقِـنُ .. لا يَعنـيني مَـن يُدريـني أنَّ لِسـانَكَ يلهَـجُ باسـمِ اللهِ وقلبَكَ يرقُـصُ للشيطـانْ ! أوْجِـزْ لـي مضمـونَ العَـدلِ ولا تـَفـلـِقـْـني بالعُنـوانْ . لـنْ تَقـوى عِنـدي بالتَّقـوى ويَقينُكَ عنـدي بُهتـانْ إن لم يَعتَـدِلِ الميـزانْ . شَعْـرةُ ظُلـمٍ تَنسِـفُ وَزنَـكَ لـو أنَّ صـلاتَكَ أطنـانْ ! الإيمـانُ الظالـمُ كُـفرٌ والكُفـرُ العادِلُ إيمـانْ ! هـذا ما كَتَبَ الرحمـانْ . ( قالَ فُـلانٌ عـنْ عُـلا ّنٍ عن فُلتـا نٌ عـن عُلتـانْ ) أقـوالٌ فيهـا قولانْ . لا تَعـدِلُ ميـزانَ العـدْلِ ولا تَمنحـني الإ طـمـئنـانْ د عْ أقـوالَ الأمـسِ وقُـل لي .. ماذا تفعـلُ أنتَ الآنْ ؟ هـل تفتـحُ للديـنِ الدُّنيـا .. أم تَحبِسُـهُ في دُكّانْ ؟! هـلْ تُعطينا بعـضَ الجنَّـةِ أم تحجُـزُها للإخـوانْ ؟! قُـلْ لي الآنْ . فعلى مُختَلـفِ الأزمـانْ والطُغيـانْ يذبحُني باسم الرحمانِ فِداءً للأوثانْ ! هـذا يَذبـحُ بالتَّـوراةِ وذلكَ يَذبـحُ بالإنجيـلِ وهـذا يذبـحُ بالقـرآنْ ! لا ذنْبَ لكلِّ الأديـانْ . الذنبُ بِطبْـعِ الإنسـانِ وإنَّـكَ يا هـذا إنسـانْ . كُـنْ ما شِـئتَ .. رئيسـاً، مَلِكـاً، خانـاً، شيخـاً، د هـْقـاناً، كُـنْ أيّـاً كانْ من جِنسِ الإنـسِ أو الجَـانْ لا أسـألُ عـنْ شَـكلِ السُّلطـةِ أسـألُ عـنْ عَـدْلِ السُّلطانْ . هـاتِ العَــدْلَ .. وكُـنْ طَـر َزانْ |
سلاطين بلادي الأعادي ، يتسلون بتطويع السكاكين ، وتطبيع الميادين ، وتقطيع بلادي ، وسلاطين بلادي يتسلون بتضييع الملايين ، وتجويع المساكين ، وتقطيع الأيادي ، ويفوزون إذا ما أخطئوا الحكم بأجر ا لا جـتها د ، عجبا، كيف اكتشفتم آية القطع، ولم تكتشفوا رغم العوادي آية واحدة من كل آيات الجهاد |
زمن الحمير ..!!
حي أنا لكن جلدي كفني ، أسير حيث أشتهي لكنني أسير ، نصف دمي بلازما، ونصفه خفير ، مع الشهيق دائما يدخلني، ويرسل التقرير في الزفير ، وكل ذنبي أنني آمنت بالشعر، وما آمنت بالشعير ، في زمن الحمير |
أوصاف ناقصة
نزعم أننا بشر لكننا خراف! ليس تماماً.. إنما في ظاهر الأوصاف. نُقاد مثلها؟ نعم. نُذعن مثلها؟ نعم. نُذبح مثلها؟ نعم. تلك طبيعة الغنم. لكنْ.. يظل بيننا وبينها اختلاف. نحن بلا أردِية.. وهي طوال عمرها ترفل بالأصواف! نحن بلا أحذية وهي بكل موسم تستبدل الأظلاف! وهي لقاء ذلها.. تـثغـو ولا تخاف. ونحن حتى صمتنا من صوته يخاف! وهي قُبيل ذبحها تفوز بالأعلاف. ونحن حتى جوعنا يحيا على ا لكفا ف! هل نستحق، يا ترى، تسمية الخراف؟! |
أعياد ..! قال الراوي: للناس ثلاثة أعياد عيد الفطر، وعيد الأضحى، والثالث عيد الميلاد. يأتي الفطر وراء الصوم ويأتي الأضحى بعد الرجم ولكنّ الميلاد سيأتي ساعة إعدام الجلاد. قيل له : في أي بلاد؟ قال الراوي: من تونس حتى تـطـوا ن من صنعاء إلى عمّان من مكة حتى بغداد قُتل الراوي. لكنّ الراوي يا موتى علمكم سر الميلاد. |
كانت تلك اشعار أحمد مطر |
ومع محمود درويش |
قطار الساعة الواحدة
رجل و امرأة يفترقان ينفضان الورد عن قلبيهما ، ينكسران . يخرج الظلّ من الظلّ يصيران ثلاثة : رجلا و امرأة و الوقت ... لا يأتي القطار فيعودان إلى المقهى يقولان كلاما آخرا ، ينسجمان و يحبّان بزوغ الفجر من أوتار جيتار و لا يفترقان ... .. و تلفت أجيل الطرف في ساحات هذا القلب . ناداني زقاق ورفاق يدخلون القبو و النسيان في مدريد . لا أنسى من المرأة إلّا وجهها أو فرحي ... أنساك أنساك و أنساك كثيرا لو تأخّرنا قليلا عن قطار الواحدة . لو جلسنا ساعة في المطعم الصيني ، لو مرّت طيور عائدة . لو قرأنا صحف الليل لكنّا رجلا و امرأة يلتقيان ... |
نشيد ما عسل شفاهك ، واليدان كأسا خمور .. للآخرين .. *** الدوح مروحة و حرش السنديان مشط صغير للآخرين .. و حرير صدرك و الندى و الأقحوان فرش وثير للآخرين *** و أنا على أسوارك السوداء ساهد عطش الرمال أنا .. وأعصاب المواقد ! من يوصد الأبواب دوني ؟ أي طاغية و مارد !! سأحب شهدك رغم أن الشهد يسكب في كؤوس الآخرين يا نحلة ما قبلت إلا شفاه الياسمين ! |
الموعد الأول
شدّت على يدي ووشوشتني كلمتين أعزّ ما ملكته طوال يوم : " سنلتقي غدا " و لفّها الطريق حلقت ذقني مرتين ! مسحت نعلي مرتين أخذت ثوب صاحبي ... و ليرتين ... لأشتري حلوى لها و قهوة مع حليب ! .... * وحدي على المقعد و العاشقون يبسمون... و خافقي يقول: و نحن سوف نبتسم ! * لعلّها قادمة على الطريق... لعلّها سهت . لعلّها ... لعلّها و لم تزل دقيقتان ! * النصف بعد الرابعة النصف مر و ساعة ... و ساعتان و امتدت الظلال و لم تجيء من وعدت في النصف بعد الرابعة . |
البكاء
ليس من شوق إلى حضن فقدته ليس من ذكرى لتمثال كسرته ليس من حزن على طفل دفنته أنا أبكي ! أنا أدري أن دمع العين خذلان ... و ملح أنا أدري ، و بكاء اللحن ما زال يلح لا ترشّي من مناديلك عطرا لست أصحو... لست أصحو ودعي قلبي... يبكي ! * شوكة في القلب مازالت تغزّ قطرات... قطرات... لم يزل جرحي ينزّ أين زرّ الورد ؟ هل في الدم ورد ؟ يا عزاء الميتين ! هل لنا مجد و عزّ ! أتركي قلبي يبكي ! خبّئي عن أذني هذي الخرافات الرتيبة أنا أدري منك بالإنسان ...بالأرض الغريبة لم أبع مهري ...و لا رايات مأساتي الخضيبة و لأنّي أحمل الصخر وداء الحبّ ... و الشمس الغريبة أنا أبكي ! أنا أمضي قبل ميعادي ... مبكر عمرنا أضيق منا ، عمرنا أصغر... أصغر هل صحيح ، يثمر الموت حياة هل سأثمر في يد الجائع خبزا ، في فم الأطفال سكّر ؟ أنا أبكي ! |
الحزن و الغضب
الصوت في شفتيك لا يطرب و النار في رئتيك لا تغلب و أبو أبيك على حذاء مهاجر يصلب وشفاهها تعطي سواك و نهدها يحلب فعلام لا تغضب -1- أمس التقينا في طريق الليل من حان لحان شفتاك حاملتان كل أنين غاب السنديان ورويت لي للمرة الخمسين حب فلانه و هوى فلان وزجاجة الكونياك و الخيام و السيف اليماني عبثا تخدر جرحك المفتوح عربدة القناني عبثا تطوع يا كنار الليل جامحة الأماني الريح في شفتيك تهدم ما بنيت من الأغاني فعلام لا تغضب -2- قالوا إبتسم لتعيش فابتسمت عيونك للطريق و تبرأت عيناك من قلب يرمده الحريق و حلفت لي إني سعيد يا رفيق و قرأت فلسفة ابتسامات الرقيق الخمر و الخضراء و الجسد الرشيق فإذا رأيت دمي بخمرك كيف تشرب يا رفيق -3- القرية الأطلال و الناطور و الأرض و اليباب و جذوع زيتوناتكم أعشاش بوم أو غراب من هيأ المحراث هذا العام من ربي التراب يا أنت أين أخوك أين أبوك إنهما سراب من أين جئت أمن جدار أم هبطت من السحاب أترى تصون كرامة الموتى و تطرق في ختام الليل باب و علام لا تغضب -4- أتحبها أحببت قبلك و ارتجفت على جدائلها الظليلة كانت جميله لكنها رقصت على قبري و أيامي القليلة و تحاصرت و الآخرين بحلبة الرقص الطويلة و أنا و أنت نعاتب التاريخ و العلم الذي فقد الرجوله من نحن دع نزق الشوارع يرتوي من ذل رايتنا القتيلة فعلام لا تغضب -5- إنا حملنا الحزن أعواما و ما طلع الصباح و الحزن نار تخمد الأيام شهوتنا و توقظها الرياح و الريح عندك كيف تلجمها و ما لك من سلاح إلا لقاء الريح و النيران في وطن مباح |
أجمل حب
كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة وجدنا غريبين يوما و كانت سماء الربيع تؤلف نجما ... و نجما و كنت أؤلف فقرة حب.. لعينيك.. غنيتها! أتعلم عيناك أني انتظرت طويلا كما انتظر الصيف طائر و نمت.. كنوم المهاجر فعين تنام لتصحو عين.. طويلا و تبكي على أختها ، حبيبان نحن، إلى أن ينام القمر و نعلم أن العناق، و أن القبل طعام ليالي الغزل و أن الصباح ينادي خطاي لكي تستمرّ على الدرب يوما جديداً ! صديقان نحن، فسيري بقربي كفا بكف معا نصنع الخبر و الأغنيات لماذا نسائل هذا الطريق .. لأي مصير يسير بنا ؟ و من أين لملم أقدامنا ؟ فحسبي، و حسبك أنا نسير... معا، للأبد لماذا نفتش عن أغنيات البكاء بديوان شعر قديم ؟ و نسأل يا حبنا ! هل تدوم ؟ أحبك حب القوافل واحة عشب و ماء و حب الفقير الرغيف ! كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة وجدنا غريبين يوما و نبقى رفيقين دوما |
رباعيات
وطني لم يعطني حبي لك غير أخشاب صليبي وطني يا وطني ما أجملك خذ عيوني خذ فؤادي خذ حبيبي في توابيت أحبائي أغني لأراجيح أحبائي الصغار دم جدي عائد لي فانتظرني آخر الليل نهار شهوة السكين لن يفهمها عطر الزنابق و حبيبي لا ينام سأغني و ليكن منبر أشعاري مشانق و على الناس سلام أجمل الأشعار ما يحفظه عن ظهر قلب كل قاريء فإذا لم يشرب الناس أناشيدك شرب قل أنا وحدي خاطيء ربما أذكر فرسانا و ليلى بدوية و رعاة يحلبون النوق في مغرب شمس يا بلادي ما تمنيت العصور الجاهلية فغدي أفضل من يومي و أمسي الممر الشائك المنسي ما زال ممرا و ستأتيه الخطى في ذات عام عندما يكبر أحفاد الذي عمر دهرا يقلع الصخر و أنياب الظلام من ثقوب السجن لاقيت عيون البرتقال و عناق البحر و الأفق الرحيب فإذا اشتد سواد الحزن في إحدى الليالي أتعزى بجمال الليل في شعر حبيبي حبنا أن يضغط الكف على الكف و نمشي و إذا جعنا تقاسمنا الرغيف في ليالي البرد أحميك برمشي و بأشعار على الشمس تطوف أجمل الأشياء أن نشرب شايا في المساء و عن الأطفال نحكي و غد لا نلتقي فيه خفاء و من الأفراح نبكي لا أريد الموت ما دامت على الأرض قصائد و عيون لا تنام فإذا جاء و لن يأتي بإذن لن أعاند بل سأرجوه لكي أرثي الختام لم أجد أين أنام لا سرير أرتمي في ضفتيه مومس مرت و قالت دون أن تلقي السلام سيدي إن شئت عشرين جنيه |
أنا من هناك
أنا من هناك. ولي ذكرياتٌ . ولدت كما تولد الناس. لي والدة وبيتٌ كثير النوافذِ. لي إخوةٌ. أصدقاء. وسجنٌ بنافذة باردهْ. لي موجةٌ خطفتها النوارس. لي مشهدي الخاص. لي عشبةٌ زائدهْ ولي قمرٌ في أقاصي الكلام، ورزقُ الطيور، وزيتونةٌ خالدهْ مررتُ على الأرض قبل مرور السيوف على جسدٍ حوّلوه إلى مائدهْ. أنا من هناك. أعيد السماء إلى أمها حين تبكي السماء على أمها، وأبكي لتعرفني غيمةٌ عائدهْ. تعلّمتُ كل كلام يليقُ بمحكمة الدم كي أكسر القاعدهْ تعلّمتُ كل الكلام، وفككته كي أركب مفردةً واحدهْ هي: الوطنُ... |
إذا كان لي أن أعيد البداية
إذا كان لي أن أعيد البداية أختار ما اخترت: ورد السياج أسافر ثانية في الدروب التي قد تؤدي وقد لا تؤدي إلى قرطبة. أعلّق ظلي على صخرتين لتبني الطيور الشريدةُ عشاً على غصن ظلي وأكسر ظلي لأتبع رائحة اللوز وهي تطير على غيمةٍ متربهْ وأتعبُ عند السفوحِ: تعالوا إليّ اسمعوني. كلوا من رغيفي اشربوا من نبيذي ، ولا تتركوني على شارع العمر وحدي كصفصافة متعبهْ. أحبُّ البلاد التي لم يطأها نشيد الرحيل ولم تمتثل لدم وامرأهْ أحبُّ النساء اللواتي يخبّئن في الشهوات انتحار الخيول على عتبهْ أعود، إذا كان لي أن أعود، إلى وردتي نفسها وإلى خطوتي نفسها ولكنني لا أعود إلى قرطبهْ.... |
على هذه الأرض
على هذه الأرض ما يستحق الحياة: تردد إبريل، رائحة الخبزِ في الفجر، آراء امرأة في الرجال، كتابات أسخيليوس ، أول الحب، عشب على حجرٍ، أمهاتٌ تقفن على خيط ناي، وخوف الغزاة من الذكرياتْ. على هذه الأرض ما يستحق الحياةْ: نهايةُ أيلولَ، سيّدةٌ تترُكُ الأربعين بكامل مشمشها، ساعة الشمس في السجن، غيمٌ يُقلّدُ سِرباً من الكائنات، هتافاتُ شعب لمن يصعدون إلى حتفهم باسمين، وخوفُ الطغاة من الأغنياتْ. على هذه الأرض ما يستحقّ الحياةْ: على هذه الأرض سيدةُ الأرض، أم البدايات أم النهايات. كانت تسمى فلسطين. صارتْ تسمى فلسطين. سيدتي: أستحق، لأنك سيدتي، أستحق الحياة. |
الآن، إذ تصحو، تذكر,
الآن، إذ تصحو، تذكر رقصة البجع الأخيرة. هل رقصت مع الملائكةِ الصغارِ وأنت تحلمُ؟ هل أضاءتك الفراشةُ عندما احترقت بضوء الوردة الأبدي؟ هل ظهرت لك العنقاءُ واضحةً... وهل نادتك باسمك؟ هل رأيت الفجر يطلع من أصابع من تُحبُّ؟ وهل لمستَ الحُلمَ باليد، أم تركت الُحلمَ يحلُمُ وحدهُ، حيث انتبهت إلى غيابك بغتةً؟ ما هكذا يُخْلي المنام الحالمونَ، فإنهم يتوهجون، ويكملون حياتهم في الحُلمِ.. قل لي كيف كنت تعيش حُلمك في مكان ما، أقل لك من تكون والآن إذ تصحو، تذكر: هل أسأت إلى منامك؟ إن أسأت إذاً تذكر رقصة البجع الأخيرة! تُنسى، كأنك لم تكن, تُنسى، كأنك لم تكن تُنسى كمصرع طائر ككنيسة مهجورة تُنسى، كحب عابر وكوردة في الليل... تُنسى **** أنا للطريق... هناك من سبقت خُطاه خُطاي من أملى رؤاه على رؤاي. هناك من نثر الكلام على سجيّته ليدخل في الحكاية أو يضيء لمن سيأتي بعده أثراً غنائياً... وحدسا *** تُنسى، كأنك لم تكن شخصاً، ولا نصاً... وتُنسى *** أمشي على هدي البصيرة، ربما أعطي الحكاية سيرة شخصية. فالمفردات تسوسني وأسوسها. أنا شكلها وهي التجلّي الحر. لكن قيل ما سأقول. يسبقني غدٌ ماضٍ. أنا مَلِك الصدى. لا عرش لي إلا الهوامش. والطريق هو الطريقة. ربما نسيَ الأوائل وصف شيء ما، أُحرّك فيه ذاكرة وحسّا *** تُنسى، كأنك لم تكن خبراً، ولا أثراً... وتُنسى *** أنا للطريق... هناك من تمشي خطاه على خطاي، ومن سيتبعني إلى رؤيايَ. من سيقول شعراً في مديح حدائق المنفى، أمام البيت، حراً من عبارة أمس، حراً من كناياتي ومن لغتي، فأشهد أنني حيّ وحرّ حين أُنسى |
عابرون في كلام عابر
ايها المارون بين الكلمات العابرة احملوا أسمائكم وانصرفوا وأسحبوا ساعاتكم من وقتنا ،و أنصرفوا وخذوا ما شئتم من زرقة البحر و رمل الذاكرة و خذوا ما شئتم من صور،كي تعرفوا انكم لن تعرفوا كيف يبني حجر من ارضنا سقف السماء ايها المارون بين الكلمات العابرة منكم السيف - ومنا دمنا منكم الفولاذ والنار- ومنا لحمنا منكم دبابة اخرى- ومنا حجر منكم قنبلة الغاز - ومنا المطر وعلينا ما عليكم من سماء وهواء فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا وادخلوا حفل عشاء راقص..و انصرفوا وعلينا ،نحن، ان نحرس ورد الشهداء و علينا ،نحن، ان نحيا كما نحن نشاء ايها المارون بين الكلمات العابرة كالغبار المر مروا اينما شئتم ولكن لا تمروا بيننا كالحشرات الطائرة فلنا في ارضنا ما نعمل و لنا قمح نربيه و نسقيه ندى اجسادنا و لنا ما ليس يرضيكم هنا حجر.. او خجل فخذوا الماضي،اذا شئتم الى سوق التحف و اعيدوا الهيكل العظمي للهدهد، ان شئتم على صحن خزف لنا ما ليس يرضيكم ،لنا المستقبل ولنا في ارضنا ما نعمل ايها المارون بين الكلمات العابره كدسوا اوهامكم في حفرة مهجورة ، وانصرفوا واعيدوا عقرب الوقت الى شرعية العجل المقدس او الى توقيت موسيقى مسدس فلنا ما ليس يرضيكم هنا ، فانصرفوا ولنا ما ليس فيكم : وطن ينزف و شعبا ينزف وطنا يصلح للنسيان او للذاكرة ايها المارون بين الكلمات العابرة آن ان تنصرفوا وتقيموا اينما شئتم ولكن لا تقيموا بيننا آن ان تنصرفوا ولتموتوا اينما شئتم ولكن لا تموتو بيننا فلنا في ارضنا مانعمل ولنا الماضي هنا ولنا صوت الحياة الاول ولنا الحاضر،والحاضر ، والمستقبل ولنا الدنيا هنا...و الاخرة فاخرجوا من ارضنا من برنا ..من بحرنا من قمحنا ..من ملحنا ..من جرحنا من كل شيء،واخرجوا من مفردات الذاكرة ايها المارون بين الكلمات العابرة!.. |
إن مشيت على شارع
إن مشيت على شارعٍ لا يؤدي إلى هاوية قُل لمن يجمعون القمامة: شكراً! إن رجعتَ إلى لبيت، حيّاً، كما ترجع القافية بلا خللٍ، قُلْ لنفسك: شكراً! إن توقَّعتَ شيئاً وخانك حدسك،فاذهب غداً لتى أين كُنتَ، وقُلْ للفرائة: شكراً! إن صرخت بكل قواك، ورد عليك الصدى "مَنْ هناك؟" فقل للهويّة: شكراً! إن نظرتَ إلى وردةٍ دون أن توجعكْ وفرحتَ بها، قل لقلبك: شكراً! إن نهضت صباحاً، ولم تجد الآخرين معك يفركون جفونك، قل للبصيرة: شكراً! إن تذكرت حرفاً من اسمك واسم بلادك، كن ولداً طيباً! ليقول لك الربُّ: شكراً! |
لا أعرف الشخص الغريب
لا أعرف الشخصَ الغريبَ ولا مآثرهُ رأيتُ جِنازةً فمشيت خلف النعش، مثل الآخرين مطأطئ الرأس احتراماً. لم أجد سبباً لأسأل: مَنْ هُو الشخصُ الغريبُ؟ وأين عاش، وكيف مات فإن أسباب الوفاة كثيرةٌ من بينها وجع الحياة سألتُ نفسي: هل يرانا أم يرى عَدَماً ويأسفُ للنهاية؟ كنت أعلم أنه لن يفتح النَّعشَ المُغَطَّى بالبنفسج كي يُودِّعَنا ويشكرنا ويهمسَ بالحقيقة ( ما الحقيقة؟) رُبَّما هُوَ مثلنا في هذه الساعات يطوي ظلَّهُ. لكنَّهُ هُوَ وحده الشخصُ الذي لم يَبْكِ في هذا الصباح، ولم يَرَ الموت المحلِّقَ فوقنا كالصقر فاًحياء هم أَبناءُ عَمِّ الموت، والموتى نيام هادئون وهادئون وهادئون ولم أَجد سبباً لأسأل: من هو الشخص الغريب وما اسمه؟ لا برق يلمع في اسمه والسائرون وراءه عشرون شخصاً ما عداي ( أنا سواي) وتُهْتُ في قلبي على باب الكنيسة: ربما هو كاتبٌ أو عاملٌ أو لاجئٌ أو سارقٌ، أو قاتلٌ ... لا فرق، فالموتى سواسِيَةٌ أمام الموت .. لا يتكلمون وربما لا يحلمون . وقد تكون جنازةُ الشخصِ الغريب جنازتي لكنَّ أَمراً ما إلهياً يُؤَجِّلُها لأسبابٍ عديدةْ من بينها: خطأ كبير في القصيدة |
لا تنامي...حبيبتي
عندما يسقط القمر كالمرايا المحطمه يكبر الظلُّ بيننا والأساطير تحتضر لا تنامي.. حبيبتي جرحنا صار أوسمه صار ورداً على قمر...! خلف شباكنا نهارْ وذراع من الرضا عندما لفني وطار خلتُ أني فراشةٌ في قناديل جلّنارْ وشفاهٌ من الندى حاورتني بلا حوارْ! لا تنامي.. حبيبتي خلف شباكنا نهار! سقط الورد من يدي لا عبير، ولا خَدَرْ لا تنامي.. حبيبتي العصافير تنتحرْ ورموشي سنابلٌ تشرب الليلَ والقدرْ صوتك الحُلوُ قبلةٌ وجناحٌ على وترْ غُصنُ زيتونةٍ بكى في المنافي على حجرْ باحثاً عن أُصولهِ وعن الشمس والمطرْ لا تنامي .. حبيبتي العصافير تنتحر عندما يسقط القمر كالمرايا المحطمه يشرب الظل عارنا ونداري فرارنا يصبح الحب ملحمه لا تنامي .. حبيبتي جرحنا صار أوسمه ويدانا على الدجى عندليبٌ على وترْ |
في الانتظار
ربما نسيت حقيبتها الصغيرة في القطار، فضاع عنواني وضاع الهاتف المحمول، فانقطعت شهيتها وقالت: لا نصيب له من المطر الخفيف وربما انشغلت بأمر طارئٍ أو رحلةٍ نحو الجنوب كي تزور الشمس، واتصلت ولكن لم تجدني في الصباح، فقد خرجت لاشتري غاردينيا لمسائنا وزجاجتين من النبيذ وربما اختلفت مع الزوج القديم على شئون الذكريات، فأقسمت ألا ترى رجلاً يُهددُها بصُنع الذكريات وربما اصطدمت بتاكسي في الطريق إلي، فانطفأت كواكب في مجرتها. وما زالت تُعالج بالمهدئ والنعاس وربما نظرت الى المرآة قبل خروجها من نفسها، وتحسست أجاصتين كبيرتين تُموجان حريرها، فتنهدت وترددت: هل يستحق أنوثتي أحد سواي وربما عبرت، مصادفة، بِحُب سابق لم تشف منه، فرافقته إلى العشاء وربما ماتت، فان الموت يعشق فجأة، مثلي، وإن الموت، مثلي، لا يحب الانتظار |
الآن في المنفى
الآن، في المنفى ... نعم في البيتِ، في الستّينَ من عُمْرٍ سريعٍ يُوقدون الشَّمعَ لك فافرح، بأقصى ما استطعتَ من الهدوء، لأنَّ موتاً طائشاً ضلَّ الطريق إليك من فرط الزحام.... وأجّلك قمرٌ فضوليٌّ على الأطلال, يضحك كالغبي فلا تصدِّق أنه يدنو لكي يستقبلك هُوَ في وظيفته القديمة، مثل آذارَ الجديدِ ... أعادَ للأشجار أسماءَ الحنينِ وأهمَلكْ فلتحتفلْ مع أصدقائكَ بانكسار الكأس. في الستين لن تجِدَ الغَدَ الباقي لتحملَهُ على كتِفِ النشيد ... ويحملكْ قُلْ للحياةِ، كما يليقُ بشاعرٍ متمرِّس: سيري ببطء كالإناث الواثقات بسحرهنَّ وكيدهنَّ. لكلِّ واحدةْ نداءُ ما خفيٌّ: هَيْتَ لَكْ / ما أجملَكْ! سيري ببطءٍ، يا حياةُ ، لكي أراك بِكامل النُقصان حولي. كم نسيتُكِ في خضمِّكِ باحثاً عنِّي وعنكِ. وكُلَّما أدركتُ سرَاً منك قُلتِ بقسوةٍ: ما أّجهلَكْ! قُلْ للغياب: نَقَصتني وأنا حضرتُ ... لأُكملَكْ! |
إن مشيت على شارع
إن مشيت على شارعٍ لا يؤدي إلى هاوية قُل لمن يجمعون القمامة: شكراً! إن رجعتَ إلى لبيت، حيّاً، كما ترجع القافية بلا خللٍ، قُلْ لنفسك: شكراً! إن توقَّعتَ شيئاً وخانك حدسك،فاذهب غداً لتى أين كُنتَ، وقُلْ للفرائة: شكراً! إن صرخت بكل قواك، ورد عليك الصدى "مَنْ هناك؟" فقل للهويّة: شكراً! إن نظرتَ إلى وردةٍ دون أن توجعكْ وفرحتَ بها، قل لقلبك: شكراً! إن نهضت صباحاً، ولم تجد الآخرين معك يفركون جفونك، قل للبصيرة: شكراً! إن تذكرت حرفاً من اسمك واسم بلادك، كن ولداً طيباً! ليقول لك الربُّ: شكراً! |
درس من كاما سوطرا
بكأس الشراب المرصَّع باللازوردِ انتظرها، على بركة الماء حول المساء وزَهْر الكُولُونيا انتظرها، بصبر الحصان المُعَدّ لمُنْحَدرات الجبالِ انتظرها، بذَوْقِ الأمير الرفيع البديع انتظرها، بسبعِ وسائدَ مَحْشُوَّةٍ بالسحابِ الخفيفِ انتظرها، بنار البَخُور النسائيِّ ملءَ المكانِ انتظرها، ولا تتعجَّلْ، فإن أقبلَتْ بعد موعدها فانتظرها، وإن أقبلتْ قبل وعدها فانتظرها، ولا تُجْفِل الطيرَ فوق جدائلها وانتظرها، لتجلس مرتاحةً كالحديقة في أَوْج زِينَتِها وانتظرها، لكي تتنفَّسَ هذا الهواء الغريبَ على قلبها وانتظرها، لترفع عن ساقها ثَوْبَها غيمةً غيمةً وانتظرها، وقدَّمْ لها الماءَ قبل النبيذِ ولا تتطلَّع إلى تَوْأَمَيْ حَجَلٍ نائمين على صدرها وانتظرها، ومُسَّ على مَهَل يَدَها عندما تَضَعُ الكأسَ فوق الرخامِ كأنَّكَ تحملُ عنها الندى وانتظرها، تحدَّثْ إليها كما يتحدَّثُ نايٌ إلى وَتَرٍ خائفٍ في الكمانِ كأنكما شاهدانِ على ما يُعِدُّ غَدٌ لكما وانتظرها، ولَمِّع لها لَيْلَها خاتماً خاتماً وانتظرها إلى أَن يقولَ لَكَ الليلُ: لم يَبْقَ غيركُما في الوجودِ فخُذْها، بِرِفْقٍ، إلى موتكَ المُشْتَهى وانتظرها! |
هي في المساء
هي في المساء وحيدةٌ، وأًنا وحيدٌ مثلها... بيني وبين شموعها في المطعم الشتويِّ طاولتان فارغتان [ لا شيءٌ يعكِّرُ صًمْتًنًا] هي لا تراني، إذ أراها حين تقطفُ وردةً من صدرها وأنا كذلك لا أراها، إذ تراني حين أًرشفُ من نبيذي قُبْلَةً... هي لا تُفَتِّتُ خبزها وأنا كذلك لا أريق الماءَ فوق الشًّرْشَف الورقيّ [لا شيءٌ يكدِّر صَفْوَنا] هي وَحْدها، وأَنا أمامَ جَمَالها وحدي. لماذا لا تًوَحِّدُنا الهَشَاشَةُ؟ قلت في نفسي- لماذا لا أَذوقُ نبيذَها؟ هي لا تراني، إذ أراها حين ترفًعُ ساقها عن ساقِها... وأَنا كذلك لا أراها، إذ تراني حين أَخلَعُ معطفي... لا شيء يزعجها معي لا شيء يزعجني، فنحن الآن منسجمان في النسيان... كان عشاؤنا، كُلٌّ على حِدَةٍ، شهيّاً كان صَوْتُ الليل أزْرَقَ لم أكن وحدي، ولا هي وحدها كنا معاً نصغي إلى البلَّوْرِ [ لا شيءٌ يُكَسِّرُ ليلنا] هِيَ لا تقولُ: الحبُّ يُولَدُ كائناً حيّا ويُمْسِي فِكْرَةً. وأنا كذلك لا أقول: الحب أَمسى فكرةً |
قصيدة الرمل
إنّه الرمل مساحات من الأفكار و المرأة ، فلنذهب مع الإيقاع حتى حتفنا في البدء كان الشجر العالي نساء كان ماء صاعدا . كان لغه . هل تموت الأرض كالإنسان هل يحملها الطائر شكلا للفراغ ؟ البدايات أنا و النهايات أنا و الرمل شكل و احتمال . برتقال يتناسى شهوتي الأولى . أرى في ما أرى النسيان ، قد يفترس الأزهار و الدهشة ، و الرمل هو الرمل . أرى عصرا من الرمل يغطينا ، و يرمينا من الأيام . ضاعت فكرتي و امرأتي ضاعت و ضاع الرمل في الرمل . البدايات أنا و النهايات أنا و الرمل جسم الشجر الآتي ، غيوم تشبه البلدان . لون واحد للبحر و النوم . و للعشاق وجه واحد ، ... و سنعتاد على القرآن في تفسير ما يجري ، سنرمي ألف نهر في مجاري الماء . و الماضي هو الماضي ، سيأتي في انتخابات المرايا سيّد الأيّام . و النخلة أمّ اللّغة الفصحى . أرى ، في ما أرى ، مملكة الرمل على الرمل و لن يبتسم القتلى لأعياد الطبول ووداعا ... للمسافات وداعا ... للمساحات وداعا للمغنّين الذين استبدوا "القانون" بالقانون كي يلتحموا بالرمل ... مرحى للمصابين برؤياي ، و مرحى للسيول . البدايات أنا و النهايات أنا أمشي إلى حائط إعدامي كعصفور غبيّ ، و أظنّ السهم ضلعي و دمي أغنية الرمّان . أمشي و أغيب الآن في عاصفة الرمل ، سيأتي الرمل رمليا و تأتين إلى الشاعر في الليل ، فلا تجدين الباب و الأزرق ، ضاعت لفظتي و امرأتي ضاعت ... سيأتي .. سوف يأتي عاشقان يأخذان الزنبق الهارب من أيّامنا و يقولان أمام النهر : كم كان قصيرا زمن الرمل و لا يفترقان و البدايات أنا و النهايات أنا |
قصيدة الخبز
(إلى إبراهيم مرزوق ) كان يوما غامضا ... تخرج الشمس إلى عاداتها كسلى رماد معدنيّ يملأ الشرق .. و كان الماء في أوردة الغيم و في كل أنابيب البيوت يابسا كان خريفا يائسا في عمر بيروت و كان الموت يمتدّ من القصر إلى الراديو إلى بائعة الجنس إلى سوق الخضار ما الذي أيقظك الآن تمام الخامسة ؟ كان إبراهيم رسّام المياه و سياجا للحروب و كسولا عندما يوقظه الفجر و لكنّ لإبراهيم أطفالا من الليّلك و الشمس يريدون رغيفا و حليب كان إبراهيم رسّاما و أب كان حيّا من دجاج و جنوب و غضب و بسيطا كصليب المساحات صغيره مقعد في غرفة . لا شيء... لا شيء و كان الرسم بالماء وطن و التفاصيل لكم . وجهي أنا برقيّة هل تقرأون الماء كي تتّفق الآن ؟ البياض الأسود احتل المسافات أنا الورد الذي لا يومىء القيد الذي يأتي من الحرية - الفوضى أو الهجز الذي يأخذ شكل الوطن - البوليس هل كان الوطن انطباعا أم صراعا ؟ وضياعا أم خلاص كان يوما غامضا ... وجهي أنا برقيّة الحنطة في حقل الرصاص ما الذي أيقظك الآن تمام الخامسة ؟ كنت تعرف هي بيروت الفوارق هي بيروت الحرائق ما الذي أيقظك الآن تمام الخامسة ؟ إنّهم يغتصبون الخبز و الإنسان منذ الخامسة .... لمم يكن للحبر في يوم من الأيّام هذا الطعم ، هذا الدم هذا الملمس الهامس هذا الهاجس الكونيّ هذا الجوهر الكلي ّ هذا الصوت هذا الوقت هذا اللون هذا الفنّ هذا الاندفاع البشريّ . السرّ. هذا السّحر هذا الانتقال الفذ من كهف البدايات إلى حرب العصابات إلى المأساة في بيروت من كان يموت في تمام الخامسة ؟ كان إبراهيم يستولي على اللون النهائيّ و يستولي على سر العناصر كان رسّاما وثائر كان يرسم وطنا مزدحما بالناس و الصفصاف و الحرب وموج البحر و العمال و الباعة و الريف و يرسم جسدا مزدحما بالوطن المطحون في معجزة الخبز و يرسم مهرجان الأرض و الإنسان ، خبزا ساخنا عند الصباح كانت الأرض رغيفا كانت الشمس غزالة كان إبراهيم شعبا في الرغيف و هو الآن نهائيّ... نهائي ّ تمام السادسة دمه في خبزه خبزه في دمه الآن تمام السادسة .. |
الحديقة النائمة
سرقت يدي حين عانقها النوم ، غطّيت أحلامها ، نظرت إلى عسل يختفي خلف جفنين، صلّيت من أجل ساقين معجزتين ، إنحنيت على نبضها المتواصل، شاهدت قمحا على مرمر ونعاس، بكت قطرة من دمي فارتجفت… الحديقة نائمة في سريري . ذهبت إلى الباب ، لم التفت نحو روحي التي واصلت نومها سمعت رنين خطاها القديم وأجراس قلبي ذهبت إلى الباب - مفتاحها في حقيبتها وهي نائمة كالملاك الذي مارس الحب - ليل على مطر في الطريق ، ولا صوت يأتي سوى نبضها والمطر . ذهبت إلى الباب ، يفتح الباب، أخرج . ينغلق الباب. يخرج ظلي ورائي . لماذا أقول وداعا ؟ من الآن صرت غريبا عن الذكريات وبيتي. هبطت السلالم ، لا صوت يأتي سوى نبضها والمطر وخطوي على درج نازل من يديها إلى رغبة في السفر . وصلت إلى الشجره هنا قبلتني هنا ضربتني صواعق من فضة وقرنفل . هنا كان عالمها يبتدىء هنا كان عالمها ينتهي . وقفت ثواني من زنبق وشتاء ، مشيت ، ترددت ، ثم مشيت ، أخذت خطاي وذاكرتي المالحه مشيت معي . لا وداع ولا شجره فقد نامت الشهوات وراء الشبابيك ، نامت جميع العلاقات ، نامت جميع الخيانات خلف الشبابيك ، نام رجال المباحث أيضا .. وريتا تنام … وتوقظ أحلامها . في الصباح ستأخذ قبلتها ، وأيامها ، ثم تحضر لي قهوتي العربية وقهوتها بالحليب . وتسأل للمرة الألف عن حبّنا وأجيب بأني شهيد اليدين اللتين تعدان لي قهوتي في الصباح . وريتا تنام … تنام وتوقظ أحلامها - نتزوج؟ نعم . - متى ؟ حين ينمو البنفسج على قبعات الجنود . طويت الأزقة ، مبنى البريد ، مقاهي الرصيف ، نوادي الغناء ، وأكتشاك بيع التذاكر . أحبّك ريتا . أحبّك . نامي وأرحل بلا سبب كالطيور العنيفة أرحل بلا سبب كالرياح الضعيفة أرحل أحبّك ريتا .أحبّك . نامي سأسأل بعد ثلاثة عشر شتاء سأسأل : أما زلت نائمة أم صحوت من النوم … ريتا ! أحبّك ريتا أحبّك … |
النهر غريب و أنت حبيبي
الغريب النهر_ قالت و استعدّت للغناء لم نحاول لغة الحبّ ،و لم نذهب إلى النهر سدى و أتاني الليل من مناديلها لم يأت ليل مثل هذا الليل من قبل فقدمت دمي للأنبياء ليموتوا بدلا منا.. و نبقى ساعة فوق رصيف الغرباء و استعدت للغناء . وحدنا في لحظة العشّاق أزهار على الماء و أقدام على الماء إلى أين سنذهب للغزال الريح و الرمح. أنا السكّين و الجرح. إلى أين سنذهب ؟ ها هي الحريّة الحسناء في شرياني المقطوع. عيناك و بلدان على النافذة الصغرى و يا عصفورة النار ،إلى أين سنذهب؟ للغزال الريح و الرمح ، و للشاعر يأتي زمن أعلى من الماء، و أدنى من حبال الشّنق. يا عصفورة المنفى !إلى أين سنذهب؟ لم أودعك، فقد ودعت سطح الكرة الأرضيّة الآن.. معي أنت لقاء دائم بين وداع ووداع . ها أنا أشهد أن الحب مثل الموت يأتي حين لا ننتظر الحبّ، ، فلا تنتظريني .. الغريب النهر_ قالت و استعدت للسفر، الجهات الست لا تعرف عن" جانا" سوى أن المطر لم يبللها. و لا تعرف عنها غير أني قد تغيّرت تغيرّت تصببت بروقا و شجر و أسرت السندباد و الغريب النهر_ قالت ها هو الشيء الذي نسكت قد صار بلاد هل هي الأرض التي نسكن قد صارت سفر و الغريب النهر_ قالت و استعدّت للسفر وحدنا لا ندخل الليل لماذا يتمنّى جسمك الشّعر وزهر اللوتس الأبعد من قبري لماذا تحملين بمزيد من عيون الشهداء؟ اقتربي مني يزيدوا واحدا "خبزي كفاف البرهة الأولى ".. و أمضي نحو وقتي و صليب الآخرين. وحدنا لا ندخل الليل سدى، يا أيّها الجسم الذي يختصر الأرض، و يا أيتها الأرض التي تأخذ شكل الجسد الروحي كوني لأكون . حاولي أن ترسميني قمرا ينحدر الليل إلى الغابات خيلا حاولي أن ترسميني حجرا تمضي المسافات إلى بيتي خيلا فلماذا تحملين بمزيد من وجوه الشهداء، ابتعدي عني يصيروا أمّة في واحد .. هل تحرقين الريح في خاصرتي أم تمتشقين الشمس؟ أم تنتحرين؟ علّمتني هذه الدنيا لغات و بلادا غير ما ترسمه عيناك . لا أفهم شيئا منك ."لا أفهمني جانا" فلا تنتظريني!.. الغريب النهر_ قالت و استعدّت للبكاء. لم تكن أجمل من خادمة المقهى و لا أقرب من أمّي و لكنّ المساء كان قطا بين كفّيها و كان الأفق الواسع يأتي من زجاج النافذة لاجئا في ظلّ عينيها و كان الغرباء يملأون الظلّ لن أمضي إلى النهر سدى. إذهبي في الحلم يا جانا! بكت جانا! و كان الوقت يرميني على ساعة ماء إذهبي في الوقت يا جانا ! بكت جانا و كان الحلم ذرات هواء إذهبي في الفرح الأول يا جانا بكت جانا و كان الجرح ورد الشهداء ..؟ آه، جانا لم تكوني مدني أو وطني أو زمني كي أوقف النهر الذي يجرفني فلماذا تدخلين الآن جسمي لتصيري النهر أو سيّدة النهر لماذا تخرجين الآن من جسمي و من أجلك جدّدت الإقامة فوق هذي الأرض.. جدّدت الإقامة إذهبي في الحلم يا جانا! بكت جانا و صار النهر زنّارا على خاصرتي و اختفى شكل السماء.. |
طوبى لشيء لم يصل
هذا هو العرس الذي لا ينتهي في ساحة لا تنتهي في ليلة لا تنتهي هذا هو العرس الفلسطينيّ لا يصل الحبيب إلى الحبيب إلاّ شهيدا أو شريدا دمهم أمامي .. يسكن اليوم المجاور _ صار جسمي وردة في موتهم .. و ذبلت في اليوم الذي سبق الرصاصة و ازدهرت غداة أكملت الرصاصة جثّتي و جمعت صوتي كلّه لأكون أهدأ من دم غطّى دمي.. دمهم أمامي يسكن المدن التي اقتربت كأنّ جراحهم سفن الرجوع ووحدهم لا يرجعون دمهم أمامي .. لا أراه كأنه وطني أمامي.. لا أراه كأنه طرقات يافا _ لا أراه كأنه قرميد حيفا _ لا أراه كأنّ كل نوافذ الوطن اختفت في اللحم وحدهم يرون وحاسة يرون و حاسّة الدم أينعت فيهم و قادتهم إلى عشرين عاما ضائعا و الآن ،تأخذ شكلها الآتي حبيبتهم .. و ترجعهم إلى شريانها دمهم أمامي.. لا أراه كأنّ كل شوارع الوطن اختفت في اللحم وحدهم يرون لأنهم يتحررون الآن من جلد الهزيمة و المرايا ها هم يتطايرون على سطوحهم القديمة كالسنونو و الشظايا ها هم يتحررون.. طوبى لشيء غامض طوبى لشيء لم يصل فكّوا طلاسمه و مزقهم فأرّخت البداية من خطاهم ( ها هي الأشجار تزهر في قيودي ) و انتميت إلى رؤاهم ( ها هي الميناء تظهر في حدودي ) و الحلم أصدق دائما، لا فرق بين الحلم و الوطن المرابط خلفه.. الحلم أصدق دائما. لا فرق بين الحلم و الجسد المخبّأ في شظية و الحلم أكثر واقعيّة السفح أكبر من سواعدهم و لكن.. حاولوا أن يصعدوا و البحر أبعد من مراحلهم و لكن.. حاولوا أن يعبروا و النجم أقرب من منازلهم و لكن حاولوا أن يفرحوا و الأرض أضيق من تصورهم ولكن.. حاولوا أن يحملوا طوبى لشيء غامض طوبى لشيء لم يصل فكوا طلاسمه و مزقهم فأرخت البداية من خطاهم و انتميت إلى رؤاهم آه.. يا أشياء! كوني مبهمه لنكون أوضح منك أفلست الحواس و أصبحت قيدا على أحلامنا و على حدود القدس ، أفلست الحواسّ ،و حاسّة الدم أينعت فيهم و قادتهم إلى الوجه البعيد هربت حبيبتهم إلى أسوارها و غزاتها فتمرّدوا و توحدوا في رمشها المسروق من أجفانهم و تسلّقوا جدران هذا العصر دقوا حائط المنفى أقاموا من سلاسلهم سلالم ليقبّلوا أقدامها فاكتظ شعب في أصابعهم خواتم هذا هو العرس الذي لا ينتهي في ساحة لا تنتهي هذا هو العرس الفلسطيني لا يصل الحبيب إلى الحبيب إلا شهيدا..أو شريدا _من أي عام جاء هذا الحزن؟ _من سنة فلسطينية لا تنتهي و تشابهت كل الشهور، تشابه الموتى و ما حملوا خرائط أو رسوما أو أغاني للوطن حملوا مقابرهم .. و ساروا في مهمتهم وسرنا في جنازتهم و كان العالم العربي أضيف من توابيت الرجوع أنراك يا وطني لأن عيونهم رسمتك رؤيا.. لا قضيه! أنراك يا وطني لأن صدورهم مأوى عصافير الجليل و ماء وجه المجدليه! أنراك يا وطني لأن أصابع الشهداء تحملنا إلى صفد صلاة ..أو هويّة ماذا تريد الآن منّا ماذا تريد ؟ خذهم بلا أجر ووزّعهم على بيارة جاعت لعل الخضرة انقرضت هناك .. الشيء.. أم هم ؟ إن جثة حارس صمام هاوية التردي (هكذا صار الشعار، و هكذا قالوا ) و مرحلة بأكملها أفاقت_ ذات حلم_ من تدحرجها على بطن الهزيمة ،( هكذا ماتوا ) و هذا الشيء.. هذا الشيء بين البحر و المدن اللقيطة ساحل لم يتسع إلا لموتانا و مروا فيه كالغرباء ( ننساهم على مهل و هذا الشيء.. هذا الشيء بين البحر و المدن اللقيطة حارس تعبت يداه من الإشاره لم يصل أحد ومروا من يديه الآن فاتسعت يداه كلّ شيء ينتهي من أجل هذا العرس مرحلى بأكملها أفاقت_ ذات موت_ من تدحرجها على بطن الهزيمة .. الشيء.. أم هم؟ يدخلون الآن في ذرات بعضهم، يصير الشيء أجسادا، و هم يتناثرون الآن بين البحر و المدن اللقيطة ساحلا أو برتقالا _ كلّ شيء ينتهي من أجل هذا العرس .. مرحلة بأكملها.. زمان ينتهي هذا هو العرس الفلسطينيّ لا يصل الحبيب إلى الحبيب إلأّ شهيدا أو شريدا . |
عابر السبيل
بلادي بعيده تبخر مني ثراها إلى داخلي. لا أراها. وأنت بعيده أراك كومضة ورد مفاجىء وفي جسدي رغبة في الغناء لكل الموانىء. وإني أحبّك لكنني لا أحبّ الأغاني السريعه ولا القبل الخاطفه وأنت تحبّينها كبّحارة يائسي..ن أرى عبر زنبقة المائده و عبر أناملك الشاردة أرى البرق يخطف وجهي القديم إلى شرفة ضائعة و أنت تحبّينني _ قلت _ من أجل هذا المساء. لنرقص إذن ، أنا الماء و الظل و الظل و الماء لا يعرفان الخيانة و لا الانكسار و لا يذكران و لا ينسيان و لكن.. لماذا ؟ لماذا توقفت الأسطوانه و من خدش الأسطوانه لماذا تدور على نفسها: بلادي بعيده بلادي بلادي بلادي |
تقاسيم على الماء
وراء الخريف البعيد ثلاثون عاما وصورة ريتا وسنبلة أكملت عمرها في البريد. وراء الخريف البعيد أحبك يوما.. وأرحل تطير العصافير باسمي وتقتل أحبك يوما وأبكي لأنك أجمل من وجه أمي وأجمل من الكلمات التي شرّدتن..ي على الماء وجهك. ظل السماء يخاصم ظلّي وتمنعني من محاذاة هذا المساء نوافذ أهلي. متى يذبل الورد في الذاكره؟ متى يفرح الغرباء؟ لكي أصف اللحظة العائمه على الماء_ أسطورة أو سماء.. ..وتحت السماء البعيده نسيتك، تنمو الزنابق هناك.. بلا سبب والبنادق هناك.. بلا غضب والقصيده هناك بلا شاعر والسماء البعيده تحاذي سطوح المنازل وقبعة الشرطيّ وتنسى جبين..ي وتحت المساء الغريب تعذّبنا الأرض، جسمك يقتبس البرتقال ويهرب منّي. أحبّك، والأفق يأخذ شكل سؤال أحبّك، والبحر أزرق أحبّك، والعشب أخضر أحبّك_ زنبق أحبّك_ خنجر أحبّك يوما وأعرف تاريخ موتي أحبّك يوما بدون انتحار وراء الخريف البعيد أمشط شعرك. أرسم خصرك. في الريح، نجما.. وعيد أحبك يوما أحبك قرب الخريف البعيد تمرّ العصافير باسمي طليقه وباسمي_ يمر النهار حديقه، وباسمك أحيا أحبك يوما وأحيا.. وراء الخريف البعيد. |
كتابة بالفحم المحترق
مدينتنا.. حوصرت في الظهيرة مدينتنا اكتشفت وجهها في الحصار. لقد كذب اللون، لا شأن لي يا أسيره بشمس تلمّع أوسمة الفاتحين و أحذية الراقصين . و لا شأن لي يا شوارع إلا بأرقام موتاك . فاحترقي كالظهيرة .. كأنك طالعة من كتاب المراثي . ثقوب من الضوء في وجهك الساحليّ تعيد جبيني إليّ و تملأني بالحماس القديم إلى أبويّ. ..و ما كنت أؤمن إلاّ بما يجعل القلب مقهى و سوق. و لكنني خارج من مسامير هذا الصليب لأبحث عن مصدر آخر للبروق وشكل جديد لوجه الحبيب. رأيت الشوارع تقتل أسماءها و ترتيبها. و أنت تظلين في الشرفة النازلة إلى القاع. عينين من دون وجه و لكن صوتك يخترق اللوحة الذابلة. مدينتنا حوصرت في الظهيرة مدينتنا اكتشفت وجهها في الحصار. |
ضباب على المرآه
نعرف الآن جميع الأمكنه نقتفي آثار موتانا و لا نسمعهم. و نزيح الأزمنه عن سرير الليلة الأولى، و آه.. في حصار الدم و الشمس يصير الانتظار لغة مهزومة.. أمي تناديني، و لا أبصرها تحت الغبار و يموت الماء في الغيم و آه .. كنت في المستقبل الضاحك جنديين، صرت الآن في الماضي ويد. كل موت فيه وجهي معطف فوق شهيد و غطاء للتوابيت، و آه.. لست جنديّا كما يطلب منّي ، فسلاحي كلمة و التي تطلبها نفسي أعارت نفسها للملحمة و الحروب انتشرت كالرمل و الشمس، و آه.. بيتك اليوم له عشر نوافذ و أنا أبحث عن باب و لا باب لبيتك و الرياح ازدحمت مثل الصداقات التي تكثر في موسم موتك و أنا أبحث عن باب، و آه .. لم أجد جسمك في القاموس يا من تأخذين صيغة الأحزان من طرواده الأولى و لا تعترفين بأغاني إرميا الثاني، و آه.. عندما ألقوا عليّ القبض كان الشهداء يقرأون الوطن الضائع في أجسامهم شمسا و ماء و يغنّون لجنديّ، و آه.. نعرف الآن جميع الكلمات. و الشعارات التي نحملها: شمسا أقوى من الليل و كل الشهداء ينبتون اليوم تفاحا، و أعلاما، و ماء و يجيئون.. يجيئون.. يجيئون و آه .. |
سقوط القمر في البال أغنية يا أخت ، عن بلدي ، نامي لأكتبها.. رأيت جسمك محمولا على الزرد و كان يرشح ألوانا فقلت لهم: جسمي هناك فسدّوا ساحة البلد كنا صغيرين، و الأشجار عالية و كنت أجمل من أمّي و من بلدي.. من أين جاؤوا؟ و كرم اللوز سيّجه أهلي و أهلك بالأشواك و الكبد!.. إنا نفكّر بالدنيا، على عجل، فلا نرى أحدا، يبكي على أحد، و كان جسمك مسبيا و كان فمي يلهو بقطرة شهد فوق وحل يدي!.. في البال أغنية يا أخت عن بلدي، نامي.. لأحفرها و شما على جسدي.. |
لا جدران للزنزانه كعادتها، أنقذتني من الموت زنزانتي و من صدأ الفكر، و الاحتيال على فكرة منهكة وجدت على سقفها وجه حرّيتي و بيّارة البرتقال و أسماء من فقدوا أمس أسماءهم على تربة المعركة سأعترف الآن، ما أجمل الاعتراف فلا تحزني أنت يوم الأحد و قولي لأهل البلد: سنرجيء حفل الزفاف إلى مطلع السنة القادمة تفرّ العصافير من قبضتي و يبتعد النجم عنّي.. و الياسمين و تنقص أعداد من يرقصون و يذبل صوتك قبل الأوان و لكنّ زنزانتي كعادتها، أنقذتني من الموت زنزانتي.. وجدت على سقفها وجه حريتي فشع جبينك فوق الجدار .. |
بجد موضوع رائع يستحق التثبيت شكرا لحضرتك علي الموضوع و في انتظار المزيد من موضوعات حضرتك المميزة و طبعا في انتظار تكملة الموضوع |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 07:36 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.