بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   محمد ﷺ نبينا .. للخير ينادينا (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=43)
-   -   اعرف نبيك (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=577876)

محمد رافع 52 20-03-2014 11:19 PM

الرحمة المهداة
قال تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )الأنبياء 107 لولاه لنزل العذاب بالأمة ولاستحققنا الخلود بالنار ولضعنا في مهاوي الرذيلة والفساد والانحطاط ( وما كان الله معذبهم وأنت فيهو وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ) فوجوده أمان لنا من النار ومن العذاب . قال ابن القيم في جلاء الأفهام : إنّ عموم العالمين حصل لهم النفع برسالته :
أمّا أتباعه : فنالوا بها كرامة الدنيا والآخرة .
وأمّا أعداؤه المحاربون له : فالذين عجّل ***هم وموتهم خيرٌ لهم من حياتهم لأن حياتهم زيادة في تغليظ العذاب عليهم في الدار الآخرة ، وهم قد كتب الله عليهم الشقاء فتعجيل موتهم خير لهم من طول أعمارهم في الكفر .
وأمّا المعاهدون له : فعاشوا في الدنيا تحت ظلّه وعهده وذمته ، وهم أقل شرّاً بذلك العهد من المحاربين لهم .
وأمّا المنافقون : فحصل لهم بإظهار الإيمان حقن دمائهم وأموالهم وأهلهم واحترامها ، وجريان أحكام المسلمين عليهم .
وأمّا الأمم النائية عنه : فإن الله سبحانه وتعالى رفع برسالته العذاب العامّ عن أهل الأرض .
فأصاب كل العالمين النفع برسالته .قال أبو بكر بن طاهر : زين الله تعالى محمداً صلى الله عليه و سلم بزينة الرحمة ، فكان كونه رحمة ، و جميع شمائله و صفاته رحمة على الخلق ، فمن أصابه شيء من رحمته فهو الناجي في الدارين من كل مكروه ، و الواصل فيهما إلى كل محبوب ، ألا ترى أن الله يقول : (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )، فكانت حياته رحمة ، و مماته رحمة ، كما قال عليه السلام : حياتي خير لكم و موتي خير لكم و كما قال عليه الصلاة و السلام : إذا أراد الله رحمة بأمة قبض نبيها قبلها ، فجعله لها فرطاً و سلفاً . و قال السمرقندي : رحمة للعالمين : يعني للجن و الإنس . و قيل : لجميع الخلق ، للمؤمن رحمة بالهداية ، و رحمة للمنافق بالأمان من ال*** ، ورحمة للكافر بتأخير العذاب . قال ابن عباس رضي الله عنهما : هو رحمة للمؤمنين وللكافرين ، إذ عوفوا مما أصاب غيرهم من الأمم المكذبة .
وحكى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجبريل عليه السلام : هل أصابك من هذه الرحمة شيء ؟ قال : نعم ، كنت أخشى العاقبة فأمنت لثناء الله عز وجل علي بقوله : ذي قوة عند ذي العرش مكين * مطاع ثم أمين [ سورة التكوير / 81 : الآية 20 ـ 21 ] .
و روي عن جعفر بن محمد الصادق ـ في قوله تعالى : فسلام لك من أصحاب اليمين . أي بك ، إنما وقعت سلامتهم من أجل كرامة محمد صلى الله عليه و سلم .
عن أبي بردة بن أبي موسى ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أنزل الله علي أمانين لأمتي ، وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون فإذا مضيت تركت فيهم الاستغفار . و قال عليه السلام : أنا أمان لأصحابي . قيل : من البدع . و قيل : من الاختلاف و الفتن . قال بعضهم : الرسول صلى الله عليه و سلم هو الأمان الأعظم ما عاش ، و ما دامت سنته باقية فهو باق ، فإذا أميتت سنته فانتظر البلاء و الفتن .


محمد رافع 52 20-03-2014 11:21 PM

علو منزلته ورفعة مكانته وذكره
قال القاضي عياض في كتاب الشفا : قال تعالى (ورفعنا لك ذكرك) قال يحيى بن آدم : بالنبوة (أي رفع اللهُ للنبي ذكرَه بالنبوة) . وقيل : إذا ذكرت ذكرت معي قول : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله . وقيل : في الأذان [ 8 ] . قال القاضي أبو الفضل : هذا تقرير من الله جل اسمه لنبيه صلى الله عليه وسلم على عظيم نعمه لديه ، وشريف منزلته عنده ، وكرامته عليه ، بأن شرح قلبه للإيمان والهداية ، ووسعه لوعى العلم ، وحمل الحكمة ، ورفع عنه ثقل أمور الجاهلية عليه ، وبغضه لسيرها ، وما كانت عليه بظهور دينه على الدين كله ، وحط عنه عهدة أعباء الرسالة والنبوة لتبليغه للناس ما نزل إليهم ، وتنويهه بعظيم مكانه ، وجليل رتبته ، ورفعه و ذكره ، وقرانه مع اسمِه اسمَه . قال قتادة : رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة فليس خطيب ولا متشهد ولا صاحب صلاة إلا يقول : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله . وروى أبو سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أتاني جبريل عليه السلام ،فقال : إن ربي و ربك يقول : تدري كيف رفعت ذكرك ؟ قلت : الله ورسوله أعلم . قال : إذا ذكرتُ ذكرتَ معي . قال ابن عطاء : جعلت تمام الإيمان بذكري معك . وقال أيضاً : جعلتك ذكراً من ذكرى ، فمن ذكرك ذكرني . وقال جعفر بن محمد الصادق : لا يذكرك أحد بالرسالة إلا ذكرني بالربوبية . وأشار بعضهم في ذلك إلى الشفاعة . ومن ذكره معه تعالى أن قرن طاعته بطاعته واسمه باسمه ، فقال تعالى : أطيعوا الله والرسول . وآمنوا بالله ورسوله ، فجمع بينهما بواو العطف المشركة . ولا يجوز جمع هذا الكلام في غير حقه عليه السلام .
قال الله تعالى : لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون [ سورة الحجر / 15 : الآية 72] . اتفق أهل التفسير في هذا أنه قسم من الله جل جلاله بمدة حياة محمد صلى الله عليه و سلم ، و أصله ضم العين ، من العمر ، و لكنها فتحت لكثرة الاستعمال . و معناه : و بقائك يا محمد و قيل : و عيشك . و قيل : و حياتك . و هذه نهاية التعظيم ، و غاية البر و التشريف . قال ابن عباس رضي الله عنهما : ما خلق الله تعالى ، و ما ذرأ ، و ما برأ نفساً ـ أكرم عليه من محمد صلى الله عليه و سلم ، و ما سمعت الله تعالى أقسم بحياة أحد غيره .
وقال أبو الجوزاء : ما أقسم الله تعالى بحياة أحد غير محمد صلى الله عليه و سلم ، لأنه أكرم البرية عنده .
وقال جعفر بن محمد : من تمام نعمته عليه أن جعله حبيبه ، وأقسم بحياته ، ونسخ به شرائع غيره ، وعرج به إلى المحل الأعلى ، وحفظه في المعراج حتى ما زاغ البصر وما طغى ، وبعثه إلى الأحمر والأسود ، وأحل له ولأمته الغنائم ،وجعله شفيعاً مشفعاً،وسيد ولد آدم ، وقرن ذكره بذكره ، ورضاه برضاه ،وجعله أحد ركني التوحيد.


محمد رافع 52 20-03-2014 11:25 PM

تكريم الله له
جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه من قول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : إني اتخذتك خليلاً ، فهو مكتوب في التوراة : أنت حبيب الرحمن .
والخليل قال : ولا تخزني يوم يبعثون [ سورة الشعراء / 26 ، الآية : 87] .
والحبيب قيل له : يوم لا يخزي الله النبي ، فابتدئ بالبشارة قبل السؤال .
والخليل قال في المحنة : حسبي الله [ سورة الزمر / 39 ، الآية : 38 ] .
والحبيب قيل له : يا أيها النبي حسبك الله [ سورة الأنفال / 8 ، الآية : 64 ] .
والخليل قال : اجعل لي لسان صدق في الآخرين [ سورة الشعراء / 26 ، الآية : ]
والحبيب قيل له : ورفعنا لك ذكرك ، أعطي بلا سؤال .
والخليل قال : واجنبني وبني أن نعبد الأصنام . سورة إبراهيم / 14 ، الآية : 35 .
والحبيب قيل له : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً

ويقول للنبي صلى الله عليه وسلم ( ألم نشرح لك صدرك ) ( ونيسرك لليسرى ) ( فإنما يسرناه بلسانك ) ( لعلك ترضى ) .
ويقول على لسان موسى عليه السلام ( اشرح لي صدري ) ( يسّر لي أمري ) ( احلل عقدة من لساني ) ( وعجلت إليك ربي لترضى ) .
عن القاسم بن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً وإنه لم يكن نبي إلا وله خليل ألا وإن خليلي أبو بكر).
عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الله قسم الخلق قسمين ، فجعلني من خيرهم قسماً ، فذلك قوله : أصحاب اليمين ، و أصحاب الشمال ، فأنا من أصحاب اليمين ، وأنا خير أصحاب اليمين ثم جعل القسمين أثلاثاً ، فجعلني في خيرها ثلثاً ، و ذلك قوله تعالى : فأصحاب الميمنة . و أصحاب المشأمة ، و السابقون السابقون ، فأن من السابقون ، و أنا خير السابقين ، ثم جعل الأثلاث قبائل ، فجعلني من خيرها قبيلة ، و ذلك قوله : وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم . فأنا أتقى ولد آدم و أكرمهم على الله و لا فخر . ثم جعل القبائل بيوتاً ، فجعلني من خيرها بيتاً ، فذلك قوله تعالى : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا [ سورة الأحزاب / 33 ، الآية : 33 ] .
ومن رواية ابن وهب ـ أنه عليه السلام قال : قال الله تعالى : سل يا محمد . فقلت : ما أسأل يا رب ؟ اتخذتَ إبراهيم خليلاً ، وكلمتَ موسى تكليماً ، واصطفيتَ نوحاً ، وأعطيتَ سليمان ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده ، فقال الله تعالى : ما أعطيتك خير من ذلك ، أعطيتك الكوثر ، وجعلت اسمك مع اسمي ، ينادى به في جوف السماء ، وجعلت الأرض طهوراً لك ، ولأمتك ، وغفرت لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، فأنت تمشي في الناس مغفوراً لك شفاعتك ، ولم أصنع ذلك لأحد قبلك ، وجعلت قلوب أمتك مصاحفها ، وخبأت لك شفاعتك ، ولم أخبأها لنبي غيرك .
وحكى أبو محمد مكي ، و أبو الليث السمرقندي و غيرهما ـ أن آدم عند معصيته قال : اللهم بحق محمد اغفر لي خطيئتي . و يروى : تقبل توبتي . فقال له الله : (من أين عرفت محمداً ) ؟ فقال : رأيت في كل موضع من الجنة مكتوباً : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، أو: محمد عبدي و رسولي ، فعلمت أنه أكرم خلقك عليك . فتاب الله عليه ، و غفر له . و هذا عند تأويل قوله تعالى : فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه . و في رواية الأجري قال : فقال آدم ، لما خلقتني ر فعت رأسي إلى عرشك فإذا فيه مكتوب : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فعلمت أنه ليس أحد أعظم قدراً عندك ممن جعلت اسمه مع اسمك ، فأوحى الله إليه : و عزتي و جلالي ، إنه لآخر النبين من ذريتك و لولاه ما خلقتك .
عن ابن عباس ، قال : جلس ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ينتظرونه ، قال : فخرج حتى إذا دنا منهم سمعهم يتذاكرون ، فسمع حديثهم ، فقال بعضهم : عجباً ! إن الله اتخذ من خلقه خليلاً ، اتخذ إبراهيم خليلاً . وقال آخر : ماذا بأعجب من كلام موسى ، كلمه الله تكليماً . وقال آخر : فعيسى كلمه الله وروحه وقال آخر : وآدم اصطفاه الله .
فخرج عليهم فسلم ، وقال : قد سمعت كلامكم و عجبكم ، أن الله تعالى اتخذ إبراهيم خليلاً ، و هو كذلك ، و موسى نجي الله وهو كذلك ، وموسى نجي الله ، وهو كذلك ، وعيسى روح الله ، وهو كذلك ، وآدم اصطفاه الله ، وهو كذلك ، ألا وأنا حبيب الله ولا فخر ، وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر ، وأما من يحرك حلق الجنة فيفتح الله لي فيدخلنيها ومعي فقراء المؤمنين ولا فخر ، وأنا أكرم الأولين والآخرين ولا فخر .
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اتخذ الله إبراهيم خليلاً وموسى نجياً واتخذني حبيباً ثم قال: وعزتي لأوثرن حبيبي على خليلي ونجيي) فبمقارنة بسيطة يتضح رفعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم فوق كلّ الأنبياء والمرسلين ( ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ) ( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض ) كيف لا وقد كان إمامهم في الإسراء في المسجد الأقصى وهو دعوة أبينا إبراهيم والذي بشر به موسى وعيسى عليهما السلام ، وما كانت شرائعهم إلا تمهيدا لخاتمة الرسالات ولنبوة محمد عليه الصلاة والسلام وهو القائل لو كان معي موسى لما وسعه إلا أن يتبعني ، وعندما يهبط عيسى عليه السلام فإنه سيكون من أتباع سيدنا محمد وسيصلي خلف الإمام دلالة على ذلك .


ولو وزنت به عرب وعجم --- جُعلت فداه ما بلغوه وزنا
إذا ذكر الخليل فذا حبيب --- عليه الله في القرآن أثنى
وإن ذكروا نجي الطور فاذكر --- نجي العرش مفتقراً لتغنى
فإنّ الله كلم ذاك وحيا --- وكلّم ذا مخاطبةً وأثنى
ولو قابلت لفظة "لن تراني" --- لـ "ما كذب الفؤاد " فهمت معنى
فموسى خرّ مغشياً عليه --- وأحمد لم يكن ليزيغ ذهناً
وإن ذكروا سليمان بملكٍ --- فحاز به الكنوز وقد عرضنا
فبطحا مكة ذهباً أباها --- يبيد الملك واللذات تفنى
وإن يك درع داوود لبوساً --- يقيه من اتقاء البأس حصنا
فدرع محمد القرآن لما --- تلا "والله يعصمك "اطمأنا
وأغرق قومه في الأرض نوحٌ --- بدعوة "لا تذر" أحداً فأفنى
ودعوة أحمد (رب اهد قومي) --- فهم لا يعلمون كما علمنا
وكل المرسلين يقول "نفسي" --- وأحمد " أمّتي "إنساً وجنّا
وكلّ الأنبياء بُدُورُ هَدْيٍ --- وأنت الشمس أكملهم وأهدى


دّقْـــةُ قْـــلِـــبّـ 21-03-2014 02:48 AM

علييييييييييييييييييه افضل الصلاه والسلام

محمد رافع 52 21-03-2014 03:22 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دّقْـــةُ قْـــلِـــبّـ (المشاركة 5790470)
علييييييييييييييييييه افضل الصلاه والسلام

بارك الله فيك اختى الكريمة
صلاة وسلام على المبعوث رحمة للعالمين

محمد رافع 52 25-03-2014 12:48 AM

عظمة النبي محمد صلى الله عليه و سلم

أبو عبد الرحمن الشامي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف المرسلين.
محمد صلى الله عليه وسلم هو الأعظم إنه بحق الأعظم كيف لا وقد اصطفاه الله على بني آدم وهو خاتم الأنبياء والمرسلين أرسله ربه رحمة للعالمين ليخرج الناس من الظلمات إلى النور .
إنه الأعظم فإذا كان في البشرية من يستحق العظمة فهو محمد ، هذا كلام علماء الغرب المنصفين . والمسلمين يؤمنون به ويحترمونه ويوقرونه ويبجلونه . فهو قدوتنا العليا وهو شفيعنا يوم القيامة وقائدنا إلى الجنة . إن محمداً صلى الله عليه وسلم يستحق العظمة . كيف لا وقد أخرج الله به الناس من الظلمات إلى النور وهداهم إلى صراط مستقيم .
عن أنس : أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بالبراق ليلة أسري به ملجماً مسرجاً، فاستصعب عليه ، فقال له جبريل : أبمحمد تفعل هذا ؟ فما ركبك أحد أكرم على الله منه . قال : فارفض عرقاً .
إنه " رجل واحد في مقابل جميع الرجال " ، الذي استطاع بنصر الله له وبصدق عزيمته وبإخلاصه في دعوته أن يقف أمام الجميع ليدحض الباطل ويُظهر الحق حتى يحق الله الحق بكلماته ولو كره الكافرون .
إن هذا الرجل العظيم الذي استطاع أن يقف أمام العالم أجمع وأمام جهالات قريش وكفرها العنيد وأمام الأصنام وعبادة الكواكب وكل ما يعبد من دون الله وقف يدعو الله وحده لا شريك له ونبذ كل ما سواه ، إنه بحق لجدير بكل تبجيل واحترام ليس فقط من أتباعه بل من كل من يفهموا العبقرية وخصائصها .
إن الصفات التي تفردت في هذا الرسول العظيم لجديرة بأن يحصل على نوط الامتياز ويحظى بكل تقدير واحترام . إنه بحق الأعظم .
فهل بعد ذلك يوجد أي رجل أعظم منه ؟ كلا ، لا يوجد رجل أعظم منه فقد عاش حياته كلها في خدمة البشرية جمعاء وجاء بالدين الخاتم والمسعد لجميع البشر .
إن هذا الرجل العظيم محمد صلى الله عليه وسلم بحق رجل لم تنجب البشرية مثله كيف لا وقد قال عنه الجبار " وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ " .. وقال تعالى " وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ " .
إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم نعمة أنعم الله به علينا فإنه حريٌ بنا حينما نتذكر النعمة نتذكر المنعم بها ونشكره عليها. وهذا الشكر يستوجب منا أن نتمسك بكتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مصدقاً لقوله تعالى: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ} (سورة الأحزاب /آية 21). فما أعظم هذه النعمة وما أعظمك يا رسول الله وقد منحك الله سبحانه من كمالات الدنيا والآخرة ما لم يمنحه غيره من قبله أو بعده . وقد أعطاه الله في الدنيا شرف النسب وكمال الخلقة، وجمال الصورة وقوة العقل، وصحة الفهم وفصاحة اللسان وقوة الحواس والأعضاء، والأخلاق العلية والآداب الشرعية من: الدين، والعلم، والحلم والصبر والزهد والشكر والعدل والتواضع والعفو والعفة والجود والشجاعة والحياء والمروءة والسكينة والتؤدة والوقار والهيبة والرحمة وحسن المعاشرة ما لا يستطاع وصفه وحصره.
فما أعظمك يا رسول الله ولقد صدق ربنا سبحانه وتعالى إذ يقول في شأنك ووصفك{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (سورة القلم/ آية 4).
وها نحن نأتي إلى نبذة يسيرة من محاسن صفاته ومحاسن آدابه لتكون لنا نموذجاً نسير عليه حتى نكون على قدم نبينا صلى الله عليه وسلم.


أعميت عيني عن الدنيا وزينتها --- فأنت والروح شيء غير مفترق

إذا ذكرتك وافى مقلتي أرق --- من أول الليل حتى مطلع الفلق

وما تطابقت الأجفان عن سنةٍ --- إلا وإنك بين الجفن والحدق












محمد رافع 52 25-03-2014 12:49 AM

كمال خلقته صلى الله عليه وسلم
أما صورته وجماله وتناسب أعضائه وحسنه فقد جاءت الآثار الصحيحة المشهورة بذلك وكثر الواصفون لحسن جماله صلى الله عليه وسلم ومنها أنه كان أبيض مشرباً بالحمرة، أزهر اللون، ظاهر الوضاءة، واسع الجبين، كث اللحية سخل الخدين، أبيض الأسنان إذا تكلم كأن النور ينهمر من فمه ويكفي في وصفه قول أبو هريرة رضي الله عنه: ما رأيت شيئاً أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن الشمس تجري في وجهه. ووصفه بعض أصحابه فقال: كان رسول الله فخماً مفهماً يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر.
وأخرج البزار بإسناد حسن عن عائشة رضي الله عنها قالت تمثلتُ في أبي:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه --- ربيع اليتامى عصمة للأرامل
فقال أبي(تعني أبا بكر): ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم .
لئن أعطي سيدنا يوسف شطر الجمال فقد أعطي محمد صلى الله عليه وسلم الحسن كلّه .



محمد رافع 52 25-03-2014 12:50 AM

عظمة خُلقه وحلمه وعفوه
وأما الأخلاق الحميدة والآداب الشريفة فجميعها كانت خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم على الانتهاء في كمالها ويكفيك من ذلك شهادة رب العالمين في إذ يقول( وإنك لعلى خلق عظيم) ،ويقول النبي عن نفسه (أدبني ربي فأحسن تأديبي) ، وفي ذلك قول عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها حين سئلت: كيف كان خلق رسول الله فقالت"كان خلقه القرءان" أي كل خصلة خير في القرءان هي في رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقالت عائشة رضي الله عنها في وصف خلقه أيضاً:"لم يكن رسول الله فاحشاً ولا متفحشاً ولا يجزي السيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح وقالت: ما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله تعالى.
وفي حيائه يقول أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها وكان إذا كره شيئاً عرفناه في وجهه" رواه البخاري.
وكان الحلم والعفو مع المقدرة من أوصافه صلى الله عليه وسلم فقد أمره ربه تعالى أن يأخذ العفو من أخلاق الناس فقال تعالى {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} (الأعراف/169).
فما من حليم إلا عرفت له زلة أما نبينا الأعظم عليه الصلاة والسلام فكان لا يزيد مع كثرة الإيذاء إلا صبراً، ومع إسراف الجاهل إلا حلماً. ومما يدل على ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: "اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون" بعدما فعلوا به وبأصحابه ما فعلوا. وكذلك قوله عليه الصلاة والسلام في الذين أخرجوه من دياره ونكلوا بهم وقاتلوه وحرضوا عليه قبائل العرب وغيرهم "اذهبوا فأنتم الطلقاء" وذلك يوم الفتح.
وروى أنس بن مالك رضي الله عنه قال:"كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم وعليه برد غليظ الحاشية فجذ به أعرابي بردائه جذبة شديدة حتى أثرت حاشية البرد في صفحة عنقه ثم قال: يا محمد احمل لي على بعيري هذين من مال الله الذي عندك فإنك لا تحمل لي من مالك ولا من مال أبيك!!!
فسكت عليه الصلاة والسلام ثم قال: المال مال الله وأنا عبده وأعطاه ما طلب، فهل هناك في الحلم والعفو في مثله صلى الله عليه وسلم.


محمد رافع 52 25-03-2014 12:51 AM

جوده وكرمه صلى الله عليه وسلم
أما الجود والكرم والسخاء والسماحة فقد خلقت معه منذ أن نشأ عليه الصلاة والسلام، فقد فاق كل كرماء العرب والعجم ووصفه بذلك كل من عرفه: قال جابر رضي الله عنه: ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء فقال: لا، وقال ابن عباس رضي الله عنه: كان عليه الصلاة والسلام أجود الناس بالخير وأجود ما يكون في رمضان. وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة.
وروى مسلم عن أنس رضي الله عنه قال: ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئاً قط إلا أعطاه، فأتاه رجل فسأله، فأمر له بغنم بين جبلين، فأتى قومه فقال: أسلموا فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخاف الفاقة".

محمد رافع 52 25-03-2014 12:52 AM

زهده وتواضعه عليه الصلاة والسلام
وما جاء في زهده عليه الصلاة والسلام وتواضعه واختياره الدار الآخرة فكثير منها ما رواه البيهقي والترمذي وابن ماجه عن عبد الله أنه قال: اضطجع النبي صلى الله عليه وسلم على حصير فأثر الحصير بجلده، فجعلت أمسحه وأقول: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ألا أذنتنا فنبسط لك شيئاً يقيك منه تنام عليه فقال عليه الصلاة والسلام: "مالي وللدنيا، وما أنا والدنيا، إنما أنا والدنيا ****ب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها".
ومما يشهد على زهده عليه الصلاة والسلام أنه كان يمر الشهر والشهران ولا يوقد في بيت رسول الله نار فقالوا: ما كان طعامكم قالوا: الأسودان التمر والماء.
وأكبر شاهد على تقلله من الدنيا وإعراضه عن زهرتها أنه توفي عليه الصلاة والسلام ودرعه مرهونة عند يهودي ولم يترك قصراً ولا متاعًا كثيراً بل كان بيته متواضعاً ومتاعه في غاية التواضع وكان صلى الله عليه وسلم يوصي بترك التنعم كما في الحديث:" وإياك والتنعم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين".
عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : لا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ ، إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ ، فَقُولُوا : عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ .
ومن تواضعه صلى الله عليه وسلم قوله : ( لا تفضلوني على يونس بن متى ، و لا تفضلوا بين الأنبياء ، و لا تخيروني على موسى . )
و قال للذي قال له : يا خير البرية : ذاك إبراهيم .


محمد رافع 52 25-03-2014 12:55 AM

اعرف حبيبك (1)
متون كتب السيرة



محمد حسن يوسف

إذا حاولت أن تتعرف على حبيبك المصطفى، فما هي الكتب التي تتحدث عنه وعن سيرته صلى الله عليه وسلم؟ في واقع الأمر لا تجد أمة خدمت نبيها وسجلت سيرته، ولم تترك شاردة ولا واردة كان يفعلها إلا وسجلتها ونقلتها لبقية أفرادها، لا تجد أمة فعلت ذلك مثل أمة الإسلام! ودليل ذلك الكم الهائل والتراث الضخم من الكتب التي تناولت سيرته صلى الله عليه وسلم أو تناولت جوانب من شخصيته أو أمور حياته صلى الله عليه وسلم!!
والسيرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم السلام، لها مصادر شتى غير كتب السيرة المعتمدة المعروفة. لذا فلابد لمن أراد الإطلاع على سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أو التبحر فيها، لابد له من الاعتناء بهذه الكتب والانتفاع بتلك المصادر كلها ما أمكن.
ولكن لماذا نقرأ سيرة النبي صلى الله عليه وسلم؟ يرد ابن القيم على هذا السؤال، فيقول: وإذا كانت سعادةُ العبد في الدارين معلقةً بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، فيجِب على كل من نصح نفسه، وأحب نجاتها وسعادتها، أن يعرف من هديه وسيرته وشأنه مَا يَخْرُجُ به عن الجاهلين به، ويدخل به في عِداد أتباعه وشِيعته وحِزبه. والناس في هذا بين مستقِل، ومستكثِر، ومحروم. والفضلُ بيد اللّه يُؤتيه من يشاء، واللّه ذو الفضل العظيم.[1]
كما أن دراسة السيرة – وبخاصة غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم وحروبه - هامة للغاية للأمة الآن، وهي تريد أن تستلهم طريق العودة مرة أخرى لريادة العالم. قال علي بن الحسين رحمه الله: " كنا نُعلّم مغازي النبي صلى الله عليه وسلم كما نُعلّم السورة من القرآن ". وقال الزهري: " في علم المغازي علم الآخرة والدنيا ".[2] وقال إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص: " كان أبي يُعلمنا مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم يعدها علينا، ويقول: هذه مآثر آبائكم فلا تضيعوا ذكرها ".[3]
كما أن دراسة السيرة تكتسب أهميتها الخاصة في الوقت الراهن، الذي شهد تطاولا عليه صلى الله عليه وسلم من بعض الأقزام، فكان لزاما أن نرجع إلى السيرة لنعرف ملامح من حياته صلى الله عليه وسلم عن كثب، ولكي نستطيع الرد على سفالات كل من تسول له نفسه التطاول عليه صلى الله عليه وسلم أو النيل منه.
ولكن هناك تحذير: فقد تظن أنك درست حياة محمد صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم إذا تابعت تاريخه من المولد إلى الوفاة، وهذا خطأ بالغ!! إنك لن تفقه السيرة حقا إلا إذا درست القرآن الكريم، والسنة المطهرة. وبقدر ما تنال من ذلك، تكون صلتك بنبي الإسلام صلى الله عليه وسلم.[4]
ونستعرض فيما يلي الكتب التي كتبها أئمة علماء المسلمين على مر التاريخ، وتناولت سيرته صلى الله عليه وسلم أو جوانب من حياته، حتى يمكن الانتفاع بها، ومعرفة محتوى كل كتاب منها:

محمد رافع 52 25-03-2014 12:56 AM

أولا: القرآن الكريم، وكتب تفسيره، وبخاصة المأثور منها:
فقد تحدثت آيات كثيرة من القرآن عن مواقف معينة تعرض لها الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه من الرعيل الأول من الصحابة الكرام. ولذلك فإننا نجد في السيرة ما يعين على فهم كتاب الله تعالى، لأنها هي المفسرة للقرآن الكريم في الجانب العملي، ففيها أسباب النزول، وتفسير لكثير من الآيات، كما ندرك منها الناسخ والمنسوخ.
ومن علوم القرآن ما له تعلق مباشر بالسيرة النبوية، مثل أسباب النزول. فسبب النزول[5] هو ما نزلت الآية أو الآيات متحدثة عنه أو مبينة لحكمه أيام وقوعه. والمعنى أنه حادثة وقعت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، أو سؤال وُجه إليه، فنزلت الآية أو الآيات من الله تعالى ببيان ما يتصل بتلك الحادثة، أو بجواب هذا السؤال.


محمد رافع 52 25-03-2014 12:57 AM

ثانيا: كتب الحديث، فهي بالإضافة لكونها تتضمن أقوال النبي صلى الله عليه وسلم، تتضمن كذلك أفعاله وتقريراته وأوصافه الخَلقية والخُلقية، ومن ذلك مراحل دعوته وجهاده وغزواته ومواقفه، وهي سجل حافل لحياته كلها:
وعلى سبيل المثال، فقد أفرد الإمام البخاري في صحيحه كتابا لمناقب الرسول صلى الله عليه وسلم، وكتابا لمغازيه.
كذلك خصص الإمام مسلم في صحيحه كتابا للجهاد والسير، وكتابا آخر لفضائله صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم.


محمد رافع 52 25-03-2014 12:58 AM

ثالثا: كتب الشمائل والهدي النبوي.
وهي كثيرة ومتنوعة. ومن أهم ما كتب في هذا الباب:
1- الشمائل المحمدية

للإمام أبي عيسى محمد الترمذي صاحب السنن. وقد تحدث فيه صاحبه عن صفات النبي صلى الله عليه وسلم الجسمية وبيّن كيف كان شكله صلى الله عليه وسلم حتى كأنك تراه. ثم تناول بعد ذلك أمور حياته كلها، مثل كيفية أكله وشربه ونومه ... الخ. وقد قام العلامة الشيخ الألباني باختصار هذا الكتاب وتخريجه.
2- زاد المعاد في هدي خير العباد:
للعلامة المحقق شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد، المشهور بابن قيم الجوزية. ويسمى بـ " الهدي النبوي "، وبـ " الهدي" اختصاراً. وهو من أشهر كتب العلامة ابن القيم، ولاسيما في وقتنا هذا. ويمتاز بذكر الأحكام والفوائد الفقهية المستنبطة من حوادث السيرة، مع ذكر هديه عليه الصلاة والسلام في أموره كلها. ومما يثير الدهشة أن المؤلف – رحمه الله – قد ألف كتابه هذا في حال السفر، ولم تكن في حوزته المصادر التي ينقل منها ما يحتاج إليه من أخبار وآثار تتعلق بموضوع الكتاب، الأمر الذي يشهد بسعة إطلاعه وجودة حفظه وسرعة بديهته. ولا غنى لقارئ هذا الكتاب عن تحقيق الأرناؤوط.
ولهذا الكتاب مختصرات عدة:
o فقد اختصره الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب.
o
كما اختصره الأستاذ مصطفى محمد عمارة، وسماه: ثمر الوداد مختصر زاد المعاد في هدي خير العباد صلى الله عليه وسلم.

ومن الكتب التي تتعلق بهذا الكتاب أيضا:
o
سيرة خير العباد شفيع يوم المعاد صلى الله عليه وسلم مجردة من زاد المعاد: للشيخ صالح بن أحمد، جرده من الزاد، وألحق به شيئاً يسيراً من تاريخ الطبري.
o
مختارات من زاد المعاد: لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين.
ومن الشروح المسجلة لهذا الكتاب: شرح سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، ولكنه غير كامل.
3- الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم:

للقاضي عياض أبي الفضل عياض بن موسى ابن عياض. وقد قام المؤلف بتقسيم كتابه إلى أربعة أقسام: الأول في بيان تعظيم العلي الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم قولا وفعلا، والثاني فيما يجب على الأنام من حقوقه صلى الله عليه وسلم، والثالث: فيما يجب للنبي صلى الله عليه وسلم، وما يستحيل في حقه، أو يجوز عليه، أو يصح من الأحوال البشرية أن تضاف إليه، والرابع في تصرف وجوه الأحكام فيمن تنقصه أو سبه عليه الصلاة والسلام. قال الكتاني في الرسالة المستطرفة: وهو كتاب عظيم النفع وكثير الفائدة لم يؤلف مثله في الإسلام.
4- الوفا في فضائل المصطفى:
لأبي الفرج بن الجوزي. وقد زادت أبواب هذا الكتاب على خمسمائة في مجلدين.
5- المواهب اللدنية بالمنح المحمدية:
للشيخ شهاب الدين أبي العباس أحمد بن محمد بن أبي بكر الخطيب القسطلاني. وقد رتبه على عشرة مقاصد، الأول والثاني عن أحداث السيرة، وبقيته في الكلام على الشمائل النبوية.
ومن الشروح التي على هذا الكتاب: شرح العلامة الشيخ محمد عبد الباقي يوسف محمد الزرقاني.
أما مختصراته: فقد اختصره الشيخ يوسف النبهاني، وسماه: الأنوار المحمدية من المواهب اللدنية.
ومن الكتب التي تتعلق به: التنبيهات السنية على الهفوات في كتاب المواهب اللدنية، للدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس.



محمد رافع 52 25-03-2014 12:59 AM

رابعا: كتب التاريخ العام، مثل تواريخ الطبري وابن الأثير وابن كثير. ففي كل منها فصول خاصة عن السيرة النبوية، ولاسيما تاريخ ابن كثير، المسمى البداية والنهاية. وقد فصلت السيرة من تاريخه، وطبعت محققة مستقلة، على ما يلي:
1- السيرة النبوية:

للإمام الحافظ أبي الفداء عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي. وهذه السيرة مستلة من كتابه الجامع " البداية والنهاية " في التاريخ، ومنهجه قريب من منهج البيهقي في " دلائل النبوة ".
وقد قام بتهذيبه الشيخ مروان كجك، وخرّج أحاديثه الشيخ فتحي بن فتحي الجندي، في مجلد كبير باسم: " تهذيب سيرة ابن كثير ".
2- الفصول في اختصار سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم:
للإمام الحافظ أبي الفداء عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي. وهو اختصار للكتاب المذكور آنفا.


محمد رافع 52 25-03-2014 12:59 AM

خامسا: كتب دلائل النبوة، وهي التي تعني بما ظهر على يديه صلى الله عليه وسلم من الآيات والخوارق، وما نبّأ به من الغيوب. والحديث عن معجزات النبي صلى الله عليه وسلم شيق، لأنه يشير إلى عناية الله سبحانه تعالى برسوله الأمين، وإمداده بالخوارق التي تثبت نبوته، وتؤيد دعوته، وتحقق رسالته. ومن أهم الكتب التي تناولت هذا الموضوع:
1- دلائل النبوة، للإمام أبو داود السجستاني صاحب السنن.
2- أعلام النبوة، للإمام أبو قتيبة الدينوري.
3- دلائل النبوة، للإمام أبو بكر بن أبي الدنيا.
4- تثبيت دلائل النبوة، للقاضي عبد الجبار الهمذاني.
5- إثبات نبوة النبي صلى الله عليه وسلم، للإمام أحمد بن الحسين الزيدي.
6- دلائل النبوة، للإمام أبو نعيم الأصفهاني صاحب كتاب حلية الأولياء
7- أعلام النبوة، للإمام أبي الحسن الماوردي صاحب كتاب أدب الدنيا والدين.
8- دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة، للإمام أبي بكر بن الحسين البيهقي. وهو كتاب جامع في هذا الباب، وسوف نفرده بالحديث عنه فيما يلي.
9- الخصائص الكبرى، للإمام جلال الدين السيوطي. وتحدث فيه عن معجزات النبي صلى الله عليه وسلم ودلائل نبوته.
10- حجة الله على العالمين، للشيخ يوسف النبهاني.

ونخص كتاب الإمام البيهقي بذكر نبذة عنه لأهميته وعظيم فائدته، وباعتبار أنه من أهم ما صّنف في هذا الباب:
· دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة:
للإمام أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي. وهو من أهم كتب السيرة وأوفاها، يسوق الروايات بأسانيدها إلى أصحاب الكتب المعتبرة، وأحياناً يتكلم على الروايات ويبين حالها. قال تاج الدين السبكي في طبقات الشافعية: " أما كتاب [ دلائل النبوة ] وكتاب [ شعب الإيمان ] وكتاب [ مناقب الشافعي ] – وهي كلها للإمام البيهقي - فأقسم ما لواحد منها نظير ". وقال الحافظ ابن كثير في طبقات الفقهاء الشافعيين عن الإمام البيهقي: " وصنف الكتب الفقهية والحديثية المليحة المفيدة ... ودلائل النبوة، وهو من الكتب النافعات الشامخات ". وقال ابن كثير أيضا في البداية والنهاية: " وجمع أشياء كثيرة نافعة لم يُسبق إلى مثلها، ولا يدرك فيها، منها: كتاب السنن الكبير ... ودلائل النبوة، والبعث والنشور، وغير ذلك من المصنفات الكبار والصغار المفيدة التي لا تُسامى ولا تُدانى ". وقال عنه الكتاني في الرسالة المستطرفة: " وفيه يقول الذهبي عليك به فإنه كله هدى ونور ".
ومن المختصرات على هذا الكتاب: ما قام به الإمام ابن الملقن، الذي اختصره في كتاب أسماه: غاية السول في خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم.

محمد رافع 52 25-03-2014 01:01 AM

سادسا: كتب السير والتراجم، حيث أفردت الحديث عن السيرة النبوية قبل البدء في الحديث عن الصحابة والتابعين:
مثل كتاب سير أعلام النبلاء، للحافظ الذهبي، الذي ذكر فيه سيرة النبي صلى الله عليه وسلم قبل البدء في سرد سيرة الأعلام من النبلاء من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم أجمعين.
وكتاب الطبقات الكبرى، لمحمد بن سعد، حيث أفرد أول مجلدين لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وشمائله، ثم دلف بعد ذلك على باقي أعلام الصحابة حسب طبقاتهم المختلفة.

سابعا: الكتب الخاصة عن السيرة النبوية. ومن أهمها:

1- السيرة النبوية:
للإمام أبي محمد عبد الملك بن هشام بن أيوب. وهذا الكتاب من أوائل كتب السيرة، وأكثرها انتشاراً، اختصره من سيرة ابن إسحاق بعد أن نقحها وحذف من أشعارها جملة مما لا تعلق له بالسيرة.

ولهذه السيرة عدة شروح منها:
o الروض الأُنف في شرح السيرة النبوية لابن هشام: لأبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن أبي الحسن السهيلي الحافظ. قام فيه بشرح غريب ألفاظها وإعراب غامضها وكشف مستغلقها، وذكر فيه أنه استخرج كتابه هذا من مائة وعشرين مصنفا فأجاد فيه وأفاد. وقد اختصره عز الدين محمد بن أبي بكر بن عز الدين بن جماعة الكناني وسماه نور الروض.
o
الإملاء على سيرة ابن هشام: لأبي ذر مصعب بن محمد الخشني الأندلسي، المعروف بابن أبي الركب. وهو كتاب في تفسير غريب السيرة لابن هشام.
كما قام بتهذيب هذا الكتاب الأستاذ عبد السلام محمد هارون، وسماه: تهذيب سيرة ابن هشام.
2- سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد وذكر فضائله وأعلام نبوته وأفعاله وأحواله في المبدأ والمعاد:

للشيخ شمس الدين أبي عبد الله محمد بن يوسف الصالحي الشامي. وقد ذكر أنه أخذه من ثلاثمائة كتاب، وقال عنه: " نتيجة عمري وذخيرة دهري"، وأنه في نحو ألف باب.
3- عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير:
لأبي الفتح محمد بن محمد بن أحمد بن سيد الناس. وهو كتاب معتبر جامع لفوائد السير من أحسن ما ألف فيها، غير انه أطال بذكر الإسناد.
ولهذا فقد قام الإمام الحافظ أبي عمر يوسف بن عبد البر القرطبي باختصاره، وسماه: الدرر في اختصار المغازي والسير. وهو على اختصاره من المراجع التي نقل عنها من جاء بعده ممن ألفوا في السيرة النبوية.
4- الإشارة إلى تاريخ المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفا:
للحافظ علاء الدين أبي عبد الله مغلطاي بن قليج بن عبد الله. قال الفاسي في العقد الثمين: " فيه من الفوائد النفيسة ما لا يوجد في كثير من الكتب المبسوطة في هذا المعنى ".
5- مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم:
لشيخ الإسلام الإمام محمد بن عبد الوهاب. وهو من أجود الكتب المختصرة في السيرة، وقد ضمنه بعض الاستنباطات المفيدة مع بيان حال أهل الجاهلية اعتقاداً وسلوكاً في أوله.
6- مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم:
للشيخ الإمام عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب. وهو قريب من سابقه، إلا أنه أبسط منه وأوسع.

ويضاف إلى هذه المجموعة من الكتب الخاصة عن السيرة النبوية، الكتب المستحدثة التي كتب فيها أعلام الكتّاب والمحققين في العصر الحديث، ومن أظهرها:
1- السيرة النبوية في ضوء القرآن والسنة: للشيخ محمد بن محمد أبو شهبة.
2-
الرحيق المختوم: للشيخ صفي الدين المباركفوري.
3-
هذا الحبيب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم يا محب، للشيخ أبو بكر الجزائري.
4-
خاتم النبيين: للشيخ محمد أبو زهرة
5-
فقه السيرة: للشيخ محمد الغزالي، بتحقيق العلامة الألباني.
6-
السيرة النبوية: عرض وقائع وتحليل أحداث: للدكتور علي محمد الصلابي.

المراجع:

1. الدليل إلى المتون العلمية، عبد العزيز إبراهيم قاسم.
2. ففروا إلى الله، أبي ذر القلموني، مكتبة السنة، 1422 هـ.
3. ثقافة الداعية، الشيخ يوسف القرضاوي، مكتبة وهبة، 1416 هـ.
4. ثقافة الداعية، وهو ضمن مجموعة: سلسلة مدرسة الدعاة، عبد الله علوان، دار السلام، 1422 هـ.

10 من المحرم عام 1427 من الهجرة ( الموافق في تقويم النصارى 9 من يناير عام 2006 ).

-----------------------------------------------
[1] زاد المعاد في هدي خير العباد، ابن قيم الجوزية، المجلد الأول، ص: 69.
[2] البداية والنهاية، الحافظ ابن كثير، المجلد الثالث، ص: 191.
[3] السيرة النبوية: عرض وقائع وتحليل أحداث، علي محمد الصلابي، المجلد الأول، ص: 5.
[4] فقه السيرة، محمد الغزالي، بتحقيق العلامة الألباني، دار الكتب الإسلامية، 1402 هـ. ص: 496.
[5] مناهل العرفان في علوم القرآن، محمد عبد العظيم الزرقاني، ص: 101.



Mohammed-Alaa 18-04-2014 09:33 PM

شكرا على الموضوع الرائع

محمد رافع 52 18-04-2014 11:06 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Mohammed-Alaa (المشاركة 5821937)
شكرا على الموضوع الرائع

بارك الله فيك


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 08:41 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.