بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   مصر بين الماضى و الحاضر (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=569)
-   -   التحفة اللطيفة في ذكر تاريخ الأمة الإسلامية الشريفة (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=689991)

Mr. Hatem Ahmed 29-06-2016 10:17 PM

(59 /32) دخول الرسول صلى الله عليه وسلم يثرب (سنة 13 من البعثة، 1 هـ، 622 م)

كان الأنصار وهم الأوس والخزرج يترقّبون وصول النبي صلى الله عليه وسلم بشوق ولهفة ... فلمّا وصل خرجوا إليه فرحّبوا به، فما فرحوا بشيء كفرحهم به ... ثم نزل الرسول صلى الله عليه وسلم بِقُبَاء خمسة أيام، فأسّس مسجد قُبَاء وهو أول مسجد أُسّس بعد النُّبوة، ثم ركب نحو يثرب، وواصل، والقبائل تأخذ بخطام راحلته، وهو يقول: "خلوا سبيلها فإنها مأمورة"، حتى بركت في موضع بني النجار، فنزل عند أبي أيوب الأنصاري، وأقام عنده.


Mr. Hatem Ahmed 29-06-2016 10:18 PM

(59 /33) التَّسمِية الجديدة ليثرب والتأريخ بالهجرة

أصبحت يثرب منذ ذلك اليوم تُعرَف بِالمَدِينة، وأصبح العام الذي هاجر فيه الرسول صلى الله عليه وسلم بدءاً للتاريخ الإسلامي، أو التّاريخ الهِجري، وتؤكِّد أكثر الروايات أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو أول مَن أرّخ بالهجرة بشكل رسمي ثابت، وكان ذلك في زمن خلافته.

Mr. Hatem Ahmed 29-06-2016 10:19 PM

(59 /34) وَضْع أُسُس المجتمع الإسلامي

لم يقم المسلمون مجتمعاً إسلامياً في مكّة، لكونهم قِلّة مغلوبة، وبدأ الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة بوضع هذه الأُسُس العظيمة لخير مجتمع يترقّبه التاريخ، فكان أهم أُسُس هذا المجتمع الجديد:

1. بناء المسجد النبوي: لمّا بَرَكَت النّاقة عند موضع المسجد، أمرهم ببنائه، وبنى معهم، وكان ينقل اللبن والحجارة بنفسه، وجعل قبلته إلى بيت المقدس، وجعل عُمده الجذوع، وسقفه الجريد، وبنى حُجَر أزواجه صلى الله عليه وسلم إلى جانبي المسجد، فلما انتهي تزوّج عائشة رضي الله عنها في شوّال، وعُرِفَت يثرب يومها بمدينة الرسول أو المدينة المنورة ... وكان المسلمون يلتقون في هذا المسجد للعبادة والتّعلم والقضاء والبيع والشراء والاحتفالات، وكان عاملاً كبيراً في التقريب بينهم.

2. المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار: آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينهم، فاقتسموا البيوت والنساء والأموال، وكانت لهذه المؤاخاة قوّة أخوة النّسب، وبهذه المؤاخاة جعل الرسول صلى الله عليه وسلم وحدة دينية بدل الوحدة القبلية.

3. معاهدة التعاون بين المسلمين وغير المسلمين: كان بالمدينة ثلاث طوائف: المسلمون، والعرب الغير مسلمين، واليهود (بنو النضير وبنو قريظة وبنو قينقاع)، فوضع النبي صلى الله عليه وسلم معاهدة لضمان الأمن والسّلام، ولجعل جو من التّعاون والتّسامح بين هذه الطوائف.

4. وضع الأُسُس السياسية والإقتصادية والإجتماعية: الإسلام دِين ودولة، فكان لزاماً وضع هذه الأسس، فاتجهت آيات كثيرة من القرآن في هذه الفترة إلى التّشريع في كافة هذه الجوانب، كما شرح الرسول صلى الله عليه وسلم كل ذلك بقوله وعمله؛ فعاشت المدينة الحياة الفاضلة، السّامية، فأخوة صادقة، وتكافل تام بين أفراد المجتمع، تكون بذلك أول مجتمع إسلامي وَضَع النبي عليه الصلاة والسلام أُسُسَه الخالدة.


Mr. Hatem Ahmed 01-07-2016 05:21 AM

(59 /35) الجِهَاد في سَبِيل الله تعالى

لا توجد آية واحدة في القرآن الكريم، أو حادثة واحدة في تاريخ صدر الإسلام تُشير إلى أن الإسلام انتشر بالقوة، أو أن القتـال في الإسلام كان لحَمْل الناس على اعتناقه، فكان سبب القتـال ينحصر في ردّ العدوان وحماية الدعوة وحُريّة الدين ... فبعد مُضيّ ستة شهور من الهجرة كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد وطّد الجبهة الداخلية، ونظّم أمورها، وبدأ يستعد للجبهة الخارجية، والقتـال المنتظر.


Mr. Hatem Ahmed 01-07-2016 05:22 AM


(59 /36) تَدَرُّج الجِهَاد

في البداية كان يأمرهم بالكفّ والصّفح عن المشركين، فلما قويت شوكتهم أَذِن لهم ولم يفرضه عليهم، قال تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَـاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}. (سورة الحج، الآية: 39)، ثم فُرِض عليهم قـتـال مَن يُقـاتـلهم، قال تعالى: {وَقَـاتِـلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ}. (سورة البقرة، الآية: 190، ثم فُرِض قـتـال المشركين كافّة، قال تعالى: {وَقَـاتِـلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُـقَـاتِـلُونَكُمْ كَافَّةً}. (سورة التوبة، الآية: 36).

يقول أهل التاريخ أن الرسول صلى الله عليه وسلم اشترك في 27 غزوة، وقاتل في 9 منها، وأنه أرسل ما يقرب من 60 سَرِيّة، وسنكتفي هنا بالحديث عن الغَزَوات والسّرايا ذات الأثر في سير الإسلام.


Mr. Hatem Ahmed 01-07-2016 05:24 AM

(59 /37) أول لواء في الإسلام

كانت بقيادة حمزة بن عبد المطلّب رضي الله عنه في 30 مهاجراً، وقد اعترضوا عِيراً لقريش، ولم يتقـاتـلوا، ثم بعث لواء بقيادة أبو عُبَيْدة بن الجَرّاح، ثم لواء عليه سعد بن أبي وقاص، وكانت عِير قريش تفوتها، وكان ذلك في عام 1 هـ.


Mr. Hatem Ahmed 01-07-2016 05:25 AM

(59 /38)غزوة الأبواء

هي أوّل غَزوة خرج فيها النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه مع مجموعة من المهاجرين يعترض قافلة لقريش ففاتته، ثم خرج في غزوات: بوط، وودان، والعشيرة، لاصطياد قوافل قريش ففاتته كلها، وأبقى بعض الصحابة لانتظار عودة قافلة أبو سفيان العظيمة من الشّام.


Mr. Hatem Ahmed 01-07-2016 05:26 AM


(59 /39) بَعث عبد الله بن جَحش


بَعثَه الرسولُ صلى الله عليه وسلم في 18 مهاجراً إلى نخلة (بين مكة والطائف) يرصدون عِير قريش، فمرّت بهم عِيراً، فقتـلوا أميرها/ عمرو بن الحضرمي، وأَسرُوا اثنين، واستولوا على القافلة، فكان ذلك أول قـتـل وأَسْر في الإسلام، فأنكره النبي صلى الله عليه وسلم لكونه في الأشهر الحُرُم، واشتد إنكار قريش فقالوا: "أَحَلّ مُحمَّدٌ الشَّهر الحَرَام"، فأنزل الله عزّ وجلّ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}. (سورة البقرة، الآية: 217)


Mr. Hatem Ahmed 01-07-2016 05:29 AM



(59 /40) غَزوة بَدر الكُبرى (17 رمضان 2 هـ/ 623م)

أ. سبب المعركة: كان لا بد من هذه المواجهة بين محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه وبين قريش فهو بالإضافة إلى تهديد أوثان قريش وزلزلة مكانتها الدينية، يُهدّد أيضاً تجارتها الصاعدة والهابطة بين مكة والشام ... وحدثت حادثة صغيرة كانت هي السبب المباشر لهذه المعركة، عادت قافلة أبي سفيان من الشام، فخرج الرسول صلى الله عليه وسلم في 314 مهاجراً لملاقاته، فعلم أبو سفيان وحثّ قريشاً على إنقاذ قافلتهم، ولما علم النبي صلى الله عليه وسلم استشار الصّحابة، فتكلّم المهاجرون وأحسنوا، فكررها، فعلم الأنصار أنه يَعنِيهم، فقال سعد بن معاذ: "امضِ بنا حيث شِئتَ، فواللهِ لئن استعرضت بنا البحر لخضناه معك"، فأشرق وَجه الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا الكلام وسُرّ به، ثم خرجوا، لكن غيَّر أبو سفيان طريق القافلة فنَجَا بها، ورغم ذلك فقد أَصرّ أبو جهل على الخروج ومعه 950 كافراً، ثم عسكر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه عند بئر بدر، واستنصر الرسول صلى الله عليه وسلم ربه، وبالغ في التّضرع ومما قال: «اللهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي، اللهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَنِي، اللهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ لَا تُعْبَدْ فِي الْأَرْضِ»، فأنزل اللهُ عزّ وجلّ: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ}. (سورة الأنفال: 9)، وقد ذَكّر النبيُّ صلى الله عليه وسلم أصحابَه بالصّبر والثّبات.

ب. فعاليات المعركة ونتائجها: ونَشَبت المعركة وقد بدأت بالمُبَارزة، وأنزل اللهُ ملائكَتَه تُـقـاتـِل مع المؤمنين، فنصر اللهُ جُندَه، وقُـتِـل فيها أكابر صناديد قريش كأبي جهل، وأمية بن خلف، وعتبة وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة وغيرهم؛ فقـتـل المسلمون سبعين وأسَرُوا سبعين، واستُشهِد من المؤمنين أربعة عشر؛ وقسَّم الرسول صلى الله عليه وسلم الغنائم، وأما الأسرى فقد أشار عمر بن الخطاب بـقـتـلهم، وأشار أبو بكر الصديق بمفاداتهم، فأخذ الرسول صلى الله عليه وسلم برأي أبي بكر، فنزل الوحي مُعاتِباً النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وموافقاً لرأي عمر؛ قال تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}. (سورة الأنفال: 67)؛ ونزلت سورة الأنفال في وصف هذه الغزوة.

ج. أهمية غزوة بدر: غزوة بدر هي الغزوة الوحيدة التي انتصر فيها المسلمون انتصاراً حقيقياً حاسماً فكانت أساساً متيناً لمستقبل الإسلام، ولذلك سماها القرآن (يوم الفُرقَان) لأنها فرّقت بين الحقّ والباطل، فأعزّت أهل الحقّ وأذلّت أهل الباطل.

-
وقد وضعت سورة الأنفال التي نزلت في هذه المعركة أدق التعاليم الإسلامية للحروب مثل: الاستعداد لملاقاة العدو، الوحدة وعدم التّنازع، الثّبات في المعركة، ذِكْر الله عند الشّدائد خاصة.

-
وهناك تشريعات إسلامية ارتبطت بغزوة بدر: كالشُّورة، والتّحذير من البحث عن الأهداف المادية في الحُروب، والحِرص على إعلاء كلمة الله، وتشريع توزيع الغنائم ... لكل هذا كانت لغزوة بدر أهمية خاصة.

-
ظهور المنافقين: ظهر المنافقون بعد معركة بدر، وعلى رأسهم عبد الله بن أُبَيّ بن سَلُول، واستمرّ عملهم الخفي ضد الإسلام.

-
خروج السَّرايَا: خرج في عدة سرايا لتأديب من تحدثه نفسه بغزو المدينة أو الاستيلاء على قوافل قريش.


hamdygad 03-07-2016 09:39 PM

شكرا وبارك الله فيك ولك

الاسلام دين الحق

لا اله الا الله

1 غزوة بدر هي الغزوة الوحيدة التي انتصر فيها المسلمون انتصاراً حقيقياً حاسماً

وهناك تشريعات إسلامية ارتبطت بغزوة بدر: كالشُّورة، والتّحذير من البحث عن الأهداف المادية في الحُروب، والحِرص على إعلاء كلمة الله، وتشريع توزيع الغنائم ... لكل هذا كانت لغزوة بدر أهمية خاصة.

Mr. Hatem Ahmed 04-07-2016 04:52 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hamdygad (المشاركة 6459793)
شكرا وبارك الله فيك ولك

الاسلام دين الحق

لا اله الا الله

1 غزوة بدر هي الغزوة الوحيدة التي انتصر فيها المسلمون انتصاراً حقيقياً حاسماً

وهناك تشريعات إسلامية ارتبطت بغزوة بدر: كالشُّورة، والتّحذير من البحث عن الأهداف المادية في الحُروب، والحِرص على إعلاء كلمة الله، وتشريع توزيع الغنائم ... لكل هذا كانت لغزوة بدر أهمية خاصة.


جزاك الله خيراً وبارك فيك

وشكرًا جزيلاً لمرورك الكريم


Mr. Hatem Ahmed 16-07-2016 02:01 PM

(59 /41) غَزْوَة بَنِي قَيْنُقَاع

وهم مِن يَهُود المدينة، نَقَضوا العهد فهدّدوا المسلمين، فحاصرهم الرسول صلى الله عليه وسلم، فقَذَف اللهُ في قلوبهم الرُّعبَ، ثم استسلموا فأجلاهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن المدينة دون سِـلاح.



Mr. Hatem Ahmed 16-07-2016 02:02 PM

(59 /42) ومِن أَهَمّ أَحدَاث سَنَة 2 هـ

في هذ السَّنة شُرِع الأذان فكان بلال هو مُؤَذِّن الرسول صلى الله عليه وسلم، وفُرِض الصَّوم والزَّكاة، وصَرَف اللهُ قِبْلَة المسلمين من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُريد ذلك، قال تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ}. (سورة البقرة: 144)، ولم يعجب ذلك اليهود، فأخذوا يتقوّلون على الرسول صلى الله عليه وسلم، فأنزل اللهُ عزّ وجلّ: {وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ}. (سورة البقرة، الآية: 145)، وكذلك قامت الحدود في هذه السّنة، وفَرض اللهُ الحَلال والحَرام.


Mr. Hatem Ahmed 22-07-2016 10:13 AM


(59 /43) غَزْوَة أُحُـدٍ شَوَّال سَنَةَ 3هــ


سبب هذه الغزوة: رغبة قريش في الانتقام لأنفسهم وأخذ الثأر لقتـلاهم في بدر.

خرج أبو سفيان على ثلاثة آلاف مقاتـل فعسكروا قريباً من جبل أحد؛ فلمّا عَلِم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك استشار أصحابه، فأشار أكثرهم بالخروج، فخرج في ألف مقاتـل، وأثناء الطريق انخذل المنافق عبد الله بن أُبيّ بن سلول بثلث الجيش بحجة أن الرسول صلى الله عليه وسلم عصاه وخرج، ولم يأخذ رأيه! ثم عسكر النبي صلى الله عليه وسلم عند جبل أحد (شمال المدينة) وجعله خلفه، وجعل عليه خمسين رامِياً بقيادة عبد الله بن جبير، وأمرهم بعدم النزول مهما حصل، ثم نظّم الجيشَ، وأعطى اللواء لمُصعَب بن عُمَير.


قاتـل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بشجاعة، وأبلى أبو دجانة (الذي أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم سيفه)، وطلحة، وحمزة، وعليٌّ وغيرهم، فانتصر المسلمون في أول النهار مظهرين بطولة رائعة، وانهزم الأعداء.

فنزل أكثر الرماة مخالفين أمر الرسول صلى الله عليه وسلم لجمع الغنائم، فالتف خالد بن الوليد مع فرقة الخيالة من خلفهما فكانت مفاجأة مفجعة حيث اضطرب المسلمون وعمهم الذُّعر، فأثخن الكفار فيهم، فاستُشهِد عدد منهم (أكثر من 70) وولى البعض، وجُرِح النبي صلى الله عليه وسلم وكُسِرت رباعيته.
فكان مِمَن استُشهِد: حمزة بن عبد المطلب الّذي قتـلـه العبد وحشي بحربة، ومصعب (حامل اللواء)، وحنظلة بن أبي عامر، وكان جُنُباً، فأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الملائكة تُغسِّله.

ثم بعد ذلك انسحب المسلمون بأمر النبي صلى الله عليه وسلم نحو الجبل انسحاباً منظّماً، ثم تحصّنوا بهَضبة عالية فعجز عنهم المشركون، فقال أبو سفيان: "إن موعدكم بدر للعام المقبل". فقالوا له بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم: "هو بيننا وبينكم موعد".

فكان يوم أحد يوم بلاء وتمحيص اختبر اللهُ المؤمنين، وفضح المنافقين، وأكرم مَن أراد بالشّهادة، ونزل تصوير هذه المعركة في سورة آل عمران، قال تعالى: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ. إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}. (سورة آل عمران، الآيتان: 139، 140)


Mr. Hatem Ahmed 24-07-2016 02:17 AM

(59 /44) غَزْوَةُ حَمْرَاءِ الأَسْدِ

كانت في سنة 3 هــ هي الأخرى، فبعد أُحُد خرج الرسول صلى الله عليه وسلم مع مَن اشترك في أُحُد في مكان حمراء الأسد (13 كيلو متراً عن المدينة)، ليُبيّن لليهود والأعراب ما يتمتعون به من معنويات عالية، فخافت قريش وعادت إلى مكة، وقد كانت تريد المدينة.



مراقب لجنة 24-07-2016 02:33 PM

شكرا لك موضوع رائع

sami sami.. 24-07-2016 04:00 PM

جازاك الله خيراااا

Mr. Hatem Ahmed 24-07-2016 10:09 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مراقب لجنة (المشاركة 6470401)
شكرا لك موضوع رائع

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sami sami.. (المشاركة 6470504)
جازاك الله خيراااا


بارك الله فيكما

وشكرًا جزيلاً للمرور الكريم


Mr. Hatem Ahmed 28-07-2016 02:37 PM

(59 /45) حَوَادِث سَنَةَ 4 هـ

أ. يَوْم الرَّجِيع: أرسل النبي صلى الله عليه وسلم ستة من الصحابة بأُمرة مرثد الغنوي، إلى الأعراب بطلب منهم ليعلموهم الدّين، فلما صاروا قريباً من مكة، غدروا بهم فقتـلوا أربعة منهم، وباعوا الاثنين في مكة وهما: زَيْد بْن الدَّثِنَةوخُبَيْب بنُ عَدِيّ حيث قُتِـلا هناك؛ رضي الله عنهما.

ب. حَادِثَة بِئْرِ مَعُونَة: أرسل النبي صلى الله عليه وسلم أربعين صحابياً أميرهم/ المنذر بن عمرو إلى أهل نجد ليعلموهم الدِّين، فلما نزلوا في بئر معونة (جنوب شرق المدينة) هُوجموا، وقاتلوا حتى استُشهِدوا جميعاً؛ رضي الله عنهم.

ج. إِجْلاَء يَهُود بَنِي النَّضِير: غدروا بعَهدهم، وحاولوا قتـل الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فحاصرهم حتى استسلموا فأجلاهم عن المدينة بدون سلاح، ونزلت فيهم سورة الحشر.

ح. غَزْوَة ذَاتِ الرِّقَاع: خرج فيها الرسول صلى الله عليه وسلم إلى غطفان في نجد، إِذْ كانوا يريدون غزو المدينة، ولم يحصل قتـال. وكان الغرض إرهـاب الأعراب.

خ. غَزْوَة بَنِي أَسَد: أرادوا غزو المدينة أيضاً بقيادة طليحة بن خويلد، فأرسل لهم النبي صلى الله عليه وسلم سَرِيّة إلى ديارهم، ففرّوا وغَنِم المسلمون.

د. تَأْدِيب هُذَيْل: جمع خالد الهذلي الجموع لغزو المدينة (هذيل قرب مكة) فأرسل له الرسول صلى الله عليه وسلم مَن يقتـله، فقُتِـل، وانفضّت جموعه وانتهى أمره.

ذ. غَزْوَة بَدر الآخِرَة: خرج أبو سفيان بثلاثة آلاف مقاتِـل (حسب الموعد المحدد) ورغب في نفسه عدم القتال، وخرج الرسول صلى الله عليه وسلم في ألف وخمسمائة، فخافت قريش وعادت؛ فكانت هي المُّتحدية وهي الفارّة.

ر. غَزْوَة دُومَة الجَنْدَل: هاجمهم الرسول صلى الله عليه وسلم تأديباً لهم، ففرّوا وتركوا الغنائم للمسلمين.


Mr. Hatem Ahmed 31-07-2016 03:37 AM

(59 /46) حَوَادِث عَام 5 هـ

أ. غَزْوَة المُرَيْسِيع: أراد بنو المُصطلق غزو المدينة، فغزاهم الرسول صلى الله عليه وسلم ومَلَك ديارهم وأموالهم ونسائهم؛ ثم تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم جويرية بنت الحارث (بنت زعيم القوم) فأطلق المسلمون أسراهم تكريمًا لها، وقالوا أصهار رسول الله ... وبعد هذه الغزوة حصلت حادثة الإفك التي اتهمت فيها عائشة رضي الله عنها في عفتها، فأنزل اللهُ براءتها في سورة النور.

ب.غَزْوَة الخَنْدَق سنة 5 هـ: كان سبب هذه الغزوة، تجمّعات قُصِد منها القضاء على الإسلام والمسلمين ... إِذْ خرجت قريش وغطفان والأحزاب إلى المدينة في أكثر من عشرة آلاف مقاتـل بتحريض من اليهود (خيبر وبنو النضير)، فاستشار الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه، فأشار سلمان الفارسي بحفر خندق حول المدينة لحمايتها؛ فنفذّوا مقترحه (كان عدد المسلمين 3000)، وقد استمر الحصار شهراً، ونقضت بنو قُريظة العهد واتفقت مع الأحزاب.

وفي وقتها أسلم نُعيَم بْن مَسْعُود الغطفاني، واتفق مع النبي صلى الله عليه وسلم على تفريق الأحزاب، فخرّب بين قريظة وقريش وغطفان بحيلة بارعة، فبيّن لكل فريق أن الآخر ضده، فتفرّقوا، فأرسل اللهُ على المشركين جُنداً من الرّيح فقُوِّضَت خِيَامهم وأُكفِأت قُدورُهم ففرُّوا ... قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا}. (سورة الأحزاب، الآية: 9)؛ وكانت هذه آخر غارة على المدينة، إِذْ أصبح المسلمون بعدها هم الأقوياء والأسياد.

ج. غَزْوَة بَنِي قُرَيظَة: نقضوا عهدهم مع النبي صلى الله عليه وسلم وغدروا في أحرج الأوقات فحالفوا قريشاً في الأحزاب، فحاصرهم بعد غزوة الخندق حتى استسلموا، فحكَّم الرسول صلى الله عليه وسلم فيهم سَعدَ بنَ مُعَاذ، وكان حليفهم في الجاهلية، فحكم بقتـل رجالهم، وسَبْي نسائهم وذراريهم، وهذا يتناسب جدًّا مع عِظَم جريمتهم؛ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ».

ح. تَأْدِيب الأَعرَاب: بعد الاِنتهاء من قريش واليهود، بقي العدو الثالث وهم الأعراب؛ وهؤلاء أَرسل إليهم الرسولُ صلى الله عليه وسلم العديد من السَّرايا، أرعبتهم وكفَّت شرَّهم، وأذاهم للمسلمين.


عمر دعيبس 07-08-2016 04:27 PM

جازاك الله خيرا

Mr. Hatem Ahmed 07-08-2016 04:54 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر دعيبس (المشاركة 6479459)
جزاك الله خيرا


بارك الله فيك


Mr. Hatem Ahmed 10-08-2016 03:16 AM

(59 /47) حَوَادِث عَام 6 هـ

صُلْح الحُدَيْبِيَة وبَيْعَة الرِّضْوان: خَرَج النبي صلى الله عليه وسلم بـــ 1500 من أصحابه، يريد العُمْرَة، ونزل الحُدَيْبِية، وفَزِعت قُرَيش ... فَبَعَث إليهم عُثمانَ بنَ عفّان رضي الله عنهم يخبرهم قصده؛ ثم أُشِيع أن عُثْمَان قُتِـل، فَدَعا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى البَيْعة، فتَبَادر إليه أصحابه وهو تحت الشَّجرة (لِذَا سُميِّت بَيْعَة الشَّجَرة أو بَيْعَة الرِّضْوَان) بايعوه على ألا يَفرِّوا، ثم عاد عُثْمَان رضي اللهُ عنه، فتصالح النبي صلى الله عليه وسلم مع قريش ... وتم الاتفاق عـلــى:

- هُدنَة عشر سنوات بينهم.

- وأنَّ مَن يأتي محمدًا صلى الله عليه وسلم مِن قريش يَرُدَّه إليهم، ومَن جاء قريش من محمد صلى الله عليه وسلم لا يردوه.

- ومَن أراد عهد محمد صلى الله عليه وسلم دَخَله، ومَن أراد عهد قريش دَخَله. (فدَخَلت خُزَاعة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم؛ وبَكْر في عهد قريش)

- وأنهم سيعودون العام القادم لأداء العُمرة.
وفي الطَّريق أنزل اللهُ تعالى سورة "الفَتْح"، فبشَّرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بفتح مَكَّة.

وقفة عند صلح الحديبية: كثير من الصحابة امتعض من هذا الصُّلح واستاء لهذه النتيجة، وعَدَّ نفسَه مغلوباً ذليلاً ... على أنَّ المُدقِّق المُنصِف يُدرك أنّ هذه المعاهدة كانت عظيمة الخير للمسلمين، كبيرة النَّفع لهم، ومن مزاياها:

- اعتراف قريش بكيان المسلمين.

- إعطاء المسلمين فرصة لنشر الدَّعوة والتَّفرغ لها.

- دخول خلق كثير في الإسلام بعد هذا الصُّلح (مِن هؤلاء بعض عظماء قريش: كخالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وعثمان بن طلحة)؛ كذلك أرسل النبي صلى الله عليه وسلم للمُلوك والحُكَّام يدعوهم للإسلام.

- أعطت هذه المعاهدة للمسلمين فرصة ليفرُغُوا لليهود، لِذَا غَزَا الرسول صلى الله عليه وسلم بعدها خَيْبَر، وانتصر واكتملت معظم التَّشريعات الإسلامية خلال هذه الفترة.

- أمَّا شَرط إعادة مَن يُسلِم مِن قريش إلى قريش، ولا تلتزم قريش بِرَدَّ مَن يعود لها مِن المسلمين، فذاك وضَّحه النبيُّ صلى الله عليه وسلم بقوله: «إِنَّهُ مَنْ ذَهَبَ مِنَّا إِلَيْهِمْ فَأَبْعَدَهُ اللهُ، وَمَنْ جَاءَنَا مِنْهُمْ سَيَجْعَلُ اللهُ لَهُ فَرَجًا وَمَخْرَجًا».

وهكذا كان هذا الصُّلح فَتحاً مُبيناً كما وصفه اللهُ سبحانه وتعالى في القرآن الكريم.


Mr. Hatem Ahmed 23-08-2016 08:51 AM

(59/ 48) حَوَادِث عَام 7 هـ

أ. غَزْوَة خَيْبَر: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا}. (سورة المائدة: 82)؛ بَرهَنَت الأحداث طوال القرون على شدّة عَدَاوة اليهود للمسلمين حتى عندما أحسن المسلمون إليهم ... كانت خَيْبَر (في شمال المدينة) من أقوى حصون اليهود وأخطرها، وكان خطرهم مُحدَقاً على المدينة.

وكان يهود خيبر حرَّضوا على غزو المدينة، وجمعوا الأحزاب في غَزْوَة الخَنْدَق، سَار إليهم النبي صلى الله عليه وسلم، وحاصرهم، حتى استسلموا، فصالحهم على شَطْر ثمرها وزرعها، وبعد الغَزْوَة أَهدَت زينت بنت الحارث اليهودية للرسول شاةً مَسْمُومة، فأشعره اللهُ عزَ وجلّ بذلك فكف عنها، وأكل منها بشر بن البراء، فمات فقتـلها الرسول صلى الله عليه وسلم قِصَاصاً، وكان ذلك في شهر مُحرَّمٍ سنة 7 هـ.

ثم أخضع النبيُّ صلى الله عليه وسلم يهود وادي القُرَى على شَطْر نخيلهم؛ وقَبَلَ الفِديَة من يهود فَدَك ويهود تَيْمَاء، وعدَّهم ذِمِّيين.

وبعد خَيْبَر أصبح المسلمون أكبر قوة في جزيرة العَرَب، كما انكسرت بذلك شَوْكة اليهود، وإن كانت لم تزل نهائياً.

ب. دَعوَة المُلُوك والحُكَّام إِلَى الإِسْلاَم: رَأَى النبيُّ صلى الله عليه وسلم أنَّ الوقت أصبح مناسباً لذلك، فاليهود انتهوا، وقريش في هُدنَة معه، والأعراب لا بُدَّ مِن غَزْو ديارهم باستمرار؛ فكَتَب الكُتُبَ، وأَرسَل الرُّسُلَ إلى:

1. هِرَقْل "إمبراطور الرُّوم"؛ وقد خاف على مُلْكِه منه، فلم يُسلِم.

2. المُقَوْقِس "حَاكِم مِصْر"، وقد خاف على ملكه منه، فلم يُسلِم وأرسل بهدايا للنبي صلى الله عليه وسلم.

3. المُنْذِر بْنُ سَاوَى"حَاكِم البَحْرَين"، وقد دَخَل في الإسلام.

4. النَّجَاشِيّ "مَلِك الحَبَشَة"، وقد دَخَل في الإسلام.

5. الحَارِث الحِمْيَرِيّ "حَاكِم اليَمَن"، وقد دَخَل في الإسلام.

6. جَيْفَر وعَيَّاد اِبْنَا الْجُلَنْدَيّ "مَلَكَي عمَّان"، وقد دَخَلا في الإسلام.

7. الحَارِث بْن أَبِي شِمْر"مَلِك الغَسَاسِنَة بالشَّام"، وقد قتـل رسولَ رسولِ الله، وسَبّ المسلمين وهدَّد بغزو المدينة.

8. كِسْرَى "مَلِك الفُرس"، وقد غَضِب ومَزَّق الخِطَاب؛ فَدَعَا عليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فمَزَّق اللهُ مُلْكَه.

ج. عُمْرَة الحُدَيْبِيَة: خَرَج الرسول صلى الله عليه وسلم مع أصحابه لأداء العُمْرَة حَسَب صُلْح الحُدَيْبِيَة، وكان عددهم (2000) فيَسَّرها اللهُ سبحانه لهم، فقاموا بأدائها وعادوا بسَلاَم وطُمَأْنِينة.


wafaamhf 24-08-2016 07:51 AM

من يكتب التاريخ يتميز بالصبر والتفكير الموسوعى ... شكرا جزيلا

Mr. Hatem Ahmed 24-08-2016 04:42 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة wafaamhf (المشاركة 6489289)
من يكتب التاريخ يتميز بالصبر والتفكير الموسوعى ... شكرا جزيلا

جزاكِ الله خيرًا وبارك فيكِ

وشكرًا جزيلاً للمرور الكريم


Mr. Hatem Ahmed 25-08-2016 01:12 AM

(59/ 49) حَوَادِث عَام 8 هـ

أ. إسلام خالد بن الوليد وعمرو بن العاص: قَدِمَا إلى النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة ومعهم عثمان بن طلحة، فأسلما على يديه، وفرح الرسول صلى الله عليه وسلم كثيراً بإسلامهما، وصارا بعد ذلك مِن أعظم قُوَّاد الفتوحات الإسلامية.

ب. غَزْوَةُ مُؤْتَـة:

سبب الغزوة: قَـتَـل الغَسَاسِنة (عُمَّال الرُّوم) دُعَاة المسلمين إلى الشام، وقتـلوا الحَارِثَ بن عُمَير رسول النبي صلى الله عليه وسلم إليهم، وهدَّد مَلِكهم الحارث الغساني بغزو المدينة؛ فأراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعطي الروم وعملائهم الغساسِنة الصورة الحقيقية عن قوة المسلمين وأهدافهم.

سير المعركة ونتائجها: أحسّ المسلمون أن هناك عدواً عنيداً في الشمال، وأن الإسلام لا أمن له إلا بالقضاء على هذا العدو، فكانت هذه أول حلقة في النضال للفتوحات الإسلامية خارج جزيرة العرب؛ فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم جيشاً قوامة 3000 مقاتل يقودهم زيد بن حارثة، فإن قُتِـل فالأمير جعفر بن أبي طالب، وإن أُصِيب فعبد الله بن رواحة ... فنزلوا في معان (شمال الجزيرة العربية على حدود الشام)؛ وقَدِم الروم في مائة ألف مقاتل وحُلفائهم قضاعة في مائة ألف، فتشاور المسلمون ورأى الأغلبية القتـال وعدم الانسحاب، استمر القتـال سبعة أيام، واستُشهِد القادة الثلاثة وكذلك استُشهِد عدد كبير من المسلمين، فتولى القيادة خالد بن الوليد، فانسحب بالجيش انسحاباً منظماً؛ وقد أثنى عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم ودعا لهم.

ج. معركة ذات السلاسل: انزعج الروم من قوة المسلمين، فأرادوا القضاء عليهم في عُقر دارهم، وكلَّفوا حليفتهم قضاعة بذلك، فأرسل لهم النبي صلى الله عليه وسلم 300 مقاتل بقيادة عمرو بن العاص، ثم أمدهم بــ 200 بأِمرة أبي عُبَيدة بن الجرَّاح ... ثم التحم الفريقان ففرَّت قُضَاعة، رغم جُموعهم الهائلة ومساعدات الرُّوم لهم.


Mr. Hatem Ahmed 01-09-2016 10:26 PM

(59/ 50) فَتْحُ مَكَّة المُعَظَّمَة في شهر رمضان عَام 8 هـ

عوامل مهَّدت لفتح مكة المكرمة:

- القضاء على اليهود خلال فترة الهُدنة والصُّلح؛ وقد كانوا أكبر نَصِير لقريش.
- امتداد نفوذ المسلمين وإحاطته بمكة من كل جانب.
- ورأت قريش نفسها تقف وحيدة ضد كل العرب، إضافة إلى انهيار تجارتها.
- كما أن أحوال قريش تغيَّرت .. فقد هلك كفارها الصناديد؛ ودخل كثير من أبطالها المغاوير في الإسلام كخالد بن الوليد وعمرو بن العاص.

كل هذه الظروف فتَّت مِن عَضَد قريش وجعلتها تيأس من النصر

سبب الفتح: أن قبيلة بكر (حليفة قريش) تعدَّت على خُزَاعة (كانت حليفة الرسول صلى الله عليه وسلم ثم أسلمت كاملة)، فأعانت قريش حليفتها، فنقضت بذلك صُلح الحُديبية، فاستنجدت خُزَاعة بالرسول صلى الله عليه وسلم، فخافت قريش وأرسلت زعيمها أبا سفيان ليعتذر ويطيل مدة الهُدنة ففشل وعاد خائباً، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين بالتَّجهُّز لفتح مكة ... فكتب حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش يُعلِمها بهذا الاستعداد وأرسل الرسالة مع امرأة، فأخبر اللهُ تعالى رسولَه صلى الله عليه وسلم بذلك؛ فكَلَّف عليًا والزُّبير رضي الله عنهما فعادا بالكتاب؛ فبكى حاطب، وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أنه فعل ذلك ليتخذ عندهم يدًا فلا يؤذوا أهله، فسامحه؛ وحاطب من أهل بدر.

فمضى المسلمون (وهم أكثر من 10.000) وعسكروا قُرب مكة، وقَدِم أبو سفيان زعيم قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم، فدعا له الرسول صلى الله عليه وسلم قائلاً: «مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ»؛ ولم يسمح له بالمغادرة حتى رأى مواكب الجيوش الإسلامية.

ثم دخل الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة من أعلاها وهو واضعاً رأسَه تواضعاً لله عزَّ وجلّ بما أكرمه؛ ولم يلقَ المسلمون مقاومةً تُذكَر.

واستسلمت قريش، فدخل الرسول صلى الله عليه وسلم المسجد، حوله المسلمون، فطاف وفي يده قوس، وحول البيت أكثر من 360 صنم فجعل يطعنها ويقول: «جَاءَ الحَقُّ وَزَهَقَ البَاطِلُ». والأصنام تتساقط على وجوهها، وقد عَفَا النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن قريش، ثم بايعته قريش بعد ذلك، وأسلمت كلها.

وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بقتـل نفر ولو تعلقوا بأستار الكعبة، فقتـل بعضهم وأسلم البعض، ثم أرسل الصحابة لهدم الأصنام في مكة وحولها.

أهمية فتح مكة: استسلام قريش مهَّد الطريق لاستسلام الجزيرة العربية كلها، فقد أصبح المسلمون سادة مكة وحُماة البيت الحرام ووصلت سيرتهم الطيبة إلى كل مكان ... فكان ذلك مطلع عهد جديد سعيد على الإسلام والمسلمين، وكان هدف النبي صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة تطهير الجزيرة كلها من أعداء الإسلام وجعل وحدة إسلامية موحّدة مترابطة؛ وهذا ما تحقق.


Mr. Hatem Ahmed 16-09-2016 05:37 AM

(59 /51) غَزْوَةُ حُنَيْنٍ عَام 8 هـ

سبب الغزوة: خضعت أغلب الجزيرة العربية لنفوذ الإسلام، ولم يبقَ خارجاً عليه إلا قبائل هوازن وثقيف ... فكان لا بُدَّ من المواجهة بينهم وبين المسلمين.

حنين موقع بين مكة والطائف: بعد ما سمعت هَوَازِن بفتح مكة، خرجت لقتـال الرسول صلى الله عليه وسلم بقيادة مَالِك بن عَوْف ومعهم نسائهم وأموالهم لكي يستميتوا في الدفاع عنهم، فخرج إليهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم في 12000 مقاتـل، فاغترّ المسلمون يومها بكثرتهم وقالوا: "لن نُغْلَب اليوم مِن قِلَّة"؛ ثم نَشَب القتـال في حنين، حيث انقضّ الكفار على المسلمين من الشِّعاب والمُرتفعات، فاضطرب المسلمون وتفرَّقوا، ولم يَثْبُت إلاَّ قِلَّة مع الرسول صلى الله عليه وسلم ... فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَيْ عَبَّاسُ، نَادِ أَصْحَابَ السَّمُرَةِ». فناداهم العباس بأعلى صوته، فالتفّ الأنصارُ حول النبي صلى الله عليه وسلم وهم يقولون: "لبيك، لبيكفقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ، أَنَا ابْنُ عَبْدِ المُطَّلِبْ، اللَّهُمَّ نَزِّلْنَصْرَكَ». فاجتمع الصحابة كلهم وثبتوا حتى انتصروا وانهزم الأعداء، وتركوا أموالهم ونسائهم وفرُّوا إلى الطائف وتحصَّنوا بها مع ثقيف، وكانت غنائمهم هائلة؛ وأعطى الرسول صلى الله عليه وسلم المُؤَلَّفة قلوبهم الكثير منها ومنهم أبو سفيان وأبنائه؛ فكانت حُنْيَن درساً لِمَن قال: "لن نُغْلَب اليوم مِن قِلَّة"؛ قال اللهُ تعالى: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ. ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى المُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الكَافِرِينَ}. (سورة التوبة، الآيتان: 25، 26)


Mr. Hatem Ahmed 16-09-2016 05:39 AM

(59 /52) غَزْوَةُ الطَّائِف عَام 8 هـ

وهي امتداد لغزوة حنين، حيث سار النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى الطائف لقتـال هَوَازِن وثَقِيف، وكانت حُصُونهم مَنِيعة جدًّا، ومُؤنهم كثيرة؛ فحاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم طويلاً، ولم يأذن اللهُ بفتحها، ثم عاد الرسول صلى الله عليه وسلم بعدها للمدينة ... وبعد زمن قصير أسلمت هَوَازِن وأسلم زعيمها مَالِك بن عَوف، ورَدَّ لهم الرسولُ صلى الله عليه وسلم أموالهم وسَبَايَاهم ... وبعد غزوة تَبُوك أرسلت ثَقِيفٌ وَفْدَها مُعلِنَة إسلام أهل الطائف.

أهمية غزوة حنين والطائف: بعد هاتين الغزوتين أصبحت الجزيرة العربية لأوَّل مرَّة في التاريخ دولة متحدة قوية تدين بدين واحد، ولها مبادئ وحضارة.


Mr. Hatem Ahmed 16-09-2016 05:40 AM

(59 /53) حَـوَادِث عَام 9 هـ

أ. غزوة تبوك: وسبب الغزوة: فقد تناهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن الرُّوم جمعت جُموعها الهائلة بالشام لغزو المدينة، والقضاء على الإسلام والمسلمين ... فأَمَر الناسَ بالتَّجهُّز للخروج، وسُمِّي ذلك الجيش بــ "جَيْش العُسْرَة" لجَدب الأرض وشِدَّة الحَرِّ، حتى إن المنافقين أعلنوا نفاقهم وتخلَّفوا عن رَكْب الجيش، وأنفق المسلمون بسخاء على هذا الجيش، فجهَّز عُثْمان بن عَفَّان رضي الله عنه نصف الجيش لوحده، وتصدَّق أبو بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه بكل ماله، وتصدَّق عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه بنصف ماله، وأثنى عليهم النبي صلى الله عليه وسلم لصنيعهم هذا وسُرّ به ... ثم خرج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى تَبُوك، وكان تعداد الجيش ثلاثين، وقيل أربعين وقيل سبعين ألف مقاتـل؛ ولم يجد أثراً للروم، فقد ارتاعوا وتقهقروا إلى داخل بلادهم مدافعين ... وعَسْكَر النبيُّ صلى الله عليه وسلم بجيشه عند تبوك حيث أرهب الأعداء، ثم آتاه أهل أَيْلَة وجَرْبَا وأَذْرُح وأعطوه الجِزية، وعاد للمدينة بعد بضع عشرة ليلة، وكانت آخر غزوة غزاها الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه.

ب. خَبَر المُتَخَلِّفِين عَن غَزْوَة تَبُوك: في غزوة تبوك كانت قصة تخلُّف كَعْب بن مَالِك ومُرَارَة بن الرَّبِيع وهِلاَل بن أُمَيَّة، وهم مِمَن شَهِدوا بَدراً؛ رضي اللهُ عنهم ... ولم يكن لهم عُذْر في التَّخَلُّف، فقاطعهم النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون شَهْرًا حتى أنزل اللهُ تعالى فيهم: {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ. وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}. (سورة التوبة، الآيتان: 117، 118)

ج. عَامُ الوُفُود: أنزل اللهُ عَزَّ وجَلّ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ. وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا. فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}. (سورة النصر)؛ بعد إسلام قريش -وهي سيدة القبائل- أسلمت كل قبائل الجزيرة، فأرسلت وُفُودها إلى النبي صلى الله عليه وسلم لإعلان إسلامها وسُمِّي ذلك العام بـــ "عَام الوُفُود" ... وهكذا عَمَّت الدَّعوة الإسلامية شبه الجزيرة العربية، وسُرَّ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأن رأى زرعه يُثمِر، ودين الله يَنتشِر على يديه.

د. حَجَّة 9 هــ: بَعَث النبيُّ صلى الله عليه وسلم أَبَا بَكْر الصِّدِّيق أَمِيراً على الحج في هذا العام، ونزلت سورة "التَّوْبَة" في نَقْض ما بين الرسول صلى الله عليه وسلم والمُشْرِكين مِن عُهُود، فأَعلن أنه لا يَحُجَّ بعد العام مُشْرِك، ومَن له عند رسول الله عَهْد فهو إلى مُدَّتِه.


Mr. Hatem Ahmed 18-09-2016 11:21 AM

(59 /54) حَـجَّةُ الوَدَاعِ عَام 10 هـ

حَجَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالمسلمين في هذه السَّنَة (وهي حَجَّتُه الوَحِيدة) وخرج معه قريباً من مائة ألف حَاجٍّ أو أزيد بقليل، فعَلَّمَ النَّاسَ مَنَاسِكَهم وسُنَنَ حَجِّهِم، وخَطَب خُطْبَتَه التي بَيَّن فيها مِنْهَاج المسلمين ... ومـنــهـــا: «إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، وَسَتَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ، فَسَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ، أَلاَ فَلاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي ضُلَّالًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ، أَلاَ لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ، فَلَعَلَّ بَعْضَ مَنْ يُبَلَّغُهُ أَنْ يَكُونَ أَوْعَى لَهُ مِنْ بَعْضِ مَنْ سَمِعَهُ»، ثُمَّ قَالَ: «أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ؟!». قَالُوا: "نَعَمْ"، قَالَ: «اللَّهُمَّ اشْهَدْ».

ثم عاد بعدها النبيُّ عليه الصلاة والسلام للمدينة وبدأ به مَرَض المَوْت.


Mr. Hatem Ahmed 20-09-2016 04:53 PM

(59/ 55) بَعْثُ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ عَام 11 هـ

جهَّز الرسول عليه الصلاة والسلام جيشاً لقتال الرُّوم في البَلْقَاء (الأردن) بقيادة أسامة بن زيد بن حارثة (وعمره آنذاك 18 عاماً) وفي الجيش كِبَار الصَّحابة رضي اللهُ عنهم، ولم يخرج الجيش لمرض النبي صلى الله عليه وسلم.



Mr. Hatem Ahmed 20-09-2016 04:57 PM

(59 /56) مَرَضُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ووَفَاتُهُ

بَدَأ بالنبي عليه الصلاة والسلام الوَجَع والحُمَّى، فاستأذن نِسَائه أن يُمَرّض في بيت عائشة رضي اللهُ عنها، فأَذِنَّ له، وفي آخر مرَّة صعد فيها المنبر، كان مما قاله: «أُوصِيكُمْ بِالأَنْصَارِ، فَإِنَّهُمْ كَرِشِي وَعَيْبَتِي، وَقَدْ قَضَوُا الَّذِي عَلَيْهِمْ، وَبَقِيَ الَّذِي لَهُمْ، فَاقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ»، ...ولما اشتدَّ به المَرَض قال: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ».

ثم تُوفي الرسول صلى الله عليه وسلم في ضُحَى يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول عام 11هـ الموافق عام 632م، وكان عليه الصلاة والسلام في الثالثة والستين (63) مِن عُمُره ... وأصاب المسلمين حزن عظيم، فلم يُصَدَّق عُمَرُ بموت النبي صلى الله عليه وسلم، و
أُغْمِيَ عَلَى عُثْمَانٍ، وجلس عَلِيُّ يبكي ومعه الصحابة، فخطب فيهم أبو بكر وقال: "أَلاَ مَنْ كان يَعبُد محمداً صلى الله عليه وسلم فإن محمداً قد مات؛ ومَن كان يَعبُد اللهَ فإن اللهَ حَيٌّ لاَ يَمُوت"؛ ثم تَلاَ قَوْل اللهِ تَعَالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ}. (سورة آل عمران، الآية رقم: 144)؛ فأفاق النَّاسُ، وأفاق عُمَرُ حتى إنه قال: "واللهِ، ظَنَنْتُ أنه ليس في القُرآن هذه الآية حتى ذَكَّرنِيهَا أبو بكر".


نعم، تُوُفي النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن بلَّغ الرسالة وأدَّ الأمانة ونصح الأُمَّةَ، وسَنَّ لَنَا سُنَنًا وحَدَّ لَنَا حُدُودًا فمَن سار عليها اِهتدى، ومَن أبى فقد هلك!


- وقَد رَثَى نَبِينَّا بعضُ الصَّحابة رضي اللهُ عنهم ... فَمِنْهُم عَمَّتُهُ أَروَى بِنْتُ عَبْدِ المُطَّلِب، إِذْ قالت:

أَلاَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كُنْتَ رَجَاءَنَا ... وَكُنْتَ بِنَا بَرًّا وَلَمْ تَكُ جَافِيَا!

وَكُنْتَ بِنَا رَءُوفًا رَحِيمًا نَبِيَّنَا ... لِيَبْكِ عَلَيْكَ اليَوْمَ مَنْ كَانَ بَاكِيًا!

لَعَمْرُكَ مَا أَبْكِي النَّبِيَّ لِمَوْتِهِ ... وَلَكِنْ لِهَرْجٍ كَانَ بَعْدَكَ آتِيَا

كَأَنَّ عَلَى قَلْبِي لِذِكْرِ مُحَمَّدٍ ... وَمَا خِفْتُ مِنْ بَعْدِ النَّبِيِّ المَكَاوِيَا

أَفَاطِمُ، صَلَّى اللَّهُ رَبُّ مُحَمَّدٍ ... عَلَى جَدَثٍ أَمْسَى بِيَثْرِبَ ثَاوِيَا!

أَبَا حَسَنٍ فَارَقْتَهُ وَتَرَكْتَهُ ... فَبَكِّ بِحُزْنٍ آخِرَ الدَّهْرِ شَاجِيَا!

فِدًا لِرَسُولِ اللَّهِ أُمِّي وَخَالَتِي ... وَعَمِّي وَنَفْسِي قُصْرَةً ثُمَّ خَالِيَا

فَلَوْ أَنَّ رَبَّ النَّاسِ أَبْقَاكَ بَيْنَنَا ... سَعِدْنَا وَلَكِنْ أَمْرُنَا كَانَ مَاضِيَا!

عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ السَّلامُ تَحِيَّةً ... وَأُدْخِلْتَ جَنَّاتٍ مِنَ العَدْنِ رَاضِيَا!


- وقَالَ ابْنُ عَمَّهِ أَبُو سُفْيَان بْنُ الحَارِث:

أَرِقْتُ فَبَاتَ لَيْلِي لاَ يَزُوْلُ ... وَلَيْلُ أَخِي المُصِيْبَةِ فِيْهِ طُوْلُ

وَأَسْعَدَنِي البُكَاءُ وَذَاكَ فِيْمَا
... أُصِيْبَ المُسْلِمُوْنَ بِهِ قَلِيْلُ


فَقَدْ عَظُمَتْ مُصِيْبَتُنَا وَجَلَّتْ
... عَشِيَّةَ قِيْلَ قَدْ قُبِضَ الرَّسُوْلُ


فَقَدْنَا الوَحْيَ وَالتَّنْزِيْلَ فِيْنَا
... يَرُوْحُ بِهِ وَيَغْدُو جَبْرَائِيلُ


وَذَاكَ أَحَقُّ مَا سَالَتْ عَلَيْهِ
... نُفُوْسُ الخَلْقِ أَوْ كَادَتْ تَسِيْلُ


نَبِيٌّ كَانَ يَجْلُو الشَّكَّ عَنَّا
... بِمَا يُوْحَى إِلَيْهِ وَمَا يَقُوْلُ


وَيَهْدِيْنَا فَلاَ نَخْشَى ضَلاَلاً
... عَلَيْنَا وَالرَّسُوْلُ لَنَا دَلِيْلُ


فَلَمْ نَرَ مِثْلَهُ فِي النَّاسِ حَيّاً
... وَلَيْسَ لَهُ مِنَ المَوْتَى عَدِيْلُ


أَفَاطِمُ، إِنْ جَزِعْتِ فَذَاكَ عُذْرٌ
... وَإِنْ لَمْ تَجْزَعِي فَذَاكَ السَّبِيْلُ


فَقَبْرُ أَبِيْكِ سَيِّدُ كُلِّ قَبْرٍ
... وَفِيْهِ سَيِّدُ النَّاسِ الرَّسُوْلُ




صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ



aya mido 21-09-2016 10:09 AM

مشكوووووووووور

Mr. Hatem Ahmed 24-09-2016 04:08 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aya mido (المشاركة 6506109)
مشكوووووووووور


شكرًا جزيلاً لمرورك الجميل


Mr. Hatem Ahmed 24-09-2016 04:11 PM

(60) عَهْدُ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِين

لم تتجاوز الخِلاَفة الرَّاشدة الثلاثين عاماً، وقد تميزت بأن الخلفاء سَارُوا على نَهج رسول الله صلى الله عليه وسلم تماماً، حسب الطريق المستقيم الذي ارتضاه اللهُ لعباده، فكانت هذه الفترة هي الصورة الصحيحة للحُكم الإسلامي، وللدولة الإسلامية؛ وهذه الصورة يجب أن تكون القُدوة لكل حاكم يريد لنفسه السعادة في الدَّارين، ولشَعبِه الصلاح والحياة السعيدة ... وقد بلغت الحضارة في هذه المُدَّة أوجّها، حيث حصل الأفراد على السعادة التامة في المساواة والعَدل والأَمن والطُّمأنينة، والحاجات الأساسية ... ثم بعد هذه الفترة، ظهرت الفتن التي عصفت بالمسلمين، وفرَّقتهم إلى أحزاب وفِرَق، ولا زالوا إلى الآن على هذا الحال؛ فاللهُ المُسْتعَان.


Mr. Hatem Ahmed 19-10-2016 11:29 PM

(60/ 1) خَلِيفة رَسُول الله/ أَبُو بَكْر الصِّدِّيق

نَسَبُه؛ هــو: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ القُرَشِيُّ، ثُمَّ التَّيمِيُّ؛ الصِّدِّيق الأعظم وخليفة رسول رب العالمين وأفضل الخلق بعد الأنبياء والمرسلين.

يُلقَّب بالعَتِيق، ويُكنَى بأَبِي بَكْر، ويُعرَف بالصِّدِّيق.

كان في الجاهلية من وجهاء قريش وأشرافهم، وكان أعرف قريش بالأنساب، وكان تاجراً يرتحل البلاد، وقد حرَّم على نفسه الخمر في الجاهلية، ولم يسجد لصنم قط، وكان صَدِيقاً ونَدِيماً للنبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية، وكان دخوله في الإسلام وسَبْقه رَفَعَه عمَّن سواه وأشهره، وهو يُعدَّ الشخص الثاني في الإسلام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.



Mr. Hatem Ahmed 19-10-2016 11:32 PM

(60/ 2) حياته في الإسلام

هو أَوَّل مَن أسلم مِن الرِّجال، وصحب أبو بكر النبي صلى الله عليه وسلم، مِن حين أسلم إلى أن تُوفي، وهاجر معه، وكان صاحبه في الغار أثناء الهجرة، وهو المُراد بقوله تعالى: {ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}. (سورة التوبة، الآية رقم: 40)؛ وشَهِد مع الرسول صلى الله عليه وسلم المشاهد كلها، وثَبَت يوم أُحُد وحُنَين، وقد فرَّ النَّاسُ، وكان مِن أشجع الناس، يثبت في المعارك، ولا يحيد خطوة عن النبي صلى الله عليه وسلم، يُدافِع ويَذُود عنه، وكان كريماً، أنفق معظم ماله في سبيل الله تعالى، وهو المقصود بقوله تعالى: {وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى. الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى}. (سورة الليل، الآيتان: 17، 18)؛ وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «مَا نَفَعَنِي مَالٌ قَطُّ، مَا نَفَعَنِي مَالُ أَبِي بَكْرٍ».

وفي غزوة تَبُوك تصدَّق بكل ماله لتجهيز الجيش، وكانت راية المسلمين في يده في هذه الغزوة، وقد أسلم على يده عدد كبير من كبار الصحابة، منهم عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وقد اشترى وأعتق عددًا مِن المُعَذَّبين منهم: بِلاَل بْنُ رَبَاح، وعَامِر بْن فُهَيْرَة رضي الله عنهما، وغيرهما؛ وبعثه النبيُّ صلى الله عليه وسلم أَمِيراً على الحج في عام 9 هـ؛ وعندما مرض الرسول صلى الله عليه وسلم مرض الموت، قال: «مُرُوا أَبَابَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ».


Mr. Hatem Ahmed 19-10-2016 11:34 PM


(60/ 3) بــَيــْـعـَـــتُــــــهُ

بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، شعر الأنصار، وهم أهل المدينة، أنهم بحاجة إلى اختيار خليفة يتولى شؤون المدينة، وأمر المسلمين، وإلا تعرضت المدينة للتهديد، وقد ظنوا أن المهاجرين ربما يعودون إلى موطنهم مكة المكرمة، فاجتمعوا في سقيفة بني ساعدة، وتشاوروا بينهم، واتفقوا على اختيار سعد بن عبادة، فبايعوه بالخلافة ... وعندما علم المهاجرون، فجاء أبو بكر وعمر والزبير وغيرهم، فخطب أبو بكر ومما قاله: "إن العرب لا تعرف هذا الأمر إلا لقريش"، وأكَّد عُمَرُ على ذلك.

فاقتُرِح: أن يتولاها مهاجري ثم أنصاري وهكذا؛ ولكن قُوبِل هذا بالرفض.

ثم اقترح بعض الأنصار: أن يكون من المهاجرين أمير، ومن الأنصار أمير؛ ورُفِض هذا الرأي أيضًا.

وعندما رأى الأنصار أن المهاجرين سيبقون في المدينة، ولن يغادروها، اقتنعوا بأنهم أولى بهذا الأمر، فوافقوا، فتقدَّم عُمَر وبايع أَبَا بكر، ثم بايعه كل أهل السقيفة، وفي اليوم الثاني بايعه الناس البيعة العامة، ثم خطب أبو بكر في المسجد، فكان مما قاله: "أطيعوني ما أطعتُ اللهَ ورسولَه فيكم، فإن عصيت فلا طاعة لي عليكم".


Mr. Hatem Ahmed 01-11-2016 10:01 PM

(60/ 4) أعماله وفُتوحاته

كانت فَترة ولاية أبي بكر الصديق رضي الله عنه قصيرة (سنتين و3 شهور)، ومع ذلك فقد كانت مليئة بالأعمال الجليلة، أهــمــــهـــــــا:


(60/ 5) إِنْفَاذ جَيْش أُسَامة بن زَيْد

اقترح الكثيرون عدم إرسال هذا الجيش، نظراً لردة أغلب سكان الجزيرة، وإحداق الخطر بالمدينة، ورغم ذلك أنفذه أبو بكر، تنفيذاً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم مهما كانت النتائج، وفي إرسال هذا الجيش بيان للجميع بقوة المسلمين المادية والمعنوية، وعاد الجيش منتصراً، وكان ذلك سبباً في ثَباَت الكثيرين على الإسلام.


Mr. Hatem Ahmed 05-11-2016 07:57 PM

(60/ 6) حُروب الرِّدَّة

بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ارتدَّت كل الجزيرة عن الإسلام، ما عدا مكة والمدينة والطائف، فقِسم مِن المُرتدِّين عادوا إلى الكفر واتباع مُدَّعِي النُّبوة، وقِسم امتنعوا فقط عن دفع الزكاة ... فأشار الصحابة بعدم قتـالهم نَظَراً للظروف الحَرِجة، ولخروج جيش أسامة بن زيد فرفض أبو بكر الصديق بكل شدة، وعارضه عمر بن الخطاب حيث قال: كَيْفَ تُقَاتِـلُ النَّاسَ؟! وقَد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِـلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَمَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ، إِلَّا بِحَقِّهِ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ»؛ فَقَالَ أبو بكر: واللَّهِ لَأُقَاتِـلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلاَةِ والزَّكَاةِ، فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ المَالِ، واللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عِقَالًا كَانُوا يُؤَدُّونَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهِ"، فَقَالَ عُمَرُ: "فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُ اللَّهَ قَدْ شَرَحَ صَدرَ أَبِي بَكْرٍ لِلْقِتَالِ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الحَقُّ".

وبمجرد أن شيَّع أبو بكر جيش أسامة جعل الصحابة على منافذ المدينة لحراستها، وأمر المسلمين بالتواجد في المسجد للطوارئ خوفاً من مهاجمة المدينة، وحصلت غارة فردُّوها، وكان يخرج بنفسه إلى المنافذ ... ثم جاءت بعد فترة قصيرة صَدَقات كثيرة، ومن جهات عديدة، وبعد شهرين عاد جيش أسامة منتصراً كما أسلفنا؛ فعقد أبو بكر أَحَدَ عَشَر لواءً لقتـال المُرتدِّين في كل الجزيرة بقيادة خالد بن الوليد ... ثم انطلق خالد فقاتـل أَسَد وغَطَفَان وعَامِر، وكان يقودهم طُلَيحة بن خُوَيلد الأَسَدِي (مُدَّعِي النُّبُوَّة)، فالتقاهم خالد عند بئر بُزاخة، فنكَّل بهم، حتى انهزموا وتابوا.

ثم خالد سار إلى منازل بني يربوع وبني تميم بالبطاح، وقد تنبأت فيهم سجاح، وقاتـلهم، فقتـل قائدهم مالك بن نويرة وأخضعهم.


aymaan noor 07-11-2016 11:41 AM

رائعة جدا أستاذنا الفاضل مستر حاتم

جزاك الله خيرا و بارك الله فيك


Mr. Hatem Ahmed 07-11-2016 10:12 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aymaan noor (المشاركة 6527570)
رائعة جدا أستاذنا الفاضل مستر حاتم

جزاك الله خيرا و بارك الله فيك



أسعدني وشرفني مرورك الجميل مستر/ أيمن

فجزيل شكري وتقديري لحضرتك


Mr. Hatem Ahmed 22-12-2016 08:41 PM


(
60/ 7) معركة اليمامة 11 هــ ... وما بعدها من القبائل


ثم سارت الجيوش إلى بني حنيفة في اليمامة، وقد تَنبَّأ فيهم مُسَيْلِمَة الكَذَّاب، فَنَشَب قتـال ضَارِي؛ وانتصر المسلمون أخيراً.

وقُتِـل مُسَيْلِمَة، وتاب القومُ وعادوا إلى الإسلام، وقد اسْتُشِهَد في المعركة عدد كبير من الصحابة، ومِن حَمَلَة القرآن؛ وهذا ما حَمَل أبو بكر فيما بعد إلى التفكير في جَمْع القرآن بين دَفَّتْي مصحف.

ثم أرسل أبو بكر جيوشاً بقيادة حُذَيْفَة بن مِحْصَن وعَرْفَجَة بن
هَرْثَمَة وعِكْرِمَة إلى أهل عُمَان ودبا ومهرة، فأخضعا تلك الجهات.

ثم أُخْضِعَت بَحْرَان وحَضْرَمَوْت واليَمَن، وكان قد تَنبَّأ فيها الأَسْوَد العَنْسِيُّ؛ ومِن قُوَّادِها المشهورين المُهَاجِر بْن أَبِي أُمَيَّة، وعِكْرِمَة بْن أَبِي جَهْلٍ.

ثم
أرسل العَلاَءَ بْن الحضرمي إلى البحرين، فأخضعها ودانت له.

ثم أُخْضِعَت باقي الجهات بالقتـال أو عادت إلى الحق بدون قتـال، فاستقرَّت الأمور في الجزيرة العربية، ودانت أطرافها، ورفرف الإسلام عليها.


Mr. Hatem Ahmed 22-12-2016 08:45 PM


(60/ 8) الفُتُوحَات الإسلامية


انتهت حُروب الرِّدَّة، وكان لا بُدَّ من الجهاد، وأعداء الدولة الإسلامية كانوا متمثلين في دَوْلَتَي الفُرس والرُّوم، وهما أعظم إمبراطوريتين في ذلك الوقت، إِلاَّ أنهما كانتا على خِلاف وعدم اتفاق، وهذا ما سَهَّل مُهِمَّة المسلمين في القضاء عليهما، فقاتـلوا على جَبْهَتين في وقت واحد ... هُــمَــــا:

1. الجبهة الشرقية (الفُرْس): سيطر الفرس على مناطق واسعة، تشمل العراق، وغرب الشام، وشمال الجزيرة، وخضعت لهم كثير من القبائل العربية، وكانت هذه القبائل تعمل على توطيد سلطان الفرس في مناطقها ... والذي قاد الجيوش الإسلامية في تلك الجهات خَالِد بْن الوَلِيد، والمُثَنَّى بْن حَارِثَة، فحققوا انتصارات مُذهلة، ففتحوا الحيرة وبعض المدن العراقية، منها الأنبار ودومة الجندل والفراض وغيرها ... بعدها أمر الخليفةُ خالداً بالتوجه للانضمام إلى جيوش الشام.


2. الجبهة الغربية (الرُّوم): سيَّر أبو بكر إلى الشام الجيوشَ التالية:

- جيش بقيادة/ يَزِيْدُ بْن أَبِي سُفْيَان إلى دمشق.

-
جيش بقيادة/ عَمْرو بْن العَاصإلى فلسطين.

-
جيش بقيادة/ شُرَحْبِيْل بْن حَسَنَة إلى الأردن.

-
جيش بقيادة/ أَبُو عُبَيْدَة بْن الجَرَّاح إلى حمص (وله القيادة العامة)، وكان مجموعها (21000) مقاتل، وعكرمة بن أبي جهل احتياطي في الخلف ومعه (6000) مقاتل ... فتَعَبَّأت جيوش الروم، فوصلت أعدادهم إلى 240 ألف مقاتل.


فن-المذاكرة 26-12-2016 09:25 AM

شكرا على المعلومات

Mr. Hatem Ahmed 28-12-2016 09:11 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فن-المذاكرة (المشاركة 6544779)
شكرا على المعلومات


شكرًا جزيلاً لمرورك الجميل


Mr. Hatem Ahmed 28-12-2016 09:22 PM

(60/ 9) مَعْرَكَة اليَرْمُوك 13 هــ

فأمر أبو بكر الصديق الخليفةَ خالد بن الوليد -كما ذكرنا- بالتوجه بجيشه إلى الشام، وتولي القيادة العامة، فنفَّذ الأمر، وقام برحلة تاريخية متخطياً الصحاري الشاسعة الغير مأهولة ... فوصل إلى الشام بعد 18 يوم، وتجمَّع المسلمون، ووصل عددهم إلى 36 ألف ... ونظَّم خالد الجيش وقسَّمه، وكان ذلك على رافد من روافد نهر الأردن ويُسمَّى "اليرموك" ... ثم نَشَب القتـال، وكان عنيفاً، وأثناء ذلك جاء البريد بموت الخليفة أبو بكر وتولية عمر رضي الله عنهما، وعَزْل خالد عن القيادة، وتأمير أبي عبيدة، وذلك في جمادى الآخرة عام 13 هـ.

فــائـــدة: مما يُذكَر بالفخر والإعجاب لخالد تلقيه خبر العزل برضا وقبول مع أنه كان في أوج نصره، واستمر يقاتـل بجد وإخلاص تحت إِمرة القائد الجديد ... وقد سبق أن وقف أبو عبيدة نفس هذا الموقف الرائع عندما طلب منه أبو بكر أن يُسلِّم القيادة العامة لخالد ... إنها في الحقيقة نماذج إسلامية رائعة، ستظل ذكراها عطرة على مَرِّ السنين ... فرضي اللهُ عن صحابة رسولنا الأعظم محمد فلقد أدبهم أحسن التأديب، صلى الله عليه وسلم.

مستر اويس 28-10-2017 06:17 PM

الف شكر لمجهودك الرائع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 12:57 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.