![]() |
ربي ارحمه كما رباني صغيرة
يسألني بينما يستكمل بيانات الإيصال :
باسم من أكتب تلك الصدقة ؟ يعرفني هذا الموظف و يعرف اسمي فحضوري عنده متكرر و ثابت قدر الإمكان . أهم بذكر اسمي ثم تعتريني فكرة : أصاب تضخم القلب والدي بألم يعصر صدره كل ليلة ، يكاد يخطف أنفاسه و يعصر قلبه . يأخذه المساء لحافة الموت ثم يفتح له كوة .. أنصت جيداً حتى اسمع اسمي بين شفتيه : أركض مسرعة ، فأتناول قرص الضغط من على طاولة بجوار فراشه و أدسها بين شفتيه و أتبعها قطرات الماء . يهبط ضغط الدم لطبيعته و ينساب الدم في الأوردة و الشرايين و تعود الحياة مسارها في جسمه . و والدي شخصية كبيرة بحجم الحياة حين تمتلىء بكل الألوان و المتع و النجاح . لكن غضبه الشديد كلما أراد شيئاً في بيته طالما عصر الحياة في البيت ، قتل أوقاتاً جميلة كان فيها الأب الحاني . أما مرضه فنبـّه أعصاب من حوله ، يكاد يتوقف الهواء عن المرورعبر رئاتهم حتى يمنح والدي الحياة أولاً ، حفاظاً منهم على حياة تذوي قرب المرض . لم ينجح الدواء في أكثر من تنظيم الضغط ريثما يرتفع في الليلة التالية يزحف تجاه حياته . ينادي والدي مجدداً ، فأسرع و أناوله الدواء ، أقف جواره ريثما تنساب الحياة في جسده ، ثم أسأله : حاجة أخرى؟ _ لا . إذهبي للنوم . لا أدري أيهما أخذ مني أكثر من الآخر ، عصبيته أم شقاؤه في جوار المرض ؟ أجيب سؤاله : باسم والدي و أسرته . و المال و الفكر والفعل لي بإذن الذي خلق . يوقف الزحام مسار الشارع ، يأخذه تجاه الفوضى فيعطل مساري ، يلحقني التأخير و أنا عائدة للبيت و معه قلق شديد أن أغضب والدي فيزيده المرض حملاً . أصل البيت و أنا أتردد في دخوله ، أنوي التسلل للداخل بعيداً عن نقده . يصمم القدر أن نتواجه . تنير ابتسامة وجهه : أ كان الطريق مزدحماً ؟ كيف أحس بي؟ _ أجل . تبدد ابتسامته سحب غضب لوّث سماء عمرنا . ***************** |
ثمانية عشر نسخة
ثمانية عشر نسخة
لابد من تصوير هذه الورقة ثمانية عشر نسخة للصف الأول الثانوي ، أجل طالبات الفصل سبعة عشر قتاة و نسخة للمدرسة ، هكذا أفكر بينما تمر خطوات طريقي لحجرة تصوير الأوراق بفصول البنين حيث بعض المدرسات يعانين من الخلاف مع الطلاب ، يهرب من إحداهن النظام فتعصره كي يبقى . أجل ، خطأهن ، المدير أخبرنا أن لا نتصرف على هذا النحو و الإداريات أخبرن المدرسات و لكنهن لم يلتزمن بتعليمات المدير . أجل ، وصفاته منطقية و ثابتة المعالم ، خطة من نقاط لكل المشاكل . له حق ، فعلا التقصير من عندي ، ينبغي أن أترك ذلك العمل فأنا الفشل ينبض به كل عصب . يعصف بالذهن شهد مصفى : وصفته محددة المعالم ، خطة ذات نقاط . هكذا كي يتعامل عقله مع عجماوات ردود أفعالها ثابتة بنصف المخ الأيسر حيث الوصلات العصبية أكثر استقراراً ، المساحات في الإدراك مناظرة لما هو على الأرض و الأطوال لا تتغير كل بضع ثواني . هي : لديها وصلة متسعة من الجانب الأيسر في المخ للجانب الأيمن . تنقل المعلومات من الثوابت إلى الجانب الإبداعي لتبتكر حلولاً للمستجدات تلقى في وجهها كلما تعاملت مع البشر أطفالاً شيوخاً رجالاً و نساءاً. مؤكد لا يقال لرجل : لدينا عزومة لعشرة أنفار حالاً ، دع كل ما في يديك و لا تنشغل عن ذلك و لو بالتنفس و جهز من الطعام ما يناسب أذواقهم المتنافرة ، مهمة يعهد بها عادة للنساء فتتولاها إحداهن على أحسن حال . أيظن حقاً أن بوسعي أن أجبر طالب يميل مؤشر مزاجه إلى حال القرف على عمل ؟ الأسباب متنوعة و العلاجات فريدة لكل حالة ، حشرهم جميعاً تحت سقف واحد و محاولة ضغط عصب واحد طوال الوقت لا يحرز نتيجة ، لم يفعل أبداً ! استوعبت الآن لماذا تتركني إجتماعات الإدارة في تيه مطبق ، الخروج منه منهك . إذاً ليس خطأي ، أفكر مجدداً في البقاء في عملي حتى آخر اليوم .. ريثما أصل حجرة المدرسات فأجد مشكلة جديدة .. ثم .. |
محاولة لفهم الذات .. لا تكلل بالنجاح بعد !
تهاجمني الغلظة مرددة : كفى ، لا ينبغي أن تستمري في مزاولة حالة ممسحة الأرجل تلك ، كفى جداً ، الحل معي، تحاول أن تزاول كيانها في كياني .
أصدها بقوة تتصدع لها أرجاء نفسي . لو قاومتها الأزل ، لن تمر عبري ، ليس أنا . فقط أن تلك المقاومة تتغير لها النفس ، لا تصير هادئة كما كانت ، بل تموج بالمقاومة . أحرزت البغيضة هدفها ، أليس كذلك ؟ .. لا ، اللطف في غير موضعه لا أساس له من الصحة أيضاً . |
و ليال عشر
*(و ليال عشر)
تنسلخ غلالة الضوء عن ليلة من ذي الحجة . يسري الليل في النفس في يسر ، يسري اليسر في ذات حجر فتنهل من خير تلك الليالي بإذن الذي خلق تلك الليال و أجزل فيها العطايا لطالب قرب . * سورة الفجر ، الآية 2 |
الي اجمل الاقلام .....
تجولت بين الصفحات .... وفجأة شعرت بنسمات .... تنبعث من صفحاتك الذهبية التي هي بالفعل ارق الصفحات ... تنقلت من كلمة لاخري و عقلي يريد المزيد ... وقلبي شعر بفرق ليس بالطفيف فهناك بالفعل فرق بين ذلك القلم وباقي الاقلام .... هناك بالفعل فرق ....... فرق .... أذاب كل الحواجز و العقبات بين ذلك الكاتب وكل قاريء... تعجبت سيدتي كثيرا من تأثير الكلمات ..... تعجبت من غيابي عن تلك الصفحات وتأخر ثنائي علي صاحبة اجمل الاقلام فتحية كبيرة مني اليك سيدتي ... علي هذا الفكر وتلك الكلمات وتقبليني زائر قارئ بل مشاركا بأذن الرحمن |
شكر و تقدير
السلام عليكم
بارك الله كلمة طيبة قيلت في ذاك المتصفح فأثمرت أخوة طيبة بإذن الذي خلق و جمع البشر على محبته و في طاعته في خير ليال . |
لا تكلنا لشيء طرفة عين
قلت سابقاً عن جهاز للغسيل الكلوي يعجز عن الوصول إلى الفقراء . دعني أرسم صورة لآخر يتوجه لمقصده ، أمره اليسر تماماً و أنه على وشك البدء في الخدمة في مستشفى عام بالمجان .
أتوجس مجدداً بقدر ما أود الخير لكل الناس فإنني أعلم أن الأسباب مخادعة لأقصى حد . و لأنني حقا أود لو ينفع الجهاز أصحاب الحاجة فإنني أبحث عما أثار في نفسي القلق . أكتب التحذيرات التالية على الجهاز : يجب مراعاة التحذيرات التالية عند استخدام جهاز الغسيل الكلوي من قبل المريض و الطبيب : 1. على الطبيب الإستعانة ببصيرته و علمه فمن لا يأذن الله له بشفاء على هذا النحو ، ليتركه الطبيب في مرضه في سكينة. 2. لا ينبغي لأحد أن يتكل على سبب أعوج فينهار به في هوة ضياع ، فالتوعية بأسباب المرض و توقيه هو الأساس و لا ينبغي أن يتوقف البشر عند ما بين أيديهم بل لابد من التحسين دوماً . 3. الدعاء و التوكل على الله ساري المفعول خلال و قبل و بعد العلاج . ********************************** إذاً أعلق يافطتي على أبواب السماء : الله الواحد الأحد في علاك ، أصلح لنا شأننا كله و لا تكلنا إلى أنفسنا و لا إلى طبيب أو علاج طرفة عين . |
الله أكبر كبيراً
هنيئاً لأمة الإسلام حضور بعض أعظم مناسبات الكون .
تنبض أعصابي لصوت يردد : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام ، يعني أيام العشر . قالوا : و لا الجهاد في سبيل الله . قال صلوات الله عليه ، و لا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بنفسه و ماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء .) رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما . أتشعرون بالتغيير الذي يملأ النفس استقبالاً لهذا الحدث الكوني العظيم ؟ تعرض نفسي عن اللغو أياً من كان قائله . زيادات تلتهم الوقت . أجد في النفس فراغاً أحتفي به بذكر المولى العظيم . قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (ما من أيام أعظم و لا أحب إلى الله العمل فيهن من هذه الأيام العشر ، فأكثروا فيهن من التهليل و التكبير و التحميد .) رواه الإمام أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما . |
مناجاة
مناجاة
أحني جبهتي لخالقي ، يتبادر التسبيح لذهني فأسجد ليلاً طويلاً ، تردد أنفاسي : ربي الواحد الأحد الفرد الصمد الكريم الحليم مالك الملك ، يا ذا الجلال و الإكرام الحي القيوم المتفرد بالعزة و الجبروت ... أسألك باسمك الأعظم الذي أنت أعلم به مني ، لا ترد منكسرة عن بابك . أدعوك باسمك الأعظم الذي تجيب به دعوة مضطرة و تعطي محتاجة ، اسم رحمتني بذكره : فرّج الضيق الذي يشملني . اكسر سجن عقلي ، لا أبالي بتلك الحلة خرقها البلى ، لكن الروح يا واحد أرهقها هذا العور ، و النقص بتلك الحلة أحالها سجناً يعصر لا فكاك منه إلا بك ، أنت أدرى بي مني ، أسألك ما تعرفه و لا أعرفه . أحدهم دس رسمه بين طيات الذكر ، علم أن طيفه سيلفت انتباهها ، أصلحه و لا تكله إلى نفسه طرفة عين . ننام و عينك تكلأنا ....... سأصحو على اسمك يشكل وعيي ، صلاة تلو أخرى ، تتبدل بها كل ذرة تشملني . (نفحات ألقاها لنفس معذبة قالت له ائذن لي بذكرك) **************** |
ربي الله
Fun Day
يتردد هذا اللفظ الفظ طوال اليوم ، و المقصود به احتفال الطلاب بالعيد بالموسيقى و الألعاب و الفوضى و الصراخ حتى نهاية أعصابهم . (لمن لم ينتبه ، نحن في أيام فضيلة حقها العبادة و ذكر الله ، أمر لا يتحقق إلا بالسكينة ، يهرب من العويل المتواصل) . تردد مدرسة ، يا عيني على البنات إللي انقهورا لأنهن ذاكرن جزءاً من النهار قبل الفن داي!!! يستمعن إليها و يرددن مقالتها ثم يتبعنها بممارسة عملية للفنفنة المتواصلة . يعلو صوت اللعب صوتي الذي رفعته بذكر الله فأصمت . حسناً ، ارموا الوقت و بعثروه كما يحلو لكم ! تحضر الأصوات غول التفاهات يبتلع طاقات الشباب . و لأنني حدثتكم ، فأزعجتكم ، دعني أعدل دفة الحديث و أنا في طريقي إلى البيت تجاه إمرأة انقطعت بها سبل المواصلات في هذه الصحراء فأصحبها و أوصلها إلى بيتها في مسار مغاير لمسار بيتي. ينتهي المسلك الجديد عند مسجد غير مألوف لي ، الأناقة و الجمال و الحديقة التي تحتضنه تصب في أعصابي شيئاَ من روقان البال . تنزع عني بعض شعث يومي . يضايقني أنني أستقبل صلاتي في ثياب النكد تلك ، في ركعة ما يتلاشى معظم ذلك من شبكة أعصابي . أسأل عن طريقي فيدلني مبنى يشير إلى شارع البيت ، لا لم يطـُل الطريق ، في الواقع أظنه قصر ، حسناً فيم بعد سأتأكد من طوله. |
مبارك عيدكم ، عيد الأضحى ، عيد النحر و الذكر المبارك
سبحان من تعطف بالعز و قال به، سبحان من لبس المجد و تكرم به، سبحان ذي الفضل و النعم، سبحان ذي المجد و الكرم، سبحان الذي أحصى كل شئ علمه.
سبحان الله ملء البر، سبحان الله ملء البحر، سبحان الله ملء السموات و الأرض، سبحان الله و الحمد لله و الله أكبر و لا حول و لاقوة إلا بالله عدد ما خلق و عدد ما هو خالق و زنة ما خلق و زنة ما هو خالق و ملء ما خلق و ملء ما هو خالق و زنة عرشه و منتهى رحمته و مداد كلماته و مبلغ رضاه و حتى يرضى و إذا رضى. سبحان الله عدد ما ذكره به خلقه أبد الدنيا و الآخرة تسبيح لا ينقطع أولاه و لا ينفد أخراه. كل عام و أنتم إلى ذكر الله أقرب و على طاعته أدوم. |
سبحان الله و بحمده ملىء ما خلق في السماء
يلي يوم النحر ، أيام التشريق الثلاثة . أمر رب العالمين بذكره فيها ، مر منها اليوم و بقي الغد و ما يليه. ( وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ) [البقرة: 203] وهي أيام عيد للمسلمين؛ لحديث: ( يوم عرفة، ويوم النحر، و أيام منى: عيدنا أهل الإسلام ). قال فيها النبي (صلى الله عليه وسلم): ( أيام التشريق أيام أكل وشرب، وذكر لله ). *************************** الله أكبر ، الله أكبر الله ، الله أكبر كبيراً . يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك . سبحان الله و بحمده عدد خلقه و رضا نفسه و زنة عرشه و مداد كلماته . رب لك الحمد على نعمة الإسلام ، اهدنا لنعمة الحج فإنه لا يهدي لأحسن الأعمال إلا أنت . |
لا إله إلا الله وحده لا شريك له
بينما أراجع بعض ما كتبت ، أشارت إلي تلك القطعة ، تليق بيوم من أيام التشريق :
**************** عثرت عليه في الجامعة ، في مسابقة لحفظ أحاديث رسولنا الكريم (صلوات ربي وسلامه على النور البشير الهادي) ، بأحدها عبارة : لا إله إلا الله ، وحده ، لا شريك له ، له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير . جملة ترديدها مفتاح كنوز . هذا ما فزت به من هذه المسابقة . اليوم تستدعي الذاكرة الكنز مجدداً ، ترديد أنفاسي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير . عدد ما خلق في السماوات و الأرض و عدد ما خلق بين ذلك و عدد ما هو خالق . سبحان الله و بحمده .... مائة أخرى .... أنظم منها زينة نفسي نوراً ، يرسم الرضا انعكاس مزاجي في صفحة وجهي . الحي القيوم ، مالك الملك ، ذا الجلال و الإكرام .... أنادي اسمه تكرار ما وسعني إدراك. تنسل الأفكار و الرؤى خارجي بينما أعيد تنظيم زوايا النفس . حساب المصالح و الأشخاص و الأماكن يتبدد . تحضر السكينة قائلة : قدره واقع ارضي به . استقبلها بالترحاب . تستشعر النفس ما لا تعبر عنه الأسماء من كيانات لا تنتمي لعالم المادة . يستقبلها مخي ، يدركها و ينصاع لها . تختلف مواضعنا في هذا العالم ، لكن الطريق مأمور أن يجمعنا دوماً . أتحير أين أجلس بين البشر . تتقاطع خطواتنا مجدداً فأجلس خلفها . تناولني قطعة من الحلوى . تشتاقها النفس و تهم بإحتوائها ، يهمس كنزي : ناوليها غيرك ، أشتري لك حسنة ، ربما يضاعفها لك عشرة أضعاف فأكثر. تشرق نفسي فأسأله حسنة بعشر أمثالها ، أدفع قطعة حلوى فيأتيني عشرة ؟! يمر بي ما ليس مني ، أدركه على نحو خاطف فيوحي : بل عشر حسنات على قدر المعطي . كل حسنة منهن كون أعظم من هذا الذي تعلمين اتساعه . أما ما هو مخبوء للآخرة فنظرة لنور وجهه الكريم تمحو كل شقاء ، نحيا قربه ، يفيض علينا من جماله . أصدّقه ، و يملأ جوانحي الطمع . *************************** لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير . أدرك أن قدراً يقع ، يحضر في ركاب السكينة . أنشغل بذكر رب العالمين عمّـن حولي . يذهب الرجلان لحال سبيلهما . ... دقائق ثم تسقط قطعة حجرية ضخمة (لم أستطع حملها) من ارتفاع ثلاثة طوابق و تستقر في الموضع الذي احتله الرجلان منذ لحظات ! **************** |
تساؤل
اقترح علي صديق أن أشغل وقتاً أطول بالكتابة ، أينما كان النشر . كما أن الكتابة تلح علي و تتهمني بالتقصير في حقها . حقاً أحب الكتابة إذ تكون تفاعلاً مع آدمي ، نوعي المفضل من التفاعل ، ما أجيده ، تبدو لي كلماتي إذ أنطقها مبعثرة ، غير منمقة بما يكفي بالنسبة لي ، الكتابة تحسن حبك كلماتي قبل أن أستقبل بها البشر .
الأرض حولي من وجهة نظري بحاجة لتغيير جذري ، فقط لا قوة لي لإحداث إلا القليل من هذا الذي تشتاقه النفس . أما النفس فسارحة في ملكوت مولى جميل ، عيناها على ما لا يغري آدمي إلا قليل . أستفيق على أحدهم ينقر أحد شبابيكي تركته موارباً يطلب مصلحة عندي ، أناولها له كي أستردها مضاعفة كثيراً جداً عما قريب. و هناك وظيفتي النمطية التي أود لو أشكلها و لو قليلاً وفق رؤيتي و كلما أزلت بعض الركام أجد من يجتهد أن يعيده سيرته الأولى ! (فقط إلى حين ريثما يتم حفر الأرض و إعادة بناء أساس قويم) . عملي يستلزم جلوساً طويلاً و تركيزاً مريراً ، كلاهما عصي على النفس يمحوان من الجسد العظام إلا قليلاً . إعداد الإمتحانات و الملازم و التصحيح و مراجعة كل الأوراق .... ثم ذاك الباب الصلاة ، موارب قليلاً ، أدفعه فيتسع الفتح يفضي لممر أوسع به دعاء و ذكر للمولى و تأمل للأحوال أما التسبيح فيطوي باقي اليوم ، يلقي في روعي الكثير إذ أنتهي . ينفد مني الوقت و مطالبة بتسليم ورقة إجاباتي الخاصة عن امتحان عام من عمري ملكني الكثير فلم أحسن استخدامه ، لا أجد إجابة صحيحة أكتبها ، لا أحسن التلفيق و لا الغش ثم أنهما لا يصلحان .... أكتب ثانية ؟! ... تخط يد القدر على يدي ما يشاء خالقي . |
فتوى
استوقفني محل صغير للعطور في مركز تجاري ، ذكرني بولع قديم برائحة الورد . فقد كنت أحتفظ بزيت عطري برائحة الورد في اسطوانة صغيرة أتعطر بها لصلاة الفجر و صلاة الجمعة حين أصليه في خلوة مع ربي . تدوم الرائحة عاماً و أكثر تملأ الحجرة بهجة .
أقف على ناصية المحل الصغير و أهم بالدخول فيصدني عائلة داخل المحل الضيق يعرض عليها صاحب المحل عطوره و يساومهم على الثمن ، فأخرج . تلمحني بائعة شابة كانت تجلس بركن بالمحل فتأتي خلفي ، تقول تفضلي أخبريني بحاجتك و سأحضرها لك . يعتريني تردد و يغيب عني الإختيار قليلاً فأجدني عائدة للمحل ، بينما ينشغل صاحب المحل بالبيع لرب العائلة تقوم تلك الشابة اللطيفة بعرض بضاعتها الزكية علي . _ أريد عطراً برائحة الورد في عبوة صغيرة ، ثمنها قليل . _ تفتح زجاجة الزيت فتنساب الورود منها ، تعدل مزاجي تلقائياً ، فأجدني أشتري . في هذه اللحظة تخبرني أن العبوة يزيد ثمنها قليلاً لو هي أضافت إليها إضافة تجعلها أكثر ديمومة ، يصدح الشيخ مشاري الراشد من قلب المحل الصغير بقرآن رب العالمين فأنصت له أكثر مما أنصت للبائعة . بينما يعرض محل كاسيت مجاور بضاعته بصوت عالي يخرق الأعصاب لولا أن صوت القرآن يعادله ارتفاعاً . لا أتنبه تماماً لما فعلت و قبل أن أعي آخر كلمات لها أجد البارفان في حقيبة في يدي و النقود في حوزة البائعة و أجدني في البيت مجدداً حين يعاودني الفكر والإنتباه . البائعة مزجت زيت العطر بمادة بخاخة و وضعته في زجاجة ذات رشاش كي أتمكن من رشه . في البيت أرشه على و أشمه طالما أنا في صلاتي مطولاً ثم تعتريني الذاكرة مجدداً . المعتاد أن المادة البخاخة مادة كحولية و بالتالي فإن عطري ممزوج بالكحول ، المادة المسكرة في الخمر . و الخمر حرام و هي نجس . أترى استخدامي للعطر حلال أم حرام و صلاتي به صواب أم خطأ ؟ أتذكر كلاماً طويلاً درسته في مقررات الشريعة في الجامعة و آخر قرأته منذ زمن ، أجعله في خلفية تفكيري و أذهب أبحث على النت فأقرأ طويلاً و كثيراً بينما تستوقفني محطات ، أستعرضها معكم : بعض علماء الشريعة المشهورين من السعودية يفتون أن الكحول هو المادة المسكرة في الخمر لذلك فإن وجود هذه المادة مع العطر حرام و الخمر نجس و بالتالي لا يجوز التعطر بهذا الشيء و لا ملامسته الثياب أو الصلاة به . لقوله تعالى (إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) سورة المائدة، الآية 90 يقول آخرون أن الكحول نسبة بسيطة من العطر و بالتالي فلا ضرر منه لأنه قليل . آخرون يقولون أن نجاسة الخمر و الميسر (القمار) نجاسة معنوية (نفسية) و ليست حسية لذلك فإن الثوب الذي يصيبه الخمر لا ينجس . ننتقل إلى علماء مصر ممن لهم فقه قريب من فقه أهل المملكة ، يقول أحدهم أن الكحول نوعان إيثيلي و ميثيلي. الإثيلي ينشأ من تخمر الحبوب و هو مسكر و حرام أما المثيلي فصناعي و سم و ليس بمادة شرب و سكر لذلك فهو ليس بحرام فيتركني في حيرة أبعد . الآن أذهب للأجنبي أفتش عن نوع الكحول الذي يمزجون به العطور أ إيثيلي أم ميثيلي ؟ أجد موقعاً مصرياً للزيوت العطرية يخبرني أن الزيت العطري يدوم طويلاً لكن ما ندعوه بارفان أو كولونيا هو زيت عطري ممزوج بالكحول الإيثيلي (المسكر المستخلص من الحبوب) لزيادة حجمه و لأن الكحول يتبخر حاملاً معه العطر فيعطيه قوة تفوق قوته لو كان وحده ، لكنه في النهاية يتبخر سريعاً مضيعاً معه العطر سريعاً أيضاً . يقول الموقع أيضاً أن الكحول كمية كبيرة و ملموسة في جانب العطر ! في الواقع يخبرني الموقع الذي يسوق للزيوت العطرية أنه من الأفضل لي أن أشتري زيتاً غير مخففاً لتجنب الحساسية التي يسببها الكحول للجهاز التنفسي و الجفاف الذي يصيب الجلد من تبخره السريع . الآن إلى الأجنبي الذي يؤكد لي أن تداول الكحول في العطور ممنوع قانوناً في الولايات المتحدة و أن هيئة الأغذية و الأدوية الأمريكية تنظم استخدام الكحول و لا تسمح بتعاطيه إلا بإذن خاص و بالتالي فإن الكحول الذي يستخدمونه في بعض العطور لا يأتي من تخمر الحبوب بل ينشأ من أعشاب أخرى و بالتالي فله أنواع متعددة منها الكحول البروبيلي و الجليكول و غيرها . مواقع أخرى تزعم أن هناك من يمزج الخمر بالعطر و لكن بصورة غير شرعية فهو أمر يحظره قانون البلاد و المتاجرة في عطور كتلك جريمة يعاقب عليها القانون! تكتمل دورة عقلي فأجدني حيث بدأت بلا فتوى معلومة بعد ! تفتيني أنفي التي بدأت تؤلمني بعد زوال الرائحة الطيبة أنه لا ضرر و لا ضرار و ما كان كثيره سم فقليله سم أيضاً . حقاً لماذا نهوى تعذيب النفس بهذا التسميم البطىء؟! |
متابعة
يتخفى سم صناعي يدعى كحول البروبايلين بين مكونات الكولونيا و المناديل المعطرة و مطهرات الأيدي المنتشرة هذه الأيام .
أما الكحول المستخدم في المعامل و المستشفيات و لأغراض التعقيم فهو كحول مسمم بالميثانول ، لا يصلح للإستهلاك كمشروب . و قد وجدت الأمر يشغل الكثيرين و منهم من يتاجر في تلك العطور و لا يود أن يفارق التقوى أو الربح . و قد وجدت الحيرة مكاناً ملائماً بيننا لأننا تجنبنا العلوم التقنية القائمة على العمل في المختبرات حيث العلم يكتسب من التجارب . أما الأجنبي فقد وجد حالياً تقنية جديدة تمكنه من تذويب الزيت العطري في الماء حفاظاً على البيئة من خطر الكحول المتطاير . و أما أنا فقد منحت العطر لطالبة صغيرة أحسنت في درس القرآن ، رششناه في الهواء بعيداً عنا و استنشقنا رائحته الطيبة . ****************** |
خط النهاية
إجازة طويلة و جميلة ، فرصة للكسل أو لشغل من نوع آخر ، بالنسبة لي وجدتها فرصة كي أتمم ختم القرآن . لكل يوم من الإجازة جزء معلوم . قارب كلاهما خط النهاية .
|
عاملة النظافة و مديرة المدرسة (أم أن الصواب أن أبدأ بالمديرة ..)
مشهورة بالإنفعالات الحادة و الحلول القطعية ، تلقيها في وجه صاحب الشكوى فيجد نفسه مذهولاً لأنه اشتكى لمديرة المدرسة من مشكلة ما .
هذه المرة الشكوى من طالب في الصف الرابع الإبتدائي بأنه فقد جاكت المدرسة خلال اليوم الدراسي . فصول الرابع الإبتدائي تقطن الدور الثالث . تتناقل الهمسات الخبر التالي : حلت المديرة الشكوى بحرمان عاملة نظافة الدور الثاني من أجر شهر كامل لإهمالها. ما المنطق في هذا العقاب ؟ تخبرني الهمسات أن الولد لم يكن متأكداً أين أضاع الجاكت ، ربما في معمل العلوم الواقع في الدور الثاني . نظافة المعمل مسؤلية عاملة النظافة تلك و بالتالي جاكت الولد مشكلتها و الخصم يطال مرتبها . إمرأة نقول لها حالة و نقصد أن لديها ظروف اجتماعية تستوجب الشفقة و العطف والتصدق عليها كلما أمكن ذلك لأنها من تعول أسرتها . انتفض عجباً فهذا الولد في فصلي و أنا لم أحضر التلاميذ للمعمل في هذا اليوم . لا يمكن أن تكون العاملة هي سبب ضياع الجاكت ، في الحقيقة الأولاد ينسون كثيراً و تختلط عليهم الأمور أكثر . لكن الهمسات و نظرات العيون تحمل من القلق ما يقول لا دخل لنا . فقط على أحد أن يخبرها ، مؤكد لو علمت المديرة الوقائع المحددة ، مؤكد سيتغير حكمها .. يتجاهل البشر حماسي بنظرات غريبة .. اليوم التالي تعلمني مدرسة ذات خبرة بالأمور أن مسؤول المعمل أخبر المديرة بنفسه بأن الطالب لم يدخل المعمل في اليوم المذكور و أنه لم ينس الجاكت هناك بأي حال من الأحوال . ثم إن ذلك لم يغير شيئاً . أود لو أنصف مظلومة و لا أعرف كيف ، حتى الهواء يخبرني أنه لن يحمل صوتي للمديرة لو تحدثت في هذا الشأن ! حسناً إلى عاملة النظافة إذاً . إمرأة هادئة تنهي عملها كي تشغل باقي وقتها بقرآن ربها ، يؤذن للصلاة فتقوم لها ثم تستكمل عملها ، هكذا يومها فقط . أجدها تنظف أحد الفصول فأمد يدي بظرف فيه مبلغ مساوٍ لمرتبها الضائع ، استقطعته من مرتبي . أناولها المال فتشكرني . ... تخبرني همسات أخرى أنني لست أول من قام بتسليم ظرف المرتب لعاملة النظافة . الظلم الذي وقع عليها ضاعف مرتبها مرتين ! *************************** المديرة ، حسناً أنقش خبرها في صفحة أخرى . فهذه الصفحة للعاملة ابتداء . |
ذات صباح عمل
ذات صباح عمل وضعت غطاء رأسي فالوقت يؤذن بانعدام التلكؤ و التفكير. أنظر لوجهي في المرآة فألمح نوراً يشع بعيناي ، و ابتسامة تمس وجهي بلا تكلف .. أحسست بقربه فارتجفت ، سألتُ : من تكون ؟ .... لمَ أتيت ، فأيامي اعتياد المألوف ؟ .... أواصل الإستعداد و أتناساه ... _ لا تخافي . ارتجف ثانية ، أذكر ربي ، سترك يا حليم . يستعرض ذهني شريط الخلاف مع عمالقة في العمل ، لو داستني إحداهن لأهلكتني . استغفر الله ، أعطيهم حجماً يفوق آدميتهم . حاولت أن أحس بحجمهم الحقيقي فلم أستطع تجاهل القوة و الثراء و السلطة . ما يهولني حد الفزع . أف لك متى تعقلين ؟! أحضرتنا المديرة جميعاً في مكتبها لأجل شكوى ولد صغير من فصل أدرسه ، أنه لا يفهم دروساً لم يحضرها .. انشغل عنها باللعب في فناء المدرسة تحت بصرها ، و أخذت تصرخ و تسب نظام التعليم و الدرجات و الإمتحانات ، و لم يعرف أحد كيف يهدئ من روعها . الحاكم بأمرها تزيل بكلمة أي موظف من مكانه تصرفه إلى الشارع في لحظة أو تستقطع راتب الشهر كله بدون تحقيق رسمي و لا من يحزنون ! روعتهم جميعاً . تركتها تغضب و أكملت ورد تسبيحي ما كنت أهم به قبل الدخول عليها . لم يصلني صوتها إلا قليلاً . عرفت حجمها الحقيقي ، العالمانية المبجلة مفتونة بالديمقراطية الغربية و التطبيق صفر ! خفضت راتبي و أخذت مني الفصل .. لا لم ينته الأمر بعد ... أريد حقي .. من ينصفني ؟ تعاقب على ذاك الفصل أربع مدرسات ، لم تتحمله إحداهن . نحس أصاب الوظيفة ، بقي عالقاً بها .. البقية تأتي ، يأتيني خبرها عما قريب ! الفقرة الأخيرة كتبتها قبل عام ، و أكثر . زمن لزم لإعداد المسرح للمشهد التالي : نطالع خروج مديرة المدرسة منها على رؤوس الأشهاد و وسائل الإعلام تسجل ما يحصل . كما تدين تدان . |
(لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله).
اليوم لفرط طوله يمتد حد الأبد ، هكذا أشعر و أنا أعد طبق الغذاء في الثالثة و النصف مساء . أتوجه لحجرة الجلوس و أدير التلفزيون على برنامج أمريكي تطهو فيه المضيفة طعام العشاء و تمزج برنامجها ببعض نصائح عن البيت و الثياب و ما يخص المرأة . برنامج خفيف يدوم نصف ساعة ، تتخلى فيها أعصابي عن بعض الذكريات العالقة بها من يوم العمل و الشارع و كل مصلحة أقضيها .
تجري المذيعة اليوم لقاء مع مطرب أمريكي تطرب له و تطير فرحاً لأنه سيغني في برنامجها ، يا للحدث العجيب . في الحقيقة تصر أنه لروعته تصطك ركبتيها عند سماعه . يصيبني حماسها بالعدوى فتغريني بسماعه . الدقيقة الأولى : يقيّـم فيها عقلي المطرب : صوت جميل و حساس و كلمات عن حب عميق فياض ، يحجبني عنه حاجزاً لا أفهمه يحول بينه و بين التأثير علي . الدقيقة الثانية : ينتابني ضجر من تكرار الكلمات و الحركات و النغم ، كما يصيبني كل ما هو آلي مبرمج بلا تفكير. الدقيقة التالية : يعتري عقلي غضب إذ تجلده سياط الصوت ، ينتفض ألماً : كفى . تمتد يدي إلى زر آلة التحكم عن بعد فتطفىء الجهاز . الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاهم به . و لأن الأناقة في وضع الأبيض مع الأسود فتكتمل الصورة بنقيضها ، أكتب التالي : الملل يخنق أمسيتي تجاه الموت ، بقايا قوة تقاوم فأدير الحاسب و أنصت لقرآن رب العالمين . _ سبحان الذي أنزله ، هذا ما فاضت به نفسي و أنا أنصت لسورة البقرة تتدفق إلى نفسي عبر صوت الشيخ الجليل . ********************* (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون.( الآية 21 من سورة الحشر |
لا يستوون
الألم يعتري عضلاتي يعصرها ، بذلت اليوم جهداً مضاعفاً لتنظيم الفتيات في صلاة الجماعة . بينما نفسي توسوس : يكفي ، مرالزمن مطولاً و نحن في هذا الجهد .
(لا يَستوِي القاعدونَ منَ المؤمنينَ غيرُ أولي الضررِ و المجاهدونَ في سبيلِ اللهِ بأموالهمْ و أنفُسهمْ، فضّلَ اللهُ المجاهدينَ بأموالهمْ و أنفسهمْ على القاعدينَ درجةً و كلاً وعدَ اللهُ الحُسنىَ و فضَّلَ اللهُ المجاهدينَ على القاعدينَ أجْراً عظيمـاً . درجاتٍ منهُ و مغفرةً و رحمةً و كانَ اللهُ غَفُوراً رحيمـاً .) هكذا أومأت إلي الآيتان 95 و 96 من سورة النساء بينما أصلي المغرب . أبذل جهداً آخر كي أثبتهما في صفحة كشكول راجية المولى أن ينتفع بهما عابر سبيل . |
سبحان من تعطف بالعز و قال به، سبحان من لبس المجد و تكرم به، سبحان ذي الفضل و النعم، سبحان ذي المجد و الكرم، سبحان الذي أحصى كل شئ علمه.
=== سبحان الله دمتِ ودام غبداعك وربنا يجعله فى ميزان حسناتك |
حقاً
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
(فلمَّا ألقوْا قالَ مُوسى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِحْرُ إِنَّ اللهَ سَيُبْطِلُهُ إنَّ اللهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ المُفْسِدينَ . وَ ُيحِقُ اللهُ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَ لوْ كَرِهَ المُجْرِمونَ .) * هذا ما قرأت في صلاة المغرب . الحجة القاطعة على بطلان مذهب فرعون في الدين و الدنيا . يمر ببالي أنني لو حضرت يوم الزينة لهيمنت علي الرهبة من منطق موسى القويم و برهانه سيف يقطع كل شك و يفني كل حجة . مؤكد سيؤمن الجميع تبعاً لذلك ! (فَمَا آمَنَ لِموسى إلّا ذُرّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَ مَلإيْهِمْ أن يَفْتِنَهُمْ وَ إنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ في الأَرْضِ وَ إنَّهُ لَمِنَ المُسْرِفِينَ .) ** داوى الحق وجعاً في النفس يؤججه عوالم الكفر تحتوي بشراً كثيرين هذه الأيام ، كنت أظنهم تائهون لنقص براهين الدعاة ! *الآيات 81 – 82 من سورة يونس **الآية 83 من سورة يونس |
اقتباس:
|
عسى أن يهديني ربي سواء السبيل
أسأل أحدهم ، أتوجد فتحة في هذا الشارع تعينني على الإستدارة في الإتجاه المعاكس ؟
يؤكد أحدهم أنها موجودة و قريبة. تحدثني بعض أعصابي أنه لا يوجد ! فألغي ما قالته أعصابي و أعطي زمامي لأحدهم ، انطلق في هذا الشارع الجديد بالنسبة لي فيحملني الشارع بعيداً عن مقصدي . شوارع حي مصر الجديدة تلتوي و تتفرع و تتداخل بحيث يكون دليلي فيها هي معرفتي المطولة بها ، تحفظ أعصابي كل الشوارع التي لا توصلني حيث أقصد ! ألمح فاكهاني يرص الفاكهة في أقفاص على ناصية قريبة فأوقف السيارة قربه ، تدعوني الفاكهة للشراء. يبتهج الأصفر جوار الأخضر و الأحمر ، و رائحة الجوافة عبير أنفاسي بينما يستقبلني بائع ذو جلباب فلاحي أبيض ناصع و هذا حدث غريب يلامس عينيي قليلاً حيث السحابة السوداء تقيم في سماء القاهرة طويلاً ، تصيب البياض بالعتمة لا تأذن له بالوجود في الثياب و المباني . يعرض الرجل الأنيق (على طريقته) بضاعته الشهية بابتسامة صافية فيزيدها جمالاً . و أنا و الفاكهة أعداء لا نلتقي أسابيعاً إلا لقطمة ريثما يفرقنا آلم سوء الهضم . توقفت لشراء التفاح هدية لقريب في طريقي لزيارته ، لكنني أجبت دعوة الجوافة و التفاح و الموز و الرمان بالشراء و أعتذرت عن شراء المزيد لأنني قد اشتريت البارحة ، فأنا عابرة سبيل في طريقي لزيارة قريب مريض حاد بها الطريق إلى هنا . يأتيه زبون آخر بينما يحاسبني فيتركه كي يضع الفاكهة في سيارتي و لكنني أصر على حملها و أتركه لزبونه . يقول مودعاً : معرفة خير هذه المرة يقودني الطريق إلى وجهتي ، يضعها قبالتي ، أجل معرفة خير. |
دفء لذيذ
أتوقف أمام إعلان كبير عن ساندوتش لذيذ في مطعم للوجبات السريعة ، يغريني الجوع بالشراء ثم يلح ثانية ، يحاول تمرير الفكرة إلى نفسي فتحول بينهما مصفاة عقلي . يعظني تدريبي ، هذا الذي وقف جواري منذ أن وضعت النقود في يداي وقت المراهقة فعودت نفسي أن لا تشتري الطعام جاهزا مهما اشتد الجوع . الجوع أهون شراً من جراثيم يعج بها الطعام و مكونات تفسد كل توازن إذ تحل في ضيافة جهازي الهضمي.
اليوم تأخذ الشهية الزمام تقودني تجاه الساندوتش الجاهز . الجو البارد و الحركة الدؤوبة على مدى ساعات تركاني أشتهي . يعدل عقلي مسار قدماي عدة أمتار إلى محل الجزار فيستقبلني بالترحاب ، أنا من زبائنه . يعرض علي مقاطع اللحم البلدي الشهية فأختار نصف كيلو من الكبد الضاني الطازج . أخرج منه فتستوقفني رائحة الخبز في المخبز ، لا يسعني العبور دون شراء أرغفة الخبز البلدي من الدقيق الأسمر الطيب. ثم شيئ من الخضرة ثم يقودني طريقي إلى البيت . في المطبخ ، يصدح الشيخ الجليل بقرآن رب العالمين بينما ينضج الكبد على نار متوسطة تقوم بعملها بدقة و احتراف ، أجل الملح فقط ذلك لا أكثر و كذلك الدهن . يمزج عصير الليمون البقدونس و الجزر المبشور فتختلط الجزئيات بزيت الزيتون و تستقبلني رائحة فواحة نضرة تزيد الشهية مراراً. أملأ الأرغفة بالكبد المطهو و السلطة الشهية في أربع ساندوتشات لأهل البيت . يجلسون أمام التلفاز ، يأكلون ، يحسّن الطعام الطيب المزاج فنغلق التلفاز و نتحدث .. _ سلمت يداك هو من فضل الله . يغمرني الدفء فيتركني على حافة الرضا . دفعت من المال لذلك كله ما يعادل ثمن ساندوتش واحد جاهز لا يحوي بين جنباته ما يشبع النفس أو يصلح المزاج ! |
من قلب الحسرة
دعني أرسم عاطفة قوية جدا رغم أنها شفافة جداً لا يكاد يلمسها أحد . أقول الليلة عن معاناة و ألم يصيبني لا أفهمه يود لو يلقي بي على حافة أخسر فيها توازني على شفا حفرة من نار في الدنيا ثم الآخرة. أتذكر كيف كان يخبط رأسه في الحائط كلما عاندته الحياة و كثيراً ما عاندته و أود لو أذنت قوتي بفعل مماثل ، أخبط رأسي في حائط حتى ينبعث منه الدم لعله يتطهر من غبائه و لكنني الآن صرت محسوبة فقط لا غير . حساب لدقته يعدم معظم أفعالي و ينوم الإحساس بأي تقصير تجاهي . ألم استعن بالحساب لذلك أساساً ؟ رنة على جوالي أدركها إحساسي إذ هم الجهاز أن يدق ، أجيب رجل يسأل التالي : وجدت اسمك في قائمة على النت سجلت فيها فصيلة دمك أو السالبة ، أهو كذلك ؟ _ أجل ، ما الأمر ؟ هناك طفلة على وشك أن تجري عملية و بحاجة للدم حالاً. أين المستشفى ؟ القصر العيني أستغرق جزءا من الثانية ليستعرض عقلي لماذا يؤرقني هذا الطلب حالياًً : نقص هيموجلوبين الدم الدائم (الأنيميا) * يتركني ضعيفة مطولاً ، أمر لا يشغل بالي للحظة بقدر ما يغلقني أن أستنزف الطاقة في الوصول لصاحب حاجة كي يحول بيننا أحدهم ، يعترض ما لا يعنيه ، يتدخل باسم علم أقرب للجهل و مهنة أقرب لصناعة المال منها لرعاية البشر . يخطر ببالي أن أطيح به إلى هدفي ثم يتذكر عقلي أنه خطوة في الطريق . ثم القيادة إلى هناك ، حقاً لم يستغرق قطع 30 كيلو متر أكثر من ساعة حتى في غياب الزحام ؟ دع عنك محاولات الإغتيال المتكررة التي تعترض طريقي كلما حاولت عبور الطريق ! أتردد عدة ثواني ريثما أسأله ، ألا تجد غيري ، ابحث نصف ساعة أخرى ثم عاود الإتصال بي فوصولي يستغرق ساعة على الأقل . حقاً هذا معظم ما أعرفه الآن ، التسويف و التأجيل و الإستهتار بمصالح البشر ، نفس أخرى تسكنني ، اكتوت كثيراً ، يعلمها كل يوم يمر أن الزمن يزيد الأمور تعقيداً و أن التأجيل يبني فوق الأساس المعوج طوابق أكثر خطورة ! لكنها تلتحف الحرص في كسل عميق ، لا أدري حتى متي ، ندعو لها الله بالخلاص! _ حسناً . أغلق الخط ثم أستخير المولى فيصر البكاء أن يملأ النفس ألماً ، لا أدري ما تأويله . أعاود الإتصال به بعد نصف ساعة ، تتزاحم الأسئلة في عقل يزعم أنه يحتاج معلومات كي يصدر أحكاماً و حينها سأتخذ إجراء حاسماً . يسأله تفاؤلي : أوجدت بديلاً ؟ _ الطفلة توفاها الله . تحذف المصيبة باقي أسئلتي بشأنها . رحمها الله رحمة واسعة و ألهم أهلها الصبر و السلوى . * عادة ما يكشف التحليل أن دمي لا يحوي أكثر من 9 ميلليجرام من هيموجلوبين الدم في كل ديسليتر ، أمر لا يقبل معه الطبيب أن أتبرع بالدم فيقلقني أن أفوت على المريض فرصة أن يأخذ دماً أفضل من غيري ، فقط أن فصيلتي التبرع منها محدود و الحاجة إليها واردة ! |
عندما تصبح الكتابة هماً
التالي تمخض عسيراً و أصابني بوجع كثير . الأمر كله لله دوماً و أبداُ .
يلي اليوم الذي ترددت فيه بالموافقة على التبرع بالدم للطفلة يوم آخر ألغي فيه البصيرة و أترك للشهامة الزمام. يتصل بي من يطلب كيس دم أو سالب لمن يوشك أن يجري عملية للكبد مساء غد في مستشفى جامعي . لا أعترض فقد نويت التبرع عما قريب في أقرب بنك دم على أي حال ، يتركني الدم لجهة مجهولة تتراوح بين الهدر و السرقة أو السوء يصيب المتبرع من جراء الطب إذ لا يستعين بالبصيرة بين أدواته المختلفة . حقاً لا أعلم أشر تبرعي أم خير ، أنجدة لمصاب أم أي أمر آخر . ما أفعله هو الإستخارة سؤالاً طويلاً لمولى عليم ثم رمية أرميها لا أعلم ماذا أصابت . يتجدد الوقت الذي أرمي فيه مجدداً ، فأفعل . أطلت عليكم ، أعلم ، ليس يسيراً أن أعرض ما أصابني ذلك اليوم ، حتى الآن لا أفهمه . أجيب دعوة الداع و اتفق معه أن ينتظرني على باب المستشفى . منذ اللحظة التي أقرر فيها التبرع ، يعتريني الضياع يرسم معالم عقلي ، أشيائي الأليفة جداً تضيع مني و هي معي! ثم يضيع مني طريق واضح المعالم بالنسبة لي يختفي ريثما يضعني في شارع لا أعرفه يمر عليه قدر مهول من سيارات الشحن تجاري المركبات الصغيرة سرعة ثم يتركني المساء أتساءل أين أنا . خطأ بسيط يقود أخاه ، قطرة من عناد تقنعني أن لا أتراجع ، حتماً سيحملني الطريق الجديد لغايتي فلا يفعل لأكثر من ساعة ، بينما تكتسب أعصابي نفس مزاج السائقين حولي إذ يعتريهم اليأس من الوصول بأي أمان فيتخذون خطوات غير محسوبة تعطل الجميع في النهاية . أجد طريقي ثانية مع حلول المساء ثم أجد رجلاً أمام المستشفى ، يعرفني بنفسه أنه قريب الحالة التي ستجرى لها العملية ، لكن حبات السبحة في يدي لازالت تذكر الله معي تردد سبحان الله و بحمده يصدني الذكر عن رؤية وجهه، يرسم صوته صورة رجل قرابة الخمسين . عند البوابة يقف له حارسها بالرفض . يحاول الرجل إقناع الحارس أن يأذن له بالدخول فيجادل ذلك مطولاً حتى يقر الرجل أنه الحالة التي ستجرى لها العملية و أنه بحاجة لتبرعي من الدم . تعتريني الدهشة فقد بدا لي سليماً قبل تلك اللحظة ، لم يبد مصاباً بمرض خطير كما ظننت . يدخل كلانا للمستشفى فيسبقني الرجل بعدة خطوات ، أسرع حتى أجاوره ثم أسأله ، حقاً ستجرى العملية لك ؟ _ أجل ، سأجري عملية زراعة كبد . هنا يلقي المفاجأة الثانية في وجهي : دفعت للطبيب ربع مليون دولار ، كل ما جمعت من مال كي يجري لي هذه العملية ! لا يبدو ثرياً على الإطلاق ، مظهره عادي جداً . يغلق التعب مداخل الفكر و مخارجه ، حقاً ، ابتداء من لحظة وصولي للمستشفى ، كنت أحث خطاي تجاه التبرع كي أسرع في العودة للمنزل ، فالمساء أرخى سدوله و الليل لم يكن لي صاحباً قبلاً . لذلك أترك كلمات الرجل في أحد ملفات العقل للمراجعة لاحقاً حين يحين وقت ذلك . تستقبلني ممرضة تتحدث مطولاً في التليفون تخبر من يتصل بها عن طريق مزدحم هذه الأمسية ثم تخبرهم مجددا ثم تكرر الخبر لمن تلتقي ... الخ أنصرف عنها فأستكمل السبحة مئة أخرى ذكر ربي القادر المقتدر ، فتقاطعني متسائلة بصوت مضطرب : _ خائفة أنت ، لم تتبرعي قبلاً ، أليس كذلك ؟ فيما ارتباكك ؟ ثم تنصرف مجدداً إلى هاتفها تخبر شخصاً آخر كم أزعجتها المواصلات و تسببت في تأخرها ! تعاود الحديث معي ، من سيجرى العملية ، قريب لك ؟ أمر هذا الرجل لم يعنيني البتة قبل أن يرسم معالمه بشكل إنساني كي يحتل مساحة في الذاكرة . يا الله الواحد الأحد في علاك ، أسبّـح مجدداً بينما تنشغل مجدداً بهاتفها . تلتفت إلي ، فلا أنظر إليها ، في الحقيقة انزعاجها مزعج لا يفتح باب الحوار معها . أرفع صوتي قليلاً بذكر ربي ، فيهدأ الزمن في تلك النواحي . يخرج الدم إلى كيس بلاستيكي ، تضع عليه بياناته . تخفض صوتها إلى درجة الطبيعي ، تحدثني حديث إمرأة تعرف تفاصيل عملها : انتظري ، لا تجلسي الآن بل استلقي قليلاً و اشربي العصير و لا تكثري الحركة بعد التبرع . ثم تعطيني رقم الكيس و رقم هاتف بنك الدم ، تقول ، يتم تحليل الدم للتأكد من خلوه من فيروسات الكبد بي و سي قبل إعطاؤه للمريض و أن بوسعي التأكد من سلامة دمي من تلك الفيروسات إن أنا اتصلت بها على هذا الرقم . يستقبلني الرجل بعد التبرع و هو أكثر انشراحاً ، يسألني إن كنت أريد شيئاً ، في الحقيقة لا حاجة له مطلقاً ، الحاجة دوماً لرب العالمين ، يلح الرجل فلا يجد إجابة مختلفة . تصيب السكينة الشارع مقارنة بما كان عليه قبل نصف ساعة ، و يتخلى معظم السائقين عن عجلتهم بينما جسمي يشعر بالغرابة تجاه فقدان كمية الدم تلك كلها دفعة واحدة ، لكنه يقوم بمهمة إيصالي للبيت . في البيت ، يطالبني جسمي بقسط من الراحة لكن العقل يلح على التفكير ، أجيب مطلب العقل ، أشغل الحاسب و أبدأ لعبة سودوكو ، تلك التي أرتب فيها الأرقام في جدول كي أحظى بالفوز ، يرتب عقلي الأرقام على هذا النحو: 1.زراعة كبد 2.يعني متبرع بفص كبد 3. ربع مليون دولار ، يعني احتمال وارد بشراء الكبد من متبرع 4. ساهمت في ذلك بكيس دم من 23 كيس يحتاجها الطبيب كي يأخذ الفص من صاحبه فيضعه في جسد صاحب المال ! 5.إثم كبير هذا الذي فعلته أم خير عميم ؟ يبقى السؤال عالقاً هناك يحرق جدار معدتي مولداً من الكهرباء ما يحرمني الراحة العقلية . أتيقظ اليوم التالي على نفس السؤال أتنفسه بين جزيئات الهواء يصنع الكهرباء التي تنبض بها أعصابي . أود لو أذكر ربي مطولاً فقط أن الجسم و النفس في حالة انطواء . لا أدرك كثيراً ، يود الوهن لو يحتويني طول الأبد يلقيني عند العطب الكلي و الإطفاء و عدم الإشتغال . لحظة قوة تعيد لي رشدي ، لا لم ينته الأمر بعد ، لهم مني نفحة ، هؤلاء الذين لا أعرفهم شغلوني بهم بغير حق . ربنا الله الواحد الأحد ، أصب اولئك الذين تسول لهم أنفسهم إذ علمتهم شيئاً فنصبوا أنفسهم آلهة تحيي و تميت ، أصبهم بعطب دائم حد إغلاق أعمالهم . |
تصلني الحقيقة كشف نوراني : أترى تلك الأم التي أغضبها أنني أنقصت درجة ابنها ، طالب الرابع الإبتدائي لأنه أفسد الإجابة السليمة ، أتراها رأتني حجرة عثرة بين ابنها و الربع مليون دولار ؟!
|
معي حق ، أليس كذلك ؟
لدي اقتراح رائع لكل من يتحدث عن السياسة . املأ جردل (آنية) بالماء و امسح به السلم . ثم أبدأ بالتفكير في واقعك من جديد ، كيف ستتخلص من الماء القذر ، من المخطىء حين تعجز الحكومة عن التخلص من مياه المجاري المتدفقة ، إذا كان جردل ماء يسبب لك كل تلك المعضلة !
ثم فكر ثانية في تدبير وجبة زائدة لك على نشاطك العضلي الزائد و بالتالي المال اللازم لإطعام الشهية المفتوحة و أظن أنك لم تعد بحاجة للبواب الآن ، مشكلة العمالة الزائدة ألقها في حضن الحكومة التي لا ينقصها بوابين متعطلين عن العمل و هلم جرا.. التوقيع : إمرأة انتهت من تنظيف السلم ليقوم بتوسيخه كل رجال البيت باتقان شديد كعادتهم . اللهم احفظ السلم نظيفاً فقد أشقاني تنظيفه . هذا ما كتبته رداً على مقال سياسي في منتدى ينتقد عجز الحكومة عن توفير احتياجات البشر . مؤكد لم تسمعوا تحليلاً سياسياً مماثلاً من قبل ! نشرته في ذاك المنتدى على وجل ، ارتجف قلبي من الردود التي قد تطالني ، تخيل عقلي ردوداً مثل ، لمَ تتدخل فيما لا يعنيها فالسياسة أمر الرجال ، مؤكد أنها لا تفهم عما تتكلم . في الحقيقة لقد أصبتُ الهدف بجردل ماء و ممسحة . |
(إنرون : أدهى من في الحجرة )
لمن يصيبه الأمريكي بالزغللة ، إليه الهدية التالية من أمريكي يرى الأمور بوضوح أكثر:
(إنرون : أدهى من في الحجرة ) كتاب أمريكي حفر مكانه في قائمة أفضل المبيعات . يروي الكتاب حكاية شركة لإنتاج و نقل الغاز الطبيعي بدأت عملها في عام 1985 تدعى إنرون ، أسسها رجل أعمال له من الدهاء أكثر مما له من العمل و التفاني في خدمة بلده . رجل داهية يدخل عالم الأعمال بينما تناقش الحكومة الأمريكية رفع يدها عن قطاع إنتاج الطاقة من الغاز الطبيعي . يتزعم هذا الرجل هذا الإتجاه و يسعى بقوة كي تترك الحكومة الأمور تنتظم حسب قوانين السوق . أسعار يحكمها العرض و الطلب ، يزعمون أن ذلك هو السحر الذي يرفع الإقتصاد عالياًَ . تتاجر إنرون في الغاز و الماء و الفحم و إنتاج الكهرباء . يجمع الرجل الرئيسي من يناظره دهاء و يتحرك معه في نفس الإتجاه . و لن يهم أن تربح الصفقة وفق القانون الذي ارتضوا حكمه : العرض و الطلب . ليسوا بهذه الكفاءة أو الإجتهاد . هم فقط نفعيون في كل نفس يمر عبرهم . ترتفع أسهم الشركة رغم أنها خاسرة فقط أنه لا يمكن أن يتحقق أي محلل اقتصادي من واقع الشركة و يقيم خسائرها و يوقف نموها السرطاني . تشجع الشركة موظفيها على شراء أسهمهما و ادخار مستحقات معاشاتهم فيها . تنمو أعمال الشركة على مدى 15 عاماً فتتاجر في نقل الغاز الطبيعي و الماء و الفحم و إنتاج الكهرباء . و بينما تخسر الشركة عشرات الملايين في مشروع تلو الآخر تحلق أسعار أسهم الشركة في السماء . يخدع رجال حجرة الإجتماعات الجميع بالظن أنهم رجال أعمال ناجحون و تستمر الخدعة مشروعاً تلو الآخر . مهما تكن حجم الخسائر ، لدى الأدهياء فكرة موفقة للتغطية على خسائرهم و إقناع من حولهم بضخ المال في الشركة . يصبح مواطنو كاليفورنيا ضحايا لجشع المتاجرين بالكهرباء الذين يقطعون الكهرباء عن الولاية و يرفعون أسعارها . تخسر إنرون مليار دولار في مشروع لا يحقق أرباحاً فتخترع عدة شركات أخرى وهمية توزع فيها الخسائر و تبتكر حسابات معقدة تبدو من خلالها رابحة . كل من ينبغي له أن يدقق في أعمال تلك الشركة و يوقف هذا السرطان يرتضي أن يقبض عدة ملايين و ينافح عن نجاح الشكرة المزعوم : شركات المحاسبة ، البنوك ، المحاميين ، أفراد يقبضون الملايين كي يستروا السوء و يبدلوه حسناً . خمسة عشر عاماً ثم يدفع الله هذا الفساد و يفضح تلك الجريمة . بدهائهم المعهود يدرك المدراء أن تلاعبهم في سوق إنتاج الطاقة في كالفورنيا بدأ يتضح للأعين فيحلبون ملياراً آخر في جيوبهم ثم يندفعون على عجل بعيداً عن الركام المتهدم . ينقشع الضباب عن 200 مليار دولار من الخسائر و الديون . تخر الشركة هددا و تخر معها مدخرات 20 ألفاً من موظفيها و تأخذ في طريقها للأفول شركة المحاسبة التي اضطلعت بأعمالها و بعض البنوك التي كانت تمول خرائبها ! يأتي مخرج أمريكي فيحول الكتاب إلى فيلم وثائقي حيث يعيد الأبطال الفعليين رواية أحداث تبخر 30 ألف وظيفة و 200 مليار دولار و اختفاؤها بين ذرات الهواء ! مخرج الفيلم لا يرى في قصة إنرون مجرد فضيحة تسبب بها المدراء الذين أولوا مصالحهم كل الأهمية بقدر ما منحته صناعة الفيلم فرصة تفحص الثقافة الأمريكية و التنبه لقسوة النظام الإقتصادي الأمريكي و تعهده بالربح بسهولة لأصحاب النفوذ . ما رأيكم ؟ ألازال الأجنبي ، تبهركم دنياه أكثر مم يؤذيكم فساده؟! لهؤلاء برجاء مشاهدة الفيلم على يوتيوب .http://www.youtube.com/watch?v=0zMakN-EMLg |
اقتباس:
ينتحر أحد الدهاة بسبب الضغط الإعلامي . تسفر محاكمة مدراء الشركة عن إدانة 15 منهم و استعادة مئات ملايين الدولارات منهم . أما رأس الفتنة فيتوفاه ملك الموت فتسقط القضية التي أقيمت ضده و تنتقل محاكمته إلى رحاب رب العباد يوم الدين ! |
ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها
هدية من شابة تسكن أقصى نطاق الأمة العربية. صورة لزهرة يظهر عليها قول الله تعالى : (ما يفتح اللهُ للناسِ من رحمةٍ فلا ممسكُ لها . ) فاطر ، الآية 2
أود لو أرد الهدية بمثلها أو أحسن منها . أتفقد بضاعتي ، أنتقي ما أرد به الهدية ، كلمات أحسن تنميقها فتتناغم ، تصطف لآلىء الكلمات عقداً بهي الطلعة يعجب الناظرين. أجل سأهديها حكاية جميلة. لا يناولني الزمن بعض وقت أنهي فيه صياغة الكلمات ، أتـعثر طويلاً ، تنفرط مني حبات الزينة فلا أفعل . أركن الحلية بعض الوقت بين أعصاب الرضا ريثما أجد ما أقول بسلاسة أكثر . يشغل تطاول الزمن الأعصاب برؤى و مسامع و أفكار ، تضيع بينها حليتي . و حين تحاول أناملي الصياغة أجدها تسأل بعضها : ألا يصح أن يؤجل أو يلغى ككل ما مر عليه الزمن فصيـّره غير مهم ؟ ألقي التردد خلفي و أكتب عن نساء لا يعرفن بعضهن و لا يجمعهن في العالم المادي شيء . حين يشاء الخالق ، تجلس إحداهن إلى حاسبها ، تعقد نية خير فتصل نبضات إلكترونية تكتب لوناً جميلاً و نغماً صافياً يمر بوجدان صاحبتها فتجلس تقرأه في صفحة في هذا المنتدى . أقول أيضاً عن مرض استولى على أعصابي صوب الإجهاد المطلق يقطع عن صدري النفس . تحس بي طبيبة منهن ، ترسل لي دواء مركباً من الرعاية و الإهتمام و الدعاء تبثه في هذا المنتدى و تضعه في بريدي الإلكتروني . تتناوله نفسي فيغمرني الشفاء ! يحوطني الأمل في عودة الحياة . |
بلا عنوان !!!
انتهيت . إسبوعاً من العمل ، تمسح الكاتبة الصفحة بالماسحة الضوئية ثم تحول الصفحة إلى ملف وورد صالح للتغيير عليه . أحضر فلاشتي و أضعه في حاسبها فتنقل الملف إليها .
أسرع إلى الحاسب الآخر فأضع عليه الملف و أبدأ الشغل . بينما تكمل مسح الدرس التالي . أصلح ما أفسده سوء الترجمة من العربية للإنجليزية ، هدم الجسر الذي يصل عليه المعنى للطالب فأفسد تعليم العلوم . يتوقف القارىء على جرف هارٍ يخشى أن يتقدم خطوة فيهوي ! ثم ذاك التكرار ، لا يضيف جديداً ! أعيد الدرس المعدل إليها ، فيدخل في إطار يضمه إلى باقي دروس كتاب الصف الأول الإعدادي للعلوم تم بناؤه على أساس كتاب الوزارة . أقف بجوار الحاسب أسألها كم صفحة في الكتاب ؟ _ ثمانون صفحة . أفتح كتاب الوزارة فأجده ينتهي عند الصفحة المائة و العشرين. ثمانون صفحة أعادت صياغة كتاب الوزارة . _ لو كلفت طباعة ورقة جنيهاً واحداً فإن الأربعين الزائدة كلفت الدولة 10 ملايين على فرض طباعة ربع مليون كتاب للعلوم للصف الأول الإعدادي ! عشرة ملايين كي يكرر أحدهم كما يحلو له ! |
يا فارج الهم
انقطعت النت عني زمناً ثم اتصلت كي تفتح صندوق بريدي ، يعج بالرسائل ، تلك التي يرسلها مجهولون لمجهولين عن لا أضرار لا تحصى و منافع لا تعد و مجهولات لا يفيد العلم بها شيئاً . و لأن الوقت لا يعانق يومي و لا يمنحني بركاته فإنني اعتمد البصيرة كي أفرز من ذلك ما يعنيني أعصر منه بعض الفائدة . و إذ يعتريني الملل أحذف ما لا أقدر على تتبعه .
تصل إلي الرسالة العشرون و أنا على شفا الملل فأهم بحذفها ، بها دعاء لكشف الهموم . و الهم ملاصق لجلدي ينازعني صوابي و ينجح في انتزاعه رهينة لديه ريثما أسترده . أحوج الناس لدواء الهم أنا و أقوى عناصر الدواء الفعالة الدعاء . لكن الخط صغير و أنا بالكاد أرى ... أين زر الحذف ؟ _ أجل _ لا ، لحظة ، ألمح اسم علي ابن أبي طالب رضى الله عنه يذيل الدعاء و الرجل ماركة مسجلة بالنسبة لي منذ سني المراهقة ، صحبتني أقواله عبر مفازات المصائب و متاهات الأنواء . أنسخ الدعاء أولاً قبل الحذف و أنقله لملف في حاسبي ، أغير اللون و الخط شكلاً و حجماً لما يناسب عيني و عقلي و أقرأ : هذا دعاء مروي عن على بن أبي طالب ذكره القاضي التنوخي بسنده من كتاب الفرج بعد الشدة والضيقة الجزء الثاني ***************يا من تُحل به عُقد المكاره، ويفل حد الشدائد، ويا من يُلتمس به المخرج، ويُطلب منه روح الفرج، أنت المدعو في المهمات، والمفزع في الملمات، لايندفع منها إلا ما دفعت، ولا ينكشف منها إلا ماكشفت، قد نزل بي ما قد علمت، وقد كادني ثقله، وألم بي ما بهظني حمله، وبقدرتك أوردته علي، وبسلطانك وجهته إلي، ولا مصدرلما أوردت، ولا كاشف لما وجهت، ولا فاتح لما أغلقت، ولا ميسر لما عسر، ولا معسر لما يسرت، فصل اللهم على محمد، وعلى آل محمد، وافتح لي باب الفرج بطولك، واحبس عني سلطان الهم بحولك،وأنلني حسن النظر فيما شكوت، وأذقني حلاوة الصنع فيما سألت، وهب لي من لدنك فرجا هنيا عاجلا، وصلاحاً في جميع أمري سنياً شاملا، واجعل لي من عندك فرجاً قريباً، ومخرجاً رحباً، ولا تشغلني بالاهتمام عن تعاهد فروضك، واستعمال سنتك، فقد ضقتُ ذرعاً بما عراني، وتحيرت فيما نزل بي ودهاني، وضعفتُ عن حمل ما قد أثقلني هماً ، وتبدلتُ بما أنا فيه قلقاً وغماً ، وأنت القادرعلى كشف ما قد وقعت فيه، ودفع ما منيت به، فافعل بي ذلك يا سيدي ومولاي، وإن لم أستحقه، أجبني إليه وإن لم أستوجبه ، يا ذا العرش العظيم ، يا ذا العرش العظيم ،يا ذا العرش العظيم. ويضاف إليه هذا الدعاء: اللهم خذ بيدي في المضائق واكشف لي وجوه الحقائق ووفقني لما تحب واعصمني من الزلل ولا تسلب عني إحسانك وقني مصارع السوء واكفني كيد الحساد وشماتة الأضداد وألطف بي في سائر تصرفاتي واكفني من جميع جهاتي يا أرحم الراحمين . آميـن يا رب العالمين أقرأه و أنا طامعة في فرج رب العالمين ثم أنساه و أمضي في وجعي في قلب المتاهة اقتراباً من حافة غياب الوعي . يدق البواب الجرس يستأذن في الخروج . _ السلم لم يتم تنظيفه لعشرة أيام خلت ، جمع من التراب ما صيّره أذى لجهاز التنفس و للنفس معاً . هجرك لأعمال النظافة و خروجك الدائم يخل بمصالحنا ، عمال التوصيل لا يفتح لهم أحد بوابة عليها أن تظل مغلقة في صحراء خالية من البشر إلا قليلاً . _ سأنظفه مساء _ هكذا تزعم ، مرور الأيام الطوال تشهد بخطأ قولك . تاريخه معي سجل من اللامبالاة و رفض النصح ، عمل لا أنتظره منه . يخرج كما يحلو له و يعود وقتما يشاء . تمر ساعة أخرى ثم أسمع دق الجرس يريني السلم نظيف انتهى من مسحه ، يستأذن مجدداً . يفاجأني فعله ، قياساً على أفعاله السابقة ، توقعت أن يخرج دون تنظيف السلم . هذه المرة يلقى طلبه القبول . ********************* في حجرتي ، أدير الحاسب مجدداً . يستقبلني الدعاء تمر بنفسي قوة فعله . لي حاجة أخرى ، الصوت في حجرة المدرسات مزعج حد البؤس ، يطغى على وجودي ، ينزع صوت العلوم من عقلي ، ، يتلف البركة في يومي ، يذهب بركة القرآن في قلبي ، ما أحتاج سماعه بوضوح. تلاشت نصيحتي بين أصوات السخف . ضبط الأمر يلزمه أداة ذات طاقة عالية . ربما يناسب الدعاء تلك المهمة ، أخبركم بإذن الذي وضعه أمانة عندي كي أضعه بين أيديكم . |
لا اعلم سيدتي ماذا اقدم في ظل تلك السقيا المليئه بالاسرار ...
تعودت والله من حين الي آخر ان اتوجه الي صفحاتك تلك ... فأستمتع بالمغزي وباسلوب العرض الانيق .. اتعلمي سيدتي انا اعشق القرآءه منذ الضغر .... ولا اعلم ان كنتي محترفة في فن الكتابه او الروايه .. او مجرد هوايه ... وان كنت لومتني في وقت سابق علي عالم الخيال .. ولكنك بمنتهي الصراحه انتي من تملكين الخيال الاوسع ... بيننا جميعا ... خيال من خضم الحياه ... ...... ربما يهب الله كل منا ما يعينه علي تلك الحياه .... وعليكي ان تقدمي شكرا كبيرا لله ... لان القليل فقط من نال تلك المكانه عند ربه وعند الناس .. تمنياتي لكي سيدتي بكل الخير وباسعد حياه ... كل عام وانتي الي الله اقرب .. |
الحمد لله عدد ما خلق في السماوات و الأرض و عدد ما هو خالق
اقتباس:
غيـّروا أفكاركم تتغير أفعالكم و من ثم الأشياء حولكم ، أمر شهدته كثيراً طويلاً . غيروا أفكاركم و انظروا كيف يتحول ما كنتم ترونه خيالاً قبلاً إلى أشياء تلمسها اليد. كل عام و كلنا لله أقرب ، إذاً جددوا النية و اشحذوا العزيمة . |
اقتباس:
أعيد قراءة الفقرة السابقة أود لو تكتب لوحة المفاتيح ما أستكمل به أحداث الحياة ، فيفاجأني غياب معظم أبطالها لسبب أو آخر ، يعتذرون جميعاً عن استكمال القصة ! |
حي على الصلاة
الله أكبر ، هكذا دعا آذان الظهر قاطعاً إنشغالي بتركيب الصور في كتاب لشرح العلوم للصف الثاني الإعدادي . أنوي إنهاء تلك الصفحة أولاً قبل إجابة الداعي.
يلح الداعي مجدداً : الله أكبر حسناً سأجيب ، لكن حين تختم إحداهن القصة الفظيعة تنثر عليها توابل الحكي ، أتمسك بمعرفة النهاية ... حي على الصلاة ... تبلغ الدعوة مداها . _ حسناً ، لابد من إجابة حاسمة . أقطع حبل الحكاية و أنسل من دنيا يتقاسمها الجدال و الخلاف لا يهدآن ، كلاهما يثبت لأخيه أنه أشد! أتجه للمصلى بينما يحلق من النفس شيء حول حجرة المدرسات يمارس التفكير و الكتابة و ينصت للحكايات طمعاً في نهاية ما . أجيب داعي الصلاة بشيء من قلب و وعي قليل. لا دواء عندي لأي من هذا سوى الصلاة ذاتها ! يفتح تكبيري باب الصلاة و النفس مازالت تمانع في الولوج ، عينها على بعض ما حدث في حجرة المدرسات ... أكبـّر قياماً لثالث ركعة فينساب ذكر المولى في الحنايا ، تهنأ النفس ، تستقبل مراد الله منها ، فتذعن لأمر الله . يستقر في النفس ذكر الله فيثقل في الميزان. التكبير استقبال الركعة الرابعة ، عندها يصيبني الإيمان بنصيب . رجوعاً إلى الحجرة ، تغيب كيانات كثيرة ، تذوي بين جنبات رحمة الصلاة . |
منبع
أراد أن يعرف منبع غديري
هذا ما استدعاه ذهني رداً على تساؤلاته هو و غيره : دعنا نضع لحديثنا أساساً حتى لا يضطرب الكلـِم . الثانية و الأربعون تداهمنى عما قريب و المال يمر عبري عمراً زهاء الربع قرن لكل مصلحة ، استلم حقوقاً ، و ادفعها لأصحابها . حالياً أرأس قسم العلوم في مدرستي فأقوم على كتابة ملخص لكتب الوزارة ينير للطلاب الفهم فيمضون في فهم المقررات و أختار طاقم التدريس و أراجع أعمالهن ، حقيقة عملي هو وصل و فصل الأمور بين الإدارة و المدرسات و أولياء الأمور و المدرسات و بين الطالبات و المدرسات. ينتهي يوم عملي بكشف حساب دقيق لكل ما قلت و فعلت ، هل وضع خطوة أقرب للخير و العدل و شرع الله يحكم الأرض ؟ ما لم يفعل يصيبني بداء الإكتئاب يعرقل خطوتي فترة ريثما ألملم شملي و أتحرك مجدداً ، مثلاً عشرة أيام من المرض أوقفتني أتساءل لماذا يقبل جسمي التلف و العلة بكل يسر ، ما لا يفعله من حولي ، سؤال أحتفظ بإجابته لي فما هو شخصي ملكي وحدي يمتعني أن أستقل بأسراري و ما هو بيني و بين خالقي ، لا يطلع عليه البشر. و لن أزعم أنني النقاء فأنا ابنة آدم ، تغريني اللقمة مثله و تضعف بي الإرادة و لن أزعم أن ما حولي جنة الله في الأرض . فقط أن التغيير يعرف إلينا طريقاً و أنه يقطع هذا السبيل على عجل أحياناً فيصلنا منه ما يصلح الحال . حالياً أكتفي بذلك ، فهذا فقط قدر همتي . و هي حياة دهس نسيجها آلاف البشر ، أفسد بعضهم منها ما أفسد ...... و قد اطلع عمري على حكايات تملأ أعماراً ، جعلتها خيوطاً نسجت بها أفكاراً و صوراً و أمزجة عرضت بعضها للناس و احتفظت بمعظمها داخلي . خمس سنوات مضت افتتحت في عقلي تلك التي تسجل بعض ما يمر بها و لذلك حكاية ربما أقصها فيما يلي من الزمن . مر بعمري من ناولني طرف حكاية تاركاً للزمن وضع النهاية المناسبة ، لكن قوتي دفعت ثمن إتمام الحكاية كي يفرغ منها ذهني فيلتفت لما هو أهم . تكمل الحكاية الحساب فيرتفع الشأن لرب العالمين ، لا جنازة و لا ذكرى و لا مشيعيين . و إذ وجدت أناساً يقفون عند بداية الحكاية يعجزون عن فهم منطقها و أين تمضي و إلى ماذا تصير ، قلت أطلعهم على حكايتي لعلها تشبه ما بين أيديهم ، لو أن ذلك أعان أحدهم فنعم به و إلا فإنني على النت مجهولة بين مجهولين و العلم الذي دربت على استخدامه يخبرني أن لا أقف ما ليس لي به علم . أبدأ يومي بتصور لما أريد فعله ، يؤمىء شيء في النفس أنها جهل و أن معرفتها قصور و فعلها نقص و تقصير و أنها تستشرف لما هو أعلى . أنفض غبار خطتي و أقوم أصلي لله ، ركعتين ثم أسأل : خطي واضح ؟ ترغب النفس في مزيد صلاة .... تنتهي الصلاة و النفس تفقه شيئاً ، خطة جديدة للأمور ، تبدأ التنفيذ فيمتزج الفكر بعناصر الكون السليمة ، تضيف ألوانها و تمنح فعلي لون النجاح ، أحمد المولى الكريم على عطائه . جربوها أحياناً عوضاً عن التخبط في الحياة تجربون الكثير قبل أن تصيبوا ما هو فعال و يصل إلى غاية . ***************************************** سبحان من تعطف بالعز و قال به، سبحان من لبس المجد و تكرم به، سبحان ذي الفضل و النعم، سبحان ذي المجد و الكرم، سبحان الذي أحصى كل شئ علمه. سبحان الله ملء البر، سبحان الله ملء البحر، سبحان الله ملء السموات و الأرض، سبحان الله و الحمد لله و الله أكبر و لا حول و لاقوة إلا بالله عدد ما خلق و عدد ما هو خالق و زنة ما خلق و زنة ما هو خالق و ملء ما خلق و ملء ما هو خالق و زنة عرشه و منتهى رحمته و مداد كلماته و مبلغ رضاه و حتى يرضى و إذا رضى. سبحان الله عدد ما ذكره به خلقه أبد الدنيا و الآخرة تسبيح لا ينقطع أولاه و لا ينفد أخراه. ***************************************** مدح و ذم (من هؤلاء) ؟ إلى سكان كوكب النت الذين مروا عابرين بكلماتي فسجلوا إعجابهم أو انتقصوه و أولئك الذين قبلوه أو رفضوه فلم يشغلوا بالهم بتوضيح رأيهم فيه ، إلى كل أولئك أقول : أيمكن أن يستبدلوا ذلك كله بدعاء مسلم لأخت له يعلم الله أن الكرب حولها يكاد يخنقها ؟ أما الأرض التي نمشي عليها فيؤذيني الذم إذ يكون تجريحاً بلا مناسبة ، يختل توازني لحظات ثم أستعيده و أمضي مجدداً ، أما المديح فأنا لا أحفظ ما لا منفعة منه . أوقفتني أسألني لماذا إذ يمر الكلام عبري يتشكل على هذا النحو ؟ _ قرآن ربي حب نفسي إذ كانت بريئة قبل أن يصيبها كل عوج باعوجاج ، ربما شكّل بعض نواحي الكلام . كل ما مر بي و كل من عبروا إليهم عبري و من مروا بي فلم يتوقفوا عندي . المرض المقعـِد و المعقد الذي ابتليت به كان أداة مهمة ، أود لو استخدمه عذراً لكل ما أفعل لكن نفسي لا تقبل هذا التزييف ، لا فقط كان له دور ما . ثم التحدي ، التحدي أحد أدوات كل صاحب إعاقة ، لا أفهم كيف يدفعه لبذل أضعاف ما يبذله من حوله فتأتي الثمرة على قدر الجهد مباركة طيبة. كائناً ما كانت مواصفات الخلطة فإنني أخلطها بتوازن حتى لا يضيع مكون في جنبات الآخر فتتعادل النكهات و ينتج عنها العادي ، هذا ممل لا أحبه . يا من يقول أن الكلام سهل ، صدقني لا شيء نحوي سهل . النفس تحسب ثم تحسب حتى يفوتها قطار الفعل (الكلام لون من ألوان الفعل) ، الكلام عقد التزام ، أمر تصدره النفس و توثقه أمام طرف آخر ، تلتزم فيه أعضاء الجسد كلها بعمل دؤوب حتى يتم تسليمه للطرف الآخر . أما ما تزعم أنه مثل عليا و أعمال جليلة فقد أخبرتك قبلاً أن العقل لا يستقبل المديح أو يسجله أو يلتزم تجاه قائله بأي اتفاق . القدر صنع المفكرة ، أخذ منها قوة الجسم و عوضها بقوة الفكر . يمر فعلها عبر مصفاة فكر بذرته لا إله إلا الله و محمد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم . و الثمرة طيبة حتى الآن ، حتى ينقض الفكر ما كان و يستشرف لما هو أعلى . مساؤكم خير و نور و وجدان . تصبحون على قرآن الفجر بإذن الذي خلق . |
كتاب
كتاب
تذهب العائلة هذا العام إلى معرض الكتاب بينما يعتريني السقم مطولاً ، الغبار يملأ صدري بلغماً و الضعف يحتل قوتي البدنية معلناً الإضراب عن الخروج مطولاً . يحضرهم وقت العصر إلى البيت ، كل منهم يعرض عليّ كتبه على حدة . اشترت أختي لزوجها كتاباً يدعى (25 قصة نجاح) يحكي عن أشخاص مروا بظروف معاكسة لمجرى أعمالهم لكنهم لم يبالوا فأوصلتهم قوة دفعهم الهائلة لـِقمة العالم . غنيٌ عن الذكر أن النجاح جار قريب لمواطني الولايات المتحدة و المهاجرين إليها و القصص الأربعة التي شملت عرب و مسلمين كانت على غرار الأجنبي و حركة في اتجاهه . تحكي أختي بإثارة عن مايكل دل الذي اشترى أجزاء الحاسوب و جمعها في أجهزة ثم باعها لزملائه طلاب الجامعة ، مشروعاً بدأه قرض و انتهى بشركته بين مصاف أكبر 500 شركة بالعالم . يصيبني حماسها بالعدوى ، أطلب منها الكتاب و أعكف على قراءته ، يستغرق ساعة من مساء وأخرى من نهار . من قصة نجاح لأخرى ألمح الإصرار لإدخال خدمات جديدة لسوق التجارة أمراً يفني صاحبه عمراً مديداً و طاقة بينة في تحويل فكرته إلى حقيقة تتحرك بين الناس في شركة أو مشروع يخدم الناس وفق احتياجاتهم . كلهم عصاميون قوة دفعهم الذاتي تجبر الغير على تمويل أفكارهم و مساندتها حتى تصبح شركة أو مشروعاً بين الناس يخدمهم و يتفاعل معهم . يمثل الفشل فصلاً طويلاً من حكاية النجاح لكن الحكاية تختتم بنجاح أكبر من سابقه . إحدى الحكايات عن شاب مصري يدعى أيمن راشد استشهد والده في حرب الإستنزاف فاشتد عوده معتمداً على ذاته محققاً النجاح في كل ما أصابه : الدراسة الجامعية ، التدريب بعد الجامعي على برمجة الحاسب ، و إدارته لشركات لتطبيقات البرمجيات و إنشاء و إدارة موقع اطلب . كوم . الكاتب يخبرنا أن الخبرة ليست ما يعلـّمه لنا مر السنين بل تكمن الخبرة في كيف تستخدم ما علمتك إياه السنون (له حق) قصتي المفضلة عن إمرأة (طبعاً لن تكون عن رجل) إنجليزية لم تعصرها العولمة أو النموذج الأمريكي الذي يروج لمنتج ما برسم صورة كاملة لمن يستعمل المنتج . أنيتا روديك ارتحلت في شبابها و ساحت في القارات ، ترحالاً صبغ فكرها بلون عالمي . تقول أنيتا: "عندما تقضي 6 أشهر مع أناس يفركون جلودهم بزبدة الكاكاو كل يوم و يغسلون شعورهم بالطين ثم تجد أن هذه الأمور تجدي و تأتي بنتائج طيبة ، تتغير معتقداتك و تنمي حباً جارفاً لعادات البشر في المواطن المختلفة." تعود الشابة إلى وطنها انجلترا فتتزوج و تستقر و تفتح معه فندقاً صغيراً و تنجب طفلتين . في عام 1976 تفتتح أنيتا محلا لبيع مواد التجميل الطبيعية من مواد جمعتها أثناء ترحالها و تنتفع باطلاعها على عادات نساء العالم في التزين و الحفاظ على الصحة . ينجح محلها المسمى The body shop محل الجسم . و يتفاعل الجميع مع سمت العودة للطبيعة و الحفاظ على البيئة الذي تتبناه أنيتا و تروج له . نجاحها يؤسس لمحل تلو الآخر . لم تجمـّل أنيتا منتجاتها بمزاعم إطالة الشباب أو إعادته و لم تنفق على الدعاية و الصور الجذابة التي تستغل أجساد النساء لتبيع لأخريات الحلم / الوهم ذاته. تدعو أنيتا لمؤسسة السلام الأخضر و تساهم في الحملات الداعية للحفاظ على البيئة و تؤسس مؤسسة خيرية لمساعدة الفقراء من أطفال العالم . تنتقي أنيتا العاملات في المحل بعناية قبل توظيف إحداهن و حين تقبل بالموظفة ، تشترط عليها أن تخدم الأطفال المعوقين لمدة شهر ثم تدربهن على حسن التعامل مع النساء اللاتي يأتين للفرجة على المنتجات بحيث تترك البائعة المنتج يعبر عن نفسه بكلمات تقرأها الزبونة مثبتة على كل منتج . المدى الذي وصلته أنيتا : ألفي محل و ثمانون مليون زبون في خمسين بلد و ثروة تقدر بمائتي مليون دولار. يحضر العام 2002 قرار استقالة أنيتا و بيعها لشركتها ب652 مليون جنيه استرليني أما عام 2005 فيشعرها بالرغبة في التبرع بثروتها تدريجياً للمنظمات التي تقاوم الظلم الواقع على البشرية . ينتهي الكتاب و نفسي مفعمة بالإثارة ، في 136 صفحة عشت مع الأبطال أعماراً لا تحصى و جمعت معهم المليارات و حصدت الجوائز و أثـّرت في أعداد لا تحصى من البشر ! (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (18) وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا (19) كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (20) انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا (21) ) من سورة الإسراء تمتص الآيات الكريمة الإثارة من أعصابي و تعيدني للواقع من جديد .أكوام الصحون في المطبخ تستنجد بي من الجراثيم تغمرها بالسموم ، من غيري ينجدها ؟! (عادة تنتهي أشغال المطبخ قرابة العاشرة مساء) **************************** قبل أن أنسى ، نزيف دموي في المخ ينقل أنيتا لعالم الأموات ، يحتويها قبر ، لا يفرق بينها و بين المعدمين و الفاشلين . |
كالبنيان المرصوص
كالبنيان المرصوص
أسلّم على زميلة فيضنيني التوتر في عينيها ، تسألها عيناي في رعاية : ما الأمر؟ _ والي ابنتي بالدعاء ، برجاء تذكريها و اطلبي لها التوفيق ، فهي في الإعدادية الإنجليزية (pre IG) . _ بالتوفيق و في حفظ الله . الناس على استعداد لدفع أضعاف المال و الجهد الذي يدفعونه و يبذلونه في التعليم القومي (national schools) ليحصلوا على بنيان مرصوص من المنهج و المدرسين و الإداريين و امتحان قوي و شهادة ذات قيمة وفق النظام الإنجليزي عوضاً عن الفتات المتراكم في التعليم حالياً ! |
كلامك جميل اوي ...
بس بلاقي بعض الصعوبه انا وبقراه .. مستوي عالي في الكتابه .... الي الامام .. في رعاية الله |
اقتباس:
السلام عليكم جزاكم الله خيراً و بارك الله الجهد . يمر بي موقف فأجرد منه عصارة تفيد كثيرين ثم أعرضها للبشر ، فيقبلها مني بعضهم . وفقنا الله جميعاً لما فيه الفائدة. |
توهان أم وضوح؟
العربية تجمعنا في اتجاه حلم أعظم من ذواتنا ، العامية أرض الشتات و التيه حول احتياجات اليوم المباشرة لا أبعد من ذلك ، لنبقَ في نطاق العربية إذاً .
العربية لغة الفكر إذ يكون له عمق و بعد و تأثير . أي بعد للعامية و أي مدى أبعد من الحاجات اليومية المباشرة ؟ العامية تشتت أبناء العرب في بلدان مختلفة ، العربية تجمعنا خطوة في اتجاه حلم أكبر ، نكون فيه خير أمة أخرجت للناس ، يرضى عنا خالقنا ، دنيا و أخرى فيزين بالنور أمرنا ، ينزاح هذا التخبط ، تنتظم الأمور بإذن الذي خلق . أيهما أيسر : لا تطاوعهم أم ومش مطاوعاهم بالعامية تقول معاك حق . لم التطويل ؟ معاك بدلاً من معك ؟ لو أنك تؤمن أن معه حقه أما كنت تقول : معك حق ، أبسط و أسرع . و أفصح منها : لك حق . و عندها تعطيه حقه و تحسم الأمر ؟ العامية زوغان من الحقوق ، شريط قياس طول معطوب (مازورة مضروبة) . الفصحى مقياس فكر منظم و سليم ، يلزمنا في عصر العولمة حيث الإنضباط حاجة ملحة كالهواء و الماء! *********************** اللغة العربية رقرقة ماء و انسياب فكر و علو نفس ما له مثيل بين لغات العالم . لا ينصلح حال العرب حتى يعودوا إليها ، للمنتديات دورها بلا شك في إحياء اللغة باستخدامها . *********************** *********************** أبناؤنا وجدوا طريقاً أقصر و أكثر اختصاراً منـّا ، تلاميذي (11 _ 13عاماَ) يكتبون لي العامية بالأحرف الإنجليزية ممزوجة ببعض الأرقام ، هنا يضيع بيننا الكلام ، جسور الفهم تتقطع ، يفصلنا الخلاف هوة سحيقة حتى حكم الله بين العباد . *********************** |
حادثة
أتيقظ و قد لاح الخيط الأبيض من الأسود من الفجر ، يملأني الإنزعاج و أفشل في إزاحته بعيداً . ماذا دهاني ؟ صلاة الفجر حاضرة تناءت عن متناول نفسي لأشهر .
أقضي الصلاة فلا يفارقني الهم . أطالع السماء ترتدي حلة رمادية اليوم ، أتراها تمطر ؟ يحملني الطريق إلى المدرسة بينما زخات المطر تغسل السماء و الشجر و الإسفلت عن الطريق! أدخل المدرسة بخطوات متعجلة فقد تأخرت على الإمضاء ، ينفتح إبزيم حقيبتي ، يفك حمالة الحقيبة فتتتهاوى على الأرض . حقيبة تحوي حاسبي المحمول و جهاز الجوال و كتاب و حافظة نقودي مع قلم و مفكرة لأخذ الملاحظات . في حجرة المدرسات أشغل الحاسب فيعمل فأحمد الله على سلامته بينما تطالعني شاشة المحمول المكسورة، تتجاهل لوحة مفاتيحه لمسات أزراري ، تبدو لي حالة عطب بلا إصلاح . في البيت أناوله لأخي - ذاك الذي حضر في إجازة من عمله بالخارج - يفحصه ثم يخبرني أن عمره انتهى. جهاز قضى معي خمسة أعوام فأكثر ، لم أعرف غيره و هو أيضاً لم يخذل حاجتي و لم يشغلني بعطل أو مشكلة . حتى شراؤه لم يكن اختياري ، فقد ناولت أمي مبلغاً دفعته لزوج أختي فاشترى واحداً في حدود المبلغ باختياره و ذوقه . يصيبني الإنزعاج ، فالإسبوع الذي سبق تلك الحادثة راودتني النفس أن أستبدله بشيء أحدث و أقيم ، تعاودني الفكرة كلما اشترت زميلة واحداً و أخذت تستعرضه أمام الجميع في فخر و مباهاة . لكنني أحب صحبة أشيائي الأليفة ، وحده التلف ما يبيح الفرقة في نظري . و هو جهاز مهذب وفـّر علي طاقة الخروج لمشاوير عديدة ، قضاها عني . ساعدني في شراء جهاز الغسيل الكلوي حتى وصل مبتغاه ، رفع عن بشر كثيرين هم لا يطاق . فضل الله يؤتيه من يشاء . يقف أخي و هو شاب طويل و في عينيه تصميم : في المساء نذهب إلى السوق لشراء غيره . لا لم أنوِ شراء واحد حالياً ، كنت سأنتظر بضعة (أيام - أشهر - أعوام ....) فقط لاغير. في سوق ضخم على الطراز الأمريكي ، يبهرني المكان و البضاعة ، يا له من مستوى ذلك الذي يصله العربي حين تحل العقلية الغربية في ضيافته ! تنوع يعقـِد عقلي عن التفكير ، ينتقي أخي واحداً مشابهاً لما يملكه ، هاتف حديث ، يتصل بالنت و به كاميرا و إمكانات عديدة . يشتريه و يدفع ثمنه و يصر أنه هدية منه . ثم يحسم البائع ثلث الثمن في خصم مهول من تكلفته . صار لدي جوال جديد ! في البيت ، أضع البطاقة و البطارية في أحشائه و أتركه يشحن قوته بالكهرباء ثم أتركه و شأنه و أقوم لشأني أصلي مطولاً ، يغيب عني الوقت حتى تنبهني الساعة أنها تجاوزت الواحدة صباحاً . أضبط المنبه الموجود في الجوال الجديد لصلاة الفجر . يوقظني صوت المنبه اللحوح لا يتوقف حتى أقوم فأوقفه ، لا لم يتوانَ عن إيقاظي بعد ذلك ، تمتلىء شرايين يومي بالعافية إذ تصيبني بركة الرحمن بنور في صلاة الفجر. لله الفضل و المنة . طبعاً لكم أن تتصوروا أنه كسابقه مغلق معظم الوقت ، لأجل الصلاة . |
لاقلب
قلب ، أقوى عضلة في الجسم ، أربع حجرات ، صمامات ، أوردة .. شرايين ، ينقبض ، ينبسط كي يتدفق الدم فتمر الحياة عبري ، هكذا يقول علمنا هذه الأيام .
و يوم يأتي فيه الظالمون أفئدتهم هواء ، هكذا أخبرنا المولى في قرآنه . و مضغة في الجسم فيها صلاحي ، هكذا أخبرني رسول الله صلى الله عليه و سلم . الذي في صدري الآن يعتصر ألماً ، كذلك يوحي لي الإعياء ، يؤلف رواية مصطنعة عن نفس لا أفهم أي من محتوياتها و كلما ذهبت أحللها وفق معطيات علم ما ، عدت خاوية الوفاض ، و لازال ذاك الذي في صدري يلح ألماً أنه موجود و أنه مستاء مني جداً .. هذا ما حاول عقلي الذي ينبع من مخي أن ينسبه لقلبي . و لازلت أضطرب بين إدراك قالوا لي منبعه المخ و علم جديد / قديم ينسب العقل و الفهم للقلوب التي في الصدور . على أي و أياً ما كان منبع ذلك الألم : قلبي أم مخي المادي أو المعنوي ، فإنه استلقى معي في المصلى قبيل صلاة الظهر و أخذ يؤلف من الأوجاع ملاحم ، يدون أشعاراً و يعزف لها موسيقى مؤذية ، الموت أهون من الإنصات لهـ(ـما) . يكبر المؤذن ، أنهرُ الأفكار ، أزيحها و أردد كلمات الآذان عوضاً عن الإسترسال في ألم يود لو يصنع في نفسي سيمفونية ثم يلقيها على مسامع من ينصت من البشر ، حسناً ، بعد الصلاة في الصلاة ، أسأله عن ساعتي و منيتي و أخبره أنني لم أرتب أمراً من أمور دنياي أو آخرتي أو أمور أهلي أو ... ثم أخبره أن ذلك يذبحني ذبحاً و أخبره عن ألم يقصف عمري قصفاً ، يؤذيني الهواء يتعالى على لا يود أن يحل في ضيافة نفسي ، لا أعرف كيف أحايله ! ثم أود أن أخبره كثيراً و طويلاً عن ملحمتي ، ثم أنني في لحظة ما أدرك أنه يخبرني و أنه أخبرني كثيراً فأدركته على نحو ما ، إدراكاً ملأني عقلاً و حلماً . أختم الصلاة و أود لو أكسب مزيد وقت بعيداً عن الناس فأسبح و أحمد خالقي و أكبـّره. و أدير شريط ملحمة الأوجاع و الشكاوي أنوي إضافة فصل جديد فيها ، يبهرني أنها تلاشت من النفس فأبكي ... أؤمن أن الواحد الأحد في علاه محى ذلك كله ، فقط أن جزء النفس الذي من هواء و طعام و ماء لازال يسأل (بلا إلحاح هذه المرة) ، أرني كيف تحيي موات نفسي ! |
نكهة يومي
(ما حدث جعلنى أعتقد أن بعض العلاقات الإنسانية جمالها حين تسير بخط متوازى ، ربما يقل هذا الجمال حينما تتقاطعالخطوط .)تلك كلماته ، كتبها إذ تأمل رسائلي بعمق فرسمت بعض ملامحي له . حينها رد عليه حرصي على تلك المراسلات بما يلي : و لأن معظم ما أعرف رأيته خلال نافذة العلم الحديث ، فتحها المولى لكافر يعرض عليه الإيمان في كل ذرة تسبح بحمد ربها . هذا ما رأيته عبر تلك النافذة : ذرات تقترب من بعضها فتأخذ واحدة من أخرى الكتروناً واعية تدرك حاجتها للأخذ ، تمنحها أخرى عن رضا و حسن تقدير لما ينفعها بالعطاء ، عندها تنشأ بينهما قوة عجيبة تربطهما فلا تفرقهما تلك الحرارة التي تذيب الصخور ! و أنه حين تتشارك ذرتان متكافئتان فإن القوة التي بينهما تقل عن تلك التي خلقها المنح و الأخذ ! أما الذرات التي تملك قوة و سرعة تتجرأ بهما على الإقتراب أكثر بحيث يخترق جسيم عمق نواة الأخرى ، فإن منابع الطاقة تتفجر شلالاً من نواة متناهية الصغر تفنى في التفاعل ! يأتي انسان نابه فيطوق تلك الطاقة فتصبح كهرباء تملأ مدينة نوراً و أكثر . و أننا إذ نجد النور نجد كل شيء ، ينثر عطاياه في الأنحاء. أترى العلاقات الإنسانية تختلف ؟ في المخ تلك الحنايا تمتلىء خوفاً بزعم الحرص . و حين يأتيني الجديد فإنني أكتفي بقياسه على القديم مع أنه يستحق ملفاً جديداً يسجل أفعاله و يحاكم بها ، أظنه كسل عقلي أكثر منه حرص و حذر ! (أو لعله بصيرة بما سيكون ، أيام مضت شكلت مسلكاً مغايراً لما أردته و أوقفت تدفق رسائله !) ******************* |
فنجان قهوة
أعاين فنجان القهوة الذي أمامي فترفضه معدتي التي لا يتفق مزاجها مع الأحماض . لكن عبير القهوة الطيب يدفعها رشفة إثر أخرى داخلي ، تغيير مرحب به عن الجوع الذي طال يوماً يقترب من صلاة العصر.
نحو سيارتي يلفت التوتر انتباه أعصابي أنني أعود للبيت مع مئات الألوف من باصات المدارس من ضاحية مصر الجديدة العريقة على شارع واحد باتجاه القاهرة الجديدة . لكنني لا أتوقع أي تعطيل فلطالما انحاز طريقي تجاه السرعة و حملني بأمان إلى بيتي . تتوقف حركة الشارع تماماً ، تعانق الدقائق قريباتها. السيارة مطفأة و الإنتظار يطول ثم تتراكم السيارات و يغلق الطريق تماماً . تتساءل أمي ما الذي يسده ، أتراها بعض السيارات المعطلة؟ و لا حتى تلك تسد الشارع على هذا النحو ، الشارع به أربع حارات متجاورة ، يمر بمسار كوبري جديد يتم بناؤه ، يحتل العمال حالياً مساحة واسعة من الشارع ليقوموا بأعمال الإنشاء. حركة مرور رهيبة تمر عبر مسار ضيق ، تصل فتحة القمع ، تندفع عبره فتتوقف كلها . يعتمل فنجان القهوة في النفس ، فأطفىء السيارة , أدير مفتاح جهاز mp3 و أستمع لجزء من سورة البقرة و سورة آل عمران ، ينحل عقدة الطريق قرب نهايتها ، ساعة اكتظت باختناق المرور . فأنطلق في طريقي، أطالع الكوبري و أنا أمر بمحاذاته ، بقي ستة شهور على الأقل على ولادته ، ربما أكثر ، العمر المساوي لإمتداد الإنسداد المروري في الشارع الموازي له. تستقر الخبرة في نفسي عميقاً ، تقنعني أن مسارات الحياة المسدودة تمتص الطاقة و الوقت و عافية جهاز التنفس ، ثمناً باهظاً لا أظنني أود دفعه . (العنوان رفض التغيير بعد أن أملى القطعة السابقة ، هي بعض فضل فنجان القهوة ذاك على أي حال.) |
التعليم / اللا تعليم الجامعي ؟!
أخبرني شباب معهم شهادات جامعية أنهم ما أنصتوا للعلم إلا قليلاً وأن الشهادة مجرد مظهر اجتماعي و مفتاح باب وظيفة مضمونة الدخل ،
ثم كذّ ب الواقع أوهامهم . منحهم وظائف بسيطة لا تتطلب شهادة أوتعليم و لا تفتح باباً للرقي المادي و الإجتماعي . من أصاب نجاحاًفي الحياة هم أولئك الذي كانوا أكثر تركيزاً ، اتخذوا هدفاً محدد المعالم و عملوا تجاهه ثم أصابوه . المجتمع بحاجة للتعليم حين يمتزج بعقل المتعلم فيصبغ ملكاته أما تلك الشهادة الفارغة من محتواها فإنها لم تجد ِِ يوماً |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 06:16 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.