![]() |
اقتباس:
|
قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ يَقُول تَبَارَكَ وَتَعَالَى " قُلْ " يَا مُحَمَّد مُعَظِّمَا لِرَبِّك وَشَاكِرًا لَهُ وَمُفَوِّضًا إِلَيْهِ وَمُتَوَكِّلًا عَلَيْهِ " اللَّهُمَّ مَالِك الْمُلْك " أَيْ لَك الْمُلْك كُلّه " تُؤْتِي الْمُلْك مَنْ تَشَاء وَتَنْزِع الْمُلْك مِمَّنْ تَشَاء وَتُعِزّ مَنْ تَشَاء وَتُذِلّ مَنْ تَشَاء " أَيْ أَنْتَ الْمُعْطِي وَأَنْتَ الْمَانِع وَأَنْتَ الَّذِي مَا شِئْت كَانَ وَمَا لَمْ تَشَأْ لَمْ يَكُنْ . وَفِي هَذِهِ الْآيَة تَنْبِيه وَإِرْشَاد إِلَى شُكْرِ نِعْمَة اللَّه تَعَالَى عَلَى رَسُوله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهَذِهِ الْأُمَّة لِأَنَّ اللَّه تَعَالَى حَوَّلَ النُّبُوَّة مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل إِلَى النَّبِيّ الْعَرَبِيّ الْقُرَشِيّ الْأُمِّيّ الْمَكِّيّ خَاتَم الْأَنْبِيَاء عَلَى الْإِطْلَاق وَرَسُول اللَّه إِلَى جَمِيع الثَّقَلَيْنِ الْإِنْس وَالْجِنّ الَّذِي جَمَعَ اللَّه فِيهِ مَحَاسِن مَنْ كَانَ قَبْله وَخَصَّهُ بِخَصَائِصَ لَمْ يُعْطِهَا نَبِيًّا مِنْ الْأَنْبِيَاء وَلَا رَسُولًا مِنْ الرُّسُل فِي الْعِلْم بِاَللَّهِ وَشَرِيعَته وَاطِّلَاعه عَلَى الْغُيُوب الْمَاضِيَة وَالْآتِيَة وَكَشْفِهِ لَهُ عَنْ حَقَائِق الْآخِرَة وَنَشْرِ أُمَّته فِي الْآفَاق فِي مَشَارِق الْأَرْض وَمَغَارِبهَا وَإِظْهَار دِينه وَشَرْعِهِ عَلَى سَائِر الْأَدْيَان وَالشَّرَائِع فَصَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِ دَائِمًا إِلَى يَوْم الدِّين مَا تَعَاقَبَ اللَّيْل وَالنَّهَار وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى " قُلْ اللَّهُمَّ مَالِك الْمُلْك " الْآيَة أَيْ أَنْتَ الْمُتَصَرِّف فِي خَلْقك الْفَعَّال لِمَا تُرِيد كَمَا رَدَّ تَعَالَى عَلَى مَنْ يَحْكُم عَلَيْهِ فِي أَمْرِهِ حَيْثُ قَالَ " وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآن عَلَى رَجُل مِنْ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيم " قَالَ اللَّه رَدًّا عَلَيْهِمْ " أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَة رَبّك " الْآيَة أَيْ نَحْنُ نَتَصَرَّف فِيمَا خَلَقْنَا كَمَا نُرِيد بِلَا مُمَانِع وَلَا مُدَافِع وَلَنَا الْحِكْمَة الْبَالِغَة وَالْحُجَّة التَّامَّة فِي ذَلِكَ وَهَكَذَا يُعْطِي النُّبُوَّة لِمَنْ يُرِيد كَمَا قَالَ تَعَالَى " اللَّه أَعْلَم حَيْثُ يَجْعَل رِسَالَته " وَقَالَ تَعَالَى " اُنْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضهمْ عَلَى بَعْض " الْآيَة وَقَدْ رَوَى الْحَافِظ اِبْن عَسَاكِر فِي تَرْجَمَة إِسْحَق بْن أَحْمَد مِنْ تَارِيخه عَنْ الْمَأْمُون الْخَلِيفَة أَنَّهُ رَأَى فِي قَصْر بِبِلَادِ الرُّوم مَكْتُوبًا بِالْحِمْيَرِيَّةِ فَعُرِّبَ لَهُ فَإِذَا هُوَ بِسْمِ اللَّه مَا اِخْتَلَفَ اللَّيْل وَالنَّهَار وَلَا دَارَتْ نُجُوم السَّمَاء فِي الْفَلَك إِلَّا بِنَقْلِ النَّعِيم عَنْ مَلِك قَدْ زَالَ سُلْطَانه إِلَى مَلِك , وَمَلِك ذِي الْعَرْش دَائِم أَبَدًا لَيْسَ بِفَانٍ وَلَا بِمُشْتَرَكٍ . |
أسباب آفة ضعف الإيمان ووسائل علاجها. أن لضعف الإيمان علامات ومظاهر هي: الوقوع في المعاصي وارتكاب المحرمات، ومنها الشعور بقسوة القلب وخشونته، ومنها عدم إتقان العبادات، ومنها التكاسل عن الطاعات والعبادات وإضاعتُها، ومنها ضيق الصدر وتغير المزاج وانحباس الطبع، ومنها عدم التأثر بآيات القرآن، ومنها الغفلة عن الله عز وجل في ذكره ودعائه سبحانه وتعالى، ومنها عدم الغضب إذا انتهكت محارم الله عز وجل، ومنها حب الظهور، ومنها الشح والبخل، ومنها أن يقول الإنسان ما لا يفعل، ومنها السرور والغبطة بما يصيب إخوانه المسلمين من فشل أو خسارة أو مصيبة أو زوال نعمة، ومنها النظر إلى الأمور من جهة وقوع الإثم فيها أو عدم وقوعه فقط وغض البصر عن فعل المكروه، ومنها احتقار المعروف وعدم الاهتمام بالحسنات الصغيرة، ومنها عدم الاهتمام بقضايا المسلمين ولا التفاعل معها، ومنها انفصام عرى الأخوة بين المتآخين، ومنها الفزع والخوف عند نزول المصيبة أو حدوث مشكلة، ومنها كثرة الجدال والمراء المقسي للقلب، ومنها التعلق بالدنيا والشغف بها والاسترواح إليها... إلى غير ذلك من المظاهر التي تعبر إذا ظهرت في صاحبها عن ضعف في الإيمان وخلل في رسوخه. فما هي يا ترى أسباب ضعف الإيمان؟ وما السبيل لعلاج هذه الآفة الخطيرة في نفوسنا؟ عباد الله، إن لضعف الإيمان أسبابًا كثيرة، منها ما هو مشترك مع الأعراض، مثل الوقوع في المعاصي والانشغال بالدنيا وغيرها، وهذا ذكرٌ لبعض الأسباب مضافًا إلى ما سبق: 1- الابتعاد عن الأجواء الإيمانية فترة طويلة، وهذا مدعاة لضعف الإيمان في النفس، يقول الله عز وجل: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمْ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ[الحديد: 16]. فدلت الآية الكريمة على أن طول الوقت في البعد عن الأجواء الإيمانية مدعاة لضعف الإيمان في القلب، يقول الحسن البصري رحمه الله تعالى: "إخواننا أغلى عندنا من أهلينا؛ فأهلونا يذكروننا الدنيا، وإخواننا يذكروننا بالآخرة". 2- الابتعاد عن القدوة الصالحة، ولا يخفى أثر وجود قدوة صالحة بالنسبة للفرد. 3- ومن الأسباب وجود الإنسان المسلم في وسط يعجّ بالمعاصي، فهذا يتباهى بمعصية ارتكبها، وآخر يترنم بألحان أغنية وكلماتها، وثالث يدخن، ورابع يبسط مجلة ماجنة، وخامس لسانه منطلق باللعن والسباب والشتائم وهكذا، أما القيل والقال والغيبة والنميمة وأخبار المغنين والمغنيات فمما لا يحصى كثرة، فبعض الأوساط لا تذكّر إلا بالدنيا كما هو الحال في كثير من مجالس الناس ومكاتبهم اليوم، فأحاديث التجارة والوظيفة والأموال والاستثمارات ومشكلات العمل والعلاوات والترقيات والانتدابات وغيرها تحتل الصدارة في اهتمامات كثير من الناس وأحاديثهم، وأما البيوت فحدث ولا حرج، حيث الطامات والأمور المنكرات، مما يندى له جبين المسلم وينصدع قلبه، فالأغاني الماجنة والأفلام الساقطة والاختلاط المحرم وغير ذلك مما تمتلئ به بيوت المسلمين، فمثل هذه البيئات تصاب فيها القلوب بالمرض وتصبح قاسية ولا شك. 4- ومن الأسباب الإغراق في الاشتغال بالدنيا حتى يصبح القلب عبدًا لها، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ((تعس عبد الدينار وعبد الدرهم)) رواه البخاري. وهذه الظاهرة واضحة في هذه الأيام التي عمَّ فيها الطمع المادي والجشع في الازدياد من حطام الدنيا، وصار الناس يركضون وراء التجارات والصناعات والمساهمات، وهذا مصداق ما أخبر به صلى الله عليه وسلم: ((إن الله عز وجل قال: إنا أنزلنا المال لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، ولو كان لابن آدم واد لأحبّ أن يكون إليه ثان، ولو كان له واديان لأحب أن يكون إليهما ثالث، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ثم يتوب الله على من تاب)) رواه أحمد. رحم الله مشايخنا وجازاهم عنا خير الجزاء |
قال الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في وصف الجنة: وما ذاك إلا غيرة أن ينالها *** سوى كفئها والرب بالخلق أعلم وإن حجبت عنا بكل كريهة *** وحفت بما يؤذي النفوس ويؤلم فلله ما في حشوها من مسرة *** وأصناف لذات بها يتنعم ولله برد العيش بين خيامها *** وروضاتها والثغر في الروض يبسم ولله واديها الذى هو موعد ال *** مزيد لوفد الحب لو كنت منهم بذيالك الوادى يهيم صبابة *** محب يرى ان الصبابة مغنم ولله أفراح المحبين عندما *** يخاطبهم من فوقهم ويسلم ولله ابصار تري الله جهرة *** فلا الضيم يغشاها ولا هى تسأم فيا نظرة اهدت الي الوجه نضرة *** أمن بعدها يسلو المحب المتيم ولله كم من خيرة إن تبسمت *** أضاء لها نور من الفجر أعظم فيا لذة الأبصار إن هي أقبلت *** ويالذة الأسماع حين تكلم ويا خجلة الغصن الرطيب اذا انثنت *** ويا خجلة الفجرين حين تبسم فان كنت ذا قلب عليل بحبها *** فلم يبق الا وصلها لك مرهم ولا سيما فى لثمها عند ضمها *** وقد صارمنها تحت جيدك معصم تراه إذا أبدت له حسن وجهها *** يلذ به قبل الوصال وينعم تفكه منها العين عند اجتلائها *** فواكه شتى طلعها ليس يعدم عناقيد من كرم وتفاح جنة *** ورمان اغصان به القلب مغرم وللورد ما قد البسته خدودها *** وللخمر ما قد ضمه الريق والفم تقسم منها الحسن فى جمع واحد *** فيا عجبا من واحد يتقسم لها فرق شتى من الحسن أجمعت *** بجملتها إن السلو محرم تذكر بالرحمن من هو ناظر *** فينطق بالتسبيح لا يتلعثم إذا قابلت جيش الهموم بوجهها *** تولى على أعقابه الجيش يهزم فيا خاطب الحسناء إن كنت راغبا *** فهذا زمان المهر فهو المقدم ولما جرى ماء الشباب بغصنها *** تيقن حقا أنه ليس يهرم وكن مبغضا للخائنات لحبها *** فتحظى بها من دونهن وتنعم وكن أيما ممن سواها فإنها *** لمثلك فى جنات عدن تايم وصم يومك الأدنى لعلك فى غد *** تفوز بعيد الفطر والناس صوم وأقدم ولا تقنع بعيش منغص *** فما فاز باللذات من ليس يقدم وإن ضاقت الدنيا عليك بأسرها *** ولم يك فيها منزل لك يعلم فحى على جنات عدن فإنها *** منازلنا الأولى وفيها المخيم ولكننا سبى العدو فهل ترى *** نعود إلى أوطاننا ونسلم وقد زعموا أن العدو إذا نأى *** وشطت به أوطانه فهو مغرم وأى اغتراب فوق غربتنا التي *** لها أضحت الأعداء فينا تحكم وحي على السوق الذى فيه يلتقي ال *** محبون ذاك السوق للقوم يعلم فما شئت خذ منه بلا ثمن له *** فقد أسلف التجار فيه وأسلموا وحي على يوم المزيد الذي به *** زيارة رب العرش فاليوم موسم وحي على واد هنالك أفيح *** وتربته من إذفر المسك أعظم منابر من نور هناك وفضة *** ومن خالص القيان لا تتقصم وكثبان مسك قد جعلن مقاعدا *** لمن دون أصحاب المنابر يعلم فبينا همو فى عيشهم وسرورهم *** وأرزاقهم تجري عليهم وتقسم إذا هم بنور ساطع أشرقت له *** بأقطارها الجنات لا يتوهم تجلى لهم رب السماوات جهرة *** فيضحك فوق العرش ثم يكلم سلام عليكم يسمعون جميعهم *** بآذانهم تسليمه إذ يسلم يقول سلونى ما اشتهيتم فكل ما *** تريدون عندى أننى أنا أرحم فقالوا جميعا نحن نسألك الرضا *** فأنت الذى تولى الجميل وترحم فيعطيهمو هذا ويشهد جمعهم *** عليه تعالى الله فالله أكرم فيا بائعا هذا ببخس معجل *** كأنك لا تدرى ؛ بلى سوف تعلم فإن كنت لا تدرى فتلك مصيبة *** وإن كنت تدرى فالمصيبة أعظم |
كم مرة ذكرت الحمد لله فى القران 23مرة وهى: الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } الفاتحة2 {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } الأنعام45 {الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ } الأنعام1 {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } الأعراف43 {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } يونس10 {الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء } إبراهيم39 {هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } غافر65 {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } الزمر75 {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ } الزمر74 {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ } الزمر29 {وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } الصافات182 {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ }فاطر34 {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } فاطر1 {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ } سبأ1 {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ } لقمان25 {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ } العنكبوت63 {ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً عَبْداً مَّمْلُوكاً لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } النحل75 {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً } الإسراء111 {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا } الكهف1 {فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } المؤمنون28 {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ } النمل15 {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ } النمل59 {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } النمل93 |
|
|
|
معنى لا إله إلا الله وشروطها لا إله إلا الله هي كلمة التوحيد الخالص، وهي أعظم فريضة فرضها الله على عباده، وهي من الدين بمنزلة الرأس من الجسد. وقد ورد في فضلها أحاديث منها: ما رواه البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان ». وما رواه الترمذي وحسنه الشيخ الألباني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « خير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ». ومنها ما رواه البخاري في " الأدب المفرد " وصححه الشيخ الألباني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « إن نبي الله نوحاً صلى الله عليه وسلم لما حضرته الوفاة قال لابنه: آمرك بلا إله إلا الله، فإن السماوات السبع والأرضين السبع لو وضعن في كفة ووضعت لا إله إلا الله في كفة لرجحت بهن. ولو أن السماوات السبع والأرضين السبع كن حلقة مبهمة لقصمتهن لا إله إلا الله » فهذه بعض فضائل هذه الكلمة العظيمة. أما معناها فقال العلماء إنه: لا معبود يستحق العبادة إلا الله، فهي تتكون من ركنين أساسيين، الأول: نفي الألوهية الحقيقية عن غير الله سبحانه، والثاني: إثبات الألوهية الحقيقية له سبحانه دون من سواه. غير أنه ليس المقصود من دعوة الرسل مجرد التلفظ بالكلمة فحسب، بل لا بد من توفر شروطها حتى تكون نافعة عند الله سبحانه وتعالى. وقد ذكر العلماء من شروط لا إله إلا الله ما يلي: 1- العلم بمعناها: وذلك بأن يعلم الناطق بها معنى هذه الكلمة وما تضمنته من نفي الألوهية عن غير الله وإثباتها له سبحانه، قال تعالى : { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلأ اللَّهُ } [محمد:19]. 2- اليقين: بمعنى ألا يقع في قلب قائلها شك فيها أو فيما تضمنته، لقوله تعالى: { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَـئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ } [الحجرات:15] وقال صلى الله عليه وسلم: « أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة » رواه مسلم. 3- القبول لما اقتضته هذه الكلمة بقلبه ولسانه: والمراد بالقبول هنا هو المعنى المضاد للرد والاستكبار، ذلك أن الله أخبرنا عن أقوام رفضوا قول لا إله إلا الله، فكان ذلك سبب عذابهم، قال تعالى: { إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ.إِنَّهُمْ كَانُواْ إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ } [الصافات:34-35] 4- الانقياد لما دلت عليه: بمعنى أن يكون العبد عاملاً بما أمره الله به، منتهياً عما نهاه الله عنه، قال تعالى: { وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الأَمُورِ } [لقمان:22]، قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: " العروة الوثقى هي لا إله إلا الله ". 5- الصدق: ومعناه أن يقولها صادقاً من قلبه، يوافق قلبه لسانه قال تعالى: { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ.يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ } [البقرة:8-9]. 6- الإخلاص: وهو إرادة وجه الله تعالى بهذه الكلمة، قال تعالى: { وَمَآ أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُواْ الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ } [البينة:5]. 7- المحبة لهذه الكلمة ولأهلها العاملين بها الملتزمين بشروطها، وبُغض ما ناقضها، قال تعالى: { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً للَّهِ } [البقرة:165]. فهذا هو معنى هذه الكلمة، وهذه هي شروطها التي بها تكون سبب النجاة عند الله سبحانه. وقد قيل للحسن إن أناساً يقولون: من قال لا إله إلا الله دخل الجنة. فقال: من قال: لا إله إلا الله فأدى حقها وفرضها دخل الجنة. فلا إله إلا الله لا تنفع قائلها إلا أن يكون عاملاً بها، آتيا بشروطها، أما من تلفظ بها مع تركه العمل بما دلت عليه، فلا ينفعه تلفظه حتى يقرن بالقول العمل، نسأل الله العلي العظيم أن يجعلنا من أهل لا إله إلا الله العاملين بها ولأجلها. |
معنى لا اله الا الله
|
|
|
|
|
|
|
قال الامام الامام الشافعي دع الأيام تفــــــــعل ما تشــــــــــــــاء و طب نفسا إذا حكم القضاء و لا تجزع لحادثة الليــــــــــــــــــــالي فما لحوادث الدنيـــــــــــــــــــــــــا بقاء و كن رجلا على الأهوال جلدا و شيمتك الســــــــــــــماحة و الوفاء و إن كثرت عيــــوبك في البرايا و سرك أن يكون لهـــــــــا غطاء تستر بالسخــــــــــاء فكل عيب يغــــــطيه كما قيل الســخـــــــاء و لا تر الأعـــــــــادي قــــــط ذلا فإن شماتــــــة الأعـــــــــــدا بـــــلاء و لا ترج الســــــماحة من بخــــــيل فما في النار للضـــــمآن مـــــــــاء و رزقك ليس ينقصه التـــــــــأني و ليــــس يزيد في الرزق العناء و لا حزن يـــــــدوم ولا سرور و لا بؤس عليـــــك و لا رخـــاء إذا ما كنت ذا قلب قـــــــــــــنوع فأنت و مالك الدنيا ســـــــــــــواء و من نزلت بساحتـــــــــــــــــه المنايا فلا أرض تقيـــــــه و لا سمــــــاء و أرض الله واســـــــــعة و لكن إذا نزل القضا ضاق الفضــــــــاء دع الأيام تغدر كل حـــــــــــــين فما يغني عن الموت الـــــــــــــدواء |
من نلجا اليه الا الله من يقبلنا بخطايانا الا الله من يغفر لنا الا الله من يتغمدنا برحمته الا الله من يخرجنا من همومنا الا الله ليس لنا ملجا منه الا اليه |
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين … وبعد … فهذه رسالة إلى كل مسلم يعبد الله ولا يشرك به شيئاً حيث أن الغاية الكبرى لكل مسلم هي أن يخرج من هذه الدنيا وقد غفر الله له جميع ذنوبه حتى لا يسأله الله عنها يوم القيامة ويدخله جنات النعيم خالدا فيها لا يخرج منها أبداً. وفي هذه الرسالة القصيرة نذكر بعض الأعمال التي تكفر الذنوب والتي فيها الأجر الكبير من أحاديث الرسول الصحيحة، نسأل الله الحي القيوم الذي لا إله إلا هو أن يتقبل أعمالنا إنه هو السميع العليم. 1- التوبة: { من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه } [مسلم:2703] { إن الله عز وجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر }. 2- الخروج في طلب العلم: { من سلك طريقا يلتمس فيها علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة } [مسلم:2699]. 3- ذكر الله تعالى: { ألا أنبأكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم } قالوا بلى.. قال: { ذكر الله تعالى } [الترمذي:3347]. 4- اصطناع المعروف والدلالة على الخير: { كل معروف صدقة، والدال على الخير كفاعله } [البخاري:10/374]، [مسلم:1005]. 5- فضل الدعوة إلى الله: { من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً } [مسلم:2674]. 6- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: { من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان } [مسلم:49]. 7 - قراءة القرآن الكريم وتلاوته: { اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه } [مسلم:804]. 8- تعلم القرآن الكريم وتعليمه: { خيركم من تعلم القرآن وعلمه } [البخاري:9/66]. 9- السلام: { لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء لو فعلتموه تحاببتم: أفشوا السلام بينكم } [مسلم:54]. 10 - الحب في الله: { إن الله تعالي يقول يوم القيامة: أين المتحابين بجلالي، اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي } [مسلم:2566]. 11- زيارة المريض: { ما من مسلم يعود مسلماً مريضاً غدوة إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن عاد عشية إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح، وكان له خريف في الجنة } [الترمذي:969]. 12- مساعدة الناس في الدين: { من يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة } [مسلم:2699]. 13 - الستر على الناس: { لا يستر عبد عبداً في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة } [مسلم:2590]. 14- صلة الرحم: { الرحم معلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله } [البخاري:10/350] [مسلم:2555]. 15- حسن الخلق: { سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ فقال: تقوى الله وحسن الخلق } [الترمذي:2003]. 16- الصدق: { عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة } [البخاري:10/423] [مسلم:2607]. 17- كظم الغيظ: { من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه، دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ما شاء } [الترمذي:2022]. 18- كفارة المجلس: { من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: [سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك] إلا غفر الله له ما كان في مجلسه ذلك } [الترمذي:3/153]. 19- الصبر: { ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه } [البخاري:10/91]. 20- بر الوالدين: { رغم أنفه ثم رغم أنفه ثم رغم أنفه } قيل: من يا رسول الله؟ قال: { من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كلاهما ثم لم يدخل الجنة } [مسلم:2551]. 21- السعي على الأرملة والمسكين: { الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله } وأحسبه قال: { وكالقائم لا يفتر، وكالصائم لا يفطر } [البخاري:10/366]. 22- كفالة اليتيم: { أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وقال بإصبعيه السبابة والوسطى } [البخاري:10/365]. 23- الوضوء: { من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده، حتى تخرج من تحت أظفاره } [مسلم:245]. 24- الشهادة بعد الوضوء: { من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال: [أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين] فتحت له أبواب الجنة يدخل من أيها شاء } [مسلم:234]. 25- الترديد خلف المؤذن: { من قال حين يسمع النداء: [ اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته]، حلت له شفاعتي يوم القيامة } [البخاري:2/77]. 26- بناء المساجد: { من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله بني له مثله في الجنة } [البخاري:450]. 27- السواك: { لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة } [البخاري:2/331] [مسلم:252]. 28- الذهاب إلى المسجد: { من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزلاً في الجنة كلما غدا أو راح } [البخاري:2/124] [مسلم:669]. 29- الصلوات الخمس: { ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة، وذلك الدهر كله } [مسلم:228]. 30- صلاة الفجر وصلاة العصر: { من صلى البردين دخل الجنة } [البخاري:2/43]. 31- صلاة الجمعة: { من توضأ فأحسن الوضوء، ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام } [مسلم:857]. 32- ساعة الإجابة يوم الجمعة: { فيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئاًً، إلا أعطاه إياه } [البخاري:2/344] [مسلم:852]. 33- السنن الراتبة مع الفرائض: { ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعاً غير الفريضة إلا بنى الله له بيتاً في الجنة } [مسلم:728]. 34- صلاة ركعتين بعد الوقوع في ذنب: { ما من عبد يذنب ذنباً، فيحسن الطهور ثم يقوم فيصلي ركعتين، ثم يستغفر الله إلا غفر له } [أبو داود:1521]. 35- صلاة الليل: { أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل } [مسلم:1163]. 36- صلاة الضحى: { يصبح على كل سلامة من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك كله ركعتان يركعهما من الضحى } [مسلم:720]. 37- الصلاة على النبي: { من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشراً } [مسلم:384]. 38- الصوم: { ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله تعالى إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً } [البخاري:6/35] [مسلم:1153]. 39- صيام ثلاثة أيام من كل شهر: { صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله } [البخاري:4/192] [مسلم:1159]. 40- صيام رمضان: { من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه } [البخاري:4/221] [مسلم:760]. 41- صيام ست من شوال: { من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال كان كصوم الدهر } [مسلم:1164]. 42- صيام يوم عرفة: { صيام يوم عرفة يكفر السنة الماضية والباقية } [مسلم:1162]. 43- صيام يوم عاشوراء: { وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله } [مسلم:1162]. 44- تفطير الصائم: { من فطر صائماً كان له مثل أجره،غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاًً } [الترمذي:807]. 45- قيام ليلة القدر: { من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه } [البخاري:4/221] [مسلم:1165]. 46- الصدقة: { الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار } [الترمذي:2616]. 47- الحج والعمرة: { العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة } [مسلم:1349]. 48- العمل في أيام عشر ذي الحجة: { ما من أيام العمل الصالح أحب إلى الله فيهن من هذه الأيام } يعني أيام عشر ذي الحجة، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: { ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلاً خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء } [البخاري:2/381]. 49- الجهاد في سبيل الله: { رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها وموضع صوت أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها } [البخاري:6/11]. 50- الإنفاق في سبيل الله: { من جهز غازياً فقد غزا، ومن خلف غازيا في أهله فقد غزا } [البخاري:6/37] [مسلم:1895]. 51- الصلاة على الميت واتباع الجنازة: { من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان } قيل: وما القيراطان؟ قال: { مثل الجبلين العظيمين } [البخاري:3/158] [مسلم:945]. 52- حفظ اللسان والفرج: { من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة } [البخاري:11/264] [مسلم:265]. 53- فضل لا إله إلا الله، وفضل سبحان الله وبحمده: { من قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير" في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه } وقال: { من قال: "سبحان الله وبحمده" في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر } [البخاري:11/168] [مسلم:2691]. 54- إماطة الأذى عن الطريق: { لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق، كانت تؤذي الناس } [مسلم]. 55- تربية وإعالة البنات: { من كن له ثلاث بنات، يؤويهن ويرحمهن ويكفلهن، وجبت له الجنة البتة } [أحمد بسند جيد]. 56- الإحسان إلى الحيوان: { أن رجلا رأى كلبا يأكل الثرى من العطش، فأخذ الرجل خفه، فجعل يغرف له به حتى أرواه، فشكر الله له، فأدخله الجنة } [البخاري]. 57- ترك المراء: { أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا } [أبو داود]. 58- زيارة الإخوان في الله: { ألا أخبركم برجالكم في الجنة؟ قالوا: بلى يا رسول الله، فقال: النبي في الجنة، والصديق في الجنة، والرجل يزور أخاه في ناحية المصر، لا يزوره إلا في الجنة } [الطبراني حسن]. 59- طاعة المرأة لزوجها: { إذا صلت خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت بعلها، دخلت من أي أبواب الجنة شاءت } [ابن حبان، صحيح]. 60- عدم سؤال الناس شيئاً: { من تكفل لي أن لا يسأل الناس شيئاً أتكفل له بالجنة } [أهل السنن، صحيح]. |
اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير والموت راحة لي من كل شر .
اللهم آمين بارك الله لك على العمل الطيب |
اقتباس:
|
|
|
|
|
محبة الله تعالى د . عائض القرني " محبة الله تعالى , ومعرفته ودوام ذكره , والسكون إليه , والطمأنينة إليه وإفراده بالحب والخوف والرجاء والتوكل , والمعاملة , بحيث يكون هو وحده المستولي على هموم العبد وعزيمته وإرادته - هو جنة الدنيا والنعيم الذي لا يشبهه نعيم , وهو قرة عين المحبين وحياة العارفين ". " تعلق القلب بالله وحده واللهج بذكره والقناعة : أسباب لزوال الهموم والغموم , وانشراح الصدر والحياة الطيبة والضد بالضد , فلا أضيق صدرا , وأكثر هما , ممن تعلق قلبه بغير الله , ونسي ذكر الله , ولم يقنع بما آتاه الله والتجربة أكبر شاهد " . |
عبادة وخشية قد مدح الله تعالى أهل طاعته بقوله: (إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون، والذين هم بآيات ربهم يؤمنون، والذين هم بربهم لا يشركون، والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون، أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون) [المؤمنون:57-61). وعن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية فقلت: أهم الذين يشربون الخمر ويزنون ويسرقون؟ فقال: (لا يا ابنة الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون، ويتصدقون، ويخافون ألا يتقبل منهم، أولئك يسارعون في الخيرات) [الترمذي وابن ماجه واحمد]. أخي المسلم : هكذا كان سلقنا الكرام، يتقربون إلى الله بالطاعات، ويسارعون إليه بأنواع القربات، ويحاسبون أنفسهم على الزلات، ثم يخافون ألا يتقبل الله أعمالهم. فهذا الصديق رضي الله عنه: كان يبكي كثيراً، ويقول: ابكوا، فإن لم تبكروا فتباكوا، وقال: والله لوددت أني كنت هذه الشجرة تؤكل وتعضد. وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: قرأ سورة الطور حتى بلغ قوله تعالى: (إن عذاب ربك لواقع) [الطور:7]. فبكى واشتد في بكاؤه حتى مرض وعادوه. وكان يمر بالآية في ورده بالليل فتخيفه، فيبقى في البيت أياماً يعاد، يحسبونه مريضاً، وكان في وجهه خطأن أسودان من البكاء!!. وقال له ابن عباس رضي الله عنهما: مصر الله بك الأمصار، وفتح بك الفتوح وفعل، فقال عمر: وددت أني أنجو لا أجر ولا وزر!!. وهذا عثمان بن عفان ـ ذو النورين ـ رضي الله عنه: كان إذا وقف على القبر بكى حتى تبلل لحيته، وقال: لو أنني بين الجنة والنار لا أدري إلى أيتهما يؤمر بي، لاخترت أن أكون رماداً قبل أن أعلم إلى أيتهما أصير!!. وهذا علي بن أبي طالب رضي الله عنها: كان كثير البكاء والخوف، والمحاسبة لنفسه. وكان يشتد خوفه من اثنتين: طول الأمل واتباع الهوى. قال: فأما طول الأمل فينسى الآخرة، وأما اتباع الهوى فيصد عن الحق. |
|
نشأة القدرية وحكمهم الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي موضوعنا هو عن إثبات الإرادة لله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- والفرق بين الإرادة والمشيئة، ومتعلق كل منهما، وأما موضوع الإيمان بالقدر بكامله وما يتعلق به؛ فإنه من المباحث التي تأتي -بإذن الله تعالى- في الثلث الأخير من هذا الكتاب، عند قول الطّّحاويّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: [وأصل القدر سر الله في خلقه لم يطلع عليه ملك مقرب، ولا نبي مرسل، والتعمق والنظر في ذلك ذريعة الخِذلان وسلم الحرمان، ودرجة الطغيان. فالحذر كل الحذر من ذلك نظراً وفكراً ووسوسة، فإن الله طوى علمه عن أنامه، ونهاهم عن مرامه، كما قال تَعَالَى في كتابه: http://www.alhawali.com/eQoos.gif [الأنبياء:23]، فمن سأل لِمَ فعل؟ فقد رد حكم الكتاب، ومن رد حكم الكتاب كَانَ من الكافرين]. أولاً: يحسن بنا أن نبدأ الحديث عن نشأة القدرية ، وما حكمهم؟ ومن هم القدرية الموجودون اليوم؟ حديث جبريل عَلَيْهِ السَّلام لما جَاءَ إِلَى النبي صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {فأسند ركبتيه إِلَى ركبتيه، ووضع يديه عَلَى فخذيه، وسأل النبي صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن أركان الإسلام وأركان الإيمان، فَقَالَ له النبي صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره} . فكان أصحاب النبي صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يؤمنون بالقدر، وأنه من ضمن العقيدة التي يجب أن يعتقدها كل مؤمن. ومن ذلك حديث علي قال: {كنا في جنازة في بقيع الغرقد فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد وقعدنا حوله ومعه مخصرة فنكس فجعل ينكت بمخصرته ثم قال ما منكم من أحد ما من نفس منفوسة إلا وقد كتب الله مكانها من الجنة والنار وإلا وقد كتبت شقية أو سعيدة قال فقال رجل يا رسول الله أفلا نمكث على كتابنا وندع العمل فقال من كان من أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة ومن كان من أهل الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة فقال اعملوا فكل ميسر أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة، ثُمَّ قرأ قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى: http://www.alhawali.com/sQoos.gifhttp://www.alhawali.com/eQoos.gifعلي قال: {كنا في جنازة في بقيع الغرقد فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد وقعدنا حوله ومعه مخصرة فنكس فجعل ينكت بمخصرته ثم قال ما منكم من أحد ما من نفس منفوسة إلا وقد كتب الله مكانها من الجنة والنار وإلا وقد كتبت شقية أو سعيدة قال فقال رجل يا رسول الله أفلا نمكث على كتابنا وندع العمل فقال من كان من أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة ومن كان من أهل الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة فقال اعملوا فكل ميسر أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة، ثُمَّ قرأ قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى: http://www.alhawali.com/sQoos.gifفَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى *وَصدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * }. فبين لهم النبي صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه لا بد من العمل. وفي حديث صحيح آخر سأله الصحابة سؤالاً أصرح وأجلى من ذلك، {بين لنا ديننا كأنا خلقنا الآن فيما العمل اليوم، أفيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير، أم فيما نستقبل؟ } -أي: هذه الأعمال والطاعات والكدح في الدنيا أفي أمر قد جرت به الأقدار، وجفت به الأقلام، أم هو أمر جديد؟- فَقَالَ النبي صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {بل فيما جفت به الأقلام، وجرت به الأقدار }، أي: أن الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- قد علمه وكتبه، ومع ذلك اعملوا؛ فإنكم لا تدرون الغيب المكنون ولا ما كتب لكم، فيجب علينا أن نعلم أن الله قد كتب كل شيء الطاعة والمعصية، وأما قبل ذلك، فإن بأيدينا حرية الاختيار، وعلم الغيب محجوب عنا، فعلينا أن نختار طريقة أهل الخير والطاعة والسعادة وأهل الحسنى، ونعمل بما أمر الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- فإننا إن فعلنا الخير والطاعة أو فعلنا الشر؛ فإنه يطابق ما عند الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى كوناً وقدراً وإرادةً؛ لأنه لا يخرج عن إرادة الله سبحانه شيء. قال تعالى: http://www.alhawali.com/eQoos.gif [الإِنسَان:3] فهو الذي يختار أن يكون من الشاكرين أو يكون من الكافرين بمحض إرادته واختياره، والله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- إنما فضل بني آدم عَلَى المخلوقات في الأرض بهذه الإرادة وهذا الاختيار، وكذلك إذا عمل بالطاعة أكرمه الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- بالجزاء الأوفى، وهي الجنة ورؤيته -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- وإن عمل بالمعصية عاقبه أعظم وأشد العقوبة وهي النار، بخلاف العجمي-الحيوان- يحشرها الله يَوْمَ القِيَامَةِ ويقتص لبعضها من بعض؛ حتى إنه يقتص للشاة الجلحاء -التي ليس لها قرون- من الشاة القرناء -ذات القرون- وبعد أن يفصل الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- بينها يقول لها تَبَارَكَ وَتَعَالَى: كوني تراباً، وحينئذٍ يقول الكافر: يا ليتني كنت تراباً؛ لأنه في الدنيا اختار المعصية، فتمنى يَوْمَ القِيَامَةِ أن يكون حيواناً ليكون تراباً ولا يدخل النَّار. فالإِنسَان قد احتمل الأمانة وكلف بهذا الدين، وجعل الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- له سبيل الاختيار، فبإمكانه أن يترقى في أعلى درجات المقربين، وبإمكانه أن يسفل إِلَى أحط درجات المبعدين المبغضين عند الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى. وأول ما ظهر التكذيب بالقدر في مكانيين: البصرة ، ودمشق . والذي أظهره في البصرة هو معبد الجهني ، وفي دمشق رجل يدعى غيلان الدمشقي . أما غيلان فإنه يبدو أنه أخذها عن أهل الكتاب -فإنه كَانَ في دمشق نصارى- ويقَالَ: إنه تتلمذ عَلَى يد أحد الرهبان يدعى يوحنا النصراني -وهذا في أيام بني أمية- وقال عنه الذهبي : ضال مسكين أخذ هذه البدعة -إنكار القدر- من يوحنا ، وأما معبد الجهني فإنه كَانَ بـالبصرة ، وكانت أول بلاد الإسلام ظهوراً للبدع؛ لأنها تقع في أقرب نقطة إِلَى الفرس وبلاد الهند ، وهذه الدول لها فلسفات وأديان وعقائد موروثة، فلما اختطت البصرة وسكنها الْمُسْلِمُونَ من قبائل بني تميم وأشباهها -ممن تأخر دخولهم في الإسلام وبعضهم ارتد عن الإسلام بعد وفاة النبي صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ عاد فيه، كَانَ فيها بعض أصحاب النبي صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهم الذين أشاعوا فيها النور والخير؛ لكن مع ذلك فيها هَؤُلاءِ الذين أسلموا حديثاً من الفرس والهنود، ولديهم بقايا من موروثاتهم ومعتقداتهم. فظهرت في البصرة أول البدع، من ذلك بدعة الغلو في العبادة، والزهد إِلَى حد التصوف، وبدعة إنكار القدر، وفي أول صحيح مسلم أن رجلين من التابعين أتيا إِلَى ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُما- وقالا له: إن قوماً عندنا بـالبصرة قد أظهروا إنكار القدر، فغضب ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ من ذلك غضباً شديداً، وقَالَ: بلغوهم أنني منهم براء، وأنهم مني براء، ثُمَّ ذكر الحديث عن أبيه عمربن الخطاب وهو حديث جبريل المعروف. وأما عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- فإنه لما بلغه قول من أنكر القدر -وكان قد كبر وكف بصره- قَالَ: قربوه مني فوالله لئن أمكنني الله منه لأدقن عنقه، ثُمَّ أَخبر أن هَؤُلاءِ مجوس مُشْرِكُونَ، وأنهم والله سينكرون الخير كما أنكروا الشر، يعني: كما أنكروا نسبة الشر إِلَى الله فسوف يأتي عليهم يوم ينكرون أيضاً الخير، فيكونون مجوساً، ويعلنون الشرك، كما أن إليات نساء دوس ستضطرب عَلَى ذي الخلصة ، فكما سيقع الشرك في الألوهية والعبودية، فسوف يقع شرك هَؤُلاءِ في القدر، هكذا قال ابن عباس -رضي الله عنهما- فيما رواه اللالكائي . فالقول بالقدر ظهر في أواخر حياة الصحابة -وعبد الله بن عمر وابن عباس من صغار الصحابة- وقد ورد تسميتهم بمجوس هذه الأمة في عدة أحاديث مرفوعة، وكثير من العلماء يرجح أنها موقوفة عَلَى ابن عباس وغيره، وسيأتي تفصيله -إن شاء الله-. . |
الشرح: قول الطّّحاويّ رَحِمَهُ اللهُ: [ولا يكون إلا ما يريد] هذا رد عَلَى القدرية والمعتزلة ؛ فإنهم زعموا أن الله أراد الإيمان من النَّاس كلهم، والكافر أراد الكفر. فغلبت إرادة الكافر إرادة الله -والعياذ بالله- عَلَى مقتضى كلامهم؛ ولهذا يقولون: إن الكافر يخلق فعل نفسه، وأما الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- فلا يخلق فعل الكافر ولا معصية العاصي، ويقولون: ننزه الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- ونجله عن ذلك. وهذا مردود بالكتاب والسنة -كما بينا - وأما أهل السنة فيقولون: إن الله وإن كَانَ يريد المعاصي قدراً، فهو لا يحبها ولا يرضاها؛ لأن الإرادة الكونية أمر مقضي مكتوب قبل أن تخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وأما الإرادة الشرعية فإنها تأتي بعد ذلك في حق الإِنسَان، فمثلاً: لما بعث الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- الأَنْبِيَاء أتى كل نبي يأمر قومه بما يريده الله شرعاً وأمراً من الإيمان به وتوحيده -جل شأنه- أو الكفر بالطاغوت والانتهاء عن المعاصي، فكل من يبلغه كلام الله يقتضي منه ذلك، وهو فعل مأمور أو ترك محظور، فإن هذه هي إرادة الله الشرعية، يريد منه شرعاً أن يصلي، ويريد منه شرعاً أن ينتهي عن الزنا أو الربا أو الخمر أو غير ذلك، أما الإرادة الكونية فأمرٌ قد أمضاه الله عَزَّ وَجَلَّ، وجفت به الأقلام، وجرت به المقادير، كما جَاءَ في الحديث. وأما احتجاج الْمُشْرِكِينَ بقدر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فيقول الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى في سورة الأنعام: http://www.alhawali.com/sQoos.gifسَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ * قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَhttp://www.alhawali.com/eQoos.gif [الأنعام:148-149] وقال الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- في سورة النحل: http://www.alhawali.com/sQoos.gifوَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُhttp://www.alhawali.com/eQoos.gif [النحل:35] وقال في سورة الزخرف: http://www.alhawali.com/sQoos.gifوَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَhttp://www.alhawali.com/eQoos.gifhttp://www.alhawali.com/eQoos.gifhttp://www.alhawali.com/sQoos.gifسَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ * قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَhttp://www.alhawali.com/eQoos.gif [الأنعام:148-149] وقال الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- في سورة النحل: http://www.alhawali.com/sQoos.gifوَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُhttp://www.alhawali.com/eQoos.gif [النحل:35] وقال في سورة الزخرف: http://www.alhawali.com/sQoos.gifوَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَhttp://www.alhawali.com/eQoos.gif [الزخرف:20] وفي سورة يس: [يس:47]. فالمهم هي هذه المواضع الثلاثة الأولى التي احتج بها المُشْرِكُونَ عَلَى شركهم بالقدر. فكان الرد عليهم من القُرْآن الذي فيه البيان الشافي والجواب الكافي لكل شبهة إِلَى أن تقوم الساعة، كما قال عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: " ما من شبهة إِلَى أن تقوم الساعة إلا وجوابها في القرآن" . فأجاب الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- عَلَى الذين يحتجون بالقدر من الْمُشْرِكِينَ، أو من عصاة هذه الأمة، ويقولون: إن الله قد قدر علينا المعاصي!! |
أولاً قَالَ: http://www.alhawali.com/sQoos.gifكَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَاhttp://www.alhawali.com/eQoos.gifhttp://www.alhawali.com/eQoos.gifhttp://www.alhawali.com/sQoos.gifكَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَاhttp://www.alhawali.com/eQoos.gif [الأنعام:148] وقال في سورة النحل: [النحل:33] فهذا الكلام قد قاله أمم من قبلهم -وهو الاحتجاج بالقدر- فكفار قريش قالوا: نَحْنُ نحتج عَلَى مُحَمَّد بأنه لو كَانَ الله لا يرضى أن نعبد هذه الأصنام فكيف شاء ذلك؟ فلو شاء الله ما أشركنا؛ لكن نَحْنُ نعبدها لأنه شاء ذلك، فَقَالَ الله -عَزَّ وَجَلَّ-: http://www.alhawali.com/eQoos.gif [الأنعام:148] ثُمَّ طالبهم الله -عَزَّ وَجَلَّ- بالحجة، وذكر أنه قد بين جل شأنه الحجة، وأن حجته الأمرية الشرعية لا يمكن أن تتفق مع كونه رضي بذلك الشيء وأقره. فقَالَ: http://www.alhawali.com/sQoos.gifقُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَاhttp://www.alhawali.com/eQoos.gif [الأنعام:148]، وقال جل شأنه: http://www.alhawali.com/sQoos.gifقُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَhttp://www.alhawali.com/eQoos.gifhttp://www.alhawali.com/eQoos.gifhttp://www.alhawali.com/sQoos.gifقُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَاhttp://www.alhawali.com/eQoos.gif [الأنعام:148]، وقال جل شأنه: http://www.alhawali.com/sQoos.gifقُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَhttp://www.alhawali.com/eQoos.gif [الأنعام:149]، وقال جل شأنه: [الزمر:7] فلو أن المشيئة هي الرضا لهداكم أجمعين، فلو شاء لهداكم أجمعين، وخلقكم أمة واحدة مؤمنة، لكن من حكمة الله أن خلقكم فمنكم كافر، ومنكم مؤمن، وهذا فيه حكم عظيمة جداً منها: بعث الرسل، واصطفاء عباد الله المؤمنين، وإذلال الكافرين، وليكون الإِنسَان الذي كرمه الله تَعَالَى عَلَى جميع المخلوقات حر الإرادة، يختار هذا الطريق أو ضده، ومنها: أن يكون للجنة أهل، وللنار أهل. فالاحتجاج بالمشيئة والإرادة قد أجاب الله عنه في سورة النحل، فَقَالَ جل شأنه: http://www.alhawali.com/sQoos.gifوَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَhttp://www.alhawali.com/eQoos.gif [النحل:36] فجعل الإِنسَان مختاراً وأقام الحجة عليه، فيا سُبْحانَ اللَّه! كيف تقولون: إن الله تَعَالَى راض عن شركنا، وأنه يريد لنا الشرك، وهو يقول: http://www.alhawali.com/sQoos.gifوَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَhttp://www.alhawali.com/eQoos.gifhttp://www.alhawali.com/eQoos.gifhttp://www.alhawali.com/sQoos.gifوَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَhttp://www.alhawali.com/eQoos.gif [النحل:36] فجعل الإِنسَان مختاراً وأقام الحجة عليه، فيا سُبْحانَ اللَّه! كيف تقولون: إن الله تَعَالَى راض عن شركنا، وأنه يريد لنا الشرك، وهو يقول: http://www.alhawali.com/sQoos.gifوَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَhttp://www.alhawali.com/eQoos.gif [النحل:36] ولو قيل كيف يهدي أناساً ويضل آخرين، قال الله: [النحل:36]. ثُمَّ قال بعد ذلك http://www.alhawali.com/eQoos.gif [النحل:37]. فالله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- يوفق للهداية من شاء تفضلاً بعد أن تقوم الحجة، ويحجب هذه الهداية عمن شاء بعد أن تقوم عليه الحجة، فما كفر كافر إلا باختيار منه بعد قيام الحجة عليه من الأنبياء، وهو يتحمل عاقبة وجزاء هذا الاختيار، وما آمن مؤمن إلا بفضل من الله عَزَّ وَجَلَّ http://www.alhawali.com/sQoos.gifوَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِhttp://www.alhawali.com/eQoos.gifhttp://www.alhawali.com/eQoos.gifhttp://www.alhawali.com/sQoos.gifوَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِhttp://www.alhawali.com/eQoos.gif [يونس:100] فهذا فضل وتكرم من الله -عَزَّ وَجَلَّ- ومن كمال عدله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أنه أوجب عَلَى نفسه أن لا يعذبهم حتى يبعث فيهم رسولاً: [النساء:165] |
|
|
|
|
|
|
|
بارك الله فيك
|
اقتباس:
ويسر لك امورك |
|
http://www.dll3-bnat.net/uploads/ima...d15ede3256.gif
شكرا يا أ / محمد علي موضوعك الرائع ده http://www.dll3-bnat.net/uploads/ima...ddf55f52fc.gif جزاك الله خير الجزاء وادخلك الله به الجنة |
اقتباس:
اقتباس:
|
متى نصر الله؟ السؤال : متى نصر الله ؟ وما هي أسبابه؟ الجواب : الحمد لله أولاً: نصر الله للمسلمين على أعدائهم من الكفار المحاربين لهم وعدُ حقٍّ ، وقولُ صدقٍ ، وقد وعد الله تعالى به المؤمنين ، وأخبرهم أنه قريب ، وإنما يؤخره تعالى لحكَم جليلة ، ومن كان قوي الإيمان ، صادق اليقين فسيعلم أن ذلك يكون قريباً كما أخبر به الرب تعالى . قال الله تعالى : ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ) البقرة/ 214 . قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله : " فمعنى الكلام : أم حسبتم أنكم أيها المؤمنون بالله ورسله تدخلون الجنة ولم يصبكم مثلُ ما أصاب مَن قبلكم مِن أتباع الأنبياء والرسل من الشدائد والمحن والاختبار ، فتُبتلوا بما ابتُلوا واختبروا به من " البأساء " ، وهو شدة الحاجة والفاقة ، " والضراء " ، وهي العلل والأوصاب ، ولم تزلزلوا زلزالهم ، يعني : ولم يصبهم من أعدائهم من الخوف والرعب شدة وجهدٌ ، حتى يستبطئ القومُ نصرَ الله إياهم ، فيقولون : متى الله ناصرنا ؟ ثم أخبرهم الله أن نصره منهم قريبٌ ، وأنه مُعليهم على عدوِّهم ، ومظهرهم عليه ، فنجَّز لهم ما وعدهم ، وأعلى كلمتهم ، وأطفأ نار حرب الذين كفروا " انتهى . "تفسير الطبري" (4/288) . وذكر الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – بعض الفوائد المستقاة من الآية – : " ومنها : 1. أنه ينبغي للإنسان ألا يسأل النصر إلا من القادر عليه ، وهو الله عزّ وجلّ ؛ لقوله تعالى : ( متى نصر الله ) . 2. أن المؤمنين بالرسل منهاجهم منهاج الرسل ، يقولون ما قالوا ؛ لقوله تعالى : ( حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ) ، يتفقون على هذه الكلمة استعجالاً للنصر . 3. تمام قدرة الله عزّ وجلّ ؛ لقوله تعالى : ( ألا إن نصر الله قريب ) . 4. حكمة الله حيث يمنع النصر لفترة معينة من الزمن ، مع أنه قريب . 5. أن الصبر على البلاء في ذات الله عزّ وجلّ من أسباب دخول الجنة ؛ لأن معنى الآية : اصبروا حتى تدخلوا الجنة . 6. تبشير المؤمنين بالنصر ليتقووا على الاستمرار في الجهاد ترقباً للنصر المبشرين به " انتهى . "تفسير سورة البقرة" (3/42) . |
ثانياً: نصر الله تعالى القريب ليس لكل من ادعى الإيمان ، وزعم الإسلام ، إنما هو لمن حقق الإيمان بقلبه ، وعمل بالإسلام بجوارحه . قال تعالى : ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ . وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) النور/55 ، 56 . قال الحافظ ابن كثير رحمه الله : " هذا وعدٌ من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم بأنه سيجعل أمته خلفاء الأرض ، أي : أئمةَ الناس ، والولاةَ عليهم ، وبهم تصلح البلاد ، وتخضع لهم العباد ، ولَيُبدلَنّ بعد خوفهم من الناس أمناً وحكماً فيهم ، وقد فعل تبارك وتعالى ذلك ، وله الحمد والمنَّة ، فإنه لم يمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى فتح الله عليه مكة ، وخيبر ، والبحرين ، وسائر جزيرة العرب ، وأرض اليمن بكمالها ، وأخذ الجزية من مَجُوس هَجَر ، ومن بعض أطراف الشام ، وهاداه هرقل ملك الروم ، وصاحب مصر والإسكندرية - وهو المقوقس - ، وملوك عُمان ، والنجاشي ملك الحبشة ، الذي تَملَّك بعد أصْحَمة ، رحمه الله وأكرمه . ثم لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم واختار الله له ما عنده من الكرامة : قام بالأمر بعده خليفته أبو بكر الصديق " "تفسير ابن كثير" (6/77) . وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله : " هذا من أوعاده الصادقة ، التي شوهد تأويلها ومخبرها ، فإنه وعدَ من قام بالإيمان والعمل الصالح من هذه الأمة أن يستخلفهم في الأرض ، يكونون هم الخلفاء فيها ، المتصرفين في تدبيرها ، وأنه يمكِّن لهم دينهم الذي ارتضى لهم ، وهو دين الإسلام ، الذي فاق الأديان كلها ، ارتضاه لهذه الأمة ، لفضلها وشرفها ونعمته عليها ، بأن يتمكنوا من إقامته ، وإقامة شرائعه الظاهرة والباطنة ، في أنفسهم ، وفي غيرهم ، لكون غيرهم من أهل الأديان وسائر الكفار مغلوبين ذليلين ، وأنه يبدلهم من بعد خوفهم الذي كان الواحد منهم لا يتمكن من إظهار دينه ، وما هو عليه إلا بأذى كثير من الكفار ، وكون جماعة المسلمين قليلين جدّاً بالنسبة إلى غيرهم ، وقد رماهم أهل الأرض عن قوس واحدة ، وبغوا لهم الغوائل . فوعدهم الله هذه الأمور وقت نزول الآية ، وهي لم تشاهد الاستخلاف في الأرض والتمكين فيها ، والتمكين من إقامة الدين الإسلامي ، والأمن التام ، بحيث يعبدون الله ، ولا يشركون به شيئاً ، ولا يخافون أحداً إلا الله ، فقام صدر هذه الأمة من الإيمان والعمل الصالح بما يفوقون على غيرهم ، فمكَّنهم من البلاد والعباد ، وفتحت مشارق الأرض ومغاربها ، وحصل الأمن التام والتمكين التام ، فهذا من آيات الله العجيبة الباهرة ، ولا يزال الأمر إلى قيام الساعة ، مهما قاموا بالإيمان والعمل الصالح : فلا بد أن يوجد ما وعدهم الله ، وإنما يسلط عليهم الكفار والمنافقين ، ويديلهم في بعض الأحيان : بسبب إخلال المسلمين بالإيمان والعمل الصالح " انتهى . "تفسير السعدي" (ص/573) . وانظر أيضا : "أضواء البيان" للشنقيطي (6/36) ، "فتح القدير" للشوكاني (4/69) . |
ثالثاً: صدق الناس في إيمانهم بربهم ، وإقامتهم لشرعه ، دليل على ما يكون من حالهم ، حين يمكن الله تعالى لهم ، وهؤلاء هم الذي وعدهم الله تعالى بالنصر والتمكين . قال تعالى : ( الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ) الحج/ 41 . قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله - بعد أن ساق آيات فيها بيان نصر الله تعالى للمؤمنين - : " وفي قوله تعالى : ( الذين إِنْ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأرض ) الحج/ 41 الآية : دليل على أنه لا وعدَ من الله بالنصر إلا مع إقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، فالذين يمكِّن الله لهم في الأرض ، ويجعل الكلمة فيها والسلطان لهم ، ومع ذلك لا يقيمون الصلاة ، ولا يؤتون الزكاة ، ولا يأمرون بالمعروف ، ولا ينهون عن المنكر : فليس لهم وعدٌ من الله بالنصر ؛ لأنهم ليسوا من حزبه ، ولا من أوليائه الذين وعدهم بالنصر ، بل هم حزب الشيطان وأولياؤه ، فلو طلبوا النصر من الله بناء على أنه وعدهم إياه : فمثلهم كمثل الأجير الذي يمتنع من عمل ما أجر عليه ، ثم يطلب الأجرة ، ومَن هذا شأنه : فلا عقل له . وقوله تعالى : ( إِنَّ الله لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ) العزيز : الغالب الذي لا يغلبه شيء ، كما قدمناه مراراً بشواهده العربية . وهذه الآيات تدل على صحة خلافة الخلفاء الراشدين ؛ لأن الله نصرهم على أعدائهم ؛ لأنهم نصروه ، فأقاموا الصلاة ، وآتوا الزكاة ، وأمروا بالمعروف ، ونهوا عن المنكر ، وقد مكَّن لهم ، واستخلفهم في الأرض ، كما قال : ( وَعَدَ الله الذين آمَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ الصالحات لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرض ) . والحق : أن الآيات المذكورة تشمل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكل من قام بنصرة دين الله على الوجه الأكمل ، والعلم عند الله تعالى " . "أضواء البيان" (5/272) . |
رابعاً: وبالإضافة لما سبق بيانه : فإنه يجب أن يُعلم أن للنصر أسبابه ، ومن أراد النصر دون القيام بأسبابه فهو مخالف للشرع والعقل . قال الشيخ سعيد بن علي بن وهف القحطاني – حفظه الله - : " من المعلوم يقينًا أن النصر على الأعداء له أسباب تحققه للمسلمين على عدوهم بإذن الله تعالى ، ومن هذه الأسباب ما يأتي : 1. الإيمان والعمل الصالح . قال الله تعالى : ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) النور/55 . 2. نصر دين الله تعالى . ومن أعظم أسباب النصر : نصر دين الله تعالى ، والقيام به ، قولاً ، واعتقاداً ، وعملاً ، ودعوةً . قال الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ . وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ) محمد /7 ، 8 . 3. التوكل على الله ، والأخذ بالأسباب . التوكل على الله مع إعداد القوة من أعظم عوامل النصر . قال تعالى : ( فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ) آل عمران/ 159 . ولابد من التوكل من الأخذ بالأسباب ؛ لأن التوكل يقوم على ركنين عظيمين : الأول: الاعتماد على الله والثقة بوعده ونصره تعالى . الثاني: الأخذ بالأسباب المشروعة ؛ ولهذا قال الله تعالى : ( وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ ) الأنفال/ 60 . 4. المشاورة بين المسؤولين لتعبئة الجيوش الإسلامية . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشاور أصحابه ، مع كمال عقله ، وسداد رأيه ؛ امتثالاً لأمر الله تعالى ، وتطييبًا لنفوس أصحابه ، قال سبحانه : ( وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ) الشورى/ 38 . 5. الثبات عند لقاء العدو . من عوامل النصر : الثبات عند اللقاء ، وعدم الانهزام والفرار . عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يا أيها الناس ، لا تمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية ، فإذا لقيتموهم فاصبروا ، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف ) . 6. الشجاعة والبطولة والتضحية . من أعظم أسباب النصر : الاتصاف بالشجاعة ، والتضحية بالنفس ، والاعتقاد بأن الجهاد لا يقدم الموت ، ولا يؤخره . قال الله تعالى : ( أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ ) النساء/ 78 . 7. الدعاء وكثرة الذِّكر . من أعظم وأقوى عوامل النصر : الاستغاثة بالله ، وكثرة ذكره ؛ لأنه القوي القادر على هزيمة أعدائه ، ونصر أوليائه . قال تعالى: ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) البقرة/ 186 8. طاعة الله ، ورسوله صلى الله عليه وسلم . طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من أقوى دعائم وعوامل النصر . قال تعالى : ( وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ) النور/ 52 . 9. الاجتماع وعدم النزاع . يجب على المجاهدين أن يحققوا عوامل النصر ولا سيما الاعتصام بالله ، والتكاتف ، وعدم النزاع والافتراق . قال الله تعالى: ( وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) الأنفال/ 46 . 10. الصبر والمصابرة . لابد من الصبر في الأمور كلها ، ولا سيما الصبر على قتال أعداء الله ورسوله . قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) آل عمران/ 200 . 11. الإخلاص لله تعالى . لا يكون المقاتل والغازي مجاهداً في سبيل الله إلا بالإخلاص . قال الله تعالى : ( وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَراً وَرِئَاءَ النَّاسِ ) الأنفال/ 47 . 12. الرغبة فيما عند الله تعالى . مما يعين على النصر على الأعداء هو : الطمع في فضل الله ، وسعادة الدنيا ، والآخرة . 13. إسناد القيادة لأهل الإيمان . من أسباب النصر : تولية قيادة الجيوش ، والسرايا ، والأفواج ، والجبهات ، لمن عُرفوا بالإيمان الكامل ، والعمل الصالح ، ثم الأمثل فالأمثل . قال الله تعالى : ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) الحجرات/ 13 . 14. التحصن بالدعائم المنجيات من المهالك والهزائم ونزول العذاب . وتتلخص في اتباع الدعائم المنجيات الآتية : أولاً: التوبة ، والاستغفار من جميع المعاصي والذنوب ، كبيرها ، وصغيرها ، ولا تقبل التوبة إلا بشروط على النحو الآتي : الإقلاع عن جميع الذنوب وتركها . العزيمة على عدم العودة إليها . الندم على فعلها . فإن كانت المعصية في حق آدمي فلها شرط رابع وهو التحلل من صاحب ذلك الحق . ثانياً: تقوى الله تعالى ، وهي أن يجعل العبد بينه وبين ما يخشاه من ربه ومن غضبه وسخطه وعقابه وقاية تقيه من ذلك . ثالثاً: أداء جميع الفرائض ، وإتباعها بالنوافل . رابعاً: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . خامساً: الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في جميع الاعتقادات ، والأقوال ، والأفعال . سادساً : الدعاء ، والضراعة " |
القول في تأويل قوله تعالى : ( وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ( 285 ) ) قال أبو جعفر : يعني بذلك - جل ثناؤه - : وقال الكل من المؤمنين : " سمعنا " قول ربنا وأمره إيانا بما أمرنا به ، ونهيه عما نهانا عنه " وأطعنا " يعني : أطعنا ربنا فيما ألزمنا من فرائضه ، واستعبدنا به من طاعته ، وسلمنا له وقوله : " غفرانك ربنا " يعني : وقالوا : " غفرانك ربنا " بمعنى : اغفر لنا ربنا غفرانك ، كما يقال : " سبحانك " بمعنى : نسبحك سبحانك . وقد بينا فيما مضى أن " الغفران " و " المغفرة " الستر من الله على ذنوب من [ ص: 128 ] غفر له ، وصفحه له عن هتك ستره بها في الدنيا والآخرة ، وعفوه عن العقوبة - عليه . وأما قوله : " وإليك " المصير " فإنه يعني - جل ثناؤه - أنهم قالوا : وإليك يا ربنا مرجعنا ومعادنا ، فاغفر لنا ذنوبنا . قال أبو جعفر : فإن قال لنا قائل : فما الذي نصب قوله : " غفرانك " ؟ قيل له : وقوعه وهو مصدر موقع الأمر . وكذلك تفعل العرب بالمصادر والأسماء إذا حلت محل الأمر ، وأدت عن معنى الأمر نصبتها ، فيقولون : " شكرا لله يا فلان " و " حمدا له " بمعنى : اشكر الله واحمده . " والصلاة ، الصلاة " بمعنى صلوا . ويقولون في الأسماء : " الله الله يا قوم " ولو رفع بمعنى هو الله ، أو هذا الله - ووجه إلى الخبر وفيه تأويل الأمر كان جائزا ، كما قال الشاعر : إن قوما منهم عمير وأشبا ه عمير ومنهم السفاح لجديرون بالوفاء إذا قا ل أخو النجدة : السلاح السلاح ! ! ولو كان قوله : " غفرانك ربنا " جاء رفعا في القراءة ، لم يكن خطأ ، بل كان صوابا على ما وصفنا . وقد ذكر أن هذه الآية لما نزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثناء من [ ص: 129 ] الله عليه وعلى أمته ، قال له جبريل - صلى الله عليه وسلم - : إن الله - عز وجل - قد أحسن عليك وعلى أمتك الثناء ، فسل ربك . 6501 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا جرير عن بيان ، عن حكيم بن جابر قال : لما أنزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير " قال جبريل : إن الله - عز وجل - قد أحسن الثناء عليك ، وعلى أمتك ، فسل تعطه ! فسأل : " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها " إلى آخر السورة . مسألة: الجزء السادسالتحليل الموضوعيالْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى ( وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ( 285 ) ) قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : يَعْنِي بِذَلِكَ - جَلَّ ثَنَاؤُهُ - : وَقَالَ الْكُلُّ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ : " سَمِعْنَا " قَوْلَ رَبِّنَا وَأَمْرَهُ إِيَّانَا بِمَا أَمَرَنَا بِهِ ، وَنَهْيَهُ عَمَّا نَهَانَا عَنْهُ " وَأَطَعْنَا " يَعْنِي : أَطَعْنَا رَبَّنَا فِيمَا أَلْزَمَنَا مِنْ فَرَائِضِهِ ، وَاسْتَعْبَدَنَا بِهِ مِنْ طَاعَتِهِ ، وَسَلَّمْنَا لَهُ وَقَوْلُهُ : " غُفْرَانَكَ رَبَّنَا " يَعْنِي : وَقَالُوا : " غُفْرَانَكَ رَبَّنَا " بِمَعْنَى : اغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا غُفْرَانَكَ ، كَمَا يُقَالُ : " سُبْحَانَكَ " بِمَعْنَى : نُسَبِّحُكَ سُبْحَانَكَ . وَقَدْ بَيَّنَّا فِيمَا مَضَى أَنَّ " الْغُفْرَانَ " وَ " الْمَغْفِرَةَ " السِّتْرُ مِنَ اللَّهِ عَلَى ذُنُوبِ مَنْ [ ص: 128 ] غَفَرَ لَهُ ، وَصَفْحُهُ لَهُ عَنْ هَتْكِ سِتْرِهِ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَعَفْوُهُ عَنِ الْعُقُوبَةِ - عَلَيْهِ . وَأَمَّا قَوْلُهُ : " وَإِلَيْكَ " الْمَصِيرُ " فَإِنَّهُ يَعْنِي - جَلَّ ثَنَاؤُهُ - أَنَّهُمْ قَالُوا : وَإِلَيْكَ يَا رَبَّنَا مَرْجِعُنَا وَمَعَادُنَا ، فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا . قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : فَإِنْ قَالَ لَنَا قَائِلٌ : فَمَا الَّذِي نَصَبَ قَوْلَهُ : " غُفْرَانَكَ " ؟ قِيلَ لَهُ : وُقُوعُهُ وَهُوَ مَصْدَرٌ مَوْقِعَ الْأَمْرِ . وَكَذَلِكَ تَفْعَلُ الْعَرَبُ بِالْمَصَادِرِ وَالْأَسْمَاءِ إِذَا حَلَّتْ مَحَلَّ الْأَمْرِ ، وَأَدَّتْ عَنْ مَعْنَى الْأَمْرِ نَصَبَتْهَا ، فَيَقُولُونَ : " شُكْرًا لِلَّهِ يَا فُلَانُ " وَ " حَمْدًا لَهُ " بِمَعْنَى : اشْكُرِ اللَّهَ وَاحْمَدْهُ . " وَالصَّلَاةَ ، الصَّلَاةَ " بِمَعْنَى صَلُّوا . وَيَقُولُونَ فِي الْأَسْمَاءِ : " اللَّهَ اللَّهَ يَا قَوْمُ " وَلَوْ رُفِعَ بِمَعْنَى هُوَ اللَّهُ ، أَوْ هَذَا اللَّهُ - وَوُجِّهَ إِلَى الْخَبَرِ وَفِيهِ تَأْوِيلُ الْأَمْرِ كَانَ جَائِزًا ، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ : إِنَّ قَوْمًا مِنْهُمْ عُمَيْرٍ وَأَشْبَا هُ عُمَيْرٍ وَمِنْهُمُ السَّفَّاحُ لَجَدِيرُونَ بِالْوَفَاءِ إِذَا قَا لَ أَخُو النَّجْدَةِ : السِّلَاحُ السِّلَاحُ ! ! وَلَوْ كَانَ قَوْلُهُ : " غُفْرَانَكَ رَبَّنَا " جَاءَ رَفْعًا فِي الْقِرَاءَةِ ، لَمْ يَكُنْ خَطَأً ، بَلْ كَانَ صَوَابًا عَلَى مَا وَصَفْنَا . وَقَدْ ذُكِرَ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ لَمَّا نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثَنَاءً مِنْ [ ص: 129 ] اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلَى أُمَّتِهِ ، قَالَ لَهُ جِبْرِيلُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : إِنِ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - قَدْ أَحْسَنَ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَّتِكَ الثَّنَاءَ ، فَسَلْ رَبَّكَ . 6501 - حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ بَيَانٍ ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ : لَمَّا أُنْزِلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمْعَنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ " قَالَ جِبْرِيلُ : إِنِ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - قَدْ أَحْسَنَ الثَّنَاءَ عَلَيْكَ ، وَعَلَى أُمَّتِكَ ، فَسَلْ تُعْطَهُ ! فَسَأَلَ : " لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا " إِلَى آخِرِ السُّورَةِ . مسألة: الجزء السادسالتحليل الموضوعيالقول في تأويل قوله تعالى ( وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ( 285 ) ) قال أبو جعفر : يعني بذلك - جل ثناؤه - : وقال الكل من المؤمنين : " سمعنا " قول ربنا وأمره إيانا بما أمرنا به ، ونهيه عما نهانا عنه " وأطعنا " يعني : أطعنا ربنا فيما ألزمنا من فرائضه ، واستعبدنا به من طاعته ، وسلمنا له وقوله : " غفرانك ربنا " يعني : وقالوا : " غفرانك ربنا " بمعنى : اغفر لنا ربنا غفرانك ، كما يقال : " سبحانك " بمعنى : نسبحك سبحانك . وقد بينا فيما مضى أن " الغفران " و " المغفرة " الستر من الله على ذنوب من [ ص: 128 ] غفر له ، وصفحه له عن هتك ستره بها في الدنيا والآخرة ، وعفوه عن العقوبة - عليه . وأما قوله : " وإليك " المصير " فإنه يعني - جل ثناؤه - أنهم قالوا : وإليك يا ربنا مرجعنا ومعادنا ، فاغفر لنا ذنوبنا . قال أبو جعفر : فإن قال لنا قائل : فما الذي نصب قوله : " غفرانك " ؟ قيل له : وقوعه وهو مصدر موقع الأمر . وكذلك تفعل العرب بالمصادر والأسماء إذا حلت محل الأمر ، وأدت عن معنى الأمر نصبتها ، فيقولون : " شكرا لله يا فلان " و " حمدا له " بمعنى : اشكر الله واحمده . " والصلاة ، الصلاة " بمعنى صلوا . ويقولون في الأسماء : " الله الله يا قوم " ولو رفع بمعنى هو الله ، أو هذا الله - ووجه إلى الخبر وفيه تأويل الأمر كان جائزا ، كما قال الشاعر : إن قوما منهم عمير وأشبا ه عمير ومنهم السفاح لجديرون بالوفاء إذا قا ل أخو النجدة : السلاح السلاح ! ! ولو كان قوله : " غفرانك ربنا " جاء رفعا في القراءة ، لم يكن خطأ ، بل كان صوابا على ما وصفنا . وقد ذكر أن هذه الآية لما نزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثناء من [ ص: 129 ] الله عليه وعلى أمته ، قال له جبريل - صلى الله عليه وسلم - : إن الله - عز وجل - قد أحسن عليك وعلى أمتك الثناء ، فسل ربك . 6501 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا جرير عن بيان ، عن حكيم بن جابر قال : لما أنزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير " قال جبريل : إن الله - عز وجل - قد أحسن الثناء عليك ، وعلى أمتك ، فسل تعطه ! فسأل : " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها " إلى آخر السورة . |
سورة الرحمن هدف السورة: التعرف إلى الله تعالى من خلال النعم سورة الرحمن مكّية وهي تعرف بـ (عروس القرآن) كما ورد في الحيث الشريف: (لكل شيء عروس وعروس القرآن سورة الرحمن). وقد ابتدأت بتعداد نعم الله تعالى على عباده التي لا تحصى ولا تعد وفي طليعتها تعليم القرآن. ثم أسهبت الآيات في ذكر نعم الله تعالى وآلائه في الكون وفي ما خلق فيه (وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ) آية 7، و (وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ) آية 10، و (وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ) آية 12، و (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ) آية 19. ثم عرضت السورة لحال المجرمين (يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ) آية 41 وحال المتقين السعداء (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ) آية 46 وتكرر فيها ذكر (فبأي آلاء ربكما تكذبان) وردت 31 مرة في السورة. وقد ورد في الحديث عن ابن عمران أن رسول الله http://www.mekkaoui.net/images/ico/saws.gif قرأ سورة الرحمن على أصحابه فسكتوا فقال: ما لي أسمع الجنّ أحسن جواباً لربها منكم؟ ما أتيت على قول الله تعالى (قبأي آلاء ربكما تكذبان) إلا قالوا: لا بشيء من نعمك نكذب فلك الحمد. فكيف نختار بعد أن تعرّفنا على كل هذه النعم من الله تبارك وتعالى؟ وهذ السورة هي أول سورة في القرآن موجهة إلى الجنّ والإنس معاً وفيها خطاب مباشر للجن (سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ * فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ) آية 31 إلى 33. وختمت السورة بتمجيد الله تعالى والثناء عليه لأن النعم تستحق الثناء على المنعم وهو أنسب ختام لسورة سميّت باسم من أسماء الله الحسنى (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ) آية 78 وهذا الختام يتناسب مع البداية في أروع صور البيان. |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 12:32 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.