![]() |
فن إدارة الاجتماعات
إدارة الاجتماعات
مفهوم الاجتماع ( Meeting ): هو التقاء عدد من الأفراد في مكان ما وفي وقت محدد لمناقشة موضوعات معينة للتوصل لأهداف محددة. مظاهر الاجتماعات الفعالة: 1- إيضاح الهدف من الاجتماع قبل انعقاده. 2- الإعداد والتحضير المسبق من قبل المشاركين في الاجتماع. 3- وجود جدول أعمال، وتحديد وقت محدد لكل بند، والتقيد بذلك. 4- ضبط عملية النقاش واقتصار الحديث على الأفراد الذين يقدمون إسهامات وإضافات مفيدة ذات صلة وثيقة بموضوعات وأهداف الاجتماع. 5- اقتصار الدعوة والحضور في الاجتماع على الأشخاص المعنيين بالقضايا المطروحة للنقاش. 6- توفير المعلومات والبيانات اللازمة للموضوعات التي يحتويها جدول الاجتماع. 7- تحقيق أهداف الاجتماع خلال الفترة الزمنية المحددة له. 8- الخروج بقرارات وخطوات تنفيذية عندما تستدعي الحاجة ذلك. مظاهر الاجتماعات غير الفعالة: 1- غياب الهدف أو الغرض من عقد الاجتماع. 2- تعقيد القضايا السهلة. 3- الاستمرار لمدة طويلة. 4- الكلام والنقاش المطول واستئثار البعض بالكلام والتحدث. 5- تعطيل القرارات والخطوات التنفيذية. 6- عدم وجود مقرر للاجتماع. متى يصبح الاجتماع ضرورياً ؟ الجواب – في الحالات التالية: 1- خطورة وتكلفة القرار الذي سيتم اتخاذه. 2- وجود مشكلة أو قضية تحتاج إلى رأي جماعي. 3- وجود قضية أو قضايا تتطلب المتابعة والتقويم المستمر. 4- بروز ما يدعو لتغيير الوضع القائم وتطويره. 5- الرغبة في تدريب أعضاء الاجتماع وتنمية مهاراتهم السلوكية والفنية أو تغيير قناعاتهم واتجاهاتهم نحو أمر ما. 6- الرغبة في تحقيق التعارف والتآلف بين أعضاء الاجتماع. 7- التنسيق بين مهام ومسؤوليات أعضاء الاجتماع. كيفية إنجاح الاجتماعات: النقاط العملية التالية ستساعدك في أن تعقد اجتماعك بصورة أكثر فعالية: قبل الاجتماع: 1- قرر فيم إذا كان الاجتماع ضرورياً. v هل من الممكن تحقيق الأهداف بصورة أكثر فعالية من خلال وسيلة أخرى غير وسيلة الاجتماعات. 2- حدد أهداف الاجتماع: v ما تنوي تحقيقه من الاجتماع. v القرارات التي يجب اتخاذها. v الخطوات التنفيذية التي يجب اتخاذها. 3- أعد جدول الأعمال: v ادخل الموضوعات ذات العلاقة المباشرة بأهداف الاجتماع. v حاول أن تقلل من عدد الموضوعات الهامة التي يحتويها كل اجتماع حتى يمكن تناولها بالشمول والعمق الكافي. v رتب بنود جدول الأعمال وفقاً لأهميتها بحيث تجيء الموضوعات الأكثر أهمية أولاً. اجمع بنود جدول الأعمال ذات العلاقة ببعضها في موضوع واحد. vحدد الوقت المسموح به لمناقشة كل بند من بنود جدول الأعمال. 4- اجمع كل المعلومات والبيانات المتاحة ذات العلاقة ببنود جدول الأعمال وحدد النقاط المهمة في حالة كون هذه المعلومات والبيانات كثيرة ومفصلة. 5- وزع مقدماً، جدول الأعمال والوثائق الخاصة بالموضوعات التي ستعرض للنقاش. 6- اقصر على الأفراد الذين لهم علاقة مباشرة بموضوعات الاجتماع. أثناء الاجتماع: 1- وضح الهدف من الاجتماع. 2- احصر الحاضرين والغائبين عن الاجتماع. 3- عند البدء في مناقشة أي بند من بنود جدول الأعمال، افتح باب المناقشة باستدعاء إسهامات الأعضاء. 4- أتح الفرصة للأعضاء الذين يملكون الإضافة والإسهام أن يتحدثوا ويقدموا ما لديهم. 5- وجه المناقشة بهدف التأكد من أن الاجتماع يسير نحو تحقيق الأهداف المرسومة. تقيد بالموضوعات المطروحة للنقاش ووجه النقاش إذا ابتعد عن الموضوع أو تطرق إلى تفاصيل غير ضرورية. 6- لخص ما استمعت إليه من نقاط مهمة، إذا اتخذت المناقشة جانب التعقيد واختلاف وجهات النظر، وذلك لمراجعة فهمك وفهم الآخرين لما قيل. 7- التزم بالزمن المحدد لكل بند من بنود جدول أعمال الاجتماع. 8- عند الانتهاء من مناقشة كل بند من بنود الاجتماع، لخص القرارات أو النتائج التي تم التوصل إليها. 9- لخص ما تم التوصل إليه في نهاية الاجتماع، وإذا كانت هناك خطوات تنفيذية معينة لا بد من اتخاذها، حدد من الذي يتخذها، والوقت الكافي لإنجازها. 10- حدد موعد الاجتماع القادم وهدفه. بعد الاجتماع: 1- أعد محضر الاجتماع ووزعه على الذين حضروا والذين لم يحضروا، يجب أن يكون المحضر بمثابة سجل دقيق لما دار في الاجتماع، وأن يشمل القرارات والتوصيات الصادرة عن الاجتماع وتحديد إسنادات العمل وأسماء الأشخاص الموكل إليهم هذه الإسنادات والمواعيد النهائية لإنجازها. كذلك سجل الموعد والزمن الذي تم تحديده لعقد الاجتماع القادم. 2- تابع وارصد ما تم إنجازه من أعمال. النقاط العملية التالية ستساعدك في الاستفادة من مشاركتك في الاجتماعات التي يعقدها الآخرون وتدعى لها: قبل الاجتماع: 1- اقرأ جدول الأعمال وملخصات الأوراق، وكن متأكداً من فهمك لأهداف الاجتماع وأعط اهتماماً لبنود جدول الأعمال التي عليك بصورة مباشرة. 2- فكر في القضايا التي يمكن أن تثأر، وخطط للإسهامات التي يمكن أن تقدمها لاجتماع. 3- اصطحب معك المعلومات والبيانات ذات العلاقة بموضوعات الاجتماع. أثناء الاجتماع: 1- لا حرج عليك أن تجلس بهدوء وأن تنصت لما يقوله الآخرون. تحدث عندما يطلب منك ذلك، أو لتستوضح أمراً، أو عندما تشعر بأن لديك إسهاماً جيداً. 2- دون ملاحظاتك حول القرارات وإسنادات العمل التنفيذية التي يتم اتخاذها وخاصة تلك المتعلقة بك. بعد الاجتماع: 1- اقرأ محضر الاجتماع، أعط اهتماماً خاصاً للمهام التي تتطلب منك اتخاذ خطوات تنفيذية أو أداء معين من جانبك. 2- أعد خطة عمل وحدد فيها ما يجب عليك أن تقوم به، وضع جدولاً زمنياً للتنفيذ، ثم تابع مدى تقدم التنفيذ بالمقارنة بالخطة |
العلاقة بين المعلم و الطالب
التعليم مهنة عظيمة وأمر جلل وشأن خطير، فهي علامة نهضة الأمم ورقيها ونهوضها وتقدمها،وحضارتها ومدنيتها. لذلك كان الاهتمام بها وبتهذيبها وبيانها وتبينها من أولى الأولويات لتخرج الدولة من تخلفها إلى علمها . ومن الأساسيات معرفة العلاقة بين المعلم والطالب، كيف تكون بين الطرفين وما هي ماهيتها. وهذا الأمر له نقاط عدة ،تأتي حسب الحالة، نذكرها بإيجاز، مما فتح الله به علينا. علاقة المعلم مع التلميذ: 1- علاقة أب مع ابنه: يرعاه ويقوم بواجبه تجاه ، يدله على الطريق القويم والصراط المستقيم والسبيل الحق، فهو نده كولده يعامله كابنه . ومن جهة الطالب تجاه المعلم : يحترم أستاذه ويقدره كما يحترم أباه بل وأكثر، فقد ذكر عن الاسكندر المقدوني الكبير أنه قال: أحب معلمي أكثر من أبي،قيل له: لماذا،قال: لأن أبي سبب مجيء للحياة الدنيا حياة الجسد، أما معلمي هو سبب معرفتي وسبب حياة العقل،وأبي مغذي جسدي بينما معلمي مغذي عقلي وروحي ونفسي. 2- علاقة المربي مع مريده:هذه العلاقة تجلى صورتها بأن المعلم يسعى لتربية طلابه التربية الصحيحة، فيربيهم على الأخلاق الحسنة ويحثهم عليها بالموعظة الحسنة والحكمة، والحوار الهادئ الهادف. ويحذرهم من الأخلاق السيئة وينفرهم منها، باللين والعطف واللطف ، ويستخدم في ذلك الأمثال التي تقرب لهم الفكرة،ويستعين بالقصص التي تبين لهم الخلق الحسن والسيء وجزاء كل منهما في الدنيا والآخرة ومنافعهما بأسلوب جذاب وسهل وميسر ، مع وضوح الفكرة . وهذا يتطلب صبرا جميلا وحلما كبيرا ورجحان عقل، لأن تربية النفوس أصعب من نقل الجبال . ومن جهة الطالب تجاه المعلم : عليهم امتثال أمره، وفعل ما يطلبه منهم، لأنه يرشدهم للصلاح وطريق الفلاح ليصلوا إلى النجاح في الدنيا والآخرة. 3- علاقة القائد مع جنوده : وهي علاقة حميمية جدا، لأن القائد لا يتخلى عن جنوده ولا يرضى بهم بدلا ولا يرضى لهم ذلا ولا يقبل منهم مذلة. فيكون معهم : قدوة لهم،رابط الجأش شهي الكبرياء عبق المحيا شديد في أمور الدراسة والتدريس ،ضابط لصفه وطلابه، لين العريكة معهم، سهل الخلق، منبسط في أمور تتطلب ذلك. وهذا أمر يحتاج لفكر ثاقب ونظرة شاملة وعمق في الرؤية وبعد في النظر. ومن جهة الطلاب تجاه المعلم:مراعاة أقوالهم وأفعالهم أمامه، وأن يكونوا أمامه كالجندي أمام القائد أن يطيعونه من أجل حفظ علمهم وللترقي في مجال العلوم فهو فائدة لهم في هذه الحياة.وأن يكون المعلم أماهم ذو هيبة ووقار فيعاملونه بمحبة يتخللها خشية وبخشية يتخللها محبة. 4- علاقة الرئيس مع مرؤوسيه: وهنا يكون المعلم بمثابة الرئيس ، والطلاب كالمرؤوسين له، يأمرهم فيطيعونه وينهاهم فيتجنبون ما نهى عنه، لأنه بذلك يحفظ مصالحهم ويرعى شؤونهم ويقوم على أمورهم الآنية التي ستغدو مستقبلية.وعليه أن يكون في ذلك: واسع العلم بعيد النظر قادح الفكر ، يبذل ما في وسعه لتعليمهم من جهد وفكر وتخطيط وتقويم واختبار لينقلهم من سيء إلى حسن ومن حسن إلى أحسن ومن أحسن إلى الأحسن. فيبدع في مجاله التعليمي ، ويرفع من شأنهم فكريا وعلميا وعقليا وييسر لهم ذلك بالتعاون مع الجهات المختصة. ومن جهة الطلاب فعليهم:تقدير مجهوده واحترام شخصه والدفاع عنه وطاعة أمره لأنه يعمل ما يعمل من أجلهم. وختاماً: بهذه العلاقة بين المعلم والطالب:يسير التعليم بخطى ثابتة للأمام ويحقق مبتغاه من الطلاب،ولا يُظْلَم المعلم ولا الطالب ،فكل واحد منهم يعمل بواجبه و يأخذ حقه. إذ بوجود الاحترام والتقدير والسمع والطاعة من الطالب والعطاء والعمل والجهد بإخلاص وصدق من المعلم، يرتفع مستوى التعليم وتتهذب أخلاق الطلاب، ونكون قد سرنا على خطى التقدم الحقيقي، التقدم الحضاري بشقيه : المادي والمعنوي، الجسدي والروحي والعقلي |
العوامل المسسبة لمشاكل الابناء
أولاً : العوامل المسببة لمشاكل أبنائنا :
أن العوامل المسببة لمشاكل أبنائنا السلوكية والشخصية والتأخر الدراسي يمكن إجمالها بما يأتي : 1 ـ عوامل عقلية . 2 ـ عوامل نفسية . 3 ـ عوامل اجتماعية . 4 ـ عوامل جسمية . 5 ـ عوامل اقتصادية . وسأقدم هنا تفسيراً مختصراً لكل من هذه العوامل كي تعيننا على فهم تلك المشاكل وسبل معالجتها 1 ـ العوامل العقلية : تلعب هذه العوامل دوراً هاماً في كثير من المشاكل ، وأخص منها بالذكر مشكلة التأخر الدراسي ، فمن المعلوم أن أكثر أسباب التأخر الدراسي هو مستوى النمو العقلي ، والقدرة على الفهم والاستيعاب، والذي يختلف من شخص إلى آخر ، فقد يكون التخلف العقلي [بسيطاً ]، وقد يكون [متوسطاً ]، وقد يكون[ شديداً ]، وفي أقسى الحالات يكون [حاداً] . وهذا التخلف ناجم عن ظروف معينة سأتعرض لها فيما بعد عندما أتحدث عن مشاكل التأخر الدراسي . أما ما يخص المشاكل السلوكية لدى أبنائنا فلا شك أن هناك جملة من العوامل التي تسببها وأخص بالذكر أهم تلك المسببات والتي يمكن حصرها بما يلي : 1 - التربية الأسرية . 2 - البيئة التي يعيش فيها الأطفال والمراهقين . 3 ـ العوامل الوراثية إن هذه العوامل تؤثر تأثيراً بالغاً على سلوكهم ،كما أن النضوج العقلي يلعب دوراً هاما في هذا السلوك ، مما سأوضحه عند بحث تلك المشاكل بشيء من التفصيل فيما بعد . 2 ـ العوامل النفسية : ونستطيع أن نوجز أهم العوامل النفسية التي تلعب دوراً هاماً في حياة أبنائنا وتسبب لهم العديد من المشاكل هي ما يلي : 1 ـ الشـعور بالخـوف . 2 ـ ضعف الثقة بالنفس . ولابدَّ أن نقف على ما تعنيه هذه العوامل بالنظر لتأثيرها الخطير على سلوك الناشئة . الشـعور بالخـوف : وهو حالة انفعالية داخلية وطبيعية موجودة لدى كل إنسان ، يسلك خلالها سلوكاً يبعده عن مصادر الأذى . فعندما نقف على سطح عمارة بدون سياج ، نجد أنفسنا ونحن نبتعد عن حافة السطح شعوراً منا بالخوف من السقوط ، وعندما نسمع ونحن نسير في طريق ما صوت إطلاق الرصاص فإننا نسرع إلى الاحتماء في مكان أمين خوفاً من الإصابة والموت ، وهكذا فالخوف طريقة وقائية تقي الإنسان من المخاطر ، وهذا هو شعور فطري لدى الإنسان ، هام وضروري . غير أن الخوف ذاته قد يكون غير طبيعي [ مرضي ] وضار جداً ، وهو يرتبط بشيء معين ، بصورة لا تتناسب مع حقيقة هذا الشيء في الواقع [ أي أن الخوف يرتبط بشيء غير مخيف في طبيعته ] ويدوم ذلك لفترة زمنية طويلة مسببا تجنب الطفل للشيء المخيف ، مما يعرضه لسوء التكيف الذي ينعكس بوضوح على سلوكه في صورة قصور وإحجام ، وقد يرتبط هذا الخوف بأي شيء واقعي ، أو حدث تخيلي . كأن يخاف الطفل من المدرسة ،أو الامتحانات ،أو الخطأ أمام الآخرين، أو المناسبات الاجتماعية ، أو الطبيب والممرضة ، أو من فقدان أحد الوالدين أو كلاهما ، أو الظلام أو الرعد والبرق ، أو الأشباح والعفاريت وقد يصاحب الخوف لديهم نوبات من الهلع الحاد ، ويتمثل ذلك في [سرعة دقات القلب] ، و[سرعة التنفس ]، و[الدوار أو الغثيان] ، [والتعّرق الشديد ]، و [تكرار التبول والهزال] و[عدم السيطرة على النفس ] ، وكل هذا قد يحدث فجأة وبشدة ، وبدون سابق إنذار . وقد يسبب الخوف لأبنائنا مشاكل وخصالاً خطيرة معطلة لنموهم الطبيعي تسبب لهم الضرر الكبير والتي يمكن أن نلخصها بما يلي : 1ـ الانكماش والاكتئاب . 2 ـ التهتهة . 3 ـ عدم الجرأة . 4 ـ الحركات العصبية غير الطبيعية . 5 ـ القلق والنوم المضطرب . 6 ـ التبول اللاإرادي . 7 ـ الجـبن . 8 ـ الحساسية الزائدة . 9 ـ الخـجل . 10 ـ التشاؤم . وفي هذه الأحوال ينبغي علينا نحن المربين ، أباء وأمهات ومربين ، أن نقوم بدورنا المطلوب لمعالجة هذه الظواهر لدى أبنائنا ، وعدم التأخر في معالجتها ،كي لا تتأصل لديهم وبالتالي تصبح معالجتها أمراً عسيراً ، ويكون لها تأثيراً سيئاً جداً على شخصيتهم وسلوكهم . ومستقبلهم . إن مما يثير الخوف في نفوس أبنائنا هو خوف الكبار ، فعندما يرى الصغير أباه ، أو أمه ، أو معلمه يخافون من أمر ما فإنه يشعر تلقائياً بهذا الخوف ، فلو فرضنا على سبيل المثال أن أفعى قد ظهرت في فناء المدرسة أو البيت واضطرب المعلم أو الأب وركض خائفاً منها فإن من الطبيعي أن نجد الأطفال يضطربون ويهربون رعباً وفزعاً مما يركّز في نفوسهم الخوف لأتفه الأسباب . ومما يثير الخوف أيضاً في نفوس الأطفال الحرص والقلق الشديد الذي يبديه الكبار عليهم ، فعندما يتعرض الطفل لأبسط الحوادث التي تقع له ، كأن يسقط على الأرض مثلاً ، فليس جديراً بنا أن نضطرب ونبدي علامات القلق عليه ، بل علينا أن نكون هادئين في تصرفنا ، رافعين لمعنوياته ، ومخففين من اثر السقوط عليه ، وإفهامه أنه بطل وشجاع وقوي ...الخ، حيث أن لهذه الكلمات تأثير نفسي كبير على شخصية الطفل . كما أن النزاع والخصام بين الأباء والأمهات في البيت أمام الأبناء يخلق الخوف عندهم ، ويسبب لهم الاضطراب العصبي . وهناك الكثير من الآباء والأمهات والمعلمين يلجأون إلى التخويف كأسلوب في تربية الأبناء وهم يدّعون أنهم قد تمكنوا من أن يجعلوا سلوكهم ينتظم ويتحسن . غير أن الحقيقة التي ينبغي أن لا تغيب عن بالهم هي أن هذا السلوك ليس حقيقياً أولاً ، وليس تلقائياً وذاتياً ثانياً ، وهو بالتالي لن يدوم أبداً إن هذه الأساليب التي يلجأ إليها الكثير من الأباء والأمهات والمربين تؤدي إلى إحدى نتيجتين : 1ـ عدم إقلاع الأبناء عن فعل معين رغم تخويفهم بعقاب ما ثم لا يوقع ذلك العقاب ، فعند ذلك يحس الأبناء بضعف المعلم أو الأب أو الأم، وبالتالي يضعف تأثيرهم بنظر الأبناء . أما إذا لجأ المربي إلى العقاب فعلاً ، وهو أسلوب خاطئ بكل تأكيد ، فإن الطفل حتى وإن توقف عن ذلك السلوك فإن هذا التوقف لن يكون دائمي أبداً ، ولابد أن يزول بزوال المؤثر [ العقاب ] ، لأن هذا التوقف جاء ليس عن طريق القناعة ، بل بطريقة قسرية . وهذا الخضوع يخلق فيهم حالة من الانكماش تجعلهم مشلولي النشاط ، جبناء خاضعين دون قناعة،فاقدي،أو ضعيفي الشخصية،وكلتا النتيجتين تعودان عليهم بالضرر البليغ كيف نزيل الخوف عند الأبناء ؟ إن باستطاعتنا أن نعمل على إزالة اثر الخوف غير الطبيعي لدى أبنائنا باتباعنا ما يأتي : 1 ـ منع الاستثارة للخوف ، وذلك بالابتعاد عن كل ما من شأنه أن يسبب الخوف عندهم . 2 ـ توضيح المخاوف الغريبة لدى الأطفال ، وتقريبها من إدراكهم ، وربطها بأمور سارة ، فالطفل الذي يخاف القطة مثلاً يمكننا أن ندعه يربيها في البيت 3 ـ تجنب استخدام أساليب العنف لحل المشكلات التي تجابهنا في تربية الأبناء . ب ـ ضعف الثقة بالنفس : ومن المظاهر التي نجدها لدى أبنائنا الذين يشعرون بضعف الثقة بالنفس هي ما يلي : 1 ـ التردد : فالطفل أو الصبي الذي يعاني من ضعف الثقة بالنفس يتردد كثيراً عند توجيه سوأل ما إليه ، بسبب عدم ثقته بالقدرة على الإجابة الصحيحة . 2 ـ انعقاد اللسان : وهذا الوضع ناجم أيضاً عن عدم الثقة بالقدرة على الإجابة الصحيحة . 3 ـ الخجل والانكماش : وهذا ناجم أيضاً من الخوف من الوقوع في الخطأ ولذلك نجد البعض يتجنب المشاركة في أي نقاش لهذا السبب . 4 ـ عدم الجرأة ، حيث يشعر الإنسان بعدم القدرة على مجابهة الأخطار التي يمكن أن يتعرض لها. 5 ـ التهاون ، حيث يحاول الشخص تجنب مجابهة الصعاب والأخطار التي تصادفه في حياته . 6ـ عدم القدرة على التفكير المستقل ، حيث يشعر الفرد دوما ًبحاجته إلى الاعتماد على الآخرين . 7 ـ توقع الشر وتصاعد الشعور الخوف في أبسط المواقف التي تجابه الفرد . ونستطيع أن نجمل كل هذه المظاهر بعبارة واحدة هي [ الشعور بالنقص ] . ما هي مسببات الشعور بالنقص ؟ 1 ـ الخوف: وقد تحدثنا عنه فيما سبق . 2 ـ العاهات الجسمية : فهناك العديد من الأبناء المبتلين بعاهات جسمية متنوعة ، وهذه العاهات تجعلهم يشعرون بأنهم غير جديرين ، وعلى الأهل و المربين أن يهتموا بهذه الناحية اهتماماً بالغاً وذلك بأن يكون موقفهم من هؤلاء الأبناء طبيعياً وعادياً كبقية الأبناء الآخرين بحيث لا نشعرهم بأنهم مبتلين بتلك العاهات ، دون عطف زائد عليهم ، وعدم فسح المجال لزملائهم بالسخرية منهم وتذكيرهم بالعاهة ، وحثهم على احترام زملائهم والتعامل معهم بشكل طبيعي مشبع بروح الاحترام وأن أي سلوك أخر تجاه هؤلاء الأبناء يؤدي بهم إلى ما يلي : أ ـ التباعد والانكماش . ب ـ الخمول والركود . ج ـ النقمة والثورة على المجتمع وآدابه وتقاليده . 3 ـ الشعور بالنقص العقلي : فقد يكون هناك بعض الأبناء قد تأخروا في بعض الدروس لأسباب معينة لا يدركونها ، أو لا يشعرون بها هم أنفسهم ، وهي ربما تكون بسبب مرضي ، أو لظروف اجتماعية ، أو بيئية ، أو اقتصادية ، فعلينا والحالة هذه أن ندرس بجدية أوضاعهم وسبل معالجتها ،وأن نقف منه موقفاً إيجابياً كي نبعد عنهم روح الاستسلام والفشل ، كما ينبغي على المربين أن لا يحمّلوا التلاميذ من الواجبات أكثر من طاقاتهم فيشعرونهم بأنهم ضعفاء عقلياً ،ويخلق لديهم التشاؤم ، والخجل ، والحساسية الزائدة ، والجبن . 3 ـ العوامل الاجتماعية : ومن مظاهر هذه العوامل : 1 ـ الجو المنزلي السائد : ويتضمن علاقة الأب بالأم من جهة وعلاقتهما بالأبناء ،وأساليب تربيتهم من جهة أخرى ، فالنزاع بين الأم والأب كما ذكرنا سابقاً يخلق في نفوس الأبناء الخوف وعدم الاستقرار ، والانفعالات العصبية . كما أن التمييز بين الأبناء في التعامل والتقتير عليهم ، وعدم الأشراف المستمر والجدي عليهم ، يؤثر تأثيراً سيئاً على سلوكهم .وسوف أوضح ذلك بشيء من التفصيل في حلقة قادمة حول أهمية تعاون البيت والمدرسة في تربية أبنائنا . 2 ـ الجو المدرسي العام : ويخص الأساليب التربوية المتبعة في معاملة التلاميذ ، من عطف ونصح وإرشاد، أو استخدام القسوة والتعنيف وعدم الاحترام . ومن جملة المؤثرات على سلامة الجو المدرسي : أـ تنقلات التلميذ المتكررة من مدرسة إلى أخرى : أن انتقال التلميذ من مدرسة إلى أخرى يؤثر تأثير سلبياً عليه ، حيث سيفقد معلميه ، زملائه وأصدقائه الذين تعود عليهم ، وهذا يستدعي بدوره وجوب التأقلم مع المحيط المدرسي الجديد ، وهو ليس بالأمر السهل والهين ،ويحمل في جوانبه احتمالات الفشل والنجاح معاً . ب ـ تغيب الأبناء عن المدرسة وهروبهم منها : وهذا أمر وارد في جميع المدارس ، حيث أن هناك عوامل عديدة تسبب التغيب والهروب ، ومن أهمها أسلوب تعامل المعلمين مع التلاميذ ، وطبيعة علاقاتهم مع زملائهم ، وسلوكهم وأخلاقهم . ج ـ تبدل المعلمين المتكرر : حيث يؤثر هذا التغير المتكرر بالغ التأثير على نفسية التلاميذ ، فليس من السهل أن تتوطد العلاقة بين التلاميذ ومعلميهم ، وإن ذلك يتطلب جهداً كبيراً من قبل الطرفين معا ، و يتطلب المزيد من الوقت لتحقيق هذا الهدف .وهناك أمر هام آخر هو وجوب استقرار جدول الدروس الأسبوعي ، وعم اللجوء إلى تغيره إلا عندما تستدعي الضرورة القصوى . د ـ ملائمة المادة وطرق تدريسها . . ـ العوامل الجسمية والصحية : إن لهذه العوامل تأثير كبير على التلاميذ ، من حيث سعيهم واجتهادهم ، وكما قيل {العقل السليم في الجسم السليم }. أن التلميذ المريض يختلف في قابليته واستعداده للفهم عن التلميذ الصحيح البنية. والتلميذ الذي يتناول الغذاء الجيد يختلف عن زميله الذي يتناول الغذاء الرديء ، والتلميذ الذي يتمتع بصحة جيدة وجسم قوي ينزع إلى حب التسلط والتزعم ، وقد يميل إلى الاعتداء والعراك والخصام فالعوامل الجسمية إذاً ذات تأثير بالغ على سلوك الأبناء ودراستهم . 5 ـ العوامل الاقتصادية : إن العوامل الاقتصادية كما هو معلوم لدى الجميع تلعب في كل المسائل دوراً أساسياً وبارزاً ، ويندر أن نجد مشكلة أو أي قضية إلا وكان العامل الاقتصادي مؤثراً فيها ، فالأبناء الذين يؤمن لهم ذويهم كافة حاجاتهم المادية من طعام جيد وملابس و أدوات ، ووسائل تسلية وغيرها يختلفون تماماً عن نظرائهم الذين يفتقدون لكل هذه الأمور والتي تؤثر تأثيراً بالغاً على حيويتهم ونشاطهم وأوضاعهم النفسية . وقد يدفع هذا العامل تلميذا للسرقة ، ويدفع تلميذاً من عائلة غنية إلى الانشغال عن الدراسة والانصراف إلى أمور أخرى كالكحول والتدخين والمخدرات وغيرها، مما تعود عليه بالضرر البليغ. هذه هي العوامل الرئيسية التي تسبب المشاكل لدى الناشئة ، وسأتناول في الحلقة القادمة بشيئ من التفصيل المشاكل السلوكية . |
اساليب ترغيب الاطفال في القراءة
طبعا الأساليب في ترغيب الطفل القراءة :
1- القدرة القارئة : وهذا إذا كان البيت عامراً بمكتبة ولو صغيرة تضم مجموعة كتب . (هنا ممكن يخدمك في استبيانك هل يوجد مكتبة بالبيت ) 2-توفير الكتب والمجلات : من قصص ومجلات وكتب محببه للأطفال . 3-تشجيع الطفل على تكوين مكتبة صغيرة : وهي عبارة عن الكتب الملونة والجذابة والمشوقة . 4- التدرج مع الطفل في قراءته : على سبيل المثل كتاب مصور ثم صورة وكلمة وهكذا .. 5-مراعاة رغبة الطفل القرائية : على سبيل المثال القصص التي يحب قراءتها قصص حيوان. طيور 6-المكان الجيد : داخل البيت مع الإنارة الجيدة . 7- الوقت الذي تحب طفلك يقرأ فيه : وهذا يخصصه الوالدين .. 8- توصيات من الوالدين .. هل هناك توصيه بقراءة كتاب معين ..؟! 9-الفرص في المناسبات وإستغلالها بالقراءة .. في الأعياد والمناسبات الدينية والرحلات والإجازة والسفر وهكذا ... 10-هوايات الطفل لدعم حب القراءة : بمعنى إن الأطفال لهم هوايات مثال .. الألعاب الإلكترونية تركبب وفك الألعاب وقيادة الدراجة والرسم وغيرها ... 11- مشاهدة التلفزيون مع القراءة : من خلال متابعة برنامج معين .. 12- هل الوالدين يلعبون مع الأطفال بألعاب قرائية : على سبيل المثال : كتابة كلمات معكوسة وهو يقرأها بالشكل الصحيح .. وكذلك ان تطلب منه قراءة اللوحات المعلقة بالشوارع أو تطلب منه كتابة قوائم ترغب في شرائها من محلات التموينات ..وغيرها .. 13- المدرسة ومتابعة ولي الأمر لقراءة الطفل : من خلال المتابعة باستمرار لكيفية تدريس القراءة لأطفالك تتعرف أكثر على الطرق التي يتعبها المعلم للتدريس .. 14 - طفلك والرحلات المدرسية وأصدقاؤه والقراءة . 15- السيارة وقراءة طفلك : احرص على توفير المجلات والقصص داخل السيارة . 16-طفلك والشخصيات التي يحبها والتي يمكن أن تجعله يحبها . وذلك من خلال تزويده ببعض الكتب عن شخصيات يمكن أن يحبها وان يتعلم المزيد عن شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم .والشخصيات البطولية في التاريخ الإسلامي . .. 17- عود طفلك على قراءة الوصفات .. 18-القصص والمجلات المشوقة وملاحقة الأطفال : لاحق أطفال بالقصص الجذابة والمشوقة بجوار التلفاز وأماكن اللعب .. 19- أفراد أسرتك والقراءة : تحدث مع الأسرة عن المقالات والكتب التي قرأتها وخصص وقتاً للحوار والنقاش فيها ..وذلك بوجود أطفالك . 20- الطفل ومسرح القراءة : أن الأطفال يقرؤون بسهولة عندما يفهمون مايقرؤون لذا اختر الأدورا في القصة واجعل طفلك يصبح أحد الشخصيات ..ويقرأ الحوار الذي تنطق به . 21- قطار القراءة يتجاوز أطفالك : لاتيأس أبداً فمهما بلغت سن أطفالك ومهما كبروا يمكنهم ان يتعلموا حب القراءة ولكن ان توفر لهم القصص والمجلات والتي تلبي أحتياجاتهم |
مشكلة هروب الاطفال من الواجبان المدرسية
المعروف أن العديد من الأطفال يتقاعسون عن أداء واجباتهم المدرسية
فيؤجلون كتابة تمارينهم وحفظ دروسهم بحجة إنجازها فيما بعد إن هذا الأمر سيسبب الكثير من المشكلات للأطفال ويجعل مستوى تحصيلهم الدراسي أقل بكثير من زملائهم المجدين يقول الاختصاصيون في تربية الأطفال إن عادة التأجيل هذه يمكن التخلص منها باكتشاف السبب الحقيقي الكامن وراء هذه العادة ثم وضع خطة مناسبة للتغلب عليها، وهذا الأمر سيعزز ثقة الطفل بنفسه وبمقدراته هناك عدة أسباب شائعة تكمن وراء عادة التأجيل عند الأطفال وهي ضعف الحافز فالطفل الذي يكون الحافز لديه ضعيفاً تجاه الدراسة، يمكن التعرف عليه بسهولة لأنه لا يهتم أبداً بإنجاز مهمته ، ولا يقدّر في الواقع الفوائد والنتائج الإيجابية للواجبات المدرسية التي تنجز بشكل جيد وكل هذا يكون في النهاية نتيجةً للإهمال واللامبالاة وعدم اكتراث الطفل بالتعلم لأجل نفسه أو حتى ليكون فرداً جيداً في نظر الآخرين التمرد فالطفل المتمرّد يؤجّل وظائفه أو يحاول التملّص منها كنوع من المقاومة لبعض الضغوطات التي يتعرض لها في منـزله وكطريقة لمعاقبة والديه فالطفل المهمل غير المنظم لا يجد دائماً كل الأدوات التي يحتاجها لإنجاز واجباته فقد يترك أحد كتبه، أو دفتر الملاحظات لديه في المدرسة ولذلك نجده دائماً يبحث عن أشيائه الضائعة وهذا ما يسهم في تأخير إنجازه لدروسه وتمارينه (حل المشكلة)قد لا تنطبق طريقة واحدة على كل الأطفال الذي يميلون إلى تأجيل المهام والوظائف المترتبة عليهم ولكن مع ذلك هناك بعض الوسائل التي قد تساعد الأهل في جعل طفلهم يتغلب على هذه العادة السيئة المراقبة في البداية، يجب أن يدرك الأهل ماهية المشكلة التي يتعاملون معها ويراقبوا طفلهم ليلاحظوا نوع التأجيل عنده، ثم عليهم أن يفكروا بما شاهدوه وأي سبب من الأسباب السابقة يمكن أن ينطبق عليه فهل يمكن أن تكون خلافات في المنـزل مثلاً؟ العطف والحنان من الناجح أن يوفر الأهل لطفلهم شيئاً من العطف والحنان وبدلاً من توبيخه يمكن محاولة معرفة حاجته وميله إلى تأجيل واجباته أي يجب التعاطف مع الأمور التي يعاني منها حتى لو كان هو من يسببها لنفسه القدوة ليس على الأهل أن ينتظروا طفلهم لكي يحل مشكلته بنفسه فإذا كان أحد الأبوين يؤجل القيام ببعض الأمور، فإن الطفل سيقلده بشكل تلقائي أي أن أسلوب الحياة المتّبع في البيت هو الذي يؤثر في الطفل وتربيته بالدرجة الأولى |
الآمال والتحديات للتعليم الالكتروني في الدول النامية
التعليم الالكتروني في الدول النامية
الآمال والتحديات التعليم كالماء والهواء.. عبارة شهيرة قالها اديبنا الكبير الراحل الدكتور طه حسين, فهو اول من نادي بمجانية التعليم في مصر .. وكم كانت قولة حكيمة .. فالدول تتقدم بجهود أبناءها .. والامم لا تزدهر إلا بشعب متعلم.. فالشعوب الجاهلة تتخلف وتكون طبقا شهيا للاستعمار ليحتلها بكل الوسائل ويستفذ مواردها ويستعبدها. وصدق شاعرنا الكبير المرحوم أحمد شوقي عندما قال: بالعلم والمال يبني الناس ملكهم لم يبن ملك علي جهل وإقلال وإن استعرضنا علي مر التاريخ, حضارات الامم السابقة بدءا من الحضارة الفرعونية والحضارة الصينية والحضارة الرومانية والحضارة الاسلامية والحضارة الاوروبية الحديثة. كلها حضارات ازدهرت وتقدمت بجهود العلم والتنوير. وعرفنا كم بذل قادتها وزعماؤها من الجهود المضنية في سبيل تعليم شعوبهم. ولقد رأينا الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم وهو يعتق الاسري نظير تعليم المسلمين. وكم منح الخلفاء الاسلاميون في عصور الازدهار من عطايا لمن يقدم الجديد في العلوم والترجمة والتفسير والنظريات الجديدة في الطب والكيمياء والرياضيات والعلوم التطبيقية والاختراعات وكل عالم وما يقدم وما يعلم من تلاميذ له مما دفع بتلك الحضارة الي ما لم تحققه حضارة أخري في تلك الحقبة الزمنية من التاريخ. وهاهي الحضارة الاوروبية تركز علي التعليم والعلماء وتمنح الجوائز للعلماء ( جائزة نوبل) وتبني صروحا للعلم في كل مكان. ونري رؤساء الدول الاوروبية والولايات المتحدة الاميركية كيف تعني بالعملية التعليمية وتجذب العلماء من كل مكان لدفع عجلة التقدم في تلك البلاد وتستخدم كل وسائل الاغراء لحثهم علي البقاء بيلك الدول والمساهمة في تطويرها. ولقد رأينا رئيس الوزراء الياباني يحتفل مع وزير التعليم بتعليم آخر مواطن ياباني امي في اليابان كلها. وأصبحت الامية الان في اليابان تساوي صفرا. عناصر العملية التعليمية الاساسية: وإذا نظرنا الي مفردات العملية التعليمية نجد انها تتلخص في مجموعة من العناصر الرئيسية الاتية: • الطالب: وهو المستهدف بالتعليم أو التدريب أو التعلم. • المعلم: وهو الذي يشرح ويقدم ويعلم المنهج التعليمي المختار. • المنهج التعليمي: وهي المادة التعليمية أو التدربية المراد أن يستوعبها الطالب ويتعلمها. • المكان: وهو ما اصطلح عليه بالمدرسة والتي تتكون من فصل دراسي أو عدة فصول دراسية أو قاعات محاضرات أو ورش تعليمية أو حقل تدريبي أو معمل.. • مساعدات التعليم أو التدريب : أو ما اصطلح عليه بالوسائل التعليمية وهي الادوات والاجهزة والمعدات التي تعاون المعلم في شرح المادة التعليمية أو قد يستخدمها الطالب ليسوعب المنهج التعليمي بدءا من السبورة والطباشير وحتي الحاسبات الالكترونية وشبكات الانترنت. • التقويم: وهي ما أ صطلح عليه بالتقييم و الامتحانات وهي الوسائل والادوات التي يتم استخدامها لقياس مدي استيعاب الطالب وتحصيله للمادة التعليمية. • وسائل الاتصال أو التواصل: وهي إما ان تكون: o مباشرة: وتكون بالمواجهة بين الطالب والمعلم في نفس الزمان والمكان. o غير مباشرة: وتكون من خلال وسط أو وسيط مثل الكتب والمحاضرات والمذياع والتلفزيون والتليفون وشبكات الحاسبات والشبكة الدولية للمعلومات ( الانترنت) والاقمار الصناعية وما الي ذلك. • نطاق التعليم: وهو النطاق الذي سيتتم فيه العملية التعليمية أو التدربية وهو: o نطاق زماني: يحدد توقيتات التعليم أو التدريب. o نطاق مكاني: يحدد أماكن تواجد العلمية التعليمية للطرفين. o نطاق موضوعي: يحدد موضوعات التعليم بدقة o نطاق قانوني : يحدد قانونية العملية التعليمية وضوابطها الاخلاقية. o نطاق مالي: يحدد تكلفة العملية التعليمية علي الاطراف المشاركة في العملية التعليمية. التخطيط للعملية التعليمية: يجب علي الدولة من البداية أن تحدد أهداف العملية التعليمية بعناية ومدي تحقيق تلك العملية لاهداف الدولةعموما. فمثلا توجه الد ول الصناعية أهدافها للتعليم الصناعي عموما وفي مجالات محددة أحيانا مثل صناعة السيارات في شمال ايطاليا أو الحديد والصلب في جنوب انجلترا أو صناعة البترول في العديد من أماكن استخراج البترول أو تصنيعه. كما توجه الدول الدول الزراعية أهدافها التعليمية نحو التعليم الزراعي والبحوث الزراعية والتصدير الزراعي. وتوجه الدول التجارية أهدافها التعليمية للتقدم بأعمال التجارة والاعمال والبنوك وما الي ذلك. كما تقوم دول أخري بالتركيز علي الصناعات العسكرية مثلا أو التركيز علي البحوث العلمية أو الكيمائية أو البيلوجية. كما يجب لكي تتحقق تلك الاهداف أن تكون لها أبعاد زمانية وقياسات محددة . بمعني أن تخفض نسبة الامية من 40% الي 30 % من عدد السكان في فترة خمس سنوات مثلا أو أن تقوم بمعاونة الباحثين والدارسين في الحصول علي شهادات عليا في مجال بحوث الهندسة الوراثية خلال ثلاث سنوات بنسبة لا تقل عن 50% من عدد المسجلين في الدراسات العليا بالجامعات أو أن تقوم بتأهيل عدد 5 آلاف معلم في مرحلة التعليم الابتدائي علي علوم الحاسب وتكنولوجيا المعلومات في خلال فترة زمنية محددة. ويظهر بذلك امكانية تحقيق تلك الاهداف وكيفية قياس مدي تنفيذها من عدمه. كما تقوم الدول ايضا بتحديد السياسات التعليمية لها والتي تحقق و تتوافق مع أهدافها وذلك طبقا لظروفها الجغرافية والزمانية والاقتصادية والثقافية. وأن تكون تلك السياسات واضحة لكل فئات العملية التعليمية. ويجب أيضا علي الدولة تحديد عوامل النجاح الحرجة والتي قد تعوق تحقيق الاهداف التي حددتها وتحدد كيفية مواجهة تلك المعوقات. وعندما تحدد الدولة سياساتها التعليمية والمعوقات التي ستواجهها عند تنفيذ العملية التعليمية يجب أن تضع في اعتبارها العديد من العوامل المؤثرة نحدد منها: • تعداد السكان عموما. • تعداد المستهدفين من العملية التعليمية. • مدي انتشار وتوزع المستهدفين في التجمعات المختلفة ( حضر – ريف – بدو - ....). • تعريف وتصنيف الفئات العمرية المستهدفة • تعريف المستويات التعليمية والمسارات التعليمية المستهدفة ( محو أمية – تعليم ابتدائي – تعليم ثانوي – تعليم جامعي – تعليم فوق الجامعي. أيضا قد تحدد بعض الدول أنوعا اخري من التعليم والتأهيل مثل: o التعليم الأزهري بأنواعه. o التعليم الحرفي بأنواعه ( مثل السباكة – الحدادة – النجارة – أعمال الكهرباء). o التعليم المهني بأنواعه ( مثل اصلاح السيارات – اصلاح الحاسبات – اصلاح الاجهزة المنزلية - ...) • تعريف أنواع التعليم: تعليم حكومي – تعليم أهلي – تعليم ممول من جهات. • تصنيف التعليم المستهدف: تعليم زراعي – تعليم صناعي – تعليم تجاري – تعليم مهني - ... • الطبيعة الجغرافية للدولة. • تحديد وسائل الاتصالات المتاحة لكل ما سبق ذكره. • تعريف الثقافات المختلفة للفئات المستهدفة من التعليم. السمات المشتركة للدول النامية مماسبق يمكن أن نستخلص السمات الاساسية المشتركة للدول النامية: • ارتفاع نسبة الامية. • ارتفاع نسبة البطالة وخصوصا بين حملة الشهادات التعليمية. • انخفاض مستوي المعلمين. • انخفاض المستوي التعليمي والثقافي للطلاب. • التوزع الجغرافي المتنوع للطلاب. • ارتفاع نسبة الامية بين الاناث. • عدم ملائمة متطلبات سوق العمل للمؤهلات المتوفرة. • التعلم خارج اسوار المدرسة (وهومايسمي بظاهرة الدروس الخصوصية والتي تعاني منها دولا كثيرة تستنفذ مليارات من أولياء الامور وتشكل ظاهرة اقتصادية سلبية كما أنها تشكل ظاهرة أخلاقية سلبية تعطي العلم لمن يملك القدرة وتحرم العلم ممن لا يملك القدرة, كما وإنها تنتج طلابا لديهم القدرة علي الحفظ لا القدرة علي الابتكار والابداع) • عدم توفر بنية اساسية (مواصلات – اتصالات – طرق – كهرباء ). • عدم توفر دعم مالي لتلك الدول لتمويل المشروعات التنموية بها. الي جانب تفرد بعض الدول الاخري بسمات اخري مثل الطبيعة الجغرافية للدولة (جبلية – صحراوية – شاسعة مترامية الاطراف – ساحلية –.....) واختلاف الأعراق والثقافات والاديان للفئات المستهدفة وكذا اختلاف اللغات وخصوصا الشعبية و اختلاف اللهجات - ... ثورة تكنولوجيا المعلومات الحالية والتعليم: نعيش الان في عصر المعلومات وثورة تكنولوجيا المعلومات الهائلة . فقد تحقق تطورا كبيرا في التقدم العلمي والتكنولوجي مما يشجعنا علي القول بأن ذلك يعتبر قفزات لم تحققها البشرية من قبل, فبينما استغرقت البشرية مئات السنين للانتقال من عصر الزراعة الي العصر الصناعي, فقد انتقلت البشرية الي عصر الذرة في عشرات السنين ثم الي عصر الفضاء خلال سنوات, ثم نري الان تطورا تكنولوجيا هائلا كل ساعة تقريبا في كل انحاء الكرة الارضية. ويتسم هذا العصر بسمات عديدة نذكر منها: • سقوط الحواجز المكانية بين الدول واصبح العالم الان قرية واحدة. • تدفق هائل للمعلومات. • اتاحة مصادر المعلومات المختلفة لكل البشرية دون تفرقة. • التواصل بين كل المستويات ( الدول والمؤسسات والمنظمات والافراد) ببعضها البعض. • توفر الاتصال طوال الاسبوع وطوال 24 ساعة . فلا انقطاع للاتصال. • سقوط الحواجز الزمانية. • لا احتكار لوسائل الاتصال وشبكات الاتصال. • توفر و انتشار الاجهزة الالكترونية مثل الحاسبات والمعدات الالكترونية. • سهولة وبساطة استخدام الاجهزة الالكترونية. كل هذه السمات أو بعضها تساهم كثيرا في التغلب علي بعض المشكلات التي تواجهها الدول النامية في مواجهة مشكلة التعليم فيها. فبينما تفتقر الدول النامية الي شبكات الاتصال التي تحقق التواصل بين الانحاء المختلفة في الدولة وفي نفس الوقت تحتاج الي مليارات و سنوات طوال لبناء تلك الشبكات فقد يمكن تحقيق الاتصال من خلال استخدام الانواع الحديثة من الاتصالات من الاقمار الصناعية والمركبات المتحركة المجهزة القادرة علي الاستقبال من هذه الاقمار في أي مكان من اماكن الدولة. كما وقد يتيح سهولة استخدام الالات والمعدات والحاسبات, نشر العديد من المناهج والثقافة والتدريب والتعليم لفئات كثيرة ومن خلال استخدام تجمعات حكومية او أهلية مثل المقاهي ( مقاهي الانترنت) أو مراكز الشباب أو الاندية الشعبية أو حتي الدور المجهزة لبعض الفئات القادرة في القري والنجوع والكفور والتجمعات البدوية ( دار العمدة أو شيخ القبيلة) أو استخدام المركبات والسيارات المتنقلة والمجهزة بأجهزة الاتصال والحاسبات (مما يسمي بالقوافل المتنقلة لتكنولوجيا المعلومات) ثم تقام في تلك الاماكن النائية اوالفقيرة غير القادرة علي شراء أو توفير حاسبات ومعدات اتصال أو غير مجهزة بشبكات معلومات . وتعدد الوسائل التعليمية التي وفرتها التكنولجيا الان مثل الاتصال التفاعلي والفصول التخيلية وشبكات الانترنت والمدارس الذكية تساهم في كسر تلك الحلقة الجهنمية التي وقعت فيها العديد من الدول النامية من الجهل والتخلف وتعطي ميزة نسبية للتعليم الالكتروني عن التعليم التقليدي. وبذا يتضح ان التكنولوجيا الحالية قد تساهم بنسبة معقولة في نشر التعليم في الدول النامية وتكسر الكثير من الحواجز التي تعترض العملية التعليمية في البلدان النامية. وسنتعرض بالتفصيل في فصول لاحقة لهذه الاستخدامات. سمات التعليم الالكتروني: يتسم التعليم الالكتروني بسمات عديدة , وتختلف تلك السمات طبقا لما توفره كل وسيلة من الوسائل التكنولوجية المستخدمة فبينما يوفر التلفزيون انتشارا كبيرا ولا يحتاج الي أي مجهود من المتلقي للعلمية التعليمية قد يكون حاجز الزمن عائقا لدي المتعلم فقد لا يناسب وقت المتعلم لتوقيت اذاعة البرامج التعليمية, نجد أن جهاز الحاسب يوفر مشاركة المتعلم في العملية التعليمية وتحديد توقيت التعلم طبقا لرغبة المتعلم. وأيضا يوفر جهاز الحاسب المتصل بشبكة امكانية الحوار التفاعلي بين المتعلم والمعلم مما يساعد علي استكمال عناصر العملية التعليمية كما يمكن من خلال استخدام التلفزيو ن أو الاذاعة مثلا تعليم عدد كبير جدا من المستمعين وفي أوقات متعددة تناسب معظم الفئات بغض النظر عن مكان ووقت تواجدهم وهي وسيلة رخيصة وزهيدة لا تحتاج الي تكلفة عالية. كما أن استخدام أجهزة الحاسبات وشبكات المعلومات والتي قد تحتاج الي تكلفة اعلي وجهد أكبر لتعلم استخدام الاجهزة فهي تتميز بمميزات أكثر عن الاذاعة والتلفزيون وسنتعرض لها فيما بعد ولكن نحن الان بصدد عرض تلك السمات التي يتميز بها التعليم الالكتروني منها ما يلي: • تعليم عدد كبير من الطلاب دون قيود الزمان أو المكان. • تعليم أعداد كبيرة في وقت قصير. • التعامل مع آلاف المواقع. • امكانية تبادل الحوار والنقاش. • استخدام العديد من مساعدات التعليم والوسائل التعليمية والتي قد لا تتوافر لدي العديد من المتعلمين من الوسائل السمعية والبصرية. • تشجيع التعلم الذاتي. • التقييم الفوري والسريع والتعرف علي النتائج وتصحيح الاخطاء. • مشاركة أهل المتعلم. • مراعاة الفروق الفردية لكل متعلم نتيجة لتحقيق الذاتية في الاستخدام.(جهاز واحد امام كل متعلم) • تعدد مصادر المعرفة نتيجة الاتصال بالمواقع المختلفة علي الانترنت • سهولة استخدام الادوات والمعدات. • استخدام الفصول التخيلية. • تبادل الخبرات بين المدارس. • سهولة وسرعة تحديث المحتوي المعلوماتي. • نشر الاتصال بالطلاب وبعضهم البعض مما يحقق التوافق بين الفئات المختلفة ذات المستويات المتساوية والمتوافقة. • تحسين استخدام المهارات التكنولوجية. • تحسين وتطوير مهارات الاطلاع والبحث. • امكانية التوسع المستقبلي. • دعم الابتكار والابداع للمتعلمين. • امكانية الاستعانة بالخبراء النادرين . محاور التعليم الالكتروني: سنعرض بالذكر لبعض محاور التعليم الالكتروني عرض بسيطا حيث لا يحتمل حجم البحث التعرض التفصيلي لتلك المحاور والتي تميز التعليم الالكتروني عن التعليم العادي التقليدي المتعارف عليه وتلك المحاور يمكن أن تساهم في التخطيط للتعليم الالكتروني نذكر منها: • الفصول التخيلية.Virtual classes • الندوات التعليمية. Video Conferences • التعليم الذاتي. E-learning • المواقع التعليمية علي الانترنت والانترانت. Internet Sites • التقييم الذاتي للطالب.Self Evaluation • الادارة والمتابعة واعداد النتائج. • التفاعل بين المدرسة والطالب والمعلم.Interactive Relation Ship • الخلط بين التعليم والترفيه.Entertainment & Education عناصر التعليم الالكتروني: يمكن تحديد العناصر الرئيسية التي تكون التعليم الالكتروني كالاتي: • الطلاب بفئاتهم وأنواعهم المختلفة. • المدرسة والمعلمين. • أولياء الامور. • المناهج التعليمية. • شبكات الاتصال. • التوجيه الفني. • نظام التحكم والادارة والتسجيل. • التعلم الذاتي. • التقييم. • القنوات التعليمية. • الاجهزة والمعدات (أجهزة الارسال بانواعها وأجهزة الاستقبال بأنواعها) • البريد الالكترونى. E-Mail • الفصول التخيلية. • الندوات الالكترونية. • غرف المحادثة ( الدردشة) Chatting Rooms • المحاكاة.Simulation • التسجيلات. Video and Audio Records • المستندات. مشاركة المدارس والجامعات في التعليم الالكتروني: يعتمد التعليم الالكتروني علي مشاركة فعالة من الجهات التعليمية المتوفرة بالدولة وتقوم المدارس والجامعات الحالية -( لا نركز هنا علي المدارس والجامعات الحكومية فقط)- بدور هام في تنفيذ التعليم الالكتروني من خلال تنفيذ بعض الانشطة التالية: • تحديد المحتوي التعليمي. • تحديد خطة المحاضرات . • تحديد مجموعات الطلاب المتلقية للتعليم الالكتروني. • متابعة أداء الفصل التخيلي. • تحديد كيفية استخدام البريد الالكتروني في تنظيم وادارة الفصول الدراسية التخيلية. • متابعة وملاحظة ومراجعة مهام الطلاب. • تقويم الطلاب. • اعداد التقارير والاحصائيات. مشاركة المعلم في التعليم الالكتروني: يعتبر المعلم هو الركيزة الاساسية للتعليم الالكتروني وسنركز علي الانشطة الرئيسية التي يساهم بها المعلم وهي تختلف الي حد ما عن أنشطة المعلم في التعليم التقليدي : • تقديم المعلومات الفورية لعدد كبير ومتنوع من الطلاب. • استخدام بريد الكتروني . • استخدام غرف محادثة. • توفر القنوات التعليمية المتعددة ومواقع متعددة علي الانترنت. • اتصال مع المدارس. • متابعة اداء الطالب. • اصدار تقارير دورية. مشاركة أولياء الامور: يتميز التعليم الالكتروني بميزات متعددة عن التعليم التقليدي حيث أنه يحقق مجموعة من الانشطة لأهل المتعلم منها: • متابعة الفصل التخيلي من خلال أجهزة الحاسب من أي مكان. • استخدام البريد الالكتروني. • مشاهدة ملاحظات المعلم. • استخدام غرف حوار مع المعلم. • مشاهدة التقارير المدرسية. • مراجعة المحتوي التعليمي. الفصول التخيلية: Virtual Schools نظرا لاهمية الفصول التخيلية كمفهوم جديد في التعليم الالكتروني واختلافها الجذري عن الفصول التقليدية في التعليم التقيلدي المتعارف عليه سنقدم بعض الملاحظات وشرحا مبسطا لدور الفصول التخيلية في التعليم الالكتروني: ففي الحقيقة الفصل التخيلي هو فصل بكل المكونات والعناصر المتعارف عليها ففيه معلم وطلاب ومادة تعليمية ووسائل ايضاح وامتحانات وتقييم وتكلفة مالية وقواعد وقوانين تحكم العملية التعليمية, فقط لا يوجد فيه مكان واقعي, فهو عبارة عن موقع علي الشبكة الدولية الانترنت أو الشبكة المحلية الانترانت و يحتوي علي صفحات من المعلومات وتوجد علي تلك الصفحات العناصر التعليمية التي سبق ذكرها وترتبط جميعها من خلال الشبكة ويرتبط ايضا من خلال الشبكة بجميع المواقع الاخري والتي تحتوي بطبيعة الحال علي فصول أخري تخيلية أوفصول أخري حقيقية مرتبطة بالشبكة بها عدد محدود من الطلاب في مكان واحد في مدرسة واحدة. ويتميز الفصل التخيلي بمميزات عديدة نذكر منها: • توفير اقتصادي. • توفر العدد والانواع الهائلة من مصادر المعلومات. • توليد القدرة علي البحث لدي الطلاب. • القدرة علي التركيز مع المعلم حيث لا يشعر الطالب بوجود الطلاب الاخرين إلا اذا ارد ذلك. • الحرية الكاملة في اختيار الوقت والمادة التعليمية والمعلم مما يتيح للطالب القدرة علي استيعاب أكبر. • استخدام الحوار ( الوسائل الاخري مثل التلفزيون والاذاعة والاسطونات الالكترونية المدمجة والكتب لا تتيح للطالب الحوار مع المعلم أو مع الاخرين). وقد تكون هناك بعض نقاط الضعف مثل: • ضرورة أن يكون للطالب القدرة علي استخدام الحاسب الالكتروني. • ضرورة أن يكون المعلم علي قدر كبير من المعرفة بالتعامل مع الفصول التخيلية وكيفية التعامل مع الطلاب من خلالها. • ضرورة توفر شبكة الانترنت أو شبكة معلومات محلية الانترانت. • ضرورة توفر محتوي تعليمي مناسب للنشر علي المواقع باللغة التي يستوعبها الطلاب. • ضرورة وجود نظام ادارة ومتابعة لنظام الفصول التخيلية. وبهذا يتضح أن العنصر الاساسي في هذه النقاط هو عنصر تأهيل المعلم وهو العنصر الحاكم. وطبعا فإن تعليم أو تدريب المعلم علي استخدام الفصول التخيلية و استخدام التعليم الالكتروني عموما يعتبر من أهم مقومات النجاح للتعليم الالكتروني وهناك بعض العناصريجب التركيز عليها نذكر منها ما يلي: • تأهيل المعلمين علي التكنولوجيا الحديثة. • تاهيل المعلمين علي المناهج الجديدة المطورة. • تحديث خبرات المعلمين وتثقيفهم. • تأهيل المعلمين علي التعامل مع الفصول التخيلية. • تحقيق عدالة تدريب المعلمين وخصوصا في المناطق النائية والتركيز علي الاناث. التعلم الذاتي: E-Learning وهو اصطلاح جديد ظهر أيضا مع ظهور التعليم الالكتروني وهو يشبه التعليم الحر التقليدي والذي يدرس فيه الطالب المقررات الدراسية ثم يتوجه الي أحد المؤسسات التعليمية لآداء الامتحان والحصول علي شهادة معينة. بنفس المفهوم تعلن العديد من المؤسسات التعليمية عن قدراتها لتقديم التعلم الذاتي الي الطلاب الذين يرغبون من خلال الانترنت ويقوم الطلاب بقيد أنفسهم وتسديد التكلفة من خلال كروت الائتمان الي تلك المؤسسات ثم التعرف علي واختيار المواد التي يرغبون في تعلمها وتقوم هذه المؤسسات بإتاحة تلك المواد من خلال مواقعها علي الانترنت أو من خلال اسطوانات مدمجة ترسلها للطالب ثم يقوم الطالب بدراستها ثم التقدم الي الاختبارات التي تحددها المؤسسة التعليمية من خلال الشبكة الدولية الانترنت ومعرفة النتيجة فورا ثم الحصول علي الشهادة بالبريد أو البريد الالكتروني. الخلاصة: هناك تحد حقيقي يواجه الدول النامية خصوصا الدول العربية الان هو ذلك التطور التكنولوجي الهائل وثورة المعلومات الذي غيرت العديد من المفاهيم وأنماط العمل والعلاقات والذي يحتم علي تلك الدول أن تستفيد من الميزات الجديدة التي وفرها ذلك التطور وأن تحاول أن تعبر الفجوة التي تفصلها عن الدول المتقدمة أو أنها لن تلحق بها وقد تكون هذه هي الفر صة النهائية أو تقبع تلك الدول في دائرة التخلف والجهل. ويمكن استخلاص النتائج الاتية لهذا البحث في الاتي: • يجب علي الدول النامية وخصوصا العربية أن تحدد رؤيتها المستقبلية بخصوص العملية التعليمية وأن يكون التعليم الالكتروني أحد عناصر هذه الرؤية وان تصيغ تلك الرؤية صياغة جيدة تتفق مع ظروفها. • يجب علي الدول النامية وخصوصا العربية أن تحدد أهدافها التعليمية بوضوح بحيث يسهل قياسها وتقدير مدي التقدم في تحقيق تلك الاهداف خلال فترات زمنية محددة. • يجب علي الدول النامية أن تحدد السياسات التعليمية والتي تتفق مع طبيعتها وتتناسب مع امكانياتها الاقتصادية والبشرية والثقافية والجغرافية وأن تضع استخدام التعليم الالكتروني كأحد السياسات التي يمكن الاستفادة منها فائدة كبيرة. • يجب علي الدول النامية وخصوصا العربية اختيار ما يناسبها من وسائل التعليم الالكتروني المتعددة و ألا تندفع وراء كل ما هو جديد من التكنولوجيا دون دراسة جيدة لها ومدي ملائمتها لظروفها وأن تدرس تجارب الدول النامية الاخري المشابهة لنفس ظروفها تقريبا لتجريب هذه التكنولوجيات قبل ان تستنفذ طاقاتها في عائد قد يكون أقل مما تتوقع. • يجب علي الدول النامية وخصوصا العربية الاستعانة بالخبراء من الدول النامية والتي سبقتها في تنفيذ تجربة التعليم الالكتروني حيث أن تلك الدول قد واجهت مشكلات وعوائق لا توجد في الدول المنتجة لهذه التكنولوجيات والادوات والمعدات. • يجب علي الدول العربية التعاون مع الدول العربية الاخري و التي استخدمت التعليم الالكتروني بحيث تتبادل بث البرامج مما يخفض تكلفة استخدام التعليم الالكتروني لكل الدول العربية المشتركة مع بعضها ويحقق ويعمم الفائدة للجميع. • يجب علي الاتحاد العربي للاتصالات أن يتخذ خطوات جادة لتقديم الدعم الفني والاستشارات للدول التي ترغب في استخدام التعليم الالكتروني حتي يمكن تلافي العديد من المشكلات التي تتعرض لها الدول النامية وخصوصا العربية لشراء معدات مكلفة لا تناسب طبيعة هذه الدول. • يجب علي الاتحاد العربي للاتصالات أن يتخذ خطوات جادة ومعاونة المنظمات والمؤسسات العربية لبناء مواقع عربية وخوادم عربية ومحركات بحث عربية وتدعيم الجهود في ذلك المجال مما يمكن للدول العربية من استخدام هذه الأدوات بدلا من الادوات الاجنبية التي نستخدمها والتي لا تمكن من تطوير الانتاج العربي في هذا المجال. • يجب علي الاتحاد العربي للبرمجيات اتخاذ الخطوات الجادة لاحتضان الجهود الرامية الي انتاج برمجيات عربية Arabic Applicationsونظم تشغيل عربية Operating Systems تتناسب مع البيئة العربية ولا تدع العرب تحت رحمة الشركات المنتجة لتلك البرمجيات وباللغات الاجنبية والتي قد تمنعها أو تحجبها في أي وقت وتوقف كل الانشطة والتطبيقات العربية. |
الفكر التربوي في القرن العشرين
من الصعب على الباحث ان يلم بكل الاتجاهات التربوية التي ظهرت في القرن العشرين ، ناهيك عن المتغيرات والعوامل التي افرزتها ، لذلك سنحاول في هذا الفصل الالمام بشكل مختصر ومكثف بأهم العوامل – وليس كلها – التي اثرت في تطور الفكر التربوي في القرن العشرين ، كما سنلقى الضوء على اهم المدارس التي كان لها تأثير كبير في تطور النظريات والممارسات التربوية ي القرن العشرين .
أولاً : العوامل المؤثرة في الفكر التربوي : 1- التراكم المعرفي في مجال التربية . 2- التقدم الكبير في مجال الدراسات النفسية بشتى فروعها واعتمادها على مناهج البحث العلمي بما فيها من دقة وضبط وموضوعية وتجريب ، والتخلي عن الاساليب التاملية التي كانت سائدة من قبل مما ساعد العاملين في مجال التربية على تكوين مفاهيم صحيحة ، أو أقرب الى الصحة عن الطبيعة الانسانية . 3- الثورة في وسائل التعليم والاعلام بحيث أخذ العالم تدريجيا ، بفعل التطور في تكنولوجيا الاتصال . 4- اشتداد الصراع والحرب الباردة . 5- الثورة العلمية والتكنولوجية بمختلف مظاهرها وتداعيتها من ظهور علوم وتخصصات جديدة ، وتداخل بين مجالات المعرفة المختلفة . خصائص الفكر التربوي الأوروبي الحديث : 1- الاستمرارية والتجديد . 2- تقليص الطابع الاقليمي للفكر . 3- عدم ظهور مذاهب فكرية شاملة . 4- الديمقراطية الفكرية . 5- ازدياد تأثير مناهج البحث العلمي على الفكر . ثانياً : المدرسة البراجماتية Pragmatism المدرسة البراجماتية مدرسة أمريكية الصنع تستحق أن وضع عليها شارة Made In U.S.A ، مثل التي نراها على المنتجات الامريكية المختلفة ، ورغم ذلك فقد كتب لها الذيوع والانتشار وبخاصة في مجال التعليم بنفس القدر الذي ذاعت به واشتهرت المنتجات والصناعات الامريكية في كافة الاسواق ، وهذه الفلسفة – في نشأتها – تعد أصدق محصلة للظروف التي مر بها المجتمع الامريكي في مرحلة التشكل من عمل وجهد ونشاط ، واعلاء لقيمة الافكار النافعة . وقد أسهم ثلاثة من المفكرين الامريكيين في بناء هذه الفلسفة وهم : الفيلسوف تشارلس بيرس ( 1839-1914) ، وعالم النفس الامريكي وليم جيمس ( 1842-1910 ) والمربي الفيلسوف جون ديوي ( 1859- 1952 ) . فكانت افكار كل واحد منهم بمثابة اضافة لربط هذه الفلسفة بالحياة المعاصرة والعالم الجديد في القرن العشرين . فقد أكد بيرس على أن المعيار الصحيح والوحيد لاختبار صحة الافكار والحقائق هو الخبرة والتجربة ، ففي بحث له بعنوان ( كيف نجعل أفكارنا واضحة ) قال فيه : إننا لا نعرف على وجه التحقيق ما هي الكهرباء في حد ذاتها ، أي أن فكرتنا عن الكهرباء غامضة ، ولكن هذا الغموض يزول اذا وجهنا نظرنا الى ما تؤديه لنا الكهرباء او الى ما تحققه من اغراض علمية ، وكذلك فيما يتعلق بفكرة الثقل ، فنحن لا ندري عن فكرة الثقل شيئا ، وكل ما نعلمه حين نقول إن جسما ثقيلا على الأرض في حالة عدم وجود قوة مضادة تمنعه من السقوط ، إنه يسقط لأنه ثقيل . المهم ان معنى الثقل يتحدد بالنظر الى آثاره التي نلسمها في تجربتنا اليومية ، والامر على هذا النحو فيما يتعلق بمعظم الأفكار ، فدقة هذا الجرس معناه أن المحاضرة قد انتهت ، فسمعنا له أو أثره الحسي قد نسي واتجه ذهننا فقط الى ما يترتب عليه من نتائج علمية ، ومن هنا فقد عرف بيرس الفكرة بأنها خطة الفعل ( plan of Action ) وكانت هذه المحاولة التي قام بها بيرس ليوضح معنى الفكرة بالنظر الى آثارها أو نتائجها العلمية المترتبة عليها بمثابة الخطوة الاولى أو الاساس في إرساء قواعد المذهب البراجماتي العلمي . جون ديوي وآراؤه التربوية : تأثر ديوي في أفكاره بنظرية داروين في النشؤ والارتقاء وتطور الجنس البشري ، كما تأثر أيضا بأفكار توماس هكسلي وبالفيلسوف الالماني هيجل الذي يبدو أن تأثيره على ديوي كان كبيرا ، كما تأثر أيضا بآراء المربي الالماني فروبل ، والتي وضعها موضع التنفيذ في مدرستة الابتدائية التجريبية التي جعلها حقلا لتجربة نظرياته وآرائه النقدية في التربية والتي ألحقها بكلية المعليمن بجامعة شيكاغو عام 1896م بالاضافة الى تأثره بالمربي الالماني هربارت . فلسفته وآراؤه التربوية : ولكي نفهم آراء ديوي التربوية حق الفهم ، ينبغي أن ندرس الاسس الفلسفية العامة التي قامت عليها . الطبيعة الانسانية : نظر ديوي الى الانسان باعتباره وحدة واحدة العالم : يرى ديوي ان العامل ليس شيئا ثابتا أو جامدا ، ولا نظاما مقفولا ، ولكنه عملية ديناميكية من التغير والتطور المستمر والخاصية الرئيسية للحياة هي التغير والتحول أو هي عملية من التكيف التجريبي مع الظروف المتغيرة والمتجددة . المعرفة : يري ديوي أن الخبرة والتجربة والنشاط الذاتي هي المصدر الاساسي للمعرفة . ثالثاً : مدراس الفكر التربوي النقدية : المبادئ التي تقوم عليها المدرسة النقدية : من المبادئ التي تقوم عليها المدرسة النقدية الاجتماعية ما يلي : 1- الإيمان بأن قدرات الإنسان غير محددة ، وأنه يستطيع دائما تغيير الواقع المادي والاجتماعي الذي يعيش فيه وكذلك تغيير نفسه ليصبح أكثر إنسانية . 2- إن الواقع بجانبيه المادي والاجتماعي دائم التغير ، وبالتالي فإن مهمة النظرية الاجتماعية تقديم فهم علمي سليم للقوانين التي تحكم هذا التغير . 3- ان الصراع هو الذي يحكم طبيعة العلاقات الاجتماعية داخل المجتمع ، وأن فكرة الإجماع القيمي والاتفاق الجمعي خرافة . 4- أن وظيفة النظرية الاجتماعية لا تقف فقد عند حدود وصف الاوضاع الراهنة ، وانما يجب ان تتجاوز ذلك الى اقتراح وتقديم أساليب علمية لتغيير المجتمع الى الصورة المثلى التي توصلت إليها من خلال تحليل المجتمعات القائمة . 5- إن النظرية الاجتماعية ينبغي أن تكون موجهة لصالح المجموعات والفئات الاجتماعية التي من مصلحتها إحداث التغيير في المجتمع ، وليست تلك المجموعات المستفيدة من بقاء الاوضاع على حالها. 2- اللامدرسية ( فك المدارس ) وتتبلور الانتقادات التي وجهها اللامدرسيون الى المدرسة في اعتبارهم المدرسة بوضعها الحالي تمثل سلطة تفرض بالاكراه على جميع افراد واذا اضفنا الى ذلك ما يمثله الفصل الدراسي من بيئة كبيئة ومملة مما يجعل الطالب يكره مكان التعليم . ومن ثم فإن ما يتعلمه الطلاب ليس دائما ما يرغبون بالفعل في تعلمه ، ومن ثم فإنه يعدون لوظائف والاعمال – بناء على تعليمهم السابق – لا يغربون فيها ، وهكذا كله من شأنه أن يجعل الافراد يعيشون حالة من الخضوع والذل |
اصلاح الابناء دون ضرب
من أصعب الحالات التي تمر على الطبيب النفسي تلك التي يكون فيها السبب الرئيس للمرض مواقف العنف التي يتعرض لها الطفل منذ نعومة اظفاره وبأسلوب منتظم ومتصاعد خاصة أن الطفل يخرج الى هذه الحياة مبتسماً بريئاً في تعبيره في رفض أية ظواهر سلبية ضده واذا كان مرتكبو العنف هم أولئك الذين يتوقع منهم الطفل الحماية والأمان فلا أمل ولا أمان حيث يتحول هذا المخلوق الضعيف الى الانطواء ويتشتت تفكيره ولا يقوى على مواجهة الآلام وهذه بداية لأن يدافع عن نفسه بأن يصب الغضب على المجتمع ويبدأ في مرحلة العنف المضاد.
وفي الغالب تترسب هذه الآلام في عقل وذاكرة الطفل وتجعله غير قادر على تحقيق ما يتوقعه وما يحلم به ويصبو إليه فتكون محصلة هذه الأزمات نتاجاً يصعب في بعض الأحيان على المعالج أن يجد له مخرجاَ. ويقول الدكتور أحمد جمال أبو العزايم استشاري الطب النفسي ورئيس الجمعية المصرية للصحة النفسية أن الأطفال الذين يتعرضون الى سوء المعاملة في المنزل فإن ساحة القتال تمتد من منازلهم وتشمل المدرسة وهذا يؤدي بهم الى الفشل الدراسي ورسوب في المدارس والى مصاعب مع سلطات المجتمع المختلفة وفي محاولة من هؤلاء الأطفال الذين يعانون الضرب والذين يعيشون في عالم عدواني غير مريح فإنهم يجنحون الى مصاحبة الأطفال من أمثالهم وتسمع منهم دائماً "أن والدي ومدرسي لا يفهماني ولكن صديقي يفهمني" وهي نواة لظهور العصابات وجماعات البلطجة في الشوارع والمدارس وتجنب الذين يعانون من عدم الثقة بالنفس نتيجة للضرب والإهانة والتهديد والانتقام ولذلك فيجب ألا نتعجب اذا رفض الكثير من الصغار حياة الكبار وأسلوبهم ومفاهيمهم الدينية.. إننا يجب ألا نتعجب أن يلجأ من تعرضوا للضرب لاستخدام العنف ضد أسرهم ومجتمعهم في أول فرصة يستطيعون فيها ذلك. ويؤكد الدكتور أبو العزايم أن بعض الآباء يكرهون ضرب أبنائهم وقد يفعلون ذلك مجبرين وفي الغالب فإن الأب أو الأم يضربان الطفل لحل مشاكلهم وليس لتربية الطفل أو لتحقيق مطالبهم التي تشكل مشكلة لهم.. وقد أظهرت الأبحاث ان الأطفال الذين يتم ضربهم ينشأون قليلي الاحترام للنفس مكتئبين ويقبلون بالوظائف قليلة الأجر لذلك يجب أن نسأل أنفسنا ما هي البدائل لضرب الطفل. لو زاد غضبك من أفعاله؟ إهدأ ولا تنفعل اذا شعرت أنك غاضب وتفقد السيطرة على نفسك وأنك لابد سوف تضرب طفلك، أترك المكان مؤقتاً.. اهدأ بعيداً عن الطفل واسترخ في هذه اللحظات التي سوف تبعد فيها عن طفلك تجد البديل أو الحل للمشكلة. اعط نفسك بعض الوقت من الراحة فالكثير من الآباء يجنحون الى ضرب الأطفال عندما لا يجدون وقتاً للراحة في حياتهم لذلك من المهم أن يحصل الآباء على بعض الوقت من الراحة في القراءة أو تمرينات رياضية أو المشي أو التعبد والصلاة.. كن محباً ولكن كن حازماً وعادة ما يحدث الإحباط والاندفاع الى ضرب الطفل اذا لم يسمع منك الكلام عدة مرات وفي النهاية فإنك تضربه لكي تعدل من سلوكه وكحل آخر لمثل هذه المواقف فإنك يمكن أن تقترب من الطفل وتنظر في عينيه وأن تمسك به بحنان وبكلمات رقيقة وحازمة ما تأمره به مثل "أريدك أن تلعب من دون ضوضاء". إن اعطاء طفلك البدائل هو أفضل من ضربه فعندما يلعب الطفل بالأكل فمن الأفضل أن تقول له "إما ان توقف لعبك بالطعام أو سأضربك". اذا أقدم طفلك على كسر شيء في المنزل فلا تضربه لأنك اذا ضربته فإنه يحس بالغضب والرغبة في الانتقام من الأهل الذين ضربوه وسوف يتعلم أنه اذا كسر شيئاً مرة يجب أن يختبئ أو أن يلفق التهمة بآخرين أو يكذب أو ببساطة ان لا يراه أحد لخوفه من الضرب فهل تريد أن يحترمك طفلك لأنه يخاف منك أم لأنه يحبك.. الأفضل أن تحذره أنه اذا كسرها مرة فسوف يشتريها من مصروفه واذا كسر نافذة الجيران يمكن أن تقول له "أنت كسرت الزجاج ونحن سنصلحه وأنت تشارك بجزء من مصروفك" وأطلب منه إزالة الزجاج المكسور اذا كان قد تعمد ذلك فإن القرار لا يكون على الخطأ بقدر ما يكون على تحمل مسئولية اصلاح الخطأ. ويضيف الدكتور أبو العزايم ان هناك عقوبات أخرى غير الضرب عندما يفعل الأطفال أشياء تم نهيهم عنها واتفق الوالدان معه على عدم تكرارها.. فإنهم يتجهون الى عقابهم وكبديل فهناك عقوبات يمكن استخدامها ويقصد بهذه العقوبات اعادة السلوك الى طبيعة وكمثال لهذه العقوبات أن يطلب من الطفل أداء أعمال منزلية معينة أو أداء بعض الأعمال الشاقة خارج المنزل كتعويض عن عدم سماعه الكلام.. مثل هذه العقوبات ذات الطابع الايجابي تجعل الطفل يلتزم بما نهى عنه وتجعله يقبل العقاب حيث أن ما عوقب به فائدة للأسرة. الانسحاب من النقاش.. أولئك الأطفال الذين يجيبون بصوت عال أو بانفعال شديد ويعانون ويكررون كلمات العناد يؤدي ذلك بالأب أو الأم الى صفعهم بقوة على الوجه أنهم من الأفضل في مثل هذه الأوقات الانسحاب سريعا من المواقف، قل لطفلك سوف انتظرك في الغرفة الأخرى اذا أردت أن تعترض أو تتحدث مرة أخرى عن الموضوع. استخدام عبارات لينة ولكن حاسمة.. لا تضرب يدي طفلك الصغير عندما يمسك أي شيء ولا تعتصر يديه الرقيقة لكي تأخذ منه شيئاً في يده ولكن خذ الطفل الى مكان آخر واعطه لعبة أخرى لكي تشغل انتباه الطفل عما بيده. أبلغ طفلك بالممنوعات مقدما عندما يكون صراخ طفلك عنيفاً وبكاؤه عالياً فإن هذا قد يفقدك أعصابك. الأطفال دائما يستخدمون هذه الانفعالات الحادة عندما يعاقبون على شيء لم يبلغوا مسبقا بعدم عمله أو نتيجة لإحساسهم بالعجز في موقف ما فبدلا من أن تقول لابنك في التليفون مثلا اترك بيت صديقك فورا وتعال الآن قل له أمامك خمس دقائق لتعود الى البيت.. أن ذلك سوف يُسمح للطفل بأن ينهى ما بيده من لعب أو مذاكرة أو حديث من سلسلة مقالات : الطفولة وتقنيات التربية الصحيحة |
كلمات تدمر الطفل
كثيراً ما تتردد بين أفراد اسرنا وفي مجتمعاتنا جمل وعبارات تحمل الاساءة لسامعها واخطر ما في تلك الجمل هي التي يقولها الآباء للابناء دون وعي بآثارها السلبية التي ستقع على أبنائهم والتي قد تكون سبب انحرافهم أو امراضهم النفسية أو عقدهم الاجتماعية أو فشلهم في حياتهم أو قلة ثقتهم بأنفسهم. من هذه الجمل، انك غبي جداً، انك كذاب، أنت لص. «يا صاحب الرأس الكبير» أو «صاحب الانف الضخم» أو «صاحب الرقبة الطويلة».
وما الى ذلك من عبارات الاستهزاء بالشكل او القدح والذم للشخصية يقولها الأهل لابنائهم عندما يشاغبون أو يخطئون أو يثيرون غضبهم قد لا يقصدون منها وصفهم بما تحمله الكلمة من معنى دقيق بل يقصدون بها التخفيف من غضبهم وتوترهم واحياناً تخرج كردة فعل على اخطاء هؤلاء الصغار متجاهلين تأثيرها عليهم ولو انهم امتلكوا الارضية الثقافية والعلمية لادركوا كيف يحولون تلك العبارات السلبية الى عبارات ايجابية وتربوية تحمل التوجيه دون الاهانة أو الاساءة. وللوقوف على هذا الموضوع كان لدنيا الناس هذا التحقيق.. تقول سعاد محمد علي ـ موظفة: كل الامهات يعترفن باقترافهن مثل هذا الخطأ وكلنا نستخدم هذه العبارات التي تضر بالطفل غير ان الأم عندما تقول ذلك لا تعي حقيقة ومدى تأثير هذه الجمل بل تقولها كي تتخلص من الحالة الآنية التي تعيشها او لتتخلص من الحاح الطفل أو تشويشه عليها أو غير ذلك فنسمع الأم تقول «لم اعد احبك» «أنا اكرهك» فعندما تقول الأم أنا اكرهك فهي لا تقصد ذلك ولكنها تقولها من باب «فشة الخلق» أو عندما تقول «لا تلعب فقد كبرت عليه» . وكذلك «فلان افضل منك» فهذه العبارات حسب ما قرأت تسييء كثيرا للطفل معتبرة مبدأ المقارنة بين الاطفال ان كانوا زملاء أو اخوة أو غير ذلك فهو يضر بهم وانا حقيقة في بعض الاحيان استخدم للأسف بعض هذه العبارات ولكن بعد ان اقولها اعود فأرقع الامر وأحاول تصحيح الموقف واعتقد ان السبب الرئيسي وراء استخدام هذه العبارات هو جهل الاهل بخطورتها . وكذلك تلعب الضغوط دورها في استفزاز الاهل فعندما تأتي المرأة الموظفة الى منزلها وتسمع الضجيج فإنها تفقد اعصابها وتحاول اسكات الاولاد بأي طريقة كانت ولكي يبتعد الاهل عن مثل هذه الجمل يجب عليهم قراءة المواضيع المتعلقة بهذه المسألة فالقراءة الكثيرة تجعلهم ينتبهون ويلتزمون ويعرفون كيف يتجنبون هذه الجمل. ضعف الأم تقول ربة منزل احاول قدر المستطاع ان ابتعد عن العبارات التي تخيف الاولاد وعن الاسلوب العصبي أو الصراخ واعاملهم بكل لطافة ولكن معاملتي هذه جعلت الكبير منهم لا يهابني فشعرت وكأنني اخطأت في تربيتهم واصبحت اهدده بأبيه واقول له «ستلقى عقابك عندما يعود أبوك» ولكنه تعود على هذه العبارة وأصبحت لاتثير لديه اية مشكلة مع انه يخشى غضب ابيه ويخافه واعتقد انني اخطأت في كثرة تكرار هذه الجملة . ولذلك فقدت قيمتها واهميتها عنده لانه اعتاد سماعها واعتقد كذلك ان الخطأ في العبارة انها توحي بضعف الأم واتكاليتها على زوجها فلذلك يتكرس لدى الطفل ان امه ضعيفة فيتمادى دون خوف ولو انها تماسكت في كل مرة وعالجت الموضوع بأسلوبها لكان ذلك افضل وانا اعترف كأم ان التربية مسألة شاقة جداً لا تستطيع الأم القيام بها بمفردها دون تدخل الأب بشكل قوي ويضاعف مشكلة الام غياب زوجها المتكرر عن المنزل الشيء الذي يجعل الضغوط تزداد عليها وبالتالي تخرج عن هدوئها وتندفع لقول تلك الجمل التي تضر بأولادها. وراثة موظف يقول: ان دور الآباء كبير في التربية فالطفل كالنبتة كلما اعتنيت به كلما نمت وازدهرت والطفل كذلك مرآة لوالديه فلذلك يجب بداية على الآباء ان يقوموا انفسهم ويتعلموا اساليب التربية الحديثة فمن خلالها يستطيعون التعرف الى الطرق العلمية والتربوية التي تعينهم على تربية ابنائهم وتعليمهم وبصراحة لقد وضعتم ايديكم على الجرح من خلال هذا التحقيق لانه موضوع حساس وكلنا كآباء واقعون فيه ونمارس الخطأ ذاته . وهذا سلوك معظم الناس وانا للأسف من ضمنهم وهو ان دل فإنما يدل على عدم وجود ثوابت تربوية في مرجعياتنا كعرب نمارس ما اعتاد آباؤنا ممارسته معنا كخطأ دون وعي منا ودون محاولة للتحسين وللوقوف على الصواب حيث ترى الواحد منا اذا ما اسديت اليه نصيحة واذا ما اسدينا نصيحة لاحدهم يقول يا أخي هذا ولد صغير ويجب ان ادعه يطمع في معاملتي الجيدة، أو يقول: يا أخي هذا تفسيرك انت بينما هو لا يفهم هذا الكلام، فمعظم كلامنا يدور على تصغير دور الطفل . وتهميشه واعتقادنا بأنه غبي لا يفهم مغزى وعمق الكلام أو الجمل التي نوجهها اليه وهذا أول خطأ نقترفه في التربية هو عدم معرفة امكانيات الطفل وانه ذكي بل قد يكون اذكى من والده. ويضيف اننا بهذا الكلام ندخل مجال الخطأ الواسع ولا نعد نراقب كلامنا أو افعالنا ونورثه ما ورثناه عن آبائنا ليقوم هو بتوريث ابنائه طريق التربية نفسها ويستمر الامر الى ان يأتي الجيل الواعي المثقف والمتعلم فيتخلص من هذا التخلف الذي رافقه . والذي توارثه جيلاً عن جيل ومن العبارات التي ألاحظها تلك التي تقال للطفل «يجب عليك دائماً ان تطيع الكبار» فهو حين يلقن هذه العبارة اي ان يطيع الكبار يجعله ذلك فريسة للخاطفين المستغلين والمطلوب هو تعليم الطفل احترام الكبار لكن مع الشرح له بأنه قد يكون هناك اوقات ليس من الامان فيها طاعة الكبار كأن يحاول احدهم اخذك معه أو يحاول اغراءك ببعض الامور فلا تطعه. مثل هذا التوجيه وهذا الاسلوب وهذه التوعية تعلم الطفل الكثير وهذا ما نحتاجه كآباء . وكذلك ألاحظ على بعض الامهات أو الأباء في المراكز التجارية عندما يرغب طفلهم بشراء شيء وهم لا يوافقون فيرمي الطفل نفسه ويثير المشاكل فتقول الأم له «سأقوم بتركك ان لم تقم» وتكون هي متجهة نحو باب المركز لمغادرته أو تقول «ان لم تأت خلال دقيقة فإني سأغادر المكان» وتجهل الأم انها من خلال هذه العبارة تعمل على تعزيز الخوف الاساسي الشائع لدى الاطفال ما يجعله يعتقد انها قد تختفي ولا تعود أبداً، وهذا ما يقوله المختصون وليس كلامي، والأفضل أن نعطي الطفل دقائق معدودة وأن نعطيه خيارات كأن نقول له إما أن تمسك بيدي أو أن تأتي لأحملك على صدري. (موظف) يقول: عندي خمسة أبناء ومعظمهم قد تجاوز مرحلة المراهقة، وأنا بكل صراحة أقول: لم أكن أعلم بهذه الأساليب الجديدة في موضوع تربية الاولاد، فقمت بتربية أبنائي وكنت لا أتورع عن الصراخ بوجههم وضربهم أحياناً كثيرة، إذا لم يطيعوا أوامري، وبالنسبة لهذه الجمل التي تسيء إليهم كذلك استخدمتها معهم بشكل كبير ولم أكن أعلم انها قد تضر بهم. هذا الضرر الكبير، وكم أتمنى أن يعود أبنائي صغاراً كي أعيد تربيتهم بأسلوب تربوي صحيح. وأنا بصراحة كثيراً ما يؤنبني ضميري بسبب القسوة التي كنت أعامل بها أبنائي، وهذا هو السبب الأساسي لسفر أحدهم وهو الكبير إلى دولة غربية منذ أربع سنوات ورفضه مراراً العودة إلينا، لذا أنصح الآباء الذين لا يزالون في مرحلة تربية أبنائهم الصغار أن ينتبهوا جيداً لأسلوبهم في تربية أبنائهم وأن يتبعوا الأساليب الحديثة في ذلك. افعل ولا تفعل الدكتور ريموند حمدان اختصاصي نفسي، يقول: لاشك ان عبارات الذم والنهي والزجر لا تصلح أسلوباً للتغيير وللتربية، ولن يجد قائلها استجابة من الطرف الآخر ومن الأفضل اعطاء تعليمات إيجابية للطفل تحمل صيغة الأسئلة والأوامر البسيطة والقصيرة، فهي أسهل على الطفل في التنفيذ، فمثلاً من الخطأ أن تقول لطفلك «ابعد قدمك عن الكرسي» بل قل له «ضع قدمك على الأرض» لأنه قد يبعد الولد قدميه عن الكرسي . ويضعهما على الطاولة مثلاً أو مكان آخر، ومن الخطأ كذلك أن تستخدم مع الطفل أسلوب النهي كأن تقول له لا تفعل كذا والأفضل أو الاصح ان تقول له افعل كذا وكذا فلا تقل له «لا تأكل من هذا الاناء، بل قل له من فضلك كل من ذاك الإناء» ولا تقل «لا تجلس على هذا الكرسي» بل قل «اجلس على ذاك الكرسي» وحذارِ من وصف الطفل بالأوصاف الخسيسة أو السيئة كأن تقول له «يا غبي»، «يا مزعج» أو «يا كسلان» وغيرها من الكلمات التي لا ينبغي ذكرها أمامه، وهذه الكلمات بالغة الخطورة . وقد تصبح مع التكرار صفة لازمة للولد فيقتنع أنه كسلان مثلاً وعندها يصبح من الصعب أن تقنعه بالعكس أو بأن الذي مر به ما هو إلا كبوة ويجب تجاوزها، وقد تخلف هذه الكلمة لديه الكثير من المشكلات النفسية كعدم الثقة بالنفس أو الكره والحقد لكل من هو مجتهد أو المشكلات الاجتماعية بأن يصبح حقيقة كسلاناً فيمتنع عن العمل وعن الدراسة ويتسم مسلكه بالسلبية في المجتمع فيغدو لا قيمة له وعالة على الآخرين، وبعض الأهل عندما يصل ابنهم إلى هذه النتيجة لا يدركون انهم السبب فيما وصل إليه. وان أسلوبهم في تعاملهم معه عندما كان طفلاً كان أسلوباً خاطئاً فيستمرون بمعاملته بالأسلوب ذاته، وكم هم كثر نماذج هؤلاء الآباء والأمهات، وإذا كان لابد من النقد فلا ينبغي نقد الذات وإنما نقد العمل والفعل الذي قام به كأن نقول له «إن ضربك لأخيك عمل غير حسن» بدلاً من أن نقول له «أنت ولد سييء وقاس أو متوحش» فهذه الطريقة تعين الطفل كثيراً على ضبط سلوكه ونستطيع من خلالها ايصال رسائلنا التي نريد وسينفذ الولد ذلك بالاضافة للأسلوب الحسن الذي سيتعلمه منا لو استخدمناه معه وسيصبح منهجه في الحياة وبالنسبة لتنفيذ الأوامر. من الأفضل استخدام فعل الأمر بشكل بسيط وسهل وواضح، فمن الخطأ أن تقول له «ألا تستطيع ان تحضر كتابك» والأفضل أن تقول «اذهب واحضر كتابك الآن» وتجنب قول «ألا تستطيع ان ترني ذلك» والأفضل أن تقول «أرني ذلك» ومن العبارات التي تسيء للطفل كذلك والتي نسمعها كثيراً «انك غبي جداً» فعادة ما يقول الآباء هذه العبارة عند الغضب لكنك ان تعودت على قولها فإن طفلك قد يبدأ في تصديقها والأفضل أن تقول له «كان ما فعلته شيئاً سخيفاً.. أليس كذلك؟». ومن العبارات السلبية قولك «انظر إلى كل ما بذلته من أجلك» تعني هذه العبارة «لو لم تولد أنت فإن حياتي كانت ستكون أفضل» إن ذلك سخفاً من الاب فالأطفال لم يطلبوا أن يولدوا وعلى من يرغب بالانجاب أن يقدم التضحيات دون تقديم المن. ومن الجمل كذلك «انك كذاب أو لص» معظم الاطفال قد يستولون على شيء ليس ملكاً لهم ثم ينكرون معرفتهم بذلك حين مطالبتهم به، وما ذلك إلا لحب التملك الذي يكون فطرياً في الطفل، ولكن يتحول الأمر الى مشكلة عندما نقوم بردة فعل غير محسوبة ونتهمهم بالسرقة والكذب. مستويات منطقية جمال فيصل الطويل (باحث اجتماعي) يقول: إن لعالم تربية الاطفال أسرار لا يمكن اقتحامها بسهولة أو معرفة حقيقتها إلا لمن يواكب تطور العلوم والنظريات التربوية والاجتماعية، وللأسف الكثير من الآباء بعيدون أو مشغولون عن الاطلاع على تلك النظريات التربوية ولم يسبق لأحدهم حتى قراءة كتاب عن تربية الاطفال من منظور اجتماعي ولا أعتقد ان مثل هذا الأب ينجح في تربية ابنه تربية سليمة صحيحة ومعافاة. وإذا ما تحدثنا عن الاخطاء التي يقع فيها الآباء فهي كثيرة، وما يخصنا في موضوعنا هذا الجمل والعبارات التي لا ينبغي قولها للطفل مثل «الرجال لا يبكون» فلهذه الجملة خطورة أولها تلقين الصبية مخالفة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، فقد ورد في السنة انه أمر بالبكاء خشية الله وذم من لا تبكي عيناه. ومن الناحية النفسية يعد البكاء متنفساً للانسان حيث يفرغ ما يحمل من شحنات عبر هذه الدموع، فكيف لنا أن نمنع الطفل عن البكاء بالاضافة الى أن البكاء تعبير طبيعي عن حالة ما يمر بها الانسان ومن العبارات كذلك قولهم «يجب ألا تكون الأول دائماً» والأفضل أن نقول «من الأفضل لك ان تفهم المنهج جيداً وأن تتفوق وأن يكون مجموع علاماتك في أعلى مستوى ممكن» فبهذا القول يتحول الأمر من تنافس بين الطلاب بعضهم بعضاً الى تنافس بين الطالب والمجموع النهائي الذي يجب أن يحرزه. أو كأن نقول للفتاة «انت بنت وهو صبي» هذه العبارة لا تجوز مطلقاً لأنها مخالفة لأبسط الحقوق الانسانية كالعدل، فهي تحمل الظلم وتجعل الفتاة تشعر بالدونية وبالتفرقة بينها وبين أخيها على أساس الجنس الذي لم يكن لها الخيار في اختياره، ما يجعلها تحقد على الجنس الآخر، وهناك جمل يتبادلها الابوان على مسمع من أبنائهما كقول الأم لزوجها «لم أعد استطيع السيطرة على ابنك» عندما يسمعها الولد يشعر بنشوة النصر على أمه . ويفرح لأنه يلفت النظر، كما ان الطفل بحاجة فطرية للسلطة، وانعدامها يسيء له ويقلقه، ورغم حاجته للسلطة إلا أن التمرد طبع أصيل فيه، وهذه العبارة تسهل على الطفل المتمرد وتعينه على العصيان ثم ماذا عن الأم التي فشلت في السيطرة على طفلها الصغير.. هل ستنجح في التعامل معه عندما يصبح مراهقاً مشاكساً؟ وهناك جملة كثيراً ما تستخدمها الامهات وهي «إن لم تنم فسآتيك بالطبيب ليؤلمك بإبرته»، أو «إن لم تصمت أو تجلس أو تهدأ فسآخذك للطبيب ليعطيك ابرة». فلا يجوز أن تلقن الأم لابنها معلومات خاطئة لأن الطفل يصدق كل ما يقال له ولا يجوز لها أن تخوفه من الطبيب الذي قد يحتاج اليه يوماً ما، أضف إلى أن الطفل قد يتعلم الكذب ليحصل هو الآخر على منافع عاجلة وقد تختبيء هذه المخاوف في عقله اللاواعي، فإذا احتاج يوماً لإبرة الطبيب بدا جباناً. ويضيف: يمكن التأثير على الاطفال من خلال المستويات المنطقية الستة وهي: 1ـ مستوى البيئة: وهو أقل المستويات تأثيراً وهو ان ترجع نجاح طفلك إلى البيئة كأن تقول له أنت في هذه المدرسة الممتازة لذلك سوف تنجح. 2ـ مستوى السلوك: وهو أعمق تأثيراً بقليل كأن تقول للطفل أنت تنجح وأنت تتفوق. 3ـ مستوى القدرة والمهارة: وهو أعمق تأثيراً مما قبله مثل أنت قادر على النجاح أو على التفوق أو على الابداع، أنت تستطيع أن تصدق دائماً. 4ـ الاعتقاد والقيم: وهو أعمق في التأثير، حيث نرسخ هنا المعتقد الصحيح عند الطفل كأن نقول له انت تعتقد ان النجاح مهم أو أنت تؤمن ان الصلاة فرض. 5ـ الهوية والانتماء: وايضاً يكون التأثير أفضل وأعمق وهنا تعطي الطفل الصفة التي تريدها على انها هي هويته كأن تقول أنت الناجح ابن الناجحين أو انت الصادق ابن الصادقين. 6ـ الصلات الروحية: وهو أعمق المستويات تأثيراً، فتقول للطفل الله سبحانه وتعالى اعطاك القدرة على النجاح وان الله تعالى يرضى على نجاحك أو عن صفاتك الأخلاقية. هذه هي المستويات المنطقية العصبية التي يستطيع الأهل من خلالها توجيه الابناء وادراك الأسلوب الصحيح في مخاطبتهم من سلسلة مقالات : الطفولة وتقنيات التربية الصحيحة |
معالجة مشاكل الطفل كثير الحركة و نقص الانتباة
فرط الحركة و نقص الإنتباه
تشتكي بعض الأمهات من كون ابنها دائم الحركة ، فهو لا يهدأ منذ أن يستيقظ وحتى ينام. ولا شك أن هذا شيء مزعج ومتعب ومرهق للأعصاب. كما أنه يجعل الأم يحرم الأم من التواصل الإجتماعي، ويضطرها للتفرغ الكامل لابنها تقريباً. ما هي الأعراض التي يجب ملاحظتها : تختلف شدة الأعراض ، و زمن ظهورها ، لكنها عادة تنقسم إلى مجموعتين : أ ـ نقص التركيز و من مظاهره: - عدم القدرة على الانتباه و متابعة الشيء حتى النهاية. - عدم الرغبة في الأعمال التي تتطلب تركيزاً ذهنياً " مثل الدراسة ". - شرود الذهن عن الموضوع الأساسي المطلوب التركيز فبه. - كثرة نسيان المهام المطلوبة يومياً. ب ـ فرط النشاط الحركي والاندفاعية و من مظاهره: - عدم الإستقرار في مكان الجلوس. و كثرة التململ. والحركة عند الإجبار على الجلوس. - الجري بسرعة بدون انتباه و تسلق الأشياء الخطرة. قد يصفه البعض "كأنه شغال على موتور" . - كثرة الكلام و عدم الفدرة على الإلتزام بالنظام و الترتيب في الكلام أو اللعب. - الإندفاع في الأجوبة ومقاطعة الآخرين. يجب أن لا يتم التشخيص بشكل قاطع ما لم تكن بداية هذه الأعراض أو بعضها قبل سن السابعة ، وأن تظهر في أكثر من مكان مثل البيت والمدرسة و العمل... رغم ما قيل في هذا الإضطراب من أشياء كثيرة ، فقد تأكد أن الوراثة هي إحدى العوامل التي تؤدي إلى ظهور "فرط النشاط الحركي". وكثيراً ما تزول أو تتحسن هذه الصفة مع التقدم في السن ، وهي قد تحدث حتى عند الأطفال العاديين بل وعند شديدي الذكاء كما نشاهد في حياتنا العملية باستمرار. و لكن فرط النشاط الذي يحدث عند المتخلفين عقليا يتميز بكونه غير هادف و بعتبر امتداداً لمرحلة فرط الحركة الطبيعية التي تحدث عند الأطفال والصغار. كيف نعامل هؤلاء الأطفال : 1- يحسن ، بل يجب أن نجعل لهؤلاء الأطفال نظاماً يومياً ثابتاً نطلب منهم أن يطبقوه بدقة ، وأن يكافؤوا على تطبيقه بالمديح والتقدير. والقواعد الواجب عليهم اتباعها يجب أن تكون سهلة واضحة وقليلة قدر الإمكان وأن تترافق بحدود دقيقة. ويجب الإصرار على هذه القواعد ولكن بعدل ولطف من خلال شيء من الحرمان أو التضييق في حال التجاوز. 2- يجب تجنب المنبهات الشديدة والإثارات الزائدة والتعب. 3- يجب الحرص على الهدوء قبل موعد النوم بمدة كافية. 4- يحسن عدم اخذ هؤلاء الأطفال في رحلات طويلة بالسيارة أو أخذهم للأسواق لساعات طويلة ، وذلك مخافة التنبيه الزائد المستمر وبالتالي تصعيد النشاط. 5- بالطبع يجب أن يكون البيت خاليا من الأشياء القابلة للكسر أو الثمينة أو الخطرة أو بالأصح أن تكون بعيدة عن متناوله. 6- يجب إشعار الطفل بإدراكنا لجهوده الناجحة في تحسين سلوكه وإنجازاته ، وتقديرنا لها ، وأن نمدحه على ذلك. ومن أمثلة ذلك إعطاء الطفل مكافآت تشجيعية عند تحسين السلوك من نوع النجوم أو الصور التي يمكن أن يستبدلها الطفل بلعب أو فسح. 7- هنالك بعض الأدوية التي قد يصفها الطبيب للمساعدة في حل هذه المشكلة أو التعايش معها بالأحرى من سلسلة مقالات : الطفولة وتقنيات التربية الصحيحة |
اساليب تربوية خاطئة
قد يمارس الآباء أساليب تربوية خاطئة وهم غافلون عن دورها السلبي والمؤثر في عملية التربية، فتحل عزيزي المربي بالحكمة والصبر والرحمة لتتمكن من السيطرة وتوجيه السلوكيات الخاطئة لأبنائك...
استبيان: عزيزي المربي قبل أن تقرأ الموضوع، أجب عن الأسئلة التالية بصدق لتعرف مدى فعالية أسلوبك التربوي. 1- هل تصرخ في وجه أبنائك لارتكابهم أية أخطاء ؟ - نعم. - لا 2- أتجعل التضارب في القرارات سمة من سمات أسلوبك التربوي؟ - نعم . - لا . 3- أتستهدف أحد الأبناء أحياناً دون غيره بالنقد والتجريح ؟ - نعم. - لا. 4- أتدقق في كل الأخطاء التي يرتكبها أبناؤك سواء كانت صغيرة أم كبيرة؟ - نعم . - لا. 5- أتهدد أبناءك كثيراً ثم تتنازل عن تهديدك ؟ - نعم. - لا . 6- أيكون عقابك قاسياً لأبنائك في لحظات الغضب؟ - نعم. - لا. إذا كانت إجابتك عن الأسئلة الستة لا، فهنيئاً لك أيها المربي فأنت تسير في خطوات ثابتة نحو التربية السليمة أما إن أجبت عن أحد الأسئلة بنعم فنحن ندعوك لقراءة الموضوع معاً. مسؤوليتك التربوية: قد يفاجأ الآباء والأمهات بالسلوكيات الخاطئة لأبنائهم، فقد يتعجلون ويتخبطون لحل هذه السلوكيات ولكن دون إحراز أي نتيجة إيجابية في حل المشكلات التربوية، فالتربية مسؤولية ولتحمل هذه المسؤولية يلزمنا الصبر والحكمة، وفي وقتنا هذا يشتكي كثير من الآباء والأمهات من عناء تربية أبنائهم وبعدم السيطرة على سلوكياتهم وإذا أردت – عزيزي المربي- عزيزتي المربية- أن تكون تربيتك بلا عناء لا تُنزل من قدر نفسك فكيف ذلك؟ وما الطريقة إلى هذه التربية؟ هذا ما ستقرؤه معنا في هذا الموضوع. الكدح والعناء ويتحدث د. إبراهيم الخليفي قائلاً: هناك فرق كبير بين مصطلحين بحياتنا وهما الكدح والعناء فالعناء يعني الشقاء وأما الكدح فهو بداخلنا ولا نستطيع العيش دون كدح فقد قال الله تعالى: ( يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه). فالذي يقول: إنه يعيش بلا كدح، فهو إنسان متوهم فالحياة دون كدح دائمة الإحباط، لأن الله يريد أن يزكى بالكدح عباده ويريد أن يطورهم وينميهم، فهو وسيلة من وسائل التنمية، والشقاء هو حالة من البؤس والتعب واليأس، وكما قال الله تعالى للمؤمنين دعاء السعادة وهو ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)، ففي الآخرة سعادة لك، كما في الدنيا تماماً. وما أريد قوله هو أن يكون كدحك لذيذ فكيف ذلك. من الكادح؟ مفهوم الإنسان الكادح ينطبق على أناس تتميز بهم شروط هذا المفهوم، فالإنسان قد يكون كادحاً ولكن إما كادحاً سعيداً أو كادحاً شقياً. 1- الكادح الشقي: ننظر إليه بهذه الآية الكريمة والتي تقول: ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد) وهذه الآية تعني ما المطلوب منك وماذا ستفعل غداً، وقد أخص بهذا التفكير ( المؤمنين) بقوله ( يا أيها الذين آمنوا)، فالمستقبل بيدك، ويجب أن تعرف ماذا ستفعل في هذا المستقبل، فالكثير من الناس يتحجج بالله، فيقصر بالعلم ويقصر في مجالس العلم والعلماء وفي البحث، ويقبل بالدنيّة بينما العاقل من دانَ نفسه وعمل لما بعد الموت، فهذه الآية تقول من لا يعرف حياته ومستقبله ولا ما سيفعل غداً سيكون شقياً فبذلك يكون الكادح شقياً بانعدام التعلم عنده ويكون إنساناً جاهلاً، وأبو جهل عندما سمي بهذا الاسم لأنه كان جاهلاً لا علم عنده، فالجاهل هو الذي لا يملك علماً لينفعه في دينه ودنياه، أما الإنسان المتعلم أمثال أبو الحكم وتسميته بهذا الاسم لأنه صاحب حكمة ومعرفة وعلم. 2- المتخبطون في العمل: وهم الذين ضل سعيهم ويرجعون في مسائلهم إلى أهل الدنيا ولا يسألون أهل العلم والذكر والمعرفة، والذين وصفهم الله في آيته الكريمة: ( الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) ويكون الكادح شقياً بتخبطه في عمله وبضلالة سعيه في الدنيا. 3- هجران ذكر الله: فإن ذكر الإله للقلوب قوت ما ينتهي فإنها تموت. 4- الصبر ضياء: وهو كتاب الحكمة المفتوح، فنحن نجد الكثير من الآباء والأمهات عندما يدرك أن لابنه وابنته علاقة مع رفاق السوء أو وقعوا في الأخطاء لا يجعلون لعلاج هذه المشاكل الصبر بل بالعجلة وإنما هي من الشيطان، فالكدح يحتاج إلى الصبر، ومن أراد شيئاً فيلاقيه بالصبر حتى مقاومة الشهوات والرغبات وهذه تعتبر طاقة ولو لم تفرغ بالصبر فلن تستطيع أن تقاومها، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول في حديثه الشريف: الصبر ضياء، وقال الله تعالى في الآية الكريمة: ( استعينوا بالصبر والصلاة) فالصبر ضياء والصلاة نور. وسائل الترويح إن الترويح النفسي ضروري جداً وذلك حتى لا تتراكم الضغوط النفسية، فالابن يحتاج إلى وسائل للترويح عن نفسه منها: 1- الصلة بالله تعالى ( صلاة – ذكر – عمرة ). 2- خلوات الراحة ( أن لبدنك عليك حقا ). 3- القراءة والاطلاع . 4- الصداقات المفيدة. 5- الدورات والحوارات والمحاضرات ومواقع التثقيف. • احرص على : ليكن نظامك التربوي مما ينمي ولاء الأبناء فيكونوا لك شركاء ولا يسببون لك العناء.. فاحرص على أن تتصف بالأمور التالية: - بالمحبة والاحترام اللذين يكفلان شعور الأبناء بالأمن. - بالمشاركة والتفاهم اللذين يكفلان شعور الأبناء بملكية النظام. - بالتقدير والتشجيع اللذين يكفلان شعور الأبناء بالانتماء. - بالموضوعية والتحقق اللذين يكفلان شعور الأبناء بالعدالة. سلبيات تربوية: لا تتفاجأ إذا جاءت بعض النتائج سلبية رغم المحاولات المستمرة في توجيه الأبناء، فسبب ذلك يكمن في تنوع أساليب التربية التي علينا – عزيزي المربي- أن نتعرف عليها من سلسلة مقالات : الطفولة وتقنيات التربية الصحيحة |
مبادئ التربية السليمة
المبدأ الأول لعملية التأديب هو الاتجاه الوسَطي في التربية لدى الآباء والأمهات... بمعنى أوضح أن يكون الاختيار الوالدي بعيداً عن الصرامة والقسوة والإرغام من جهة والتساهل والتسامح المفرط من جهة ثانية..
فالصرامة في التربية تنشئ أطفالاً يعانون من المعوقات النفسية والاضطرابات السلوكية مثل الانطوائية والخجل والإرهاب الاجتماعي... يجد وراءه كل ترسبات الاضطهاد الطفولي للعيادات النفسية... والتساهل المفرط -اترك ابنك يفعل ما يشاء- تؤدي إلى تجرد الطفل من كل الضوابط والحدود والقيم... وينشأ عاجزاً عن وضع آلية للتكيف مع المجتمع... 2- إشراك الطفل في حلّ المشكلات وإبداء الرأي: الدوافع التي تبني السلوك لدى الطفل تحركها طرق التعامل معه والمساحة الإيجابية المخصصة له والقيمة الذاتية التي ننشئها بداخله... ومن أفضل طرق التأديب ووضع الهدف على مكمن الإحساس بقيمته إشراكه في مناقشة وإيجاد حلول للمشاكل التي تواجهه... إذ أن شـعوره بالقيمة الذاتية وثقة الآخرين -الكبار- في رأيه من خلال مشاركته تكون أفضـل وســــيلة لتأديبه... الطفل بحاجة إلى أن يتعلم كيــــف يتخذ قراراته الشخصية ويحل مشاكله ويواجه الأحداث والمستجدات مهتدياً بما تعلمه من توجيهات نصائح الوالدين... دون أن يكون معتمداً كلية على الكبار... 3- التهذيب تدريب على حسن التصرف: التهذيب يعني تدريب الطفل على السلوك الحسن والسيطرة على النفس والدوافع السلبية بشخصيته.. ولذلك كان التهذيب إحدى الوسائل الإيجابية لتأديب الطفل من خلال تدريبه على ممارسة الحسن والتحضير المسبق لما نريد من الطفل... والتحضير المسبق لفنون توجيه الطفل أمام السلوكيات غير المقبولة... الاستعداد المسبق يهيئك نفسياً لتعامل إيجابي مع الطفل... ومن الاستعداد المسبق كذلك التخطيط وإعداد الأساليب الفعالة والإيجابية للتعامل مع سوء تصرف الطفل. 4- قلّل من الكلام وأكثر من العمل: الأحاديث الطويلة والمتشعبة مع الطفل تدفعه إلى عدم الإصغاء والتهرب من سماع الكلام والشعور بالملل المستمر من الأحاديث الوالدية... ولذلك ينبغي استبدال الكلام أحياناً كثيرة بمواقف عملية.. تخيل نفسك أخذت ابنك إلى حديقة ألعاب.. ورأيت إصرار ابنك على عمل غير مقبول، قم بتنبيهه مرتين فإذا لم ينصع لك... أنه الزيارة واترك الحديقة تعبيراً منك عن عدم قبول سلوكه... فإذا ندم الطفل وأبدى استعداده وندمه على السلوك المرفوض امنحه فرصة للتغيير... وخذ منه وعداً بذلك. وهذا هو فن تأديب الطفل بالعمل لا بالصراخ والقسوة... حل المشكلات معاً: يعدّ حلّ المشكلة أسلوباً فاعلاً، لأن الأطفال يعطون الاحترام، والتشجيع ليصبحوا مشتركين ومهتمين بالاعتناء بأنفسهم، هذه بعض الخطوات الرئيسة المشتركة في حل المشكلة: 1- اختاري وقتاً هادئاً، وغير منقطع لتطرحي المشكلة. 2- ابدأي بتعريف، المشكلة وتحديدها بتعابير غير عاطفية. 3- امنحي طفلك جانباً من القصة، أصغي إليه بهدوء. 4- ناقشي حلولاً عدة يمكنك جمعها مع بعضها. 5- قرري مع طفلك أي حل ستستخدمين، وقومي بإنجازه. إنّ الهدف من عقد جلسة حلّ مشكلة ناجحة هو أن تتذكري أنك تعملين مع طفلك للتوصل إلى حل، إذا كان لديك حل واحد في عقلك، ولا شيء آخر سيرضيك فإنّ هذا ليس أسلوباً صحيحاً تستخدمينه في هذه اللحظة، إنّ حل المشكلة سيثمر فقط إذا كنت راغبة بأن تكوني مرنة، ومتفتحة لأفكار طفلك. لقد رأيتُ الوالدين يستخدمان هذا الأسلوب بنجاح لحلّ المشكلات المرتبطة أو معارك وقت النوم، أو رياضة، أو دروس تعليمية أو المصروف، أو قضايا متنامية أخرى. إنّ جمال هذه الطريقة يكمن في اشتراك الأطفال في علاج حل المشكلة، فهم قادرون أكثر على مواصلة إنجاز الحل من أن تفرضي عليهم حلك الخاص بك. يسأل معظم الوالدين أي عمر يعدُّ فيه الطفل كبيراً بما فيه الكفاية ليساعد في حل المشكلة، فنجيب: إنّ الطفل في عمر الدراسة في المدرسة يستخدم هذه الطريقة، حتى إنّ طفلا لم يبلغ من العمر سنتين ونصف السنة يعلمنا نواحٍ عدة من سلسلة مقالات : الطفولة وتقنيات التربية الصحيحة |
خطوات التربية الإيجابية
تطبيقات التربية الإيجابية
علاج الخوف (1) نستمر في تفعيل معالجة ظاهرة الخوف عند الأطفال لأنها فعلاً من أكثر السلوكيات إزعاجاً واستفحالاً ولآثارها السلبية على مستقبل التكوين الشخصي للطفل. ونستكمل حديثنا عن أسس علاج من ظاهرة الخوف لدى الأطفال . 1- تقليل الحساسية والإشراط المضاد: الهدف هو مساعدة الأطفال الخوافين وذوي الحساسية الزائدة ليصبحوا أقل حساسية أو غير مستجيبين للموضوعات التي تستثير حساسيتهم، والقاعدة العامة هي أن الأطفال تقل حساسيتهم من الخوف عندما يتم إقران موضوع الخوف أو الفكرة المثيرة له بأي شيء سار (إشراط مضاد counter-conditioning)، فمن المفيد جداً جعل الأطفال يلعبون إحدى ألعابهم المفضلة أو ينهمكون بأي نشاط ممتع أثناء الخوف، فجميع أشكال المخاوف المحددة يمكن محوها بهذه الطريقة. وعلى سبيل المثال يمكن للطفل أن يرتدي زي بطل معروف... ويقوم بتمثيل بعض المشاهد في غرفة خافتة الإضاءة كخطوة أولى للتغلب على الخوف من الظلام، كما يمكن للطفل أن يلعب لعبة الاستغماية في غرفة مظلمة فيختبئ الأب أولاً بينما يبحث عنه الطفل ثم يختبئ الطفل ويحاول الأب العثور عليه، ويحدث تقليل الحساسية بشكل طبيعي عندما يمكَّن الأطفال من مشاهدة حادثة مخيفة عن بعد، فالتقدم التدريجي يؤدي إلى تزايد الشجاعة شيئاً فشيئاً. وينبغي أن تقرأ للطفل قصصاً البطولة تتيح له فرصة اللعب مع بعض الحيوانات الصغيرة بدلاً من الاعتماد على الإقناع فحسب، وهذا كله يؤدي إلى نقص طبيعي في المخاوف. والخوف يمكن أن يتحول إلى نشاط، فوجود العائلة معاً يساعد في تقليل الحساسية حيث إن الأطفال يشعرون بالأمن بشكل أكبر عندما يكونون في جماعات، ويمكن أن يستعان بمراهق من المجاورين ليمارس مع الطفل بعض النشاطات التي يخاف الطفل منها مثل السباحة أو الرياضة، فالأطفال يعجبون عادة بالمراهقين وبذا يصبح النشاط مصدر متعة للطفل. وبعض الأطفال يفزعون من صوت الرعد، ويمكن للآباء أن يقلدوا ذلك الصوت وأن يطلبوا من الأطفال عمل ذلك، وينبغي كذلك أن تُشرح العواصف للطفل وأن توضح، ويمكن تحويل مشاهدة المطر والبرق إلى لعبة يُسأل فيها الأطفال - كم عدد ومضات البرق التي تحدث خلال دقيقة؟ كم يمكن أن يتجمع من المطر في فنجان خلال 51 دقيقة؟ - ، وهكذا ينبغي تشجيع الأطفال على تقليل الحساسية الذاتي (self - desensitization). ويمكن أن يتعلموا استخدام هذه الطريقة وحدهم لمواجهة أي خوف، كأن يقوموا بمشاهدة صور الحيوانات والوحوش المخيفة في كتاب ثم يلونونها أو يكتبون قصصاً عنها، ثم يقومون بمناقشة مخاوفهم مع إخوتهم... الخ، ويؤدي ذلك إلى تغيير الشعور بالعجز إلى شعور بالفاعلية نتيجة القيام بعمل بناء. إن المواجهة المتكررة لموضوع الخوف تؤدي إلى تقليل الحساسية، بينما يؤدي تجنب المواقف المخيفة إلى إطالة حالة الخوف أو زيادة شدته. 2- ملاحظة النماذج: تعد هذه الطريقة طريقة طبيعية لتقليل الحساسية. فالطفل يتعلم من خلال الملاحظة كيف يتعامل الأفراد غير الخائفين مع المواقف، والطفل الذي يلاحظ ذلك يبدأ بشكل تدريجي بالتعامل دون خوف مع مواقف تزداد درجة الإخافة فيها شيئاً فشيئاً، ويفضل أن تكون النماذج من الأشخاص العاديين حتى لا يرى الأطفال النموذج وكأنه شخص يتمتع بصفات خاصة تجعله قادراً على أن يكون شجاعاً. إن الملاحظة تقنع بعض الأطفال بأن ما يخافونه هو في الواقع لا خطورة فيه، ومن الأمثلة على ذلك استخدام نماذج متلفزة من الرفاق لمساعدة الطفل للتغلب على قلق الامتحان، فقد تم تعريض النماذج بشكل تدريجي لمواقف امتحان تزداد إثارتها للخوف شيئاً فشيئاً، وبذا أصبح الأطفال الذين قاموا بالملاحظة أقل خوفاً من الامتحانات المدرسية. ومن هذه الأمثلة أيضاً الاستخدام الناجح لمراقبة أطفال ينجحون في دخول المستشفى وفي أن تُجرى لهم عمليات جراحية. إن على الآباء أن يستغلوا كل فرصة تسنح لتهيئة أطفالهم للمواقف التي تنطوي على احتمال بأن تكون صادمة، وبمعرفتك للطرق المتوافرة للتهيئة (مثل الأفلام) يمكنك أن تستعين بمثل هذه الطرق لمساعدة طفلك الخائف |
مشكووووووووووووووور وجزاك الله خيرا
|
مشكووووووووووووووور وجزاك الله خيرا
|
مشكووووووووووووووور وجزاك الله خيرا
|
التعليم عن بعد وفق البيداغوجيات الحديثة
.. يعتبرالتعليم والتعلم من الأسس التي نادت بها كل التربويات على اختلاف مرجعياتها ، سواء الحديثة أو التقليدية، فهو يمثل صيغة تربوية ذات إمكانات واسعة تمكن المتعلّم من مراجعة بنيته المعرفية وإعادة ضبط صلته بالمعرفة باستخدام برامج للتعلم وخطط للتدريس وتعتمد أقل من ذي قبل على نقل المعلومات وتوجيه المتعلّم وتمكن الطالب من ممارسة التعلّم الذاتي وفي دراسة تحليلية لمفهوم التعلّم المفتوح عن بعد في ضوء تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أعد مجموعة من الباحثين دراسة تتعرض إلى التغيرات التي يمكن أن تطرأ على التعليم المفتوح والتعلّم عن بعد في ضوء تقنية المعلومات والاتصالات. مفهومالتعليم المفتوح الدراسة تناولت تعريف مفهوم التعليم المفتوح والتعرض لنظام التعليم عن بعد والنتائج العملية التي تعود من جراء التحول من التدريس التقليدي الى هذا النوع من التعلّم. وأشار الباحثون إلى أن مفهوم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وبعض المصطلحات المرتبطة به وهي النص المتفاعل، الوسائط المتفاعلة، الدائرة المشتركة. كما تناولت أيضاً العلاقة بين المعرفة كعملية عقلية ومفهوم التفاعلية وأهمية التفاعل ونظرية السرعة المعرفية في نظام التعلّم عن بعد. وأكدوا أن التغيرات التي تطرأ على المجتمع في أشكال الحياة وفق ثورةالمعلومات التي نعيشها الآن تفرض عليه فلسفة قوامها الاعتراف بحق المتعلّم في اختيار نوع التعليم الذي يتوافق مع قدراته واستعداداته وتحديد مستقبله، كما أضافت هذه التغيرات اتجاهات وقضايا تدور ليس فقط حول التفاعل بين المتعلّم والمعلم ولكن التفاعل بين المتعلّم والمعرفة. وبهدف جعل هذه الإستراتيجية أكثر واقعية وأقرب إلى التطبيق، فإنه لابد من التأكيد على بحث الوسائل التي تساعد المتعلّم على الوصول إلى مصادر المعرفة بسهولة ويُسر من أجل إرساء تربية تحررية وتمكينها من مجابهة خصائص المتعلّم بأسلوب التفاعل المثمر الذي يكفل للمتعلم سلوكاً يتسم بالاستقلالية والمسئولية حيث إن النمو السريع للوسائط المتعددة والنمو الفلكي للانترنت. والتآزر السياسي والشعبي للطريق السريع للمعلومات، خلق أسواقاً جديدة وإمكانات عالية في مجال تقنية المعلومات والاتصالات حيث تجاوزت المبيعات السنوية للأقراص الممغنطة وألعاب الفيديو 15 مليار دولار. وأكد الباحثون فيالدراسة انه حينما نتحدث عن التعلّم المفتوح فإنه يشار بذلك الى نوع من التعليم أكثر انفتاحية من أنواع التعلّم الأخرى واضعين في الاعتبار نوع التعلّم الآخرالمقابل والذي يمكن أن يعرف على انه التعلّم التقليدي. ويوصف التعليم المفتوح بأنه التعلّم الذي يحدث تحت ظروف يكون فيها المتعلّم متحكماً بدرجة عالية في أبعاد المكان والزمان والمحتوى وطرق التدريس ولتوضيح ما يُقصد بالتعلّمالمفتوح. وأشارت الدراسة الى بعض المعالم الرئيسية الخاصة بالتعليم المفتوح وهي: معالم التعليم المفتوح: إنه في هذا النوع من التعلّم يأخذالمتعلّم دور القيادة في تحديد ما يرغب معرفته ويتلقى مساعدة من موجه أو متعلم آخر لديه المعرفة الكافية عن وسائل جيدة لتنقيح وتوصيل أهداف التعلّم. ويمارس المتعلّم مستويات من التحكم في كيفية التعلّم من خلال قراءة نص أو الاستماع إلىمحاضرة أو من خلال ممارسة عمل تطبيقي، إضافة لذلك فإن التعليم مجدول ومكون بطريقة تلاءم المتعلّم، فقد يحتوي على مواعيد الانتهاء من إنجاز هدف التعلّم ومواعيد وجداول أنشطة التعلّم. كما يستخدم التعلّم المفتوح التقنيات الخاصة بالتعلّم الذاتي مثل الفيديو والبرامج الصوتية وبرامج الكمبيوتر وغيرها. التعليم عن بُعد أما بخصوص التعليم عن بعد، فهو شكل من أشكال التعلّم حيث لا توجد قيود جغرافية بين المتعلّمين والمرشدين ويتضمن التعلّم عن بعد إمكانات خاصة توفرها وسائط الاتصال مثل التلفزيون والراديو مع استخدام مصادر حزم التعلّم الخاصة بمقررات دراسية. ويتطلب التعلّم عن بعد كميات وفيرة من الأعمال التربوية التي يجب أن تعد أو التي أعدت فعلاً بواسطة المرشدين والمؤلفين ومصممي برامج المقررات الدراسية وغيرهم. وتؤكد الدراسة أن موضوع التربية والتعلّم عن بعد يشير الى الأشكال المختلفة للدراسة على جميع المستويات والتي لا تتضمن إرشاداً مباشراً ومستمراً بين مرشدين متواجدين مع الطلاب في قاعات المحاضرات أو في المواقع نفسها، ومع ذلك فإن الطلاب يحصلون على ما يبغون من نظام التخطيط والإرشاد. نتائج التعلّم عن بعد ويمكن على ضوء ما تقدم تلخيص نتائج العملية للتعلم عن بعد باختزال الوقتوالتكاليف الخاصة بالانتقال من المنزل أو العمل وكذلك اختزال تكلفة التدريس بنظام «وجهاً لوجه» وزيادة تكلفة أعداد المقررات الناتجة عن التحول من التدريب بنظام «المواجهة» الى التعلّم القائم على المصدر والتقنيات الحديثة وكذلك التحكم في استغلال الوقت بالنسبة للمتعلم والمرشد وخصوصاً حينما لا تكون هناك حاجة الى التزامن بين المرشد والمتعلّم أو التفاعل بين المتعلّم والمعلم. السرعة المعرفية وتناولت الدراسة من جانب آخر أهمية التفاعل ونظرية السرعة المعرفية في نظام التعلّم عن بعد. وأشارت الى أن التفاعل هو القضية الرئيسية التي تواجه مصممي برامج التربية عن بعد حيث بينت الدراسات الحديثة أن فقدان هذا العامل هو أحد المعوقات الأساسية في مجال التربية عن بعد، فغياب الاتصال التقليدي بين المعلم والطالب يجعل برامج التربية عن بعد غير مقبولة، فهناك اتفاق يكاد يكون عاماً بين الباحثين بأن الناس يحتفظون بحوالي 20 بالمائة مما يسمعون و40 بالمائة مما يرون ويسمعون و75 بالمائة مما يرون ويسمعون ويعملون. وبالتالي فإن التفاعل الذي يدمج الرؤية والسماع والعمل يلعب دوراً مهماً وحاسماً في برامج التعلّم عن بعد ولذلك كان تزويد هذه البرامج بالوسائل التي تضمن قيامه بهذه الوظيفة يعتبر من الأمور الأساسية. التفاعل المعرفي: وبناء على ذلك فإن الحاجة الماسة الى التفاعل توضحه السرعة المعرفية والتي تتعرض لأبحاث القراءة والكلام حيث يتمكن الفرد العادي من القراءة بسرعة 250 إلى 300 كلمة في الدقيقة وان أذن الإنسان يمكن أن تستمع الى حديث بنفس النسبة والمتعلّمون لديهم المقدرة المعرفية لأن يعالجواالكلام بنسبة تصل الى ضعف ما يتحدث به الأستاذ، فإذا كانت الحاجة الى نصف قدرة المتعلمين فقط للاستماع فإن النصف الآخر من المقدرة يمكن أن يستغل في محادثة داخلية. وفي الوقت ذاته نجد فيه أن المتعلّمين المهتمين يظهرون انشغالاً بموضوع المحادثة ونجد أن الآخرين ينشغلون في متابعة أنماط التفكير المرتدة ويفقدون متابعة موضوع المناقشة. إن الطريق الذي يضمن سلوكاً حاضراً ونشطاً يكمن في استخدام تقنية تسمح للتفاعل ذي الاتجاهين عن بعد مع التركيز على الرؤية والسماع والعمل. دور تقنيات المعلومات: وفي ختام الدراسة يمكن استخلاص، ان استخدام تقنية المعلومات والاتصالات تؤثر على التربية ونظرياتها وتطبيقاتها،وكلما كان الطالب أكثر معرفة باستخدام التقنيات الحديثة، فإنه من المفترض أن يتعلم بالمقاربات المفتوحة مثل مقاربة الكفايات التي تعد، أكثر طرق استخدام تقنية المعلومات ويكون قادراً على تطويرها اكثر، حيث يرتبط التعلّم المفتوح بفكرتين مختلفتين هما التنظيم والتربية. فالتنظيم حيث هناالتعليم «مفتوح» بمعنى إمكانية وجود المقررات الدراسية في التناول والانفتاح بالنسبة للأهداف، الوقت، المكان، المصادر، الملتقى والكفايات المراد بلوغها . والمراقي هنا اتجاه تربوي خاص في التعليم المفتوح وفي هذا النوع من التعلّم نجدها تعتمد نظريات وطرق تدريس مثل: التعلّم التعاوني، التعلّم القائم على المشاريع، التعلّم الاستنباطي، التعلّم بالاكتشاف، التعلّم بطريقة حل المشكلة، التعلّم التكويني. وبالتالي فمن الناحية العملية، كان وضع الفصل الدراسي يختلف وبالتالي لابد من توسيع مجال نموذج المتلقى التعليمي التقليدي يشمل المصادر الالكترونية للمعلومات، طرق الحصول على المعلومات، التعلّم عن بعد وذلك من أجل تمثيل المواقف الأكاديمية والاجتماعية لمجموعة من أجل تطوير المستوى المعرفي والتعلمي لمن ينشد حقيقة الانتماء للألفية الثالثة بامتياز وإرادة حقيقية لربح رهانات العولمة التي نتجنب فيها الهدر والتخلف في مجتمعنا المغربي والعربي . د. المصطفى رحيب |
التعليم والمعلوماتية
دور الإنترنت في إعداد الخريجين وتدريس اللغات
مع تقديم رؤية استراتيجية للتعليم في الأقطار العربية أبو السعود إبراهيم نائب رئيس تحرير الأهرام والمشرف العام على أقسام المعلومات والأبحاث والإنترنت مقدمة عامة إذا كان العالم العربي مهد الحضارات ، ويتحفز الآن لنهضة شاملة في جميع المجالات ، نهضة تزكيها روح الانتماء ، ومشاعر الاعتداد بالماضي ، والثقة في المستقبل ، كما يحاول أن يعيش القرن إلحادي والعشرين من بوابة المتفوقين . فلا يعقل أن تكون الدول العربية رائدة الفكر والفن والحضارة والتقدم ، بعيدة عن استيعاب مفاهيم العصر وأنماطه الجديدة في عالم يشهد اليوم ثورة تكنولوجية هائلة في المعلومات والإلكترونيات والحاسبات والاتصالات تزيد بها ومعها بين الدول المتقدمة والدول النامية اتساعا واصبح واضحا أن من يملك ناحية العلم والتكنولوجيا والمعلومات له حق البقاء ، والأمر الذي يحتم علينا أن نسابق الزمن وتضاعف الجهد ، حتى ندخل في زمرة من لهم فرصة البقاء بين الأقوياء . وحق الانتساب لهذه الصفوة ، خاصة وان العالم المتقدم لن ينتظرنا حتى نلحق به ، ولن يمد يده إلينا طواعية واختيارا ، لتزداد الصفوة واحدا بنا ، الانتساب ، والانخراط في العالم المتقدم ، بالجهد والعزيمة والإصرار ، واستيعاب آليات التقدم ، وأحداث نقله نوعيه للحياة على الأرض العربية ، وهذا لن يأتى إلا من خلال التعليم المتميز . ان أهمية التعليم مسألة لم تعد اليوم محل جدل في أى منطقة من العالم فالتجارب الدولية المعاصرة أثبتت بما لا يدع مجالا للشك ان بداية التقدم الحقيقية بل والوحيدة هى التعليم ، وأن كل الدول التى تقدمت – بما فيها النمور الآسيوية – تقدمت من بوابة التعليم ، بل ان الدول المتقدمة نفسها تضع التعليم في أولوية برامجها وسياستها . ومما لا شك فيه – أيضا – آن جوهر الصراع العالمى هو سباق في تطوير التعليم ، وأن حقيقة التنافس التى يجرى في العالم هو تنافس تعليمى . ان ثورة المعلومات ، والتكنولوجيا في العالم ، تفرض علينا أن نتحرك بسرعة وفاعلية ، لنلحق بركب هذه الثورة ، لأن من يفقد في هذا السباق العلمى والمعلوماتى مكانته ، لن يفقد فحسب صدارته ، ولكنه يفقد قبل ذلك ارادته ، وهذا احتمال لا نطيقه ولا يصح أن نتعرض له . لا بد أن نفكر بطريقة عالمية ، ونتصرف بطريقة محلية ، بحيث يكون البعد العالمى جزءا أساسيا من تفكيرنا ، بما يستتبعه ذلك من نتائج تتصل بالمناهج ، طرق التدريس ، واللغة التى نستخدمها ، والأساليب التى نتبعها ، والتخصصات التى نحتاج اليها ، ونخطط لها . ان هذا الأمر يتحتم معه مواجهة هذا التحدى والتعامل مع معطياته ، لتمكين أبناء الأمة العربية العيش في القرن الحادى والعشرين ، وهم مسلحون بلغة العصر الجديد ومفاهيمه وآلياته ، بالقدر الذى يؤهلهم للتعامل الجيد مع آليات العصر ، واحترام الوقت واستثماره ، والقدرة على التكيف مع الظروف المحيطة . ان الارتباط بين المعلومات التى يستقيها الانسان ، ومكونات الحياه نفسها ، هو الطريق الطبيعى ، والمدخل الحقيقى لاستيعاب المعرفة ، والتفاعل معها والتأثر بها . فلا يعقل أن يتناول الانسان المكون من جسم وروح وقلب ومشاعر وعواطف وغرائز تتفاعل كلها وتشكل النسيج الانسانى في النهاية ، المجتمع الذى يعيش فيه ، بجزئيات منفصلة ، أو جزر منفعلة ، ومن خلال ظواهر متفرقة وأحداث بعيدة الصلة ببعضها البعض ، لأن هذا يفقد الحياة نفسها حيويتها وديناميكيتها ، وتأثير القوى لدى الانسان ، وتفاعل الانسان معها . ومع أن المعلومات بالنسبة للانسان ، كانت منذ البداية هى أهم المقومات المميزة لوجوده ، بين الكائنات الأخرى من حوله ، الا أن التنبه لهذه الأهمية والاستجابة لمتطلباتها ، لم يصلا من قبل الى الدرجة المشهودة ، في الجيل الذى نعيشه الآن . ومن الضرورى أن نعلم أولا ، أن الساعات الخمس عشرة ، التى يقضيها الطالب مستمعا لمحاضرات الأساتذة ، أو متناقشا معهم في قاعات الدرس ، لا بد أن ينفق ضعفها على الأقل ، باحثا عن مصادر أخرى ، يقرأها في المكتبة للمقارنة بين ما يجده فيها وما يسمعه في الدروس والمحاضرات وكذلك قائمة بتجاربه المعملية ، أو ملاحظة الميدانية ، فلا غنى عنهما معا ، أو احداهما على الأقل لكى يكون لكل ما سمعه وقرأه قيمة تعليمية حقيقية . ان التعلم بالسماع وحده ، هو نصف الوجه الأول ، اذا شبهناه بقطعة النقود ، والنصف الثانى هو القراءة التحليلية المقارنة . أما الوجه الآخر ، الذى يرتقى بالتعليم من الحفظ الأجوف ، والترديد الببغاوى الى تنمية الذهن وانفتاح الشخصية فلن يأتى بغير الخبرات والتجارب في أرض الواقع أو بين أجهزة المعامل . كما يجب أن نعلم أن كمية المعلومات المتحصلة مهما كان مقدارها في عصر التطور السريع الذى نعيشه لم تعد تنفع طويلا لأنها لا تلبث الا قليلا ، حتى يظهر ما هو أكثر منها نفعا . وهذا الطوفان المتجدد من المعلومات ، يكون في متناول من اكتتسب مهارة الحصول على المصادر والبحث فيها لاستخراج ما يريد دون ذلك الذى كان حرصه على العلم وحده . وهنا نجد أن العلم كله تحت أيديهم ورهن اشارتهم ويتخرجون فيه كل عام ، بل كل يوم طوال حياتهم .. وهذا هو التعليم الحقيقى التعليم الدائم . ومن الطبيعى أن يكون للفروق الفردية ، دور كبير في مقدار المعرفة التى يكتسبها الأفراد ، عند قراءتهم لكتاب معين أو مشاهدتهم لتسجيل مرئى أو استماعهم الى تسجيل صوتى أو عند تعاملهم مع غير ذلك من أوعية المعلومات فمع أن وعاء المعلومات هو نفسه ، الذى يقرأه أو يستمع اليه أو يشاهده كل هؤلاء الأفراد الا أن كل واحد منهم ، يخرج بنصيب من المعرفة والعلم يزيد أو ينقص عما يخرج به الآخرون . بل ان الفرد الواحد يتفاوت نصيبه من الوعاء الواحد الذى يقرأه أو يسمعه أو يشاهده بمقدار الخبرة المختزنة في ذاكرته الداخلية سابقا ، عن الموضوع الذى يتناوله هذا الوعاء . هناك زاوية أخرى في قضية التعليم ، وعلاقتها المحترمة بالمكتبات وبنوك المعلومات .. وهى معلومات الامتحان والنقل ومعلومات البناء والتكوين . فالامتحان كما نراه هذه الأيام وكما ابتلينا به من مدة غير قصيرة سواء في المراحل التعليمية الأولى أو في مرحلة الليسانس والدراسات العليا لم يعد يؤدى وظيفة التقييم باعتباره أحد العناصر الايجابية في التكوين الفكرى للمتعلمين ، فضاع هذا العنصر ، وضاعت معه وظيفة تعليمية مهمة . بل اننى أزعم أكثر من ذلك أنه أصبح أكبر عناصر الفساد في العملية التعليمية تضاعف بسببه كل العناصر والوظائف الأخرى ، التى يتضمنها المنهج الصحيح للتربية والتعليم .فلننظر حولنا أواخر العام الدراسى حيث نجد ثلاث فئات من أبنائنا وأهلينا يبلغون 70% من سكان الوطن كله ، وقد شدت أعصابهم ، وابتليت نفوسهم بهذا الامتحان بعد أن أصبح عنصرا فاسدا ومفسدا للحياة التعليمية الصحيحة ومصدرا مباشرا أو غير مباشر لكثير من الأدواء النفسية والاجتماعية المحيطة بالمواطنين. والآن كيف ولماذا انحرف الامتحان عندنا فأصبح مجموعة من المواقف والعلاقات تضيع فيها الأمانة والمشاركة والاحترام المتبادل ، وفى أحسن الظروف والأحوال حين يتخلص من هذه الآفات في حالات قليلة أداة عقيمة في العملية التعليمية ، ثم كيف ولماذا يبلغ التقييم الوظيفى لهذه العملية عندهم تلك الدرجة العالية من النجاح في بناء الانسان وتربية مهاراته ؟ ويمكن الاجابة عن هذا التساؤل بجانبيه ، جانب الفشل وجانب النجاح في طبيعة الهدف من العملية التعليمية في اختيار المعلومات وتلقيها للهدف المقصود عند كل من الناجحين والفاشلين . أما الجانب الفاشل في العملية التعليمية فقد جعل اجتياز هذا الامتحان بتفوق هو الهدف الأسمى . الذى يهون في سبيله كل شىء . أولياء الأمور والطلاب ، يريدون أن تكون الدرجات في هذا الامتحان أقرب ما تكون الى 100 % وقد ظهر لتحقيق هذا الهدف طرق عديدة وبدائل متنوعة وليس بينها الطريق الصحيح . ظهرت الملخصات والموجزات للحفظ دون فهم . وظهرت الدروس الخصوصية الأمينة والمشبوهة ، وظهر الغش بالغفلة أو التغافل ومع اختلاف هذه الوسائل وتنوعها فهناك قاسم مشترك يجمع بينها وهو ما أسميه ( معلومات الامتحان ) لا يشعر الطالب نحو هذه المعلومات بأى رابطة خاصة غير تأدية الامتحان ، ولا يرى نفسه في حاجة اليها قبل ذلك او بعده . وبعد الانحراف الخطير الذى جعل الامتحان هدفا لذاته ، ان الطالب في دخيلة نفسه ، يتمنى أن يحصل على أعلى الدرجات دون أن يقرأ كلمة واحدة . وهو معذور في هذا التمنى الفاسد مادام المجتمع قد نسى أو تناسى الهدف الحقيقى للتعليم وهو توفير الحد الأعلى لنجاح أبنائه في القيام بمسئولياتهم بعد التخرج . إننى اعتبر التهاون في هذا الهدف خيانة وطنية فكيف يكون حالنا كأمة ودولة لو استمر هذا التهاون حتى يبلغ مداه ، ألا تصبح مستشفياتنا ومصانعنا ومدارسنا وجامعاتنا وقد امتلأت بالأطباء والمهندسين والمدرسين والأساتذة ن الذين اجتازوا بالغش أو بغيره امتحان معلومات كاذب ، دون تقييم حقيقى لفكر الانسان ومهاراته . أما نظم التعليم الناجحة ، فلم تلغ الامتحانات والدرجات ولكنها لم تصبح غرضا أو هدفا لذاتها . والهدف الأسمى ليس هو التخرج بأعلى الدرجات وانما البناء الفكري والتكوين الصالح للخريجين ومن هذا فان المعلومات في المؤسسات التعليمية ليست لاجتياز الامتحانات ولكنها عنصر حيوي يدخل في بناء المواطن وتكوين شخصيته . ومن المفارقات العجيبة أن الطالب الأمين الشريف والذكى اللماح دعك من الغشاشين والأغبياء يبذل في تحصيل المعلومات للامتحانات الفاسدة أضعاف الجهد الذي يبذله الباحثون عن المعلومات من أجل التكوين الفكري وبناء المهارات الصالحة ويقول أحد الباحثين لست أريد أن أتحدث عن نفسي بأكثر من أنني في فترتين مختلفتين من حياتي جربت في إحداهما تحصيل المعلومات للحصول على أعلى الدرجات في الامتحان وجربت في الأخرى البحث عن المعلومات من أجل استكمال خبرة تنقضي أو بناء مهارة جديدة وجدتني في أشد الحاجة إليها . كانت التجربة الأولى تبدأ بالتعب وتستمر بالمعاناة وتنتهي بزوال المعلومات بعد الامتحان وكانت الثانية تبدأ بحب الاستطلاع وتستمر بالإشباع المتوالي لهذا التطلع وتنتهي بخبرة أشعر معها ، أنني زدت وأصبحت أقوى من ذي قبل . أيضا من المؤكد أن الكتاب الدراسي المقرر ، أحد العناصر التي تدخل في العملية التعليمية وأن له دورا يؤديه في منظومة هذه العملية وهى المنظومة التي اشتهرت بين المتخصصين باسم " المنهج " فمنهج التدريس هو الإطار المتكامل لأداء هذه العملية على وجهها السليم وهو الذي يحدد الموقع النسبي لكل العناصر الداخلة فيها ومن بينها الكتاب الدراسي المقرر بحيث لا يتجاوز أي منها موقعه ولا يقصر عن أداء دوره . ولكن الوضع الفعلي الذي أخذه الكتاب المدرسي المقرر في المدارس والجامعات منذ أعوام غير قليلة هو الذي قلب الصورة السابقة رأسا على عقب ، ولا أملك إلا التسليم بأن الكتاب الدراسي المقرر أو بديله الأسوأ من الموجزات والملخصات والميسرات قد أصبح الملك المتوج وحده في منظومة العملية التعليمية طوال سنوات الدراسة العشرين أو نحوها ، التي يجتازها التلميذ والطالب من روضة الأطفال إلى الليسانس والبكالوريوس . وقد شارك في هذا التتويج الباطل رجال الوزارة والجامعات والمدرسون والأساتذة قبل التلاميذ والطلاب وأولياء الأمور . ليست هناك قراءة أخرى يمارسها التلاميذ والطلاب غير الكتاب المقرر ولماذا يقرأون غيره وأسئلة الامتحان فيه وحده وليس هناك نشاط آخر غير حفظ كلماته ، والترديد الببغاوى لعباراته ولماذا العمل الميداني أو التجربة العملية أو المناقشات أو المسابقات ولا دخل لأي منها في نجاح الطالب أو تقديره . لقد وصل الطغيان والزحف الذي تعانيه العملية التعليمية من هذا الكتاب الدراسي المقرر أن التلاميذ والطلاب لا يكادون يميزون بينه وبين الموضوعات التي يدرسونها ولا يكادون يعرفون أن هذه الموضوعات والقضايا والمسائل يمكن أن تعالج بطرق أخرى أو بوجهات نظر مختلفة في كتاب ثان وثالث ورابع أو في غير الكتب من أوعية المعلومات المتنوعة وإذا كان الطالب صاحب حق أساسي وصاحب مصلحة كبرى في قضية المكتبات والمعلومات بالجامعات العربية وقد أصبح لذلك الحق معنى خاص ولهذه المصلحة قيمة مضاعفة بعد ثورة المعلومات ، حيث بات من الضروري بالنسبة للإعداد التربوي السليم أن نزود الأجيال الناشئة بمجموعة من المهارات والقدرات التي تمكنهم من الاستمرار في العملية التربوية بعد تخرجهم من المؤسسات الرسمية للتربية . ليس من المعقول بالنسبة لعملية التربية المستمرة هذه أن المواطن سيعمل فقط على الاحتكاك الواقعي الميداني بما يحيط به ليتعلم منه ، حيث أن هذا المصدر وحده يتساوى فيه الأميون وغير الأميين ولكنه بالضرورة سيلجأ إلي أوعية الذاكرة الخارجية التي صدر منها في العقود الثلاثة الأخيرة وحدها ما يساوى أو يزيد على كل ما صدر قبل ذلك منذ عرف الإنسان الكتابة والتي أصبحت تتضاعف مرة كل خمسة عشر عاما في بعض التخصصات ، ومرة كل عشرين أو ثلاثين عاما في تخصصات أخرى . ومن هنا فإنه لابد أن يلجأ إلى هذه الطوفانات المتراكمة في سوق الإنتاج الفكري وفى مؤسسات الذاكرة الخارجية من المكتبات ومراكز التوثيق والمعلومات ومن المؤكد أنه لن ينجح في هذا المسعى إلا إذا زودناه بمجموعة خاصة من القدرات هي ما نسميها ( مهارات المعلومات والمكتبات ) إنني أعرف عن قرب بعض الخريجين الذين حصلوا على أعلى التقديرات الجامعية من فئة جيد جدا وممتاز ولكنه يعجز حتى عن الاستخدام السليم الكامل للكتاب الذي في يده وهذا من أبسط المهارات التي ينبغي أن يكتسبها الطالب في المرحلة الابتدائية . إن الحل الحقيقي لمشكلة ثورة المعلومات ، ليس بزيادة المحتوى في المقررات الدراسية أو عدد هذه المقررات وانما في تزويد الطلاب بعامة وطلاب الجامعة بخاصة ، بتلك المجموعة المتميزة وهى مهارات المعلومات والمكتبات . لا أكون مبالغا إذا طلبت أن يكون 25% من الوقت الذي ينفقه الطالب الجامعي مخصصا لتنمية مهارات المكتبات والمعلومات حيث أن كل دقيقة وكل جهد يبذل في هذه الناحية هو استثمار مضمون العائد ويتضح لنا مما سبق انه مع تقدم وسائل الاتصالات وثورة المعلومات والانفجار المعرفى وتحول العالم الى قرية صغيرة ، أصبح من الضرورى أحداث ثورة فى التعليم وطرق التدريس لايجاد جيل واع بما يدور فى العالم ، يستطيع الحفاظ على هويته الوطنية فى مواجهة تحديات العولمة ، وتتوافر لديه القدرة على التنبؤ والابداع لا الحفظ والتلقين . ولا شك أن المتغيرات المتلاحقة والتطور المستمر يحتم علينا العمل على تحقيق التنمية الشاملة ، واحدى مكوناتها التنمية البشرية وتطوير المؤسسات التربوية والتعليمية خاصة لكليات ومعاهد إعداد المعلم ، والأخذ بالاتجاه المنظومى فى التدريس والتعلم واحداث ثورة فى طرائق التدريس بحيث نخلق جيلا واعيا بما يدور حوله فى العالم / وفى نفس الوقت لا يفقد هويته الوطنية. وتزداد أهمية التدريس المنظومى فى إعداد المعلم لمواجهة تحديات العصر التى فرضتها العولمة وانتشار شبكات الاتصالات الدولية ومن بينها الانترنت والتغيرات العلمية والتكنولوجية والثقافية . |
تكنولوجيا التربية
وتكنولوجيا التربية هى التكنولوجيا التى تهتم بجميع جوانب العملية التربوية كعملية متكاملة الجوانب ، هى تشمل الأفراد من معلمين ومتعلمين وفنيين واداريين والمواد التعليمية والمعلومات بمتطلباتها من نظريات ومهارات واتجاهات عملية وتنظيماتها كمناهج دراسية تخضع فى إعدادها لعمليات تخطيط وتصميم وأساليب عمل وانتاج ويستخدم فى تدريسها الدوات والأجهزة التعليمية مع توظيف البيئة المحيطة بموقف التعلم ، ثم تحليل النتائج التعليمية كاملة وتحديد المشكلات التى تواجهها واقتراح الحلول المناسبة لها .
وتلعب تكنولوجيا التعليم دورا مهما فى مجال التعليم ومواجهة المشكلات التى تعوق تحقيق أهدافه بمجالاتها المختلفة ، ومن هنا كانت اسهاماتها المتعددة فى مواجهة التغيرات الاجتماعية والعلمية السريعة ومساعدة العملية التربوية على مواكبتها والتفاعل معها ومن هذه المشكلات : أ?- الانفجار السكانى : حيث النمو التعددى المتلاحق للسكان ، والذى أسفر عن زيادة سريعة فى اعداد الطلاب فى الفصول المختلفة فى مواجهة ذلك بإعداد نظم تعليمية حديثة وأشكال جديدة من التعليم يمكن أن تتكيف مع المشكلة ، حيث استنباط أنواع جديدة من التعليم ، منها التعليم عن بعد والتعليم المفتوح ، مع تغيير دور المعلم من المصدر الرئيسى للمعرفة إلى منظم وموجه للعملية التعليمية .. ب?- الانفجار المعرفى : الذى أوجب على التعليم ضرورة استيعاب الزيادة المتلاحقة فى المعارف المختلفة رأسيا وأفقيا من نظريات جديدة كل يوم وبحوث عديدة نتيجة لما أحدثته فى زيادة موضوعات الدراسة فى المادة الواحدة ، وقد استلزم ذلك بروز دور جديد لتكنولوجيا التعليم من أجل التوصل الى الحديث من المعارف والأبحاث وتنظيمها وتحديد أنسب الطرق لمعالجتها وتقديمها للطالب وتدريبه على كيفية التعامل معها . ج- مشكلة الأمية : مازالت الدول العربية تعانى من نسبة عالية من الأمية ، وهذه المشكلة تقف عائقا أمام عمليات التنمية والتقدم وهنا واجهت تكنولوجيا التعليم هذه المشكلة بالتقنيات الحديثة من تليفزيون تعليمى وأقمار صناعية وأفلام سينمائية ، اضافة الى تعميم برامج التعليم الموجه للكبار ومحو الأمية ، وذلك من أجل التغلب على مشكلات عدم القراءة والكتابة . د- تعدد مصادر المعرفة : لم يعد التقدم العلمى مقصورا على بلد محدد دون غيره ، بل ان الجديد فى المعرفة موجود كل يوم فى بلاد متعددة ، وظهرت الحاجة للتعرف على مكانه وسبل نشره ، ومن هنا وجدت أدوار جديدة لتكنولوجيا التعليم ، وتقنياتها الحديثة التى لا تعتمد على الكتاب المدرسى فقط فى نقل المادة العلمية ، بل هناك من المصادر الكثير لتقديم المعارف الى الطلاب فى أماكن وجودهم ، مثل ما يبث بواسطة الأقمار الصناعية لبرامج تليفزيزنية مفتوحة وخطية ، اضافة الى اسطوانات الليزر وأقراص الكمبيوتر والتسجيلات السمعية والبصرية المختلفة . هـ- انخفاض فى كفائة العملية التربوية : حيث تعددت الشكاوى من ضعف مستوى الخريجين ، وأن المدرسة تخرج أنصاف المتعلمين ، ولمواجهة ذلك أصبحنا نرى الدوائر التليفزيونية المغلقة فى الجامعات والاعتماد الأكبر على التعلم الذاتى واستخدام امكانيات التسجيلات والفيديو ، اضافة الى المعامل متعددة الأغراض ومشاهدة البرامج التليفزيونية التى تساهم فى إثراء العملية التعليمية . لقد حدثت ثورة فى نطاق المعلومات وطرق تنظيمها وتبويبها وتوظيفها ، وهى ثورة لم يسبق لها مثيل من قبل ، فلأول مرة يتضاعف حجم المعرفة الانسانية مرة كل 1 شهرا ، بل ان قدرة الكمبيوتر تتضاعف هى الأخرى كل 18 شهرا ، ويصغر حجمه الى النصف خلال نفس الفترة أيضا ، ومع التغيير والتطوير الهائل الذى يجرى الآن على الميكروبروسيسيور ، القلب والمحرك للسوبر ، فإن احتمالات هذه الثورة تبدو لا حدود لها . وهناك الآن ما يسمى الذاكرة " الهولوجرافية " الذاكرة ذات الأبعاد الثلاثية ، التى تستطيع أن تخزن المعلومات فى طبقات من الكريستال عن طريق تقاطع شعاعين من الليزر فى زوايا مختلفة ، ويمكن أن يحتوى على ما يوازى 10 جيجا بايت فى حجم قطع السكر الصغيرة . وهناك الآن مجموعة من الشركات تتعاون فى انتاج " سوبر كمبيوتر " له القدرة على الفهم يسمى دائرة المعارف ويستطيع الاجابة على أى سؤال بإجابة مقنعة وعاقلة تدل على الفهم ويستطيع أن يستوعب المعلومات وأن يفهم ما يقال له ، وقد وصل الآن هذا السوبر كمبيوتر الى القدرة العقلية لطفل فى السادسة أو السابعة ، كما أنه يستطيع أن يقرأ الصحف ، ويرد على ا لأسئلة ويترجم من لغة الى أخرى . مثل هذه الآلات العاقلة وآلات الترجمة الفورية والامكانات الهائلة للسوبر كمبيوتر وامكانية انتاج صورة ثلاثية الأبعاد ، تضع امام الناس احتمالات لم يسبق أن فكر فيها إنسان واستطاع الانسان من خلال هذه الأجهزة الحديثة أن يجرى ملايين العمليات الحسابية فى ثوان معدودة ، وأصبح الانسان قادرا على أن يتوقع ويكتشف ويستشرف الاحتمالات المختلفة فى عالم شديد التعقيد وفى أنظمة مركزية شديدة التشابك ، وأن يكشف الحلول المناسبة للمشاكل القادمة والسيناريوهات المعقدة مستخدما كل طاقاته . وفى مقابل هذه الثورة الاتصالية والمعلوماتية شهد العالم أيضا ثورة تكنولوجية هائلة ، وتلاحقت الاكتشافات التكنولوجية فى جميع مجالات الحياة وتناقصت الفترات الزمنية بين الاكتشافات نظريا وتطبيقاتها العملية والصناعية ثم تسويقها تجاريا ، وأصبح الإنسان محاط بقدر هائل الاكتشافات التكنولوجية فى كافة مجالات الحياه ، وأصبحنا نسمع الآن عن الكيمياء الإحصائية التى مزجت بين القدرات الهائلة للسوبر كمبيوتر وعلم الكيمياء والتكنولوجيا فائقة الصغر والذكاء الصناعى . |
الثورة المعلوماتية والتكنولوجية والتعليم
نعلم جميعا أن التعليم يعد استثمارا بشريا ، له مدخلاته وعملياته وأهدافه وتدخل التقنيات الحديثة فى هذا الإستثمار لأنها تشكل منهجا منظما للعملية التعليمية ، ولذلك ازداد الإهتمام فى السنوات الأخيرة بدور التكنولوجيا فى هذه العملية ، ودار جدل كبير حول أهمية التكنولوجيا وأنواعها ، وجدوى الاستعانة بها ، وأفضل الأساليب للإستفادة منها فى تطوير التعليم ومعالجة مشكلاته ورفع اداء المعلم والطالب ، فى محاولة لبلوغ ما نصبو اليه ومواجهة تحديات العصر ، لأن التعليم ركيزة بناء الأمة والإرتقاء بالشعوب وتحقيق الرفاهية للفرد والمجتمع . ونحن نعيش اليوم عصر التكنولوجيا والمعلومات ، وهما المحرك لآليات التطور فى كل جانب من جوانب الحياة . ومن هنا بدأت تكنولوجيا التعليم تعمل على تطبيق المعرفة المنظمة فى حل مشكلات تتعلق بالمواقف التدريسية التى تواجهنا .
فتكنولوجيا التعليم تشمل مجالات فرعية لكل منها وظائف معينة واساليب خاصة لتحقيقها ، ومنها : ( أ ) تطوير التعليم : وهى العملية التى نتبع بموجبها نظاما خاصا ، نقوم فيه بتحليل الحاجات وتقدير أهميتها وتصل الى المحتوى الدراسى الذى ينبغى اتقانه لمواجهة هذه الحاجات وتحديد الأهداف الأدائية ، وتصميم أو اختيار المواد التعليمية للوصول الى تحقيق هذه الأهداف ، ثم تجريب البرنامج المقترح وتعديله فى ضوء المعلومات عند نتائج تقويم اداء المتعلم وتحصيله . وتعد عملية اعداد المناهج عملا جماعيا ، لذل يتطلب إعداد المادة التعليمية المحسبة تضافر جهود فريق من المتخصصين يضم المدرس والإدارى والمبرمج الفنى لضمان جودة المادة التعليمية وتفادى هدر الإمكانات فى الجهد والمال والوقت . ويتطلب تصميم المادة التعليمية تحضير معلوماتها العلمية وصياغتها وتجهيزها وتقسيمها الى وحدات سهلة الإستيعاب ثم التوصيف المقنن المفصل لجزئياتها وبيان ما يتخلل ذلك العرض من الشرح اللفظى والصور والأشكال البيانية والأسئلة الإختبارية . ويشترك فى تصميم المادة أيضا مبرمجو الحاسوب ومختصو اللغة ومراقبو الجودة ، حيث ينبغى أن نعد المادة التعليكية المحوسبة إعدادا يلبى مواصفات الإنتاج الجيد علميا وفنيا ، وأن تستكمل فى اعدادها اجراءات الإنتاج المتقن تخطيطا ومراجعة وتصحيحا واخراجا وانتاجا . ( ب ) الإدارة التعليمية وهى البعد الثانى لتكنولوجيا التعليم ، ويقصد به ادارة وظائف وخدمات برامج التكنولوجيا وتطوير التعليم ، ويقصد بالإدارة هنا تطبيق الأسس العلمية ونتائج الأبحاث التى توفرت فى مجالات الإدارة والإقتصاد والعلوم الإنسانية والإلكترونيات فى تحقيق وظائف هذا المجال وفق أنظمة ونماذج خاصة فالتعليم بصفة عامة هو عصب تقدم أمم وتخلف أمم أخرى ، ولا شك أن الدول المتقدمة تولى التعليم عناية قصوى ليس لتربية العقول السليمة فحسب ، بل وللتأكد من مواكبتها ركب التطور المطرد الذى هو سمة من سمات هذا العصر ، والهدف من التعليم هو تنمية العناصر البشرية ، ويمكن تقسيمها الى أربعة أنواع رئيسية من الكوادر هى : الفنيون ، الجامعيون ، الباحثون ، المخططون وصانو القرار ، وبمكن تطوير هذه الكوادر الأربعة على أساس تخطيط واضح ، تؤخد فيه الأولويات الإستراتيجية للدولة ، ويتحدد تبعا لذلك الكم المطلوب من العناصر البشرية فى كل كادر ، سواء أكان فى التعليم الفنى أم التعليم الجامعى ، أم التعليم البحثى ، والذى هو امتداد للتعليم الجامعى ، واعداد المخططين والقادة وهم الذين أنهوا مرحلة التعليم الجامعى والتعليم البحثى ، وبذلك يأتى الطالب بمعلومات راسخة وقدرة على التطبيق والإبتكار فى مجال تخصصه . وكان لإختراع متعدد الوسائط أهمية كبيرة فى حقلى التربية والتعليم ، حيث تساهم هذه الوسائط والتقنيات فى توسيع أنظمة التربية المستعملة ، وتخلق امكانات ووسائل تعليم جديدة ، وتساعد على زيادة قدرة الاستيعاب لدى مختلف الأجيال والمراحل التربوية ، وتخلق وسائل ايضاح حديدة فى نقل المحاضرات وسماعها واقامة الندوات والقاء المحاضرات وغير ذلك . كما تساعد هذه التقنيات فى ايجاد مواد تعليمية جديدة ، يشكل الحاسوب العمود الفقرى لها . وتكون المواد التطبيقية سهلة الوضوح والاستيعاب ، ومساعدة للمواد النظرية فى شرح الموضوعات المختلفة . وفى الوقت نفسه ستكون وسائل الإيضاح والتقنيات الجديدة فى خدمة المعوقين جسديا وفكريا وعصبيا ، وستساهم بشكل علمى وفعال فى انخراط هذه الفئات فى المجتمع عن طريق نقل المعلومات اليها بطريقة سهلة ، وبمساعدتها على تخطى عقدها النفسية عبر وضع امكانات الحواسيب فى خدمتها . أما على الصعيد العلمى وخصوصا البحث العلمى ، فسيكون فى استطاعة العلماء وأساتذة الجامعات من الدول المتطورة ، وحتى الباحثين من الدول النامية ، الاستفادة من بنوك المعطيات والمعلومات المحمية طوال قرون من الزمن فى الدول المتطورة والاطلاع على الأبحاث الحديثة المتقدمة التى ينتجها العلماء فى الدول المتطورة ، وهذا يشكل فى حد ذاته خطوة كبيرة الى الأمام ، تساعد على رفع المستوى العلمى والتكنولوجى للدول النامية . ويعلم الجميع مدى أهمية الاطلاع على البحوث الموجودة والتطورات العلمية والنشرات والموضوعات المكتشفة لتطوير العلوم وتحديثها ، وقد كان العلماء والباحثون فى الدول النامية مضطرين للسفر الى الدول المتطورة والغوص فى مكتباتها للحصول على المعلومات العلمية المطلوبة لأبحاثهم ، مع ما يترتب على ذلك من عناء وضياع للوقت وهدر للأموال . أما الآن ، فقد استطاع العلماء بوساطة الطرق السريعة للمعلومات الإطلاع على كل جديد فى أى حقل من الحقول بسرعة فائقة دون أية تكلفة ، بل يكفى أن تسمح الدول الغنية والمسؤولون فيها بتدفق المعلومات على هذه الطرق ، وباتجاه الدول غير المتطورة ، دون أى حظر على دولة دون غيرها ، أو على معلومة معينة . والواقع فإن وجود مراكز للمعلومات باتت مسألة ملحة ، لهذا كان لا بد أن تبدأ الأقطار العربية ببناء مراكز أبحاث متميزة كما هو متبع فى دول كثيرة ، بحيث تستقطب هذه المراكز الدارسين من الوطن العربى ويجب أن يكون التخطيط لمثل هذه المراكز على النظام القومى ، وليس على النظام الإقليمى ، فوجود مثل هذه المراكز يمنع إهدار الإستثمارات ببناء مراكز متشابهة فى كل قطر عربى . كذلك فإن وجود مثل هذه المراكز التى يمكن أن يلتقى فيها الباحثون العرب ، يعد بوثقة تنصهر فيها العقول العربية من أجل العمل للصالح العام ، وبعيدا عن النزعات الإقليمية ، بحيث يتحقق الوصول بالأمة العربية الى المستوى المطلوب ، وحتى لا تزداد الهوة بيننا وبين الدول المتقدمة الأخرى أكثر مما ينبغى . |
زوايا تاثير الثورة المعلوماتية والتكنولوجية على التعليم
والواقع ان الثورة المعلوماتية والتكنولوجية تؤثر على التعليم من ثلاث زوايا :
1- مدرسة المستقبل : اننا بحاجة لمدرسة جديدة ، مدرسة المستقبل ، مدرسة بلا أسوار ، ليس بالمعنى المادى لأسوار ولكنها مدرسة متصلة عضويا بالمجتمع ، وبما حولها من مؤسسات مرتبطة بحياة الناس متصلة بقواعد الانتاج ، ومتصلة بنبض الرأى العام ، وبمؤسسات الثقافة والاعلام ، ومتصلة بمؤسسات الحكم المحلى ، وتضرب بأنشطتها فى أعماق المجتمع وتمتد لكل من يستطيع أن يدلى بدلوه أو يمد يده بالمساعدة فى اعادة صياغة عقل الأمة ، وهى مدرسة لها امتداد افقى الى المصالح والمعامل ومراكز الأبحاث وخطوط الانتاج وهى مؤسسة لها امتداد رأسى تمتد قرون استشعارها إلي التجارب الانسانية والتربوية فى كل دول العالم ، وتمتد ببصيرتها الى كل جزء فى العالم . 2- معلم الألفية : نحن نحتاج الى معلم الألفية الثالثة ، يتغير دوره تغيرا جذريا من خريج مؤسسة كانت تهدف دائما الى تخريج موظفين وعاملين يعملون فى اطار نظم جامدة وخطوطة طولية يلتزمون بقواعد جامدة ، الى مدرسين يقومون بوظيفة رجال أعمال ومديرى مشاريع ومحللين للمشاكل ووسطاء استراتيجيين بين المدرسة والمجتمع ، ومحفزين لأبنائهم ويكتشفون فيهم مواطن النبوغ والعبقرية والموهبة ويقومون بدور الوسيط النشط فى العملية التعليمية ، فنحن نريد معلم له من خبراته التربوية وثقافته المتنوعة ومن قاعدته المعرفية العريضة ومن امكاناته الفكرية المرتفعة والتصور القائم على الاحساس بالمتغيرات ، قادر على مشاركة ابنائه فى استكمال استعدادهم للتعامل مع مستقبل مختلف كليه عن حاضر أو ماضى عايشناه ، كل ذلك يقتضى إعداد المعلم تدريبا مختلفا ، واعداد غير مسبوق وانفتاحا على كل التجارب العالمية ، وتنوعا فى الخبرات والقدرات التى تسلحون بها سواء فى اعدادهم فى كليات التربية أو معاهد المعلمين. 3- مناهج غير تقليدية : لمسايرة تطور الألفية الثالثة ولتحقيق التنمية فى القوى البشرية نحتاج الى مناهج جديدة تتسم بالمعرفة الكلية بدلا من الاختزال والتى تتسم باحتوائها على المعلومات والبحث عنها وتنظيمها وتوظيفها ، وكذلك مناهج مرتبطة بحاجات المجتمع الحقيقية ، ويجب أن تنهض المناهج بمسئولية تمكين ابنائنا من التعامل الذكى والكفء مع المتطلبات الحقيقية والمتطورة للمجتمع ، ولا بد أن تكون المناهج عملية و الممارسة فيها الأصل والتجريب هو الأساس والمشاركة فى البحث عن المعلومة وتنظيمها وتوظيفها هى الجوهر الحقيقى للعملية التعليمية ، ولا بد أن تكون المناهج فى اطار عالمى بمعايير عالمية ، ولا بد ان تكون فى اطار مستقبلى ، ولا بد أن تراعى حق الجيل الجديد فى الاختيار ، وكذلك لا بد من المرونة فى أساليب التعليم ، وتنوع فى طبيعة المناهج وطرق التدريس ومرونة فى الجدول الدراسى ، ولا بد أن يتغير هدف التعليم من تعليم للجميع الى التعليم المتميز والتميز للجميع . ان علاقة التعليم والتكنولوجيا هى علاقة تكاملية ، ومجموعة من العمليات المتكاملة التى يتوقف نجاحها على مدى اتساقها وتناغمها معا فحين يتعلم التلاميذ وفق أساليب تكنولوجية حديثة ويلمون بطريقة التفكير المنهجى القائم على البدائل والاحتمالات واطلاق الأفكار اللانهائية ، فسوف تتشكل الأجيال القادرة ليس فقط على التعامل مع الجديد فى عالم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، ولكن ايضا ابداع التقنيات المناسبة لحاجة المجتمع العربى . ان مشكلة مواجهة الأمية التكنولوجية تتمثل فى اكتساب مهارات التقنيات الحديثة وهذا لا يكون الا باستخدام العمل التطبيقى ، والاحتكاك المباشر ، وليس فقط عن طريق الصور وحفظ واكتساب المعلومات النظرية |
المعلومات والابداع
ان الابداع يعتمد على المعلومات الموجودة ، ولكى يبرز لا بد أن تصل هذه المعلومات الى الفرد المبدع الذى يشكلها تشكيلات جديدة ، ومن هنا تأتى الأهمية القصوى لتداول المعلومات فى المجتمع ، بالنسبة لجميع الناس وعلى الأخص بالنسبة للجيل الجديد من الأطفال الذين يعدون العناصر التى تنتظر منها حين تنضج أن تسهم إسهاما فعالا فى الابداع بكل صوره بحكم تقدم المعارف الإنسانية .
وتداول المعلومات فى المجتمع يقتضى ثورة ثقافية كاملة ، تتعلق بنشر المكتبات ومراكز المعلومات فى كل مكان لتشجيع القراءة . والآن مع بروز الانترنت وما ستؤدى إليه من انقلاب فى الاتصال الانسانى ، أصبحت هذه الشبكة هى الوسيلة الرئيسية لتداول المعلومات فى كل مجالات النشاط الانسانى ، ويسمح البريد الالكترونى بالاتصال المباشر بين البشر مبدعين أو غير مبدعين ، إضافة الى النقاش المباشر على الشبكة . والتى تسمح للمبدعين فى مجال معين من الاتصال عالميا بزملائهم فى مختلف انحاء العالم ، وهو ما يجعلنا ندرك الفرص التربوية والخبرات المتاحة فى عصرنا لاسابقة له وفى وقت قريب سيوفر لنا " طريق المعلومات السريع " وصولا كاملا لمعلومات لا حسر لها ، فى أى زمان ومكان نرغب فيهما فى استخدامها وما يدعوا للبهجة حقا هو أن وضع هذه التكنولوجيا موضع التطبيق من أجل تحسين التعليم سوف تنجم عنه منافع كثيرة فى كل مجالات المجتمع . لذلك فان ايجاد نظام شبكى خاص متعدد الوسائط من الكمبيوترات فى شبكة واحدة وتوصيلها بخطوط عالية السرعة وربطها بالأنترنت ، وتدريب المدرسين على استخدام الكمبيوترات الشخصية وتجهيز دورات تدريب لأولياء الأمور وتشجيع الطلاب على استخدام البريد الالكترونى والانترنت سيؤدى إلي نتائج كبيرة وملموسة من أهمها أنه سيكون هناك نظام مدرسى مهيأ لتغيرات أساسية فى مناهج التدريس والمكثف فى الوقت ذاته للتكنولوجيا فى كل منزل وفصول الدراسة وهذا سيخلق مجتمع تعلم حقيقى يعزز فيه ويدعم كلا من المنزل والمدرسة أحدهما الآخر وتتمثل احدى الفوائد الأخرى للتعلم بمساعدة الكمبيوتر فى الطريقة التى سينظر بها العديد من الطلاب إلي الاختبارات ، فالاختبارات تمثل فى الوقت الحاضر ، عامل احباط بالنسبة إلي الكثير من الطلاب كما أوضحنا من قبل فهى ترتبط بالشعور بالتقصير : " لقد حصلت على درجة سيئة " ، أو " لم يسعفنىالوقت " أو " لم أكن مستعدا " وبعد فترة ربما فكر العديد من الطلاب الذين لم يؤدوا جيدا فى الاختبارات قائلين لأنفسهم : ربما كان من الأفضل التظاهر بأن الاختبارات ليست مهمة بالنسبة لى ، لأننى لن أستطيع أبدا أن أجتازها بنجاح ، والواقع إن الاختبارات يمكن أن تولد لدى الطالب موقفا سلبيا تجاه التعليم كله . وسوف تتيح الشبكة المعلوماتية للطلاب أن يمتحنوا أنفسهم فى أى وقت فى جو خال من أى مخاطرة ، ويمثل الامتحان المدار ذاتيا شكلا من أشكال استكشاف الذات ، إن عملية الاختبار ستصبح جزءا إيجابيا من عملية التعليم . ولن يستدعى خطأ ما تأنيا قاسيا ، بل سيحفر النظام إلى مساعدة الطالب على التغلب على سوء فهمه ، وإذا استعصى أمر على طالب ما فسوف يقوم الكمبيوتر بشرح الظروف للمدرس . وستكون هناك خشية أقل من الاختبار الرسمى ومفاجآت أقل ، إذ أن الامتحان الذاتى المتنامى باستمرار سيكسب كل طالب إحساسا أفضل أين يقف بالضبط ." سيمثل التعلم باستخدام الكمبيوتر نقطة أنطلاق نحو الاستفادة المستمرة من الشبكة المعلوماتية وسيقوم مدرسو المستقبل المتميزون بما هو أكثر من تعريف الطلاب كيقية العثور على المعلومات عبر الشبكات وسيكون بإمكان الطلاب من كل الأعمار وعلى اختلاف قدراتهم أن يتعاملوا بصريا مع المعلومات وأن يتفاعلوا معها ، وهكذا سيصبح بإمكان " فصل دراسى " يدرس الطقس على سبيل المثال ، أن يرى صور أقمار صناعية محاكية مبنية على نموذج لظروف إرصادية إفتراضية ، وسيطرح الطلاب أسئلة مثل ما الذى يحدث لطقس اليوم التالى لو زادت سرعة الرياح 20 كم فى الساعة ؟ سيقوم الكمبيوتر بتحليل النتائج المتوقعة ، عارضا على الشاشة المنظومة الطقسية المحاكية كما تبدو من الفضاء ، ومن ثم فإن تحويل المجتمع العربى الى مجتمع المعلومات سيؤثر تأثيرا كبيرا على الإبداع العربى . |
خطة تطوير التعليم فى العالم العربى
ان اعادة بناء العقل العربى لاستيعاب ثورة المعلومات فى تطبيق أساليب التكنولوجيا وتطويرها يحتاج الى اساليب جديدة فى التعليم واعادة هيكلة المناهج وتطورها لتلائم التقدم الحادث فى عالمنا حتى ندخل عصر المنافسة فى الأسواق العالمية بعيدا عن مظلات الحماية والمنع والدعم .
وعلى سبيل المثال تشير الأرقام الى أن خطة ادخال التكنولوجيا المتقدمة فى جميع مدارس جمهورية مصر العربية تمت حتى الآن فى 22 ألف مدرسة بينها 1267 مدرسة ثانوية ، 6484 مدرسة ابتدائية ، 236ر14 مدرسة ابتدائية ، 2528 مدرسة رياض أطفال . وهناك وفى خطة عام 2001 تشمل 16 ألف مدرسة تدخلها التكنولوجيا المتطورة سواء التوسع الرأسى للكمبيوتر بالمدارس أو معامل العلوم بحيث تصل الى 5500 كمبيوتر فى التوسع الرأسى و5500 معمل علوم ، بالإضافة الى 2000 دش لاستقبال القنوات التعليمية فى المدارس التى لم تدخلها بعد ، ومن ثم ادخال 40 وحدة جديدة للإتصال فى الإدارات التعليمية وربطها بالمديريات التعليمية التابعة لها بحيث تمتد شبكة الكونفرانس وخدماتها الى الادارات بجانب المديريات التعليمية ، ولا شك أن هذا المشروع يهدف الى تأهيل الشباب لاستخدام الحاسب واكتشاف وتنمية قدرات الموهوبين فى مجالات التكنولوجيا وفتح آفاق جديدة للشباب والأطفال لتبادل المعلومات والمعرفة مع أقرانهم فى دول العالم المختلفة ، وكذلك تحويل معامل الحاسب الآلى بالمدارس إلى مراكز اشعاع مجتمعى للتعليم وأستخدام الحاسب الآلى كوسيلة لدعم اتخاذ القرار فى تنمية المجتمع . ويواجه التعليم فى الوطن العربى تحديات متلاحقة تتمثل فى مسايرة الثورة العلمية والتكنولوجية والمعلوماتية ، وهى ما تعرف باسم الثورة الصناعية الثالثة ، لذا كان من الأهمية أن تتفاعل العملية التعليمية مع التقدم الصناعى لما له من تأثير مباشر على الحياة الاجتماعية والمتغيرات الثقافية بالمجتمع ، فالتكنولوجيا ليست فقط مجرد تغيير فى صناعة الأجهزة واستخداماتها بل ان التكنولوجيا الحقيقية تمتد إلى ما يصاحب التغييرات فى سلوكيات الأفراد فى المجتمع وتغلغلها فى الاطار الثقافى للمجتمعات واكساب معارف وخبرات ومهارات تدريبية عليهم ، وأصبح التحديث التكنولوجى فى المجتمع يستلزم تغييرا فى شكل المجتمع العربى والنهوض به فى مواجهة مشكلاته والحد منها ، والوصول الى النمو الحضارى من خلال مواكبة التغييرات التكنولوجية المستمرة , وذلك من خلال الترابط بين نظريات العلم وتطبيقاته ، وتوظيف ذلك لخدمة المجتمع مع جعل المنهج هو أساس توظيف الأدوات التكنولوجية لمواجهة التطورات الحديثة فى المعرفة الانسانية . وللتربية دورها الهام فى توفير المزيد من المرونة للنظم التعليمية والتأكيد على النمو العلمى الذاتى للأفراد لمواصلة الارتقاء بالمستوى العلمى ، ومواكبة متطلبات العصر الحديث مع العمل على اعداد المتعلم المتخصص الملم بالاطار الشامل لتطورات الحياه . وهناك علاقة ترابطية قوية بين ادخال التكنولوجيا فى التعليم لاعداد المناهج الدراسية وتدريسها فى الفصل ، ونظم التقويم وبين الارتقاء بقدرات المتعلمين واكتشاف الموهوبين منهم والارتقاء بمهارات ضعاف التحصيل . ولا يعتبر توفير الأدوات اللازمة والأجهزة التكنولوجية ذات الموديلات الحديثة فى مجال التعليم هو العامل المحدد ، لكن الأهم هو الكيفية التى توظف بها فى الموقف التعليمى من أجل تحقيق الأهداف السلوكية ، ومن هنا كانت أهمية توفير المعلم القادر على استخدام الأدوات والأجهزة بكفاءة . ان الحرب الآن هى حرب حول التعليم ، ومن هنا فإنه لابد من إصلاح التعليم ووضعه على رأس الأولويات ، من خلال المربع التعليمى ، التلميذ والمدرس والمناهج والمدرسة ، فالتلميذ هو عماد المستقبل وقلب الأمة وروح حضارتها وهو المحور الأول من كل عمليات التربية والتعليم ، وفى سبيل تنشأته تقوم الدول العربية باعداد المدرسين المؤهلين تربويا لتعده فى شتى المجالات كما تهتم بالتلميذ منذ مرحلة رياض الأطفال اهتماما كبيرا ، ثم تهتم بالتعليم الابتدائى باعتباره اللبنة الأساسية فى الهرم التعليمى ، ثم تولى اهتماما خاصا للتعليم الاعدادى من حيث تطوير المناهج والاهتمام بالأنشطة التربوية والتعليمية ونظام الامتحان والتقويم ، هذا الى جانب ما توليه الدولة من اهتمام بالتعليم الثانوى ، بأنواعه وحرصها على إدخال تكنولوجيا التعليم فى هذه المرحلة التى يتهيأ فبها الطالب للإلتحاق بالتعليم الجامعى والخروج بعد ذلك للحياة العملية . وقد اهتمت الدولة بالمعلم حيث فتحت معاهد لتأهيل المدرسين الى جانب تدريبهم عن بعد بإستخدام شبكات الفيديو كونفرانس ، بالاضافة الى تدريبهم من خلال البعثات فى الخارج ، كما انتهجت الدولة منهجا واسلوبا ديمقراطيا يتيح الفرصة لكل المتخصصين ، ولكل المفكرين وأصحاب الرأى فى أن يدلوا بآرائهم فى ملامح التغيير وجوهره واهدافة الكبرى . ولا ننسى أن التحدى الحقيقى الذى يواجهنا وهو الدخول ببلادنا العربية الى حضارة التكنولوجيا المتقدمة التى أصبحت العامل الحاسم فى تقدم الشعوب ، ولا شك أن نقطة البدء هى إعداد الكوادر القادرة على إنجاز هذا التحول الكبير ، الذى يتطلب خلق بنية تعليمية يبنى الطالب من خلالها خبراته التعليمية عن طريق تعليمه كيفية استخدام جميع مصادر المعرفة ، وجميع وسائل التكنولوجيا المساعدة . لذا يجب تجهيز المدارس بالوسائط المتعددة ، ومعامل العلوم المتطورة وقاعة استقبال بث القنوات التعليمية ومن ثم تدريب المدرسين فى مراكز التدريب المحلية بالمديريات والمحافظات ومراكز التدريب التخصصى المركزية ، ومعامل العلوم المتطورة والتعليم عن بعد من خلال شبكة الفيديو كونفرانس . والتكنولوجيا تهدف الى تغيير نظرة المدرس العربى الى تدريس العلوم وتغيير الطريقة النمطية فى العملية التعليمية من الحفظ والتلقين الى المشاركة النشيطة والتفاعل الايجابى من جانب الطلاب . هناك حاجة ملحة لتفعيل الانسان العربى وتحديثه وتنمية قدراته ، ولذلك لا بد من الاهتمام بمنظومة التربية والتنشئة الإجتماعية فى الأسرة ، ونظام التعليم والتدريب وتحديث مؤسسات وآليات الاعلام حتى يستطيع أن يواكب ثورة الاتصالات ، وأن يؤهل أفراد المجتمع للتفاعل مع الحديث والجديد فى العلم والمعلومات . ولا شك أن التعليم والأسرة ووسائل الإعلام من أكثر القنوات المؤثرة فى التنشئة الاجتماعية والسياسية لأبنائنا ، ولا شك أن التخطيط التربوى الفعال يخدم انتشار الأفكار الجديدة ، والقيم الانسانية الأصيلة التى يراها العالم الحديث ، وذلك لتمكين النشىء من الافادة من مردودها ن وتمثلها لقيم مثل قيم العدالة والديمقراطية والمساواة والتقدم أو العقلانية والتفكير المستقل وحرية الرأى والتعبير . وهناك حاجة ماسة لتفعيل ثلاثية التعليم التقليدية ( المدرس ، الطالب ، المدرسة ) وتحويلها الى عملية تعليمية أكثر حداثة وعصرية وتشمل عناصرها : المدرس العصرى ، الطالب الإيجابى ، المدرسة العصرية ، تكنولوجيا التعليم المتقدمة ، المناهج التعليمية المتطورة والتعليم غير المنهجى . ان المنظور التكنولوجى لتطوير التعليم يعنى الدراسة العلمية للوسائل والتقنيات المستعملة فى التعليم وتطبيق حقائق سيكولوجية النمو ، كما تعنى ايجاد نظم يعمل بهديها الجهاز التقنى فى انسجام مع المعلم ، لكى يحقق التلميذ أهدافا واضحة ومحددة سلفا على شكل تغييرات سلوكية نهائية ، وتحديد أسلوب للمراقبة والتقويم الذاتى لجميع مكونات النشاط التعليمى وهذا ما يجعلنا نطالب بالسعى لتوفير الكمبيوتر لكل مدرسة وتدريب الطلاب على التعامل معه فى كل المدارس بالأقطار العربية . لقد حدثت تطورات كبيرة فى المجتمعات بحلول العهد الصناعى ، ومن بعد العهد التكنولوجى ، فدعت الضرورة الى مراجعة الأساليب التربوية القديمة ، وتهيئة تكنولوجيا متطورة ، ولم يكن ليتأتى ذلك دون تطوير المدرسة ، ومراجعة أساليب التدريس ، بحيث أصبحت التربية المعاصرة تستهدف غزو المستقبل من خلال استثمار العقل وتسخير طاقاته ، وتنمية الاستعدادات الجسمانية والوجدانية للفرد ، وواكب كل ذلك نظرة احترام الشخصية الإنسانية ، واستوجب نماذج تعليمية ملائمة واستتبع تغييرات عميقة فى مختلف مكونات العملية التعليمية وأهمها على مستوى الوسائل ، فإن التربية الحديثة لابد وأن تلجأ الى المشاركة ، فالمعرفة تكتسب بالتشارك وليس بالتلقين أو الحفظ ، وعلى مستوى الطرق التربوية ، فلا بد أن تكون طرق نشيطة فعالة ، ترتكز على معطيات العلوم الحديثة ، كما تركز الخبرة والتجربة الشخصية الى كل من المعلم والتلميذ بل وكل مساهم فى العملية التعليمية . |
العقاب البدني - شروطة و اسالبية
اختلاف وجهات النظر حول العقاب البدني
يرى المؤيدون ?أ- إن التربية إعداد للحياة وإن الحياة التي نعد الطفل لها يمارس فيها الضرب كوسيلة من وسائل التوجيه نحو الاستقامة ?ب- إن الإسلام قد أباح ضرب الأطفال بشروط خاصة إذا تقاعسوا عن أداء الصلاة ?ج- إن الضرب يمارس في جميع بلدان العالم ولم تستطع القوانين أو التعليمات أن تستأصل شأنه فهو وسيلة سهلة لضبط التلاميذ تريح المعلم وتكفل له تحقيق النظام بأيسر وأقصر الطرق ?د- إن معظم الرجال العظماء قد تعرضوا في حياتهم المدرسية للعقاب ولم يؤثر ذلك في الحد من طموحاتهم ?ه- إن طلاب المدارس التي لايسمح فيها بالضرب يميلون إلى التسيب وإلى عدم الجدية في تعاملهم مع زملائهم ومعلميهم ?و- من الأمثال العربية المشهورة ـ العصا لمن عصا من الجنة ـ ?ز- أن المعلم الذي لايستخدم العصا يتهم بضعف الشخصية ?ح- أن سوء استخدام بعض المعلمين لأسلوب العقاب البدني لا يعني أن نحكم عليه بالفساد أما المعارضـون فيرون ?أ- أن العقاب البدني يشكل خطرا جسيما على شخصية الطفل خصوصا إذا حصل أمام الزملاء ?ب- أن أسلوب العقاب البدني يسبب توترا للمعلم وللمتعلمعلى السواء ?ج- أن العقاب البدني يوجد هوة واسعة بين التلميذ ومعلمهالأمر الذي يقلل من استفادته منه ?د- أن العقاب البدني قد يتسبب في كراهية الطفل للمدرسة وللعملية التعليمية وربما يؤدي به الأمر إلى التسرب أوالجنوح ?ه- أن كثيرا من الأنظمة التربوية تمنع العقوبات البدنية ?و- أن المعلم الذي يستخدم أسلوب الضرب يفقد حب تلاميذه له وتصبح علاقته قائمة على العداء وليس الإحترام ?ز- أن الضرب يفقد أثره حين يعتاد الطفل عليه ?ح- أن الضرب قد يتسبب للتلميذ في عاهة دائمة شروط إيقاع العقاب وضوابطه شروط العقاب : v إن الهدف من العقاب هو منع تكرار السلوك غير المرغوب فيه v أن يتناسب العقاب من حيث الشدة والوسيلة مع نوع الخطأ v أن يعرف الطالب المعاقب لماذا يعاقب v أن يقتنع الطالب بأنه قد ارتكب فعلا يستوجب العقاب v أن معاقبة التلميذ بالواجبات المدرسية يؤدي به إلى كراهية المدرس وقد ينتهي الأمر إلى زيادة الفوضى لاإلى القضاء عليها v تجنب أساليب التهكم والإذلال الشخصي لأنها تورث الأحقاد v عدم اللجوء إلى العنف بأي حال من الأحوال لأن ذلك قد يعقد الأمور ولا يسويها في حالة اللجوء إلى العقاب يجب مراعاة الضوابط الآتية : 1- التأكد من وقوع الخطأ ومن شخص الفاعل 2- عدم الضرب وقت الغضب 3- الحرص على عدم الحاق أذى بالطفل 4- تجنب المناطق الحساسة في الجسم كالوجه 5- عدم إيقاع العقاب البدني أمام الناس لما في ذلك من جرح في الشعور 6- الحرص على عدم تكرار العقاب البدني لمحاذيره الكثيرة وعلى المربي أن يأخذ الأمور الآتية بعين الاعتبار قبل إيقاع العقاب : × أن العقاب البدني ضرره أكثر من نفعه × أن النفع إذا حصل فإنه يكون آنيا قد يزول بغياب الشخص الذي يوقع العقاب × أن العقاب قد يكون حافزا للوقوع في الخطأ × إن الخوف من العقاب قد يدفع التلميذ للتفكير في أساليب تنجيه كالكذب والغش وغيرهما × عدم التركيز علـى الجوانب السلبية للتلميذ دون الأخذ بعين الاعتبار الجوانب الإيجابية العقاب البدني في الصفوف الأولية سأتحدث هنا عن العقاب البدني في الصفوف المبكرة أو الصفوف الأولية من مراحل التعليم وهي الصف الأول الابتدائي والثاني والثالث وقد لمس ذلك من خلال التجربة والزيارات الميدانية للمشرفين والمربين أن العقاب البدني لتلميذ الصفوف الأولية يثير الكثير من علامات الاستفهام وردود الفعل من قبل المعلم والتلميذ وولي أمر التلميذ وهيئة التعليم ممثلة في مراكز الإشراف أو إدارات التعليم ومما لاشك فيه أن طفل اليوم يختلف كثيرا عن طفل الأمس ومعطيات الحياة وأساليب التربية تختلف أيضا عن أساليب الأمس وكذلك أساليب الحياة ، فطفل اليوم طفل مدلل مدرك يتعاطى مع أساليب التقنية الحديثة ويعي مايدور حوله من الانفجار المعرفي وقد يفوق معلمه استخداما لهذه الأساليب مثل استخدام الحاسب الآلي أو الاجهزة الإلكترونية المعقدة وفوق هذا وذاك يكتنفه أبواه بكل ألوان الرعاية والاهتمام يكبر الطفل ، ويحين موعد التحاقه بالصف الأول وقد يسبق ذلك مراحل رياض الأطفال أو الحضانة التي قد تسبب إنعكاسا خطيرا لدى الطفل عند دخوله إلى المدرسة وهذه قضية أخرى سنتناولها بحول الله تعالى في مقالة أخرى . يبدأ تعامل الطفل مع بيئته الجديدة منذ يومه الأول في الاسبوع التمهيدي ويصطدم بواجهة جديدة من الانضباط والانصهار في بوتقة الجماعة ومن هذه اللحظة يظهر دور المعلم أو المربي في هذه المرحلة الجديدة إن أي تعامل قاس مع الطفل خلال هذه المرحلة قد يفقده الكثير من توازنه ويلقي بظلال قاتمة على سيره التحصيلي والنفسي بل أنه يجب على معلم هذه المرحلة أن يكسب ثقة ضيفه الجديد محاولا تعويضه عن فقدانه ولو للحظة لرعاية والديه وقد رأينا نماذج مشرفة من هؤلاء المربين الرائعين من خلال الزيارات الميدانية إن التعامل مع طفل هذه المرحلة بعنف غالبا يكون انعكاسا لضعف المعلم ومؤشرا إلى عدم كفايته للاضطلاع بهذه المرحلة التأسيسية المهمة جدا لأن المعلم الذي يلجأ إلى العنف مع هؤلاء الصغار يثبت أنه فقد السيطرة عليهم البديل عن العقاب البدني في الصفوف الأولية إن اللجوء إلى العقاب البدني لن يمنح المعلم إلا طفلا مضطربا نفسيا تتنازعه مخاوفه في كل لحظة يومئ فيها المعلم بيده من غير قصد بل أن الانعكاسات السلبية قد تحول دون إيجاد علاقة حميمة بين المعلم ومدرسته وقد تمتد معه إلى مراحل متقدمة من التعليم ناهيك عن حالات التسرب من المدارس والتي كانت بسبب ممارسات قاسية من قبل المعلـم . وفي الصفوف المبكرة لن يعجز المعلم عن إيجاد الكثير من الأساليب التربوية المؤثرة والتي تعينه على ضبط فصله والسيطرة على تلاميذه أساليب لاتخلو من الرفق والرأفة بهؤلاء الصغار ويكفي أن يتعامل المعلم مع تلاميذه الصغار على أنهم رجالا ويمنحهم الثقة في أنفسهم لتحمل المسؤولية أو إسناد مهما ت قيادية لهؤلاء الصغار الذين يحتاجون إلى تكثيف الجهد والعمل الدؤوب من خلال الاتصال بولي أمر التلميذ والمرشد الطلابي في حالات نادرة توجب تدخلهما لأن المعلم هو المعني بمجابهة كل ما قد يعترض سير أبنائه التلاميذ قال صلى الله عليه وسلم : ( ما دخل الرفق في شيء إلا زانه ، وما نـزع من شيء إلا شانه ) . وتحية إجلال لكل معلم ينظر إلى هؤلاء الصغار نظرة الأب الحاني العطوف العقاب بالنقد والتجريح وهو أحكام سلبية على ما قاله الطالب أو عمله ، فعندما يطلق المعلـم رداً على ما قاله الطالب أو عمله كلمات مثل : ( ضعيف ،خطأ , غير صحيح ) كان في هذا إشارة موحية إلى أن المعلم غير راض عن ما قـام به الطالب ، مما يضع حدا لتفكير الطالب حول الموضوع الذي يفكر فيه ، أو السؤال الذي يحاول الإجابة عنه . وقد نخفف من أثر ذلـك بأسلوب آخر ينم عن الحذق والذكاء بعيدا عن اللوم والتجريح فنقول مثلا : لقد قاربت على الإجابة الصحيحة ، أو من منكم لديه إجابـة أفضل أو : لقد أجبت بما فيه الكفاية ، أو لقد قمت بما عندك . وقد تحمل ردود الفعل السلبية هذه معنى السخرية والتهكم حين نقول يا لها من فكرة تافهة أو : لم تحسن كما يجب أن تكون ، وقد تتضمن ردودنا أحيانا تغيرا في لهجة الصوت ونبرته تنم عن الاستهزاء حين نقول من الذي يريد أن يساعدك ما دمت تجيب هكذا ؟ أو : من أين أتيـت بهذه الأفكار المبدعة ؟ أو مادام هذا قد أنهى إجابته فمن الذي يعطينا الإجابة الصحيحة ؟. لقد ظهرت العديد من الدراسات حول هذا الموضوع أن النقد والتقريع لا يساعد على رفع مستوى الإنجاز أو مستوى التعلم عند الطالب وفي ذلك يقول عليه السلام : ( لقد بعثت معلمـا ولم أبعث معنفا ) . إن في استخدام اللوم والتجريح ما يخلق عند الطالب اتجاهات سلبية قد يدوم أثرها إذا ما تكررت ، وتكون عامل إحباط عنده ،وعلى تدني مستوى الإنجاز والتحصيل . إن استخدام أسلوب النقد القاسي والمباشـر أو التجريح والإهمال ، ليس أسلوبا مناسبا لمعالجة المشاكل المدرسية والصفية عند الطلبة وبخاصة فيما يتعلق بالتحصيل الأكاديمي ، فمثل هـذا الأسلوب يضعف ثقة الطالب بنفسه ، ويعمل على خلق صـورة ضعيفة على الذات ، والشعور بالإحباط والفشل ، وبالتالي فهـو لا يشجـع الطالب على أن يفكر ، أو يعمل على تقوية حافز التفكير عـنده . العلاج بالمديح والثواب يمكن أن نعرف الثناء (المديح) بأنه نقيض للنقد والتجريح لأنه يستخدم الجوانب الإيجابية في أعمال الطلبة حين الحكم عليها . مثل قولنا : حسنـا ، ممتاز ، عظيم ، وهكذا وإليك بعض العبارات الدالة علـى ذلـك : لقد كانت هذه إجابة حسنة . لقد أبدعت في الرسم أو في كتابة موضوع الإنشاء لقد كنت متفوقا في تفكيرك . لقد كنت لطيفا في التعامل مع زملائك . لقد جئت بما هو أفضل ما جاء به طالب في الصف .... ، يؤيد العديد من المعلمين استخدام المدح والثناء لتعزيز نوع معين من السلوك وبناء التقدير الذاتي والكيان الذاتي عند الطلبة . إن استخدام الثناء أمر مناسب في ظل ظروف معينة ، وقد يكون من المستحدث والمرغوب فيه أن لا يستخدم المعلمون الثناء إلا في ظل هذه الظروف وبشكل لا يخرج عند حد الاعتدال ، ومن أجل الهدف الذي وضع له ومن المفيد أن يستبدل المعلم الثناء أحيانا بتقارير تتناول ردود فعل المعلم على أعمال الطالب التي تقضي بشكل أكبر إلى تنمية مهارات التفكير عند الطالب . ويبدو أن أفضل استخدام الثناء يكون مع طلبة معينيـن وفي أعمال معينة ، وبناء على التقدم الذي يحرزه الطالب بالنسبة لا إجازته السابقة وليس بالمقارنة مع إنجازات غيره ، ففي ذلك ما يشجع الطالب على السير قدما للأمام ، وما يخلق عنده وازعا ذاتيا للقيام بالواجب والجهد المطلوب دون أن يتعرض لأية ضغوط خارجية ، أو مواقف محرجة ، إذ يجب أن نبقي عنده الأمل حيا في التقدم والتفـوق وخصوصا لألئك الذين هم من متوسطي الذكاء أو من الضعيفين فيه ، فقد تمنح جائزة للفائز الأول أو الثاني مثلا وكذلك من حصل على المرتبة الأخيرة . وفيما يلي ظروف ثلاثة يكون فيها استخدام المديح والثواب مناسبا ، وهـي : · الطالب المتردد الذي فقد الدافعية للعمل ويعتمد على الغير حيـن يتعلـم . · مع طالب الصفوف الدنيا : يدرك الأطفال في مراحل حياتهم الأولى معنى الصواب ومعنى الخطأ ويميزون بينهما بما يلقونه مـن ثواب أو يتعرضون له من عقاب على تصرفاتهم على أيدي الكبار فـي البيت والمدرسة ويدركون في مرحلة لاحقة نوع تصرفاتهم ، وما إذا كانت سليمة أم لا من خلال ما تحدثه هذه التصرفات من آثـار على غيرهم ، وبذلك يصبحون قادرين على إدراك حقيقة السلوك السوي الذي يتمشى مع قيم المجتمع وعاداته وتقاليده · الأعمال المعرفية الدنيا : نحن نطرح أسئلة على الطالب في موضوع ما بهدف الوقوف على مستوى معرفته بهذا الموضوع وقد نطرح السؤال للحصول على إجابة له من خلال ما استمد الطالب من معرفة عن طريق الحواس ، أو عن طريق المعرفة المختزنة في الذاكرة فيتذكر هذه المعرفة ويسترجعها للوصول إلى الإجابة ، وقد يطرح الطالب إجابة صحيحة للسؤال من خلال توقعاته وتنبؤاته دون أن يستند على خلفية معرفية عنده بعض الإرشادات لاستخدام الثواب والعقاب إذا كان لا بد لنا من نستخدم الثناء والمديح ، ففيما يلي بعض الأمور التي تخفف من وحدات آثار سلبية والاتجاه نحو الاعتماد على الذات دون حاجه إلى إطراء الغير وثنائهم . · أن نسوق المبرر الذي دفعنا لهذا الإطراء . فنقول مثلاً:- لقد أحسنت . لأنك قمت بكذا وكذا.حتى يفهم الطالب السبب الذي دفعنا لهذا الإطراء مما يشجعه على القيام بإنجاز آجر ناجح · نساعد الطالب على القيام بتحليل إجابته ، مثلا المعلم : زيد بن إربد هي كبرى المدن الاردنية ، وعمرو يقول : إن عمان هي المدينـة الكبرى ، فهل لكل منكم أن يخبرنا عن عدد سكان كل من إربد وعمان بهذا الأسلوب ، هو المقارنة بين معلومتين يمكن لنا معرفة الإجابة الصحيحة ، فمن خلال المقارنة بين عدد سكان المدينتين يمكن لنا أن نحكم أيهما هي الكبرى إن مثل هذا الحوار للوصول إلى الحقيقة يغنينا عن أجزاء المديح للطالب أو أن نسوق له اللوم والتوبيخ ونساعده على البحث عن الأساليب البديلة لذلك التي تفتح الباب للطالب لزيادة معرفته وسعة إطلاعه ويميل معظم المعلمين إلى طلبتهم سوى أكان بالتصفيق وبكلمات الثناء أو بعبارات الاستحسان ويجدون المتعة في ذلك ، دون أن يعيروا في هذا الاتجاه من السلبيات إذا خرج عن حد الاعتدال ، أو قمنا به في غير محله ، ودون أن يتحرزوا في استعماله وسائل الإجراء العلاجي 1- غض الطرف عن الهفوات البسيطة غير المتكررة 2- الترشيد والتوجيه 3- إظهار عدم القبول واستنكار الفعل المخالف 4- العتاب 5- اللوم 6- التأنيب على انفراد 7- الإنذار 8- التهديد بالعقاب 9- الحرمان من الإمتيازات 10- إخبار ولي الأمر 11- الطرد المحدد 12- العقاب البدني على الكفين 13- الفصل النهائي من المدرسة مع ملاحظة عدم اللجوء إلى الإجراء النهائي إلا بعد التأكد من أن وجـود الطالب في الصف قد أصبح يهدد تعلم زملائه مقترحات وقائيـة ?أ- التخطيط لتدريب الطلاب في المرحلة التأسيسية على السلوك سلوكا اجتماعيا قائما على أساس من الهدى الرباني المبارك . ?ب- مراعاة خصائص نمو الطلاب في مرحلة المراهقة أثناء تخطيط المناهج وذلك بالتركيز على القضايا التي من شأنها أن تشد الطلاب نحو القيم . ?ج- إعادة النظر المستمر في المواد التي يتضمنها المنهاج . بحيث تبقى مناسبة لأعمار الطلاب العقلية ولاحتياجاتهم الحياتية. ?د- تحديد عدد الطلاب بما لا يزيد عن خمسة وعشرين طالباً في الصف الواحد . ?هـ- الاهتمام بإعداد المعلمين إعداداً تربوياً كافياً . ?و- عقد ندوات إشرافية لتحسين تعامل المعلمين مع الطلاب . ?ز- تدريب المعلمين أثناء الخدمة لرفع كفاءتهم وتحسين أدائهم . ?ح- توثيق العلاقة بين المدرسة والبيت عن طريق تنشيط مجالس الآباء والمعلمين للتشاور المستمر بالمسائل المتعلقة بشؤون الطـلاب . ?ط- وصل حبال المودة بين المعلمين والطلاب عن طريق الرحلات والحفلات والندوات المسائية . ?ي- ضرورة اعتماد بطاقات لمتابعة سلوك الطلاب من قبل المعلمين . المراجــــع 1 - المدرسة وتعليم التفكير . تأليف محمد عبد الرحيم عدس 2 - الكفايات الأساسية للمعلم الناجح . تأليف:محمود عطية طافش 3 - العقاب البدني في الصفوف المبكرة . تأليف : عبد الله أحمد الغامدي |
مصادر التعلم
مفهوم مركز مصادر التعلم :
بيئة تعليمية تحوي أنواعاً متعددة من مصادر المعلومات يتعامل معها المتعلم وتتيح له فرص اكتساب المهارات والخبرات وإثراء معارفه عن طريق التعلم الذاتي . عناصر ومضامين مفهوم مركز مصادر التعلم : • التنوع في المواد والمصادر التعليمية المطبوعة وغير المطبوعة . • التنظيم والترتيب . • يشرف على المركز موظفين مؤهلين ومتخصصين . • خدمة الطلاب والمعلمين . • ملائمة أساليب التعلم المختلفة . • يشتمل على أنواع مختلفة من الأجهزة التعليمية . الهدف العام من مركز مصادر التعلم : توفير بيئة تعليمية تعلميه مناسبة تتيح للمتعلم الاستفادة من أنواع متعددة ومختلفة من مصادر التعلم وتهيء له فرص التعلم الذاتي ، وتعزز لديه مهارات البحث والاكتشاف ، وتمكن المعلم من اتباع أساليب حديثة في تصميم مادة الدرس ، وتنفيذها ، وتقويمها . أهمية مركز مصادر التعلم : - توفر البيئة المناسبة التي تُمكن الطالب من استخدام مصادر متنوعة . - تقدم أنموذجاً مختلفاً عن الحصة الصفية يساعد في جذب الطلاب وإثارة اهتمامهم . - تساعد في تنظيم المصادر التعليمية وتصنيفها بما يسهل الوصول إليها . - تساعد المعلم من خلال أمين المركز في عمليات التحضير للحصة وتنفيذها وإعادة تنظيم مواد المصادر التعليمية المستخدمة وترتيبها وضمان جاهزيتها للمرات القادمة - تتيح للمتعلم فرص التعلم في الأوقات التي يختارها وللموضوعات التي يفضلها أو يرغب في الاستزادة فيها دون التقيد بالحصة الصفية وما يقدم فيها . - كسر الجمود في الجدول المدرسي التقليدي وذلك بتغيير مكان التعلم وأساليب التعليم ووسائله. أهداف مركز مصادر التعلم : - دعم المنهج الدراسي عن طريق توفير مصادر لتعلم ذات الارتباط بالمنهج ، وذك لبعث الفاعلية والنشاط والحيوية فيه . - تنمية مهارات البحث والاستكشاف والتفكير وحل المشكلات لدى المتعلم . - تزويد المتعلم بمهارات وأدوات تجعله قادرا على التكيف والاستفادة من التطورات المتسارعة في نظم المعلومات . - مساعدة المعلم في تنويع أساليب تدريسه . - مساعدة المعلمين في تبادل الخبرات والتعاون في تطوير المواد التعليمية . - تقديم اختيارات تعليمية متنوعة لا توفرها أماكن الدراسة العادية . - إتاحة الفرصة للتعلم الذاتي . - تلبية احتياجات الفروق الفردية . - إكساب الطلاب اهتمامات جدية ، والكشف عن الميول الحقيقة والاستعدادات الكامنة ، والقدرات الفعالة لدى الطلاب . - تنمية قدرات الطلاب في الحصول على المعلومات من مصادر مختلفة . |
الحايب و التعليم
مقدمة:
نعيش الآن في عصر التكنولوجيا والانفجار التقني والمعرفي والثقافي ومن الضروري جدا أن نواكب هذا التطور ونسايره ونتعايش معه ونحاكيه ونترجم للآخرين إبداعنا ونبرز لهم قدرتنا على الابتكار ونتيجة لهذه الأهمية قامت بعض الدول الصناعية بوضع خطط لبناء المجتمع المعلوماتي - إن صح التعبير- ففي سنة 1971 بدأ معهد تطوير استخدامات الحاسبات باليابان(Computer Usage Development Institute) بعمل دراسة لطبيعة المجتمع الياباني بعد عام 2000 وقد أوضحت الدراسة أنه بحلول عام 2000 سيعتمد الاقتصاد على المنتجات المعلوماتية وليس على الصناعات التقليدية، أما بريطانيا فقد نشرت خطتها الوطنية للمعلوماتية في عام 1982 ضمن وثيقة بعنوان " منهج لتقنية معلوماتية متقدمة: تقرير عام ألفين" وقد أوضح التقرير أن بريطانيا قد بدأت تفقد موقع أقدامها في هذه الأسواق وأنها سوف تضطر إلى استيراد المنتجات المعلوماتية. إن هدف إيجاد " المجتمع المعلوماتي" لا يمكن تحقيقه إلا بتكوين" الفكر المعلوماتي" بين أفراد المجتمع بمختلف المستويات ومن أهم المؤسسات التي يمكن الاستفادة منها في تكوين هذا المجتمع هي المدارس والجامعات. والمتتبع لواقع استخدام الحاسب الآلي في مجال التعليم في العالم يجد أن نسبة الاستخدام تزداد بسرعة منقطعة النظير متخطية بذلك العوائق والمشاكل والصعوبات ما استطاعت إلى ذلك سبيلا. ولعل من أهم المهارات التدريسية المعاصرة مهارة استخدام وتوظيف الحاسوب لمصلحة المواد الدراسية والتدريس حيث التجديد والتغيير والخروج من الروتين المتكرر والرتيب الذي يطغى غالبا على أدائنا التدريسي داخل حجرات الدراسة. يوجد الكثير من التطبيقات للحاسوب التي تفيد في عملية التعليم والتعلم . أن استخدام الحاسوب في العملية التعليمية لا يتطلب جهازا ذا مواصفات عالية أو إعدادات مميزة لان أي جهاز عادي يمكن أن يفي بالغرض شريطة أن تكون سرعته وذاكرته مناسبتين لعرض الصور والبرامج الصوتية . والحاسب وسيط تعليمي جيد شرط توفر البرامج المتميزة وتدريب المعلمين على استخدام الحاسب وبرامجه بطريقة جيدة لكي يقوم هذا الوسيط بالعديد من الوظائف التربوية لصالح عملية التعليم والتعلم مميزات استخدام الحاسب في التعليم : 1-تنمية مهارات الطلاب لتحقيق الأهداف التعليمية. 2- تنفيذ العديد من التجارب الصعبة من خلال برامج المحاكاة . 3 - تقريب المفاهيم النظرية المجردة . 4 - برامج التمرين والممارسة أثبتت فعالية واضحة في مساعدة الطلاب على حفظ معاني الكلمات . 5 - أثبتت الألعاب التعليمية فعالية كبيرة في مساعدة المعوقين عضلياً وذهنياً . 6 - يوفر الحاسب الآلي للطلاب التصحيح الفوري في كل مرحلة من مراحل العمل . 7 - يتيح الحاسب الآلي للطالب اللحاق بالبرنامج دون صعوبات كبيرة ودون أخطاء . 8 - يتميز التعليم بمساعدة الحاسب الآلي بطابع التكيف مع قدرات الطلاب . 9 - تنمية المهارات العقلية عند الطلبة . 10 - قدرتها على إيجاد بيئات فكرية تحفز الطالب على استكشاف موضوعات ليست موجودة ضمن المقررات الدراسية . 11 - القدرة على توصيل أو نقل المعلومات من المركز الرئيسي للمعلومات إلى أماكن أخرى . 12 - يمكن للمتعلم استخدام الحاسب الآلي في الزمان والمكان المناسب . 13 - للحاسب الآلي القدرة على تخزين المعلومات وإجابات المتعلمين وردود أفعالهم . 14 - تكرار تقديم المعلومات مرة تلو الأخرى . 15-حل مشكلات المعلم التي تواجهه داخل الصف (زيادة عدد الطلاب- قلة الوقت المخصص). 16-تنمية اتجاهات الطلاب نحو بعض المواد المعقدة مثل الرياضيات. 17-عرض الموضوعات ذات المفاهيم المرئية (الخرائط-أنواع الحيوانات-الصخور……) بالبعد الثالث. 18-توفير بيئة تعليمية تفاعلية بالتحكم والتعرف على نتائج المدخلات والتغلب على الفروق الفردية. 19-رفع مستوى الطلاب وتحصيلهم عن طريق التدريبات ووجود التغذية الراجعة. 20-تشجيع الطلاب على العمل لفترة طويلة دون ملل استخدامات الإنترنت في التعليم: إن المتتبع للتغير المستمر في تقنيات تحديث قوة وسرعة الحاسب الآلي يستطيع أن يدرك أن ما كان بالأمس القريب الأفضل تقنيةً والأكثر شيوعاً أصبح أداءه محدوداً ، أو ربما أصبح غير ذي جدوى (Obsolete). وقياساً على هذا التسارع الكبير ، والمخيف أحياناً ،يؤكد ( ثرو 1998) أن "التأثير الحقيقي لثورة المعلومات والاتصالات يوجد أمامنا وليس خلفنا.". وتعتبر الإنترنت أحد التقنيات التي يمكن استخدامها في التعليم العام بصفة عامة وقد عرفها أحد الكتاب بقوله " ….. الإنترنت هي شبكة ضخمة من أجهزة الحاسب الآلي المرتبطة ببعضها البعض والمنتشرة حول العالم" . وقد أكد على هذه الأهمية (Ellsworth,1994) حيث قال " إنه من المفرح جداً للتربويين أن يستخدموا شبكة الإنترنت التي توفر العديد من الفرص للمعلمين وللطلاب على حد سواء بطريقة ممتعة" أما (Watson, 1994) فقال " تعتبر وسائل الاتصالات الحديثة من أهم الأدوات التي استخدمتها في التدريس". هذا ويشير بعض الباحثين إلى أن الإنترنت سوف تلعب دوراً كبيراً في تغيير الطريقة التعليمية المتعارف عليها في الوقت الحاضر، وبخاصة في مراحل التعليم الجامعي والعالي أما (Williams, 1995) فقد ذكر أن هناك أربعة أسبابٍ رئيسية تجعلنا نستخدم الإنترنت في التعليم وهي: 1- الإنترنت مثال واقعي للقدرة على الحصول على المعلومات من مختلف أنحاء العالم. 2- تُساعد الإنترنت على التعلم التعاوني الجماعي، نظراً لكثرة المعلومات المتوفرة عبر الإنترنت فإنه يصعب على الطالب البحث في كل القوائم لذا يمكن استخدام طريقة العمل الجماعي بين الطلاب ، حيث يقوم كل طالب بالبحث في قائمة معينة ثم يجتمع الطلاب لمناقشة ما تم التوصل إليه. 3- تساعد الإنترنت على الاتصال بالعالم بأسرع وقت وبأقل تكلفة. 4- تساعد الإنترنت على توفير أكثر من طريقة في التدريس ذلك أن الإنترنت هي بمثابة مكتبة كبيرة تتوفر فيها جميع الكتب سواءً كانت سهلة أو صعبة. كما أنه يوجد في الإنترنت بعض البرامج التعليمية باختلاف المستويات. وهنا تجدر الإشارة إلى أن التأثير المستقبلي للإنترنت و الإنترانت على التعليم سوف يتضمن بعداً إيجابياً ينعكس مباشرةً على مجالات التعليم للمرأة المسلمة والذي سوف يجنبها عناء التنقل داخل وخارج مجتمعها ، وفي نفس الوقت سوف يوفر لها تنوعاً أوسع في مجالات العلم المختلفة. واستخدام الإنترنت كأداة أساسية في التعليم حقق الكثير من الإيجابيات. وقد ذكر كل من (Bates, 1995 & Eastmond, 1995 ؛ Wulf, 1996) الإيجابيات التالية: 1. المرونة في الوقت والمكان. 2. إمكانية الوصول إلى عدد أكبر من الجمهور والمتابعين في مختلف العالم. 3. عدم النظر إلى ضرورة تطابق أجهزة الحاسوب وأنظمة التشغيل المستخدمة من قبل المشاهدين مع الأجهزة المستخدمة في الإرسال. 4. سرعة تطوير البرامج مقارنة بأنظمة الفيديو والأقراص المدمجة (CD-Rom). 5. سهولة تطوير محتوى المناهج الموجودة عبر الإنترنت. 6. قلة التكلفة المادية مقارنة باستخدام الأقمار الصناعية ومحطات التلفزيون والراديو. 7. تغيير نظم وطرق التدريس التقليدية يساعد على إيجاد فصل مليء بالحيوية والنشاط. 8. إعطاء التعليم صبغة العالمية والخروج من الإطار المحلي. 9. سرعة التعليم وبمعنى آخر فإن الوقت المخصص للبحث عن موضوع معين باستخدام الإنترنت يكون قليلاً مقارنة بالطرق التقليدية. 10. الحصول على آراء العلماء والمفكرين والباحثين المتخصصين في مختلف المجالات في أي قضية علمية. 11. سرعة الحصول على المعلومات. 12. وظيفة الأستاذ في الفصل الدراسي تصبح بمثابة الموجة والمرشد وليس الملقي والملقن. 13. مساعدة الطلاب على تكوين علاقات عالمية إن صح التعبير. 14. إيجاد فصل بدون حائط (Classroom without Walls). 15. تطوير مهارات الطلاب على استخدام الحاسوب. 16. عدم التقيد بالساعات الدراسية حيث يمكن وضع المادة العلمية عبر الإنترنت ويستطيع الطلاب الحصول عليها في أي مكان وفي أي وقت متطلبات الحاجة إلى استخدام الحاسب الآلي في التعليم : 1-ثقافة الحاسب (مهارات العامل _التطبيقات). 2_التشجيع على العمل (جلب الطلاب وحافز لهم ). 3-تطوير المناهج (إخراج المناهج وإخراجها على أقراص C D ) 4-تطوير وتسهيل أداء المعلم. 5-حل المشكلات وتصميم برامج لحل المشاكل. 6-نقل عملية التعليم والتعلم إلى المنازل (أقراص مدمجة-إنترنت). 7-الصبر على عملية التعليم والتعلم ( صبور –متزن –موضوعي التربية الخاصة). 8-ملء الفراغ ( أنشطة فكرية ). مبررات استخدام الحاسب الآلي في التعليم 1-أداة مناسبة لجميع فئات الطلاب ( الموهوبين-العاديين-بطيئي التعلم-المعوقين). 2-تهيئة مناخ البحث والاستكشاف ( مصادر تعليمية ). 3-تحسين وتنمية مهارات التفكير(التفكير المنطقي- العلاقة بين المتغيرات ). 4-السماح بالاستفادة من الوسائل التعليمية ( عرض الصور والتجارب المعملية ) ( عرض الأفلام التعليمية والشرائح ). 5-القدرة على المحاكاة ( إجراء التجارب العملية ) ( علوم-فيزياء). 6-القدرة على التفاعل المباشر( أسئلة-إجابات-تغذية راجعة-مثير-حافز-عامل مساعد). 7-توفير الوقت والجهد في أداء العمليات المعقدة (رياضيات-فيزياء). 8-ربط المهارات (تعلم التفكير-إدارة الوقت-الإبداع). 9-مساعد المعلم: أ-التخلص من الأعباء الروتينية. ب-التخلص من الرسم والأشكال. جـ-المساعدة في تقويم الطالب. د-توفير الوقت في تعديل شخصية الطالب(اجتماعية –انفعالية). هـ-تصميم وتطوير مقرر تعليمي. و-الوصول إلى مستويات عالية من الفهم . 10-تحسين نواتج وفعالية عملية التعلم للطلاب. أ- استخدام لغة مبسطة في حل المسائل. ب- تفاعل المتعلم مع مادة التعلم . جـ - تنمية تفكير المتعلمين . 12- تفريد التعليم : الحاسب يساعد في بناء المادة التعليمية وتحليل المفاهيم المجردة والمعلومات إلى المتعلم ( الوقت – الإمكانات – القدرات – التحفيز ). 13- وضوح معدل تعليم الفرد : يساعد الحاسب المتعلم أن يخطو في تعلمه حسب جهده وسرعته الخاصة. 14- تقديم الدمج للمتعلم (الدمج هو تقديم المعلومات التي تتلو الاستجابة ) : يقدم للمتعلم معلومات فورية عن الاستجابة الصحيحة أو الخاطئة وهو يقسم على ما يلي:1-رجع صواب -خطأ 2-رجع خطأ 3-رجع صواب فقط. 15- تقسم المادة المدروسة إلى سلسلة من التشابهات (المتعلم يسير في قدرته وطاقته ووقته) 16- القدرة على تخزين واسترجاع المعلومات ( نصوص –صور-رسوم متحركة-لقطات-فيديو). 17- العرض المرئي للمعلومات الرياضية. 18- القدرة على التحكم وإدارة العديد من الملحقات (مكبرات صوت-طابعات-معدات الرسم-أجهزة العرض-وسائط العرض ). أهمية الحاسب كأداة للتعلم : هناك ثلاث اتجاهات حول أهميه الحاسب للتعليم هي : 1-الحصول على قرص للعمل. 2-تعديل بنية التفكير والإنساني. 3-المساعدة على زيادة تحصيل الطلاب. أفضل الطرق للتدريب بواسطة الحاسب : *طريقة التعليم الخصوصي الفردي ( المطلوب من الطلاب إتقان التعلم . *طريقة التدريب والتمرين ( الفهم التلقائي ). *طريقة المحاكاة (التعليم التعاوني يصعب على الواقع ). *طريقة حل المشكلات. *طريقة الألعاب التعليمية (لتحفيز وتفاعل الأطفال ). أمثلة من البرامج التعليمية الحديثة : 1-البرامج الترفيهية التعليمية ( الرياضيات-الأرقام الحروف) برامج صخر وفولوجي وهوم انترأكتف. 2-برامج المراجع والموسوعات العامة (علمية-شرعية-طبية)شركة حرف. 3-برامج المناهج الدراسية (شرح-تمارين-اختبارات)شركة الدوالج فولوجي-العريس-المعالم. معايير اختيار البرامج التعليمية المعدة مسبقاً : 1-ملائمة البرنامج لنوع الجهاز المستخدم (الذاكرة- الطابعة-القلم الضوئي-المكونات الداخلية). 2-التأكد من خلوه من الأخطار البرمجية ونقاط الضعف ومناسبة مستويات الطلاب. 3-فاعلية البرنامج من الناحية التعليمية والتربوية. |
إدارة الوقت
تعريف الوقت وتحديد مفهومه :
لا تعمل الإدارة من فراغ، بل تمارس عملها في إطار محدد، وتعتمد على عناصر محددة من أجل القيام بهذا العمل ومنها الوقت الذي "يعدّ أكثر المفاهيم صلابة ومرونة في الوقت نفسه، حيث يعيش الأفراد في مجتمع واحد، وكل فرد يستخدم عبارات تختلف عن الآخر عندما تتحدد علاقته بالوقت". إن اختلاف الرؤية للوقت تحدد أسلوب التعامل معه، وهي المسئولة عن بعض الأنماط السلوكية للناس تجاه الوقت. إن الاستخدام السليم للوقت يبين عادةً الفرق بين الإنجاز والإخفاق، فمن بين الأربع والعشرين ساعة يومياً يوجد عدد محدد منها للقيام بالأعمال، وهكذا فإن المشكلة ليست في الوقت نفسه، وإنما ماذا نفعل بهذه الكمية المحدودة منه؟ إن الاستفادة من كل دقيقة شيء مهم، لإنجاز الأعمال بأسلوب اقتصادي وفي الوقت الصحيح، فالوقت يسير دائماً بسرعة محددة وثابتة، ومن ثمّ ينبغي للفرد أن يحافظ على الوقت المخصص له. فكمية الوقت ليست مهمة بقدر أهمية كيفية إدارة الوقت المتاح لنا، وبالإدارة الفعَّالة يمكن الوصول إلى استخدام أفضل للوقت، والقدرة على الإنجاز الكثير في كمية الوقت نفسها. "إن الذين ينظرون إلى الوقت بعين الاهتمام هم الذين يحققون إنجازات كثيرة في حياتهم الشخصية والمهنية، وهم الذين يعلمون أن الوقت قليل لتحقيق كل ما يريدون. وعلى الع** من ذلك فإن المرء الذي لا يهتم كثيراً بالإنجازات ينظر إلى الوقت على أنه ذو قيمة قليلة". وتبقى مشكلة الوقت مرتبطة دائماً بوجود الإنسان، إذ يختلف مفهومها طبقاً لاختلاف الدوافع والاحتياجات وطبيعة المهام والأعمال المطلوبة، وتؤثر الثقافات والتقاليد والعادات أيضاً بصورة مباشرة أو غير مباشرة على تحديد شكل العلاقة بين الإنسان والوقت. ومن أجل توضيح مفهوم هذا المورد النادر في حياة الإنسان، فإننا سنقوم بتحديد خصائصه. خصائص الوقت: قد يكون من الصعب تحديد تعريف دقيق للوقت، فبالرغم من أن مفهوم الوقت معروف للجميع، إلا أنه يمكن من خلال تأمل سير الحياة ومطالعة أحداث التاريخ، ملاحظة أن الوقت يتميز بجملة من الخصائص، يمكن إيضاحها، فقد "رأى بعض العلماء منذ زمن قديم أن الوقت يمر بسرعة محددة وثابتة، فكل ثانية أو دقيقة، أو ساعة تشبه الأخرى، وأن الوقت يسير إلى الأمام بشكل متتابع، وأنه يتحرك بموجب نظام معين محكم، لا يمكن إيقافه، أو تغييره، أو زيادته أو إعادة تنظيمه"."وبهذا يمضي الوقت بانتظام نحو الأمام دون أي تأخير أو تقديم، ولا يمكن بأي حال من الأحوال إيقافه أو تراكمه أو إلغاؤه أو تبديله أو إحلاله". إنه مورد محدد يملكه الجميع بالتساوي، فبرغم أن الناس لم يولدوا بقدرات أو فرص متساوية فإنهم يملكون الأربع والعشرين ساعة نفسها كل يوم، والاثنين والخمسين أسبوعاً في السنة، وهكذا فإن جميع الناس متساوون من ناحية المدة الزمنية، سواء أكانوا من كبار الموظفين أم من صغارهم، من أغنياء القوم أم من فقرائهم، ولذلك فالمشكلة ليست في مقدار الوقت المتوفر لكلٍ من هؤلاء، ولكن في كيفية إدارة الوقت المتوفر لديهم واستخدامه، وهل يستخدمونه بشكل جيد ومفيد في إنجاز الأعمال المطلوبة منهم، أو يهدرونه ويضيعونه في أمور قليلة الفائدة. ونظراً لأن الوقت مورد نادر، لا يمكن تجميعه، ولأنّه "سريع الانقضاء وما مضى منه لا يرجع ولا يعوَّض بشيء، كان الوقت أنفس وأثمن ما يملك الإنسان، وترجع نفاسته إلى أنه وعاء لكل عمل وكل إنتاج، فهو في الواقع رأس المال الحقيقي للإنسان فرداً ومجتمعاً". ومن هذا المنطلق يعد الوقت أساس الحياة، وعليه تقوم الحضارة فصحيح أن الوقت لا يمكن شراؤه أو بيعه أو تأجيره أو استعارته أو مضاعفته أو توفيره أو تصنيعه، ولكن يمكن استثماره وتعظيمه، فأولئك الذين لديهم الوقت لإنجاز أعمالهم ولديهم أيضاً الوقت للتمتع بأنشطة أخرى خارجة عن نطاق العمل، تعلموا الفرق بين الكمية والنوعية، فهم يستثمرون كل دقيقة من وقتهم. ولذا "فإدارة الوقت لا تنطلق إلى تغييره، أو تعديله أو تطويره، بل إلى كيفية استثماره بشكل فعّال، ومحاولة تقليل الوقت الضائع هدراً دون أي فائدة أو إنتاج، إلى جانب محاولة رفع مستوى إنتاجية العاملين خلال الفترة الزمنية المحددة للعمل". تعريف إدارة الوقت وتحديد مفهومها : تزداد أهمية إدارة الوقــت في حياة الفرد الشخصية وفي المنظمــات، بدءاً من المديرين في الإدارة العليــا إلى المشرفين في الإدارة الدنــيا. وفي مجــال الإدارة (المجال الذي يهم دراستنا)، يعد الوقت من أكثر المصطلحات صعوبة عند محاولة تحديده. وعندما يكثر الحديث في الوقت الحاضر عن ندرة الموارد، ينبغي أن يؤخذ بالاهتمام مسألة الاقتصاد في أندر مورد وهو وقت المديرين الأكفياء. يقول دراكر (1) (Drucker) : " الوقت هو أندر الموارد فإذا لم تتم إدارته فلن يتم إدارة أي شيء آخر"، فالإدارة الجيدة للوقت مفيدة من جهة التوفير في تكاليف المشروع، ومن جهة استخدام الموارد الأخرى للمنظمة أيضاً. ولو قمنا بتحليل عناصر الإنتاج ( الموارد المالية، الآلات والمعدات، المواد الخام، الوقت، الموارد البشرية ) للاحظنا أن عنصر الوقت هو العنصر الإنتاجي الوحيد الموزع بعدالة بين البشر بخلاف العناصر الإنتاجية الأخرى، و مع ذلك من يستخدم هذا العنصر بكفاءة وفعالية ؟ وكيف؟ إن الموارد البشرية داخل المنظمة هي المعنية بضرورة حسن استخدام هذه العناصر الإنتاجية المتاحة بالكفاءة والفعالية المطلوبتين، ولذا فإن كفاءة أداء هذا العنصر يع** بالنتيجة كفاءة الأداء التنظيمي للمنظمة. فلكل منظمة أهداف محددة تسعى لتحقيقها من خلال تكريس استثمار جميع الموارد والإمكانيات المتاحة لديها بما فيها الوقت. (1) بيتر دركر: ولد في فيينا عام 1909م، نشر أول بحث له في اقتصاديات البنك الدولي بلندن عام 1929م، استقر به الحال في الولايات المتحدة وعمل في مجموعة البنوك البريطانية ثم استشاري إداري في أكبر الشركات الأمريكية الرائدة، ثم أستاذ السياسة والفلسفة بجامعة بننقتون، وأستاذ الإدارة بجامعة نيويورك، له عدد من الكتب والبحوث المنشورة. وعلى الرغم من هذه الأهمية الكبيرة للوقت، فإنه أكثر العناصر أو الموارد هدراً وأقلها استثماراً، سواء من المنظمات أو من الأفراد العاديين، ويعود ذلك لأسباب عدّة قد يكون من أهمها عدم الإدراك الكافي للتكلفة المباشرة المترتبة على سوء استثماره. ويعرّف ملائكة إدارة الوقت فيقول: "هي تخطيط استخدام الوقت وأسلوب استغلاله بفاعلية، لجعل حياتنا منتجة وذات منفعة أخروية ودنيوية لنا ولمن أمكن من حولنا وبالذات من هم تحت رعايتنا". وبناء على ذلك، يُعدّ مفهوم إدارة الوقت من المفاهيم المتكاملة، والشاملة لأي زمان أو مكان أو إنسان. فإدارة الوقت لا تقتصر على إداري دون غيره، ولا يقتصر تطبيقها على مكان دون آخر، أو على زمان دون غيره . وقد ارتبط مفهوم الوقت بشكل كبير بالعمل الإداري من خلال وجود عملية مستمرة من التخطيط والتحليل والتقويم لجميع النشاطات التي يقوم بها الإداري خلال ساعات عمله اليومي، بهدف تحقيق فعالية مرتفعة في استثمار الوقت المتاح للوصول إلى الأهداف المنشودة. الوقت في الفكر الإداري : برزت بشكل واضح في أوائل هذا القرن أهمية الوقت في نظريات الإدارة. ذلك أنّه "ما من حركة تؤدى إلا ضمن وقت محدد، وما من عمل يؤدى إلا كان الوقت إلى جانبه، فالإدارة حركة وزمن أو عمل ووقت". "إن قضية التنمية في المقام الأول قضية وقت وقضية إنتاج. وإن الأمر في حاجة إلى التعامل مع الوقت على أنه مورد لابد من استثماره لتحقيق النتائج المطلوبة لرفاهية شعوبنا، ويقع عبء ذلك في الدرجة الأولى على عاتق كل فرد منا" فالعبرة ليست في إنفاق الوقت، بل في استثماره، مثله مثل أي رأس مال نجد أن الوقت إذا أنفقناه ضاع، أما إذا استثمر فسينمو ويؤتي ثماره في مستقبل حياتنا، وللأجيال القادمة، فمن الضروري على كل مدير أن يسأل نفسه السؤال التالي: هل أنا أقوم بالأشياء الصحيحة ؟ قبل أن يسأل: هل أنا أقوم بالأشياء بطريقة صحيحة؟ إذ أن الوقت ليس هو المشكلة في حد ذاته، ولكن المشكلة هي كيف نستثمره، فالوقت شيء لا بد من أن نختبره ونعيشه. إن مفتاح إدارة الوقت هو أن يستطيع المدير السيطرة عليه أو إدارته، وإنّ الاستثمار الأمثل للوقت سيؤدي إلى: • تحقيق الإنسان فرداً كان أو منظمة لأهدافه. • التزام أكثر بالقضايا الإدارية الهامة والطويلة الأمد • تطوير أفضل لقدرات الإنسان. • تخفيف القلق والضغط والتوتر. إذاً من المفيد أن ننظر إلى إدارة الوقت بأنها عمل الأشياء الصحيحة بطريقة صحيحة، أي أنها إدارة الوقت بفعالية، إذ ينصب الاهتمام على ما يجب أن يفعله المدير، ثم السرعة في التنفيذ وليس الع**. وبذلك نصل إلى تحديد معنى الفاعلية في إدارة الوقت على أنها: إنجاز الإنسان لأهدافه من خلال الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة. الوقت في القرآن الكريم : نبّه القرآن الكريم على أهمية الوقت كثيراً في سياقات مختلفة وبصيغ متعددة منها الدهر، الحين، الآن، اليوم، الأجل، الأمد، السرمد، الأبد، الخلد، العصر... وغير ذلك من الألفاظ الدالة على مصطلح الوقت والتي بعضها له علاقة بالعمل وطرقه، وبعضها له علاقة بالإدارة وتنظيمها، وبعضها له علاقة بالكون والخلق، وبعضها يرتبط بعلاقة الإنسان بربه من حيث العقيدة والعبادة، وقد تَلمَّس الباحث ذلك من خلال ما يلي: أولاً: الوقت من أصول النعم إن نعم الله على العباد لا تعد ولا تحصى، قال جل شأنه: [وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا].(1) ومن أَجَلِّ النعم وأعظمها نعمة الوقت، الذي هو من أصول النعم، فالوقت هو "عمر الحياة، وميدان وجود الإنسان، وساحة ظله وبقائه ونفعه وانتفاعه، وقد أشار القرآن إلى عِظمِ هذا الأصل في أصول النعم، وألمح إلى عُلوّ مقداره على غيره، فجاءت آيات كثيرة ترشد إلى قيمة الزمن ورفيع قدره وكبير أثره". يقول الله عز وجل في معرض الامتنان وبيان عظيم فضله على الإنسان: [وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ * وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ]. (2) "فامتن سبحانه في جلائل نعمه بنعمة الليل والنهار، وهما الزمن الذي نتحدث عنه ونتحدث فيه ويمر به هذا العالم الكبير من أول بدايته إلى نهاية نهايته". قال تعالى مؤكداً امتنانه علينا بهذه النعم: [وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ].(3) فهذه المخلوقات العظيمة والآيات الباهرة مسخرة من لدن خالقها ومدبر أمرها لخدمة الإنسان ومنفعته. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ (1) سورة إبراهيم الآية [34]. (2) سورة إبراهيم الآيات [33 - 34]. (3) سورة النحل الآية [12]. وقال تعالى: [وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا](4) أي يخلف أحدهما صاحبه إذا ذهب هذا جاء الآخر فما فات الإنسان من العمل في أحدهما يدركه في الآخر. كما وصف نفسه سبحانه بأنه مالك الزمان والمكان وما يحل فيهما من زمانيات ومكانيات فقال: [وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ](5) أي "له جل وعلا ما استقر في الليل والنهار، وهو المالك لكل شيء". ثانياً: القسم بالوقت ورد التنبيه في القرآن الكريم إلى عظم الوقت بأن أقسم الله به في مواطن كثيرة من كتابه العزيز، ومن ذلك قوله عز وجل: [وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ](6) وقوله: [وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى](7) وقوله: [وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ* وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ](8) وقوله: [وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ * وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ](9)وقولـه: [وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ](10) وقوله: [وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى](11) وقوله: [فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ * وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ] (12) فنلاحظ من الآيات السابقة أن الله عز وجل أقسم بالوقت (العصر) الذي هو الدهر والزمان، كما أقسم ببعض أجزائه، فالليل صنو النهار والفجر أول النهار والشفق أول الليل والضحى ما بين الغدو والزوال، ولله سبحانه أن يقسم بما شاء من مخلوقاته، قال الفخر الرازي في تفسير قول الله تعالى: [وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ] "إن الدهر والزمان في جملة أصول النعم فلذلك أقسم الله به - ولأن الزمان والمكان هما أشرف المخلوقات عند الله - كان القسم بالعصر قسماً بأشرف النصفين من ملك الله وملكوته". ويقول الشيخ يوسف القرضاوي: "من المعروف لدى المفسرين، وفي حس المسلمين، أن الله إذا أقسم بشيء من خلقه، فذلك ليلفت أنظارهم إليه، وينبههم على جليل منفعته وآثاره ". خُلق الإنسان لغاية نبيلة وهدف سامٍ ألا وهو عبادة الله وإعمار الأرض، وبين هذا وتلك تدور حياة المسلم، فهو بين العبادة والسعي في الأرض، قال الله تعالى: [وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ].(1) أي "إلا ليقروا بعبادتي طوعاً أو كرهاً ".وقال سبحانه أيضاً: [وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ].(2) أي "جعلكم تعمرونها جيلاً بعد جـيل وقرنـاً بعد قرن وخلفاً بــعد سلف" وقد ارتبطت العبادات بمواعيد ومواقيت محددة من قبل العزيز الحميد، مما يرفع من أهمية الوقت في حياة المسلم، وعلى رأس تلك العبادات الصلوات الخمس، التي قال الله فيهن: [إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا].(3) أي " مفروضة لوقت بعينه". وهي عبادة تتكرر في خمسة أوقات مختلفة من اليوم والليلة، مما يجعل المسلم في حال من الارتباط الوثيق بربه عز وجل الذي مكنه من العبادة والسعي في الأرض [فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ].(4) أي "إذا فرغتم من الصلاة فانتشروا في الأرض للتجارة والتصرّف في حوائجكم". كذلك الزكاة لا تجب في المال حتى يتحقق فيه شرطان الأول أن يبلغ النصاب وهو القدر المشروع توفره لوجوب الزكاة فيه، والثاني أن يمضي عليه حول كامل أي سنة كاملة فإذا تحقق هذان الشرطان وجبت الزكاة في المال إذا كان من النقدين أي الذهب والفضة أو من عروض التجارة وهو كل ما أعده مالكه للبيع والشراء والمتاجرة، أما المزروعات فإن زكاتها تجب عند الحصاد، وقال الله تعالى: [وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ].(5) أي "ادفعوا زكاته يوم جذه وقطعه". بعد ذلك يأتي الصوم الذي فرض في شهر رمضان من كل عام وهو مؤقت برؤية هلال شهر رمضان ابتداءً وانتهاءً، قال الله تعالى: [فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ].(6) ثم يليه الحج الذي فُرض على المسلم في العمر مرة فنجده محدداً بوقت معلوم كما قال الله عنه: [الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ].(7) هذا إضافة إلى الأذكار والنوافل التي يتعبد بها المسلمُ ربّه في كل صباح ومساء، بل في كل حين وعلى كل حال، تحقيقاً لقول الله تعالى: [فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ * وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ].(8) وقوله سبحانه وتعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا] (9) وقوله: [إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ].(10) وقوله: [فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ].(11) رابعاً: الوقت وتعاقب الأهلّة ارتبط التقويم الإسلامي بالأشهر القمرية التي تبدأ ببزوغ الهلال وتنتهي باختفائه وبزوغه من جديد ليعلن عن ميلاد شهر جديد، وقد سُئل النبي (ص) عن فائدة ذلك فأجاب عنه المولى عز وجل في كتابه العزيز إذ يقول: [يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ].(12) أي "هي مواقيت لكم، تعرفون بها أوقات صومكم وإفطاركم، ومنسك حجكم". إذاً فالغاية من وجود الأهلّة أن يستعين بها الناس في التوقيت لأمور حياتهم وعباداتهم فالشهر هو أيام واليوم هو ساعات الليل والنهار، وبالأيام والشهور والأعوام يحدد الإنسان مواقيته ويحسبها، يدل علـى ذلك قولـه سبحانـه وتعالـى: [وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً].(13) وقوله: [هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ](14) أي "لتعلموا دخول السنين وانقضاءها وحساب أيامها". |
مهارات في إدارة الوقت
أولاً : أهمية الوقت إن الوقت بمعناه المُبسَّط هو عمر الإنسان وحياته كلها. والعمر محدد , لا يمكن زيادته بحال من الأحوال وهو ”مورد شديد الندرة“ . مورد غير قابل للتخزين ” اللحظة التي لا استغلها تفنى“ . مورد غير قابل للبدل أو التعويض . يحاسب عليه المرء مرتان ” عمره ثم شبابه“ . ثانياً : حقائق عن الوقت (بينت نتائج بحث موسع تم في الولايات المتحدة الأمريكية) أن 20% فقط من وقت أي موظف تستغل في أعمال مهمة مرتبطة مباشرة بمهام الوظيفة وأهداف المؤسسة. يقضي الموظف في المتوسط ساعتان في القراءة. يقضي الموظف في المتوسط 40 دقيقة للوصول من و إلى مكان العمل. يقضي الموظف في المتوسط 45 دقيقة في البحث عن أوراق أو متعلقات خاصة بالعمل. يقضي الموظف الذي يعمل في مكتب يتسم بالفوضى 90 دقيقة في البحث عن أغراض مفقودة. يتعرض الموظف العادي كل 10 دقائق لمقاطعة (محادثة عادية أو تليفونية...). يقضي الموظف العادي 40 دقيقة في تحديد بأي المهام يبدأ. يقضي الشخص العادي في المتوسط 28 ساعة أسبوعيا أمام التليفزيون. الوصول المتأخر لمكان العمل 15 دقيقة يؤدي إلى ارتباك اليوم وضياع مالا يقل عن 90 دقيقة (أخرى).... وهناك أيضاً الكثير ثالثاً :بعض المعلومات المساعدة في فهم عملية إدارة الوقت 1- ساعة واحدة من التخطيط توفر 10 ساعات من التنفيذ. 2- الشخص المتوتر يحتاج ضعف الوقت لإنجاز نفس المهمة التي يقوم بها الشخص العادي. 3- اكتساب عادة جديدة يستغرق في المتوسط 15 يوما من المواظبة. 4- أي مشروع يميل إلى استغراق الوقت المخصص له، فإذا خصصنا لمجموعة من الأفراد ساعتين لإنجاز مهمة معينة، وخصصنا لمجموعة أخري من الأفراد 4 ساعات لإنجاز نفس المهمة، نجد أن كلا المجموعتان تنتهي في حدود الوقت المحدد لها. 5- إدارة الوقت لا تعني أداء الأعمال بشكل أكثر سرعة، بقدر ما تعني أداء الأعمال الصحيحة التي تخدم أهدافنا وبشكل فعال. رابعاً : فوائد الإدارة الجيدة للوقت إنجاز أهدافك وأحلامك الشخصية. التخفيف من الضغوط سواء في العمل و ضغوط الحياة . تحسين نوعية العمل. تحسين نوعية الحياة غير العملية. قضاء وقت أكبر مع العائلة أو في الترفيه والراحة. قضاء وقت أكبر في التطوير الذاتي. تحقيق نتائج أفضل في العمل. زيادة سرعة إنجاز العمل. تقليل عدد الأخطاء الممكن ارتكابها. تعزيز الراحة في العمل. تحسين إنتاجيتك بشكل عام. زيادة الدخل. لماذا يضيع الناس أوقاتهم؟ لا يدركون أهمية الوقت . ليس لهم أهداف أو خطط واضحة . يستمتعون بالعمل تحت ضغط . سلوكيات ومعتقدات تؤدي إلي ضياع الوقت . عدم المعرفة بأدوات و أساليب تنظيم الوقت . خامساً : سلوكيات و معتقدات تؤدي إلي ضياع الوقت 1- لا يوجد لدي وقت للتنظيم يحكى أن حطاباً كان يجتهد في قطع شجرة في الغابة ولكن فأسه لم يكن حاداً إذ أنه لم يشحذه من قبل، مر عليه شخص ما فرآه على تلك الحالة، وقال له: لماذا لا تشحذ فأسك؟ قال الحطاب وهو منهمك في عمله: ألا ترى أنني مشغول في عملي؟! من يقول بأنه مشغول ولا وقت لديه لتنظيم وقته فهذا شأنه كشأن الحطاب في القصة! إن شحذ الفأس سيساعده على قطع الشجرة بسرعة وسيساعده أيضاً على بذل مجهود أقل في قطع الشجرة وكذلك سيتيح له الانتقال لشجرة أخرى، وكذلك تنظيم الوقت، يساعدك على إتمام أعمالك بشكل أسرع وبمجهود أقل وسيتيح لك اغتنام فرص لم تكن تخطر على بالك لأنك مشغول بعملك. وهذه معادلة بسيطة، إننا علينا أن نجهز الأرض قبل زراعتها، ونجهز أدواتنا قبل الشروع في عمل ما وكذلك الوقت، علينا أن نخطط لكيفية قضائه في ساعات اليوم. 2- المشاريع الكبيرة فقط تحتاج للتنظيم في إحصائيات كثيرة نجد أن أمور صغيرة تهدر الساعات سنوية، فلو قلنا مثلاً أنك تقضي 10 دقائق في طريقك من البيت وإلى العمل وكذلك من العمل إلى البيت، أي أنك تقضي 20 دقيقة يومياً تتنقل بين البيت ومقر العمل، ولنفرض أن عدد أيام العمل في الأسبوع 5 أيام أسبوعياً. (الوقت المهدر) 5 أيام × 20 دقيقة = 100 دقيقة أسبوعياً / 100 دقيقة أسبوعياً × 53 أسبوعاً = 5300 دقيقة = 88 ساعة تقريباً. لو قمت باستغلال هذه العشر دقائق يومياً في شيء مفيد لاستفدت من 88 ساعة تظن أنت أنها وقت ضائع أو مهدر، كيف تستغل هذه الدقائق العشر؟ بإمكانك الاستماع لأشرطة تعليمية، أو حتى تنظم وقتك ذهنياً حسب أولوياتك المخطط لها من قبل، أو تجعل هذا الوقت مورداً للأفكار الإبداعية المتجددة . 3- الآخرين لا يسمحون لي بتنظيم الوقت من السهل إلقاء اللائمة على الآخرين أو على الظروف، لكنك المسؤول الوحيد عن وقتك، أنت الذي تسمح للآخرين بأن يجعلوك أداة لإنهاء أعمالهم. أعتذر للآخرين بلباقة وحزم، وابدأ في تنظيم وقتك حسب أولوياتك وستجد النتيجة الباهرة. وإن لم تخطط لنفسك وترسم الأهداف لنفسك وتنظم وقتك فسيفعل الآخرون لك هذا من أجل إنهاء أعمالهم بك!! أي تصبح أداة بأيديهم. 4- كتابة الأهداف والتخطيط مضيعة للوقت افرض أنك ذاهب لرحلة ما تستغرق أياماً، ماذا ستفعل؟ الشيء الطبيعي أن تخطط لرحلتك وتجهز أدواتك وملابسك وربما بعض الكتب وأدوات الترفيه قبل موعد الرحلة بوقت كافي، والحياة رحلة لكنها رحلة طويلة تحتاج منا إلى تخطيط وإعداد مستمرين لمواجهة العقبات وتحقيق الإنجازات. ولتعلم أن كل ساعة تقضيها في التخطيط توفر عليك ما بين الساعتين إلى أربع ساعات من وقت التنفيذ، فما رأيك؟ تصور أنك تخطط كل يوم لمدة ساعة والتوفير المحصل من هذه الساعة يساوي ساعتين، أي أنك تحل على 730 ساعة تستطيع استغلالها في أمور أخرى كالترفيه أو الاهتمام بالعائلة أو التطوير الذاتي. 5- لا أحتاج لكتابة أهدافي أو التخطيط على الورق، فأنا أعرف ماذا علي أن أعمل. لا توجد ذاكرة كاملة أبداً وبهذه القناعة ستنسى بكل تأكيد بعض التفاصيل الضرورية والأعمال المهمة والمواعيد كذلك، عليك أن تدون أفكارك وأهدافك وتنظم وقتك على الورق أو على حاسب المهم أن تكتب، وبهذا ستكسب عدة أمور: أولاً: لن يكون هناك عذر اسمه نسيت! لا مجال للنسيان إذا كان كل شيء مدون إلا إذا نسيت المفكرة نفسها أو الحاسب!! ثانياً: ستسهل على نفسك أداء المهمات وبتركيز أكبر لأن عقلك ترك جميع ما عليه أن يتذكره في ورقة أو في الحاسب والآن هو على استعداد لأني يركز على أداء مهمة واحدة وبكل فعالية. 6- حياتي سلسلة من الأزمات المتتالية، كيف أنظم وقتي؟! تنظيم الوقت يساعدك على التخفيف من هذه الأزمات وفوق ذلك يساعدك على الاستعداد لها وتوقعها فتخف بذلك الأزمات وتنحصر في زاوية ضيقة، نحن لا نقول بأن تنظيم الوقت سينهي جميع الأزمات، بل سيساعد على تقليصها بشكل كبير. سادساً : سلوكيات و معتقدات تؤدي إلى توفير الوقت تحديد الهدف . التخطيط. احتفظ دائما بقائمة المهام To-do List . التحضير للغد . استخدام أدوات تنظيم الوقت . انشر ثقافة إدارة الوقت . عدم الاحتفاظ بمهام معقدة ( تقسيم المهام إلي مهام فرعية) . لا تحتفظ بالمهام الثقيلة علي نفسك (انته منها فورا). لا تكن مثاليا . رتب أغراضك . الاتصال الفعال ( التأكد من وصول الرسالة كما تعنيها). لا تتأخر في الوصول لمكان العمل . التحضير للمهام المتكررة Check List . تجميع المهام المتشابهة . ارتدِ ساعة (راقب الوقت في أي مهمة تقوم بها). تأريخ المهام (حدد لنفسك تاريخا أو زمنا للانتهاء من أي مهمة) . المساومة في تحديد المواعيد . لا تحتفظ بمهام ناقصة ( انته من كل مهمة بدأتها) . لا تهمل كلمة ” شكرا“ . لا تقدم خدمات لا تجيدها . تعلم القراءة السريعة . استغلال وقت السيارة – الانتقال - السفر . لا تحتفظ بمقاعد مريحة في مكتبك . علق لافتة مشغول إنهاء المهام المحتاجة للتركيز . استخدم التليفون بفاعلية . تنمية مهارات التفويض . اعرف نفسك ودورات أدائك اليومي ذهنيا و بدنيا |
إدارة الأزمات
مقدمة البحث:-
==الاستعداد لما قد لا يحدث والتعامل مع ما حدث cisis Management لا يخفى على المتابع لسير الأحداث بخاصة السياسية منها ما للأزمات بكل أنواعها من دور في تاريخ الشعوب والمجتمعات سواء على صعيد الهدم أو البناء, وقراءة متأنية لدور الأزمة بشكل عام يفضي بنا إلى تلمس خيط يقودنا إلى حقيقة مفادها ان المجتمعات التي اعتمد الهرم القيادي فيها على فرق خاصة وكفوءة في التعامل مع الأزمات كانت أصلب عودا وأكثر على المطاوعة والاستمرار من قريناتها التي انتهجت أسلوبا مغايرا تمثل بالتصدي المرتجل والتعامل بطرق غير مدروسة سلفا مع بؤر الصراع والتوتر ما أدى بالتالي إلى ضعفها وتفككها، فالأزمات ظاهرة ترافق سائر الأمم والشعوب في جميع مراحل النشوء والارتقاء والانحدار. ولو أمعنا النظر في ثنايا الأحداث التاريخية الكبرى لوجدنا أن الأزمة على مر العصور تتوسط المراحل المهمة في حياة الشعوب, فبين كل مرحلة ومرحلة جديدة ثمة أزمة تحرك الأذهان وتشعل الصراع وتحفز الإبداع وتطرق فضاءات بٍكر تمهد السبيل إلى مرحلة جديدة, غالبا ما تستبطن بوادر أزمة أخرى وتغييرا مقبلا آخر، وكان لنمو واتساع، المجتمعات ونضوب الموارد المتنوعة وشدة المنافسة السياسية والاقتصادية الكلمة الفصل في طول حياة الأزمات إلى حد أصبح تاريخ القرن السابق على سبيل المثال يشكل سلسلة من أزمات تتخللها مراحل قصيرة من الحلول المؤقتة, ومن هنا فقد نشأت أفكار جدية من اجل دراسة وتحليل الأزمة ومحاولة الخروج منها بأقل الخسائر وتأخير الأزمة اللاحقة إن تعذر تعطيلها. ويرى (scher mehorn) أن الأزمة الإدارية إنما هي مشكلة غير متوقعة قد تؤدي إلى كارثة إن لم يجر حلها بصورة سريعة. وعرفها (اللوزي) بأنها كل موقف أو حدث يؤدي إلى أحداث تغيرات ايجابية وجادة في النتائج وهي حدث أو تراكم لمجموعة من، أحداث غير متوقع حدوثها تؤثر في نظام المؤسسة أو جزء منه وهي من الناحية العملية انقطاع عن العمل كليا أو جزئيا لمدة تطول أو تقصر لسبب معين يتبعها تأثر الكيان وتحوله. مفهوم الأزمة أورد جبر تعريفاً جيدا للأزمة أنها "تعني تهديداً خطرًا متوقعًا أو غير متوقع لأهداف وقيم ومعتقدات وممتلكات الأفراد والمنظمات والدول والتي تحد من عملية إتخاذ القرار"(81). تعريفًا آخر للأزمة أوردته منى شريف بأنها موقف ينتج عن تغيرات بيئية مولدة للأزمات ويتضمن قدرًا من الخطورة والتهديد وضيق الوقت والمفاجأة ويتطلب استخدام أساليب إدارية مبتكرة وسريعة. أيضًا عرّفها عليوه بأنها توقف الأحداث في المنظمة واضطراب العادات مما يستلزم التغيير السريع لإعادة التوازن. من خلال استعراض التعاريف السابقة لمفهوم الأزمة نجد أنها تعني اللحظة الحرجة ونقطة التحول التي تتعلق بالمصير الإداري للمنظمة ويهدد بقائها وغالبًا ما تتزامن الأزمة مع عنصر المفاجأة مما يتطلب مهارة عالية لإدارتها والتصدي لها. سمات الأزمة: أورد جبر عدة سمات للأزمة منها: 1.الإدراك بأنها نقطة تحول. 2.تتطلب قرارات سريعة. 3.تهدد أهداف وقيم الأطراف المشاركة بها. 4.فقدان السيطرة أو ضعف السيطرة على الأحداث. 5.تتميز بضغط عامل الوقت والشعور بالضبابية والاضطراب مما يولد القلق. و أضاف عليوه سمة عنصر المفاجأة بها ونقص المعلومات والتعقد والتشابك في الأمور أثناء حدوثها. إدارة الأزمات: أوردت الموسوعة الإدارية تعريفاً لإدارة الأزمات بأنها "المحافظة على أصول وممتلكات المنظمة وعلى قدرتها على تحقيق الإيرادات وكذلك المحافظة على الأفراد والعاملين بها ضد المخاطر المختلفة، وتشمل مهمة المديرين المسؤولين عن هذا النشاط البحث عن المخاطر المحتملة ومحاولة تجنبها أو تخفيف أثرها على المنظمة في حال عدم تمكنهم من تجنّبها بالكامل والأفضل هو نقل احتمال تعرض المنظمة للمخاطر إلى جهة متخصصة في ذلك مثل شركات التأمين"(46). أما عليوه فعرّفها بأنها "تعني بالأساس كيفية التغلب على الأزمات بالأدوات العلمية والإدارية المختلفة وتجنب سلبياتها والاستفادة من ايجابياتها فعلم إدارة الأزمات هو علم إدارة التوازنات والتكيف مع المتغيرات المختلفة وبحث أثارها في كافة المجالات"(25). وعرفها أبو قحف بقوله " إنها عملية الإعداد والتقدير المنظم والمنتظم للمشكلات الداخلية والخارجية التي تهدد بدرجة خطيرة سمعة المنظمة وبقاءها في السوق"(20). وعرّفتها منى شريف بأنها العملية الإدارية المستمرة التي تهتم بالأزمات المحتملة وإعداد الموارد للتعامل مع الأزمات بكفاءة وفاعلية ودراسة أسباب الأزمة لاستخلاص النتائج لمنع حدوثها أو تحسين طرق التعامل معها مستقبلاً. من خلال استعراض المفاهيم المختلفة لإدارة الأزمات نرى أنها تنطوي على عملية تحديد وتنبؤ المخاطر المحتملة ثم إعداد الخطط لمواجهة هذه المخاطر لمجابهتها وتقليل خسائرها بأقصى درجة ممكنة ثم تقييم القرارات والحلول الموضوعة. المراحل الخمس لنظام إدارة الأزمات: أورد الأعرجي في دراسته إدارة الأزمات بين (الوقائية والعلاجية): دراسة مسحية في المصارف الأردنية المراحل الخمس لنظام إدارة الأزمات وهي: 1.اكتشاف إشارات الإنذار وتعني تشخيص المؤشرات والأعراض التي تنبئ بوقوع أزمة ما. 2.الاستعداد والوقاية وتعني التحضيرات المسبقة للتعامل مع الأزمة المتوقعة بقصد منع وقوعها أو إقلال آثارها. 3.احتواء الأضرار وتعني تنفيذ ما خطط له في مرحلة الاستعداد والوقاية والحيلولة دون تفاقم الأزمة وانتشارها. 4.استعادة النشاط وهي العمليات التي يقوم بها الجهاز الإداري لغرض استعادة توازنه ومقدرته على ممارسة أعماله الاعتيادية كما كان من قبل. 5.التعلم وهو المرحلة الأخيرة وهي بلورة ووضع الضوابط لمنع تكرار الأزمة وبناء خبرات من الدروس السابقة لضمان مستوى عالي من الجاهزية في المستقبل. من خلال الشكل السابق يتبين لنا الفرق الشاسع ما بين الإدارة السبّاقة المبادرة المعتمدة على التخطيط قبل حدوث الأزمات والإدارة التي تنتظر وقوع الأزمات لتتعامل معها بمنطق رد الفعل كحال الإدارات العربية. فغياب عنصري اكتشاف إشارات الإنذار والاستعداد والوقاية يكاد يكون المسيطر على واقع المنظمات كما سوف يتضح لاحقًا من خلال الدراسات المتخصصة. متطلبات إدارة الأزمات أورد الباحثون في إدارة الأزمات عدة متطلبات منها: فريق إدارة الأزمات team تكوين فريق لإدارة الأزمات يكون كما يقول الحملاوي تمثيلاً لأعلى سلطة لأن الأزمة تتطلب ردود أفعال غير تقليدية مقيدة بضيق الوقت وضغوط الموقف. هذا وتعتبر طريقة فرق العمل كما أوضح الوكيل من أكثر الطرق شيوعاً واستخداماً للتعامل مع الأزمات وتتطلب وجود أكثر من خبير ومختص وفني في مجالات مختلفة وحساب كل عامل بدقة وتحديد التصرف المطلوب بسرعة وتناسق وعدم ترك الأمور للصدفة. والجدير بالذكر أنه في دراسة لجبر بعنوان إدارة الأزمات: نظرة مقارنة بين النموذج الإسلامي والنموذج الياباني أوضح جبر "إن المفهوم الياباني في معالجة الأزمة يقوم على أساس أن الأشخاص الأقربون للأزمة هم الأقدر على حلها أو توفير الحل المناسب لها وعليه نرى معظم الشركات اليابانية تتجه نحو اللامركزية في عملية اتخاذ القرارات. كما أن الشركات اليابانية تفضّل دائمًا استخدام الاجتماعات كوسيلة لحل الأزمات ويطلق على هذا النوع من هذه الاجتماعات بحلقات الجودة اليابانية والتي تعتبر بدورها واحدة من المهام المستخدمة في تحديد الأزمات والمشاكل وكيفية تحليلها"(96). لذا نرى أهمية تبني المنظمات لعملية اللامركزية عند تكوينها لفرق إدارة الأزمات. التخطيط كمتطلب أساسي تبني التخطيط كمتطلب أساسي مهم في عملية إدارة الأزمات. يقول الحملاوي أفعالنا ما هي إلا رد فعل وشتّان ما بين رد الفعل العشوائي ورد الفعل المُـخطط له فمعظم الأزمات تتأزم لأنه أخطاء بشرية وإدارية وقعت بسبب غياب القاعدة التنظيمية للتخطيط ويستطرد الحملاوي قائلاً إن لم يكن لدينا خطط لمواجهة الأزمات فإن الأزمات سوف تنهي نفسها بالطريقة التي تريدها هي لا بالطريقة التي نريدها نحن. من خلال ما تقدم يتضح لنا أن التدريب على التخطيط للأزمات يُـعد من المسلّمات الأساسية في المنظمات الناجحة فهو يساهم في منع حدوث الأزمة أو التخفيف من آثارها وتلافى عنصر المفاجآت المصاحب لها. أيضًا يتبين لنا أن التخطيط يتيح لفريق عمل إدارة الأزمات القدرة على إجراء رد فعل منظم وفعّال لمواجهة الأزمة بكفاءة عالية الاستعداد لمواجهة المواقف الطارئة غير المخطط لها التي قد تصاحب الأزمة وفي ذلك أوضحت دراسة جبر التجربة اليابانية في هذا الشأن. أشار جبر في دراسته إدارة الأزمات: نظرة مقارنة بين النموذج الإسلامي والنموذج الياباني إلى كيفية معالجة الأزمات وفق نظام كانبانKANPAN الياباني. يوضح جبر ذلك بقوله "إن المفهوم الجوهري لنظام كانبان يقوم على أساس تحفيز الأزمة Stimulate the crisis وخلقها لكي يبقى الإداريون والعمّال دائمًا في حالة التأهب جاهزين لعمل ما بوسعهم سواء أكانت هناك أزمة حقيقية أم لا, أي أنهم مستعدون على قدم وساق مفعمين بالنشاط والحيوية لمواجهة الاحتمالات غير المرغوبة. فقد تدرب المدراء على تخيل أسوأ أنواع الاحتمالات مثل تذبذب المبيعات, وانقطاع التجهيز بالمواد الأولية, إضراب العمال والحرائق"(92). ويستطرد جبر قائلاً " وهذا النوع من الأزمات قد يرتبط أو لا يرتبط بتهديد حقيقي, حيث يُـلاحظ أن رد الفعل المتولد عن تحفيز الأزمة ما هو إلا رد فعل إيجابي ونادرًا ما يؤدي إلى مخاوف تؤثر على الإنتاج أو تقلل الرغبة في العمل لدى العاملين"(93). أيضًا في دراسة لدقامسة والأعرجي إدارة الأزمات: دراسة ميدانية لمدى توافر عناصر نظام إدارة الأزمات من وجهة نظر العاملين في الوظائف الإشرافية في أمانة عمّان الكبرى كشفت الدراسة عن "وجود خلل في نظام إدارة الأزمات في أمانة عمّان الكبرى, حيث وُجد هناك تباينًا في درجة توافر العناصر الأساسية التي تتصف بها الإدارة الناجحة للأزمات في مراحل النظام الخمس التي تمثل المنظور المتكامل لإدارة الأزمات وكانت توفر هذه العناصر بدرجة أعلى في المراحل التنفيذية والعلاجية (احتواء الأضرار واستعادة النشاط) منها في المراحل الوقائية والتخطيطية (الاستعداد والوقاية واكتشاف الإشارات)، مما يعني أن جهود إدارة الأزمات في أمانة عمّان الكبرى هي جهود علاجية ورد فعل في معظم الأحيان لما يحدث من أزمات مختلفة وبدرجة أكبر من كونها جهودًا وقائية واستعدادية لما يمكن حدوثه من الأزمات"(798-799). وعزى دقامسة والأعرجي وجود هذا الخلل في هذه المنظمة ومعظم المنظمات العربية إلى الثقافة السائدة بأن إدارة الأزمات هي مجابهة الأزمة عند حدوثها وليس الاستعداد لها قبل حدوثها وبالتالي اندفاع الجميع للحل أثناء الأزمة على طريقة "نظام الفزعات" بحسب تعبير الباحثان. بعد استعراض ما تقدم نجد الاستنتاج الذي توصلا له دقامسة والأعرجي بخصوص غياب التخطيط والوقائية يجسد الواقع المقلق لدى معظم منظمات العالم العربي فلا وجود للفكر التنبؤي كما في الشركات اليابانية الذي يصيغ منظومة وقائية معتمدًا على الابتكار والحلول الجذرية ومستخدمًا الطرق العلمية كالسيناريو والمحاكاة ويكون هدفه تجاوز الأزمة أو التقليل من أخطارها على اقل تقدير. وسائل علمية للتعامل مثل المحاكاة والسيناريو استخدام وسائل علمية في التعامل مع الأزمات مثل المحاكاة والسيناريو. فالسيناريو كما عرّفه حواش هو مجموعة من الافتراضات المتعلقة بالموقف في مجال محدد يقوم فيه النظام بتحليله ودراسته مما يساعد على وضع تصورات للأزمة وأيجاد بدائل عديدة للحلول الموضوعة. من خلال ما تقدم يتضح لنا أهمية السيناريو وكما أتضح لنا من دراسة جبر استخدام الشركات اليابانية للسيناريو من خلال تدريب موظفيها على تخيل أسوأ المواقف وهو ما يُـعرف بأسوأ سيناريو.worst case scenario المحاكاة virtual reality وهي تقليد لظاهرة ما بهدف التفسير والتنبؤ بسلوكها أو هي أسلوب كمي يهدف إلى وصف النظام الحقيقي من خلال تطوير النموذج الذي يوضح كيف تتداخل العوامل المؤثرة في المشكلة وما هو تأثير تلك العوامل مع التركيز على الكيفية التي يمكن بها أن يقلد هذا النموذج حركة النظام الحقيقي. فيما يتعلق بأهمية عنصر المحاكاة كمتطلب أساسي فعّال في إدارة الأزمات سوف يتضح لنا لاحقًا مدى فعاليته في التجربة الماليزية مع كوارث الحج وأثره في التقليص في عدد وفيات الحجاج الماليزيين. نظام اتصالات داخلي وخارجي أن أهمية وجود نظام اتصالات داخلي وخارجي فعّال يساعد على توافر المعلومات والإنذارات في وقت مبكر. ورد في مقال بعنوان مواجهة الأزمات والكوارث باستخدام نظم المعلومات الآتي " والجدير بالذكر أنه قد انتشرت تكنولوجيا نظم المعلومات الجغرافية انتشارًا واسعًا وسريعًا على المستوى العالمي، خاصة في الدول المتقدمة خلال السنوات القليلة السابقة، كإحدى الوسائل الهامة المستخدمة في دعم اتخاذ القرار في المجالات المختلفة. فعلى سبيل المثال يمكن الاستفادة من جميع هذه الجهود والإمكانيات في بناء نظام معلومات متكامل للإنذار المبكر والتنبؤ بمخاطر السيول، حيث تعتبر السيول وما يترتب عنها من أخطار من أهم مشاكل البيئة الطبيعية في الصحارى العربية بصفة خاصة". تعقيبًا على المقال نرى أنه في الوقت الذي يتحدث فيه العلماء عن دور نظم المعلومات الجغرافية في التقليل من كوارث السيول عن طريق تنبئها بأحوال الطقس وبالتالي تفادي الكوارث الطبيعية لدى المنظمات وعن وجود مراكز التنبؤ والإنذار التابعة للمنظمات ووجود نظام الاتصالات السلكية واللاسلكية الواسع النطاق الذي يسمح لجميع المنظمات بتبادل البيانات والمعلومات من الأرصاد الجوية والذي يضمن التأهب ونشر التوقعات والإنذارات في توقيت مناسب لتفادي الأزمات, في هذا الوقت نفسه تطالعنا صحيفة الوطن في عددها(2019) يوم 10 أبريل 2006 عن وفاة خمسة من المواطنين وعمال في شركة اسمنت تهامة من جراء السيول التي اجتاحت المنطقة وأدت إلى قطع التيار الكهربائي وشبكات الاتصال الهاتفي سواء الثابت أو الجوال وتعطيل أجهزة الصرافة الآلية وانهيار العديد من الطرق وسقوط عدد من أعمدة الكهرباء واجتراف مزارع وأغنام في عدد من القرى والمحافظات. هذه السيول سنوية ولا وجود لعنصر المفاجأة بها إلا إننا لا نحرك ساكناً إلا عند حدوث الأزمة مما يعني غياب تطبيق التخطيط العلمي وغياب إخضاع الأزمة للمنهجية العلمية تمامًا. أضف إلى ذلك التجربة اليابانية في النجاح والتغلب على أقسى أنواع الكوارث الطبيعية وهي الزلازل تثبت فعالية وأهمية إدارة الأزمات والكوارث. فاليابان تتغلب على الزلازل ونحن نعاني من سيول خطورتها ليست أخطر من الزلازل وبالتالي تعزيز الفجوة العلمية بيننا وبين الدول المتقدمة فلا مكان للتخطيط العلمي لإدارة الأزمات والكوارث في العالم العربي ولا مجال لإخضاع الأزمات للمنهجية العلمية أيضًا. أيضاً تطالعنا الصحف بعد كل فترة عن وفاة موظفين في شركة أرامكو بسبب تسرب غازات سامة مما يدل على غياب تبني إدارة الأزمات كخيار استراتيجي. التنبؤ الوقائي يجب تبني التنبؤ الوقائي كمتطلب أساسي في عملية إدارة الأزمات من خلال إدارة سبّاقة وهي الإدارة المعتمدة على الفكر التنبؤي الإنذاري لتفادي حدوث أزمة مبكراً عن طريق صياغة منظومة وقائية مقبولة تعتمد على المبادأة والابتكار وتدريب العاملين عليها. في دراسة للأعرجي بعنوان إدارة الأزمات بين (الوقائية والعلاجية): دراسة مسحية في المصارف الأردنية ثبت صحة فرضية هذه الدراسة القائلة بأن طبيعة ومستويات الجاهزية في المنظمة تجاه الأزمات تتناسب طرديًا مع واقع الاتجاهات الوقائية أو العلاجية لدى العاملين في تلك المنظمة. ففي هذه الدراسة أثبت الأعرجي التناسب الطردي بين الحل الوقائي للأزمات والقدرة على مواجهة الأزمات بمستوى جاهزية عال. أيضًا كانت من توصيات الدراسة الحاجة لبلورة وتنفيذ برامج توعوية وقائية وعلاجية وتدريب للعاملين في المصارف في مجال إدارة الأزمات على هذه البرامج. مثال ذلك مشكلة الجراد الأخيرة وأثره التدميري إنما يعكس تفادي الفكر التنبؤي تمامًا لدى المتعاملين والمتخصصين في المجال الزراعي ولو تطور الأمر بنفس الفكر المتعامل معه فسوف يصبح أزمة موسمية مثل أزمة رمي جمرات الحج. أيضًا أشارا دقامسة والأعرجي في دراستهما إدارة الأزمات: دراسة ميدانية لمدى توافر عناصر نظام إدارة الأزمات من وجهة نظر العاملين في الوظائف الإشرافية في أمانة عمّان الكبرى إلى أن النجاح في عملية إدارة الأزمات يتطلب عدة عوامل منها: 1.إيجاد وتطوير نظام إداري مختص يمكّن المنظمة من التعرف على المشكلات وتحليلها ووضع الحلول لها بالتنسيق مع الكفاءات المختصة. 2.العمل على جعل التخطيط للأزمات جزءًا هامًا من التخطيط الاستراتيجي. 3.ضرورة عقد البرامج التدريبية وورش العمل للموظفين في مجال إدارة الأزمات. 4.ضرورة التقييم والمراجعة الدورية لخطط إدارة الأزمات واختبارها تحت ظروف مشابهة لحالات الأزمات وبالتالي يتعلم الأفراد العمل تحت الضغوط. 5.التأكيد على أهمية وجود نظام فعّال للإنذار المبكر. والجدير بالذكر أن الدراسات الثلاث المُستشهد بها في هذه الورقة اشتركت في توصية وهي ضرورة عقد البرامج التدريبية وورش العمل للموظفين في مجال إدارة الأزمات. اساليب حل الأزمات والتعامل معها هناك نوعان من أساليب حل الأزمات الأول معروف متداول، ويصطلح عليه بالطرق التقليدية، والثاني عبارة عن طرق لا تزال في معظمها، قيد التجريب ويصطلح عليها بالطرق غير التقليدية: الطرق التقليدية واهم هذه الطرق:
أ. مرحلة الصدام: أو مرحلة المواجهة العنيفة مع القوى الدافعة للأزمة لمعرفة مدى قوة الأزمة ومدى تماسك القوى التي انشأتها. ب. مرحلة وضع البدائل: وهنا يقوم المدير بوضع مجموعة من الأهداف البديلة لكل اتجاه أو فرقة انبثقت عن الصدام. وهذه العملية تشبه إلى حد ما لعبة البليارد. ج. مرحلة التفاوض مع اصحاب كل فرع أو بديل: اي مرحلة استقطاب وامتصاص وتكييف اصحاب كل بديل عن طريق التفاوض مع اصحاب كل فرع من خلال رؤية علمية شاملة مبنية على عدة تساؤلات مثل ماذا تريد من اصحاب الفرع الاخر وما الذي يمكن تقديمه للحصول على ما تريد وما هي الضغوط التي يجب ممارستها لاجبارهم على قبول التفاوض ؟،،
وهي طرق مناسبة لروح العصر ومتوافقة مع متغيراته واهم هذه الطرق ما يلي،:-
اما إذا كانت الأزمة ناتجة عن مسبب خارجي فيمكن عندئذ استخدام الأساليب التالية: أ- أسلوب الخيارات الضاغطة: مثل التشدد وعدم الإذعان والتهديد المباشر. ب- الخيارات التوفيقية: حيث يقوم أحد الأطراف بإبداء الرغبة في تخفيف الأزمة ومحاولة إيجاد تسوية عادلة للأطراف. ج- الخيارات التنسيقية: أي استخدام كلا الأسلوبين الأخيرين، أي التفاوض مع استخدام القوة. ختاما فان ما قدمناه يمكن أن يصلح دليلا يسلط الضوء إلى حد ما على مفاصل الأزمة بخاصة الإدارية أو السياسية منها، الامر الذي يؤدي إذا ما تم التعاطي مع ابرز مفرداته ايجابيا من قبل صناع القرار إلى وضع تصور اولي لحل الأزمات التي تواجه الطاقم السياسي بين الحين والحين الآخر، سيما وان سلسلة الأزمات في البلاد يبدو أنها مرشحة للاتساع من حيث المدى والنوع مع الاخذ بنظر الاعتبار، ملفات لم تزل تنتظر الحسم السياسي وأخرى في طور التشكل أو الاستفحال. إدارة أزمات المكتبات ومراكز المعلومات لم ولن تكن المكتبات ومراكز المعلومات في يوم ما بمنأى ومعزل عن احتمالية وقوع كوارث أو أزمات بها. فالمكتبات على اختلاف أنواعها ومراكز المعلومات شأنها شأن أي منظمة أو مؤسسة في المجتمع معرّضة لحدوث أزمة أو كارثة ولكن يبقى السؤال هل المكتبات ومراكز المعلومات على استعداد لمواجهة احتمالية تعرضها لأزمات أو كوارث. تقول صادق "إن تحديد الاستراتيجيات الوقائية من الكوارث أو الأزمات هو مماثل تمامًا لما يتم في المكتبة من تحديد مسبق لسياسة التزويد للمقتنيات، أو سياسة خدمات المعلومات التي سوف تقدمها للمستفيدين. فإن كل هذه السياسات تعتبر ناقصة، إذا لم تلحق بها سياسة خاصة بالكوارث والأزمات وخطة مفصلة للتعامل معها، وإجراءات تنفيذية واضحة"(59). وتستطرد صادق "لا تتوقف الاستراتيجيات الوقائية على الأفراد االبيانات والنسخ الاحتياطية البديلة، مع تأمين خاص بالمقتنيات. والإستراتيجية الحقيقة لوقاية المكتبة من الكوارث والأزمات يجب أن تشمل رؤية واضحة للتأمين على جميع مكونات المكتبة، من خلال عقد تأميني شامل، يحقق تعويضًا مناسبًا للخسائر، التي يمكن أن تقع على المكتبة في حال وقوع كارثة ما"(85). وفي دراسة للسريحي والقبلان بعنوان أمن المكتبات السعودية : دراسة مسحية توصلت الدراسة إلى أن هناك ضعفا في البنية الأمنية لدى المكتبات المشاركة وذلك عبر غياب السياسات المكتوبة والممارسات المهنية المتخصصة في مجال أمن مرافق المعلومات. فقد تبين غياب السياسات والخطط المكتوبة لدى كثير من المكتبات ومراكز المعلومات التسع وعشرين التي شاركت في الدراسة، حيث أوضحت ست مكتبات فقط أن لديها سياسات أمنية معتمدة، في حين تعتمد المكتبات ومراكز المعلومات التي ليس لديها سياسات وخطط أمنية على عدد من الأساليب عندما تواجه مشكلات أمنية منها الاتصال بالجهات ذات العلاقة بحسب موضوع المشكلة التي تواجهها أو تترك التصرف لإدارة المكتبة لحل المشكلة في حينها، بجانب بعض الممارسات والإجراءات المتعارف عليها بين العاملين ولكنها غير مكتوبة. كما كشفت الدراسة عن تدني مستوى كفاءة الإجراءات الأمنية في المكتبات ومراكز المعلومات المشاركة في الدراسة من وجهة نظر العاملين بها، حيث أفادت نسبة تصل إلى(72.4%) بعدم رضاها عن كفاءة الإجراءات الأمنية التي تتخذها هذه المرافق. كما تبين أن أبرز المشكلات والمعوقات الأمنية التي يعاني منها مجتمع الدراسة بحسب رأي العاملين هي التخريب المتعمد لمقتنيات المكتبة ومجموعاتها من قبل الرواد، وتعرض المقتنيات للسرقة، وجود تسربات مياه تؤدي إلى تعرض مقتنيات المكتبة للتلف، ووجود قوارض وحشرات تسببت في تلف مقتنيات المكتبة وأجهزتها، بجانب مشاكل التسليك الكهربائي. وأعاد المشاركون في الدراسة أسباب تلك المشكلات الأمنية إلى قلة عدد الموظفين المخصصين للمهام الأمنية، ونقص التجهيزات والوسائل الأمنية الآلية، وضعف المخصصات المالية، وضعف الاختبارات الدورية لإجراءات الأمن والسلامة في المكتبة، وقلة وعي المستفيدين من المكتبة وعدم التزامهم بالتعليمات، مع صعوبة التغيير في المكتبة والتوسع في بعض مرافقها لتلبية حاجة المستفيدين. وقد أوصت الدراسة بضرورة الحرص على إتباع سياسات أمن مكتوبة ومدروسة تتلاءم مع طبيعة العمل في المكتبة واحتياجاتها الخاصة، والسعي لتخصيص ميزانيات كافية للمتابعة الدورية للمكتبات وصيانتها وإعطاء موضوع الأمن والسلامة في المكتبات أهمية خاصة. تعقيبًا على الدراسة يتبين لنا مدى أهمية وضع الخطط الأمنية التي تحصر جميع الأزمات والمشكلات الأمنية التي من الممكن أن تتعرض لها المكتبات ومراكز المعلومات فالنسبة التي أشارت لها الدراسة 72.4% والتي تعبر عن عدم رضا العاملين هي نسبة كبيرة ويتطلب الأمر إعادة نظر. أيضًا يتبين لنا غياب السياسات الأمنية في مجال مرافق المعلومات مما يدل على غياب أهم عنصر ومتطلب في مجال إدارة الأزمات وهو التخطيط التنبؤي الذي يتيح تدريب العاملين في هذه المرافق على أفضل الطرق العلمية لمجابهة الأزمات المحتملة. فهذه المكتبات ومراكز المعلومات تكون في خانة رد الفعل التقليدي ولا وجود للفكر المبادر المُـخطط للأزمات قبل حدوثها. يقول محمد صدام في دراسة بعنوان الإدارة المعتمدة على القيم: اتجاه إداري حديث لمديري القرن الحادي والعشرين أن الإدارة العربية "هي منظمات تحاول تجنب المخاطر أو محاولة منعها فهي عبارة عن إدارة مهمتها منع وقوع المخاطر risk avoider وليس على الاستعداد والتهيؤ وامتلاك روح المبادرة والمجازفة لمجابهتها risk taker أي إدارة المحافظة على المكاسب وتجنب المخاطر"(37). ختامًا ورد في مقال إدارة الأزمات:الفن الصعب عندما يحدث ما لا تتوقعه كيف تواجه المواقف والأحداث التي لم تخطط لها؟ أن جيري سيكيتش لخص أهمية تخطيط إدارة الأزمات في كتابه (كافة المخاطر) حين كتب "لا تختبر أي إدارة اختبارا جيدا إلا في مواقف الأزمات". أيضًا يُـعتبر الإنسان أهم مورد في المنظمات لذا نرى أنه لا يوجد بديل لوجود أشخاص أكفاء لديهم خبرات عالية يمكنهم التصرف بسرعة وجدارة لإيجاد حلول جذرية لحل المشاكل الناتجة عن الأزمات. يجب على المدير التوجّه مباشرةً إلى العاملين في المنظمة وتقديم خطة الأزمات لهم طالبا دعم كل فرد منهم وعليه أن يدرب العاملين معه لاختبار واقعية الحلول الموضوعة، بحيث يتعود العاملون بمرور الوقت على التعامل مع الأزمات باعتبارها أحد مواقف العمل العادية ولا يركزون على الأزمة ذاتها مثل التجربة الماليزية واليابانية السابق ذكرها. إن أزمة إداراتنا هو عدم تبني إدارة الأزمات وتفعيلها كأحد الحلول الجذرية والمهمة للمنظمة في العالم العربي والإسلامي إلا في ما ندر. أيضًا عدم تأصيل العلمية المنهجية قبل وأثناء التعامل مع الأزمات. تقول منى شريف هناك نوعان من المنظمات منظمات مستهدفة للأزمات CRISIS PRONE وأخرى مستعدة لمواجهة الأزمات CRISIS PREPARED. جملة القول من خلال ما تقدم يتضح لنا النوعان في المنظمات ورب سائل يسأل هل منظماتنا في حال الاستعداد أم الاستهداف لكن المتابع يجيب أن أي استعراض للأزمات المتكررة والمتعددة في واقعنا يبين لنا أنها في حال الاستهداف إلى أجل غير معلوم. المصادر
|
إدارة الأزمات: الأسباب والحلول
لا يخفى على المتابع لسير الأحداث بخاصة السياسية منها ما للازمات بكل انواعها من دور في تاريخ الشعوب والمجتمعات سواء على صعيد الهدم او البناء, وقراءة متأنية لدور الازمة بشكل عام يفضي بنا الى تلمس خيط يقودنا الى حقيقة مفادها ان المجتمعات التي اعتمد الهرم القيادي فيها على فرق خاصة وكفوءة في التعامل مع الازمات كانت اصلب عودا واكثر على المطاوعة والاستمرار من قريناتها التي انتهجت اسلوبا مغايرا تمثل بالتصدي المرتجل والتعامل بطرق غير مدروسة سلفا مع بؤر الصراع والتوتر ما ادى بالتالي الى ضعفها وتفككها فالازمات ظاهرة ترافق سائر الامم والشعوب في جميع مراحل النشوء والارتقاء والانحدار.
ولو امعنا النظر في ثنايا الاحداث التاريخية الكبرى لوجدنا ان الازمة على مر العصور تتوسط المراحل المهمة في حياة الشعوب, فبين كل مرحلة ومرحلة جديدة ثمة ازمة تحرك الاذهان وتشعل الصراع وتحفز الابداع وتطرق فضاءات بكر تمهد السبيل الى مرحلة جديدة, غالبا ما تستبطن بوادر ازمة اخرى وتغييرا مقبلا آخر، وكان لنمو واتساع،المجتمعات ونضوب الموارد المتنوعة وشدة المنافسة السياسية والاقتصادية الكلمة الفصل في طول حياة الازمات الى حد اصبح تاريخ القرن السابق على سبيل المثال يشكل سلسلة من ازمات تتخللها مراحل قصيرة من الحلول المؤقتة, ومن هنا فقد نشأت افكار جدية من اجل دراسة وتحليل الازمة ومحاولة الخروج منها بأقل الخسائر وتأخير الازمة اللاحقة ان تعذر تعطيلها. ويرى شير مهورن (schermehorn) ان الازمة الادارية انما هي مشكلة غير متوقعة قد تؤدي الى كارثة ان لم يجر حلها بصورة سريعة. وعرفها (اللوزي) بأنها كل موقف او حدث يؤدي الى احداث تغيرات ايجابية وجادة في النتائج وهي حدث او تراكم لمجموعة من، احداث غير متوقع حدوثها تؤثر في نظام المؤسسة او جزء منه وهي من الناحية العملية انقطاع عن العمل كليا او جزئيا لمدة تطول او تقصر لسبب معين يتبعها تأثر الكيان وتحوله. الاسباب المؤدية الى نشوء الازمات اولا: الاسباب الانسانية وتشمل: 1- سوء التقدير والاحترام. 2- حب السيطرة والمركزية الشديدة. 3- تعارض الاهداف والمصالح. ثانيا: الاسباب الادارية و تشمل: 1- سياسات مالية مثل ارتفاع التكاليف وضعف قدرة الرقابة. 2- عدم التخطيط الفعال. 3-اتخاذ القرارات بشكل عشوائي. 4- عدم وجود انظمة حوافز ناجحة. 5- عدم توفر الوصف الوظيفي الجيد للمهام والواجبات. وعلى اية حال فان الازمة هي حالة انتقال من مرحلة الى اخرى يصاحبها نقص شديد في المعلومات وحالة من عدم التأكد، وهي مفتاح التطور والتغيير نحو الافضل او التقهقر والهلاك. وعليه فلابد من تنصيب برنامج او اكثر، يتم تشغيله في ظروف الطوارئ، اذا ما اراد القائمون على الواقع السياسي والاداري تفادي مصير التقهقر والهلاك على اقل تقدير, وبرنامج من هذا القبيل هو عبارة عن منهج يمثل تقنية تستخدم لمواجهة الحالات الطارئة التي لا يمكن تجنبها واجراء التحضيرات اللازمة لها قبل وقوعها. وهو بمعنى اكثر دقة اشبه بمحاولة تجميع المعلومات اللازمة عن مسببات الازمة ومن ثم تحليلها واتخاذ القرار المناسب بشكل سريع وفاعل. خصائص الازمات الإدارية ومواصفاتها 1. المفاجئة العنيفة والشديدة لدرجة انها تكون قادرة على شد الانتباه لجميع الافراد والمنظمات. 2.التشابك والتداخل في عناصرها وعواملها واسبابها. 3. عدم التأكد وعدم توفر المعلومات مما يسبب الاخطاء في اتخاذ القرارات وبالتالي تفاقم وتدهور الاوضاع. 4.غالبا ما يصاحبها امراضا سلوكية غير مستحبة كالقلق والتوتر وحالات عدم الانتباه واللامبالاة. 5. وجود مجموعة من الضغوط المادية والنفسية والاجتماعية تشكل في مجموعها ضغطا ازمويا على الجهاز الاداري. 6. ظهور القوى المعارضة والمؤيدة (اصحاب المصالح) ما يفاقم، من شدة الازمة. مراحل الازمة وادارتها تقسم مراحل الازمة ومن ثم ادارتها الى: 1- مرحلة الصدمة: وهو ذلك الموقف الذي يتكون نتيجة الغموض ويؤدي الى الارباك والشعور بالحيرة وعدم التصديق لما يجري وهي مرحلة تتناسب عكسيا مع مدى معرفة وادراك الانسان. 2- مرحلة التراجع: تحدث هذه المرحلة بعد حدوث الصدمة, وتبدأ بوادر الاضطراب والحيرة بالظهور بشكل متزايد ويصاحب ذلك اعراض منها زيادة حجم الاعمال التي لا جدوى منها (الاعمال الفوضوية). 3- مرحلة الاعتراف: وهنا تتجلى عقلانية التفكير - فيما بعد امتصاص- الصدمة حيث تبدا عملية ادراك واسعة ومراجعة للازمة بغية تفكيكها. 4- مرحلة التأقلم: حيث يتم استخدام استراتيجيات معينة بالاضافة الى استخدام الموارد البشرية والمادية في المنظمة للتعامل والتخفيف من آثار اللازمة. وما لم يتم التعامل بذكاء وحذر في هذه المرحلة فان الامور سوف تتجه الى بخط بياني نحو الكارثة. وقد اطلقت على هذه المرحلة تسميات اخرى من ابرزها، مرحلة الانذار المبكر او مرحلة اكتشاف اشارات الخطر, وهي بهذا المعنى اولى خطوات ادارة الازمة تليها مجموعة اساليب وقائية وسيناريوهات معينة تتابع احداث الازمة وتحدد لكل فرد في فريق الازمة، دوره بمنتهى الوضوح. وتهيئ وسائل عمل تحد من الاضرار وتمنعها من الانتشار. والى هنا نكون قد وصلنا الى المرحلة التالية من مراحل ادارة الازمة الا وهي مرحلة استعادة النشاط وتشتمل على اعداد وتنفيذ برامج قصيرة وطويلة الاجل سبق وان تم اختبارها بنجاح على ازمات مشابهة وعادة ما تكتنف هذه المرحلة، روح الحماس تقود الى تماسك الجماعة وتكاتفها،في مواجهة الخطر. اساليب حل الازمات والتعامل معها هناك نوعان من اساليب حل الازمات الاول معروف متداول،ويصطلح عليه بالطرق التقليدية،والثاني عبارة عن طرق لاتزال في معظمها،قيد التجريب ويصطلح عليها بالطرق غير التقليدية: اولا:الطرق التقليدية: واهم هذه الطرق: 1. انكار الازمة: حيث تتم ممارسة تعتيم اعلامي على الازمة وانكار حدوثها, واظهار صلابة الموقف وان الاحوال على احسن ما يرام وذلك لتدمير الازمة والسيطرة عليها. وتستخدم هذه الطريقة غالبا في ظل الانظمة الدكتاتورية والتي ترفض الاعتراف بوجود اي خلل في كيانها الاداري. وافضل مثال لها انكار التعرض للوباء اواي مرض صحي وما الى ذلك. 2. كبت الازمة: وتعني تأجيل ظهور الازمة , وهونوع من التعامل المباشر مع الازمة بقصد تدميرها. 3. اخماد الازمة: وهي طريقة بالغة العنف تقوم على الصدام العلني العنيف مع قوى التيار الازموي بغض النظر عن المشاعر والقيم الانسانية. 4. بخس الازمة: اي التقليل من شأن الازمة ( من تأثيرها ونتائجها ). وهنا يتم الاعتراف بوجود الازمة ولكن باعتبارها ازمة غير هامة. 5. تنفيس الازمة: وتسمى طريقة تنفيس البركان حيث يلجأ المدير الى تنفيس الضغوط داخل البركان للتخفيف من حالة الغليان والغضب والحيلولة دون الانفجار. 6. تفريغ الازمة: وحسب هذه الطريقة يتم ايجاد مسارات بديلة ومتعددة امام قوة الدفع الرئيسية والفرعية المولدة لتيارالازمة ليتحول الى مسارات عديدة وبديلة تستوعب جهده وتقلل من خطورته. ويكون التفريغ على ثلاث مراحل: أ. مرحلة الصدام: او مرحلة المواجهة العنيفة مع القوى الدافعة اللازمة لمعرفة مدى قوة الازمة ومدى تماسك القوى التي انشأتها. ب. مرحلة وضع البدائل: وهنا يقوم المدير بوضع مجموعة من الاهداف البديلة لكل اتجاه او فرقة انبثقت عن الصدام. وهذه العملية تشبه الى حد ما لعبة البليارد. ج. مرحلة التفاوض مع اصحاب كل فرع او بديل: اي مرحلة استقطاب وامتصاص وتكييف اصحاب كل بديل عن طريق التفاوض مع اصحاب كل فرع من خلال رؤية علمية شاملة مبنية على عدة تساؤلات مثل ماذا تريد من اصحاب الفرع الاخر وما الذي يمكن تقديمه للحصول على ما تريد وما هي الضغوط التي يجب ممارستها لاجبارهم على قبول التفاوض ؟،، 8- عزل قوى الازمة: يقوم مدير الازمات برصد وتحديد القوى الصانعة للازمة وعزلها عن مسار الازمة وعن مؤيديها وذلك من اجل منع انتشارها وتوسعها وبالتالي سهولة التعامل معها ومن ثم حلها او القضاء عليها. ثانيا: الطرق غير التقليدية: وهي طرق مناسبة لروح العصر ومتوافقة مع متغيراته واهم هذه الطرق ما يلي،:- 1- طريقة فرق العمل: وهي من اكثر الطرق استخداما في الوقت الحالي حيث يتطلب الامر وجود اكثر من خبير ومتخصص في مجالات مختلفة حتى يتم حساب كل عامل من العوامل و تحديد التصرف المطلوب مع كل عامل. وهذه الطرق اما ان تكون مؤقتة او تكون طرق عمل دائمة من الكوادر المتخصصة التي يتم تشكيلها،وتهيئتها لمواجهة الازمات واوقات الطواريء،. 2- طريقة الاحتياطي التعبوي للتعامل مع الازمات: حيث يتم تحديد مواطن الضعف ومصادر الازمات فيتم تكوين احتياطي تعبوي وقائي يمكن استخدامه اذا حصلت الازمة. وتستخدم هذه الطريقة غالبا في المنظمات الصناعية عند حدوث ازمة في المواد الخام او نقص في السيولة. 3- طريقة المشاركة الديمقراطية للتعامل مع الازمات: وهي اكثر الطرق تاثيرا وتستخدم عندما تتعلق الازمة بالافراد او يكون محورها عنصر بشري.وتعني هذه الطريقة الافصاح عن الازمة وعن خطورتها وكيفية التعامل معها بين الرئيس والمرؤوسين بشكل شفاف وديمقراطي. 4- طريقة الاحتواء: اي محاصرة الازمة في نطاق ضيق ومحدود ومن الامثلة على ذلك الازمات العمالية حيث يتم استخدام طريقة الحوار والتفاهم مع قيادات تلك الازمات،. 5- طرية تصعيد الازمة: وتستخدم عندما تكون الازمة غير واضحة المعالم وعندما يكون هناك تكتل عند مرحلة تكوين الازمة فيعمد المتعامل مع الموقف، الى تصعيد الازمة لفك هذا التكتل و تقليل ضغط الازمة. 6- طريقة تفريغ الازمة من مضمونها: وهي من انجح الطرق المستخدمة حيث يكون لكل ازمة مضمون معين قد يكون سياسيا اواجتماعيا او دينيا او اقتصاديا او ثقافيا او اداريا وغيرها،ومهمة المدير هي افقاد الازمة لهويتها ومضمونها وبالتالي فقدان قوة الضغط لدى القوى الازموية ومن طرقها الشائعة هي: أ- التحالفات المؤقتة ب- الاعتراف الجزئي بالازمة ثم انكارها. ج- تزعم الضغط الازموي ثم توجيهه بعيدا عن الهدف الاصلي. 7-طريقة تفتيت الازمات: وهي الافضل اذا كانت الازمات شديدة وخطرة وتعتمد هذه الطريقة على دراسة جميع جوانب الازمة لمعرفة القوى المشكلة لتحالفات الازمة وتحديد اطار المصالح المتضاربة والمنافع المحتملة لاعضاء هذه التحالفات ومن ثم ضربها من خلال ايجاد زعامات مفتعلة وايجاد مكاسب لهذه الاتجاهات متعارضة مع استمرار التحالفات الازموية. وهكذا تتحول الازمة الكبرى الى ازمات صغيرة مفتتة. 8- طريقة تدمير الازمة ذاتيا وتفجيرها من الداخل: وهي من اصعب الطرق غير التقليدية للتعامل مع الازمات ويطلق عليها طريقة (المواجهة العنيفة ) او الصدام المباشر وغالبا ما تستخدم في حالة عدم توفر المعلومات وهذا مكمن خطورتها وتستخدم في حالة التيقن من عدم وجود البديل ويتم التعامل مع هذه الازمة على النحو التالي: أ- ضرب الازمة بشدة من جوانبها الضعيفة. ب- استقطاب بعض عناصر التحريك والدفع للازمة ج- تصفية العناصر القائدة للازمة د- ايجاد قادة جدد اكثر تفهما 9- طريقة الوفرة الوهمية: وهي تستخدم الاسلوب النفسي للتغطية على الازمة كما في حالات،فقدان المواد التموينية حيث يراعي متخذ القرار توفر هذه المواد للسيطرة على الازمة ولو مؤقتا. 10- احتواء وتحويل مسار الازمة: وتستخدم مع الازمات بالغة العنف والتي لا يمكن وقف تصاعدها وهنا يتم تحويل الازمة الى مسارات بديلة ويتم احتواء الازمة عن طريق استيعاب نتائجها والرضوخ لها والاعتراف باسبابها ثم التغلب عليها ومعالجة افرازاتها ونتائجها، بالشكل الذي يؤدي الى التقليل من اخطارها. اما اذا كانت الازمة ناتجة عن مسبب خارجي فيمكن عندئذ استخدام الاساليب التالية: أ- اسلوب الخيارات الضاغطة. مثل التشدد وعدم الاذعان والتهديد المباشر. ب- الخيارات التوفيقية: حيث يقوم احد الاطراف بابداء الرغبة في تخفيف الازمة ومحاولة ايجاد تسوية عادلة للاطراف. ج- الخيارات التنسيقية: اي استخدام كلا الاسلوبين الاخيرين،اي التفاوض مع استخدام القوة. ختاما فان ما قدمناه يمكن ان يصلح دليلا يسلط الضوء الى حد ما على مفاصل الازمة بخاصة الادارية او السياسية منها , الامر الذي يؤدي اذا ما تم التعاطي مع ابرز مفرداته ايجابيا من قبل صناع القرار الى وضع تصور اولي لحل الازمات التي تواجه الطاقم السياسي بين الحين والحين الاخر , سيما وان سلسلة الازمات في البلاد يبدو انها مرشحة للاتساع من حيث المدى والنوع مع الاخذ بنظر الاعتبار، ملفات لم تزل تنتظر الحسم السياسي وأخرى في طور التشكل او الاستفحال. |
بحث اجرائي عن سوء الخلق
المشكلة :
تظهر هذه المشكلة في جميع مراحل الدراسة وهي تتسم بوجود مضايقة الآخرين ومضاد للقيم والأنظمة الموجودة في المجتمع وقد تشمل على سلوكيات مثل العدوان والمشاغبة والكذب والغش والسرقة وغيرها . سلوك المشكلة : يحدد الدليل التشخيص الإحصائي للأمراض النفسية ( 1987م ) DSM-II-R الأعراض التالية لاختلالات الخلق Conduct disorders : أولاً : اضطراب في الخلق ( السلوك ) يستمر لمدة ستة شهور على الأقل يظهر الشخص خلالها ثلاثة أعراض على الأقل من الأعراض التالية : 1- يكون قد سرق بدون علم الضحية في أكثر من فرصة . 2- يكون قد هرب من منزل أسرته ليلاً لمرة أو مرتين . 3- يكذب كثيراً ( فيما عدا ما يلجأ إليه لتجنب العقاب ) . 4- اشترك بشكل مخطط في إشعال حرائق . 5- يتغيب كثيراً عن المدرسة . 6- قام بإتلاف ممتلكات للغير ( منزل ، مبنى ، سيارة ) . 7- قام بتحطيم ممتلكات أو أشياء تخص الآخرين . 8- يتعامل بقسوة مع الحيوانات . 9- أفعال جنسية . 10- استخدم أسلحة أو آلات حادة في مشاجرات . 11- يبدأ دائماً بالعراك المعتمد على الجوانب البدنية . 12- سرقة من مواجهة الضحية ( أي بالقوة ) . 13- يتميز باستخدام العنف البدني مع الناس . ثانياً : إذا كان الفرد أكبر من 18 سنة لا تنطبق عليه شروط الشخصية المضادة للمجتمع وتصنف الحالات إلى بسيطة ومتوسطة وشديدة ، والحالات الشديدة هي التي يجد لديها عدد كبير من هذه الأعراض مع اتسامها بالعنف وإيقاع الأذى بالغير . ويطلق على كثير من هذه المشكلات انحراف الأحداث وهي تستوجب للأعمار الصغيرة في بعض الأحيان الإلحاق بالمؤسسات الإصلاحية ( دور الأحداث ) . العوامل المساعدة على ظهور المشكلة واستمرارها : 1- ظروف التنشئة الأسرية خاصة في المرحلة المبكرة وبصفة خاصة إهمال التربية الدينية للطفل وغرس حب الخير والتخلق بأخلاق الإسلام فيه . 2- وسائل الإعلام المختلفة بما تتضمن من أعمال يظهر فيها العنف والجريمة . 3- التعلم من الآخرين في المجتمع وفي المدرسة ومن وسائل الإعلام . 4- التساهل في تربية الطفل وعدم استخدام العقاب معه أو العكس التشدد البالغ واستخدام عقاب أكثر من اللازم. 5- تصورات عقلية خاطئة لدى الفرد عن أهمية القوة . 6- التعزيز من حيث وجوده في مجموعة ( شلة ) تشجع فيه سلوك الانحراف أو من حيث ما يعود عليه من مكاسب بطاعة الآخرين له وخوفهم منه أو إعطائه أشياء تخصهم لتجنب الإيذاء . 7- الفشل المتكرر في التعليم . 8- اختلافات بدنية ( قوة زائدة أو ضعف زائد ) أو حضارية اجتماعية تسبب إحباطات للفرد . 9- قد تكون هناك أسباب حيوية ( مثل اضطراب في الغدة الدرقية أو تلف في الدماغ أو مصاحبتها لاختلال آخر مثل فرط النشاط ) . التعرف على المشكلة : 1- المدرسون . 2- زملاء الطالب . 3- ملاحظات المرشد . 4- شكاوى من خارج المدرسة . 5- أولياء الأمور أحياناً . 6- أجهزة الأمن . 7- جيران المدرسة . الأدوات التي تستخدم في جمع المعلومات حول المشكلة : 1- المقابلة . 2- الملاحظة . 3- السجلات . 4- التقارير الطبية . 5- اختبارات ، قوائم السلوك وقوائم المشكلات ومقاييس العدوان والقلق والميل العصابي . ومن الاختبارات الموجودة : -اختبار ايزنيك ( خضر والشناوي ) . -قائمة المشكلات المدرسية ( الشناوي والدماطي ) . -قائمة السلوك الاجتماعي ( الشناوي واللحيدان ) . -قائمة كواي لمشكلات السلوك ( تحت الإعداد – الشناوي ) . -مقياس فاينلند للسلوك التكيفي ( الشناوي – الدماطي ) . -مقياس الغضب ( الشناوي والدماطي ) . -مقياس الاندفاعية ( الشخص ) . -قاعة المشكلات المدرسية ( علي خضر ) . الأساليب الإرشادية : 1- الإرشاد الديني . 2- العلاج العقلاني الانفعالي . 3- الاشراط الإجرائي ( التشكيل – الانطفاء الخ ) . 4- العلاج المعرفي . 5- استخدام النماذج السلوكية . 6- العلاج المعرفي . 7- الإشراك في جماعات نشاط . 8- الإرشاد بالقراءة . 9- التشاور مع الوالدين والمدرسين وعلاج المشكلات التي قد تسبب إحباطات . 10- إجراءات نظامية . |
هااااااااااااااااام جددددددددا وعاجل
بدات الدورات التدريبيه والمقابلات واستلام ملفات المراجعه على موقع الهيئة الى كمن يهمه الامر
|
الي السيد الاستاذ د / هاني هلال
برجاء النظر في تشكيل اعضاء وحدة الدعم الفني الخاص بالجودة في الادارات التعليمية وكذلك المديريات و ايجاد اعضاء اكثر افادة و اثراء للمدرس لكي تحقق الجودة لان اعضاء تلك الوحدات حققت فشل منقطع النظير فارحمونا منهم
|
استطلاع رائ
برجاء الافادة عن اي معوقات من قبل ادارة المدارس الابتدائية
|
استطلاع رائ حول معوقات الجودة بالمدارس
1- هل المدارس مؤهلة فعلا لدخول الجودة ؟
2 - هل ادارات المدارس متفهمة ماهية الجودة؟ 3- هل مدراسنا مستعدة للجودة من حيث الكثافة؟ 4 - هل تنطبق المواصفات القيلسية لهيئة الضمان و الجودة علي مدارسنا؟ 5- هل تحتاج تلك المواصفات الي تعديل ؟ 6 - هل من تم تدريبهم علي الجودة بالمارس مؤهلين لنقل ما تم التدريب علية الي العاملين بالمدارس ؟ 7 - هل الجودة عبارة عن ملفات فقط ؟ 8 - هل فعلا المدارس رغبة في الجودة ام مجبرة علي خوض تلك التجربة ؟ 9 - هل فعلا الجودة التي تسعي لها الهيئة قادرة علي انتاج متعلم جيد يكون لة مستفبل في سوق العمل العالمي؟ 10 - هل اعضاء وحدات الدعم الفني بلادارات و المديريات اكفاء؟. 11 -هل هناك من يستمع لك عندما تلك لديك فكرة جيدة لتطوير الجودة من اعضاء الدعم الفني ؟ 12 - هل اعضاء الدعم الفني يتميزون بالمهارة ام انهم يادؤن عملهم فقط ؟ 13 - هل يصلك اي جديد من هيئة الضمان و الجودة و انت بالمدرسة ؟ 14 - هل انت من تبحث عما تكلف به من عمل عن طريق النت او الاصدقاء في المدارس الاخري ؟ 15 - هل انت مقتنع فعلا بالجودة ؟ 16 - هل انت متحمس للجودة وباحث عن الجديد بها ؟ 17 - هل تطلب اعادة تدريب اعضاء اخرين بالمدرسة بدلا ممن تم تدريبهم مسبقا لكي يكونوا اكثر نفعا ؟ 18 - هل اعضاء الدعم الفني يمدونك بكل ما هو جديد من اصدارات الهيئة ؟ ارجو منك المشاركة بالاجابة عن تلك الاسئلة لمعرفة الي اين تسير بنا الجودة وشكرا لكل من سيشارك منعا و نرجو للجميع التوفيق |
والله ولا مقتنعين ولا زفت
هو مشروع حلو جدا بس لو فى دعم مش احنا اللى نعمل كل حاجة وبعدين عاوزنا نصلح مدارس لها سنين ماشية على النظام القديم ده وعاوزنا فى يوم وليلة نغيره ومن جيوبنا انا مش مع الجودة |
أشارك الرأي
فالبعض يتكلم في الجودة وهو لا يعرف الا المصطلحات القشرية |
آثر تطبيق إستراتيجية التعلم التعاوني في تدريس اللغة الانجليزية في المرحلة الابتدائية
في بحثنا هذا هدفنا إلى أي مدى فاعلية التعليم التعاوني في رفع التحصيل الدراسي وبناء قيم وسلوك واتجاهات لدى الطالبات في المرحلة الابتدائية وقد اعتمدت الدراسة على مجموعة من الأدوات، الأولى: استبانه تتعلق بمعلمة اللغة الانجليزية لدراسة واقع التعلم التعاوني من حيث معرفة المعلمين به وأهميته واستخدامه في التدريس، الثانية: استبانة تتعلق بالطالبات (المجموعة التجريبية) لدراسة اتجاهاتهم نحو التعلم التعاوني، الثالثة: اختبار لقياس تحصيل الطالبات أكاديمياً للمجموعتين التجريبية والضابطة بعد إجراء تجربة الدراسة على المجموعة الأولى. وقد أجريت تجربة الدراسة على المجموعة التجريبية في الفصل الدراسي الثاني من العام 1426 –1427هـ باتباع الأسس العلمية المطلوبة والإجراءات التطبيقية للتعلم التعاوني وإستراتيجيته (المعلومات المجزأة – Jigsaw) بعد دراسة الفروق الإحصائية بين المجموعتين.
وكان من أهم نتائج الدراسة: * أهمية التعلم التعاوني عند معلمة اللغة الانجليزية لمل له أثر بليغ في التعلم السريع لكل مستويات الطالبات * توجه الطالبات (المجموعة التجريبية) الإيجابي نحو التعلم التعاوني مما كان له الأثر الواضح على مشاركتهن وتفاعلهن الصفي . * وجود فروق إحصائية ذات دلالة تؤكد على تأثير استخدام التعلم التعاوني على تحصيل الطالبات في مادة اللغة الانجليزية للمرحلة الابتدائية . * تفوق الطالبات في المجموعة التجريبية مقارنة بالمجموعة الضابطة. * فاعلية التعلم التعاوني مقارنة بالطرق التدريسية التقليدية الأخرى مراعية الفروق الفردية بين الطالبات. * تنمية اتجاهات سلوكية ذات قيم دينية واجتماعية :تعاون –تحمل مسئولية –نظام –إخلاص –عطاء –مبادرة –منافسة –روح الفريق الواحد * الأخذ بتوصيات الدراسة لتطبيق التعلم التعاوني في مادة اللغة الانجليزية ؛ متفقة مع نتائج الأبحاث والدراسات السابقة التي أكدت فاعلية التعلم التعاوني أكاديمياً واجتماعياً |
مفاهيم الجودة أساس لتوحيد الجهود
أ. محمد بن علي الغامدي تعد جودة العملي وإتقانه في كل شؤون الحياة أساساً من أساسيات ديننا الحنيف إذ ورد الأمر بذلك في غيرما مناسبة في كتاب الله تعالى وفي سنة نبيه محمد. ولقد وجه سبحانه إلى أن صفتي الحفظ و العلم أساس لنجاح العامل في عمله وسبب لجودة العمل واتقانه قال تعالى (قال أجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم).. وأورد سبحانه في آية أخرى أهمية التحلي بصفتي القوة والأمانة في كل من يسند إلية عمل.. قال تعالى: (قالت إحداهما يا أبتي استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين). ومداركل هذه الصفات يدور حول إحسان العمل واجادته، إذ العبرة ليست بكثرة العمل بقدر ماهو بحسنه.. قال تعالى: (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور). وعلى السياق نفسه يأتي تأكيد السنة المطهرة.. فقال r (إن الله كتب الإحسان على كل شيء) قال rلاتكونون إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا وان ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا أنفسكم أن تحسنوا وان أساءوا فلا تظلمو 1). تعريف الجودة: يمكن تلخيص تعريف الجود ة في كلمة واحدة (الإحسان) ومن هذه الكلمة صاغ علماء العصر والمشتغلون بعلم الجودة تعريفاتهم في صيغ كثيرة من أهمها مايلي: يعرف (جوران) الجودة بأنها (الملائمة للاستخدام) أي كلما كانت الخدمة أو السلعة المصنعة) ملائمة لاستخدام المستفيد كلما كانت جيدة.ويعرفها (كروسي) بتعريف يشترط فيه ثلاثة شروط لتحقيق ا لجود ة: - الوفاء بالمتطلبات - إنعدام العيوب - تنفيذ العمل بصورة صحيحة من أول مرة وكل مرة. ويعرفها (ديمنج) بتعريف مختصر ولكنه يكاد يجمع التعريفين إذ يقول إن الجودة هي تحقيق إحتياجات وتوقعات المستفيد حاضرآ ومستقبلأ. مفاهيم الجودة: المفهوم القديم ويركز إهتمامه حول الخلو من العيوب. أي أنه ينظر إلى الجودة من منظور مقدم الخدمة فإذا قدمت خدمة تكون في نظر مقدم الخدمة خالية من العيوب فإنها حسب هذا المفهوم تكون عندئذ خدمة ذات جودة. المفهوم الحديث ينطلق من مفهوم الوفاء بمتطلبات المستفيد. وهذا المفهوم هو ما انبعث من النظريات الحديثة للجودة والتي نوجزها فيما يلي: أولاً: إدارة الجود ة الكلية: لتقريب مفهوم إدارة الجودة الكلية إلى الأذهان يلزم معرفة دلالة كل من كلماتها الثلاث (إدارة- جودة- كلية): الإدارة: تشمل محاور الإدارة الأربعة التي تبدأ بالتخطيط ثم التنظيم ثم التوجيه ثم المتابعة وتطبيق هذه المفاهيم على برامج الجودة. الجودة: كما نص على ذلك المفهوم الحديث بكونها الوفاء بمتطلبات المستفيد. الكلية: لأنها تهتم بمراجعة جميع جزئيات العمل مهما كانت دقيقة.ثانيآ: المعادلة الصعبة: لإدارة الجودة ثلاثة محاور أساسية (تحسين الجودة وتخفيض التكلفة وزيادة الإنتاجية) ولكل من هذه المحاور أساليب يلزم الإتيان بها وهي كما يلي: أ- تحسين ا لجودة وتتم بإتباع مايلي: 1- إلتزام الإدارة العليا بتطبيق مفاهيم الجودة. 3- تقبل مفاهيم الجودة.2- التخطيط الاستراتيجي للجودة. 4- المشاركة والتمكين. 5- التدريب. 6- تحفيز المستفيدين لإبداء مرئياتهم. 7- منع الأخطاء قبل وقوعها. 8- التحسين المستمر. 9- التركيز على المستفيدين. 10- القياس والتحليل. ب- تخفيض التكلفة: لتكلفة الجودة محوران أساسيان: تكلفة إيجابية وتستحوذ على ما يصل إلى 50% من ميزانية الجودة، وتنقسم إلى قسمين: 1- تكلفة وقائية وتتمثل في تعيين مستشارين وموظفين لتنسيق برامج الجودة. 2- تكلفة التقويم وتنصب على برامج التقويم الداخلي التي تتم من داخل الجهة أو التقويم الخارجي الذي يتم من خارج الجهة عن طريق هيئات متخصصة لمراجعة وتقويم الجودة.تكلفة سلبية وتستنزف ما يصل إلى 50% من ميزانية الجودة وتنقسم إلى قسمين: 1 تكلفة العيوب والأخطاء الداخلية التي تحدث أثناء تأدية العمل.2 تكلفة العيوب والأخطاء الخارجية التي تكتشف بعد الانتهاء من الأعطال المطلوب إنجازها. ج- زيادة الانتاجية: حتى يتسنى لنا رفع الإنتاجية يتعين علينا القيام بما يلي: 1- حسن اختيار الموظفين لكل وظيفة مهما كان موقعها في الهيكل التنظيمي للجهة. 3- تحديد مستوى الإنتاجية المستهدف من كل عملية وذلك بالتنسيق بين العاملين ورؤسائهم المباشرين.2- الدقة في وضع الموظف المناسب في المكان المناسب. 4- متابعة تنفيذ الأعمال ومقارنة نتائجها بالأهداف الموضوعة سلفآ. أركان إدارة ا لجودة الكلية: 1- ضرورة تبني الإدارة العليا لمفاهيم الجودة واعطائها الأولوية المناسبة. 2- البحث عن السبل الكفيلة بالتحسين المستمر لأداء الأعمال. 3- تقصي رغبات المستفيدين وتطلعاتهم. 4- التركيز في تطبيق مفاهيم الجودة على مراحل العمل وليس فقط على الخدمة النهائية. 5- تطبيق مبدأ فريق العمل.6- إشراك الموظفين في الجهود الخاصة بتحسين الجودة ابتداء من المراحل الأولية. 8- التأكيد على وجوب التمييز بين جهود الفرد وجهود الجماعة.7- تطبيق المنهج العلمي في تحليل المشكلات واتخاذ القرارات. أولأ: إرضاء العاملين ويتم تحقيق ذلك باتباع مايلي: 1- إسناد المهام المناسبة لهم. 2- إشراكهم في المراحل الأولى لبرامج الجودة. 3- تدريبهم على كيفية تحسين أعمالهم. 4- زرع الثقة فيهم لحل مشكلات العمل واتخاذ القرارات المناسبة لها. 5- تشجيعهم على طرح آرائهم أمام الإدارة للبت فيها. ثانيآ: إرضاء المستفيدين ويتم تحقيقها باتباع مايلي: 1- تحديد النطاق الجغرافي للجهة. 2- تحديد الفئة المستهدفة لخدمات الجهة. 3- وضع معاير دقيقة للحالات المستحقة 4- التعاون مع جميع الجهات المانحة. 5- إيضاح نظام المساعدات لجميع المستحقين. 6- تحديث معلومات المستفيدين باستمرار. 7- حصر آراء المستفيدين باستمرار عن خدمات الجهة ومعالجة السلبيات قبل تفاقمها. 8- رصد احتياجات المستفيدين بدقة وبصورة دائمة.فوائد تطبيق مفاهيم الجودة: 1- الإقلال من الأخطاء. 2- الإقلال من الوقت اللازم لإنهاء المهام. 3- الاستفادة المثلى من الموارد المتاحة. 4- الإقلال من عمليات المراقبة. 5- زيادة رضا المستفيدين. 6- زيادة رضا العاملين. 7- الإقلال من الاجتماعات غير الضرورية. 8- لتحديد المسؤولية وعدم إلقاء التبعات على الآخرين. عوائق تطبيق مفاهيم الجودة: 1- ضعف المتابعة الإدارية على الإدارات والأقسام. 2- نقص الخبرة الإدارية لدى المسؤولين. 3- عدم قدرة بعض الرؤساء على اتخاذ القرار. 4- ضعف التنسيق بين الأجهزة ذات العلاقة. 5- عدم وجود الموظف المناسب في المكان المناسب. 6- عدم فهم المسؤولين للمتغيرات الداخلية والخارجية |
الجودة الادارية
الجودة الادارية
ماذا تعني هذه الكلمة ولماذا أصبحت أشهر كلمة في هذه الأيام وما هو سرُ شهرتها؟ الجودة كما هي في قاموس اكسفورد تعني الدرجة العالية من النوعية أو القيمة وعرفتها مؤسسة او. دي.آي. الأمريكية المتخصصة في تدريب وإعداد الشركات لتصبح متصفة بالجودة بأنها إتمام الأعمال الصحيحة في الأوقات الصحيحة. و يتحدث رئيس مجلس الإدارة والهيئة التنفيذية لهذه المؤسسة الناجحة الدكتور جورج هـ. لابوفيتز فيقول إن سمعة الجودة شيء ضروري لمستقبل شركتك و يضيف وأنا أظن أن أغلبيتنا نوافق على هذا المفهوم الملح العاجل، حيث أننا نفهم الجودة على أنها مسألة البقاء والاستمرار في العمل. إن الجودة لا تتأتى بالتمني ولن تحصل عليها المؤسسة أو الفرد بمجرد الحديث عنها بل إن على أفراد المؤسسة ابتداءً من رئيسها في أعلى قمة الهرم إلى العاملين في مواقع العمل العادية وفي شتى الوظائف أن يتفانوا جميعا في سبيل الوصول إلى الجودة. والجودة تحتاج إلى ركائز متعددة لتبقيها حية وفاعلة طوال الوقت. وهذه الركائز هي:
إن الجودة تدوم وتستمر ما دامت المؤسسة تعتني بها وتجعل منها دستوراً وقاعدة ترتكز عليها. وهنا لا بد أن نقول أن حصول المؤسسة على بعض الجوائز العالمية كشهادة أسو أو جائزة دبي للجودة تجعل المؤسسة في موقع متميز يصعب عليها التخلي عنه مهما كانت الأسباب |
الجودة الشاملة فلسفة وتخطيط
TOTAL QUALITY: Philosophy and Planning (الجزء الأول) جيم هيريرا إدارة الموارد البشرية - الإتحاد الدولي للإتصالات Presentation يجسِّد الجزء الأول من هذه المقالة عدداً من الأفكار حول: فلسفة الجودة الشاملة والثقافة المشتركة والجودة الشاملة وإدارة الجودة الشاملة وإستراتيجية تخطيط الجودة . ويتعامل الجزء الثاني مع هيكل الجودة الشاملة والموارد البشرية والتعليم في الجودة الشاملة وطرق تحسين الجودة . إن هدف هذه المقالات هو توجيه المديرين والإداريين العاملين في التخطيط الإستراتيجي لعملية التغيير في ثقافة مؤسساتهم نحو إستخدام فلسفة الجودة الشاملة إن تصوُّر الجودة الشاملة على أنها برنامج يعتبر جهداً إضافياً لإدخال التحسينات. وعندما يصرح المدير العام بأن شركته تطبِّق برنامجاً للجودة الشاملة ، فإن هذا البرنامج يكون بالتأكيد محكوماً عليه بالفشل ، والسبب بسيط جداً وهو: أن الجودة الشاملة ليست برنامجاً بل هي فلسفة مشتركة . ولعل من أهم مساوئ هذا الأسلوب هو رؤية الجودة للشاملة على أنها برنامج منفصل أو مغامرة منفصلة عن باقى المشروعات ، بدلاً من رؤيتها على أنها جزء من عملية متكاملـــة وشاملة ومترابطة. ونتيجة لذلك يحدث شعور بالإرتباك التنظيمي وفقدان الثقة بالإدارة والإنطباع العام بأنها تروِّج لعملية تحايل. ومن الضرورى أن يُنظر للجودة الشاملة على أنها فلسفة مشتركة تشكِّل جزءاً جوهرياً من قيم وثقافة الشركة وتساعد في تفسير سبب وجود الشركة وماذا تفعل وكيف تفعل ذلك. وعلى ذلك ، يجب أن يستمر وجود الجودة الشاملة عاماً بعد عام ما دامت الشركة موجودة . الجودة الشاملة هي فلسفة مشتركة ومترابطة تهدف لتلبية إحتياجات الزبائن المتغيرة وتوقعاتهم بشكل مستمر وتام وبنجاح أكبر من المنافسين وذلك من خلال التحسين المستمر للمؤسسة وبمشاركة فعَّالة من الجميع من أجل منفعة الشركة والتطوير الذاتي لموظفيها، وبالتالي تحسين نوعية الحياة في المجتمع لقد ثبت أن الزبـون الراضي لن يخبر أكثر من ثلاثة أشخاص عن سعادته بالخدمة ، في حيــن أن التجربة السلبية لزبــون غير راضٍ تنقــل إلى عشرين شخصـاً في المتوسط. المتطلبات هي: * الصيانة كفلسفة مشتركة. * التوجه نحو الزبون الداخلي والخارجي. * القيادة والإلتزام من جانب الإدارة . * التحسين المستمر . * العمل الجماعي. * إشراك جميع الأشخاص والإدارات . * إحترام وتطوير الأفراد . * مشاركة فعالة من الجميع. * تفكير إحصائي موثوق به. * أهمية الجودة في جميع الأوقات. * عقلية إستراتيجية. * إنصات للأفضل. * مسئولية إجتماعية الثقافة المشتركة والجودة الشاملة تمثِّل الثقافة المشتركة مجموعة من القيم والمعتقدات والأنماط السلوكية التي تشكِّل جوهر هويَّة المؤسسة - مركز الجودة الشاملة . وتعتبر كل مؤسسة حالة فريدة بحيث لا يمكن إعتبار مؤسستين أنهما متشابهتان حتى ولو كانتا تمارسان نفس النشاط (كالإتصالات مثلاً) سواء كانت هذه المؤسسة عامة أو خاصة ، صناعية أو خدمات ، تعمل على أساس الربح أم لا. وَتمثِّل كل شركة ثقافة مشتركة والتي تعتبر حالة فريدة ومنفصلة ومختلفة عن الآخرين . وما يجب عمله هو بناء ثقافة مؤسسية تكون فيها الجودة بشكل عام هي القيمة الموجهة لنشاطات الأفراد . ويتحقق هذا عندما تتخذ الإدارة الخطوات الضرورية لتحسين أداء المديرين والإداريين والموظفين داخل المؤسسة . ويُعتبر كلً من التدريس والتدريب ضرورياً في هذه العملية حيث أن المناخ المستمر للتعلُّم يساعد الناس على فهم أهمية تطبيق مفاهيم الجودة الشاملة وتفسير هذا التطبيق . وإن كان الإعلان عن ثقافة جودة شاملة جديدة لا يستغرقوقتاً طويلاً ، إلا أننا نحتاج لسنوات لنجعل مئـات أو آلاف الموظفين يتصرفون بطريقة مختلفة . وإن لم تكن الإدارة مستعدة لإظهار الصبر وبذل الجهد في التخطيط وقيادة عملية التغيير والإستمرار في أسلوبها تجاه الجودة الشاملة ، فلن تتحقق نتائج هامة على المدى البعيد ، وبالتالي فإن التغيير سينتهي كما انتهت التجارب السابقة . CONCLUSIONS: الخلاصة .1تقود الجودة الشاملة إلى نجاح مشترك ، وهو شئ بالغ الأهمية لأي إدارة عليا ، ولكن ماذا يعني النجاح المشترك في نهاية القرن العشرين؟ إن المدى الذي يمكن تحقيقه لرؤية المؤسسة ورسالتها وسياسة الجودة الشاملة لها ، يمكن استخدامه كمقياس معياري لتحديد النجاح المشترك للمؤسسة. .2 الجودة الشاملة هي نموذج من نوع مختلف ، فهي مجموعة جديدة من توليد قواعد ونماذج عن كيفية إدارة مؤسسة وبناء شركة . *يجب أن تتعلم الإدارة العليا كيف تتصرف بنشاط وفعالية وأن تتحدى نماذج الإدارة بها. * إذا إفتقر المديرون المرونة فسوف يشعرون بالتهديد من قبل النماذج المختلفة عنهم، وسيخلقون عقبة لا يمكن تجاوزها أمام تطوير ثقافة الجودة الشاملة . |
جودة الكتاب المدرسي
في اطار تحسين جودة الكتاب المدرسي و جعل الكتاب المدرسي منافسا للكتاب الخارجي و جعلة جاذبا و ممتعا للطالب ارجو و اتشرف بعرض الاتي
فلنخذ علي سبيل المثل كتاب اللغة الانجليزية للمرحلة الابتدائية (صف راع و خامس و سادس ) و المرحلة الاعدادية بدلا من كتاب لماذا لا يكونا كتابا واحدا البداية هي حذف وحدات المراجعة بكتاب الطالب و وضع بدلا منها ثلاثة و قات تكون عبارة عن تمارينات منفصلة يسهل نزعها بعد الاجابة عليها و بحث يكون التدريبات بها مقياسا حقيقا علي ما تم دراستة فمثلا الورقة الاولي يكون بها ثلاثة نماذج لاسئلة الاختيبار 0_(نصف العام او اخر العام ) - يكون في ذات الوقت مراجعة علي الوحدة الاولي و الورقة الثانية مراجعة علي الوحدة الثانية و كذلك الورقة الثالثة مراجعة علي الوحدة الثالثة بحسبة بسيطة نجد ان الطالب بعد دراستة للوحدات الثلاثة قد تدرب علي تسعة اسئلة و هي اجمالي اسئلة امتحان اللغة الانجليزية للمرحلتين السابقتين الذكر وبعد دراستة تسع وحدات وهي اجمالي وحدات المرحلة الابتدائية (صف رابع و خامس و سادس ) يكون الطالب قد تدرب علي تسعة وعشرين نموذج حقيقي للاختبار المقبل علية و تكون في ذات الوقت هي مقياس حقيقي لمستوي الطالب ويراعي ان التدريب الذي يكون عقب الدرس لا يوخذ اكثر من خمس دقائق تكون في نهاية الحصة و يذيل كل تمرين بعبارة اسم الطالب و الفصل و السبب اية السادة ان كتاب التدريبات الخاص باللغة الانجليزية يكون عير مطابق لحتوي الدرس في كتاب الطالب و يكون علي شكل اختبار لمستوي الطالب الحقيقي ارجو من سيادتكم تقديم افكار اخري لباقي المواد الدرسية لتطوير الكتاب المدرسي و لكم جزيل الشكر لكل من ساهم في الافكار او قراء الموضوع مقدمة لسيادتكم / طارق توفيق مدرس لغة انجليزية |
من فضلك اجب علي هذه الاسئلة
- هل المدارس مؤهلة فعلا لدخول الجودة ؟
2 - هل ادارات المدارس متفهمة ماهية الجودة؟ 3- هل مدراسنا مستعدة للجودة من حيث الكثافة؟ 4 - هل تنطبق المواصفات القيلسية لهيئة الضمان و الجودة علي مدارسنا؟ 5- هل تحتاج تلك المواصفات الي تعديل ؟ 6 - هل من تم تدريبهم علي الجودة بالمارس مؤهلين لنقل ما تم التدريب علية الي العاملين بالمدارس ؟ 7 - هل الجودة عبارة عن ملفات فقط ؟ 8 - هل فعلا المدارس رغبة في الجودة ام مجبرة علي خوض تلك التجربة ؟ 9 - هل فعلا الجودة التي تسعي لها الهيئة قادرة علي انتاج متعلم جيد يكون لة مستفبل في سوق العمل العالمي؟ 10 - هل اعضاء وحدات الدعم الفني بلادارات و المديريات اكفاء؟. 11 -هل هناك من يستمع لك عندما تلك لديك فكرة جيدة لتطوير الجودة من اعضاء الدعم الفني ؟ 12 - هل اعضاء الدعم الفني يتميزون بالمهارة ام انهم يادؤن عملهم فقط ؟ 13 - هل يصلك اي جديد من هيئة الضمان و الجودة و انت بالمدرسة ؟ 14 - هل انت من تبحث عما تكلف به من عمل عن طريق النت او الاصدقاء في المدارس الاخري ؟ 15 - هل انت مقتنع فعلا بالجودة ؟ 16 - هل انت متحمس للجودة وباحث عن الجديد بها ؟ 17 - هل تطلب اعادة تدريب اعضاء اخرين بالمدرسة بدلا ممن تم تدريبهم مسبقا لكي يكونوا اكثر نفعا ؟ 18 - هل اعضاء الدعم الفني يمدونك بكل ما هو جديد من اصدارات الهيئة ؟ ارجو منك المشاركة بالاجابة عن تلك الاسئلة لمعرفة الي اين تسير بنا الجودة وشكرا لكل من سيشارك منعا و نرجو للجميع التوفيق |
الجودة فى حد ذاتها كلمة جميلة وديننا وجميع الاديان تحث عليها ولكن ليس بهذه الطريقة الورقية المضيعة للوقت فلابد من تقنينها واستبدالها باشياء اخرى لكى يعرف كل واحد عمله مع تطبيق مبدا الثواب والعقاب بعيدا عن المحاباه والفساد والمحسوبية التى كانت فى الزمن الماضى
|
شكراااااااااااااااااااااااااا جزيلا وجزاكم الله كل خير
|
جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 02:46 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.