![]() |
http://up.do7a.com/get-8-2008-do7a_com_vfz958l6.gif اتاكم شهر الوفاء لله شهر القران والذكر شهر العبادة والطاعة |
أخوانى وأحبابى فى الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اكتب لكم فى أول يوم من رمضان و ( أن فى كل ليلة عتقاء ) إخوانى اوصيكم ونفسى بتقوى الله وإياكم والكبر إياكم والعجب إياكم والرياء إياكم وظلم النفس إياكم والبعد عن الله إياكم وهجر القران إياكم وقطع الارحام إياكم والعقوق استغفر الله لى ولكم |
جزاكم الله خيرا و لكن يرجي الإلتزام بنص الموضوع و عدم وضع صور لا تنتمي إلي الموضوع و لو كانت إسلامية و جزاكم الله خيرا :):):) |
السلام عليكم الوفاء كلمة أثقل من الجبال وأطول من الحبال ،،، معانيها كثيرة وهي عملة نادرة ،،، هي كيان ووجود ،، معاني وأحاسيس ،،، بذل وتضحية صدق وعطاءبلا حدود،، وهذا مثال بسيط عن الوفاء فى هذا الزمان الصعب الذى قليل ما نجد فيه الأوفياء والقصه على لسان راويها : ذات صباح مشحون بالعمل وفي حوالي الساعة الثامنة والنصف دخل عيادتي عجوز يناهز الثمانين من العمر لإزالة بعض الغرز الطبية من إبهامه وذكر أنه فى عجلة من أمره لأن لديه موعد آخر فى الساعة التاسعة . قدمت له كرسياً وتحدثت إليه قليلا وأنا أزيل الغرز وأضمد بجرحه . سألته إذا كان موعده هذا الصباح مع طبيب آخر ؟ أجاب : لا .. لكننى سأذهب إلى دار الرعاية الإجتماعية لتناول طعام الإفطار مع زوجتي . فسألته عن سبب دخول زوجته لدار الرعاية ؟ فأجابني بأنها هناك منذ فترة لأنها مصابة بمرض الزهايمر (الخرف) . بينما كنا نتحدث انتهيت من التغيير على جرحه ثم سألته وهل ستقلق زوجتك لو تأخرت عن الميعاد قليلا ؟ فأجاب : " إنها لم تعد تعرف من أنا ، إنها لا تستطيع التعرف على منذ خمس سنوات مضت " قلت مندهشاً : ولازلت تذهب لتناول الإفطار معها كل صباح على الرغم من أنها لا تعرف من أنت ! ابتسم الرجل وهو يضغط على يدي وقال : هي لا تعرف من أنا ، ولكنى أعرف من هي . اضطررت لإخفاء دموعي حتى رحيله وقلت في نفسي : " هذا هو الحب الذي افتقدناااااه فى حياتنا الحاضرة إلا من رحم ربي " http://vb.arabseyes.com/images/smilies/eh_s20(17).gif http://vb.arabseyes.com/images/smilies/eh_s20(17).gif http://vb.arabseyes.com/images/smilies/eh_s20(17).gif http://vb.arabseyes.com/images/smilies/eh_s20(17).gif http://vb.arabseyes.com/images/smilies/eh_s20(17).gif http://vb.arabseyes.com/images/smilies/eh_s20(17).gif http://vb.arabseyes.com/images/smilies/eh_s20(17).gif http://vb.arabseyes.com/images/smilies/eh_s20(17).gif http://vb.arabseyes.com/images/smilies/eh_s20(17).gif |
اقتباس:
بارك الله فيك ورضى عنك وكل عام ونت بخير |
بر الوالدين ينجي من أهوال قبض الروح: - أخرج الترمذي الحكيم في نوادر الأصول عن عبد الرحمن بن سمرة- رضي الله عنه- قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ونحن في مسجد المدينة فقال: إني رأيت البارحة عجباً!!رأيت رجلاً من أمتي جاء ملك الموت ليقبض روحه فجاءه بره بوالديه فرد عنه |
حسن الظن بالله ينجي من الرعدة على الصراط ورأيت رجلاً من أمتي-قائماً على الصراط يرعد كما ترعد السعفة- فجاءه حسن ظنه بالله فسكَّن رعده ومضى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تأخذ بيد صاحبها على الصراط وتنجيه من الزحف والحبو ورأيت رجلاً من أمتي على الصراط -يزحف أحياناً ويحبو أحياناً- فجاءته صلاته عليّ فأخذت بيده ومضى على الصراط شهادة أن لاإله إلا الله تفتح أبواب الجنة التي غُلِّقت ورأيت رجلاً من أمتي -انتهى إلى أبواب الجنة فغُلقت الأبواب دونه- فجاءته شهادة أن لا إله إلا الله ففتَّحت له الأبواب وأدخلته الجنة |
http://img182.imageshack.us/img182/2420/71707713rl6.gif إذا ابتليت فثق بالله ولا تجزع وإذا عوفيت فاشكر الله ولا تقطع وأذا وقف بك أمر فلا تيأس ولا تطمع وفوض أمرك إلى الله فنعم المرجع وفي جوف الليل لربك اركع ومن عظمته وخشيته ادمع وعن طاعته لا ترجع واعلم ان انين التائبين عند ربك عظيم فإذا فعلت فقد فزت بخير الدارين أجمع http://img182.imageshack.us/img182/2420/71707713rl6.gif |
روعة العمر: إخاء في إخاء وجنة الدنيا: حب في وفاء وأجمل الذكريات: عيش في صفاء وطريق النجاة: الاقتداء بسيد الانبياء وعز المرء: حمد رب السماء وخير خاتمة: جنة المأوى وأجمل خدمة: اذكرني عند الدعاء http://img182.imageshack.us/img182/2420/71707713rl6.gif |
|
خلق الوفاء بعد المقدمة الوفاء من الأخلاق الكريمة وهو صفة من صفات النفوس الشريفة ومن أعظم الصفات الإنسانية فالناس مضطرون إلى التعاون ولايتم تعاونهم إلا بمراعاة العهود والفاء به ولولا ذلك لتنافرت القلوب والغدر الذي هو ضده من أصعب الأمور على النفوس ولا يرتكبه صاحب قلب شريف ونفس زكية تخلت عن الرذائل وتحلت بالفضائل الوفاء أن يلتزم الإنسان بما عليه من عهود ووعود وواجبات والفاء صفة من صفات الله عز وجل ( ومن أوفى بعهده من الله ) وهو صفة من صفات الرسل قال تعالى ( وإبراهيم الذي وفى ) وهو صفة من صفات المؤمنين الصادقين ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) الأحزاب 23 ومن أهم أسباب خلف العهد النسيان وعدم العزيمة قال تعالى ( ولقد عهدنا إلى ادم من قبل فنسى ولم نجد له عزما ) طه 115 لكن الوفاء في الأمم السابقة كان نادرا بل حل محله الفسق قال تعالى ( وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين ) الأعراف 102 لاعهد لهم تركوا العهد الذي أخذه الله منهم ( وإذ أخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ) الأعراف 172 قال تعالى ( الم أعهد إليكم يابنى ادم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم ) يس 60 فتركوا عبادة الرحمن وعبدوا الشيطان بل خلد الله كلب أهل الكهف لوفائه في صحبتهم فقد صحبهم فقال تعالى ( سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة ثامنهم كلبهم قل ربى أعلم بعدتهم ) الكهف 22 وذكر النبي المنافق فقال أية المنافق ثلاث ( إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان ) البخاري والوفاء أنواع منه الوفاء بالعقود قال النبي ( المسلمون عند شروطهم ) وقال تعالى (يا أيها الذين امنوا أوفوا بالعقود ) المائدة 1 فإن تعاقدت على شيء فأد ماعليك ولا تماطل قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله تعالى ) البخاري ومنه القرض والسلفة والرهن – من أخذها يريد أداءها أدى الله عنه وهو في خير لكن إن أخذها يريد إتلافها لحاجة في نفسه أو تبذيرا أو يتلفها على صاحبها ولا يريد الوفاء بل يحتال فهو غادر وسوف يرفع له لواء الغدر يوم القيامة .فالشهيد يغفر له كل شئ إلا الدين فلابد من سداده اولا / الوفاء بعهد الله وهو عبادته وحده لا تشرك به شيئا ثانيا / الوفاء بالعقود قال تعالى ( أوفوا المكيال والميزان بالقسط ) الأنعام 152 |
(وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ) الإسراء 35 فمن الوفاء إعطاء كل ذي حق حقه في الميزان والمكيال فالنبي يقول ( من غشنا فليس منا ) الوفاء هو / أن يلتزم الإنسان بما عليه من عهود ووعود وعقود والنذور فمن صفات أهل الجنة ( يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا ) ومن معاني الوفاء التمام وعندما نقول توفى فلان يعنى استوفى حقه كاملا قال تعالى ( والذين كفروا إعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءا حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب ) النور 39 فوفاه حسابه أعطاه حقه كاملا الوفاء بالوعد حتى مع الكافرين قال النبي عن حلف الفضول الذي قام به المشركون ( لو دعيت به في الإسلام لأجبت ) مسند البزار – البيهقى وهاهم الأنصار عاهدوا رسول الله أن يقاتلوا معه بأنفسهم وأموالهم دخل المسلمون حمص وفرضوا الجزية على من لم يسلم - وتجمع الرومان لدخول حمص مرة أخرى وجاء أمر للجنود المسلمين أن يتركوا حمص إلى جبهة أخرى فما كان منهم إلا أنهم أرجعوا كل ما أخذوه من أموال لأهل حمص فسألوهم مندهشين لم ؟ فقال المسلمون لأننا لن ندافع عنكم إذن خذوا أموالكم فتعجبوا من هذا الدين الذي يسمو بأصحابه هذا السمو فدخلوا في دين الله أفواجا فصدر أمر لبعض الجيش أن يظل مع أهل حمص يدافعون معهم عن مدينتهم حذيفة بن اليمان خرج هو وأبو حسيل إلى المدينة فأخذهم المشركون وقالوا لهم تريدون محمدا فقالا لا بل ما نريد إلا المدينة فأخذا عليهما عهدا ألا يحاربا مع المسلمين ولما استعد المسلمون للحرب في بدر جاءا إلى النبي فقالا لرسول الله القصة فقال لهم انصرفا نفى لهم بعهدهم ونستعين الله عليهم ) مسلم ذهب النبي إلى الطائف ليدعوهم فقذفوه بالحجارة فلما قفل راجعا إلى مكة أراد أن يدخلها في جوار أحد فأرسل إلى المطعم بن عدى فجمع المطعم أهله وقبيلته فحملوا السلاح ولبسوا الدروع وأعلن المطعم بن عدى أمام الناس أنه أجار محمدا فدخل النبي الحرم وطاف بالبيت وصلى ركعتين وعلمت قريش أن المطعم أجار محمدا - فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة المنورة وأسس الدولة الإسلامية وجاءت معركة بدر أسروا عددا لا بأس به من المشركين فقال النبي لو أن المطعم بن عدى حيا ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له – البخاري أبو البحتري بن هشام أحد الرجال القلائل الذين سعوا في نقض صحيفة المقاطعة الظالمة فعرف النبي له جميله فقال يوم بدر من رأى منكم أبا البحتري بن هشام فلا يقتله أنس بن النضر لم يحضر بدر فأقسم وعاهد الله أن يقاتل المشركين ويستدرك مافات من الثواب وفى أحد قاتل قتالا شديدا ولما أضطرب المسلمون نادي على سعد بن معاذ ورب النضر الجنة الجنة إني لأجد ريحها من دون احد واندفع يقاتل حتى استشهد فلما انتهت المعركة وجدوا به يضعا وثمانين موضعا ماعرفته إلا أخته بعلامة في أصبعه فنزلت فيه ومن هو مثله ( من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) الأحزاب 23 وهناك مثل عربي ( أوفى من السمؤال ) وهو يهودي خبأ عنده امرئ القيس أسلحة ودروع وأموال وقيل وابنته ليذهب إلى ملك الروم يستعين به على قتال أعدائه الذين قتلوا أباه فجاء أعداء امرئ القيس وطلبوا الأسلحة فلم يعطها لهم وفاءا للعهد فرأوا ابنه فقبضوا عليه وهددوا بقتله إن لم يعطهم السمؤال الدروع والأموال فلم يستجب فقتلوا ولده فلم يجزع ومات امرئ القيس فى الطريق وجاء الورثة فأخذوا الأموال والدروع فخلده العرب قائلين ( أوفى من السمو أل ) لكل من هو وفى الخطبة الثانية وهاهو الرسول يستغفر لعمه الذي مات على الكفر حتى نهاه الله عن ذلك فتوقف وبكى أبو بكر لما صعد المنبر فتذكر رسول الله فبكى وقال كلمتين ثم قال أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم وحب النبي لخديجة مثلا يحتذي به وتذكره مواقفها معه والدفاع عنه وبذل مالها وصحتها في مشاركتها له في الحصار وهى مسنة وجاءت السيدة هالة بنت خويلد فعرف صوتها فقال اللهم هالة فغارت السيدة عائشة منها وهاهي الشيماء ( حذافة بنت الحارث ) أخت النبي في الرضاعة كانت تلاعبه قائلة يا ربنا أبق لنا محمدا حتى أراه يافعا وأمردا ثم أراه سيدا مسودا واكبت أعاديه معا والحسدا وأعطه عزا يدوم أبدا غارت قوات المسلمين عل هوازن ( قبيلتها ) وأخذوها مع السبي فقالت لهم أنا أخت صاحبكم فأتوا بها إلى النبي وكانت قد كبر سنها وضعف جسمها فلم يعرفها الإ عندما ذكرته بعلامة في جسده وبأشياء فعرفها وبسط لها رداءه تجلس عليه ودمعت عيناه وقال لها إن أحببت أن ترجعي إلى قومك أوصلتك معززة مكرمة وإن أحببت أن تقيمي مكرمة محببة فقالت بل ارجع إلى قومي وأسلمت فأعطاها جارية وغلاما وأنعاما إكراما لها أخوتي في الله أصعب شئ على الإنسان أن يصير لاشئ بعد أن كان شيئا لأناس ربما ساهم في تربيتهم وعلمهم حرفة وتمر الأيام ويتركوه ولا يذكرونه ولو بكلمة والذي يحزن أكثر أن يظهروا للناس ماخفى من عيوبه في وقت هو أحوج ما يكون إلى إخفائها وسترها فيعرف أسرار أستاذه فيكتمها ساعة الصفاء وينشرها ساعة الجفاء ويسوغ له الشيطان شرعية ما يفعل وربما يأتي بآيات وأحاديث ليدلل على ما يقول ويدعى الإصلاح وهو أخس من الكلب فالكلب أوفى منه |
قام أحد المارة بتصوير مشهد حزين غريب فقد شاهد كلبين يعبران الطريق فدهست سيارة كلبا منهما فقتل في الحال فوقف الثاني أمامه يتأمله ثم تقدم يحاول تحريكه فلما يئس ظل واقفا بجواره ينظر إليه وكأنه يبكى وجاءت سيارة البلدية وحملت الكلب الميت وأسرعت به كل ذلك والكلب يجرى وراء السيارة حتى وصلت ودفنت الكلب ووقف الأخر أما قبر صاحبه طويلا حتى أن الرجل الذي يصور رجع إلى عمله وترك الكلب الوفي واقفا على قبر صاحبه وفى أوروبا تزوج أولاد الرجل واستقلوا عنه وماتت زوجته وما بقى بجواره إلا الكلب وصارا سويا في الطعام والشراب بل والنوم أعد له الرجل سريرا في حجرته لينام بجواره وكل يوم في الصباح الباكر يخرجان للتريض وهكذا حتى مات الرجل يوما بسكتة قلبية وحزن الكلب حزنا شديدا حتى أنه ذهب إلى قبر الرجل وجلس بجواره لا يأكل ولا يشرب حتى مات جوعا وعطشا كلب أهل الكهف لوفائه خلده القران واليهودي – السمو أل خلده وفاؤه فما أجمل أن تجلس الزوجة الوفية مع أولادها تذكر زوجها كم كان طيب القلب وما أجمل أن يجلس الزوج يتذكر زوجته المخلصة والتي تعبت معه وعاشت قصة كفاح طويلة حتى نجح في تجارته فيدعو لها بالرحمة والمغفرة وما أجمل الطالب وهو يذكر أستاذه بكل خير ويدعو له دبر كل صلاة وما أجمل الولد عندما يذكر أمه بكل خير ويذكر أخاه ويتذكر أيام الصبا والشباب فيدعو له وما أشد وأصعب من طعنة تأتى ممن لك فضل عليه وما أشد وأصعب من طعنة تأتى ممن علمته بوما علما شرعيا أو حرفة يتكسب منها فبدلا من أن يذكرك بالخير تراه يشيع عنك الكذب والبهتان يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( لكل غادر لواء يوم القيامة يرفع له بقدر غدره ) الدعاء |
جزاك الله خيرا
|
اقتباس:
|
|
اقتباس:
بارك الله فيك ورضى عنك ووفقنا واياك الى مايحب ويرضى |
الوفاء : كلمة رقيقة تحمل جملة من المعاني الجميلة :
فالوفاء يعني : الإخلاص . والوفاء يعني : لا غدر ولا خيانة . والوفاء يعني : البذل والعطاء . والوفاء : تذكّر للود ، ومحافظة على العهد . وقد أمر الله تعالى بالوفاء بالعقود فقال سبحانه : { يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود } – المائدة 1 - ، ومن أوثق العقود التي يجب الوفاء بها : عقد النكاح ، وشروطه أولى الشروط بالوفاء . جاء في الحديث : (( أحقُّ الشروط أن توفُّوا به ما استحللتُم به الفروج )) رواه البخاري ، من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه . والوفاء بين الزوجين الذي أودُّ الحديث عنه هنا لا يقتصر على الالتزام بأمر شرطه أحد الطرفين على الآخر حين العقد ، بل يتعدّاه ليشمل كل معنى جميل تشمله كلمة الوفاء . فهو يشمل تفاصيل الحياة بين الزوجين ؛ ليعيش كل منهما وهو يحمل في قلبه حباً ووُدّاً ورحمة وتقديراً وإخلاصاً لا متناهياً تجاه الطرف الآخر . فالوفاء يعني : البذل والعطاء والتضحية والصبر ، وذلك بالاهتمام بمن كنت وفياً به ، والحرص عليه ، وعدم التفريط فيه ، والخوف عليه من الأذى ، ومراعاة شعوره وأحاسيسه ، وتقدير جهوده ، والشكر لصنائعه ، وعدم إفشاء سره ، والحفاظ على خصوصياته ، والعمل على إسعاده ، والثناء الحسن عليه ، وذكر محاسنه ، وتجاهل أخطائه ، والذكرى الجميلة لعهده وأيامه بعد فراقه . فليس مع الوفاء ترصُّد ، ولا تصيُّد ، ولا إساءة ، ولا ظلم ، ولا نكران ، ولا جرح ، ولا قدح ، ولا .. ولا.. والوفاء بمفهومه الشامل الذي أوضحناه لا يتحقق إلا إذا كان بناء هذه العلاقة منذ البداية سليماً متيناً راسخاً ، يقوم على مبادئ ، ويسعى لتحقيق أهداف . فمن تزوج للجمال فقط ، تلاشى الوفاء في علاقته عند فقد الجمال . ومن تزوج للمال فقط ، ضاع الوفاء مع فقد المال . لكن من كانت الأولوية عنده في هذا العقد والعهد للدين والخلق ، مراعياً قول خير البرية صلى الله عليه وسلم : (( فاظفر بذات الدين )) ، وقوله : (( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه )) ، فحري بهذا أن ينعم بالوفاء والهناء . إن قضية الوفاء لا تتحقق إلا إذا تضافر لها ثلاثة عناصر : الحب ، والإنسانية ، والإيمان ، فالحب محرِّك الوفاء ، والإنسانية ضمانه وبها استمراره ، والإيمان هو الضابط له ، وبه يكمل ويربو . وبين يديك الخطوط العريضة لمعالم الوفاء بين الأزواج رسمها لك سيد الأوفياء عليه الصلاة والسلام ، من جعله الله تعالى الأسوة الحسنة ؛ ليستنير بهديه ويسير على دربه المؤمنون . أخرج البخاري بسنده إلى عائشة رضي الله عنها قالت : ما غِرْتُ على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غِرْتُ على خديجة ، وما رأيتُها ، ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكْثِر من ذِكْرِها ، وربما ذبح الشاة ثم يُقَطِّعُها أعضاء ، ثم يبعثها في صدائق – أي : صديقات – خديجة . فربما قلت له : كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة ! فيقول : (( إنها كانت ، وكانت ، وكان لي منها ولد )) . فصلَّى الله وسلَّم على أكرم الخلق ، وحافظ العهد . فقد كان صلى الله عليه وسلَّم وفياً لخديجة في حياتها ، ووفياً لها بعد وفاتها ، فهو يذكر أعمالها وأخلاقها ، وأيامها وعهدها ، رضي الله تعالى عنها . كيف لا ، وهي التي آثرته ورغبت فيه ، وهي أول من صدَّقه وآمن به ، وهي التي ثبَّتَتْ فؤاده وقوَّت عزيمته ، وكانت البلسم الشافي لآلامه وأحزانه . هي التي واسته بمالها ، وهي التي رزق منها الولد ، وهي التي حفظت عهده ، وحافظت على بيته وولده ، وهي .. وهي .. فنالت بسبب هذا الوفاء العظيم ما جاء في الحديث الشريف : (( بشِّروا خديجة ببيت في الجنة من قصب ، لا صخب فيه ولا نصب )) رواه البخاري . وعند الطبراني من حديث فاطمة رضي الله عنها قالت : قلت : يا رسول الله ، أين أمي خديجة ؟ فقال : (( في بيت من قصب )) . قلت : أمن هذا القصب ؟ قال : (( لا ، من القصب المنظوم بالدرِّ واللؤلؤ والياقوت )) . قال السُّهَيلي : (( النُّكْتة في قوله (( من قصب )) ولم يقل : من لؤلؤ : أن في لفظ القصب مناسبة لكونها أحرزت قصب السَّبْق بمبادرتها إلى الإيمان دون غيرها )) . وقال ابن حجر : (( وفي القصب مناسبة أخرى من جهة استواء أكثر أنابيبه ، وكذا كان لخديجة من الاستواء ما ليس لغيرها ؛ إذ كانت حريصة على رضاه بكل ممكن ، ولم يصدر منها ما يغضبه قط ، كما وقع لغيرها )) . وقابل رسول الله صلى الله عليه وسلم وفاءها بوفاء أعظم منه ، فكان من وفائه لها : 1- الحزن الشديد على فراقها ، كما جاء عند الحاكم من حديث حبيب مولى عروة . 2- ومن وفائه صلى الله عليه وسلم لها : أنها كان يصرِّح بحبه لها حتى بعد وفاتها . ففي حديث عائشة رضي الله عنها عند ابن حبان : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إني رُزِقْتُ حبَّها )) يعني : خديجة . 3- الإكثار من ذكرها ، كما تقدم : (( إنها كانت وكانت )) يذكر ماذا ؟!. إنه يذكر محاسنها : إيمانها وتصديقها ، وثباتها وتثبيتها ، إنه يذكر أخلاقها الفاضلة ، وعاداتها الجميلة ، والتزامها ، وأدبها ، واحترامها ، وحسن عشرتها ، إنه يذكر بيتها الهادئ ، وحياته الهانئة معها ، ويذكر ويذكر . وهذا هو الوفاء العظيم الذي ينبغي أن يسير عليه كل من اتَّخذ المصطفى صلى الله عليه وسلم قدوته . فإن كان ثَمَّ أخطاء للزوجة ، فإن مسلك الأوفياء : تجاهل الأخطاء ، والتجاوز عنها ، وعدم إفشائها ونشرها ، مع مراجعة الذاكرة للبحث عن المحاسن والإيجابيات . قال صلى الله عليه وسلم : (( لا يَفْرَكْ مؤمن مؤمنة – أي : لا يبغض –، إن كره منها خلقاً ، رضي منها آخر )) رواه مسلم من حديث أبي هريرة . وصدق القائل : ومن ذا الذي تُرْضَى سجاياه كلُّها كفى المرءَ نُبْلاً أن تُعَدَّ معايبُه 4- ومن وفائه صلى الله عليه وسلم لخديجة : أنه كان يَبَرُّ صديقاتها ومن يحبُّها ، ويهتمُّ بهنّ حتى بعد وفاتها ، يذبح الشاة ويقطّعها ثم يرسلها إليهن . وكان يصل الواحدة منهنَّ بالهدايا المختلفة ، فقد أخرج ابن حبان من حديث أنس رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أُتِي بشيء قال : (( اذهبوا به إلى فلانة ، فإنها كانت صديقة لخديجة )) ، ولفظ الحاكم : (( اذهبوا به إلى فلانة ؛ فإنها كانت تحب خديجة )) وما ذاك إلا وفاء لخديجة ، وبراً بها ، وحباً لها ، وإحياء لذكراها الجميلة على قلبه الشريف صلى الله عليه وسلم . 5- ومن وفائه لها : أنه أكرم امرأة زارته بعد وفاتها ؛ لصلتها بها ، وما ذاك إلا وفاء لعهدها . أخرج ابن عبد البر من حديث عائشة قالت : جاءت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها : (( من أنت؟ )) فقالت : أنا جثامة المزنية . قال : (( كيف حالكم ؟ كيف أنت بعدنا ؟ )) . قالت : بخير ، بأبي أنت وأمي يا رسول الله . فلما خرجت قلت : يا رسول الله ، تُقْبِلُ على هذه العجوز هذا الإقبال ؟! فقال : (( إنها كانت تأتينا أيام خديجة ، وإن حسن العهد من الإيمان )) . وفي بعض الروايات أن هذه العجوز هي أم زفر ماشطة خديجة . 6- ومن وفائه لها : أن كان يذكر أيامها ، ويثني عليها ، ولا يرضى من أحد أن يتكلم عنها بمكروه . أخرج أحمد من حديث عائشة قالت : ذكر رسول اله صلى الله عليه وسلم يوماً خديجة ، فأطنب في الثناء عليها ، فأدركني ما يدرك النساء من الغيرة ، فقلت : لقد أعقبك الله يا رسول الله من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين . قالت : فتغيَّر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم تغيُّراً لم أره تغيَّر عند شيء قط ... الحديث . وكان يكثر من ذكرها ويبالغ فيه حتى قالت عائشة : (( كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة )) . تلك هي معالم الوفاء التي ينبغي أن تبنى العلاقات الأسرية على أساسها ، تلمّسناها من هدي المصطفى عليه الصلاة والسلام سيد الأوفياء . فحري بأهل الإيمان أن يكون الوفاء شعارهم ، وعنوان حياتهم ، ليحققوا السعادة ، ويهنئوا بالحياة . |
الوفاء بالعهد خلق ملازم لأهل الجنة نقف اليوم مع خُلُق مِن أخلاق القرآن، مع خُلُق نبويٍّ كريم، مع خصلة كريمة من خِصال الإيمان، وخُلُق عظيم من أخلاق الإسلام، هذا الخُلق ضاع بين المسلمين إلا مَن رَحِمَ ربِّي - عز وجل - إنه خُلق الوفاء بالعهد، وإنك لو نظرت إلى واقع الأمة اليوم، ستجد كم من الناس مَن يتكلَّم، وكم من الناس مَن يَعِد، وكم من عهودٍ مسموعة ومرئيَّة ومنقولة! ولكن أين صدق الوعود؟! وأين الوفاء بالعهود؟! فقد كثرت في زماننا هذا الوعود، وأكثر منها عدم الوفاء بها، فإذا أراد أحدُنا التهرُّب مِن أخيه، وعده بشيءٍ وهو يعلم أنه لن ينفِّذ ما وعد به، وينسى قول الله - تبارك وتعالى -: ﴿ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 34]. تعالَ أيها المسلم الكريم لنتصفَّح كتاب الله ولنطف في بحاره التي لا ساحل لها، سنجد أن الله - تعالى - تحدَّث عن هذا الخُلق في قرآنه المجيد، فقال ربُّنا - تبارك وتعالى - في سورة "المعارج" في صفات أهل الجنة المكرمون: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ﴾ [المعارج: 32]، وقال في سورة (المؤمنون) في صفات المؤمنين الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون:﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ﴾ [المؤمنون: 8]، وقال في علامات الصادقين المتَّقين في سورة البقرة: ﴿ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 177]. والوفاء بالعهد من صفات الأنبياء والمرسلين؛ فقال - تعالى - متحدِّثًا عن سيدنا إسماعيل - عليه السلام - في سورة مريم: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا ﴾ [مريم: 54]، وقال - تعالى - في إبراهيم - عليه السلام -: ﴿ وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى ﴾ [النجم: 37]. فالوفاء بالعهد من علامات الصادقين المتَّقين، ومن صفات الأنبياء وهو خُلق ملازم لأهل الجنة في حياتهم الدنيا؛ إذ كيف يطمع في الجنة وصحبة الأنبياء والصادقين والمتقين من لم يتخلَّق بهذا الخُلق؟! كم من المسلمين في دنيا اليوم من يحدِّث وهو كاذب! وكم من المسلمين من يَعِد وهو خائن! وكم أعطى من الوعود والعهود وبعدها غدر بأصحابها! فأين الوفاء بالعهد؟! ألم أقل لكم: لقد ضاع هذا الخُلق بين المسلمين إلا مَن رَحِم الله - جل وعلا. بل تعال أخي المسلم إلى سيرة مَن علَّم البشريَّة الوفاء بالعهد، إلى سيرة سيِّدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - لنأخذ موقفًا واحدًا من المواقف العظيمة التي جسَّد فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خُلق الوفاء بالعهد. قبل غزوة "بدر" يخبره حذيفة بن اليمان، والحديث في "صحيح مسلم": أن كفَّار "قريش" قد أخذوه قبل أن يدخل المدينة هو وأبا حُسَيل، فقالوا إنكم تريدون محمدًا، قلنا: ما نريد إلا المدينة، فأخذوا منا عَهْد الله وميثاقه لننصرفَنَّ إلى المدينة ولا نقاتل معك يا رسول الله. فماذا قال لهما صاحب الوفاء يا تُرى؟ ماذا قال لهما مَن بعثه الله ليتممَ به مكارم الأخلاق؟ ومع أنه كان في أشد الحاجة إلى الرجال ليقاتلوا معه ضد المشركين، المشركين الذين أخرجوه من مكة، الذين سفكوا دماء المسلمين واستحلوا أموالهم، وعذبوهم أشد العذاب، وبالرغم من كلِّ هذا، قال لهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((انصرفَا نَفِي لهم بعَهْدِهم، ونستعين الله عليهم)). إن كان هذا هو وفاء المسلمين للمشركين، بل للمشركين المحاربين وفي الحرب نفسها، فكيف يكون وفاءُ المسلمين للمسلمين؟! وهذا سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - الذي علَّم الأمة كيف يكون الانقياد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - واسمعوا إلى موقفه الذي ترجم فيه خُلق الوفاء بالعهد. يرسل إليه أبو عبيدة بن الجرَّاح يستفتيه في فتوى غريبة جدًّا، ويقول له: إنَّ أحد الجنود قد أمَّن قرية من بلاد العراق على دمائهم وأموالهم وهي في طريقنا، فماذا نصنع؟ وتأمَّل معي في هذا الموقف الغريب: جندي - لا يُعرف اسمه - من جيش المسلمين يُعطي الأمان لقرية بأكملها، وربَّما هذه القرية إن لم تفتح فقد تكون ثغرة عظيمة يتضرَّر بها المسلمون كثيرًا إذا انقلبت عليهم. فبماذا أجابه الفاروق عمر - رضي الله عنه؟ قال بعد حمد الله والثناء عليه: "إن الله - تعالى - قد عظَّم الوفاء، ولا تكونون أوفياء حتى تفوا، فأوفوا لهم بعهدهم واستعينوا الله عليهم". ما أبدع هذه العبارة! وما أروعها لمن فَهِم معناها! فالوفاء كباقي الأخلاق ليس شعارًا يرفع في السماء ولا كلمة تطير في الهواء، ولكن الوفاء خُلق لن يتحقق إلا إذا أتيت به وتحمَّلت في سبيل إتيانه كلَّ شيءٍ. بهذه الأخلاق فتح المسلمين بلاد الفرس وبلاد الروم، وإسبانيا وفرنسا وغيرها، ولذلك قال سيد قطب - رحمه الله - "ولقد انتصر محمد حين انتصر، حينما جعل من المصحف نسخًا كثيرة، لا أقول: مطبوعة في الأوراق، ولكن مزروعة في قلوب الرجال، فتحركوا بهذا القرآن يمشون على الأرض، حتى فتح الله على أيديهم ووصل الدين إلى ما وصل إليه". |
وأختم كلامي بهذه القصة الرائعة: أتى شابَّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وكان في المجلس، وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمامه، قال عمر: ما هذا؟ قالا: يا أمير المؤمنين، هذا قتل أبانا، قال: أقتلت أباهم؟ قال: نعم قتلته، قال: كيف قتلتَه؟ قال: دخل بجمله في أرضي، فزجرته فلم ينزجر، فأرسلت عليه حجرًا وقع على رأسه فمات، قال عمر: النفس بالنفس، لا بد أن تُقتل كما قتلت أباهما، وانظروا إلى سيدنا عمر لم يسأل عن أسرة هذا الرجل، هل هو من قبيلة قويَّة أو ضعيفة؟ هل هو من أسرة معروفة ولها أهميَّة في المجتمع؟ كل هذا لا يهم عمر - رضي الله عنه - لأنه لا يجامل أحدًا على حساب شرع الله، ولو كان ابنه القاتل لاقتصَّ منه. قال الرجل: يا أمير المؤمنين، أسألك بالذي رفع السماء بلا عمد أن تتركني ليلة؛ لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية، فأُخبِرُهم بأنك سوف تقتلني ثم أعود إليك، والله ليس لهم عائلٌ إلا الله ثم أنا، قال عمر: مَن يكفلك أن تذهب إلى البادية ثم تعود إليَّ؟ فسكت الناس جميعًا؛ إنهم لا يعرفون اسمه ولا داره ولا قبيلته، فكيف يكفلونه؟ وهي كفالة ليست على مائة دينار، ولا على عقار، ولا على ناقة، إنها كفالة على الرقبة أن تُقطع بالسيف. فسكت الناس وعمر مُتأثر؛ لأنه وقع في حيرة، هل يقدم فيقتل هذا الرجل وأطفاله يموتون جوعًا هناك؟ أو يتركه فيذهب بلا كفالة فيضيع دم المقتول؟ وسكت الناس ونكَّس عمر رأسه والتفت إلى الشابَّين: أتعفوان عنه؟ قالا: لا، مَن قتل أبانا لا بد أن يُقتل يا أمير المؤمنين، قال عمر: مَن يكفل هذا أيها الناس؟ فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته، وقال: يا أمير المؤمنين، أنا أكفله، قال عمر: هو قَتْل، قال: ولو كان قاتلاً! قال: أتعرفه؟ قال: ما أعرفه، قال: كيف تكفله؟ قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين فعلمت أنه لا يكذب، وسَيَفِي بعهده إن شاء الله، قال عمر: يا أبا ذر، أتظن أنه لو تأخَّر بعد ثلاث أني تاركك؟ قال: الله المستعان يا أمير المؤمنين، فذهب الرجل وأعطاه عمر ثلاث ليالٍٍ، يُهيِّئ فيها نفسه، ويُودع أطفاله وأهله، وينظر في أمرهم بعده ثم يأتي ليُقْتَص منه؛ لأنه قتل، وبعد ثلاث ليالٍ لم ينسَ عمر الموعد، وفي العصر نادى في المدينة: الصلاة جامعة، فجاء الشابَّان، واجتمع الناس، وأتى أبو ذر وجلس أمام عمر، قال عمر: أين الرجل؟ قال: ما أدري يا أمير المؤمنين! وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس، وكأنها تمرُّ سريعة على غير عادتها، وقبل الغروب بلحظات، إذا بالرجل يأتي، فكبَّر عمر وكبَّر المسلمون معه، فقال عمر: أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك ما شعرنا بك وما عرفنا مكانك. قال: يا أمير المؤمنين، والله ما عليَّ منك ولكن عليَّ من الذي يعلم السرَّ وأخفى، ها أنا يا أمير المؤمنين، تركت أطفالي كفراخ الطير لا ماء ولا شجر في البادية، وجئتُ لأُقتل، وخشيت أن يُقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس، فسأل عمر بن الخطاب أبا ذر: لماذا ضمنته؟ فقال أبو ذر: خشيت أن يُقال: لقد ذهب الخير من الناس، فوقف عمر وقال للشابَّين: ماذا تَرَيَان؟ قالا وهما يبكيان: عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه ووفائه بالعهد، وقالوا: نخشى أن يُقال: لقد ذهب العفو من الناس، قال عمر: الله أكبر، ودموعه تسيل على لحيته. فالوفاء بالعهد من علامات الصادقين المتَّقين، ومن صفات الأنبياء، وهو خُلق ملازم لأهل الجنة في حياتهم الدنيا؛ إذ كيف يطمع في الجنة وصحبة الأنبياء والصادقين والمتقين مَن لم يتخلَّق بهذا الخلق؟! فليت المسلمين اليوم يتخلَّقون بهذا؛ كي يفوزوا بخير الدنيا والآخرة. أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم وأتوب إليه. |
جزاك الله خيرا .....
|
اقتباس:
|
أيها الناس أوفوا بعهودكم سلمان بن يحي المالكي *** الوفاء بالعهد شرفٌ يحمله المسلم على عاتقه وهو قيمة إنسانية وأخلاقية عظمى ، بها تُدعم الثقة بين الأفراد ، وتؤكد أواصر التعاون في المجتمع ، وهو أصل الصدق وعنوان الاستقامة ، الوفاء بالعهد خصلة من خصال الأوفياء الصالحين ، ومنقبة من مناقب الدعاة المخلصين ، وهو أدب رباني حميد ، وخلق نبوي كريم ، وسلوك إسلامي نبيل ، الوفاء بالعهد من شعب الإيمان وخصاله الحميدة ، ومن أهم واجبات الدين وخصال المتقين وخلال الراغبين في فضل رب العالمين ، فمن أبرم عقداً وجب أن يحترمه ، ومن أعطى عهداً وجب أن يلتزمه ، لأنه أساس كرامة الإنسان في دنياه ، وسعادته في أخراه . الوفاء بالعهد.. 1. من صفات الله جل وعلا فهو أحق أن يُتصف به " وعد الله الذين أمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا .." [ سورة النور ] 2. من سمات أهل الإصلاح والإيمان " والموفون بعهدهم إذا عاهدوا " [ البقرة ] 3. سبيل للوصول إلى أعلى الدرجات والقرب من رب البريات " ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما "[ الفتح 4. من صفات أولي الألباب أهل العقول النيرة بكتاب الله وسنة رسول الله " إنما يتذكر أولوا الألباب * الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق " [ الرعد ] 5. من صفات الأنبياء والمرسلين " وإبراهيم الذي وفّى " [ النجم ] " واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا " [ مريم ] |
العهود التي بين الله وبين الخلق 1. العهود التي يرتبط المسلم بها درجات ، فأعلاها مكانة ، وأقدسها ذمة ، العهد الذي بين العبد والرب ، فإن الله خلق الإنسان بقدرته ، ورباه بنعمته ، وطلب منه أن يعرف هذه الحقيقة وأن يعترف بها ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم . 2. مَا أخَذَهُ الله تعالى عَلَى الْبَشَرِ بأنْ يَعْبُدُوهُ وَحْدَهُ وَلا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئَا " وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنْ الشَّاهِدِينَ " 3. إيمان الفطرة " وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى " [ الأعراف 4. نشر العلم وتبليغه وبيانه وتبيينه " وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه " [ آل عمران ] 5. التزام المسلم بدين الله واتباعه شرعه وسلوكه سنة رسوله فهو من الوفاء ، يقول بن عباس رضي الله عنه " كل ما أحل الله وما حرم وما فرض في القرآن ؛ فهو عهد " 6. " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويُقتلون وعدا عليه من الله ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم " [ التوبة ] 7. " تكفل الله لمن جاهد في سبيله ؛ لا يخرجه من بيته إلا الجهاد في سبيله ، وتصديق كلماته ؛ بأن يدخله الجنة ، أو يرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه ، مع ما نال من أجر وغنيمة " [ رواه مسلم ] |
العهود التي بين الخلق 1. قيام المسلم بما التزم به من قول أو كتابة تجاه إخوانه المسلمين " وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا " 2. توكيد اليمين وعدم نقضها " وأوفوا بعهد الله ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها " 3. عقد الزواج من العهد " إن أحق الشروط أن توفوا ما استحللتم به الفروج " [ رواه البخاري ] 4. " الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ ، يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ ، وَيُجِيرُ عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ ، يَرُدُّ مُشِدُّهُمْ عَلَى مُضْعِفِهِمْ ، وَمُتَسَرِّيهِمْ عَلَى قَاعِدِهِمْ ، لَا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ ، وَلَا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ " [ رواه أبو داود ] 5. الإحسان إلى الأبناء وتربيتهم " يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة .." ومن أهملهم لم يوفي بما عُهد إليه . 6. حفظ حقوق الجار بأن لا تستباح حرمته ، ولا ينال من عرضه ، ولا يستحل ماله " والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، قيل : من يا رسول الله ؟ قال " الذي لا يأمن جاره بوائقه " [ رواه البخاري ] 7. إيفاء المسلمين حقوقهم عامة " حق المسلم على المسلم ست : إذا لقيته فسلم عليه ، وإذا دعاك فأجبه ، وإذا استنصحك فانصح له ، وإذا عطس فحمد الله فشمته ، وإذا مرض فعده ، وإذا مات فاتبعه " [ رواه مسلم ] 8. احترام العقود والأمر بإنفاذ الشروط التي بين المسلمين " المسلمون عند شروطهم " [ رواه البخاري ] 9. أداء الدين لمستحقيه وعدم المماطلة فيه " من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه ، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله " [ رواه البخاري ] 10. التسويفِ في أداء أُجرةُ الأجراء وحقوقُ العمالِ الضعفاء " قال الله عز وجل : ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة : رجل أعطى بي ثم غدر ، ورجل باع حراً فأكل ثمنه ، ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه أجره " [ رواه البخاري ] 11. مَنْ عَاهَدَ غَيْرَهُ مِنَ الْنَّاسِ ، وَوَعَدَهُ بِهِبَةٍ أوْ صَدَقَةٍ أوْ بَذْلِ مَعُونَةٍ أوْ زِيَادَةِ أَجْرٍ أوْ مُكَافَأةٍ أوْ إنْجَازِ عَمَلٍ أوْ قَضَاءِ حَاجَةٍ أوْ أدَاءِ دَيْنٍ وَجَبَ عَلَيْهِ أنْ يَرْعَى عَهْدَهُ وَألاَّ يُخْلِفَ وَعْدَهُ " أربع مَنْ كُنَّ فيه فَهُوَ مُنَافِقٌ خالص ، ومن كانت فيه خلة منهن كان فيه خلة من نفاق حتى يدعها : : إذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإذَا وَعَدَ أخْلَفَ ، وَإذَا ائتُمِنَ خَانَ ، وإذا خاصم فجر " [ رواه أبو داود ] 12. " جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله مات أبي وأمي فهل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : نعم ، الصلاة عليهما ، والاستغفار لهما ، وإنفاذ عهدهما من بعدهما ، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما ، وإكرام صديقهما " [ رواه أبو داود ] |
مواقف تجلى فيها الوفاء بالعهد 1. روى أنس بن مالك رضي الله عنه قال " غاب عمّي أنس بن النضر عن قتال بدر ، فقال : يا رسول الله غِبْتُ عن أوّل قتال قاتلتَ فيه المشركين !! لئن الله أشهدني قتال المشركين لَيَرَيَنَّ الله ما أصنع ، فلمّا كان يوم أُحد وانكشف المسلمون ، فقال : اللهمّ إنّي أعتذر إليك ممّا صنع هؤلاء ـ يعني أصحابه ـ وأبرأ إليك ممّا صنع هؤلاء ـ يعني المشركين ـ ثمّ تقدّم ، فاستقبله سعد بن معاذ ، فقال : يا سعد بن معاذ ، الجنّة وربّ النضر إنّي أجِدُ ريحها دون أُحُد ... قال أنس : فوجدنا به بضعا وثمانين ما بين ضرية بالسيف أو طعنة بالرمح أو رمية بالسهم ، ووجدناه قد مثّل به المشركون ، فما عرفه أحد إلا أخته بشامة ببَنَانِه … [ رواه البخاري ] 2. عن عَوْفُ بنُ مَالِكٍ قال " كُنّا عِنْدَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم سَبْعَةً أَوْ ثَمَانِيَةً أَوْ تِسْعَة ً، فَقَالَ : أَلاَ تُبَايِعُونَ رَسُولَ الله ؟ وَكُنّا حَدِيثَ عَهْدٍ بِبَيْعَة ، قُلْنَا قَدْ بَايَعْنَاكَ يا رسول الله ، ثم قال : أَلاَ تُبَايِعُونَ رَسُولَ الله ؟ فقلنا : قد بايعناك يا رسول الله ، ثم قال : أَلاَ تُبَايِعُونَ رَسُولَ الله ؟ قال : فَبَسَطْنَا أَيْدِينَا وقلنا : قَدْ بَايَعْنَاكَ يا رسول الله ، فَعَلَى مَا نُبَايِعُك ؟ قال : أنْ تَعْبُدُوا الله وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً ، وَتُصَلّوا الصّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَتُطِيعُوا ـ وأَسَرّ كَلِمَةً خَفِيفَةً ـ ولاَ تَسْأَلوا النّاسَ شَيْئا ، فَلَقَدْ رأيت بعض أولئك النّفَرِ يَسْقُطُ سَوْطُهُ أحدهم ، فَمَا يَسْأَلُ أحَداً يُنَاوِلَهُ إِيّاه ُ" [ رواه مسلم ] 3. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّه عَنْهمَا قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَنْشُدُكَ عَهْدَكَ وَوَعْدَكَ اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ لَمْ تُعْبَدْ بَعْدَ الْيَوْمِ ، فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ بِيَدِهِ ، فَقَالَ : حَسْبُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَدْ أَلْحَحْتَ عَلَى رَبِّكَ وَهُوَ فِي الدِّرْعِ فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ : { سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ } [ رواه البخاري ] 4. " عن عائشة رضي الله عنها قالت : جاءت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو عندي ، فقال لها : من أنت ؟ قالت : أنا جثامة المزنية ، فقال : بل أنت حسانة المزنية ، كيف أنتم ؟ كيف حالكم ؟ كيف كنتم بعدنا ؟ قالت : بخير بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، فلما خرجت قلت : يا رسول الله تُقبل على هذه العجوز هذا الإقبال ؟ فقال : إنها كانت زمن خديجة ، وإن حسن العهد من الإيمان " [ المستدرك على الصحيحين ] 5. وفاء يزيد بن السكن في غزوة أحد قال الله صلى الله عليه وسلم " من يردهم عني وله الجنة " فتقدم يزيد بن السكن ودافع عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى سقط شهيدا ، فقال صلى الله عليه وسلم " ضعوا خده على قدمي ، ثم رفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه إلى السماء فقال : اللهم إني أشهدك أن يزيد بن السكن قد وفّى " [ رواه مسلم ] 6. يقول عبدالله بن أبي الحمساء ، بايعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث بيعة وبقيت له بقية فوعدته أن آتيه بها في مكانه ، فنسيت ثم تذكرت بعد ثلاث ، فجئت فإذا هو في مكانه فقال : يا فتى ، لقد شققت عليّ ، أنا هاهنا منذ ثلاث أنتظرك " [ رواه أبو داود ] |
وأخيرا ..
فإن الوفاء صفة أساسية في بناء المجتمع المسلم ، وقاعدة تقوم عليها حياة الفرد وبناء الجماعة ، فإذا فقد فقدت الاستقامة والثقة وضعفت الأواصر وتهاوت العلاقات ، وصدق الله " بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين " |
http://i71.servimg.com/u/f71/12/81/57/01/ouuuoo11.jpg الوفاء بالعهد شرفٌ يحمله المسلم على عاتـقه وهو قيمة إنسانية وأخلاقية عظمى ، بها تــُـدعم الـثـقـة بين الأفراد ، وتؤكـد أواصر التعاون في المجتمع ، وهو أصل الصدق وعنوان الاستـقامة .. الوفاء بالعهد خصلة من خصال الأوفياء الصالحين ، ومنقبة من مناقب الدعاة المخلصين ، وهو أدب رباني حميد ، وخلق نبوي كريم ، وسلوك إسلامي نبيل ، الوفاء بالعهد من شعب الإيمان وخصاله الحميدة ، ومن أهم واجبات الدين وخصال المتقين وخلال الراغبين في فضل رب العالمين ، فمن أبرم عـقـدًا وجب أن يحترمه ومن أعطى عهدًا وجب أن يلتزمه ، لأنه أساس كرامة الإنسان في دنياه ، وسعادته في أخراه . |
الوفاء للوطن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب مكة حبَّا كبيرًا، فهى بلده الذى ولد فيه، وفيها بيت الله الحرام، وعلى أرضها نزل الوحى لأول مرة. ولما اشتد إيذاء المشركين للرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته فى مكة، أمره الله -تعالى- بالهجرة إلى المدينة. فلما خرج صلى الله عليه وسلم من مكة نظر إليها نظرة المحب الوفى، وأخذ يودِّعها، وهو يقول: (والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أنى أُخرجت منك ما خرجت). وبعد ثمانى سنوات، كتب الله لنبيه صلى الله عليه وسلم أن يعود إلى مكة فاتحًا ومنتصرًا، بعد أن اضطر إلى الخروج منها، فدخلها النبى صلى الله عليه وسلم فرحًا مسروراً، وعفا عن أهلها برغم ما فعلوه معه. وهكذا يكون الوفاء للوطن، والمسلم يكون محبَّا لوطنه، حريصًا على مصلحته وفياً له |
نذر ووفاء كانت امرأة عمران عقيمًا لاتجلد، فدعت الله -تعالى-أن يرزقها بمولود، فاستجاب الله -عز وجل-دعاءها، فحملت. فنذرت أن تجعل هذا المولود خادماً لبيت المقدس.قالت: رب إنى نذرت لك ما فى بطنى محررًا فتقبل منى إنك أنت السميع العليم، ولم تكن امرأة عمران تعلم نوع الجنين الذى فى بطنها؛ ذكرًا كان أم أنثى فلما وضعتْها قالت رب إنى وضعْتُها أنثى والله أعلم بما وضعتْ. وبرغم ذلك، عزمت امرأة عمران على أن توفى بنذرها، فسمت المولودة مريم، وأعاذتها وذريتها بالله من الشيطان الرجيم، وفرَّغتها للعبادة وخدمة بيت الله، فتقبل الله-تعالى-مريم، وأنبتها نباتًا حسنًا، وجعلها من الصالحات القانتات العابدات، وجعلها من سيدات نساء أهل الجنة. |
وفاء عند الموت يحكى أن رجلا قابل عبد الله بن عمرو- رضى الله عنهما-وطلب منه أن يزوجه ابنته، فرد عليه عبد الله- رضى الله عنه-قائلا:إن شاء الله.وهو بذلك لم يوافق، ولم يرفض. وبعد فترة، حدث أن رقد عبدُ الله- رضى الله عنه-على فراش الموت، فقال لمن حوله:انظروا فلانًا، فإنى قد قلت له فى ابنتى قولا يشبه الوعد (أى:لم أصارحه بالموافقة أو الرفض) فما أحب أن ألقى الله بثلث النفاق، فأشهدكم أنى قد زوجته ابنتى. يقصد أن إخلاف الوعد من صفات المنافقين، فقد قال صلى الله عليه وسلم : (آية المنافق ثلاث:إذا حدث كَذَب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائْتُمِن خان). |
وفاء وإيثار فى أحد الأيام، اشتد الجوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى بكر وعمر- رضى الله عنهما-، فانطلقوا إلى بيت أبى الهيثم بن التَّيِّهان الأنصارى- رضى الله عنه-وكان رجلا غنيَّا؛ فأطعمهم طعامًا شهيَّا، فوعده النبى صلى الله عليه وسلم أن يعطيه خادمًا عندما تأتى الغنائم والسبى (الأسرى من الرجال والنساء). ومرت الأيام، وجاء ثلاثة من الأسرى للرسول صلى الله عليه وسلم ، فأعطى اثنين منهم للمسلمين؛ فاتخذوهما كخادمين، وبقى واحد. فجاءت فاطمة بنت النبى صلى الله عليه وسلم تطلب خادمًا؛ لكى يساعدها، ويخفف عنها متاعب العمل، فرفض صلى الله عليه وسلم أن يمنحه لها؛ لأنه وعد به أبا الهيثم- رضى الله عنه - من قبل. وقال: (كيف بموعدى لأبى الهيثم؟)، وآثره بالخادم على ابنته؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كان حريصًا على الوفاء بعهده ووعده. |
الزوجة الوفية فى غزوة بدر، أسر المسلمون عددًا كبيرًا من المشركين، وكان من بين هؤلاء الأسرى أبو العاص ابن الربيع زوج السيدة زينب بنت الرسول صلى الله عليه وسلم . وكان الإسلام قد فرق بين زينب- رضى الله عنها-وزوجها؛ لأنه مشرك، فلما وقع فى الأسر، خلعت عِقْدها الذى أهدته إليها أمها السيدة خديجة رضى الله عنها- عند زواجها، وأرسلته إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ لتفتدى به أبا العاص وفاء له. فلما رأى النبى صلى الله عليه وسلم العقد عرفه، وأحس بوفاء ابنته لزوجها، فاستشار أصحابه فى أن يطلق سراح أبى العاص، واستأذنهم فى إعادة العِقْد إلى زينب - رضى الله عنها-، فوافق الصحابة. فأطلق الرسول صلى الله عليه وسلم سراحه.فلما عاد أبو العاص إلى مكة أعلن إسلامه، ثم ذهب إلى المدينة، فأعاد إليه الرسول صلى الله عليه وسلم زوجته الوفية زينب- رضى الله عنها-. |
الأجير الوفى عندما وصل موسى صلى الله عليه وسلم إلى مدين بالشام، شاهد زحامًا كبيرًا من الناس على بئر يسقون منه أغنامهم.وبعيدًا عن البئر، رأى فتاتين، تنتظران حتى ينتهى الزحام فتسقيا أغنامهما، فتطوع موسى صلى الله عليه وسلم وسقى لهما. فلما عادت الفتاتان إلى المنزل، عرف أبوهما الشيخ الكبير بما فعله موسى صلى الله عليه وسلم ، فأرسل إحداهما أليه تدعوه لمقابلته؛ حتى يكافئه على ما صنع. فلما حضر موسى صلى الله عليه وسلم شكره الأب، وعرف منه قصة فراره من فرعون ومجيئه إلى مدين، فطمأنه الأب، واستضافه وأكرمه، وعرض عليه أن يزوجه إحدى ابنتيه، مقابل أن يعمل عنده ثمانية أعوام، وإن شاء أكملها عشرة. فوافق موسى صلى الله عليه وسلم ، وقضى الأعوام العشرة، فأوفى بوعده على خير وجه.وبعدها عاد بزوجته إلى مصر |
الخليفة الوفي ذات يوم، قال النبى صلى الله عليه وسلم لجابر بن عبد الله- رضى الله عنه-: (لو قد جاء مال البحرين (أى:الزكاة التى تجمع من البحرين) أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا).ومات الرسول صلى الله عليه وسلم قبل أن تصل أموال الزكاة من البحرين. فلما تولى أبو بكر الصديق- رضى الله عنه- الخلافة، وجاءت الأموال من البحرين، أمر رجلا أن ينادى:مَنْ كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد وعده بشىء فلْيأتِ. فذهب جابر- رضى الله عنه-إليه، وأخبره بوعد الرسول صلى الله عليه وسلم له أن يعطيه من مال البحرين إذا جاء (ثلاث مرات)، فأعطاه الخليفة- رضى الله عنه- كيسًا من المال.فعدها جابر- رضى الله عنه-فإذا هى خمسمائة، فأعطاه الخليفة مثلها مرتين؛ وفاءً بوعد رسول الله صلى الله عليه وسلم . http://islamroses.com/zeenah_images/12_58.gif |
جزاك الله خيراً وبارك فيكم
|
اقتباس:
|
جزاك الله خيراً
وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم |
اقتباس:
بارك الله فيك |
اللهم اجعلنى من الاوفياء الاتقياء
|
اقتباس:
بارك الله فيكِ |
الوفاء - من أروع الصفات التي منحها الله عز وجل للإنسان ، وخلق غاية في الروعة إذا نظر إليه الإنسان من ناحية الخلق الكريم . فيا ترى إذا نظر كل واحد منا إلى نفسه وجد هذه الصفة متوفرة فيه ، وهل أوفي بوعوده التي وعدها وأعطى لكل ذي حق حقه ؟ وإذا كان قد أخل ببعض وعوده نتيجة تقصير أو ظرف معين هل يستطيع الوفاءإذا سنحت له الفرصة في ذلك . والعرب اشتهروا في قديم الزمان بالوفاء للعهد ، والأمثال في الوفاءالعربي كثيرة جداً . ولكن لا ننس الزمن - فهو ما نحسب له حساب في كل شيء في الدنيا ، فالله خلق كل شيء إلى زمن حتى ينتهي ، وأيضاً الزمن قد يكون كفيل عن الانسان في علاج بعض الأمور - لأن طول الزمن يولد النسيان ، فهو علاج لبعض المواقف والمشكلات ، قد يعجز الوفاءعن علاجها . وهذه الصفة خلقها الله في الوجود حتى في بعض الحيوانات ، فلا ننس ان الكلب مشهور بالوفاء لصاحبه ، وقصص وفاء الكلب عديدة ، وكان أغربها قصة الكلب الذي خرج مع صاحبه للصيد في الغابة ، ولكن الصياد حدتث له أزمة قلبية في الغابة فمات على أثرها ، فجلس الكلب بجانب صاحبه حتى مات هو الآخر ، وكانت القصة من أروع صور الوفاء، وغيرها من القصص . والفكاهة أيضاً أخذت مكانها عن الوفاء، حيث جاءت إمرأة إلى السوق تبحث عن كلب وفي جداً ، فوجدت أحد البائعين وبيده خيط مربوط به كلب ، فقالت المرأة للبائع : أريد أوفى كلب عندك ، فقال لها البائع : هذا أوفى كلب في الدنيا ، فقالت له : كيف ذلك؟ قال لها : لقد قمت ببعيه في السوق أربع مرات ، وفي كل مرة يرجع إلى ، فهل عرفتي كيف أنه أوفى كلب في الدنيا . فيا من نسي شيء أسمه الوفاءأعلم بأن الوفاءخلق كريم ، والوفاء هو اعتراف بأن التعاون يولد الوفاء، فالكل يجب أن يتسم بهذا الخلق العظيم . وتستمر الحياة ويستمر الوفاء. شكراً جزيلاً |
الوفاء خُــلق الكـــــــــــرام بســـــم اللــه الـرحمـــن الـرحيـــم إذا قُلْت في شيء نعـم فأتمه.. .. .. فإن نعم دين على الحرِّ واجبُ وإلا فقل:لا،تسترحْ وتُرِحْ بها.. .. .. لِئلاَّ تقـول النـاسُ إنك كاذبُ إن الوفاء من الأخلاق الكريمة، والخلال الحميدة، وهوصفة من صفات النفوس الشريفة، يعظم في العيون، وتصدق فيه خطرات الظنون. وقد قيل: إن الوعد وجه، والإنجاز محاسنه، والوعد سحابة، والإنجاز مطره. إن رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم يقول: “.. ولا دين لمن لا عهد له”[رواه أحمد]. نعم لن يترقى المسلم في مراتب الإيمان إلا إذا كان وفيًّا. يقول الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ)[المائدة:1] ويقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ)[الصف:2، 3]. إن الوفاء من أعظم الصفات الإنسانية، فمن فُقِد فيه الوفاء فقد انسلخ من إنسانيته. والناس مضطرون إلى التعاون، ولا يتم تعاونهم إلا بمراعاة العهد والوفاء به، ولولا ذلك لتنافرت القلوب وارتفع التعايش. وقد عُظم حال السَّمَوْأل فيما التزم به من الوفاء بدروع امرئ القيس، مما يدل على أن الوفاء قيمة عظيمة قدَّرها عرب الجاهلية، وقد أقرَّهم الإسلام على ذلك، والعجيب أن ذلك في الناس قليل وبسبب قلته فيهم قال الله تعالى: (وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ)[الأعراف:102]. كما ضُرب به المثل في العزة فقالت العرب: هو أعز من الوفاء. أنواع الوفاء: إن للوفاء أنواعًا عديدة، فباعتبار الموفَى به هناك: الوفاء بالوعد، الوفاء بالعهد، الوفاء بالعقْد. وباعتبار الموفَى له هناك: الوفاء لله، الوفاء لرسوله صلى الله عليه وسلم، والوفاء للناس.. وسنخص بالذكر هنا الوفاء مع الناس. إن الحديث عن الوفاء مع الناس حديث ذو شجون؛ فكم من الناس وعَدَ ثم أخلف، و عاهد ثم غدر. إن رسول الله - سيد الأوفياء -صلى الله عليه وسلم، كان وفيًّا حتى مع الكفار، فحين رجع من الطائف حزينًا مهمومًا بسبب إعراض أهلها عن دعوته، وما ألحقوه به من أذىً، لم يشأ أن يدخل مكة كما غادرها، إنما فضل أن يدخل في جوار بعض رجالها، فقبل المطعم بن عدي أن يدخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة في جواره، فجمع قبيلته ولبسوا دروعهم وأخذوا سلاحهم وأعلن المطعم أن محمدًا في جواره، ودخل النبي صلى الله عليه وسلم الحرم وطاف بالكعبة، وصلى ركعتين، ثم هاجر وكون دولة في المدينة، وهزم المشركين في بدر ووقع في الأسر عدد لا بأس به من المشركين؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : “لو كان المطعم بن عدي حيًّا ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له”.[رواه البخاري]. فانظر إلى الوفاء حتى مع المشركين.. وهل تعرف أبا البحتري بن هشام؟ إنه أحد الرجال القلائل من المشركين الذين سعوا في نقض صحيفة المقاطعة الظالمة، فعرف له الرسول جميله وحفظه له، فلما كان يوم بدر قال صلى الله عليه وسلم: “ومن لقي أبا البحتري بن هشام فلا يقتله”. فهل تتذكر مَنْ أحسنوا إليك في حياتك؟ هل تتذكر إحسان والديك؟ هل تتذكر إحسان معلمك؟ إن الوفيَّ يحفظ الجميل ولا ينساه ولو بعد عشرات السنين. ثم أسألك أيها الحبيب: هل صفحت وعفوت عمن أساء إليك الآن لأنه قد أحسن إليك فيما مضى؟ أسوق إليك قصة رجل مشرك أتى لمفاوضة الرسول صلى الله عليه وسلم قبل الحديبية، إنه عروة بن مسعود الثقفي، الذي أسلم فيما بعد - رضي الله عنه - ، لقد قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إني لأرى وجوهًا وأرى أوباشًا من الناس خلقًا أن يفروا ويدَعوك، فقال له أبو بكر: امصص بظر اللات، نحن نفر عنه وندعه؟!! فقال عروة: من ذا؟ قالوا: أبو بكر، قال عروة: أما والذي نفسي بيده لولا يدٌ كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك. هل قرأت هذه القصة أو سمعتها من قبل؟ وهل استوقفك هذا الوفاء من رجل مشرك؟ وهل تأملت وبحثت عن السبب الذي منعه من الرد على الصدِّيق - رضي الله عنه - ؟ ثم أخي الحبيب هل تفي إذا وعدت؟ إذا قلتَ نعم، فأبشر بقول نبيك صلى الله عليه وسلم: “اضمنوا لي ستًا من أنفسكم أضمن لكم الجنة: اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدُّوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكُفُّوا أيديكم”.[رواه أحمد، والحاكم، وقال: حديث صحيح ولم يخرجاه،ووافقه الذهبي، وقال: فيه إرسال]. وإن كانت الأخرى فهيا من الآن طهر نفسك من هذا الآفة، فإنها من النفاق العملي، وحاشاك أن تكون كذلك، وضع نصب عينيك قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : “آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان”[رواه البخاري]. ثم هل تفي إذا عاهدت؟ إن الوفاء بالعهود من أعظم أخلاق أهل الإيمان. هل تعرف مدينة حمص؟ هل تعلم كيف دخل أهلها في دين الإسلام؟ لقد فتح المسلمون كثيرًا من بلاد الشام، ودعوا أهل حمص - وكانوا نصارى - إلى الإسلام، فأبوا وقبلوا الجزية، وفي مقابل دفعهم الجزية يلتزم المسلمون حمايتهم والدفاع عنهم، ولكن الرومان أعادوا ترتيب صفوفهم لحرب المسلمين فطُلب من الجيش الإسلامي الذي كان في حمص أن يخرج منها للانضمام إلى بقية الجيش في غيرها من بلاد الشام، لقد قام المسلمون برد الأموال التي سبق لهم قبضها من النصارى، فتعجب أهل حمص وسألوا المسلمين: لماذا رددتم لنا أموال الجزية؟ فأجابهم المسلمون بأنهم غير قادرين على حمايتهم، وهم إنما أخذوا هذه الأموال بشرط حماية هؤلاء النصارى، وطالما أنهم لا يستطيعون الوفاء بالشرط فيجب أن يردوا الأموال. هنا استشعر أهل حمص عظمة هذا الدين، وكمال وسمو أخلاق أهله، فدخلوا في دين الله، وبقيت قوات المسلمين معهم تدفع عن أهل حمص أذى الرومان. أرأيت ماذا يفعل الوفاء؟!! إن الحديث عن الوفاء يطول، ولكني خشيت أن أُمِلَّك.. جعلنا الله وإياك من الكرام الأوفياء. وميعاد الكريم عليه ديْنٌ.. .. ..فلا تزد الكريم على السلامِ يُذَكِّرُه سَـلامُك ما عليه.. .. ..و يغنيك السلامُ عن الكلامِ منقول |
كلمات في الوفاء...والخيانة !! http://www.samysoft.net/forumim/fwasel/2/fdgfdg.gif أن يطعنك أحدهم في ظهرك فهذا أمر طبيعي ولكن أن تلتفت وتجده أقرب الناس إليك فهذه هي الكارثة من المؤسف حقاً أن تبحث عن الصدق في عصر الخيانة وتبحث عن الحب في قلوب جبانة إذا كان هناك من يحبك فأنت إنسان محظوظ وإذا كان صادقاً في حبه فأنت أكثر الناس حظا أكثر الناس حقارة هو ذلك الذي يعطيك ظهره وأنت في أمس الحاجة إلى قبضة يده لا يوجد أسوأ من إنسان يسألك عن اسمك الذي طالما كان يقرنه دائماً بكلمة أحبك http://www.samysoft.net/forumim/fwasel/2/fdgfdg.gif لاشك في أنك أغبى الناس إذا كنت تبحث عن الحب في قلب يكرهك الخيانة في بعض الأحيان تكون الشعور الأجمل إذا كان الشخص المغدور يستحقها الحب الحقيقي لا ينتهي إلا بموت صاحبه والحب الكاذب يموت عندما يحيا صاحبه كل خائن يختلق لنفسه ألف عذر وعذر ليقنع نفسه بأنه فعل الصواب الحب الصادق كالقمر عندما يكون بدراً والكسوف هو نهايته عندما يلاقي غدراً |
http://www.samysoft.net/forumim/fwasel/2/fdgfdg.gif الحب كالزهرة الجميلة والوفاء هي قطرات الندى عليها والخيانة هي الحذاء البغيض الذي يدوس على الوردة فيسحقها أيها الخائن .. لو كانت كل قصة حب تنتهي بالخيانة لأصبح كل الناس مثلك الحب مشاعر جميلة وأحاسيس راقية .. الحب هو حياة القلوب الميتة إذا لم تم تكن أهلاً لقول كلمة أحبك فلا تقلها لأن الحب تضحية وصبر وتعب- لا تسألني عن الخيانة فأنا لا أعتقد أن هناك كلمات قادرة على وصفها- إذا كنت تحب بصدق فتوكل على الله ولا تفقد الأمل وإذا كنت كاذباً فارحل وتحدث عن القضاء والقدر http://www.samysoft.net/forumim/fwasel/2/fdgfdg.gif الوفاء عملة نادرة والقلوب هي المصارف وقليلة هي المصارف التي تتعامل بهذا النوع من العملات يقول القلب الصادق أنا أحبك .. إذن أنا مستعد لفعل أي شيء من أجلك أرجوكم ، أقنعوني بأي شيء إلا الخيانة لأنها تحطم القلب وتنزع الحياة من أحشاء الروح إذا كنت تحب بصدق فلا تتخاذل لأن التخاذل هو الخيانة ولكن بحروف مختلفة الحب الجميل الصادق تبقى ذكراه إلى الأبد والحب الكاذب ينتهي إلى آخر نقطة في قاع الجرح.. إذا مزقت قلبي فلا تتحدث عن الحب لأن الحب بريء من الخونة لو كان في قلبك ذرة واحدة من الحب فتأكد بأن آخر ما كنت ستفكر فيه هو الابتعاد عني |
http://www.samysoft.net/forumim/fwasel/2/fdgfdg.gif ألا تخجل من التحدث عن الحب وأنت الذي زرعت في قلبي أكثر الجروح إيلاماً..؟ إذا كنت تحبني فربما أحبك وربما لا أعبأ بك ولكن إذا كنت تكرهني فتأكد أن الكراهية لا تقتل سوى قلب صاحبها.. اعجبتني فحبيت تستفيدون منها |
هذه الصورة معبرة جدا بكل المقاييس .وان عشرة السنوات الطويلة لاتنتهي من ذاكرة الانسان بل تبقى معه إلى آخر يوم من حياته. وان السنوات الحلوة والجميلة والتي كانت بينهما لا تزال مستمرة حتى آحر لحظات حياتهما. لان العلاقة بينهما بُنيت بينها على أُسس متينة وقوية. وما تزال الدنيا بخير . و أليكم هذه القصة. يحكي أحد الأطباء النفسيين أنه حضر إلى عيادته أحد المرضى للعلاج وكان كبيرا في السن.فأخذ الطبيب يدردش مع المريض ويسأله الطبيب : هل انت متزوج؟ المريض : نعم الطبيب:زوجتك على قيد الحياة المريض: نعم ولكنها مريضه بمرض الزهايمر .وموجوده بدار المسنين ,, وأقوم بزيارتها كل يوم. تعجب الطبيب من جوابه وسأله الطبيب تزورها لماذا ؟؟ هي لاتدركي ولا تعرف من يزورها ..(وكذا هو مرض الزهايمر) أجاب المريض: هي لا تدرك ولا تعي ولكن أنا أُدرك و أعي عندها دمعت عينا الطبيب,, ونظر للمريض الرجل الكبير نظرة إحترام وتقدير و إعجااب. وقال : قمة الوفاء والتقدير للحياة الزوجية. |
|
شكرا جدااااااااعلى الموضوع
|
اقتباس:
اخى الحبيب ورزقك الخير كله |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 01:08 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.