بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   أرشيف المنتدى (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=513)
-   -   احلام الشباب .... يوميات فتاه مسلمه (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=101895)

ساره الالفي 14-08-2009 09:08 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت دمنهور (المشاركة 1501098)
انا طارق ده مش مستريحة له خلاص

انا عندي احساس انه رواية هتتخطب لجاد والله اعلم

مستنين نشوف الباقي ان شاء الله

أختي الغاليه

انا كمان مش بستريح لطارق وبحس إنه مش إتغير عشان يرضي ربنا هو إتغير عشان حاجه تانيه هو عايز يوصلها

والله أعلم إحساسك صح ولا غلط من ناحيه موضوع راويه وجاد " ربنا يكرمهم "

تعالي نكمل بقية الأحداث :av4056bb7jp3:

ساره الالفي 14-08-2009 09:19 PM


الحلقة الثانية عشر


ـــــــــ*×*ـــ((1))ـــ*×*ـــــــــ



تربعت على السرير و قد احتضنت الكتاب الضخم في محاولة عابثة للتركيز على الدرس و الاستعداد لامتحان الغد الذي لم ينل مني نصيبا يذكر من المراجعة... لكن ذهني كان يذهب بعيدا في كل مرة... يسرح في المشاكل التي صارت تؤرقني مؤخرا...

وقعت عيناي على سارة التي كانت تجلس إلى حاسوبي منسجمة في لعبتها الجديدة. لم أتحدث معها كثيرا منذ مساء الأمس بعد أن انصرفت خالتي هيام و أبناؤه. ادعيت أنني أعاني من أوجاع في رأسي و أغلقت الغرفة على نفسي...

فجأة خطرت ببالي فكرة... فقلت بصوت منخفض قليلا، أردته أن يصل إلى مسامع سارة، و أنا أتنهد بعمق :
ـ آه... كم اشتقت إليك يا حسام...

ابتسمت و أنا ألاحظ أصابع سارة التي توقفت عن الضغط على أزرار لوحة المفاتيح دون أن تلتفت إلي... لكنني كنت متيقنة من أنها سمعتني.
عدت إلى كتابي من جديد و تظاهرت بالتركيز الشديد... لم أرفع رأسي إلا حين بادرتني سارة بقولها و هي تدير إلي كرسيها :
ـ مرام... هل سافر حسام إلى كندا؟

هززت رأسي في عنف نافية و أنا أقول :
ـ يسافر؟ لا يمكنه أن يسافر و يتركني! لقد جعلته يعدل عن قراره... و إن شاء الله سيتقدم لي ثانية عند نهاية السنة الدراسية... و هاته المرة ستكون خطبة رسمية حتى لا يبقى لأحد شك في جدية علاقتنا...

رمقتني سارة بنظرة فاحصة... لكنني ابتسمت و أنا أستطرد مداعبة :
ـ و إن شاء الله نفرح بك قريبا أنت أيضا!

ابتسمت سارة بدورها و أطرقت في خجل, فواصلت و أنا أتظاهر بالتفكير العميق، و أنا أعلم يقينا أن كل كلمة نقولها ستصل إلى طارق إن عاجلا أم آجلا :
ـ أليست حنان مناسبة لطارق؟ ما رأيك؟ يبدو أنها معجبة به... كما أن عمتي تروقها الفكرة كثيرا...

قاطعتني سارة في حدة :
ـ ما الذي تقولينه؟ حنان؟! أبدا!! لن أسمح لها بالزواج من أخي...

نظرت إليها في استغراب و قلت :
ـ و لم كل هذا التحامل على حنان؟ إنها ابنة خالتك... كما أنك لم تريها منذ زمن طويل... فمتى نشأت هاته العداوة بينكما؟! فقد لاحظت أنكما كنتما تتبادلان نظرات حادة مساء البارحة...

أطرقت سارة في تردد... ثم رفعت رأسها بعد صمت قصير :
ـ أكرهها... و لا أريدها أن تتزوج طارق!

اقتربت منها و قلت في هدوء :
ـ و لكن لمَ تكرهينها؟ ما الذي حصل بينكما؟!

هزت سارة كتفيها في لامبالاة :
ـ لم يحصل بيننا شيء... فأنا رأيتها للمرة الأولى منذ 5 سنوات، مساء البارحة...

ازداد استغرابي و أنا أتطلع إلى سارة التي تبدلت ملامحها و هي تقول :
ـ لكن طارق حدثني عن أفعالها...

ـ طارق؟!

ـ نعم، حين زارهم في رحلته السابقة... كانت تصرفاتها سيئة... بل فظيعة!

لم يبد علي أنني استوعبت أو فهمت الكثير مما تشير إليها، فصرخت سارة في انفعال و قد تعبت من بلادة ذهني الغريبة :
ـ كانت تحاول إغراءه و التقرب إليه!

حدقت فيها في عدم تصديق... فنهرتني في عنف :
ـ لا تنظري إلي هكذا ! أنت تعلمين أن جدي رحمه الله كان يقول دائما حين كنا أطفالا بأن سناء لأيمن و حنان لطارق... و أنه خصص جزءا من الميراث لأربعتهم إن هم ارتبطوا... لكن أيمن لم يكن يريد سناء... و الحقيقة أنهما ليسا من الصنف نفسه... و قد حصل الخلاف بين أمي و أخوالي حول الميراث منذ زمن... و لازالت الخلافات تطفو على السطح في كل مناسبة... و هو ما سبب شبه القطيعة بين خالتي هيام و أخوالي الذكور... حين طالبت بنصيب أيمن في الميراث، في حين رأى خالي مراد بأن يقسم بين الإخوة بالعدل بما أن أيمن و سناء لا يعتزمان الارتباط... و ها قد تزوجت سناء مايكل و انتهى الأمر... أمي لم تطالب بنصيب سناء و لا طارق، لأنها لم تكن مهتمة بالميراث أصلا... و هاهي خالتي هيام تثير الموضوع من جديد... و تحرض أمي على تزويج حنان من طارق... لكن حنان مستعدة لفعل أي شيء من أجل الميراث... حتى أنها حاولت إغراءه بأساليبها القذرة...

كنت أنظر إلى سارة التي تلهث من فرط الانفعال و قد اتسعت عيناي دهشة :
ـ حنان؟! مستحيل!

هزت سارة رأسها و هي تردد :
ـ بلى... بلى... صدقي يا عزيزتي... فهي شخص طماع، لا تحكمها أخلاق و لا مبادئ... كل همها المال و الجاه و الثراء... ألا ترين كيف تتبرج و تتزين؟!

ـ هل من المعقول أن يحدث الميراث كل هاته البلبلة بين الإخوة و أبناء العم؟

ثم أضفت ضاحكة :
ـ كان يجب أن نحتج أنا و أنت لأن جدي لم يذكرنا في وصيته! لكن الحمد لله أنه لم يربطني بأحد من العائلة... لا أتمنى أن أكون في موقف سناء و لا حنان ! الأولى تجد نفسها غير مرغوب فيها... و الثانية تطارد الميراث بكل إصرار!!!


وقفت فجأة و قد خطرت ببالي فكرة ما و خرجت من الغرفة و عيون سارة تتبعني في استغراب. بحثت عن أمي في أرجاء المنزل، ثم وجدتها أخيرا في المطبخ... تطهو حساءها المميز...

دفعت الباب في هدوء و استنشقت الرائحة الذكية التي تنبعث من آنية الحساء و هتفت :
ـ الله... سلمت يداك يا أمي الحبيبة...

ثم اقتربت منها و عانقتها في حنان. ربتت على ظهري و ابتسامة حانية على شفتيها. ثم نظرت إلي نظرة فاحصة و قالت :
ـ ما الذي جعلك تتركين دراستك؟ هل أنهيت المراجعة؟

هززت رأسي في نفي و قلت في ضجر :
ـ المراجعة لا تنتهي مهما قضيت فيها من الوقت... لذا يجب أن أروح عن نفسي بين الفينة و الأخرى ((فإن القلوب إن هي كلت عميت)) و أنا لا أريد لقلبي أن يصيبه العمى... و لا حتى قصر نظر!

ضحكنا معا للدعابة... ثم سكتت لبرهة قبل أن أستطرد في اهتمام :
ـ أمي... ماهي قيمة الميراث الذي أوصى به جدي لحنان و طارق؟
تطلعت إلي أمي و قد اتسعت ابتسامتها :
ـ هل يشغل بالك هذا الموضوع؟ هيام و سهام لم تتحدثا إلا عن هذا مساء البارحة!

ثم اقتربت من الطاولة التي أجلس إليها و هي تقول :
ـ جدك يا حبيبتي خصص لأيمن و سناء منزل المزرعة بكل محتوياته... و خصص لطارق و سناء الإسطبل و الزرائب... وقيمتها لا تقل كثيرا عن قيمة المنزل...

اتسعت عيناي دهشة :
ـ المنزل و الإسطبل! ليس بالشيء الهين فعلا! و لكن لماذا لم يخصص نصيبا لبقية أحفاده أيضا؟

جذبت أمي الكرسي المجاور و جلست و هي تقول :
ـ جدك كانت له دوافعه... فأنت تعلمين أن النصيب الشرعي لبناته هيام و سهام هو نصف نصيب أبنائه من الذكور... لكن البنات و هبنه الأحفاد قبل الأولاد، فأحب أيمن و سناء و طارق و حنان كثيرا... لأنهم ملؤوا عليه البيت في وحدته حين تقدم في السن... ففكر حينها بأن يضمن مستقبلهم و ييسر لهم الزواج لوعيه بارتفاع الأسعار و صعوبة الزواج للأجيال القادمة...

قلبت شفتي في حيرة و أنا أقول :
ـ تفكير جميل ... و لكن إن كان يريد مساعدتهم فلم يضع شروطا؟ ألم يفكر بأنهم قد لا يتوافقون في الطباع و الميولات و قد لا يرغب أحدهم في الآخر؟ و الدليل هو زواج سناء من أمريكي... و خطبة طارق لراوية... يعني لا أمل!

قاطعتني أمي قائلة :
ـ لكن رغبته في مساعدتهم كانت مرتبطة برغبته في لم شمل الأسرة من ناحية... و عدم تقسيم الميراث و ضياعه من جهة أخرى... فوضع شرطا لهبته أن يرتبط أبناء الخالات ببعضهم لبعض! و الآن الجدال لا ينتهي حول كيفية التصرف في المنزل لأن ارتباط سناء بأيمن لم يعد واردا

تنهدت في حزن و أنا أهمس :
ـ مشاكل جديدة... نحن في غنى تام عنها...





ساره الالفي 14-08-2009 09:36 PM


ـــــــــ*×*ـــ((2))ـــ*×*ـــــــــ



فتحت عيني بصعوبة و أنا أسمع صوتا مألوفا لدي يتردد في أذني... يبدو أنني قد غفوت فوق الكتاب! فركت عيني في تكاسل في حين لم ينقطع الصوت الحاد... ما هذا؟ تلفتت حولي و أنا لم أتخلص بعد تماما من آثار النوم... نظرت صوب المكتب... سارة لم تعد جالسة عند الحاسوب... الصوت لا يتوقف... إنه رنين هاتفي الجوال! أين هو؟ أين اختفى؟ قلبت الوسادة باحثة تحتها، ثم أبعد المرجع عن ركبتي... أوه... يبدو أنه هناك عند المكتب... وقفت بصعوبة... آه وجدته أخيرا!

ضغطت على زر الإجابة قبل أن أتأكد من المتصل و قلت بصوت مبحوح :
ـ السلام عليكم...

جاءني صوت راوية صارخا من الطرف الآخر :
ـ مرام! أين كنت؟! اتصلت بك عدة مرات و أنت لا تردين! هل كل شيء على ما يرام؟ وماذا به صوتك؟ هل أنت مريضة؟

تنحنحت لأطرد البحة عن صوتي وقلت مبتسمة :
ـ كنت نائمة فقط... لكن يبدو أن نومي كان ثقيلا جدا...

سارعت راوية تقول :
ـ الحمد لله... كنت أريدك في أمر هاااام...

عقدت حاجبي في اهتمام و قلت :
ـ خيرا

ـ أريدك أن تكوني معي مساء الغد!

قلت متسائلة :
ـ لم؟ ما الأمر؟

بدا نفاد الصبر في لهجة راوية و هي تهتف :
ـ مرااام... هل فقدت الذاكرة؟ ألست أنت من أخبرني بأن طارق سيأتي للقاء والدي؟!

ـ نعم، نعم... طبعا... آسفة... فقد استيقظت للتو و لم أسترجع كامل قدراتي على التركيز... حسن، سأحاول...

صرخت راوية في استنكار هاته المرة :
ـ تحاولين؟!!!! و هل قلت لك بأنني سأحاول حين طلبت مني أن أكون إلى جانبك حين قدوم حسام؟ هنت عليك يا مرام!!! طيــــــــــــــــــب...

ابتسمت للهجة راوية المهددة التي تمثل الانكسار و الحزن و قلت :
ـ ألا يكفي أن الخاطب هو ابن عمتي؟ أم تريدين أن تجمعي العائلة عندك؟!

و الحقيقة أنني لم أكن متحمسة جدا... خاصة بعد الأحداث الأخيرة في بيتنا... و مواقف طارق المتناقضة... حتى أنني ظنته سيعدل عن خطبته لراوية في آخر لحظة.

تنهدت أخيرا و أنا أستمع إلى سيمفونية إلحاح و إصرار من طرف راوية و قلت أخيرا :
ـ طيب... أكون عندك غدا على الساعة الخامسة... أليس الموعد على السادسة؟

تنهدت راوية في ارتياح و هي تقول :
ـ جميل... و لكن هنالك أمر آخر...

ـ خيرا إن شاء الله...

ـ جاد...

ارتميت على السرير إلى جانبي و قلت في دهشة :
ـ ما به؟

تغير صوت راوية و هي تقول :
ـ لقد اتصل...

حاولت أن تظهر اللامبالاة في صوتي و أنا أتساءل :
ـ و ماذا يريد؟

ـ يريد لقاء والدي!

قلت في انتباه و تركيز شديدين محاولة سبر أغوار حبيبتي راوية :
ـ و بم أجبته؟

تنهدت راوية و قد بدا الانفعال في صوتها :
ـ طبعا رفضت... فموعد طارق قد تحدد و انتهى الأمر...

ـ و كيف كانت ردة فعله؟

سكتت راوية للحظات ثم قالت في تردد كأنها في شك مما ستقوله :
ـ غريب... لقد بدا هادئا... لم يلح و لم يسألني لماذا!

انتقلت الدهشة إلي... نعم غريب، فهو جاء إلى البلد خصيصا للقاء راوية و إقناعها بالارتباط... فهل غير رأيه بسهولة؟ هل استسلم هكذا دون محاولة جادة؟

ظلت تلك الأفكار تحوم في رأسي إضافة إلى مشكلة الميراث طوال المساء...
ما الذي يخفيه الغد يا ترى؟


جهزت نفسي بسرعة... فقد نسيت نفسي و انغمست في المراجعة... لدي امتحانات هامة الأسبوع المقبل و طارق لم يختر إلا هذا الأسبوع ليقرر التقدم لراوية! الله أعلم بحال راوية الآن... أشك في أنها وجدت ذرة من التركيز لتراجع لامتحان بعد غد... مسكينة يا راوية!
وقفت عن الباب مستعدة للخروج و هتفت :
ـ أمي... أنا ذاهبة إلى منزل راوية... هل تريدين شيئا من البقالة في طريق عودتي؟

جاءني صوت أمي من الغرفة الداخلية :
ـ سلامتك يا حبيبتي... بلغي سلامي إلى راوية و والدتها...

ـ طيب... السلام عليكم...


وصلت إلى الشارع الذي يقع فيه منزل راوية... و فجأة تذكرت أن منزل حسام يقع في نفس الشارع... و لكنني بطبيعة الحال لا أعرف أيها هو! لأنني منعت نفسي من زيارة راوية منذ اتفقت مع حسام على قطع اتصالنا!

وصلت إلى منزل راوية فقرعت الجرس... ثم تلفتت حولي في محاولة أخيرة لتمييز منزل حسام... فجأة توقف بصري عند أحد المنازل على الجهة الأخرى من الشارع... لم يكن في المنزل شيء ملفت للنظر يدعوني إلى الاعتقاد بأنه المنزل المقصود... لكنني لمحت شخصا أعرفه يقف أمام الباب، و يقرع الجرس... شخص لم يكن سوى سهير زميلة حسام في الدراسة، و صديقة دالية منذ زمن! للحظات أحسست بحرارتي ترتفع و قد تركزت عيناي على تلك الفتاة التي انتابتني نحوها مشاعر غريبة لم أعرفها من قبل... مشاعر يطلق عليها البعض اسم... الغيرة!

انتبهت على صوت والدة راوية التي فتحت الباب و هي تدعوني إلى الدخول فابتسمت في ارتباك و همهمت بكلمات غير مفهومة و تبعتها إلى الداخل...

سارعت راوية إلى لتعانقني، ثم أخذت بيدي و دخلنا غرفتها لنسترسل في أحاديثنا التي لا تنتهي... مرت الدقائق سريعة، و فجأة سمعنا رنين جرس الباب يرتفع... تطلعت إلى ساعتي في دهشة و أنا أقول :
ـ إنها الخامسة و النصف... هل جاء طارق متقدما على موعده؟

في تلك اللحظة دخلت علينا منال، أخت راوية الصغرى و التي لم تتجاوز العاشرة من عمرها و هي تهتف في فرح :
ـ جاء العريس... جاء العريس...

جذبتها راوية في سرعة و أغلقت فمها بكفها حتى تهدأ ثم سألتها في لهفة :
ـ كيف وجدت العريس؟ هل يبدو وسيما؟

ضحكت منال في براءة و هي تقول :
ـ إنه طويل القامة... و جميل... و قد ابتسم لي و مسح على شعري... كما أحضر معه هدايا...

ابتسمت راوية في سعادة و هي تهمس لمنال :
ـ هيا عودي إلى هناك و أخبريني عما يقال في الصالة أولا بأول...

هزت منال رأسها موافقة و نطت خارج الغرفة فورا...

نظرت إليها في دهشة و قلت متضاحكة :
ـ طارق طويل؟ لم ألاحظ أن طوله يجلب الانتباه!

ابتسمت راوية قائلة :
ـ لكنه بالطبع سيبدو طويلا بالنسبة إلى منال!

كان التوتر باديا على راوية... ابتسمت و أنا أتذكر نفسي يوم لقاء حسام مع والدي... نعم من حقها أن تتوتر... جلست إليها محاولة تخفيف حدة توترها بتبادل الأحاديث المختلفة... ثم فجأة ظهرت أمامنا منال ضاحكة و هي تقول :
ـ أبي يبدو معجبا جدا بالعريس... و هو يسأله عن مشاريعه في المستقبل... لكن لهجته غريبة نوعا ما...

نظرت إلي راوية في تساؤل، فقلت :
ـ ربما تأثرت لهجة طارق بطول إقامته في أمريكا... لكنني وجدت أن التغيير بسيط و لا يثير الانتباه... يبدو أن منال دقيقة الملاحظة!

سارعت منال بالتوضيح :
ـ لست أنا من لاحظ ذلك، لكن أبي سأله... فقال بأنه قضى فترة طويلة نسبيا في البلد و هو يحاول أن يجيد اللهجة كما يجب...

قاطعتها راوية في تشكك :
ـ تقصدين فترة طويلة في أمريكا!

عقدت منال حاجبيها في تشكك قبل أن تقول في تسليم :
ـ ربما... لست أذكر!

ثم قفزت من جديد لتختفي من أمامنا...

عادت بعد لحظات و هي تقول :
ـ العريس يقول بأنه يريد إقامة عيادة خاصة للاستقرار هنا، بعد أن ينتهي من دراسة التخصص...

التفتت راوية إلي محاولة ترجمة كلمات منال :
ـ ربما يقصد بأنه يريد أن يقيم عيادة لي بعد أن أنهي تخصصي! رائع يا مرام رائع!

قاطعتها منال في استغراب :
ـ لكنه قال بأنه هو من سيشرف على العيادة!

نظرت إليها راوية في تشكك و قالت :
ـ أنت لا تجيدين نقل جملة واحدة صحيحة! طارق لم يدرس الطب حتى تكون له عيادة! بل تخصصه هو التجارة!

تطلعت إليها منال في لامبالاة و هي تقول :
ـ لكنه يبدو مناسبا كطبيب!

ثم ركضت إلى الخارج من جديد...

اقتربت مني راوية و هي تقول :
ـ ما رأيك في أن نلقي نظرة... أريد أن أرى كيف يبدو!

ابتسمت و أنا أقول :
ـ و لكننا سنجلب الانتباه... كيف يمكننا الاقتراب من الصالة دون أن يشعروا بنا؟

جذبتني راوية من ذراعي و هي تقول :
ـ هناك ركن في المطبخ يمكننا من خلاله رؤيتهم دون أن يحسوا بنا أو يرونا... تعالي...

جذبتني من ذراعي و تقدمنا نحو المطبخ... في تلك اللحظة رن جرس الباب من جديد. اقتربت راوية من النافذة و هي تتمتم :
ـ من تراه يأتي الآن؟

فتحت والدة راوية الباب... و فجأة ظهر شخص أمامنا و هو يقول في اعتذار :
ـ آسف يا خالة لأنني تأخرت عن الموعد... لقد تعطلت السيارة في الطريق و اضطررت إلى أخذها إلى مستودع التصليح قبل أن أستقل سيارة أجرة و آتي إلى هنا...

كانت الدهشة بادية في عيوننا جميعا... أنا و راوية و والدتها في حين وقف طارق و قد بدا عليه الارتباك أمام الباب المفتوح... مستغربا من الاستقبال الجاف الذي لقيته به والدة راوية...

لكن السؤال الذي كان يتردد في أذهاننا جميعا في تلك اللحظة : من يكون الشاب الذي وصل قبل ساعة و يجلس إلى والد راوية في الصالة؟

اقتربت راوية من ركنها الخفي في المطبخ، و مدت عنقها متطلعة إلى الصالة، ثم شهقت شهقة كتمتها بكفها في سرعة و همست لي و قد اتسعت عيناها دهشة :
ـ جـــــــــــاد!!!

ساره الالفي 14-08-2009 09:39 PM


ـــــــــ*×*ـــ((3))ـــ*×*ـــــــــ




كنت أقف إلى جانب راوية و قد اشرئب عنقي لأنظر إلى ما يحصل على بعد أمتار منا، عند مدخل الصالة، حيث كان يجلس والد راوية مع جاد، ثم انضم إليهما والدتها و طارق الذي وصل للتو... كان الجميع يتبادلون نظرات متسائلة... لكن الأكيد هو أن الذهول كان قد سيطر على الجميع... إلى أن بادر والد راوية إلى الشابين الواقفين قبالته و سألهما :
ـ من منكما ابن عمة مرام، صديقة راوية؟

هنا تكلم طارق بكل ثقة :
ـ أنا يا عمي!

عندئذ التفت والد راوية إلى الشاب الذي ظل يحاوره لأكثر من ساعة و قال :
ـ و أنت... من تكون يا بني؟

ابتسم جاد و قال :
ـ ظننت أنني حدثتك عن كل شيء يخصني يا عمي!

بدا الحرج على والد راوية و هو يقول متداركا :
ـ نعم... لم أقصد ذلك يا بني... لكن كيف جئت إلى هنا... و كيف تعرف راوية؟ و هل هي على علم بقدومك اليوم لتطلب يدها؟

اتسعت ابتسامة جاد و هو يجيب :
ـ كنت أنتظر أن تطرح علي ذاك السؤال منذ البداية... لأن الآنسة راوية لا تعلم بقدومي اليوم... و لذلك استغربت حفاوة ترحيبكم بي، فقد بدا أنكم على علم مسبق!

قاطعه طارق في حدة :
ـ كانوا على علم بقدومي أنا... لكن سيارتي تعطلت في الطريق مما تسبب في تأخيري ساعة كاملة عن الموعد!

ثم التفت إلى والد راوية و هو يقول في ود :
ـ أنا آسف حقا يا عمي... أعتذر ثانية عن التأخير، فما حصل كان خارجا عن طاقتي...

هز الوالد رأسه متفهما و عاد إلى جاد قائلا :
ـ أكمل يا بني...

نظر جاد مبتسما إلى طارق كأنه يأخذ إذنه لمواصلة حديثه بعد أن قاطعه هذا الأخير... فاحمر وجه طارقا حرجا!
ـ في الحقيقة، يا عمي... أنا لست من بلدكم، لكنني أقمت هنا لعدة سنوات من أجل الدراسة... و حين جئت إلى هنا كنت مسيحيا...

توقف للحظات ليلمح علامات الدهشة في عيون المحدقين به التي اتسعت عن آخرها... ثم استطرد قائلا :
ـ لكنني أسلمت و الحمد لله... و الفضل يعود لله، ثم للآنسة راوية...

هنا تكلمت والدة راوية و هي تعقد حاجبيها و مركزة نظراتها على جاد :
ـ نعم... تذكرت! إذن أنت هو!

التفت إليها زوجها و هو يقول في استغراب متزايد :
ـ هو من؟

ـ لقد فاتح راوية في الموضوع منذ بضعة شهور... فحدثتني بالأمر... لكنني...

ألقت نظرة جانبية على جاد و هي تواصل :
ـ لكنني رأيت أنه لا فائدة من مفاتحتك في الأمر... لأنني وجدت المسألة شديدة التعقيد...

بدت علامات السعادة في عيني جاد و صوته و هو يقول في عتاب :
ـ سامحك الله يا خالة... لم ترينها بمثل هذا التعقيد؟

نظرت إلى راوية التي كانت تقف ملتصقة بي، نظرا لضيق المكان، فرأيت وجنتيها قد احمرتا... نعم، ها قد تأكد جاد أخيرا بأنه لم ترفضه لأنها لا تريده، بل لأن والدتها كانت تجد المسألة معقدة! و راوية المسكينة لم تستطع إخباره بالحقيقة...
ابتسمت و أنا و أقرص وجنتها مداعبة لتحمر أكثر و أكثر...

هنا تعالى صوت طارق و هو يقول في حزم :
ـ أنا آسف يا أستاذ... و لكنني هنا بعلم راوية و موافقتها... و بما أن طلبك قد تم رفضه منذ عدة أشهر، فأظن من حق راوية أن ترتبط بمن أعطته موافقتها، و ظروفه مناسبة و مرضية لعائلتها!

قاطعه جاد في انفعال :
ـ أنا واثق من أن الآنسة راوية إن أعطيت حرية الاختيار فإنها كانت ستوافق علي حتما... لكن ظروفي بدت معقدة نوعا ما بالنسبة إلى والدتها... و أنا مستعد لمناقشة ما يريدون، و ليس من المستعصي أن نصل إلى اتفاق!

وقف طارق و قد اشتعل وجهه :
ـ عن أي اتفاق تتحدث؟! يبدو أنك لم تفهم الوضع جيدا! حكايتك مع راوية انتهت قبل أن تبدأ... لأنها بصدد الارتباط بشخص آخر! لذا أرجوك قف جانبا و لا تثر أعصابي أكثر من هذا!

تذكرت فجأة مشهد طارق و هو يمسك بالشاب الذي حاول الاعتداء على راوية في المنتزه بعد أن كال إليه عددا من اللكمات... هل تراه يدخل في عراك مع جاد؟! صحيح أن جاد أطول قائمة من طارق، لكن طارق أكثر امتلاءا و قبضته قوية!

وقف والد راوية و ربت على كتف طارق مهدئا و هو يقول :
ـ على رسلك يا بني... سنحل كل شيء بهدوء و روية... اجلس أرجوك...

التفت إليه طارق و هو يهتف :
ـ ألا ترى يا عمي أي موقف وضعت فيه؟ أصل متأخرا بساعة واحدة... لسبب خارج عن نطاقي... فأجد من يريد أن يأخذ مني الفتاة التي أريد خطبتها! لو كنت أعلم، لكنت تركت السيارة في عرض الطريق و جئت ركضا!

تبادل والد راوية و والدتها نظرة طويلة و قد انتابتهما الحيرة و القلق. لكن جاد قطع حبل الصمت قائلا :
ـ أنا آسف حقا بسبب البلبلة التي حصلت... فلم أكن أعلم أن الآنسة راوية كانت على وشك الارتباط بشخص آخر... و إلا لما كنت تدخلت و أفسدت الخطبة...

تألقت عينا طارق بنظرة الانتصار... لكن جاد واصل حديثه في جدية :
ـ لكنني أحس بأن ما حصل كان مقدرا، و أن لله حكمة في ذلك! فوصولي قبل الأستاذ طارق، و العطل الذي أصاب سيارته و هو في طريق إلى هنا... كلها علامات تؤكد بأن لله حكمة ما...

وقف طارق من جديد و قد تحولت نظرته إلى الغضب :
ـ ما الذي تقصده؟

نظر إليه جاد مباشرة و في عينيه نظرة رزينة هادئة :
ـ لا أقصد شيئا... و لكن وصولي قبلك، يعني أنه من حق الآنسة راوية و عائلتها إعادة النظر في طلبي... و من حقهم اختيار الأفضل لابنتهم!

جلس طارق أخيرا و هو يشد على أسنانه في حنق ظاهر، لكن والد راوية تكلم أخيرا ليقول :
ـ أظن أنك على حق يا بني... يجب أن نعيد النظر في الموضوع... سأتحدث إلى راوية أولا... ثم أوافيكم بقراري المبدئي...

بدت علامات الاعتراض على وجه طارق و هو يقول :
ـ و لكن... و لكن يا عمي...

ربت والد راوية على كتفه من جديد قائلا :
ـ لا تقلق يا بني... أنت تؤمن بالقضاء و القدر، أليس كذلك؟ إذن لا داعي للقلق!

انصرف الشابان الواحد تلو الآخر و هما يتبادلان نظرات لا توحي بحسن العلاقة بينهما! تسللنا من مخبئنا أنا و راوية، لنعود إلى غرفتها و نحن نلهث من شدة الانفعال... و فجأة تملكت راوية نوبة ضحك هستيري... لم تستطع التوقف عنها حتى و أنا أهددها بإفراغ كأس ماء فوق رأسها... ثم تمالكت أنفاسها أخيرا و هدأت قليلا... ثم... احمرت عيناها، منذرة بقرب تهاطل الدموع!

افتربت منها و احتضنتها في قلق :
ـ راوية حبيبتي... ما بك؟ هل جننت؟ تمالكي نفسك أرجوك!

تسللت الدموع من عينيها و هي تقول :
ـ مرام... لا يمكنني أن أرفض طارق هكذا... ما ذنبه! كما أنني لا أدري إن كان والدي سيوافق على جاد حين يحيط علما بحقيقة ظروفه كاملة! أخاف أن أخسر الاثنين في لحظات!

ابتسمت و أنا أهمس في رفق :
ـ توكلي على الله يا أخية... توكلي على الله... أرأيت ثقة جاد و ثباته؟ أنا مؤمنة معه بأن لله حكمة ما في كل ما حصل! من كان يصدق أن كل شيء ينقلب رأسا على عقب في اللحظات الأخيرة؟!

رفعت رأسها إليها متسائلة في حذر:
ـ يعني أنك لن تستائي مني إن رفضت طارق؟

هتفت بسرعة مطمئنة :
ـ بالعكس!

ثم بدا لي أنني بالغت في حماسي بعض الشيء فأردفت :
ـ المهم هو أن اختيارك مبنيا على اقتناع و ارتياح نفسي... لا تدعي لأية ظغوطات خارجية المجال لتؤثر على قرارك...

ابتسمت راوية و هزت رأسها مؤيدة...
في تلك اللحظة، تناهى إلى أسماعنا طرق خفيف على الباب ثم دخلت والدة راوية و وجهها خال من التعابير تقريبا! ثم نظرت إلى راوية مؤنبة :
ـ أرجو أن لا يكون الضيوف قد تفطنوا إلى اختبائك قرب باب المطبخ للتصنت إلى ما يقال في الصالة! ليس من طباع البنت المحترمة أن تتصرف بطريقة غير لائقة و خاصة في حضور الخاطبين... فكأنها متلهفة على الزواج!

ثم خرجت من فورها بعد أن ألقت نظرة حادة على راوية و صفعت الباب بقوة، كأن الصفعة كانت على وجوهنا...
أما راوية فقد أجهشت بالبكاء...

ساره الالفي 14-08-2009 09:45 PM

ـــــــــ*×*ـــ((4))ـــ*×*ـــــــــ



كان يوميا غير عادي بالنسبة إلي بكل المقاييس... يوم أحسست فيه بأن الأرض تدور بسرعة، لتعيدنا إلى نقطة ظننا أننا تجاوزناها منذ فترة... أو أن الأرض بالفعل توقفت عن الدوران... فهذا اليوم ذكرني بأيام سابقة عشتها... و أنا أشعر الآن بأنني أعيشها من جديد...

صباح اليوم وجدت راوية تنتظرني في لهفة واضحة أمام الكلية بعد أن اتصلت بي قبل أن أخرج من المنزل لتستعجلني... لأنها على حد قولها تحمل لي أخبارا جديدة... و بطبيعة الحال، توقعت أن تكون تلك الأخبار متعلقة بقرار والديها بخصوص الخاطبين الذين تقدما إليها مؤخرا بطريقة مميزة و غير متوقعة البتة...

ما إن لمحتني أقترب من باب الكلية حتى ركضت إلي و ابتسامة هادئة رزينة تعلو شفتيها... بادلتها الابتسامة و أنا أبادرها بالسلام، ثم قلت في مرح :
ـ تبدين سعيدة اليوم! ما الجديد؟

أحسست بابتسامتها تنقبض رغم أنها كانت لا تزال مرتسمة على شفتيها... بل أنها اتسعت و هي تقول :
ـ نعم يا مرام... لقد وافقت... على طارق!

لم أستطع منع نفسي من التحديق فيها بعينين متسعتين من الذهول و الدهشة و العجب و الاستنكار... فبعد تلك الأمسية، جزمت بما ليس فيه داع للشك بأن راوية لا تزال تحب جاد و هو أيضا يبادلها مشاعر عميقة كان معها قادرا على مواجهة كل العالم من أجلها... و الآن، هاهي تخبرني بكل هدوء بأنها فضلت عليه طارق، ابن عمتي!

وجدتني أهتف لا إراديا :
ـ لمـــــــــــــاذا؟!!!

رفعت راوية إلي عينيها الباسمتين في هدوء ليس له مثيل... ذاك الهدوء الذي نلمحه في عيون عرائس الشمع التي لا تحمل ملامحها أية مشاعر... ثم قالت في صوت واثق و حازم :
ـ إنه قراري يا مرام... اخترت طارق، لأنه الأنسب إلي!

أحست أن كلماتها لم تطفئ نظراتي المليئة بالفزع و اللوم و العتاب، فأردفت بسرعة قائلة :
ـ مرام... لقد فكرت مليا، و استشرت والدي، و فكرنا معا و وجدت أنه الخيار الأمثل... ألا توافقينني الرأي؟

ثم أضافت بمرح ثقيل على قلبي :
ـ ثم نحن سنصبح عائلة واحدة... بعد أن أتزوج ابن عمتك!

ابتسمت ابتسامة حزينة، لم أظن أنني سأقابل بها يوما خبر خطبة صديقتي الحبيبة راوية. لكنني كنت أحس بألم كبير، تجاه راوية و جاد... و طارق أيضا...

انتبهت إلى صوت راوية و هي تقول و نفس الابتسامة الغريبة تعلو شفتيها :
ـ هلا أبلغت طارق و أهله بأن عائلتي قد وافقت على إتمام الخطبة... و نحن في انتظار زيارة رسمية منهم قريبا...

هززت رأسي علامة الموافقة، ثم توجهنا معا إلى قاعة المحاضرات، و أنا أرقب بطرف خفي ملامح راوية... و خاصة ابتسامتها التي تجتهد لتبقيها مرتسمة بكل لباقة على شفتيها المتعبتين، من تكلف الابتسام!

عدت إلى المنزل متعبة مساء ذاك اليوم، متعبة من المحاضرات الطويلة... و من قلقي على راوية من المستقبل الذي ينتظره بعد أن اتخذت قرارها... لمحت سيارة طارق تقف أمام منزلنا، فوجدتني أقرر بسرعة أن أفاتح طارق في الموضوع و أن أعرف حقيقة نواياه مهما كان الثمن!

دلفت من الباب الرئيسي و في عيني نظرة صارمة حازمة، تنطق بالتحدي، و قد تمكن مني ذاك القرار بما لا رجعة فيه...
و لكن ما إن دخلت إلى الصالة حتى رأيت طارق يجلس في الصالة و ذراعه ملفوفة في رباط أبيض قد وصلت إلى رقبته برباط آخر، لتمنع تحركها... عقدت حاجبي في دهشة و تساؤل، فابتسم طارق في مرح و هو يقول :
ـ لا تقلقي... إنها إصابة خفيفة...

هتفت سارة التي كانت تجلس إلى جواره في مرح :
ـ إنه شجار كالعادة... لكن أخي يخرج دائما منتصرا!

حدجها طارق بنظرة صارمة، كأنه تضايق من كلامها و قال مطمئنا :
ـ لم يكن شيئا يستحق الذكر...

لكنني جلست قبالتهما و قد تملكني الفضول و قلت في تساؤل :
ـ شجار؟ متى كان ذلك؟!

بدا الارتباك على طارق و هو بالكلام... لكن سارة كانت قد سبقته و هي تهتف من جديد :
ـ منذ يومين... عندما ذهب إلى منزل راوية... لكن شابا ما...

قاطعها طارق و هو يصرخ غاضبا، و قد خرج عن طوره :
ـ ألا يمكنك أن تصمتي قليلا؟!! من الذي وجه الكلام إليك؟!!!

تملكني الفزع و أنا أتخيل بقية القصة فهتفت بطارق في حزم بالغ :
ـ ما الذي حصل للشاب الآخر؟

التفت إلي طارق و لبث يحدق في مترددا لبرهة قبل أن يقول :
ـ لست أدري... ربما أخذوه إلى المستشفى...

وقفت بسرعة و أنا أهتف كأنني أصرخ :
ـ أية مستشفى؟!!

تفاقم ارتباك طارق و هو يتأمل ملامحي الغاضبة و قال :
ـ لقد طلبت الإسعاف ثم انصرفت بسرعة... أظنهم أخذوه إلى المستشفى الواقعة في مركز المدينة...

خرجت من الغرفة بسرعة و اتجهت نحو الهاتف لأتصل بدالية بسرعة، فلم يكن أمامي حل آخر، غير الاستنجاد بحسام! فالشاب المسكين غريب في المدينة، و يبدو أن حالته كانت سيئة مما دعا طارق إلى طلب الإسعاف! و إن لم يذهب أحد إلى المستشفى لإخراجه و دفع مصاريف العلاج فقد تحصل له مشاكل!

أنهيت مكالمتي مع دالية بسرعة، ثم وقفت أمام الهاتف مترددة... لكنني حسمت أمري في النهاية و كونت رقم راوية... انتظرت للحظات قبل أن تجيب من الطرف الآخر، و ما إن سمعت صوتها حتى قلت في هدوء :
ـ قبل أن أبلغ طارق بقرارك... أظن أنه عليك التأكد مما وقع بين جاد و طارق بعد مغادرتهما لمنزلكم!

بعد نصف ساعة من تلك المكالمة، تلقيت اتصالا من دالية تخبرني فيه بأن جاد لا يزال في المستشفى بالفعل، و أنه تعرض إلى إصابة في الرأس تستوجب بقاءه تحت العناية الطبية لبضع الوقت... و أن حسام لا يزال عنده، للاطمئنان عليه... و أنه سيشرف على علاجه بنفسه بما أن تدريبه في نفس القسم الذي يرقد فيه جاد.

لم أضيع الوقت، و عاودت الاتصال براوية التي بدا صوتها مرتجفا من البكاء، و هتفت بي دون أدنى تردد :
ـ أريد أن أزوره في المستشفى... هل تأتين معي؟

بعد أقل من ساعة واحدة، كنت رفقة راوية و أخي ماهر الذي رافقنا مضطرا، بعد أن تعبت في إقناعه بترك ألعاب الحاسوب برهة من الزمن، نركض بين أروقة المستشفى بحثا عن جاد الذي لم نكن نعلم في أي قسم يرقد... فجأة لمحنا حسام يقف غير بعيد عنا، و قد ارتدى مئزر الأطباء الأبيض، الذي لم أره به منذ لقائنا في تربصي السنة الماضية...

اقترب منا في هدوء و قال و هو يسبقنا إلى إحدى الغرف :
ـ تفضلوا... من هنا!

كانت راوية تضغط على ذراعي بشدة و هي تعظ على شفتها السفلى في قلق. ربتت على كفها التي غاصت أصابعها في ذراعي مطمئنة... و تقدمنا إلى داخل القاعة في وجل... ثم تبعنا حسام إلى سرير المريض... فهالنا في البداية الكم الهائل من الضمادات التي كانت تحيط برأسه و صدره، و هالنا أكثر ابتسامته الصغيرة التي تنم عن الرضا و السعادة!!!

وجدتني أقف عند طرف السرير و أشير إلى راوية أن تتقدم حتى تصل على مقربة من رأس المريض. كانت عيناها مبللتين بالدموع و هي تسأله في همس :
ـ هل أنت بخير؟

هز جاد رأسه بصعوبة علامة الموافقة و الابتسامة الصغيرة الواهنة لا تفارق شفتيه. مضت لحظات من الصمت أحسست فيها أن العيون تخاطبت بلغة هي أبلغ من لغة الشفاه... بين عيني راوية الباكيتين و عيني جاد المليئتين بالأمل!

في الأثناء التفتت إلى حسام لأسأله في صوت خافت :
ـ هل سيكون بخير؟

لكن بدا أن حسام فوجئ بسؤالي، فقد باغتته و هو ينظر إلي من طرف خفي! فاحمرت وجنتاه و هو يقول في ارتباك :
ـ لقد أصيب بشيء حاد في رأسه... كأنه حجر من الحجم الكبير... مما سبب في فقدانه الوعي... لكن لا ضرر على الدماغ و الوظائف الحيوية... أما إصابة الصدر فهي بسبب السقوط على أرضية غير ممهدة... لكنها إصابة سطحية أيضا و الحمد لله...

خفضت عيني و أنا أستمع إليه في هدوء بعد أن أحسست بارتباكه، ثم رفعت رأسي إليه بعد حين متسائلة في قلق :
ـ متى يخرج من المستشفى؟ و حين يخرج من سيهتم به؟ فمن الواضح أن حالته متدهورة... مع أنه يحافظ على الابتسامة!

حانت مني التفاتة إلى السرير، فسمعت المريض يقول بصوت خافت متعب، لكن تشوبه مسحة من المرح الذي لم يتخل عنه حتى و هو في تلك الحالة من الضعف :
ـ أظن أمله سيخيب في الخلاص مني... فحتى إن اضطررت إلى المشي على عكازتين فإنني سأطرق بابكم مرة ثانية و ثالثة... إلى أن يقبل بي والداك...

لكن راوية لم تستطع أن تبتسم لدعابته... فقد آلمها أن تكون قاسية عليه بذاك الشكل، و هو الذي لم يفقد الأمل رغم رفضها المتكرر... هل تراه قرأ في قلبها ما عجزت هي عن الإفصاح عنه؟

و تمنيت لو أنني أرتمي على راوية في تلك اللحظة و أرجوها باكية و أتوسل إليها بكل ما وسع قاموسي من كلمات : اقبلي بجاد... أرجوك... ارحميه و ارحمي نفسك... و ارحميني أنا أيضا من عذاب الضمير!

لكنني ظللت واقفة مكاني أتأملهما بنظرة حانية، و أنا أتمنى أن ينتهي الشريط عند تلك اللحظة... و تظهر كلمة النهاية كخلفية على المشهد المؤثر الذي يجمع الحبيبين قبل أن تنتهي اللحظة...

ساره الالفي 14-08-2009 10:08 PM


ـــــــــ*×*ـــ((5))ـــ*×*ـــــــــ




كانت أيام ثلاثة قد مرت على زيارتنا لجاد في المستشفى، لم تعد بعدها راوية لزيارته، لكنها كانت تسألني عن حاله باستمرار فأتولى مهمة الاتصال بدالية حتى تسأل حسام عن تطورات صحته... و بدا أنه تماثل إلى الشفاء بسرعة، كما أنه كان يستعجل مغادرة المستشفى!
التقيت راوية أمام الكلية... فبادرتني كالعادة في لهفة :
ـ كيف حاله اليوم؟

ابتسمت و أنا أجيبها مشيرة إلى دالية التي كانت تقترب منا مبتسمة :
ـ ها قد وصلت دالية و ستخبرنا بالتفاصيل!

حيتنا دالية في مرح ثم التفتت إلي و قالت :
ـ الدكتور حسام يطمئنك على حال المريض... يبدو أنه سيخرج اليوم من المستشفى، فجراحه التأمت، و لا خوف عليه بعد الآن!

تنهدت راوية في ارتياح و هي تتمتم :
ـ الحمد لله...

تبادلنا بعض الأحاديث قبل أن ألمح سهير، زميلة حسام و صديقة دالية على بعد خطوات منا. حيتنا بابتسامة صغيرة، ثم تجاوزتنا في خطوات سريعة. التفتت إلى دالية مستغربة و قلت :
ـ ما الذي جاء بسهير إلى الكلية؟ أليس طلاب الصف الخامس في التمرين الآن؟

ـ نعم، نعم... لكن سهير رسبت في مادة أو اثنتين... و هي تأتي إلى المكتبة لتراجع قليلا منذ بضعة أيام...

تذكرت فجأة أنني رأيت سهير منذ أقل من أسبوع أمام منزل حسام، حين ذهبت لزيارة راوية فهتفت بسرعة :
ـ أظنني رأيتها منذ أيام تقرع جرس منزلكم، حين كنت في طريقي إلى منزل راوية... هل جاءت لزيارتك؟

ابتسمت دالية و هي تقول :
ـ في الحقيقة، هي جاءت لتستعير بعض الدروس من حسام...

ثم نظرت إلي بطرف عينها و قالت مداعبة :
ـ كما أنها طلبت منه أن يساعدها في فهم بعض المحاضرات التي تغيبت عنها...

عقدت حاجبي في استنكار واضح وقلت :
ـ ألم تجد شخصا آخر غير حسام ليفسر لها الدروس؟ لماذا لم تلجأ إلى إحدى صديقاتها؟!!

انفجرت دالية ضاحكة و هي تبادل راوية نظرة ذات معنى... ثم اقتربت مني لتنقر أنفي بطرف سبابتها و هي تقول في صوت منخفض كالهمس :
ـ أنت تغارين يا مرام!

ثم ارتفع ضحكها ثانية، و شاركتها راوية الضحك هاته المرة، حتى هتفت بهما :
ـ ألن تهدآ قليلا أنتما! ثم... ممن أغار يا ترى؟ من سهير؟!

رفعت دالية سبابتها ثانية نافية... ثم قرصت وجنتي في ود و هي تقول :
ـ لم أقصد أنك تغارين من شخص ما... لكنك تغارين على شخص ما... و بالتحديد، تغارين على الدكتور حسام!

احمر وجهي فجأة و قد أدركت ما ترمي إليها لكنها تابعت :
ـ لا تخافي لن أفضحك... مع أنني واثقة من أن الخبر سيسره! خسارة!

ثم ابتعدت ضاحكة و هي تقول :
ـ حسن... أراكما لاحقا يا بنات... السلام عليكم...

شيعنا دالية بنظراتنا الباسمة، فقالت راوية :
ـ تلك الفتاة... كم هي مرحة و روحها عذبة و رقيقة!

ابتسمت بدوري و هززت رأسي موافقة... ثم تذكرت شيئا ما فتطلعت إلى راوية في فضول و قلت :
ـ هـــــــا... ماذا قررت؟

التفتت إلي في ارتباك و قالت متظاهرة باللامبالاة :
ـ في ماذا؟

عقدت ذراعي أمام صدري ثم ملت عليها قائلة في حزم و نفاد صبر :
ـ راويــــــــــــة! لا تسخري مني! أنت تعلمين عما أتحدث! مـــــــــاذا قررت؟!!!

تراجعت راوية و قد تزايد ارتباكها، ثم قالت أخيرا متظاهرة بالفهم :
ـ آآآآه... أنت تقصدين طارق! نعم... طلبت منك منذ بضعة أيام أن تبلغيه موافقتي... لكن كما ترين... يبدو أنه لم يعد الجواب المناسب! لكنني في نفس الوقت أتفهم موقفه. فهو لم يهاجم جاد إلا دفاعا عن كرامته التي أهينت حين صدم بتقدمه لي في نفس الوقت... و لكونه لم يجد الفرصة المناسبة لتقديم نفسه لوالدي و...

تفطنت راوية إلى النظرات الغريبة التي كنت أحدجها بها، فبترت عبارتها للحظة ثم تداركت بسرعة قائلة :
ـ لا تفهميني بصورة خاطئة يا مرام... أنا لا أدافع عنه... لأن العنف لم يكن يوما الحل... لكنني أشفق عليه، لأنه يعتبرها اللغة الأولى للتعامل... صحيح أنها كانت اللغة المناسبة حين دافع عني في الحديقة، يوم النزهة... هل تذكرين؟ لكن العنف لم يكن مبررا في تعامله مع جاد...

هززت رأسي علامة التأييد، و أنا أحثها على مواصلة حديثها، فقالت بعد تردد قصير :
ـ ... و بما أنني لا أضمن مصيري مع رجل يتكلم لغة العنف... فـ... لا مفر من... تفهمينني أليس كذلك؟

هززت رأسي من جديد و أنا أنتظر بقية عبارتها، فقالت :
ـ لا مفر من تمديد فترة التفكير... حتى أتأكد من استعداده لتغيير أسلوبه و...

قاطعتها و أنا أصرخ في حدة :
ـ تفكير؟!!! راوية... إنه حتى لم يفكر في الاعتذار عما بدر منه!!!

قالت في حيرة بادية :
ـ ربما كان خجلا من نفسه و من تصرفه... فآثر الاختفاء لفترة...

حدقت فيها في عدم تصديق لمدى حسن ظنها و سعة صدرها، ثم هتفت :
ـ و ماذا عن جاد؟!!!

تطلعت إلي في توتر و هي تهمس في صوت خافت :
ـ ماذا عنه؟

ارتفع صوتي أكثر و أنا أشدها من ذراعها :
ـ راوية لا تتحامقي! أنت و جاد تحبان بعضكما البعض... إلى متى ستتجاهلين هاته الحقيقة و تواصلين السير في الطريق الخطأ؟

التمعت عيناها و قد تجمعت الدموع في مقلتيها... لكنها قالت في تمالك واضح :
ـ أنا لم أقل بأنني أحبه! تعلقت به لفترة... لكنني عرفت أن الطريق مسدودة... و عدت إلى صوابي...

ـ راوية... إلى متى ستخدعين نفسك؟ إن كنت يائسة من موافقة والديك على جاد، فأنت لست مضطرة إلى الارتباط بطارق! لقد ظللت صامتة إلى حد الآن و أنا أنتظر أن تستيقظي و تدركي أنك الزواج ليس لعبة... و ليس المهم هو الفرار من المشاعر القديمة... و بناء مشاعر جديدة لوهبها لشخص قد يكون لا يستحق!

رفعت راوية عينيها إلي و هي تقول بصوت مرتعش :
ـ مشاعري لا تعني شيئا لأحد... يجب أن أتعلم العيش بلا مشاعر حتى لا أصدم مرات و مرات...

كانت نبرتها تنذر بغيث من الدمع يوشك على الانهمار، فسحبتها من ذراعها و انتحينا ركنا قصيا من الساحة، حيث أجلستها في هدوء... انتظرت ريثما هدأت ثم قلت :
ـ راوية، الآن أخبريني الحقيقة كاملة... أنت متعلقة بجاد أليس كذلك؟

هزت رأسها موافقة و لم تنطق بكلمة، فأردفت :
ـ و والدتك تعارض ارتباطك به بشدة؟

هزت رأسها من جديد، ثم تمتمت بصوت مخنوق :
ـ لم تقبل مناقشة الموضوع أصلا... حتى أن أبي كان معجبا به و مستعدا لاستقباله ثانية لتوضيح بعض النقاط... لكنها عارضت و بشدة... و أقسمت بأنها لن ترضى عني إن ارتبطت به! حتى أبي استسلم أمام إصرارها...

ربتت على كتفها في حنان ثم استطردت :
ـ ثم ماذا حصل؟ هل علم والداك بما حصل بين جاد و طارق؟

هزت رأسها نافية هذه المرة و همست :
ـ آثرت أن أخفي عنهما القصة، حتى أنظر كيف سيتصرف طارق، و بم سيبرر تصرفه... فأبي إن علم عنه طبيعته العنيفة فإنه سيرفض دون تفكير!

أمسكت بكفها و نظرت مباشرة في عينيها محاولة أن أدخل إلى أعماق نفسها :
ـ و أنت... لم تريدين الحفاظ على طارق؟

خفضت عينيها فجأة، و سحبت كفها و بدا عليها التردد... ابتسمت مشجعة فقالت بعد برهة قصيرة من التفكير :
ـ لأنه ليس شخصا سيئا... و هو يحاول الالتزام... كما رأيت مقدار عزيمته و قوة شخصيته لأنه نجح في تغيير نفسه في غضون بضعة شهور... كما أنه شخص شهم، فقد دافع عني حين كنت في موقف لا أحسد عليه... و هو جميل لن أنساه ما حييت... كما أنه متمسك بي، و قادر على حمايتي...

توقفت فجأة، و بدا كأن كلمات لا تزال عالقة في طرف لسانها... فبادرتها :
ـ هل هذا كل شيء؟

و كأنها كانت تنتظر إشارتي لتنفجر مفصحة عن سرها الدفين الذي أخفته عني كل تلك المدة... السر الذي يسبب عذابها و معاناتها :
ـ كما أنه سينقذني من سجن أمي و تحكمها في!!!!

تجلت علامات الصدمة في ملامحي، لكنني لم أنبس ببنت شفة، فاسترسلت راوية التي لم يعد لديها ما تخفيه :
ـ أحيانا أحس بأنها تحقد علي لسبب أجهله... لم أعرف معها سوى الأمر و النهي... كأنها ليست أمي كما هي أم لمنال و راقية... لكن راقية تزوجت و سافرت بعيدا، بعد أن كانت هي من يخفف عني آلامي في كل مرة تفاجئني فيها أمي بنوبة من الصراخ و التأنيب، بسبب و بدون سبب... و كلما وقف أبي في صفي، اتهمته بالإفراط في تدليلي و إفسادي بتساهله معي... أحيانا أشك في غيرتها من علاقتي المميزة بأبي... فهو يحبني كثيرا و يشجعني لأنني حققت حلمه بدخولي كلية الطب... و لأنني كنت أكثر إخوتي تفوقا... حتى أنها تمنعني من المراجعة في فترة امتحانات منال، حتى أهتم بها و أراجع لها... لأنني أنانية على حد قولها، و لا يهمني إن رسبت منال، و أختها في كلية الطب! حتى في فترة زواج راقية، في السنة الماضية... حددوا الموعد في فترة مراجعتي، مع أن أمي كانت تعلم بأهمية تلك الامتحانات بالنسبة إلي... حسن لا بأس، فأهل العريس أيضا كان لهم دور في اختيار الموعد، و لن أحملها المسؤولية... لكنني كنت أحاول بكل جهدي أن أراجع و أدرس باجتهاد كلما سنحت الفرصة... لكنها كانت تطاردني في كل غرف المنزل : هنا سنضع الجهاز و نرتبه... هنا سنعد الحلويات... يجب أن تبقى هاته الغرفة خالية لاستقبال الضيوف و راحتهم... هنا ستعد راقية زينتها!! حتى أنني كنت أراجع أحيانا جالسة على الدرج! و بالتأكيد، لا يمكنني أن أستوعب شيئا بتلك الحالة... لكنها ما إن تنتهي من طردي، حتى تناديني من جديد : راوية نحتاجك في غسل الأواني... راوية اترك ما بين يديك و تعالي نظفي الأرضية، ابن خالتك سكب العصير عند المدخل... لكن لا بأس، أعيدي مسح الغرفة كاملة... راوية، كفاك تكاسلا و تعالي قشري الخضر! و هكذا... طوال فترة المراجعة، كان شغلها الشاغل أن تشغل راوية بعمل ما و تمنعها بأية طريقة من الدراسة!!

تنهدت راوية و مسحت دموعها، ثم واصلت :
ـ و الآن... هاهي تريد الخلاص مني... فهي متحمسة جدا لطارق، رغم أنها لم تتحدث إليه طويلا... و ما رأته منه لا يشجعها على قبوله... لكنها تريد منعي بأية طريقة كانت من الارتباط بمن أريد! و تخشى إن أنا رفضت طارق أن يواصل جاد محاولاته و يقتنع أبي أخيرا... لذا فهي تسعى بكل جهدها لإتمام خطبتي من طارق... لذلك فإنني سأحقق لها أمنيتها، و أريحها مني نهائيا... لذلك وافقت على طارق، و لازلت موافقة... لكنني أريد أن ألقنه درسا أولا، حتى يتخلى عن سياسة العنف...

تملكتني الحيرة و لم أجد الكلمات المناسبة لأخفف عن راوية معاناتها... فقد كشفت لي مصارحتها عن أسرار مواقف كثيرة كنت أستغرب منها في السابق... فلم أكن أتخيل للحظة واحدة أن تكون علاقة راوية بوالدتها بذاك الشكل! كم أشفق على راوية المسكينة التي لم تشك لي يوما من قسوة أمها عليها... مع أنني صديقتها المقربة... فلم أحس يوما في عباراتها ما يشير إلى تشوه مشاعرها تجاهها، و لا تمردها على رغباتها... و أذكر حقا الامتحانات التي تلت زفاف راقية شقيقة راوية، و ردة فعل راوية العنيفة حين رفضت مساعدتها... الآن فقط أحسست بسبب غضبها المفاجئ... فقد وجدت المنفذ لتنفجر، لتبكي و تصرخ... لم يكن بوسعي إلا أن أحتضنها في حنان... و تركتها تبكي على كتفي... في سلام...



كنت أجلس في غرفتي عصر ذاك اليوم و قد احتضنت من جديد أحد مجلداتي العزيزة، حين فتح الباب و ظهرت سارة باسمة. كانت قد غادرت منزلنا مع طارق مساء ذاك اليوم الذي اكتشفنا فيه إصابة جاد و رقاده في المستشفى... يبدو أن طارق خشي أن تبوح بتفاصيل أكثر، فأبعدها قليلا ريثما يلقنها ما يمكنها قوله و ما يجب أن تخفيه! لكنها اليوم تبدو في كامل لياقتها و انشراحها... و هي حالة لم أر سارة عليها منذ عادت من أمريكا في هاته الأجازة!


دخلت و أغلقت الباب خلفها ثم اقتربت لتجلس غير بعيد عني و الابتسامة لا تفارق شفتيها. بادلتها الابتسامة و ظللت أتطلع إليها منتظرة ما تحمله من أخبار سعيدة... و لكنها فاجأتني حين فتحت شفتيها أخيرا و قالت :
ـ مرام... سنعود إلى أمريكا الأسبوع المقبل!

نظرت إليها متشككة، فلم أكن واثقة من أن الخبر سعيد في حد ذاته، و بادرتها مستفسرة :
ـ ألن تبقي معنا؟

هزت رأسها نافية و قالت :
ـ أنا آسفة يا مرام... يجب أن أعود مع عائلتي...

عاجلتها بسؤال ثان :
ـ و ماذا عن طارق؟ هل سيبقى بمفرده؟

هزت رأسها نافية للمرة الثانية و تابعت :
ـ طارق لن يبقى هنا هو الآخر... جميعنا سنعود إلى أمريكا... أبي أقنعه بأن مستقبله هناك... و أنه سيلقى متاعب شتى في عمله في البلد!

عقدت حاجبي في حيرة و تركت الكتاب الذي كان بين يدي و قلت و أنا أقترب منها أكثر :
ـ و هل طارق مقتنع حقا بالعودة؟ و ماذا عن خطبته لراوية؟ هل تخلى عن الأمر؟

نظرت إلي في استغراب و هي تقول :
ـ لست أدري عما تتحدثين، لكن طارق أخبر أمي بأن صديقتك لم توافق و أنها متعلقة بشاب آخر...

كنت في غاية الحيرة... و الدهشة! ما الذي حصل بين جاد و طارق حتى يستسلم طارق بتلك السهولة، و يبقى جاد متشبثا براوية إلى تلك الدرجة؟

كنت أحس بالحزن من أجل طارق الذي تخلى عن جميع أحلامه فجأة و أذعن لرغبة والده بالبقاء في أمريكا مع بقية العائلة. هل تراه يبقى على التزامه، أم يجرفه التيار من جديد؟

و كأن سارة قد قرأت التساؤلات التي دارت في خلدي في تلك اللحظة فقد وجدتها تقف فجأة و هي تقول، مع ابتسامة كبيرة على شفتيها، و احمرار خفيف يغزو وجنتيها :
ـ بالمناسبة... أيمن ابن خالتي هيام، سيلتحق بنا بعد بضعة أسابيع... أبي عرض عليه وظيفة جيدة و قد كان متحمسا لها... هو بصدد تحضير أوراقه و تأشيرة السفر... عمله الجديد سيمكنه من فتح مشروعه الخاص حين عودته بعد عدة سنوات... فعمله الحالي لا يوافق طموحاته أبدا...

ابتسمت بدوري و أنا أتأمل وجهها الطفولي المرح... الآن فقط فهمت سر سعادة سارة!

تمت الحلقة الثانية عشر بحمد الله




asma22 14-08-2009 10:32 PM

ايه المفاجأت دى حلوة اوى هى ترفض وهو ييجى وميهتمش لرايها
عارف انه مش برغبتها
وطارق ده عمل كده ليه انا الوقتى اتأكدت انه متغيرش ولا حاجة احسن برده انه هيرجع امريكا
بس والدة راوية دى قاسية اوووووووى

ومازال التشوييييييييييق مستمر ويزداد أكثر واكثر
ومازالت سارة تنتهى بنا عند نقاط اكثر تشويقا
لسة حلقتين اكيد بقى مرام تتخطب لحسام وراوية تتخطب لجاد
ونشوف اللى بعد ده بقى

hermiony 15-08-2009 01:44 AM

ما اجمل تلك القصه وما اجمل مرام وما اجمل خلقها وادبها وما اجمل الايجابيه فى حياتنا وما اجمل العلم والعمل والعباده

ماشاء الله حقا قصه جميله ومفييده وفى غايه الاهميه

حقا شكرا لكى بعرض تلك القصه علينا

جزاكى الله خيرا ووفقك ونفع بك

مع تحياتى

ساره الالفي 15-08-2009 12:16 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة asma22 (المشاركة 1501316)
ايه المفاجأت دى حلوة اوى هى ترفض وهو ييجى وميهتمش لرايها
عارف انه مش برغبتها
وطارق ده عمل كده ليه انا الوقتى اتأكدت انه متغيرش ولا حاجة احسن برده انه هيرجع امريكا
بس والدة راوية دى قاسية اوووووووى

ومازال التشوييييييييييق مستمر ويزداد أكثر واكثر
ومازالت سارة تنتهى بنا عند نقاط اكثر تشويقا
لسة حلقتين اكيد بقى مرام تتخطب لحسام وراوية تتخطب لجاد
ونشوف اللى بعد ده بقى


حلوه أووووي ومازال التشويق مستمر دي :022yb4:

عارفه أكتر واحده صعبانه عليا في القصه دي هي راويه ومع ذلك أنا بحسدها على صديقتها مرام لإنها دايما بتكون جمبها وبتنصحها وهتشوفي كمان المفاجأاااااات اللي ف الحلقه الجايه:av4056bb7jp3:

ساره الالفي 15-08-2009 12:18 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hermiony (المشاركة 1501820)
ما اجمل تلك القصه وما اجمل مرام وما اجمل خلقها وادبها وما اجمل الايجابيه فى حياتنا وما اجمل العلم والعمل والعباده

ماشاء الله حقا قصه جميله ومفييده وفى غايه الاهميه

حقا شكرا لكى بعرض تلك القصه علينا

جزاكى الله خيرا ووفقك ونفع بك

مع تحياتى


أختي الغاليه hermiony أسعدني كثيرا مرورك وأسعدني أكثر كلماتك


جزانا الله وإياكي خيرا أختي في الله

اللؤلؤة الصغيرة 15-08-2009 01:03 PM

جمييييييييييييييييييلة:av4056bb7jp3::av4056bb7jp3:
انا قراتها من اولها وهكمل معاكو ان شاء الله
وجزاك الله خيرا:022yb4:

Dr. R KH 15-08-2009 04:45 PM

فعلا قصة جميلة أوي تتناول شباب محترم مش زي قصص تانية كتير و أجمل مافيها ان مرام و راوية أصحاب بجد ياريت يكون في منهم كتير دلوقت
مستنيين باقي الحلقات
:blush:متتأخريش

sweet heart 15-08-2009 08:24 PM

جزاكى الله خيرا اختى سارة
بجد القصة جميلة اوى ونتمنى اننا نكون زى مرام فى أخلاقها وأدبها وتدينها

ساره الالفي 16-08-2009 10:06 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اللؤلؤة الصغيرة (المشاركة 1502621)
جمييييييييييييييييييلة:av4056bb7jp3::av4056bb7jp3:
انا قراتها من اولها وهكمل معاكو ان شاء الله
وجزاك الله خيرا:022yb4:


حبيبتي اللؤلؤه الصغيره نورتي اليوميات
تابعي معانا باقي الحلقات يا عسل :d

ساره الالفي 16-08-2009 10:10 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Dr. R KH (المشاركة 1503206)
فعلا قصة جميلة أوي تتناول شباب محترم مش زي قصص تانية كتير و أجمل مافيها ان مرام و راوية أصحاب بجد ياريت يكون في منهم كتير دلوقت
مستنيين باقي الحلقات
:blush:متتأخريش


نعم معك حق Dr. R KH ياريت يكون كل الاصدقاء زي مرام وراويه كده أصدقاء بجد مع بعض بالنصيحه ومش بيسيبوا بعض أبدا

ساره الالفي 16-08-2009 10:11 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sweet heart (المشاركة 1503703)
جزاكى الله خيرا اختى سارة
بجد القصة جميلة اوى ونتمنى اننا نكون زى مرام فى أخلاقها وأدبها وتدينها



جزانا الله وإياكي يا حبيبتي

ياريت بجد كل بنات المسلمين دلوقتي يبقوا زي مرام مكنش ده هيكون حالنا

ساره الالفي 16-08-2009 10:16 AM

الحلقة الثالثةعشر

ـــــــــ*×*ـــ((1))ـــ*×*ـــــــــ



سافرت عائلة عمتي الأسبوع الماضي إلى مقر إقامتهم في أمريكا... ظلت صورة سارة المبتسمة و المنطلقة و هي تلوح لي مبتعدة نحو قاعة الركاب عالقة في ذاكرتي. صورة مختلفة عن سارة التي رأيتها منذ بضعة أسابيع حين زارتنا للمرة الأولى... لكن صورة طارق بخطاه المتثاقلة و نظرته الخابية كانت تؤرقني و تشغل بالي لأيام عدة...

رغم الصدمة، بدت راوية متماسكة و هي تتلقى خبر سفر طارق المفاجئ و عدوله عن مسألة الخطبة و الارتباط برمّتها، دون سابق إنذار... ارتسمت على شفتيها ابتسامة حزينة، ما لبثت أن اتسعت تاركة إياي في دهشة و حيرة!
لم تكن تلك نهاية مفاجآت الأسبوع المنصرم، فقد أسرّت عمتي هيام إلى أمي، في زيارتها الأخيرة منذ يومين فقط، بأن رجلا ثريا تقدم لحنان... و حنان تميل إلى الموافقة! فجأة لم يعد موضوع الميراث يشغل بال عمتي، و لا بال حنان... و أخلت سبيل طارق بعد أن وجدت في العريس الجديد ضالتها! أيمن يستعد للسفر و الالتحاق بعمي محمود الذي وعده بوظيفة مرموقة تناسب طموحاته... لذلك فإن عمتي هيام تتعجل إتمام مراسم الخطبة قبل مغادرته. و هي جاءت تطلب من أبي الحضور هذا المساء للقاء العريس مع زوجها و ابنها، فهي رغم كل شيء، و رغم الخلافات المتكررة، لاتزال تحرص على استشارة أبي في كل ما يخصها و أبناءها، و تعتبره أقرب إخوتها إليها...

كنت أتمشى رفقة راوية في ساحة الكلية، ساعة الاستراحة المسائية، حين رن هاتف راوية فجأة. سارعت لتخرجه من محفظتها، ثم التمعت في عينيها نظرة مشرقة تنطق بالسرور و هي ترد على المتصل في لهفة. لم تدم المكالمة سوى بضع ثوان، لكن كان لها مفعول السحر على راوية التي التفتت إلي في فرح حقيقي و هي تمسك بذراعي بقوة :
ـ إنها راقية... ستأتي لزيارتنا رفقة زوجها مساء اليوم... و ستقضي عندنا بضعة أيام!

راقية هي شقيقة راوية الكبرى التي تزوجت منذ بضعة شهور و سافرت رفقة زوجها الذي يعمل في مدينة تبعد مئات الكليومترات عن مدينتنا... لا شك أن مجيئها سيخفف عن راوية الكثير من إحساسها بالوحدة في بيتها!

ـ سأذهب لاشتراء بعض الحلويات من المركز التجاري وسط المدينة... هل تأتين؟

كنت سعيدة من أجل راوية التي أصابها الفتور و البرود الشديد في الفترة الماضية، فلم يسعني إلا أن أرحب بالفكرة و أرافقها...
كنا نتجول في المركز التجاري، نتوقف من حين إلى آخر أمام أحد المحلات، نتأمل المعروضات على الواجهات، نتبادل بعض التعليقات ثم نواصل طريقنا في مرح افتقدته كثيرا في راوية... و أخيرا وصلنا إلى محل كبير في الطابق الثاني من المركز، و هو محل معروف يصنع أفخر الحلويات الخاصة بالمناسبات المميزة. نظرت إلى راوية في شك و نظراتي تقول : هل أنت متأكدة من أنك تقصدين هذا المحل بعينه؟!
لكنها سحبتني من ذراعي مبتسمة و هي تهتف :
ـ سأشتري لعزيزتي راقية أجمل كعكة فأنا أعلم كم تحب الكعك المحلى... و هذا المحل يصنع أفضل الأنواع في المدينة على الإطلاق!

تبعتها في تسليم و أنا أتأمل مختلف الأصناف التي رصفت على الجانبين بشكل يجلب الأنظار و يوقظ عصافير البطن... ثم رحت أتساءل عن ثمن الكعكة التي ستشتريها راوية و قد هالني ارتفاع الأسعار المعلقة هنا و هناك!

فجأة انتبهت على صوت ضحكة أعرفها حق المعرفة... ضحكة مميزة، و صاخبة و مستهترة... التفتت في فزع إلى مصدرها، فوجدت أن ظني كان في محله!

كانت حنان ابنة عمتي هيام تقف على بعد خطوات مني و هي تتأبط ذراع رجل، بدا لي أقرب إلى الكهولة منه إلى الشباب، و تمسك في يدها الثانية طبقا صغيرا يحوي قطعة من الحلويات الشهية. لبثت أتأملها في دهشة، حتى التفتت إلي بدورها و كأنها أحست بنظراتي... تلاشت ضحكتها لبضع ثوان، لكنها ما لبثت أن استأذنت من مرافقها و اقتربت مني في خطوات رشيقة و ابتسامة صغيرة تعلو شفتيها :
ـ أهلا بك يا مرام... ما الذي تفعلينه هنا؟

رفعت حاجبي في استغراب، فقد كنت أهم بأن أطرح عليها نفس السؤال، لكنني ابتسمت و أشرت إلى راوية التي دخلت في حوار مع أحد الباعة و قلت :
ـ جئت رفقة صديقتي راوية لشراء كعكة...

ثم أشرت إلى مرافقها الذي كان منشغلا بتذوق بعض الحلويات و استطردت :
ـ يبدو أنك لست بمفردك أيضا!

اتسعت ابتسامتها و هي تقول في دلال :
ـ تعلمين أن نبيل تقدم لخطبتي منذ فترة وجيزة... و قد كنا بصدد اختيار كعكة مناسبة للخطوبة...

تزايدت دهشتي و أن أحدق في الرجل الذي التفت إلينا ليستعجل حنان، و همست في نفسي في قلق : ظننته والد إحدى صديقاتها! إنه يبدو كهلا...

رمقتني بطرف عينها و هي تهمس :
ـ إنه ناضج حقا... لكنه في مقتبل الشباب... و يكفيه فخرا أنه كوّن مستقبله بنفسه في فترة وجيزة و حقق نجاحا في أعماله... كما أنه من النوع المناسب لي، فأنا لا أحبذ الشباب الطائش الذي لا يدري كيف يشق طريقه بعد...

لم أرد أن أشير إلى حكاية طارق حينها، خشية أن تسمعنا راوية... لكنني نظرت إليها قائلة :
ـ يبدو أن الأمور تسير بينكما بشكل جيد... رغم أنكما تعرفتما منذ فترة وجيزة... أم تراني مخطئة؟

بدا الاستياء على ملامح حنان، لكنها قالت في هدوء :
ـ لم أكن أظن أن الحظ سيبتسم لي بهاته السرعة... فحين تقدمت إلى وظيفة السكرتيرة في شركته، كنت أشك في فرصي في النجاح... لكنني وفقت إلى أكثر من ذلك! ففي لقائنا الثاني للاتفاق على مبادئ العمل، فاجأني بطلب فاق كل توقعاتي... الحياة فرص يا عزيزتي... و كان علي أن أحسن اقتناص فرصتي...

تذكرت شيئا ما فجأة فبادرتها متسائلة :
ـ أليس من المفترض أنه سيلتقي رجال العائلة مساء اليوم لمناقشة موضوع الخطبة؟ أعني أن موضوع الكعكة سابق لأوانه بعض الشيء... أليس كذلك؟

ابتسمت حنان في مرح و هي تسوي خصلة نافرة من خصلات شعرها و هي تهمس :
ـ لا تقلقي يا عزيزتي... لا يمكن أن يرفض والدي نبيل! أنا واثقة!

أشار إليها خطيبها المستقبلي في صوت هادئ رزين :
ـ حنان... عزيزتي... تعالي تذوقي هاته الكعكة... أظنها ستعجبك...

التفتت إلي حنان بعد أن ابتسمت له ابتسامة عريضة و هي تقول :
ـ عن إذنك مرام... يجب أن أختار كعكتي... أراك لاحقا...

ثم ابتعدت بنفس الخطوات الرشيقة الموزونة لتستقر من جديد إلى جانب رجلها الذي مد إليها الشوكة مع قطعة الحلوى، فالتقطتها بين شفتيها في رقة و نعومة، ثم أطلقت ضحكة من ضحكاتها و هي تهتف في غنج :
ـ إنها حقا الكعكة التي أريد... لقد أصبحت خبيرا في ذوقي بالفعل!

اقتربت راوية، في حين كنت لا أزال أراقب حنان و أنا في حالة من العجب و الذهول. بادرتني راوية قائلة :
ـ من تكون تلك الفتاة؟

أجبتها في شيء من الحرج :
ـ ابنة عمتي... و خطيبها...

لم تعلق راوية على الموقف، بل سارعت لتريني كعكتها الصغيرة المحلاة بالكريما البيضاء و هي تهتف :
ـ أليست جميلة؟ ستعجب راقية حتما!

ابتسمت و أنا أرافقها مغادرتين المحل، و قد شغل بالي موضوع خطبة حنان...

أخفيت عن الجميع لقائي بحنان في محل الحلويات، و انتظرت إلى أن عاد أبي من السهرة في منزل عمتي. كان يبدو عليه الانشراح، و هو يخلع سترته الجلدية و يجلس على الأريكة في استرخاء... بادرته أمي متسائلة :
ـ كيف كانت السهرة عند هيام؟ و كيف كان العريس؟

تنهد أبي و هو يتناول جهاز التحكم عن بعد و يضيء التلفاز و يقول :
ـ يبدو أن هيام ستطمئن على مستقبل ابنتها أخيرا...

اقتربت في فضول و قد تملكتني الدهشة... و تابع أبي قائلا :
ـ إنه رجل رصين... على خلق... مركزه الاجتماعي مرموق... و يبدو عليه النضج و الاستقامة... أرجو أن تبيض حنان وجوهنا أمامه...

ابتسمت أمي و هي تجلس إلى جانبه :
ـ يبدو أنها محظوظة حقا... الحمد لله أن نال إعجابكم... و ماذا عن محمود، و أيمن؟

كان أبي قد شرع في تغيير القنوات الفضائية و السفر بين مختلف المحطات... لكنه أجاب في قليل من التركيز :
ـ محمود يبدو مرتاحا، فالرجل متحدث لبق، كما أن كرمه و دماثته جليان للعيان... لكن أيمن يراه كبيرا في السن، نظرا للشيب الذي وخط شعره... مع أنه لم يتجاوز الخامسة و الثلاثين... و الحقيقة أن حنان أيضا تبدو أكبر من سنها... و فارق عشر سنوات أو حتى اثنتي عشرة سنة ليس بالفارق الكبير... كما أن جميع الأطراف يبدون في رضا تام... خاصة هيام، فهي سعيدة لسعادة ابنتها... فهي سترتاح من هم البحث عن عريس لها، بعد أن تركت الدراسة و قلت فرصها في إيجاد عمل محترم...

قال ذلك و أطلق ضحكة قصيرة، استغرق بعدها في متابعة الأخبار... تاركا إياي في حيرة من أمري... هل أفرح لابنة عمتي التي ظفرت بالعريس الذي تتمناه، أم أشفق على الرجل المسكين الذي لم أفهم بعد ما الذي دفعه إلى الارتباط بها بهذه السرعة، و هو الذي انتظر كل هذا الوقت لتكوين شركته و تحقيق نجاحه... و هو على هذا القدر من الوجاهة و الرصانة!

ساره الالفي 16-08-2009 10:19 AM


ـــــــــ*×*ـــ((2))ـــ*×*ـــــــــ




كانت راوية في غاية النشاط و الحيوية حين التقيتها صباح اليوم...
ـ كانت سهرة ممتعة حقا...

هتفت راوية و هي تتمطى في تكاسل، و نحن نتخذ مقاعدنا في المدرج الذي كان لا يزال شبه خال من الطلبة.
ـ هل نالت الكعكة إعجاب راقية؟

هزت راوية رأسها موافقة في حماس و سرور :
ـ نعم، كانت لذيذة حقا... حتى أنها أعجبت أمي التي لا يعجبها شيء مني!

ثم أطلقت ضحكة قصيرة، تداري بها ألمها... ثم أردفت بسرعة :
ـ ثم أخذتنا راقية في نزهة صغيرة بالسيارة... أنا و هي و أمي و منال... و تركنا أبي و زوج راقية في الشرفة يحتسيان الشاي... كانت فسحة جميلة... توقفنا عند البحيرة القريبة، و تمشينا لبعض الوقت قرب الماء، و كانت السماء صافية و الجو ساكنا... كنا جميعا في غاية المرح... لم أر أمي بذاك المرح منذ شهور طويلة... حتى أنها توقفت عن مضايقتي!

لم تعد راوية تخفي عني المواقف اليومية التي تحدث بينها و بين والدتها بعد أن كشفت لي سرها، و لم تعد تجد حرجا في الإفضاء إلي بآلامها و معاناتها...

ابتسمت و أنا أربت على كتفها قائلة :
ـ يبدو أن زواج راقية لم يؤثر فيك أنت وحدك! بل يبدو أن أمك أيضا كانت تفتقدها...

هزت راوية رأسها موافقة و بدا عليها التفكر... لكنني سارعت لأستطرد قائلة :
ـ بل ربما تكون عصبيتها الزائدة في الفترة الماضية بسبب زواج راقية... فأنت تقولين بأنها كانت مقربة جدا إليها... خاصة أنها ابنتها البكر... فمن الطبيعي أن يكون لها مكانة خاصة في نفسها... و لم يكن بوسعها أن تنفس عن انفعالاتها إلا من خلالك!

نظرت إلي راوية برهة، ثم هزت رأسها من جديد نافية هذه المرة :
ـ المشكلة أعمق من ذلك بكثير... فأمي تعاملني بجفاء منذ فترة طويلة... و لا علاقة لزواج راقية بالأمر!

ـ نعم، نعم... أفهمك... لكنك قلت بأن تصرفاتها ازدادت حدة خلال فترة الزفاف و بعده... بمعنى أن له دورا في تطور علاقتكما... و عوض أن تتحسن العلاقة، لكونك ابنتها الثانية، و التي من المفترض أن تحتل جل اهتمامها بعد سفر راقية، فإنها سارت إلى الأسوأ! راقية كانت صديقة مقربة لكليكما... و حين فقدتماها أنتما الاثنتين في وقت واحد، كان متوقعا أن تقتربا أكثر من بعضكما البعض، لكن ما حصل هو اتساع الهوة... لأنكما أنتما الاثنتين لم تحاولا الاقتراب من بعضكما، و لم تبحثا عن سد الفراغ الذي تركته راقية، بل زدتماه عمقا... هل ترين ما أقصد؟

حدقت راوية فيّ في دهشة و همست في شك :
ـ ربما أنت على حق...

شددت على يدها في حماس :
ـ بلى، أنا متأكدة من ذلك! ألم تلاحظي بنفسك كيف اختفت الخلافات فجأة حين عادت راقية بينكما؟ لكن هل ستظلان هكذا دائما؟ و هل ستنتظران من راقية أن تحل مشاكلكما في كل مرة؟

كانت تستمع إلي في انتباه، فنظرت إلي في اهتمام و هي تقول :
ـ ماذا تقصدين؟

ـ أقصد أنك يجب أن تتقربي أكثر من والدتك و تكسبي صداقتها... حاولي أن تكوني لها مثلما كانت راقية... و اعتبريها أنت أيضا صديقتك مثلما كانت لك راقية! كلاكما في حاجة إلى صديقة، و يمكنها أن تجد عند الأخرى ما تبحث عنه...

شردت راوية للحظات، ثم قالت بعد صمت قصير :
ـ و لكن يا مرام... المسألة ليست بمثل تلك السهولة... كيف أكون لها مثل راقية؟ راقية شخصية مرحة و حنونة، و تجيد تسلية غيرها و دفعهم إلى الإفضاء إليها بأسرارهم و مكنونات صدورهم...

ـ أين المشكلة؟ أنت أيضا شخصية مرحة و حنونة... كما أنك صديقتي المقربة التي أحب أن أحدثها بكل ما يقلقني... و دوما أستفيد بأفكارك النيرة و نصائحك الثمينة!

ابتسمت راوية في امتنان :
ـ شكرا لك يا مرام... لكن الأمر مختلف هنا... كيف أبدأ معها؟

فكرت للحظات ثم هتفت :
ـ تكلمي مع راقية في الأمر... فهي أكيد ستساعدك... صارحيها بما يشغلك، و هي أكيد ستكون مهتمة...

هزت راوية رأسها مبتسمة و همست :
ـ حسن... إن شاء الله سأفعل...

في تلك اللحظات، كان شخص ثالث يقترب في تردد من مجلسنا... التفتنا في وقت واحد حين جاءنا صوت أنثوي مألوف يبادر بالتحية :
ـ صباح الخير...

كانت سارة... سارة صديقة جاد السابقة... الفتاة المسيحية التي كان لنا معها حوار غير ودي على الإطلاق في مناسبة سابقة. كان شعرها الطويل منسدلا على كتفيها كالعادة، لكن نظرتها بدت أكثر وداعة من ذي قبل و هي تقول في أدب جم :
ـ آسفة على الإزعاج... لكنني في حاجة إلى بعض المساعدة...

بدا على راوية الاهتمام و هي تقول بسرعة :
ـ طبعا، طبعا... فيم يمكننا مساعدتك؟

خفضت الفتاة بصرها في حرج و هي تتمتم :
ـ في البداية أود الاعتذار عما بدر مني في المرة السابقة من كلام جارح... و ردة فعل عصبية... أنا آسفة حقا...

هزت راوية رأسها مبتسمة و هي تجيب في ود :
ـ لا بأس... أتفهم جيدا ردة فعلك...

ابتسمت الفتاة بدورها، ثم قالت في جدية :
ـ كنت أريد أن أسألك عن أحوال جاد...

بوغتت راوية بالسؤال، في حين واصلت الفتاة حديثها :
ـ علمت أنه وصل إلى البلد منذ فترة تزيد عن الأسبوع... و أنه قد أصيب في حادث ما و قضى بعض الوقت في المستشفى... لكن يبدو أنني علمت بذلك متأخرة، فحين ذهبت البارحة لزيارته في المستشفى وجدت أنه قد غادرها، و لم يترك عنوانا للاتصال به... فأردت أن أعرف منك أين يقيم في الوقت الحالي... و كيف هي صحته؟

نظرت إليها راوية في اضطراب و هي تقول :
ـ أنا آسفة حقا... و لكنني لا أعلم عن حاله أكثر مما تعلمين... فنحن لم نعد على اتصال كما كنا في السابق... و إن كنت على علم بحادثته إلا أنني لم أكن على علم بمغادرته للمستشفى... و لست أدري أين يمكن أن يقيم حاليا... بل أنني ظننته قد سافر إلى فرنسا مجددا...

أطرقت سارة مجددا ثم قالت في تفكر :
ـ لا أظنه سافر إلى فرنسا، فهو قد أصيب بعد فترة وجيزة من قدومه، و قضى وقتا طويلا في المستشفى... لذا لا أظنه تمكن من القيام بما جاء من أجله إلى هنا... و من منطلق معرفتي بجاد، يمكنني الجزم بأنه لن يسافر قبل أن ينهي مهمته...

حدقت فيها راوية في دهشة و هي تقول :
ـ أية مهمة تقصدين؟

ابتسمت سارة و هي تقول في مرح :
ـ لست أدري ما الذي جاء به... لكنني أتوقع أنه جاء لسبب ما... أليس كذلك؟ كما أنه لم يلتق بعد أيا من أصدقائه القدامى... و لا شك في أنه سيمر بهم قبل سفره! لذا أظنه في فترة نقاهة، في نزل ما...

التفتت إلى راوية في رجاء قبل أن تبتعد في خطوات واسعة :
ـ أرجو أن تعلميني إن وصلتك عنه أية أخبار... أكون جد شاكرة لك...

هزت راوية رأسها في بطء علامة الموافقة، و شيعنا بنظرات شاردة الفتاة و هي تختفي من خلال باب القاعة... ثم التفتت إلى راوية متسائلة في حيرة :
ـ هل تظنينه لا يزال هنا؟

لكن راوية لم تجب، بل بدت غارقة في تفكير عميق...




Eng : Heba 16-08-2009 11:14 AM

أكيد جاد لسا موجود ومش هيسافر غير بموافقه راويه علي الزواج منه
يلا ياساره كملي بلاش تشويق
قصتك عسل متابعه معاكي حلقه بحلقه
وجزاكي الله خيرا

Dr\heba 16-08-2009 02:07 PM

قصه روووووووووووووووعه يلا كملى بقى حاجه تلخبط الواحد مش عارف لو مكانهم حيعمل ايه خصوصا راويه بس بصراحه كلهم شباب زى الفل ربنا يرزقنا بحد زيهم يصونا ماعمد طارق ده انا حاسه انه اتغير عشان خاطر مرام مش زى جاد اللى اسلم وبعدين اتعرف على راويه لكن طارق العكس تحسى انه التزم بعد ماتعرف على مرام ودلوقتى اليوميات كلها حوالين راويه بالمناسبه انا حاسه ان مامته راويه مش مامتها لكن زوجة ابوها والله اعلم حنشوف بس انا حاسه بل متاكده ان جاد لسه موجود وحيخطب راويه ان شاء الله يلا كمللى بقلى

hermiony 16-08-2009 05:07 PM

ماشاء الله الحلقات فى غاية التشويق

اكملى فانا متابعه حقا تلك القصه

الله أعلم 16-08-2009 06:14 PM

يلا احنا مستنين الحلقات مميزة جدا وغاية فى المتعه اثابك الله عليها خيرا

ساره الالفي 16-08-2009 06:28 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبه7 (المشاركة 1504741)
أكيد جاد لسا موجود ومش هيسافر غير بموافقه راويه علي الزواج منه
يلا ياساره كملي بلاش تشويق
قصتك عسل متابعه معاكي حلقه بحلقه
وجزاكي الله خيرا


هو أكيد لسه مسافرش يا هبه زي ما ساره قالت
بس الله اعلم إذا كانت راويه هتوافق ولا لاء

إنتي اللي عسل يا هبه ربنا يكرمك تابعي معانا باقي الحلقات:039uw8:

ساره الالفي 16-08-2009 06:31 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hapyhopa (المشاركة 1505219)
قصه روووووووووووووووعه يلا كملى بقى حاجه تلخبط الواحد مش عارف لو مكانهم حيعمل ايه خصوصا راويه بس بصراحه كلهم شباب زى الفل ربنا يرزقنا بحد زيهم يصونا ماعمد طارق ده انا حاسه انه اتغير عشان خاطر مرام مش زى جاد اللى اسلم وبعدين اتعرف على راويه لكن طارق العكس تحسى انه التزم بعد ماتعرف على مرام ودلوقتى اليوميات كلها حوالين راويه بالمناسبه انا حاسه ان مامته راويه مش مامتها لكن زوجة ابوها والله اعلم حنشوف بس انا حاسه بل متاكده ان جاد لسه موجود وحيخطب راويه ان شاء الله يلا كمللى بقلى


فعلا يا hapyhopa هي حاجه تلخبط خصوصا إنهم بيتحطوا ف مواقف صعبه جدا جدا


بس موضوع مامة راويه ده :confused: معتقدش إنه صح
عموما تابعي مانا وإنتي تعرفي كل حاجه

ساره الالفي 16-08-2009 06:34 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hermiony (المشاركة 1505612)
ماشاء الله الحلقات فى غاية التشويق

اكملى فانا متابعه حقا تلك القصه


حبيبتي hermiony منوووووره اليوميات

ساره الالفي 16-08-2009 06:35 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الله أعلم (المشاركة 1505745)
يلا احنا مستنين الحلقات مميزة جدا وغاية فى المتعه اثابك الله عليها خيرا


جزانا الله وإياك أخي الفاضل

المسلمة الرقيقة 16-08-2009 10:48 PM

معلش اتاخرت عليكي في الرد
بس الموضوع بقي متلخبط علي الاخر وبذات موقف مامت رواية
ياريت تبقي سريعة كدة علطول :d:dومتشوقيناش
هههههههههههههههههههههههه
بس بجد القصة اصبحت اكثر تشووووووووووووووووووووووويقا

الفتاة العربية 17-08-2009 01:47 AM

يلا احنا مستنين دايما اخر اخبار مرام رواية وطارق وجاد وكل الاشخاص الموجودين يلا
متشوئيناش كتيييييييييير كده انا كل يوم على المنتدى علشان خاطر اعرف باقى القصة

مع خالص تحياتى
الفتاة العربية

Dr\heba 17-08-2009 01:54 PM

يلا بقى كملى شوقتينا

asma22 17-08-2009 02:07 PM

أين ذهبتى يا سارة
وكالعادة تركتينا عند نقاط فاصلة ومشوقة ومازال البحث عن سارة والحلقات مستمر لحين ظهورها

ساره الالفي 17-08-2009 04:24 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسلمة الرقيقة (المشاركة 1506405)
معلش اتاخرت عليكي في الرد
بس الموضوع بقي متلخبط علي الاخر وبذات موقف مامت رواية
ياريت تبقي سريعة كدة علطول :d:dومتشوقيناش
هههههههههههههههههههههههه
بس بجد القصة اصبحت اكثر تشووووووووووووووووووووووويقا

أهلا أهلا بالمسلمة الرقيقه
مامة راويه الحمدلله خلاص بقت صاحبتها زي راقيه أختها يعني الحمدلله مشكلتها إنتهت
ومعاكي حق القصه أصبحت أكثر تشويقا لإنها قاربت على الإنتهااااااء:frown:

ساره الالفي 17-08-2009 04:27 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفتاة العربية (المشاركة 1506905)
يلا احنا مستنين دايما اخر اخبار مرام رواية وطارق وجاد وكل الاشخاص الموجودين يلا
متشوئيناش كتيييييييييير كده انا كل يوم على المنتدى علشان خاطر اعرف باقى القصة

مع خالص تحياتى
الفتاة العربية

أهلا بالفتاه العربيه نورتي اليوميات

وإن شاء الله تعرفي باقي القصه وتعجبك بإذن الله وتستفادي من إيجابية مرام وراويه:redface:

ساره الالفي 17-08-2009 04:29 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hapyhopa (المشاركة 1507764)
يلا بقى كملى شوقتينا


حاضر من عنيا والله هكمل أهووووووووووووو:d

ساره الالفي 17-08-2009 04:30 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة asma22 (المشاركة 1507783)
أين ذهبتى يا سارة
وكالعادة تركتينا عند نقاط فاصلة ومشوقة ومازال البحث عن سارة والحلقات مستمر لحين ظهورها


موجووووووده والله يا أسماء :blush::blush:

ساره الالفي 17-08-2009 04:32 PM


ـــــــــ*×*ـــ((3))ـــ*×*ـــــــــ





استيقظت هذا الصباح و على شفتي ابتسامة واسعة تنبض سعادة و إشراقا... تمططت في تكاسل ثم مسحت وجهي بكفي و تمتمت : الحمد لله الذي أحيانا بعد أن أماتنا و إليه النشور... ثم قفزت من الفراش و سارعت إلى إعداد نفسي، فيوم حافل ينتظرني! نعم، إنه يوم انتظرته منذ زمن طويل

فاليوم يقدم طلاب السنة الخامسة عرضا مميزا طوال النهار استعدادا لتوديع الكلية بعد زمن قصير... صحيح لم تنته السنة الدراسية بعد، لكن النهاية باتت وشيكة. و في هذا اليوم يملأ الطلبة ساحة الكلية بعدد من الفضاءات المخصصة لعروض صغيرة ينظمونها رفقة الدكاترة و الأساتذة المشرفين، و تتناول في معظمها شروحات طبية لبعض الأمراض أو تجسيمات صنعت يدويا لبعض مناطق الجسم مع تبيين لكيفية عمله بصفة طبيعية... و مثل هاته العروض تكون فرصة لطلبة للتنفيس عن مواهبهم الخفية، سواء في الرسم و التشكيل، حيث يصنع كل طالب مجسمه بمفرده أو في مجموعات، أو في العرض و الإلقاء... و هاته العروض موجهة أساسا لطلبة السنوات الأولى و إلى الأولياء أيضا و تفتح لعموم المشاهدين في محاولة لتقريب المفاهيم الطبية المعقدة من عقول عامة الناس من غير المختصين في الميدان...




كانت دالية قد أسرت إلي منذ بضعة أيام بأن حسام يعد مفاجأة لهذا اليوم، حيث عمل طويلا على صنع مجسمه الخاص، خاصة في الأيام الأخيرة مع اقتراب الموعد... لكن اللئيمة رفضت أن تدلي إلي بأية تفاصيل إضافية و اكتفت بغمزة من عينها و ابتسامة و هي تقول : ستكتشفين بنفسك حين يحين الوقت!
و ها قد حان الوقت أخيرا!


دخلت المطبخ فوجدت الفطور جاهزا على المائدة، ابتسمت ثم وضعت لقمة في فمي و هتفت بفم مملوء :
ـ أمي... هل أنت جاهزة؟


سترافقني أمي اليوم... فأبي دائم الانشغال و لم يرافقني يوما منذ صغري إلى أية تظاهرة في المدرسة أو المعهد، ناهيك عن الكلية! حتى حين كنت أتسلم جوائز و شهادات تقديرية، فإنه كان دائما مشغولا و مرتبطا بمواعيد مهمة!! كان الله في عونه


رمت أمي إلي بمفاتيح السيارة :
ـ أخرجي السيارة من المرآب... سأكون جاهزة خلال ثوان!


التقطت المفاتيح و سارعت بتنفيذ الأوامر... ضغطت على المنبه بضع مرات، فخرجت أمي من المنزل مهرولة و على شفتيها ابتسامة اعتذار :
ـ هيا انزلي و اركبي من الجانب الآخر...


عقدت حاجبي في دهشة :
ـ و لم؟ سأقود أنا إلى الكلية!


ـ انزلي و كفاك عنادا... أنا أمك، و أنا آخذك إلى الكلية... يعني أنا من يجب أن يقود!


تنهدت في انزعاج و فتحت الباب في تذمر... أردت أن يراني حسام و أنا أقود السيارة... أردت أن أثبت له بأنني تحسنت و صارت قيادتي جيدة في الفترة الأخيرة... فالصورة التي ظلت في مخيلته عني ليست مطمئنة بالمرة!


وصلنا إلى باب الكلية الذي كان مفتوحا على مصراعيه لاستقبال الزائرين في هذا اليوم المميز من السنة و كانت الجموع تتوافد زرافات و وحدانا و تتفرق في الساحة و تندمج مع العروض القائمة... قفزت من السيارة فرأيت غير بعيد عني راوية تقف مع والدتها و أختها الصغرى منال فلوحت لها من بعيد، ثم التفتت إلى أمي التي كانت لاتزال تحاول تعديل وضعية السيارة في وضعية الوقوف. قلت مستعجلة :
ـ هيا يا أمي... ستفوتنا العروض!


نظرت إلي و هي تبتسم :
ـ انتظري... ألا ترين أن المكان ضيق و أنني بالكاد استطعت ركن السيارة! ثم لا تقلقي لن يفوتك شيء، فالعروض تعاد على امتداد اليوم و يمكنك حضور عرضك المميز أكثر من مرة إن شئت!


طبعا... فأمري مكشوف أمام والدتي العزيزة التي حضرت معي سابقا عروض هذا اليوم في السنوات الماضية، و لم تر مني من قبل مثل هاته اللهفة و الشوق لحضور العروض!!
اقتربت من راوية التي اتسعت ابتسامتها عند رؤيتي و هي تهمس :
ـ هل وصلت دالية؟


همست إليها بدوري :
ـ لست أدري... لم تصلني منها رسالة هذا الصباح... كما أنني لم أرها منذ أيام!


سلمت على والدة راوية ثم نظرت إلى أمي و قلت :
ـ سآخذ راوية قليلا... و نترككما على راحتكما... تمتعا بالعروض!


ابتسمت والدة راوية و هي تقول :
ـ بل الأحرى أن تقولي : اتركانا على راحتنا حتى نستمتع بيومنا!


احمر وجهي قليلا و تشاركنا الضحك في مرح. في حين اقتربت مني منال و هي تقول في رجاء :
ـ خذاني معكما!


نهرتها راوية في ضيق :
ـ منال... ابقي مع أمي، فأنا لا يمكنني أن أهتم بك... سنلتقي بأصدقاء كثيرين و سيكون شكلك مضحكا بيننا!


لكن منال تمسكت بكفي في عناد و هي تقول :
ـ أرجوك مرام... اتركاني معكما... و أعد بأن لا أضايقكما في شيء... سأظل هادئة طوال اليوم... أرجوكما!


ابتسمت و أنا أتبادل مع راوية نظرة صامتة التي بدت متضايقة :
ـ حسن... فلنأخذها معنا يا راوية... فهي وعدت بأن تكون فتاة هادئة و عاقلة!


تمتمت منال مؤكدة و هي تشد راوية من ثوبها :
ـ نعم، أعدكما...


زفرت راوية في استسلام و هي تقول :
ـ حسن... أمري إلى الله... تعالي... أمي نراكما لاحقا!


قفزت منال في سعادة و هي تقف بيننا و تمسك بكف كلا منا و تقدمنا نحو الساحة معا...


كان قلبي يدق بشدة و أنا أتلفت في أرجاء الساحة علني ألمح وجها مألوفا... وجها لم أره منذ أسبوع مضى، و هي فترة كافية لأشتاق إلى رؤيته جدا!


انتبهت على صوت راوية و هي تقول مبتسمة :
ـ ألا تباركين لي؟


التفتت إليها في استغراب و أنا أقول :
ـ مبارك إن شاء الله... و لكن علام؟


ضربتني على كتفي ضربة خفيفة و لكنها موجعة و هي تهتف :
ـ يا لقلة انتباهك يا فتاة! فيم أنت سرحانة؟!


أمسكت بكفها بسرعة مستطلعة، ثم أطلقتها و أنا أتنهد ثم هتفت :
ـ أفزعتني! ظننت أنك خطبت دون علمي! لكن إن لم يكن هنالك خاتم، فإلام تريدين مني أن أنتبه؟


عقدت راوية ذراعيها أمام صدرها و هي تقول :
ـ يا ذكية... عودي بذاكرتك سنة كاملة... في مثل هذا اليوم من السنة الماضية... ألا تلاحظين الفرق؟


عقدت حاجبي في تفكر و أنا أحاول أن أسترجع ما حصل السنة الماضية، لكنني بعد برهة قصيرة هتفت في ضيق :
ـ هل تنتظرين مني أن أتذكر كل تفاصيل هذا اليوم السنة الماضية؟! حرام عليك يا راوية! أفصحي و لا تجعلي صبري ينفد!


تنهدت راوية في يأس و هي تقول :
ـ لم أطلب منك أن تتذكري كل تفاصيل اليوم، بل أن تتذكري شيئا يخصني!


و لما لاحظت أنني لا أتقدم في اتجاه الحل المطلوب جذبت منال من كفها و وضعتها أمامي و هي تقول مبتسمة :
ـ و الآن... إليك هذا التلميح!


تطلعت إليها في استغراب :
ـ تلميح؟؟ هل منال تلميح؟!!


هزت رأسها علامة الإيجاب فتملكتني الحيرة و أخذت أفكر بصوت عال :
ـ منال... طفلة... أمراض الأطفال؟ هل لذلك علاقة؟ و لكنني لا أفهم!
زمجرت راوية في غضب و يأس من فهمي البطيء ثم قالت متمالكة نفسها :
ـ هل كانت منال معي السنة الماضية؟


فكرت للحظة ثم قلت في هدوء :
ـ لا!


ابتسمت راوية و هي تقول مواصلة :
ـ جيد... بدأت تستوعبين! هل كان معي شخص آخر؟


رفعت عيني إلى السماء و أنا أحاول تخيل من كان معنا في ذاك اليوم، لكن راوية لم تمهلني بل صرخت في نفاد صبر :
ـ يا غبية! ألا تلاحظين أن أمي تأتي معي إلى الكلية للمرة الأولــــــــــــــــــــى!!!


آه... نعم... صحيح... ارتسمت ابتسامة بلهاء على شفتي و قد تذكرت مشكلة راوية مع والدتها... كيف فاتني الأمر؟؟! والدة راوية لم تصحبها و لا مرة إلى الكلية... والدها كان يرافقها أحيانا... لكن والدتها أبدا!


عانقت راوية بسرعة و أنا أهتف :
ـ مبارك عليك يا حبيبتي... ألف مبروك! و أخيرا تصالحت مع أمك... إنه لتقدم ملحوظ! أخبريني بسرعة كيف حصل هذا بمثل هاته السرعة؟؟


ابتسمت راوية في هدوء و قد اختفت التكشيرة التي كانت تملأ و جهها المسالم منذ لحظات بسبب غياب ذكائي في الفترة الماضية! و هو ما يحصل معي حين أكون مشغولة البال، فلا أنتبه إلى ما يدور حولي، ما عدا الأمر الذي يشغلني!


ـ حصل كل شيء بسرعة... كان ذلك منذ ثلاثة أيام فقط، حين غادرتنا راقية...


انتبهت حينها إلى منال التي كانت ترفع رأسها إلى راوية في فضول و تستمع إلى ما تقوله باهتمام... فانحنت نحوها و أعطتها قطعة و نقدية و هي تقول :
ـ منال... اذهبي و اشتري لي علبة عصير...


ثم أشارت إلي المشرب على بعد خمسين مترا من موقفنا... بدا على منال الاستياء و التأفف، و كأنها تريد الاستماع إلى باقي القصة... لكنها أخذت النقود من يد أختها و انطلقت في خفة... ابتسمت راوية و هي تواصل حديثها :
ـ قلت لك أن وجود راقية خفف كثيرا من أجواء البيت المتوترة... لكن يوم سفرها، أحسست بغيوم الحزن عادت تظللنا، و عادت أمي إلى سالف عهدها من العصبية و نفاد الصبر! لكنني حينها كنت قد قررت أن هذا الحال لا يجب أن يستمر، و لم أرض بأن تتواصل التعاسة أكثر...


قلت مشجعة :
ـ هااااا... و ماذا فعلت؟


اتسعت ابتسامة راوية و هي تقول في براءة :
ـ تصدقين... لم أفعل شيئا ذا بال... كانت أمي تجلس في غرفتها وحيدة و قد بدا عليها الضيق... دخلت عليها ففوجئت و سألتني عما أريد... و لم أحس بنفسي إلا و قد ارتميت في أحضانها و أنا أعدها بأنني سأعوض عنها غياب راقية، و أنني أنا أيضا ابنتها التي يمكنها الاعتماد عليها... أحسست بدهشتها في البداية، لكنها سرعان ما ضمتني إليها، و بكينا روحا من الزمن... ثم كانت بداية جديدة!


عانقت راوية من جديد في سعادة بالغة... لم تكن المشكلة تحتاج سوى خطوة إيجابية واحدة من كلا الطرفين... كانت منال قد عادت تحمل علبة العصير و جرت إلى أختها تمدها إليها... ربتت راوية على رأسها في حنان و هي تقول :
ـ إنها لك يا حبيبتي... اشربي بالهناء و الشفاء...


لم تصدق منال عينيها لوهلة، لكنها سرعان ما استعادت العلبة في سرور و أخذت تمشي في بطء خلفنا كأنها تخشى أن تطلب إحدانا مشاركتها!


أما أنا فقد كانت عيناي لا تتوقفان عن الدوران في أرجاء المعرض، و لا تستقران على شيء... و قد بدا لي أننا جبنا الساحة كلها و لم تقع عيناي على الشخص المفقود...
لاحظت راوية شرودي و قلقي، و كانت هي الأخرى تشاركني بحثي في صمت... و لما بدا لها أنه لا فائدة من مواصلة البحث، نظرت إلي و هي تقول :
ـ هل اتصلت بدالية؟


ـ سأتصل بها فورا...


تناولت هاتفي الجوال و طلبت رقم دالية في سرعة. جاءني صوتها بعد بضع رنات و فيه نبرة من الحزن لم تخف علي. عاجلتها في قلق :
ـ دالية... أين أنت؟ أبحث عنك منذ نصف ساعة!


ردت دالية في هدوء :
ـ في البيت...


اتسعت عيناي دهشة :
ـ في البيت؟ و ماذا تفعلين في البيت؟ ألا تأتين إلى المعرض؟


كنت أريد أن أسألها عن مكان حسام، لكنني تريثت. أجابت :
ـ لا أريد...


ازدادت شكوكي و مخاوفي فهتفت في لهفة :
ـ دالية... هل حصل شيء في البيت؟


ترددت دالية للحظات ثم قالت :
ـ حسام لن يأتي إلى المعرض...


ـ لماذا؟ و ماذا عن تصميمه؟


ـ التصميم تحطم... و حسام في حالة سيئة منذ البارحة، أغلق على نفسه الغرفة و لا يكلم أحدا


عقدت الدهشة لساني :
ـ تحطم؟ كيف؟ ما الذي حصل؟


أحسست بتوتر دالية من الطرف الآخر من الخط، لكنها همست :
ـ أحادثك لاحقا مرام... يجب أن أذهب الآن...


أغلقت الخط و قد أحسست فجأة برغبة ملحة في البكاء... و بمغادرة المعرض قبل كل شيء... نظرت إلي راوية في استفسار :
ـ هل أنت على ما يرام؟ ماذا قالت لك دالية؟


لكنني لم أجب سوى بعبارة واحدة :
ـ راوية... أريد أن أذهب من هنا!



ساره الالفي 17-08-2009 04:36 PM


ـــــــــ*×*ـــ((4))ـــ*×*ـــــــــ





جلست في غرفتي و قد بلغ مني القلق مبلغه و أنا أنتظر اتصال دالية... وعدتني بأن تفسر لي كل ما حصل البارحة... لكنني كنت قلقة، إحساسي يخبرني بأن القصة ليست مجرد تصميم تحطم، بل أن الحكاية أكبر بكثير!

كنت أطالع هاتفي في انتظار و ملل حين سمعت دقات على باب غرفتي... فتحت الباب في ضيق، و للمفاجأة كان وجه دالية يطل من الفتحة! عانقتها و أخذتها من يدها لنجلس على السرير. كانت علامات الحزن و القلق جلية على وجه دالية هي الأخرى... بادرتها في لهفة :
ـ أخبريني دالية... هل حصل شيء مع حسام؟ كيف تحطم التصميم؟!

ابتسمت في حزن و هي تهمس :
ـ لن تصدقي إن قلت لك أن... حسام حطمه بنفسه!

اتسعت عيناي دهشة و قلت في غير تصديق :
ـ كيف و لماذا؟؟ ألم يقضي أياما طويلة في صنعه؟ فلم فعل ذلك؟ ما المشكلة يا دالية؟؟

تنهدت دالية و هي تقول :
ـ كان في حالة نفسية سيئة... فأفرغ جام غضبه على التصميم!

شهقت في ارتياع :
ـ قولي ما به؟ ما بها حالته النفسية؟

لوحت دالية بكفها في ضيق :
ـ تشاجر مع أبي و كانت بينهما مشادة كلامية... فخرج حسام من عنده و أعصابه متعبة... و كان لتصميم هو أول ما وقعت عليه عيناه فقذفه إلى الحائط في عنف!

بدت على ملامحي علامات الحيرة و الاستغراب : تحسم تحصل له مشادة كلامية مع والده؟؟ لا أصدق! فهو شاب هادئ و رصين, لا أصدق أنه يتشاجر مع أي كان، فضلا عن والده!!

كانت نظراتي تحث دالية على المواصلة و التوضيح... ما الذي جعل حسام ينفعل إلى تلك الدرجة؟ لكن دالية لبثت مطرقة و قد بدا التردد في عينيها...

ـ دالية تكلمي... ما الذي حصل بالضبط؟!!

و بصوت كالهمس نطقت دالية :
ـ حسام فاتح والدي من جديد بخصوص موضوعكما...

اشتد وجيب قلبي و أنا أنصت إليها في اهتمام
ـ كان يريد أن يتقدم بصفة رسمية مباشرة بعد الانتهاء من امتحانات آخر السنة... و قد أراد أن يضع أبي في الإطار حتى لا يعارضه في اللحظات الأخيرة... لكن ما حصل هو أن المعارضة كانت منذ البداية!

كنت أشعر بالخيبة، و أنا أتابع كلامها في وجوم...

ـ أبي يعتقد بأن حسام لا يزال صغيرا بعد... و كما تعلمين فإن أبي كان مسافرا حين التقى حسام بوالدك في المرة الماضية... و أبي لم يكن مؤيدا للارتباط الفوري، و إن كان استحسن أن يكون والدك على علم بوجود علاقة ما بينكما حتى لا يعتقد والداك بأنه يلهو، و كان مسرورا من جدية حسام... لكنه في نفس الوقت لم يكن موافقا على ارتباط رسمي بهاته السرعة، أو بالأحرى في هاته السن!!

عاجلتها في دهشة :
ـ و لكنه كان موافقا على ارتباطك بوليد و أنت في هاته السن!! فلم يعارض ارتباطي بحسام؟؟

تنهدت داليه و هي تقول :
ـ بالنسبة إلى والدي وضعية البنت مختلفة عن وضعية الولد... فهو كان موافقا على وليد لأنه يراه ناضجا و عاقلا و ذا تجربة غنية في الحياة لتغربه و سفره المتواصل ثم عمله و استقلاليته المادية و المعنوية من عائلته... أما حسام فهو يراه قليل التجارب... لم يتم دراسته بعد، و أمامه طريق طويل حتى ينهي تخصصه و يشرع في العمل الفعلي... لذلك فهو يرى أن الارتباط الآن مستعجل جدا... و قد يكون سببا في تعطيل سير دراسته!

ـ تعطيل سير دراسته؟؟

ابتسمت دالية و هي تقول :
ـ نعم... أنت تعلمين أن المخطوبين ينشغلان كثيرا بالمكالمات و اللقاءات و الترتيبات و النقاشات و ما إليها... و أبي يرى أن كل تلك التفاصيل الجديدة ستربك مسار حسام الدراسي... و هو يضع كل أمله في تفوق حسام و تميزه... و لا يريد لأي شيء كان... أو أي شخص كان... أن يفسد عليه ذلك!!

كنت أحس بضيق شديد... كيف يمكن أن يفكر بأنني قد أكون سببا في تعطيل حسام عن دراسته و تراجع نتائجه؟؟ فقد كانت علاقتي بحسام في الفترة الأخيرة حافزا للعمل و الاجتهاد... لأنني أريده أن يكون فخورا بي و أريد أن أدخل السعادة على قلبه حين يعلم بأنني تميزت في دراستي... و هو أيضا كان كذلك... ينقل إلي أخبار دراسته في حماس... بل أن تشوقه لانتهاء السنة الدراسية كان كبيرا، لأن والدي اشترط عليه أن ينهي الدراسة النظرية قبل أن يتحدثا في أمر الخطبة الرسمية! فكيف تكون علاقتنا عامل تعطيل؟!!

ربتت دالية على كفي في مواساة و كأنها أحست بما يختلج في صدري من مشاعر، و هي تقول :
ـ هوني عليك... لازال هنالك بعض الوقت لانتهاء السنة الدراسية... و أعلم أن حسام لن ييأس و سيحاول التحدث إلى والدي من جديد... لذا لا تقلقي...

تنهدت في أسى... مسكين حسام... حتى أنه ضيع تعبه في إنجاز التصميم... و ضيع فرحته بهذا اليوم المميز... تمتمت أخيرا في قلق :
ـ و كيف حال حسام الآن؟

ـ أعصابه مشدودة... يصرخ لأتفه الأسباب... و لا يتحدث إلى أبي منذ البارحة...


انصرفت دالية، فسارعت بالاتصال براوية لأخبرها بما حصل معي...
ـ مرام... لا تشغلي بالك كثيرا... الوقت لا يزال مبكرا على الحديث في هذا الموضوع... و إن شاء الله سيلين قلب والد حسام و يوافق...

تنهدت للمرة الألف في هذا اليوم و أن أهمس :
ـ أرجو ذلك من كل قلبي... و لكنني قلقة على حسام...

همست راوية في خبث :
ـ طبعا... المشاركة الوجدانية!

هتفت في ضيق :
ـ راوية لست أمزح! أخاف أن تهتز معنوياته و لا يركز كما ينبغي على امتحانات آخر السنة!

قالت راوية مطمئنة :
ـ لا تخشي شيئا... حسام عاقل و واع تماما... لن يدع مثل هاته التفاصيل تؤثر على مردوده الدراسي... كما أن تراجع نتائجه ستكون حجة ضده أمام والده... و سيتهمه بأن انشغل بالتفكير في الارتباط و لم يعط دراسته حقها... و حسام أذكى من أن يترك لوالده مجالا لاتهامه من جديد...

تنهدت من جديد :
ـ معك حق... لكنني لا أتحمل أن تحصل له مشاكل مع والده بسببي!

ـ لا تلومي نفسك... فكل ما حصل ليس بسببك... لأن حسام طرف في الموضوع مثلك تماما... و لا تنسي أنه هو الطرف الفاعل، أي أنه من فاتحك و تقدم إليك و طلب لقاء والدك... يعني أنك لم تفعلي شيئا و لم تدفعيه إلى التسريع بالارتباط...

قاطعتها في ضيق :
ـ و هل ترينه أخطأ حين أراد أن يكون كل شيء بيننا واضحا و على بينة؟؟

ـ لا أبدا... لم أقصد ذلك... و لكن، ربما كان عليه أن يتحدث إلى والده من البداية، حتى لا يصطدم بمعارضته في مرحلة لاحقة! و لكن المسكين، كان خائفا من أن تضيعي من بين يديه ! فلم يتردد لحظة واحدة و لم ينتظر مشاورة أحد!

احمر وجهي خجلا و لم أنطق بكلمة، فانفجرت دالية ضاحكة و هي تتخيل الشكل الذي آل إليه وجهي ثم قالت :
ـ مرام حبيبتي... أنت في حاجة إلى تغيير الجو... ما رأيك في نزهة صغيرة، بعد أن ضيعت علينا متعة الفرجة على المعرض!

ابتسمت في حرج و أنا أذكر حالة راوية التي تركت أمها و أختها الصغرى منال في الكلية و أوصلتني إلى المنزل بعد أن استبد بي القلق... و بينما كنت في انتظار اتصال دالية، عادت أمي إلى المنزل. لم تدم فرجتها على المعرض طويلا، فهي كانت ذاهبة بالأساس لاصطحابي... لكن منال كانت تريد المكوث أكثر، فبقيت معها كل من أمي و والدة راوية للتتسليا بالأحاديث في انتظار أن تمل منال من المعرض الذي لم تكن تعي شيئا مما يدور فيه، عدا الأشكال و الألوان بطبيعة الحال!


تمشينا سوية عبر الشوارع في مركز المدينة و نحن نجول بأبصارنا حول واجهات المحلات... ثم تناولنا كأسي عصير في أحد المطاعم الصغيرة، و قفلنا راجعتين... لكن راوية أصرت على اصطحابي إلى منزلها!
فأطعتها على مضض...

وصلنا إلى منزل راوية... فحانت مني التفاتة إلى المنزل القريب الذي رأيت سهير واقفة عنده منذ أكثر من أسبوعين... و لوهلة، هيئ إلي بأنني ألمح خيالا طويلا يقف خلف ستارة النافذة المطلة على الشارع! تسارعت دقات قلبي، و تبعت راوية إلى الداخل و أنا أشعر بالارتباك و التوتر...

و ما إن دخلنا إلى غرفة راوية و أغلقنا خلفنا الباب، حتى فتح من جديد بقوة في حركة مفاجئة، استدرنا في دهشة فطالعنا وجه منال البريء و هي تلهث من الانفعال و هتفت بين أنفاسها المتلاحقة :
ـ العريس هنا!

تبادلت و راوية نظرات صامتة و قد بدا علينا عدم الاستيعاب، فقد مررنا على قاعة الجلوس و لم يكن هنالك أحد... فتابعت منال في حماس :
ـ لقد وصل منذ أكثر من ساعة و هو يجلس إلى والدي في الحديقة الخلفية!

تزاحمت الأفكار في رأسي... طارق؟ هل يكون فعلها و عاد من جديد؟!! أم أن جاد لم ييأس بعد؟؟ أم تراه عريسا جديدا لا علمي لي به؟؟

و قبل أن تتحول الأفكار إلى كلمات، كانت منال قد اختفت في سرعة مثلما ظهرت...




ساره الالفي 17-08-2009 04:38 PM


ـــــــــ*×*ـــ((5))ـــ*×*ـــــــــ




كان الحدث أكبر من أن يسكت عنه أو يمر مر الكرام
كان يجب أن نحتفل... و راوية دعتنا إلى مطعم في وسط المدينة حتى نحتفل معا، و نشاركها فرحتها بهذا اليوم المميز الذي لم نظنه سيأتي! و لكنها لعبة القدر... يضعنا دائما في مواقف لا نتوقعها...

همست دالية في سعادة و هي تطالع قائمة الأطعمة الموضوعة على الطاولة :
ـ أنبهك إلى أنني سآكل اليوم كما لم آكل من قبل!

ضحكنا في مرح و أجابت راوية في لامبالاة :
ـ لا عليك يا عزيزتي... بالهناء و الشفاء...

ثم أضافت متظاهرة بالقلق :
ـ لكنني أخاف أن يزداد وزنك بصفة ملحوظة و تخسري المجهودات الجبارة التي بذلتها طوال الشهور الطويــــــــــلة الماضية، للحفاظ على رشاقتك و جمال قامتك...

حدجتها دالية بنظرة ثابتة عنيدة :
ـ قولي ما يحلو لك... لكن ذلك لن يمنعني من طلب كل ما أشتهيه... طالما أنه على حسابك... كما أنك ستدفعين الثمن غاليا... لأنك أخفيت عني كل هاته القصص و المغامرات كل هذه المدة!

ثم قرصتني في ذراعي في حدة و هي تهتف :
ـ و أنت أيضا يا مرام... تخفين عني كل هذا... و تتآمران من ورائي! طيـــــــــب، سأريك يا خطيبة أخي المستقبلية... لن تمر المسألة دون حساب...

رفعت يدي أمامها في استسلام و أنا أشير بعيني إلى راوية : هي المسؤولة!

فاستمرتا في عراك و تناوش إلى أن هتفت موقفة حوراهما الطفولي :
ـ ألن تتوقفا الآن؟ أريد أن أعرف كل التفاصيل...

ثم التفتت إلى راوية التي أشرق وجهها بابتسامة غاية في الرقة و الجمال :
ـ بسرعة... هات ما عندك...

هزت راوية كتفيها و هي تعيد الجملة التي سمعتها منها ذاك اليوم طوال فترة المحاضرات الصباحية... عشرات، بل مئات المرات :
ـ والدي وافق على خطبتي لجاد...

أشرت لها بعيني أن واصلي، ثم هتفت :
ـ كيف؟

لم أكن أتوقع أن جاد سيعيد المحاولة و سيتقدم لخطبة راوية من جديد، بعد تلك المواقف المحرجة التي حصلت، و بعد رفض والديها القاطع، و العراك مع طارق... و خاصة بعد غيابه الذي طال، مما لم يدع مجالا للشك بأنه قد سافر إلى فرنسا و استسلم إلى أن حكايته مع راوية يجب أن تصبح طي النسيان!

ابتسمت راوية ابتسامة حالمة و هي تقول :
ـ جاد عاد لزيارتنا مرة أخرى... البارحة... دون أن يعلمني كالعادة بما عزم عليه... تحدث إلى والدي طويلا... و أجاب باستفاضة عن كل تساؤلاتهما... و الحقيقة هي أن أكثر ما أثار إعجاب والدتي في شخصيته هي صراحته و استقامته... لم يخف عنهما أن والديه معارضان لارتباطه بفتاة من بلد آخر... و مسلمة أيضا... لكنه لم يعد يبالي، لأن إسلامه صار أهم شيء في حياته، و إن كان يرجو الهداية لعائلته، و يحاول أن يحافظ على برهما مهما عارضاه، إلا أن مسألة ارتباطه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يخضعها لرغباتهما...

تنهدت دالية في شفقة :
ـ كان الله في عونك يا جاد!

ربتت على كتفها لأسكتها و هتفت في راوية في نفاد صبر :
ـ أفصحي... هات المفيد!

لكزتني دالية بمرفقها و هي تقول في احتجاج :
ـ دعيها تتكلم براحتها... و لدينا وقت الغداء كاملا لتتحدث بكل التفاصيل... لا تخافي... لن تقوم من هنا حتى تشرح كل شيء...

ضحكت راوية ضحكتها الرقيقة التي افتقدتها في الأسابيع الماضية... و لكن الحمد لله، باب السعادة فتح أمامها من جديد... و على مصراعيه! حدثان في يوم واحد... رضاء أمها عنها... و خطبتها لجاد! أمر لا يصدق...

ـ حسن... جاد كان قد ذهب منذ أيام للقاء والدي في مكتبه... و قد أقنعه بأن يمنحه فرصة جديدة لإقناعه بأنه الشخص المناسب... لي...

احمرت وجنتا راوية في حياء و هي تهمس بتلك الكلمات...

ـ و بدا أن والدي تأثر بكلامه و بتمسكه بموقفه، فحدد له موعدا، في البيت... و كان ذاك الموعد هو مساء البارحة... و في الأثناء، طلب من بعض أصدقائه السؤال عنه في الكلية و بعض المعارف، حيث كان يقيم قبل سفره... و رغم أنه كان مسيحيا حينها، إلا أن كل من عرفه أثنى على أخلاقه... و كانت مفاجأة بالنسبة للكثيرين ممن لم يعلموا بإسلامه حين عرفوا بالخبر!... لم أتوقع أن أمي ستتقبله بصورة مختلفة عن المرة الماضية... فأنا أعلم أن والدي لم يكن معترضا على الشخص في حد ذاته، بل على ظروفه... لكن أمي كانت معارضة تماما و رافضة للحوار معه... و لكن سبحان الله! فقد استقبلته البارحة بحفاوة و تحدثت معه بتفهم... و في النهاية أبلغوه بأنهما لا يعترضان على إتمام الخطبة... حتى يزورنا، و نتعرف عليه أكثر...

سكتت راوية فجأة حين وصلتها رسالة على هاتفها الجوال، فابتسمت في سرور واضح و هي تقرأها بعينين نديتين، ثم تنهدت في ارتياح. رفعت عينيها إلينا لتجد زوجين من العيون يرمقانها في فضول! فأعادت الهاتف إلى حقيبتها و هي تقول :
ـ جاد... وصلت طائرته إلى باريس...

رفعت دالية حاجبيها دهشة و هتفت :
ـ كأنه كان ينتظر الانتهاء من هاته المهمة ليسافر مباشرة!

ضحكت راوية و هي تقول مدافعة :
ـ لقد تأخر كثيرا عن دروسه... فالعطلة انتهت منذ زمن... لكن إصابته ووو...

لوحت بكفها دون أن تكمل الجملة ثم أردفت :
ـ ... كل ذلك أخره... و كان يجب أن يسافر...

انحنت دالية نحوها في خبث و هي تهمس :
ـ و ماهو شعورك الآن... بعد أن سافر حبيب القلب؟

ثم رفعت عينيها إلى السقف و هي تضم كفيها إلى صدرها في حركة مسرحية مؤثرة، ثم أخذت تهمس في صوت حزين :
ـ آه... جاد... لماذا تركتني وحيدة؟!... هنت عليك يا جاد... تتركني بعد أن استقرت حالنا أخيرا!... أحتاجك إلى جانبي!

أمسكت بطني و أنا أضع جبيني على الطاولة لأكتم ضحكة قوية كادت تفلت مني... في حين أخذت راوية القصاصة التي كتبت عليها قائمة الطعام و راحت تكيل الضربات لدالية في غيظ!

هتفت حين تذكرت شيئا شغل تفكيري لفترة من الزمن :
ـ راوية... ألم تسألي جاد عما حصل بينه و بين طارق في تلك المرة؟

بدا على راوية الضيق حين ذكرت اسم طارق... طارق الذي انسحب من حياتها كأنه لم يكن يوما يريد الارتباط بها... سافر دون أن يعلمها بقراره و دون أن يسألها عن رأيها... ببساطة، كأنه لم يتقدم لخطبتها...

لكنها عقدت حاجبيها بسرعة و هي تقول :
ـ لم يخطر ببالي أن أفتح معه الموضوع من جديد... لكن إن شئت سأسأله حين تسمح الفرصة...

رن هاتفي الجوال... طالعت الرقم ثم أجبت في برود :
ـ أهلا حنان... كيف حالك؟

جاءني صوت حنان رقيقا دافئا :
ـ أنا بخيـــــــــــر... كيف حالك أنت يا عزيزتي!

رفعت حاجبي دهشة... ما بالها حنان تحدثني بهاته الطريقة الغريبة؟!
استطردت بسرعة قبل أن أعلق و هي تقول :
ـ أردت أن تكوني أول من أدعوه لحفل خطبتي الأسبوع المقبل... بما أنك... سبق و تعرفت على نبيل!

تذكرت تلك الحادثة حين رأيتها في محل الحلويات... فهمهمت مباركة لها و شاكرة على التميز الذي منحتني إياه بأن أكون أول من يعلم! ثم قلت مستغربة :
ـ لكن... يبدو أنه مستعجل للغاية!

ضحكت في مرح و هي تقول :
ـ أنت لا تفهمين... إنه يحبني... يحبني جدا... و لا يطيق فراقي! لا تستغربي إن كان زواجنا بعد أشهر قليلة!

ثم أضافت قبل أن تنهي المكالمة :
ـ كما أنك تعلمين أن أيمن يسافر قريبا... و أريد أن يحضر أخي العزيز حفل خطوبتي!

أغلقت الهاتف و ابتسمت و أنا أرمق راوية و دالية في مرح :
ـ حنان ابنة عمتي تحتفل بخطوبتها الأسبوع المقبل! يبدو أن موسم الأفراح بدأ!

ثم غمزت راوية مداعبة... فربتت دالية على كفي و في عينيها نظرة ذات معنى :
ـ و أنت أيضا يا مرام... إن شاء الله نفرح بك قريبا... أنت و حسام...
دق قلبي في عنف... و أنا أفكر في حسام... ترى كيف حاله الآن؟




تمت الحلقة الثالثة عشر بحمد الله

asma22 17-08-2009 05:08 PM

الحمدلله ان والدة راوية بقت كويسة معاها بجد كانت صعبانه عليا جداااااااااا
حنان دى مش مستلطفاها نهائى
وان شاء الله جاد يرجع وتتم خطوبة راوية
وان شاء الله مشكله مرام وحسام تتحل بقى
فى انتظار الباقى يا صرصور

الله أعلم 17-08-2009 07:31 PM

يا ساره انا بنت والله بس مكتوب عضو الصراحه مش راضيه أغيرها (الله اعلم)

بنت دمنهور 17-08-2009 09:22 PM

فرحت اوي علشان رواية اتصالحت مع مامتها

ان شاء الحلقات الجاية تبقى كدة كلها فرح في فرح

Dr\heba 17-08-2009 11:51 PM

يلا بقى يا سوسو هاتى باقى الحلقات خلينا نفرح

hermiony 18-08-2009 06:35 AM

المقاجئات لا تتوقف والحلقات المشوقه زادت تشويقا:022yb4::022yb4:

ومازلت متابعه معكى ساره

اختك فى الله:friendsxs3:

maryam.s 18-08-2009 11:30 AM

موش المفروض بقى ان النهاردة ال14 يعنى الاخيرة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
طيب يا ريت بسرعة يعنى خففى التشويق شوية يا ستى
ده انا بحمد ربنا انى لسة واخدة بالى من القصة من يومين كده اصل انا موش كنت هستحمل كل الفترة اللى فاتت ديه صبري قليل من يومى
يالا يا رب الاحداث اللى جاية تكون فعلا فرح فى فرح

ساره الالفي 18-08-2009 01:15 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة asma22 (المشاركة 1508032)
الحمدلله ان والدة راوية بقت كويسة معاها بجد كانت صعبانه عليا جداااااااااا
حنان دى مش مستلطفاها نهائى
وان شاء الله جاد يرجع وتتم خطوبة راوية
وان شاء الله مشكله مرام وحسام تتحل بقى
فى انتظار الباقى يا صرصور

اه والله معاكي حق يا أسماء هي كانت صعبانه علينا كلنا

ربنا يخليلها مراااام:friendsxs3:

ساره الالفي 18-08-2009 01:24 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الله أعلم (المشاركة 1508182)
يا ساره انا بنت والله بس مكتوب عضو الصراحه مش راضيه أغيرها (الله اعلم)


ماشي حبيبتي أنا أسفه كتيرررررررررررررررررررررر


نورتي كتير يا قمر وتابعي معانا

ساره الالفي 18-08-2009 01:27 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت دمنهور (المشاركة 1508439)
فرحت اوي علشان رواية اتصالحت مع مامتها

ان شاء الحلقات الجاية تبقى كدة كلها فرح في فرح




إن شاء الله يا قمر يبقى فيها أفرااااااااح
أصلها الأخيره

ساره الالفي 18-08-2009 01:29 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hapyhopa (المشاركة 1508889)
يلا بقى يا سوسو هاتى باقى الحلقات خلينا نفرح


من عيووووووووووووووووووني

الله أعلم 18-08-2009 01:30 PM

يلا يا ساره احنا مستنين

ساره الالفي 18-08-2009 01:31 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hermiony (المشاركة 1509516)
المقاجئات لا تتوقف والحلقات المشوقه زادت تشويقا:022yb4::022yb4:

ومازلت متابعه معكى ساره

اختك فى الله:friendsxs3:


منووووووووووووره يا سكررر

ساره الالفي 18-08-2009 01:32 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maryam.s (المشاركة 1509944)
موش المفروض بقى ان النهاردة ال14 يعنى الاخيرة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
طيب يا ريت بسرعة يعنى خففى التشويق شوية يا ستى
ده انا بحمد ربنا انى لسة واخدة بالى من القصة من يومين كده اصل انا موش كنت هستحمل كل الفترة اللى فاتت ديه صبري قليل من يومى
يالا يا رب الاحداث اللى جاية تكون فعلا فرح فى فرح


نورتينا يا مريم ف اليومين اللي فاتوا دول وحاضر مش هشوق أكتر من كده والحلقهع ال 14 ووووووووووووووصلت



جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 05:01 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.