![]() |
مثل
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (مثلالقائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاببعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها ، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماءمروا على من فوقهم فآذوهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذمن فوقنا، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً، وإن أخذوا على أيديهم نجواونجوا جميعاً) رواه البخاري
********************* حالياً تتهاوى بعض أجزاء السفينة تحت ثقل الماء الذي يغمرها ، يتخطف الغرق الناس بعيداً عن أمان اليابسة ، يشتت الخوف الفكر ، يضع خططاً خرقاء للنجاة . قبل أن يمضي أحدهم لأبعد من ذلك ، لينظر مدى مسؤليته عن الخرق الحاصل في السفينة! |
(إنَّ الذينَ آمنُوا وعمِلوا الصالحاتِ سيجْعلُ لهمُ الرحمنُ وُدّاً .) سورة مريم الآية 96
أحب تلك الأحداث التي تداهم غفلتي بينما يملأ ضباب الشك النفس ، تعشو الرؤية ، تأتي بشارة فتمنحني أملاً يضيء لي طريقاً ، أمضي عدة خطوات . لا أدري أتطيب لكم أشياء كهذه ؟ كنت في شرفة منزلي لا أرى لشدة ضباب الظن و القلق ، أسأل نفسي كيف أدبر هذا و ذاك ؟ و إذا بكلمات تقطع صمت الصحراء و تلقى في مسمعي قول الله تعالى (إنَّ الذينَ آمنُوا وعمِلوا الصالحاتِ سيجْعلُ لهمُ الرحمنُ وُدّاً .) يدخل السرور النفس فأعزم عقدة خطة كنت أنقضها قبل لحظات ! (هذا إمام المسجد فتح مكبر الصوت خطأ أثناء الصلاة فانطلقت منه الآية ثم أطفأه في اللحظة التالية امتثالاً للأمر العام بالصلاة بلا مكبر صوت.) **************************** |
﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُواالصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةًيَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ﴾ فاطر 29
سورة الإسراء بعضاً مما حفظت من كتاب ربي ، الوقت و ضعف الذاكرة استنزفا ملفاتها في النفس تركاني بدونها . في إحدى الأمسيات ، ناولني الوقت رضا ، فتحت به كتاب ربي ، و قرأت السورة مجدداً يختمها قول رب العالمين: ﴿قُلِ ادْعُوا اللَّهَ اَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ اَيّاً ماتَدْعُوا فَلَهُ الْاَسْماءُ الْحُسْنى وَ لاتَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلاتُخافِتْ بِها وَ ابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبيلاً وَ قُلِ الْحَمْدُلِلَّهِ الَّذي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ فِيالْمُلْكِ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِىٌّ مِنَ الذُّلِّ وَ كَبِّرْهُتَكْبيراً﴾ الاسراء: 110 _ 111 هناءة و إستغناء عن العالمين غمرا النفس و أنا أؤدي ما تلى من عمل ، غسل الصحون رضا ، و كذلك مسح الأرضية، تستقبل نفسي أحاديث البشر في ملف الرضا . يناولني الليل فراغاً ، أشغله بذكر ثواب قراءة القرآن هدية رب القرآن أخبرنا بها رسوله صَلّى اللهُعَلَيْهِ وسَلَّم : (منْ قرأَ حرْفاً مِنْ كتاب اللَّهِ فلَهُ حسنَةٌ ،والحسنَةُ بِعشرِ أَمثَالِهَا لا أَقول : الم حَرفٌ ، وَلكِن : أَلِفٌحرْفٌ، ولامٌ حرْفٌ ، ومِيَمٌ حرْفٌ ) رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح أتساءل إن كان ثواب القراءة عالياً ، كيف يكون ثواب العمل ؟ إذاً تصلح أمور الحياة .قبيل النوم أفتش عن أثر السورة التي مرت بنفسي : لا أجد الكثير فأستقصي جيداً : بل كثير ، يداي على غير عادتهما أمسكتا الأعمال بعناية حفظاً و أدتا بإحسان فنال عملي من التوفيق نصيباً. |
و ما أوتيتم من العلمِ إلا قليلاً
(و ما أوتيتم من العلمِ إلا قليلاً ) سورة الإسراء ، الآية 85
في الصف الأول الإعدادي أتابع شرح المدرسة لتكون جزىء الهيدروجين بالرابطة التساهمية . تمتلك ذرة الهيدروجين الكتروناً واحداً ، لكن الإستقرار لا ينتابها إلا إذا احتوت الكترونين . تنفذ الذرة خطة جميلة و سلسة لتحقيق مرادها فتشارك ذرة هيدروجين أخرى . يكتمل فلك كل منهما بالكترونين و لسرعة دوران الإلكترونين في الفلك فإنهما ينتميان للذرتين . خطة ناجحة تحقق استقرار كلتا الذرتين . يبدو على ملامح طالبة نبيهة التعجب ، لا لم تفهم كيف تشارك ذرة بحاجة لإلكترون أختها فيما تملك . إذاً دعي ذرة الأكسجين توضح لك كيف تتحد مع أخرى لتكوين جزىء ، تشارك كلاً أختها بزوج من الإلكترونات يوضع في فلك بينهما بحيث تمتلكه الذرتان . خطة سليمة تحقق الهدوء و الإستقرار لكليهما . تصر الطالبة أنها لا تفهم كيف تشارك ذرة ينقصها الكترونين أخرى ، لا غير مقتنعة ! تصر المدرسة أن الحقيقة العلمية تخبرنا أن ذرتي نيتروجين تتشاركان 3 أزواج من الإلكترونات توضع فيما بينهما في متناول كل منهما . الراحة لكلتا الذرتين . يراوغ الإقتناع الطالبة ، لا يحل في ضيافة عقلها ، بينما تود المدرسة لو تقنع الطالبة بما لا تقدر على إستيعابه ! يا لها من بداية لعلم الكيمياء ، يلقيها المؤلف في مسامع طلاب الصف الأول الإعدادي ، يخبرهم بما أثبتته تجارب و أبحاث احتاجت من العلماء أعماراً كي تستقر و لازلنا لا نفهم منها إلا قليلاً . |
بالهناء و الشفاء
ليان تحب الجوافة ، ذاك ما مر ببالي و أنا ألحظ أقفاص الجوافة الشهية عند الفكهاني . أشتريها لأن ليان تفرح بالجوافة و تفضلها على أنواع الفاكهة الأخرى .
تفوح رائحة الجوافة في السيارة و تزداد قوة في المطبخ . يدعوني الشذى لتناولها . لا أنا لا أحب الجوافة ، لا أدري لماذا . نادرة المرات التي أكل فيها عمري فاكهة من أي نوع . علاقة شهيتي بالطعام مضطربة ، يكره كلاهما الآخر ، أما سوء المزاج فحكاية يومي ، علل بعضها فوق بعض ، ما لها من خريطة في علم و لا دليل على المخرج منها إلا بحول الله و قوته . في المطبخ أنوي تجهيز فنجان قهوة يساعدني على استقبال يوم حافل يمتد من شروق الشمس إلى العصر فتغمر رائحة الجوافة أعصاب الشم ، تمتد يدي دون كامل وعيي فتتناول واحدة و تغسلها و تدسها في حقيبتي بعيداً عن إدراكي. في المدرسة تعلن الجوافة عن وجودها برائحتها المميزة ، فيمتد شيء مني يتناولها و يحتويها في عملية مضغ تفكك جزئيات الطعم و الرائحة و تظهر قوتها مضاعفة . حقاً شهية ، يستحضر عقلي نقاء الأرض التي أنبتت فأشكر خالق الخلق على ما أنعم به . يوزع جهاز الهضم الغنيمة على الخلايا فتمتلىء الأوردة رضا و المزاج لطفاً ، منطقي قويم و فعلي سداد ، تنساب الحياة تجاهي فيسحب عقلي إستقالة وهمية تركتها البارحة على مكتب الناظرة تنتظر توقيعها. |
لنحيي سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم
أرفع رأسي بعيداً عن أكوام الكراسات تستلقي على مكتبي بانتظار الفحص و التأكد من صواب الإجابة و أنصت لمدرسة تتحدث ، تخبر زميلاتها أنها قررت أن تحيي مع الطالبات سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم. هذا الأسبوع طلبت من الفتيات المحافظة على سنة الضحى.
يعجبني الحديث يصب في نفسي إلهاماً ، لم لا ننفذ أمراً مماثلاً في حجرة المدرسات ؟ نشد أزر تلك المدرسة و نعضده. أريد أصل الحديث الذي يذكر سنة الضحى ، لا أجده عند من حولي ، إذاًُ إلى النت ، هذه أيضاً لا تستقبلها الحواسب حالياً . إذاً إلى حجرة مدرسات اللغة العربية و الدين، هناك يفتحن أمامي كتابين أستقي منهما الحديثين التاليين فأنسخهما على ورقة صغيرة . عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة ، و تعين الرجل على دابته فتحمله عليها ، أو ترفع له عليها متاعه صدقة ، و الكلمة الطيبة صدقة و بكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة و تميط الأذى عن الطريق صدقة.) متفق عليه عن الرسول صلى الله عليه و سلم (في الإنسان 360 مفصل عليه أن يتصدق عن كل مفصل صدقة. قالوا فمن يطيق ذلك يا رسول الله ؟ قال النخامة في المسجد يدفنها أو الشيء ينحيه عن الطريق ، فإن لم يقدر فركعتا الضحى تجزىء عنه.) رواه أحمد و أبو داود يدور النقاش حول الحديثين ، أذكر لمن حولي خبراً عن باحث أمريكي يجد عضلة في أسفل الظهر متشعبة الأربطة ، تمسك أطرافها بالعامود الفقاري. عضلة تقوى بالثني و إنحناء الجسم فتحافظ على سلامة العامود الفقاري بطريقة لم يفهمها بعد . و ينصح الجراحين الذين يجرون جراحات أسفل الظهر بالحفاظ عليها حفاظاً على سلامة الظهر. أذكر أيضاً اخصائي للعلاج الطبيعي يعالج آلام الظهر بمساعدة المريض على ثني الظهر في أوضاع مطابقة للركوع و السجود وأنه إذ يفعل يتحسن الألم و تتحسن قدرة الجسم فيفقد العجز و يكتسب الحركة و المرونة. و الحديث يخبرنا عن جسم ينثني حفاظاً على مفاصله ، ينثني ليرفع النخامة من المسجد أو يميط الأذى أو ينثني أثناء الركوع و السجود وأنه إذ يفعل ذلك ابتغاء ثواب رب العالمين يحتسب له المولى ذلك صدقة. أقول عن علم قديم كان يحبذ الراحة لمن لديهم آلام الظهر و علم جديد يدعو للحركة بمقدار ، مسار يقطعه العلم بحثاً عن الحقيقة فيقترب مما لدينا من أصول أخبر بها رسول الله صلى الله عليه و سلم. عودة إلى حجرة مدرسات العلوم ، أنسخ الحديثين على السبورة بخط واضح. تستوقف الأحاديث المدرسات فيقرأن و يسألن عن المعنى و المراد . فكرة أخرى تسعى إلي حثيثاً : أكتب الحديثين على الحاسب تحت عنوان : لنحيي سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم . حان أوان نشرهما بين الطالبات في الفصول. عمل أستهل به قائمة أعمالي يوم الأحد المقبل بإذن الله. |
تتجول كاميرا التلفاز في الحرم النبوي الشريف ، تصّور أنحائه يصاحبها صوت يتلو حديث صلح الحديبية من صحيح البخاري .
مشهد في صحراء حيث رسول الله صلى الله عليه و سلم و صحبه في مسيرهم إلى بيت الله الحرام بقصد العمرة. تقف ناقة الرسول صلى الله عليه و سلم فيفهم الرسول الإشارة و ينزل في ذلك الموضع ، يعلم أن المهمة تغيرت من العمرة للمصالحة . يقول صلى الله عليه و سلم : (لايسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها) ترسل قريش سهيل بن عمرو لمفاوضة الرسول صلى الله عليه و سلم على الصلح ، ثم يتفقان على إرساء الصلح في كتاب . يبدأ رسول الله صلى الله عليه و سلم الكتاب بسم الله الرحمن الرحيم يـُعرض سهيل عن اسم الله الرحمن و يبدأ الكتاب باسمك اللهم. يقبلْ رسول الله بينما سحب الغضب تنفث سمها في الأنحاء. ثم يعترض سهيل على ذكر صفة رسول الله صلى الله عليه و سلم في الكتاب قائلاً : اكتب محمد بن عبدالله (قال النبي صلى الله عليه وسلم : والله إني لرسول الله وإنكذبتموني اكتب محمد بن عبد الله فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: على أن تخلوا بيننا وبين البيت فنطوف به فقال سهيل: والله لا تتحدث العرب أنا أخذنا ضغطة ولكن ذلك منالعام المقبل فكتب . فقال سهيل : وعلى أنه لا يأتيك منا رجل وإن كان علىدينك إلا رددته إلينا قال المسلمون سبحان الله كيف يرد إلى المشركين وقدجاء مسلما ؟ فبينما هم كذلك إذ دخل أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف فيقيوده وقد خرج من أسفل مكة حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين فقال سهيل هذا يا محمد أول ما أقاضيك عليه أن ترده إلي ) فلم يزل سهيل يتفاوض حتى حصل على ما يريد. (قال أبو جندل أي معشر المسلمين أرد إلى المشركين وقد جئت مسلما ألاترون ما قد لقيت وكان قد عذب عذابا شديدا في الله ) (قال عمر بنالخطاب فأتيت نبي الله صلى الله عليه وسلم فقلت ألست نبي اللهحقا قال بلى قلت ألسنا على الحق وعدونا على الباطل قال بلى قلت فلم نعطيالدنية في ديننا إذا قال إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري فلما فرغ منقضية الكتاب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه قوموافانحروا ثم احلقوا قال فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات ) يدخل رسول الله صلى الله عليه و سلم على أم سلمة فتشير عليه أن يحلق و ينحر فيتبعه الناس و بالفعل هذا ما كان ، قاموا فنحروا و حلقوا لبعضهم بينما الغضب ينوي خطف بعضهم بأيدي بعض ! و لأنه لا غالب لأمر الله ، يكوّن المهاجرون الجدد عصابة تهاجم تجارة قريش فتكثر فيها الخسائر حتى تتنازل قريش عن شرطها الظالم و تقبل بانضمام مسلمي مكة للرسول صلى الله عليه و سلم. حكاية يتدرج فيها تاريخ بيت الله الحرام من مرحلة ، موضع الثقل فيها تحت اقدام المشركين .. يتزحزح عاماً تلو الآخر تجاه الإيمان يقر في الأرض ، فيقر فيها الفلاح . يندثر ذكر المشركين أما الرسول النبيل الذي أنكروا رسالته فلم يروعه ذلك و مضى في أمر الله بالصلح .. فهذا مسجده في الدنيا عامر بذكر الله و بمن لا يحصى من الأتباع و المحبين ، تدور حياتهم حول أمر الله و شرعه الذي بلـّغنا به رسول الله صلى الله عليه و سلم . يجمعهم مسجده عظيم البنيان في صلاة للمولى يعلنون فيها شهادتهم لله بالوحدانية و لنبيه بالرسالة . أما الآخرة فمقامه مقام الشفاعة ، المقام المحمود الذي وعده به ربه. اللهم آت سيدنا محمداً الوسيلة و الفضيلة و ابعثه المقام المحمود الذي وعدته. يبعث حديث التاريخ دموع النفس يـُنبـِت به الصلاة على خير خلق الله و آله و صحبه أجمعين عدد ما خلق الله في السماوات و الأرض و ما بينهما إلى يوم الدين. ************************************** ما بين الأقواس نص الحديث الذي نقله لنا البخاري ، الباقي مما استوحيته منه |
قطة أم دكتورة؟
تجلس ليان على مقعد فيحتويها تماماً ، تلك التي تجاوزت السنتين بعدة أشهر ، تموء كما القطط ، و تهز رأساً به قطتين اسم يقال لتصفيفة شعرها حيث الشعر يفرق من منتصف الرأس و يجمع في شريطتين على جانبي الرأس و ليان لها قطتين بنيتين بهما تمويجة جميلة ، تهزهما قليلاً ثم تموء ثانية . تسألها جدتها متبسمة لماذا تموئين ؟ تجيب أنها قطة . على السجادة تتحرك على أربع مثل القطط و تمضي لأبعد فتلعق الحائط و الباب. أمنعها عن ما يضرها و أحملها ، أمسد شعرها و أضعها على المقعد مرة أخرى فتموء مجدداً : أنا قطة. تلك الحالة القططية تلبستها منذ فترة حين شاهدت معي فيديو عن قطيطات صغيرة تلعب فأعجبها حالها ، حينها قررت أنها قطة و أنها تريد صحبة قطة حقيقية ، لكن الحال في البيت عندنا يغني عن حديقة حيوان كاملة. لن تزيد نساء البيت أعباءهن برعاية حيوان أياً ما كان. اليوم ليان تلعب بالأستاذ سعيد ، دمية على هيئة طفل رضيع يرتدي منامة ليان التي صغرت عليها ، اقترح والدها سعيداً اسماً له ثم أضيف له في موضع ما لقب الأستاذ ! الأستاذ سعودة (اسم الدلع يعني) مريض اليوم و ليان وجدت سماعة الطبيب التي تخص والدي رحمة الله عليه بأحد أدراجه . أحضرتها و وضعتها حول عنقها و أقبلت على الأستاذ سعودة ، قططها المفككة أطلقت عنان شعرها فاختفت بعض معالم وجهها الصغير بين تموجات الشعر البني. تقف ليان بجوار سعودة النائم على المقعد و الذي يقارب حجمه حجم ليان . تعبث بالسماعة محاولة الكشف عليه . تشارك جدتها في اللعبة و تقترح على ليان أن تكون دكتورة تعالج الأستاذ سعودة! تشعر ليان بالحرج مما قالته جدتها: ترفع أنفها و تضم شفتيها و تقطب جبينها قليلاً قائلة: تيتا بطّـلي ، أنا مش دكتورة. الجدة: إذاً حين تكبرين يا ليان تصيرين دكتورة بإذن الله . لا يعجبها الكلام أيضاً! ليان: ليان لما تكبر حتبقى قطة! مياو مياو تلك خطة ليان لمستقبلها! |
سمعتُ مواءها منذ لحظات فتركت شغلي و فتحت بابي أستطلع الأمر ، سربتّها أمها لعندي كي يذاكر إخوتها فقد أصابت الجدية بعطب تجاه اللعب و الأنس!
ملاحظة : التسريب هو ما يقال للتخلص من قطة المنزل المشاكسة . |
واحد .. اثنين
لتصحيح الكراسات موقع بارز من عمل المدرسة ، تسجل الطالبة الدرس و تتأكد المدرسة من صواب التسجيل ثم يثبت توقيعي صواب التصويب.
أما النقاش حول كيف نثبت أن المدرسة لم تخل بواجب التصحيح فأستغرق ساعة في اجتماع مدير المدرسة مع رؤساء الأقسام ، اجتماع استغرق ثلث يوم العمل. ألمح مدرسة منكبة على تصحيح الكراسات فأخبرها أن تتركها على مكتبي قبل إعادتها للطالبات . أراجع الكراسات و أملأ عدة نماذج بالخبر المهم : أصابت المدرسة فيما صوبت من كراسات ، نموذج إلى سجل المتعلم وآخر إلى سجل المعلم و غيره في تقرير المدرّسة الأسبوعي و الشهري . فهذا ما اتفقنا عليه عقب نقاش طويل بشأن محتويات سجلات رئيس القسم. قبلاً كنت أخبرهم في أوراق أقل و حيز أصغر ، الآن ألفت انتباه أناس أكثر أن الواضح شديد الوضوح . يغل عقلي خطوة يدي ، لا يأذن الذكاء بعقد ما حقه الإنسياب و السيولة، يزعم أن العمل الذي تنجزه خطوة لا تحسّـنه خطوتين و الزيادة التي لا يسوغها عقلي لا مكافأة عليها من رزق أو مكانة. أطلت ، أعلم أنني أصبتكم بملل ، لأختصر إذاً ، لا أجد أبلغ من قول رسول الله صلى الله عليه و سلم (اعطِ كل ذي حق حقه) في الهدف . *************** |
سجود
يتلامسانِ في شوقِ ، وفي ذروة الملامسة تشف أغلفة النفس ، تتهدم جبال الهموم .. ما أعظم جبينك حين يلامس الأرض في خضوع لرب العالمين.
ترك شيئاً مماثلا لما مضى رداً على شيء كتبته . نبّـه رده حس المنافسة في أعصابي ، و النفس التي وهبنيها تنبض بالمنافسة عبر طرق وعرة مجهولة بين دروب الكون الفسيحة. إليكم ما أدركه عقلي: سبحان ربي الأعلى: لحظة ، استجمع بقايا إدراك ، تمس الجبهة الأرض ، تفيض من النفس : سبحان ربي الأعلى ، ما على الروح لو فاضت لبارئها في تلك اللحظة. ينهض الكيان مجدداً و قد تلاشى معظم ما كان قبلاً! |
صباح الجمال و التسبيح و القرآن
قلما انصت للتلفاز لكنني بالأمس شاهدت به طبيباً يحكي أن الأوزون الطبيعي يكثر في الجو قبيل شروق الشمس ، فقررت أن أتعرض له بعد صلاة الفجر .
في شرفة منزلي ، أمشي و أتم ورد التسبيح قبل أن تتيقظ العائلة بكل احتياجاتها. بوادر ربيع قاهري بديع جعل الهواء منعشاً رقيقاً . تفاجأني قطة مشمشية ترضع قطيطاتها الثلاثة عند عتبة بيتي بعد الفجر . تسرع الأم بعيداً بينما تتحلى إحدى القطيطات بالشجاعة و تلزم مكانها . تجري أخرى في ذيل أمها بينما تتهيب الثالثة. أنهيت وردي و تمشيتي ثم تركت لهن المكان بينما قررن الإنسحاب منه . بالنسبة للبعض ، قطة على شرفة منزل ليست أمراً يذكر ، بالنسبة لي ، ظهور أدق الحشرات على شرفة بيتي ، حدث يستحق الإحتفاء . أما كل ما يتعلق بالأمومة فيشدني فأترك له كثير مما في يدي إلا التسبيح و الصلاة . و من أعرف من النساء على شاكلتي، لو رأين صورة طفل لتركن ما بأيديهن لأجل الصورة . أما الحقيقة فتستوعب منّـا أعماراً. بارك الله جمعتكم. |
يا الله
الله الواحد الأحد الفرد الصمد ، خالقي ، أدعوك و أنت أعلم الناس بعوجي و قصري و ما أنا عليه ، إني ظلمت نفسي ظلماً لا أطمع معه في عفوك حتى تلقي منك خاطراً في النفس يذكرني أنك حرّمت اليأس من رحمتك . يستقر شعاع في النفس فتدعوك مجدداً :
إلهي ، رب العالمين ، رب النبي محمد صلواتك و سلامك عليه و آله الأطهار ، اللهم اجعل القرآن نور بصيرتي و ماء نفسي و حياة وجداني و منصرف أفعالي . رب النبي محمد صلى الله عليه و سلم ، اجعل لي من نور نبيك بصيرة و وحي يزين قولي و فعلي . رب الصلاة و القرآن ، اجعل في نفسي فراغاً مما لا يعنيني ، أملأه قرآنا و صلاة و فهماً عنك و خفف به وزري الذي أنقض ظهري . ألا يا رب هذا لي و لأهل بيتي و لمن سألني الدعاء من صالح المؤمنين . |
بكل حرف حسنة
حين قررت مدرسة ترك العمل قبل عدة أسابيع من بدء الدراسة ، تساءلنا مطولاً من يحل محلها ، فملف الطلبات المقدمة للعمل بالتدريس فارغ.
يرشح لي مدير المدرسة مدرسة ذات خبرة فيسترعي انتباهي أمر مسجل في طلب العمل : مهارتها في تجويد القرآن و حصولها على إجازة في التجويد . تذكر لي مواظبتها على دروس التجويد و الحفظ. أذكر لها أمر المقرأة اليومية التي أذن بها المدير في يوم العمل فيسرها الأمر. تلتحق بالعمل فقد وفت الشروط المطلوبة له و تنتظم معنا في المقرأة. تباعد الجداول الدراسية بين البشر فينشغلون عن المقرأة بعد بدء الدراسة فتتوقف مقرأة حقها الإتصال . و قد أذن صاحب العمل بمقرأة يومية و طالب بها مدرسات القرآن ، فقام قسم القرآن بدوره و نظّم الأمر في جدول يومي ، انتظم فيه القليل قراءة و حفظاً. و قد حاولنا سابقاً أن تستمر القراءة خلال الدراسة و لو لربع حزب فلم نفلح ، دوماً هناك من تحاول ستر عجزها عن تعلم القراءة الجيدة بتضييع الوقت في المهاترات و الكلام . تنصرف الملائكة من المجلس ، لا يمد التوفيق أشرعته ، يرحل تجاه من هم أعلى همة و أكثر انضباط . لا وجود لهم في هذه النواحي. أستبشر بحضور المدرسة الجديدة التي تواظب على دراسة التجويد و النطق السليم ، أبحر تجاه مقرأة يومية في العمل . تستغل الحصص الشاغرة لمذاكرة التجويد. تنهمك في قراءة المصحف لعدة أسطر ثم تتذكر في أحداث حياتها ما يستحق المشاركة مع من تنصت و من لا تنصت. تنفصم عرى القراءة فلا تتصل. أكتشف كيف تبحر بنا كلمة في غير موضعها بعيداً عن المراد، تتلاطم أمواج العسر و حين يحل الضباب يضيع الإتجاه ، تضطرب البوصلة . يتوقف الإبحار إلى قلب التيه فحيثما ولينا بعيداً عنه نبدو في وسطه تماماً! يمضي الفصل الدراسي الأول في هذا الحال ثم يبحر الفصل الثاني نحو النظام بفضل جرعة الوزير: خذوا الكتاب بقوة ، يتعافى المصابون بانفلونزا التساهل. أستند إلى صخرة المشقة ، فتناولني ثواباً بإذن المولى. في حجرة اللغة العربية و الدين أناقش نشاطاً مشتركاً ، اسمع همهمات و أدرك أنه وقت المقرأة. أطوي النشاط و أنصت لهن يقرأن المصحف صفحة تلو أخرى و تصوب أعلمهن بالقراءة الأخطاء ، تقترب القراءة من الصواب و يتباعد اللحن. أود لو أتيت في قسمي فعلاً مماثلاً. في اجتماع المدير مع رؤساء الأقسام ، تذكر كل منا أمراً جديداً اتخذته في قسمها أعان البشر قرب غايتهم فيفخر قسم اللغة العربية و الدين بالمقرأة المقامة في القسم اقتراباً من النطق السليم. يتناول الرجل الفكرة و يطلب تعميمها في كل الأقسام و قد سبق له أن ألح على ذلك مراراً. في اجتماع قسم العلوم أذكر للمدرسات أمر المقرأة فيسرهن الأمر ثم يتركن الموج يسري بالسفينة اتجاهها المعتاد. أعزم الأمر و أرتب جدولاً به مواعيد يومية للقراءة و أعين تلك المدرسة القديرة تصوب أخطاءنا و تعيننا على حسن القراءة. يقترب الزمن نحو المقرأة وهي لازالت تصب السخرية في آذان من حولها من أحداث يوم أغضى الطرف عما تريد و ناولها وضعاً محرجاً لم يرُق لها! استحضر العزيمة صلابة الصخر تطرد الأهواء و الأمزجة ، يشير صمتي لإتجاه سفينتي ، أعين الوقت ، أزيح الذرائع ، أرتب المكان و أحضر المصاحف ، أضع خطوطاً تحت التفاصيل و استخدم يداي في رسم معالم المقرأة. في بحر القراءة ، تلتقط أذنها المدربة اللحن فتنهره برفق و تزيحه فيظهر حسن النطق بالقرآن من حناجرنا على مدى ساعة. تضيء نوراً تشعُ إجادة ، حقاً لا عزة لإبنة الإسلام بغير قرآن ربها. أقوم لها بالرضى : أحسنتِ ، أقبل رأسها و امنحها قطعة من الشيكولاتة. ***************************** |
ترجمة أم تخريب؟
قراصنة البحر الكاريبي كتاب أقرأه حالياً لجمهور من نفرين: ابني أختي ، الكبير في الحادية عشر من عمره ، يزيد عن أخيه الأصغر بأربع سنوات.
قصة بناها مؤلف من لبنات مخطوط الفيلم المصور الذي أنتجته والت ديزني من عدة سنين بنفس الإسم. و قد شاهدت الفيلم مسبقاً في ليلة تيبست عضلاتي فيها حد الشقاء ، فناولني بضع ابتسامات و الكثير من الدهشة. حينها لفتت انتباه الصبيين إليه فشاهداه دون أن يفهما منه الكثير ، كلاهما لا يحسن قراءة شريط الترجمة ، فقط يعنيهما الإقتتال و المبارزات السارية بين أبطاله، لكن الفيلم به أكثر من ذلك حيث حدث يفضي لما بعده ، سبب و نتيجة ، عقدة يتابعها الأبطال حتى تنحل و كل قد نال جزاء أفعاله ، أليس هذا مغزى التعليم أياً ما كان صنف العلم الذي تغذي به النشىء؟ من معرض الكتاب يشتري الكبير أجزاء الفيلم في ثلاث كتب و يلقي في حجري أول الأجزاء. يجلس ثلاثتنا على سجادة صغيرة في وسط الحجرة نتناول مخفوق الحليب مع العسل الشهي و نمضغ التمر الطيب ، أقرأ لهما فينصتان ، و لأن لغة الكتاب هي الإنجليزية التي لا يحسنها أياً منهما و لأن القوم هناك يحسنون استخدام لغتهم تلك في خطاب عقول الشباب فلا يقتطعون من قواعدها بزعم التيسير ، كان علي أن اضطلع بالترجمة الفورية. لا تفي العامية بالغرض ، أزيح ركامها فقد أتلفت قصة قوية و أتجه إلى فصحى ميسرة تأخذ بأفق العامية ، تستسيغها ذائقتهما . تتسع الأعين بفعل الإثارة و تتقافز منهما الضحكات كلما صب المعنى في عقولهما فهم الأحداث و متعة المغامرة، حيث لا عقبات تصرف الأبطال عن مبتغاهم. تكتسب روايتي للأحداث بهاء مناظر للغة الأصل التي كتب الكتاب بها ، كان مذاقها جيد. ******************** |
قصة.ط. قرب الأبد
ظهري يدمر عمري ، يقترح الألم زيارة طبيب عظام .
أنوي أخذ الأمر بجدية بعد الفراغ من صلاة المغرب.. حقاً لا أدري كيف يختفي الوجع في حنايا الصلاة ، لكنه ما حصل ... أؤجل زيارة الطبيب لوقت آخر. لكن الوجع يتجدد كل حين ... لذلك تتجدد الصلاة. ******************** |
إلى من آذتهم صلابة الصخور ، متناسين أننا نستند إليها :
(ابقي على اتصال و أعذري تقصيري)
كتبتُها على استحياء ، مؤكد سيقطع تكاسلي علاقتي بالبشر. (لن أدعك و شأنكو لن أكل و لن أمل باذن الله من الاطمئنان عليك.دمت بكل الود و الحب.. لا تحرمينا الدعاء). طالعني ردها في مجلد رسائلي. بريق أمل يشع من ثنايا الجسد الفاني دعوة تتجدد لرب العالمين : ربنا أفرغ علينا صبراً و ثبت أقدامنا و انصرنا على القوم الكافرين. اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه. اللهم آمين. ********************** |
إنذار
حي على الصلاة ، تصل عقلي دعوة المؤذن لصلاة العصر و أنا أصب الماء المغلي في كوب الشاي. سأشربه بينما أطالع نهاية المسلسل الأجنبي ، ينتهي بعد عدة دقائق يخبرنا فيها المحقق كيف استنبط أمر القاتل بالدليل المعملي و العقلي .. ثم أقوم لصلاة العصر.
يتطاير الماء المغلي من الغلاية و يحط على ثيابي ، من فضل الله أن الماء يبرد قبل أن يصيبني! أترك ما بيداي و أتجه للمصلى ، يمر ببالي أن أغير ثيابي المبتلة ، لا ، قال حي على الصلاة ، أي جزء من ذلك لم تفهمي؟ |
ربي اجعلني مقيم الصلاة و من ذريتي ربنا و تقبل دعاء.
فيم أكتب تالياً؟
تهمس الصلاة في صدري فهماً راقياً ، تخيلي كم من الحسنات في حي على الصلاة بأمزجة متنوعة و مذاقات مختلفة! الكسل يوحي بالقعود. حالياً يتنازعان.. ********************** تذكرة لمجهد تنسيه أعباء الحياة التزود بماء الصلاة الذي جعل الله منه كل شيء حي. أتساءل مجدداً عن مدى كلماتي ؟ على من تقع و كيف تؤثر في البشر؟ يسول لي القلق أن أمحو ما كتبت قبل الضغط على زر أضف رد ، فأنهره ، أسئلة فضول لا خير في إجابتها. ********************** ينادي فجر اليوم للصلاة فيجيبه الجسد على ثقل ، أصلي و أنام مجدداً أما نداء العمل ، لا لن أجيبه ، لا أبالي . فقط ذاك الذي يذكرني في آخر لحظة بما هو مهم ، ابني أختي ، علي إيصالهما للمدرسة و إحضارهما منها اليوم . أسرع إلى المطبخ ، فأخفق اللبن و العسل انتظاراً لطرقاتهما على بابي ، ألقي عليهما سؤالاً عابراً بينما يشربان اللبن : هل صليتما الفجر؟ انتظر أن تهمل إجابتاهما السؤال ، أو أن يؤلف الكذب لحن نشاز لا يسيغه عقلي. لكن اليوم مختلف ، لقي سؤالي محط إحترامهما و قاما فصليا. ********************** الظهر إذ أذن ، وجدني أتساءل لماذا لا يقطع البشر هموم الدنيا بحد الصلاة ؟ كيف اختفت في ****يب الدنيا فجثم الهم على الصدور إلا قليلاً ممن رحم ربي؟ في المصلى ، تنتظم عدة مدرسات لصلاة الجماعة فانضم إليهن و أكمل الفرض بالسنن فتكتمل في النفس لحظة هناء. أنظر لساعتي ، حان وقت فسحة الصلاة الذي تنتظم فيه طالبات الصف الأول الإعدادي لصلاة الظهر جماعة. أصعد للدور الثالث ، حيث جو اللعب يثير الفوضى ، ما اعتادته الفتيات ، لا ينتظمن في الصف و لا يطعن مدرسة القرآن ، أما ختم الصلاة فيحل التنطيط و الحديث المتسارع محله ثم الخلاف على دخول الفصول لإستكمال الدراسة. كثيراً ما يضيع الخشوع حق الصلاة ، يخفت ذكر الله . اليوم ناولتني العزيمة يداً نظمت بها صلاة الفتيات على خير حال . أشرت لهن بعد التسليم أن يختمن الصلاة، فأكملن التسبيح و التحميد و التكبير في خشوع. انتهى الذكر و السكينة في الأنحاء . أبتسم لهن واحدة تلو أخرى : تقبل الله ، و أناولهن قطع الحلوى ، تأخذ أجرأهن كيس الحلوى و تقتسمه مع زميلاتها و هن يسرعن للفصول. أناول مدرسة القرآن قطعة حلوى و ابتسم لها ، أرطب جوا يختنق بالزحام و الضيق و الزهق قرب نهاية اليوم الدراسي. في حجرة المدرسات أزيح الشعث و أعزم عقدة المقرأة فنقرأ عدة صفحات من سورة البقرة. أداوي بها زحام يعرقل خطوات البشر عودة للبيوت. تُـنسي الكراسات مدرسة صلاة الظهر فيذكرها القرآن ، تؤديها قبيل الإنصراف تجاه العصر. في طريقي للبيت، تطمع نفسي في حسنات كثيرة جزاء تذكير البشر بالصلاة ، خير بدأته دعوة للصلاة في الليلة الماضية! |
و ما يعلم جنود ربك إلا هو
شدّد مدير المدرسة الأسبوع الماضي على المتابعة الأسبوعية لتصويب الكراسات ، لابد من التأكد أن الإجابة القويمة في حوزة كل طالب استعداداً للتقويم الشهري. أمر ليس بعسير من وجهة نظر المدير ، ما على رئيس القسم سوى إحضار قائمة بأسماء الطلاب و التأكد أن كل كراسة مصححة بشكل منهجي ، و أن الدروس مدونة بتواريخ معينة ، سؤالاً و إجابة. لماذا أمر الرجال يسر لا تعرقله تلك الحواشي التي تعترض طريقي؟ تلك السيطرة التي يلقون بها أوامرهم في ثقة على ناصية وقتي توحي لي بضخامة حجمهم إلى حجمي الضئيل! طيب ، ليكن . عودة إلى ساحة العمل لتنفيذ الخطة المطلوبة ، أحصل على قوائم بأسماء الطالبات و أصمم ورقة للمتابعة بالشكل المطلوب و أكتبها على الحاسب و من ثم للطابعة ، أجمع الكراسات كي أقوم بتنفيذ المهمة المطلوبة فيصدني الكثير: في كل كراسة رسالة من صاحبتها : أنا مميزة فلا تتجاهلي وجودي لأنك قررت أن الأمور كمالها ما هو متناول يدك يا مدرستي مهما يكن حالي! و هناك من تستعين بالكتاب الخارجي للمذاكرة ، لماذا إذاً عناء الكتابة؟ و من تغيب لأجل البطولات الرياضية ، الزمن الحالي له متطلباته و تراكم ما مضى ليس أحد مسؤلياته! و تلك التي لا تحب المدرسة ، تغيب لشتى الأعذار فيجد أحدهم من الطب لها عذراً للبقاء في المنزل ، هناك حيث برنامج دراسي لا يتوافق مع ذاك المدرسي و إن كان يصب في مجرى الإمتحان في النهاية . أما المدرسات فحدث و لاحرج ، لا يملأ عمل الكراسات الميكانيكي عقولهن ، يشغلهن الحديث عن أبنائهن. تركن أبناءهن في المدرسة و أحضرن القلق على مستقبل الأبناء إلى العمل! و هناك من المدرسات من تسرّي عن نفسها بالمزاح و لابد أن تشارك المرح من حولها! ثم إن الوقت لم يكفِ لتسجيل أسماء صاحبات الكراسات المتقنة . و إذ تعود الكراسات للطالبات ، تغيب الكراسة الناقصة في غياهب الكراسات الكاملة ، يلتحف البعض بالبعض ، تشابهت من أفلحت مع من لم تفعل. و كلما اتفقنا أن نوجه رسالة تحذير لمن لم تكمل دروسها من الطالبات ، ظهرت من المدرسات من تلتمس من الأعذار ألوانا كي تنقض الإتفاق. المدرسة التي تصحح الكراسات كيفما اتفق ، لن تتابع الطالبات كما اتفقنا ، أقوى المطروح في سوق الأعذار هذه الأيام هو عدم إغضاب الطالبات و إثارة إستيائهن بذكر الكراسة المنقوصة. عذر تلتحف به بعض المدرسات تخففاً من أعباء التصحيح المملة و التفاتاً لما هو أكثر إثارة و ربح : حلم الغنى بتدريس الثانوية العامة . أمر يلتهم الوقت المخصص لتحضير دروس الفصول الإعدادية بشكل أكفأ ، يتململ منه البعض رغم أنه عملها الذي أحضرها صباحاً لهذا المكان. أما المشاعر و الحديث عنها فهي صلب كل المواضيع يستقطع من الوقت نصيباً وافراً و حين يحضر العمل يجد من الوقت فتات ، يطعمه على استحياء فيأتي العمل هزيلاً لا يسمن و لا يغني من جوع! هذا فقط بعض ما يغل يدي و هي تسجل وجود خلل في الكراسات من ناحية بعض الطالبات و خللاً مماثلاً في متابعتهن من جانب مدرساتهن. خللاً يعكس فرجة في العلاقة بين البشر جعل لهم خالقهم ملكات مختلفة فوحّد تعليم اشتراكي بينهم بطريقة مخلة ، آخى بينهم الإسلام و جعلهم عدول لكنه أمر بفرز ملكاتهم المختلفة كي يسلك كل منهم طريقه الخاص. النظام المتهالك يعطيهم جميعاً جرعة غير مشبعة من علوم محددة ، تعمى أعين الجميع عما عداها. أقله لا يلتفتون للمتغيرات الجديدة . ليس أقله تعليم خاص يبني اقتصاده من مال أولياء الأمور، وفق ميزانية مشفرة حيث الشفافية أخفى الأشياء ، وحدها البلاطة تعرف كل الأسرار. و لأن راتب المدرس حقاً من جيب ولي أمر الطالب فقد أشبه الأمر التجارة حيث زبون يدفع مقابل خدمة يتسلمها لذلك يحق له أن يوجه دفة الأمور كما يرى. و لأن البشر يحشرون الكرامة في كل خلاف فقد أسر لي الجميع ، طلبة و مدرسون و أولياء أمور أن المال أساس مشاكل المدارس الخاصة ، إليكم مثال : ولي الأمر الذي يتذرع بالشد مع أبنائه لتربيتهم ، يطالب المدرسات باستخدام الشدة معهم إذ يصيرون طلاباً و ذلك الذي يحل مشاكل أبناءه بالمال إذ تظهر في البيت ، يطالب المدرسة بالتشجيع المادي و المكافآت المالية ، إذ تهبط الروح المعنوية و روح الإنجاز عند أبنائه. ذاك الذي اعتاد أن يربي بالحرمان يود لو نحرم أبناءه مما يمتعهم و هناك كل ألوان التربية في البيوت و كل اقتراحات التربية من أولياء الأمور. و لعل بعض الحق في ما يقولون ، لكن ما يجعل حساباتهم إلى الخلل أقرب هو طبيعة النظام المغلق الذي يمثله التعليم. و النظام المغلق كما تعلمون يمتص الطاقة التي تزوده بها، تضيع بين جنباته بلا أثر ! لماذا يشغلني ما سبق؟ يكفي أن أؤدي متابعة غاية في السطحية و أن أستل نفسي منها كما الشعرة من العجين. - لأنني في بوتقة الخلاف أُصهر فيها كل يوم . بين أنحاء ذاتي ، حين أصير إليها وحدها ، أسألها لم أذنت للخلل بالدخول؟ طاقة من حولي تشد الحبل تجاه وجودهم و تسوقني في طريقهم فلا يسعني سوى التنحي حتى لا تهترىء يداي و أنا أشد في اتجاه مغاير. - تفسير سطحي ، غير مقبول ممن اعتادت أن تصنع التغيير. - قولي إذاً أنك اكتفيتِ . - لا لم أكتفِ |
حي على الصلاة ، حي على الصلاة
يؤذن الظهر و أنا أمام شباك تجديد ترخيص السيارة في إدارة مرور القاهرة ، و قد قاربت مقدمة الصف ، أمامي رجل واحد بعد أن طال انتظاري زمناً و أنا أملأ إستمارات متنوعة ، في مكان يعج بالزحام . ينادي الآذان البشر أن اقطعوا من أمر دنياكم النزر اليسير كيما يبارك لكم فيها. لا يجيبه كثير ، يتشبث البشر بمواضعهم أمام الشباك. فالخروج من الصف لا يضمن الرجوع إليه و الداخلون أضعاف الخارجين من وحدة المرور و الموظفون شارفوا على الإنصراف من أشغالهم .
دقائق معدودة يفحص فيها الموظف ملف من يسبقني في الصف و يستلمه منه ثم يباشر ملفي ، أمر لن يستغرق خمس دقائق على الأكثر. يشغل بالي أمر الصلاة فأنا لا أعرف المنطقة و لم ألمح فيها مسجد ، كل ما عاينته كان مصلى صغير في وحدة المرور يسع عدة رجال و وحدة المرور يدخلها عدة رجال كل دقيقة. لحظات ، يتناول الموظف الملف ثم أنزل بحثاً عن مكان للصلاة . تتباطىء الحياة ، تنسحب من الأحياء ، لا يصيب التوفيق أيديهم أو ما بها! يستغرق الرجل دهراً و هو يطالع الملف الذي يسبقني ، يقلب عدة أوراق عدة مرات ثم يقلبها ثانية ، يسقط منه القلم ، يبحث عن غيره، يغزوه العطش فيذهب بحثاً عن ماء ، يعتمل الألم في ظهره فلا يناوله حركة أو سكينة. لا يوافقنا الزمن على تأجيل الصلاة فيؤجل أشغالنا . أنادي مالك الملك : ربي اجعلني مقيم الصلاة و من ذريتي ، ربنا و تقبل دعاء. يرفع الرجل رأسه من بين الأوراق و يشير إلي: أنت تعالي . ينزاح البشر الذين يتزاحمون حوله ، يستلم أوراقي و يفحصها ، - التفتي جيداً لما أقول و اذهبي أكمليه. أشكر له فضله و ألتفت للساعة فإذا هي قد تجاوزت الواحدة و الربع ظهراً، سأحضر الأوراق المطلوبة بعد أن أصلي الظهر . أدخل المصلى فأجده فارغاً ، أصلي ، تستأنف الحياة حركتها ، بسرعة فائقة أصعد و استكمل أوراقي و قد انزاح الزحام إلا قليلا ، الملف المكتمل أمام الموظف . يتناوله مني .. دقائق و تكون الرخصة الجديدة بحوزتي. |
اللهم إني أعوذ بك من شره
حين دعاني المنبه للقيام للعمل صباحاً، لم أجبه ، أيظنني جننت كي أتيقظ في السابعة ، أواجه عالماً مستعداً للحياة بينما عضلاتي يصيبها التيبس بعجز مرير؟
وحده قدر من الإلتزام لم أعد أدري ما منبعه أيقظني على نكهة فنجان قهوة تمنيني به النفس ، مزاجها عسل و لبن على نار هادئة ، مذاقها سيبدد بعض الألم. الوضوء و الذكر لا حياة في نفسي بدونهما ، أسرع إليهما فيسكبان اليقظة في أعصابي ، أعقد النية على الخروج. أما الصلاة التي تفك عقد الشيطان من النفس، فهذه بالذات أغواني الشيطان بتأجيلها حتى أعد باقي ما يلزمني لقضاء يوم طويل بعيداً عن أمان البيت. أنوي إشعال النار فتثقل في النفس فكرة يداي ممسكتان بشعلة النار ، القهوة الساخنة تنسكب على جلدي لا في الفنجان. أما الخلاط فهذا عوضاً عن تركيبه في الموتور و تشغيله سينكسر و يتشظى آلاف القطع تنغرز بعضها في عيني دهر ، أقطع الوسوسة بغسل إناء القهوة فتداهمني الوساوس عن صحون متسخة تتراكم و أنا أغسلها زمناً لا يفنى ، أتناول مفاتيح السيارة فتثور في النفس ذكريات لا تنتهي يقطع فيها كل مار في الطريق طريقي غير مبال بوجودي يرسلني تجاه الهلاك ثم يمضي في طريقه . كفى ، يباغتني بعض الوعي ، أكبّر و أحرم في صلاة ركعتين للمولى ، تنزاح الوساوس السابقة يكتسي العالم حجمه الحقيقي ، ملك للذي خلقه ، لم يعد مخيفاً. كائناً ما كان ، بسيط ما هو مطلوب مني ، سوف أؤديه ثم عودة للبيت بإذن الله الواحد الأحد ، تأكيداً لا تعليقاً . لم يكن أيسر من ذلك. |
استثمار
تتباطىء الدقائق تجاه الثانية و الربع ، ثلث ساعة ثم يؤذن لنا في الإنصراف من العمل و التحرك لبيوتنا. يقترب مؤشر طاقتي من الصفر ، لا شيء يمر بذهني يملأ الدقائق المتبقية. لفرط التعب أزيح من عقلي كل شغل فهو غير قابل للتنفيذ حالياً . النظام بدأ يندحر أمام جموع المدرسين و الطلاب إذ بدأت تنفك عنهم صفة الوظيفة و طلب العلم ، عادوا بشراً متنافرين في طريقهم للإنعتاق من نير العمل. أجمع بقايا وعي و ألملم ذاتي تجاه المصلى. أتذكر عدة ركعات ، سنن اعتدت أن أصليها ، شغلني عنها العمل هذه الأيام. يغل خطوتي كلمات كثيرة أخبرتني بها مدرسة فاضلة عن إفناء الذات في عمل لا يبدو أن أحداً يهتم به حالياً. في المصلى أعقد النية و أصلي ركعتين ، يعلو مؤشر الهمة درجة فألحقهما بأختين. أستخير المولى في صلاة ركعتين أخرتين ، فتكتمل الركعات عشرة مع دق جرس الإنصراف. ضوء أخضر يوقف الآخرين و يأذن لي بالمرور . أمد خطى السرعة رغم الزحام يعج في أنحاء المكان فلا يعطلني أحد. يترك لي الجميع المدى فأنطلق ، لا شيء يتباطىء الآن! يستقبلني البيت ثلث ساعة قبل الموعد الذي اعتاد وصولي. |
مياو مياو أم عو عو؟
هذه المرة إذ عدت من عملي رأيت ليان الصغيرة و كفها الصغير في كف جدتها تمشيان سوياً . أنزل إلى الأرض على أربع و أداعبها قائلة : أنا قطة ، مياو مياو بلا تردد ، تردد صغيرتي النبيهة: عو عو ، تمد صوتها كي يبدو مخيفاً و تقطب جبينها كيما تقلد الثعلب المكار الذي يرهب الحيوانات في قصص الجدة! |
حدس
الخلاف بين المدرسات و طلابهن على أشده اليوم فنهاية الأسبوع تجمع الثارات التي لم يحكم فيها شيخ القبيلة و تقسمها بين المتناحرين بالعدل ، ضرباً و شجاراً و زهقاً .
أما الساحة التي اعتادت الفتيات انتظار آبائهن فيها بعد انتهاء اليوم الدراسي فقد تغير نظامها و صار روادها طلاب المرحلة الإبتدائية من البنين. كمية الإزعاج الذي يمر به الأولاد في الدقائق التي تسبق انطلاقهم للبيت يعادل كم الضجيج الذي مر بهم طوال اليوم! أمام مدرسة أبناء أختي ، أرى منظراً مشابهاً لما مر خلال عقلي في مدرستي. لكن الدقائق العشرة التي تفصل المكانين كانت كافية لوضع خطة ما. الآن إذ يحط الولدين ركابهما في سيارتي ، و انطلق بهما عودة للبيت ، أشغلهما بمسابقة : الذي يحزر منكما أين أمكما الآن ، له مني خمس جنيهات! يعمل ذهن الكبير بسرعة فيقول : ذهبت تجدد رخصة سيارتها ، دقيقة ثم يتردد و يلقي في مسمعي باختيار ثاني ربما هي في السوق التجاري فليان طلبت منها أن تتنزه فيه البارحة فوعدتها بالذهاب اليوم. أو هي في السوق تشتري احتياجات البيت . إجابة الصغير الساذجة قرينة الأكبر: أقول ما قال يوسف! إذ تجافى عن عقله منطق الأمور ، لم يجد إجابة سؤالي، عقل يلقي أحكاماً في أي اتجاه و لا عليه إن لم تصب هدفاً. ذاك ما تعوده مدارس اليوم الطلاب. المعلومات المفرومة في عبوات صغيرة مجردة من معناها و سلسلة الأحداث إذ تتفكك ، يضيع السياق. و لا عليه إن لم يحفظ فأسئلة الإمتحان توحي بالإجابة و كثيراً ما لا يفهم الطالب التلميح ! أقترح أن يعيد النظر فيما قال ، و أن يتمهل قليلاً قبل أن يجيب ليتوج نجاحه بالجائزة. أخبره عن الحدس ، ما هو و كيف يعمل و كيف ينفع صاحبه و يرزق به خيراً عميماً. ثم أعيد السؤال و أسأله أن يستحضر الروية قبل الإجابة. أساعد أفكاره للوصول لصواب الإجابة ، أسأله في صوت يوحي أنه مخطىء : لماذا تظن أن أمك تجدد الرخصة؟ - لأنك جددتِ رخصتكِ ، تبادر الأمر لذهني سريعاً. يعيد النظر فيسألني كم مدة رخصة السيارة - تمتد ثلاثة سنين . - متى جددت أمي رخصة السيارة ؟ - العام الماضي . يستبعد خياره السابق و يلغيه. استمر في تفنيد إجاباته : كثيراً ما تطلب ليان الذهاب لمركز التسوق كي تلعب في قسم خاص بالألعاب فيقال لها غداً إن أذن الله كي تهدأ و تكف عن البكاء . الآن يلغي الإختيار الثاني فقد فهم أنه لا يكون. الصغير يوافق أخاه مرة أخرى. الآن وصولاً للإختيار الثالث: - اشترت أمي ما يلزم البيت من طعام البارحة لذلك فإنها لن تذهب للسوق اليوم. إذاً من المتوقع أن تكون في البيت تجهز طعام الغذاء كعادة معظم الأيام في هذه الساعة. أما الصغير فيقترح حلمه المثالي لهذا الوقت : أن تكون أمه مع ليان في الحديقة يلعبان بالأرجوحة . في البيت ، يجريان بسرعة ، يتحققان من وجود السيارة في الموقف و غياب البشر عن الحديقة و الأرجوحة. أجل هو السجن المؤبد الإنفرادي : المطبخ ، عفواً ليس انفرادياً فهو يعج بالبصل و الخضار و خيرات المولى ..الخ. بالطبع قبض مني الخمس جنيهات فوراً. |
تأشيرة
حلمان في ليلتين متتاليتين ، أمر جديد على عقلي الذي نسي الأحلام منذ زمن . الأول طرده العقل أضغاث أحلام.
الثاني ، أدرك فيه عقلي كيان والدي رحمة الله عليه . و أدرك رسالة منه ، ينتظرني كي يقطع لي تأشيرة. لكنني جائعة في انتظار طاه غير منظور يملأ طبقي الفارغ. انتظر الطعام و ينتظرني والدي! |
تيه
أضع إمضائي على دفاتر الدرجات فتطالعني درجات تعطيها الوزارة للطالبات باسم نشاط غير واضح المعالم، مسكّن لألم المستقبل.
ثم تمنحها المدرسات للطالبات لنشاط لا تمسكه الأيدي. المعايير غير واضحة المعالم أول طريق ضياع الحقوق في غياهب التيه. حتى الآن تبدو لي معالم الأمور باهتة بلا وضوح ، صعوداً على أول درجات التيه. |
مال!
مستاءة هي ممن لا تبذل جهدها من الطالبات ثم تنتظر درجات جيدة ، تقول الزميلة العزيزة: المال الذي يدفعه والدها ثمناً لمصاريف المدرسة لا يشمل بند درجات مميزة!
- أضف المال لأي تركيبة و انظر كيف يحول التفاعل مسار الأمور. لذلك رفض فقهاء الإسلام العظام على مدى التاريخ أن يسوقهم أحد برباط المال في أي اتجاه ، و جعلوا قبلتهم وجه الله الكريم. |
ربما
حين تنتابني الحاجات فإنني أسجلها في قائمة ورقية و حين تتراكم بحيث لا يصير هناك مندوحة عن الخروج فإنني أخرج لأقضيها مجتمعة. الكثير من المتاجر الصغيرة في الحي مغلق رغم أن الساعة تقترب من الثانية عشر ظهراً. أجد أجد مفتوحاً فأدلف إليه كي أصنع نسخة من مفتاح. أسأله متى يفتح المحل الذي يجاورك ؟ - ربما بعد ساعة. ركود الشغل لا يشجع على إطالة ساعات التشغيل ، أقله لا يفتح المحل بلا زبائن. - يصيب الركود الكثير من الأعمال هذه الأيام ، لكنني لست متأكدة إن كان الحل إنقاص ساعات العمل أو زيادتها. ********************** المرتب الثابت لا يقبض على ناصية أسعار تتقافز طول الوقت. أحتاج بعض الإستقرار لأحسب بدقة أكبر.أمر لم يحدث على مدى عمر طويل و لا ننتظر التغيير قريباً. لابد من القفز من واقع لا يحكمه الحساب إلى بعد جديد ، تختفي فيه حاجات اليوم التي لا تلزم من قائمة المشتروات. لم يضبط ذلك الحساب بعد. يصيبني الخلل بفزع فينقذني (إلى قدرٍ معلومٍ) المرسلات 22 ********************* |
حديث المحاضر اليوم عن التنمية البشرية.
يقدم الرجل نفسه و يشرح علمه و يقنعنا أنه سيساعدنا كي نزيد إنتاجنا بتهيئة النفس لتجاوز العقبات و المصدات. يعلن عن ورشة تدريب تمتد لإسبوعين مقابل مبلغاً من المال. حديثه ممتع و مفيد ، مؤكد ، لكن تكاليف المعيشة في إسبوعين تكتسح راتبي فلا يبقى منه ما يكفي تكاليف الدورة! ********************* لا أحد يخلو من الموهبة ، على كل منكم أن يتحسس موهبته و يتجه إليها ، ينميها ثم يحصد كسبها المبارك. هكذا ألح علينا المحاضر.يتدلى ذهني في بئر مواهبي فيدهشه قلة الماء. يهبط لعمق أكبر فيلمح قطعة حجر صغيرة على القاع ، يتناولها و يفركها ، فتسفر عن ذهب التنظيم . أول درجات الرقي في سلم الإجادة. يلمح غير بعيد من الأول بصيرة تضيء طريقاً تمضي فيه الخطى. ********************* |
اقتباس:
اتمنى ان تعثري على طباخك الماهر ويملئ حياتك بطبخاته الممتعه وتلتق مع والدك بجنة الفردوس بعد عمر طويل تقبلي تحياتي |
بجد اسلوبك تحفة ما شاء الله
|
إلى الجميلتين : ذات النغم الرقيق و الساحرة اللطيفة ، شكراً جزيلاً ، تقديري للكلمات المبهجة ، زادت من قيمة المتصفح.
http://i168.photobucket.com/albums/u...ta/flowers.jpg |
_ أحبك .
الحدس و البصيرة تسجل في كل عصب رسالة مستعجلة : كاذب . _ من أصدّق؟ _ متى كذبنا عليك و متى صدق في مقاله حتى تمر كلمته بأعصابك فتستقر بها ؟ لا تتعاطفي مع دموع المحبين حين تتكشف لهم نهاية الخداع فالحياة تخبرني أن لا ضحايا ، إلا من اختاروا هذا الوضع . قررت إذاً أن لا أكون ضحية البراءة العاطفية من الفهم و الإتزان النفسي . |
ربما اشتقت الي العبر الي حيث اجد الامثال والحكم .. اشتقت الي كلمات .. هي بالفعل ليست مجرد كلمات بل انها تصل في معظم الاحيان الي قلبي قبل عقلي وتنال من كياني ونفسي سريعا .. تمنياتي ان تكوني بخير حال .. وتحياتي الي عقل ادرك من اين تأكل الكتف !!! اجمل التحيه في امان الله |
هنيهة و يؤذن للعصر ، أناقش مع النفس جدول أعمال : أفضل الأعمال : خياطة إسدالات للصلاة ، سيصيبني من ذلك بركة . أسمو لأعلى، بل الأفضل تعليم الآخرين الصلاة و حثهم عليها ، أليس هذا ما حكمت به الآية التاسعة عشر من سورة التوبة؟
(أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَيَسْتَوُونَ عِندَ اللّه و اللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) بالطبع نصح البشر بشأن الصلاة أهم و أولى بالبركة على قلة شغله من خياطة الإسدال. تعتري نفسي لحظة إفاقة: تلفك الأوهام في خدر تجاه سبات طويل ، بحاجة للإنعاش في جو قرآني نقي كي تفيقي في عالم الحقيقة. الآية شعاع نور يوحي بأن تأدية الصلاة التي هي تحقيق الإيمان في خشوع أولى من كل ما دونها أياً ما كانت أهميته أو كيفما بدا لكِ . يدعو المؤذن لقطع حبال الدنيا و وصل حبل الحياة بالصلاة. حتى الآن تضيع بعض لحظات الصلاة في جنبات الوساوس و طيات النسيان . تنساب في أعصابي نغمة لمنشد يمدح رسول الله صلى الله عليه و سلم ، تتلاشى النغمة تاركة أثر رسول الله صلى الله عليه و سلم في جنبات النفس ، كأنه قبالة نفسي ، تغشى النفس سكينة ، تأخذ سنة بأفق أخت لها ثم صلاة الجماعة بقدر من الحسن . أصابني التوفيق بحسن هذه المرة ، و القادمة؟؟! |
اقتباس:
وفقك الله لما يحب و يرضى. ربي زدنا علما |
شولاكاتة(كما تنطقها ليان)
ليان لها تقاليد اجتماعية بعراقة قدرتها على صعود السلم و نزوله ، أمر يتجاوز سنتان بأشهر، في بيتها تخبر أمها أنها ذاهبة لزيارة جدتها في رفقة دميتها فتغير ثيابها و تلبس حذاءها و تجمع شعرها في قطتين و تجد لها مرافقاً من الكبار يتأكد من سلامة وصولها لبيت جدتها في الطابق السفلي. هناك ستتذكر لعبة أو قطعة حلوى نسيتها و قد تعتريها الذاكرة بعد دقائق أو ساعات فتطلب من جدتها التي هي أمي أن ترافقها صعوداً إلى بيتها لإحضاره و النزول مسرعة و قد تدعوها جدتها لطعام فتتناول بعضه و تسكب البعض على ثيابها فتذهب لبيتها لتغييره حيث مرافق لأعلى و آخر نزولاً و قد تنوي أن تدخل بيت الجدة فتتذكر أرجوحة الحديقة فتجيب نداءها حيث من يرافقها في اتجاه مختلف و يتأكد من أنها اكتفت من الأرجحة و عادت إلى بيت(؟) بأمان! عادات و تقاليد ثابتة تستغرق يوماً أو بعض يوم بحسب ما تقرر الصغيرة فجدولها مزدحم باللعب. و قد تجلس في الحديقة مع جدتها فترى أمها متجهة للخارج فتستوقفها كي تذهب معها، بالطبع لابد من تغيير الثياب و تسريح الشعر من جديد و أحياناً تلح عليها أمها بالخروج فترفض ، تشغلها لعبة/حكاية/طعام ....الخ. و قد تتساءلون لماذا نعاملها بهذا اللين فيُسمح لمزاجها بتشكيل حركات الكبار ؟ السبب أن ليان حكاية ، و عائلتنا تهوى الحكايات و لو أننا لما صدر لنا الأمر كنا أديناه على نحو ما أمرنا لارتحنا و أرحنا ، لكن على الحكاية أن تضيف للقصة فصل أو فصول و ليان أحد الفصول الحلوة. اليوم قررت ليان أن أرافقها في تنقلاتها بين بيت جدتها و بيت أمها و بين الغذاء و الحلوى و بين اللعب و التعلم. تتذكر كيس الحلوى الذي أخبأه في خزانتي أصل به ما انقطع من حبل المودة بين الأجيال المتعاقبة في منزلنا . يبدو التصميم في عينيها و تلك الأشياء التي لا أجيد قراءتها حتى تحبك ليان خطتها : - عايزة شولاكاتة أخبيها في جيبي و لن أتناولها إلا بعد الغذاء. - تيتا لن توافق على أكل الشيكولاتة قبل الغذاء. - لن أخبر تيتا أن معي شولاكاتة. تصدر من التعهدات ما يقنعني أن أستجيب لطلبها فتضعها في جيبها بعيداً عن عينيها على مقربة من عقلها. تشير إلى فيها أن اصمتي و تتسلل مفاجأة جدتها ثم ترفع صوت المرح : - مفاجأة ، تيتا معي شولاكاتة. و تريها القطعة. يزعج الأمر أمي فلو أكلتها لأفسد ذلك شهيتها . لكنها تؤكد للجميع في براءة و صدق أنها لن تأكل الحلوى. تعد أمي الغذاء لنا جميعاً . تتناول ليان ملعقتين ثم تعلن أنها لا تحب البطاطس . تفتح أمي الثلاجة و تقترح كل ما هو موجود مما تحبه ليان و لكن عينيها تكشفان خطوط خطتها النبيهة . لا شيء من هذا يرضيها. تخرج قطعة الشيكولاتة الصغيرة الملفوفة بورقة لامعة مبرومة . تفتح يداها الحلوى بصبر و خلسة شديدة فهي تنوي أكلها و تبدأ في برمها فتحاً و غلقاً بانتظار أن نأذن لها بأكلها و أمي تصر أن تأكل الطفلة طعامها أولاً ، لكنها ليان عقدت النية ، تزيل غلافها و تضعها في يدها و تنتظر ، بالطبع لا أوافق ، لا يمكن. تنظر إلي ثم إلى الأرض . - ليان أنت وعدتِ. لابد أن تتنازل إحدانا . -حسناً كليها. - سآكل الغذاء عند ماما. أمسك يدها و هي تمضغ الشيكولاتة و نخرج من باب البيت صعوداً على أول درجات السلم. - الجنينة الأول ، أتمرجح و بعدين أطلع عند ماما. |
اللطيف الخبير
- انتظري عشر دقائق و سينادي الموظف في ذلك الشباك اسمك و يمنحك العقد موثق و مختوم. و الدقائق هنا بلا حساب و لا الساعات . و الزمن هنا لا يروي الحياة و لا هي تكتحل برؤيته يمضي. أما الشارع تجاه الثانية ظهراً فهو الآخر يدس السيارات فتتراكم على كل رقاع الشارع تدخل إليه و لا تنصرف عنه إلا بدفع ضريبة زمنية باهظة غرامة الخروج في ساعة اندفاع المواطنين. تمر خمس دقائق طويلة في النفس تنحت فيها زهقاً راسخاً .. أكسر المنحوتة ، كفى لن أنتظر أكثر فقد ضاعت ثلاث ساعات في جنبات المكان بين ركام الورق. أقف في ركن و أرفع يداي للطيف الخبير جامع الناس ليوم لا ريب فيه : اجمع علي ضالتي الآن بلا انتظار. العقد المطلوب و يسر الطريق و أرشدني سواء السبيل. فوراً ينادي الموظف اسمي و يمنحني العقد . أما المواصلات فيتجه زحامها بعيداً عن طريقي، توصلني السلامة حتى البيت. |
اقتباس:
ربنا يخليهم ويحفظهم تسلم ايديك جميله |
اقتباس:
متى يحترم عالمنا العربي الزمن؟ مع الاسف الوقت غير ثمين في عالمنا العربي فكره رائعه طرحتيها باسلوب جميل كعادتك بورك فيك تقبلي تحياني |
شرارة ترفع درجة حرارة النفس فتختلط مكوناتها بالنسب السليمة، تفاعل يؤدي لعمل يرفع قدرك في الدنيا أو مسار يقود خطاك إلى رضا الله في الآخرة. أو يمزج أمر الدنيا و الآخرة في نفس بديعة المعالم و الملكات. و حلم يراودك بين ثنايا النفس الخفية بين بعض الأعصاب يختفي ثم يظهر لكنه على نحو ما يوجّه خطواتك و حين ترى ما تمنيته جسماً تمسكه يداك ، عندها يتراءى لك الحلم فتعلم أنه غذى إدراكك و أكمل الناقص من خطواتك و نشر جناح الأمل عندما نال التخاذل من قدميك. لا أدري ما حلم كل منكم و ما الذي يشعل شرارة التفاعل في نفوسكم فتنهج هذا النهج أو ذاك؟أما مدربة التنمية البشرية التي ألقت محاضرة اليوم فإنها أخبرتنا بما وضعها على هذا النهج ، معسكر حضرته المدربة في انجلترا حيث الشباب يتدربون على مهارات الإتصال و التفاهم و يكتسبون ثقة في قدرتهم على فهم الآخر و التفاهم معه. تلك الشرارة أطلقت حلم المدربة فحلمت بمعسكر مماثل يجمع أبناء العرب يتحاورون بنسق مماثل لإبن الغرب فيحالفهم الإبداع و الإنجاز و التفاهم. من الواضح أنها أنجزت حلمها فأصبحت مدربة للتنمية البشرية . بقي أن يتحول الجزء الخاص منه بالشباب إلى واقع ، حين يعانق الشباب لغتهم فيتحقق التفاهم بينهم. و يعانقون صلاة الجماعة فيتحقق التواصل بينهم، رضا الله يشملهم فتصيب رميتهم هدف خير أمة أخرجت للناس. ******************* |
اقتباس:
نظام إداري قديم جداً يسجل كل شيء على الورق في دفاتر و إذ استحدثوا الكمبيوتر صار يسجلها في الدفاتر القديمة مع الكمبيوتر ، أظنهم زادوا الطين بلة. اللهم ارفع غضبك و مقتك عنا. شكراً لحلاوة الرد ، و بارك الله وقتك . |
يضخّم الميكروفون صوت المحاضر فيطغى على نبضات أعصابي . حماس مدرب التنمية البشرية في إلقائه للمحاضرة يطغى على نفسي الضعيفة فتنكمش أمامه.
يتعطل الميكروفون فجأة ، فيضطر الرجل للمحاضرة بصوته الجهوري الذي يصلني حيث نهاية القاعة. حجم صوته الحقيقي يعيد للمحاضرة توازنها فيفتح لها باب النفس. هذا طبعاً لمن يعنيه أن يكون مؤثراً لا محاضراً فقط. ******************* ألقى جمله بفوران فسجلتها بسرعة قبل أن يصيبها النسيان بعطب يجعلها غير صالحة للإستعمال ، حينها قررت ترصيص تلك الجمل في جنبات عقلي ألقي عليها ثقل سلوكي. إليكم التعبيرات المتوهجة: تضعك المعرفة في صفوف الحكماء يضعك العمل في صفوف الناجحين يضعك التفاهم في صفوف السعداء تكتبها أصابعي حفاظاً عليها في حاسبي بينما يتأمل عقلي الألفاظ و يشرح المعاني قبل أن يعطيها موافقته النهائية. و البشر أفراد في معظم أحوالهم لا يكونون صفوفاً إلا في مناسبات تلزم تجمعهم و حينها أيضاً يكونون أفراداً يثبتون ذواتهم لأقرانهم حيث المنافسة تشحذ العضلات و الأعصاب و تسجل (أنا هنا) ، كل بطريقته. أما ردائي المعرفة و الحكمة الواسعان فيشتملان من الخير و الشر ما شئت. العمل و النجاح .. أجل ، أكثر الناس اجتهاداً أكثرهم إشفاقاً على أنفسهم مما يحيق بهم يودون لو يرفعون عن أنفسهم سخرة النجاح. و تلك المراوِغة السعادة ، اقبضْ على لحظة منها ترفرف ثم حنطها و دبسها في أعصاب الذاكرة و انظر إليها كلما أشقاك العمل و اشتقت للسعادة! بدون هدف و اتجاه تفقد المعاني تعريفاتها المحكمة. ************************* - ما موضوع محاضرة التنمية البشرية اليوم؟ - الفاعلية الشخصية و أنماط الشخصيات. يتحدث أستاذ للتنمية البشرية ذو باع طويل في التدريب بينما تغشى ذاكرتي حال سماعي له مقالات قرأتها لمدرب أمريكي يشرح مواضيع مماثلة و يستخدم عين الأسس . على الفور تعقد المقارنة محكمتها للرجلين و الحضارتين. الأجنبي يرسي فوق تلك القواعد ألوان متنوعة من مواد البناء : التاريخ و الثقافة و الفكر و النماذج الفردية، تبهرك ناطحة السحاب تلك كيما يبني الأجنبي حولها المحلات التجارية و النوادي و مراكز متنوعة للأنشطة البشرية و يملؤها شغلاً و نشاطاً . مثل تنوع و عمق حضارة الأجنبي كمثل تنوع أفكار ابنه و تفكيره و علومه . أم أن خبر الجملة السابقة هو المبتدأ ، و مبتدؤها هو الخبر؟ ************************* |
تركيز بحجم النانو
أمد أصبعي لأشغل المذياع كي استمع للقرآن ، تمر بالنفس : بكل حرف حسنة. جائزة ثمينة لو كثفت تركيزي كل نانو ثانية. فعلياً وعيي بحجم الشظايا ، يتقطع أكثر مما يتصل . جل مشاكله التفات لما لا يعنيه ، ولد يسقي الزرع ، لمحته من شباك المنزل للحظة .. فاتتني كلمات مما يتلى ، ألوم نفسي فتمتلىء الذاكرة بالذكريات ، ظهرت من فراغ الشتات ، ثم منظر آخر يملأ الوعي ، في الحقيقة شتات الإدراك يصيب هناءة البال في مقتل. أحتاج جرعة دواء ناجع لهذا الشقاء. - يقترح الإدراك ملعقة من غض البصر عما لا يعنيني كائناً ما كان. ما شأني بما في الشارع؟ لا شأن والله. أضم إليّ نظري بعيداً عما حولي فأسترد وعيي المرتهن عند كل عابر سبيل . أدرك حرفاً و الذي يليه و أفهم شيئاً ، عسى أن أنال بالإنصات حسنة بإذن الذي خلقها و وعدنا بها. *************** |
كيف تتصرف حين تعجزك المشاكل فلا تجد داخلك حلا؟
بعض النساء ينفسن عن أنفسهن بالتسوق ، بعضهن يملأن المطبخ تقليباً و تقطيعاً و خفقاً. السوق كما يبدو لعقلي ، أكبر مكان لل****يب ، جميع ما لا يحتاجه الناس ، ألقوه في المحال و طلبوا له مقابلاً ممن عنده استعداد أن يدفع . لا أحب التسوق إلا قليلاً. أما الطهي فيخلصك من كل المواد النافعة في الطعام لو أنت منحته بعض الحرارة و الوقت. أنا أفضل التخلص من ال****يب ، أقوم لخزانة ثياب فأرتبها و أستخلص منها ما لم يعد يستخدم ثم إلى كيس ثم إلى دار الأيتام المجاورة. اليوم وجدت نسخة قديمة من ملزمة للعلوم لا حاجة لي فيها. أعطيتها لزميلة ، عسى أن تفيد ابنتها في تعلم تلك المادة. أشعر برياح الإنجاز تهب من ناحية الفراغ الذي يملأ الأدراج. **************** حكومة يراها عقيمة ، أعطته تموين من الأرز بثمن رخيص ، ما لا يتوافر للكثير من البشر ، لكنه له حق في رقبة مؤسسة لا ترى أو تسمع . و لأن الرقيب لا ينام و لأن السوس لا يفرق بين أرز التموين و غيره فقد قرر أن يغزو شكارات أرز التموين تلك . و لأن جهد بشري يمتد عدة أيام من الغسيل و التنقية و التجفيف في الشمس لم يستطع طرد السوس من وطنه الجديد ، فإنه قرر أن يعطيه لمحتاج و لأن الصدقة تجر أختها ، علقت نفسه في مصيدة الصدقة. تتكرر الصدقة بأرز التموين شهرياً. حالياً تلم الصدقة الفرقاء. ****************** واسعة و تتسع هذا ما ألقاه الضيق في نفسي إذ كاد يخنقها. حقاً لا يمكن أن يكون ذلك صوت الضيق. ثم من أين تتسع ، إذا كان يضيقها عليّ على هذا النحو؟ لا عليك ، احذفيه من ذاكرة أفكارك. ****************** |
حلم أعرف الربان و أعرف إلى ما ترمز تلك السفينة. في سفينة أنا ، ألمح ربانها يقودها. و ألمح من أوحى لي بهذا الحلم. يهيج البحر . أتيقظ مبتهجة و أفسر هيجان البحر في الحلم أنه طاقة. حلم قديم محفوظ في ورقة بدفتر . تمتد يدي تقطع الورقة خلاصا مما بها .. أتأمل كلمات الحلم مجدداً . ربان السفينة كان المراقب العام لمنتدى ثم اختلف البشر و تدابروا ثم لم تعد الألياف الضوئية تورد ذكره عبر شبكة النت . تلك حقيقة الحلم إذاً. ********************** |
تنثر بعض الصدقة في كف القدر فتحمله لها إلى أرض خير ، و هناك تهطل الصدقة فتروي الزرع ، يتضاعف أضعافاً مباركة ، تجني البركة الثواب و ترده لها أضعافاً .
اليوم اختارتها القرعة للخروج للعمرة التي تنظمها المدرسة مكافأة للعاملين فيها. ثم يطلب منها المدير أن تختار أخرى للعمرة ضمن القرعة فتفعل! ******************** |
(و نَحْنُ أقْرَبُ إليْهِ مِنْ حَبْلِ الوَرِيدِ) سورة قاف ، الآية 16
- وقّـعي هنا. لهجتها الآمرة تضع القلم في يدي فأبدأ بتسجيل اسمي حيثما أشارت . عقلي مشغول بقراءة ما في الورقة قبل أن تسحبها بنفس السرعة التي عرضتها بها. أتوقف بعد كتابة حرفين و أذكر لها أنني لم أستكمل ورق تعييني و لا ينبغي أن أوقع الأوراق الرسمية التي تعرض على التوجيه . تسحب الورقة من يدي ، تتوقف قليلاً ثم تأمرني بمسح الحرفين بخفية حتى لا يلفت الخطأ نظر التوجيه. تنصرف و أنا أحمد الله عز و جل أنني لم أوقع تلك الورقة. لعلكم تتساءلون ما فيها؟ أمر رفد لطالبة في الصف الثاني الثانوي. لا لم أود أن يؤثر توقيعي على مستقبلها على أي نحو، المولى عز و جل حكم بيننا فيما اختلفنا فيه ثم عفى الزمن عما سلف. لم يعد يجمعنا الخلاف أو يفرقنا الود. فقط فراغ يملأه الكثير من الهواء و مواد البناء المختلفة ، أود أن تبقى الأمور على هذا النحو. ***************** |
قبلة
في المصلى ورقة ملصقة تشير أن القبلة مائلة بدرجة 45 على الخط العامودي الذي اعتدنا الصلاة إليه. يعقد الضيق إدراكي و تؤازره الدهشة لخطأ كهذا استمر عامين و نصف عمر عملي في هذه المدرسة. أتساءل من وضع الورقة ، فيقال لي تلك طبيبة المدرسة الجديدة إذ دخلت المصلى أخبرتنا بالخطأ لأنها تصلي في بيتها و في الجامع القريبين من المدرسة في اتجاه مغاير.الحيرة تخلط الأمور . في أحد طوابق المدرسة أقابل شيخاً يعمل بها منذ سنين فيؤكد صواب ما أخبرت به الطبيبة و خطأ ما كنا نفعله. الورقة تختفي مجدداً و الطبيبة لم تعد تظهر في المصلى . تدير الحيرة إتجاه القبلة يساراً و اعتدالاً لمدة إسبوعين ، حيث كل من أنصتت لرأي تتبعه. اليوم أتأكد من الشيخ مجدداً فيعين زاوية 45 درجة مع العامودي. إذ يؤذن للظهر ، أحضر شريطاً أزرقاً لاصقاً و ألصقه في صفوف متتابعة على السجاد حتى تتضح القبلة للجميع. لا يخطىء أحد إتجاه القبلة بعد تعليمها بوضوح. ******************************** |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 08:12 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.