بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   أرشيف المنتدى (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=513)
-   -   روضة الشعر و الأدب (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=252624)

سماح الشعراوى 02-10-2010 11:53 AM

> توفيق زياد >> أُحِبّ .. ولكن


أُحِبّ .. ولكن




أُحِبّ لو استطعت بلحظةٍ
أن أقلب الدنيا لكم : رأساً على عَقِبِ
وأقطع دابر الطغيانِ
أحرق كل مغتصبِ
وأوقد تحت عالمنا القديمِ
جهنماً ، مشبوبة اللّهبِ
وأجعل أفقر الفقراء يأكل في
صحون الماس والذهبِ
ويمشي في سراويل
الحرير الحرّ والقصبِ
وأهدم كوخه .. أبني له
قصراً على السُحُبِ
أحبّ لو استطعت بلحظةٍ
أن أقلب الدنيا لكم رأساً على عقبِ
ولكن للأمور طبيعة
أقوى من الرغبات والغضب
نفاذ الصبرِ يأكلكم فهل
أدى إلى إرَبِ ؟؟
صموداً أيها الناس الذين أحبهم
صبراً على النُوَبِ !!
ضعوا بين العيون الشمس
والفولاذ في العَصبِ
سواعدكم تحقق أجمل الأحلام
تصنع أعجب العَجَبِ

سماح الشعراوى 02-10-2010 11:54 AM

>> توفيق زياد >> السكّر المرّ


السكّر المرّ




أجيبيني !!
أنادي جرحك المملوء ملحاً يا فلسطيني !
أناديه وأصرخُ :
ذوِّبيني فيه .. صبّيني
أنا ابنك ! خلّفتني ها هنا المأساةُ ،
عنقاً تحت سكين .
أعيش على حفيف الشوقِ ..
في غابات زيتوني .
وأكتب للصعاليك القصائد سكّراً مُرّاً ،
وأكتب للمساكين .
وأغمس ريشتي ، في قلب قلبي ،
في شراييني .
وآكل حائط الفولاذ ..
أشرب ريح تشرين .
وأدمي وجه مغتصبي
بشعرٍ كالسكاكين .
وإن كسر الردى ظهري ،
وضعت مكانه صوّانة ،
من صخر حطين .. !!
فلسطينيةٌ شبّابتي ،
عبأتها ،
أنفاسي الخضرا .
وموّالي ،
عمود الخيمة السوداءِ ،
في الصحرا .
وضجة دبكتي ،
شوق التراب لأهله ،
في الضفة الأخرى .

سماح الشعراوى 02-10-2010 11:55 AM

>> توفيق زياد >> أرفعوا أيديكم


أرفعوا أيديكم




فارفعوا أيديكم عن شعبنا
لا تطعموا النار حطب
كيف تحيون على ظهر سفينه
وتعادون محيطاًمن لهب .. ؟؟
فارفعوا أيديكم عن شعبنا
يا أيها الصم الذين
ملأوا آذانهم قطناً وطين
إننا للمرة الألف نقول :
نحن لا نأكل لحم الآخرين
نحن لا نذبح أطفالاً ولا
نصرع ناساً آمنين
نحن لا ننهب بيتاً
أو جنى حقلٍ
ولا نطفي عيون
نحن لا نسرق آثاراً قديمه
نحن لا نعرف ما طعم الجريمه
نحن لا نحرق أسفاراً
ولا نكسر أقلاماً
ولا نبتز ضعف الآخرين
فارفعوا أيديكم عن شعبنا
يا أيُها الصّم اللذين
ملأوا آذانهم قطناً وطين
إننا للمرة الألف نقول :
لا وحقّ الضوء ..
من هذا التراب الحُرِّ
لن نفقد ذرّه !!
إننا لن ننحني ..
للنار والفولاذ يوماً ..
قيد شعرَه !!

سماح الشعراوى 02-10-2010 11:56 AM

>> توفيق زياد >> أشد من المحال


أشد من المحال




يا أخوتي ! هذا التراب ترابنا
رغم الليالي
أرويته بدمي ودمعي
طول أيامي الخوالي
ورضعت من ثدي الجبال الشمّ،
والقمم العوالي
عزمي وأقدامي،
وصبري للشدائد، واحتمالي
زيتهُ . . من ماء قلبي
زيتهُ . . ذزب اللآلي
ومن الأماني المسكراتِ
عبير زهر البرتقال
يا أخوتي ! الأرض تهتفْ
بالنساء وبالرجال
هيا نلبي . . إننا
شعب أشد من المحال !!

سماح الشعراوى 02-10-2010 11:57 AM

>> توفيق زياد >> فلتسمع كل الدنيا


فلتسمع كل الدنيا




فلتسمع كل الدنيا ... فلتسمع
سنجوع .. ونعرى
قطعا .. نتقطع
ونسفّ ترابك
يا ارضا تتوجع
ونموت .. ولكن
لن يسقط من أيدينا
علم الأحرار المشرع
لكن .. لن نركع
للقوة .. للفانتوم ... للمدفع
لن نخضع
لن يخضع منا
حتى طفل يرضع

سماح الشعراوى 02-10-2010 11:58 AM

توفيق زياد >> تعالوا


تعالوا




تعالوا أيها الشعراء
نزرع فوق كل فم
بنفسجةً .. وقيثاره
تعالوا أيها العمال
نجعل هذه الدنيا العجوز
تعود نوّاره
تعالوا أيها الأطفال
نحلم بالغد الآتي
وكيف نصيدُ أقماره
تعالوا كلكم .. فالظلم ينهي
بعد دهرٍ طال
مشواره
وأنتم قد ورثتم
كل هذا الكون
روعتُهُ ،
وثروتُهُ ،
وأٍسرارَه !!

سماح الشعراوى 02-10-2010 11:59 AM

>> توفيق زياد >> الكلمات


الكلمات




غير الخبز اليومي
وقلب امرأتي
وحليب الأطفال ــ
أنا لا أملك شياّ
وسوى الشعر
وايقاد النار
وتشخيص الآتي
أنا لا أملك شياّ
وسوى أرض بلادي
وسماء بلادي
وزهور بلادي
أنا لا أعبد شياّ
وسوى الشعب الكادح
والناس البسطاء العاديين
وأيديهم ــ
لست أقدس شياّ
لو عشت شقياً
سأموت سعيداً
لو قدرت كلماتي
أن تفرح بعض الناس
لو أمكن أن يقرأها
في المستقبل
طفلٌ
في كراس .

سماح الشعراوى 02-10-2010 12:00 PM

توفيق زياد >> انزلي يامطرة


انزلي يامطرة




إنزلي يا مطره
إنزلي عَ الشجره
يبس الزرّعُ ومات الضّرعُ
والأعين جفّت ،فانزلي يا مطره
واطلعي يا قمره
اطلعي عَ الشجره
من جناحَي قُبّره
زمن مرّ وصاب
وليالينا ثقيلة
كبُرَ الهمّ وأضنانا العذاب
وعطاشى نحن والدّرب طويله
فمُنا جفّ به حتى اللعاب
لكن الحلم الذي في القلبِ
يبقى كالشهاب
والأمانيُّ .. عذابُ .. سكّره
وطريق الفقراء الثائرين
وقلوب الشرفاء البَرَرِه
هي مَنجانا الأخير
فاطلعي يا قمره
وانزلي يا مطره
إنزلي ...
يا ...
مطره ..

سماح الشعراوى 02-10-2010 12:01 PM

توفيق زياد >> أمة فوق الصليب


أمة فوق الصليب




علّقونا أمةً كاملةً فوق الصليب
علّقونا فوقه -
حتى ..
نتوب
هذه النكسة ليست
آخر الدنيا ..
ولا نحن عبيد
فأمسحوا أدمعكم
وادفنوا القتلى
وقوموا من جديد
أيها الناس الحزانى
أنتم الدنيا
وأنتم منبع الخير الوحيد
أنتم التاريخ
والمستقبل الباسمُ
في هذا الوجود
فتعالوا
نشبك الأيدي يالأيدي
ونمشي في اللهيب
فغدُ الأحرار إن طال
وإن طال –
قريب

سماح الشعراوى 02-10-2010 12:02 PM

توفيق زياد >> أماماً وأعلى !


أماماً وأعلى !




أماماً .. !!
أماماً .. !!
وأعلى
فأعلى .. !!
بلادي .. نفديك بالروحِ
شبلاً فشِبلا
ونمشي كعاصفة النارِِ
شيخاً وطفلا
ليبقى لواؤك
فوق السِّماك وأعلى
بلادي تبقين في الكون
نجماً معلّى
وتبقين دوحة عزٍ
فروعاً وأصلا
حملناك فوق الأكفِّ -
تباركت حملا
وشلناك مأساة شعبٍ
أبى أن يذلاّ
بلادي عبدنا ربوعك
طوراً وسهلا
نقشناك في دفتر القلب
فصلاً ففصلا
رسمناك
زيتونةً ..
دوالٍ ونخلا
رسمناك عشباً ، سحاباً
بيوتاً وأهلا
ومرج عناقٍ تفتح
ورداً وفلاّ
وتسبيح قُبّرةٍ
رقدت تتفلّى
عبدناك صحوة فجرٍ
وشمساً وظلاّ
وشوكاً وصبراً
وزعترةً تتجلّى
وشاطئ بحرٍ تقدّس
صخراً ورملا
أماماً
أماماً ..
وأعلى
فاعلى ..!!
ويا نجمة الصبح غيبي -
بلادي أحلى
ويا جنة الخلد روحي -
بلادي أغلى
أماماً .. !!
أماماً .. !!
وأعلى
فأعلى .. !!
بلادي .. بلادي ..
لياليك بالنصر حُبلى
وأنت تراث الجدود الذي
ليس يبلى
وأنت التي كل يومٍ
تصيرين أحلى
وأنت التي كل يومٍ
تصيرين أغلى .

سماح الشعراوى 02-10-2010 12:03 PM

>> توفيق زياد >> كلمات .. للوطن


كلمات .. للوطن




مثلما كنت ستبقى يا وطن
حاضراً في ورق الدّفلى ،
وعطر الياسمين
حاضراً في التين ، والزيتون ،
في طور سنين
حاضراً في البرق ، والرعد ،
وأقواس قزح
في ارتعاشات الفرح
حاضراً في الشفق الدامي ،
وفي ضوء القمر
في تصاوير الأماسي ،
وفي النسمة .. في عصف الرّياح
في الندى والساقية
والجبال الشمّ والوديان ،والأنهر
في تهليلة أمّ ..
وابتهالات ضحيّة ،
في دمى الأطفال ، والأطفال ..
في صحوة فجرٍ
فوق غاب السنديان
في الصّبا ، والولدنه
وتثنى السوسنه
في لغات الناس والطير ،
وفي كل كتاب
في المواويل التي
تصل الأرض
بأطراف السحاب
في أغاني المخلصين
وشفاه الضارعين
ودموع الفقراء البائسين
في القلوب الخضر ،
والأضلع ،
في كل العيون
مثلما كنت - ستبقى
يا وطن
حاضراً ..
كلّ زمانٍ ..
كلّ حين .
مثلما كنت ستبقى يا وطن
حاضراً في كل جرحٍ
وشظيّة
في صدور الثائرين الصامدين
حاضراً في صور القتلى
وعزم الشهداء
في تباشير الصباح
وأناشيد الكفاح
حاضراً في كل ميدانٍ وساح
والغد الطالع ..
من ..
نزف ...
الجراح
نحن أصحابك بابشر يا وطن
نحن عشاقك فابشر يا وطن
ننحت الصخر ونبني ونعمّر
ونلوك القيد حتى نتحرر
نجمع الأزهار والحلوى
ونمشي في اللهيب
نبذل الغالي ليبقى
رأسك المرفوع .. مرفوعاً
على مرِّ الزمن
نحن أصحابك ..
عشاقك ..
فابشر ،
يا وطن .. !!

سماح الشعراوى 02-10-2010 12:04 PM

>> توفيق زياد >> ازرعوني


ازرعوني




إزرعوني زنبقاً أحمر في الصدرِ
وفي كل المداخل
واحضنوني مرجة خضراء
تبكي وتصلي وتقاتل
وخذوني زورقاً من خشب الورد
وأوراق الخمائل
إنني صوت المنادي
وأنا حادي القوافل
ودمي الزهرةُ والشمسُ
وأمواج السنابل
وأنا بركان حبٍّ وصَبَا
وهتافاتي مشاعل
أيها الناس لكم روحي ،
لكم أغنيتي
ولكم دوماً أقاتل
فتعالوا وتعالوا
بالأيادي والمعاول
نهدم الظلم ونبني غدنا ..
حرّاً وعادل
أيها الأطفال ..
يا حبقاً أخضر ..
يا جوق عنادل
لكموُ صناّ جذور التين والزيتون
والصخر
لكم صُنّا المنازل
أيّها الناس الحزانى
أيّها الشعب المناضل
هذه الأعلام لن تسقط
ما دُمنا .. نغنّي ونقاتل

سماح الشعراوى 02-10-2010 01:05 PM

عمر أبو ريشة >> في موسم الورد


في موسم الورد




هنــا في موســـم الوردِ
تلاقَيْنــا بـلا وَعْــــدِ
وسِرْنا في جــلال الصمـتِ
فـوق مناكبِ الخُلْـــدِ
وفـي ألحاظنا جــوعٌ
عـلى الحرمـان يستجـــدي!
وأهـوى جيدكِ الــــريان
متكئــاً علــى زِنـــدي
فكُنــا غفـوةً خرســـاء
بيـن الخَدِّ والخَـــــدِّ
مُنـى قلـبي أرى قلبـــكِ
لا يبقـى عــلى عَهْـــدِ
أسـائـلُ عنــكِ أحــلامي
وأُسكتُهـــا عــن الــرَدِّ
أردتِ فنـلتِ مــا أمَّـلتِ
مَن عِـزّي ومـن مجـــدي
فأنــتِ اليــوم ألحانـــي
وألحــان الدُّنـى بَعْـــدي
فمـــا أقصـرَه حُبَّـــا
تـلاشى وهــو في المَهْــدِ
ولـم أبـرحْ هنـا،
فـي ظـل هذا المّلتقى وحدي

سماح الشعراوى 02-10-2010 01:06 PM

غادة السمان >> أشهد بليل المحطات


أشهد بليل المحطات




كنت افكر بعلاقة انسانية حقيقية
نحياها معا
في دهاليز احزاننا و خيباتنا
و نواجه بها الموت و الحزن و المجهول ...
و نتبادل خلع الاقنعة و الحب
في ليل المحطات الموحشة الماطرة
الملقبة بأيامنا ....
***
و كنت أنت تفكر بشيء اخر ...
و تخطط لاستعراض راقص
نقدمه للآخرين
على مسارح الفضول المتبادل و الثرثرة ...
***
.. و كنت أفكر بك توأما لعذابي ..
و كنت تجد اننا نصلح معا
لتكوين زوجي فكاهي استعراضي جديد..
***
كان حبي لك صادقا كالاحتضار
و كان حبك لي زبديا كالفقاعات ...
جئتك من باب الأعماق البحرية
فأخذتني الى كواليس الثرثرة الاستعراضية ..
***
اردتك السر
و اردتني النصر ...
مجرد نصر اضافي اخر
لشهريار المترع بالضجر ...

سماح الشعراوى 02-10-2010 01:24 PM

غادة السمان >> إمرأة البحر


إمرأة البحر




رسم لي بالطبشور دائرة على الجدار
وقال لي : قفي داخلها ...
فانطلقت هاربة
إلى شوارع البحر.
* * *
غاضباً لحق بي
غاضباً زقزق في وجهي ، وقرّعني
وقال ان القضية جادة
وان "البث مباشر"
ويجب أن أعود معه إلى (الاستديو)
لأقف وسط دائرة الطباشير
وتحت دائرة الضوء
* * *
مسكينة ومبتلة
كمتسول شتائي
حاولت أن أقول له
انني انا أيضاً جادة ! ..
ولكنني (أبداً أبداً)
لن أتركه يسجنني
داخل دائرة مرسومة بالطباشير
على جدار ما .. أرض ما .. مسرح ما ..
لن أتركه يسجنني ،
لا باسمه ، ولا باسم الحب ، ولا باسم الشهرة ،
ولا باسم أحد .
* * *
آه خذ قلبي ، واقضمه كتفاحة
ولكن لا تسجنني داخل دائرة مغلقة ! ...
* * *
ها أنا ألحظ للمرة الاولى ، وبرعب
ان الحرف الأول من اسمك
هو جزء من دائرة
فلا تتابع رسمها حولي !
* * *
الساعة مستديرة
لكن رمل الزمن
صحارى من الأسرار
تسخر من الاشكال الهندسية .
وأنا أكره الدائرة ،
واكره المربع والمثلث
وسأخرج في مظاهرة ضد المستطيل ومتوازي الأضلاع
وكل ما هو مغلق كالسجن ! ...
وحدها النقطة المتحركة أحبها
اما الخطان المتوازيات
فيثيران حزني لركضهما إلى الأبد دونما لقاء
ودون أن يتبدل شيء ... بينهما ... وفيهما ...
* * *
إلى شاطئ البحر أهرب منك
وأقف وحيدة
وبطبشورة الحرية
ارسم دائرة غير مغلقة ،
مفتوحة من طرفيها باتجاه البحر والافق
وأقفز داخلها ،
وأركض منها إلى البحر ..
البحر .. البحر ... البحر ...

سماح الشعراوى 02-10-2010 01:25 PM

غادة السمان >> أشهد على جنوني


أشهد على جنوني




أفتتح الحب بك و الفرح
و أتوجك
في مملكة الذاكرة أميراً
يرفل في حرمانه ..
رعيته من العشاق و الأزهار و العصافير
و القواقع التي تغلي حياة سرية
داخل أصدافها القاسية البكماء
على شطآن حارة لبحار منسية ...
***
أفتتح الضوء بك
و أشهد بانهيارات أكواخ وطني ...
و شظايا زمني
و بليالي الغربة في فنادق القطارات
أشهد بالتشرد
و عزف المتوحدين في المحطات
أشهد بالقتل و الدمع الأسود بالكحل ...
اشهد بالبوم اللطيف و بحبري
و أوراقي و خواتمي و غيتاري
***
أشهد بالنوم على بركان
و بممحاة النسيان
أشهد بالبجع و الغزال و القارات و العناصر
أشهد بالعاصفة تطاردني
و بالشراسة المائية المعدنية الحجرية تحاصرني ..
***
أشهد بدمي و دمك و سلالات الأسرار
و مواقد العشاق في البراري
أشهد بالبحر
و النجوم في ليلة صحراوية صافية
أشهد بالشاي البارد في مطارات الوحشة
أشهد بكل ما أحببته أو كرهته
بكل ما طعنني و طعنته
أشهد أنني أحبك
***
أشهد بسكين البوصلة و ليلة الشمس
أشهد ب" نعم " و "لأ " و بالعودة الى التفاحة
أشهد بفجر القلب العاري و المرايا المكسورة
بوداعات مكهربة بعناق اللغم بمباهج السم ...
أشهد بنزوات مطلقة السراح
حتى جنون الصحو
***
أشهد بالعصافير تطير من عينيك
الى قلبي
أشهد بقهوة الصباح معك
ذات فجر غابر في " الحي اللاتيني "
أشهد بالثلج
فوق تلة " مونتمارتر " و سلالمها
أشهد بأصابع الرسامين
الملطخة بالأصباغ و النيكوتين
و هم يرسموننا معا في ساحة " التيرتر "
أشهد أنني أحببتك مرة .... و ما زلت ..
***
و اذا أنكرت حبي لك
تشهد أهدابي على نظرة عيني
المشتعلة حتى واحتك
و اذا تنصلت منك
تشهد يدي اليمنى على اليسرى
و أظافري على رسائل جنوني بك
و تشهد أنفاسي ضد رئتي ..
و تمضي دورتي الدموية عكس السير
ضد قلبي
و تشهد روحي ضد جسدي
و تشهد صورتي في مراياك
ضد وجهي ...
و تشهد الأقمار الطبيعية و الاصطناعية
ضد صوتي
***
و حتى يوم أهجرك – أو تهجرني –
لن أملك
الا التفاتة صبابة صوب زمنك ...
لأشهد أنني أحببتك مرة ... و ما زلت
....

سماح الشعراوى 02-10-2010 01:26 PM

غادة السمان >> أشهد بأصابع الأشجار


أشهد بأصابع الأشجار




ها هو نهر الزمن يجرفك ...
و الأشجار تلوح
بأذرعها الشبحية الرياحية
"وداعا"مرسومة بالأخضر...
و العصافير تعول بمناقيرها المكسورة ...
و أنا أتامل المياه تغمر وجهك
الذي كان يوما منارتي ...
و لا أقول شيئا ...لكنني أتثائب
***
لقد ألفت هذا المشهد
و كنت أعرف منذ البداية
أنني وجدتك لأضيعك
و أحببتك لأفقدك
فقد التقينا مصادفة
و أنت ذاهب الى فرحتك بمجدك ...
و أنا راجعة من ضجري بكل ما يفرحك الآن ...
و كنا سهمين متعاكسي الاتجاه
و كان لا مفر من الوداع كما اللقاء ...
***
أودعك بغصة صغيرة ..
فلحظة عبر كل منا صاحبه
أضاءت الدنيا كلها لبرهة
كما البرق المفاجىء في سماء صيفية ...
و شاهدت حقيقتي الهشة ..
و حقيقتك الهزلية
و لكن أمطر الحب دفئا ...
و في الاعصار امتزجنا
و توهمت العناصر أن لا فراق لنا ...
جميل أننا التقينا
و مريح أننا افترقنا ...و دخلنا في التثاؤب...
.......

سماح الشعراوى 02-10-2010 01:28 PM

>> غادة السمان >> عاشقة الممحاة


عاشقة الممحاة




أقضي ليلي وأنا أكتب إليك رسائل حب
ثم أقضي نهاري التالي ,
وأنا أمحو كل كلمة على حدة !
فعيناك بوصلتان ذهبيتنان
تشيران دوماً صوب ... بحار الفراق !

سماح الشعراوى 02-10-2010 01:29 PM

>> غادة السمان >> عاشقة تحت المطر


عاشقة تحت المطر




أحدّق في المطر وهو يلتهم النافذة،
والليل يتدفق نهراً من الظلال...
أحدّق... كما أفعل منذ ألف عام،
وللمرة الأولى.. أرى الأشباح بوضوح تام
وهي تتابع حياتها خارج الغرف الموصدة على الصدأ...
أفتح النافذة، وأمد يدي إليها
فتضمها - بأصابعها الدخانية - بحنان...
وأمضي معها إلى غابة المجهول
نتسامر بحكايا ما وراء المألوف..
آه كيف قضيت عمري كالحمقى
أخاف من الأشباح، وهم مفتاح الليل
و "كلمة السر"؟...

سماح الشعراوى 02-10-2010 01:30 PM

نسرين الهاشمي >> أبَعثر .. ويلملمون !


أبَعثر .. ويلملمون !




عَتَبٌ عَلى الأزْهارِ إذ تُخفي النَّدى ..
عَتبٌ ..
على الأنْسامِ
حَاصرَها المَدى
عَجبًا ..
وَقد وشَّت مَطارِفَ بؤسِهَا
هَذي السفينَةُ
مُذ تَقاذَفها الرّدَى
ثمَّ اكتوَتْ بالظَّنِّ
يغْمرُهَا الأسَى ..
وَتَمازجَ الكتْمَانُ فيهَا
بالصَّدَى !
رَضِيَتْ
حَديثَ الصَّمْت في أشْوَاقِهَا ..
وَتفنّنتْ
في صدِّ عَبرتِهَا سُدَى
أيُلام صُبحٌ ..
إن تَوارتْ شمسُهُ
في قبْضة اللّيلِ البَهيمِ
وَقد عَدا
مَا دامَ
أنّ الخَافقَينِ
تَصافَحَا
لاَ بَأسَ ..
بالعبَراتِ صَيفًا أرعَدا
مَا دَامَ في الصَّمْتِ المَهيبِ
قَصائدٌ
كسحَائبِ الغَيثِ الهتونِ
إذا بدَا
وَالسَّيفُ لا يُزري بهِ
أنْ تَختفي ..
وَمَضاتُه إنْ غيَّبوهُ
فأُغْمِدَا
سَطوُ المُحَالِ على المُتَاحِ
مُروِّعٌ
وَعلى الأصابِع
رَعْشةٌ
لنْ توأدَا !
وَعلى الشّفاه المُطبقَاتِ
تَساؤُلٌ
وَالعقلُ قيدٌ مَا أراحَ وَلا هَدا
عُصفورة الآمَالِ
قصّت جُنحَها ..
وغَفتْ
وللأحلامِ خَطّتْ مَوعدَا
لكنّما طير البُكَاءِ محلّقٌ
قدْ أسهرَ الأجفان
ليلاً سرمدَا
هَذا الجَوَادُ ..
وَذي مَقادَةُ روحِهِ ..
تَعِبَتْ بهِ الأزَمَاتُ
( قبل المُبتدا ) !
أنَا لا أغنّي للقُبورِ
وَخَافِقي لا زَالَ يُهدي
مِنْ هَواهُ المُفْتَدَى
يسْتَمْطِرُ
الأفْرَاحَ مِنْ سُحبِ الشَّجَى ..
وَيُبعثر الشِّوقَ
البهيَّ
الأرْغَدَا
إنْ قصَّرَ العُمُر الكَليلُ
وَمَا مَضى ..
للقلْبِ
تَحْليقٌ
أجَادَ
وَأسْعَدَا !

سماح الشعراوى 02-10-2010 01:31 PM

>> نسرين الهاشمي >> أفلِتْ يَدِي


أفلِتْ يَدِي




فِي القَلب مِنْ بَأسَاءِ صُحْبَتِنا
أثَرْ
حَرّر خَيَالِي مِن سُمُوم القُبحِ
أعْيَانِي السَّفرْ
أنصفْ بقيّة عُمرِيَ المَسلوبِ
قَد سئمَ العُمُر
أنْقِذْ كِيَانِي
مِن ظِلاَلِ الكُرهِ
قَدْ تَعِبَ الوَتَرْ
.
.
وَدَع الهُدوءَ يُعَانِق الفَوضَى
بِذَات المُنْحَدرْ
وَدعِ النّجومَ
تُبَادِرُ اللَّيلَ العَميقَ المُستَعِرْ
أبعِد مخَالب بَأسكَ المَغْرُورِ
فَالقَيدُ انتَحَرْ
غَادِرْ مَدى بَصَرِي
لَعلّ الشّمسَ
تَمْنَحُنِي البَصَرْ
أهْدِ الفِرَار لِخَافِقِي
قَد دقَّ ..
نَاقوسُ الخَطَرْ
وَأعِدْ إليّ صَفاءَ ألْحَانِي
فَعِطري مُسْتَتِرْ
حِبرِي سَوادٌ
قَدْ كَسَى حَرْفِي
وَفجْري
مَا انفجَرْ !
رُوحِي ..
تُنَادِي كُلّ أنْغَامِ السَّكِينَةِ
وَالمَطرْ
وأنَاشِد اللَّحَظاتِ
أنْ هَاتِ السّلام المُنْتَظرْ
والعِشْقُ كَان هَوِيَّتِي
وَاليَومَ
عشْقي يُحتَضَرْ
وَالصّبرُ أبْحَرَ فِي مَداه الرّحْب
وَالصّمتُ اعتَذرْ
.
.
يَا رِحْلَتِي
هَذا ضَياعُ الحَرفِ
فِي لُغَة البَشَرْ !

سماح الشعراوى 02-10-2010 01:32 PM

>> نسرين الهاشمي >> مَخاضٌ وَجيز !


مَخاضٌ وَجيز !




يَا شَاعِرَ الشُّعَرَاءِ
هَذا المَدْخَلُ ..
فَأنِخْ مَطِيَّكَ
ذيْ دِمَشْقُ تُؤمِّلُ
وَ أجِزْ بشِعْرِكَ ..
فَالأَسَىْ مُتَوفِّرٌ
أنَّى اتَّجَهْتَ وَ كُلُّ أرْضٍ
مَعْقِلُ
صُلْ بالقَصِيْدِ
فلاَ سُيُوْفَ نَسُلُّهَا ..
وَ الحَرْف أضْحَى
" سَيْفُنَا المُتَسَوِّلُ " !
أطْلِقْ عِنَانَكَ لِلنَّحِيْبِ
فلَيْتَنَا ..
كُنَّا نُجِيْدُ مِنَ البُكَاءِ
وَ نُرْسِلُ
هَاتِ المَرَاثِي ..
فالرِّجَالُ تَخيَّرُوْا
سُبُلَ النَّجَاةِ
تَخنَّثُوا ..
وَ تجمَّلُوا !
-*-
وَ رُوَيْجِلٌ
يَحْبُو كَسيْراً
ثَاكِلاً ..
مِنْ خَوْفِهِ
كُلُّ المَنَايَا أرْجَلُ !
ذَاكَ العِرَاقُ
فَكُلُّ وَجْهٍ كَالِحٍ ..
فِيْ أرْضِهِ
وَ الحَالِكَاتُ الأرْذَلُ
وَ قَوَافِلُ الشُّهَدَاءِ
تَرْسُمُ خَطْوَهَا ..
فِيْ رَوْعِنَا ..
فَإِذَا الغُيُوْبُ تَهَلَّلُ
وَ مَشاهِدُ التّاَرِيْخِ
تَرْثِيْ أنْفُسَاً ..
رَاحَتْ بَناتُ الدَّهْرِ فِيْهَا
تَنْزِلُ !
مَنْ للعَمَائِمِ ..
أرْعدَتْ
وَ تَوعَّدَتْ
بِئْسَ الوُجُوْه مُحرِّمٌ
وَ مُحلِّلُ
بَكَتِ الحُرُوْفُ لزُوْرِهِمْ
وَ نِفَاقِهِمْ ..
وَ تَقَاطَرَ السُّمُّ الزُّعَافُ
الأجْمَلُ !
-*-
يَا شَاعِرَ الشُّعَرَاءِ
دَعْهُمْ ..
فالوَغَىْ
مِنْ كُلِّ أفَّاقٍ غَدَتْ تَتَمَلْمَلُ
وَ أقِمْ خِيَامَكَ
حَيْثُ شَوْقٌ مُزْهِرٌ ..
عِشْقٌ رَحِيْبٌ
فِيْ المَدَىْ يَتَوَغَّلُ !
دُرَرٌ ..
كَأشْبَاهِ النُّجُوْمِ وَضَاءَةً
لَكِنَّهَا مِنْ كُلِّ سَيْفٍ
أقْتَلُ !
-*-
هَذِيْ " دِمَشْقُ "
تَئِنُّ فِيْ قيْثَارَتِي ..
لَكِنْ
" لِبَغْدادَ " الأنِيْنُ الأَهْوَلُ !

سماح الشعراوى 02-10-2010 01:33 PM

>> نسرين الهاشمي >> أنا الشعر


أنا الشعر




حَفظتُ كَلامَ الشِّعْرِ
عَنْ كُلِّ قائِلِ
منَ الزّمنِ الآتِي
لعَهْد الأوَائِلِ
وَعَنهُم
تعلَّمتُ الرِّمَايةَ بالحِجَا
وَمِنْ زَرْعِهِمْ
قامَتْ رُؤوسُ سَنَابِلِي
فَأرْمي بشِعْري ..
مَن يُطَاول همَّتِي
وَأسْقيهِ في الرَّمضاءِ
جرعَةَ حَنْظَلِ
أنَا الشِّعرُ ..
قدْ مَاجَتْ بُحورُ قَصائِدي
وَأمْوَاجُهَا غَطَّتْ
كَثيبَ سَوَاحِلي
أنَا الشِّعرُ ..
صيَّرتُ التّفاعِيل لُعبةً
أقلِّبها في الكفِّ
بينَ الأنَامِلِ
فوَاعجبًا ..
ممّن يحقّر قيمَتِي
وَيالَقَصيدِ الشِّعْرِ
مِنْ كُلِّ صَائِلِ !

سماح الشعراوى 02-10-2010 01:34 PM

>> نسرين الهاشمي >> تَفاصِيل .. صَغيرة !


تَفاصِيل .. صَغيرة !




أنَا ..
منْ جَارت الدّنيا عليّهْ
وَصار الوَردُ
شوْكًا في يديّهْ
وَلكنّي برغم اليَأسِ
أشْدو ..
فبينَ جَوَانِجي امرَأةٌ
قويّةْ
لقَد شيّعتُ حُلْمي
في ثَباتٍ
وَلمْ أجزَع ..
لنَازلةٍ عصيّةْ
وَضيّقت العِنَاق على شُجوني
وَوسَّعتُ الرِّحَابَ
لنَاظريَّهْ
لأُبْصِر ..
كُلّ مَا تَلِد اللّيالِي
برحْب خَيالِ شَاعرةٍ
نقيّةْ
فتلْهمَني الثّباتَ ..
برغْم جُرْحي
وَأرْسل عَبرَتي
وَلها تَحيَّةْ
ألاَ يا شِعْرُ
فاقْرَأ في جَنَاني :
أُحِبّكَ
.
.
.
والحَديثُ لهُ بَقيَّةْ !

سماح الشعراوى 02-10-2010 04:37 PM

>> أولاد أحمد >> ناقص أنت ومنقوص أنا


ناقص أنت ومنقوص أنا




قلق الإنسانُ حتّى قلقاً
قطّر الكأس مراراً
واستباح العرقا
وهم في القصر، أو في القصر، أو في القصر، أو
في القصر، أو في القصر، أو في القصر، أو في
القصر،أو في القصر، أو في القصر،
حتّى خلّدوا
هـــنّ
بأصابع فارغةٍ
وأكفّ تملؤها الحنّاء
يدخلن الكرم على عجلٍ
وعلى مهل..
يقطفن عناقيد الشّعر
وينسين الشعراء!

سماح الشعراوى 02-10-2010 04:47 PM

>> أولاد أحمد >> إعتذار ( إلى ليلى )


إعتذار ( إلى ليلى )




عندما لا تجيئين
أزعم أنك جئت ... ولم تجديني!
أقول:
غداً،
سأذوب بقهوتها
وأعوج على فمها
وأقول لها: سامحيني
وأبحث في النّحو عن سببٍ لأبّرر أمرين
مختلفين كأن:
لا تجيئي
وأحسب أنّك جئت .. ولم تجديني!

سماح الشعراوى 02-10-2010 04:48 PM

>> أولاد أحمد >> لو استطيع


لو استطيع




ناهضٌ من بذوري إليهما
لو أستطيع..
أحمرُّ في وجنتيها
وأملأ الأفق عطراً
إن ضاع .. أو .. ضاع يوماً
تلمّه بيديها
،،
هابطٌ من سمائي إليها
لو أستطيع
لعدتُ فوراً إليها
وقلت:
من كان مثلي
أضاع عقلاً لديها!
،،
ذاهبٌ في الطريق إليها
لو أستطيع
وصلتُ قبلي إليها
وسرتُ في الحبّ حتّى
أعود منه.. إليها.

سماح الشعراوى 02-10-2010 04:49 PM

>> أولاد أحمد >> جنوب الماء


جنوب الماء




أدِرْ علينا الكؤوسا
وعبّها بالهواء
فقد نطيلُ الجلوسا
عيونُنا في السّماء
تصطاد غيما عبوسا
حتّى يجود بماء
فنملأنّ الرؤوسا
بخمرِ هذا الفضاء
ونخلعنّ النّفوسا
من بعد خلع الحذاء!
ولا تُظلْ ... وأدرها
وقلْ: سلاماً.. وضعْها
واذهبْ
وعُد.. ثمّ خذها
واضحك الى من ينادي
حتّى يقال:
تدور
أمورُ
هذي البلاد!
وكن عطوفاً علينا
ولا تقطّب جبينا
محمحمتين أتينا
لحانكم.. كالجياد
بل فاسقنا يا حبيبي
ما تشتهي من حليبِ
من عهد نوحٍ وعاد
الطّبُ ضدّ الزبيب
لذاك قيل:
تدورُ
أمورُ
هذي البلاد!
واسردْ علينا حكايا
عن مشمشات الصّبايا
وكيف قدحُ الزّناد
فإنّ حلو الكلام
لمسكرُ كالمدام
ونافعٌ للعباد
لذاك قيل:
تدور
أمور
هذي البلاد!
اليومَ أمرٌ
- وأمسِ؟
أفقت من خمرِ حبسي
ولي رضوضٌ بنفسي
كأنّني من جماد
ولو بقيت طليقاً
مبلّلاً أو غريقاً
أشدو مع كلّ شاد
لقرّرت لا تدور
أمورُ
هذي البلاد!
وأنت: ماذا دهاك؟
لم يبقى نجمٌ سواك
أدعوهُ دوماً ملاكي
فيختفي في البعاد
حتّى النجوم تغور
لكي يقال: تدور
أمورُ
هذي البلاد!
نهيمُ في كلّ وادِ
وكلّ ما نبتغيه:
وسادةٌ للرّقاد
وطيفُ من نشتهيه
وكسوةٌ للحداد
حتّى يقال: تدور
أمورُ
هذي البلاد!
أقداحنا: يا نظافُ
من كلّ خافٍ وباد
لسنا الذين نخافُ
من حبّ هذي البلاد
لكنها لا تدور
بل قام فيها المنادي
ومن رآها تدور
فالوهم ...
سوّى لديه:
خُذروفهُ
بالبلاد.

سماح الشعراوى 02-10-2010 04:50 PM

>> أولاد أحمد >> الخروج من مقهى الزنوج


الخروج من مقهى الزنوج




أأزعجتكم يا ندامى؟
أكسّرت كاساً ... ولم أتكسّر؟
أناح بقربي حمامٌ
وسالت دموعٌ اليتامى
ولم أتأثّر؟
أقبّلت منكم صديقا ...
ولم أعتذر في الصّباح؟!
لماذا، إذن تسقطون
وما كلّ هذا الصّياح؟!
أأزعجتكم يا بنات؟!
ألاطفتُ منكن أنثى بدون رضاها؟
أقلت كلاماً جميلاً...
على شامةٍ فوق خدٍ جميل
ولم أطلب العُذر قبل المساء؟
لماذا
إذن
يا نباتُ
تهيج على صدرها في الربيع
وتأوي إلى معطف في الشتاء؟!
أأزعجتكم يا رفاق؟
أقلت كلاماً صحيحاً عن الحزب، من نوع: أن
على الحزب، ألاّ يكون، صغيراً
كحبّة سكّر
وألاّ يكون كبيراً
كقطعة سكّر
لكي لا يذوب بقهوتهم
كلّما سقطوا وأفاقوا؟!
أأزعجتكم يا مرايا الجدار؟
أهشّمت منكنّ واحدةً بعد عيبٍ تراءى
على علّة الخلقِ فيّ؟
إليّ
عدوّي الذي في الزّجاج .. إليّ
إليّ
لساني الجريح
فمي
ويديّ
إليّ
إليّ
وكونوا جميعاً دعاءً عليّ
حرامٌ عليّ مدائنكم
من الآن لن أشرب الماء فيها
سأُهدي حياتي إلى جثّتي
وقبري إلى قريتي
وقلبي
إليك
- إذا شئت –
يا وطني
يا عدوّي!
تونس – أفريل 88

سماح الشعراوى 02-10-2010 04:53 PM

>> فاروق جويدة >> ماذا تبقى من أرض الأنبياء؟


ماذا تبقى من أرض الأنبياء؟




ماذا تبقى من بلاد الأنبياء..
لا شيء غير النجمة السوداء
ترتع في السماء..
لا شيء غير مواكب القتلى
وأنات النساء
لا شيء غير سيوف داحس التي
غرست سهام الموت في الغبراء
لا شيء غير دماء آل البيت
مازالت تحاصر كربلاء
فالكون تابوت..
وعين الشمس مشنقةُ
وتاريخ العروبة
سيف بطش أو دماء..
ماذا تبقى من بلاد الأنبياء
خمسون عاماً
والحناجر تملأ الدنيا ضجيجاً
ثم تبتلع الهواء..
خمسون عاماً
والفوارس تحت أقدام الخيول
تئن في كمد.. وتصرخ في استياء
خمسون عاماً في المزاد
وكل جلاد يحدق في الغنيمة
ثم ينهب ما يشاء
خمسون عاماً
والزمان يدور في سأم بنا
فإذا تعثرت الخطى
عدنا نهرول كالقطيع إلى الوراء..
خمسون عاماً
نشرب الأنخاب من زمن الهزائم
نغرق الدنيا دموعاً بالتعازي والرثاء
حتى السماء الآن تغلق بابها
سئمت دعاء العاجزين وهل تُرى
يجدي مع السفه الدعاء..
ماذا تبقى من بلاد الأنبياء؟
أترى رأيتم كيف بدلت الخيول صهيلها
في مهرجان العجز…
واختنقت بنوبات البكاء..
أترى رأيتم
كيف تحترف الشعوب الموت
كيف تذوب عشقاً في الفناء
أطفالنا في كل صبح
يرسمون على جدار العمر
خيلاً لا تجيء..
وطيف قنديل تناثر في الفضاء..
والنجمة السوداء
ترتع فوق أشلاء الصليب
تغوص في دم المآذن
تسرق الضحكات من عين الصغار
الأبرياء
ماذا تبقى من بلاد الأنبياء؟
ما بين أوسلو
والولائم.. والموائد والتهاني.. والغناء
ماتت فلسطين الحزينة
فاجمعوا الأبناء حول رفاتها
وابكوا كما تبكي النساء
خلعوا ثياب القدس
ألقوا سرها المكنون في قلب العراء
قاموا عليها كالقطيع..
ترنح الجسد الهزيل
تلوثت بالدم أرض الجنة العذراء..
كانت تحدق في الموائد والسكارى حولها
يتمايلون بنشوة
ويقبلون النجمة السوداء
نشروا على الشاشات نعياً دامياً
وعلى الرفات تعانق الأبناء والأعداء
وتقبلوا فيها العزاء..
وأمامها اختلطت وجوه النساء
صاروا في ملامحهم سواء
ماتت بأيدي العابثين مدينة الشهداء
ماذا تبقى من بلاد الأنبياء؟
في حانة التطبيع
يسكر ألف دجال وبين كؤوسهم
تنهار أوطان.. ويسقط كبرياء
لم يتركوا السمسار يعبث في الخفاء
حملوه بين الناس
في البارات.. في الطرقات.. في الشاشات
في الأوكار.. في دور العبادة
في قبور الأولياء
يتسللون على دروب العار
ينكفئون في صخب المزاد
ويرفعون الراية البيضاء..
ماذا سيبقى من سيوف القهر
والزمن المدنس بالخطايا
غير ألوان البلاء
ماذا سيبقى من شعوب
لم تعد أبداً تفرق
بين بيت الصلاة.. وبين وكر للبغاء
النجمة السوداء
ألقت نارها فوق النخيل
فغاب ضوء الشمس.. جف العشب
واختفت عيون الماء
ماذا تبقى من بلاد الأنبياء؟
ماتت من الصمت الطويل خيولنا الخرساء
وعلى بقايا مجدها المصلوب ترتع نجمة سوداء
فالعجز يحصد بالردى أشجارنا الخضراء
لا شيء يبدو الآن بين ربوعنا
غير الشتات.. وفرقة الأبناء
والدهر يرسم صورة العجز المهين لأمة
خرجت من التاريخ
واندفعت تهرول كالقطيع إلى حمى الأعداء..
في عينها اختلطت
دماء الناس والأيام والأشياء
سكنت كهوف الضعف
واسترخت على الأوهام
ما عادت ترى الموتى من الأحياء
كُهّانها يترنحون على دروب العجز
ينتفضون بين اليأس والإعياء
ماذا تبقى من بلاد الأنبياء؟
من أي تاريخ سنبدأ
بعد أن ضاقت بنا الأيام
وانطفأ الرجاء
يا ليلة الإسراء عودي بالضياء
يتسلل الضوء العنيد من البقيع
إلى روابي القدس
تنطلق المآذن بالنداء
ويطل وجه محمد
يسري به الرحمن نوراً في السماء..
الله أكبر من زمان العجز..
من وهن القلوب.. وسكرة الضعفاء
الله أكبر من سيوف خانها
غدر الرفاق.. وخِسة الأبناء
جلباب مريم
لم يزل فوق الخليل يضيء في الظلماء
في المهد يسري صوت عيسى
في ربوع القدس نهراً من نقاء
يا ليلة الإسراء عودي بالضياء
هزي بجذع النخلة العذراء
يتساقط الأمل الوليد
على ربوع القدس
تنتفض المآذن يبعث الشهداء
تتدفق الأنهار.. تشتعل الحرائق
تستغيث الأرض
تهدر ثورة الشرفاء
يا ليلة الإسراء عودي بالضياء
هزي بجذع النخلة العذراء
رغم اختناق الضوء في عيني
ورغم الموت.. والأشلاء
مازلت أحلم أن أرى قبل الرحيل
رماد طاغية تناثر في الفضاء
مازلت أحلم أن أرى فوق المشانق
وجه جلاد قبيح الوجه تصفعه السماء
مازلت أحلم أن أرى الأطفال
يقتسمون قرص الشمس
يختبئون كالأزهار في دفء الشتاء
مازلت أحلم…
أن أرى وطناً يعانق صرختي
ويثور في شمم.. ويرفض في إباء
مازلت أحلم
أن أرى في القدس يوماً
صوت قداس يعانق ليلة الإسراء..
ويطل وجه الله بين ربوعنا
وتعود.. أرض الأنبياء

سماح الشعراوى 03-10-2010 09:26 PM

>> محمد الفيتوري >> من أغاني إفريقيا

من أغاني إفريقيا



يا أخي في الشرق ، في كل سكن
يا أخي فى الأرض ، فى كل وطن
أنا أدعوك .. فهل تعرفنى ؟
يا أخاأعرفه .. رغم المحن
إنني مزقت أكفان الدجى
إننى هدمت جدران الوهن
لم أعد مقبرة تحكى البلى
لم أعد ساقية تبكى الدمن
لم أعد عبد قيودى
لم أعد عبد ماض هرم عبد وثن
أنا حى خالد رغم الردى
أنا حر رغم قضبان الزمن
فاستمع لى .. استمع لى
إنما أذن الجيفة صماء الأذن
إن نكن سرنا على
الشوك سنينا
ولقينا من أذاه ما لقينا
إن نكن بتنا ولقينا من أذاه ما لقينا
إن نكن بتنا عراة جائعينا
أو نكن عشنا حفاة بائيسنا
إن تكن قد أوهت الفأس قوانا
فوقفنا نتحدى الساقطينا
إن يكن سخرنا جلادنا
فبنينا لأمانينا سجونا
ورفعناه على أعناقنا ولثمنا قدميه خاشعينا
وملأنا كأسه من دمنا
فتساقانا جراحا وأنينا
وجعلنا حجر القصر رؤوسا ونقشناه جفونا وعيونا
فلقد ثرنا على أنفسنا ومحونا وصمة الذلة فينا
الملايين افاقت من كراها ما تراها
ملأ الأفق صداها
خرجت تبحث عن تاريخها
بعد ان تاهت على الأرض وتاها
حملت فؤسها وانحدرت
من روابيها وأغوار قراها..!
فانظر الإصرار فى أعينها وصباح البعث
يجتاح الجباها
يا أخى فى كل أرض عريت من ضياها
وتغطت بدماها
يا اخى فى كل ارض وجمت شفتاها
واكفهرت مقلتاها
قم تحرر من توابيت الأسى
لست اعجوبتها
أو مومياها انطلق
فوق ضحاها ومساها

سماح الشعراوى 03-10-2010 09:27 PM

>> محمد الفيتوري >> طفل الحجارة


طفل الحجارة




ليس طفلا ذلك القادم فى أزمنة
الموتى الهىّ الأشارة
ليس طفلاً وحجاره
ليس بوقاً من نحاس ورماد
ليس طوقاً حول أعناق الطواويس محّلى بالسواد
انه طقس حضارة
انه العصر يغطى عريه فى ظل موسيقى الحداد
ليس طفلاً ذلك الخارج من قبعه الخاخام
من قوس الهزائم
انه العدل الذى يكبر فى صمت الجرائم
انه التاريخ مسقوفاً بازهار الجماجم
انه روح فلسطين المقاوم
انه الأرض التى لم تخن الأرض
وخانتها الطرابيش
وخاننتها العمائم
انه الحق الذى لم يخن الحق
وخانته الحكومات
وخانته المحاكم
***
فانتزع نفسك من نفسك
واشعل أيها الزيت الفلسطينى أقمارك
وأحضن ذاتك الكبرى وقاوم
وأضىء نافذة البحر على البحر
وقل للموج ان الموج قادم
ليس طفلاً ذلك القادم
فى عاصفة الثلج وأمواج الضباب
ليس طفلاً قط فى هذا العذاب
صدئت نجمة هذا الوطن المحتل فى مسراك
من باب لباب
مثل شحاذ تقوست طويلاً فى أقاليم الضباب
وكزنجى من الماضى تسمرت وراء الليل
مثقوب الحجاب
***
ليس طفلاً يتلهى عابثاً
فى لعبة الكون المحطّم
أنت فى سنبلة النار وفى البرق الملثم
كان مقدوراً لأزهار ك وجه الأعمدة
ولأغصانك سقف الأمم المتحدة
ولأحجارك بهو الأوجه المرتعده
***
ليس طفلاً
هكذا تولد فى العصر اليهودى وتستغرق
فى الحلم أمامهْ
عاريا الأّ من القدس ومن زيتونه
الأقصى وناقوس القيامه
شفقياً وشفيفاً كغمامة
واحتفالياً كأكفان شهيد
وفدائياً من الجرح البعيد
ولقد تصلبك النازية السوداء فى
أقبية العصر الجديد
فعلى من غرسوا عينيه بالقضبان أن
لا يتألم
وعلى من شهد المأساةَ
أن لا يتكلم

سماح الشعراوى 03-10-2010 09:28 PM

>> محمد الفيتوري >> قصيدة الرياح


قصيدة الرياح




رُبَّمَا لمْ تَزَلْ تلكم الأرض
تسكن صورتها الفلكية
لكن شيئاً على سطحها قدْ تكسَّر
رُبَّمَا ظل بستانُ صيفك
أبْيضَ في العواصف
لكنَّ بْرقَ العواصف
خلف سياجكَ أحْمر
رُبَّمَا كانَ طقسُك ، ناراً مُجوسِيَّةً
في شتاءِ النعاس الذي لا يُفَسَّرْ
رُبَّما كُنْتَ أَصغر
ممَّا رَأَتْ فيكَ تلك النبواءتُ
أَو كنتَ أكْبَرْ
غير أنك تجهل أَنَّك شَاهِدُ عَصْرٍ عتيقْ
وأن نَيازِكَ مِنْ بشرٍ تتحدَّى السماء
وأن مَدَارَ النجوم تغير!!
هَاقَدْ انطفأتْ شرفاتُ السِّنين
المشِعَّةُ بالسِّحْرِ واللُّؤْلؤ الأَزليِّ
وَأَسْدَلَ قصْرُ الملائكة المنشِدينَ سَتائِرِهُ
وكأنَّ يَداً ضَخْمَةً نسجت
أُفقاً مِنْ شرايينها
في الفضَاءِ السَّدِيمىّ
هَا قَدْ تداخَلَتْ اللُّغَةُ الْمُستحِيلةُ
في جَدَل الشمْسِ وَالظُّلمَات
كأنَّ أصابعَ مِنْ ذَهبٍ تَتَلَمَّسُ
عبر ثقوب التضاريس
إيقَاعَهَا
تَلِْكُمْ الكائِنَاتُ التي تتضوَّعُ في صَمِتَها
لم تُغَادِرُ بَكاراتَها في الصَّبَاح
وَلَمْ تشتعل كرة الثَّلْجُ بَعْد...!
فَأَيَّةُ مُعْجِزَةٍ في يَدَيْك
وَأَيَّةُ عَاصَفَةٍ في نَهَارِكْ
((إنِّي رأيتُ سُقُوطَ الآله
الذي كانَ في بُخارِسْت
كما لوْ بُرْجُ إيفل في ذات يَوْمٍ
كما لوْ طغَى نَهْرُ السِّين
فوْقَ حوائطِ باريسْ
كانَ حَرِيقُ الإله الذي
مَاتَ في بُوخَارِسْتَ عَظيماً
وَكانَ الرَّمادُ عَظِيماً
وَسَالَ دَم’’ بَارد’’ في التُّرَابْ
وَأُوصِدَ بَابْ
وَوُرِبَ بَابْ
وَلكنَّ ثَمَّةَ في بوخارِسْت بلادي أنَا
لا تزولُ الطَّواغِيتْ
أَقْنِعَة’’ تشرِكُ الله في خَلقه
فهي ليستْ تشيخ
وليْسَتْ تَمُوتْ!
وَقَائمةُ هي ، باسم القضيَّة
وَْأَنْظِمةِ الخطب المِنْبَريَّة
وَحَامِلة’’ هى ، سِرَّ الرِّسَالةُ
وَشَمْسَ العدالةْ
وَقَادِرة’’ هي ، تَمْسَخُ رُوحَ الجمالْ
ولا تعرف الحقَّ
أو تعرف العدل
أوْ تَعرِفُ الاسِتقَاله
وفي بوخارسْت بلادي
أَزْمِنَة تكنِزُ الفَقْرَ خَلفَ خَزَائِنِها
وَسُكون’’ جَرِيحْ
وَأَشبَاحُ مَوْتَى مِنَ الجُوع
تخضرُّ سيقانهم في الرمالْ
وتَيْبَسُ ثُمَّ تقِيحْ!
وَمَجْد’’ من الكبرياءِ الذليلة
وَالْكذِب العربيِّ الفصيحْ
((كأنّك لمْ تأتِ إلاَّ لِكيْ تُشعِلَ النَّارَ
في حطب الشَّرقِ وَحْدك
في حطب الشرقِ وَحْدَكَ
تَأْتِي..
وَشَمْسُكَ زَيُتُونَة’’
وَالبَنَفْسَجُ إكليلُ غَارك
ولا شيء في كُتبِ الغَيْبِ غَيرُ قَرَارِكْ))
((إنِّي رَأيتُ رِجَالاً
بَنَوْا مِنْ حِجَارة تارِيِخهِمْ وطناً
فَوْقَ حائِط بَرْلين
وَانْحَفَرُوا فيه
ثم تَوَارَواْ وَرَاءَ السِّنين
لكيْ لا يُنَكِّس رَايَتَهُ المَجْدُ يوماً
على قُبَبِ الميِتِّينْ
وكيلاَ تَدُورَ على الأَرْضِ
نَافَورَةُ الدم والياسمين!))
وفي بُوخَارِسْتَ التي
سَكَبَتْ رُوحَهَا فيك
وَازْدَهَرَتْ في نُقوش إزارِكْ
في بُوخارِسْتَ انتظَارِكْ
سماء’’ تكادُ تَسيل احْمِرَاراً
وَأيدٍ مُقَوِّسَة’’ تَتَعانَقُ خَلْفَ الغيومْ
وَآجُرَّةُ مِنْ تُرابِ النُّجُومْ
تَظَل تُبعثِرُهَا الرِّيحُ
خَلْفَ مَدَارِكْ!

سماح الشعراوى 03-10-2010 09:30 PM

>> محمد الفيتوري >> التراب المقدس


التراب المقدس




وَسِّدْ الآنَ رَأْسَكَ
فَوْقَ التُّرَابِ المقدَّس
وَاركَعْ طويلاً لَدَى حَافَةِ النَّهْرِ
ثَمَّةَ من سَكَنَتْ رُوحُهُ شَجَرَ النِّيلِ
أَوْدَخَلتْ في الدُّجَى الأَبنوسيّ
أَوْخَبَّأَتْ ذَاتَها في نُقُوشِ التَّضَارِيس
ثَمَّةَ مَن لَامَسَتْ شَفَتَاهُ
القرابِينَ قَبْلَكْ
مَمْلكةُ الزُّرْقَةِ الوثنيِة...
قَبْلكَ
عاصِفَةُ اللَّحَظاتِ البطيئِة..
قَبْلكْ
يا أيُّها الطيْفُ مُنْفلِتاً مِنْ عُصُورِ الرَّتَا بِةِ والمسْخِ
مَاذا وراءك
في كتب الرمل؟
ماذا أمامك؟
في كتب الغيم
إلاّ الشموس التي هبطت في المحيطات
والكائنات التى انحدرت في الظّلام
و امتلاُؤك بالدَّمْع
حتَّى تراكمت تحت تُراب الكلام
****
وسد الآن راسك
متعبة’’ هذه الرأس
مُتعبة’’..
مثلما اضطربت نجمة’’ في مداراتها
أمس قد مَرّ طاغية’’ من هنا
نافخاً بُوقه تَحت أَقواسها
وانتهى حيثُ مَرّ
كان سقف رَصَاصٍ ثقيلاً
تهالك فوق المدينة والنّاس
كان الدّمامة في الكون
والجوع في الأرض
والقهر في الناس
قد مرّ طاغيةُ من هُنا ذات ليل
أَتى فوق دبّابةٍ
وتسلَّق مجداً
وحاصر شعباً
غاص في جسمه
ثم هام بعيداً
ونصَّب من نفسه للفجيعة رَبَّا
****
وسد الآن رأسك
غيم الحقيقة دَربُ ضيائك
رجعُ التَّرانيم نَبعُ بُكائك
يا جرس الصَّدفاتِ البعيدة
في حفلة النَّوْء
يشتاقك الحرس الواقفون
بأسيافهم وبيارقهم
فوق سور المدينة
والقبة المستديرة في ساحة الشَّمس
والغيمةُ الذَّهبيَّةُ
سابحة في الشِّتَاءِ الرمادي
والأفق الأرجوانى والارصفة
ورؤوس ملوك مرصعة بالأساطير
والشعر
والعاصفة
***
أمس جئت غريباً
وأمس مضيت غريباً
وها أنْتَ ذا حيثما أنت
تأتي غريباً
وتمضي غريباً
تُحدَّق فيك وجوه الدُّخَانِ
وتدنو قليلاً
وتنأى قليلا
وتهوى البروق عليك
وتجمد في فجوات القناع يداك
وتسأل طاحونةُ الرِّيح عَنك
كأنك لم تكُ يوماً هناك
كأن لم تكُنْ قطُّ يوماً هنالك
***
وَسِّد الآن راسك
في البدء كان السُكُونُ الجليل
وفي الغد كان اشتعالُك
وسد الآن رأسك
كان احتجابُك
كان غيابُك
كان اكتمالك
***
وسد الآن راسك
هذا هو النهر تغزلهُ مرتين
وتنقضه مرتين
وهذا العذاب جمالُك

سماح الشعراوى 03-10-2010 09:31 PM

>> محمد الفيتوري >> رؤيا


رؤيا




خارجاً من دمائك
تبحث عن وطن فيك
مستغرق في الدموع
وطن ربما ضعيت خوفاً عليه
وأمعنت في التِّيه.كى لا يضيع
أهو تلك الطقوس؟
!التي ألأبستك طحالِبها في عصور الصقيع
أهُوتلك المدائن؟
تعشق زوارها ، ثم تصلبهم فى خشوع
أهو تلك الشموس ؟
التي هجعت فيك
حالمة بمجىءِ الربيع
أهُو أَنت؟
وقد أبصرتك العيون
!وَأبصرتها في ضباب الشموع
***
خارجاً من غيابك
لا قمر في الغياب
ولا مطر في الحضور
مثلما أنت في حفلة العُرس والموت
لا شىْ إلا أنتظار مرير
وانحناء’’ حزين على حافة الشعر
في ليل هذا الشتاء الكبير
ترقب الأفق المتداخل
في أفُقٍ لم يزال عابراً في الأثير
رُبَّما لم تكن
ربما كنت في نحلة الماء
أو يرقات الجذور
ربما كان أجمل
!لو أطبقت راحتاك على باقةٍ من زهور

سماح الشعراوى 03-10-2010 09:32 PM

>> محمد الفيتوري >> المتــنــبي


المتــنــبي




يَمُرُّ غَيْركَ فِيهَا وهو مُحْتضرُ
لا برق يخطف عينيه ولا مطر
وأنت.. لا أسألُ التاريخ عن هرمٍ
في ظلِّه قمم التاريخ تنتظر
عن عاشق في الذُّرى..
لم تكتمل أبداً
إلا على صدره الآيات والسور
عن الذي كان عصرا شامخا
ويداً تشد عصرا اليها
وهو ينحدر
يمر غيرك
بعض العابريت على بطونهم
يثقلون الأرض إن عبروا
كمثل من أبصرت عيناك
ثم نأت عيناك عنهم
فلا غابوا.. ولا حضروا
وبعضهم أنت تدري
ان شعرك لو لم يلق ضوءاً
على أيامهم غبروا
كانوا ملوكا على أرض ممزقة
يجوع فوق ثراها النبت والبشر
كانوا ملوكا مماليكا
وأعظمهم تحت السموات
من في ظلك استتروا
***
ورحت تنفخ فيهم منك
ترفعهم ، فيسقط البعض
أو تبنى ..فينكسر
أردت تخلق أبطالاً ، تعيد بهم
عصر النبوة والرؤيا ، فما قدروا
هتفت : ياعمر
مكتوب لك العمر
وليس ينقص فيك الجهد والسهر
وإنما تنقص الاعمار في وطن
يغتاله القهر، أو يغتاله الخطر
وقلت..
والشاهدان ، اللّيل والسفر
وشعلة في مدار الكون تستعر
هذي الطيور التي احمرت مخالبها
فوق الصخور لنا
ولتستح الحفر
وسرت غضبان في التاريخ
لا عنق إلا ومنك على طياته أثر
تصفو ، وتجفو
وتستعلي ، وتبتدر
وتستفز ، وتستثنى ، وتحتقر
هذا زمانك
لا هذا زمانُهم
فأنت معنى وُجُودٍ ليس ينحصر
في كل أرض وطئتها أمم
تُرعى بعيدٍ كأنها غنم
"وإنما الناس بالمملوك
وما تصلح عرب ملوكها عجم"*
وتكفهر على مرآتك الصُّوَرُ
أتعقم الأرض؟ هذي الأم
أيُ دجى هذا الذي في عُيون الناس ينتشر
وينحني شجر الأيام
والغضب القدسي يغدُو انكسارات
وينحسر
***
فلتسمع النُصُبُ الجوفاء والأُطُرُ
هذى الأغاني البواكي في فمي نذر
إذا تساقط في أيامهم علمُُ
فإن أعلام من يأتي ستنتصر
وإن يخن خائن فالارض واحدة
برغم من خان .. والآلام مُخْتبرُ
***
وقلت بغداد
يا بغدادُ أيُّ فتى كان الفتَى
وهو في عينيك يزدهر
أنت التي اخترته للعشق
كان إذا رآكِ في لهب الأحداث
ينفجر
ويحرث الأرض كالمجنون
يحرثها براحتين هما الإحباط والظفر
أقل مجدك أن الفاتحين وقد
جاءوا غُزاةًَ على أبوابك انكسروا
وبعض مجدي ، أنَّ الكون لي فلكُُ
شعري وأنت عليه : الشمس والقمر
بغدادُ.. أشامتُ مشدوداً إليك
ويا شام الهوى أنا في العاقُول أنتظر
وما حدائق كافور القديم
سوى تلك الثمار التي حُمِّلتها الثَّمرُ
**
الله.. يا كم تغرّبنا
وكم بلغت منا الهموم
كما لم يبلغ الكبر
فإن أكُن أمس قد غازلت أُمنيةً
حيث استوى الصمتُ
أو حيث استوى الضّجر
فالمجد أعظم ايقاعاً
وَربَّ دمٍ يمشي حزيناً
ويمشي إثرهُ القَدَرُ
_________
*البيت للمتنبي

سماح الشعراوى 03-10-2010 09:34 PM

>> قاسم حداد >> الحجاج يقدم أوراق اعتماده


الحجاج يقدم أوراق اعتماده




طفول ، نقطة دم في عيون الخليج ،
- استشهدت
وداعا أيتها الفتاة الحلوة ، أيتها
الوردة الفاتحة ، ستذهبين
صوب الحب وسأذهب صوب الموت .
(لوركا)
أما آن لهذا الفارس أن يترجل
أسماء بنت أبي بكر
لابنها المصلوب عبدالله بن الزبير
نخلة بين الأغاني ، هل فم ينقع فيه السم يعطي؟
كيف لا تسقط هذي الشمس في حضن السبايا ؟
حربة الحجاج تصطاد الغزالات . ونحن
أين نحن ؟
لا تقولوا هزنا الشوق إلى فوق ،
سقطنا
لغة الترياق والموت تصير الآن قرآنا بخط النسخ
لو كنا مجانين قرأنا
(واستحالت عوسجات الصحراء
أمراء .
واستحلنا نهرا يسقي جذور
العوسج البري بالدم،
ونحن الفقراء)
لا تقولوا : كيف ؟
كانت طفلة في رئة الرمح
تجز الليل من بطن الجديلة
نفضت كل عباءات القبيلة
و انتضت سيفا وماء
فبكوا لما رأوها وردة تشرب في جمجمة الأعداء
واغتالوا حنين الصوت فيها ،
ألف قد علمتنا لغة نقرأ فيها
ياسمين الزمن البكر ،
رغيفا يحلم الأطفال فيه برزخا للشمس
سيفا أحمرا ،
أو برتقاله .
آه لكنا مضغنا لذة الخوف،
انزعوها شوكة القلب
وكونوا نخلة بين الأغاني
( هل نهز الجذع يساقط زيتا
أم نهز الجذع يساقط موتى ؟)
يسكت الصوت الذي يأتي من الخلف
وترتاح الملايين من النوم،
وتأتي المفردات هاربات
من قواميس المراثي
كالحمامات التي عذبها الحب وأبكاها الفراق .
هكذا ، رأسها في الرياح
تقصم ظهر الملثم ، وابن جلا واقف
يجلد العسكر المستباح
(وضعت العمامة لكنهم جهلوني
وردوا السيوف لنحري
وهزوا عروش الخليفة)
أخبرونا ، هل وراء الشجر اليابس عصفور
وهل قبر يصلي ؟
لو قرأتم سورة الحجاج،
لو نافذة مثل بلادي
ثم آه
حين نامت طفلة في دم لوركا
واستفاق الزنبق الوحشي فينا
كسرت قافية السلطان بالورد الجميل
كيف لم نعرف حكاياها وكيف
زينوا كل شريد في بلادي بشذاها .
لم تصر( كانت) ولكن أصبحت جرحا بهيج
آه يا لوركا ،
أغانيك تصير الآن دفئا
لتراب الحب في غر ناطة أو في الخليج .
نخلة تعطي .
احتراقـا أيها الغصن
و لام تنثني تحرث صدر الآخرين
كل شيء يغرق الآن بضحكات القتيل
و طفول
تزرع الألغام في كل الجسور
وبلادي في ظلام اللحظة الملتهبة
ألبسوها زمنا من ورق الخيش المقوى
و طفول
تركب القافلة القادمة الآن إلينا بالهدايا
حيث تساقط شمس فوق أحضان السبايا .
تقدمت في رئة المدينة
وخاطبت بالجرأة الحزينة :
( ترجل أيها الرجل المسافر في قتال العسكر الوحشي آن لك الأوان.
عرج على تلك الخيام لكي تنام . و طفول تغسل كل ليل، يستحيل
الجرح في يدها رسائل تحمل البارود توصلها لأطفال يصيرون انتفاضات أليفه
آه عبدالله لو جزر الغياب وساحل الزيت استكانوا، مت في خشب الصليب .
آه لكن سوف تمشي مثلما يمشي الحبيب إلى الحبيب)
و الخاء ترفع رأسها مزدانة بالبرق والآيات
ترفض نفسها الأشياء، والخبز البعيد عن البطون،
أغنية رفضية فقدت ملامح وجهها
والجوع لحن مجرم ، لو يعرفون .
( هل مشينا
هل يمد الظل أقداما على الأحياء
هل تأتي وريقات الشهادة من دم الحجاج
نرفضها ونرفض ساكنيها )
نجمة كانت وما زالت يسيل على دماها
عطر .
تعالوا . قالت الأخبار . هل صدقت،
وهل ذهبت إلى الأرض
استحالت طفلة أخرى تعيش على هواها ؟
علمتنا كيف نختار الورود بدون خوف الخنجر البراق
لام ترسم الأغصان
كيف نكون لغما في سطور الشعر
نفتح شرفة في البيت،
آه أدركونا .
جاءت رسائلكم، حملناها ، خرجنا من سماء الضوء
أدخلنا عواصمنا إلى أرض الغرابة
وتوضأنا برمل الشهداء
وعرفنا كيف في غر ناطة تبكي سحابه
كيف صارت فجأة ، كيف استحالت
بعد أن كانت خرابه .
(جاءت الياء تزحف في جسد المستحيل،
تسمي البغايا بأسمائهن ، ترى المفردات الغريبة،
توزع نار المحبة والأصدقاء
وتمحو تقاويم عصر المرابين ، نكتب عصر النقاء)
كيف (أسماء) جاءت وما جئت
أنـت
وطارت لنا زغردات قتيلة
ابتدأت من الموت، كنت مماتا لهم،
واستطعت الوصول .
المقاهي تلوك الضحايا
ونحن يتامى عرايا
ترى يفهمون الرموز؟
أنصتوا ، تبدأ النار تقرأ في سورة الساقطين .
( وكان أن تلد الثورة أبناءها )
ولكنهم يستعيرون أقنعة من خشب تأكل فيه السوسة،
وكانت الثورة -اللعبة المستطيلة، ولكنهم جولة خاسرة )
من هنا تبدأ الدرب فينا
من هنا تنهض كل الضحايا
تصير لكل الحروف أظافر
مثل الأساطير تقفز من كتب الله شوقا
ويا أختاه برحنا الهوى
للعشق سهم أحمر ( وأنا أكون ولا أكون)
ما خنت ، لكن القوافل لا تسافر وحدها في الليل
والأصحاب ناموا ، وانتهوا في أول الدرب
استعاروا زمن القات، وقالوا :
نستريح الآن أتعبنا السفر
( وأنا أكون ولا أكون )
وتولدين من الخواصر .
نخلة بين الأغاني ، والفم المنقوع بالسم،
ارتعاشا التراتيل القبيحة .
لغة لا تستطيع القول ،
صوت ، من زمان قادم
يضرب جدران التواريخ الجريحة
حين يغتالونها في أرضها تصبح أخرى
نخلة أخرى ونهرا لا يطيع الخلفاء،
غضب
كل السلاطين هباء
والذي سمره الحجاج في بوابة التاريخ
يمشي في خليج الأعين الحمراء
أسماء بلا عنوان في كل مكان
تطبخ الثورة في قدرتها
هل يستحيل الرمز في داخلنا بوابة أخرى إلى التاريخ؟
لا تستصرخوا حزنا
(وسموا كل بنت باسمها الآن وسموها الشجر،
ريثما ، أو بلغوها بصراخ الأرض
سموا باسمها كل العذارى في السجون)
افتحوا نافذة في الريح، لوركا ولد يهوى الممات
فوق أحداق المساكين المصابين بداء الحب
في غر ناطة أو في الخليج .
(جيم . منجل تحصد الرؤوس وتبني على جثة الخليفة عالما.
عاد من صلبه . ذهبت إلى الموت. لكن طفول هنا .
تساقط الآن كل الشموس بحضن العذارى)
الذين يدوسون صدر الأغاني هنا
انتهى عهدهم ابتدا عهدنا
خليج مسالم،
يصير اسمه مثل وجه الجراح
يشيل السواعد من غمدها
ثم يتلو كتاب الخطايا الذي من ولاة الخليفة .
امتقع يا زمان الأناقة والجوع
امتقع يا زمان البغايا النظيفة .
ستبقى طفول هناك
وتبقى هنا
( وسموا كل بنت باسمها الآن وسموها القمر
غرقت في الضوء لما قاتلت موت الدخول
زينوا أسلحة الفجر، اصقلوها
أطلقوها في فم الأطفال
في ألواننا الحمراء
سموا باسمها كل الفصول)
لم تكن غائبة عنا ولكن السيوف
لا تطيق النوم في غمد الرجال.
طفلة
نعرفها الآن كما نعرف رمز الوطن المرصوص
في القلعة في أرصدة البنك التي يملكها الوالي
وجوع الزنبقات
ورموز الطلقة القادمة الآن
وطفله .
لا تقولوا نحن في الشوق الذي نام
افتحوا باب الأساطير ، انتضوا سيفا وماء
وتعالوا فقراء
فتصيرون اشتهاءا ورعونة
نخلة هزوا فيساقط زيتا
نخلة هزوا فتساقط نار
نحن من سجن خرجنا ، آه لكن السجون
ألف بوابة شمس وظهيرة
اقطعوا بالسيف، مدوا صوتكم عبر الخليج
وشرارات الجزيرة
دمنا الحاقد من كل كتاب يصبغ الفجر ،
وأعصاب القصائد
لم تزل مشدودة والشمس في حضن العذارى
والخيول
في انتظار الفارس الغاضب، هل يعطي الشجر
ثمر السوس إذا الخضرة جاءت؟
أدركونا
لم تزل بوابة التاريخ في الشرق
وما زالت أيادينا على زند الحياة
علمتنا طفلة معنى الخطورة
في ربيع يلد الأطفال أبطالا ،
ومن نار الحدائق تستفيق القبرات .
نخلة فوق الأغاني
آه لوركا ، ها هنا الفاشست يغتالون أعناق القصائد
دمك المطلول دفئا لقلوب الشعراء
الشعراء
حيث يختال ( . . . . . . ) على عار الخليج ،
لغة دفؤك ، أزميل به يطلع شعر
ونقاتل
تركض الأرض إلى غر ناطة أو في الخليج
لا تقولوا طفلة كانت ولكن أبجديه .

سماح الشعراوى 04-10-2010 08:29 PM

>> فاروق جويدة >> أحزان ليلة ممطرة


أحزان ليلة ممطرة




السقف ينزف فوق رأسي
والجدار يئن من هول المطر
وأنا غريق بين أحزاني تطاردني الشوارع للأزقة .. للحفر !
في الوجه أطياف من الماضي
وفي العينين نامت كل أشباح السهر
والثوب يفضحني وحول يدي قيد لست أذكر عمرهُ
لكنه كل العمر ..
لا شيء في بيتي سوى صمت الليالي
والأماني غائمات في البصر
وهناك في الركن البعيد لفافة
فيها دعاء من أبي
تعويذة من قلب أمي لم يباركها القدر
دعواتها كانت بطول العمر والزمن العنيد المنتصر
أنا ماحزنت على سنين العمر طال العمر عندي .. أم قصر
لكن أحزاني على الوطن الجريح
وصرخة الحلم البريء المنكسر
...
فالماء أغرق غرفتي
وأنا غريب في بلاد الله
أدمنت الشواطيء والمنافي والسفر
كم كنت أبني كل يوم ألف قصر
فوق أوراق الشجر ..
كم كنت أزرع ألف بستان
على وجه القمر ..
كم كنت ألقي فوق موج الريح أجنحتي
وأرحل في أغاريد السحر
منذ انشطرت على جدار الحزن
ضاع القلب مني .. وانشطر ..
ورأيت أشلائي دموعا في عيون الشمس
تسقط بين أحزان النهر
وغدوت أنهاراً من الكلمات
في صمت الليالي .. تنهمر
قد كنت في يوم بريء الوجه
زار الخوف قلبي فانتحر
وحدائقي الخضراء ما عادت تغني
مثلما كانت ...
وصوتي كان في يوم عنيدا وانكسر
****
ولدي من عمري
وذكرى الأمس بعض من صور
فلتنظري صوري فإن الأمس أحيانا
يكون عزاء يوم ... يحتضر
هل تسمحين
بأن ينام على جفونك لحظة
طفل يطارده الخطر..
هل تسمحين
لمن أضاع العمر أسفاراً
بأن يرتاح يوماً ..
بين أحضان الزهر ...
اني لأفزع كلما جاءت
خيول الليل نحوي ..
يحتويني الهم .. يخنقني الضجر
اعتدت أن تعوى كلاب الصيد
في قدمي ... تحاصرني .... وتعبث في عيوني
كلما الجلاد في سفه .. أمر
اني أخاف على ثيابك من ثيابي
كلما أرجوه بعض الأمن ..
.. عطراً ... دندنات من وتر
****
لا تخجلي إن كان عندك بعض أصحاب
وجئت بثوبي العاري ببابك انتظر
لكنه حزن الصقيع ...
ووحشة الغرباء في ليل المطر
فالناس حولي يهرعون
وفي ثيابي نهر ماء
في عيوني بحر دمع
بين أعماقي حجر ..
وأريد صدراً لا يساومني على عمري
ولا يأسى على ماض عبر
فالعري أعرفه
وأعرف أن مثلي
في زمان الرق مطلوب
وأن الحرص لن يجدي
ولن يغني الحذر ...
****
اني سأرحل عندما يأتي قطار قطار الليل
لا تبكي لأجلي....
لا تلومي الحظ إن يوماً غدر
فأنا وحيد في في ليالي البرد
حتى الحزن صادقني زماناً
ثم في سأم .. هجر
إني أحبك ..
رغم أن الحب سلطان عظيم
عاش مطرودا
وكم داسته أقدام البشر
إني أحبك ..
فاتركيني الآن في عينيك أغفو
إن خلف الباب أحزان وعمر ينتحر
كل العصافير الجميلة أعدموها
فوق أغصان الشجر
كل الخفافيش الكئيبة
تملأ الشطئآن ..
تعبث فوق أشلاء النهر
***
لا تحزني ...
إن الزمان الراكع المهزوم لن يبقى
ولن تبقى خفافيش الحفر..
فغداً تصيح الأرض .. فالطوفان آت
والبراكين التي سجنت أراها تنفجر..
والصبح هذا الزائر المنفي من وطني
يطل الآن .. يجري .. ينتشر ..
وغداً أحبك مثلما يوم حلمت ...
بدون خوف ...
أو سجون ...
أو مطر ...

سماح الشعراوى 04-10-2010 08:30 PM

>> فاروق جويدة >> ويضيع العمر


ويضيع العمر

رقم القصيدة : 69 نوع القصيدة : فصحىملف صوتي: لا يوجد


يا رفيقَ الدَّرب
تاه الدَّرْبُ منّا .. في الضباب
يا رفيقَ العمر
ضاعَ العمرُ .. وانتحرَ الشباب
آهِ من أيّامنا الحيرى
توارتْ .. في التراب
آهِ من آمالِنا الحمقى
تلاشتْ كالسراب
يا رفيقَ الدَّرْب
ما أقسى الليالي
عذّبتنا ..
حَطَّمَتْ فينا الأماني
مَزَّقَتْنا
ويحَ أقداري
لماذا .. جَمَّعَتنا
في مولدِ الأشواق
ليتها في مولدِ الأشواقِ كانتْ فَرّقَتْنا
لا تسلني يا رفيقي
كيف تاهَ الدربُ .. مِنَّا
نحن في الدنيا حيارى
إنْ رضينا .. أم أَبَيْنَا
حبّنا نحياه يوماً
وغداً .. لا ندرِ أينَ !!
لا تلمني إن جعلتُ العمرَ
أوتاراً .. تُغنّي
أو أتيتُ الروضَ
منطلقَ التمنّي
فأنا بالشعرِ أحيا كالغديرِ المطمئنِّ
إنما الشعرُ حياتي ووجودي .. والتمنّي
هل ترى في العمر شيئاً
غير أيامٍ قليلة
تتوارى في الليالي
مثل أزهارِ الخميلة
لا تكنْ كالزهرِ
في الطُّرُقَاتِ .. يُلقيه البشر
مثلما تُلقي الليالي
عُمْرَنا .. بين الحُفَر
فكلانا يا رفيقي
من هوايات القَدَر
يا رفيقَ الدَّرْب
تاهَ الدربُ مني
رغمَ جُرحي
رغمَ جُرحي ..
سأغنّي

سماح الشعراوى 04-10-2010 08:31 PM

فاروق جويدة >> عيناك أرض لا تخون


عيناك أرض لا تخون




ومضيتُ أبحثُ عن عيونِكِ
خلفَ قضبان الحياهْ
وتعربدُ الأحزان في صدري
ضياعاً لستُ أعرفُ منتهاه
وتذوبُ في ليل العواصفِ مهجتي
ويظل ما عندي
سجيناً في الشفاه
والأرضُ تخنقُ صوتَ أقدامي
فيصرخُ جُرحُها تحت الرمالْ
وجدائل الأحلام تزحف
خلف موج الليل
بحاراً تصارعه الجبال
والشوق لؤلؤةٌ تعانق صمتَ أيامي
ويسقط ضوؤها
خلف الظلالْ
عيناك بحر النورِ
يحملني إلى
زمنٍ نقي القلبِ ..
مجنون الخيال
عيناك إبحارٌ
وعودةُ غائبٍ
عيناك توبةُ عابدٍ
وقفتْ تصارعُ وحدها
شبح الضلال
مازال في قلبي سؤالْ ..
كيف انتهتْ أحلامنا ؟
مازلتُ أبحثُ عن عيونك
علَّني ألقاك فيها بالجواب
مازلتُ رغم اليأسِ
أعرفها وتعرفني
ونحمل في جوانحنا عتابْ
لو خانت الدنيا
وخان الناسُ
وابتعد الصحابْ
عيناك أرضٌ لا تخونْ
عيناك إيمانٌ وشكٌ حائرٌ
عيناك نهر من جنونْ
عيناك أزمانٌ وعمرٌ
ليسَ مثل الناسِ
شيئاً من سرابْ
عيناك آلهةٌ وعشاقٌ
وصبرٌ واغتراب
عيناك بيتي
عندما ضاقت بنا الدنيا
وضاق بنا العذاب
***
ما زلتُ أبحثُ عن عيونك
بيننا أملٌ وليدْ
أنا شاطئٌ
ألقتْ عليه جراحها
أنا زورقُ الحلم البعيدْ
أنا ليلةٌ
حار الزمانُ بسحرها
عمرُ الحياة يقاسُ
بالزمن السعيدْ
ولتسألي عينيك
أين بريقها ؟
ستقول في ألمٍ توارى
صار شيئاً من جليدْ ..
وأظلُ أبحثُ عن عيونك
خلف قضبان الحياهْ
ويظل في قلبي سؤالٌ حائرٌ
إن ثار في غضبٍ
تحاصرهُ الشفاهْ
كيف انتهت أحلامنا ؟
قد تخنق الأقدار يوماً حبنا
وتفرق الأيام قهراً شملنا
أو تعزف الأحزان لحناً
من بقايا ... جرحنا
ويمر عامٌ .. ربما عامان
أزمان تسدُ طريقنا
ويظل في عينيك
موطننا القديمْ
نلقي عليه متاعب الأسفار
في زمنٍ عقيمْ
عيناك موطننا القديم
وإن غدت أيامنا
ليلاً يطاردُ في ضياءْ
سيظل في عينيك شيءٌ من رجاءْ
أن يرجع الإنسانٌ إنساناً
يُغطي العُرى
يغسل نفسه يوماً
ويرجع للنقاءْ
عيناك موطننا القديمُ
وإن غدونا كالضياعِ
بلا وطن
فيها عشقت العمر
أحزاناً وأفراحاً
ضياعاً أو سكنْ
عيناك في شعري خلودٌ
يعبرُ الآفاقَ ... يعصفُ بالزمنْ
عيناك عندي بالزمانِ
وقد غدوتُ .. بلا زمنْ

سماح الشعراوى 04-10-2010 08:42 PM

فاروق جويدة >> بالرغم منّا .. قد نضيع


بالرغم منّا .. قد نضيع




( 1 )
قد قال لي يوماً أبي
إن جئت يا ولدي المدينة كالغريب
وغدوت تلعق من ثراها البؤس
في الليل الكئيب
قد تشتهي فيها الصديق أو الحبيب
إن صرت يا ولدي غريباً في الزحام
أو صارت الدنيا امتهاناً .. في امتهان
أو جئت تطلب عزة الإنسان في دنيا الهوان
إن ضاقت الدنيا عليك
فخذ همومك في يديك
واذهب إلى قبر الحسين
وهناك صلي ركعتين
(2)
كانت حياتي مثل كل العاشقين
والعمر أشواق يداعبها الحنين
كانت هموم أبي تذوب .. بركعتين
كل الذي يبغيه في الدنيا صلاة في الحسين
أو دعوة لله أن يرضى عليه
لكي يرى .. جد الحسين
قد كنت مثل أبي أصلي في المساء
وأظلُ أقرأ في كتاب الله ألتمس الرجاء
أو أقرأ الكتب القديمة
أشواق ليلى أو رياضَ .. أبي العلاء
(3)
وأتيتُ يوماً للمدينة كالغريب
ورنينُ صوت أبي يهز مسامعي
وسط الضباب وفي الزحامِ
يهزني في مضجعي
ومدينتي الحيرى ضبابٌ في ضباب
أحشاؤها حُبلى بطفلٍ
غير معروف الهوية
أحزانها كرمادِ أنثى
ربما كانت ضحية
أنفاسُها كالقيدِ يعصف بالسجين
طرقاتُها .. سوداء كالليل الحزين
أشجارها صفراء والدم في شوارعها .. يسيل
كم من دماء الناس
ينـزف دون جرح .. أو طبيب
لا شيء فيك مدينتي غير الزحام
أحياؤنا .. سكنوا المقابر
قبلَ أن يأتي الرحيل
هربوا إلى الموتى أرادوا الصمت .. في دنيا الكلام
ما أثقل الدنيا ...
وكل الناس تحيا .. بالكلام
(4)
وهناك في درب المدينةِ ضاع مني .. كل شيء
أضواؤها .. الصفراء كالشبح .. المخيف
جثث من الأحياء نامت فوق أشلاء .. الرصيف
ماتوا يريدون الرغيف
شيخٌ ( عجوز ) يختفي خلف الضباب
ويدغدغ المسكينُ شيئاً .. من كلام
قد كان لي مجدٌ وأيامٌ .. عظام
قد كان لي عقل يفجر
في صخور الأرض أنهار الضياء
لم يبق في الدنيا حياء
قد قلتُ ما عندي فقالوا أنني
المجنونُ .. بين العقلاء
قالوا بأني قد عصيتُ الأنبياء
(5)
دربُ المدينة صارخُ الألوانِ
فهنا يمين .. أو يسارٌ قاني
والكل يجلس فوق جسمِ جريمةٍ
هي نزعة الأخلاقِ .. في الإنسانِ
أبتاه .. أيامي هنا تمضي
مع الحزن العميق
وأعيشُ وحدي ..
قد فقدتُ القلبَ والنبضَ .. الرقيق
دربُ المدينة يا أبي دربٌ عتيق
تتربع الأحزانُ في أرجائه
ويموت فيه الحب .. والأمل الغريق
(6)
ماذا ستفعل يا أبي
إن جئتَ يوماً دربنا
أترى ستحيا مثلنا ؟؟
ستموت يا أبتاه حزناً .. بيننا
وستسمع الأصواتَ تصرخُ .. يا أبي : يا ليتنا ..يا ليتنا .. يا ليتنا
وغدوتُ بين الدربِ ألتمسُ الهروب
أين المفر؟
والعمرُ يسرع للغروب
(7)
أبتاهُ .. لا تحزن
فقد مضت السنين
ولم أصلِّ .. في الحسين
لو كنتَ يا أبتاهُ مثلي
لعرفتَ كيف يضيع منا كلُ شيء
بالرغم منا .. قد نضيع
بالرغم منا .. قد نضيع
من يمنح الغرباءَ دفئاً في الصقيع؟
من يجعل الغصنَ العقيمَ
يجيء يوماً .. بالربيع ؟
من ينقذ الإنسان من هذا .. القطيع ؟
(8)
أبتاهُ
بالأمس عدتُ إلى الحسين
صليتُ فيه الركعتين
بقيت همومي مثلما كانت
صارت همومي في المدينةِ
لا تذوب بركعتين

سماح الشعراوى 04-10-2010 08:43 PM

>> فاروق جويدة >> لقاء الغرباء


لقاء الغرباء




علمتني الأشواقَ منذ لقائنا
فرأيتُ في عينيكِ أحلامَ العُمر
وشدوتُ لحناً في الوفاءِ .. لعله
ما زال يؤنسني بأيامِ السهر
وغرستُ حُبكِ في الفؤادِ وكلما
مضت السنينُ أراهُ دوماً .. يزدهر
وأمامَ بيتكِ قد وضعتُ حقائبي
يوماً ودعتُ المتاعبَ والسفر
وغفرتُ للأيامِ كُلَّ خطيئةٍ
وغفرتُ للدنيا .. وسامحتُ البشر
...
علمتني الأشواقَ كيف أعيشُها
وعرفتُ كيف تهزني أشواقي
كم داعبت عينايَ كل دقيقةٍ
أطياف عمرٍ باسمِ الإشراقِ
كم شدني شوق إليكِ لعله
ما زال يحرق بالأسى أعماقي
...
أو نلتقي بعد الوفاءِ .. كأننا
غرباءُ لم نحفظ عهوداً بيننا
يا من وهبتُكِ كل شيء إنني
ما زلتُ بالعهد المقدسِ .. مؤمنا
فإذا انتهت أيامُنا فتذكري
أن الذي يهواكِ في الدنيا .. أنا

سماح الشعراوى 04-10-2010 08:44 PM

>> فاروق جويدة >> حبيبتي .. تغيرنا


حبيبتي .. تغيرنا




تغير كل ما فينا..تغيرنا
تغير لون بشرتنا ...
تساقط زهر روضتنا
تهاوى سحر ماضينا
تغير كل ما فينا...تغيرنا
زمان كان يسعدنا ...نراه الآن يشقينا
وحب عاش في دمنا ...تسرب بين أيدينا
وشوق كان يحملنا ...فتسكرت أمانينا
ولحن كان يبعثنا ...إذا ماتت أغانينا تغيرنا
تغيرنا ....تغير كل ما فينا
*************
وأعجب من حكايتنا ...تكسر نبضها فينا
كهوف الصمت تجمعنا ...دروب الخوف تلقينا
وصرتِ حبيبتي طيفا لشيئ كان في صدري
قضينا العمر يفرحنا ....وعشنا العمر يبكينا
غدونا بعده موتى ..فمن يا قلب يحيينا ؟؟

سماح الشعراوى 05-10-2010 02:20 PM

>> هدى السعدي >> يقطِّرنا الحنين


يقطِّرنا الحنين




يقطرُنا الحنينُ رؤىً
على أهدابِ داليةِ العذابِ الحلو
مُرتَبَعاً ومُصطافا
ويسفحُنا
على أعتاب أمجادِ البناتِ النورِ أصدافا
فنزرعُ في شطوطِ الدمعِ
أشياءً بلا معنى
تعاريجاً نسميهنّ أمواجاً
شراعاً قائماً تُملي عليه الريحُ وجهتَهُ
وخمسَ نوارسٍ ستّاً .. وبوصلةً ومجدافا
ونركبُ غيمةً بلهاءَ
لا تستوعبُ الإبحارَ إلا في ضحولِ الغيبِ
تمخرُ في وحولِ العيبِ
من بغدادَ .. مبحرةً إلى يافا
وقبل الفجر يأتي عسكرُ المبغى
يهيلُ الرملَ في أفواهنا الظمأى
ويدفننا بقشِّ الصمتِ
لا أحدٌ درى يوماً ولا شافا
***
يقطرنا الحنين أسىً
ويرسمُنا
عيوناً تشتهي الطيرانَ
أخيلةً تحلِّق تحت سطح الأرضِ
كي تلقى لها مما أضاعته، نواميساً وأهدافا
وتطوي العمرَ إسفافا
يقطِّعُنا
لنَكثُرَ في سجلِّ الخلدِ أسماءً وأصنافا
فنَكثُرُ
دون أن ندري بأن المجدَ
يأنفُ أن يُجَنِّد في جحافله لنَيْلِ الخلدِ
أرباعاً
وأثلاثاً
وأنصافا.
***
يقطِّرُنا الحنينُ هوىً
عفيفَ الجيب عذريّاً
فنَهوي من ذرى عليائنا
كيما نُدنِّسَ منه
وجهاً ضاويَ اللمحاتِ شَفّافا
نهزُّ له العصا دوماً
إذا يوماً عصى .. أو هزَّ أعطافا
وتُعجبنا رجولتُنا
فنغرزُ فوق هامةِ حبِّنا العذريِّ قَرْنَيْنِ
وفي أعجازهِ ذنَباً
وفي رجليه .. أظلافا
** *
يُقطِّرنا الحنينُ .. سُدى
فنُسدي للورى
- مما يُنافي فطرةَ الإنسان- أعرافا
ونحلفُ أننا عَرَبٌ
ونُعْرِبُ أننا للدونِ أحلافا
ونُسلِمُ راية الإسلامِ للباغي
ونبغي أن نُطاوِلَ في سَماءِ العِزِّ أسلافا
ونَبْتَزُّ المُنى دِرْعَ الغُرورِ
نُعَلِّقُ الآمالَ في جَنْبَيْهِ
أقواساً .. و أرماحاً .. وأسيافا
ونفتحُ صفحةَ الشرَفِ التي
في دفتر التاريخ
ننقشُ في ثناياها لنا صُوَراً
وأسماءً .. وألقاباً .. وأوصافا
ومن فَرْطِ الغَباءِ بنا
نُصَدِّقُ ما افترَيناهُ
ونحسبُ
أننا صرنا لدى التاريخ أشرافا.

سماح الشعراوى 05-10-2010 02:21 PM

>> أمل دنقل >> الفارس


الفارس




لا تنتظري أن يبتسم العابس
فالفارس ليس الفارس
مدي بإنائكِ
عبر السلك الشائكِ
مدي طرف ردائكِ
حتى يصنع منه للقلب ضمادا
ويسد شقوق البرد القارس
تتوالى كل فصول العام على القلب الباكي
لم يستر روحه عبر الأشواك سوى رؤياكِ
فعيناكِ الفردوسان: هما الفصل الخامس
عيناكِ هما
آخرنهر ٍ يسقيه
آخر بيت يأويه
آخر زاد في التيه
آخر عراف يستفتيه
فأريحيه
أريحيه على الحجر البارد
ليرتاح قليلا
فلقد سار طويلا
وقفي كملاك الحب الحارس
حتى لا يفجئه الموت
قفي كملاك الحب الحارس

سماح الشعراوى 05-10-2010 02:22 PM

>> أمل دنقل >> أوتوجراف


أوتوجراف




لن أكتب حرفا فيه
فالكلمة – إن تكتب – لا تكتب
من أجل الترفيه
( و الأوتوجراف الصامت تنهدل الكلمات عليه ،
تحيّيه
و تطرّز كلّ مثانيه !
ماضيك
و ماضي الأوتوجراف –
بقايا شوق مشبوه
بصمات الذكرى فيك ، وفيه
و خطى العشّاق المحمومه أدمت كلّ دواليه
لكنّي أطرد كلّ ذباب الماضي عن بابي
فدعيه
غيري قد يصبح سطرا من ورق
يقلّبه من يجهله أو من يدريه
غيري قد ينبش تابوتا برّاق اللّون
تعفّن خافيه
لكنّي أطرد كلّ ذباب الذكرى
عن غدي المشدوه
عن ثوبي ، و طعامي ، و فراشي
عن خطوة تيهى
.................
يا أصغر من كلماتي
لن أكتب فيه
فخطى العشّاق المحمومة أدمت كلّ دواليه !

سماح الشعراوى 05-10-2010 02:23 PM

>> أمل دنقل >> استريحي !


استريحي !




استريحي
ليس للدور بقيّة
انتهت كلّ فصول المسرحيّة
فامسحي زيف المساحيق
و لا ترتدي تلك المسوح المرميّة
و اكشفي البسمة عمّا تحتها
من حنين .. و اشتهاء .. و خطيّة
كنت يوما فتنة قدسّتها
كنت يوما
ظمأ القلب .. وريّه
***
لم تكوني أبدا لي
إنّما كنت للحبّ الذي من سنتين
قطف التفاحتين
ثمّ ألقى
ببقايا القشرتين
و بكى قلبك حزنا
فغدا دمعة حمراء
بين الرئتين
و أنا ؛ قلبي منديل هوى
جففت عيناك فيه دمعتين
و محت فيه طلاء الشّفتين
و لوته ..
في ارتعاشات اليدين
كان ماضيك جدار فاصلا بيننا
كان ضلالا شبحيّه
فاستريحي
ليس للدور بقيّة
أينما نحن جلسنا
ارتسمت صورة الآخر في الركن القصيّ
كنت تخشين من اللّمسة
أن تمحي لمسته في راحتي
و أحاديثك في الهمس معي
إنّما كانت إليه ..
لا إليّ
فاستريحي
لم يبق سوى حيرة السير على المفترق
كيف أقصيك عن النار
و في صدرك الرغبة أن تحترقي ؟
كيف أدنيك من النهر
و في قلبك الخوف و ذكرى الغارق ؟
أنا أحببتك حقّا
إنّما لست أدري
أنا .. أم أنت الضحيّة ؟
فاستريحي ، ليس للدور بقيّة

سماح الشعراوى 05-10-2010 02:24 PM

>> أمل دنقل >> لا تصالح


لا تصالح




(1 )
لا تصالحْ!
..ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى..:
ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،
حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ،
هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،
الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما..
وكأنكما
ما تزالان طفلين!
تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..
تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ..
ولا تتوخَّ الهرب!
(2)
لا تصالح على الدم.. حتى بدم!
لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك؟!
أعيناه عينا أخيك؟!
وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك
بيدٍ سيفها أثْكَلك؟
سيقولون:
جئناك كي تحقن الدم..
جئناك. كن -يا أمير- الحكم
سيقولون:
ها نحن أبناء عم.
قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك
واغرس السيفَ في جبهة الصحراء
إلى أن يجيب العدم
إنني كنت لك
فارسًا،
وأخًا،
وأبًا،
ومَلِك!
(3)
لا تصالح ..
ولو حرمتك الرقاد
صرخاتُ الندامة
وتذكَّر..
(إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة)
أن بنتَ أخيك "اليمامة"
زهرةٌ تتسربل -في سنوات الصبا-
بثياب الحداد
كنتُ، إن عدتُ:
تعدو على دَرَجِ القصر،
تمسك ساقيَّ عند نزولي..
فأرفعها -وهي ضاحكةٌ-
فوق ظهر الجواد
ها هي الآن.. صامتةٌ
حرمتها يدُ الغدر:
من كلمات أبيها،
ارتداءِ الثياب الجديدةِ
من أن يكون لها -ذات يوم- أخٌ!
من أبٍ يتبسَّم في عرسها..
وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها..
وإذا زارها.. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه،
لينالوا الهدايا..
ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ)
ويشدُّوا العمامة..
لا تصالح!
فما ذنب تلك اليمامة
لترى العشَّ محترقًا.. فجأةً،
وهي تجلس فوق الرماد؟!
(4)
لا تصالح
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟
وكيف تصير المليكَ..
على أوجهِ البهجة المستعارة؟
كيف تنظر في يد من صافحوك..
فلا تبصر الدم..
في كل كف؟
إن سهمًا أتاني من الخلف..
سوف يجيئك من ألف خلف
فالدم -الآن- صار وسامًا وشارة
لا تصالح،
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
إن عرشَك: سيفٌ
وسيفك: زيفٌ
إذا لم تزنْ -بذؤابته- لحظاتِ الشرف
واستطبت- الترف
(5)
لا تصالح
ولو قال من مال عند الصدامْ
".. ما بنا طاقة لامتشاق الحسام.."
عندما يملأ الحق قلبك:
تندلع النار إن تتنفَّسْ
ولسانُ الخيانة يخرس
لا تصالح
ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس؟
كيف تنظر في عيني امرأة..
أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟
كيف تصبح فارسها في الغرام؟
كيف ترجو غدًا.. لوليد ينام
-كيف تحلم أو تتغنى بمستقبلٍ لغلام
وهو يكبر -بين يديك- بقلب مُنكَّس؟
لا تصالح
ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام
وارْوِ قلبك بالدم..
واروِ التراب المقدَّس..
واروِ أسلافَكَ الراقدين..
إلى أن تردَّ عليك العظام!
(6)
لا تصالح
ولو ناشدتك القبيلة
باسم حزن "الجليلة"
أن تسوق الدهاءَ
وتُبدي -لمن قصدوك- القبول
سيقولون:
ها أنت تطلب ثأرًا يطول
فخذ -الآن- ما تستطيع:
قليلاً من الحق..
في هذه السنوات القليلة
إنه ليس ثأرك وحدك،
لكنه ثأر جيلٍ فجيل
وغدًا..
سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،
يوقد النار شاملةً،
يطلب الثأرَ،
يستولد الحقَّ،
من أَضْلُع المستحيل
لا تصالح
ولو قيل إن التصالح حيلة
إنه الثأرُ
تبهتُ شعلته في الضلوع..
إذا ما توالت عليها الفصول..
ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)
فوق الجباهِ الذليلة!
(7)
لا تصالحْ، ولو حذَّرتْك النجوم
ورمى لك كهَّانُها بالنبأ..
كنت أغفر لو أنني متُّ..
ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ.
لم أكن غازيًا،
لم أكن أتسلل قرب مضاربهم
لم أمد يدًا لثمار الكروم
لم أمد يدًا لثمار الكروم
أرض بستانِهم لم أطأ
لم يصح قاتلي بي: "انتبه"!
كان يمشي معي..
ثم صافحني..
ثم سار قليلاً
ولكنه في الغصون اختبأ!
فجأةً:
ثقبتني قشعريرة بين ضلعين..
واهتزَّ قلبي -كفقاعة- وانفثأ!
وتحاملتُ، حتى احتملت على ساعديَّ
فرأيتُ: ابن عمي الزنيم
واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم
لم يكن في يدي حربةٌ
أو سلاح قديم،
لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ
(8)
لا تصالحُ..
إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة:
النجوم.. لميقاتها
والطيور.. لأصواتها
والرمال.. لذراتها
والقتيل لطفلته الناظرة
كل شيء تحطم في لحظة عابرة:
الصبا - بهجةُ الأهل - صوتُ الحصان - التعرفُ بالضيف - همهمةُ القلب حين يرى برعماً في الحديقة يذوي - الصلاةُ لكي ينزل المطر الموسميُّ - مراوغة القلب حين يرى طائر الموتِ
وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة
كلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرة
والذي اغتالني: ليس ربًا..
ليقتلني بمشيئته
ليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينته
ليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة
لا تصالحْ
فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ..
(في شرف القلب)
لا تُنتقَصْ
والذي اغتالني مَحضُ لصْ
سرق الأرض من بين عينيَّ
والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة!
(9)
لا تصالح
ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخ
والرجال التي ملأتها الشروخ
هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم
وسيوفهم العربية قد نسيت سنوات الشموخ
لا تصالح
فليس سوى أن تريد
أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد
وسواك.. المسوخ!
(10)
لا تصالحْ
لا تصالحْ

سماح الشعراوى 05-10-2010 02:26 PM

أمل دنقل >> قالت


قالت




قالت : تعال إليّ
واصعد ذلك الدرج الصغير
قلت : القيود تشدّني
و الخطو مضنى لا يسير
مهما بلغت فلست أبلغ ما بلغت
وقد أخور
درج صغير
غير أنّ طريقه .. بلا مصير
فدعي مكاني للأسى
وامضي إلى غدك الأمير
فالعمر أقصر من طموحي
و الأسى قتل الغدا
***
قالت : سأنزل
قلت : يا معبودتي لا تنزلي لي
قالت : سأنزل
قلت : خطوك منته في المستحيل
ما نحن ملتقيان
رغم توحّد الأمل النبيل
... ...
نزلت تدقّ على السكون
رنين ناقوس ثقيل
و عيوننا متشابكات في أسى الماضي الطويل
تخطو إليّ
و خطوها ما ضلّ يوما عن سبيل
و بكى العناق
و لم أجد إلاّ الصدى
إلاّ الصدى

سماح الشعراوى 05-10-2010 02:27 PM

>> أمل دنقل >> الآخرون دائماً


الآخرون دائماً




لا تنظروا لي هكذا ،
إني أخاف..
لست أنا الذي سحقت الخصب في أطفالكم ،
جعلتهم خصيان
لست أن الذي نبشت القبر ،
كي أضاجع الجثمان
لست أنا الذي اختلست ليلة
لدى عشيقة الملك
فلتبحثوا عمن سيدلي باعتراف
الآخــــــــريــــــــن
( 1 )
هذا الصبي في فراشه اضطجع
وفي كتاب أحمر الغلاف
تجمدت عيناه في سطور :
***
((...وفجأة....ساد الظلام ...))
(( غالب لوبين نفسه......))
(( أشهر روجر مسدسة:
هل أطلق الرصاص بوبين ...))
(( ..ومزق الرصاص هدأة السكون ..))
(( صوت ارتطام جسم في الظلام ..))
(( صوت محرك يدور في نهاية الطريق ..))
.....وهب من فراشه يطارد الشبح
فشبح رأسه في قائم السرير..
تحسس الدماء في جبهته،
ثم انبطح
ليطلق الرصاص خلف المجرمين..
( 2 )
صديقتي .. شدت على يدي ،
وقالت: لن أجيء غرفتك
لا بد أن نبقى معا إلى الأبد..
ولم أرد
لأن ثوب العرس في معارض الأزياء
نجمة تدور في سراب
لم أزل أدق بابا بعد باب..
وخطوتي تنهيدة،
وأعيني ضباب..
حتى وصلت غرفتي في آخر المطاف
وهرتي تلد..
مواؤها عذاب أثنى ليلة المخاض
أنثى وحيدة تلد..
وأخلد الجيران للسكون
وقطهم جاف على نافذة بين
يلعق في فروته الناصعة البياض
يلعق عن فروته عذاب هرتى المتحد
.. سعت إليه ذات ليلة،
ولم تسله ثوباً للزفاف
لأن ثوب العرس في معارض الأزياء
نجمة تدور في سراب
(3)
بلقيس ألهبت سليمان الحكيم
أنثى رمت بساطها المضياف للنجوم
لكن سليمان الحكيم..
يقتل غيلة أمير الجند
لأنه يريد أن يبنى بزوجة الأمير
وزوجة الأمير تغتال ابن بلقيس الصغير
لأنها تريد أن يكون طفلها ولي العهد
لكن ولي العهد قال لي
بأنه حين يفع
بلقيس راودته ذات ليلة عن نفسها
لم يستطع
أن يمتنع
..كانت غلالة من الحرير
تهتز فوق مشجب المساء
سألته:
هل تستطيع يا صديقي الإفشاء
عن ابن بلقيس ..أبوه من يكون؟
قال: أنا ما قلت شيئا،
ما فعلت شى
الآخرون.........................
***
لأنني أخاف
لا تنظروا لى هكذا،..فالآخرون
هم الذين يفعلون


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 04:18 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.