![]() |
صينية بقلاوة بالمكسرات
لا يرتب عقله الكلمات قبل أن تخرج من أحباله الصوتية و لا يعنيه أن تكون إجابته صوابا أو خطأ . فقدرته على اللجاج و الجدل أصابت مدرسيه بيأس ، هم أيضاً يعطونه أي إجابة تخلصهم منه. يصنع من هذا الباطل سلماً للمزيد من الأوهام ينسجها حول أمه عن مدى رضا المدرسين عنه! تقع كلماته على عقلي المنهجي صوت نشاز. و حين أواجهه بخطأ إجاباته لأسئلة الإمتحان، يسألني : ما صواب الإجابة؟ أخبره بها فينظر إلى ما كتب و يخبرني أن ما قلتـُه لا يختلف عما سطرتهُ أناملهُ ! تعقد الدهشة لساني فأتركه و أنا مغضبة خشية أن يهطل عليه من غضبي وابل أليم! لطالما رفض عقله جرعات العلم التي غذيته بها في حصة العلوم ، قاومني جهله كثيراً ، لكن امتحان الشهادة الإعدادية قادم و سيوضع على المحك و يتساوى مع أقرانه أمام مصحح لا يرى على أوراق الإمتحانات أسماء. بل يقارن الإجابات التي على الورق بنموذج للإجابات الصائبة و يقدر الدرجات وفقه. أمه صديقتي ، كم أعياها أمره. لا صلاة و لا درس ، وحدهم الإنترنت و ألعاب الكمبيوتر من يحظون بثقته. ما لا يصلح زاداً لمستقبل. يصلني قلق أمه عليه عبر الهاتف : لا لم ينجح في امتحانات الشهور السابقة ، تخشى أن تتكرر النتيجة السيئة في امتحان الشهادة الإعدادية. ألا يمكن أن تساعديه ، يجلس جوارك يحل امتحانات قديمة و تصوبين له أخطاءه استعداداً للإمتحان الحقيقي؟ يروعني أن أرهن عقلي عدة ساعات عند من هو أقل مني حكمة و أكثر جدلاً. لكن الإمتحان بعد عدة أيام ، على أحد يفهم ما يُحضره الإمتحان أن يذاكر معه. أوافق ، و نتفق على موعد محدد. الهواء يعانق البرودة بلا أمل في دفء. في المطبخ أسكب الزبد السائح على البقلاوة و احشوها بالمكسرات . يغمر المطبخ الدفء جراء إشعال النار في الفرن. الرائحة الجذابة و اللون الذهبي إذ تنضج البقلاوة، أغمرها بقطر العسل و أجهز معها كوباً ساخناً من اللبن المحلى بالعسل و الممتزج بالقهوة. و إذ يحين موعد المذاكرة ، أحضر صينية عليها بعض قطع البقلاوة و القهوة. استهل العمل فتجذبه الرائحة الشهية فآذن له بالأكل أثناء الشغل. يؤدي المغرب و العشاء جماعة في المصلى . و تنتهي الساعات الثلاثة و قد تعرف عقله على جرعة طيبة من أسئلة العلوم و استوعب ما كان ينقصه . نتيجة صينية البقلاوة : سبعة عشر درجة من عشرين. **************************** |
استعرض كتاب اللغة الإنجليزية الثقيل الذي يدرسه تلميذ الصف الرابع الإبتدائي . كتاب من منهج أمريكي تلقمه مدرسة محلية لتلاميذها.
تشكو الأم معاناة ابنها من صعوبة هذا المنهج . - لا لا يقدر على استيعابه ، لكن والده يصر أن يحفظ الإبن ذلك المنهج توخياً لمستقبل ناجح. أقلب القصة فإذا بها عن طفلة من طائفة الهنود الحمر الذين اندثروا عند غزو الأوربييين بلادهم إلا قليلا ممن تاه في محيط الحياة المعاصرة. تروي الطفلة أحداث زيارتها لجدها ، و إحياء التقاليد العريقة من صيد السمك بالسنارة و الرقص بدق الأرجل بالأرض! أجل ، هو سبيل للنجاح في الإنقراض من كوكب الحضارة! ************************ عند بائع كتب قديمة ، نجد سلسلة كتب بيتر و جين لتعليم اللغة الإنجليزية للناشئين. تلك التي علمتنا اللغة الأجنبية إذ كنا صغاراً. بيتر و جين أخوان ، يمارسان أنشطتهما اليومية . تعبر اللغة و الصورة عن تلك الأحداث. تشتري أختي الكتب . في البيت تناولني أحدها كي أقرأ لأبنائها ليتعلما اللغة الأجنبية. أحسن القوم استخدام لغتهم جسراً تمر عبره حضارتهم و أخلاقهم وقواعد السلوك المقبول في المجتمع تجاه الجيل الناشيء. هذا ما يمر ببالي في أول صفحتين. لكن الصفحة الثالثة تحضر صور الأطفال بين السادسة و العاشرة سناً في ثياب السباحة بنين و بنات في بركة سباحة مشتركة. هنا أتوقف و أغير مسار الرواية فأتجاوز عن هذا الفصل لما بعده. لا أدري إن كنا قد وعينا أن العسل يقطر سماً حين تجرعناه رغماً عنا و نحن صغار. لا لم يكن التغيير من السفور للحجاب سهلاً أبداً. كادت البيوت تتهدم على سكانها وقتها. ************************ |
اجتمعت أفضل عقول المجتمع القرشي ليخططوا للتخلص من غريمهم. و لأنهم عزموا الشر فقد كان الشيطان على قائمة المدعوين و أضاف مشاركة قيمة.
خلاصة الإجتماع : أربعون سيف في أربعين يد تضرب الرسول صلى الله عليه و سلم ضربة واحدة فيتفرق دمه في القبائل و ينال كل قبيلة من هذا الإثم وبال عظيم يبقى سيفاً مسلطاً عليها إلى يوم الدين. و لأن الشيطان حليفهم ، فإنه يسول لهم أن خطتهم خلاص من عدو و صلاح لأمر قريش! يصوب الحق المسار ، يلقي النوم على حاملي سيوف الشر ، و يخرج الرسول صلى الله عليه و سلم من بينهم آمناً ، و يرحم القبائل من وبال كاد يصيبها لو أفلحت خطة رؤسائها المحنكين. |
خمسون فتى هم طلاب الصف الثاني الإعدادي الذين حشِـدوا لصلاة الظهر حسب برنامج اليوم الدراسي في ممر أمام حجرة المدرسات التي أقطن فيها.
الدقائق التي تسبق تكبيرة الإحرام تشهد من الفوضى و الشغب ما لا تطيقه أعصابي ، تدفعني و كراستي و قلمي خارج الحجرة بحثاً عن ملاذ آمن. في أحد قاعات الدرس الفارغة ألقي عصا الترحال. أستأنف تركيزي كي أنجز عملي. تلفت السبورة انتباهي لدرس مضى ألقِـي في تلك القاعة. مدون على السبورة: أعرب جملة : (إن المجتمع الإسلامي المتحضر الداعي لإعلاء شأن الإسلام ...) - يسد العقل مسار النبضات العصبية فلا أدرك باقي الجملة. - لا يهم . اسم إن مفقود ، بالتأكيد خبرها معدوم. |
لو توقفتِ عن الدوران حول محور الآخر و درت حول محوركِ ، لأكتمل غزلك نسجاً و ارتدى الآخرون حسن صنيعك.
- أتفتح تلك الـ(لو) عمل الشيطان؟! - لازلت لا أفقه .. - دعي التردد و اعزميها إذاً. - قوتي يسخر منها الضعف! - ذاك الشعور بالضعف وسوسة شيطان لاغير. |
- هذه رابع عينة أحضرها من مكونات الشامبو. كلها فشلت.
- لابد أن نغيّـر الطريقة أو المقادير للحصول على شامبو . النشاط غداً بإذن الله و على جهودنا أن تكلل بالنجاح. - جربنا عدة مقادير فلم ننجح ، ينقص الوصفة أمر لا نعرفه. - لدي بعض الأشغال ، سأعود إليك بعد قليل. حوار دار بيني و بين محضرة المعمل أثناء تركيبنا للشامبو من بعض المواد الأولية استعداداً لنشاط تمارسه الفتيات غداً . لم نجد تركيبة ملائمة بعد. أمُـر بالمعمل بعد قليل فتريني المحضرة عينة ناجحة تتجانس مكوناتها و تعطي رغوة مثل المنتج التجاري. أسألها ماذا غيرتِ ، المقادير؟ تجيبني بالنفي . لم يصلح التقليب اليدوي فاستعرتُ خلاط الطعام من حجرة الإقتصاد المنزلي و ضربتُ المكونات به فامتزجت و نجحنا. الآن أطمأن على نجاح النشاط العلمي بإذن الله. أتذكر تلك الأداة التي اعتدنا أن نقلب بها المزيج في المعمل ، قطعة معدنية توضع في قلب المحلول و يوضع على طبق يولد مجال مغناطيسي متحرك ، تحرك القطعة في قلب المحلول فيقلب المحلول حتى تذوب مكوناته. تتذكر كلتانا أدوات معامل المدارس القديمة التي كانت تعين المحضر و المدرس على أداء التجارب. في الواقع معملنا الحديث المثالي جداً وفق مواصفات الجودة شبه خالي ينقصه كل الأدوات الأساسية التي تجعل العلوم مادة تطبيقية عملية! أثناء صعودي من المعمل إلى حجرة المدرسات يأخذني الفكر إلى البيت حيث ماكينة الخياطة المتعطلة. و قد أعادت أسعار الثياب الجاهزة المرتفعة علاقتي بتلك الماكينة . أبدأ العمل بها فتوقف الشغل قطعة معدنية تالفة بها ، هي عين القطعة التي أصلحتها من قبل عند توكيل الماكينة بثمن مرتفع لأجدها تالفة من جديد بعد حياكة عدة غرز. أضغط فرامل كل مشاريع الخياطة التي مارستها في ذهني و أشطب أيضاً مشروع شراء قطعة قماش من محل الأقمشة . ترى كم زبونة امتنعت عن شراء القماش من هذا المحل لأن ماكينتها تالفة بلا أمل في إصلاحها؟ ملاحظة : يغير صاحب محل الأقمشة نشاطه التجاري إلى بيع الملابس الجاهزة (نصفها صيني) و يضع باقي الأقمشة في مخزن مظلم. ********* |
ينساب الضحك من حجرة المدرسات ، أنس أصاب العمل بعطب كأنهن في حجرة جلوس أحد بيوتهن و قد فرغن من كل شغل ، يتجاذبن أطراف الحديث و يضحكن ثم يضحكن مجدداً. الفراغ يفني الوقت
و أطراف اليوم تتفلت. تدخل مشرفة الحجرة حاملة ورقة ، تعلقها على الحائط. يتواردن عليها لقراءتها و إذا بها نعي والد زميلة من قسم آخر . يفرق ذكر الموت الجموع الهادرة. |
رائحة الموت الكئيبة تحوم حول المكان تؤذي الأحياء
|
ملاحظة في موضعها:
حين يخلو جيبي من النقود ، لا تزورني الحاجات! ******************* اعطيها فتدعو لي دعوة طالما تاقت إليها نفسي: أن أكون أول من تعطي و أن أستغني عن عطاء الناس. أختم دعاءها بآمين قوية من جنبات نفسي. حالياً الأمر كذلك. ******************* |
سمكري السيارات أصلح لي كشط بسيط في مقدمة السيارة و كسر في زجاج مصباحها الأمامي مقابل مئات الجنيهات ثم إنه لم يحسن عمله و احتاجت السيارة للصيانة مرة أخرى ، المهندس الذي نظم عمل الصنايعية أخذ عشر أضعاف ذاك الذي أصلحها بيده حيثما اتفق.
لكن نصيب الأسد ذهب لصانعها الكوري الذي قبض عشرات الآلاف مقابل صناعتها و معها أمّـن عملاً لابنه و مالاً و طعاماً. |
يتلاشى الجانب الفني و التقني من العلوم ، يذهب أدراج إعلاء طالب لا يفقه كثيراً فيُخْفض له الحاجز كي يعبره بدون أن يتعثر بعقبة التعلم!
|
·أفتح خزائن عقلي . أفتش مواهبي بحثاً عن زينة أستقبل بها القادمين. أنتقي فرشاة اللغة و ألون بها الأفكار، ثم أشكل بتلك التركيبة الكلام.
***************** ·أعرض بضائعي للعابرين. يمر بها من يستحسنها . يقف و يقلبها طويلاً ، ينقضها .. يتركها مشعثة و يمضي في سبيله. يضايقني أن أرتبها ثانية استعداداً لعرض جديد. يواسيني شيء ما ، يخبرني أن عابر السبيل ذاك لم يتركني خالي الوفاض. |
اقتباس:
العقل زينة المرء والبضاعه الجيده قله من الناس من يعرف قيمتها واسواقنا مع الاسف ملئت بالبضاعه المزيفه الرخيصه حافظي على بضاعتك اكيد سوف يمر عليها من يقيمها لك ودي واعتزازي اختي المفكره |
حي على الصلاة
الزكاة دقت باب بيت أختي منذ عدة أيام تستأذن في الخروج من مال محبوس في بنك. لكن طفل أختي الصغير و بعد المواصلات يعطلان الزكاة. حدثني أختي في أمر الزكاة فأوقظ حديثها حياة الذكريات داخلي حيث زكاة أهل البيت تمر عبر يدي للجمعية الخيرية ثم يد أهل الحاجات . نتفق أن أمر بها فنؤدي المهمة سوياً في اليوم التالي. توقظني شمس ترتفع من الشرق واضحة جلية ، تاهت مني صلاة الفجر حاضرة في خضم النوم. عوالم لا تـُعد لا تمنحني سرها إذ تضيع مني صلاة الفجر حاضرة . يعاندني الفلاح مطولاً أما دفع الزكاة فبيني و بينها حجاب كثيف. و لأن خالقي جعل الليل و النهار خلفة لمن أراد ان يذكر أو أراد شكوراً فإنه إذ أذن اليوم بصلاة الفجر حاضرة ، فإن أمر الزكاة آل لليسر . خرجت على يدي على أحسن حال بإذن الله. |
اقتباس:
أختي الجميلة بارك الله كلماتك الطيبة ، تحيتي و تقديري. أحاول يا جميلة قدر الإمكان بإذن الله. |
خطأ .. أم صواب؟
هناك عوامل لا يلتقط بسببها جوالي رسالة ينبغي أن تتراص خطواتي التالية وفقا لها و هناك خط القدر يعيد ترتيب امتحان جديد لنا . كان أحد الأيام التي يتضح فيها لعقلي حكمة المولى في ترتيب أحداث اليوم على هذا النحو ، لكن فهم مغزى الأحداث وصلني بعد عدة ساعات بالضبط كما وصلتني رسالتها متأخرة عدة ساعات. رسالة تخبرني بمرضها و غيابها عن العمل. و لأن رسالتها لم تصلني ، فإنني افترضت خطأ أنها في الفصل بينما كانت نائمة في فراش المرض. و حين نبهتني المشرفة إلى غيابها ، سارعت لإحضار كتاب على عجل كي أقرأ منه بضع كلمات في طريقي للفصل فلم أجد واحداً . و لم أجد قلم سبورة أيضاً . لم أجد سوى صفحة بها ملخص للنقاط الرئيسية في الدرس. في الفصل تتوالى المفاجآت. لم تحضر مسؤولة الوسائل التعليمية ، لن نحظى بالفيديو الذي يعرض مبادىء علم الفلك للطالبات . كما أن امتحان الرياضيات يلحقهن بعد ساعة و شعورهن بصعوبته جعلهن يحاولن التسلل إلى كتب الرياضيات للحصول على معلومات اللحظة الأخيرة. تجتمع عوامل الفشل في طريق انتباه تلميذاتي ، فأزيحها قسراً وأخلق لعقلي و معرفتي مكاناً يفرض ذاته على إدراكهن و أشرح بعض مبادىء الفلك. أخبرهن عن مجرة من ملايين ملايين النجوم في فلك سابحة تسبح بحمد ربها. يوقفني سؤال: - لماذا هذا الإتساع؟ و لأنني لم أتوقع السؤال و لأن من كتبَ المنهج لم يذكر خالق الكون فإن عقلي يرتجل التالي، أخبرها عن خالق الخلق خلق كوناً و أوجد نسل آدم به. و أن ابن الطموح اخترع من الأدوات ما يريه أشياء و يحسب له أشياء كأنه يراها و يتوقع بناء على سلسلة عقلية ما يكون مما لا يراه او يحسبه. مجرة بهذا الإتساع و كون به من المجرات الكثير ، له خالق أعظم منه وأكبر. رسالة بثها لخلقه انظروا إلى فعلي و مدى قدرتي ، استندوا إلي و لا تتكلوا على غيري. (يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث ، أصلح لنا شأننا كله و لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.) |
تغيير
- بحثتُ طويلاً حتى وجدتها . هكذا استهلت رئيسة قسم اللغة الإنجليزية كلامها ثم وزعت على كل مدرسة من طاقمها و أنا منهن ميدالية بلاستيكية وردية اللون بها رسم ولد و بنت لهما طابع غربي و عليها عبارة (أصدقاء للأبد) باللغة الإنجليزية. كان ذلك في آخر اجتماع لنا سوياً قبل بدء إجازة الصيف و تفرق المدرسات لحال بيوتهن. لعل أشهر الصيف تجمعنا مجدداً أو تفرقنا للأبد. و قد نشرت تلك الرئيسة جناح صداقة و مودة على مدرسات قسم اللغة الإنجليزية. خلال العام الدراسي جمعتنا أمور متعددة غير تدريس اللغة الإنجليزية للفصول الإبتدائية ، أيام عمل طويلة و مصالح مشتركة و طعام و شراب و أفراح و أحزان و الآن تفرقنا الإجازة و قد أرادت أن تربطنا بتلك الهدية الصغيرة. و المطلوب منا أمر هين: فقط نخبر الصبيان بما في الكتب ثم نطالبهم بكتابته ثانية و حين يكتبوه نصفق لهم طويلاً أحسنتم ، ما أروعكم! لكن الصبيان تمردوا طويلاً على النظام ، مما زرع المرارة في المكان. تلقي الأطراف المتنافرة الإتهامات على شتى الأطراف ، غضب و نفور ، قطيعة و خصام ، مراكز قوى ، فعلياً لم تهنأ إحدانا بوظيفة مشاكلها لا تنتهي و الإستقرار أبعد الأشياء عن جو العمل. أضع مفاتيحي في تلك الميدالية و ألتحف بتلك الصداقة عمراً طويلاً تتفرق فيه كل الأطراف في مدارس عدة و بلدان مختلفة . حالياً لا يصلنا سوى تاريخ مهترىء في ذاكرة مفككة و ميدالية مفاتيح بلاستيكية. حاولت طويلاً أن أغيرها فلم أجرؤ. صارت الميدالية قديمة و انقطعت صلتي بصاحبتها و بذاك المكان. لكن عقلي المغلق رفض التغيير. أ تمر بكم أوضاع كتلك ؟ تكررون فيها أفعالاً لا تنفعكم بتاتاً ، و تلك الأشياء التي لا تلزم لكنها تصر على البقاء في الإدراك و أمام العين و في متناول اليد..؟! و تلك الحالة التي تغلق التفكير في موضع من تاريخ حياتي ، لا أود تركها و لا أقدر على تغييرها؟! أهو اعتزاز بما كان ، أم هي آثام تحيك في الصدور لم يأذن المولى بمحوها؟ عقلي مقتنع بسوء حالي و بضرورة تغييره ، لكنه يضطرب كلما حاولت تحويل صور العقل الجديدة لأفعال! أتشبث بكل العلل و الأسباب كي لا أفعل ! تمر بي سنين طويلة تمحو إحتلال الأجنبي لعقلي و تمحو من نفسي أطنان مرض و تزيح من ضعف عزيمتي حملاً. و سنين أخر تعيد لثقتي حقها في الحياة على ما أنا عليه . أرتدي ثوب العربية و أوشيه بقدر من العافية العقلية و الجسمانية ، ثم تعبر سنين أخرى يطهرُ فيها المولى من الذنوب ما يشاء ثم يمر زمن يجلب أشياء و يمحو أخر ... **************** تقع الميدالية ذات حادثة و يعيبها شرخ فأقرر تغييرها بواحدة ذات مظهر طيب فقد أذاقني المولى من نعمته الكثير. تناديني واحدة في واجهة محل. ميدالية من زجاج شفاف يزينها خط عربي أنيق بعبارة (هذا من فضل ربي) فأجيب نداءها. أضع فيها مفاتيحي و أقبض عليها بقوة و أحمد المولى حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ثم أتنفس الصعداء . **************** |
تتمايل الإسورة الذهبية مع حركة معصمها يمنة و يسرة بينما تسري كلماتها عبر الأثير. تمتزج الحركة بالصوت في عقلي فيخنق تأثير الصورة المركبة أحبالي الصوتية.
أزيح الركام و أعبىء كلماتي بذخيرة ذاكرة متماسكة و منطق عقلي قويم و أشحنها بالثقة. تتلاشى نبرة التعالي من ردودها التالية. |
في مطالعة للكتاب المدرسي يداهمني سؤال:
- كيف يكون العرض جميلاً فيحوز ذائقة الطالب؟ تداهمني إجابة: - عنوان يذكر الأمر الرئيسي في الدرس تمهد المقدمة للدرس و تصله بالمعلومات السابقة. و لكل حكاية عناصر تغزل مجرى الأحداث في تسلسل يظهر خطة عامة. ثم تكون الخاتمة تهيئة للدرس التالي. تلفت الأسئلة نظر الطالب إلى ما يستذكره. |
قمة جبل الجليد هو ما يظهر مني للناس ، المخبوء أضعاف ذلك. يا لك من واهمة، الحرارة حولك تذيب جليد العالم أجمع!
|
تبهر كلماتها أنفاس عقلي فيسجل إعجابه بها و يطوي كلماتها بحرص في الذاكرة.
إذ أصير إلى نفسي مجدداً ، أسترجع كلماتها و أمضغها جيداً فلا أسيغها ، ألقيها في سلة المحذوفات. بدا الكلام طيباً إذ اقترن بنبرة صوت تفيض ثقة و صورة إمرأة تجلس مرتاحة في تبرجها ، أمامها فنجان نسكافيه عليه نقوش غربية . |
لحظة إفاقة
- هواء . هكذا وصف ذلك الرجل الناجح إنجازاته. - كما الهواء ، بل لاشيء! و لطالما أثارت إنجازاته خيال الدنيا في ذهني ، يداعب خيال النجاح ملكات نفسي .. أحاول فيطولني الفشل، فيترك في النفس أثر سؤال: ما سر نجاحه؟ لكنه اليوم يخبرني حقيقة شعوره: - حجم الدنيا الحقيقي أخف من جناح بعوضة. |
اقتباس:
كم هو جميل هذا التعبير .. تفكرت فيه كثيرا وابتسمت ... بالفعل ربما الحرارة حولنا تذيب جليد العالم اجمع ... ويُغني كلٌ علي ليلاه .. ولك ايها القاريء الحق في التفكر والتخيل والابداع !! ..................... متابع . قاريء ، متفكر دائم في صفحاتك .. لكي مني كل التحيه .، في امان الله |
لا يصلح مطلقاً ، مهما زدت كفاءة عملي أجدني أقل من الأجنبي بمراحل ، مئة قرن لا تكفي كي ألحق به و أنا لست كسولة و لا خاملة و لكن الخطأ أكبر من قدرتي و إدراكي .
يتجول عقلي في بانوراما التعليم يسأل أين الخطأ. فيجد إجابة: أصغر الأخطاء و أكبرها تفكك سلسلة المعلومات ، الحلقات المفقودة لا يتضح منها نسق المعلومات و لا صورة الحياة العامة في عقل النشء. و التغيير أضخم من قدرة واحد على القيام به بمفرده . ما ينبغي لملايين أن يرفعوه سوياً ، لا يصح أن يُـطلب من واحد أن يرفعه وحده و لو كان برتبة وزير. |
اقتباس:
وفقك الله لما يحب و يرضى. اللهم اهدنا فيمن هديت و عافنا فيمن عافيت ، اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين. |
جبل الجليد الذي يكمن داخلي .. محاولة للإختباء من حر الصيف الذي يداهمني!
كلنا يزعم أنه يدخر من القوة ما ينفع في يوم الشدة ، ينفي عقلي هذا الإدعاء : حيز الوهم في عقول البعض أكبر من حيز الفعل |
اقتباس:
\\ حيز الوهم أكبر من حيز الفعل ولكن يا أخت ما أجمل الوهم الذى يخرجنا من قسوة الفعل والفهم |
اقتباس:
الله عليك يارائعه ايه الابداع كم هي رائعه هذه الصوره وهذا التعبير والله بحق انت مفكره خلينا نعيش على الاوهام لان الحقيقه مره على الاقل نتغلب عليها باوهامنا دمت ودام فكرك وقلمك تحياتي |
بداية تسلك طريقاً ذا فرعين
تشير إلي الصفحة الفارغة : إملئيني حياة.
ماذا أكتب ؟ يرد ببالي ما يملأ صفحات ، أسجله و أنشره على الملأ. أخبىء في طيات الكلام تسبيح بحمد خالقي العظيم . **************** تشير إلي الصفحة الفارغة : تعالي نكتب. ماذا؟ ما أكثر ما سمعت من حكايات هذا النهار. لا ، لن أكتب ما أشاء ... يعي إدراكي القدر، أتـركه يخط بيداي ما يشاء على الصفحة الفارغة. ماذا عن صفحة الحياة؟! **************** |
اقتباس:
أختي الجميلة نغم لطالما عانيت و أنا أتقلب على مخدة الأوهام ، يقلق راحتي أشواكها ، كم أتلف من عمري حلقات. لو وعى كل منا حجم قدرته الحقيقية ، لحاول تنمية ما يقدر عليه بدلاً من أن يحلم بحياة مثالية. لحظات ضباب ثم نفيق على وهم الغلب الذي يدور في فلك الحياة و ندور نحن فيه. دمت في ود و نعمة من الباري. تصبحون على خير و مودة و بصيرة. |
إتصال
- إتصال . أود لو أرى هذا الفيلم الأمريكي مرة أخرى ، أثر في وجداني بعمق.
هذا ما تبادر لذهني ليلة الجمعة. في الحقيقة ساعات الليل تحيرني ، أسأل ما حقها ؟ بما أشغلها ؟ لا أعرف لهذا السؤال إجابة. أسترجع أحداث الفيلم المذهلة، حيث جودي فوستر عالمة فلك تدعى إيلي تنصت باهتمام لموجات التليسكوبات الراديوية التي تسجل إشارات و نبضات تتلقاها من غياهب الفضاء. تتلقى إشارة تفسرها بأنها اتصال من كيانات مدركة تحاول الإتصال بأهل الأرض. يتزايد الإتصال و يزداد وعياً و يخبر عن تعليمات يتبعها البشر فينشئون بها مركبة فضاء ذات تركيبة هندسية فريدة ، ثم تستقل إيلي تلك المركبة في رحلة إلى قلب المجرة. أضاءة مبهرة و صوت عميق و ألم يعتصر عضلات وجه الممثلة أثناء رحلتها ، ثم تصل إلى شاطىء جميل في موضع من مركز المجرة و ترى والدها المتوفى فيخبرها أنه كائن فضائي تمثل كما والدها ليقدر على التواصل معها. يخبرها كائن الفضاء أن البشر في أول خطواتهم للتواصل مع الفضاء و يختم لقاءه معها برسالة مودة تملأ فراغ الوجود. اللقطة التالية يخبرنا فيها مراقبو الرحلة على الأرض أن الرحلة لم تتم و أن الآلة تعطلت و أن إيلي لم تسافر لأي مكان بالنسبة لمن راقبوا رحلتها بينما تصر أنها أمضت ثمانية عشر ساعة في الفضاء. تحقق لجنة من مجلس الشيوخ في الأمر للتأكد من أن المركبة و الرحلة ليست خدعة و ينتهي الفيلم بقبول شهادة العالمة و منحها المزيد من المال للإتصال بالعالم الخارجي! مشاهد الكون تخلب الألباب ، و الآلة التي بنيت للوصول لمركز المجرة مهيبة و ضخمة. أما المشهد الذي شمل لقاء إيلي مع الكائن الغريب الذي تقمص شخصية والدها فبديع و حساس، و الأحاسيس التي رسمها وجه الممثلة غنية. يجب أن أطالع الفيلم ثانية فقد أثر في نفسي عند مشاهدته أول مرة تأثيراً بليغاً. ********************* لحظة نشاط توحي بالصلاة ، أصلي ما شاء الله وأقرأ سورة الكهف خلال الصلاة . تنشط نفسي فأملأ قائمة طويلة بطلبات كثيرة أطلبها من خالق الكون. تمر الصلاة على آلام نفسي و همومها فتمحوها بانسيابية و خفة، الهواء أثقل كثيراً من هذا الذي يصيبني إذ أصلي فأعي شيئاً. يغلبني النوم و حين أتيقظ نهار الجمعة أفتش عن الفيلم في يو تيوب. فأجد منه مشهد الرحلة المميز. لا يبهرني الفيلم هذه المرة. السذاجة تلون وجه الممثلة و الألم المفتعل في عينيها لا يقنعني. الإتصال برب الأرباب أيسر من ذلك ، لماذا بددوا مليارات الدولارات في بناء صرح ليطلعوا على الفضاء ثم لم يصلوا لشيء؟ يملأهم شك حيال كل شيء! كون عظيم موضع ابن آدم فيه الإتصال بربه في الصلاة ، يصلح بها حاله . ذكر خالق عظيم باسمائه الحسني يفيض على إدراكي ما يحيطني بآثار رحمته. الإتصال بالخالق في الصلاة يضعني في مرتبة أعلى من تلك التي تتعذب تجاه مجهول و أعلى من بشرية تشقى سياحة في كون عجيب لا يدركون منه سوى الشك و ظلمات الجهل. ثلاثة دقائق من الفهم و الإدراك تكفي كي أقطع اتصالي بالفيلم و النت و ترسلني أصلي مجدداً. |
الصلاة خير من النوم
يداهمني النوم قبيل صلاة الظهر فيستولي على حصة كبيرة من وعيي. يقطع العمل الذي بين يدي و يسول لي أخذ إذن من عملي و التنازل عن كامل وعيي للنوم.
(الصلاة خير من النوم) أصلي عدة سنن ، فتطرد النوم حتى حين. قضيت مهام اليوم بفضل الله. |
االحمد لله الذي رزقنا و سقانا و أطعمنا و جعلنا من المسلمين
إذا جاعوا ونّوا و إذا شبعوا غنّوا. مثل لجدتي رحمها الله ، تردده أمي كثيراً و تعني به أن الصغار يبكون عند الجوع و يغني الشبع أجمل الألحان على حناجرهم.
جائعة جائعة ، أريد المزيد من السلطة. أخذت ليان الصغيرة تردد و هي تجلس بجوار جدتها في المساء . لم يشبعها طبق السلطة الذي التهمته. و لم يرضِِِ ِ طبق السلطة الثاني شهيتها. إذاً إلى المطبخ لتحضير العشاء: - أنا ، أنا ، سأطهو معك. قالت ليان في المطبخ ، تجلس الصغيرة على طاولة مرتفعة ، تسامرني و أنا أقلي البيض البلدي في زيت الزيتون و أسخن عدة أرغفة . أملأ الأطباق بطعام ، رائحته تفتح الشهية ثم أحمل الصغيرة و أضعها على أحد مقاعد الحديقة بجوار جدتها . نتناول طعام العشاء و نتسامر . يسري الطعام الطيب في الأجسام و الدفء في النفوس فيملأها انشراحاً ، ينطق أجمل عبارات الحمد و الشكر و التقدير لنعمة المولى. |
الكلمات لبنات الفكر
(الشمس مصدر الضوء و الطاقة.)
تبدو الجملة السابقة باهتة. أعدّلها باستبدال المبتدأ و الخبر بفعل و فاعل: (تصدر الطاقة عن شمس تتلمظ ، تشع طاقة ضوء و حرارة دفء.) هكذا تدب الحيوية في الكلمات. |
- أعصابي مدججة بألم يمحو الفكر.
أخبرتـُه بما أشعر، فجاء رده غريباً: - بل تبدين في أحسن حال. واصلي العمل، فإنه سلوى عن المرض. تلهب كلماته يأس أفكار داخلية: لا يعنيه أمرك ، فقط يهمه أن لا ينقطع خيط العمل. أتذكر الذي خلقـني ، يحيي الأمل شيئاً ما في النفس : هو أعلم بما خلق ، وضع عن المريض الحرج. |
بداية تسلك فرعين
(الوهن ماء شراييني و الضعف نسيج كياني هذه الأيام ) يا لها من جملة ، كتابتها تـُجمد ما بقى من نسيج حياتي. (الوهن ماء شراييني و الضعف نسيج كياني هذه الأيام.) كلام لا يصح قوله و لو شعرتِ به . احذفي الجملة فيزول بعض أثرها. |
ما رأيكم؟
تستفزني الأسئلة العميقة، توحي لي أن صاحبها يحاول الهروب من عمل هام مثل غسيل الصحون أو كي الثياب أو النوم مبكراً. و قد أصابتني تلك الأسئلة بسهم البارحة حين تجاهلت الصحون المتراكمة على سطح طاولة المطبخ و الثياب المطوية في الدولاب و الساعة التي أشارت للواحدة فرحت أفتش النت عن كلمات تستفزني لأكتب شيئاً ما ينسيني ما ينبغي فعله. و لأن من يفتش عن شيء يجده ، فقد وجدت تساؤلاً ذو وقع عميق : هل حقاً تُقفرُ أرواحنا حين يرحلُ الأصدقاء؟ أم أن الأصدقاءَ يرحلون حين تُقفرُ أرواحنا؟ هكذا كتب الليل مستخدماً لوحة مفاتيحي : (زخات المطر في صحراء مقفرة تستقبله الأرض مرحبة ببشائر الحياة و هو على ندرته ممكن. أن تحظى بصديق تكون معه على سجيتك فلا يستخدم معرفته بك كي يطيح بك و يستحوذ على مكانك، لا أدري إن كان هذا أمر ممكن ، ما أعرفه عن البشر التنافس و الخلاف، وحده الإيمان يهذب النفوس و يلم الشمل. لا لست متشائمة ، بل أبحث عن تلك الفرص التي تصلح أن أضع عليها أقدامي وصولاً لدرجة أعلى مما أنا عليه ، أنظر إليهم ، يعجبهم المكان في الأسفل ،أتردد لحظات، تكاد تزل قدمي ، أعدل وقفتي ثم أمد النفس لأعلى، بعد قليل يفصلنا البون فلا يصل أحدنا للماضي يسأله أين موضع الآخر!) |
إحساس
على باب المعرض الفني استقبلتني مرحبة و طلبت مني أن أكتب في السجل ما يصف شعوري تجاه ما رأيت.
أستعرض كلمات الإعجاب و الدهشة التي يحتويها سجل الزائرين فتهولني فخامة الإعجاب ، تتردد أناملي فأناولها قواعد الكتابة : فقط ما أشعر به حقاً و غفل عنه غيري. يكتب القلم: (بين المعروضات نسيت المشاغل و التفت إلى ما ألقيه عادة فيلتقطه إحساس الفنانة العالي و تجد له استعمالاً أفضل من الإهمال ثم ترسم به حياة الجمال بأوجه متدفقة. جمال أنساني المشاغل و الهموم زمناً فشكراً لك. في حفظ البارىء المصور.) تناولت مني السجل ثم قرأت كلماتي. انسابت في ابتسامتها الرقيقة مودة التواصل، أجل وصلها إحساسي. |
حكاية قبل النوم
الحكاية هذه المرة من ليان التي تشبعت بحكايات جدتها عن الأميرة و الملك. أترك قلمي يرسم معالم منطقية لأرض الحكايات عند ابنة ثلاث سنوات: كان الملك يبحث عن الأميرة فدخل بيت البنت الصغيرة و سألها عن الأميرة ، لكنها لم تعرف شيئاً. هنا تنسى القصة الأميرة و يتلاشى الملك من إدراكها و تبقى البنت الصغيرة و حاجاتها الصغيرة ، و بيتها و ما فيه ينسجون الخيال بوقت نصف ساعة استنفذت طاقة الصغيرة و نقلتها لمأوى أحلام الحكايات. تصبحون في خير و نعمة الخالق العظيم. |
طموح
ليان تكبر و إستخدامها ليديها الصغيرتين يزداد كفاءة . هذه المرة تصر على حمل فنجانين كبيرين . أعرض عليها المساعدة في المهمة الثقيلة فيزيد تشبثها بهما ، أتراجع و أكتفي بالمشي بجوارها ، أدعو ربي أن يمدني بذلك الإدراك العالي الذي ينقذ الأشياء حين تنوي التعثر قبل أن يكتمل سقوطها فيمنع الأذى عن الجميع. في المطبخ ترفع ذراعيها الصغيرين و تضع حملها الثقيل على طاولة أكبر إرتفاعاً من قامتها! أصفق لها طويلاً و أحمد المولى على السلامة. |
شربة عسل
عن ابن عباسرضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الشفاء في ثلاثة: في شرطة محجم أو شربة عسل أو كية نار وأنهى أمتي عن الكي." رواه البخاري ********************* مفاصلي تئز ألماً يرسلني أنام كثيراً ، عالمي استغنى عني و مضى و شأنه دون أن يتمنى لي الشفاء العاجل ، عافت نفسي الحياة و لم يقبلني الموت بعد ، أشقى على شفا حفرة من عذاب ، أوشك أن أتردى فيها ثم تنقذني بعض رحمات رب العالمين. الحال كما هو على مر السنين و الأحداث و الأطباء. شريط مصور يوضح ما الحجامة طالعته منذ سنين و عندها أجرت لي طبيبة عدة حجامات على مدى أعوام ، الشقاء انصرف عني لكن الوجع يعاودني كل حين ينغص كل لحظة. أما العسل فلم يستهويني مطلقاً . شربة الماء تؤذي معدتي و الطعام قليله و كثيره يؤذيني جداً لذلك فإن شيئاً ما تحتويه معدتي لم يلفت انتباهي حتى طال المرض كل عزيز عندي . عندها ألحت شربة العسل في الدخول حيز تجربة الجسم. أسأل طبيبتي عن شربة العسل ما تكون . _ أذيبي ملعقتين من العسل في نصف كوب ماء و تناوليها صباحاً على الريق. أضع الكلام على رف في عقلي ثم أسأل كل عابر سبيل على النت عن شربة العسل ، ما تركيزها ، ما كمية العسل التي تذاب في الماء كي تحقق الشفاء المرغوب؟ لا جواب ، لا يعرفون عن تركيزها شيئاً. في الواقع قلما جرب أحد شيئاً بطريقة علمية منظمة حيث تركيز موحد و كمية مختصة بكل مرض ، تجارب البشر غير منظمة كي يمكن الإستفادة منها مجدداً. تذكرني بقرة بني إسرائيل أن أقبل الأمر كما صدر ثم أفكر في كيفية تنفيذه فأولئك الذين شـَددوا ، شُـدد عليهم ، شربة عسل بهذا اللفظ غير محددة التركيز ، اصنعي منها ما يناسب حالك. الحديث الشريف رسالة رب العالمين بلفظ الرسول صلى الله عليه و سلم. نقله لنا الصحابة ثم تثبت البخاري من الرواة و تركه لنا خالي من كل شبهة. من خلق الخلق أعلم بما يصلحهم ، أتلقى الحديث عندها بالقبول و التسليم. العقبة الأخيرة في طريق التنفيذ تسأل : أقصرٌ هذا الحديث على الأطباء ؟ وحدهم من يجدون فيه وسيلة شفاء؟ قوله تعالى : (و ما أرسـلناك إلا كافــة للناس بشـيراً و نذيراً و لكن أكثر الناس لا يعلمون) سـبأ : 28 يكسر حقوق الملكية الفكرية لفئة دون أخرى و يوزعه على العالمين. عندها أتناول لفظ (شربة عسل) من الحديث الشريف و أقلبها على كل وجه أفهمه كيما أجد ما ينفعني. و لقد اعتدت أن أتيقظ و الألم يعتقل وعيي رهينة لديه بلا أمل في استعادته . يشد الحديث عزيمتي فأشرب كوباً من الشاي الخفيف و أحليه بالعسل، أسترد من القوة ما يكفي صلاة الفجر ، ساعة و تستعيد ذراعي الأيسر القدرة على الحركة بما يكفي للذهاب لعملي، ثلاث ساعات ثم يعاودني التعب مجدداً ، خلال اليوم أتناول 3 إلى 5 أكواب من الشاي المحلى بالعسل كي أقوم بأنشطة اليوم الأساسية ، الصلاة ، الوقوف ، الجلوس ، التفكير ، الإرادة ، التحفيز و إختيار ما ليس دانياً جداً فبوسع يدي أن تطول شيئاً أكثر إرتفاعاً و تضعه في متناول نفسي. لا يكفي ، الحديث يقول شفاء و حالي الآن طيب ، لكنه ليس بشفاء ، لا قوة فيه . أقلب (شربة عسل) على كل الأوجه ، أخلطه بالماء البارد تارة و الدافىء تارة أخرى ، الفرق ليس كبير ، أزيد العسل فلا تقبله نفسي . شيء ما يخبرني أن شربة العسل بالضبط كما يوحي اللفظ عسل ذائب في سائل . إشارة ما ترسلني أبحث عن مرض الإسقربوط الذي يصيب مفاصل المريض بمر الشكوى و التي يزيلها عصير البرتقال الغني بفيتامين سي. البرتقال بالذات ما لا أطعمه مطلقاً و معه أفراد عائلته من الفواكه الحمضية. أذيب العسل في عصير البرتقال فأنتفع بالعصير على أحسن حال و تزول من شكواي أحمال و أثقال ، ما يكفي كي أصلي طويلا ,أصلي كثيراً و أصلي بطيب نفس و صلاح جسم. تلك حكاية ثلاثة أشهر أستخدم العسل ذائباً في عدة سوائل فأنتفع بالمادة الغذائية على هذا النحو بعد أن كان جسمي يلفظها خارجه غير عابىء بفائدتها. عقلي لازال يصر أن دوائي في شربة العسل تلك رغم أن ألم المفاصل الذي اشتد مؤخراً أرسلني عبر بوابة الحياة ، أفتش العوالم العابرة عن مكان فلم يستضفني منها واحد ، أعادتني جميعها إلى كوكب الأرض مرة أخرى . أفكر مجدداً في شربة العسل ، لم أحسن الإستفادة من الحديث بعد ، يمر عقلي بغذاء رسول الله صلى الله عليه و سلم ، أطهر البشر عقلاً و جسماً و نفساً و أكثرهم إنجازاً . أطالع أحداث يومه ، تمر الأشهر دون أن تشعل في بيوته ناراً لطهي طعام ، لا لم يأبه بالطعام المطهو كل يوم كما يحدث في بيتي ، وجد غايته في التمر و الماء و اللبن ، ذلك أساس طعامه. لكن جسمي يلفظ اللبن و كل مشتقاته ، يخطر اللبن في ذهني مسلسلاً بالخوف و الضيق. يهديني مزيد فكر أن أخلط اللبن بالكثير من العسل ، فيكون ذلك طعام العشاء ، تكفي عدة دقائق كي تجعلني أشعر بالحيوية بما يكفي كي أصلي أحد عشر ركعة بعد العشاء و أجلس ساعة أخرى أطالع كتاباً. في الصباح منحني اللبن الممزوج بالعسل مزيد حيوية ، فقضيت تسع ساعات أتجول بين مصالحي دون إرهاق يذكر أو طعام آخر. أكافىء يدي بخاتم فضي فيحمله إصبعي طوال اليوم بلا شقاء يذكر، أول مرة منذ ثلاثين عاماً! |
حي على الصلاة عدد خلقه و رضا نفسه و زنة عرشه و مداد كلماته
المصلى هذه الأيام تحتله المشرفات ، وجدن فيه ملاذاً آمناً من أوامر رئيساتهن و مطعماً و منتدى نسائياً ظريفاً ، لكنه على هذا النحو لا يصلح للصلاة . أما المدرسات فقد انتهت أشغالهن ببقاء الطلاب في بيوتهم استعداداً للإمتحان فانقلبت حجرة المدرسات منتدى أكثر ظرفاً ، لا ينقطع عنه الضحك و الحديث ، تشحن كل منهن قلقها و غضبها في كلمات و تصوبها على من حولها لعلها تصيب بطلقاتها الفارغة إعجابهن! لا موضع للصلاة في تلك الحجرة ، هكذا وسوس الضعف في النفس. و حين تخفت الصلاة يضيع ذكر الرحمن و يحضر الإهمال ، ترافقه المشاكل و الخلافات ثم يقع الأذى على بعد كلمات ، تتشعث الصداقة ، تنفصم عرى العمل . في الواقع ، التفاعل المسلسل الذي يبدأ بضياع الذكر لا يقف عند حد . لا يحيا العمل بغير جو به وفرة من الهدوء و الإحترام و عندها يفيض من الوقت شيئاً أصلي فيه سنن الظهر و الظهر لوقته و أسبح المولى. لكن الجيل الحالي يشد البساط نحوه فتتهاوى قيم إعتدناها قديماً ، أنصح لهن فيقع نصحي على من يرونني نجمة بينها و بينهم سنين ضوئية لا تنتهي ! و لأن الأمور لا تصلح على هذا النحو لأن طاقتي المادية أقل مما يملك شبابهن ، فإن التواجد مع معظمهن صار غير مقبول . لكن قيادة السيارة إليّ حالياً ، ما لا أتركه حتى يـبلغ المشوار أجله. و ما لا أوفق إليه بذاتي فإنني أفتش عمن يعينني فيه . هذه المرة استحضرت إرادتي قوة الصلاة كي تخلصني من هذا الغثاء ، قوة تؤثر فيهن فيتركن لي المقود بلا نزاع. و محرك إذ يعمل تدور العجلة تجاه الحركة و الصلاح. في الصلاة أدعو مولاي : ربي اجعلني مقيم الصلاة و من ذريتي ربنا و تقبل دعاء. يلف الهدوء المكان ، تستأذن بعضهن في العودة لبيوتهن فيؤذن لهن مع تمنيات السلامة لهن فيها. ******** |
سبع عجاف يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلاً مما تحصنون
لا يعقل ، غلاء الأسعار يأكل المال أكلاً.
الدولار خمسة أضعاف الجنيه المصري و لا يربح بإستثماره أما الجنيه المصري فيتراجع ثمنه أمام تضخم الأسعار و تتناقص أرباحه في شركات الإستثمار و البورصة و البنوك. الوظيفة مرتبها لا يزيد طردياً مع زيادة الأسعار . يمد عقلي خط العلاقة البيانية بين الأسعار و ما أكسبه شهرياً و ما ادخره فيتجلى لي كيف تكتسح الأسعار المال بسرعة فلكية ، يبدو الإحتفاظ بالجنيه المصري و الدولار رهان على خاسرين . و الحال راكد معرفة عشرين سنة. ننجرف نحو السبع العجاف مجدداً. في الصاغة ، أسأل عن سعر جنيه الذهب فيخبرني تاجر أنه ازداد مئتي جنيه عما اشتريته به منذ ثلاثة أشهر تقريباً! يطلعني على فاتورة اشترى بها رجل أعمال جنيه الذهب في رمضان الماضي (أي قرابة عام) بأكثر قليلاً من ألف جنيه. سعر جنيه الذهب هذه الأيام آل إلى 1540 جنيه مصري. يربح الذهبي خمسين بالمئة من قيمته بلا خسارة. إذاً لأخبركم : تزرعون سبع سنين دأباً فما حصدتم فذروه على أصله (ذهب) إلا قليلاً مما تأكلون. |
جميل حقا ما تكتبين.فانا اتابعك منذ ايام .ولكن لكثره انشغالي .بعدت ثم عدت للمتابعه وكلما قرات تمنيت ان لا تكفي عن الكتابه .وتظلين انت في الكتابه وانا في الاستماع .نعم .اشعر اني اسمعك وانا اقرأ فانت تذكريني باسلوب شخصيه عزيزه الي قلبي لطالما اشتقت اليها .فقط اكملي ولا تتوقفي .
|
اقتباس:
أكرمك الله ، أنت و من تحبين |
اين البقيه .................................................. ...............
انا انتظر http://i9.glitter-graphics.org/pub/1...vqsqdpzbh2.gif |
http://67.228.10.40/pub/2366/2366908pjqfcgz9ie.gif
انت جربت جميع السوائل بالعسل إذا جربي عسير الموز باللبن مع العسل صباحا وادعيلي انا عن نفسي بفطر الاول يعني بشحن ويعدين ده حاجه تانيه . خليكي انت في العصير بس |
اقتباس:
المهمة المستحيلة آخر أيام الإجازة ، منذ الغد تنسل تلك الوديعة الطيبة من أحشائي و تتركني مع تلك المتنمرة ، تحاسب بالكلمة و تجازي المحسن بالإحسان و تعاقب المسيء إن استطاعت. كيف أقضي آخر لحظات مع نفسي الغالية أودعها ، أستودعها الله ؟ كتاب جميل أعيد قراءته فلا قبل لي بقراءة جديد ، بل هناك الكثير من المشتروات لم تقض َ و كل تلك المشاوير و الزيارات ، عزمت فلم أمض ِ فيما عزمت ، أجلس إلى ورقة صغيرة أخطط ، أهم بالنية ، لا تكتمل .... يقطعها رنين جرس ، تلك أختي ، أيمكن أن تترك لي الولدين بينما تمضي في حاجاتها ؟ لا أتردد ، بالطبع . و لم لا ، هذا قدري منذ الصغر ، يتركون الصغار في رعايتي و يمضون ، ثم يعودون آخر اليوم فيجدون الأمور على أحسن حال ، بل أكثر ، اشتقت لهم ، رجوته أن يحضرهم، أتوشح رداء الأمومة في وجودهم يتلون بالصداقة و اللعب ، يزخرفه المرح ، شيء من فرح و سعادة تحضر إذ يتواجدون ، تترك المكان إذ يغادرون. حان موعد صلاة الظهر ، و حضر الشيطان ، ربنا يستر ، يا كريم سندك ، أكبر الولدين في الثامنة من عمره و للشيطان في نفسه حظ تصعب معه المجاهدة ، أما الصغير فلازال في الخامسة ، لين العريكة ، ابن أمه ، أحياناً إذ أحمله يتخذ وضع الرضاعة ، يعجبه الحضن الدافيء ، لم تفطمه المشقات بعد. توضأت و توضأ معي مصطفى الصغير ، أما يوسف و هو المقصود بهذه الدعوة فلا حياة لمن تنادي ، حسناً أشحذ سلاحي و استعد للمعركة ، أكيل المديح للصغير دون الكبير ، ما أروعك يا صغيري ، كم أنت مميز ، مكانك في قلبي يزداد يوماً بعد يوم ، يا بطلي المفضل ، روح الحياة و سكـّرها ... الكلام لك كي تسمعي يا جارة . امتلأت عينا يوسف جدية و قرر أن يراقبنا إذ نصلي ، يعطينا درجات و يحكم بيننا في مسابقة "من الأكثر اتقاناً للصلاة" ، حسناً نحن نتحرك نحو الهدف ، سنصل بإذنه .... لكن صغيري صغير ، و عقله يطلب منه أن يتصرف تصرفات عجيبة أثناء الصلاة فتراه يلتفت يمنة و يسرة و يخرج منها ليعود إليها و قد ينام قليلاً على الأرض عوضاً عن السجود ، أما ركوعه فهو الأغرب ، إذ يمد كفاه يمس بهما قدماه فيثني جسماً غضاً لم يقيده المرض أو العجز . اليوم غير مسموح بكل ذلك اللعب ، فالمراقب العام حاسم و لا يتسامح في غلطة ، ربنا يستر، فقد يقلب هذا إلى شجار لا تحمد عقباه .... أسلم في التشهد على عباد الله الصالحين ثم أسلم على من حولي من كيانات ، ثم ألتفت إلى قائدي المبجل ، _ أتحسبون تلك صلاة ، سأريكم كيف تكون الصلاة كأحسن ما يكون . (الحمد لله وقع في حبلي ، اصطدته ، أشجع صيادة رأيتموها ، خضت في وحل الصبيان هذا للركب) الآن نجلس نتعلم من قائدنا الملهم ، طفل له عقل مدير ، يعطي أوامر ، لا يقبل منها شيئاً ، يلقيها في وجهي ، يصفعني بها ، حدة طبع ، لكنه لا يستعصي علي بإذنه ، عندي مفاتيح كثيرة . منافسة إذاً و أنا الحكم ، طبعاً يوسف عاقل و متزن و عقله لا يحركه في تصرفات غريبة . لكن الصغير صغير ، يجب مراعاة فروق التوقيت ، كما أنه ودود و سريع الإستجابة ، الأول في كل شيء منذ زمن بعيد ، كما أنه مستقل ، و يجيد ارتداء ثيابه بنفسه ! و إذ لمس الصغير تقدم الكبير، سبق بخطوة ، سأل : هذه الصلاة التي أديناها ، ما رقمها ؟ قلت : اثنان ، فوراً وجدته يصلي الفجر . الآن حان موعد إعلان الحكم (ربنا يستر) فما أقوله الآن قد يتسبب في أزمة دولية تستلزم تحكيم أجنبي و هلما جرا ، و أنا لا أرص كلمات كي أسلي قارىء ، بل هو لب الحق ، ما يحصل كما يحصل على الأرض مأوى البشر . الأول هو يوسف لأنه صلى باتقان ، لكن مصطفى هو الأول أيضاً لأنه صلى قبل يوسف كما أنه صلى الفجر بعد الظهر . الآن الأكبر يدخل المنافسة على واسع ، قام فصلى الفجر . آه وقعت في مأزق ! هات حلاً يا ربي الحليم . ما سأقوله قد يجر علينا النكد لساعة مثلاً و قد تعقبه أعمال انتقامية تؤدي لتخريب أجهزة و قطيعة بين الأسرتين ، و بالطبع سأكون أول من يتم إلغائه من قائمة الأقارب ، ناولني حكمة يا حكيم . احضر يا جدل و ناولني لساناً لنصف ساعة : ثلاثين دقيقة ، و أنت يا قلب و أنت يا رعاية لكما موقعكما من الإعراب فأفصحا . نطقت الحكيمة ، انظروا نور وجهها : يوسف الأول في اتقان الصلاة بينما مصطفى الأول على مرتبة سرعة الاستجابة ، لكل حكم معايير جمة ، و لكل مسابقة مستويات عمرية متنوعة، حسناً مرت هذه بسلام ، له الحمد ، طبعاً أعلن يوسف أن خالتو تأتي في المكانة الأخيرة! مكافأة كل منهما 100 جنيه زيادة عند بدء لعبة بنك الحظ . الصبيان الجشع في بشر ، و عوضاً عن اللعب بنقود حقيقية ، وقعا بسببها في متاعب خطيرة ، اخترع لنا شخص نابه بنك الحظ ، نمتلك العالم بأوراق مزيفة (العالم الحقيقي لا يختلف عن ذلك البتة) ، ساعة و أنا في هذا العته ، احكم بينهما فأنفذ أحكاماً يجدان منها ألف مخرج ، نزلا على حكمي بصعوبة ، فألزمت كليهما بدفع ما عليه للآخر . يوشك الصغير على الإفلاس بينما الكبير يحكم نصف العالم ، رأسمالي مخضرم ، يشتري و يبني ، ثم وقع المحظور ، أدار النرد فوقعت قسمته في بلد لأخيه به سوق ، أيدفع له 300 جنيه ؟ لا لن يفعل ، بل يفسد اللعبة كلها يبعثر كل شيء يهدد بالأذى (تهديد ينفذ ، كم أتلف مما غلى ثمنه عن عمد انتقاماً ممن لم يطاوعه فيما يريد) . أحطته بذراعي ، احتويته ، لأمنعه من إيذاء أخيه الأصغر و حينها سيعاقب في بدنه ، أمر لا تطيقه أعصابي ، أن تمسه شعرة حزن ، أحجز عنه المشاكل ، يصمم أن يواقعها . لا بأس بغضبه ، أعرف أنه لا يقدر عليه ، جزء من كيان الذكور ، أتحمله إذ أكون قربهم ، وراثة مؤكد ، كما أنه صغير لم يحكم نفسه بعد . قلت لصغيري ، لنلعب وحدنا دونه ، لكن الكبير مصمم على المضي في هذا الطريق ، لا لن يهدأ ، بل لن يتوقف حتى يدمر اللعبة ثم بعدها سينظر فيما يستحق التدمير ، يسحق به أعصابنا كي نعترف أننا أخطأنا في حقه . أرتب اللعبة ، أعيدها لصندوقها ، بينما الجدل على أشده ، لابد أن ينتزع اعترافاً مني أنني من أخطأت . لا أعرف لماذا ، لكن هذا زر الخطر و الإنذار في كياني ، يضغطه أحدهم فيستفز مني رداً لم أحب أن يخرج ، لكن أعصابي اليوم هادئة ، أوفرها للغد . أقول له : لو انتظرت لوجدت لك مصرفاً . فهذا دأبي للحفاظ على ماء وجه كليهما مع دفع الغرامات و المخالفات دون أن أطرد العدالة من المكان ، للأسف فقد كنت على وشك إعلانه فائزاً و ملك العالم ، لكنه تسرع ، لازال يجادل ، لكن فورة غضبه تهدأ . يغادرني الصبر ، يخبرني و هو مولي : أنت بحاجة لمن أقوى مني ، أرسل لك الأخ قدر ، يمسك الزمام منذ الآن ، دق جرس ، من يا ترى ، لنتسابق نحوه ، المنقذ اللذيذ ، لبن و قشطة و زبادي طبيعي ، النجدة وصلت . دعوا عنكم اللعب ، كلمة السر : أرز بلبن ، أضع القدر على النار و أقلب ، أطهو بينما يوسف يعد بتناول طعام أعرض عنه منذ الصباح ، يعرض عنه أياماً حتى يهزل جسمه و يسوء مزاجه ، بينما مصطفى أكل أكله و أكل أخيه و خبأنا باقي الطعام منه لأنه على حد تعبيره عندما يشوف اللحمة ينط عليها نط ! الكبير يعد بتناول الطعام ، فينكث في وعده ، شهية مختلطة قليلاً ، مضخمة بالنكد و الشعور بالقرف من المعتاد . يوسف يختفي في فراغ بين الخزائن العلوية يأكل الزبادي. بينما أقلب اللبن على النار و مصطفى يناقش أمور الحياة و الشغل (المدرسة) و الإقتصاد و غيره ، وجهة نظر الصغير ، أنقلها لكم على لساني هي الآتي : لا بأس بالصغار ، قلوبهم خضراء ، و هم يحسنون فيم يوكل إليهم، لكن من فضلكم ، أفسحوا لهم المزيد من المجال للحركة ، و رجاء حار لا تنهروهم بصوت عالي، فهم يخافون من ذلك جدا ً ، (و الله حتى أنا يفزعني الصوت العالي و لو كان في تلفزيون) أختم على ذلك الإعلان ، أصدق على البيان الرسمي . أمر آخر يقلقه ، فمدرسته تنهر الأولاد بشدة فيخيفه صوتها العالي و يستوحش منها رغم أن الكلام غير موجه إليه ،لم تحل شكوى أختي للمدير أي أمر ، قلت : لو أظهرت لها حباً يا صغير فستتحمل مدرستك مناوشات الصبيان بصدر رحب ، أعرف قلب النساء الأخضر تجاه الأطفال ، اقتنع بطلي الصغير و اقترح أن نرسم لها كارت به قلب و عبارات حب ، أضاء وجهه السرور ، و هو المطلوب و للمولى الحمد. رحلت سورة الغضب عن الكبير إذ سكن الطعام في معدته ،أيمكن أن نعيد اللعبة مرة أخرى؟ مرفوض تماماً فهذا عقاب فركشة اللعبة بسخف ، إذاً لنلعب لعبة أخرى ..... حسناً الشطرنج، لعبة مناسبة له فهو يعرفها دون أخيه ، فرصته في الفوز مضمونة ! المسرح الجديد فوق رف في المطبخ ، بينهما رقعة الشطرنج ، و مصطفى يتصرف في لعبة العقل كأحد أفلام الأكشن ، على وجه التحديد (Power Rangers) التي يعشقها و يتوه به الخيال فلا يعرف أي شخصياتها يكون ، يرتفع الجندي الأبيض ثم يلطم الملك الأسود بينما صيحة Power Rangers تتردد في الأرجاء فتهوي نصف قطع اللعبة ، _ يا خالتووو ... الحقي ! تصلني الإستغاثة فأترك التقليب كي أنجد المستغيث . _ لا يا فتافيت السكر ، حركة الجندي على هذا النحو . رويداً فهو صغير ، أول مرة يرى هذه اللعبة، لكنه يتعلمها والله ، ألم أقل لكم كم يبدع الصغار ! فوز الكبير ساحق و لله الحمد ، فهذا طعامه ، تزهق روحه بدونه ، لكن النتيجة لصالح الصغير في مسابقة الطعام : يوسف نصف طبق من الأرز باللبن و مصطفى طبقين كاملين (هذا غير طبقي أرز بالخضار و طبقي سلطة و نصف اللحم في الطبق و علبتي زبادي في الغداء منذ أقل من ساعة!) و إذ شبعا ، حان وقت الصوصوة ( غناء العصافير ) ، أمي تفرض حظر التجول في الشقة فهي تنوي استضافة أشخاص مهمين و قد انتهى الجميع من أعمال النظافة ، و لن يقلب لها أحد نظام البيت ، و منعاً للمشاكل حبستهما في حجرتي ، و شغلتهما بحل مسابقات المجلات ، استقطع مكاناً بينهما ، أكاد انعصر ، احتلا كل المكان و تركا لي فتفوتة (تلك أصغر وحدة لقياس الحجم ، يستخدمها مصطفى)، كلما خطر ببالي شاغل ، فهممت ، بدّدت أصواتهما كل نية و محت كل عزيمة ، يتسلقان كتفي و حجري صعوداً وهبوطاً بحثاً عن شيء و أخيه و لاشيء و ابن عمه ، جرس الباب يدق معلناً انتهاء المهمة ، بعد أن صلينا المغرب في جماعة و له الحمد عدد خلقه و رضا نفسه و زنة عرشه و مداد كلماته . الآن وقت العقل ، أخفف الإثارة، فللكبار قوانين أخرى ، يغمرنا القادمون بفيض حلوى لذيذة جاتوه يذوب في الفم ، فأصعد بنصيب وافر لأخي و أختي فسكناهما فوقنا . رحبت بي زوجة أخي بطبق من فطائر ساخنة شهية محشوة بالأطايب ، جبن نابلسي من نابلس الجميلة و السبانخ و الزعتر الطازج من أرض الفداء ، و تناولت مني الجاتوه ، اشتهيتها ، لذيذة والله ، و إذ دخلت عند أختي أعطيها الجاتوه ، استولى الأولاد على الفطائر و الجاتوه ، بالهناء و الشفاء . |
اقتباس:
|
اقتباس:
التغيير أقرب الأشياء للإرادة المتيقظة التي تحول صور العقل حقيقة تلمسها الأيدي ثم تحمد خالق الخلق على نعمه. دمت بخير ، في حفظ الله. |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 06:50 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.