بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   مصر بين الماضى و الحاضر (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=569)
-   -   التحفة اللطيفة في ذكر تاريخ الأمة الإسلامية الشريفة (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=689991)

عمر دعيبس 07-08-2016 04:27 PM

جازاك الله خيرا

Mr. Hatem Ahmed 07-08-2016 04:54 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر دعيبس (المشاركة 6479459)
جزاك الله خيرا


بارك الله فيك


Mr. Hatem Ahmed 10-08-2016 03:16 AM

(59 /47) حَوَادِث عَام 6 هـ

صُلْح الحُدَيْبِيَة وبَيْعَة الرِّضْوان: خَرَج النبي صلى الله عليه وسلم بـــ 1500 من أصحابه، يريد العُمْرَة، ونزل الحُدَيْبِية، وفَزِعت قُرَيش ... فَبَعَث إليهم عُثمانَ بنَ عفّان رضي الله عنهم يخبرهم قصده؛ ثم أُشِيع أن عُثْمَان قُتِـل، فَدَعا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى البَيْعة، فتَبَادر إليه أصحابه وهو تحت الشَّجرة (لِذَا سُميِّت بَيْعَة الشَّجَرة أو بَيْعَة الرِّضْوَان) بايعوه على ألا يَفرِّوا، ثم عاد عُثْمَان رضي اللهُ عنه، فتصالح النبي صلى الله عليه وسلم مع قريش ... وتم الاتفاق عـلــى:

- هُدنَة عشر سنوات بينهم.

- وأنَّ مَن يأتي محمدًا صلى الله عليه وسلم مِن قريش يَرُدَّه إليهم، ومَن جاء قريش من محمد صلى الله عليه وسلم لا يردوه.

- ومَن أراد عهد محمد صلى الله عليه وسلم دَخَله، ومَن أراد عهد قريش دَخَله. (فدَخَلت خُزَاعة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم؛ وبَكْر في عهد قريش)

- وأنهم سيعودون العام القادم لأداء العُمرة.
وفي الطَّريق أنزل اللهُ تعالى سورة "الفَتْح"، فبشَّرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بفتح مَكَّة.

وقفة عند صلح الحديبية: كثير من الصحابة امتعض من هذا الصُّلح واستاء لهذه النتيجة، وعَدَّ نفسَه مغلوباً ذليلاً ... على أنَّ المُدقِّق المُنصِف يُدرك أنّ هذه المعاهدة كانت عظيمة الخير للمسلمين، كبيرة النَّفع لهم، ومن مزاياها:

- اعتراف قريش بكيان المسلمين.

- إعطاء المسلمين فرصة لنشر الدَّعوة والتَّفرغ لها.

- دخول خلق كثير في الإسلام بعد هذا الصُّلح (مِن هؤلاء بعض عظماء قريش: كخالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وعثمان بن طلحة)؛ كذلك أرسل النبي صلى الله عليه وسلم للمُلوك والحُكَّام يدعوهم للإسلام.

- أعطت هذه المعاهدة للمسلمين فرصة ليفرُغُوا لليهود، لِذَا غَزَا الرسول صلى الله عليه وسلم بعدها خَيْبَر، وانتصر واكتملت معظم التَّشريعات الإسلامية خلال هذه الفترة.

- أمَّا شَرط إعادة مَن يُسلِم مِن قريش إلى قريش، ولا تلتزم قريش بِرَدَّ مَن يعود لها مِن المسلمين، فذاك وضَّحه النبيُّ صلى الله عليه وسلم بقوله: «إِنَّهُ مَنْ ذَهَبَ مِنَّا إِلَيْهِمْ فَأَبْعَدَهُ اللهُ، وَمَنْ جَاءَنَا مِنْهُمْ سَيَجْعَلُ اللهُ لَهُ فَرَجًا وَمَخْرَجًا».

وهكذا كان هذا الصُّلح فَتحاً مُبيناً كما وصفه اللهُ سبحانه وتعالى في القرآن الكريم.


Mr. Hatem Ahmed 23-08-2016 08:51 AM

(59/ 48) حَوَادِث عَام 7 هـ

أ. غَزْوَة خَيْبَر: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا}. (سورة المائدة: 82)؛ بَرهَنَت الأحداث طوال القرون على شدّة عَدَاوة اليهود للمسلمين حتى عندما أحسن المسلمون إليهم ... كانت خَيْبَر (في شمال المدينة) من أقوى حصون اليهود وأخطرها، وكان خطرهم مُحدَقاً على المدينة.

وكان يهود خيبر حرَّضوا على غزو المدينة، وجمعوا الأحزاب في غَزْوَة الخَنْدَق، سَار إليهم النبي صلى الله عليه وسلم، وحاصرهم، حتى استسلموا، فصالحهم على شَطْر ثمرها وزرعها، وبعد الغَزْوَة أَهدَت زينت بنت الحارث اليهودية للرسول شاةً مَسْمُومة، فأشعره اللهُ عزَ وجلّ بذلك فكف عنها، وأكل منها بشر بن البراء، فمات فقتـلها الرسول صلى الله عليه وسلم قِصَاصاً، وكان ذلك في شهر مُحرَّمٍ سنة 7 هـ.

ثم أخضع النبيُّ صلى الله عليه وسلم يهود وادي القُرَى على شَطْر نخيلهم؛ وقَبَلَ الفِديَة من يهود فَدَك ويهود تَيْمَاء، وعدَّهم ذِمِّيين.

وبعد خَيْبَر أصبح المسلمون أكبر قوة في جزيرة العَرَب، كما انكسرت بذلك شَوْكة اليهود، وإن كانت لم تزل نهائياً.

ب. دَعوَة المُلُوك والحُكَّام إِلَى الإِسْلاَم: رَأَى النبيُّ صلى الله عليه وسلم أنَّ الوقت أصبح مناسباً لذلك، فاليهود انتهوا، وقريش في هُدنَة معه، والأعراب لا بُدَّ مِن غَزْو ديارهم باستمرار؛ فكَتَب الكُتُبَ، وأَرسَل الرُّسُلَ إلى:

1. هِرَقْل "إمبراطور الرُّوم"؛ وقد خاف على مُلْكِه منه، فلم يُسلِم.

2. المُقَوْقِس "حَاكِم مِصْر"، وقد خاف على ملكه منه، فلم يُسلِم وأرسل بهدايا للنبي صلى الله عليه وسلم.

3. المُنْذِر بْنُ سَاوَى"حَاكِم البَحْرَين"، وقد دَخَل في الإسلام.

4. النَّجَاشِيّ "مَلِك الحَبَشَة"، وقد دَخَل في الإسلام.

5. الحَارِث الحِمْيَرِيّ "حَاكِم اليَمَن"، وقد دَخَل في الإسلام.

6. جَيْفَر وعَيَّاد اِبْنَا الْجُلَنْدَيّ "مَلَكَي عمَّان"، وقد دَخَلا في الإسلام.

7. الحَارِث بْن أَبِي شِمْر"مَلِك الغَسَاسِنَة بالشَّام"، وقد قتـل رسولَ رسولِ الله، وسَبّ المسلمين وهدَّد بغزو المدينة.

8. كِسْرَى "مَلِك الفُرس"، وقد غَضِب ومَزَّق الخِطَاب؛ فَدَعَا عليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فمَزَّق اللهُ مُلْكَه.

ج. عُمْرَة الحُدَيْبِيَة: خَرَج الرسول صلى الله عليه وسلم مع أصحابه لأداء العُمْرَة حَسَب صُلْح الحُدَيْبِيَة، وكان عددهم (2000) فيَسَّرها اللهُ سبحانه لهم، فقاموا بأدائها وعادوا بسَلاَم وطُمَأْنِينة.


wafaamhf 24-08-2016 07:51 AM

من يكتب التاريخ يتميز بالصبر والتفكير الموسوعى ... شكرا جزيلا

Mr. Hatem Ahmed 24-08-2016 04:42 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة wafaamhf (المشاركة 6489289)
من يكتب التاريخ يتميز بالصبر والتفكير الموسوعى ... شكرا جزيلا

جزاكِ الله خيرًا وبارك فيكِ

وشكرًا جزيلاً للمرور الكريم


Mr. Hatem Ahmed 25-08-2016 01:12 AM

(59/ 49) حَوَادِث عَام 8 هـ

أ. إسلام خالد بن الوليد وعمرو بن العاص: قَدِمَا إلى النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة ومعهم عثمان بن طلحة، فأسلما على يديه، وفرح الرسول صلى الله عليه وسلم كثيراً بإسلامهما، وصارا بعد ذلك مِن أعظم قُوَّاد الفتوحات الإسلامية.

ب. غَزْوَةُ مُؤْتَـة:

سبب الغزوة: قَـتَـل الغَسَاسِنة (عُمَّال الرُّوم) دُعَاة المسلمين إلى الشام، وقتـلوا الحَارِثَ بن عُمَير رسول النبي صلى الله عليه وسلم إليهم، وهدَّد مَلِكهم الحارث الغساني بغزو المدينة؛ فأراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعطي الروم وعملائهم الغساسِنة الصورة الحقيقية عن قوة المسلمين وأهدافهم.

سير المعركة ونتائجها: أحسّ المسلمون أن هناك عدواً عنيداً في الشمال، وأن الإسلام لا أمن له إلا بالقضاء على هذا العدو، فكانت هذه أول حلقة في النضال للفتوحات الإسلامية خارج جزيرة العرب؛ فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم جيشاً قوامة 3000 مقاتل يقودهم زيد بن حارثة، فإن قُتِـل فالأمير جعفر بن أبي طالب، وإن أُصِيب فعبد الله بن رواحة ... فنزلوا في معان (شمال الجزيرة العربية على حدود الشام)؛ وقَدِم الروم في مائة ألف مقاتل وحُلفائهم قضاعة في مائة ألف، فتشاور المسلمون ورأى الأغلبية القتـال وعدم الانسحاب، استمر القتـال سبعة أيام، واستُشهِد القادة الثلاثة وكذلك استُشهِد عدد كبير من المسلمين، فتولى القيادة خالد بن الوليد، فانسحب بالجيش انسحاباً منظماً؛ وقد أثنى عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم ودعا لهم.

ج. معركة ذات السلاسل: انزعج الروم من قوة المسلمين، فأرادوا القضاء عليهم في عُقر دارهم، وكلَّفوا حليفتهم قضاعة بذلك، فأرسل لهم النبي صلى الله عليه وسلم 300 مقاتل بقيادة عمرو بن العاص، ثم أمدهم بــ 200 بأِمرة أبي عُبَيدة بن الجرَّاح ... ثم التحم الفريقان ففرَّت قُضَاعة، رغم جُموعهم الهائلة ومساعدات الرُّوم لهم.


Mr. Hatem Ahmed 01-09-2016 10:26 PM

(59/ 50) فَتْحُ مَكَّة المُعَظَّمَة في شهر رمضان عَام 8 هـ

عوامل مهَّدت لفتح مكة المكرمة:

- القضاء على اليهود خلال فترة الهُدنة والصُّلح؛ وقد كانوا أكبر نَصِير لقريش.
- امتداد نفوذ المسلمين وإحاطته بمكة من كل جانب.
- ورأت قريش نفسها تقف وحيدة ضد كل العرب، إضافة إلى انهيار تجارتها.
- كما أن أحوال قريش تغيَّرت .. فقد هلك كفارها الصناديد؛ ودخل كثير من أبطالها المغاوير في الإسلام كخالد بن الوليد وعمرو بن العاص.

كل هذه الظروف فتَّت مِن عَضَد قريش وجعلتها تيأس من النصر

سبب الفتح: أن قبيلة بكر (حليفة قريش) تعدَّت على خُزَاعة (كانت حليفة الرسول صلى الله عليه وسلم ثم أسلمت كاملة)، فأعانت قريش حليفتها، فنقضت بذلك صُلح الحُديبية، فاستنجدت خُزَاعة بالرسول صلى الله عليه وسلم، فخافت قريش وأرسلت زعيمها أبا سفيان ليعتذر ويطيل مدة الهُدنة ففشل وعاد خائباً، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين بالتَّجهُّز لفتح مكة ... فكتب حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش يُعلِمها بهذا الاستعداد وأرسل الرسالة مع امرأة، فأخبر اللهُ تعالى رسولَه صلى الله عليه وسلم بذلك؛ فكَلَّف عليًا والزُّبير رضي الله عنهما فعادا بالكتاب؛ فبكى حاطب، وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أنه فعل ذلك ليتخذ عندهم يدًا فلا يؤذوا أهله، فسامحه؛ وحاطب من أهل بدر.

فمضى المسلمون (وهم أكثر من 10.000) وعسكروا قُرب مكة، وقَدِم أبو سفيان زعيم قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم، فدعا له الرسول صلى الله عليه وسلم قائلاً: «مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ»؛ ولم يسمح له بالمغادرة حتى رأى مواكب الجيوش الإسلامية.

ثم دخل الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة من أعلاها وهو واضعاً رأسَه تواضعاً لله عزَّ وجلّ بما أكرمه؛ ولم يلقَ المسلمون مقاومةً تُذكَر.

واستسلمت قريش، فدخل الرسول صلى الله عليه وسلم المسجد، حوله المسلمون، فطاف وفي يده قوس، وحول البيت أكثر من 360 صنم فجعل يطعنها ويقول: «جَاءَ الحَقُّ وَزَهَقَ البَاطِلُ». والأصنام تتساقط على وجوهها، وقد عَفَا النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن قريش، ثم بايعته قريش بعد ذلك، وأسلمت كلها.

وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بقتـل نفر ولو تعلقوا بأستار الكعبة، فقتـل بعضهم وأسلم البعض، ثم أرسل الصحابة لهدم الأصنام في مكة وحولها.

أهمية فتح مكة: استسلام قريش مهَّد الطريق لاستسلام الجزيرة العربية كلها، فقد أصبح المسلمون سادة مكة وحُماة البيت الحرام ووصلت سيرتهم الطيبة إلى كل مكان ... فكان ذلك مطلع عهد جديد سعيد على الإسلام والمسلمين، وكان هدف النبي صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة تطهير الجزيرة كلها من أعداء الإسلام وجعل وحدة إسلامية موحّدة مترابطة؛ وهذا ما تحقق.


Mr. Hatem Ahmed 16-09-2016 05:37 AM

(59 /51) غَزْوَةُ حُنَيْنٍ عَام 8 هـ

سبب الغزوة: خضعت أغلب الجزيرة العربية لنفوذ الإسلام، ولم يبقَ خارجاً عليه إلا قبائل هوازن وثقيف ... فكان لا بُدَّ من المواجهة بينهم وبين المسلمين.

حنين موقع بين مكة والطائف: بعد ما سمعت هَوَازِن بفتح مكة، خرجت لقتـال الرسول صلى الله عليه وسلم بقيادة مَالِك بن عَوْف ومعهم نسائهم وأموالهم لكي يستميتوا في الدفاع عنهم، فخرج إليهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم في 12000 مقاتـل، فاغترّ المسلمون يومها بكثرتهم وقالوا: "لن نُغْلَب اليوم مِن قِلَّة"؛ ثم نَشَب القتـال في حنين، حيث انقضّ الكفار على المسلمين من الشِّعاب والمُرتفعات، فاضطرب المسلمون وتفرَّقوا، ولم يَثْبُت إلاَّ قِلَّة مع الرسول صلى الله عليه وسلم ... فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَيْ عَبَّاسُ، نَادِ أَصْحَابَ السَّمُرَةِ». فناداهم العباس بأعلى صوته، فالتفّ الأنصارُ حول النبي صلى الله عليه وسلم وهم يقولون: "لبيك، لبيكفقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ، أَنَا ابْنُ عَبْدِ المُطَّلِبْ، اللَّهُمَّ نَزِّلْنَصْرَكَ». فاجتمع الصحابة كلهم وثبتوا حتى انتصروا وانهزم الأعداء، وتركوا أموالهم ونسائهم وفرُّوا إلى الطائف وتحصَّنوا بها مع ثقيف، وكانت غنائمهم هائلة؛ وأعطى الرسول صلى الله عليه وسلم المُؤَلَّفة قلوبهم الكثير منها ومنهم أبو سفيان وأبنائه؛ فكانت حُنْيَن درساً لِمَن قال: "لن نُغْلَب اليوم مِن قِلَّة"؛ قال اللهُ تعالى: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ. ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى المُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الكَافِرِينَ}. (سورة التوبة، الآيتان: 25، 26)


Mr. Hatem Ahmed 16-09-2016 05:39 AM

(59 /52) غَزْوَةُ الطَّائِف عَام 8 هـ

وهي امتداد لغزوة حنين، حيث سار النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى الطائف لقتـال هَوَازِن وثَقِيف، وكانت حُصُونهم مَنِيعة جدًّا، ومُؤنهم كثيرة؛ فحاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم طويلاً، ولم يأذن اللهُ بفتحها، ثم عاد الرسول صلى الله عليه وسلم بعدها للمدينة ... وبعد زمن قصير أسلمت هَوَازِن وأسلم زعيمها مَالِك بن عَوف، ورَدَّ لهم الرسولُ صلى الله عليه وسلم أموالهم وسَبَايَاهم ... وبعد غزوة تَبُوك أرسلت ثَقِيفٌ وَفْدَها مُعلِنَة إسلام أهل الطائف.

أهمية غزوة حنين والطائف: بعد هاتين الغزوتين أصبحت الجزيرة العربية لأوَّل مرَّة في التاريخ دولة متحدة قوية تدين بدين واحد، ولها مبادئ وحضارة.


Mr. Hatem Ahmed 16-09-2016 05:40 AM

(59 /53) حَـوَادِث عَام 9 هـ

أ. غزوة تبوك: وسبب الغزوة: فقد تناهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن الرُّوم جمعت جُموعها الهائلة بالشام لغزو المدينة، والقضاء على الإسلام والمسلمين ... فأَمَر الناسَ بالتَّجهُّز للخروج، وسُمِّي ذلك الجيش بــ "جَيْش العُسْرَة" لجَدب الأرض وشِدَّة الحَرِّ، حتى إن المنافقين أعلنوا نفاقهم وتخلَّفوا عن رَكْب الجيش، وأنفق المسلمون بسخاء على هذا الجيش، فجهَّز عُثْمان بن عَفَّان رضي الله عنه نصف الجيش لوحده، وتصدَّق أبو بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه بكل ماله، وتصدَّق عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه بنصف ماله، وأثنى عليهم النبي صلى الله عليه وسلم لصنيعهم هذا وسُرّ به ... ثم خرج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى تَبُوك، وكان تعداد الجيش ثلاثين، وقيل أربعين وقيل سبعين ألف مقاتـل؛ ولم يجد أثراً للروم، فقد ارتاعوا وتقهقروا إلى داخل بلادهم مدافعين ... وعَسْكَر النبيُّ صلى الله عليه وسلم بجيشه عند تبوك حيث أرهب الأعداء، ثم آتاه أهل أَيْلَة وجَرْبَا وأَذْرُح وأعطوه الجِزية، وعاد للمدينة بعد بضع عشرة ليلة، وكانت آخر غزوة غزاها الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه.

ب. خَبَر المُتَخَلِّفِين عَن غَزْوَة تَبُوك: في غزوة تبوك كانت قصة تخلُّف كَعْب بن مَالِك ومُرَارَة بن الرَّبِيع وهِلاَل بن أُمَيَّة، وهم مِمَن شَهِدوا بَدراً؛ رضي اللهُ عنهم ... ولم يكن لهم عُذْر في التَّخَلُّف، فقاطعهم النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون شَهْرًا حتى أنزل اللهُ تعالى فيهم: {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ. وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}. (سورة التوبة، الآيتان: 117، 118)

ج. عَامُ الوُفُود: أنزل اللهُ عَزَّ وجَلّ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ. وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا. فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}. (سورة النصر)؛ بعد إسلام قريش -وهي سيدة القبائل- أسلمت كل قبائل الجزيرة، فأرسلت وُفُودها إلى النبي صلى الله عليه وسلم لإعلان إسلامها وسُمِّي ذلك العام بـــ "عَام الوُفُود" ... وهكذا عَمَّت الدَّعوة الإسلامية شبه الجزيرة العربية، وسُرَّ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأن رأى زرعه يُثمِر، ودين الله يَنتشِر على يديه.

د. حَجَّة 9 هــ: بَعَث النبيُّ صلى الله عليه وسلم أَبَا بَكْر الصِّدِّيق أَمِيراً على الحج في هذا العام، ونزلت سورة "التَّوْبَة" في نَقْض ما بين الرسول صلى الله عليه وسلم والمُشْرِكين مِن عُهُود، فأَعلن أنه لا يَحُجَّ بعد العام مُشْرِك، ومَن له عند رسول الله عَهْد فهو إلى مُدَّتِه.


Mr. Hatem Ahmed 18-09-2016 11:21 AM

(59 /54) حَـجَّةُ الوَدَاعِ عَام 10 هـ

حَجَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالمسلمين في هذه السَّنَة (وهي حَجَّتُه الوَحِيدة) وخرج معه قريباً من مائة ألف حَاجٍّ أو أزيد بقليل، فعَلَّمَ النَّاسَ مَنَاسِكَهم وسُنَنَ حَجِّهِم، وخَطَب خُطْبَتَه التي بَيَّن فيها مِنْهَاج المسلمين ... ومـنــهـــا: «إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، وَسَتَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ، فَسَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ، أَلاَ فَلاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي ضُلَّالًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ، أَلاَ لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ، فَلَعَلَّ بَعْضَ مَنْ يُبَلَّغُهُ أَنْ يَكُونَ أَوْعَى لَهُ مِنْ بَعْضِ مَنْ سَمِعَهُ»، ثُمَّ قَالَ: «أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ؟!». قَالُوا: "نَعَمْ"، قَالَ: «اللَّهُمَّ اشْهَدْ».

ثم عاد بعدها النبيُّ عليه الصلاة والسلام للمدينة وبدأ به مَرَض المَوْت.


Mr. Hatem Ahmed 20-09-2016 04:53 PM

(59/ 55) بَعْثُ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ عَام 11 هـ

جهَّز الرسول عليه الصلاة والسلام جيشاً لقتال الرُّوم في البَلْقَاء (الأردن) بقيادة أسامة بن زيد بن حارثة (وعمره آنذاك 18 عاماً) وفي الجيش كِبَار الصَّحابة رضي اللهُ عنهم، ولم يخرج الجيش لمرض النبي صلى الله عليه وسلم.



Mr. Hatem Ahmed 20-09-2016 04:57 PM

(59 /56) مَرَضُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ووَفَاتُهُ

بَدَأ بالنبي عليه الصلاة والسلام الوَجَع والحُمَّى، فاستأذن نِسَائه أن يُمَرّض في بيت عائشة رضي اللهُ عنها، فأَذِنَّ له، وفي آخر مرَّة صعد فيها المنبر، كان مما قاله: «أُوصِيكُمْ بِالأَنْصَارِ، فَإِنَّهُمْ كَرِشِي وَعَيْبَتِي، وَقَدْ قَضَوُا الَّذِي عَلَيْهِمْ، وَبَقِيَ الَّذِي لَهُمْ، فَاقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ»، ...ولما اشتدَّ به المَرَض قال: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ».

ثم تُوفي الرسول صلى الله عليه وسلم في ضُحَى يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول عام 11هـ الموافق عام 632م، وكان عليه الصلاة والسلام في الثالثة والستين (63) مِن عُمُره ... وأصاب المسلمين حزن عظيم، فلم يُصَدَّق عُمَرُ بموت النبي صلى الله عليه وسلم، و
أُغْمِيَ عَلَى عُثْمَانٍ، وجلس عَلِيُّ يبكي ومعه الصحابة، فخطب فيهم أبو بكر وقال: "أَلاَ مَنْ كان يَعبُد محمداً صلى الله عليه وسلم فإن محمداً قد مات؛ ومَن كان يَعبُد اللهَ فإن اللهَ حَيٌّ لاَ يَمُوت"؛ ثم تَلاَ قَوْل اللهِ تَعَالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ}. (سورة آل عمران، الآية رقم: 144)؛ فأفاق النَّاسُ، وأفاق عُمَرُ حتى إنه قال: "واللهِ، ظَنَنْتُ أنه ليس في القُرآن هذه الآية حتى ذَكَّرنِيهَا أبو بكر".


نعم، تُوُفي النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن بلَّغ الرسالة وأدَّ الأمانة ونصح الأُمَّةَ، وسَنَّ لَنَا سُنَنًا وحَدَّ لَنَا حُدُودًا فمَن سار عليها اِهتدى، ومَن أبى فقد هلك!


- وقَد رَثَى نَبِينَّا بعضُ الصَّحابة رضي اللهُ عنهم ... فَمِنْهُم عَمَّتُهُ أَروَى بِنْتُ عَبْدِ المُطَّلِب، إِذْ قالت:

أَلاَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كُنْتَ رَجَاءَنَا ... وَكُنْتَ بِنَا بَرًّا وَلَمْ تَكُ جَافِيَا!

وَكُنْتَ بِنَا رَءُوفًا رَحِيمًا نَبِيَّنَا ... لِيَبْكِ عَلَيْكَ اليَوْمَ مَنْ كَانَ بَاكِيًا!

لَعَمْرُكَ مَا أَبْكِي النَّبِيَّ لِمَوْتِهِ ... وَلَكِنْ لِهَرْجٍ كَانَ بَعْدَكَ آتِيَا

كَأَنَّ عَلَى قَلْبِي لِذِكْرِ مُحَمَّدٍ ... وَمَا خِفْتُ مِنْ بَعْدِ النَّبِيِّ المَكَاوِيَا

أَفَاطِمُ، صَلَّى اللَّهُ رَبُّ مُحَمَّدٍ ... عَلَى جَدَثٍ أَمْسَى بِيَثْرِبَ ثَاوِيَا!

أَبَا حَسَنٍ فَارَقْتَهُ وَتَرَكْتَهُ ... فَبَكِّ بِحُزْنٍ آخِرَ الدَّهْرِ شَاجِيَا!

فِدًا لِرَسُولِ اللَّهِ أُمِّي وَخَالَتِي ... وَعَمِّي وَنَفْسِي قُصْرَةً ثُمَّ خَالِيَا

فَلَوْ أَنَّ رَبَّ النَّاسِ أَبْقَاكَ بَيْنَنَا ... سَعِدْنَا وَلَكِنْ أَمْرُنَا كَانَ مَاضِيَا!

عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ السَّلامُ تَحِيَّةً ... وَأُدْخِلْتَ جَنَّاتٍ مِنَ العَدْنِ رَاضِيَا!


- وقَالَ ابْنُ عَمَّهِ أَبُو سُفْيَان بْنُ الحَارِث:

أَرِقْتُ فَبَاتَ لَيْلِي لاَ يَزُوْلُ ... وَلَيْلُ أَخِي المُصِيْبَةِ فِيْهِ طُوْلُ

وَأَسْعَدَنِي البُكَاءُ وَذَاكَ فِيْمَا
... أُصِيْبَ المُسْلِمُوْنَ بِهِ قَلِيْلُ


فَقَدْ عَظُمَتْ مُصِيْبَتُنَا وَجَلَّتْ
... عَشِيَّةَ قِيْلَ قَدْ قُبِضَ الرَّسُوْلُ


فَقَدْنَا الوَحْيَ وَالتَّنْزِيْلَ فِيْنَا
... يَرُوْحُ بِهِ وَيَغْدُو جَبْرَائِيلُ


وَذَاكَ أَحَقُّ مَا سَالَتْ عَلَيْهِ
... نُفُوْسُ الخَلْقِ أَوْ كَادَتْ تَسِيْلُ


نَبِيٌّ كَانَ يَجْلُو الشَّكَّ عَنَّا
... بِمَا يُوْحَى إِلَيْهِ وَمَا يَقُوْلُ


وَيَهْدِيْنَا فَلاَ نَخْشَى ضَلاَلاً
... عَلَيْنَا وَالرَّسُوْلُ لَنَا دَلِيْلُ


فَلَمْ نَرَ مِثْلَهُ فِي النَّاسِ حَيّاً
... وَلَيْسَ لَهُ مِنَ المَوْتَى عَدِيْلُ


أَفَاطِمُ، إِنْ جَزِعْتِ فَذَاكَ عُذْرٌ
... وَإِنْ لَمْ تَجْزَعِي فَذَاكَ السَّبِيْلُ


فَقَبْرُ أَبِيْكِ سَيِّدُ كُلِّ قَبْرٍ
... وَفِيْهِ سَيِّدُ النَّاسِ الرَّسُوْلُ




صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ



aya mido 21-09-2016 10:09 AM

مشكوووووووووور


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 02:45 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.