بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   أرشيف المنتدى (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=513)
-   -   احلام الشباب .... يوميات فتاه مسلمه (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=101895)

ساره الالفي 26-01-2009 12:54 PM

احلام الشباب .... يوميات فتاه مسلمه
 
بسم الله الرحمنالرحيم

إخواني وأخواتي أعضاء بوابة الثانويه العامه المصريه
السلام عليكم ورحمةالله وبركاته

أقدم لكم ،يوميات جديدة ، اسمها (أحلام الشباب ... يوميات فتاة مسلمة ) وكاتبتها فتاة اسمها ( آية)، أدعوكن لمتابعتها ،متمنية أن تنال إعجابكم ،إن شاء الله ، انتظر ردودكم لمشاركتي بفارغ الصبر http://www.qopaa.com/vb/images/smilies/sm256.gif

من منا ليس له أحلام يطمح إلى تحقيقها؟
و نحن فيمقتبل العمر، تكون احلامنا كبيييرة و طموووحة
و المعوقات تكون أكبر...
لكننا نتطلع إلى غد جديد مشرق
لا تحد الصعوبات من عزائمنا :)


مــــرام،فتاة في مثل عمركم،
لديها أحلامهاو طموحاتها الخاصة
لديها نظرتها المميزة للحياة، و أفكارها المتعطشة للحرية والانطلاق
لديها ابتسامتها الحلوة و تفاؤلها معين لا ينضب...
و لكن لديها أيضا دينها و عقيدتها لديها التزامها و عباداتها...


أدعوكم إلى مشاركتها أحلامها عن طريقاليوميات التي سنقرؤها معا سنتعلم منها، من تجاربها، من أخطائها ونجاحاتها

تعالوا ندخل إلى عالم مرام...http://www.qopaa.com/vb/images/smilies/n200674.gif

ساره الالفي 26-01-2009 12:57 PM

الحلـــــــقة الأولـــــــــــى





ـــــــــ*×*ـــ((1))ـــ*×*ـــــــــ


اسمي مرام، في العشرين من عمري،طالبة في كلية الطب البشري...
دخلت عالم الكلية مند سنتين، فتغيرت أشياء كثيرة في حياتي, هل كبرت؟؟
ربما! لكنني واثقة أن النضج الفكري ليس له علاقة جد وثيقةبالسن...
ربما حصلت تحولات في حياتي و هو ما جعلني أحس بالاختلاف

نعم،تغير المحيط
تغير الأصدقاء و الأصحاب
فقدت البعض و كونت صداقات جديدة...
الحياة لا تتوقف و العمر يمضي...

لكن ليس كل هذا مادعاني إلى كتابة مذكراتي!
صحيح أن كل تفاصيل حياة مهمة و لها قيمتها الخاصة بالنسبةإلي
فأنا أرى أن كل شخص مميز بالفطرة، لأن الله عز و جل خلقه مختلفا عن غيره منالبشر
لذا فكل فرد استثنائي بمجرد وجوده و اكتسابه لكينونة مستقلة و...
يبدوأنني سأبحر في الفلسفة

دعونا نعود إلى موضوعنا...
اممم، ما الدي دعاني إلى كتابة مذكراتي؟
نعم...
إنه إحساس مختلف بنفسي...
إحساس بكوني قد ألعب أدوارا هامة في مستقبل بلدي و أمتي...
ليس أن أكون محط الأنظار و حسب، لكن أن يكون لي تأثير في الناس من حولي
أن أصنع تغييرا في حياة كل من يلتقي بي
جميلأن تدرك قيمة نفسك، لكن الأجمل أن ينضاف إليه إحساس غيرك بقيمتك...
هدا لا يعني أنه لم يحس أحد بقيمتي حتى اللحظة!!
فأنا محبوبة من أهلي و إخوتي و رفيقاتي وأساتدتي و و و...

لكن، ماهي إضافتي إلى كل هؤلاء؟؟

اليوم، اليوم فقطأحسست بأنني قادرة على الإضافة
شعور يملأني سرورا و يملأ كياني حتى ما عاد يضاهيه شعور آخر

إحساسي بأن الله يستخدمني لخير عباده و لايستبدلني...
هل جربت هذا الإحساس؟
جرب و لنتندم...

( لؤلؤة الإسلام ) 26-01-2009 01:04 PM

يللا يا سارة كملي ... شكلها جميلة ..

ساره الالفي 26-01-2009 01:12 PM

شكرا لؤلؤة الاسلام لمرورك تابعي معانا اليوميات إن شاء الله

أنا أنتظر حضور الأعضاء واتمنى تعجبكم إن شاء الله ونستفاد كلنا منها

ساره الالفي 29-01-2009 11:44 PM

ـــــــــ*×*ـــ((2))ـــ*×*ـــــــــ


كنت دائما أتطلع إلى أن أكون ذات نفع للآخرين

لكنها ظلت أفكارا نظرية أكثر منها تطبيقية إلى حد يوم من الأيام
فنحن تقريبا طوال دراستنا نأخد من الجميع و لا نعطي شيئا!
نأخد من آبائنا و أمهاتنا، وقتهم و جهدهم و مالهم و حنانهم و رعايتهم...
نأخد من الأساتدة و المعلمين و المدربين طاقاتهم و معرفتهم... و صبرهم و سعة صدورهم
كما نأخد من الطبيعة من حولنا ثرواتها الطبيعية، و نلقي بفضلاتنا فيها (ليس نوعا من العطاء المستحب )

و نقول في كل يوم : أريد أن أكون إيجابيا!!
أما آن لهذه الشعارات التي نتغنى بها، كشباب مثقف، ليلا و نهارا دون أن نبدي حراكا، أن تتحول إلى واقع، إلى حقيقة ملموسة، فنعطي شيئا؟؟

و الحقيقة أنني لم أكن أختلف عن الجميع في التشدق بالشعارات البراقة، و إلقاء الكلمات الرنانة على أسماع زميلاتي، فينظرن إلى فصاحتي و أفكاري الإبداعية بإعجاب ثم أنظر إلى نفسي و أقول : كفاك نفاقا!!

إلى أن جاء يوم...
كان ذلك مند حوالي أسبوعين، كنت جالسة في المكتبة العمومية، أطالع مجلدا ضخما من المصطلحات الطبية المعقدة، التي لم أتعود عليها بعد... حين تناهى إلى مسمعي أصوات تتحدث بصوت عال غير بعيد عني.
رفعت رأسي في انفعال واضح : يا عالم ياناس، أريد أن أركز!! ألا تكفيني المعادلات المعقدة و التركيبات الغريبة التي أكتشفها كل يوم في جسمي، فتشعرني تارة بالغثيان و تارة بالفزع و أخرى بالدهشة و الحيرة أمام عظمة الخالق، ليأتي بعض المشوشين و يفسدوا علي محاولاتي المتكررة و غير المجدية للتركيز !!!!

طبعا لم تنبس شفتاي بكلمة مما ورد سابقا، بل اكتفيت بالعض على شفتي و التمتمة في حنق : لا حول و لا قوة إلا بالله!!

التقطت أذناي كلمات استرعت انتباهي، فما لبثت أن تركت ما بين يدي، و نسيت أصلا أي مصطلح كنت بصدد المراجعة، و رحت أتابع الحديث باهتمام...

كانت الفتاتان تجلسان غير بعيد عني، مما جعل الحوار مسموعا تماما من حيث أجلس...
كان الحزن الشديد باديا على إحداهما، و كان في صوتها غصة، تغالب دموعها بصعوبة فيخرج صوتها مبحوحا...
ـ ... المرض في وضع متقدم، و الطبيب يقول أنه إن لم تجر العملية في أقرب وقت فحياتها ستكون مهددة!!
ـ يا حبيبتي يا نهى، شفى الله أمك و عافاها! إن شاء الله بعد العملية ستكون بخير، لا داعي للقلق، و احمدي الله أنكم اكتشفتم المرض قبل فوات الأوان...
ـ المشكلة ليست هنا يا حنان! المشكلة أن العملية بااااهظة الثمن جدا!! و لن يكون في مقدور أبي أن يوفر ثمنها بسهولة... و أنت تعلمين أن مصاريف الكلية ليست بالقليلة عليه، و مصاريف إخوتي الصغار أيضا... أبي مهموم جدا هذه الأيام، حاله النفسية أسوأ من وضع أمي الجسدي، إحساسه بالعجز يقهره! كما أنه لا يجد من يقرضه المبلغ...

تنهدت الفتاتان في حرقة...
و سرحت ببصري للحظات و قد استولت علي حالة من الذهول
أين الإيجابية يا مرام؟؟ أين روح المبادرة؟؟
و وجدتني أقف فجأة وسط القاعة بحركة مفاجأة أوقعت الكرسي و جعلت كل العيون تتوجه نحوي في دهشة
فنظرت حولي في خجل، ثم جمعت أدواتي على عجل و خرجت من القاعة لا ألوي على شيء...

إنها فرصتك يا مرام... فرصتك ليستخدمك الله فلا تضييعيها...

H.H.KH 03-02-2009 02:00 AM

القصة شكلها هيبقى حلو اوى:)0000000متابعين معاكى 00استمرى يا جميل:av4056bb7jp3:

ساره الالفي 03-02-2009 02:32 PM

ـــــــــ*×*ـــ((3))ـــ*×*ـــــــــ



خرجت من قاعة المكتبة و قد اعتملت في دهني أفكار كثيرة...
أولا : من واجبي كمسلمة مثقفة واعية ... أن أفعل شيئا لمساعدة الأخت نهى في مرض والدتها
ثانيا : أنا لا أعرف نهى هده، و لا أعرف كيف يمكنني أن أساعدها!!
ثالثا : أنا في حيرة من أمري و لا أدري من أين أبدأ، لكن يجب أن أفعل شيئااااااا
رابعا : يجب أن أحل النقاط الثلاث الأولى قبل المرور إلى غيرها

دخلت إلى غرفتي و أنا لم أكف طوال الطريق عن التفكير...
مع أن مندوبا رسميا عن ضميري المهني، أقصد الدراسي، كان يحاول أن يفسد علي هدوئي و يحول نظري إلى المجلد المرمي على الفراش بين الفينة و الأخرى ليدكرني باختبار بيولوجيا الخلايا بعد يومين

لكنني شخص يعرف أولوياته جيدا
و أعلم أن المجلد لن يضيع إن انا تركته مهملا على فراشي بعض الوقت، في حين أن حياة والدة نهى في خطر محقق...

وجدتها!!
طرت إلى حاسوبي و تسمرت أمامه لبضع دقائق، و أصابعي تعالج الأزرار تارة، و تقرص على الفأرة تارة أخرى و عيناي مشدودتان إلى الشاشة أتابع نتاج عملي في رضا...

دخلت أمي إلى الغرفة، فناديتها في حماس لتنظر إلى الشاشة
كنت قد انتهيت من إعداد القصاصة الاعلامية...
(( المسلم للمسلم رحمة...
إخوتي، إحدى زميلاتنا بالكلية تمر بظروف قاهرة و في حاجة إلى تعاونكم لانقاد والدتها من الموت...
ندعوكم إلى التبرع جميعا بمبالغ صغيرة من مصروفكم اليومي علنا نسد من حاجتها جزءا نثاب عليه في الدنيا و الآخرة...))

و في خلفية القصاصة لم أنس أن أضع صورة لأم تحضن ابنتها و الدموع على خديهما... تعبت كثيرا حتى عثرت على الصورة المناسبة على شبكة الأنترنت
ابتسمت أمي وقالت :
ـ من هي هاته الفتاة؟
ـ نهى...
خمنت أمي قليلا في حيرة...
ـ هل حدثتني عنها من قبل؟
ابتسمت و قلت :
ـ ليس كثيرا، و لكننا سنصبح مقربتين أكثر في الفترة القادمة...
لم يبد على أمي أنها فهمت الكثير، لكنني عاجلتها قبل أن تخرج من الغرفة
ـ أظنني في حاجة إلى زيادة صغيرة (أقصد كبيرة نوعا ما ) في مصروفي لأقوم بطبع القصاصات و توزيعها على الزملاء في الجامعة، ثم للمشاركة بمبلغ صغير في الحملة!!




ساره الالفي 03-02-2009 02:47 PM

ـــــــــ*×*ـــ((4))ـــ*×*ـــــــــ




التقيت بصديقتي و أختي في الله راوية أمام باب الكلية...
نظرت في فضول إلى حزمة الأوراق التي أحملها و سألتني مشيرة إليها
ـ هل توزعين منشورات يامرام؟! هل جننت؟؟! ممنـــــــــــــــــوع في الكلية!!
ـ اششش... ليس الأمر كما تظنين، أنا في مهمة!
ـ مهمة؟؟
ـ و في حاجة إلى مساعدتك أيضا... سنقوم بوضع المنشورات في أدراج الطلبة، لا نريد أن يلحظنا أحد...
ضحكت ساخرة و قالت
ـ كيف تريدين أن لا يلاحظك أحد و أنت تحملين هذه الرزمة؟


انتبهت حينها إلى حقيقة الوضع، فأخفيت القصاصات في حقيبتي الدراسية، و مددت واحدة لراوية لتفهم الموضوع...
ـ أفهم من القصاصة أنك تنوين جمع مبلغ من المال لمساعدة إحدى الطالبات لمعالجة والدتها...
هززت رأسي موافقة و ابتسامة تعلو شفتي
ـ لكنك في نفس الوقت لا تريدين ان يلاحظك أحد و خاصة صاحبة الموضوع...
ـ نعم...
ـ لكن إلى من سيقدم المتبرعون المبلغ!؟؟ فالقصاصة لا تنص إلى الطرف الدي يجمع المال!!!!


- صحيييييييح
يا للذكاء حبيبتي راوية
لست أدري ما كنت سأفعل من دونك يا راوية! أنت أروع صديقة في الدنيا!!


نمر إذن إلى النقطة الرابعة :
رابعا : نحتاج طرفا موثوقا منه يلعب دور الوسيط لجمع المبلغ
خامسا : يجب أن يكون معروفا في الكلية حتى يقصده الجميع بدون تردد
سادسا : علينا استئذانه قبل توزيع المنشورات ليكون على علم بالعملية...


ـ ما رأيك في الدكتورة منى؟ إنها محبوبة من الجميع، و مكتبها معروف حيث تستقبل الطلبة، و لا أظنها تمانع
قبلت صديقتي الحبيبة راوية في امتنان و قلت :
ـ هيا بنا نكلم الدكتورة منى!!


كانت الدكتورة منى بالفعل في مستوى تطلعاتنا و تقبلت المهمة بترحاب كبير و كانت أول المساهمين بمبلغ محترم حتى انها تكفلت بتوزيع عدد من القصاصات على الأساتذة و الدكاترة لحثهم على المساهمة في الحملة...


انتظرنا بداية الحصة، حيث دخل الطلبة إلى قاعات المحاضرات، و لم يبق أحد في الساحة، فانطلقت رفقة راوية بسرررررعة إلى مكان الأدراج، و رحنا نرمي بالقصاصات داخل الأدراج بسرعة البرق... فعلينا أيضا أن نلحق المحاضرة


الحمد لله، انتهينا، فلننتظر النتيجة الآن...

ساره الالفي 03-02-2009 03:24 PM

ـــــــــ*×*ـــ((5))ـــ*×*ـــــــــ






جلست في قاعة المحاضرة و انا مشغولة البال...
يا الله... كم سيكون عدد المتبرعين يا ترى؟ كم سيكون المبلغ؟
يا لحظك يا مرام... كلما تبرع واحد كانت لك حسنات إضافية دون أن ينقص من حسناته شيء!!
((الدال على الخير كفاعله))
و أنت دللت على الخير و شجعت عليه...

ما أحلى الاحساس بالإيجابية... ما أحلى إحساس الفرد بانتمائه إلى المجموعة
ما أحلى الأخوة في الإسلام، حيث لا يؤمن أحدنا حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه...
و وجدتني أعانق راوية في سعادة ناسية أننا في قاعة المحاضرة

ـ مرام!! هل جننت؟؟ الناس ينظرون إلينا! أنت مثيرة للشبهات... ماذا دهاك؟؟
ـ أحبك في الله يا راوية!!
نظرت إلي كمن ينظر إلى مجنون يخشى ردة فعله العصبية
ـ أحبك الله الذي أحببتني فيه، لكن ما لزوم العناق في قاعة المحاضرة؟؟
ـ التعبير عن الحب ليس مرتبطا بمكان و لا زمان

هزت كتفيها في يأس
ـ لا حول و لا قوة و لا بالله... أرجو أن تشفي بسرعة من مرض الحب المفاجئ لأنني لا أريد أن أتعرض إلى المزيد من المواقف المحرجة بسببك

وقفنا في وسط الساحة نراقب جموع الطلبة بعد أن عثر كل منهم في درجه على القصاصة الإعلامية، و قد تجمع بعضهم في حلقات يتناقشون المسألة...
اقتربت منا سهير، طالبة في الصف الرابع و هتفت
ـ هل قرأتما القصاصات؟ جميل... الآن ستذهبان أمامي إلى مكتب الدكتورة منى... هيا، هيا بلا تأخير!! الجميع يجب أن يشارك... إنها حالة إنسانية...

ثم انطلقت إلى المجموعات الأخرى المتفرقة في الساحة تحثهم على التبرع، و بالفعل كان عدد منهم يتوجه إلى المبنى المقابل حيث مكتب الدكتورة منى...
نظرت إليها و على شفتي ابتسامة سعيدة...
إنها تنال نصيبها من الحسنات هي الأخرى، الحمد لله أنها لا تنقص من حسناتي شيئا و لا من حسنات المتبرعين...
ـ كم أحبك في الله يا سهير...
نظرت إلي راوية مبهوتة و تنهدت
ـ يا إلهي، ها قد عادت إليها حمى الحب!!


تم جمع المبلغ، و قد ساهم الكثيرووون و خلال أيام قليلة تمكنت أم نهى من إجراء العملية...
لم أكن إلى جانب نهى حين تسلمت المبلغ من الدكتورة منى و هي في غاية التأثر و الحيرة، لكنني أتخيل دموعها التي كانت تسيل على خديها بغزارة في عدم تصديق... فتسيل دموعي في فرح حقيقي

أنا و بكل فخر صنعت الحدث بتوفيق من الله تعالى
و الله إنه شعور لا يعادله شعور
أن يستخدمك الله لتيسير شؤون عباده
اللهم استخدمني و لا تستبدلني و وفقني إلى ما تحبه و ترضاه...

اليوم كنت في زيارة والدة نهى رفقة بعض الأخوات...
جميعنا لم تربطنا بها صداقة سابقة... لكنها الأخوة في الله
فالحمد لله على نعمة الإسلام...

إنها الخطوة الأولى... لقد أيقنت بأنني قادرة على أن اكون فاعلة و إيجابية في محيطي، و لا تزال أمامي خطوات كثيرة لتحقيق الحلم...

تمت الحلقة الأولى بحمد الله


ساره الالفي 03-02-2009 03:34 PM

تعليق : بجد ما أحلى أن يكون الإنسان ايجابيا فاعلا في مجتمعه ووطنه ونيته إن هو بيعمر الأرض ، ياااااه بجد إحساس رائع ، بيحس الانسان إن ربنا بيستخدمه ، زي ما مرام حست ، هو ده الانسان المسلم ، وكتير بتمنى إن يكون مننا مرام كتير ، ساعتها قد إيه الدنيا هتكون جميلة وهتبدأ عجلة الزمان تدور وتكون احنا أصحاب الحضارة

ممكن تقولوا ايه الكلام الكبير ده !!! وإيه التفاؤل اللي هيا (أنا) فيه؟؟؟ بس حقيقي أنا مقتنعة بكده ، وبتمنى أعيش الأيام اللي يتحقق فيها ده وأكون من ضمن اللي ساهموا في كده

طولت عليكم بكلامي ، بس كنت حابة أعلق على اللي عملته مرام في الحلقة الأولىhttp://www.qopaa.com/vb/images/smilies/sm256.gif


والأحداث ابتداء من الحلقة التانية إلى الأخيرة هتكون مشوقة أكتر ، ومنتظرة تعليقاتكم اللي بتفرحني http://www.qopaa.com/vb/images/smilies/qopaaa.gif

وياريت ما تحسسونيش إني بكلم نفسي http://www.qopaa.com/vb/images/smilies/sm45.gif
أترككم في رعاية الله http://www.qopaa.com/vb/images/smilies/n200674.gif

لومة fces 03-02-2009 03:51 PM

والله العظيم موضوع جميل جدا جدا جدا
وجزاك الله خيرا
وفى انتظار الحلقات القادمة وانا متابعة معاكى ان شاء الله
ويارب يجعلنا زى مرام كده وننفع اى حد باى حاجة بجد نفسى فى كده والله

قلب صادق 03-02-2009 07:58 PM

جزاكى الله كل خير

وشكرا على القصه الرائعة

فى إنتظار المزيد

تحياتى

H.H.KH 04-02-2009 03:46 AM

حلوة اوى الحلقة الأولى بجد جميييييييييييييييييييلة جــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدا0000000 واكيد فيه من مرام ديه 0000000000ولو مفيش ان شاءالله يكون فيه 000000:)ويللا بقى كملى باقى الحلقات واحنا متابعين معاكى:)

JusT DreaM 04-02-2009 09:22 AM

جميلة بجد
تسلم ايديكي
وفي انتظار الحلقة التانية

فراق 04-02-2009 12:27 PM

جزيت الجنة بجد جميلة ومستنية الباقى

ساره الالفي 04-02-2009 01:40 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لومة fces (المشاركة 1069118)
والله العظيم موضوع جميل جدا جدا جدا
وجزاك الله خيرا
وفى انتظار الحلقات القادمة وانا متابعة معاكى ان شاء الله
ويارب يجعلنا زى مرام كده وننفع اى حد باى حاجة بجد نفسى فى كده والله

جزانا الله واياكي أختي الغاليه
يارب آميين ربنا يجعلنا زي مرام
يجعلنا شخصيات إيجابيه فعاله في المجتمع


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قلب صادق (المشاركة 1069725)
جزاكى الله كل خير

وشكرا على القصه الرائعة

فى إنتظار المزيد

تحياتى

جزانا الله وإياك
شكرا لمرورك العطر


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة h.h.kh (المشاركة 1070943)
حلوة اوى الحلقة الأولى بجد جميييييييييييييييييييلة جــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدا0000000 واكيد فيه من مرام ديه 0000000000ولو مفيش ان شاءالله يكون فيه 000000:)ويللا بقى كملى باقى الحلقات واحنا متابعين معاكى:)

ربنا يكرمك يارب مشاركتك أسعدتني

أكيد طبعا مرام موجوده وسطنا وممكن تكون كل واحده فينا هي مرام بس محتاجه تتوجه

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت الإسـلام (المشاركة 1071157)
جميلة بجد
تسلم ايديكي
وفي انتظار الحلقة التانية

مشكوره بنت الاسلام على مرورك العطر
في انتظار مشاركاتك وتعليقاتك


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فراق (المشاركة 1071440)
جزيت الجنة بجد جميلة ومستنية الباقى

آمييييين

ربنا يكرمك أختي الغاليه


بجد أنا مبسوطه أووووووي لمشاركاتكم كلكم وتابعوا معانا الحلقات

إن شاء الله كلنا نستفيد من مرام:)

ساره الالفي 04-02-2009 01:50 PM

الحلقة التانيه
 
الحلــــــــقة الثــــــــانية


ـــــــــ*×*ـــ((1))ـــ*×*ـــــــــ



مثل كل فتاة مسلمة أحلم ببناء بيت مسلم متين البنيان
أحلم بالزوج الصالح، و الذرية الصالحة و الوئام و الانسجام...
أحلم برجل يملأ حياتي بهجة، أكون له أمة مطيعة فيكون لي عبدا ملبيا...
يعينني على طاعة الله و يأخذ بيدي إلى الفردوس الأعلى...
يااااه، أيقظوني، فإنني قد أغرق في مثل هذه الأحلام، أحلام اليقظة!!


كانت هذه الأحلام تراودني، و لازلت، منذ وعيت أهدافي في الحياة و حصرت محاورها.
و كان يوم... أحسست فيه أن أحلامي قاب قوسين أو أدنى مني...

كان ذلك منذ بضعة شهور، كنت في قاعة المكتبة (غريب أمري، كأن كل مذكراتي تبدأ في قاعة المكتبة!! أرأيتم كم أن العلم يفتح الأبواب، واظبوا على الذهاب إلى المكتبة العمومية و ستتغير حياتكم إن شاء الله، مثلما تغيرت حياتي:av4056bb7jp3:..)
كان في الكلية عدد من الطلبة الأجانب، بعضهم فلسطينيون و لبنانيون مسيحيون. بل أن بعضهم يحاول التبشير في الكلية و دعوة الشباب المسلم إلى المسيحية المحرفة. و المصيبة هي أن بعض الشباب المتذبذب يستجيب إلى الدعوة فيغير دينه، لأنه أصلا لم يكن يطبق الدين الإسلامي على أسس صحيحة...
و لا حول و لا قوة إلا بالله...


المهم كنت يومها في المكتبة، و كالعادة كانت هنالك أصوات تتعالى بحوار بدا ساخنا...
رفعت رأسي في سخط، ألا يحلو لهم الكلام إلا في المكتبة؟؟ هناك ساحات مخصصة لذلك، كما أنهم يختارون الطاولة المجاورة لطاولتي...
لا بأس يا مرام، صبرا جميلا، و الله المستعان على ما تصفون... كم أحب دعاء سيدنا يعقوب.
لا سبيل إلى التركيز على الجهاز العصبي، أعصابي أصلا لم تعد تستحمل, فلأنظر فيما يتحدثون و هل يستحق الموضوع كل هذه الضوضاء...

انتبهت إلى أن أحد الشباب يتكلم بلهجة لبنانية واضحة... ثم سمعته يهتف بكلمات مثل اليسوع و التضحيات الجسيمة و... لم أعد أحتمل!
وقفت من مكاني إلى حيث تجلس المجموعة، حيث توسط المبشر مجموعة من الشباب و الفتيات يشرح لهم نظريات دينه المحرفة!!
لم أستطع تمالك نفسي، فاقتربت لأدخل في النقاش :

ـ يبدو أن الحوار شيق هنا... دعونا نستفيد!!
تطلع إلي الشاب في دهشة و قد استفزه منظر حجابي الذي يغطي صدري و كتفي :
ـ أهلا بك يا أختي، إن كنت مهتمة باليسوع، تفضلي و شاركينا!!
ـ بالطبع مهتمة، و إلا لما كنت تركت مراجعتي و انضممت إليكم!

أحست المجموعة الجالسة حوله بأن حربا على وشك أن تشب بين الإسلام و المسيحية في ساحة الوغى، أقصد المكتبة... فأخذ المجتمعون يتسللون رويدا رويدا من الحلقة ليتركوني قبالة الشاب و كلانا يتطلع إلى الآخر في هدوء مستفز...

طيب قمت بمهمتي و فرقت الناس من حوله، الآن يجب أن أنسحب لأنه ليس من اللائق أن أجلس إليه وحدنا، ثم ماذا سيقال عني أنا المسلمة الملتزمة إن رآني أحدهم أحادثه؟ أنه نجح في تنصيري؟؟

ـ أظن أنه علي أن أذهب الآن...
رمقني بنظرة فاحصة :
ـ ظننتك متحمسة للحوار، ثم إن لدينا متسعا من الوقت للحديث بهدوء و ترو بما أن المجموعة انسحبت... أم أنك لا تثقين في متانة حججك، فتفضلين الانسحاب!

إنه يحاول إغاظتي!! اشتعل وجهي، و تصاعدت الدماء إلى رأسي و هممت بأن... و لكن...





ساره الالفي 04-02-2009 01:53 PM

ـــــــــ*×*ـــ((2))ـــ*×*ـــــــــ






هممت بأن أصرخ في وجهه و ألقنه درسا في احترام الدين الإسلامي ... لكن مرت بذهني فجأة آية كريمة أحبها : ((لو كنت فظاغليظ القلب لانفضوا من حولك)) و ((وجادلهم بالتي هي أحسن))...

فأخذت نفسا عميقا للسيطرة على انفعالي ثم قلت في ثقة :
ـ ليس من خلق رسولنا الكريم أن يرد على استفزازات المشركين، و نحن نسعى إلى أن نكون على خطاه، لذلك لن أرد عليك ... كما أنني آسفة لأنه يجب أن أنصرف فليس من خلق الفتاة المسلمه أن تجلس لمجادلة الرجال دون حياء، لكن إن شئت يمكننا أن ننضم جلسة نقاش يحضرها الشباب المسلم لتبادل الأفكار...


حينها سمعت صوته من خلفي يقول في صلابة و حزم :
ـ أنا أول المشاركين في الجلسة إن شاء الله!


التفتت مندهشة إلى مصدر الصوت... رأيته واقفا أمامي، تقدم بكل هدوء و سحب مقعدا ليجلس قبالة الشاب اللبناني و هو يقول :
ـ اعذراني إن قطعت حواركما، لكنه يبدو شيقا بالفعل، و يهمني أن أشارك...


كان من الواضح أنه استمع إلى قسم من حوارنا. أحسست بالسعادة... فقد جاءت المساندة!
لم أكن أعرف الشاب القادم بصفة شخصية لكنني أراه كثيرا في المكتبة، و يبدو عليه أنه طالب مجتهد. يجلس في ركن قصي حيث لا يضايقه أحد، لا يرفع رأسه عن كتبه... ربما من التركيز الشديد... و ربما غضا للبصر...


تكلم دون أن ينظر إلي بمثل وقاحة الكثير من الشباب اليوم :
ـ بعد إذنك أختي... سأتكفل بحجز إحدى القاعات، و أضع إعلانا على لوحة الإعلانات حتى يشاركنا كل من يريد أن يدلي بدلوه، و سأحرص على أن يكون الحوار منظما و حضاريا، دون تبادل الاتهامات المخزية و أو استعمال حجة الحنجرة و الاستفزاز... ما رأيكما في مساء الأربعاء؟


لم نملك إلا أن نوافق و قد بدا أنه سيطر على الموقف تماما...
لكنني كنت سعيدة، ربما لأن الإسلام لا يزال بخير
ربما لأنني كنت في موقف عصيب و وجدت من يقف معي و هو لا يعرف عني سوى أنني أخت في الله
و ربما...


لكن الأكيد هو أنني أحمد الله كثيييييرا لأنني لم أتسرع بالقيام بردة فعل عصبية كانت كفيلة بإفساد كل شيء في لحظات فتشوه صورة الإسلام و المسلمين
و تضيع فرصة الحوار بين الأديان...
و تجعلني في موقف حرج و فظيع أمام الشاب الشهم الذي أنقذ الموقف...


يوم الأربعاء، يكون بعد غد...
و بالفعل كان الإعلان يحتل صدر اللوحة صباح الغد... و رأيت عددا من الشباب يقفون لمطالعته
و كانت صديقتي راوية متحمسة جدا لحضور الجلسة، و لم تكن تعلم شيئا عن السبب الأساسي لعقدها...

فراق 04-02-2009 02:55 PM

لازم الاثارة دى يا سارة ماشي يا ستى يا ريت الباقي

ساره الالفي 04-02-2009 03:37 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فراق (المشاركة 1071741)
لازم الاثارة دى يا سارة ماشي يا ستى يا ريت الباقي


طبعا هو في قصه منغير تشويقhttp://www.thanwya.com/vb/life/icons/icon16.gif

يلا تابعي معنا الباقي:av4056bb7jp3:

H.H.KH 04-02-2009 07:34 PM

يللا نزلى بقى الحلقة اللى بعدها ومتتأخريش علينا :redface:.......مستنييييييييين:av4056bb7jp3:

ساره الالفي 04-02-2009 09:40 PM

حاضر من عنيا تابع معانا

ساره الالفي 04-02-2009 09:43 PM

ـــــــــ*×*ـــ((3))ـــ*×*ـــــــــ




إنه مساء الأربعاء...

وصلت باكرا إلى الكلية رفقة راوية التي بدت في غاية الاستعداد و قد أحضرت معها عددا من الكتيبات الدعوية لتوزيعها على الحاضرين
ما شاء الله على حبيبتي راوية... لا يفوتها شيئا!
لازال أمامي مشوار طويل حتى أكون في إيجابيتها و تفكيرها السليم...

لم يكن هنالك عدد كبير من الطلبة في الساحة... فليس هناك محاضرات هذا المساء...

كنت أنظر في الوجوه، كأنني أبحث عن شخص معين...
كنت بالفعل أبحث عن شخص معين، و قد انتابني القلق...

هتفت راوية منفعلة :
ـ إنها فرصة رائعة أن نتمكن من التحاور مع الطلبة المسيحيين بصفة مباشرة، فكم كنت أتمنى أن تتاح لنا الفرصة مند زمن! بارك الله في صاحب الفكرة و جزاه عنا كل خير...

هززت رأسي موافقة و لم أنبس ببنت شفة... لاحظت راوية شرودي فهمست :
ـ هل هناك ما يقلقك؟
ـ أنا؟؟ لا أبدا! لكنني متوترة قليلا، فالحوار لن يكون سهلا، علينا أن نتوقع دفاعا متينا من الطرف المقابل
ـ لكننا أصحاب الحجة الأقوى! لا تخافي، سيقوم الشباب بالواجب...


بدأ المهتمون بموضوع النقاش يتوافدون على الكلية،
ثم فتح أحد الشباب باب قاعة المحاضرات من الداخل، و دعا الجميع إلى الدخول...
أخذنا مقاعدنا في الصفوف الخلفية، حيث جلس الشباب من الأمام.
و امتلأت القاعة شيئا فشيئا... ياااه، الحمد لله على هذا الجمع الغفير...
اللهم وفق الشباب إلى حسن الدفاع عن دينك و تبليغ و لو كلمة عن رسولك الكريم صلى الله عليه و سلم.


ثم رأيت بطلي يدخل من الباب الجانبي يحمل رزمة من الأوراق، و معه شابان آخران يحملان رزما مماثلة و شرعا في تمريرها إلى صفوف الجالسين.
أحسست بخفقان قلبي يشتد...
ماذا دهاك يا مرام!؟
اهدئي!!
إنه شاب شهم، مسلم و يحب دينه و كفى!
لا تتركي الأحلام، أو بالأحرى الأوهام تسيطر عليك... فأنت بالكاد تعرفينه!

غضضت بصري، و انغمست في قراءة الورقة التي وصلت إلي يدي بعد أن انتشرت الأوراق على الحضور... كانت تشرح بأسلوب بليغ و حضاري أهداف اللقاء، و تؤيد حرية التعبير عن الآراء بما في ذلك الدين، و تضمن للجميع حقهم في المشاركة...



ساره الالفي 04-02-2009 09:44 PM

ـــــــــ*×*ـــ((4))ـــ*×*ـــــــــ

سمعت صوته عبر مكبر الصوت يفتتح اللقاء...

كان عدد من الشباب يقف على المنصة منهم المسيحي و منهم المسلم، و قد تعرفت بالفعل على الشاب اللبناني الذي التقيته سابقا في المكتبة


و كعلامة على احترام الرأي المخالف كان الشاب اللبناني أول المتكلمين!
تكلم بطلاقة و هدوء... تحدث عن السلام و حب الآخر، و عن دعوة المسيح إلى الائتلاف...
ثم تكلم شاب ثان مسلم عن الإله الواحد و معنى التوحيد في الإسلام و مخالفة المسيحية المحرفة لمعنى الألوهية...
و بدأ الحاضرون من الجلوس يطلبون الكلمة، كل يشرح عقيدته و يرد على حجة الطرف الآخر دون تعصب أو غضب...
كنت أنظر إلى إخوتي المتكلمين باسم الإسلام بفخر و اعتزاز لانتمائي إلى هذا الدين و هذه الأمة...


إنني حقا خجلة من نفسي... رغم ما أدعيه من ثقافة دينية و معرفة عميقة للشريعة الإسلامية، فإنني لا أجد الحجة المناسبة في الوقت المناسب!!
بل إنني أتوه عندما يوجه إلي أحد المسحيين سؤالا، فالجواب يبدو لي بديهيا و لا أجد سبيلا إلى إيصال المعلومة التي باتت حقيقة بالنسبة لي لا تقبل النقاش!!!

ربما لأنني لم أهتم يوما بفهم وجهة نظر الطرف المقابل، لا أحاول أن أجيب على أفكاره و قناعاته بقدر ما أعمد على السخرية منها و اعتبارها أقاويل مفروغا من تفاهتها...

لكن ما رأيته في اللقاء من سعة صدر و تفهم و احترام للحجج المخالفة كان درسا بالنسبة إلي حول كيفية الأخذ بزمام الحوار...


خاصة حين تكلم بطلي...
تكلم بهدوء و موضوعية، محاولا إيجاد نقاط الالتقاء بين الآراء التي وقع الإدلاء بها سابقا، ثم متعرضا إلى نقاط الاختلاف الجوهرية و إلى التكملة التي جاء بها الإسلام بالنسبة إلى النصرانية... و إلى نقاط التحول التاريخية التي جمعت الديانتين، مستندا إلى تصريحات بعض المسيحيين الذين أسلموا و ما عرضوه من نقاط ضعف في الدين المسيحي المحرف...


و وجدتني فجأة أطلب الكلمة...

وقفت وسط الحضور و تناولت مكبر الصوت لأتحدث عن ما أعرفه من مطالعاتي و البرامج الثقافية التي أشهادها. تحدثت عن يوسف إيستس Yusuf Estes ، المبشر النصراني الأمريكي الذي أسلم بعد أن اقتنع بهشاشة دعوته، و تفرق مذاهب قومه و بني ديانته السابقة حين اصطدم بمتانة حجة الإسلام و سلامة القرآن من التحريف...
و وجدتني أتطوع لنسخ محاضراته و مد كل من يرغب في الاستماع إليها بها...


حين أنهيت كلمتي، كنت ألهث من الانفعال.
جلست، فعانقتني راوية في فرح :
ـ لقد كنت رائعة يا مرام!!
ـ حقا؟!
ـ نعم!!! لقد تكلمت بثقة و اتزان، و كانت العيون مركزة عليك، لقد أحسنت ختم اللقاء!
ـ ...




انتهى اللقاء الممتع على أحسن ما يرام، و خرجت رفقة راوية تعلو وجوهنا ابتسامة عريضة... الحمد لله



ـ كانت فرصة مميزة...
ـ نعم، أرجو أن نعيدها مرات و مرات...
ـ لاحظت أن عددا من الحاضرين ليسوا من الملتزمين!
ـ معظمهم جاء للاستماع و الاستفادة، ربما هداهم الله عبر مثل هذه اللقاءات...
ـ بل أن بعض الفتيات اللاتي طلبن الكلمة لسن من المحجبات، و أجدن الحجاج، سبحان الله... اللهم اهدهن إلى الحجاب و نور بصيرتهن...
ـ اللهم آمين...
ـ هل لاحظت الشاب الذي كان ينظم الحوار و الذي استلم الكلمة في الأخير فأحسن التعبير؟



بوغتت بالسؤال... إنها تتحدث عن بطلي!!



تظاهرت بعد الاهتمام و قلت في غير اكتراث :



ـ عن أي شاب تتحدثين؟ كل الشاب الحاضر كانوا مميزين، ما شاء الله...
ـ نعم، نعم أكيد... لكنني أتحدث عن منظم اللقاء، الذي دخل في البداية و وزع الأوراق




يا إلهي! إنها كانت ترقبه منذ البداية هي الأخرى!! معقول؟؟
صحيح أنه شاب مميز، و من الطبيعي أن يلفت انتباه كل الفتيات الملتزمات!
يا لحظي!!!




قلت متظاهرة بعدم المبالاة :
ـ نعم، أظن أنني عرفت عمن تتحدثين... ما به؟
ـ إنه ابن جيراننا... و أخته صديقتي، و تأتي إلى منزلنا كثيرا... و قد فوجئت حين رأيته يشرف على الحوار و يقود الجلسة! إنه شاب متخلق و مهذب جدا... لا يصافح البنات، و لا يكلمهن إلا في ضرورة... تصوري أنهم جيراننا منذ أكثر من خمس سنوات و لم نتحدث يوما! بل إنه حين يمر بي يكتفي بإلقاء التحية و يغض بصره بسرعة، حتى ظننته من النوع الخجول الذي يستحي من أخذ الكلمة... ففوجئت اليوم بطلاقة لسانه و ثقته العالية بنفسه!




ـ نعم يا حبيبتي راوية... فالشباب اليوم لا يتورعون عن الوقوف طويلا مع الفتيات و مبادلتهن الأحاديث و الدعابات، و يسمع ضحكهم من آخر الساحة... حتى بات الشاب الملتزم يعتبر معقدا... مثلما تعتبر البنت التي تتصرف بحياء معقدة... حتى أصبح الكثيرون يتهكمون و يتفكهون بقولهم : المعقدون للمعقدات، عوض الطيبون للطيبات!!!




قطع علينا حوارنا صوت شاب ينادي برفق من خلفنا :
ـ معذرة يا فتيات، هل لي أن أقاطعكن للحظات...
تسمرت في مكاني، و استدرت ببطء لأكتشف المتكلم...
من يكون يا ترى؟؟
اممم...
كان الشاب اللبناني المسيحي!
غير معقول... ماذا يريد!؟




لم تنطق إحدانا بكلمة من فرط المفاجأة، فأردف قائلا :
ـ آسف على الإزعاج، لكنني سمعتك تقولين في القاعة أنك مستعدة لمد كل من يرغب بأشرطة و خطب المبشر الذي أسلم... فهل لي أن أحصل عليها؟




عقدت الدهشة لساني، لكنني هززت رأسي علامة الموافقة و تمتمت كلمات غير مفهومة





حين انصرف، تبادلت مع راوية نظرة طويلة ذات معنى ثم انفجرنا ضاحكتين...


H.H.KH 04-02-2009 11:07 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساره الالفي (المشاركة 1072671)
حاضر من عنيا تابع معانا



ايه "تابع" ديه انا بنت على فكرة:040vk0: ......هعديها المرة دي اللى جاية لاااااااااا:slap1qk6:......وتسلمى ياجميل على الحلقتين بصراحة حلوين اوى ويللا مستنيين الباقى:):av4056bb7jp3::049gc0:

ساره الالفي 05-02-2009 01:51 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة H.H.KH (المشاركة 1072890)


ايه "تابع" ديه انا بنت على فكرة:040vk0: ......هعديها المرة دي اللى جاية لاااااااااا:slap1qk6:......وتسلمى ياجميل على الحلقتين بصراحة حلوين اوى ويللا مستنيين الباقى:):av4056bb7jp3::049gc0:


على فكره مش مقصوده

العتب ع الكيبورد http://www.thanwya.com/vb/life/icons/icon10.gif

يلا متزعليش هاخد بالي المره الجايه :lol:

تسلمي انتي يا قمر ع المرور والاتشجيع ويلا نشوف الباقي :039uw8:

ساره الالفي 05-02-2009 01:57 PM

الحلقـــــــــة الثـــــــــالثة


ـــــــــ*×*ـــ((1))ـــ*×*ـــــــــ





هذه المرة لم أكن في المكتبة العمومية...

إنها فترة التمرين، أقضي معظم يومي في المستشفى، أقوم بأعمال الممرضات في أغلب الأحيان...
ماذا أفعل؟ لست بعد في مقام الأطباء...
يارب وفقني و صبرني على السنوات المتبقية!!
لم أعد أطيق الانتظار خاصة حين أرى معاملة الأطباء اللا إنسانية للمرضى هنا!!
شيء لا يصدق...
الأطباء، و الممرضون الذين من المفروض أن يكونوا ملائكة الرحمة، يعاملون المرضى بقسوة و لا مبالاة... قد يقضي المريض يومه بين توجع و أنين دون أن يهتم به أحدهم أو يعيره أدنى اهتمام...

يا الله، هل سأصبح مثلهم في يوم من الأيام؟؟
يقولون أن الاستماع المستمر إلى الصراخ و الأنين يجعلك لا تسمعه و لا تحس به، كأنه جزء من السنفونية اليومية التي تعزفها الحياة حولك!!
هل التعود على آلام الآخرين يدفع بالقلوب إلى القسوة و التحجر؟؟

حين دخلت للمرة الأولى إلى قسم الأطفال المعاقين، لم أتحمل المشهد...
دمعت عيناي، و تراجعت، لم أستطع أن أحتضن الطفلة التي كانت عند قدمي تمد إلى يديها لأرفعها، لأنها وقعت عن فراشها و هي مشلولة القدمين لا تقوى على الوقوف...

ثم رأيت الممرضة التي رافقتني، تحملها بحركة سريعة، كأنها ترفع صندوقا خشبيا... و تعيدها إلى مكانها في عنف واضح، و تولي عنها دون أن تحاول الكشف عن الأضرار التي لحقتها عند السقوط...

و تعالى بكاء طفل آخر في أقصى القاعة...
أحسست بقشعريرة...
هل خلقت فعلا لأكون طبيبة؟؟ أنا لا أتحمل تألم الآخرين أمامي... فكيف سأقوى على تضميد الجراح العميقة و خياطتها؟؟ كيف سأجري العمليات المعقدة و أفتح البطون و أعبث بمحتويات الأجساد؟؟


رمقتني الممرضة و أردفت مبتسمة :
ستتعودين... كلنا كنا مثلك في البداية، لكن بطبيعة العمل ستصبح أشياء عادية بالنسبة إليك.
نعم؟؟؟؟ أصبح مثلكم، قاسية القلب، عديمة الرحمة؟؟
شكرا يا حبيبتي!!
أفضل أن أبقى على حساسيتي، على أن أفقد أسمى ما في الإنسان : مشاعره الإنسانية!!


خرجت من القاعة بسرعة، حتى لا أفقد أعصابي...
و... فجأة اصطدمت بشخص ما، إذ لم أكن مفتوحة العينين تماما... و قد استغرقني التفكير في مستقبلي المهني

التفت مرتبكة لأعتذر من الشخص الذي تسببت في إيقاع دفاتره و بعثرة أوراقه على الأرض... و... انعقد لسان من المفاجأة...
غير معقول!! من؟؟
إنه هو!
هو بشحمه و لحمه و لا أحد غيره!

...

ساره الالفي 05-02-2009 01:59 PM

ـــــــــ*×*ـــ((2))ـــ*×*ـــــــــ





سارع بالانحناء ليجمع أوراقه، قبل أن أهم أنا بجمعها...
انتظرت حتى فرغ من إعادتها إلى مكانها، لأقول بصوت خفيض و متلعثم :
ـ آسفة... لم أنظر أمامي...
لكنه قاطعني بابتسامة مؤدبة :
ـ لا عليك أختي...
ثم قال متفكرا بعد أن استقام في وقفته
ـ ألست الأخت التي شاركتنا في لقاء الأديان منذ أسبوعين؟

إنه يذكرني!! غير معقول!!
اهتز قلبي من الطرب...
سأرقص في مكاني!!

غضضت بصري بسرعة و قلت في حياء :
ـ نعم، لقد كان لقاء رائعا، و التنظيم غاية في الإحكام، كما كانت الكلمة الأخيرة مؤثرة بالفعل...

اتسعت ابتسامته و هو يقول :
ـ أردت أن أشكرك لأنك بمبادرتك أتحت للجميع فرصة التعبير عن آرائهم، و أنا أولهم، فقد كنت أخطط لمثل ذاك اللقاء منذ فترة لكنني لم أجد الفرصة المناسبة...

صمت للحظات، ريثما همهمت بكلمات غير مفهومة لأنفي عن نفسي أي فضل، ثم أردف قائلا :
ـ كما أشكرك جزيل الشكر على الأشرطة التي انتشرت في الكلية، حتى وصلني أحدها، فقد وجدت فيها الكثير من الحجج التي أعجز عن العثور عليها في أي مرجع آخر، لأن الرجل يتكلم من وجهة نظر المسيحي ثم يرد من وجهة نظر المسلم، إنه لشيء رائع حقا...


أحسست أن وقفتنا طالت أكثر مما يجب، و الممرضة توشك على الخروج في إثري.
لاحظ أنني تطلعت ناحية الباب فقال :
ـ أنا آسف، لأنني آخذ من وقتك، لكن لم تتح لي الفرصة سابقا لأشكرك... و إنها لفرصة طيبة أن أراك هنا...


يا إلهي...
أحس أن لوني تحول إلى الأحمر القاني...
وجهي سينفجر... النجدة!!
ـ هذا من لطفك يا أخي...


ـ على العموم، أنا أقوم بتربص لمدة شهرين هنا... إن احتجت إلى أية مساعدة، تجدينني في المكتب المقابل... أعلم أن تجربة التمارين الأولى قد تكون مرهقة... كما أنني أمتلك بعض المراجع التي قد تفيدك...
ثم استطرد ضاحكا :
ـ على الأقل أكون قد رددت جميلك...



ابتسمت بدوري، ثم حييته باقتضاب و انطلقت إلى غرفة التحاليل...

...


Dr.love ferdos paradise 06-02-2009 12:30 AM

تسلم ايدك قصه جميله انا قريتها من الاول

جزاكي الله خيرااا

وياريت الباقي

ساره الالفي 06-02-2009 09:26 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د/عاشقة جنة الفردوس (المشاركة 1075376)
تسلم ايدك قصه جميله انا قريتها من الاول

جزاكي الله خيرااا

وياريت الباقي


جزانا الله واياكي اختي الغاليه

الباقي جاي في الطريق :078111rg3:

ساره الالفي 06-02-2009 09:34 PM

ـــــــــ*×*ـــ((3))ـــ*×*ـــــــــ



أطلب منه المساعدة؟؟ مستحيل!!

ليس لأنني أترفع عن طلب المساعدة من أحد...
لكنه شخص غريب...
لا يكفي أننا التقينا مرتين أو ثلاثة قبل الآن لأسمح لنفسي بمبادلته الأحاديث!

لكنها فرصتك يا مرام...
من الواضح أنه معجب بك، و قد شكرك بنفسه، و هو يعترف لك بالفضل في قيام الملتقى...

نعم، إنه يشركني على مساهمتي و حسب...
لذا لا يجب أن أبحر كثيرا في أوهامي... أو أن أسمح لأحاديثي معه أن تتجاوز حدود اللياقة و الاحترام
حادثة اليوم ليست مسوغا لإقامة علاقة صداقة أو أيا كانت!!

أنت هكذا تغلقين الأبواب جميعها...
اتركي له الفرصة، لا تعطي المسألة أهمية أكثر مما تستحق، و دعي الأحداث تسير بطبيعتها... على أية حال، أمامك أسبوع كامل تقضينها معه في نفس المستشفى و قد تسنح بعض الفرص لتتحدث فلا تنفري منه!


آخ رأسي!!
تعبت من التفكير...


ـ مرام، هلا أتيت إلى هنا...
سارعت إلى الطبيبة التي كانت تدخل امرأة قد بدا عليها الإنهاك إلى غرفة الإنتظار
ـ قومي بفحصها، ثم خذيها إلى غرفة الأشعة، لتصوير الجمجمة...

اقتربت مسرعة من السيدة و تناولت ذراعها لتتوكأ علي، إذ كانت تتحرك بصعوبة
بادرتها و أنا أجس نبضها :
ـ ما الذي حصل معك؟
ـ وقعت من أعلى السلم، فأصبت في رأسي...

دقات قلبها ضعيفة... الحال لا تبشر بخير...
تحسست موقع الإصابة التي توقفت عن النزيف.
ثم سارعت أقيس ضغط دمها... الحالة خطرة بالفعل!!
أجلستها على السرير في قاعة الفحوصات ثم انطلقت إلى الطبيبة مسرعة :

ـ دكتورة... حالتها خطرة، لا يجب أن تتحرك، بل يجب أن تخضع إلى عملية في الحال... دقات قلبها ضعيفة جدا و مستوى ضغط الدم ينذر بهبوط حاد... أشك في نزيف داخلي...


قاطعتني الطبيبة في صرامة :
ـ قلت لك خذيها لتقوم بصور الأشعة... و لا تحاولي أن تلعبي دور الطبيبة، فما تعلمته في الكلية يبقى مجرد نظريات مقارنة بالتجربة و المعاينة... لذا أطيعي أوامري!
ـ و لكن...
ـ مرام!

عدت إلى قاعة الفحوصات على مضض. كانت السيدة تشعر بدوار، ساعدتها على الوقوف و أنا أقول محاولة رسم ابتسامة مشجعة على وجهي :
ـ سيكون كل شيء على ما يرام، سنذهب معا إلى قاعة التصوير بالأشعة، استندي علي... تفضلي من هنا...

وقفت السيدة مترنحة و بدت ذراعها مرتخية و هي تقول :
ـ هل مازال وليد في الخارج؟ طلبت منه أن يحضر لي قطعة من الحلوى لأنني أحس بالضعف...
ـ من هو وليد؟
ـ إنه ابني، و قد أحضرني إلى هنا بالسيا...

لم تتم الجملة، بل انقطع صوتها فجأة و ارتخت ذراعها تماما، لتسقط على الأرض بلا حراك

لم أتمالك نفسي أن صرخت : النجدة...


ساره الالفي 06-02-2009 09:38 PM

ـــــــــ*×*ـــ((4))ـــ*×*ـــــــــ


لم أعرف ما الذي يجب أن أفعله أمام هول المفاجأة...
لبثت المرأة مسجاة أمامي، للحظات قبل أن يهرع "فتى المواقف الصعبة" لنجدتي بعد أن سمع الصرخة المدوية التي أطلقتها...

سارع بحمل السيدة على ذراعيه دون أن ينبس بحرف، تبعته إلى قاعة الفحوصات، حيث قام بمعاينتها بسرعة و خفة قبل أن يهتف في جزع :
ـ نحتاج إلى إنعاش سريع... إنها تموت!!


شهقت في هلع...

كان عدد من الممرضين قد تجمع في القاعة على إثر البلبلة التي حصلت في القسم، و وجدت الطبيبة التي أصرت على قيامها بالصور تقف أمام الباب و قد حاكى و جهها وجوه الموتى من اشتداد الاصفرار...
سارع البعض إلى تجهيز غرفة الإنعاش و صعقات الكهرباء، في حين تابع المنقذ محاولاته اليائسة بالضغط المستمر على صدرها...
ثم ما لبث بعد عدة محاولات أن رفع رأسه في أسى، ليواجه العيون المتسائلة في وجوم :
ـ فات الأوان... لقد فارقت الحياة...


تملكتني نوبة من البكاء الحاد، لم أستطع السيطرة عليها
أول مرة أرى شخصا يموت أمام عيني...
خاصة أنه كان بإمكاني إنقاذها…
كنت أحس بأسى شديد، و قلبي يتقطع من الحزن…
يا إلهي… اغفر لي يا رب…


جاء رئيس القسم بسرعة و على وجهه تكشيرة مخيفة، و نادى الطبيبة المشرفة، ثم بعد لحظات عاد ليناديني إلى مكتبه!
تبعته في رعب شديد و أنا بالكاد أرى الطريق أمامي بعد أن صارت الرؤية ضبابية بسبب الدموع
مررت على الممرضين الواقفين أمام القاعة و سمعت بعضهم يهمس :
ـ مسكينة، لم يمض على وجودها في المستشفى أيام قليلة و ها قد تسببت في وفاة إحدى المرضى!


لم أستطع أن أرد، بل ارتفع نحيبي ثانية بعد أن أفلحت في السيطرة عليه بصعوبة شديدة
أنا لم أقتلها… لم أقتلها!!
ليس ذنبي، صدقوني!!

جلس رئيس القسم خلف مكتبه و أخذ يلهو بالقلم بين أصابعه في عصبية واضحة، ثم أشار إلى الطبيبة التي كانت تقف إلى جانبي قبالة المكتب…
ـ أخبريني إذن، ما الذي حصل بالضبط؟؟

ابتلعت الطبيبة ريقها بصعوبة و قالت :
ـ جاءت المصابة في حالة يرثى لها، و قد كان من الواضح أن إصابتها في مستوى الرأس بليغة، لذلك طلبت من الطالبة تحت التمرين… مرام، أن تقوم بمعاينتها و جس نبضها… فأكدت لي أن ضغطها طبيعي و نبضها لا يصل إلى مستوى حرج

اتسعت عيناي من الذهول…
ما الذي تقوله هذه المرأة؟؟
إنه الكذب عينه!!
هممت بأن أفتح فمي لأحتج، لأدافع عن نفسي…
صحيح أنني مبتدئة، لكنني أطبق ما أتعلمه و أبذل قصارى جهدي…
إنها أمانة يا ناس، أمانة يا عالم!! أرواح الناس أمانة بين أيدينا و ليست لعبة!!!

لكن الطبيبة قاطعتني ثانية لتقول :
ـ لا يمكن أن نحاسب طالبة في الصف الثاني على خطأ مماثل… لكن من الضروري أن نضع الطلبة من الآن فصاعدا تحت المراقبة الصارمة، لتجنب أخطاء فظيعة قد تودي بحياة البشر، فأرواح الناس ليست لعبة!!

تملكني إحساس فظيع بالضياع…
أحسست بأنني وحيدة، و مستضعفة، و مظلومة…
يا الله رحمتك!
استندت على الحائط حتى لا أسقط…

لم أسمع بقية ما قيل، بل استيقظت على صوت رئيس القسم الأجش يأمرني بالانصراف…

amrorg2020 06-02-2009 09:58 PM

رائع مشاركاتك الفعالة لك الشكر والتقدير وفى انتظار المزيد

ساره الالفي 07-02-2009 11:44 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة amrorg2020 (المشاركة 1077113)
رائع مشاركاتك الفعالة لك الشكر والتقدير وفى انتظار المزيد


جزاك الله خيرا لمرورك العطر

ساره الالفي 07-02-2009 11:54 AM

ـــــــــ*×*ـــ((5))ـــ*×*ـــــــــ






خرجت من القاعة و قد أوشكت أن يغمى علي...
كانت الجموع لا تزال في الخارج، ينتظرون خروج الشاة الذبيحة لتكتمل فرجتهم المسلية. لبثت عيونهم معلقة بي، و أنا لا أقوى على الحراك... يتهامسون و يتمتمون دون أن يوجه أحدهم لي الكلمة
ألم شديد في رأسي و صدري
رحمتك يا رب...

ثم سمعت صوت باب المكتب يفتح ثانية، ثم صوت الطبيبة بجفافها المعتاد :
ـ مرام، اتبعيني!
رفعت رأسي بصعوبة، ثم تبعتها بخطوات يائسة إلى مكتبها...

دخلت، فأغلقت الباب خلفي و دعتني لأستريح على كرسي...
تمنيت أن أتهالك على الكرسي، لكنني تجلدت و رفضت شفقتها، و هي التي اتهمتني زورا و بهتانا...
لم تعر رفضي للجلوس اهتماما بل أنشأت تقول :
ـ اسمعيني يا مرام، مثل هذه الحادثة كان من الممكن أن تودي بمستقبلي المهني... و لا أظنك ترضين لي ذلك... ثم أنت يا صغيرتي لازلت طالبة تحت التمرين، و لا تؤاخذين كثيرا بأخطائك، و لن تتحملي أية مسؤولية لأنك لست مؤهلة بعد للعب دور الطبيبة...

و أرواح الناس؟؟ من يتحمل مسؤوليتها أمام رب العالمين؟؟
لا أصدق أن الدناءة قد تصل بالإنسان تجاه أخيه الإنسان إلى هذه الدرجة...
كيف يسمحون لمثل هذه الوحوش القاسية بالقيام بدور ملائكة الرحمة!!
أين الضمير المهني؟؟
بل أين المشاعر الإنسانية؟؟
حسبي الله و نعم الوكيل...
يبدو أنها استشهدت منذ زمن في المستشفيات على أيدي عديمي الشفقة، فلم يبق لها أثر...

كانت هذه الخواطر تمر بذهني، دون أن أنطق فأنا أعلم أنه لا فائدة من كلامي...
فمن مات قلبه فلم يعد يتأثر بموت البشر أمامه، هل سيتأثر ببضع كلمات لوم و تأنيب؟؟
تابعت الطبيعة بعد استراحة صغيرة ريثما أستوعب كلماتها :
ـ أظنك متعبة من كل ما حصل اليوم، لذلك يمكنك المغادرة... و لا داعي للعودة في الغد... سأسعى لنقلك إلى مستشفى ثانية في أقرب فرصة حتى تنهي تمرينك دون أن تعكر ذكرى حادثة اليوم مشوارك...

نعم بالطبع، يجب أن أختفي فوجودي يهددها... إنها تخشى أن أحدث أحدا بحقيقة ما حصل...
مدت يدها لتصافحني في برود :
ـ شكرا لتفهمك، و بالتوفيق...

خرجت من مكتبها و أنا بالكاد أحافظ على هدوئي حتى لا أنفجر... عدت إلى قاعة الفحوصات حيث أخذت أجمع أوراقي و أدواتي بسرعة و عصبية... تطلعت إلى الخارج عبر النافذة. إنها تمطر بشدة، و البرق يمزق رداء السماء...
رحمتك يا رب...
لبست معطفي و خرجت... الحمد لله أنني جئت بسيارة أمي اليوم، و إلا لما تمكنت من العودة، فمحطة الحافلة على مسافة ليست بالقصيرة عن المستشفى، و مع الأمطار الغزيرة كنت سأصاب بنزلة برد حادة.
قطعت المسافة حتى الموقف راكضة تحت المطر... ركبت السيارة، أدرت المحرك و انطلقت.
كان المستشفى في منطقة شبه نائية، أقيم زمن الاستعمار. المحيط جبلي، و الطريق وعرة قبل الوصول إلى الطريق السيارة. ارتجفت و أنا أستمع إلى صوت الرعد الذي هز أرجاء المكان...
سبحان الذي يسبح الرعد بحمد و الملائكة من خيفته...

كانت الطريق خالية و مخيفة،
لمحت في المرآة العاكسة سيارة أخرى تسير خلفي... إنها قادمة من المستشفى أكيد... فلا يوجد أي مظهر من مظاهر الحياة في الاتجاه الذي أتيت منه. مع أن الدوام لم ينته بعد، من يكون غادر المستشفى في مثل هذا الوقت؟
تابعت سيري بسرعة منخفضة لأن الطريق أصبحت زلقة...
فجأة ارتفع صوت منبه السيارة التي تتبعني...
يبدو أنني أعطل حركة المرور... زدت في السرعة قليلا، لأصل بسرعة إلى الطريق السيارة... لكن السائق عاد ليرفع صوت منبهه ثانية
هل سرعتي لا تزال غير كافية؟؟
دست مجددا على مزود السرعة... فأحسست بأن السيارة تفقد توازنها... ضغطت على الفرامل قليلا... ثم فجأة أحسست بأن السيارة تغوص إلى الأسفل!! و المحرك يتوقف بعد أن ارتجت السيارة بي ارتجاجا شديدا...
لقد وقعت في حفرة!!!
حاولت إدارة المحرك من جديد، و ضغطت على مزود السرعة في محاولة يائسة للخروج من الحفرة، لكن بدون فائدة... كدت أن أنفجر باكية، لولا أنني في نفس اللحظة سمعت صوت طرق على باب السيارة!
كانت الرؤية قليلة الوضوح... لكنني تبينت ملامحه و قد تبلل شعره و تساقطت قطرات صغيرة على وجهه!
...

ساره الالفي 07-02-2009 11:56 AM

ـــــــــ*×*ـــ((6))ـــ*×*ـــــــــ







إنه هو، نعم هو! دائما يظهر لست أدري من أين، ليخرجني من أشد المواقف صعوبة...

كان يطلب مني أن أفتح الباب... كنت في مأزق و لم أقدر إلا أن أنصاع إلى أومره...
فتحت الباب بعد تردد قصير، لم ينظر إلي لكنه أفسح لي المجال و هو يقول في حزم :
ـ انزلي!
أنزل؟؟ ماذا يريد مني؟؟
كنت أنظر إليه في دهشة دون أن أقوى على النطق، فوجدته يمدني بمفاتيح سيارة، و هو يشير إلى سيارته التي توقفت خلف سيارتي :
ـ خذي سيارتي و عودي إلى المستشفى!

آخذ سيارته؟ لم يبد عليه أنه يمزح... دائما بنفس الحزم و الجدية و العملية.

مددت يدي لألتقط المفاتيح، ثم نزلت من سيارتي و أنا أرتجف... كنت أنفذ أوامره بدون نقاش، كأنه ولي أمري!

ركضت إلى سيارته، فتحت الباب و جلست أمام المقود. كان لا يزال يتابعني بعينيه و أشار إلي بأن أنطلق عائدة إلى المستشفى.
أدرت المحرك و انطلقت بالفعل...
كان يجب أن أنتبه إلى الحفرة، فقد تفطنت إليها ساعة قدومي إلى المستشفى و تجنبتها... لكنني لم أكن مركزة جدا عند مغادرتي كما أن حالة الطقس جعلت الرؤية غير واضحة، فوجدت نفسي في قعر الحفرة تماما!
ماذا سيقول عني؟ أنني متهورة و قليلة الانتباه!

إحساس غريب انتابني. إنني أقود سيارته!!
ما الذي يحصل معي؟
كنت أجول بعيني داخل السيارة، كأنني في مكان عجيب...
إنها سيارة ككل السيارات، لكنها سيارته... و أنا أقودها!!
تنبهت إلى القلادة التي تدلى من المرآة الأمامية و عليها دعاء السفر فابتسمت...
سقطت عيناي على كتاب كان موضوعا قريبا من المقود : كيف تنمي روح المبادرة...
إنه يهتم بالتنمية البشرية أيضا!!
عدد من الأشرطة : كن إيجابيا للدكتور صلاح الراشد... يا إلهي، إنني أعشق هذه السلسلة!

وصلت إلى المستشفى بسرعة، لبثت في السيارة لبضع دقائق.
هل أدخل ثانية؟ ستراني الطبيبة و ستعنفني... ستحاصرني النظرات الفضولية...
لكن هل من المعقول أن أبقى في السيارة... في سيارته؟

وجدت الحل... نزلت من السيارة و ركضت إلى مدخل المستشفى. المكان مغطى بحيث يحميني من المطر، لكنني لن أضطر إلى مواجهة الأشخاص الذين في الداخل من جديد...
وقفت هنالك أتأمل السماء و الطبيعة المبتلة حولي، و المطر لا يتوقف...
مرت الدقائق ثقيلة على قلبي... خمس دقائق مرت، عشر دقائق، ربع ساعة...
و أنا أرقب الباب الخارجي للمستشفى... أنتظر عودته بفارغ الصبر
ترى هل السيارة بخير؟ أمي لن تكون جد مسرورة بحماقتي!
و ما أهمية السيارة الآن! أرجو أن يكون الشاب بخير... فقد تأخر!
انتابني قلق شديد...
مرت نصف ساعة، ثلاثة أرباع الساعة...

رحت أذرع الممشى جيئة و ذهابا...
و أخيرا، ظهرت سيارة أمي في مدخل موقف السيارات. ركضت إليها متلهفة... إلى السيارة طبعا، كي أطمئن على حالها!

كانت الأمطار قد خفت بعض الشيء. نزل من السيارة و سلمني المفاتيح مبتسما :
ـ لم أكن لأستطيع إخراجها بمفردي فقد غاصت العجلات في الوحل، فانتظرت مرور سيارة أخرى فيها بعض الشبان، فساعدوني... آسف إن كنت تأخرت عليك...

و يتأسف على التأخير أيضا! سلمته مفاتيحه بدوري...
ـ لست أدري كيف أشكرك على ما فعلته معي... الحمد لله أنك عدت سالما، فقد بدأت أقلق بالفعل...

مراااااام!! ما الذي تقولينه؟؟
لم أستطع السيطرة على لساني، يا ويلي!!!!
احمرت وجوهنا معا و لم يكن ينقصنا سوى موسيقى رومانسية لنرقص تحت المطر

ـ ستتبللين تحت المطر... و لا أريد تعطيلك أكثر من هذا... لكن كوني حذرة هذه المرة... سيري على مهل. المطر لم يعد غزيرا و ستكون الرؤية أمامك أوضح... أعلم أن وفاة السيدة أمامك أثرت فيك كثيرا... و حين رأيتك تخرجين على تلك الحالة، تذكرت مباشرة الحفرة و توقعت أن تسقطي فيها، فخرجت على إثرك لأنبهك، لكنك كنت تسرعين فلم ألحقك في الوقت المناسب...

اشتعل وجهي ثانية، من الخجل من نفسي ... هل يبدو علي أنني متهورة!؟
ـ أقسم أنها لم تكن غلطتي... لقد...

وجدته يهز رأسه مؤيدا، لم يلق علي باللوم! بل قاطعني مطمئنا :
ـ أعرف الدكتورة سعاد منذ مدة، و أعرف لامبالاتها و تكبرها... ليس غريبا أن تلقي عليك باللوم و تتهمك بأخطائها!

كنت في غاية السعادة... إنه لا يعتقد أنني المذنبة! الحمد لله...

ـ انتبهي إلى الطريق، و صحبتك السلامة...
صعدت إلى السيارة و ابتسامة تعلو شفتي،
ابتسامة مسحت عني كل آلام ذاك اليوم و مصائبه...

ساره الالفي 07-02-2009 12:03 PM

الحــــــــلقة الرابـــــــــــــعة

ـــــــــ*×*ـــ((1))ـــ*×*ـــــــــ

اليوم انتقلت إلى المستشفى الجديدة...
ضاعت عليك الفرصة يا مرام!! لن تريه ثانية!!

هكذا أفضل، حتى أركز على التمرين، و لا شيء غيره...
من الغريب أنني لا أعرف اسمه إلى حد الآن! رغم أننا تحادثنا لبعض الوقت إن أننا لم نتعارف،


كنت في قاعة الفحوصات، أنظف جرح طفلة صغيرة في الذراع، سقطت من دراجتها، حين دخل رئيس القسم. لم أكن قد التقيته من قبل، لكن وقفته و نظرته المتسلطة توحي بأنه لن يكون إلا هو!
انشغلت بعملي و لم أعره اهتماما. وقف لبعض الوقت يلقي نظرة فاحصة على محتويات القاعة، ثم سمعته يوشوش لإحدى الممرضات :
ـ من هي تلك الفتاة، هناك... لم أرها من قبل...
كان يقصدني!!
أجابته الممرضة بكلمات لم أسمعها، فهمهم شاكرا، ثم لبث في مكانه بضع لحظات أخرى قبل أن يقرر الانصراف.
لم أكن قد ارتحت لنظراته التي تدل على عدم الحياء، فقد كان يتفحصني كأنني شاة يهم بشرائها...


سار اليوم بصفة عادية، دون مشاكل تذكر، فقد كنت بالفعل قد بدأت التعود على الجروح و الإصابات، لكنني أفعل ما بوسعي حتى لا أؤلم المصابين، و أخفف عنهم بكلمات رقيقة تدخل إلى قلوبهم الطمأنينة. و كنت قد ارتحت إلى إحدى الممرضات الشابات التي بدا عليها أنها لازالت تقدر المشاعر الإنسانية، فكنا نقضي أوقات الاستراحة معا نتبادل الأحاديث...

بينما كنا نتحدث، مر بنا رئيس القسم...
و كالعادة، توقف للحظات يتفحصنا... ثم انصرف!
نظرت إلى صديقتي الجديدة رنا في تساؤل و دهشة فهزت رأسها و قالت :
ـ احذري منه يا عزيزتي، فكلما انضمت ممرضة جديدة إلى الفريق لم تسلم من أذاه...
ـ كيف؟؟ لم أفهم؟
ـ حاولي فقط أن لا تتصدي له بقوة، و عامليه بمرونة حتى لا يستفزك و يتركك في سلام...
لم تضف حرفا على ما قالته بل انصرفت إلى عملها و تركتني في حيرتي...
رحمتك يا رب... فليمر هذا التمرين على خير...


كنت قد أنهيت عملي، ففترة التدريب تقتصر على النصف الأول من النهار، و كنت بصدد جمع حاجياتي، حين ظهر رئيس القسم ثانية في القاعة، و كان من الواضح هاته المرة أنه يقصدني دون غيري، فقد نظر إلي مباشرة و قال كمن يعرفني منذ فترة :
ـ آنسة مرام، هلا مررت على مكتبي قبل مغادرتك؟
لم ينتظر ردي، بل سبقني إلى مكتبه. تطلعت إلي رنا في رثاء بين و همست :
ـ كوني مرنة و لا تستفزيه!

تبعته إلى مكتبه و أنا لا أفهم قصدها. دخلت و وقفت بعيدة عن المكتب في انتظار أوامره. جلس خلف مكتبه ثم أشار إلي :
ـ أغلقي الباب و اجلسي...
أغلق الباب؟؟ ماذا يقصد؟؟ يريد أن يختلي بي؟؟ يا ويلي!!
تململت دون أن أتحرك، و تذكرت كلام رنا : كوني مرنة و لا تستفزيه...
طيب سأغلق الباب، لكنني سأكون متحفزة، لن أسمح له بتجاوز حدوده.
لا حظ ترددي فابتسم مشجعا و قال :
ـ لا تخافي...
أغلقت الباب و بقيت في مكاني، فوقف من وراء مكتبه و تقدم نحوي و أردف :
ـ إن كنت لا تريدين التقدم نحوي فسآتي إليك...

اقترب مني أكثر و مد يده ليصافحني!!
المعتوه!! ألا يرى أنني فتاة محجبة؟؟ يعني لا أصاااااافح!!
لا يجب أن أتنازل، و إلا فإنه سيطمع في أكثر من هذا! نظرت إليه في حزم و قلت :
ـ آسفة يا سيدي و لكنني لا أصافح!

تراجع كالمصدوم، ثم ما لبث أن رسم ابتسامة خبيثة على وجهه و قال :
ـ لا تضعي بيننا حاجزا من اليوم الأول، أنت تعلمين أنني المشرف على تمرينك...

هل يهددني؟ أعلم أنه المشرف على تمريني، و أنا في حاجة إلى شهادة منه على حسن سير التمرين من أجل التقييم العام في الكلية...
يا إلهي...


ـــــــــ*×*ـــ((2))ـــ*×*ـــــــــ







كان ينظر إلي في تفحص من جديد... نظراته تؤذيني، و أنا لا أملك أن أفعل شيئا.


كنت قد قررت أن لا أمد يدي، فتجاهلت عبارته الأخيرة و قلت :


ـ اعذرني يا سيدي، و لكن قد طلبتني إلى مكتبك و عندي درس في الكلية... فهل تريد مني شيئا قبل أن أنصرف؟



كان يعجب من جرأتي، لكنه لم يستسلم... و لم يرحمني...


فجأة وجدته يرفع يده ليحطها على كتفي كأننا أصدقاء قدامى و يقول في تودد مصطنع أثار تقززي :


ـ كنت أريد أن أطمئن عليك و على سير التمرين عندنا... هل ضايقك أحد...


بتر جملته حين تراجعت إلى الخلف في حركة شبه طبيعية إذ أنني أخذت محفظتي التي كنت قد وضعتها على الأرض و أجبته مبتسمة :


ـ شكرا جزيلا لك يا سيدي... أنا بخير، و الجميع هنا لطفاء...


ثم أخرجت من محفظتي مطبوعة التقييم، و مددتها إليه قائلة :


ـ كنت أريد توقيعك، في نهاية التمرين على مطبوعة التقييم...



استلم الورقة و رسم ابتسامته الغريبة من جديد و هو يقول :


ـ على العموم مكتبي مفتوح لك على الدوام، إن احتجت أية مساعدة... فلا تترددي


حاولت أن أبتسم، لكنني كنت في غاية الاشمئزاز، فارتسمت ابتسامة بلهاء على وجهي لا تعني شيئا و تمتمت :


ـ شكرا لك يا سيدي... إلى اللقاء...



و استدرت بسرعة لأفتح الباب و أركض إلى الخارج قبل أن يفكر في مد يده ثانية لمصافحتي...






وقفت في ساحة الكلية، أحدث راوية عن مغامرتي الجديدة في التمرين ثم تنهدت و أنا أقول :


ـ مرت بسلام اليوم... لكنني لا أضمن أن تمر في كل مرة، خاصة أنه يبدو من النوع الشرس الذي لا يستسلم بسهولة...




في تلك اللحظة مر بنا شخص لم أتوقع رؤيته هناك ... و في تلك اللحظة بالذات... من يكون يا ترى؟ ... من تراه غيره؟ نفس الشخص الذي يظهر أمامي في كل مكان و بدون سابق إنذار!



ألقى التحية سريعا و في عينيه ابتسامة، ثم غاب سريعا في الزحام... أما أنا فرددت التحية بصوت خفيض، و تضرج وجهي حياء فطأطأت رأسي ... حتى أنني نسيت وجود راوية التي لبثت تحدق في دهشة :


ـ تعالي هنا يا شقية!! و يبتسم لك أيضا!! إنها المرة الأولى التي أراه فيها يبتسم منذ خمس سنين! أخبريني الآن حالا كيف تعرفينه و ماذا بينكما؟؟



أوقفت بصعوبة سيل اتهاماتها، و أوضحت لها بأن قصصت عليها الحادثة التي حصلت معي في التمرين الأول، لكن متجنبة جميع المواقف المحرجة ... و أنهيت روايتي قائلة :


ـ أرأيت... ليس هنالك شيء يستحق الذكر!


فوجدتها تشهق بصوت عال و هي تعصرني :


ـ كل هذا و تقولين ليس هناك ما يستحق الذكر؟؟ أعرف عددا لا بأس به من البنات، سيكون من دواعي سرورهن الخلاص منك بأسرع ما يمكن!!



يا إلهي، مع أنني حذفت نصف الأحداث و لم أسهب في وصف ما حدث! ماذا لم أخبرتها بكل الحقيقة؟


ـ بنات؟؟ يتخلصن مني؟ لماذا؟ و من يكن؟


ـ لا تتظاهري بالبراءة! قلت لك أنه لا يتحدث مع البنات، فضلا عن الاهتمام بهن إلى درجة الخروج وراءهن لإنقاذهن وسط الأمطار الغزيرة...


كانت تصاحب عباراتها بحركات استعراضية مضحكة ثم هتفت ثانية :


ـ لو تسمع سهير بالأمر، ستنتحر المسكينة!


ـ سهير؟ تنتحر؟؟


ـ نعم يا حبيبتي، سهير طالبة الصف الرابع! إنها معه في نفس الصف، بل إنها زميلته من الثانوية... و علاقته بها لا تتعدى التحية الصباحية، و المحاضرات و الدروس فقط لا غير! و هي معجبة به جدا! و لا تفوت فرصة لا تمدحه فيها... حتى أنها صارت من المقربات لشقيقته الصغرى رغم فارق السن، حتى يتسنى لها زيارتهم في المنزل!



لم أصدق ما أسمع ... سهير من أول البنات اللاتي عرفتهن في الكلية، و هي مثال البنت الملتزمة الخلوقة و المرحة... مهذبة و رقيقة و غاية في الجمال أيضا... كما أنها صديقة أخته و تزورهم في البيت... يعني لا سبيل إلى المنافسة!!



أيقظتني راوية من أفكاري و هي تهزني ضاحكة :


ـ لكن يبدو أنك قطعت أشواطا في أيام قليلة!!


ـ أرجوك توقفي يا راوية، ستفضحيننا... ليس الأمر كما تتصورين، فأنا لا أعرف اسمه حتى!


ـ أين المشكلة؟ اسمه حسام! ها أنت عرفت اسمه، هل يغير في الموضوع شيئا؟



حسام!!


اسم جميل... حسام و مرام! ياااه، اسمه على نفس وزن اسمي!


يا مرام، استيقظي! عدت إلى أوهامك ثانية!


و ماذا يعني إن سمحت لك الظروف بالحديث إليه للحظات؟؟


تنهدت من جديد...



لكن راوية كانت ترسم ابتسامة عريضة... يا لها من متفائلة!

( لؤلؤة الإسلام ) 07-02-2009 01:39 PM

هو مش مفروض في جزء قبل ده ..ـــــــــ*×*ـــ((2))ـــ*×*ـــــــــ

عموما بجد حلقات جمييييييييييييييييييلة جدااااااااااااااااااااااا ...

ساره الالفي 07-02-2009 02:11 PM

أيوه يا لؤلؤه معلش غلطه مني هظبطه دلوقتي على طوووووووووووول

H.H.KH 07-02-2009 04:36 PM

ايه الجمال ده :av4056bb7jp3:....نفسى اعرف ايه نهايتها :redface:....يللا كملى يا جميل مستمرين معاكى
:av4056bb7jp3::av4056bb7jp3::av4056bb7jp3::av4056b b7jp3:

ساره الالفي 07-02-2009 05:19 PM

من عنيا يا قمر

بس اصبري شويه

المسلمة الرقيقة 08-02-2009 03:22 PM

أرجوكي كملي بسرعة احناخلااااااااااص ادمنا القصة

H.H.KH 08-02-2009 03:41 PM

ايه ده فين حلقتين النهاردة بقى :angry2::(....لا مينفعش كدة :slap1qk6:.....

pharma girl 08-02-2009 07:48 PM

جزاكى الله خيرا حلوة اوى
بس ايه رأيك لو تجطى الباقى كله
على شان انتى تعبتينا و ماشية واحدة واحدة و انا مش بحب استنى
هههه
بجد حلوة اوى

Dr.love ferdos paradise 08-02-2009 09:27 PM

جزاكي الله خيرا قصه جميله

sweatfula 09-02-2009 11:17 AM

شكرا ليكي قصة رووووووعة بس فين الباقي

ساره الالفي 09-02-2009 11:34 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسلمة الرقيقة (المشاركة 1081296)
أرجوكي كملي بسرعة احناخلااااااااااص ادمنا القصة


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة H.H.KH (المشاركة 1081336)
ايه ده فين حلقتين النهاردة بقى :angry2::(....لا مينفعش كدة :slap1qk6:.....

معلش المواصلات كانت زحمة فأتأخرت شويه:022yb4::022yb4:
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة pharma girl (المشاركة 1081922)
جزاكى الله خيرا حلوة اوى
بس ايه رأيك لو تجطى الباقى كله
على شان انتى تعبتينا و ماشية واحدة واحدة و انا مش بحب استنى
هههه
بجد حلوة اوى

جزاكي الله خيرا لمرورك
بس يبقى فين التشويق والإثاره لو عملنا كده
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د/عاشقة جنة الفردوس (المشاركة 1082230)
جزاكي الله خيرا قصه جميله

جزانا الله وإياكي أختي الغاليه

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sweatfula (المشاركة 1083680)
شكرا ليكي قصة رووووووعة بس فين الباقي


الباقي وصل شكرا لمرورك

ساره الالفي 09-02-2009 11:40 AM

ـــــــــ*×*ـــ((3))ـــ*×*ـــــــــ

صرت أتحاشى رئيس القسم قدر الإمكان. حين أراه قادما أحاول الخروج من القاعة إن كان ذلك ممكنا أو أن أتحدث مع شخص ما أو أنهمك في العمل...
و هو يبتسم لي في كل مرة، ابتسامته الكريهة...
و إذا أفلح في محاصرتي ـ رغم كل المحاولات ـ فإنه يسألني عن سير العمل و يعرض مساعدته كالعادة... و هو ما كنت في غنى عنه تماااااما!!

مرت الأيام ثقيلة على قلبي... و أنا أتنهد مع كل نهاية دوام!
الحمد لله يوم آخر، و تنتهي معاناتي... لم يبق سوى يوم واحد و أغادر هذه المستشفى بلا رجعة... يا رب!
لم أكن أتوقع أن يكون التمرين قاسيا علي إلى هذه الدرجة...
العمل ممتع، و العلاقة مع المرضى تشعرني بالقرب من الله... تشعرني برسالتي في الحياة...
لكن الوحوش البشرية... تضيق علي الخناق، و تفسد علي متعتي...

انتهى يومي الأخير! قمت بجولة في القسم، أسلم على زملائي و على المرضى. جمعت أدواتي في محفظتي و هممت بالمغادرة...
لكن، كان لا بد أن أمر على مكتب رئيس القسم لأستلم مطبوعة التقييم ممضاة من طرفه. هذا ما تطلبه الكلية! و ليس لدي خيار...
استعددت ثانية لمواجهته... ستكون المواجهة الأخيرة بإذن الله، الحمد لله أنها لن تتكرر... استجمعي شجاعتك يا مرام، و اذهبي إليه الآن...

طرقت الباب بهدوء و انتظرت إذنه بالدخول... لم يلبث أن سمح لي. دخلت و تركت الباب مفتوحا... نظر إلي مطولا، لم يحاول أن يمد يده. الحمد لله...
لكنه ابتسم من جديد و قال :
ـ إنك يا مرام فتاة متميزة و مثال للانضباط و الأخلاق العالية و قد سررت حقا بعملك معنا هذه الفترة... و متأسف لمغادرتك بسرعة!

همهمت بكلمات شكر و امتنان لحسن معاملة الفريق لي...
وقف من مجلسه و تقدم ليقف أمام المكتب ثم دعاني إلى الجلوس برفقته في مقعدين متقابلين أمام المكتب. ترددت لكنه أردف بلهجة جادة :
ـ أريد أن أحدثك في موضوع هام... اجلسي أرجوك...

كان الباب ما يزال مفتوحا. طيب، سأجلس...
جلس قبالتي و عقد يديه أمام صدره و قال :
ـ أريدك أن تستمعي إلي جيدا، و أن تفكري في عرضي بجدية...

استر يا رب! أي عرض سيعرضه علي هذا الشيطان؟!

تنحنح و استوى في جلسته ثم مال إلى الأمام قليل و هو يقول :
ـ عزيزتي مرام، أنا معجب بك جدا... و قد لفتت انتباهي منذ أول يوم رأيتك فيه هنا. كما أنه يبدو عليك الحشمة و الخلق الحسن و هو شيء مفقود في بنات هذه الأيام. و أنا أقدر الفتاة التي تتمتع بخصالك...

طيب، و بعد... إلى أين يريد أن ينتهي؟!
ـ مرام، ما رأيك في أن تتزوجيني؟

صعقت من المفاجأة! كتمت صرخة كادت تفلت من حلقي...
ماذا يريد؟! أن أتزوجه؟! إنه في سن أبي!! ألا يخجل من نفسه؟!

واصل غير مبال بعلامات الدهشة التي ارتسمت على ملامحي :
ـ أنت طبعا تعلمين أن الفتاة التي سيكون من حظها أن تتزوجني ستتمكن من الحصول على التخصص الذي تريد، لأنني من أعضاء لجنة التوجيه... كما أنها ستعيش في منتهى الرفاهية و السعادة...

و اتسعت ابتسامته لتفتر عن أسنان بشعة، لم تزدني إلا نفورا.
تمالكت نفسي لأقول بصوت خرج مبحوحا :
ـ لكن يا سيدي، أنا أعتبرك في مقام والدي... فأنت ترى أن فارق السن بيننا ليس بالهين!

ـ عن أي فارق سن تتحدثين؟! ألا ترين أنني لازلت في عنفوان الشباب؟ ألعب الرياضة بانتظام، و أتبع نظاما غذائيا ممتازا... مما يجعلني وافر الطاقة و النشاط!

كدت أنفجر ضاحكة أمام هذا الشيخ المتصابي الذي وقف أمامي كاشفا عن عضلات عضده، في حركة استعراضية!
ـ نعم يا سيدي، و لكن الحقيقة... هي أنني... لا أفكر في الزواج في الوقت الحالي...
ابتسم ثانية و قال :
ـ نعم، بالطبع، من حقك أن تفكري... و تتعرفي علي أكثر حتى تقتنعي بي.
ثم مد يده ليقدم لي بطاقته الخاصة :
ـ تجدين هنا رقمي الخاص... يمكنك أن تتصلي بي في أي وقت شئت...

أخذت البطاقة و أنا أنوي وضعها في سلة المهملات حال خروجي و قلت :
ـ نعم، سأفكر في عرضك... هل لي أن أسترجع مطبوعة التقييم... أحتاجها للكلية.

فرد رده المتوقع و الذي لم أستغربه من نذل مثله :
ـ بالطبع يا عزيزتي... تستلمينها حين يأتيني ردك... و من الأفضل أن يكون بالإيجاب... أليس كذلك يا جميلتي؟ إنه الأفضل لكلينا...




ساره الالفي 09-02-2009 11:41 AM

ـــــــــ*×*ـــ((4))ـــ*×*ـــــــــ




انفجرت راوية ضاحكة، بعد أن سمعت مني قصتي مع رئيس القسم...
ـ تضحكين؟؟ أنا في مأزق جديد و أنت تتسلين!؟
حاولت راوية جاهدة أن تسيطر على نوبة الضحك التي انتابتها و هي تقول :
ـ حكاياتك عجيبة... كل واحدة أعجب من الأخرى... لكن حظك السعيد رماك في هذه المستشفى... مبروك عليك العريس الهمام...
و أغرقت ثانية في الضحك.
أشحت بوجهي و تمتمت في استياء :
ـ نعم اضحكي يا حبيبتي... لست أدري كيف سأخرج من هذه المصيبة الجديدة!

أخيرا استطاعت راوية أن تستعيد جديتها ـ تقريبا ـ و قالت متفكرة :
ـ ألا ترين أنها فرصة حقيقية... تتزوجين رئيس قسم مرة واحدة! فتنتهي كل مشاكلك دفعة واحدة... لا تحملين هم النجاح من سنة إلى أخرى، ثم التخصص و التعيين... كله سيسير كأحسن ما يرام! عامل السن ليس عائقا... أعرف الكثيرات تزوجن رجالا يكبرنهن بعشرين أو ثلاثين سنة و حياتهم سعيدة، لا يعكر صفوها شيء... ثم رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم تزوج السيدة عائشة و عمرها تسع سنوات و فارق السن بينهما أكبر بكثير مما يحصل معك...

ضربتها على كتفها في غيظ :
ـ راوية هل جننت؟! أتقارنين هدا الفاجر الفاسق، عديم الأخلاق برسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم؟! ماذا دهاك يا عزيزتي؟ حتى لو شرب وصفة سحرية تعيدها 20 سنة إلى الوراء فمن المستحيل أن أقبل به! العيب في الشخص نفسه و ليس في سنه!

هزت راوية رأسها مؤيدة و قالت في دلال :
ـ نعم بالطبع... خاصة حين تقارنينه ببطلك المغوار حسام, فلا سبيل إلى المقارنة!

حسام؟ أين هو حسام؟ لم لا يظهر كالعادة لينقذني؟!
كفاك أوهاما يا مرام!
هل صدقت ترهات راوية!؟
تنهدت في حسرة

انتبهت على صوت راوية تهمس :
ـ خمني من القادم...
رفعت رأسي و نظرت إلى حيث أشارت... كانت فتاة تتقدم إلى حيث نقف و على شفتيها ابتسامة وديعة كأنها تحيينا فرددت الابتسامة و تساءلت هامسة :
ـ من تكون؟
ـ إنها شقيقة حسام...

اهتز قلبي فرحا... شقيقته؟
اقتربت منا و حيتنا في رقة... يا إلهي، إنها تشبهه حقا, بنفس هدوئه و وداعته.
التفتت إلى راوية و قالت :
ـ ألا تعرفينني بصديقتك؟
تعارفنا في جو مرح، و تحدثنا لبضع دقائق في مواضيع عامة ثم نظرت دالية أخت حسام إلى ساعتها و قالت :
ـ لقد تأخرت على أخي، إنه ينتظرني أمام المكتبة... إلى اللقاء يا بنات... فرصة سعيدة يا مرام...
ابتعدت خطوات قليلة ثم التفتت :
ـ نسيت أن أخبركما... أخي حسام عرض على إدارة الكلية فتح نادي جديد لتنمية المواهب في مجال الإدارة... ستكون هنالك دروس في التنمية البشرية من قبل مختصين و دورات ممتعة... أنتما مدعوتان لحفل الافتتاح بعد غد... لا تتأخرا

ثم لوحت بيدها و ابتعدت مسرعة...

نظرت إلي راوية و هتفت :
ـ يجب أن ترفضي رئيس القسم!

معقول؟!
هل هي محض صدفة؟! أم...

lamis11 09-02-2009 03:16 PM

اليوميات شكلها مثيرة للاهتمام شكرا ومزيدا من التقدم


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 01:18 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.