![]() |
فائدة اليوم...موضوع متجدد إن شاء الله
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى أله وصحبه وبعد .. هذا موضوع يومي أضع فيه - أو يضع أحد الإخوة والأخوات - فائدة في مختلف فنون العلم على أن تكون مختصرة مع ذكر مصدرها وينبغي تغليب الجانب الوعظي في هذا الموضوع لحاجة الناس إليه وبالله التوفيق **تنبيه:يمنع وضع كلمات الشكر أو ماشابه من النساء فمن كانت عندها فائدة فلتتفضل بوضعها وجزاكم الله خيرا. |
من أعظم الظلم والجهل أن تطلب التعظيم والتوقير لك من الناس وقلبك خال من تعظيم الله وتوقيره , فانك توقّر المخلوق وتجلّه أن يراك في حال لا توقّر الله أن يراك عليها قال تعالى:{ مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً} أي لا تعاملونه معاملة من توقّرونه والتوقير العظمة : ومنه قوله تعالى:{ وَتُوَقِّرُوه} قال الحسن : ما لكم لا تعرفون الله حقا ولا تشكرونه وقال مجاهد : لا تبالون عظمة ربكم. وقال ابن زيد : لا ترون لله طاعة وقال ابن عباس :لا تعرفون حق عظمته. وهذه الأقوال ترجع إلى معنى واحد و هو أنهم لو عظّموا الله وعرفوا حق عظمته وحّدوه وأطاعوه وشكروه،فطاعته سبحانه واجتناب معاصيه والحياء منه بحسب وقاره في القلب إبن القيم من كتاب الفوائد |
الفوائد
أعوذ بالله العظيم و بسلطانه القديم و بوجهه الكريم من الشيطان الرجيم.
يقول ابن القيم في كتابه الفوائد: ïما دمت في صلاة فأنت تقرع باب الملك و من يقرع باب الملك يفتح له. ï إذا حمّلت على القلب هموم الدنيا و أثقالها و تهاونت بأوراده التي هي قُوته و حياته كنت كالمسافر الذي حمّل دابته فوق ما تطيق. |
قال إبن القيم رحمه الله في كتابه الداء والدواء فما ينبغي أن يعلم أن الذنوب والمعاصي تضر ولا بد أن ضررها في القلوب كضرر السموم في الأبدان على اختلاف درجاتها في الضرر وهل في الدنيا والآخرة شرور وداء إلا سببه الذنوب والمعاصي؟ - فما الذي أخرج الأبوين من الجنة دار اللذة والنعيم والبهجة والسرور إلى دار الآلام والأحزان والمصائب؟ ( إنها الذنوب ) - وما الذي أخرج إبليس من ملكوت السماء وطرده ولعنه ومسخ ظاهره وباطنه فجعل صورته أقبح صورة وأشنعها وباطنه أقبح من صورته وأشنع وبدل بالقرب بعدا وبالرحمة لعنة وبالجمال قبحا وبالجنة نارا تلظى وبالإيمان كفرا وبموالاة الولي الحميد أعظم عداوة ومشاقة وبزجل التسبيح والتقديس والتهليل زجل الكفر والشرك والكذب والزور والفحش وبلباس الإيمان لباس الكفر والفسوق والعصيان فهان على الله غاية الهوان وسقط من عينه غاية السقوط وحل عليه غضب الرب تعالى فأهواه ومقته أكبر المقت فأرداه فصار قوادا لكل فاسق ومجرم رضي لنفسه بالقيادة بعد تلك العبادة والسيادة( إنها الذنوب ) فعياذا بك اللهم من مخالفة أمرك وارتكاب نهيك - وما الذي أغرق أهل الأرض كلهم حتى علا الماء فوق رؤوس الجبال؟ ( إنها الذنوب ) - وما الذي سلط الريح على قوم عاد حتى ألقتهم موتى على وجه الأرض كأنهم أعجاز نخل خاوية ودمرت ما مرت عليه من ديارهم وحروثهم وزروعهم ودوابهم حتى صاروا عبرة للأمم إلى يوم القيامة ؟ ( إنها الذنوب ) - وما الذي أرسل على قوم ثمود الصيحة حتى قطعت قلوبهم في أجوافهم وماتوا عن آخرهم؟ ( إنها الذنوب ) - وما الذي رفع قرى اللوطية حتى سمعت الملائكة نبيح كلابهم ثم قلبها عليهم فجعل عاليها سافلها فأهلكم جميعا ثم أتبعهم حجارة من السماء أمطرها عليهم فجمع عليهم من العقوبة - ما لم يجمعه على أمة غيرهم ولإخوانهم أمثالها وما هي من الظالمين ببعيد؟ ( إنها الذنوب ) - وما الذي أرسل على قوم شعيب سحاب العذاب كالظلل فلما صار فوق رؤوسهم أمطر عليهم نارا تلظى؟ ( إنها الذنوب ) - وما الذي أغرق فرعون وقومه في البحر ثم نقلت أرواحهم إلى جهنم فالأجساد للغرق والأرواح للحرق؟ ( إنها الذنوب ) - وما الذي خسف بقارون وداره وماله وأهله ؟ ( إنها الذنوب ) - وما الذي أهلك القرون من بعد نوح بأنواع العقوبات ودمرها تدميرا؟ ( إنها الذنوب ) - وما الذي أهلك قوم صاحب يس بالصيحة حتى خمدوا عن آخرهم؟ ( إنها الذنوب ) - وما الذي بعث على بنى إسرائيل قوما أولى بأس شديد فجاسوا خلال الديار وقتلوا الرجال وسبوا الذرية والنساء وأحرقوا الديار ونهبوا الأموال ثم بعثهم عليهم مرة ثانية فأهلكوا ما قدروا عليه وتبروا ما علو تتبيرا؟ ( إنها الذنوب ) - وما الذي سلط عليهم أنواع العقوبات مرة بالقتل والسبي وخراب البلاد ومرة بجور الملوك ومرة بمسخهم قردة وخنازير وآخر ذلك أقسم الرب تبارك وتعالى: {لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ} ( إنها الذنوب ) أضفتُ كلمة ( إنها الذنوب ) أمام كل تساؤل وبالله التوفيق |
أقوام العرب قسم المؤرخون العرب إلى ثلاثة أقسام ؛ بحسب السلالات التي ينحدرون منها قسم يمسى العرب البائدة وهم العرب القدامى الذين أنقرضوا تماما ولم يمكن الحصول على تفاصيل كافية عن تاريخهم مثل : عاد وثمود ، وطسم ، وجديس ، وعملاق ، وأميم ، وجرهم ، وحضور ، ووبار ، وعبيل ، وجسام ، وحضر موت ، وغيرها قسم يسمى العرب العاربه وهم المنحدرون من صلب يشجب بن يعرب بن قطحان وتسمى بالعرب القحطانية ومهدها بلاد اليمن وقد تشعبت قبائلها وبطونها من ولد سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان فاشتهرت منها قبيلتان حمير بن سبأ ، وكهلان بن سبأ قسم يسمى العرب المستعربة وهي العرب المنحدرة من صلب إسماعيل عليه السلام وتسمى بالعرب العدنانية وهؤلاء جدهم الأعلى هم إبراهيم عليه الصلاة والسلام من بلاد العراق من مدينة يقال لها " أر " على الشاطئ الغربي من نهر الفرات بالقرب من الكوفة وقد جاءت الحفريات والتنقيبات بتفاصيل واسعة عن هذه المدينة وعن أسرة أبراهيم عليه السلام ومن العرب المستعربة النبي صلى الله عليه وسلم وهم خير العرب وأوسطهم قال صلى الله عليه وسلم " إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَعِيلَ وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ " صحيح الأمام مسلم المصدر باب موقع العرب وأقوامها كتاب الرحيق المختوم لفضيلة الشيخ المباركفوري وبالله التوفيق |
النفس تبكى الدنيا
النفس تبكى الدنيا القاء الشيخ / محمدحسان و (شاعر سعودى يبكى الدنيا و ما فيها) فيقول : - ِالنفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت *** أن السعادة فيها ترك ما فيهــــــا لا دارٌ للمرءِ بعد الموت يسكُنـــهـا***إلا التي كانَ قبل الموتِ بانيـــــها فإن بناها بخير طاب مسكنُــــــــه *** وإن بناها بشر خاب بانيـــــــــها أموالنا لذوي الميراث نجمعُهــــــا ***ودورنا لخراب الدهر نبنيهـــــــا فكم مدائنٍ في الآفاق قـــدِِ بنـــــيت***أمست خرابا وأفنى الموتُ أهليها أين الملـــــوك التي ِِِمتسلطنة *** * حتى سقاها بكأس الموت ساقيـها لكل نفس وان كانت على وجــــــلٍ***من المَنِيَّةِ آمـــالٌ تقويهـــــــــــــا المرء يبسطها والدهر يقبضُهـــــا ***والنفس تنشرها والموت يطويهـا إنما المكارم أخلاقٌ مطهـــــــــرةٌ ***الـدين أولها والعقل ثانيهـــــــــــا والعلم ثالثها والحلم رابعهـــــــــا *** والجود خامسها والفضل سادسها والبر سابعها والشكر ثامنهـــــــا ***والصبر تاسعها واللين باقيهـــــــا والنفس تعلم أني لا أصادقهـــــــا ***ولست ارشدُ إلا حين اعصيهـــــا واعمل لدارغداً رضوانُ خازنها ***والجــار احمد والرحمن ناشيها لا تركِنَنَّ إلى الدنيا وما فيهــــــــا ***فالموت لا شك يُفنينا ويُفنيـــــــها قصورها ذهب والمسك طينتهــــا***والزعفـران حشيشٌ نابتٌ فيهـــــا أنهارها لبنٌ محضٌ ومن عســـل ***والخمريجري رحيقاً في مجاريها والطيرتجري على الأغصان عاكفةً***تسبـحُ الله جهراً في مغانيهـــــا من يشتري الدارفي الفردوس يعمرها***بركعةٍ في ظلام الليل يحييها النفس تبكى الدنيا الشيخ محمد حسان |
قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى أحب الصالحين ولست منهم :: وأرجو أن أنال بهم شفاعة وأكره من تجارته المعاصي :: وإن كنا سواء في البضاعة فقال له من يعرف الفضل لأهله إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله :- تحب الصالحين وأنت منهم :: رفيق القوم يلحق بالجماعة وتكره من بضاعته المعاصي :: حماك الله من تلك البضاعة فرد الشيخ العلامة زيد بن محمد بن هادي المدخلي حفظه الله على الإمام أحمد رحمه الله فقال : وما قال الإمام أراه حقا :: ومن كالشافعي علما وطاعة وياليت النساء يلدن يوما :: كمثل الشافعي في كل ساعة شجاع ماجد حبر كريم :: عظيم الزهد حليته القناعة وفي شتى العلوم له اطلاع :: كذا الأخلاق أسوته الجماعة ويارباه فارحمنا جميعا :: إله الخلق وامنحنا الشفاعة |
قال الحسن المؤمن في الدنيا كالغريب لا يجزع من ذلها ولا ينافس في عزها للناس حال وله حال الناس منه في راحة وهو من نفسه في تعب ومن صفات هؤلاء الغرباء الذين غبطهم النبي صلى اله عليه وسلم التمسك بالسنة إذا رغب عنها الناس وترك ما أحدثوه وإن كان هو المعروف عندهم وتجريد التوحيد وإن أنكر ذلك أكثر الناس وترك الانتساب إلى أحد غير الله ورسوله لا شيخ ولا طريقة ولا مذهب ولا طائفة بل هؤلاء الغرباء منتسبون إلى الله بالعبودية له وحده وإلى رسوله بالاتباع لما جاء به وحده وهؤلاء هم القابضون على الجمر حقا وأكثر الناس بل كلهم لائم لهم. مدارج السالكين للإمام إبن القيم الجوزيه وبالله التوفيق |
إنما يجد المشقة في ترك المألوفات والعوائد من تركها لغير الله. أما من تركها صادقا مخلصا في قلبه لله فانه لا يجد في تركها مشقة إلا في أول وهلة ليمتحن أصادق هو في تركها أم كاذب, فان صبر على تلك المشقة قليلا استحالت لذة. قال ابن سيرين: سمعت شريحا يحلف بالله ما ترك عبد لله شيئا فوجد فقده. وقولهم:" من ترك لله شيئا عوضه الله خيرا منه" حق, والعوض أنواع مختلفة, وأجلّ ما يعوض به الأنس بالله ومحبته, وطمأنينة القلب به, وقوته ونشاطه وفرحه ورضاه عن ربه تعالى. أغبى الناس من ضل في آخر سفره وقد قارب المنزل. العقول المؤيدة بالتوفيق ترى أن ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم هو الحق الموافق للعقل والحكمة. والعقول المضروبة بالخذلان ترى المعارضة بين العقل والنقل والحكمة والشرع أقرب الوسائل إلى الله ملازمة السنة, والوقوف معها في الظاهر والباطن, ودوام الافتقار إلى الله, وإرادة وجهه وحده بالأقوال والأفعال, وما وصل أحد إلى الله إلا من هذه الثلاثة وما انقطع عنه أحد إلا بانقطاعه عنها أو عن أحدها. الأصول التي انبنى عليها سعادة العبد ثلاثة, ولكل واحد منهما ضد, فمن فقد ذلك الأصل حصل على ضده. التوحيد وضده الشرك, والسنة وضدها البدعة, والطاعة وضدها المعصية. ولهذه الثلاثة ضد واحد: وهو خلو القلب من الرغبة في الله وفيما عنده, ومن الرهبة منه ومما عنده. الامام ابن القيم رحمه الله كتاب الفوائد |
كلمات تكتب بماء الذهب -------------------------------------------------------------------------------- روي عن شقيق البلخي- رحمه الله- أنه قال لحاتم قد صحبتني مدة ، فماذا تعلمت ؟قال تعلمت منك ثماني مسائل: أما الأولى :فإني نظرت إلى الخلق فإذا كل شخص له محبوب فإذا وصل إلى القبر فارقه محبوبه... فجعلت محبوبي حسناتي لتكون في القبر معي.. وأما الثانية:فإني نظرت إلى قول الله تعالى (ونهى النفس عن الهوى) فأجهدتها في دفع الهوى حتى استقرت على طاعة الله تعالى.. وأما الثالثة:فإني رأيت كل من معه شيء له قيمة عنده يحفظه ثم نظرت في قول الله سبحانه وتعالى (ما عندكم ينفذ وما عند الله باق) فكلما وقع معي شيء له قيمة، وجهته إليه ليبقى لي عنده.. وأما الرابعة:فإني رأيت الناس يرجعون إلى المال والحسب والشرف وليست بشيء فنظرت في قول الله تعالى (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) فعملت في التقوى لأكون عنده كريماً... وأما الخامسة:فإني رأيت الناس يتحاسدون فنظرت فيقوله تعالى (نحن قسمنا بينهم معيشتهم) فتركت الحسد _ لأنه اعتراض على قسمةالله... وأما السادسة:رأيتهم يتعادون فنظرت في قول الله تعالى (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا ) فتركت عداوتهم واتخذت الشيطان وحده عدواً.. وأما السابعة:رأيتهم يذلون أنفسهم في طلب الرزق فنظرت في قوله تعالى (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها) فاشتغلت بما له علي، وتركت مالي عنده _ ثقة بوعده.. وأما الثامنة:رأيتهم متوكلين على تجارتهم وصنائعهم وصحة أبدانهم فتوكلت على الله رب العالمين... والله الموفق |
هذا كما أن الطاعة تنور القلب وتجلوه وتصقله وتقويه وتثبته حتى يصير كالمرآة المجلوة في جلائها وصفائها فيتملىء نورا فإذا دنا الشيطان منه أصابه من نور ما يصيب مسترق السمع من الشهب الثواقب فالشيطان يفرق من هذا القلب أشد من فرق الذئب من الأسد حتى إن صاحبه ليصرع الشيطان فيخر صريعا فيجتمع عليه الشياطين فيقول بعضهم لبعض: ما شأنه؟ فتقول: أصابه إنسي وبه نظرة من الإنس فيا نظرة من قلب حر منور *** يكاد لها الشيطان بالنور يحرق أفيستوي هذا القلب وقلب مظلم أرجاؤه مختلفة أهواؤه قد اتخذه الشيطان وطنه وأعده مسكنه إذا تصبَّح بطلعته حياه وقال : فديت من لا يفلح في دنياه ولا في أخراه؟ أنا قرينك في الدنيا وفي الحشر*** بعدها فأنت قرين لي بكل مكان فإن كنت في دار الشقاء فإنني *** وأنت جميعا في شقا وهوان قال الله تعالى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ} إبن القيم الجوزية ~~ الداء والدواء وبالله التوفيق |
قصيدة تشحذ الهمم في طلب العلم
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على خاتم المرسلين , وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين , وبعد: فهذه قصيدة تحكي حال طالب العلم السائر على نهج السلف الصالح والمتفاني في طلبه للعلم , أسأل الله أن يجعلها سببا لشحذ الههم إنه جوّاد كريم. عبدالمجيد بن حامد الأسمري دعوا ذكر الغواني والحساني وهات العلم واصدح بالمثاني فما كان الشباب ليستبينى بألوان منمقة حسانِ فـلي من هـمـة الأشـيـاخ حـضٌّ وعزمي قــارب الـنـجـم الـيـمـانـي وراحـــة مـهجـتي بـسمـاع ذكـر وحـدثـنـا فـلان عــن فــلانِ ولـم أفني بــكـثر اللــهــو عـمري لمـا أيـقـنـت أن الــمـوت دانـي دعـوت أحـبتي مـن فيـض قـلبي لـخـير نحــوه ربي هدانــي ردوا عين الـشريعة واستزيـدوا بعـلم فـيـه مـن خير الـبيـان وصـونـوا الـنـفـس عـن فـعل الـدنـايـا كإنشاد بنـغمـات الأغاني وتمثيل ورحـلات ولـعـب ولهــو دون كلٍّ أو توان فكم بالمركز الصيفـي منهـا وكم بالمكتـبات فتى يعاني ولكن الفتى السلفي فيها غريب الــوجــه والـيـدواللـسـان يـكلفني فــؤادي في عــلاه محبــة مـنـهـج للـعـلـم بـاني هي الــســلفــيــة الــغـراء أعـني بـهـا مـنـهـاج أحــمد بـاتـزان فـلا إفـراط فـيـهـا يـاصـحـابـي ولا تـفـريـط فـيـهـا بـل تفـانـي وأمـا الخــارجــون عـلى ولي لأمرالمسلمين فلا أدانــــــي مكـــفرة مفـــجــرة شراة بغـــاة مــارقـــون بلا عــنــان وأنبــذ منهجا بالجـهــل يســعى لنيــل الحـكــم تــغـريه الأمــاني يكتــل حـزبه مـن كل فــج ويـتركــه بــمــعــمــعــة الــدخـاني وداع للــخــروج بكل أرض بغير العــلم جاب الخـافـقـانِ فـواعـظـهـم بـأمس لا يصلي تـراه اليــوم مـلق للـبـيـان ورافضــة المجوس أضـل قـــوم وأخـبـث مــن نـكـا فـيـهـم سناني فكم طعنوا الشريعة في قفــاها وكم غــدروا على مـر الزمــــان وعـلمانية لا دين فيها هي الـكفر الــصريح فخذ بيــان ولـبرالية ديــن الـــحـــداثــي وأما ديـنـنـا وحي الـــمــثــانــــي وعزتنا بحكـم الشرع فـيـنـا وبالتـــوحيـــد نـبقى في أمـــــان وأختتم القريض بحمد ربي وأســتعفيــه عــن خطـــل اللســـاني وصلى الله أعداد البرايـــا على المختـــار هـــادي كل جانـــي وقد أسْتُدرِكَ عليه أبيات فرد قائلا وتمثيل ورحلات ولعب .... ولهو دون كلٍّ أو توان فكم بالمركز الصيفي منها .... وكم بالمكتبات فتى يعاني الرحلات واللعب التي ذكرت في البيت ، المقصودبها ما قيدته بقول"دون كلٍّ أو تواني" فهي وإن كانت مباحة لكن زيادتها عن الحدالشرعي وتغليبها على العلم والتعليم هو المحذور ، كما هو الحال في كثير من المكتب اتوا المراكز الصيفية وليس جميعها فالتعميم هو الظلم وبالله التوفيق |
ولولا أن رحمته غلبت غضبه ومغفرته سبقت عقوبته وإلا لتدكدكت الأرض بمن قابله بما لا يليق مقابلته به ولولا حلمه ومغفرته لزلزلت السموات والأرض من معاصي العباد قال تعالى : {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً}. فتأمل ختم هذه الآية باسمين من أسمائه وهما "الحليم والغفور" كيف تجد تحت ذلك أنه لولا حلمه عن الجناة ومغفرته للعصاة لما استقرت السموات والأرض؟ وقد أخبر سبحانه عن كفر بعض عباده أنه {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً}. وقد أخرج الله سبحانه الأبوين من الجنة بذنب واحد ارتكباه وخالفا فيه نهيه ولعن إبليس وطرده وأخرجه من ملكوت السموات والأرض بذنب واحد ارتكبه وخالف فيه أمره ونحن معاشر الحمقى كما قيل: نصل الذنوب إلى الذنوب ونرتجى *** درج الجنان لذي النعيم الخالد لقد علمنا أخرج الأبوين *** من ملكوتهِ الأعلى بذنب واحد والمقصود أن العبد قد يكون بعد التوبة خيرا مما كان قبل الخطيئة وأرفع درجة وقد تضعف الخطيئة همته وتوهن عزمه وتمرض قلبه فلا يقوى دواء التوبة إعادته إلى الصحة الأولى فلا يعود إلى درجته وقد يزول المرض بحيث تعود الصحة كما كانت ويعود إلى مثل عمله فيعود إلى درجته. هذا كله إذا كان نزوله إلى معصية فإن كان نزوله إلى أمر يقدح في أصل إيمانه مثل الشكوك والريب والنفاق فذاك نزول لا يرجى لصاحبه صعود إلا بتجديد إسلامه. إبن القيم الجوزية ~~~ الداء والدواء ~~ |
قال الإمام الأوزاعي رحمه الله في كتاب له اتقوا الله معشر المسلمين، واقبلوا نصح الناصحين، وعظة الواعظين، واعلموا أن هذا العلم دين فانظروا ما تصنعون وعمن تأخذون وبمن تقتدون ومن على دينكم تأمنون؛ فإن أهل البدع كلهم مبطلون أفّاكون آثمون لا يرعوون ولا ينظرون ولا يتقون. إلى أن قال: فكونوا لهم حذرين متهمين رافضين مجانبين، فإن علماءكم الأولين ومن صلح من المتأخرين كذلك كانوا يفعلون ويأمرون واخذروا أن تكونوا على الله مظاهرين ولدينه هادمين ولعراه ناقضين موهنين بتوقير لهم أو تعظيم أشد من أن تأخذوا عنهم الدين وتكونوا بهم مقتدين ولهم مصدقين موادعين مؤالفين معينين لهم بما يصنعون على استهواء من يستهون وتأليف من يتألفون من ضعفاء المسلمين لرأيهم الذي يرون ودينهم الذي يدينون وكفى بذلك مشاركة لهم فيما يعملون .(1) نقلا عن كتاب إجماع العلماء على الهجر والتحذير من أهل الأهواء للشيخ خالد بن ضحوي الظفيري --------------------- (1) [تاريخ دمشق ( 6/362 )] |
جزاك الله خيرا وجعله الله في ميزان حسناتك ان شاء الله |
اقتباس:
وجزاكم الله خيرا...اللهم امين بارك الله فيكم على المرور الطيب |
كلام عظيم لإبن القيم يريح المبتلين و يثلج صدور المؤمنين ويجعلهم في سعادة راضين فعامة مصالح النفوس في مكروهاتها, كما أن عامة مضارها وأسباب هلكتها في محبوباتها. فانظر الى غارس جنة من الجنات خبير بالفلاحة غرس جنة وتعاهدها بالسقي والاصلاح حتى أثمرت أشجارها, فأقبل عليها يفصل أوصالها ويقطع أغصانها لعلمه أنها لو خليّت على حالها لم تطب ثمرتها, فيطعمها من شجرة طيبة الثمرة, حتى اذا التحمت بها واتحدت وأعطت ثمرتها أقبل يقلمها ويقطع أغصانها الضعيفة التي تذهب قوتها, ويذيقها ألم القطع والحديد لمصلحتها وكمالها, لتصلح ثمرتها أن تكون بحضرة الملوك. ثم يدعها ودواعي طبعها من الشرب كل وقت, بل يعطشها وقتا ويسقيها وقتا, ولا يترك الماء عليها دائما وان كان ذلك أنضر لورقها وأسرع لنباتها. ثم يعمد الى تلك الزينة التي زينت بها من الأوراق فيلقي عنها كثيرا منها, لأن تلك الزينة تحول بين ثمرتها وبين كمال نضجها واستوائها- كما في شجر العنب ونحوه-. فهو يقطع أعضاءها بالحديد, ويلقي عنها كثيرا من زينتها, وذلك عين مصلحتها. فلو أنها ذات تمييز وادراك كالحيوان, لتوهمت أن ذلك افساد لها واضرار بها, وانما هو عين مصلحتها. " وكذلك الأب الشفيق على ولده العالم بمصلحته, اذا رأى مصلحته في اخراج الدم الفاسد عنه, بضع جلده وقطع عروقه وأذاقه الألم الشديد. وان رأى شفاءه في قطع عضو من أعضائه أبانه عنه كل ذلك رحمة به وشفقة عليه. وان رأى مصلحته في أن يمسك عنه العطاء لم يعطه ولم يوسع عليه, لعلمه أن ذلك أكبر الأسباب الى فساده وهلاكه. وكذلك يمنعه كثيرا من شهواته حمية له ومصلحة لا بخلا عليه. فأحكم الحاكمين وأرحم الراحمين وأعلم العالمين, الذي هو أرحم بعباده منهم بأنفسهم ومن آبائهم وأمهاتهم, اذا أنزل بهم ما يكرهون كان خيرا لهم من أن لا ينزله بهم, نظرا منهم لهم واحسانا اليهم ولطفا بهم, ولو مكنوا من الاختيار لأنفسهم لعجزوا عن القيام بمصالحهم علما وارادة وعملا, لكنه سبحانه تولى تدبير أمورهم بموجب علمه وحكمته ورحمته, أحبوا أم كرهوا, فعرف ذلك الموقنون بأسمائه وصفاته, فنازعوه تدبيره, وقدحوا في حكمته, ولم ينقادوا لحكمه, وعارضوا حكمه بعقولهم الفاسدة وآرائهم الباطلة وسياساتهم الجائرة, فلا لربهم عرفوا, ولا لمصالحهم حصلوا, والله الموفق ومتى ظفر العبد بهذه المعرفة سكن في الدنيا قبل الآخرة في جنة لا يشبه نعيمها الا نعيم جنة الآخرة, فانه لا يزال راضيا عن ربه, والرضا جنة الدنيا ومستراح العارفين, فانه طيب النفس بما يجري عليها من المقادير التى هي عين اختيار الله له, وطمأنينتها الى أحكامه الدينية, وهذا هو الرضا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد رسولا. وما ذاق طعم الايمان من لم يحصل له ذلك. وهذا الرضا هو بحسب معرفته بعدل الله وحكمته ورحمته وحسن اختياره, فكلما كان بذلك كان به أرضى. فقضاء الرب سبحانه في عبده دائر بين العدل والمصلحة والحكمة والرحمة, لا يخرج عن ذلك البتة كما قال صلى الله عليه وسلم في الدعاء المشهور: اللهم اني عبدك, ابن عبدك, ابن أمتك, ناصيتي بيدك, ماض فيّ حكمك, عدل في قضاؤك, أسألك بكل اسم هو لك, سميت به نفسك, أو أنزلته في كتابك, أو علّمته أحدا من خلقك, أو استأثرت به في علم الغيب عندك, أن تجعل القرآن ربيع قلبي, ونور صدري, وجلاء حزني, وذهاب همي وغمي, ما قالها أحد قط الا أذهب الله همه وغمه وأبدله مكانه فرجا". قالوا: أفلا نتعلمهن يا رسول الله؟ قال: " بلى ينبغي لمن يسمعهن أن يتعلمهن." من كتاب فوائد الفوائد تعليق و تحقيق علي الحلبي ص 170 171 17 منقول من سحاب |
كان إبن مسعود يقول إذا قعد إنكم في ممر الليل والنهار في آجال منقوصة وأعمال محفوظة والموتُ يأتي بعتة ،من زرع خيرًا يوشك أن يحصد رغبة، ومن زرع شرًا يوشك أن يحصد ندامة، ولكل زارع مثل مازرع لا يسبق بطىءٌ بحظه ولا يدرك حريصٌ مالم يقدر له فمن أعطي خيرًا فالله أعطاه ومن وقي شرًا فالله وقاه المتقون سادة والفقهاء قادة ومجالستهم زيادة سير أعلام النبلاء ( 1/497) للحافظ الذهبي رحمه الله |
قال الامام إبن القيم رحمه الله تعالى العقول المؤيدة بالتوفيق ترى أن ماجاء به الرسول صلى الله عليه وسلم هو الحق الموافق للعقل والحكمه والعقول المضروبة بالخذلان ترى المعارضة بين العقل والنقل وبين الحكمة والشرع ~~~ فوائد الفوائد ~~~ |
عن أبي الدرداء أنه قال يا أهل حمص ما لي أرى علماءكم يذهبون وأرى جهالكم لا يتعلمون وأراكم قد أقبلتم على ما تكفل لكم وضيعتم ما وكلتم به تعلموا قبل أن يرفع العلم فإن ذهاب العلم ذهاب العلماء لولا ثلاث صلح الناس شح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه من رزق قلبا شاكرا ولسانا ذاكرا وزوجة مؤمنة فنعم الخير أوتيه ولن يترك من الخير شيئا من يكثر الدعاء عند الرخاء يستجاب له عند البلاء ومن يكثر قرع الباب يفتح له تاريخ دمشق ( 47/172) |
قال عمرو بن عثمان المكي العلم قائد والخوف سائق والنفس حرون بين ذلك جموح خداعة رواغة فاحذرها وراعها بسياسة العلم وسقها بتهديد الخوف يتم لك ما تريد مدارج السالكين لأبن القيم الجوزية |
قال إبن القيم رحمه الله في فوائد الفوائد صـ 318 إذا كان الله ورسوله في جانب فاحذر أن تكون في الجانب الأخر فإن ذلك يفضي إلى المشاقة والمحادة وهذا أصلها ومنه اشتقاقها فإن المشاقة أن يكون في شق ومن يخالفه في شق والمحادة أن يكون في حد وهو في حد ولاتستسهل هذا فإن مباديه تجر إلي غايته وقليلهُ يدعوا إلى كثيره وكن في الجانب الذي فيه الله ورسوله وإن كان الناس كلهم في الجانب الآخر فإن لذلك عواقب هي أحمد العواقب وأفضلها وليس للعبد أنفع من ذلك في دنياه قبل أخرته " أنتهى كلامه رحمه الله |
إياك من الكلام ما إن أصبت فيه لم تؤجر، وإن أخطأت فيه أثمت، وهو سوء الظن بأخيك
قال بكر بن عبد الله المزني كما في ترجمته من تهذيب التهذيب: " إياك من الكلام ما إن أصبت فيه لم تؤجر، وإن أخطأت فيه أثمت، وهو سوء الظن بأخيك ". وقال سفيان بن حسين: " ذكرت رجلاً بسوء عند إياس بن معاوية، فنظر في وجهي، وقال أغزوت الروم؟ قلت: لا، قال: فالسند والهند والترك؟ قلت: لا، قال: أفتسلم منك الروم والسند والهند والترك، ولم يسلم منك أخوك المسلم؟! قال: فلم أعد بعدها " البداية والنهاية لابن كثير [13/121]. وقال أبو حاتم بن حبان البستي في روضة العقلاء (ص:131): " الواجب على العاقل لزوم السلامة بترك التجسس عن عيوب الناس، مع الاشتغال بإصلاح عيوب نفسه؛ فإن من اشتغل بعيوبه عن عيوب غيره أراح بدنه ولم يُتعب قلبه، فكلما اطلع على عيب لنفسه هان عليه ما يرى مثله من أخيه، وإن من اشتغل بعيوب الناس عن عيوب نفسه عمي قلبه وتعب بدنه وتعذر عليه ترك عيوب نفسه ". |
من أعجب الأشياء ان تعرفه ثم لا تحبه وأن تسمع داعيه ثم تتأخر عن الإجابة وأن تعرف قدر الربح في معاملته ثم تعامل غيره وأن تعرف قدر غضبه ثم تتعرض له وأن تذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لا تطلب الأنس بطاعته إلى أنشراح الصدر بذكره ومناجاته وأن تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره ولا تهرب منه إلى نعيم الإقبال عليه والإنابة إليه وأعجب من هذا علمك أنك لابد لك منه وأنك أحوج شىء إليه وأنت معرض وفيمـا يبعدك عنه أرغب فوائد الفوائد صـ 344 |
قال ابن القيم - رحمه الله - " إذا ظفرت برجل واحد من أولي العلم ،طالب للدليل ، محكم له، متبع للحق حيث كان ، وأين كان ، ومع من كان ، زالت الوحشة وحصلت الألفة وإن خالفك ؛ فإنه يخالفك ويعذرك . والجاهل الظالم يخالفك بلا حجة ويكفرك أو يبدعك بلا حجة ، وذنبك : رغبتك عن طريقته الوخيمة وسيرته الذميمة ، فلا تغتر بكثرة هذا الضرب ، فإن الآلاف المؤلفة منهم ؛ لا يعدلون بشخص واحد من أهل العلم ، والواحد من أهل العلم يعدل ملء الأرض منهم ". أعلام الموقعين |
إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه, والق سمعك, واحضر حضور من يخاطبه به من تكلّم به سبحانه منه إليه, فإنّه خطاب منه لك, على لسان رسوله, قال تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} (قّ:37) وذلك أن تمام التأثير لمّا كان موقوفا على مؤثر مقتض, ومحل قابل, وشرط لحصول الأثر, وانتقاء المانع الذي يمنع منه, تضمّنت الآية بيان ذلك كلّه بأوجز لفظ وأبينه, وأدلّه على المراد. فقوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى} (قّ:37) إشارة إلى ما تقدّم من أوّل السورة إلى ها هنا وهذا هو المؤثّر. قوله: {لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ} فهذا هو المحل القابل, والمراد به القلب الحيّ الذي يعقل عن الله, كما قال تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيّا} أي حيّ القلب ، وقوله: {أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ} أي وجّه سمعه وأصغى حاسّة سمعه إلى ما يقال له, وهذا شرط التأثّر بالكلام.وقوله: {وَهُوَ شَهِيدٌ} أي شاهد القلب حاضر غير غائب. قال ابن قتيبة: "استمع كتاب الله وهو شاهد القلب والفهم, ليس بغافل ولا ساه". وهو إشارة إلى المانع من حصول التأثير, وهو سهو القلب, وغيبته عن تعقّل ما يقال له, والنظر فيه وتأمّله. فإذا حصل المؤثر وهو القرآن, والمحل القابل وهو القلب الحي, ووجد الشرط وهو الإصغاء, وانتقى المانع وهو اشتغال القلب وذهوله عن معنى الخطاب, وانصرافه عنه إلى شيء آخر, حصل الأثر وهو الانتفاع والتذكّر. إبن القيم الجوزية ~~ كتاب الفوائد ~~ |
بن القيم ـ رحمه الله « قلَّةُ التَّوفيقِ وفسادُ الرَّأيِ، وخفاءُ الحقِّ، وفسادُ القلبِ، وخمولُ الذِّكرِ، وإضاعةُ الوقتِ، ونفرةُ الخَلْقِ، والوحشةُ بين العبدِ وبينَ ربِّهِ، ومنعُ إجابةِ الدُّعاءِ، وقسوةُ القلبِ، ومَحْقُ البَرَكَةِ في الرِّزق والعُمرِ، وحرمانُ العلمِ، ولِبَاسُ الذُّلِّ، وإهانةُ العدوِّ، وضيقُ الصَّدرِ، والابتلاءُ بِقُرَنَاءِ السُّوءِ الَّذينَ يُفسدون القلبَ ويُضَيِّعُونَ الوقتَ، وطولُ الهَمِّ والغَمِّ، وضَنْكُ المعيشةِ، وكَسْفُ البَالِ... تَتَوَلَّدُ مِنَ المعصيةِ والغفلةِ عنْ ذكرِ اللهِ، كما يَتَوَلَّدُ الزَّرْعُ عنِ الماءِ، والإحراقُ عن النَّارِ. وأضْدَادُ هذه تَتَوَلَّدُ عنِ الطَّاعةِ ». [«الفوائد» (ص: 32 ـ 33)] |
قال الفضيل بن عياض " لا يبلغ العبد حقيقة الإيمان حتى يعد البلاء نعمة والرخاء مصيبة وحتى لا يحب أن يحمد على عبادة الله " سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي |
قال إبن القيم رحمه الله والجهلُ داء قاتلٌ وشفاؤه ... أمران في التركيب متفقانِ نص من القرآن أو من سنة ... وطبيب ذاك العالم الرباني والعلم أقسام ثلاث مالها ... من رابع والحق ذو تبيانِ علم بأوصاف الإله وفعله ... وكذلك الأسماء للديانِ والأمر والنهي الذي هو دينه ... وجزاؤه يوم المعاد الثاني والكلُّ في القرآن والسنن التي ... جاءت عن المبعوث بالفرقان والله ما قال امرؤ متحذلق ... بسواهما إلا من الهذيان ******* |
لا ينبغي أن يقال هذا حكم الله بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد : قد نهى النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح أميره بريدة أن ينزل عدوه إذا حاصرهم على حكم الله وقال: "فإنك لا تدري أتصيب حكم الله فيهم أم لا ولكن أنزلهم على حكمك وحكم أصحابك" فتأمل كيف فرق بين حكم الله وحكم الأمير المجتهد ونهى أن يسمى حكم المجتهدين حكم الله. ومن هذا لما كتب الكاتب بين يدي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه حكما حكم به فقال: "هذا ما أرى الله أمير المؤمنين عمر فقال: لا تقل هكذا ولكن قل: هذا ما رأى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب". وقال ابن وهب: سمعت مالكا يقول: "لم يكن من أمر الناس ولا من مضى من سلفنا ولا أدركت أحدا اقتدى به يقول في شيء هذا حلال وهذا حرام وما كانوا يجترئون على ذلك وإنما كانوا يقولون نكره كذا ونرى هذا حسنا فينبغي هذا ولا نرى هذا" ورواه عنه عتيق بن يعقوب وزاد: "ولا يقولون حلال ولا حرام أما سمعت قول الله تعالى {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَاماً وَحَلالاً قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ} الحلال ما أحله الله ورسوله والحرام ما حرمه الله ورسوله". إعلام الموقعين عن رب العالمين ص -39- للإمام محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية –رحمه الله- |
قال ابن القيم رحمه الله تعالى : " احذر نفسك فما أصابك بلاء قط الا منها، ولا تهادنها؛ فوالله ما أكرمها من لم يهنها، ولا أعزها من لم يذلها، ولا جبرها من لم يكسرها، ولا أراحها من لم يتبعها، ولا أمنها من لم يخوفها، ولا فرحها من لم يحزنها " . الفوائد صـ 68 |
إضاعة الوقت أشد من الموت ، لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة ، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها . إذا رأيت الرجل يشتري الخسيس بالنفيس ، ويبيع العظيم بالحقير ، فأعلم بأنه سفيه . ابن قيم الجوزية. |
من كتاب الفوائد لابن القيم :
1) ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب، والبعد عن الله. 2) خلقت النار؛ لإذابة القلوب القاسية. 3) أبعد القلوب عن الله القلب القاسي. 4) إذا قسا القلب قحطت العين. 5) قسوة القلب من أربعة أشياء إذا جاوزت قد الحاجة الأكل، والنوم، والكلام، والمخالطة. 6) كما أن البدن إذا مرض لم ينفع فيه الطعام والشراب فكذلك القلب إذا مرض بالشهوات لم تنجع فيه المواعظ. 7) من أراد صفاء قلبه فليؤثر الله على شهوته. http://www.ajurry.com/vb/images/smilies/icon_cool.gif القلوب المتعلقة بالشهوات محجوبة عن الله بقدر تعلقها بها. 9) القلوب آنية الله في أرضه، فأحبه إليه أرقها، وأصلبها، وأصفاها. 10 )خرابُ القلب من الأمن والغفلة، وعمارتُه من الخشية والذكر. 11) من وطن قلبه عند ربه سكن واستراح ومن أرسله في الناس اضطرب واشتد به القلق. 12)القلب يمرض كما يمرض البدن، وشفاؤه في التوبة والحمية، ويصدأ كما تصدأ المرآة، وجلاؤه بالذكر، ويعرى كما يعرى الجسم، وزينته التقوى، ويجوع ويظمأ كما يجوع البدن، وطعامه وشرابه المعرفة، والتوكل، والمحبة، والإنابة. |
النفس البشرية و أنواعها !!!!!!!!!!
أنواع النفس البشرية : اللـــــوامة - الامـــــــــارة - المطمئنة ***** ********** النفس البشرية، قواها وأنواعها : - نسأل الله العلي العظيم أن يهبنا النفس المطمئنة بالإيمان ■ أولاً: النفس اللَّوَّامة: ******************* قال ـ تعالى ـ: {لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} [القيامة: 1 - 2]. حيث أقسم سبحانه بيوم عظيم؛ لتحقيق وقوعه وبيان هوله، وإيقاظ النفوس النائمة الغافلة عنه، فتصحو وتنتبه من سُباتها. وقد ذكر الله ـ تعالى ـ النفس اللَّوَّامة إثر قسمه بيوم القيامة للعلاقة الوثيقة بين مصير النفس وقيام ذلك اليوم، حيث تقف فيه وحيدة دون نصير؛ فهي نفس تفعل الخير وتحبه وتعمل المعصية وتكرهها، نفس تعيش في داخلها صراعاًبين الخير والشر. فالإنسان في بداية أمره إذا ارتكب ذنباً أو خطيئة ابتداءً،شعر في داخله بإحساس يؤنِّبه، وتمنَّى لو لم يفعله، وإذا عاد إليه ثانية ضعُفت خاصية الشعور بالذنب والخطيئة، وانتقل صاحبها إلى مرحلة الميل إلى المعصية واستحسانها، لتنتقل نفسه من لوَّامة إلى أمَّارةبالسُّوء. ■ ثانياً: النفس الأمَّارة: ***************** حيث تميل النفس إلى السوء وحب العصيان، والغفلة عن الطاعة والعبادة، ويُطلق عليها: النفس الأمَّارة بالسوء؛ نفسٌ استحوذ عليها الشيطان وسيطرعلى سلوكها وذوقها، وقتل فيها الحياء والعفَّة. هذه النفس تعلِّل فجورها واستمرارها في المعصية بنسبة كل ما يفعله الإنسان إلى البيئة والآباء أو المجتمع، قال ـ تعالى : {وَإذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا} [الأعراف: 28]. فتستكبر وتقع في الظلم لتقع في الخسران الأبدي. قال تعالى : {إنَّ الْـخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الشورى: 45]. وسبب ذلك حدَّده الشارع في قوله ـ تعالى ـ: {لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّاكَبِيراً} [الفرقان: 21]. ■ ثالثاً: النفس المطمئنَّة: ***************** نفس راضية استسلمت لخالقها برضىً وقناعة، لا تفعل إلا ماتيقَّن لها صلاحه، نفس تحقق لها الورع والإخلاص وسمت عن الدنيا وشهواتها، واشتغلت عنها بعمارة عالم الآخرة الباقية الخالدة المحدَّدة في قوله تعالى : {فَلاتَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة: 17]، نفس استحقت الذكر والتمجيد في قوله تعالى : {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْـمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي} [الفجر: 27 - 30]. |
جزاكم الله خيرا |
قال إبن القيم رحمه الله في عقوبات الذنوب " ومنها حرمان الطاعة فلو لم يكن للذنب عقوبة إلا أن يصد عن طاعة تكون بدله وتقطع طريق طاعة أخرى فينقطع عليه طريق ثالثة ثم رابعة وهلم جرا فينقطع عليه بالذنب طاعات كثيرة كل واحدة منها خير له من الدنيا وما عليها وهذا كرجل أكل أكلة أوجبت له مرضة طويلة منعته من عدة أكلات أطيب منها والله المستعان " ~~ الداء والدواء ~~ وبالله التوفيق |
فائدة. يقول الشيخ عبد العزيز ين ياز رحمه الله" ان من اهم مايجب العناية به الشباب منذ نعومة اظفارهم وذلك بتوجيههم الوجهه الاسلاميه والاهتمام بمناهجهم التعليميه وابعاد المؤثراتالضاره باخلاقهم والعمل على ربطهم بدينهم وكتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم" (فتاوى 367/2) |
( كن فى الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل) ***** ليس الغريب غريب الشام واليمن --- إن الغريب غريب اللحد والكفنِ إن الغـريب لـه حق لغربته --- على المقيمين في الأوطان والسكنِ لا تنهـرنّ غريبـاً حال غربته --- الدهر ينهره بالذل والـمحــنِ سفري بعيـد وزادي لن يبلغنّي --- وقوتي ضعفت والموت يطلبني ولي بقايا ذنوب لست اعلمها --- الله يعلمها فـي السـر والعلـنِ ما احلم الله عني حيث أمهلني --- وقد تماديت في ذنبي ويسترني تمر ساعات أيامي بلا نـدمٍ --- ولا بكـاء ولا خـوف ولا حـزن أنا الذي يغلق الأبواب مجتهداً --- علـى المعاصي وعين الله تنظرني يا زلة كتبت في غفلـة ذهبـت --- يا حسـرة بقيت في القلب تحرقني دعني أنوح على نفسي واندبهـا --- واقطع الدهر بالتفكير والحـزن كأنني بين تلك الأهل منطـرح --- علـى الفـراش وأيديهم تقلبنـي كأنني وحولي من ينوح ومـن --- يبكـي علـيّ وينعاني ويندبنـي وقد أتوا بطبيب كي يعالجنـي --- ولـم أر الطبيـب اليوم ينفعني واشتد نزعي وصار الموت يجذبها --- من كل عرقٍ بلا رفق ولا هونِ واستخرج الروح مني في تغرغرها --- وصار ريقي مريراً حين غرغرني وسل روحي وظل الجسم منطرحاً --- بيـن الأهالي وأيديهم تقلبني وغمضّوني وشدوا الحلق وانصرفوا --- بعد الإياس وجدّوا في شرى الكفنِ وسار من كان أحب الناس في عجلٍ --- نحو المغسّل يأتيني يغسلنـي فجاءنى رجل منهم فجردنى من --- الثياب فأعرانى و أفردنى واسكب الماء من فوقي وغسّلني --- غسلاً ثلاثا ً ونادى القوم بالكفنِ وألبسونـي ثيابـاً لا كمام لهـا --- وصار زادي حنوطاً حين حنطني وأخرجوني من الدنيا فو أســفاً --- على رحيلٍ بـلا زادٍ يبلّغنـي وحملونـي على الأكتاف أربعة --- من الرجال وخلفي من يشيعني وقدمّموني إلى المحراب وانصرفوا --- خلف الإمام فصلى ثـم ودّعني صلوا على ّ صلاة ً لا ركوع لهـا --- ولا سجود ً لعل اللـه يرحمنـي وأنزلوني إلى قبري على مهلٍ --- وقـدّمـوا واحـداً منهم يلحدني وكشـّف الثوب عن وجهي لينظرني --- وأسكب الدمع من عينـيّه أغرقنى وقال هلوّا عليه التراب واغتنموا --- حسن الثواب من الرحمن ذى المنن وهالني إذ رأت عيناي إذ نظرت --- من هول مطلّـع إذ كان أغفلني مـن منكـرٍ ونكيرٍ ما أقول لهما --- قـد هالنـي أمرهم جداً وافزعني وأقعدوني وجـدوا فـي مساءلتى --- مالي سواك إلهي مـن يخلصني فامنن عليّ بعفوٍ منك يـا أملـي --- امنن على تارك الأولاد والوطـنِ تقاسم الأهل مالى بعدما انصرفـوا --- وصار وزري على ظهرني فأثقلنى واستبدلـت زوجتي بعلاً لها بدلي --- وحكـّمتـه علـى الأولاد والسكنِ وصيّـرت ابني عبـداً ليخدمـه --- وصار مالي لهم حِلاً بلا ثمـنِ فلا تغرنّـك الدنيـا وزخـرفهـا --- انظر لأفعالها بالأهل والوطــنِ وانظر إلى من حوى الدنيا بأجمعها --- هـل راح منها بغير الحنط والكفنِ؟ يا نفس كفي عن العصيان واكتسبي --- فضلاً جميلاً لعـل اللـه يرحمني يا نفس ويحك توبي واعملي حسناً --- عسى تجازين بعد الموت بالحسنِ ثـم الصـلاة على المختار سيّدنا --- ما ألمح البرق في شامٍ وفي يمنِ والحمد للـه ممسينـا ومصبحنـا --- بالخيـر والعفـو والإحسان والمننِ القصيدة منسوبة لزين العابدين على بن الحسين رضى الله عنه |
اقتباس:
جزاكم الله خيراً على تنشيط الموضوع وفقني الله وأياكم لما يحب ويرضى |
قال مفضل بن مهلهل ( لو كان صاحب البدعة إذا جلست إليه يحدثك ببدعته حذرته وفررت منه ، ولكنه يحدثك بأحاديث السنة في بدو مجلسه ثم يُدخل عليك بدعته ، فلعلها تلزم قلبك فمتى تخرج من قلبك ) الإبانة ( 2/444) من كتاب إجماع العلماء على الهجر والتحذير من أهل الأهواء لمؤلفه الشيخ خالد بن ضحوي الظفيري حفظه لله |
جزاك الله كل خير
|
قال علي رضي الله عنه: ( الناس ثلاثة عالم رباني ‘ ومتعلم على سبيل نجاة ‘ وهمج رعاع غوغاء أتباع كل ناعق ‘ يميلون مع كل ريح ‘ لم يستضيئوا بنور العلم ‘ ولم يلجؤا إلى ركن وثيق ) أخرجه الخطيب في الفقيه والمتفقه .( 1/94 ) |
ربنا يبارك فيك ابا البراء اسأل الله ان يجعلوه فى ميزان حسناتكم
|
اقتباس:
وجزاكم الله خيراً اقتباس:
اللهم آمين جزاكما الله خيراً وبارك الله فيكما على المرور |
قيل لأحمد بن حنبل رحمه الله : الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع ؟ فقال : إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين هذا أفضل . اهـ . مجموع الفتاوى لأبن تيمية ج 28 ص 231 |
عجائب خلق الله في الكون !!!!!!!!
السلام عليكم ورحمة الله. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين, نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. الملائكة والجن والشياطين كثيرًا ما يأمر الله تعالى بالتدبر, وبالنظر في مخلوقاته , وعجائب آياته ويلفت أنظار الناس إلى ما فيها من الاعتبار، وكونها من آيات الله التي تَدُلُّ على عظمته سبحانه , وجلاله , وكبريائه ، مثل قول الله تعالى: http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif يعني: آيات عظيمة، أن خلق الخلق مبدأ أمرهم من تراب . http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif من الآيات العظيمة: أن خلق من كلٍّ زوجين اثنين ؛ حتى يتم التواجد لكل جنسين - ذكر وأنثى - من الطيور ومن الحيوانات البهيمية، ومن الحشرات ومن السباع وما أشبه ذلك؛ مع أنه تعالى قادر على أن يخلقهم بدون هذا التزاوج؛ ولكن جعل ذلك آية وسببًا ظاهرًا. ثم إنه تعالى خلق الملائكة كما شاء، ولم يُذكر أن فيهم رجالا وإناثًا، ولا أنهم يتزاوجون؛ بل يخلقهم الله كما شاء؛ سواءٌ خَلْقُهُم : خلق أولهم مما خلق منه آخرهم، أو خلقهم بدون مادة , أو بدون سبب ؛ لكن الله تعالى هو الذي خلقهم . فثبت في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: http://ibn-jebreen.com/images/h2.gif خلقت الملائكة من نور, وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وُصف لكم http://ibn-jebreen.com/images/h1.gif فأخبر بأن الملائكة خُلِقَتْ من نور، ولا يبعد أن كلهم خُلِقُوا من النور، وأنه خلق منه أولهم وآخرهم، ويمكن - كما قال بعضهم - أنهم يُخلقون من مواد أخرى، كما ذكر أن هناك ملكا ينغمس في ماء, أو نحوه، ثم يتقاطر منه نقاط , يخلق الله من كل نقطة أو قطرة ملكًا، أو غير ذلك من الأسباب في خلقهم. http://www.thanwya.com/vb/life/icons/mnn.gif بتصرف http://www.thanwya.com/vb/life/icons/mnn.gif |
تابع الملائكة و الجن و الشياطين
الجن و خلقهم العجيب وهكذا -أيضًا- من جملة خلقه الجان الذين ذكرهم في قوله: http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif نعتقد -أيضًا- أن هناك خلقا لا نراهم؛ وهم الجن, وأنهم معنا على الأرض, وأن لهم أشكالا لا نعرفها, ولا ندري من أي شيء يتكونون, أو كيف يتمكنون من قطع المسافات أو نحوها؟ الله أعلم بهيئتهم وبشكلهم وبخلقتهم؛ لكن نتحقق وجودهم, ذكرهم الله تعالى بقوله: http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif وبقوله تعالى: http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif . هكذا أخبر بأنهم خلقوا من مارج من نار, أي : من لهب النار؛ ولأجل ذلك لا تؤثر فيهم نار الدني ا, يعني : أنهم قد لا يحترقون إذا أحرقوا من نار الدني ا, وإن كانوا يتأثرون بما قد يتأثر به الإنس من الضرب والألم وما أشبه ذلك . فالجان خلقهم من عجائب خلق الله تعالى ؛ فهو دليل على قدرة الخالق , كيف خلق هذه الأشكال ؟ ! وكيف جعلها أنواعًا ؟ ! لا يعلم كيفيتها إلا الخالق سبحانه وتعالى , فلا نعلم ما كيفيتهم، هل لهم وجوه وأيدي وأصابع وأظفار كما لنا ؟ الله أعلم بكيفيتهم ؛ ومع ذلك أعطاهم القدرة على أن يتشكلو ا, وأن يخرجوا بأنواع وبهيئات وصفات يتمكنون بها، أحدهم يظهر بشكل حية -مثلا - أو بشكل سبع , أو بشكل كلب , أو بشكل قط , أو بشكل حمار, أو بشكل إنسان , يظهر بأشكال ملونة ، الله هو الذي أقدرهم على هذا التشكل . ولا شك - أيضًا - أنهم يحتاجون إلى ما يحتاج إليه الإنس من الأكل والطعام ونحو ذلك , وإن كنا لا ندري كيف أكلهم ؟ ولا كيف يتقوتون ؟ ورد أن وفد الجن جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم, فذهب إليهم , وبايعهم وبايعوه , وكلمهم , وطلبوا منه الإطعام ، فقال: http://ibn-jebreen.com/images/h2.gif لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه تجدونه أوفر ما يكون لحما، وكل بعرة علف لدوابكم http://ibn-jebreen.com/images/h1.gif ثم قال: فلا تستجمروا بهما أي: بالعظم والروث. دل ذلك على أن لهم دواب مسخرة, قد تظهر لنا في صفة حيوانات كحيواناتنا , وقد لا تظهر؛ بل تختفي , وأنهم يأكلون , نحن نلقي عظام الدواب ليس عليها شيء, ليس عليها من اللحم شيء؛ ومع ذلك يجدون عليها طعامًا يأكلونه , كيف يوجد عليها وقد أُكل ما عليها من اللحم؟ ونشاهدها أيضًا تبقى إلى أن تحترق , أو تكون ترابًا ولا تتغير , ولا نشاهد أحدًا يأخذها أو يرفعها أو يتعرق منها شيئا؟ ! نتحقق صدق ما جاء في الحديث أنهم يجدون عليها طعامًا، وإن كنا لا ندرك ذلك. وهكذا -أيضًا- البعر الذي هو بعر الدواب، نَهَى عن الاستجمار به , وأخبر بأنه علف لدوابهم, ونحن نشاهد أنها -أيضًا- ليس عليها شيء , وأنها لا تتغير من مكانها ؛ ولكن لهم قدرة على أن يجدوا عليها علفًا أو نحو ذلك . فخلقهم ليس من خلق البش ر, وكذلك أكلهم وشربهم وغير ذلك . فخلقهم من عجائب خلق الله تعالى. http://www.thanwya.com/vb/life/icons/mnn.gif |
قال أبوالحسن عبدالعزيز الجرجاني رحمه الله يقولون لي فيك انقباض وإنما *** رأوا رجلا عن موقف الذل أحجما أرى الناس من دانهم هان عندهم *** ومن أكرمته عزة النفس أكرما ولــم أقـض حـق العـلـم إن كـان كلما *** يــد طـمـع صيرته لي سلمَـا وإذا قيـل هذا منهك قلت : قد أرى *** ولكن نفس الحر تحتمل الضما ولـــم أبتـذل في خدمة الـعـلـم مهجتي *** لأخدم من لاقيت لكن لأخُدما أأشقـى بـه غرسًـا وأجنيـه ذلةُ *** وإذا فاتباع الجهل قد كان أحزما ولـو أن أهل العلم صانوه صانهم *** ولو عظموه في النفوس لعظما ولـكــــن أهـانـوه فـهـانـوا ودنسـوا *** محياه بالأطماع حتى تجهما من مقدمة تحقيق الأخ أبي الحسن علي بن أحمد الرازحي من دماج حرسها الله لكتاب أخلاق العلماء للإمام الأجري |
تابع الملائكة و الجن و الشياطين
الشياطين وطبيعة خلقتهم وهكذا -أيضًا- يتحقق أن هناك قسما ثالثا, وهم: إبليس وجنوده, وذريته الشياطين الذين هم ذرية إبليس، قال الله تعالى: http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif هكذا أخبر بأنه امتنع من السجود، ثم قال: http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif دل على أن له ذرية, ذريته هم الشياطين الأبالسة. نحن -أيضًا- نتحقق وجود هؤلاء الأبالسة؛ الذين هم ذرية إبليس, وأنهم يتسلطون على نوع الإنسان, فَيُغْوون كل إنسان يقدرون على إغوائه, ويوقعونه في الذنوب والمعاصي وفي الكفر, ويوسوسون في صدور الناس, كما أُمر بالاستعاذة منهم: http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif . ونتحقق ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من تسلطهم على نوع الإنسان, وأنهم ينفذون في داخل جسده, يقول صلى الله عليه وسلم: http://ibn-jebreen.com/images/h2.gif إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم http://ibn-jebreen.com/images/h1.gif هكذا أخبر أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم . الإنسان لا يكون منه جزء إلا وفيه دم , إذا جرح رأس إصبعه وجد فيه دم , وإذا جرح كفه وجد الدم , وإذا جرح ذراعه أو عضده أو ساقه أو قدمه أي: أن جميع اللحم يجري فيه الدم, أي: أن الشيطان ينفذ في مسام الإنسان , في جسده كله , ويسري في جسده حتى يصل إلى قلبه ويوسوس له ؛ ومع ذلك لا يحس به الإنسان , ولا يشعر بنفوذه فيه ؛ ولكن له قدرة , وله تمكن من نفوذه في جسد الإنسان إلى أن يصل إلى قلبه ويُذَكِّره ، ويقول له : افعل له كذا .., اذكر كذا وكذا . فنصدق بذلك , ونجزم بصحة ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم؛ ولو كنا لا نشعر بذلك عيانًا , ولا نرى هؤلاء الشياطين . فهذه أقسام ثلاثة - حجب الله تعالى صورهم عن أنظارنا, لا ندرك كيفيتهم - ( الملائكة , والجن , والشياطين ). وكذلك هناك نوع رابع : وهو( روح الإنسان ) . http://www.thanwya.com/vb/life/icons/mnn.gif |
بارك الله فيكم
|
جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 09:15 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.