بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   المواضيع و المعلومات العامة (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=1640)
-   -   الرئيس محمد أنور السادات (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=218512)

محمد حسن ضبعون 21-06-2010 05:19 PM

الرئيس محمد أنور السادات
 
الرئيس محمد أنور السادات

رئيس جمهورية مصر العربية
١٩٧٠ - ١٩٨١


ولد محمد أنور السادات أو أنور السادات، كما عرف في ٢٥ ديسمبر ١٩١٨، في قرية ميت أبو الكوم، مركز تلا، محافظة المنوفية، لأسره مكونه من ١٣ أخ وأخت, والتحق بكتاب القرية ثم انتقل إلى مدرسة الأقباط الابتدائية بطوخ دلكا وحصل منها على الشهادة الابتدائية .
http://sadat.bibalex.org/images/school_thumb.jpg
عام ١٩٢٥، انتقل محمد أنور السادات إلى القاهرة بعد عودة أبيه من السودان، على اثر مقتل السير لي ستاك، قائد الجيش الانجليزي في السودان، حيث كان من تداعيات هذا الحادث أن فرضت بريطانيا على مصر عودة الجيش المصري من السودان، فقد كان والد السادات يعمل كاتبا بالمستشفى العسكري بالسودان.
التحق السادات بالعديد من مدارس القاهرة، مدرسة الجمعية الخيرية الإسلامية، ثم مدرسة السلطان حسين بمصر الجديدة، فمدرسة فؤاد الأول الثانوية، ثم مدرسة رقى المعارف بشبرا، وحصل من الأخيرة على الثانوية العامة.

http://sadat.bibalex.org/images/school2_thumb.jpghttp://sadat.bibalex.org/images/student_thumb.jpgعام ١٩٣٦ أبرم مصطفى النحاس باشا، رئيس وزراء مصر، معاهدة ١٩٣٦ مع بريطانيا، والتي سمحت بأتساع الجيش المصري ودخل على أثرها أنور السادات وجمال عبد الناصر ومجموعه كبيرة من رموز ثورة يوليو إلى الكلية الحربية .

عام ١٩٣٨تخرج السادات من الكلية الحربية وألحق بسلاح المشاة بالإسكندرية، وفى العام نفسه (١٩٣٨) نقل إلى منقباد وهناك التقى لأول مره بالرئيس جمال عبد الناصر، وانتقل فى أول أكتوبر عام ١٩٣٩ لسلاح الإشارة ، وبسبب اتصالاته بالألمان قبض عليه وصدر في عام ١٩٤٢ النطق الملكي السامي بالاستغناء عن خدمات اليوزباشي محمد أنور السادات .

اقتيد السادات، بعد خلع الرتبة العسكرية عنه، إلى سجن الأجانب ومن سجن الأجانب إلى معتقل ماقوسه، ثم معتقل الزيتون قرب القاهرة، وهرب من المعتقل عام ١٩٤٤ وظل مختبئا حتى عام ١٩٤٥، حيث سقطت الأحكام العرفية وبذلك انتهى اعتقاله حسب القانون .

أثناء فتره هروبه عمل السادات تباعا على عربه لوري، كما عمل تباعا ينقل الأحجار من المراكب النيلية لاستخدامها في الرصف، وفى عام ١٩٤٥ انتقل إلى بلدة أبو كبير في الشرقية حيث اشترك في شق ترعة الصاوي .
عام ١٩٤٦ اتهم السادات في قضيه مقتل أمين عثمان، الذي كان يعد صديقا للانجليز ومساندا قويا لبقائهم في مصر، وبعد قضاء ٣١ شهرا بالسجن حكم عليه بالبراءة , ثم التحق بعد ذلك بالعمل الصحفي، حيث عمل بجريدة المصور، واخذ في كتابة سلسله مقالات دوريه بعنوان ٣٠ شهرا في السجن بقلم اليوزباشي أنور السادات، كما مارس بعض الأعمال الحرة .

عام ١٩٥٠ عاد إلى القوات المسلحة ( بمساعدة زميله القديم يوسف رشاد طبيب الملك الخاص ) برتبه يوزباشي، على الرغم من أن زملاؤه في الرتبة كانوا قد سبقوه برته الصاغ والبكباشي , وقد رقى إلى رتبه الصاغ ١٩٥٠ ثم إلى رتبه البكباشي عام ١٩٥١، وفى العام نفسه اختاره عبد الناصر عضوا بالهيئة التأسيسيه لحركه الضباط الأحرار .
شارك السادات فى ثورة يوليو ١٩٥٢ والقي بيانها، وكانت مهمته يوم الثورة الاستيلاء على الإذاعة ، كما حمل مع محمد نجيب إلى الإسكندرية الإنذار الذي وجهه الجيش إلى الملك للتنازل عن العرش.

محمد حسن ضبعون 21-06-2010 05:20 PM

خلال الفترة ١٩٥٣ – ١٩٧٠ تولى أنور السادات العديد من المناصب :

١٩٥٤عين السادات سكرتيرا عاما ورئيسا لمنظمة المؤتمر الإسلامي .(محكمة الشعب ) ١٩٥٧تقلد السادات منصب الأمين العام للإتحاد القومي، حزب الحكومة ، وظل بذلك الموقع
حتى حل محله الإتحاد الإشتراكى العربي في عام ١٩٦٢.
١٩٥٥- ١٩٥٦تولى السادات منصب رئيس تحرير جريدة الجمهورية .١٩٥٧-١٩٦٠تولى السادات منصب نائب رئيس مجلس الشعب .١٩٦٠- ١٩٦٨تولى السادات منصب رئيس مجلس الشعب .١٩٦١تولى السادات منصب رئيس مجلس التضامن الافرو أسيوى . ١٩٦١ وبعد تكوين الجمهورية العربية المتحدة أصبح السادات رئيساً لمجلس الأمة الموحد ١٩٦٢انضم السادات للجنة التنفيذية العليا للإتحاد الإشتراكى العربي ، وصار عضواً في المجلس الرئاسي (٢٧ من سبتمبر ١٩٦٢- ٢٧ من مارس ١٩٦٤)١٩٦٢على أثر انفصال سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة، عمل السادات كرئيس مشارك للجمعية التأسيسية المكونة من (٢٠٠) عضواً التي تقدمت بميثاق العمل الوطني ١٩٦٩- ١٩٧٠عين السادات نائبا لرئيس الجمهورية .
عام ١٩٧٠ تولى السادات رئاسة مصر خلفا للرئيس جمال عبد الناصر
عام ١٩٧١ قاد حركة التصحيح لمسار ثورة ٢٣ من يوليو ١٩٥٢، في ١٥ من مايو ١٩٧١.
عام ١٩٧٣ تولى رئاسة الوزارة وكذلك فى أعوام ١٩٧٤ و ١٩٨١.
عام ١٩٧٣ قاد السادات مصر والعرب نحو تحقيق نصر حرب أكتوبر التى أدت إلى استرداد مصر كامل أراضيها المحتلة .
عام ١٩٧٤ اتخذ السادات قرار الانفتاح الاقتصادي ، الذي أعاد النظام الرأسمالي للاقتصاد المصري
عام ١٩٧٥ قام السادات بافتتاح قناة السويس بعد تطهيرها من أثار العدوان
عام ١٩٧٧ قام السادات بمبادرة شجاعة من اجل إحلال السلام فى الشرق الأوسط، وأعلن فى مجلس الشعب المصرى انه على استعداد للسفر إلى إسرائيل وإلقاء خطاب فى الكنيست الاسرائيلى، فكانت زيارة القدس فى العشرين من نوفمبر ١٩٧٧
عام ١٩٧٨ وقع الرئيس السادات على إطار السلام لاتفاقيه كامب ديفيد بحضور الرئيس الامريكى جيمى كارتر ورئيس الوزراء الاسرائيلى مناخيم بيجين .
عام ١٩٧٨ نال الرئيس السادات مناصفة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مناخيم بغين
جائزة نوبل للسلام للجهود الحثيثة في تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط .
عام ١٩٧٩ وقع الرئيس السادات على إطار السلام النهائي بين مصر وإسرائيل -معاهدة كامب ديفيد- بحضور الرئيس الامريكى جيمي كارتر ورئيس الوزراء الاسرائيلى مناخيم بيجين .
انتهى حكم السادات باغتياله أثناء الاحتفال بذكرى حرب ٦ أكتوبر عام ١٩٨١، إذ قام خالد الاسلامبولي وآخرون بإطلاق النار عليه أثناء الاستعراض العسكري .
يعد أنور السادات الرئيس الثالث لجمهورية مصر العربية حيث استمر حكمه ما بين عامي ١٩٧٠ و١٩٨١.

عام ١٩٧٦ أعاد السادات الأحزاب السياسية لمصر بعد أن ألغيت بعد قيام الثورة المصرية, حيث أسس الحزب الوطني الديمقراطي وترأسه وشارك في تأسيس حزب العمل الاشتراكي .

محمد حسن ضبعون 21-06-2010 05:21 PM

أنور السادات له العديد من المؤلفات :
١٩٥٣القاعدة الشعبية ١٩٥٤صفحات مجهولة .١٩٥٧أسرار الثورة المصرية .١٩٥٧قصة الوحدة العربية .١٩٥٧ثوره على النيل . (احدث ضجة فى الأوساط الصهيونية فى الولايات المتحدة وطالبت بمنعه )١٩٦١قصة الثورة كاملة .١٩٦٣نحو بعث جديد .١٩٦٤معنى الاتحاد القومى .١٩٦٥يا ولدى هذا عمك جمال ١٩٧٠٣٠ شهرا فى السجن .١٩٧٨http://sadat.bibalex.org/Images/lastbook.jpgالبحث عن الذات . (يعد من أشهر الكتب إلى ألفها أنور السادات وحصد الكثير من الجوائز )
http://sadat.bibalex.org/Images/movie1.jpghttp://sadat.bibalex.org/Images/movie2.jpg
عام ١٩٨٣ تم إنتاج أول فيلم عن الرئيس السادات، وهو فيلم امريكى بطوله النجم الأسمر الامريكى لويس جويس جونيور الحاصل على جائزة اكاديميه ايمى، وكان اسم الفيلم "سادات" (sadat ) وقد حصل الفيلم على جائزة سينمائيه بالاضافه إلى انه رشح إلى جائزة ايمى، وفي عام ٢٠٠١ تم إنتاج أول فيلم مصري عن الرئيس السادات وهو فيلم "أيام السادات" بطوله النجم المصري أحمد زكى، ويعد أداء احمد زكى لشخصيه الرئيس السادات هوا لأفضل حتى الآن وقد حقق الفيلم نجاح جماهيري كبير في مصر .

محمد حسن ضبعون 21-06-2010 05:24 PM

تزوج الرئيس السادات مرتين.... المرة الأولى كانت من السيدة إقبال ماضي وأنجب منها ثلاث بنات هم رقيه, راويه, كاميليا وطلقها ١٩٤٩وفى العام نفسة تزوج من السيدة جيهان رؤف صفوت (أطلق عليها بعد ذلك جيهان السادات ) ، وأنجب منها 3 بنات وولد هم لبنى و نهى و جيهان و جمال .

http://sadat.bibalex.org/Images/Jehan.jpg
جيهان السادات زوجه السادات كانت تعد في فتره من الفترات سيده مصر الأولى وهى الفترة التي تولى فيها السادات رئاسةالجمهورية ١٩٧٠-١٩٨١ وهى بذلك تعد أول سيده تحمل هذا الاسم منذ قيام ثوره يوليو، وتميزت السيدة جيهان السادات خلال فتره حكم زوجها بارتباطها ودعمها للأعمال والمشاريع الخيرية والاجتماعية، بالاضافه إلى النشاط الكبير الذي مارسته خلال فتره حرب أكتوبر من تجميع الدعم المادي والخيري وتنظيمه وتوزيعه على جرحى ومصابى حرب أكتوبر المجيدة .

محمد حسن ضبعون 21-06-2010 05:25 PM

بيان الرئيس محمد أنور السادات
أمام مجلس الأمة
في ٧ أكتوبر ١٩٧٠


أيها الإخوة المواطنون أعضاء مجلس الأمة
لقد جئت اليكم على طريق جمال عبدالناصر . وأعتبر أن ترشيحكم لى بتولى رئاسة الجمهورية ، هو توجيه بالسير على طريقجمال عبد الناصر ، وإذا أبدت جماهير شعبنا رأيها فى الاستفتاء العام بنعم ، فإننىسوف أعتبر ذلك أمرا بالسير على طريق جمال عبد الناصر ، الذى أعلن أمامكم بشرف ،أننى سأواصل السير فيه على أى حال ، ومن أى موقع ، ان الايام الماضية من حياتناكانت ايام حزن عظيم ، ولكن هذه الأمة الخالدة استطاعت بصمودها الفذ أن تحول مشاعرحزنها العظيم إلى طاقة قوة عظيمة ، فخرجت مما عانت بأسرع مما قدر أحد ، وقررت وصممتوحسمت فى عبارة واحدة شاملة قاطعة قائلة فى نفس واحد : طريق جمال عبد الناصر
أيها الإخوة
، لقد كنت أفكر طويلا خلال الايام الاخيرة فيما يمكن أن نقوم بهفى مواجهة ما قضت به ارادة الله عز وجل ، وقد وضعت لتفكيرى كله قاعدة واحدة ، هى أنأبدأ كل تصرف بسؤال محدد هو : ماذا كان يطلب منا لو أنه كان مازال بيننا ، وكنت علىضوء معرفتي به ، رفقة ثلاثين سنة ، وزمالة نضال وراء معركة بعد معركة ، وفهم صديقلصديق ، كنت أقدر الخطى والمواقع ، باحثا على هذا النحو ، ومستلهما ، ولو كان جمالعبد الناصر بيننا هذه اللحظات لقال لا تحزنوا ولكن تحركوا ! لا تقفوا ولكن تقدموا ،لا تترددوا ولكن أكملوا الطريق ، وذلك ما فعله شعبنا العظيم ، وذلك ما فعلته تعبيراعن كل المؤسسات السياسية والدستورية التى تمثل سلطة الشعب
أيها الإخوة
اننى لست بحاجة ان اطيل عليكم فى وصف معالم طريق جمال عبدالناصر، فأنتم تعرفونه وشعبنا يعرفه ، وأمتنا العربية تعرفه ، والدنيابأثرها تعرفه، انه طريق طويل بمسافة آمالنا ، وهو طريق شاق بمقدار ما نواجه من خطر، وآمالنا علىالأفق العريضة ، والخطر من أعدائنا وصل الى احتلال بعض من ترابنا الوطنى المقدس ،وأريد أن أحدد أمام حضراتكم مجموعة من النقاط أرى لها أهمية خاصة قبل ان نصل الىمجمل طريق جمال عبد الناصر ، هذه النقاط ذات الاهمية الخاصة ، هى كما يلى
اولا : اننا مطالبون بالدرجة الاولى ، وبكل الوسائل بمواصلةالنضال من أجل تحرير كل الأرض العربية المحتلة فى عدوان سنة ١٩٦٧ ، وهى القدسالعربية وغزة والضفة الغربية للأردن والمرتفعات السورية وصحراء سيناء المصرية ،وذلك مع الحرص الكامل على حقوق الشعب الفلسطينى ، وعلى استمرار نضاله فى سبيل أرضه، ومن أجل مصيره والضمان الحقيقى لهذا الهدف المشروع من نضالنا يتمثل فى مطلب أساسىواحد ، هو تعزيز القدرة القتالية للقوات المسلحة المصرية لتكون حماية للسلام القائمعلى العدل أو أداة لفرضه
ثانيا : اننا مطالبون بمواصلة النضال من أجل وحدة الأمة العربية . وإن متناقضات هذه الأمة وتأزمها طبيعى فى مرحلة الماضى التى تعيشها الأمة لا يجب لهان يلهينا عن جوهر الحقيقة التى طالما نادى بها وعمل من أجلها جمال عبد الناصر ،وهى أننا أمة واحدة تاريخها واحد ونضالها واحد ومصيرها واحد
ثالثا : اننا مطالبون بتحديد اعداء امتنا تحديدا لا شبهة فيه . وأعداؤنا هم اسرائيل والصهيونية الدولية والاستعمار العالمى . ونحن فى صراع مصيرىمعهم جميعا وهو صراع لا يستهدف الغزو ولكن يطلب الأمن ، لا يستهدف السيطرة ولكنيطلب الحرية . لا يستهدف الحرب للحرب ولكن يطلب السلام كما يجب ان يكون السلام
رابعا : اننا مطالبون بالتمسك بسياسة عدم الانحياز ، ولكن سياسة عدمالانحياز كما علمنا جمال عبد الناصر ليست موقفا سلبيا وانما سياسة عدم الانحياز علىطريقته هى انحياز لاستقلالنا وانحياز لحريتنا وانحياز للسلام وانحياز للتقدم
و بالتالى فهى سياسة تعد للأخطار التى تهدد هذه القيم كلها وانصداقتنا الخاصة مع الاتحاد السوفيتى وشعوبه العظيمة ووراءه مجموعة الشعوبالاشتراكية الكبيرة لتتسق اتساقا كاملا مع سياسة عدم الانحياز وهى تطبيق عملىوواقعى لشعار من أبرز شعارات قائدنا العظيم وهو القائل : نصادق من يصادقنا ونعادىمن يعادينا
خامسا : اننا مطالبون دواما بأن نذكر ولا ننسى أننا جزء من حركةالتحرر الوطنى العظيمة باتجاهها التقدمى الاشتراكى واننا جزء من حركة التقدمالعالمى الضخمة واننا بشعبنا وأمتنا تيار حضارى مؤثر يعطى ويأخذ ويفعل ويتفاعل
سادسا : اننا مطالبون أولا وأخيرا بالحفاظ على المكاسب الاشتراكيةالتى تحققت لجماهير قوى شعبنا العامل ، وبالمضى فى هذا الطريق الذى رسمه وحدده لناقائدنا جمال عبد الناصر ترجمة أمينة لآمال جماهير الشعب العامل وحتمية مصير ووجود
أيها الإخوة
بعد هذه الملاحظات أجئ الى مجمل طريق عبد الناصر ولن تسمعوافيه منى جديدا وكل ما أفعله فيه هو أن أؤكد عهدا . اننى جئت ومعى إلى هذا المجلسوثيقة واحدة اودعها فيه وأمشى قائلا لكم هذا برنامجى أيضا لأنه إرادة الشعب . اننىأودع فى هذا آخر الجلسة بيان ٣٠ مارس فذلك آخر برنامج متكامل قدمه جمال عبد الناصرلأمته وصدقت عليه جماهير شعبه فى استفتاء عام حر واعتمدته طريقا للنضالوامتداداعضويا للميثاق على ضوء الظروف الطارئة التى واجهت نضالنا ابتداء من يونيوسنة ١٩٦٧ ان بيان ٣٠ مارس يمثل فى هذه المرحلة وحدة أمتنا . ونحن فى حاجة الى هذهالوحدة ، وبيان ٣٠ مارس يمثل فى هذه المرحلة أهدافنا الواضحة ، ونحن فى حاجة الىوضوح الهدف
و بيان ٣٠ مارسو بيان ٣٠ مارس تجسيد لارادة شعبية لا يرقى اليها شك .. وفوق كلذلك فإن بيان ٣٠ مارس امتداد عضوى للميثاق وهو العلامة التى كتبها جمال عبد الناصربنفسه على رأس طريقه
أيها الإخوة
لكننى أود أن أضيف شيئا إلى ذلك وأقول لكم بأمانةالاحساس بالمسؤلية ذلك أن العمل من أجل تطبيق برنامج ٣٠ مارس فى وجود جمال عبدالناصر شئ والعمل والتطبيق فى غياب جمال عبد الناصر شئ آخر ان جمال عبد الناصر كانبطلا تاريخيا ، والبطل لا يصنع ولكنه يولد من ضمير أمته . ولهذا فإن قدرته لا يمكنأن تقاس بما تواضع عليه الناس من معايير ، ان غياب البطل يعنى شيئا لا ينبغى له انيغيب عنا وهو أن المسؤلية تصبح كلها واجب الجماهير بقواها العاملة ومؤسساتهاوتنظيماتها وأجيالها الحرة المتصلة اتصالا مباشرا بكفاح كل يوم لذلك فإن تأكيدناللعهد يجب أن يصحبه استعدادنا جميعا لتحمل مسؤليات كان وجوده يعفينا منها . وأصارحكم القول انه ليس بمقدورى ولا بمقدور أى شخص أن يتحمل ما كان يتحمله جمال عبدالناصر ولذلك فإنه من الضرورى إعادة توزيع المسؤليات ضمانا لأداء الأمانة كما يجبأن تؤدى الأمانة وفاء لحق الشعب وتكريما لذكرى قائده
يمثل فى هذه المرحلة ارادة شعبية تعلو أى إرادة غيرها
أيها الإخوة
انكم أضفيتم على شرفا يعلم الله أنه لم يخطرببالى فى حياتى ولا سعيت اليه واننى أقدر مسؤلية ما ترون . لكن عونى فى تحملالمسؤلية أن تكونوا كلكم والأمة بأسرها معى قولا وعملا على طريق جمال عبد الناصرالذى نعيشه الآن فى قلب أمته العربية بقدر ما عاشته أمته العربية فى قلبه إلى لحظةسلمنا فيها علم الكفاح
ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينااصرا كما حملته على الذين من قبلنا ، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عناواغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

محمد حسن ضبعون 21-06-2010 05:28 PM

بيان الرئيس محمد أنور السادات
أمام مجلس الأمة
في١٨اكتوبر١٩٧٠

أيها الإخوة المواطنون
لقد تلقيت أمركم وأدعو الله سبحانهوتعالى أن يكون أدائى للمهمة التى كلفتمونى بها على نحو يرضاه شعبنا وترضاه أمتنا ،ويرضاه المثل الأعلى الذى وضعه القائد الخالد ، وأعطاه كل شئ من الحياة الى الموتاننى اعتبر النتيجة التى أسفر عنها الاستفتاء الشعبى على رئاسة الجمهورية أمانةومسـؤلية
أعدكم بدورى أن أعطيها كل شئ بلا تردد ، وبلا تحفظ ، وبكل ما يملكهالجهد ، وتتسع له القدرة ، وأثق ثقة كاملة مستمدة من إيمانى بالله وإيمانى بالشعب.. انكم جميعا سوف تكونون معى على الطريق الذى يمتد فيه نضالنا نحو آفاق الأملالمرتجى
لقد قلت لكم من قبل انكم لتعرفون ان الأمانة والمسؤلية الكبيرة وقلتلكم من قبل - وانكم لتعرفون- إن الطريق طويل وشاق ، وقلت لكم من قبل - وانكملتعرفون - إن آمالنا رحبة وواسعة ، والوفاء بذلك كله فوق طاقة أى فرد
وتحقيق ذلك كله يتعدى احتمال أى انسان ، ووصولنا الى ما نريد - بمقاييس العصر وقيمته وأحلامه - يحتاج الى الأمة بأسرها تزحف زحفا على الطريق ،تؤمن بنفسها وتؤمن بهدفها ، وتؤمن بالتطور والتقدم وتؤمن بحتمية انتصار الحياة : وتنتصر لكل ما تؤمن به
ان ثقتى بهذه الأمة الخالدة لتتأكد الى غير ماحد ، حين أرجع البصرمستذكرا ما واجهنا وعانيناه خلال الاسابيع الاخيرة لقد أراد الله عز وجل - ولااعتراض على حكمه أو حكمته - أن يمتحن صلابتنا فى أغلى ما كان عندنا ، وأعز ما كنانملك .. وجاء ذلك فى أعصب الأوقات وأحرج الظروف و لو وهن عزمنا لكان لنا العذر .. ولو أخذتنا الصدمة لشفعت لنا قسوة المفاجأة، لكن شعبنا كان عظيما .. عظيما .. عظيما . لقد حمل أحزانه بنبل وكبرياء وعبر الجسر من مرحلة كنا فيها مع القائد الخالد إلىمرحلة نحن فيها بغيره .. مستمرا على نفس الطريق ، متوجها إلى نفس القصد لا يثنيهعائق ، ولا ترده قوة . مدركا فى وعى عميق أنه بذلك لا يؤكد استمرار مبادئه فحسب .. وانما يثبت فى نفس الوقت ضرورة انتصارهأيها الإخوة المواطنون
لابد أن أصارحكم أننى اعتز بالنتيجة التى أسفرعنها الاستفتاء الشعبى .. أى أكثر من ستة ملايين قالوا نعم لترشيحى .. وأكثر منسبعمائة ألف قالوا لا و أعتبر بأمانة أن هذه ظاهرة صحية وإن كنت أود أن أضيفاعتقادى الشخصى بأن الذين قالوا لا لم يقولوها اعتراضا على الثورة .. ولا علىاستمرار الطريق ، وانما كان قولهم لها تحفظا على المرشح لرئاسة الجمهورية نفسه انذلك - وأصارحكم القول - لم يسبب لى أى ضيق .. ولا اعتبرته مدعاة للأسف.. إنمااعتبرته ظاهرة صحية . فإن هذا الشعب لا يجب ان يمنح ثقته المطلقة لفرد بعد جمال عبدالناصر .. بل ولقد كان جمال عبد الناصر نفسه أعلى الأصوات تحذيرا من اعتماد الأمةعلى الفرد و اننى اعدكم أننى سأكون للجميع . للذين قالوا نعم والذين قالوا لا ، انالوطن للجميع، والمسئول فيه مؤتمن على الكل بغير استثناء . لقد شرفنى ان يقول أكثرمن ستة ملايين رأيهم بنعم .. واعتبرت ذلك حسن ظن مسبق اعتز به ، وأرجو الله أنيمنحنى القدرة على أن أكون أهلا له وجديرا به و لقد شرفنى فى نفس الوقت ان يقولأكثر من سبعمائة الف رأيهم بلا ، ولم اعتبر ذلك رفضا ، وانما اعتبره حكما مؤجلا .. وأرجو الله أن يمنحنى القدرة على أن أصل بالأمانة إلى حيث يجب أن تصل الأمانة .. وأن يجئ الحكم المؤجل قبولا حسنا ، ورضا من الناس والله فى نهاية المطافا ضد كل قوى الظلم والعدوان
أيها الإخوة المواطنون
فلنتوجه الآن بكل قوانا إلى مسيرتناالمستمرة ان هناك عملا كبيرا يجب ان نقوم به وأن نحسن القيام به . ان هناك معركةتنتظرنا .. ويجب أن نعطيها شعبا وجيشاكل ما تفرضه علينا من تبعات وتضحيات
ان هناك امة عربية تناضل على طريقه .. وسوف نكون خير رفقة فى النضالان هناك عالما بأسره فيه الأصدقاء وفيه الأعداء وسنكون أوفى الأصدقاء للصديق ،وأشرف المقاتلين ضد العدو . ان هناك بناء سوف نواصل اقامته ، وهناك تقدما سوف نواصلاللحاق به ، وهناك قضايا انسانية سوف نكون لها الحماية والسند ، وهناك أعلاما عاليةفوق رؤوسنا وسوف يكون جهدنا ـ بمشيئة الله عزا لمبادئنا وكرامة لأعلامنا
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

محمد حسن ضبعون 21-06-2010 05:29 PM

خطاب الرئيس محمد انور السادات
في الجلسة الختامية لمجلس الشعب
لتكريم ابطال اكتوبر
فى١٩ فبراير ١٩٧٤



بسم الله
وما النصر الا من عند الله
ايها الاخوة والاخوات ٠ ٠
اطلب منكم ان نقف معا دقيقة تحية لشهدائنا الابطال
ايها الاخوة والاخوات ٠ ٠
جرت العادة والتقاليد بعد المعارك الكبري ان يقدم القائد العام للقوات المسلحة تقريره إلي رئيس الدولة ٠ تقرير عن المعارك التي خاضتها هذه القوات يعرض فيه الجهود التي قامت بها القيادات ويسجل أعمال البطولة التي قام بها الجنودوالضباط ٠ ولقد طلبت من القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول أحمد اسماعيل أن يقدم هذا التقرير التاريخي إلي تحالف قوي شعبنا العامل فهذا الشعب هو صاحب الاسلحة التي حققت المعجزة ، هي اسلحة لم تصنع من الفولاذ فقط وانما صنعت ايضا بالإيمان والاصرار صنعت بالعناد والعرق ، صنعت بالدم والتضحية وقوة الاحتمال ، هذا الشعب الذي حرم نفسه لسنوات طويلة الحياة ليوفر لجيوشه المال والسلاح ، هذا الشعب الأبي الذي يأكل اليوم بالبطاقات ويقف في الطوابير ويتحمل عذابا يوميا في حياته من أجل أن يحقق النصر لامته العربية كلها
ايها الاخوة والاخوات ٠ ٠
ان تضحيات الشعب المصري هي التي زادت من فاعلية الصواريخ وهي التي ضاعفت من قــــوة انطلاق المدافع وهـــي التي ضاعفــت ايضا من صلابة الدبابات وشــراســة الطائرات ٠ ولقد عاش شعبنا وأمتنا العربية خمسة قرون في أحضان الهزيمة ٠ سارت مواكب النصر في شوارعه ولكنها كانت مواكب جيوش الغزاةالاجانب وليست جيوشه ٠ ورفعت اعلام النصر في الميادين ولكنها كانت أعلام الدول المحتلة ولم تكن اعلامه ٠ واليوم اعلن لشعبنا ولأمتنا العربية كلها أن قرون التخلف والهزيمة قد انتهت بعد أن حققت القوات المسلحة في مصر وسوريا تؤيدها قوات الشعوب العربية أول نصر حقيقي للعرب منذ عدة قرون ، ولاول مرة منذ خمسمائة سنة تمشي مواكبالنصر المصرية في شوارعنا وترفع اعلام النصر المصرية في مياديننا ٠ هذه القوات ردت للعرب كبرياءهم واعادت اليهم ثقتهم في أنفسهم ٠ بل استردت لهم احترام شعوب الدنياكلها ٠ وهنا أيها الاخوة والاخوات يهمني أن اقدم شكري وشكر بلادي وتقديرها لاشقائناالعرب ملوكا ورؤساء شعوبا وقوات مسلحة ، اشكر الذين حاربوا معنا بأرواحهم وبذلواالدم مشاركة لنا في معركتنا ، واشكر الذين حاربوا معنا بامكانيتهم واضافوا بمواقفهم وتضامنهم قوة رائعة جديدة للمعركة ٠ ونحمد الله ، نحمد الله ، فقد اطلت انوار الفجرالجديد علي كل شبر من الارض العربية ، فجر العرب الأحرار بعد ظـلام طويل دامس ، فجرللانسان العربي الجديد بعد ليل طويل حالك ، فجر للأرض التي اختارها الله سبحانه وتعالي للهداية والحكمة والرشاد ، فجر تتدعم فيه قلاع الحرية لتدك فيه كل دعاوي واطماع الاقوياء ، فجر الحب والبناء ، فلا مكان هنا اليوم للحقد أو الضغينة والبغضاء ، فجر لاذل فيه ولا اذلال ولا ظلم ولا طمع ولا استغلال ، فجر السيادة فيه للتحالف العظيم لقوي شعبنا العامل ، الارض لاصحابها والخير كل الخير لمن يزرع الخيرويرعي القيم ويحفظ الوفاء ، فجر يرفع كل مواطن رأسه في كبرياء ويحني فيه الحاكم رأسه طاعة للشعب بعد أن اصبحت القيادة للشعب ، فجر السلطان فيه للقانون صيانة لكرامة الافراد وانصافا لكل مظلوم والاولوية فيه للوطن حبا وعملا وتفانيا واداء ،فجر للعاملــين والمجاهدين لكل من بذل قطرة دم أو حبة عرق من أجل أن يرتفع البناءإلي السماء ، فجر نعوض فيه مع أخوة لنا ما ضاع من العرب من أمجاد ونرد فيه لأمتناالعربية بالوحدة والتضامن مكانها العالي في عالم لم يعد يعترف إلا بالأقوياء ٠ ولقدعرفنا جيدا ماذا يستطيع أن يفعل العرب باتحاد كلمتهم وكيف أن الخلاف والصراع بين العرب كان هو دائما طريقهم إلي الهزيمة والبوار ٠ ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب
أيها الاخوة والاخوات
اذا كان لي أن ادعو القائد العام لكي يقدمتقريره عن مرحلة المعركة فيجب ألا ننسي أو نغفل لحظة عما عاهدنا عليه الله وعاهدنا شعوبنا عليه من أهداف ٠ عهدنا أن نظل نحمل السلاح حتي تتحرر كل الاراضي العربية من العدوان والاحتلال ، عهدنا الا نفرط أو نساوم علي حقوق أهلنا شعب فلسطين ٠ وتحية منا في هذا اليوم لرفاقنا في الســـــلاح علي الجولان ، تحية منا لاخوتنا في الارضالمحتلة ، تحية الصمود والثبات ، فقد طلع الفجر وعهدنا لهم الا نفرط أبدا فيالامانة ، و منذ أكتوبر يعرف أخواننا أن عهدنا هو عهد المحاربين الشرفاء ٠
والسلام عليكم ورحمة الله

smsma81 21-06-2010 05:35 PM

الله الله الله موضوع ممتاز جدددددددددددا:022yb4::022yb4:
الراجل قعد 11سنه عمل اللي معملوش غيره في 30وكان راجل نظرته للمستقبل بعيده وافادت احفاده واحفادهم .

محمد حسن ضبعون 21-06-2010 05:39 PM

حديث الرئيس محمد أنور السادات
فى الاجتماع المشترك للجنة المركزية ومجلس الشعب
لمناقشة ورقة أكتوبر
فى١٨ ابريل ١٩٧٤

بسم الله ٠٠
نجتمع اليوم بعد أحداث مجيدة ومرحلة من أروع وأمجدما عشنا فى حياتنا من مراحل ٠ فى هذه المرحلة تحركت قواتكم المسلحة ومن خلفها الشعبكله فى وقفة صامدة بطولية رائعة شكلتها أعمال القوات المسلحة ومن خلفها صمود شعببأكمله ٠ كان ٦ أكتوبر الذى غير التاريخ ليس فى بلدنا أو أمتنا أو منطقتنا فقطوأنما غير تاريخ العالم كله ، يجئ هذا الاجتماع وكان لابد أن ننظر إلى المستقبل منأجل هذا أعددت ورقة العمل التى وزعت على حضراتكم كرؤية للمستقبل٠
وقبل أن نتكلم فى ورقة العمل يهمنى أن أطرح أمام مؤسساتنا الدستوريةالاساسية موقفين : الموقف الاول هو وقف اطلاق النار لأننى تحدثت عن ٦ أكتوبر يوم ١٦أكتوبر أمام مجلس الشعب٠ الموقف الذى لم أتحدث عنه هو موقف وقف اطلاق النار والموقفالثانى هو اتفاقية فك الارتباط والرؤية أو الموقف الذى نحن فيه الآن ، وبعد ذلكنستطيع أن نتعرض لورقة العمل هذه بالمناقشة ٠ بالنسبة للنقطة الاولى وهى وقف اطلاقالنار ، زى ما تحدثت فى مجلس الشعب يوم ١٦ أكتوبر فى ذلك الوقت طرحت مشروع السلام ٠وكانت انتصاراتنا فى أوجها ٠
بعد ذلك حدث مايسمى بمعركة الدفرسوار اللى هى الثغرة ، ولابد أنكمسمعتم اجتهادات كثيرة عن معركة الدفرسوار كعادتنا فى تأصيل كل شئ وإن أنا طلبت منالمشير اسماعيل أن تعقد ندوة عسكرية علمية تنافش فيها هذه المعركة لكى تكون تحت نظرالجميع ، وانما استطيع أن ألخص هذا الموضوع ببساطة ، لما أقول إنه فى يوم ٥ رمضان ،أى قبل المعركة بخمسة أيام كان اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة و كانت وصيتىالأخيرة لقيادة القوات المسلحة فى هذا الاجتماع هى أن لا تستجيب اطلاقا إلى الحركاتالمسرحية التى لابد ان يقوم بها العدو للتأثير علينا نفسيا ومحاولة كسب رخيص بدونثمن لمجرد أن احنا نفقد أعصابنا ٠ وهو تعود على هذا٠ تعود أنه عن طريق تحركاتمسرحية أكثر منها حقيقة أنه يصيبنا بتجمد فى التفكير ، كانت نصيحتى لقادة القواتالمسلحة آخر نصيحة قلتها ، قلت لهم كل انسان فى مكانه يكون هادئ الاعصاب جداوحاننتظر حركات مسرحية من العدو ٠ فليتمسك كل واحد منكم بالخطة واتركوا هذا للقيادةالعامة حاتتصرف مع الحركات المسرحية اللى حاتجرى ٠
وماحصلتش على النطاق اللى كنت متوقعه ، وأنا كنت متوقع مسرحيات أكبر، واحنا اتعودنا عليها قبل كده زى ما تذكروا فى يوم من الايام جم مثلا عل شاطئالبحر الاحمر وجابوا معاهم التليفزيون وتلفزيون أمريكى وأذاعوا قالوا احنا الآن علىأرض مصر ده الكلام ده من كام سنه فى أثناء الفترة الكثيفه المظلمة بتاعة الست سنواتالعجاف وجابوا الاذاعة والتليفزيون وقالوا احنا الآن على ارض مصر و ٠٠ و و٠٠ وبعدينراحوا راجعين تانى بعد ست ساعات لميين نفسهم وراجعين .... حركات من هذا القبيل دهكان متوقع الكثير منها ولكن زى ما متوقع قلت لأنه فى الست الساعات الاولى العدو فقدتوازنه مالحقش يعمل هذا إلا هناك فى الآخر عملية الدفرسوار٠
عملية الدفرسوار فى ذاتها حتى لغاية وقف اطلاق النار ، لغاية
يوم ٢٢ أكتوبر والخط اللى انتهى اليه الاسرائيليون فى الجيب غرب القناة والخطاللى هو
خط ٢٢ أكتوبر ، هذا الخط كان مصيدة تماما للاسرائيليين وعشان كده بعدذلك زى ماحاجى لكم فى الكلام عن فك الارتباط لما طالبت وقلت ارجعوا لخط ٢٢ وطالبتالقوتين الكبار اللى ضامنين قرار مجلس الامن بوقف اطلاق النار ، لما طالبت أنيعودوا لخط ٢٢ قالوا لا احنا نفضل نروح الشرق ولا نقعدش فى خط ٢٢ أكتوبر لأنه مصيدةزى ما بقول رغم كل هذه الحركة المسرحية التليفزيونية البهلوانية اللي وقفنا اطلاقالنار عنده كان مصيدة زى احنا ماتوقعنا تماما اطلاق ولوأنه فى تقديراتنا القيادة لونفذ التخطيط اللى وضع كان حايكون الخط مصيدة أكبر كمان ، لكن برغم هذا الخط ٢٢ كانمصيدة ٠ أما وجدوا أن خط ٢٢ مصيدة فعلا وقرار من مجلس الامن وضمان القوتين الكباربوقف اطلاق النار انتهزوا الفرصة بعد ساعات من وقف اطلاق النار وخرقوا وقف اطلاقالنار بهدف الاستيلاء على مدينتى السويس والاسماعيلية عشان يبقوا خلف الجيشينالاثنين وخلف قواتنا وبرضه لازلت أقول إنها حركة مسرحية ٠ يبقوا خلف قواتناويستطيعوا أن يحققوا أو ينفذوا شيئاً لنفسهم فى المرحلة المقبلة للى تتلو ذلك لأنالهزيمة كانت واضحة تماما بالنسبة لهم ما أمكنش ياخدوا الاسماعيلية ولا السويس وملوا العالم إذاعات حتىعينوا أسماء المحافظين بتوع السويس والاسماعيلية وانهم استسلموا ومادخلوش ولامحافظين اتعينوا ولاحاجة وكان المحافظون المصريون موجودين ودخلوا ، استطاعت عناصرمنهم فعلا أنها تدخل السويس ولكن زى ماتعلموا جميعا قضى عليها جميعا بمصفحاتهاومدرعاتها وأفرادها وخرجوا جرى ووقفوا بعيداً على مشارف السويس ، الاسماعيلية مااستطاعوش اطلاقا أن يقتربوا منها ٠
ولكن نشأ عن هذا الاختراق ، اختراق خط ٢٢ نشأ وضع هو أن عناصر منالقوات الاسرائيلية جت خلف فرقتين من الجيش الثالث اللى فى شرق القناة فبقى الوضعللقوات متداخلة فى بعضها فى الجنوب تحت عند السويس - فرقتين مصريتين فى شرق القناةوبعدين قوات اسرائيلية جت وقفت وراها وبعدين بقية فرق الجيش الثالث وقفت قدامها ٠بقى فيه تداخل بين القوات ٠ كيف اتخذ قرار وقف اطلاق النار ٠ زى ماسمعتونى قبل كدهحكيت فى يوم ١٩ كان يوم جمعة ، يوم ١٩ أكتوبر فى الساعة واحدة صباحا اتصل بى القائدالعام المشير إسماعيل وطلب حضورى إلى غرفة العمليات ورحت الساعة واحدة صباحاً إلىغرفة العمليات لانه كان فيه رأى بيحبذ أن نستجيب حرصا على قواتنا للعملية المسرحيةبتاعة الدفرسوار بمعنى أننا نسحب قواتنا كلها من الشرق وكان الرأى الغالب عندالمشير اسماعيل والفريق الجمسى وقادة الاسلحة انه مفيش مدعاه لهذا اطلاقاً وإنالتعامل مع القوات اللى جت فى الدفرسوار فى غرب القناة هذا أمر يصير التعامل معاهمنفصلا وتبقى قوات الشرق كاملة وفى هذا اليوم بعد ما استمعت لتقارير القادة جميعااتخذت قرارى بأن لا يسحب من الشرق لا عسكري ولا بندقية ولاشئ اطلاقا لان ده معناهإن احنا بنستجيب للمسرحية وقلت لهم أنا نبهتكم لهذا ان احنا حانواجه مسرحيات وحركاتبهلوانية كثيرة ٠
كان معنى هذا أنه لابد أن نتعامل مع الجيب اللى فى الغرب بواسطةقوات غير قوات الشرق بالكامل ومشى التخطيط على هذا الاساس ٠
إلا أنى تركت غرفة العمليات وعدت الى المقر اللى كان مجهز للمعركةوكنت بأراقب الوضع بقى لى عشرة أيام قبل هذا التاريخ ، أمريكا أعلنت عن مساندتهاوالجسر الجوى اللى بيروح لاسرائيل ٠ تخطيط عملية الدفرسوار ومن قبل عملية الدفرسوارمباشرة كان وضع اليهود الاسرائيلىين واضح أمامى فى سينا واعترفوا هم به ماكانش يسمحلهم اطلاقاً بهذا لولا الامداد الجديد اللى جالهم والإمداد بيجى فين باراقب بييجىفى أرضى على أرضى فى مطار العريش خلف الجبهة مباشرة ٠
أكثر من هذا لقيت أسلحة جديدة تماما دخلت المعركة ورمت أمريكابثقلها كله زى ما أنتم عارفين من أول لحظة والقوتين بيطالبوا بوقف إطلاق النارالأول أمريكا قالت وقف اطلاق النار والعودة إلى الخطوط وبعدين بعد ذلك قالت طيب وقفاطلاق النار على الخطوط الحالية وده كان حوالى يوم ١١ أكتوبر ٠٠ وزى يمكن ما قرأتمأبلغت عن طريق السفير البريطانى فى فجر يوم ١٣ إن أمريكا أعدت لانها تلقت معلوماتإنى قبلت وقف اطلاق النار فأعدت لوقف إطلاق النار على المواقع الحالية ولكنى أبلغتالسفير البريطانى إن ده ماحصلش وأنه احنا ما بنقبلش وقف اطلاق النار إلا بعد ماتنفذ المهام المطلوبة والموكولة لقواتنا المسلحة ٠
بعد هذا العون الامريكى اللى تدفق على اسرائيل وزى ما قرأتم يمكنعشرة أيام وأنا بأراقب الموقف ، وباراقب التدفق بالنسبة لاسرائيل لما وجدت أن فيهأسلحة جديدة دخلت المعركة وإمدادات جديدة دخلت المعركة وتصميم على أن اسرائيل تحاولأن تستعيد شيئاً بعد الهزيمة اللى منيت بها أمام العالم كله ٠ فى يوم ١٩ وبعدما شفتالموقف مع القادة واديت قرارى وعدت إلى المقر اتخذت قرارى بقبول وقف اطلاق الناربضمان القوتين الاكبر والتنفيذ الفورى لقرار ٢٤٢ أيضا بضمان القوتين الاكبر ٠٠ قلتلهم إذا كنتم موافقين على هذا أنا موافق قالوا موافقين ٠ وتم وقف اطلاق النار ثم ماحدث بعد ذلك اللى حكيته لكم عن محاولة الاختراق لمحاولة ايجاد موقف يخرجهم من مأزقخط ٢٢ أكتوبر إلى موقف مساومة جديد ما حصلوش فيه على شئ زى ما قلت لكم الا وجودهمخلف فرقتين من الجيش الثالث عندى فى شرق القناة ٠٠ جه كيسنجر فى نوفمبر وضعنا النقطالستة
كان من مقتضى هذه النقط الستة أن تثبيت وقف اطلاق النار بالعودة لخط ٢٢ أكتوبر فى اطار ما يسمى بفك الارتباط لانه واحنا بنناقش الست نقط كان واضحاًلامريكا وواضحاً للاتحاد السوفييتى وكما هو واضح للاسرائيليين وواضح لنا تماما أنخط ٢٢ أكتوبر ليس إلا مصيدة خطيرة بنتناقش فى هذا توصلنا أنه اذا كان مابيقبلوش
خط ٢٢ أكتوبر طيب يبقى فك ارتباط وفك الارتباط لابد أنه يتم بالصورة اللى احنانقبلها ٠ ده سبب ان احنا حطينا فى النقط الستة النقطة الثانية وهى خط ٢٢ أكتوبر فىإطار فك الاشتباك بين القوتين اما بيقبلوا خط ٢٢ أما بيدخلوا فى مسألة فك الارتباطليس الا تثبيتاً لوقف اطلاق النار لسه ما دخلناش القضية الاساسية إحنا عايزين قبلهوقف إطلاق النار ثم ندخل القضية الأساسية وهى حل مشكلة الشرق الاوسط والسلام ثم ماتم بعد النقاط الست محادثات الكيلو ١٠١ بين العسكريين وألغيتها لما لقيت أنها غيرمجدية - محادثات فى لجنة عسكرية بعد ذلك فى جنيف وأيضا استدعيت وفدنا لما لقيتهاغير مجدية إلى أن جاء يوم ٢٤ ديسمبر - فى يوم ٢٤ ديسمير اجتمع عندى - جمعت المجلسالاعلى للقوات المسلحة وعلى مدى ثمانى ساعات تم انجاز الخطة الكاملة لتصفية الجيبوصدقت عليها بوصفى القائد الاعلى للقوات المسلحة وبعدها بيومين سافرت إلى أسوان
فى ٢٦ ديسمبر لانه كان جهاد السنة السابقة شديداً جدا وكل شئ كان جاهزاً فىمكانه ولم يعد إلا أنى اتصل بالقائد العام وأعطيه الاشارة علشان ننفذ الخطة لتصفيةالجيب٠
وانتظرت ، اتصل الدكتور كيسنجر بى فى أسوان وقال إنه عايز ييجى رحبتعلشان فك الارتباط بين القوتين ، وصل إلى اسوان ، وبدأنا المناقشات وابتدأت رحلاتهاللى قرأتم عنها وتابعتوها بين أسوان وبين إسرائيل لإعداد اتفاق فك الارتباط
زى ما حكيت الاساس فى هذا الاتفاق ليس الا تثبيت وقف اطلاق النار لميدخل إلى صميم المشكلة اطلاقا لأن قرار مجلس الأمن يؤكد على أمرين ، الأمر الأولإيقاف اطلاق النار واحترامه ٠ البند الثانى التنفيذ الفورى للقرار ٢٤٢ وضمانالقوتين الاعظم لهذا التنفيذ الفورى٠ ما زلنا فى النقطة الاولى وهى إيقاف اطلاقالنار واحترامه ٠
- سافر الدكتور كيسنجر وعاد زى ماشفتم وتابعتم أكثر من مرة ولم نتفق ٠٠ كان لنا وجهة نظرنا ٠٠ وكان للاسرائيليين وجهة نظرهم ... أنا طلبت منه رسمىاًقلت له أنا لا أطالب بفك الارتباط إن كل اللى باطلبه خط ٢٢ أكتوبر فقط مش عايز أكثرمن هذا ، أنا عايزهم فى الغرب عندى بس على خط ٢٢ اكتوبر رسميا ، عندئذ فكر الدكتوركيسنجر فى فكرة وهى أن قال ٠٠ طيب أنا باسمع كلامكم باروح اسرائيل هناك باسمعكلامهم والواضح ان كل منكم له وجهة نظره وكل واحد مش عايز يتنازل عن وجهة نظره ولكنأنا شايف فى الناحيتين أنه فيه ميل إلى احترام وقف اطلاق النار - طيب - أمريكاتتقدم بعرض للطرفين فقال لى هل عندك مانع ما عنديش مانع اذا كان هذا العرض يناسبناويتفق مع وجهات نظرنا ماعندناش مانع فقلت له أبداً وعلى استعداد لمناقشته ٠٠ راحاسرائيل وعرض نفس العرض ٠٠ قالوا ماعندهمش مانع ٠٠ ووضعت أمريكا العرض الخاص بنقطةالخلاف وهى الخطين شرق القناة ٠٠ الخطين المصرى والاسرائىلى اللى شرق القناة ٠
ده بقى العرض الامريكى اللى انتهى الأمر بقبولنا ليه احنا الطرفينبعد أن عرض علينا الدكتور كيسنجر ، هذا العرض حاول البعض أن يشوه الموقف ويقول إنهناك اتفاقات سرية ، ماحصلش اتفاقات سرية وإلا كان لابد أن أخطر المؤسسات بها ولوأنها ذات طبيعة عسكرية قد لا يصح الكشف عنها الا بعد فترة ،ولكن ما حصلش اتفاقاتسرية ما يقال عنه اتفاقات سرية هو العرض الامريكى اللى تقدمت به أمريكا -- ليه ؟لان وجهات النظر للطرفين مختلفة وكل واحدة عنده وجهته ٠
مجمل هذا العرض الامريكى أن الخطين شرق القناة كل خط منهم لا يزيدمجموع القوات فيه عن سبعة آلاف جندى بأسلحتهم ٠ آدى مجمل الاتفاق اللى بيقولوا عليهاتفاق سرى ٠٠ اتحط هذا العرض الامريكى قدامنا وأمام اسرائيل ٠٠ حصل عليه تعديلات منجانبنا ومن جانبهم وفى النهاية العرض الامريكى انحط لنا فى صيغة نهائية وكان يتفقمع وجهة نظرنا ٠٠ اتفقنا ووقعت اتفاقية الفصل بين القوات على الكيلو ١٠١ بواسطةالعسكريين ايضا لان هذا الاتفاق ليس الا اتفاق ذو طبيعة عسكرية بحتة لتثبيت وقفاطلاق النار لسه لم ندخل على صلب القضية ده فيما يختص بقرار وقف اطلاق النار وما يختص باتفاقية الفصل بينالقوات ٠ ما خلا ذلك لا توجد هناك أية اتفاقيات أخرى ٠ قالوا فى وقت من الاوقات إناسرائيل اشترطت أنها تعمر مدن القناة وتفتح القناة كذب ماحصلش ولو حصل هذا كنارفضنا ببساطة كلام كثير وفى محاولات كثيرة من بعض اخواننا العرب ٠٠ عناصر قليلة فىبعض البلاد العربية تحاول تشويه مصر ، برضه ما فلحوش لإن احنا بنشتغل بوضوح كاملومافيش شئ بنخبيه اطلاقا ، احنا جاهزين نفصح عن كل شئ ٠٠ بس نفصح بالطريق السليموأنا مـــش ملزم بأن أفصـــح أمــــام حد قبل ما أفصـــح أمــــام المؤسساتالدستــــوربة هــنا داخـــل مـــصر ٠ بانتهاء أو باتمام الفصل بين القوات فى أولشهر مايو حسب الاتفاق أو العرض اللى احنا قبلناه والاسرائيليين أنا باعتبر ان احنادخلنا مرحلة جديدة مش مرحلة أن المعركة انتهت لا ، وده واضح فى الورقة اللى قرأتوهادى ٠٠ لا ٠٠ المعركة لم تنته . ولكن تضاعفت المهمات الملقاه علينا لانه أصبح أمراًحتمىاً أن نبدأ فورا إعادة البناء والتعمير اللى خلال ست سنوات ونصف تخلفنا فيهونبدأ فى حل المشاكل اللى بيواجهها شعبنا اللى صدم وعمل هذا التحول التاريخى الرائعفى حياة العالم كله مش فى حياة أمته أو فى حياة المنطقة بس زى ما قلت وانما هذاالتحول كان فى حياة العالم كله ٠ استحق شعبنا أن نبدأ دخول مرحلة إعادة البناءوالتعمير جنبا إلى جنب مع مسئوليتنا عن المعركة إلى أن ينتهى احتلال اسرائيل للارضالعربية ٠ علينا مهمة مزدوجة لابد أن نسير فى الاتجاهين على التوازى بكل ما نستطيعأن نعيد البناء والتعمير وأن نحافظ على قواتنا المسلحة ونكفل سير المعركة إلى أنينتهى جلاء آخرا جندى اسرائيلى عن الارض العربية ويتحقق السلام بإعادة حقوق شعبفلسطين ٠ فى هذا أنا بآجى للنقطة الاخيرة وهى ما هو الموقف اليوم ؟ أو ما هى الرؤيةاليوم ؟ بدون أى التفات ٠ زى ما قلت هنا - الى محاولات التشكيك والمزايدات ٠ احناتركنا كل هذا وماشيين فى طريقنا بثبات ٠ الموقف اليوم ببساطة يتلخص فى الاتى : انالبند الاول من قرار مجلس الامن وهو وقف اطلاق النار واحترامه نفذ على الجبهةالمصرية باتمام فض الاشتباك ، على الجبهة السورية لسه لم يتم اتمام هذا البند ، الىأن يتم تنفيذ هذا البند وهو تثبيت وقف اطلاق النار ٠
بدون فك الاشتباك على الجبهة السورية لن نستطيع أن نتحرك إلى النقطةنمرة اثنين وهى التنفيذ الفورى لقرار ٢٤٢ بضمانة القوتين الاعظم وهذا أدى ببساطةالى الموقف اللى احنا فيه ٠ خرج البعض وشكك وقالوا إن مصر اتهزمت وأن أنا ماكانشعندى الشجاعة أقول إنى انهزمت - لا - مصر ما انهزمتش ٠ مصر انتصرت أروع انتصار ٠شككوا ولا زالوا بيشككوا حتى هذه اللحظة ولكن أنا زى ما قلت كل ده بندوسه بأقدامنالان احنا شايفين أمامنا طريقنا واضح ، وواضح أمام الكل وخطواتنا ثابتة على هذاالطريق نحو اتمام حل المشكلة ٠
وهنا أحب أن أذكر فى هذه القاعة وأمام شعبنا وأمام أمتنا العربيةكلها ومن قبل ستة أكتوبر ٠ طالما ناديت أن القضية ماهش قضية معركة حانعملها وتحلالقضية وتنتهى فى ساعة ٠ أنا قلت ده صراع طويل ... صراع أجيال - لو تذكروا - قلتههنا ، وقلته لشعبنا وقلته لآمتنا العربية كلها خلال سنة ٧٣ وقبل وقت طويل قبلالمعركة ٠ دى قناعتى إلى اليوم ٠
القضية صراع أجيال مش معركة وتنتهى أبدا ٠ وأنا قلت لو تذكروا أيضاأن التحرك العسكرى على قناة السويس وفى الجولان ليس إلا الشرارة الاولى لبدء الصراعالطويل من أجل حل القضية ٠ البعض - جهلا أو تعمدا - بيتصور أن المسألة بتنتهى فىيوم وليلة - ده مش عايش معانا ولا عارف أيه اللى بيجرى فى العالم من حولنا والانسانبيشفق عليهم لان مصائر الشعوب ماتتاخدش ببساطة أو بانفعال أو بحركات مسرحية أوحركات مزايدات ٠
مصر هنا لم تزايد على حل - ومصر هنا لم تفتح معركة مع حد لنا معركةواحدة فقط احنا فيها إلى أن تتم ان شاء اللّه٠
لكن زى ما قلت أصبح علينا بعد اتمام فك الارتباط وتثبيت وقف اطلاقالنار إنه ننطلق بقوة فى إعادة البناء والتعمير من أجل إسعاد شعبنا بعد الالموالظلام اللى عشناه فى الست سنوات الماضية بعد يونيو ٦٧
يهمنى أن أبلغ مؤسساتنا الدستورية الاساسية أنه بعد فض الاشتباك فىأوائل مارس الماضى أن قواتكم المسلحة فيما عدا بعض الطلبات التى لم يستجب لهاالاتحاد السوفيتى - قواتكم المسلحة فى مارس الماضى أقوى تماما مما كانت فى ٦ أكتوبرسنة ١٩٧٣ وباقول هذا ليه - لأن البعض بيتساءل احنا لسه مادخلناش لصلب القضية وهوالتنفيذ الفورى لقرار ٢٤٢ والمضمون بالقوتين الاعظم لسه مادخلناش٠ البعض بيتساءل ،طيب - ماهو الضمان ان اسرائيل حاتنفذ الانسحاب ٠٠ أو ٠٠ أو ٠٠ أو ٠٠ وأنا رديت علىهذا وعلشان كده بأقول لكم ضماننا الأول هو فى شعبنا وفى قواتنا المسلحة وعلشان كدهباطمنكم أن قواتكم المسلحة فيما عدا الطلبات التى لم يستجب لها الاتحاد السوفييتى - فيما عدا هذه الطلبات قواتكم عادت أقوى مما كانت فى ٦أكتوبر ٧٣ لان دى ضمانه أساسيةعلشان نكمل معركتنا ٠ ليس معنى هذا إن احنا مابنحترمش توقيعنا لا - احنا بنحترمتوقيعنا ونحترم اتفاقنا ونحترم وقف إطلاق النار إلى أن يثبت أن الطرف الآخر لايحترم وقف إطلاق النار - عندئذ يكون لنا موقف آخر ٠ يتبقى نقطة بعد ذلك فى الواقعأخيرة قبل أن نأتى إلى الورقة وهذه النقطة فى علاقتنا مع القوتين الاعظم ٠
علاقتنا أولا مع الاتحاد السوفييتى بوصفه صديقاً لنا - زى ما قلتلكم دلوقت فيه لنا بعض الملاحظات على هذه العلاقة ٠ وده أمر طبيعى حتى بين اللىبيدخلوا حرب حلفاء مع بعض بيبقى بينهم ممكن هذا وبيحصل وأكثر - انما احنا أصدقاءمجرد أصدقاء وممكن أن يحدث شئ أو أشياء فيما بيننا أو سوء فهم فى المرحلة الحاليةانا ما اعرفش ليه فيه سوء فهم على الأقل انا اريد ان أؤكد أمامكم وعلى مسمع منشعبنا كله انه من جانبنا احنا هنا ومن جانب مصر احنا مابنعملش على سوء التفاهم بلعلى العكس نحن نعمل على استمرار هذه الصداقة ، ومابنستجبش أبدا لاى استفزازات أو أىنرفزات من أى جهة - مابنستجبش أبدا : ولكن للاسف بأجد سوء فهم يتمثل أو يترجم أمامىبتصرفات لا أجد لها تفسير٠ يعنى سمعتونى دلوقت بأقول إنه فيما خلا بعض الطلبات اللىطلبناها من الاتحاد السوفيتتى ولم ترد بعد ٠ قواتنا عادت كاملة تماما - بس هذهالطلبات فيها حاجات جوهرية أساسية ٠ هذه الطلبات مثلا - بتترجم سوء الفهم من جانبهم .. أنه أبعث أربع رسائل للرئيس بريجينيف منى كرئيس لمصر وأطلب فيها هذه الطلبات علىمدى الست شهور الماضية فلا يصلنى رد إلا من شهرين مع السفير السوفييتى ان الطلباتتحت الدراسة ثم من شهر مع وزيــــر خارجيـــة الاتحـــاد السوفيتى ، لما زارنا نفسالرد أيضا أن الطلبات تحت الدراسة ٠
مش معقول تكون تحت الدراسة ستة أشهر وأنا أعلم أن هذه الطلبات ليسفيها خوارق أو أشياء مستحيلة - أبدا - وانما عادية تماما ٠ تحت الدراسة ستة أشهرومن الستة أشهر دول كان فيه عندى شهر خــــرج اللى هو الشهر الاول للجيب اللى هـــوشهر نوفمبر ٠ ما أعرفش أن ده يكــــون يعــــنى أمر لسه يحتــاج لدراســــة ٠ أناباترجمه أن فيــه ســــوء فهم ٠ خرج أيضا كلام من عندهم أن مصر خلاص سأمتالاشتراكية ٠ بس الاشتراكية أنا ارجو إنه يكون مفهوم للكل إن إحنا ما اخترناشالاشتراكية لإرضاء حد ما اخترناش وما نختاره لانفسنا هو من صميم مسؤليتنا حسبظروفنا ومقتضيات المرحلة اللى احنا بنمر بيها احنا ما بنحتاجش تعليقات من حد علىاشتراكيتنا ولا على نظامنا كل هذا واضح فى الورقة اللى عند حضراتكم احنا منذ يوم ٢٣يوليو ٥٢ لنا إرادة حرة خالصة هذه الإرادة مصرية مائة فى المائة وستظل أن شاء اللهمصرية مائة فى المائة ، قبل هذا حقيقة بأسف لسوء الفهم هذا قد يكون لان أسباب أخرىأيضا انه بدأت علاقتنا تتحسن وتنفتح على الولايات المتحدة ومع الغرب وايضا معالانفتاح الاقتصادى قيل عنه ما قيل ٠
برضه أنا باقول إن كل دى أمور من صميم شئوننا ولانقبل حتى التعليقلأن التعليق حتى فيه شئ من المجافاة للذوق - يعنى مش عايز أقول كلمة أكثر - لإنىمابحبش أستخدم هذه الالفاظ٠ احنا احرار وأحب أقول لكم إنه زى ما سمعتم منى اللى ضمنقرار وقف اطلاق النار القوتين الاعظم ، ولا مصلحة لنا فى أن نعادى أحداً - لا منالقوى العظمى ولا من الدول اللى ماهش عظمى احنا علاقتنا لابد أن تكون طيبة مع الكللصالح مصر ٠ من يبادرنا العداء نرد عليه لكن لا نبادر أحد بعداء٠ احنا فعلا فىمرحلة إعادة تشكيل علاقاتنا على أساس مبادئنا ، وهى الحياد الايجابى الواضح الكامل، بين المعسكرين فى هذا العالم ٠ واللّه اذا كان هذا لا يلقى قبولاً من البعض ماهشذنبنا - احنا كده - واختارنا لنفسنا كده - كون تعود علاقاتنا ، طيب ماهى المتغيراتالعالمية من حولنا كلها بتنبئ بهذا فى أوربا مؤتمر الامن الاوربى بيجتمع علشان الشرق و الغرب ليوجدواصيغة لأسلوب التعايش ٠ الأيديولوجيات المختلفة المتصارعة اللى هى كانت الرأسماليةوالشيوعية فى روسيا تقابلوا فيما يسمى بالوفاق الدولى - العالم فيه متغيرات ضخمةكتبت لكم عنها - اللى مايعيش هذه المتغيرات يبقى ماهش عايش العصر اللى احنا فيه ٠العالم نبذ الحرب الباردة واتجه الى سياسة الوفاق حتى بين النظامين اللى كانوا مشمتعادين بس ، بل دول كانوا فى صراع ، بقى فيه وفاق ٠ احنا من مصلحة مصر الا يكونلها اى صراع مع قوة كبرى أو أى قــوى أخــرى الا إذا بــادرتــنـا هــذه القوةبالعــداء أو بالصـــراع
وده خط واضح تماما من أجل هذا بيهمنى أبلغكم أنه أمام هذا الوضع أنااخذت قراراً مع القوات المسلحة بتاعتنا بضرورة تنويع مصادر الاسلحة لنا وتنفيذ هذاالقرار فى مثل المرحلة اللى احنا بنمر بها من الصعب على جدا وأنا مسئول ليس أمامشعبنا فقط دائما امام أمتنا العربية كلها أنى أقف مكتوف الايدى أمام ستة شهور طلباتأسلحة لا يرد عليها وأترك قواتنا المسلحة وأترك شعبنا وأمتنا وقضيتنا بدون حمايةوضمان لاستمرار القضية وحلها ٠٠ ده وضعنا ٠٠ أنا باقول بارحب كل الترحيب بأننا نصلالى الموقف اللى نقعد فيه مع بعضنا احنا والاتحاد السوفييتى كاصدقاء ونتصارح مفيششئ عندنا بنخبيه ومفيش خلفيات ولعلهم يكونوا فهمونى كويس من درس الخبراء سنة ٧٢ - اعتقدوا أنى كنت باعمل هذا ، بالاتفاق مع أمريكا أو غيرها وثبت لهم بعد ثمانية شهورأنه ما كانش فيه اتفاق لا مع امريكا ولا مع حد ده كان قرار وطنى بحت وكان وقفة معالصديق زى ما قلت ، قد أيه حناخد على ما نوصل بهذا أرجو أن الوقت ما يطولش ونقعد معبعض ونناقش أموورنا بصراحة ٠
للأسف كل نقط الخلاف السابقة عادت كما هى تماما بدون داعى وسوءالفهم عاد كما هو بدون داعى من جانبنا أنا باقول نحن لا نريد صداقة حد على حساب حدبصراحة ما بنصادقش أمريكا على حساب الاتحاد السوفييتى ولن نصادق الاتحاد السوفييتىعلى حساب امريكا كده بصراحة لإن اللى بيمد ايده بالصداقة لنا بنمد ايدينا بالصداقةله ولان ما يحكمنا هو كلمة واحدة مصر ومصلحة مصر ٠
بيأتى بعد ذلك موقفنا مع أمريكا بدأ بلا شك التحول أو التغيير فىسياسة أمريكا ولعل يوم أن تقدم كيسنجر كما حكيت لكم فى أسوان بعرض أمريكى بينناوبين اسرائيل فى الوقت اللى كانت أمريكا ١٠٠ فى المائة منحازة الى اسرائيل أو فىأحسن الفروض كانت تقول اتكلموا مع اسرائيل ٠٠ يا إما منحازة ١٠٠ فى المائة على وقتجونسون - وجونسون للأسف كانت فترة سوداء فى تاريخ أمريكا زى ما هى فى تاريخنا احناكمان هنا عشناها الايام ما بعد يونيو الاسود أيضا كانت فترة جونسون فى أمريكا سوداءعلى الشعب الامريكى ومعلقيهم الكبار قالوا هذا الكلام قبل احنا ما نقوله - حصل تحولجذرى بدل ماأمريكا تكون منحازة ١٠٠ فى المائة فى جانب اسرائيل أو فى أحسن الفروضتقول لنا اتكلموا لا لما لقى الدكتور كيسنجر المسألة توقفت عاد الرئيس الامريكى ضدموافقته على أن تتقدم أمريكا بعرض بين الاثنين وباعتبر ده تحول جذرى بالنسبة لموقفأمريكا عشان كده كانت بعد ذلك الخطوات اللى تمت بيننا إعادة العلاقات الدبلوماسيةوتطور العلاقات واللقاءات المستمرة اللى فيما بيننا واللى بتحصل ٠٠ بيحلوا للبعض - وأنا كاتب فى الورقة دى - لازم نخلص بقى من عقدة أنه أمريكا حاتضحك علينا أوالاتحاد السوفييتى حايضحك عليكم أو نتعامل مع أى حد يقول أوعوا لحسن حيضحكواعليكم٠٠ احنا نتحرر من العقدة دى ٠ بقى احنا بنعرف مصلحتنا اللى بيوافقنا بنوافقعليه - اللى يتفق مع مصلحتنا بنوافق عليه اللى لا يتفق مع مصلحتنا بنرفضه وده يتمبطريقة علنية لانى مسئول أن أضع أمامكم كمؤسسات دستورية فى البلد وأمام الشعب وأمامأماتنا العربية كل الحقائق واضحة بلا اتفاقات سرية ولا اتفاقات جانبية ، بعد ذلكبنكون أتممنا زى ما قلت لحضراتكم المواقف اللى ما قدمتش لكم عنها تقرير وهى: وقفاطلاق النار 0 ثم اتفاقية فك الارتباط بين القوات 0 ثم صورة الموقف اليوم 0 ثمعلاقتنا مع القوتين الأعظم 0 يتبقى علاقاتنا العربية وأنا أريد أن أطمئنكم أنالموقف العربى ثابت برغم كل المحاولات اللى بنسمعها من حوالينا 0 الموقف العربىثابت وصلب ومستمر إن شاء اللّه00

محمد حسن ضبعون 21-06-2010 05:42 PM

كلمة الرئيس محمد انور الساداتفى حفل ( المعادى ) لتكريم الأبطال المعاقين
فى حرب اكتوبر
فى٩ مايو ١٩٧٤

بسم الله
ابنائى .. هذه الاوسمة التى سأضعها على صدوركم بإسمالشعب كله ... الشعب الذى لن ينسى ابدا ما قدمتم له .. والذى يرى فيكم الوسامالأعظم المعلق على صدر امتنا كلها ... لقد انطلقتم يوم ٦ اكتوبر المجيد تحت شعارالنصر او الشهادة تردون لمصر اعتبارها وتسترجعون لها امجاد تاريخها وتشقون لها عبرحصون العدو واستحكاماته طريقا عريضا نحو مستقبل جديد تماما . لقد كان من حظ كل منكمان يقوم بدور فى هذه الصفحة المشرفة كما كان من حظ مصر ان يكون لها ابناء مثلكم حينازفت ساعة الامتحان الكبير
كل فرد منكم مر فى اثناء القتال المجيد باللحظة الحرجة التى رأىفيها دما ينزف او زميلا يستشهد وآخرين يواصلون الاقتحام ولكن كل واحد منكم فى هذهاللحظة المجيدة الخاصة به كان يساهم فى صنع تلك الملحمة البطولية الرائعة ويرسمبدمه اقدار بلاده لمئات مقبلة من السنين
وانتم بالاشتراك مع اخوة لكم فى القوات المسلحة السورية قد دفعتمضريبة الدم نيابة عن الامة العربية كلها فارتفع بكم رأسها وزادت بكم مكانتها ووجدتعلى وهج تضحياتكم مكانها العزيز تحت الشمس بل ان العالم كله يدرك أبعاد ما حققتم ،قبل أن آتى اليكم كنت اقرأ بالصدفة التقرير السنوى لمعهد الدراسات الاستراتيجيةالدولية فى لندن ... هذا التقرير الذى يصدر غدا يقول: إن حرب اكتوبر بسلاحيهاالعسكرى والبترولى قد جعلت من العرب قوة سادسة فى العالم بعد امريكا وروسيا والصينواليابان وكتلة أوروبا الغربية ويقول ايضا هذا التقرير ان حرب اكتوبر جعلت بقاءاسرائىل فى أى أرض عربية ترفا باهظ الثمن لن تقدر عليه بعد اليوم أبدا
ايها الابناء الابطال .. ايها الابطال أريدكم ان تعرفوا جميعا انكمابناء لكل ام واب واخوة لكل شاب وشابه ومثل اعلى لكل طفلة وطفل فى هذا البلد اريدكمان تعرفوا ان شعبكم لن ينسى جميلكم عليه ابدا
وانه كما كان مستقبل هذا الشعب كله امانة فى اعناقكم وانتم تخوضونالمعارك وتواجهون الموت فإنكم الآن امانة غالية فى اعناقنا جميعا وانتم تضمدونجراحكم وتواجهون الحياة .. لذلك فقد اتخذت اليوم قرارا ان اسند الى كل واحد منكمعملا يحبه بعد شفائه وتأهليه وستأتى اليكم هنا لجان من الخبراء لتقابلكم وتساعدكمعلى اختيار العمل الذى يريده كل منكم ... فمصر اليوم فى حاجة إلى كل واحد منكمليبنى معها بناء الغد
ابنائى الابطال .. ان وجودكم بيننا هو تجسيد حى ومستمر لانتصاراتناوتذكير دائم لنا بمسئوليتنا نحو شعبنا وبلادنا .. وقد حاربتم لكى تفتحوا امام هذاالشعب باب الأمل وصار علينا اليوم ان نعمل بكل جهد لكى نجعل من هذا الامل حقيقة ،اننى ارجو لكم جميعا الصحة والسعادة حتى يستطيع كل فرد منكم ان يروى لأكبر عدد مناهله وابناء بلده قصة ملحمتكم الخالدة وان يقول لأكبر عدد من الاجيال الصاعده انامن الذين عبروا
وفقكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

محمد حسن ضبعون 21-06-2010 05:43 PM

حديث الرئيس محمد أنور السادات
الي إذاعة الشعب
في ٢٥ أكتوبر ١٩٧٥



المذيع : بالنسبة لمعارك أكتوبر أثبتت هذه المعارك بالفعل قدرةالانسان المصري علي التنفيذ والتخطيط علي أعلي مستوي عالمي معاصر ما هو تصور الرئيسالسادات للمنهج الذي يمكن عن طريقه أن تسري روح أكتوبر في كل مجالات العمل الوطنيالداخلي في بلدنا؟
الرئيس : هو أحنا نجحنا في حرب أكتوبر ليه ؟ نجحنا في حربأكتوبر لانه أولا أعددنا لها الارضية في جميع الاتجاهات بمعني الارضية عربيا كان لايمكن ندخل وأحنا ممزقين ومعارك جانبية بيننا أعددنا لها أفريقيا أعددنا لها أمامالعالم وأخذنا قرارا في مجلس الامن بـ ١٤ صوتا ضد صوت واحد سنة ١٩٧٣ أعددنا لها فيدول عدم الانحياز أعددنا لها بوضوح الرؤية ووضوح الخط أمام العالم كله وده اللي خليالعالم احترمنا ، كان فيه اعداد كامل ده بخلاف الاعداد الداخلي يمكن ماحدش يعرفالنهاردة اعداد واحد مجهول وأحب أن ده يتقال أحب أن الناس تعرف كيف اعددنا الجبهةالداخلية شعبنا في منشآتنا ومصانعنا وكل مرافقنا للحرب لا يقل عن الاعداد اللي أناخليته في المرافق الاخري وبعدين كان العنصر الرئيسي جيش مؤمن بالله ، مؤمن بوطنه ،مؤمن برسالته ، تدريب شاق عنيف علي أحدث ما في العصر من علم عسكري بكل هذه العناصرمجتمعة استطعنا أننا نكسب حرب أكتوبر معني هذا لما تيجي ننقله للقطاع المدني وفيالبناء معني أن احنا محتاجين لإعادة تنظيم كامل ، خاصة وأن احنا قفلنا زي ما قلتعلي نفسنا حطينا ستار حديدي من حولنا ، من حولين نفسنا وتصورنا أن احنا بمعزل عنالعالم سنأتي بالمعجزات ودا أثبت أنه خطأ وكانت النتيجة أن أحنا استنزفنا استنزافاكاملا مش بس استنزاف اقتصادي وانما استنزاف معنوي نفسي في سبع سنين سنين الصمودالرهيبة اللي أحنا قعدناها وجفت ونشفت موارد البلد بالكامل وتحقيق الستار الحديدياللي انا بحكي عليه بيضاف اليه روتين الحكومة كنا نشكو منه طول عمرنا ولكن زاد عليهمشاكل مرحلة من سنة ٦٢ مشاكلنا اللي احنا بنعانيها النهاردة محدش يظن انها نتيجةصمود السبع سنوات بس ، لا دي من سنة ٦٢ وإحنا بنرحل مشاكلنا في المرافق مثلا فياللي بيقولوا عنه اللي هو البناء الاساسي للدولة اللي هو بيطلق علي المواصلاتوالاسكان والمياه والتليفونات والنور المياه شبكة المياه محتاجة لتغييرها منذ عشرينسنة ، وكان لازم ابتدينا الكلام ده في سنة ،٦٢ فكنا بنرحل اللي بنعانيه النهاردةشبكة التليفونات نفس الشئ الكهربا نفس الشئ معدلات التنمية في النواحي زي الاسكانوغيرها اترحلت من سنة لسنة علشان نبني للانتاج فترحيل المشاكل من سنة ٦٢ لغاية ماابتدينا بعد ٧٣ بنعيد البناء مرة أخري هو ده اللي مسبب لنا الاختناقات اللي احنابنعيشها ، وأنا احمد الله انها يعني بعد ما يعرفها الناس أنها اختناقات بترحل منسنة ٦٢ احمد الله انها في حجمها الحالي اللي احنا بنشكو منه ما هيش في حجم أخطر كماكان يجب أن تكون لانه فيه جهد بيبذل أنا أملي كبير جدا لان ممدوح سالم اليوم عاشمعايا أولا معركة مايو اللي هي تصفية مراكز القوي وعاش معايا معركة ٧٣ اللي هيمعركة ٦ أكتوبر ، وكان القائد للدفاع الشعبي في الجمهورية كلها وفي عملية السويسكان له دور رائع أنا باقول أني باحمد الله انه النهاردة علي قمة الجهاز التنفيذي فيالحكومة لانه عاش معايا ده كله وعاش معايا التحضير لمعركة أكتوبر وهو بسبيله الانلتطبيق ما اتخذناه لكي ننجح في معركة أكتوبر في الداخل علي النهج الداخلي علشانننجح في معركة التعمير واعادة البناء إن شاء الله
المذيع : اخلاقيات القرية وروح الاسرة الفلسفة التي نادي بها الرئيسوالتي ترسخت اخيرا في الوجدان المصري ماهو الاسلوب الذي يري الرئيس اتباعه لتحقيقهذه الروح وتأصلها في مجال الاسرة العربية علي امتداد الوطن العربي كله خاصة بعد أنظهرت نتائج هذه الروح العائلية في حرب أكتوبر ؟
الرئيس : فرصة كويسة علشان أردعلي بعض الكلام اللي بيتقال النهاردة البعض يقول إن الامة العربية في مأزق بعداتفاقية فك الاشتباك الثاني ، التضامن العربي في مأزق ، أنا باضحك كل ما بقرأ هذاالكلام لانه ما عادش ابدا التضامن العربي بعد أكتوبر يكون في مأزق اللي يكون فيمأزق هو العقلية الحزبية الضيقة الاقليمية اللي بتنظر تحت رجلها بس ما بتبصش للاماملن يستطيع أحد أن ينال من التضامن العربي أو من الوقفة العربية اللي احنا واقفينهاالنهاردة ، لن يستطيع أي حزب ، لن يستطيع أي حاكم ، لن يستطيع أي فرد في الامةالعربية أن ينال من هذا التضامن يجوز يحصل سحابات من أن لاخر ولكن لابد أن تزول هذهالسحابات وهذه الغيوم لسبب بسيط اللي انت قلته ان التضامن العربي لم يبن علي اساسفرض ارادة دولة علي بقية العرب أو فرض ارادة رئيس علي بقية الملوك والرؤساء او ملكعلي الملوك والرؤساء لا التضامن العربي بنُي علي اساس ما ورثناه احنا العرب من قيماللي انا باعبر عنها هنا في مصر بأخلاق القرية
إن التضامن العربي بنُي علي اساس التقاء الاخوة علي الهدف بمحضاختيارهم وبدون فرض أي زعامة أو سيطرة عليهم زي اللي بيحاولوا البعض اليوم في حزبالبعث العربي الاشتراكي للاسف بتاع سوريا بيظنوا ان الاسلوب القديم بتاع محاولة فرضالارادة علي الامة العربية بيعطيهم زعامة دول غلطانين .. لن يعطيهم زعامة ولن يهتزالتضامن العربي شعرة اطلاقا لانه قائم علي مفهوم الاسرة اللي احنا بنقدسه واللي لهقيم عندنا في تاريخنا العربي له قيم وله ابعاد زي معني العيب زي معني ان كل انسانبيعرف حده وبيقف عنده حده ، زي احترام الكبير زي الشوري النابعة من الاختياروالارادة الحرة والواعية لمصلحة الاسرة جميعا المذيع : سيادة الرئيس المعروف أنسيادتك بدأت في عام ١٩٣٨ الكفاح الوطني الرافض لكل خطايا الحكم قبل الثورة وحتيخلال الثورة هذا الكفاح امتد سنوات فما هي نوعية العلاقة العضوية بين صمودكم الشخصيفي سنوات الكفاح أيام السجن والاعتقال والتشريد وبين صمودكم القومي والوطني منذتوليكم المسئولية؟
الرئيس : أكثر ما اعتز به في حياتي هو ما تعلمته في القرية لماتفتحت عيني لأول مرة علي الحياة في القرية وفي الحقول الواسعة والسماء الصافيةوالايمان اللي بنتعلمه ان الحبة بنضعها فبتطلع بإرادة الله وتدينا شجرة وثمار اعتزبهذا ، وده اللي بني الصلابة بدون هذه الصلابة أنا اتعرضت لمحن صعبة جدا كان اقساهامحنة السجن ولما ييجي اليوم اللي اكتب فيه عن السجن حقول أن الستة شهور الاخيرة من ٣١ شهرا قضيتها في الزنزانة رقم ٥٤ في سجن قراميدان تحت رقم ٢١٥١ السجين رقم ٢١٥١وفي الزنزانة ٥٤ لمدة ٣١ شهرا كانت تجربة محنة وآلام احمد الله اني خرجت منها سليمافأضافت الي ما صنعته بي القرية احكي لك قصة صغيرة ازاي أول ماجيت القاهرة من القريةالمذيع : كان سن سيادتك كام ؟
الرئيس : أول ما جيت كان والدي الله يرحمه في السودان ، نزل معالجيش المصري اللي نزل في سنة ٢٤ فخدنا في مصر سنة ٢٥ وأنا مولود في آخر سنة ١٨لانه ٢٥ ديسمبر يعني يبقي من ١٩ الي ٢٥ يعني حوالي ٦ سنين جيت مصر أنا جيت مصر وأناكنت من عائلة نعيش فيها تقريبا في خط الفقراء وتحته بشوية لكن جاي وأنا اشعر منالقرية اني في اصالة وفي نوع من التفوق كل اللي في المدينة دول ، كل اللي شايفه دهشاعر أنا بنوع من التفوق لانه في القرية لنا هناك دارنا ، بيتنا ، واعتزازنا بالارضوالعلاقات اللي بتخلي القرية كلها اسرة واحدة وتحط كل واحد في مكانه وتدي كل واحدحقه والحدود والعيب والمعاني والايمان والقيم
كل ده أول ما جيت القاهرة وأنا شاعر بهذا التفوق ، ونزلت اشتري منالبقال اللي أمام بيتنا نزلت اشتري كبريت في القرية عندنا ما نقلش كبريت نقول عليه " كسفريت" قلت له هات علبة كسفريت ، الاولاد واقفين حولي هاجوا من الضحك علي ،والبقال قال ما عنديش كسفريت
أنا استغربت أيه الحكاية ؟ قالوا ده اسمة كبريت أمام هذا الاحساسأولا بالتفوق قلت لهم لا هو اسمه كسفريت وظليت مصرا علي انه كسفريت لغاية ما باع ليالراجل العلبة وانه كسفريت برغم تهريجهم وضحكهم علي القرية بتدي مناعة ، بتدي اصالة، بتحمي الانسان داخل نفسه بأصالة لما ييجي المدينة ويشوف مظاهر المدينة الماديةوالمظاهر اللي في كثير منها بتنسي القيم والمثل بتاعة مجتمعنا ، بيحس ، هنا الفلاحمتفوق لانه ينتمي الي الارض ولو انه تحت خط الفقر
أنا بقول ان الفضل كله لما تعلمته من القرية لانها في كل مراحلحياتي وأنا تحت خط الفقر أشعر أني متفوق علي كل دول اللي في المدينة ، دول مع كلمظاهر الثراء وكانوا اصدقائي في الثانوي اغنياء ، وبيجوا بعربيات انما كنت في قرارةنفسي أحس بتفوق، علي كل دول لاني انتمي للارض الصلابة اساسها القرية ، زادتهاالمحنة ، محنة التشريد والسجن والمعتقل وزي ما قيل دي حكمة كبيرة جدا لا يبني الاممالعظيمة الا الالام العظيمة كذلك لا يبني الفرد من داخله بصلابة وقوة الا آلامعظيمة وأنا مارستها طول حياتي
المذيع : الحكم في العصر الحديث اصبح الان علم قائم بذاته سيادةالرئيس نادي بضرورة ربط العلم بالايمان ما هو دور الايمان بالنسبة لفلسفة الحكم عندالرئيس السادات ؟
الرئيس : برضه سؤال استطيع اني اتحدث فيه ساعات وساعات أنا أحكي مثلبسيط جدا عليه من واقع الحياة اللي احنا عايشنها علشان يكون قريب الي ذهن الناسوقريب الي ذهن من احبهم واعنيهم بالذات وهم شبابنا لان دول املنا في المستقبلوعليهم ستشكل به احلامهم ووجدانهم وأمالهم وطموحهم ، عليه سيكون مستقبل مصر نأخذمثل بسيط جدا بالعلم المجرد كان لا يجب أن اتخذ قرار ٦ أكتوبر العلم المجرد بيقولكومبيوتر دخل حسبتنا في الكومبيوتر احنا واسرائيل يخرج لك الكومبيوتر والعلم المجردبأن قرار ٦ أكتوبر وأي قرار للحرب ليس الا جنون مطبق محكوم عليه مائه في المائةبالفشل التام والضياع حكيت وأنا بحكي بعض ذكرياتي في ( الاهرام ) أن أنا توصلتعلشان يكون الانسان متوازن بعد المحن والالام اللي عشتها داخل الزنزانة ٥٤ ، والستشهور الاخيرة في هذه الزنزانة كانت أسعد ما عشت في حياتي، سيندهش الناس لما يسمعواأن أسعد ٦ شهور عشتها في حياتي برغم اني رئيس النهاردة ابدا لا عشت ولن اعيش احليمن الست شهور الاخيرة في الزنزانة ٥٤ ليه؟
المذيع : حتي بالمقارنة الان ؟
الرئيس : قطعا والي أن اموت بالمقارنة
المذيع : قطعا فيه سريهمنا اننا نعرفه من سيادة الرئيس الرئيس : بعد المعاناة الطويلة اللي قلت لكمعليها والآلآم الرهيبة الي بتصهر وتصقل الانسان توصلت الي معادلة غريبة جدا هذهالمعادلة لكي يكون الانسان في توازن دائم ودي بقولها لاولادنا شبابنا يجب ان يحرصعلي التوازن بين ثلاثة اشياء العقل بالقراءة والقراءة المستمرة لان ده الغذاء الليينمي العقل لان العقل زي الجسم في حاجة الي الغذاء والا يضمر تماما كما يضمر الجسموالقراءة والبحث المستمر ليس لمجرد القراءة وانما التمعن والفكر والخروج بالدروس منكل كلمة تقرأ لابد أن يحدث توازن بين العقل بهذا أو بين الجسم بأن يحتفظ الانسان بهعلي درجة من اللياقة علشان يخدم العقل وبيني الروح والروح هنا غذاؤها هو الايمانواذا استطاع الانسان ان يجد هذا التوازن بين الثلاثة ابعاد دول بيكون انسان اكتملالتوازن له ، ويستطيع أن يواجه أي شئ في الحياة لدرجة أن في الستة الاشهر الاخيرةفي السجن اللي حكيت عنها شعرت انني فوق الزمان وفوق المكان لم اكن اشعر أني في اربعجدران متر ونصف في مترين وجردل لمياه الشرب وجردل علشان استعمله بدل بيت الراحة كمايقول الفلاحين دي كان كلها زنزانة عشت ٦ شهور فيها لا الزمان ولا المكان بيشكل ليكما بيشكل لاي انسان عادي ارتفعت فوقهم ، ليه ، لانني استطعت اني اوجد هذا التوازن
سؤالك عن الايمان وانماط الحكم لو أنني في الحكم وانا حاكم ويأخذبالعلم فقط واروح علي الكمبيوتر واحط مشكلتنا أنا واسرائيل سيكون الجواب المؤكدالقطعي أن هذه عملية انتحار وجنون ولكن فيه بعد آخر وهو الايمان جونسون اللي تحالفمع اسرائيل ضدنا واللي اداها اشارة الهجوم علينا طرد وزير الحربية بتاعه اللي هوماسك البنك الدولي دلوقتي وزير الحربية ماكنمارا طرده لانه في وسط معركة فيتنام قالله الاسلوب اللي احنا ماشيين به ده غلط احنا ناسيين بعد اساسي مش مدخلينه في حسابناوهو ارادة الشعوب فطرده جونسون علي طول وثبت أن ماكنمارا كان علي حق بعد ذلك نفسالشئ حصل في ٦ أكتوبر لو اني اخترت بالعلم فقط لما دخلت هذه المعركة العلم يقولبحسابه انها جنون وانتحار مطبق لكن فيه بعد آخر هو ارادة الشعوب صلابة هذا الشعبالايمان بتاريخ مصر وبقداسة كل حبة تراب في مصر والايمان اللي يصل الي حد اشرف ليالف مرة وأنا كان في حساباتي اني ادفن انا وعساكري في القناة
ويجي الجيل اللي بعدي يقول السادات وجيله رفضوا حائط الهزيمةوالاستسلام وحائط الرعب والخوف رفضوا كل هذا ودخلوا وماتوا أنا واثق ان الاجيالاللي بعدنا كانت حتكمل وحتنجح انما لو قبلت انا حائط الرعب والاستسلام والانهزاميةكان معناها اني مش ححارب ابدا وكان يسبب للاجيال أسوأ مثل بعدي هنا بقي بعد الايمانهو اللي تدخل في قرار 6 أكتوبر

محمد حسن ضبعون 21-06-2010 05:46 PM

حديث الرئيس محمد أنور السادات
الي اذاعة الشعب
في ٢٧ أكتوبر ١٩٧٥



المذيع : الشباب ياسيادة الرئيس هو أمل بلدنا .. أمل شعبنا.. املمستقبلنا كله الشباب له حقوق وعليه واجبات هل يتفضل السيد الرئيس بمخاطبة الشباب فيهذا الاطار ليعرف حقوقه علي مجتمعه وواجبات مصر عليه ؟
الرئيس : زي ماقلت مافيش حقيقة عندي اغلي من هذا الحديث لابنائناالشباب لانهم مصر المستقبل احنا خلاص جيلنا اوشك انه يسلم للجيل اللي جاي خلاصانتهي انا بدي ان شبابنا يعرف مثلا انه زي ماله حقوق عليه واجبات باديء ذي بدء انااريد شبابنا انه يقرأ تاريخ بلده وكل الشباب لابد انه يتزود بحقيقة المراحل اللي مربها كفاح بلده علشان يقدر يكمل هو المسيرة لان مسيرة الشعوب وتاريخ الشعوب حلقاتمتصلة لايمكن ان تنفصل ابدا يوم ما بتنفصل او ييجي الاستعمار ويفصلها هنا بتكونكارثة وبتتأخر البلاد وهذا ينطبق علي الاستعمار البريطاني لما جه من ٧٤ سنة او ٧٥سنة وقطع تاريخنا زي ماهو عايز واللي حتصححه ان شاء الله اللجنة بتاعة حسني ان شاءالله عايز شبابنا أولاً يعرف تاريخ بلده ثانياً عاوز شبابنا يقرأ وبودي في يوم اكتبلهم اللي اتعلمته داخل السجن
اول مايبدأ الفرد حياته الشريفة يوم ان يعلن استقلال نفسه كما يحدثللامم تماما لاتبدأ حياة الامة حياة شريفة الا باعلان استقلالها يجب ان يعلن كل شاباستقلال نفسه مش استقلال نفسه عن مجتمعه ولا عن قيمه ولاعن قواعده لا استقلال نفسهأنه يمتليء بالثقة اولا بعد ما يقرأ تاريخ بلده ويعي تاريخه ويفتح عقله كاملا لكلمايجري من حوله مايخدش زوايا ويسيب زوايا في اعلان الاستقلال ده قريت فيه وانا فيالسجن كتاب لقرانك كرين أرجو ان الفوائد اضعها امام ابنائي ان شاء الله علشان ازاييبتدوا حياتهم واستقلالهم استقلال شخصياتهم بدي اقول لشبابنا كمان انه ما ينفصلشاطلاقا عن اصله وعن جذوره تحت أي شعارات ومذاهب ومعتقدات لا خلينا متمسكين لكي نظلعلي اصالتنا للشباب حق علي الدولة ان احنا نوفر له الفرص المتكافئة لكن لازم يعرفانه مش زي ماكان مراكز القوي زمان عايزه توهم الشباب ان الشباب يطلع يلاقي كل شيءجاهز قدامه ومافيش حاجة مش حيتعب في حاجة لا الحياة كفاح ولذة الحياة ان الانسانفعلا يحقق بكفاحه وبعرقه ماراود خياله وماتصوره او ما يحقق له حياة احسن باستمرارفي كل جيل بمعني انه لازم اخلي اولادي يكونوا احسن مني واعلمهم علشان يخلوا اولادهمأحسن منهم وبذلك ترتقي الاجيال كلها
انا سعيد جدا وبقولها لاول مرة برغم كل اللي حصل في السنوات السابقةلـ ٧٣ من انحرافات من بعض شبابنا في الجامعات القاعدة الطلابية الاساسية كانت سليمةمائة في المائة مع انه التمزق والمرارة والهزيمة وابعادها والتشاؤم والانهزاميةاللي كان بيبشر بها بعض الكتاب في مصر وخارج مصر وفي الامة العربية والحرب النفسيةالشرسة اللي كانت موجهة لنا من امريكا واسرائيل والغرب وكله برغم هذا ماحصلش عنديخسائر استطيع ان اقول انها خسائر كانت بعض العناصر بأقول عليها انها عناصر منحرفةفي وقت من الاوقات قدرتهم كلهم كانوا بمائتين عندي وانا في الوقت ده كان عندي فيالجامعات كلها ٢٥٠ الف طالب فمائتين من ٢٥٠ الف شيء لايذكر علي الاطلاق لكن نصيحتيفي كل هذا ان اولادنا يكونوا واعيين ولهم علينا حق انهم يعبروا عن رأيهم ويشتركوافي امور بلدهم ويحرسوا حقوقهم كمواطنين الي جانب طلب العلم ولكن بالاسلوب السليم منخلال المؤسسة واحنا دولة بلغنا الرشد النهارده محناش دولة متخلفة تعتمد عليالانفعال
المذيع : مع التسليم الكامل بحرية الانسان في التعبير عن رأيه ماهيفي تصور السيد الرئيس النغمة الصحيحة للاعلام المصري بمختلف اجهزته من صحافة واذاعةوتليفزيون بحيث يخدم هذا الاعلام المصري أهداف شعبنا المصري وأمته العربية ؟ الرئيس : أنا لي تجربة في هذا بعد ١٩٧٣ انا طبقت كاملا حرية الصحافة بالكامل حصل رد فعلكلنا حسينا بيه يوم ماجه واحد بيقول الثورة حتقوم امتي ليه ده انا باقرأ الصحفبتاعتكم مافيش حاجة في البلد كلها منهارة وكل شيء منهار والجهاز الحكومي منهاروالدنيا كل حاجة راحت في داهية والرشاوي وكله اندفعت الصحافة نتيجة كبت اربعين سنةاو اكثر اندفعت في اتجاه خاطيء ونبهتهم الي هذا في قصر رأس التين مرة لكن انا برضهفي تقديري في النهاية ان المكسب اكثر من الخسارة بالحرية وعلشان كده انا في كلالمراحل اللي فاتت بعد ١٩٧٣ ابدا لا لجأت ولن الجأ لاي حد من حرية لا في الصحافةولا في وسائل الاعلام ولا حاجة لكن انا ليه ملاحظة علي الصحافة وعلي وسائل الاعلامعندنا لسه برده هناك ميل من البعض الي انه يجسم الامور بأكثر من حقيقتها سواء فيالناحية التفاؤلية او في الناحية التشاؤمية والاثنين غلط مانكون وسط احسن فيالتفاؤل والانفتاح البعض يتطرف تتولد امال عند الناس بيجوا يطالبوني بها اقول لهمياناس ربنا خلق الدنيا في ست ايام وكان قادر يخلقها في لحظة يعني بيعطينا حكمهواحنا طالعين من معاناة من ١٩٦٢ زي ماقلت لكم مش من سبع سنين الصمود بس بعد ١٩٦٧ لاأبداً من١٩٦٢ واحنا بنرحل مشاكلنا اللي بنواجهها النهاردة دي كل وبعدين بتيجيمناسبات كثيرة وسائل اعلامنا ما بتديهاش العناية الكافية . مثلا. نعم كمثل مثلا : مايتم من عودة المهجرين ٦٠٠ الف الي المدن الثلاثة والمأساة اللي عانوها وهم مهجرينثم عودتهم بمشاكلهم حتي بمشاكلهم هناك في موقعهم لكن مجرد عودتهم لموقعهم دهماتصورش التصوير الكامل مخدش حقه معركة ٦ اكتوبر مخدتش حقها لغاية النهارده فياعلامنا حقيقة
المذيع : في الوقت اللي العدو وفي ٥ يونيو استغل هذه الضربة يعني ماكتبه عن الضربة يعني غير معقول عشرات ومئات الافلام والكتب نزلت علي طول بحيث بدتصورتها كأسطورة وخرافة وكادت ترسب في عقل الانسان العربي ان دي معجزة وان الانسانالعربي عليه أن يستسلم لها استسلام كامل
الرئيس : تمام ٦ اكتوبر مناسبات مثلا بالضبط كفاح السويس يوم ٢٤ فياكتوبر ٧٣ الكفاح الرائع اللي ده نقطة تحول ليه .. ده نقطة تحول لأن اسرائيل بتقوللها طيب امال لو جيتي للكثافة السكانية الكبيرة بقي ده هنا ماكنش فيه كثافة سكانيةوحصلك اللي حصل لك ده درس ودرس التاريخ العبرة واللي جره وبعدين مثلا تراثنا عايزبعد كده انه شعراءنا لما بتيجي ذكراهم بيتقال عليهم ونقول عنهم وبنحكي قصصهم تراثنااهملنا احنا تراثنا في الفن عندنا في مختلف فروعه انا شايفه متخلف لانه انا عايز فنالجموع يعني مثلا في وقت من الاوقات قلتلهم الفرقة اللي نجحت فرقة الموسيقي العربيةدي انا عايز لها بدل ما الكورال يبقي ٢٠ او ٣٠ انا عايز لها ٢٠٠ كورال والاوركسترابدل مايبقي ٢٠ او ٣٠ يبقي ٨٠ اوركسترا
المذيع : الفردية
الرئيس : في كل النواحي في كل الفروع محتاجينلنظرة جديدة انا بقول احنا وسائل اعلامنا مقصره فيها وبعدين ربط المعركتين معركةالتحرير ومعركة البناء والتعمير مع بعض وتتبعهم يوميا تتبعهم في وسائل الاعلامالمرئية والاذاعة او الصحافة ، الي جنبها كمان مشاكلنا انا عايز مشاكلنا بس مش عايزمبالغة زي ماقلت لك اهم وقت من الاوقات طلعوا وقالوا البلد كلها رشاوي والبلد كلهاوالبلد قام مشروع يعني ان أهوه علي انه من الـ ١٥ مليون دولار اللي كنت هاجيبهمكباية لبن لكل طالب ووفر جنيه واكتفاء ذاتي لشعبي كله يروح منها ٣ مليون دولار عليالارض زي بعضه بس في النهاية في سنة واحدة ها اكسبهم انما الخوف كتف الناس وسائلالاعلام لو فتحتوها وقرأتوها الرشاوي وما فيش حاجة بتمشي من غير رشوة والمشاريعورجال الاعمال بيتابعوا ده والموظفين بيخدوا عموله واللي صفقة الاتوبيسات بتاعتايران كان شيء مذهل جايبين الف اتوبيس من ايران والعملية واضحة ومعلنة ومكشوفةوتماما ومافيش حاجة ابدا وقامت قيامه الدنيا في وسائل الاعلام حتي التشكيك بيخليالناس تحجم وتخلي الجهاز الحكومي اللي هوه تعبان من الروتين المهبب اللي احناوارثينه بيزيد تزمت
مشكلة زي مشكلة فلسطين اللي هي مشكلتنا كلنا مشكلة الامة العربيةكلها كم واحد كتب عن التاريخ الحقيقي لفلسطين وتاريخ المشكلة منذ خمسين سنةوالاجتماعات اللي عقدت في لندن من لندن الي ان حدثت كارثة ٤٨ والحقائق ليه هم بعدده مابيوضحوش ويتكتب فيه وتتحلل لشعبنا ولإمتنا العربية احنا عايزين صحوة جديدة فيوسائل الاعلام عندنا
المذيع : ان شاء الله يافندم العالم كله الان يترقب النتائج التيستسفر عنها زيارة السيد الرئيس للولايات المتحدة الامريكية ياتري ايه توقع سيادتكلهذه النتائج واثارها بالنسبة لشعبنا ولعلاقاته بالنسبة للعالم الخارجي عموما يعنياقتصاديا وسياسيا ؟ الرئيس : الحقيقة الزيارة اولا رد علي زيارة نيكسون لنا سنة ١٩٧٤ وثانيا بيهمني فيها انه نعمل مباحثات في أمرين مهمين اولا الاول هو القضيتينقضية النزاع العربي الاسرائيلي اللي احنا جزء منها والرؤية بالنسبة للمرحلة المقبلةعلي ضوء ماتم من خطوات ومالدي من تعهدات امريكية وما استطيع ايضا ان احصل عليه منرؤية امريكا وخاصة وانه انا احمد الله انه استطعنا ان امريكا بدلا من ان تحتكرهااسرائيل بنفسها تماما استطعنا ان نزحزح هذا الاحتكار أو تحدث فيه خلخلة بحيث اصبحتامريكا تري الامور بنظرة موضوعية وكما قلت انا السياسي العربي الذي لايعرف او يحاولان يتجاهل ان امريكا طرف اساسي ان لم تكن الطرف الاساسي في هذه المشكلة فلا يصح انيطلق علي نفسه اسم سياسي عربي لان امريكا هي اللي بتدي اسرائيل الخبز والمدفعوالدبابة والطائرة كله ده طبعا موجود
وزي ماقلت انا طبعا داخل اطار استراتيجيتنا اللي احنا رسمناها فيمؤتمرات القمة وهي انه لاتفريط في شبر من الارض العربية ولا مساومة علي حقوق شعبفلسطين الجزء الثاني : هو العلاقات الثقافية بين امريكا وبيننا وآن الاوان بقي انهاتأخذ شكلا خصبا يعبر عما يقوم به البلدين الان وزي ماقلت انا في مجلس الشعب مافيشبقي هناك مجال انه نعمل خصومة تقليدية مع امريكا وصداقة تقريبية مع الاتحادالسوفيتي مابيبقاش ده سفارتنا لا نحن اصدقاء الجميع وعلاقتنا متوازية مع الجميعولكن في المجالات اللي نستطيع ان تساعدنا فيها امريكا في هذه الزيارة لابد ان حيكونلها بحث شامل وعلاقتنا مع امريكا زي علاقتنا مع الاتحاد السوفيتي بيحكمها شعار واحدهو احترام ارادتنا الوطنية طالما بيحترموا ارادتنا الوطنية فنحن علي الرحب والسعةتماما لامريكا الاتحاد السوفيتي أو اي قوة اخري
وارجو ان تتاح لي الفرصة بعد ما ارجع ان شاء الله لاني اقول او احكيعما تم انجازه في هذه الزيارة ان شاء الله

محمد حسن ضبعون 21-06-2010 05:47 PM

حديث الرئيس محمد أنور السادات
مع مجلة الهلال
عن اسرار هزيمة يونيو وانتصار اكتوبر
فى٣٠ سبتمبر ١٩٧٦

سؤال : ذكرتم أكثر من مرة ان قواتنا المسلحة كانت كبش فداء عام ١٩٦٧و انها لم تحارب معركتها الحقيقية و انها تحملت الظلم الذي وقع عليها بالرغم منها . ما هي في رأيكم تلك العوامل التي جعلت من قواتنا المسلحة كبش فداء في جولة يونيو ١٩٦٧ ؟
الرئيس : لكي أروي هذه القصة لابد ان أعود الي الوراء قليلا . ففيأول يونيو سنه ١٩٦٧ كان واضحا كل الوضوح ان إسرائيل قررت ان تقوم بعدوان علينا و انتدخل معركة ضدنا ففي ذلك اليوم شكلت اسرائيل حكومة ائتلافية دخلها " موشي ديان " كوزير للحربية وكانت هذه الحكومة تعني شيئا واحدا هو الحرب وفي هذا الوقت كانتقواتنا كلها محتشدة في سيناء و كنت أذهب الي القيادة و احضر الاجتماعات التي كانيعقدها جمال عبد الناصر - رحمه الله و قد امتدت هذه الاجتماعات طيلة الاسبوع الأخيرمن مايو وانتهت يوم ٢ يونيو و كنا نراجع كل شيء في هذه الاجتماعات ومعنا قادةالقوات المسلحة و هذا ما جعلني أخيرا أشير علي لجنة التاريخ ان يأخذوا شهادة هؤلاءالقادة العسكريين الذين مازالوا احياء ان هذه الشهادات ستكون مهمة جدا حتي تصبحالمسائل مؤصلة
كنا نجتمع - كما قلت - مع قادة القوات المسلحة و كان واضحا منذ يومالخميس أول يونيو ان المعركة قادمة لا ريب فيها . و كان آخر اجتماع لنا في القيادةقبل الحرب هو الاجتماع الذي عقدناه يوم الجمعة ٢ يونيو و في هذا الاجتماع صدق جمالعبد الناصر بوصفه القائد الأعلي للقوات المسلحة علي الخطة العسكرية الكاملة
في يومي السبت و الاحد لم نذهب الي القيادة . و في يوم الاثنين ٥يونيو صباحا استيقظت من نومي كالمعتاد في وقتي الطبيعي ، استيقظت لأسمع ان اسرائيلهجمت، و عندما سمعت الخبر كنت في قمة السعادة فقد قلت لنفسي " طيب خليهم ياخذواالدرس و العلقة اللي احنا محضرينها لهم "
واستمعت و انا في البيت الي بيانات القيادة المصرية : الطائراتالاسرائيلية تسقط . واعداد هذه الطائرات تتكاثر من بيان الي بيان .. قلت لنفسي مرةأخري " جميل جدا " لقد بدأت اسرائيل تتلقي الدرس و تأخذ العلقة المناسبة . و أكملتبرنامجي الصباحي العادي . ثم ركبت عربتي و ذهبت فورا الي القيادة في العباسية حيثكنت أسكن أيامها في الهرم و علي باب القيادة قابلني أحد الضباط و صحبني إلي الدورالخامس تحت الارض حيث يوجد مقر قيادتنا . وفي الطريق كان الضابط يحكي لي بفخر عناعداد الطائرات الاسرائيلية التي اسقطناها . وقد لاحظت ان هذه الاعداد قد تضاعفت عنالاعداد التي سمعت بها و انا في منزلي في الهرم . أي ان الاعداد الجديدة منالطائرات الاسرائيلية التي سقطت قد تم اسقاطها في الوقت القصير الذي قطعته من الهرمالي العباسية ، شعرت بمزيد من السعادة و الاطمئنان. و قد زادني شعورا بالاطمئنان ماتذكرته في تلك اللحظة عن اجتماعاتنا المتعددة في القيادة و التي استمرت حتي ٢ يونيةأي قبل العدوان بيومين فقط فقد كانت خططنا جاهزة في هذه الاجتماعات و لم يكن هناكما يبرر مفاجأتنا ، فقد كنا ندرك منذ أول يوم في يونيو ان الحرب قادمة . كل هذازادني اطمئنانا و انا في طريقي الي القيادة
ووصلت الي الدور الخامس تحت الارض حيث مكتب المشير عبد الحكيم عامرالقائد العام للقوات المسلحة و دخلت عليه . وجدته واقفا وراء مكتبه ينظر الي الامامبعيون زائغة تائهة . ومرت أكثر من ثلاث دقائق و انا اقف امام عبد الحكيم عامر دونان يراني قلت له "صباح الخير يا عبد الحكيم " لم يرد .. و اخيرا تنبه الي وجودي وقال " صباح الخير يا انور " و كانت عيونه لا تزال زائغة مضطربة
هذه الصورة جعلت الاطمئنان الذي جئت به الي القيادة يهرب من قلبي .. أحسست ان هناك خطأ خطيرا في الأمر و بدأت أشك في احساسي باننا ضربنا الاسرائيليينالعلقة المنتظرة حسب الخطة الموضوعة جلست علي >الكنبة الموجودة في مكتب عبدالحكيم عامر . سألت : ماذا حدث ؟ فسمعت الاجابة التي اذهلتني . قيل لي ان سلاحالطيران المصري كله ضرب علي الارض و ان مدير سلاح الطيران جالس يبكي في القيادة .. وما فائدة دموع قائد الطيران ؟ ما فائدة هذه الدموع ؟ ان المصيبة تكمن في ان قائدسلاح الطيران تكرر منه هذا الخطأ الرهيب فما حدث في ٥ يونيو حدث في ١٩٥٦ و كان قائدسلاح الطيران واحدا في المركزين وقد تمسك عبد الحكيم عامر بهذا القائد رغم ان رأيناجميعا بعد سنة ١٩٥٦ - بما فينا جمال عبد الناصر - هو ضرورة تغيير قائد سلاح الطيران، و لكن عبد الحكيم عامر تمسك بهذا القائد الذي ضربت طائراته علي الارض سنة ١٩٥٦
وها نحن الآن أمام الكارثة نفسها سنة ١٩٦٧ .. الطائرات المصرية تضربكلها علي الارض دون ان تدخل معركة أو ترتفع مترا فوق سطح الارض مكتب عبد الحكيمعامر كان الي جواره صالون .. بعد قليل من وصولي فوجئت بجمال عبد الناصر يخرج منالصالون المجاور و يظهر في مكتب عامر . و كان عبد الناصر قد سبقني الي القيادة حيثلا يبعد بيته عن القيادة اكثر من دقيقتين فبيته في منشية البكري الي جوار القيادة . اما بيتي ففي الهرم ، و لذلك تأخرت عن الوصول بعد سماعي بخبر اندلاع الحرب
خرج جمال عبد الناصر من الصالون و قال يا جماعة اتركوا عبد الحكيميعمل خرجت من المكتب و خرج عدد من اعضاء مجلس قيادة الثورة الذين كانوا حضروا اليالقيادة ايضا صعدت بالاسانسير من الدور الخامس تحت الارض الي ردهة القيادة فوجدتهناك محمد فوزي الذي كان في ذلك الوقت رئيس اركان حرب الجيش ثم اصبح بعد ذلك وزيراللحربية و قائدا عاما للقوات المسلحة .. قلت له " يا فوزي ما هي الصورة الحقيقيةللموقف .. انني لم اسأل كثيرا بعد ما وجدته في مكتب عبد الحكيم عامر من اضطراب ؟قال لي فوزي . الطيران ضرب كله بالكامل . و لكن قواتنا في سيناء متماسكة .. قلت انشاء الله خير .. ارجو ذلك
اخذت عربيتي وعدت الي البيت وتوالت الأنباء بعد ذلك .. علمت انالطيران ضرب والقائد العام في الجو مع قادة القوات المسلحة صباح الاثنين ٥ يونيو . و الادهي من ذلك و الامر . اننا بعد ان تأكدت منذ اول يونيو بان الحرب لم يعد فيهاشك وأنها يمكن ان تقوم في أي لحظة كنا مازلنا في تدريباتنا بالمواعيد والاساليبالمتبعة في وقت السلم.. ففي ساعة محددة يقوم الطيارون بطلعاتهم و ينزلون في الساعةالثامنة والنصف حيث يكونون في هذا الوقت في " الميسات " يتناولون افطارهم . لميتغير هذا الاسلوب و لا هذه المواعيد رغم ان هناك معركة و اعداد للمعركة و اليهودبالطبع كانوا يرصدون تحركاتنا و هذا - كما قلت من قبل مرارا - اصبح امرا سهلا عليناوعليهم . فنحن نستطيع ان نرصد ما يجري داخل اسرائيل . و اسرائيل تستطيع ان ترصد مايجري عندنا . و هكذا لا حظت اليهود ان طائراتنا في الثامنة و النصف تماما تكون عليالارض و ان الطيارين يكونون علي موائد الافطار و لاحظوا ان الطائرات المصرية ليسلها مخابئ ، و لذلك حددوا وقت الضربة في الثامنة و النصف صباحا
في هذا الوقت نفسه كان القائد العام في الجو و معه قادة القواتالمسلحة .. و الذين لم يكونوا معه من القادة في الطائرة كانوا ينتظرون في المطارالذي كان متوجها اليه و هو مطار المليز في سيناء .. و علي ذلك ضرب اليهود ضربتهم والقائد العام " معلق بين السماء و الارض " و معه معظم قادة القوات المسلحة . و منالطبيعي ايضا انه عندما يكون القائد العام في الجو ان تصدر الاوامر للصواريخ بعدمالضرب حتي لا ينطلق صاروخ ليصيب طائرة القائد العام
و هكذا استطاع اليهود ان يقضوا علي الطيران المصري ببساطة في ضربةواحدة وعندما نزل قائدنا العام من طائرته التي كانت في الجو في ذلك الوقت كان فياستقباله حقيقة محددة هي ان سلاح الطيران المصري انتهي
من يوم ٥ يونيو الي يوم ٩ يونيو لم اعد الي القيادة . و كنت اتصلبعبد الناصر فقط وكنت اتصل به من حجرة مكتبي في البيت . اما انا فكنت في هذه الفترةلا اخرج و لا اري احدا كنت اتحرك ما بين غرفة مكتبي في البيت و حجرة نومي .. كانتأياما قاسية مرة
بعد المعركة جاء الينا " بودجورني " وكان معه " زخاروف" الذي كانرئيسا لاركان الحرب السوفيتي انذاك رحمه الله فقد توفي منذ فترة - و اجتمعنا معبودجورني وزخاروف في قصر القبة و كان الوفد المصري برئاسة جمال عبد الناصر و في هذاالاجتماع الذي اذكر تفاصيله جيدا - قال لنا زخاروف لو ان كل سلاح في القوات المسلحةالمصرية اطلق طلقة واحدة لا نتهت اسرائيل . كان كلام زخاروف صحيحا فلو رجعنا اليتقرير الأمم المتحدة في تلك السنة ( سنة ١٩٦٧ عن التسليح في العالم ، لوجدنا هذاالتقرير يقول ان له أعلي نسبة سلاح الي الافراد توجد في الجيش الامريكي ، و يليالجيش الامريكي مباشرة الجيش المصري . و معني هذا الكلام ان كمية السلاح في يدالمقاتل المصري في سنة ١٩٦٧ كانت كبيرة جدا ، فلو ان كل سلاح عندنا - كما يقول - زخاروف - قد اطلق طلقة واحدة لانتهي الامر
مضي ٢١ يوما بعد ٥ يونيو و انا لا اكلم احدا .. حتي اولادي لم اكناكلمهم .. و كانوا هم من جانبهم مقدرين للكارثة و للموقف الذي اعانية
فوجئت فقط يوم ٩ يونيو بعد ان تنحي عبد الناصر و خرج الشعب و عادعبد الناصر الي تولي سلطته مرة أخري .. و في ٩ يونيو بت الليل في مجلس الشعب ( مجلسالأمة في ذلك الوقت ) و ذلك لاني لم استطع ان اعود الي بيتي
و بعد ان عاد جمال عبد الناصر عدت الي البيت و كانت حالتي النفسيةكما هي كنت حزينا الي أبعد حد ، بل كان ما في نفسي شيء اكبر من الحزن بكثير كنتاذهب الي مكتبي كل صباح و كنت اتصل بعبد الناصر وحده . و كنت في مكتبي اقرأ بعنايةكل ما يكتب في العالم عن المصيبة التي حلت بنا . ماهي ابعادها الحقيقية ؟
و بعد ٢١ يوما بدأت اتمالك نفسي
في هذا الوقت خرجت " جيهان لزيارة المصابين و كان في عملها نوع منالتخفيف ، فقد كانت تحكي لي قصصا عن مشاهداتها . وبقدر ما اعادت الي هذه القصص بعضالآمال فانها كانت احيانا تمزقني . كانت تحكي لي ان اولادنا الجرحي في مستشفيالمعادي كانوا يدخلون غرفة الانعاش و هم في حالة هذيان و " هلوسة " و كانوا يقولون " عايزين نقوم .. عايزين نضرب هكذا حالة الضابط المصري و الجندي المصري و هو يموتفي غرفة الانعاش يريد ان يقوم و ان يضرب .. كانوا جميعا في حالة عصبية فظيعة
و عرفت من جيهان ان كل اولادنا الذين ضربوا و جرحوا يقيمون فيمستشفي " المعادي " .. طلبت مدير المستشفي في التليفون .. قلت له : مين عندك منقادة المدرعات؟ قال لي هنا كمال حسن علي
وكمال حسن علي كان قائد لواء في ١٩٦٧ .. و كان في سيناء . قام بهجوممضاد يوم ٧يونيو باللواء الذي يقوده وكان هجومه بالطبع بعد ان فقدنا الطيران و لوعدنا الي الصحف في تلك الفترة لوجدنا ان " موشي ديان " حاول ان يستغل هذا الهجومالمضاد في الدعاية المعهودة لنفسه ولإسرائيل و جيشها . حاول " ديان " ان يقول انهناك هجوما مصريا مضادا و انه هجوم عنيف و رهيب ، و ذلك لكي يكسب لنفسه امتيازالتغلب علي هذا الهجوم المصري الكبير ، وبذلك يكون قد أحرز انتصار صعبا و ليسانتصار سهلا ، و هكذا حاول ديان ان يبدوا و كأنه "ثعلب صحراء سيناء" الثعلب المنتصرالقادر علي كل شيء .. هذا الثعلب الذي قطعنا ذيله في اكتوبر ١٩٧٣ ففي رابع يوم منايام حرب اكتوبر وقف منهارا أمام الصحفيين و قال و هو يبكي " اننا لم نستطيع اننزحزح المصريين بوصة " و بالفعل لم يتزحزح المصريون بوصة واحدة
بالرغم من الثغرة و من الانهزاميين الذين خافوا من الثغرة هنا ، وفي الامة العربية المهم .. بعد ٢١ يوم من ٥ يونيو اي حوالي يوم ٢٦ يونيو ، سألتمدير مستشفي المعادي علي الضباط الذين يعالجون هناك فقال ان كمال حسن علي - قائداللواء - موجود ، و معه عدد من ضباطه و سوف يدخلون بعد قليل حجرة العمليات لاخرجبعض الشظايا التي دخلت رؤوسهم اثناء المعركة . قلت لمدير المستشفي : هل يمكن اناتكلم مع كمال حسن علي وضباطه ؟ قال ممكن
و اتجهت علي الفور من البيت الي مستشفي المعادي لألتقي بالضباط . ولابد من ان اعترف ان الدعاية الاسرائيلية في ذلك الحين نالت مني انا ايضا كما نالتمن الجميع . و قد كان هدفي من زيارة مستشفي المعادي و مقابلة كمال حسن علي و ضباطةان أعرف شيئا عن سر هذه الكارثة . أسئلة كثيرة كانت تمر بذهني و تبحث عن اجابة عندهؤلاء الذين عاشوا في نيران المعركة علي الطبيعة : هل كان سلاحنا علي مستوي المعركةأم لا ؟
هل كان تدريبنا كاملا أم لا ؟
هل ما تقوله الدعاية الاسرائيلية عن أسلحتها الخطيرة و عنالتكنولوجيا التي لايفهمها العرب و علي قدرتها العسكرية التي لا تقهر هل هذا الذيتردده الدعاية الصهيونية صحيح أم لا ؟ هل نحن عاجزون حقا عن استيعاب الأسلحةالحديثة . أسلحة العصر و تكنولوجيا العصر ؟ هل نحن أقل من سائر المتحضرين في هذاالعالم ؟
و التقيت بكمال حسن علي في مستشفي المعادي .. و اخذت اسأله و كانمعه ضابطان صغيران ملازمان اولان " شابان زي الورد" كانا قد حلقا راسيهما بالموسحتي يفتح الاطباء هذين الراسين لاستخراج الشظايا .
قلت لكمال حسن علي: يا كمال يا أبني قل لي حقيقة المعركة . ماذا حدثبالضبط ؟
قال كمال : يا افندم انا عملت هجوم يوم ٧ قلت له ما انا بسألك علشانكده .. هل كان سلاحنا قاصرا ؟ هل كان تدريبنا ناقصا ؟ هل كانت اسلحة اسرائيلية " خرافية " لا استطاعة لكم بفهمها أو استخدامها ؟
قال لي كمال : ابدا يا افندم .. لا شيء من هذا كله علي الاطلاق .. لانقص في السلاح و لا نقص في التدريب و لا أسلحة خرافية عند اسرائيل . انا اروي لكالحكاية كما جرت ؟ من يوم ٥ الي يوم ٧ يونيو و انا في سيناء مع اللواء الذي اقوده .. رايحين جايين .. في سيناء مئات الكيلو مترات كلما وصلت الي مكان وجدت عندي امرابالوصول الي مكان اخر .. و هناك كنت اجد امرا بالعودة مرة اخري الي المكان السابق .. و هكذا قطعنا مئات الكيلو مترات ذهابا و ايابا في سيناء ..و اللواء مائة دبابة .. رايحين علي الجنازير
وهنا اتوقف لاعلق علي كلام كمال حسن علي فنحن عادة نري الدباباتتمشي في شوارع القاهرة فاننا نجدها محمولة علي حمالات لماذا ؟ حتي نوفر " الجنزيرللمعركة وتتوقف قدرة القوات المسلحة و قوتها علي امكان ان تحمل الدبابة الي اقربمكان من المعركة علي حاملة وذلك لتوفير " الجنزير " للمعركة نفسها .. هذا ما يحدثفي كل جيوش العالم
وفي سنة ١٩٧٣ حدث هذا نفسه عندنا .. و لهذا السبب فقد استهلكت كلحاملات الدبابات عندي في المعركة و الآن نحن نستعين بحاملات جديدة .. و من أجل هذاكانت دباباتنا تخوض معركة ٧٣ بقوة و بسالة . الذي حدث في سنة ٦٧ شئ مختلف الدبابات " رايحة جاية " ثلاث ايام " علي جنازيرها".. من يوم ٥ الي يوم ٧ .. اوامر بقطع مئاتالكيلو مترات علي الجنزير .. وهذا عسكريا خطأ . بل هو نوع من التغفيل " و الجنون "
ونعود الي قصة كمال حسن علي كانت دباباته في الحفر استعدادا للقتال . في احد المواقع ، بعد ان راحت هذه الدبابات وعادت في سيناء باوامر متضاربة لامعني لها .. و بعد ان كان كمال حسن علي قد سمع من الاذاعات اخباراً متناقضة .. اذاعتنا تقول نحن نضرب اليهود بشدة . واذاعات تقول ان الطيران المصري قد تم ضربهكله
فوجئ كمال يوم ٧ بكتيبه دبابات اسرائيلية هاجمه عليه .. و لم تكنلديه في تلك اللحظة أي أوامر بأي شيء . و لكنه كأي قائد ممتاز لم ينتظر بل أعطيأوامر لجنوده وضباطه فاخذوا " تشكيل القتال " و في اول طلقة يضربها كمال في المعركةاصاب ثماني دبابات للعدو و لم تصب له أي دبابة
و مثل هذه النتيجة في أي معركة للدبابات تعتبر معجزة و شيئا خارقاًوهو دليل علي البطولة و التدريب الرائع و التشكيل القتالي الرائع و الاستيعابالرائع
ماذا حدث يا كمال بعد ذلك
انسحبت الدبابات اليهودية فورا بعد هذه الضربة العنيفة . و هذا نفسهما حدث سنه١٩٧٣ عندما نضرب نحن كانوا يفرون علي الفور
وبعد انسحاب الدبابات الاسرائيلية اطلقت هذه الدبابات اشارة ضوءاخضر فجاء الطيران الاسرائيلي بعد دقيقتين . و اخذ يضرب دباباتنا و هي فوق الارضلان الدبابات و هي في الحفر لا يستطيع الطيران ان يصيبها بشئ ، لذلك لم يصب مندبابات كمال حسن علي في مشاويرها العشوائية في سيناء سوي عشرين دبابة وبقيت ثمانوندبابة . هي التي هاجمت بها الدبابات الاسرائيلية
والشيء الممتاز الذي عرفته ان كمال حسن علي كقائد لواء مدرع استطاعباسلحته ان يسقط من الطائرات اضعاف ما اسقطته الصواريخ في القاهرة
لقد اعتمد هذا الضابط الشجاع علي اسلحته في مواجهة الطيران . فاللواء المدرع عادة ما يملك وحدة متكاملة فيها مدفعية الميدان و فيها المدفعيةالمضادة للطائرات و الردار
و هكذا - كما قلت لك - خسر كمال حسن علي عشرين دبابة فقط و أسقطعددا من الطائرات الاسرائيلية يبلغ اضعاف ما اسقطته صواريخ القاهرة
علي ان الطيران الاسرائيلي ركز بعد ذلك علي لواء كمال حسن علي واصطادوا دباباته واحدة واحدة حتي قضوا علي كل دبابات اللواء الشجاع و اصيب كمال حسنعلي بصاروخ في جنبه واصيب الملازمان اللذان رأيتهما معه بشظايا في رأسيهما
وقال لي احد هذين الملازمين و اكد كمال علي ما يقول : كان سلاحنا فيمنتهي الكفاءة. وكان تدريبنا سليما وكانت الطلقة الواحدة من دباباتنا تصيب الدبابةالاسرائيلية ومن عنف الطلقة كانت الدبابة الاسرائيلية تنقلب علي جنبها و تتعطل عليالفور
والمشكلة التي واجهناها .. هي اننا لم تكن عندنا اوامر واضحة . و ماوصلنا من اوامر كان تبديدا لجهدنا ووقتنا و سلاحنا .. وكان تناقضا في تناقض .. لمنكن نعرف من أين تأتي الأوامر و لاندرك لها أي مغزي من هذا كله نخرج بما يلي
نحن أبدا لسنا اقل من غيرنا من الشعوب المتحضرة المتقدمة ، بل اناولادنا اثبتوا كفاءة رائعة في ١٩٧٣ و ذلك عندما توفرت لهم الخطة و لديهم الاوامرالسليمة بالطرق السليمة
ما حدث في لواء كمال حسن علي ١٩٦٧ ينطبق علي جميع وحدات الجيشالمصري وفروع
القوات المسلحة الأخري . لم تصدر للجيش المصري في ١٩٦٧ أوامر .. وان صدرت هذه الأوامر فانها تكون أوامر هوجاء متناقضة لم يكن احد يعرف ما يجريحواليه في الساحة كلها
وكان من الضروري نتيجة لهذا الموقف ان تحدث الهزيمة . لكن عندما قامكمال حسن علي هو واولادنا الضباط و الجنود بالهجوم المضاد علي اليهود و استخدموامالديهم من سلاح بالاسلوب السليم تمكنوا من ضرب ثماني دبابات اسرائيلية و جرياليهود امامهم . و لولا ان السيادة الجوية كانت لاسرائيل لتغيرت النتيجة تماما . لقد كان كمال حسن علي يستطيع ان يقوم بهجومه ويستمر فيه محميا بالطيران . وبالمقابل في ١٩٧٣ لم ندخل المعركة ضد اليهود الا و كسبناها و بالذات في معاركالدبابات و ذلك لان الخطة كانت كاملة . كل شخص يعرف دوره وواجبه . و الاوامر واضحةامام الجميع .. كل شيء كان يمضي باسلوب عسكري سليم
واليهود حكايتهم بسيطة جدا انهم يطبقون ما يقرأونه في الكتب لا أكثرو لا أقل .. ولكنهم كانوا يشنون علينا حربا نفسية بالغة الخطورة و ذلك ليشلواتفكيرنا و ليفقدونا الثقة بأنفسنا . وقد حذرت اولادي قبل ٧٣ من هذا كله . و طلبتمنهم ان يكونوا هادئين جدا و ألا يسمعوا لبهلوانيات الدعاية الاسرائيلية و الحربالنفسية التي يشنوها ضدنا و قد قلت في اخر اجتماع للمجلس الاعلي للقوات المسلحة " علي كل واحد ان يتمسك بخطته وهدفه ويقوم باكمالها علي خير وجه ، و عندما يلتزم كلواحد بهذا فالخطط الرئيسية كلها سوف تتحقق و هذا ما حدث تماما
ولهذا نجحنا في معركتنا و انتصرنا . من هذه اللمحات و اللوحات التيرسمتها امامك تستطيعين معرفة النتيجة الرئيسيةالعامة
فقواتنا المسلحة لم تكن في ١٩٦٧ سببا للهزيمة بل كانت ضحية
سؤال : شكرا يا سيادة الرئيس علي هذا التوضيح الدقيق الذي يعيدثقتنا بقواتنا المسلحة . ويعطي لجيلنا الحالي و للأجيال الجديدة تفسيرا واضحالهزيمة ١٩٦٧ . و لا شك ان هذا الوعي الصحيح لديكم بما حدث سنة ١٩٦٧ كان احدالمفاتيح الرئيسية لانتصار ١٩٧٣ المجيد.. واسمح لي يا سيادة الرئيس ان انتقل اليسؤال جديد: فقد تحملتم سيادتكم علي المستوي الشخصي كقائد أعلي للقوات المسلحة وكرئيس للجمهورية مانتج خارجيا و داخليا - من ردود فعل بعد اعلانكم ان عام ١٩٧١ هوعام الحسم . ثم تبريركم لعدم قيامنا بالهجوم بما سميته سيادتكم " بالضباب" و تأثيرهعلي حركتنا.. تحملتم الموقف كاملا وفضلتم مواجهة كل ردود الفعل بشجاعة بدلا منالقذف بقواتنا الي معركة لا يعلم غير الله نتائجها . ألم يحن الوقت يا سيادة الرئيسلاذاعة تفاصيل هذه المرحلة الدقيقة من مراحل الاعداد للحرب و قديما قالوا " انالاعداد للحرب أهم من الحرب نفسها ". ؟
الرئيس : كانت هذه الفترة التي تشيرين اليها فعلا فترة معاناه اليمة . عندما اشرت الي الضباب في اوائل سنة ١٩٧٢ . لم أكن بهذه الاشارة اتهرب منمسئوليتي أو كما قال بعض الاذكياء جدا في العالم العربي انني كنت بهذا الحديث اهربمن المسئولية أو انني لم اكن انوي ان اخوض معركة او ادخل حربا من أي نوع .. واطلقعلينا هؤلاء الاذكياء جدا وصف الانهزامية و التصفوية . و امثال هذا الكلام ظهر فيتلك الايام الصعبة و للأسف وجد هذا الكلام بعض الصدي في مصر و وهذا ما كان يحزننيجدا و يؤسفني و يحز في نفسي
عندما تحدثت عن الضباب في اوائل ١٩٧٢ كنت أخص بهذا الكلام موقفالاتحاد السوفيتي . فقد وعدني القادة السوفيت في اكتوبر بان يرسلوا الي الأسلحةالتي كانت تنقصني
و قد قلت لهم انني ارتبط امام شعبي و امام العالم . بان تكون سنة ١٩٧١ هي سنة الحسم وقال لي السوفيت : سنرسل اليك السلاح قبل نهاية ١٩٧١. و لم يكنهناك فرق كبير بين ان تكون المعركة في أواخر ١٩٧١ أو في أوائل ١٩٧٣ المهم انالمعركة سوف تقوم و ان التحرير سوف يتم
ولكنني اكتشفت ان الروس لم يكونوا جادين في وعدهم لي .. كان كلامهمكما نقولفك مجالس و فوجئت ان اكتوبر قد مر ، ثم نوفمبر و ديسمبر ، دون ان يصلني أيشيء .. لم يصلني أي خبر عن أي مركب قادمة الينا بالسلاح و كانوا قد تعودوا انيخبرونا بكل شيء مقدما . و العن من هذا كله انني فوجئت في ٨ ديسمبر بمعركة تقوم بينباكستان و الهند . كان الاتحاد السوفيتي طرفا واضحا في هذه المعركة
وهنا تساءلت : لماذا لم يخبروني و انا كنت عندهم في اكتوبر ١٩٧١ ؟انني لم أكن اطلب منهم ان يخبروني بان هناك معركة بين الهند و باكستان و لكن كان منالممكن ان يقولوا لي انهم مشغولون في هذا العام و لا يستطيعون تقديم شيء لنا .. كنتساقول لهم " خلاص" .. حاضر" و اعيد ترتيب اموري علي هذا الأساس فليس في يدي شيءأفعله في هذه الحالة . ولكنهم لو اخبروني كنت استطع ترتيب كل شيء بما يناسب الظروفالجديدة
ولكنهم وعدوني و اخلفوا عامدين ليقولوا لشعب مصر و الأمة العربية وللعالم .. انه لا يستطيع ان يفعل شيء بدون موافقتنا .. كانوا بيكشفوني
ومع ذلك لم اتردد في ان اعمل علي تغطية
موقفهم السئ في اوائل ٧٢و لذلك تحدثت عن قصة الضباب و مع ذلك فقضية الضباب حقيقية .. و انا لا اكذب عليالشعب أبدا، و حتي و انا احاول تغطية موقف الروس لا يمكن ان اكذب .. انني اكلم شعبيو لا يمكن ان اضع امام شعبي إلا الحقائق هذه طبيعتي مع شعبي بل و مع نفسي و معالناس و مع كل المحيطين بي .. لا أستطيع ان اقول شيئا غير الحقيقة .. قصة الضبابأيضا كانت حقيقة رغم اني استخدمتها في تغطية موقف الروس . و قد كان هناك سابقة لهذهالقصة
في يوليو ١٩٦٧ اي بعد شهرين من هزيمة يونيو .. في هذا الوقت ابلغمحمد فوزي وزير الحربية انذار لجمال عبد الناصر بان هناك لواء اسرائيليا مدرعا وصلالي القنطرة شرق و ان هذا اللواء وصل و معه ادوات العبور . و هذا يعني انه يريد انيعبر الي غرب القناة . و اصدر عبد الناصر امرا الي محمد فوزي ان يضرب اللواءالاسرائيلي شرق القناة و هو في القنطرة شرق و قبل ان يعبر الي الغرب و ذلك حتييمكننا القضاء عليه لانه سيعبر ضعيفا بعد ان تعرض للضرب في نقطة انطلاقه في القنطرةشرق . و خرجت القاذفات المصرية بالفعل الساعة الثانية ظهرا
وكنا في يوليو كما قلت .. و تمت عدة محاولات و لكن الطائرات عادت فيكل مرة دون ان تفعل شيء لان الرؤية كانت مستحيلة فوق القنطرة شرق حيث خيم " ضبابكامل علي المنطقة . و قد ابلغ محمد فوزي عبد الناصر بذلك و انا كنت موجودا مع عبدالناصر في ذلك الوقت .. قال عبد الناصر لفوزي " خلاص يظهر ربنا مش عايزنا نخش معركةالقنطرة .شرق دي .. خلي الطيران يرجع تاني
اذن انا حاولت اغطي موقف الاتحاد السوفيتي بالحقيقة و ليس بالكذب ،. فالضباب كان حقيقة لاشك فيها . و حقيقة لها سابقة في نضالنا ضد اسرائيل
وفي هذا الوقت في اوائل ١٩٧٢ ذهبت الي مجلس الشعب و دافعت عنالاتحاد السوفيتي وكلامي مسجل في مضبطه مجلس الشعب . و قد قلت ان المسئول الذي يريدان يعمل معي يستطيع ان يواصل الطريق . و الذي لا يريد ان يعمل يستطيع ان يستقيل وقلت ان الاتحاد السوفيتي صديقنا و هو يقف معنا
وهكذا كنت اغطي موقف الاتحاد السوفيتي و لم أكن اغطي موقفي انا .. لقد تحملت الكثير علي نفسي قلت " ان معركتي سوف ادخلها في يوم من الايام ، فليقلالاعداء والشامتون ما يقولون ، و لكنني كنت اريد ان اعطي الفرصة للسوفيت
ومع ذلك فلابد ان اذكر هنا ان هذا الموقف من جانب السوفيت كان مقدمةمن مقدمات يوليو ١٩٧٢ و هو طرد الخبراء السوفيت
وعندما قامت المعركة بين الهند و باكستان في ٨ ديسمبر سنة ١٩٧١ وكان من الواضح ان الاتحاد السوفيتي مشتبك كطرف في هذه المعركة الي ابعد حد ، طلبتالسفير السوفيتي وقلت له انني اريد زيارة موسكو قبل نهاية ديسمبر فابعث بهذا الطلبالي القادة السوفيت
لم أقل له ارسلوا احدا من القادة السوفيت الي القاهرة رغم انني زرتموسكو مرتين في مارس ١٩٧١ وفي اكتوبر ١٩٧١ .. و كان المفروض ان يأتي احد من القادةالسوفيت لا ان اذهب انا اليهم و لكنني كنت مقتنع بالتحمل من أجل وطني
وكان المفروض في لقائي مع القادة السوفيت ان اتحدث معهم بعنف وحدةكيف يعدونني ثم يخلفون بهذه الصورة كيف يحاولون ان يهزوا صورتي بهذا الشكل امامشعبي و امام العالم كله ؟
كان من المفروض احتد ، و لكنني أبدا لم اسمح لنفسي بان احتد عليالاطلاق لا مع السفير السوفيتي ولا مع القادة السوفيت عندما التقيت بهم بعد ذلكلانني تعودت ان اتصرف في القضايا التي تخص وطني بعيدا عن أي حساسيات عابرة .. الوطنأكبر من ذلك بكثير ومن حقه علي ان اتحمل
وبدا لي من ناحية أخري ان من الخير تأجيل معركتنا مع اليهود فلم يكنمن المعقول ان تقوم معركتنا في نفس اللحظة مع معركة الهند و باكستان حيث كان العالممشدودا الي المعركة القائمة في شبه القارة الهندية و نحن بحاجة الي ان ينتبه العالملمعركتنا حتي نستطيع الحصول علي حقوقنا لان المعركة ليست معركة عسكرية فقط بل هيأوسع مدي من ذلك
طلبت اذن من السفير السوفيتي ان يحدد لي موعد مع القادة السوفيتلزيارتهم في موسكو قبل نهاية ديسمبر سنة ١٩٧١ و كان أملي ان نصدر معا بيانا نغطيفيه الموقف من عام الحسم وكما قلت لم أكن خائفا علي موقفي بقدر خوفي علي موقفهموحرصي علي تغطية هذا الموقف
هل تعرفين ماذا كان الرد ؟ الطريقة السوفيتية البطئية تواجهني لارد .. استعجلتهم واسأل السفير السوفيتي يقول لي لم يأت الرد بعد . يأتي يوم ١٥ ديسمبرو لارد.. وأخيرا يأتيني الرد يوم ٢٧ ديسمبر ١٩٧١ ويكون الرد هو ان القيادةالسوفيتية مش فاضية الا اول و ثاني فبراير سنة ١٩٧٢ و كان سيئا و له نتائج ضارة
ففي اوائل سنة ١٩٧٢ و بالتحديد في يناير من هذا العام وقف روجرزوزير خارجية امريكا في ذلك الوقت يتهكم علينا و علي سنة الحسم و يقول " لقد اعطينااسرائيل في نوفمبر ١٩٧١ اسلحة كثيرة و سنعطيها مزيدا من السلاح بحيث تتعدي قوتهاقوة العرب مجتمعة
وهكذا كنت في موقف عجيب . الامريكان يعلنون التحدي لارادتنا ويتهكمون علينا .. و المزايدون في بلادنا يتهكمون ويسخرون من سنة الحسم
والقادة السوفيت بعد ذلك كله يقولون لي " مش فاضين " الا في ١و ٢فبراير أدي هذا الي توتر عنيف في داخلي . و لكنني تعودت دائما انني عندما يكونالموضوع مصر ان ابعد ذاتي تماما عن دائرة التفكير و الانفعال .. و لذلك قبلت زيارةالسوفيت في الموعد الذي حدوده لي و هو ١ و فى٢ فبراير ١٩٧٢
صحيح انني قبلت علي مضض .. و لكني من أجل مصر مستعد لان أتحمل كلشيء و تمت الرحلة بالفعل الي الاتحاد السوفيتي في فبراير ١٩٧٢ و في الانتخابات وجهتللقادة السوفيت كلاما مثل الكرابيج واوضحت لهم نتائج موقفهم الخاطئ من تسليح الجيشالمصري و نتيجة موقفهم الخاطئ من تأجيل زيارتي اليهم قبل ١٩٧١ ، وقال برجنيف اناالمسئول وبرجنيف يعلم تماما انني احبه . لانه الرجل الوحيد الذي يمكن التعامل معهمن القادة السوفيت وبيني وبينه صداقة يعلمها هو و يقدرها و قد سارع الي القول انههو المسئول عما حدث حتي لا أدخل انا في معركة مع بقية القادة السوفيت و بالذات معبودجورني أو كوسيجين
قلت لبريجنيف : انت تعلم انك عندما تقول : انا المسئول فانني تقديرالصداقتك لن اتكلم وسوف اسكت قال برجنيف انا المسئول و صدقني انها مسالة روتين حكوميو انها أشياء غير مقصودة أبدا هنا تدخل كوسجين - ليقول انا كرئيس وزراء للاتحادالسوفيتي اقول لك انه منذ الآن - منذ فبراير ١٩٧٢ - لن يكون هناك شئ خاص الا ويصلكمفي موعده تماما
وانا طبعا لم اصدق كلام كوسيجين ووعده بالانتظام في ارسال مطالب مصر .. كنت أشعر انهم يريدون بكلامهم ان يتخلصوا من المأزق الذي وقعوا فيه .. و الحقيقةالتي كانت واضحة امامي تماما هي ان الروس منذ ثورة مايو ١٩٧١ بدأوا يتحفظون فيالتعاون معي وقد وضعوا خططهم السرية علي اساس عدم التعاون معي و كانوا يحاولونالابقاء علي مجرد الشكل حتي يحدث تغيير من وجهة نظرهم . كل هذا كان واضحا امامي .. و لكني كنت اعاملهم بصبر شديد من أجل مصر علي ان هذا كله كان مقدمة لابد لها مننتيجة . هذه النتيجة هي مجرد طرد الخبراء السوفيت في يوليو ١٩٧٢
سؤال : لاشك انكم يا سيادة الرئيس واجهتم عقبات كثيرة و مواقف معقدةخلال نشاطكم واتصالاتكم المختلفة بعد ان طرحتم علي جماهير الشعب شعار الصبر والصمتعام ١٩٧٢ و قد أخذ البعض يتناول هذا الشعار بالسخرية و النقد حتي وقعت مفاجاةالسادس من اكتوبر سنة ١٩٧٣ .
هل يمكننا ان نعرف صورة لما واجهكم في هذه الفترة من مشاكل ؟
الرئيس : والله كانت فترة مليئة بالمعاناه و المرارة و لكنني - كماقلت و اقول دائما - انني اخرج بنفسي و ذاتي من دائرة التفكير و الانفعال حتي لايكون قراري مشوبا بأي غضب أوا انفعال شخصي فالقضية هي قضية مصر و هي عندي أكبر منكل شيء .. و أكبر من كل انفعال أو غضب
عندما أعلنت شعار الصبر و الصمت واجهتني ألوان من السخرية والتريقةولم يكن امامي سوي أمر من اثنين
اما ان احكي قصة الاتحاد الاسوفيتي و موقفه كاملا و اكشف كل شيءامام الرأي العام المحلي و العالمي .. و لم يكن هذا الموقف في مصلحة مصر .. لقد كنتأتمني أن اكشف السوفيت حتي يعرف الناس الحقيقة فقد كان موقف السوفيت في سنة الحسممتعمدا للاضرار بي و للاساءة الي
واما ان اكتم انفعالي و ان اتحمل وحدي
واخترت الأمر الثاني و هو السخرية و التريقة . ولم أقم اعتبارا لهذهالصغائر و هذا خط سيري دائما لاشيء يستطيع ان يجرفني أو يشدني الي معركة شخصية أومواقف انفعالية فانا انظر أولا الي الصالح العام وأضع امامي المعركة الوطنيةالاصلية في مبادئها المختلفة و لا أبدد جهدي في معارك جانبية ابدا
ونتيجة هذا الموقف هو الشماته التي ملأت الصحافة الغربية حيث كانوايقولون ان سنة الحسم انتهت بدون نتيجة . وقد كان الحديث عن سنة الحسم نوعا منالجعجعة ومصر لن تفعل شيئاً و ها هو الشعار الجديد الصبر والصمت يظهر في الأفق ليدلعلي ان مصر ليس عندها شيء و لان الأمة العربية عاجزة و لان الشعب المصري اصبح جثههامدة
و للأسف انتقل الوباء من الصحافة الغربية الي الصحافة العربية و خرج " جهابذة " التحليل السياسي في العالم العربي و اشتركوا في حملة التشهير بي و بمصر، ثم انتقلت العدوي الي بعض المثقفين عندنا في مصر ، وبين الصحفيين علي وجه الخصوص، و اخذ هؤلاء المثقفين و الصحفيين المصريون يكررون نفس التعليقات المسمومة فيمجالسهم و كانت هذه الصورة مؤسفة جدا
ولقد كان مما يزيد أسفي ان الذي كان يغذي المراسلين بهذه المعلوماتالخاطئة والافكار و التعليقات هم صحفيون مصريين و كان وراء هؤلاء الصحفيين منيحركهم ويغذيهم ممن كانوا يحاولون تغطية موقفهم - بالكتابات المختلفة و التحليلات .. و قد انكشف هؤلاء المحركون .. و انتهت صفحتهم
ماذا فعلت انا امام هذا الموقف ؟ لقد قمت بعملية عزل مؤقته لمائه وعشرين صحفيا .. لم ارسل واحدا منهم الي مؤسسات الدواجن أو اللحوم أو الاخشاب ، ولكني نقلتهم الي الاستعلامات . و لم اقطع مليما واحدا من مرتباتهم قلت ؟ فلياخذوارواتبهم ويتوقفوا عن العمل فترة " و كان هذا انذار ا مني .. كان معناه انني اقوللهم " عيب" كانت صرخة "عيب" من جانبي لهؤلاء الذين يشوهون وجه مصر بغير حق و فيظروف عصيبة
و لو انني فتحت المعتقلات في اول ١٩٧٣ ووضعت فيها هؤلاء بتهمة انهمدعاه هزيمة وتخاذل في وقت الحرب ثم قامت المعركة بعد ذلك في اكتوبر ، كان الشعب كلهايدني وقال لي " معك حق " لانك قمت بالمعركة .. و هؤلاء كانوا يهزمون و يسخرونوينشرون روح الهزيمة .. انهم يستحقون هذه المعتقلات
ولكنني لم افعل ذلك لم افتح المعتقلات و لم اضع فيها أحدا لانني لاانوي الرجوع فيما قررته بيني وبين الشعب في ان تعود لمصر و المصريين حرية كاملةلاشبهة فيها
وهناك حقيقة أخري يجب ان يعرفها الجميع هي انني و انا في مكانيوموقعي هذا لم تكن ولن تكون هناك خصومة بيني وبين أي مصري واحد .. ان ما يربطنيبالجميع هو مصر ومصلحة مصر و حب مصر و لذلك لم أتصرف مع الصحفيين الا بنقلهم اليالاستعلامات لبضعة شهور ثم انتهي الأمر بان اعدتهم الي عملهم قبل المعركة بايام أيفي ٢٨ سبتمبر سنة ١٩٧٣ ، و هذا طرف من اطراف المعاناه التي شعرت بها قبل المعركةسؤال : فلنترك هذه الذكريات الحزينة يا سيادة الرئيس و يكفينا ان نتذكر دائما موقفكالعظيم الذي تعلن فيه انه لن تكون هناك خصومة بينك و بين أي مصري علي الاطلاق .. ولتسمح لي ان ننتقل الي موضوع آخر فقد قيل ان خبراء حلف الاطلنطي وحلف وارسوا اخذوامن المهندسين المصريين بعض انجازاتهم و ابتكاراتهم الهندسية المنفردة في بناء قواعدالصواريخ ودشم الطائرات وممرات الطائرات الحربية .. كما قيل ايضا ان المهندس أوالفني في قواتنا المسلحة اضاف ابتكارات واضافات للسلاح الشرقي والغربي علي مستويالبر و البحر و الجو كل هذا قيل في حرب ٧٣ و بعدها .. نأمل ان تتفضل بشرح الخلفيةالخاصة بهذه الانجازات
الرئيس : حقا ان اولادنا في القوات المسلحة يستحقون كل مجد و كلخلود . الطائرة الميج ٢١ والتي استخدمناها في المعركة اشترك اولادنا من الضباطالمهندسين في تطويرها في الاتحاد السوفيتي .. الطائرات الأخري غير الميج ٢١ حدث لهاتطور كلي باشتراك اولادنا ايضا .. وكان ذلك قبل المعركة و جديد لا يعرفة احد اليالآن .. لقد كانت كباري العبور التي اعطاها لنا الاتحاد السوفيتي هي كباري الحربالعالمية الثانية و هذه الكباري يتم تركيبها في مدة ٥ الي ٦ ساعات و قد استخدمناهافعلا في الحرب .. ولكن الذي لا يعرفه أحد الي اليوم و هو ان ٦٠% من معدات العبور منالكباري و المعديات و غيرها صنعت في مصر وتتم تصميمها بأيد مصرية والـ ٤٠% منالمعدات كانت هي هذه الكباري التي اخذناها من السوفيت .. كباري الحرب العالميةالثانية التي يتم تركيبها في مدة ما بين ٥ و ٦ ساعات . وقد جاء كوسجين الي مصر ١٤اكتوبر حيث طالب بوقف اطلاق النار للمرة الخامسة وكانت المرة الاولي يوم ٦ اكتوبربعد مرور ٦ ساعات علي بدء المعركة و بالتحديد في الثامنة مساء حيث جاءني السفيرالسوفيتي ليطلب مني وقف اطلاق النار بناء علي طلب الرئيس حافظ الاسد
وقد تبين ان الاسد قد طلب وقف اطلاق النار من السوفييت حتي قبل انتبدا المعركة : طلب ذلك يوم الخميس ٤ اكتوبر فقد كنا اتفقنا انا و الاسد علي انيقوم الاسد بابلاغ السوفيت بموعد المعركة بالضبط و ذلك لان علاقتي بالسوفيت كانتسيئة منذ طرد الخبراء
في يوليو ١٩٧٣ بالاضافة الي ان الخبراء السوفيت كانواموجودين بالجيش السوري فعلا لابد انهم علي علم بتحركات الجيش السوري و لذلك قررناان يقوم الاسد بابلاغهم بموعد المعركة بعد ان ابلغتهم انا بقرار المعركة
و لكنني فوجئت بعد ذلك ان الاسد ابلغ السفير السوفيتي في دمشق بموعدالمعركة وهو يوم السبت ٦ اكتوبر ، و طلب منه أيضا وهو يبلغه بالموعد بضرورة و قفالقتال بعد ٤٨ ساعة علي الأكثر
هذه هي الحقيقة المذهلة التي اكتشفتها بعد الحرب و عندما جاءكوسيجين الي مصر في ١٤ اكتوبر طلب الموافقة علي وقف اطلاق النار بناء علي طلبالسوريين .. هذه كانت المرة الخامسة التي يطلب فيها مني وقف اطلاق النار .. و كانتالمرة الرابعة عندما ايقظني السفير السوفيتي فجر يوم ١١ اكتوبر و كان هذا الطلبالرابع لوقف اطلاق النار يسلك طريقا غريبا ، ذلك لان كيسنجر كان قد اتصل بهيث رئيسالوزراء البريطاني و قال له ،، اتصلوا بالسادات لاني لاصلة لي به . فقد ابلغنيالاتحاد السوفيتي ان السادات وافق علي وقف اطلاق النار و يجب ان نسارع الي عملالاجراءات مع الاتحاد السوفيتي لوقف المعركة .. و عن هذا الطريق الغريب الذي يمربكيسنجر و هيث ثم الاتحاد السوفيتي جاءني السفير السوفيتي يوم ١٣ اكتوبر ليطلب وقفاطلاق النار
قلت للسفير السوفيتي : آسف انا لم أوافق علي وقف اطلاق النار . ولماوافق الاتحاد السوفيتي علي الطلبات الثلاثة السابقة لوقف اطلاق النار
ثم جاء كوسجين ليطلب نفس الطلب .. وقف اطلاق النار يوم ١٤ اكتوبر ولكنني لم أوافقه.. انني لم أحقق اهدافي من المعركة . و لذلك فلا معني لوقف النارالان
وبقي كوسيجين في مصر .. جاء يوم ١٦ اكتوبر و كانت الثغرة قد حدثت . هنا حاول كوسيجين ان يستغل الثغرة في الضغط لكي أقبل وقف اطلاق النار . قلتلكوسيجين .. انت لست رجلا عسكريا و الثغرة لا تعني شيء .. انما كلام فارغ و هذهالثغرة لا تقوم علي اساس استراتيجي عسكري علي الاطلاق .. انها معركة هدفها الدعايةالعسكرية فقط
و انا استطرد قليلا حيث اتذكر ما قاله لي بعد ذلك " الجنرال بوفر " مدير معهد الدراسات الاستراتيجية في لندن عندما زارني بعد حرب اكتوبر و كان معهرئيس تحرير الاهرام في ذلك الوقت . قال لي " بوفر وكانت الثغرة لاتزال قائمة : ارجوألا تكون هذه الثغرة قد ازعجتك انها عمل لا اساس له من الناحية الاستراتيجيةالعسكرية. انها معركة تليفزيونية و اذاعية لها هدف سياسي . فقط و اضيف انا . في هذاالاستطراد ان الاسرائيليين كانوا يريدون بالثغرة ان يغطوا مركزهم في الحرب . وكانوايريدون ان يحتلوا السويس و يقولوا انهم احتلوا السويس .. و يكون لذلك اثر كبير فيدعايتهم السياسية بل انهم ركزوا علي بورسعيد و حاولوا الاستيلاء عليها ..
وظلوا ثلاث ايام يحاولون الاستيلاء علي بورسعيد . و حاولوا ثلاثمرات ان ينزلوا فيها و لكن محافظ بورسعيد الممتاز عبد التواب هديب - الذي هو الآنمحافظ الاسكندرية لم يعطهم أي فرصة . لقد كان في الأصل ضابط مدفعية ممتاز ولو انهماستولوا علي بورسعيد لكانوا قد استخدموا ذلك في دعايتهم السياسية أيضا و علي نطاقواسع
المهم .. نعود الي موضوع كوسيجين .. حاول ان يضغط بالثغرة حتي أقبلوقف اطلاق النار فرفضت . فعاد يقول " نحن نقيم الآن بيننا و بينكم جسرا جويا " وكأنه بذلك يقول " ان لنا الحق في ان نطلب منكم و تستجيبوا لنا " قلت له - و كنا فيمكتب قصر القبة - استني مكانك . الكباري التي ارسلتموها الينا هي كباري الحربالعالمية الثانية التي يتم تركيبها في وقت يمتد الي ٦ ساعات و انتم عندكم كبارييمكن تركيبها في نصف ساعة ، واولادي رأوا هذه الكباري عندكم في الاتحاد السوفيتي واسم هذه الكباري بالامارة " بي . ام . بي " ولوعندنا هذه الكباري كانت قواتنا قداستولت علي الممرات أول يوم في المعركة .. و بذلك كانت قد انتهيت من الجزء الاساسيمن خطتي في معركة اكتوبر وكان يمكننا الآن ان نتحدث حديثا آخر
وسكت كوسيجين و لم يعلق
هذه الحقيقة الكبري التي يجب ان يفخر بها شعب مصر ٦٠% من معداتالعبور هي كباري ومعديات مصرية صممها مصريون بايد مصرية
هناك نماذج أخري للاضافات العديدة التي اضافها المصريون في حرباكتوبر عملية الساتر الترابي لها قصة مضحكة .. ذهبنا الي ألمانيا و طلبنا مضخاتمياة قوتها كبيرة جدا : ضحك الألمان لان القوة المطلوبة للمضخات لاتناسب أي حريق فيالدنيا .. فأكبر حريق في العالم لا يحتاج الي هذه القوة الرهيبة قلنا لهم " نحننريدها بهذا الشكل " و هذا هو ثمنها هل توافقون
قالوا : نوافق و انتم احرار
ارسلنا التصميم المصري للمضخطات ونفذه الألمان و هم يضحكون ويعترضون ثم طلبنا نقل هذه المضخات في سبتمبر بالطائرات و عاد الألمان يضحكون مضخاترهيبة لامعني لها ومطلوب نقلها علي وجه السرعة بالطائرات ما هي القصة ؟لقد جعلوها " نكتة " و لكن عرفوا مغزاها بعد اكتوبر
فقد استطاعت هذه المضخات ان تسقط ١٧ متر هي ارتفاع الساتر الترابي " اكلته اكل " وكان تصميم هذه المضخات مصريا .. و قد اخذناه من فكرة سابقة للمهندسينالمصريين اثناء السد العالي فقد كان هناك سد رملي ضخم اثناء السد ازلناه بمثل هذهالمضخات و في حرب اكتوبر تذكرنا التصميم القديم لمضخات السد العالي و طورناه . واستطاعت هذه المضخات ان تزيل الساتر الترابي الذي اقامه اليهود علي الضفة الشرقيةللقناة . وقد كانت هذه المضخات بتصميمها الخاص معجزة مصرية خالصة هناك قصة أخري هيقصة صعود الساتر الترابي من جانب جنودنا الابطال
لقد تسلق اولادنا هذا الساتر بطرق بدائية لا شك انها جعلت اليهودينفجرون من الغيظ.. لقد استخدم اولادنا سلالم الحبال التي نراها في السينما ،و التيكانت تستخدم أيام القرون الوسطي .. أي و الله ، أي والله . كان بعض اولادناالمدربين تدريبا خاصا يصلون الي الساتر الترابي ثم يفردون السلالم الي تحت ويربطوها "بوتد" من فوق . فتصبح هذة السلالم صالحة للصعود يتسلقها الجنود بعد ذلك " زي القرود زي العفاريت و قد استطاعوا ان يجروا معهم في صعودهم مدافع للدبابات ثقيلةجدا .. فراعنة .. هم الذين بنوا الهرم .. جروا هذه المدافع الثقيلة بان ربطوها فيالحبال وهذه الاحبال جعلوا وتدا في اعلي الساتر الترابي ايضا و من جانب السلم شدواهذه المدافع.. عندما يصعد العسكري السلم يجد مدفعه جاهزا فيدخل المعركة علي الفور
و هكذا ترك النبوغ المصري بصمته علي كل شيء واخترق الصعوبات و انتصرعليها بابتكاراته الجزئية واحب ان اذكر لك هنا ان قاذفات اللهب التي استخدمناها فيالمعركة كانت كلها مصرية مائة في المائة .. وقاذفات اللهب هذه كانت من أخطر الأسلحةالتي استخدمها المقاتل المصري و التي هاجم بها خط بارليف و حطمه و قضي عليه
وبتوع بارليف " من جنود العدو و ضباطه ماشافوش الويل من شويه .. لان أخطر شيء عليمن يختبئ في موقع دفاعي هو قاذفات اللهب فالمقاتل في موقعه الدفاعي اما ان يخرج منموقعه فتقتله رصاصة أو يبقي فيحترق .. و لهذا السبب وبفضل الابتكار المصري لقاذفاتلهب خاصة بنا ، لم يتحمل خط بارليف وقتا فقد اقتحمناه وحطمناه بسرعة
وهناك أيضا دشم الطائرات .. العالم كله بدا بدشم الطائرات بعد ضربةيونيو ١٩٦٧ ولكن كل جيش كان يبني هذه الدشم حسب اجتهادات خاصة بمهندسيه .. و قدقمنا نحن بمجهود جبار في هذا المجال و لابد ان اذكر فضل " المقاولين العرب " فيتصميم هذه الدشم و تنفيذها مع المهندسين العسكريين . لقد كان تصميمنا المصري للدشمو مواقع سام ٣ من أروع الانجازات . و قد حاول اليهود مرارا ان يسرقوا هذه التصميماتو لكنهم فشلوا و لم تنجح محاولاتهم لان مخابراتنا كانت وراءهم بالمرصاد ولم تمكنهممن النجاح في هذه المحاولات
تفتق الذهن المصري أيضا عن أشياء رائعة فيما نسميه باسم " التكتيكاتالصغري " هناك ضابط نابغ اسمه " حسن ابو سعده " و هو الذي استولي علي اللواء ١٩٠اليهودي . لواء عساف ياجوري المشهور . حسن ابو سعده .. قضي علي لواء مدرع بأكمله ،يضم ١٢٠ دبابة ، قضي علي هذا اللواء بكل دباباته في عشرين دقيقة اللواء المدرععندنا مائة دبابة عند اسرائيل مائة وعشرين .. واللواء المدرع فيه دبابات و مدفعيةميدان و مدفعية مضادة للطائرات . كل هذا قضي عليه ابو سعده في عشرين دقيقة مائة وعشرين دبابة مجهزة بأدق التجهيزات العسكرية .. قضي عليها ابو سعده في عشرين دقيقة
وقد ذهل " عساف ياجوري " قائد اللواء الاسرائيلي المدرع عندما نزلمن دبابته وكانت اخر دبابة في اللواء ، فوجد كل دباباته المائة و العشرين محطمة ومحترقة تماما .. ذهل الضابط الاسرائيلي وكاد يجن .. و مازالت دبابة عساف ياجوريموجودة مكانها في رمال سيناء حتي الآن ذكري لهذه المعركة المجيدة
أكبر معركة دبابات في الحرب العظمي كان اسمها معركة " كورسك" فيروسيا و كان في هذه المعركة ٥٠٠ دبابة نحن قضيناعلي مائة و عشرين دبابة في عشريندقيقة .. هذه معجزة
وبهذه المناسبة كانت معارك الدبابات بيننا و بين اليهود عنيفة وكانت خسائر الدبابات في هذه الحرب ثلاث آلاف دبابة .. و للعلم خسائر الدباباتالمصرية ٥٠٠ دبابة فقط اما الخسائر الباقية و هي الفان و خمسمائة فهي موزعة بيناسرائيل و سوريا .. هذه حقيقة لم اكن أود اعلانها الآن ،.. لكنني اقولها لاولادنا وللتاريخ .. فهذا واجبي ألا اخفي هذه الصفحات المجيدة من تاريخنا . سؤال : هذه حقائقعظيمة جدا يا سيادة الرئيس و هي حقائق مشرفة تذاع لأول مرة .. و يجب ان يعرفهاشعبنا ليعرف قيمة الانجاز العظيم الذي تم في اكتوبر ١٩٧٣ تحت قيادتكم و علي يدجنودنا و ضباطنا الابطال
ارجو ان تسمح يا سيادة الرئيس ان اسألكم عن مشاعركم - ادق مشاعر - يوم ٥ اكتوبر وصباح يوم ٦ اكتوبر و قبل ذلك بعشر ايام حين ذهبت قواتنا البحرية اليمهامها في حرب اكتوبر يوم ٢٦ سبتمبر ١٩٧٣ عبر البحر الاحمر الي باب المندب كمااعلنتم سيادتكم من قبل
الرئيس : كان شعورا عاديا جدا و مطمئنا جدا
يوم ٢٨ سبتمبر كانت ذكري عبد الناصر ، القيت فيها خطابا و أعدت فيهاالصحفيين المائة والعشرين الي عملهم . فقد تم ما قصدته بابعادهم لبعض الوقت .. كنتاريد ان اقول لهم " عيب " و في هذا الوقت خرج من يقول ان السادات يقوم بعمل مصالحةوطنية لانه لا ينوي ان يخوض المعركة بأي شكل . مصالحة وطنية مع من ؟
كما قلت من قبل ليس بيني و بين أي مصري خصومة و لن يكون ذلك أبدا .. ليس هذا مفهومي للحكم أبدا لن اخاصم احدا من المصريين أو ادخل معه في صراع .. انااب للجميع كما قلت من قبل
يوم ٤ رمضان دعيت مجلس الأمن القومي المصري للاجتماع و هذا المجلسيتكون من رئيس الوزراء و نوابه ووزير الحربية ووزير التموين و مدير المخابرات وأمين الاتحاد الاشتراكي ومستشار الأمن القومي و هو المنصب الذي كان يشغله حافظاسماعيل في ذلك الوقت . واستمر هذا الاجتماع ٤ ساعات سمعت فيها آراء الجميع ثم قلتلهم " احب ان اوضح لكم شيئا .. ان اقتصادنا تحت الصفر و ليس عندي العيش لسنة ١٩٧٤ " و كنا في اكتوبر ١٩٧٣ أي ان امامنا شهرين فقط.. و مع ذلك فليفعل الله مافيه الخير..
في اليوم الثاني جمعت المجلس الأعلي للقوات المسلحة لاعطاء الأمرالاخير مني ، و في جلسه امتدت ٦ ساعات قام كل قائد بتقديم خطته امام جميع القادةالاخرين ،و اصبح كل قائد يعرف نصيبه في الخطة بدقة ووضوح قلت : مبروك بااولادي " واعطيتهم الأمر الأخير
بقي في المعركة امران - حسب ارقي العلوم العسكرية في العالم - الاولهو التوجيه الاستراتيجي و يكون من رئيس الجمهورية . و قد صدر مني هذا التوجيهللمشير احمد اسماعيل قبل المعركة بشهر و هو موجود و محفوظ في وزارة الحربية وهذاالتوجيه الاستراتيجي هو الذي اعطاه تشرشل في الحرب العالمية الثانية لايزنهاور
الأمر الثاني : هو أمر القتال و قد أصدرته قبل المعركة بثلاث ايام وسلمته للمشير احمد اسماعيل و هذا الأمر ايضا محفوظ في سجلات المعركة للتاريخ
يوم الاربعاء : أي قبل حوالي ٧٢ ساعة من المعركة طلبت السفيرالسوفيتي و أبلغته بقرار الحرب و قلت اريد من موسكو إجابة عن هذا السؤال .. ماذاسيكون موقف الاتحاد السوفيتي من المعركة ؟ سألني عن ساعة الصفر قلت له لم تحدد بعدو كنت قد اتفقت مع حافظ الاسد علي ان يقوم بابلاغ السفير السوفيتي بساعة الصفر و هيالساعة ٢ يوم السبت ٦ اكتوبر
يوم الخميس ٤ اكتوبر فوجئت بان السفير السوفيتي عاد يطلب مقابلتي ،و دهشت لان السوفيت لا يجيبون علي الرسائل بسرعة بل يتلكأون . و قد تتأخر الاجابةشهورا بعد شهور . ووافقت علي مقابلة السفير السوفيتي بعد دقيقتين من طلبه في بيتهبجوار بيتي في الجيزة . وكنت اتصور انه يحمل رد الحكومة السوفيتية و لكنني فوجئت بهيطلب مني الاذن بنزول اربع طائرات سوفيتية في مطار حربي مصري لنقل العائلاتالسوفيتية يوم ٥ اكتوبر ووافقت علي طلبه فورا و حددت له مطارا عسكريا غرب القاهرة وكان معني كلام السفير وطلبه نقل العائلات السوفيتية من القاهرة اننا سوف نخسرالمعركة و لذلك فهم يريدون سرعة الرحيل و مع ذلك وافقت و تم نقل العائلات الروسيةفي الوقت المحدد
و قبل ان يخرج السفير من مكتبي سألته عن الرد علي رسالتي الخاصةبموقف السوفيت من المعركة . فقال بعد ثلاث سنوات من المعركة
يوم الخميس ٤ اكتوبر انتقلت من بيتي في الجيزة الي قصر الطاهرة الذيكان قد تم تجهيزه بحيث يمكنني منه ان اتصل بجميع انحاء جمهورية مصر ، و بكل مسئولفي البلاد فيما لو انقطعت التليفونات . فقد كان في تقديري ان اليهود يمكن ان يركبوارؤسهم و يهاجموا المدن ويقطعوا المواصلات . علي ذلك فقد كان في قصر الطاهرة غرفةعمليات متصلة بغرفة عمليات الجيش و كل ما يتم في المعركة ينقل اليها فورا بأحدثالوسائل
يوم الجمعة كنت عادي جدا ..بل كنت اسعد انسان مع ان المعركة كانت لاتزال في كف القدر ، ولكن حساباتي كانت علي الوجه الآتي " لو نجحنا في المعركة كانبها و الحمد لله . وان فشلنا فانني ساكون بين جنودي في القتال و اموت معهم شهيدا معالشهداء " المهم انني اتخذت القرار و كانت البحرية قد بدأت يوم ٥ اكتوبر عملهاوانتهي الأمر .. و انتهي الاضطراب و البلبلة .. انتهت اللاحرب و اللاسلم ... و هذاكان مريحا لي الي أبعد حد
و في يوم الجمعة هذا قمت بالصلاة في زاوية صغيرة في منشية الصدر هيالزاوية التي تعلمت فيها الصلاة و انا صغير عندما جئت الي القاهرة مع أبي لأول مرةفلاحا بسيطا : حيث كنا نسكن في كوبري القبة . في ليلة ٦ اكتوبر نمت ملء جفوني وصباحالسبت يوم المعركة استيقظت و انا في غاية الراحة و السعادة و كما قلت لك لم يكنامامي الا النجاح أو الاستشهاد حتي تقول الاجيال القادمة ان السادات لم يقبل الذلوالانتظار و اللاحرب و اللاسلم .. ثم يكملون من بعدي . جاءني المشير احمد اسماعيلفي الواحدة و النصف و ذهبنا معا الي القيادة ووصلنا قبل ساعة الصفر بدقائق
غرفة القيادة التي ارجو ان تشاهديها ان شاء الله في ٦ اكتوبر .. وقد رآها بعض زملائك الصحفيين هذه الغرفة أشبه بغرف العمليات التي تشاهدينها فيالسينما عن الحرب العالمية الثانية ، و غرفتنا بهذا الشكل و مجهزة بأحدث الأجهزة ،وكانت الخطة معلقة علي الحائط كله . شيء رهيب مثير للانتباه .
و اذكر انني عندما وصلت الي غرفة العمليات وجدت اولادي في الغرفةصائمين .. كنت قد اعطيت أمرا بالافطار لانه لا يحارب احد و هو صائم وحربنا ضد العدوعبادة وليس بعدها عبادة ، و نحن لا نريد ان تحدث أي غلطة .. انا صائم لانني تعودتالالتزام بالصوم في جميع الأحوال .. في السفر في المرض في كل الاحوال أصوم فقد اصبحالصيام عندي له معني خاص منذ أيام القرية بالاضافة الي معناه الديني انه مرتبطبمعني الرجولة
و لكنني عندما وجدت من في غرفة العمليات صائمين ، و شعرت انهمصائمون احتراما لي طلبت : البايب " وكوبا من الشاي و افطرت في الثانية الا عشردقائق
في الساعة الثانية ميكروفون غرفة العمليات أعلن " الطيران المصريعبر الي سيناء " بعد عشرين دقيقة اتصل حسني مبارك بغرفة العمليات ليقول " ضربةالطيران حققت ٩٩% من اهدافها و هذه روعة حسني مبارك .. روعة حقيقية لقد قال السوفيتان ضربة الطيران الاولي لن تحقق الا ٣٠% و اننا سوف نخسر ٤٠% من سلاح الطيران كله
و هذا كله سجل للتاريخ ومكتوب وعليه شواهد ثابتة . من ثلاثين قاعدةجوية و بين ثلاثين مطارا علي مسافات مختلفة خرجت طائراتنا في وقت واحد و عبرتالقناة في مظلة من ٢٢٢ طائرة و عندما رأي اولادي هذه المظلة من طائراتنا تعبراصيبوا بنوع من " الهستيريا العظيمة " اذا صح هذا التعبير .. هستيريا عظيمة حقالانهم لم ينتظروا امر العبور فاندفعوا للعبور . كانت خسائرنا في الطيران في الضربةالاولي ٥ طائرات من ٢٢٢ طائرة . نتيجة رائعة بل مذهلة و كان من بين الطيارين الخمسةالذين سقطوا عاطف السادات اخي الله يرحمه . أصر ان يخرج في الطلعة الأولي و لم يكنفيها فسمح له القائد بذلك ،وكان نصيبه الاستشهاد
في غرفة العمليات بعد ما ابلغنا حسني مبارك بنتيجة ضربة الطيرانحدثت فرحة كبيرة حقا .. لقد تذكرت ما قرأته عما حدث في غرفة العمليات في الحربالعالمية الثانية عندما قامت ألف طائرة بضرب برلين لأول مرة و حققت الضربة اهدافها .. و في غرفة العمليات في لندن جري هناك ما جري عندنا بعد نجاح ضربتنا لليهود .. صرخة فرح و سعادة تملا الغرفة .. وبعد اربعين دقيقة سلاح المدفعية ضرب ضربته و حققاهدافه بقيادة الماحي كبير الياوران الآن .. ان الماحي خلي اليهود يشوفوا الويل ودكخط بارليف علي من فيه . و بدأت الاخبار بانتصارات الجيش والعبور وكان اول لواء عبرووضع العلم علي سينا هو اللواء السابع .. بعد اربع ساعات تأكدت من النصر . وكنت قدسجلت في اجتماع المجلس الأعلي للقوات المسلحة ان ال ٢٤ ساعة سوف تحدد مصير المعركة . و الآن تحدد مصير المعركة في الساعات الأربع الأولي
سؤال : هل ترك القمر الصناعي و نشاطة فوق مناطق حدودنا العسكريةاثرا من الخوف والحذر لديكم ؟ الرئيس : أبدا أبدا .. هنا لابد ان اقول ان القمرالصناعي مازال الي يومنا هذا يخدم اسرائيل والقمر الصناعي الامريكي هو الذي كانأساسا للثغرة في التخطيط و التنفيذ .. ان الثغرة قد صنعها الامريكان بقمرهم الصناعيو بأسلحة لم تخرج من امريكا إلا إلي سيناء .. أسلحة لم تعط لأي دولة في العالم حتياكتوبر ١٩٧٣ و من بينها قنبلة " المافريك " التي رأيتها بعد ذلك في مناورات ايران . و بالمناسبة فان القمر السوفيتي لاعلاقة له بنا و لا يقدم لنا أي شيء . بينما القمرالامريكي كان و مازال في خدمة اسرائيل
سؤال : لو كان العدو قام بضربة اجهاض لنا قبل تحركنا فهل كان هذايمكن ان يمثل خطرا علي حرب اكتوبر ونتائجها أم كان في امكاننا و في تخطيطنا ان نردالضربة بضربة مضادة؟
الرئيس : ضربة الاجهاض لو انها وقعت قبل ثلاث أيام من المعركة كانيمكن ان تسبب متاعب لنا . رغم اننا وضعنا مثل هذه الضربة في الحساب و كنا سوف نردعليها بقوة و عنف.. و لكن في الأيام الثلاثة السابقة علي المعركة لم يكن لمثل هذهالضربة من جانب العدو أي قيمة لقد قيل ان قادة الجيش الاسرائيلي اتصلوا بجولدامائير صباح السبت ٦ اكتوبر لكي يقوم الجيش الاسرائيلي بضربة وقائية . كل هذا كلاملاقيمة و لا أهمية له.. و لم تكن ضربتهم تجدي شيء لا يوم السبت ٦ اكتوبر و لاالجمعة ٥ و لا الخميس ٤ اكتوبر
سؤال : سيادة الرئيس هل كان هناك خوف من انتكاس الوقفة العربيةالجماعية الواحدة بعد قيام الحرب نتيجة التناقض بين القول و الفعل عند بعض الزعماء؟
الرئيس : في حياة الأمة العربية للأسف توجد دائما هذه الخلافات والمشاحنات و رغم ذلك فانا استطيع ان اقول و بكل ثقة ان اخواني و اصدقائي الملوك والرؤساء العرب قد تجاوبوا معي كل التجاوب اثناء التجهيز للمعركة و ذلك باستثناء بعضالخوارج مثل القذافي مجنون ليبيا وبعض الاصوات الاخري التي لم يكن لها قيمة
وهنا اود ان اسجل دهشتي البالغة من بعض العرب الذين يريدون انيملاؤا حياة امتنا بالمرارة بالتمزق و الخوف من المستقبل المجهول .. لقد صدرنا هذاكله الي اسرائيل بعد اكتوبر . لماذا يريد هؤلاء ان يستوردوا هذا كله من جديد اليالوطن العربي ؟ ان المواقف السورية و المواقف الليـبـية تعني استـرداد القلقوالتمـزق الي صفـوف الأمة الـعربية ، نحن نـرفض هذه المواقف واغلبية الامة العربيةترفض هذه المواقف .. والامة العربية بخير و مانراه هو ظواهر فوق السطح و لا يجوز انتزعجنا مزايدات سوريا و لا جنون الحاكم الليبي
سؤال : قيل ان بعض قوات الجيش اندفعت لتطوير الهجوم يوم ١٤ اكتوبرلتخفيف الضغط علي الجيش السوري و ان هذه القوات استطاعت بلوغ المنطقة المواجهه لمصرمثلا .. نريد ان نعرف من سيادتكم بعض التفاصيل عن هذه المهمة للحقيقة والتاريخ
الرئيس : بالفعل اندفعت قوات من الجيش الثاني و هي الفرقة ٢١المدرعة الي الشرق و قد كان ذلك تحت الحاح سوريا . فلم يكن في خطتنا ان ندفع بهذةالفرقة الي الشرق ، كنا قد اعددنا " منطقة قتل " في و كان تقديرنا ان اليهودسيندفعون الي هذه المنطقة من باب الغرور العسكري لان المفروض عسكريا ألا يأتي احدالي " منطقة القتل " ففي هذه المنطقة كل ما يظهر ينبغي القضاء علية .. وكل شيء حتيلو كان نمل . لذلك كل اليهود يندفعون الي هذه المنطقة و قد تعرضوا لضرب عنيف جدافيها . كما اشرت في جانب من الحديث هناك لواء مدرع بأكمله هو لواء عساف تم القضاءعليه في عشرين دقيقة . و كان المفروض ان مثل هذا اللواء يستمر في الحرب سنة اوسنتين و في الأيام الاولي من المعركة كانت نسبة خسائر اليهود الي خـسائرنا هي ٣ الي ١ أي ان خسائر اليهود ٣ و خسائرنا واحد
ثم استغاثت سوريا لانها كانت في اليوم الثالث قد بدأت تخرج من الحربو كان اليهود علي بعد عشرين كيلو من دمشق ، و امام الحاح السوريين وافقت للمشيراحمد اسماعيل علي انتقال الفرقة ٢١ من الغرب الي الشرق حيث اشتبكنا مع اليهودواصبحت خسائر اليهود بالنتـيجة لنا ٢ الي ١ بعد ان كانت ٣ الي ١ أي ان اليهود كانوايخسرون دبابتين كلما خسرنا نحن واحدة .. و كانت النتيجة ان خسائري في الدبابات بلغت ٥٠٠ بينما بلغت خسائر سوريا ١٤٠٠ دبابة وخسائر
اسرائيل اكثر من الف دبابة . وقد خسرت سوريا ١٢٠٠ دبابة في يوم واحد
اشتباك الفرقة ٢١ من الجيش الثاني مع اليهود عطلنا عن تحقيق بعضاهدافناسؤال : قمنا بتسليم ٣٩ جثة من جثث ضباط وجنود العدو في الصيف الماضيو قالت الصحافة العالمية انها " ضربة معلم " من الرئيس السادات و قيل ان مصر تحتفظبعدد آخر من الجثث الاسرائيلية عالجها المصريين كيمائيا حتي لا تتحلل ، و انها بعضخسائر اسرائيل في منطقة الثغرة و هي الخسائر التي بلغت أكثر من ألف قتيل ماصحه هذهالمعلومات
الرئيس : لقد بدأ الاسرائيليون هذا العام فقط في تسمية .. الثغرة " باسم " وادي الموت " لأن اكبر خسارة لليهود كانت في الثغرة . و في زيارتي لعمان قبللقائي بفورد في "سالزبورج " ألقيت خطابا تحديت فيه اليهود ان يذكروا خسائرهم فيالثغرة .. و لكنهم لن يفعلوا ذلك لان هذه الأرقام سوف تفتح قصة الثغرة كلها . هناطيار يهودي من الذين كانوا ينقلون القتلي من الثغرة ضربنا طائرته و أسرناه و قدأعطانا هذا الطيار بيانا كامل بخسائر اليهود بالاضافة الي ما نملكه من بيانات دقيقة . و عندما فشلت مفاوضات فض الاشتباك الثاني لأول مرة في مارس ٧٥ اتخذت قراري بفتحقناة السويس
و تسليم اليهود ٣٩ جثة . و قد كان من بينهم ضباط كبار جدا . وقداقيمت لهم جنازات ضخمة في اسرائيل و تجددت أحزان اسرائيل مع تسليم هذه الجثث وبعدان رفضوا فض الاشتباك الثاني في المرة الاولي عادوا فقبلوا ،و هذا ما قد يوضح صحةتقديري تماما
لقد تذكروا ما أصابهم في حرب اكتوبر .. و عرفوا ان العناد لن يفيدهمكثيرا فهذه جثثهم شاهد علي هزيمتهم
أما بالنسبة لبقية الجثث فقد اعطيت تعليماتي بالبحث عنها و اذاوجدنا جثثا اخري فسوف نسلمها لليهود ليس عندنا أبدا نية التمثيل بالجثث .. و ليستهذه اخلاقنا او عقائدنا
سؤال : هل يمكن يا سيادة الرئيس ان نتحدث بشئ من التفصيل عن الثغرة؟ الرئيس : انا سعيد اننا اعددنا دراسة كاملة عن الثغرة تكشف كل الحقائق وقد تم عرضهذه الدراسة في ندوة اكتوبر العالمية التي عقدت في جامعة القاهرة العام الماضي
الثغرة عبارة عن ماذا ؟.. هناك جيشنا الثاني و جيشنا الثالث يحتلانالمسافة من السويس الي بورسعيد أي حوالي ١٨٠ كيلو هناك " مفصل بين الجيش والمفصلدائما هو نقطة ضعف فجاء اليهود و ركزوا علي المفصل و فتحوا فيه مسافة ستة كيلومترات . و لم يتزحزح الجيش الثاني أو الثالث بوصة واحدة الي الوراء . و لم يستطيعوا انيحتلوا السويس . و تحولوا بعد وقت قليل الي " سندوتش " بين الجيش الثاني و الجيشالثالث
ان الثغرة كانت بطلب من امريكا لتحسين وضع اسرائيل في أي مفاوضاتوتمت بمساعدة القمر الصناعي الامريكي و بالأسلحة الامريكية الجديدة ، كما ان جولدامائير قالت لقائدها اليعازر >نحن في القاع < الحقونا بأي عمل ، و قامت الثغرةالفاشلة والتي كان يمكن تصفيتها من البداية لولا خطأ رئيس الاركان في ذلك الوقت فقدكان اولادي في الجيش قد وصلوا الي موقع الثغرة و لكن رئيس الاركان اعطاهم امرابالرجوع الي الوراء... و هذا خطأ
و مع ذلك فان الصاعقة و المظلات و القوات الخاصة في الجيش المصريجعلت من الثغرة " وادي الموت " بالنسبة لليهود . و كنت قد نبهت في المجلس الأعليللقوات المسلحة جميع القادة - اولادي - في القوات المسلحة . الي الحركات المسرحيةالتي تعودت اسرائيل ان تقوم بها ، وطلبت عدم الانزعاج من هذه الحركات أو الخوف منها، لقد كان هدفهم هو ان يقولوا انهم علي بعد ٩٠ كيلو من القاهرة و هذا هو نفسه ماكان يقوله المجنون معمر القذافي حيث جاء الي القاهرة في فترة الثغرة و هو " لابسمظلة " جاء لينقذ القاهرة .. " ما هم اصحاب العقول في راحة " لقد كانت الثغرة مادةللدعاية الاسرائيلية و مادة للحاقدين و الانهزاميين .. و مع ذلك فلم تكن الثغرة شيء .. كانت عذابا لليهود .. و قد عرف اليهود هذا الأمر وحاولوا الاستيلاء علي السويسليعوضوا خيبتهم و لكنهم فشلوا تماما .. تصفية الثغرة لم تكن تستغرق ساعات قليلة
سؤال : و لماذا يا سيادة الرئيس لم تتم تصفية الثغرة ؟
الرئيس : كان عدد دبابات اليهود في الثغرة اربعمائة دبابة و استطعتأن أجمع لحصار هذه الثغرة ٨٠٠ دبابة .. طلبت من تيتو ان يرسل بعض الدبابات فارسلهذا الزعيم المناضل علي الفور ١٤٠ دبابة بالذخيرة و الوقود .. الرئيس بومدين ارسل ١٥٠ دبابة فورا و كان هنا ١٠٠ دبابة اخري وضعها معمر القذافي في مرسي مطروح اخذتهاعلي الفور رغم انف القذافي
و كان الرئيس بومدين قد دفع للسوفيت ١٠٠ مليون دولار اثناء المعركةثمنا ل ٤٠٠ دبابة . وصلتني ايضا و اصبح عندي ٨٠٠ دبابة تقريبا بفضل الرئيسين تيتو وبومدين . عندما احس اليهود بهذا الرقم من الدبابات اسقط في ايديهم و اضطربوا اشدالاضطراب . وكان القرار هو تصفية الثغرة . وكانت تصفية الثغرة ممكنة تماما و سهلة
و في يوم ١١ ديسمبر ٧٣ جاءني كيسنجر و قال لي " اذا حاربتم من جديدفاننا - امريكا ستقف الي جانب اسرائيل . نحن نعلم انك تستطيع تصفية الثغرة و لكنناسنقف ضدك و نضرب مع اليهود ... و الحل هو ان نعمل فض اشتباك و يعودوا هم الي الشرقبدون قتال
قلت له : متي يمكن ان يتم هذا ؟
قال : في يناير ١٩٧٤
كان هذا الحديث في ١١ ديسمبر .. و لانني بدأت اثق بكيسنجر - الذياثبت لي دائما،، انه رجل شريف و صريح .. فقد وافقت علي ذلك
و مع ذلك لم اسكت .. عينت قائدا للثغرة هو مأمون " محافظ مرسي مطروحالآن ، وكان قبل ذلك قائدا للجيش الثاني في وقت العبور و
هو عسكري رائع وممتاز ،ثم اعددنا خطة تصفية الثغرة و صدقت عليها يوم ٢٤ ديسمبر ١٩٧٣ .. و كل ذلك حتي أكونمستعد لأي مفاجأت . وسافرت اسوان انتظر كيسنجر . و لو فشل كيسنجر كانت هناك كلمة سرواحدة اقولها للمشير احمد اسماعيل لتهدأ المعركة علي الفور وننتهي من العملية
ولكنني كنت اضع في اعتباري موقف امريكا و خطورته علي اهلي ووطني .. كما كنت أضع في اعتباري ان الاتحاد السوفيتي لن يساعدني أبدا في هذه المعركة .. بلسينتظر ضربي ليفرض شروطه من جديد .. وجاء كيسنجر
ونفذ وعده بفض الاشتباك ورحلت قوات اليهود و انتهت تمثيلية الثغرةسؤال: أود ان أسأل سيادتكم بعد هذه الرحلة الطويلة معكم حول ٦ اكتوبر عن رأيكمباعتباركم كاتبا و مثقفا كبيرا - في الأدب العربي .. هل عبر أدبنا بصدق عن اكتوبر ؟ثم ما هو رأيكم فيما قدمته السينما المصرية من أفلام عن حرب اكتوبر؟
الرئيس : ان أدبنا لم يعبر حتي الآن عن معركة اكتوبر . ان حرباكتوبر ليست حدثا محليا وانما حدث عالمي و العالم بعد اكتوبر يختلف تماما عن العالمقبل اكتوبر ،
سياسيا : تأكد مركز العرب كقوة سادسة في العالم بعد اكتوبر . ولنترك ما يبدو علي السطح من زوابع و خلافات فتلك لعنة مكتوبة علي العرب ان يجتمعوافي أيام المحنة ثم يتفرقوا و يتمزقوا ،، و لكنني علي يقين بان الجوهر سليم و نقي .. لقد اصبح العرب بعد اكتوبر قوة رهيبة
اقتصاديا : امتلك العرب ، لأول مرة بترولهم بتأميم شركات البترولبالكامل و استطاع العرب لأول مرة أيضا ان يحددوا انتاج البترول .. و انتقصت الكويتمليون طن من الانتاج .. وارتفع ثمن البترول ثلاثة اضعاف ثمنه قبل اكتوبر . و الغربكله الآن يقف موقف الرعب من العرب ،
عسكريا : دخلت دروس حرب اكتوبر في تعديل تصميمات السلاح ، و قدالتقيت منذ فترة قريبة ببعض - الاوروبيين الذين يعملون في صناعة الأسلحة ، و قدقالوا ان تصميمات الأسلحة تغيرت بعد حرب اكتوبر كما تغيرت المفاهيم العسكرية فيالعالم كله ،
هذه الاثار الضخمة لحرب اكتوبر تنعكس حتي الآن في أدبنا وربما يحتاجالأمر الي بعض الوقت كما يحتاج الي ازالة آثار الانهزامية التي سيطرت علي بعضالادباء .. وبعدها اعتقد ان من الممكن ان نجعل ادبنا ادبا يعبر عن اكتوبر خير تعبير
بالنسبة للافلام التي ظهرت عن اكتوبر بعضها افلام جيدة . لكنني انويان تقوم مصر بعمل فيلم طويل علي غرار فيلم . اطول يوم في التاريخ - و هو الفيلمالذي صور غزو الحلفاء لنورماندي - هذا الغزو الذي كان بداية انهيار هتلر . و قدتكلمت مع عمر الشريف عندما قابلني في امريكا عن مشروع هذا الفيلم . و ارجو ان يحشدهذا الفيلم جميع الممثلين الكبار عندنا . كما حشد فيلم " اطول يوم في التاريخ " جميع الممثلين في كل بلاد الغرب
ان جبهتنا طولها ١٨٠ كيلو متر و عندنا خمسة رؤوس كباري و تفاصيلالمعارك كثيرة جدا في الجو و البر و البحر .. و هذا يجعلنا نحتاج الي اكبر حشدسينمائي عرفته السينما العربية لانتاج هذا الفيلم الهام
سؤال : هذه التجارب الضخمة و الذكريات العديدة النادرة . لماذا لاتقومون بتسجيلها في كتاب يكون دليلا حيا للأجيال الجديدة ،، و يتعلمون منه العلومالكثيرة عن وطنهم و تاريخهم بكل قائد له خبرتك و تجربتك و مواهبك ؟
الرئيس : قبل نهاية السنوات الست الأولي من رئاستي للجمهورية شعرتبانني لابد ان أكتب مثل هذا الكتاب فهناك حقائق لابد ان يعرفها الشعب و لا يجوز انيكون حولها خلاف بعد ذلك - خاصة و قد لاحظت ان البعض للأسف بدأ يكتب و يشوه أو يصورالحقائق من زاوية واحدة فيها كثير من النقص . ومن أجل هذا اعددت كتابا تحدثت فيه عنسنواتي الست السابقة في الحكم و عن معركة اكتوبر وعن حياتي في القرية .. انه كتابكبير يشمل الكثير و قد اتفقت مع ناشر امريكي علي اصدار هذا الكتاب و سوف يصدرالكتاب في طبعته الانجليزية العالمية في الربيع القادم ان شاء الله في اوربا وامريكا و العالم كله ،
وقد تبرعت بدخل هذا الكتاب كاملا بحيث يذهب نصف دخله لاعادة بناءميت ابو الكوم والنصف الآخر للوفاء والامل .. انا لا أريد من دخل هذا الكتاب شيئالنفسي

محمد حسن ضبعون 21-06-2010 05:48 PM

تصريحات الرئيس محمد أنور السادات
في غرفة العمليات يوم ٦ اكتوبر
فى٦ أكتوبر ١٩٧٦


قال الرئيس السادات : كل سنة وانتم طيبون . نحمد الله ان التطور فيالقوات المسلحة يسير بخطا واسعة كما استمعتم الي ذلك في خطاب الفريق أول الجمسيأثناء العرض العسكري .. وقد شاهدتم بأنفسكم اننا نتحرك . لسنا واقفين . التطويركبير جدا ومستمر . وهذا أهم شيء . واليوم نتطلع كلنا الي قواتنا المسلحة لنعرف انالتطوير أحسن من العام السابق .. وكما قال القائد العام ، فان المعركة لم تنته هناكالصراع من أجل حل سلمي ، وإذا لم ينته الي السلام القائم علي العدل ، فسوف نعود اليالصراع العسكري .، ان الدبلوماسية و العسكرية تؤديان الي الهدف السياسي الأخير الذينريده . وهو السلام القائم علي العدل
لقد تردد في الفترة الأخيرة ، انه قد تكون هناك محاولة خطوة أخري منأجل السلام .. أي بأسلوب الحل خطوة خطوة . ونحن لانؤيد هذا علي الاطلاق ، وبانتهاءانتخابات امريكا في نوفمبر
ودخولنا عام ١٩٧٩ فان الخطوة يجب ان تكون الحل الشامل، للوصول الي السلام القائم علي العدل . وانا مستعد للاجابة علي اسئلتكم
عبد المنعم الصاوي ( نقيب الصحفيين ) اننا نبارك لسيادتكم في هذاالعيد القومي لمصر والأمة العربية كلها ، في عيد القرار التاريخي . والقرار هودلالة علي تطور العالم العربي كله ، لا الأمة المصرية وحدها . ولكننا نريد اننستفسر للاطمئنان عما أشار اليه القائد العام في خطابه عن استعداد نا علي الجانبالآخر ( يقصد الحدود الغربية مع ليبيا ) .. وماسمعنا من انه لايؤثر علي الكثافةالعسكرية في جبهة قتالنا مع العدو .. لان المعركة متوقعة اذا فشلت الحلول السلمية ؟
الرئيس : الجمسي يرد
الجمسي : الذي تردد موجود فعلا . ونحن مستعدون لأي احتمال
الرئيس : احب ان اوضح لكم ، ان محاولة طعننا من الظهر ليس لها أيقيمة . ولاتشغلنا . واذا حدث أي شيء فنحن قادرون علي الحسم تماما . رئيس ليبيايحاول ان يضخم ويكبر من هذا الموضوع لاستهلاكه الداخلي .. انه يحاول ان يحشد الرأيالعام داخل ليبيا . لانه يعلم ان الشعب الليبي في حالة قرف من تصرفاته ، لقد أدناليبيا في غزو السودان .. وليس من المعقول ان نفعل ماندينه ليس من المعقول ان نغزوليبيا . لقد ذكر القائد العام في خطابه ، هذا الموضوع لكي يظهر هذا المعني أمامالأمة العربية معركتنا مع العدو لاتزال مستمرة ، لم تحرر أرض الأمة العربية كلها .. وهي معركة الأمة العربية .. وبعدين يطلع واحد زي ده عاوز يطعنا في ظهرنا
حسني مبارك : والبرافدا تدافع عنه ؟
الرئيس : سيظل ٦ اكتوبر بمنجزاته كله علامة اساسية في التطور العربي . اننا نعيش الان عالم مابعد ٦ اكتوبر . وسبق ان قلت .. كان المفروض ان تكون سوريافي افراح اليوم .. مثل مصر .. ولكنهم يريدون ان يجلبوا الألم والتمزق والمرارةلشعوبهم مرة أخري . اما نحن في مصر.. فلا لقد صدرنا التمزق الي اسرائيل ولن يعودالينا أبدا . ان كل عربي يجب ان يحتفل بهذا اليوم .. ولكن اسلوب حزب البعث السوريالعاجز المعقد الحاقد .. لايريد الا ان يعود التمزق الي الشعب السوري ويقتل الآنشعب فلسطين صاحب القضية التي من أجلها نضحي ونحارب ويقتل اللبنانيين . وما النتيجةأقول لهم : ان كل انسان مسئول امام التاريخ عن سلوكه
محسن محمد : ماهي آخر تطورات الموقف من ناحية عقد مؤتمر القمةالعربي المحدود ؟
الرئيس : سوريا تريد ان يكون المؤتمر رباعيا . أي تحضره سورياوالسعودية والكويت ومصر، ونحن نرفض هذا الاقتراح .. اذ ماجدوي الاجتماع اذا لميحضره سركيس وعرفات ؟ كما ان حضور سركيس بغير حضور المقاومة لايجدي ايضا وهناك كلاميسري .. أو يراد له ان يسري في الأمة العربية . يعني ان سوريا لو تفاهمت مع مصر .. فان كل شيء سوف يحل . وهذا غير صحيح . أنني تحدثت مع الأسد من قبل في اجتماع الرياضعام ٥٧٩١سبع ساعات ونصفا وتفهمنا علي كل شئ . وللأسف فان تصرفات البعث السوري بعدذلك اصبحت اسوأ مما كانت عليه . مادخل مابين سوريا ومصر .. في مأساة لبنان اننا لمنقل للاسد افرض سيطرتك علي لبنان .والآن نسمع عن مساعي سورية تبذل لكي يحضر الملكحسين المؤتمر وهذا معناه طعن جديد في الفلسطينيين امعانا في المخطط المرسوم
ان خطنا واضح . من أجل لبنان .. من أجل وقف نزيف الدم اننا ندعو الياجتماع سداسي لارباعي ولاخماسي ولاسباعي . نريد ان تحضر الاطراف الاصلية هذاالاجتماع لكي نصل الي حل مأساة لبنان موضوع مصر وسوريا له اساس قديم ، ولا دخل لهبلبنان من بعيد أو قريب
يوسف السباعي - ماهي حقيقة الاتصالات التي أجرتها مصر مع فرنسا بشأنالموقف في لبنان ؟ الرئيس : الذي حدث .. هو أنني عندما التقيت بالزعماء اللبنانيينفي مصر ، وجدت ان البعض منهم يريد ضمانا من فرنسا من أجل المستقبل لان الهدف انيعود لبنان موحد ا كما كان . لما شعرت بهذا .. رأيت أن أرسل وزير الخارجية لاستطلاعرأي الرئيس ديستان .. قبل أن ينعقد اجتماع للقمة العربية .. سواء الاجتماع المحدودأو الاجتماع الموسع وهدفي هو بحث امكانية أن تشترك فرنسا مع الجهد العربي و ليسبديلا للجهد العربي ، وذلك لايجاد طمأنينة وضمانات لأطراف النزاع في لبنان ، يهمناأن يكونوا مطمئنين لتعود الي لبنان وحدته واستقلاله وشخصيته الكاملة
تكلمنا مع الرئيس الفرنسي ديستان وكان رده ممتازا قال انه مستعد أنيشارك بجهد مع الجهد العربي وليس بديلا عنه . وموقف فرنسا هو الموقف الرائد في غرباوروبا ولكن .. هل سترسل مصر قوات مصرية ؟ .. او هل كان الحديث عن ارسال قوات مصريةفرنسية ؟ احب ان اوضح اننا لم نعمل مبادرة مع فرنسا وحدنا . لقد ارسلت وزيرالخارجية لكي استطلع موقف فرنسا وذلك حتي تكون كل الاوراق عندنا جاهزة في اي اجتماععربي مقبل . ولكن بعض الاقوال ، جعلت من هذا مبادرة مصرية فرنسية ، وهذا غير صحيح ،ليست مبادرة . وقد اعلنت من قبل ، وانني ضد ارسال اي جندي مصري الي لبنان . وراييان التدخل العسكري يعقد الامور اكثر مما يسهلها . وهذه هي نتائج التدخل السوريامامنا . كل المشاورات كانت للرد علي السؤال .. اذا اتفقنا في مؤتمر القمة العربيالمحدود او الموسع علي اشتراك فرنسا . بعد هذا تفكر ، كيف تشترك فرنسا بقوات .. اوبغير قوات .. هذا هو موضوع البحث العربي . ان فرنسا مستعدة ان تستجيب لاي قرار غربيباشتراكها ايا كان هذا الاشتراك . و فرنسا محقه في هذا القرار يجب ان يكون عربيا . تدخلها يجب ان يطلب من الرئيس الشرعي وهو الياس سركيس . ونحن لانتخطي العرف الدوليوالاصول الدولية . وانتهي المؤتمر .. وهنأ الرئيس كل الحاضرين بعيداكتوبر ، والقينظرة علي المنصة الموجودة في غرفة العمليات .. وقال اي والله .. هنا كنا نجلس ..

محمد حسن ضبعون 21-06-2010 05:49 PM

الي أسرة تحرير مجلة اكتوبر الجديدة
فى٢٩ أكتوبر ١٩٧٦

بسم الله


من كل قلبي أدعو لأسرة مجلة اكتوبر بالتوفيق واذا سئلت عن آمالي ،فان آمالي ان أري في مجلة اكتوبر صحافة في مصر تعتمد أول ماتعتمد علي الخدمةالكاملة لكل ماينشر فيها وبكل الخلفيات حتي يمكن للقاريء ان يخرج من كل عدد منأعدادها بقيمة وإضافة جديدة لثقافته العامة أحلم ان تستأنف مجلة >اكتوبر ذلكالخط الذي كانت تتميز به صحافتنا من قبل ، وكنا نجد فيها مفاتيح الثقافة الحقة
وأذكر انني ، بعد ان تخرجت بشهور وكانت سني ١٩ سنة وشهرا ابتدأتاقرأ . وأول ماقرأت في حياتي كتاب اشتريته من دار المعارف اسمه فيض الخاطر لأحمدأمين والكتاب مليء بالمقالات القصيرة والخواطر المتنوعة التي يخدمها أحمد أمينبمصادر ثقافية متعددة
فاذا استطاعت مجلة اكتوبر ان تخدم ، ولو مواطنا واحدا من كل ألفمواطن ، ليخرج منها بشيء جديد ، فسوف يكون ذلك إنجازا كبيرا . لان هناك أناساكثيرين حريصون مثلي علي الثقافة والتلقي ، فقد كنا نري مفاتيح الثقافة قد أودعهاكتابنا القدماء في الصحافة علي أيامنا
أحلم ايضا ان يجد كل عربي في هذه المجلة الخير المخدوم والخلفيةالمخدومة بحقائق تاريخية ووثائق مؤكدة ، فالمهم هو ان نعلم القاريء العربي كيفيستوعب هذه المعلومات الجديدة والثقافة الجديدة . وأحلم ايضا ان تقوم مجلةاكتوبربتأصيل ٦ اكتوبر بكل أبعاده ، فليس ذلك اليوم مجرد معركة عبور وإنما هو يوم فاصلبين عالم ماقبل ٦ اكتوبر الذي اختلف عسكريا وسياسيا واقتصاديا عن عالم مابعد ٦اكتوبر ، فلم يكن العبور مجرد انتقال من شاطيء الي شاطيء ، وإنما كان هناك أكثر منعبور . هناك عبور ثقافي وعبور اقتصادي وانفتاح
أحلم لمجلة اكتوبر ان تقوم بتأصيل المعاني ، وتحكي للناس عن نتيجةانتصارات اكتوبر في كل الميادين أريد من كل شاب إذا ماقرأ مجلة اكتوبر ان يتصورانها موجهة له ومهتمه بشئونه .. أريد لهذا الشباب التائه ان نعيد له اكتشاف الطريقالذي فقده ، ومع الأسف فان جزءا كبيرا من صحافتنا تعمل علي ضياع الطريق
أريد لمجلة اكتوبر ان تكون صحافة الثقة بالنفس والاقتدار والأمل ،بلا عقد .. وإنما بآفاق متفتحة أحلم ان تضع مجلة اكتوبر حجر الأساس لصحافة عربيةمصرية جديدة ، ولاأريد لمجلة اكتوبر ان تكون قدوة في الصحافة فقط .. كما كنا قدوةفي الثقافة - بل أريد منها تأصيل القدوة ، وخاصة مانبنيه اليوم في الديمقراطيةالاشتراكية لأول مرة حيث لاتناقض بين حرية الفرد وحرية المجتمع كما هو موجود فيالمجتمعات الاشتراكية المعاصرة فانهم هناك لم يجدوا حلا لهذه المشكلة وأعتقد انناوجدنا الحل ونطبقه فعلا ومن المناسب ان أقول ان جزءا كبيرا من سوء الفهم المتعمد منبعض إخواننا العرب . لما يجري في مصر هو سببه خوفهم من التجربة المصرية في بناءالديمقراطية الكاملة . فنحن مجتمع دخل الحرب وليس فيه معتقل واحد لامصري ولا أجنبي،
لان مبدأ الاعتقال انتهي سنة ١٩٧١ الي غير رجعة . وسيادة القانون وقيام دولةالمؤسسات جزء عظيم من التأصيل الذي يجب ان تقوم به مجلة اكتوبر لان هذا إنجاز عظيم
وأخيرا أحلم لمجلة اكتوبر ان تظل قدوة للصحافة في الشموخ والارتفاعفوق التفاهات التي أراها اليوم ، وان تقوم بتأصيل القيم الأساسية وإعطاء المثلكقيادة في الصحافة كما كانت مصر قيادة في الثقافة

محمد حسن ضبعون 21-06-2010 05:52 PM

حديث الرئيس محمد أنور السادات
لمجلة اكتوبر
فى٧ يناير ١٩٧٨



سؤال : إستحوذت قضية فلسطين او الضفة الغربية بصفة خاصة علي موضوعاتهامة من التسوية الشاملة مع اسرائيل وربما كان سبب ذلك هو أن التليفزيون والصحافةالاجنبية قد أخذت الجانب الاسرائيلي في النظرة الي هذه القضية وقد أدي ذلك الي أنتركزت عليها كل التصريحات والتوضيحات والتعقيدات ايضا وسوف يستغرق ذلك وقتا طويلاولكن في هذا الزحام الإعلامي العالمي انتقلت قضية سيناء المصرية الي الظل فهل سببذلك أن حجم الاهتمام بالضفة الغربية أكبر أو لان قضية سيناء تعتبر منتهية وعلي ذلكفليس ثمة مبرر لمناقشتها مع أن الوضوح الشديد الذي أضاء جوانبها قد جعلها غير واضحةتماما كما نفتح عيوننا في الشمس فلا نري شيئا بسبب وضوحها الباهر ؟
الرئيس : انهذا يذكرنا بالكتاب الذي ألفه مناحم بيجين بعنوان " الليالي البيضاء " وقد اختار لههذا العنوان لان تعبير الليالي البيضاء في اللغة الفرنسية يعني الليالي التي لايذوق فيها الانسان النوم أي أن عينيه تتعبان لدرجة أن يري كل شئ ابيض اي لا يريشيئا تماما كأن عينيه اصبحتا بياضا بلا سواد ولكن بيجين قصد بهذا العنوان أنه عندماحبسوه في روسيا اضيئت زنزانته ليلا ونهارا فكانت لياليه بيضاء اسما وسوداء حقا
والذي اقصده قريب من هذا المعني فقد كثرت التوضيحات والتوضيحاتالمضادة والاتجاهات وظهرت فلسفات في الصحف العربية وتكهنات في الصحف الغربية وكلهذا طبيعي وليس غريبا عن حساباتي ولكنني أعلنت كثيرا وسط مناقشات متنوعة أن موقفيلم يتغير وهو ان الانسحاب الكامل عن سيناء مبدأ سوف يطبق حرفيا ولا خلاف عليه بينمصر واسرائيل واكرر ان الانسحاب عن الارض المصرية الي الحدود الدولية حقيقة قداتفقنا عليها تماما ولا أري مبررا للقلق أو الخوف فنحن نريد السلام والعالم كلهيؤيدنا ولا نريد الحرب والعالم كله يتغني بذلك وأنا اعني كل حرف أقوله الآن وقلتهفي القدس ، وجددته في الاسماعيلية وزعماء اسرائيل يعلنون في كل مناسبة إنني رجلسلام وأنني صادق في ذلك
سؤال : ونحن لا نشك في كلمة واحدة مما تقول ولكننا نتعجل السلامولأننا نتعجل السلام ، فإذا ظهر شئ في الطريق فإننا نفزع ونخشي أن يعطل المسيرة بعضهذه المخاوف سببها سوء الظن في اليهود وبعضها تردده الصحف العالمية وأكثر من ذلكأننا بعد اربعين يوما لم يتحقق لنا من كل ذلك شئ ولأضرب مثلا واحدا منتشرا بينالعسكريين والمدنيين وهو مدينة شرم الشيخ إن اكثر الناس لا يعرفون مكانها عليالخريطة ولكنهم يعرفون فقط أنها ارض مصرية وهذا يكفي جدا لأن يتصوروا أن التهاون فيشبر منها هو تهاون في مصر كلها ، وسيادتك أعلنت لاتهاون في شبر واحد من أرض مصر فماهي حقيقة ما يقال عن شرم الشيخ ؟
الرئيس : إن ما قلته عن الانسحاب التام عنالارض المصرية ينطبق علي شرم الشيخ أيضا فهي مصرية ولكن شرم الشيخ هذه نموذجلمجموعة من الأخطاء المتراكمة في السياسة المصرية والسياسة العربية أيضا وهي نموذجلما يجب ألا نفعله اليوم او غدا
فبعد العدوان الثلاثي علي مصر ١٩٥٦ وافق جمال عبد الناصر علي وجودقوات دولية في مدينة شرم الشيخ لأنها تقع عند مدخل خليج العقبة وعن طريقها يمكنالتحكم في الملاحة ومنع السفن الاسرائيلية المتجهة من البحر الاحمر الي ميناء ايلاتأما لماذا فعل ذلك جمال عبد الناصر فلا أعرف ولم اسأله في ذلك الوقت مع أن خليجالعقبة هذا مضيق دولي تقع عليه مصر والسعودية والأردن واسرائيل وكانت شرم الشيخ هيالبقعة السوداء في الثوب الأبيض الذي ارتداه جمال عبد الناصر وكان جمال عبد الناصرزعيما وبطلا من أبطال الأمة العربية فقد تحدي الدول الكبري وواجه العدوان الثلاثيوانتصر علي بريطانيا وفرنسا الدولتين اللتين خرجتا منتصرتين في الحرب العالميةالثانية اما اسرائيل فقد تسللت تحت جناحيي بريطانيا وفرنسا ودخلت تحقق أحلامهاالتاريخية في التوسع وتحقيق الأمان بوضع قواتها خارج أراضيها وهي حتي الآن لم تحاربعلي أرضها وانما دائما وفي كل الحروب بعيدا عن أرضها وشعبها فهذا البطل المصري جمالعبد الناصر قد انتصر علي الدول العظمي واسرائيل ، إلا شرم الشيخ هذه فهي علي أرضهولكن ليست في يده ؟
وتطاول عليه أصحاب الالسنة المسعورة في العراق وسوريا حتي السعوديةفي ذلك الوقت، وكان يقال إن جمال عبد الناصر الذي يطالب بتحرير الأراضي الآخري عاجزعن تحرير ارضه .. وكان في الشرق زعماء جدد يجلسون علي حجر الاتحاد السوفيتي : صلاحجديد " دلوعة " الاتحاد السوفيتي ونجمه الصاعد الذي يريد ان يضرب به جمال عبدالناصر .. ولم يفلح الاتحاد السوفيتي .. تماما كما فشل في جعل عبد الكريم قاسمالزعيم العراقي المجنون كالقذافي تماما ، بطلا وعملاقا تتضاءل الي جانبه الزعاماتالآخري وخصوصا جمال عبد الناصر
ومن المؤكد أن جمال عبد الناصر كان يلعب بورقة القضية الفلسطينيةوقد نجح في ذلك تماما وهناك اجتهادات للمؤرخين تقول إنه استخدم هذه الورقة ليضربالأنظمة في المنطقة مستعينا ببعض الكلمات مثل تقدمي ورجعي وملكي وجمهوري وهي نفسالكلمات التي ما يزال يستخدمها حزب البعث مع الامتنان العظيم لجمال عبد الناصروالسوفيت ايضا. وإن كان الامتنان ليس من صفات حزب البعث السوري أو في العراق ، ولكنالتلويح المستمر بشرم الشيخ كان يضايق جمال عبد الناصر دائما ، واذكر انني عندماكنت في موسكو علي رأس وفد برلماني في مايو سنة ١٩٦٧ قابلت سمينوف وكان نائبا لوزيرالخارجية وعضوا باللجنة السياسية وكان أهم من جروميكو في ذلك الوقت وجروميكو لميدخل اللجنة السياسية إلا من ثلاث سنوات قال لي سمينوف ان اليهود قد حشدوا أحد عشرلواء مدرعا لغزو سوريا ردا علي العمليات الفدائية المتصاعدة ، وقد أعلن اشكول رئيسالوزراء في ذلك الوقت ، أن الفدائيين اذا لم يوقفوا نشاطهم فسوف يزحف علي دمشق ،وقلت لسمينوف في ذلك الوقت إن صلاح جديد الفتي المدلل للسوفيت لا يساوي وزنه تراباوان الوزن الحقيقي لجمال عبد الناصر ولمصر فلا قرار إلا من مصر وانهم سوف يخسرونهذا الحصان الهزيل الذي اسمه صلاح جديد وأنهم دائما يختارون الجانب الخاسر بسبب سوءفهمهم وبسبب حرصهم علي ضرب الزعامات بعضها ببعض وسمينوف هذا كان صديقي ولا أعرف اينهو الان ؟ ميت أو حي يعمل ناظرا لأحدي محطات السكك الحديدية كما هي العادة في روسيامع من يغضبون عليه
وكان عبد الحكيم عامر في باكستان وأرسل الي جمال عبد الناصر البرقيةالشهيرة : اقفل المضايق يقصد أن يقوم جمال عبد الناصر بإقفال مضيق تيران ، وبذلكيصبح خليج العقبة مغلقا علي السفن الاسرائيلية ذهابا وإيابا في ذلك الوقت كانت مصرقد استعدت عسكريا ، ودفعت قواتها الي سيناء ، والعالم كله وقف يرقب ما سوف يحدث ،وكان جمال عبد الناصر يعلم أن الجندي المصري يجئ بعد الجندي الامريكي مباشرة فيكمية السلاح الذي يحمله اي في عدد الاسلحة ولكن الخلاف طبعا في كيفية استخدامها
أما اسرائيل في ذلك الوقت فكانت في حالة من الرعب لا مثيل لها . ويكفي أن تقرأ ما كتبه وزير الدفاع الاسرائيلي عيزرا فايتسمان : إنها صورة من الخوفوالارتباك لا يمكن ان توصف .. اما الذي اراده جمال عبد الناصر في ذلك الوقت ان يؤكدانه هو " الرجل" الذي يستطيع .. والذي يقرر والذي يحرر .. وانه هو الزعيم ، وانهافرصة لكي يضع نهاية لأحلام اسرائيل المجنونة ، وخصوصا أن جولدا مائير قد اعلنت في ١٩٥٦ ضم سيناء نهائياً الي اسرائيل كمرحلة من مراحل قيام اسرائيل الكبري .. وهيفرصة اخري لكي تعرف اسرائيل حجمها الحقيقي
ثم أنه طلب الي القوات الدولية فيشرم الشيخ أن تنسحب فورا وانسحبت ، وهذه الحادثة قد خلقت مشاكل بيننا وبين اسرائيلفيما بعد ولا يزالون يذكرون ذلك في لقاء الاسماعيلية ، ثم أن جمال عبد الناصر أرادأن يتحدي الرئيس جونسون الذي قطع المعونة عن مصر مستسلما للضغط الصهيوني . بعد اناستعان بالأخوين روستو : احدهما في وزارة الخارجية والثاني في الامم المتحدة .. واستعان بارثر جولدبرج - وثلاثتهم من الصهاينة
أي أن جمال عبد الناصر أراد أنيصيب كل العصافير التي علي الشجرة بحجر واحد ثم كانت حرب ١٩٦٧ وراحت شرم الشيخومعها كل سيناء ولم تعد هناك قوات طوارئ دولية . وإنما قوات احتلال اسرائيلية .. وأعلن اليهود أن اسرائيل التي ولدت لتبقي سوف تبقي لتتوسع الي غير نهاية ، وفي ذلكالوقت اتخذوا شعار بن جوريون الشهير : أن الأراضي الاسرائيلية هي كل أرض يقف عليهاجندي اسرائيلي .. وفي جيب كل جندي اسرائيلي شعار آخر " ان كل ما يقع عليه عينك يجبان يكون لك " .. اذن حرب سنة ١٩٦٧ فتحت شهية كل اسرائيلي لتبتلع الخريطة العربية مندجلة الي الفرات
سؤال : لقد قال لي وزير الدفاع الاسرائيلي عيزرا فايتسمان علي مسمعمن السيد ممدوح سالم رئيس الوزراء والفريق أول الجمسي إنه شخصيا يعتقد أن شرم الشيخهذه لا أهمية لها الآن .. ولكن الناس في اسرائيل لهم رأي اخر ؟ ونحن لا نعرف ماالذي دار حول "حادثة" شرم الشيخ هذه .. وهل ما يزال اليهود يخافون من أن يتكرراقفالنا لمضيق تيران ووضع حصار علي الملاحة ذهابا وايابا الي ميناء ايلاتالاسرائيلية وثم كيف امكن اقناعهم بعكس ذلك ؟
الرئيس : لقد اثيرت حادثة شرم الشيخ هذه واليهود معذورون الي حدكبير فهم يقولون اننا نصدقك ونعترف انك رجل اذا قلت صدقت ولكن ما الذي نفعله فيمنيجئ من بعدك ويتخذ موقفا كالذي فعله جمال عبد الناصر من الذي يضمن لنا ذلك؟
وكان ردي علي ذلك ان شرم الشيخ مصرية لا شك في ذلك ولا جدال حول ذلك ولكنامامكم ان تختاروا بين ان نضع في اتفاقية السلام نصا علي ان خليج العقبة ممر دوليبضمان مجلس الامن ، وانه يشبه باب المندب وجبل طارق والبوسفور ومثل هذه الممراتتحكمها اتفاقيات دولية معروفة ، وخليج العقبة دولي فعلا لأن اسرائيل وثلاث دولعربية اخري تطل عليه . وانا موافق تماما علي ذلك والاختيار الثاني أن تكون هناكقوات طوارئ دولية عند شرم الشيخ ، علي ألا يكون من بينها اسرائيلي واحد وقلتللاسرائيليين اختاروا الذي يريحكم لأنه ليست في نيتي أن اعود الي الحرب . وأنماأريد السلام لي ولكم وللعالم . ولكن السلام لن يجئ علي حساب السيادة المصرية ولاعلي شبر من أرضها . وأن هذه بديهة لا أقبل النقاش فيها ايضا
ثم ان ميناء شرم الشيخ قد جعلها اليهود ميناء سياحيا اقاموا فيهاالفنادق ورصفوا اليها الطرق حتي ايلات ولقد قال الاسرائيليون إن احدا ما كان يجرؤأن يطلب شرم الشيخ او الطريق الساحلي في سنة ١٩٦٧ ولكن بعد حرب ١٩٧٣ ، أصبح هذاالميناء لا قيمة له فنحن قد اقفلنا عليهم في حرب ١٩٧٣ البحر الاحمر كله من بابالمندب ثم ضربنا لهم إحدي السفن دون أن نعلن عن ذلك فما كان من اسرائيل نفسها إلاأن اعلنت أن ايلات ميناء مقفل . فما الذي فعلته شرم الشيخ لاسرائيل في ذلك الوقت - لا شئ - ومن هنا كان ما قاله فايتسمان صحيحا لكن اليهود العاديين يخافون عموما أنيتراجعوا الي أرضهم لانهم قد اعتادوا ان يحاربوا خارجها لأن بلادهم ضيقة وبلا أعماقومحاطة بجيران أعداء متربصين لها دائما
وهذا الخوف عند اليهود تاريخي لا حيلة لهم فيه ، فقد عاشوا مهددينفي كل الدول وكل المدن ولذلك انزووا في " حارات اليهود " وأقفلوها علي أنفسهم .. حتي عندما ذهبوا الي اسرائيل جعلوها " حارة يهود " كبري . وأقاموا في داخلها خائفين . وهذا الخوف هو الذي دفعهم الي كراهية الآخرين ، لأن الآخرين هم مصدر الخوف . أيهم الذين نزعوا من قلوبهم الأمن والآمان . ولذلك فالسلام عندهم حقيقة .. وايمانهمبه حقيقي . ولكن مأساتهم أنهم لا يصدقون أحداً ، يتشككون في جميع النيات .. ولذلكفهذا الشك قد حرمهم من أن يحققوا آمالهم وأحلامهم
إن اليهود يتباهون بأناجيالهم الجديدة من " الصابرا " ومعناها نبات الصبار الذي ينمو في الصحراء ،ويحاولون أن يجدوا معني لذلك بأن يقولوا : إن الصبار نبات شائك وباطنه ناعم طيب . ولكن الحقيقة أن اليهود فعلا مثل نبات الصبار . مع فارق واحد : هو أن اشواكه قداتجهت الي الداخل .. فالشوك والشك من أهم معالم المواطن الاسرائيلي
وهذه إحديمشاكل كل من يتفاوض معهم . وأعتقد أن مبادرتي الي القدس قد تجاوزت هذه المرحلة ،وجعلت الشوك والشك وسوء الظن يبعد قليلا عن وخز أعمال المواطن الاسرائيلي . وقدكفاني ما رأيته من شعبهم ومن تلقائيته في الشوارع .. ويكفي ما رأيته أيضا من يهودالعالم ومن العالم كله
سؤال : إذن ما يزال هناك عدد من اليهود يري ان عودة شرم الشيخ اليمصر خطر علي اسرائيل كلها ، بل ربما أدي الي تعاظم هذا الخوف في اسرائيل من يعارضمبدأ الانسحاب من الارض التي احتلت بعد ١٩٧٦ ألا يؤدي ذلك الي تعثر خطوات السلامالشامل ؟
الرئيس : لا أري ذلك .. ولكن في اسرائيل اتجاهات كثيرة واختلافاتحول كل قضية . وهذا شأنهم مع احزابهم ومع حكومتهم . بل أن مناحم بيجين قبل ان يجئالي الاسماعيلية ذهب للتظاهر امام بيته جماعة ( جوش امونيم ) اي ( جماعة المؤمنين ) . وهي أقلية دينية متطرفة . راحت تصرخ أمام البيت طوال الليل حتي لا ينام الرجل . وقد اعتقلوهم ولكنهم ظلوا غاضبين علي كل اتفاقيات السلام . وهناك آخرون قد تظاهرواضد الحكومة الاسرائيلية لأنها قررت الانسحاب من الضفة الغربية انها مظاهرات لا خوفمنها ، وهي لذلك لن تعطلنا عن المضي في تحقيق السلام لكل الناس حتي للذين يتظاهرونضد السلام فلم يعد في استطاعة أحد أن يتوقف . او لم يعد في استطاعة شعوبنا أن تنتظرطويلا فالضغط العالي قد بلغ اشده
سؤال : إذن من أين جاءت فكرة تأجير شرم الشيخ او إعارتها ويقال لمدةعشر سنوات او عشرين عاما وخصوصا ذلك الطريق الساحلي المرصوف المتجه من شرم الشيخشمالا الي ميناء ايلات ؟
الرئيس : لابد أن هؤلاء الذين يعارضون في عودتها اليمصر قد اختاروا لأنفسهم حلا وسطا بين
إعادتها وبين إعارتها ، فهداهم خيالهم الياستئجارها مفروشة في مصر وقد ساقوا امثلة علي ذلك بين امريكا وبريطانيا في الحربالعالمية الثانية . ونسوا ان ما فعلته امريكا وبريطانيا كان من أجل محاربة طرف ثالث .. ولكننا نريد أن نحقق السلام وليس الحرب .. ثم أننا نرفض من ناحية المبدأ : تأجيرشرم الشيخ أو اعارتها لأي احد ، ولأي سبب ولأي وقت : إن بن جورين يحكي في " مذكراته " أنه ركب سيارته متجها الي شرم الشيخ ثم طلب من السائق أن ينحرف بها جانبا فوجدعددا من اليهود يحرثون الارض وقد نصبوا عددا من الخيام وسألهم : ماذا تفعلون ؟قالوا : نبحث عن جماعة "طيبياس " وسألهم : ومن هؤلاء ؟ فقالوا : إنهم جماعة منأجدادنا عاشوا من ثلاثة آلاف سنة ، وسألهم .. وهل يمكن في هذا الجو الحار والصحراءالجافة ان يعيش احد ؟ فأجابوا : اذا كانوا هم عاشوا هنا فكيف لا نعيش نحن ؟ ويقولبن جوريون إنه لم يقرأ ولم يستمع في حياته عن قبائل يهودية بهذا الاسم ، ولكن لامانع من ان يمضي اليهود في تطويع الصحراء
سؤال : هل تري أن حادثة شرم الشيخ هذهلم تكن لها ضرورة ، أي لم يكن هناك اي مبرر لأن يشن جمال عبد الناصر حربا من اجلها؟ إذن فكيف كان في الإمكان تفادي قيام حرب دون أن يجد نفسه مضطرا الي طرد قواتالطوارئ منها ؟
الرئيس : إن حرب ١٩٦٧ قامت لاسباب عديدة من بينها أن العرب قدافتعلوا معركة لا مبرر لها فقد ضايقوا جمال عبد الناصر كثيرا بسبب شرم الشيخ ، وهذهالمعارك الداخلية بين العرب هي الورقة التي يلعب بها اليهود ويكسبون دائما . فهميلعبون ويشجعون وينتظرون الخلافات العربية .. لذلك نعطي لليهود الحبل الذي نشنق بهأنفسنا .. إنهم ينتظرون ويترقبون ونحن نواليهم بكل ما فينا من عيوب وضعف
وبنجوريون ايضا هو الذي قال عن جمال عبد الناصر إن جمال عبد الناصر قد ارتكب غلطةكبيرة عندما غيرّ اسم مصر الي اسم " الجمهورية العربية المتحدة " فمسح بذلك اسماعريقا عمره سبعة آلاف سنه .. وهو الذي نقل مصر من التبعية البريطانية الي التبعيةالروسية وهو الذي انهك قوي شعبه ، فجعل التبر يتحول الي تراب ، بدلا من ان يتحولالتراب الي تبر، ولم يكن بن جوريون يشفق علي جمال عبد الناصر ولا علي مصر، وإنماكان حريصا علي أن يتهمه بأنه هو الرجل الذي يعادي شعبه والشعوب العربية ويرهقالجميع
وفي " مذكرات " بن جوريون أمثلة صغيرة ضربها للشعب اليهودي ولكن لهامعني يتفق تماماً مع الذي قلته من أن اخطاءنا قد استفاد منها اليهود يقول بن جوريون : هجوم العرب علي يافا سنة ١٩٢١ هو الذي جعلهم يحولون ضاحية تل ابيب الي مدينةمستقلة ، كما أن إضراب العمال العرب في سنوات ١٩٢١ ، ١٩٢٩ ، ١٩٣٣ هو الذي جعلاليهود يعملون بأيديهم فقد كانوا يحتقرون العمل اليدوي ويتركون ذلك للعمال العرب ثمأنه هو الذي دفعهم الي تنظيم نقابات العمال والأحزاب العمالية ويقول بن جوريون أيضافي كتاب " بن جوريون ينظر الي الوراء " إن العرب لو كانوا قد قبلوا قرار التقسيم في ١٩٤٧ لجعلوا اسرائيل أصغر حجما مما هي الان ، والحمد لله أنهم قالوا : لا؟
والامثلة علي الاخطاء التي قدمتها الامة العربية هدية لاسرائيل ، لا حدود لها؟ ثم أننا بعد ذلك لا نتعلم من اخطائنا .. اي اننا لا نقرأ التاريخ ولا نقرأالتاريخ ايضا ولهذا السبب لم يكن موشي ديان مخطئا عندما أعلن من موقع الغرور الشديد : أنه يستطيع ان يحارب مصر بنفس الطريقة التي حاربنا بها في ٥٦ ، و ٦٧ وينتصر علينا؟
والمعني الذي يقصده أننا لا نستفيد من التجارب واننا ننسي ، ونحن ننسي اخطاءنالأننا لا نحب ان نخجل من أنفسنا ، مع أنه من الضروري ان نعرف ما الذي وقعنا فيه ،حتي لا نقع مرة آخري أعمق وأفدح واذكر بهذه المناسبة حادثة صغيرة سمعتها وأنا فيالقيادة سنة ١٩٦٧ فقد دخلت طائرة ميج ٢١ لتصوير المواقع الاسرائيلية وعادت وهبطتوتابعتها طائرات اسرائيلية بعد ١٣ دقيقة
وهذه فترة زمنية طويلة جدا وغير عاديةلكي تظهر طائرات اسرائيلية تطارد طائرة معادية ولكن اليهود كانوا يعرفون طائراتناجميعا وفي مواقعها وانما ارادوا ان يضللونا وان يخدعونا وقد نجحوا في ذلك وأعود الياخطاء عبد الحكيم عامر . وتردد جمال عبد الناصر .. فنحن قد طالبنا بتنحية قائدالطيران في ذلك الوقت . وكان يشغل هذا المنصب منذ زحد عشر عاما . ولكن جمال عبدالناصر لم يفلح في زحزحة عبد الحكيم عامر عن موقفه .. فكانت كارثة الطيران في ١٩٦٧.. وهي قمة من تراكمات الخطأ وسوء التقدير والجهل والاستخفاف
سؤال : تردد أيضا أن لاسرائيل مستعمرات علي الأرض المصرية .. والمستعمرات عبارة عنأبنية ومزارع ومصانع وترسانة للسلاح ومستوطنين بالمئات وأحيانا بالالوف ومن شعوبمختلفة ، وقيل إن اسرائيل لن تتخلي عن المستعمرات .. وإنما سوف تحتفظ بالمستعمراتوسكانها أيضا .. وقيل ان اسرائيل لن تتخلي عن ابنائها أيضا وإنما سوف تتولي حمايتهمبقوات عسكرية ، وقيل بقوات بوليسية وقيل برجل دين .. وانهم جميعا سوف يخضعونللقانون الاسرائيلي .. وكل هذا يتنافي تماما مع سيادة مصر الكاملة علي الأرض وماعليها ومن عليها ؟
الرئيس : وهذه ايضا من " بالونات الاختبار " التي تطلقهااسرائيل . وأحزابها السياسية والدينية ، فاسرائيل تقيم مستعمرات عديدة في داخلهاوعلي حدودها .. مستعمرات عسكرية دينيه ومستعمرات تابعة للأحزاب ومستعمرات خاصةومستعمرات عسكرية .. وقيام المستعمرات بهذه الصور له اسباب كثيرة عندهم فهم لأولمرة في تاريخهم يملكون أرضا وهم لأول مرة في تاريخهم يشعرون بأنهم أغلبية . وهملأول مرة يفلحون الأرض او يعملون بايديهم فقد دفعهم الخوف في كل البلاد التي عاشوافيها ، ألا يملكوا الارض وإنما يملكون السفن ويملكون الذهب .. حتي اذا طردوا إوهربوا كانت حركتهم أسهل .. ثم أن اليهود في هذه المستعمرات يحاولون تحقيق المساواةالكاملة بينهم فقد عاشوا في ظروف قاسية وذاقوا الفوارق الطبقية واللونية والدينية .. وأسباب اخري كثيرة أهمها : أن هذه المستعمرات عبارة عن مواقع عسكرية متقدمة وهذاتفسير لسلوكهم وليس تبريرا له
فعلي الأرض المصرية شمالي العريش توجد مستعمراتويوجد مطار عند الشيخ زويد، وهذا يؤدي الي بير سبع . وتوجد مستعمرات أيضا عند رفح .. وهناك رفح الفلسطينية ورفح المصرية وبينهما شارع .. اي بينهما حدود وهمية .. وكلما اذكره عن رفح عندما عشت فيها سنة ١٩٥١ أنها كانت من الصفيح ولا اعرف كيف أصبحتالآن .. وقد أقيمت عند رفح مستعمرات باميت .. وباميت هذه ميناء علي البحر الابيضوأيا ما كان عن هذه المستعمرات فإن هذا لا يهمني مطلقا . لماذا ؟ لأنني قلت لقادةاسرائيل إنني أعرف حاجتكم الي الأمن . ولذلك جئت اناقش معكم الأمن عموما وسوف أحققهلكم . لاني اريد السلام وانا اعرف ان هذه المستعمرات هي محطات إنذار ودفاع مبكر . وأنا علي يقين من ذلك كله وأعرف ان خط بارليف كان شيئا مثل ذلك ، فأين ذهب هو الآن؟
إن خط بارليف كما قلت هو قلاع أقامها الخوف بالنيابة عن الكراهية وكذلك كل هذهالمستعمرات ومادمنا سوف نجلس معا وقد جلسنا معا وبعد أيام يجلس أعضاء اللجنةالسياسية واللجنة العسكرية من أجل هدف واحد هو تحقيق الامن فلا معني مطلقا لاننناقش هذه الجزئيات اأي هذه المستعمرات وعلي الرغم من أنها جزئية فإنني اؤكد منذالآن أنني لا أوافق علي وجود مستعمرة واحدة اسرائيلية علي أرضي ، فليهدموها ولااسمح بوجود اسرائيلي واحد مدنيا كان او عسكريا ، هذه مسألة حسمتها تماما وانتهينامنهاوقد ظهرت فلسفات قبل مبادرتي الي القدس تقول : ولماذا لا يبقي هؤلاءالاسرائيليون في مستعمراتهم إنهم اجانب ألا يوجد في مصر أجانب من كل الشعوب في مصرفلماذا لا تعتبر مصر هؤلاء الاسرائيليين اجانب ايضا ؟ وهي فلسفة مرفوضة تماما فقدجاءت قبل مبادرتي وبعد مبادرتي قد تغيرت الصورة تماما ، أما الصورة التي تغيرت فهي : أن محاولة اسرائيل أن تجعل الحدود الاستراتيجية حدودا سياسية .. لم تعد كلامامقبولا .. أو بعبارة اخري اأن ما كانت تدعيه اسرائيل من الحدود الآمنة لم تعد آمنهففي مصر صواريخ مداها ٣٠٠ كم ، وهذه الصواريخ علي الضفة الغربية للقناة ، وعندمادخلت القوات الاسرائيلية عن طريق الثغرة كانت تقصد قواعد هذه الصواريخ وهذهالصواريخ تستطيع أن تصيب اي عمق في اسرائيل .. فهل تحتل اسرائيل الضفة الغربيةللقناة ايضا حتي لا تصيبها هذه الصواريخ ؟ وقد يبدو هذا سؤال غريبا .. وإن كانمنطقيا . ولكن هناك في اسرائيل من يرون أنه ليس غريبا أو منطقيا وإنما هو حقيقةتاريخية .. فالتاريخ يقول لهم إن اليهود قد جاءوا الي مصر مع الهكسوس وأقاموا فيمحافظة الشرقية .. ويقال في أرض جوشن (اي محافظة الجيزة ) وعلي ذلك فهذه أرضيطالبون بها أيضا
ولكن هذه الصورة القديمة لم يعد لها وجود في عالمنا المتحضرأو علي مائدة المفاوضات بين أناس متحضرين وهم متحضرون لأنهم اتفقوا ابتداء علي عددمن المسلمات السياسية والانسانية والسلام واحترام كل الأطراف وتقديس الحياة من أجلأجيال من بعدنا وطرح سوء الظن الذي هو ابن للخوف الذي هو ابن للكراهية التي هي الأمالشرعية لكل الحروب
سؤال : إننا نحتاج الي وقت طويل لإزالة رواسب الأجيال من سوء الظنوسوء التقدير والشك . فإن المبادرة اذا كانت قد غيرت " مسار " الأشياء فإنها لمتغير "طبائع" الاشياء .. فذلك يحتاج الي وقت طويل . وقد ذكرت سيادتك أن حربا كانتتقع بيننا وبين اسرائيل بسبب المناورات التي قام بها الفريق اول الجمسي مما دفع بعضالقادة الاسرائيليين الي القول بأن مبادرتك كانت خدعة فهل صحيح ما نشرته الصحفالعالمية من أنهم كانوا يتوقعون أن تهبط طائرتك الي مطار بن جوريون دون أن تكون بهاوإنما ينطلق من داخلها عدد من قوات الصاعقة المصرية . فما مدي صحة هذه الصورةالرهيبة ؟
الرئيس : لا أعرف بالضبط .. ولكن هم الذين اعتقدوا أنهم بسبب سوء الظنأيضا والشك العميق انني لن اسافر الي القدس ، وانما سوف ابعث .. بمائة وعشرين منرجال الصاعقة .. وتهبط الطائرة وينفتح بابها وتخرج قوات الصاعقة وتطلق نيرانها عليكل زعماء اسرائيل الذين وقفوا صفا واحدا في انتظاري ، ولذلك وضع اليهود اكثر من ألفقناص فوق مطار بن جوريون ومعهم المدافع الرشاشة لنسف الطائرة وقوات الصاعقة فيلحظات .. وسمعت أيضا شيئا آخر لم اتحقق منه بعد ، ولكنه يتفق مع سوء الظن هذا أيضاأن الفرقة الموسيقية التي وقفت في المطار كانت تحمل اسلحة ايضا ، وهذا شئ غريب ،ولكن لم الاحظ ذلك فقد كان الموقف أعظم وأروع من أن يشغلني شئ مثل هذا، ولكن الصحفهي التي نشرت هذا السيناريو البوليسي والخوف صانع المعجزات في الأدب والفن عنداليهود ، ويكفي أن يعود أي مثقف الي ما كتبه ادباؤهم من مثل : كافكا وفرفل وتسفايجوهنيئة وخصوصا باشيفا سنجر .. وغيرهم أو حتي اذا قرأ ما كتبه العالم النفسي الكبيرفرويد .. سوف يجد أن اعماقهم مليئة بالخوف والرعب ، والذين رأوا لوحات الفنان ماركشاجال يجد أنها صرخات لونيه ثم أن اليهود لا يزالون يقيمون المتاحف الضخمة للحزنوالأسي وقد رأيت في القدس المبني الذي يسمونه " يادفاشم " او متحف " الكارثةوالبطولة " وكله صور تذكارية باقية للحزن والأسي والخوف وعدم الشعور بالامان
فلا استبعد ان تخطر هذه الصورة المروعة علي رأس احد العسكريين أوالسياسيين وهي فكرة لا يمكن ان تخطر علي بال رجل مثلي ، لا يريد الموت ولا اليتمولا الدم .. ولا أريد أن اري شابا في ريعان حياته يجلس علي مقعد يدفع عجلاته بيديهحتي الموت ، ان في هذه الصورة تلتقي البطولة الوطنية والألم النبيل
سؤال : قيل أيضا إن اسرائيل لها مطارات علي أرضنا بالقرب من حدودهمايضا .. وقيل إنهم اذا تخلوا عن المستعمرات فسوف يتمسكون بهذه المطارات فهل هذاصحيح ؟
الرئيس : ولا هذا صحيح . فليس من الاستراتيجية أو مبادئ العسكرية أن أضعطائراتي علي مطار في أرض الغير .. واذا ترك لي هذه المطارات . فإنني لا استطيع أناستفيد منها لأن غلطتنا سوف تكون واحدة ، مطاراته وطائراته في متناولي . ومطاراتيفي متناوله .. ثم أن وجود المطارات أو المستعمرات مرفوض تماما ولذلك عندما سألوني : وما الذي نفعله بهذه المطارات ؟ اجبت احرثوها قبل ان تخرجوا منها
سؤال : هل من حق اليهود أن يطلبوا من مصر تعويضا عن المنشآت التيأقاموها علي ارضنا ؟
الرئيس : فليطلبوا ، ونحن ايضا سوف نطلب منهم ذلك ، وسوفتكون النتيجة أن اسرائيل ستجد نفسها مدينة بل غارقة في الديون ، المهم أن نجلس وأننتناقش إنهم يصيدون أسماك بحيرة البردويل ويصدرون أسماك البردويل في علب الي الخارج، ومعروف أن البردويل مصرية ولكنهم يبيعون المنتجات المصرية بعد تعبئتها وتسويقهالحسابهم وسوف نسترد هذه المصانع سليمة تماما ، كما عادت الينا حقول ابو رديس كاملةسليمة وما دمنا قد ارتضينا مبدأ التفاوض . فهذا لا يعني : التساهل .. وانما يعني اننزيل كل العقبات التي تقف امام هدف آخر أعظم وأروع هو السلام وهو لا يتحقق إلابالتسوية الشاملة .. وإلا بتسمية الأشياء باسمائها والا بمعرفة حجم القضايا وهذا لايتيسر إلا اذا كانت الرؤية واضحة وإلا اذا تحلينا بالصدق والشجاعة ولم يعد الكذب اوالإخفاء أسلوبا في الحكم ، فكل ما نقول وما نعمل وما نعلن وما نرفض معروض علي شاشاتألف مليون تليفزيون إن الذي سمعته من إطراء الرئيس الأمريكي كارتر في مطار اسوان قداخجلني فأنا لم أفعل إلا ما أملاه علي واجبي وضميري وما التوفيق إلا من عند اللهوما التأييد إلا من عند الشعب .. والحمد لله الذي ارضيته فارضاني بحب الملايين منابناء شعبي وحب كل الذين يتطلعون الي الحياة في سلام
سؤال : كنت قد أعلنت بعض انجازاتك الكبري في مصر لتصفية مراكز القوةوثورة مايو وانتصارات اكتوبر وسيادة القانون وحرية الصحافة والانفتاح الاقتصاديوغزو الصحراء وتوسع الوادي الضيق علي شعب مصر .. إن هذا يكفيك . وأنك حققت كل ماتتمني .. وأن الاجيال القادمة عليها أن تمضي أبعد من ذلك فأن تختار من أشكال الحياةوصور التعايش السلمي ما تراه مناسبا لها ولكنك بمبادرتك الأخيرة هذه قد تجاوزت هذاالجيل والذي بعده فما الذي تتصوره لمستقبل مصر ؟
الرئيس : لقد تصورت مصر سنة ٢٠٠٠ ووضعت لذلك برنامجا مدروسا واتجهت الي زراعة الصحراء .. وفتحت الأبواب لرأسالمال العربي والأجنبي مع كل الضمانات التي تقدمها دولة متحضرة ومصر دولة متحضرةولكني اعترف . وليس هذا تواضعا مني ، إن مبادرتي هذه أتت بنتائج أكبر بكثير جدا مماتصورت .. والذي اسمعه واقرؤة لزعماء العالم عن أثر هذه المبادرة علي هذا العصر وعليالأجيال القادمة يفوق خيالي .. إن عالمنا من أوله لآخره قد تغير أسلوبه في النظرةالي الأشياء وسوف يؤدي ذلك الي تغيير شامل في العلاقات الانسانية .. وسوف يتحققالرخاء في الشرق الاوسط .. وسوف تكون اجيالنا أحسن حالا منا
أما السبب الحقيقيفي هذه المبادرة .. فهو انني رأيت اجيالنا القادمة سوف تكون أسوأ بداية ونهاية لأنيعندما نظرت الي مسار الأحداث السياسية في العالم العربي وجدته طريقا أوله ندم وآخرهعدم اما الندم فعلي أننا عشنا كل هذه الحروب . وحتي نصر اكتوبر الذي حقق لناالكرامة لم يأت برخاء بعد ، لأننا ما نزال ننفق علي السلاح .. وآخر الطريق عدم .. لأننا اذا مضينا نحمل السلاح وفي نفس الوقت لا نكف عن ادارة طواحين الكلام الفارغ . فلن نتقدم خطوة واحدة وإنما سنظل في حالة جمود حتي نموت إن السكوت علي هذه المأساةجريمة في حق جيل برئ .. إن نصف سكان مصر دون العشرين لم يعايشوا ويلات مصر .. وإنكان من الواجب القومي أن يعرفوها ويدرسوها.. ولذلك ليس من الضروري أن نطحنهم بالحرباو نسحقهم خوفا من الحرب . فنخلق جيلا عاجزا مشلولا مترددا عن اتخاذ القرار فيكونفريسة لعملاء التخريب وادعياء السلام
لهذا كانت المبادرة واكرر شكري لله سبحانهوتعالي الذي الهمني الصبر والسداد أما شعبي فاني اتوجه الي الله أن يهبني القوة عليأن اجعل حياتي فداء له
سؤال : أعود مرة اخري الي مبدأ الجلاء الشامل عن سيناء .. لقد رفضتسيادتك كلمة "تنازلات" التي تستخدمها اسرائيل عندما تتحدث عن الانسحاب .. وقلت إنهالا تتنازل عن شئ تملكة . إنها تعيد الينا ما كنا نملكه . ولكن عندما بدأت اسرائيلتكف عن استخدام هذه الكلمة الي حد ما . فإنها استخدمت كلمة آخري هي الضمانات .. فماهي الضمانات التي تطلبها اسرائيل لكي نمضي في عملية السلام .. هل سيكون ذلك عليمراحل متباعدة ؟
الرئيس : المشروع الاسرائيلي الذي عرض علينا في الاسماعيليةيجعل الانسحاب علي مرحلتين وأن تكون هناك ارض *****ة السلاح علي الجانب المصري فقط .. ورأينا ان تكون الأرض ال*****ة السلاح علي الجانبين مع مراعاة فارق العمق بيناسرائيل وسيناء .. وسوف نراعي أن عمق الارض ال*****ة علي الجانب المصري اعمق قليلا، لأن اسرائيل ليس لها عمق ، وسوف تكون هناك محطات انذار مبكر كالمحطات الموجودةالآن .. بشرط الا يكون فيها جميعا اسرائيلي واحد ، وسوف تكون هناك ارض محدودةالسلاح .. اي ان الاسلحة الموجودة سوف تكون من المدافع الرشاشة والعربات المدرعةالخفيفة
وان كانت لنا وجهة اخري هي : ان يكون الانسحاب من شرق العريش الي رأسالنقب بجوار ايلات . وهذا من شأنه أن يلغي " حكاية " شرم الشيخ والمستعمرات الآخري
والمرحلة الاولي سوف تكون الانسحاب وراء خط شرق العريش وغرب رأس محمد .. والمرحلة الثانية الانسحاب الي الحدود الدولية وسوف تكون هناك ضمانات سياسية ، وانكانت الضمانات هذه عيبها انها تضطرنا الي إدخال دول اجنبية في المنطقة . ولكن لامانع اذا كانت هذه الضمانات من الدول الخمس الكبري كما كانت مبادرتي الأولي ايبضمان مجلس الامن ، فاليهود لهم تجربة لا ينسونها .. ولا نحن ايضا ففي سنة ١٩٥١كانت أمريكا وبريطانيا وفرنسا تضمن حدود اسرائيل ولكن كانت هناك صورة مضحكة : فهذهالدول تضمن اسرائيل فقط . فاذا هي اعتدت علينا . قيل انها تدافع عن نفسها .. واذانحن دافعنا عن انفسنا قيل اننا نعتدي عليها
كما ان هذه الدول قد ضمنت في نفسالوقت ان تضع مظلة جوية في سماء اسرائيل اذا وقع عليها عدوان
سؤال : كم تقدر من الوقت للانسحاب الشامل ؟
اجاب الرئيس : هميقولون من ثلاث الي خمس سنوات ولكنني أري ان ثلاث سنوات رقم مبالغ فيه
سؤال سيادة الرئيس .. وبعد ذلك ؟
الرئيس : وبعد ذلك وقبل ذلك يجبأن نجند كل قوانا لبناء وتعمير مصر .. وانصاف فئات كثيرة من الشعب وأن معركتنا منأجل البناء صعبة .. ولكنها في ظل السلام والآمان سوف تكون أروع وأبقي

محمد حسن ضبعون 21-06-2010 05:54 PM

حديث الرئيس محمد أنور السادات
الي مجلة اكتوبر
فى٥ فبراير ١٩٧٨

سؤال : سيادة الرئيس : إن بعض دول الرفض تتحدث عن العودة الي جنيف ،ألا تري أن ذلك شيء غريب وكأن مبادرتك لم تحدث ، وكأن الدنيا لم تتغير بعدها فماالذي يتصوره هؤلاء ؟ وما الذي يتوقعونه ؟ وفي نفس الوقت يتكدس عندهم السلاحويعترضون علي السلاح الذي تطلبه ولم يأت بعد ، كأنه من المفروض أن نتعري من السلاحوألا نقف وألا نبحث عن أسلوب آخر اذا لم يتحقق السلام بالمفاوضات علي مرأي ومسمع منالعالم كله
الرئيس : يبدو غريبا ولكنني لا أتعجب لما أراه فالسوفييت والسوريونيطالبون بالعودة الي جنيف أو بالسير في الطريق الي جنيف ابتداء من مناقشات الكلماتوالاجراءات ... الخ ، أي ابتداء من الجلسات اللغوية والشعارات التي جربناها ولم نصلبها او عن طريقها الي أي شيء وكان من الممكن ان تظل كذلك عشرات السنين
ولكن حزبالبعث السوري لا يستطيع أن يواجه القضية العربية سافر الوجه ، وإنما لابد أن يقفوراء ساتر ، هذا الساتر هو الاتحاد السوفيتي ... هذا الساتر هو " ولي امره " "ولينعمته" ، إنها عقدة الشعور بأن الحزب صغير وهو لذلك في حاجة الي سند عالمي واحساسحزب البعث بأنه صغير وانه لا يمثل الا ٢% من الشعب السوري وهي حقيقة سمعتها منالرئيس الاسد شخصيا ، ولذلك فالحزب يلجأ الي العنف والي التصفية الجسدية وفي نفسالوقت لاحظ الاجانب قبل غيرهم أن ٧٥% من الجيش السوري ومن الشعب السوري مع مبادرةالسلام ، وكل ذلك قد نشرته الصحف العالمية مما اغضب فلاسفة حزب البعث وسفاحيه ايضافالذي يتردد في دمشق وفي موسكو ليس معناه أن المبادرة لم تحدث ولكن معناه ان هناكمن كان يتمني ألا تحدث وألا يكون لها هذا الدور العالمي وهم يخلطون بين امنياتهموبين الواقع ، ويفضلون امنياتهم واوهامهم علي هذا الواقع الذي لا يريحهم ولا يحبونله أن يستمر ولا أن تتسلط الاضواء كما كانت وسوف تبقي دائما علي مصر
وسورياوليبيا وغيرهما قد اعترضوا علي أن تتسلح مصر وأن يكون سلاحها من أي بلد خصوصا منامريكا ولا أظن ان لاحد الحق في الاعتراض ، لأنني لا اعترض علي أن تتسلح هذه الدولمن الاتحاد السوفيتي، ولا ازال أري أن التسليح العربي هو دعم لجبهتنا ولقوتنا ،لولا أن هذه القوة قد تمزقت وتفرقت وبدلا من أن يكون سلاح العرب ضد اعداء العربفانه قد اصبح ضد العرب انفسهم وأسوأ من ذلك أن هذه الدول العربية قد تحولت اليمخازن للذخيرة وتحولت قواتها الي حراس للذخيرة التي تنقلها الطائرات السوفيتية اليحروب صغيرة اخري تمزق العرب وتمزق القارة الافريقية ايضا ومثل هذه الاوهام اوهاماخري عند القذافي الذي يمني نفسه بانهيار اقتصادي في مصر يجيء من بعده انهيار سياسياجتماعي الي آخر ما توهمه وما يضعونه في راسه الصغير ليسرقوا ما في جيبه الكبير ،ولذلك اتصلت ليبيا بالدول العربية تحتج علي مساندة مصر ودعمها حتي تصبح قادرة عليشراء السلاح ؟ والذي يبعث علي الضحك حقا هو موقف سوريا من ليبيا .. إنني أعلم وغيريأيضا أن القذافي قد أهان سوريا والأسد ، كما لم يفعل احد وتدخلت واعترضت وهي وقائعمشهورة وفظيعة ولكن يبدو أن للذهب بريقا يخطف الشتائم ويزيل الاهانات كأنها بقعباهته علي ثوب ابيض وبمنتهي السهولة وقد اعترف السوريون بأن كل ما يريدونه منالقذافي هو الفلوس لأنه في حاجة الي دور، وهم علي استعداد أن يعطوه هذا الدور فيكونالممول لهم أو الغطاء الذهبي لهم بشرط أن يدفع ولايهم كثيرا ما الذي يقوله لهم قبلأو أثناء أو بعد الدفع ولذلك وصفت السخرية المصرية مؤتمر الرفض بأنه مؤتمر " القبض " وهي قفشه تعتبر نموذجا للنكته المصرية او صورة لأسلوب المصريين عندما يفلسفونالاشياء التي لا تعجبهم ولكنها صادقة
سؤال : سيادة الرئيس : عندما تتحدث عن سوريا فإنك تفرق دائما بينالشعب السوري وهذه التفرقة لها دلالة عندك ، هي أن هناك هوة سحيقة بين رأي الحزبوبين إحساس الشعب وتميل الي أن تجد الأعذار للشعب ولا تجدها للحزب و تختار سوريادائما نموذجا لذلك فهل سوريا تفردت بهذه " الهوة " في العالم العربي فأصبحت هذهالهوة مصيدة لسوء الفهم بين الدول العربية امام القرارات المصيرية او القرارات التيغيرت وجه العالم العربي - كحرب أكتوبر ومبادرتك للسلام ؟
الرئيس : تماما ولكنيأريد أن أعود الي هذه التفرقة لادفعها من سوريا الي الجزائر ولكن لاسباب مختلفةفأنا اري أن الجماهير علي حق واحساسها نابع من فطرتها ولم تكذب قط ، ومن تجربتيالطويلة الشاملة لم تخذلني الجماهير بحسها الصادق والزعماء اطباء يضعون أصابعهم علينبض الجماهير ثم يترجمون ذلك لاتولد في مواطن الداء وطبيعة الشفاء فهذه غريزةسياسية ايضاً لا تولد في يوم وليلة ولاهي مكتسبه وانما هي صفة او موهبة او منحة منعند الله
ولذلك فأنا اقف مع الجماهير وقد حدث في مصر بعد نكسه ١٩٦٧ ما مزققلوبنا وصفوفنا ايضا واستشري اليأس بين الناس واحست جماهير الامة العربية أن العالمقد انتهي وان العالم العربي ليس الا جثمانا مسجي من الخليج الي المحيط ، وأنصرخاتنا أصداء بلا اصوات ، وأن آمالنا ظلال بلا ضياء ، فقد انتهي كل شيء عندنا فينفس الوقت الذي ابتدأ كل شيء عند اسرائيل فقد عاودتهم أحلامهم الخرافية كلها،اسرائيل الكبري من النيل الي الفرات أو أبعد من ذلك الي الشمال والجنوب أو اسرائيلالتي ولدت لتنتصر والعرب الذين عاشوا لينهزموا او كل اسرائيلي بطل او اسرائيل هيالدولة التي تحارب وتنتصر خارج حدودها او الجندي الاسرائيلي هو " الكيف " الممتازوالجندي العربي هو "الكم " المتخلف وتهاوت علي آذاننا كل إذاعات العالم وترامت تحتعيوننا كل الصحف والكتب والاقلام تحفر لنا الارض وتعمقها لعلنا نلقي بأنفسنا فيهاثم تجيء رياح اليأس وتهيل علينا التراب وأخيرا تمتد أيدٍ رحيمة وتضع لافته مكتوبعليها جاءوا وذهبوا الي غير رجعة وأنا اعذر الشعوب فهي بحسها الصادق قد اهينتواهدرت وداستها أقدام الأعداء وأقلام ابنائها ايضا
ولكن لا أجد عذرا للقادة والقيادات السياسية والفكرية لأن أولواجباتها أن تبدد الظلام واليأس وتحارب الموت وأن تأخذ بيد الشعوب وأن تداري جراحهاوتجفف دموعها وان تقف وأن تموت واقفة وعند هذا اليأس في مصر وفي العالم العربي كانمن واجبي أن اضم الصفوف في مصر وأن اضم القلوب خارج مصر وأن أجمع الأصدقاء اليالاشقاء وأن نواجه الدنيا كلها في اصرار وشجاعة ، فنحن أمة عريقة وعظيمة ، واذاخسرنا معركة فليس معني ذلك خسارة الحرب ولا يعني ذلك أنه وداع الي غير لقاء معالحياة والأمل حتي النصر
وكانت مهمة شاقة ولكن انتصارات اكتوبر كانت برداوسلاما علينا وعلي أجيال من بعدنا ولولا انتصارات اكتوبر ما كانت مبادرة السلام ،واذا كانت انتصارات اكتوبر قد أوجدت القلوب علي مصر فإن مبادرة السلام قد أوغرتها
ليست الشعوب ولكن قلوب بعض الحكام ولشد ما أوجعني الرئيس بومدين عندما ذهب إليهرئيس الأركان المصري يخبره بأن مصر قد استعدت للحرب وكان ذلك في سبتمبر ١٩٧٣ أي قبلالمعركة بأسابيع، ثم سأله رئيس الأركان عن دور الجزائر في هذه الحرب القادمة هنافقط أعود الي أنني اجد للشعوب العذر ولكن لا أجد شيئا من ذلك للقيادة العسكرية اوالسياسية التي تعرف معني الإعداد للحرب ، ومعني أن الحرب علم صعب وشديد التعقيد وقدسمع رئيس الأركان المصري من الرئيس الجزائري ما أفزعه فقد قال له اذا ما قررت مصردخول الحرب فأرجو إخطاري قبل ثلاثة شهور من التاريخ الذي تحدد للقتال أي أن المطلوبأن نطلعه علي يوم القتال بالضبط ثم تعد علي أصابعنا تسعين يوميا وعندما تسأله مادورك وما الذي تستطيع ان تقدمه في المعركة ؟
بينما الملك الحسن الثاني عندما سأله رئيس الاركان عن دوره قال : إنالمغرب جاهز ومستعد ان يقدم كل ما تطلبه مصر ويتمني لمصر النصر وللعرب ايضا وكنت قداتخذت قرار الحرب قبل ذلك بأسابيع وانتهي إعداد كل شيء وتدريب قواتنا في مواقع اقربالي ما تكون الي نفس المواقع وفي نفس الظروف وحتي عندما تصور ذلك طلب شيئا غيرمعقول وهو أن نخطره قبل ثلاثة شهور من ذلك ان الجماهير معذورة اذا دفعها خوفهاويأسها الي ان ترفض تصديق الإعداد للحرب ولكن سياسيا مقاتلا مثل بومدين لاعذر له ،وقد فعل الرئيس بومدين ما سبق أن فعله القذافي ، فقد طلبت من القذافي الطائرات التيملأ الدنيا بأنه اشتراها من أجل مصر، فأرسل بعد ان دوخني ٢٥ طائرة نصفها للطيرانوهي قصة رويتها كثيرا ومعروفه ومؤكدة
وبومدين كرجل مقاتل يعرف معني الحرب ،ومعني التدريبات الشاقة علي الواجبات ولكن الذي قاله لرئيس الاركان المصري إن لميكن جهلا بالحرب الحديثة التي تختلف عن حرب العصابات فإنه استمرار في التشكيك فيالانهزامية التي كانت سائدة في ذلك الوقت والذين يقرأون تاريخ الحرب العالميةالثانية يعرفون أن الامريكان عندما قرروا الاشتراك في غزو نورمانديا قد ارسلواقواتهم الي بريطانيا للتدريب علي ذلك قبل الغزو سنة وأكثر ولم تقل امريكا لبريطانيااخطرونا قبل الغزو بثلاثة شهور؟
ومن بديهيات الاستعداد للحروب أن يتدربالمقاتلون علي أداء واجباتهم تدريبا كاملا حتي اذا نشبت الحرب احسوا أن الحرب نفسهااستمرار عنيف للتدريب تماما كما يحدث في المسارح المحترمة ، لابد للفرقة المسرحيةأن تقوم ببروفة عامة يرتدي فيها الممثلون ملابسهم وتمتليء الصالة بالمتفرجينويسمونها البروفة بالملابس الكاملة والتدريبات علي القتال هي بروفه بالملابسالكاملة علي نفس مسرح العمليات مع فارق واحد أنه لا يوجد جمهور وإنما توجد فرقةمسرحية اخري تحاول التدخل بالنار لوقف ماتقوم به الفرقة المسرحية المعادية حتيالشهادة والنصر والمجد وانتهت مناقشة رئيس الاركان المصري وهو حي يرزق حتي الآنبعبارة قالها بومدين لا تقل ايلاما إن عدم دخول المعركة مصيبة ودخولها مصيبتان
سؤال : سيادة الرئيس : ولكن مواقف الرئيس الجزائري قد تغيرت بعد ذلك، وهذا معناه أنه ظل لا يصدق ماتقول وما نردده نحن وراءك ، وكنا غير مصدقين ثم فجأةتحول الي جانبنا وبأكثر مما كنا نتوقع فكيف حدث التغير في تقديره للموقف وفي سلوكهالعام ومن ورائه الشعب الجزائري أيضا ؟
الرئيس : للتاريخ أقول إن الرئيس بومدينكان يتصل بنا يوميا اثناء المعركة ليطمئن علي سيرها وكذلك كان يفعل الملك حسينوالاشقاء العرب حتي رأي بومدين القائد الاسرائيلي عساف ياجوري علي التليفزيونالمصري يستسلم حتي رأي الأسري الاسرائيليين ايضا وتاكد ان الحرب جادة وان قواتنا قدحققت انتصارات لم يكن يتوقعها احد والباقي معروف لنا وللعالم كله
وبعد وقفإطلاق النار زارنا بومدين وقال شخصيا انه ذهب الي الاتحاد السوفيتي في اليوم السادسللمعركة وقال لي إن مجلس قيادة الثورة الجزائري ظل منعقدا منذ اليوم الاول للمعركةوظلوا ساهرين قلقين علي مصيرنا في نفس الوقت الذي يردد فيه العالم ما قاله قادةاسرائيل من أنهم سوف يحطمون عظامنا فلا تقوم لنا قائمة بعد ذلك ولكن مضي اليومالأول وجاء الثاني حتي السادس وكانت وكالات الأنباء تنقل اخبار المعركة عن اذاعةاسرائيل وبعد ذلك اكتشفوا أن اسرائيل تكذب علي العالم فاتجهت وكالات الانباءوالاذاعات العالمية تنقل عن مصر وقد التزمنا الدقة والموضوعية وكسبنا مجالا كنا قدفقدناه وهو احترام العالم لإذاعاتنا
وقال لي بومدين إننا قلنا لأنفسنا مادامتالحرب قد استمرت كل هذه الايام السته فاننا نعتبر مصر قد انتصرت علي الرغم أن سورياتراجعت الي ما وراء الابتداء ولذلك سافرت سرا الي الاتحاد السوفيتي دون أن يدري احدبذلك واجتمعت مع القادة السوفييت
وقال بومدين لي شخصيا ولما اجتمعت بالقادة السوفيت بريجنيفوبودجورني وكوسيجين قلت لهم أنتم الآن ترون تطورات القتال ولابد أن تقفوا مع مصروسوريا فقالوا نحن واقفون مع سوريا وبدأ بريجنيف يهاجمك بمنتهي العنف حتي شعرتبالحرج والضيق والقرف
وقال إن السادات سوف يضيع الدنيا كلها وفي مقدمتها مصروكل الأنظمة التقدمية في المنطقة ولقد طلبت منا سوريا ثلاث مرات أن توقف القتال لكنالسادات اصر علي الرفض ، وهذا الرجل السادات مجنون وصفات اخري لا أول لها ولا آخر ... ولكي اوقف هذه المناقشة الحادة - هذا كلام بومدين أيضا - وجهت النقاش وجهة أوضحفقلت له : انا زبون وجئت اليك اشتري سلاحا ما رايك ؟
قال : موافق
قلت : هذهمائتا مليون دولار نصفها لمصر والنصف الثاني لسوريا ومطلوب أن تبعث بها سلاحاللدولتين
ثم قال لي بومدين وعدت الي الجزائر دون أن يشعر الشعب الجزائري أننيسافرت الي موسكو ، وفي الجزائر وجدت مجلس الثورة لايزال منعقدا واطلعتهم علي ما جريهناك ثم قلت لهم جميعا أريد أن اصارحكم بشيء عجيب اذا كانت اسرائيل وامريكا تريدالقضاء علي السادات مرة ، فإن روسيا تريد القضاء عليه ألف مرة ولن انسي لبومدين هذاالموقف الكريم والعربي الأصيل وموقف آخر لبومدين هو انه ارسل ١٥٠ دبابة بعد وقفاطلاق النار فجاءت هذه الدبابات عندما حدثت الثغرة وكان مجيئها برا عبر ليبيا اليمصر في وقت مناسب تماما وجاءت من يوغوسلافيا ١٤٠ دبابة بعث بها الرئيس العظيم تيتو ... هذه الدبابات جاءت ومعها وقودها ايضا ثم سحبنا مائه دبابة كان قد بعث بهاالقذافي الي مرسي مطروح وكان القذافي كما عرفنا فيما بعد حريصا علي أن تظل هذهالدبابات في موقعها كخطوة لأحلام الغزو والسيطرة علي مصر ؟ وبذلك حشدنا حول الثغرةأكثر من ٨٠٠ دبابة لم انس هذا لبومدين ، ولذلك عندما زارني في الاسكندرية في العامالماضي وكان قد توقف في طرابلس اثناء الضربة التأديبية التي قامت بها قواتنا ضدالعبث الليبي لم أكد ازاء ذلك حتي قلت له
إن زيارتك هذه جعلتني أوقف العملياتالعسكرية ضد ليبيا ولو كنت تأخرت يومين آخرين لكان لنا موقف أعنف ، وبالفعل أصدرتتعليماتي الي وزير الحربية بوقف العمليات وسحب القوات التي دخلت جغبوب .. فلم يكنفي نيتنا أن نحتل أرضا وإنما فقط أن نؤدب القذافي وقد تم ذلك
سؤال : سيادة الرئيس ثم تغير بومدين بعد ذلك وتطرف في اتجاهه ضد مصرحتي دفعه ذلك الي ان يذهب الي طرابلس وان يقبل القذافي رئيسا له ، وأن يذهب اليالبلاد العربية يبحث عن مساندة لموقفه ... فما الذي طرأ عليه شخصيا او قوميا ؟ أوما الذي اسخطه هو الآخر علي مصر؟
الرئيس : ان الصورة قد اتضحت لي بعد ذلك أكثروانا بطبيعتي ميال الي التفاؤل ولذلك فأنا حسن الظن بالناس وأفضل أن أحسن الظن أولاوأسيء الظن بعد ذلك فأنا حسن الظن حتي يثبت العكس ، وهذا يريحني شخصيا ويريح الذينيعملون معي ، فبدلا من أن أكون مشدودا وكذلك الذين معي فأنا أفضل أن افكر وأن أعملبهدوء وهم أيضا لأن الذي يكون مشدودا يكون استعداده للوقوع في الخطأ أكبر فاذا كانهذا سلوك رئيس الدولة كانت اخطاؤه أفدح ولذلك فقد استرحت نفسيا وعمليا الي هذاالأسلوب في النظر الي الاشخاص والي معالجة الامور الخاصة والعامة
وربما كانهناك شيء في طبيعة بومدين - لا اعرف - ولكن اذا عدت الي موقفه من بن بيلا وهو زعيمالثورة الجزائرية حقا واول ما طلع العالم منها نجد أن بومدين قد سجنه ولايزال منذ ١٣ عاما مع أن بن بيلا هذا كان في استطاعته أن يدخل بالجيش الجزائري من المغرب اليالجزائر وحده ولكنه آثر أن يدخل ومعه بومدين قائد القوات الجزائرية واثناء الاعدادلمؤتمر القمة الافريقي الآسيوي العاشر في الجزائر اسقطه بومدين واعتقله
هل الذيفعله لبن بيلا هو الذي دفعه بعد ذلك الي موقفه من المغرب الذي ساند الثورةالجزائرية فقد ساهم الملك محمد الخامس كثيرا واحتضنهم وأعطاهم أرضه يحاربون منهاويدخلون منها زاحفين علي بلادهم ضد القوات الفرنسية وضد القوات الفرنسية التي تمردتعلي ديجول وضد الحكومة الجزائرية المؤقته برياسة بن خده ، كل ذلك وأكثر فعله الملكالمغربي والشعب المغربي ايضا
وسلوك بومدين من المغرب ومن ملكها ، لا يختلف عنموقفه من بن بيلا وهو أن بومدين لا يحب أن يمتن لأحد، اي انه يضيق بأن يكون لأحدفضل عليه وقد انتقل حقد بومدين علي الملك محمد الخامس الي الملك الحسن الثاني
وبومدين عنده مخاوف لأن عنده دعوي زعامة للمغرب العربي فهو يقول إن هناك محاولةلتطويق الثورة الجزائرية ، هذا التطويق يبدأ بمصر وينتهي بالمغرب ، أي موقف مصرالمؤيد للمغرب وموقف المغرب المساند لمصر يعتبره حصارا واحتواء الثورة الجزائرية
فهو يخاف من ذلك لأنه يخاف علي زعامته للمغرب العربي أن يمسها أحد او يتهددهااحد من الشرق او من الغرب ويري أيضا أن الملك الحسن الثاني يتلقي تسليحه من أمريكاوعلي صلة وثيقة بها ايضا وفي هذه الصلة خطورة علي الثورة الجزائرية ولذلك فالصحراءالمغربية قضية افتعلها بومدين ، فهي قضية ليس لها أي اساس هذا باعتراف بومدين نفسه،لأنه في مؤتمر الرباط سنه ١٩٧٤ وفي جلسة مغلقة للملوك والرؤساء ومسجلة بصوته فيهذه الجلسة أعلن بومدين أنه ليس للجزائر أي مطلب في الصحراء المغربية وأن هذه قضيةتخص المغرب وموريتانيا
وكان ذلك قبل أن تعلن اسبانيا عن انسحابها من الصحراء المغربية فلمامات فرانكو وجاء الملك كارلوس وقام بتصحيح للسياسة الداخلية والخارجية لبلادهوانسحبت اسبانيا من الصحراء المغربية ثار بومدين وراح يطالب بنصيبه ويساند شراذمالمتمردين . مع ان بومدين أعلن امام الملك والرؤساء أن دوسيه قضية الصحراء مغلقوأنه لا شأن له بها من قريب او من بعيد ؟
سؤال : سيادة الرئيس : هذا يبين لماذا اختلف بومدين مع الملك الحسنوبالتالي معنا نحن ايضا وانه سوف يظل كذلك ولكن كيف اتفق بومدين مع القذافي علي مابينهما من خلافات كثيرة لدرجة انه جاء يتوسط بينه وبين مصر أو لدرجة ان يذهب اليطرابلس ويرضي به رئيسا له ؟
الرئيس : ان موقف بومدين من القذافي قريب من موقفهمن الملك الحسن مع الفارق الهائل بينهما وبين الملك الحسن فالملك الحسن سياسي بارعورجل ذكي وفصيح وعلي ثقافة عربية وعالمية هائلة ولكن بومدين له موقف آخر ، وقدسمعته منه شخصيا ادهشني رأيه، ولكنه الواقع ، لقد قال بومدين إنه لن يسمح بأن تكونحدود مصر متاخمه لحدود الجزائر أي لن يسمح بأن تكون هناك علاقة طيبة بين مصر وليبيابحيث تعتبر ليبيا بأي شكل امتدادا لمصر ؟
سمعت هذا من بومدين شخصيا ولذلك عندماجاءني في الاسكندرية امضينا ليلة كاملة نتحدث في شأن العالم العربي ولم يطلب منيبومدين سحب قواتي من ليبيا وان كنت اعرف أنه جاء لذلك واعرف ايضا أن رأيه فيالقذافي في غاية السوء ، ولكنه يفضل هذا الوضع السيء بيننا وبين ليبيا علي أي وضعآخر يجعل مصر وليبيا سمنا علي عسل ان هذا السمن علي العسل يجده بومدين سما زعافالذلك كان بومدين حريصا علي ان يظل الموقف بين مصر وليبيا سيئا املاً في أن يكوناسوأ بعد ذلك ، فيسعده هذا ايضاً ، ومن هنا كان قبوله لرئاسة القذافي في موتمرطرابلس تدعيما لهذه العلاقة السيئة وتشجيعا عليها ولما انعقد مرة اخري في الجزائروجاء القذافي متأخرا يوما لم يعترض بومدين علي ذلك أي لم يعترض علي هذه الاهانهالتي حرص القذافي علي ان يؤكد بها انهم من غيره هو لا شيء
وابتلع بومدين هذهالاهانه واذكر ان بومدين عندما علم بمؤتمر جربه مع تونس جن جنونه اذ كيف يحدث هذاالتقارب بين القذافي وبورقيبه من تحت انفه ودون ان يدري ولذلك طلب سفير الجزائر فيطرابلس وتحدث اليه في التليفون ولعن آباء السفير والقذافي معا.. ووصلت الشتيمه اليعبارات نابية جدا .. وقال لي بومدين إنه قصد ذلك لأن المكالمات التليفونية مسجلةوأنه اراد أن تصل الشتائم الي القذافي ووصلته ولكنه مع ذلك أخذ برأي القذافي في كلشيء مادام هذا الرأي معاديا لمصر وللمغرب والمضحك ان بومدين عندما جاءني نقل ليمخاوف القذافي من ان مصر تحاول أن تزحف علي ليبيا من تشاد وأذهلتني هذه الهلوسة كمااضحكت قادتنا العسكريين .. ثم رويت لبومدين حقيقة الموقف في تشاد وانكشف بعد ذلك أنالقذافي وبومدين قد تآمر معا علي تشاد والنيجر ايضا
سؤال : سيادة الرئيس : إن الرئيس الجزائري قد تغير موقفه واشتد حدهضد مصر الي درجة انه هو ايضا يعترض علي تسليح امريكا لمصر تماما كبقية الذين رفضواالمبادرة فهل عند بومدين تصور آخر للكيفية التي يمكن بها أن تتسلح مصر دفاعا عنأرضها أو أن بومدين يتخذ أي موقف ضد مصر او ضد مصر والمغرب معا ..؟
الرئيس : إنلهذا الموقف خلفيه تاريخية ترجع الي سنه ١٩٧٦ ، فقد حدثني بومدين وكنا فيالاسكندرية عن زيارة وزير الدفاع السوفيتي جريتشكو للجزائر وقال لي بومدين إنالوزير السوفيتي قد مكث في الجزائر أربعة أيام ، امضي منها ثلاثة أيام يناقش موقفيمن الاسلحة السوفيتية فقد كنا الغينا المعاهدة واصبح الحظر السوفيتي علي السلاحكاملا فأصدرت قراري بتنويع مصادر السلاح قال لي بومدين إن هذا القرار هو الذي اوجعالسوفيت وليس قرار طرد الخبراء السوفيت ولا دخول الحرب ولا إلغاء المعاهدة
ولكنقرار تنويع مصادر السلاح هو الذي أقلق القيادة السوفيتية لأن السلاح السوفيتي كانيجب أن يظل قيدا في ايدينا ، فهم يعطوننا السلاح بشروطهم فإذا لم نخضع لهذه الشروطمنعوه عنا ، فاذا منعوه وليس لنا مصدر غيرهم استسلمنا واعطيناهم كل ما يريدون ،ولذلك كان السلاح السوفيتي سلاحا لنا فإذا لم يأت اصبح سلاحا ضدنا وهذا هو المطلوبوادهشني ذلك فقد تصورت أن قرار طرد الخبراء افدح وافضح وتصورت ايضا أن الغاءالمعاهدة أعنف ولكن لم يخطر علي بالي أن تنويع السلاح المصري هو أخطر هذه القراراتوادهشني أكثر ان الرئيس بومدين قد اقتنع بوجهة النظر السوفيتية من انه ما كان ينبغيلي أن أذهب لغير الروس وقال لي بومدين ولكنكم انتصرتم بالسلاح السوفيتي وقلت له هذاصحيح ولكن السلاح السوفيتي متخلف عن الاسلحة السوفيتية في أيد أخري ، ثم أنه متخلفعشرين عاما عن الاسلحة الامريكية في أيدي الاسرائيليين ولذلك فقد عوضننا هذا النقصفي السلاح بالأداء العظيم والكفاءه الرائعة ثم إن شراءنا للأسلحة السوفيتية لا يكفيمبرراً لأن نعطيهم مرسي مطروح أو غيرها ولايزال هذا موقف بومدين الذي ذهب اليالبلاد يردد ماقاله القذافي تصور هذا من استنكاره لموقف الدول العربية التي تؤيدمصر وتبارك المبادرة وتعينها علي شراء السلاح من أي مكان وذهب بومدين يشكوني للقادهالعرب يقول لهم : إن السادات قد حرم علي دخول مصر ، الآن أنا ممنوع من دخول مصر
شيء غريب أن يحرص علي دخول بلد أهانه وعرض به وشمت فيه وشنع عليهوليت ذلك رأيه هو إنما هو صدي للقذافي ، شيء مؤسف أن يكون بومدين أقصر قامة منالقذافي او يكون صداه أو نسخه مشوهه له ومنذ شهور ذهب زعيم عربي الي موسكو واعجبماسمعت منه أن بريجنيف قد اثار معه موضوع تنويع مصر لمصادر السلاح
وأننا سوفنشتري اسلحة من أمريكا بالذات إن هذا القرار مازال يوجع القيادة السوفيتية واذنابهافي المنطقة ولكن هذا الزعيم السياسي قد نقل لي حوار بينه وبينهم سألهم وانتممارايكم في مبادرة السادات ؟
قالوا : خيانه
قال : ما رايكم في دولة فلسطينية؟
قالوا : يجب ان يكون للفلسطينيين دولة
قال : وما رأيكم في الانسحاب؟
قال : يجب أن يكون شاملا
قال : ولكن هذا كله هو ما أعلنه السادات فيالكنيست وفي القدس ولايزال يتمسك به حتي الان ثم كيف تتصورون أن يتصدي لمثل هذهالقضايا وأن يكون بلا سلاح منكم او من غيركم ؟ كل ذلك حدث قبل أن يتحدد عددالطائرات التي سوف تبيعها لنا امريكا او عدد المركبات التي سوف ترسلها الينا وقدسألني رئيس احدي الدول الاوروبية الصديقة عن تسليح امريكا لمصر فكان ردي ان أهممافي هذه الصفقة هو حرصي علي كسر احتكار اسرائيل للسلاح الامريكي
ولقد ذهبتامريكا خطوة أبعد من ذلك عندما وضعت كل صفقات السلاح في الشرق الاوسط علي المائدةإما ان تبيعها للجميع او لا تبيعها للجميع اسرائيل ومصر والسعودية
وكانت اسلحةامريكا وصداقتها احتكارا لاسرائيل ووقفا عليها ، منذ أيام بن جوريون سنه ١٩٥٣ ، وقدحاول بن جوريون إفساد صداقة أمريكا لمصر وذلك عندما ارسل الارهابيين الي القاهرةلنسف المنشآت الامريكية والصداقة الامريكية أيضا ولايزال مناحم بيجين يحرص علي هذهالسياسة ويحاول إفسادها إن أمكن أو نسفها اذا استطاع
وسوف تمضي قافلة السلام ،ومن حولها ومن ورائها اصوات قبيحه لعلها تفسد هذا الأمل الانساني العظيم ولكنهم لنيستطيعوا

أ/رضا عطيه 21-06-2010 06:00 PM

الله عليك ياأستاذنا
وبارك الله فيك

أريــــ الجنة ــــد 21-06-2010 06:03 PM

طبعا ليا الفخر اني أكون من المحافظة اللي اتولد فيها بطل الحرب والسلام

بجد لو فضلنا طول عمرنا ندور على رئيس زيه .. مش هنلاقي

الف شكر لحضرتك أستاذ محمد

missgana 21-06-2010 06:06 PM

رحمة الله علي الرئيس الراحل محمد أنور السادات لقد فقدت مصر رجل من أعظم الرجال

روميو 21-06-2010 06:09 PM

بجد موضوع ممتع

انا بعشق السادات
وكتاب البحث عن الذات بتاعه رائع جدا

وبجد من افضل الرؤساء اللى حكمت مصر

بجد يستحق لقب

رجل هذا الزمان

اسطورة كتبها بنيران الحب وخلدها بورود السلام

واتشرف انى من المنوفية بلد السادات

العبقرى

عبد الله الرفاعي 21-06-2010 06:22 PM

السادات ان لم يكن افضل رئيس فى تاريخ مصر ولكنه بحق هو افضل سياسى فى تا ريخ مصر

محمد حسن ضبعون 21-06-2010 06:34 PM

أعضائنا الأفاضل





عبد الله الرفاعي

أشكركم خالص الشكر
شعور نبيل
بارك الله فيكم
تابعو معنا

محمد حسن ضبعون 21-06-2010 06:35 PM

حديث الرئيس محمد أنور السادات
لمجلة اكتوبر
فى١٨ فبراير ١٩٧٨



سؤال : لقد حدث شئ من الانزعاج في الشرق الاوسط بسبب ما أعلنتهامريكا عن تسليحها لمصر مع أن نوعية السلاح الذي وعدت به امريكا لا يرقي الي مستويما تعطيه لاسرائيل بغير حساب مع أن السلاح السوفيتي يتدفق علي المنطقة كلها فما هوتفسيرك لهذا الانزعاج من جانب اسرائيل أو من جانب بعض الدول العربية ؟ وهل عدمتسليح مصر وتعميم الحظر عليها هو الشئ الذي يبعث علي الطمأنينة عند الأعداء وبعضالاشقاء الذين لم يصبحوا أصدقاء ... ألا تري سيادتكم أن هذا شئ غريب حقا؟
الرئيس : إن الامر يبدو غريبا فعلا .. ولكنه يبدو فقط . ولكن هذا الذي نراهاليوم له أساس من التاريخ البعيد والقريب وأنا أجد لإسرائيل العذر في أن تنزعج . فهي تريد ان تكون الدولة الأقوي في المنطقة وأن تظل بهذه القوة مصدرا للخوف فيالمنطقة وخوفها وعدم شعورها بالأمان الطويل هو الذي يحملها أن تتسلح من أصابع القدمالي آخر شعرة في الرأس ، هذا مفهوم واعرفه جيدا ، ومفهوم أيضا أنها بسبب هذا الخوفالذي دفعها الي التسلح فإنها تكون مصدرا للتخويف أيضا فإذا أخافت جيرانها ظلت فيموقعها الذي تزايدت مساحته حربا بعد حرب
ولكني أريد أن اعود الي الأسباب العميقة القديمة .. أريد أن أقومبتأصيل هذا الذي نراه اليوم ومهما سردت من أحداث ووقائع مأخوذة كلها مما يقولهاليهود الذين جاءوا الي فلسطين أو الذين قامت بهم وعلي اسلحتهم دولة اسرائيل فإننياستمد هذا كله من كتبهم ومن خططهم وهذا معروف للعالم كله ولكني سوف اربط ذلك ربطامنطقيا وهو ما لا يبدو واضحا عند العرب أو عند الامريكان انفسهم ويحاولالاسرائيليون أن يقوموا بتعمية عامة لجذور هذه الحقائق . أو الخطة المحبوكة التيوضعوها في أواخر القرن التاسع عشر ويطبقونها حرفيا حتي اليوم
سؤال : استأذن قبل أن تعرض لهذه الخطة المحبوكة التي وضعها اليهودفأقول .. إن اليهود يغضبون اذا قيل إن لهم خطة وأنهم طبقوها حرفيا ، والذي يغضبهمهو نفس الشئ الذي يرضي غرورهم ، وهو أن لهم هذه القدرة الهائلة علي تطبيق خططهم فيكل الظروف ومهما كانت الظروف ، وكان العالم من أوله لآخره لا يقاومهم ولا يمارئهم .. وهم يغضبون من ذلك لا تواضعا .. فهم بتكوينهم في غاية الغرور والغطرسة وانمايغضبهم أن يظهروا للعالم علي أنهم اقوياء وهذا يبطل حجتهم الآخري من أنهم مساكينوأنهم أقلية مضطهدة وأنهم يستحقون الشفقة وأن العالم كله يجب أن يعطف عليهم بالمالوالعتاد . لأن العرب أخيرا يريدون أن يبتلعوهم ، وأنهم فقط يريدون أن يدافعوا عنانفسهم وعن حقهم في الحياة ، ككل مخلوقات الله .. الي آخر ما يزعمون ؟
الرئيس : إنهم أذكياء ويعرفون جيدا أن تماسكهم وتفاهمهم التام ووضوح الهدف عندهم يجعلهمأقوياء ثم أن اصرارهم علي أهدافهم وتفرغهم لدراسة خصومهم ومعرفتهم لاتجاه الريحشرقا وغربا ودرايتهم بنقط الضعف ومصادر القوة قد جعلت إدراكهم لظروف المنطقة واضحاوقويا
وشئ آخر لا يقل عن هذا اهمية وهو إدراكهم لطبيعة العرب أو الصفات العربية، أو المزاج العربي أو الخلق العربي فهم يعرفون أن العرب بتكوينهم لا يتفقون كثيراواذا اتفقوا اليوم فلكي يختلفوا غدا ولذلك فقد ادركوا أنه لا بد أن يدخل في حسابهمدائما أن العرب مختلفون أو من الضروري أن يظلوا كذلك ، ففي اختلاف العرب إضعاف لهموفي تضامن اليهود قوة لهم ، لذلك كان اليهود حريصيين في كل العصور علي أن يطبقوامبدأ انجليزيا قديما هو تفريق الناس لكي يتسلطوا عليهم ، وقد نجحوا في ذلك.. وأسوأمن ذلك قد عرفه اليهود اللذين عاشوا في فلسطين، فقد عرفوا أنه لا أحد من العرب لايمكن شراؤه كل واحد له ثمن ، ومبدأ آخر اكتشفوه أيضا أنه لا يوجد عربي لا يمكنشراؤه هو والارض التي يقف عليها ولذلك فقد باعت عائلات عربية كثيرة ارضها ليهودفلسطين وتسلل اليهود الي فلسطين عن طريق شراء الأرض وبناء المستعمرات اليهودية التيكانت زراعية أول الامر ثم صناعية ثم عسكرية وكل هذا معروف في التاريخ
أما الخطةالمحبوكة عند اليهود فهي التي تحولت الي نظرية بعد ذلك عند "بن جوريون " هي نظريةالأمن الاسرائيلي أي أن اسرائيل تستطيع أن تحقق لنفسها الأمن بأن تكون دولة وانتكون دولة معترفا بها ، وأن تكون محاطه بعرب ضعاف ، وأن تكون هي قوية .. أما كيفتكون قوية .. فلا بد إذن أن أعود الي بدايات الخطوط التاريخية التي تحولت فيما بعدإلي نسيج او مصيدة سياسية اقتصادية دينية عالمية في المؤتمر الصهيوني الأول الذيانعقد في" بان " بسويسرا في أغسطس سنة ١٨٩٧ وكان من المفروض أن يعقد في ميونيخبألمانيا . في هذا المؤتمر أعلن الصحفي النمساوي "تيودور هرتزل " عبارته المشهورةإن الدولة اليهودية قد قامت وأنه لن تمضي سوي خمس سنوات أو خمسين عاما لتصبح هذهحقيقة ، وكانت نبوءة أو كان تصميما وصل الي درجة النبوءة ، فقامت اسرائيل في الموعدالذي خططوا له ومن أهم مقررات هذا المؤتمر أن اليهود أو أن الصهيونية العالمية اوالدولة اليهودية يجب أن تكون في حماية دولة عظمي ، أي أن تكون في حماية أعظم دولةفي أي وقت
أو بعبارة اخري .. لكي تكون اسرائيل الصغري دولة كبيرة يجب أن تستندالي ساعدي وكتفي دولة عظمي في ذلك الوقت كانت الدولة العظمي هي ألمانيا وعلي رأسهاالقيصر " فيلهلم الثاني " "غليوم الثاني " في ذلك الوقت كانت المانيا قد اتخذت لهاشعاراً توسعيا هو الزحف نحو الشرق ، وهنا تقدم اليهود ليؤكدوا للقيصر أن هذا ممكنعن طريق التجارة والمعاملات وفتح الأسواق والتسلل الي كل دول المنطقة ، من تركياحتي الهند مارين ببغداد أو دمشق أو القدس حتي الخليج الفارسي . ولم تكن للخليج هذهالأهمية الخطيرة .. فالبترول لم يكن قد اكتشفه احد بعد والتاريخ يعيد نفسه ، فقدطبق هتلر فيما بعد خطة وأحلام الامبراطور فيلهلم الثاني ، عندما زحف شرقا الي روسياوشمال افريقيا حتي مصر ولكن الامبراطور فيلهلهم الثاني رفض ما تقدم به اليهود فلميكن يثق بهم ، ولذلك اتجهوا بسرعة الي السلطان عبد الحميد الثاني يعرضون عليهخدماتهم واستعدادهم لإعطائه المال وتسديد ديونه . فقد كانت تركيا هي الدولة التيتحتل الدول العربية واحتلالها قد استمر اربعة قرون حتي قضت علي كل خيرات الدولالعربية ، فلم تعرف أسوأ من الاستعمار العثماني في كل العصور
وكان واضحا أناليهود قد طلبوا مقابلا لهذه المساعدات بأن يعطيهم السلطان عبد الحميد الثانيفلسطين وطنا قوميا ، واختلف اليهود فيما بينهم حول الوطن القومي ، هل هو فلسطينبالذات او اي مكان علي سطح الارض ؟ ولكن بن جوريون قد أكمل بتخطيط وإصرار ما كانيحلم به اليهود الذين اجتمعوا في بال بسويسرا ، واتجه اليهود بعد الحرب العالميةالأولي الي بريطانيا العظمي وهي الدولة التي تألقت بعد الحرب ، وطلب اليهود ثمنالاختراع المواد الكيماوية المهلكة التي قدمها حاييم فايتسمان للجيش البريطاني ومنبين هذه الاختراعات الغازات السامة
وطلب اليهود أن يكون الثمن وعدا بوطن قوميوهذا الوعد هو الذي دخل التاريخ تحت اسم وعد بلفور في سنة ١٩١٧ وقبل صدور هذا الوعدكان اليهود قد استعدوا جيدا لساعة قيام الدولة فاستعدوا لها بالارض التي اشتروهاوبالمهاجرين الذين تسللوا الي فلسطين سرا وعلنا ، واستعدوا لذلك بالسلاح والعتاد ،واستعدوا لذلك كله بغزو العقول العربية ، وتفريق القيادات العربية ، وفي نفس الوقتبالتأثير علي بريطانيا العظمي
وقامت الدولة واعترفت بها امريكا وأعلن الرئيس ترومان في مذكراتهبمنتهي الصراحة والوضوح أن في امريكا اصواتا لليهود في الانتخابات فهل للعرب اصوات؟ والجواب طبعا لا .. ليست للعرب اصوات ، إذن لابد أن يشتري اصوات اليهود باعترافهبقيام دولتهم في اسرائيل واتجهت اسرائيل الي الارتباط بالدولة التي تألقت بعد الحربالعالمية الثانية وهي الولايات المتحدة الامريكية . أما المعني الذي أريد أن اصلإليه الآن فهو أن خطة اسرائيل هي أن ترتبط دائما بالدولة العظمي وبذلك تضمن حياتهاوتضمن أمنها ايضا .. أو ما دامت قد ضمنت أمنها فقد ضمنت حياتها كذلك
وهذا هوجوهر نظرية الأمن الاسرائيلية التي وصفها بن جوريون ولا تزال اسرائيل تطبق هذاالمخطط بمنتهي الدقة ولا يختلف بن جوريون عن مناحم بيجين رغم ما أصبح بينهما منخلافات حادة بعد ذلك إن اسرائيل لا تريد ان تكون لمصر أو أية دولة اخري أية صلةقوية بالولايات المتحدة وإنما يجب ان تحتكر اسرائيل هذه الصلة وحدها ولكن قد اشرتكثيرا الي أن هذه الصلة الخاصة جدا بين امريكا وبين اسرائيل ، لا اعتراض لي عليهافأنا اعرفها وأقدرها ولكني في نفس الوقت ادعو للسلام .. وهذا واضح وضوحا عالميا . عاطفيا وعملياً ايضا فكيف تساند امريكا اسرائيل وتغدق عليها السلاح بهذه الكثرةوالوفرة ثم تساند دعوتي للسلام ، إن السلاح الكثير لدي اسرائيل هو الذي يغريهاويدفعها الي اللعب بالسلام والحرب ويستدرجها وهي معذورة الي التهديد والتخويفبالثأر
واذا كنت اعترف بهذه العلاقة الخاصة بين امريكا واسرائيل فإنني أيضاصديق لامريكا، فاذا لم تكن امريكا قادرة علي العدل بين الأصدقاء ، فلا أقل من أنتوازن بين الطرفين ، وألا تقوم بتصفية الموقف وفي نفس الوقت فليس معقولا ولا مقبولاان تنضم امريكا الي روسيا تفرض هي الآخري حظراً علي تسليح مصر
ثم ان هذه الطائرات " ف ٥ " التي سوف تتسلح بها مصر لا تقارن بمالدي إسرائيل او بما سوف تعطيه أمريكا لإسرائيل ، لأن هذه الطائرات من الدرجةالعاشرة ، ولكن الذي أزعج اسرائيل هو أن يكون هناك اتصال بين مصر وامريكا وأن يصلهذا الاتصال الي حد تسليح مصر ولو عدنا الي قيام ثورة يوليو ، لوجدنا أن اسرائيل قدأزعجها اتصالنا بالسفارة الامريكية منذ اليوم الاول . فقد اتصلنا بالملحق العسكريالامريكي لنؤكد للولايات المتحدة أن ثورتنا داخلية . وفي الوقت الذي كان السفيرالامريكي يدعونا فيه الي السهر كل ليلة كانت السفارة البريطانية تحاول أن تتصل بنالعلها تعرف من الذين قاموا بالثورة ، ولم تفلح في ذلك الوقت ولما لاحظ بن جوريون أنهناك نوعا من الغزل بين مصر وامريكا ضايقه ذلك لنفس السبب الذي ذكرته، وخطط بنجوريون لافساد هذه العلاقة المبكرة بين مصر وأمريكا والتي أكمل إفسادها تماما وزيرخارجية أمريكا فوستر دالاس وكذلك جونسون
ودبر بن جوريون الحادثة الشهيرة باسم " فضيحة لافون " وكان " بنحاس لافون " هذا وزيرا للدفاع الاسرائيلي فأرسل بن جوريوناثنين من العملاء اليهود لنسف المؤسسات الامريكية في مصر واعترف " لافون " بأنه لايعلم عن هذا الحادث أي شئ واعُتقل العميلان وانتحرا في السجن واضطر لافون أن يستقيلمن جميع مناصبه الحكومية و الحزبية
سؤال : بمناسبة الحديث عن المخطط الواحد والمحبوك للصهيونيةالعالمية وأنهم جميعا لا يختلفون علي المبادئ إنما فقط علي التطبيق ، فان هناك حرصاعند الكتاب الاسرائيليين المعاصرين يؤكدون فيه أن هناك أوجه كثيرة للخلاف بينهمجميعا ، كأنهم يؤكدون ان هناك نوعا من المرونة أو تمشيا مع المتغيرات الإقليميةوالدولية فقد صدر في اسرائيل كتاب بعنوان " اسرائيليون وفلسطينيون .. تعايش سلميوإلا " وهو أول كتاب صدر بعد مبادرتك للسلام ، في هذا الكتاب نقرأ عن أحد اليهودالمتطرفين ولكنه في نفس الوقت يدعو للسلام والتعايش مع الفلسطينيين منذ خمسين عاما، هذا الرجل يقول إن بن جريون هو صاحب العبارة المشهورة " لو خيروني بين السلاموالأرض لاخترت السلام " وينقل ايضا عبارة اخري " لموشي ديان " يقول فيها " لوخيروني بين أرض بغير سلام وسلام بغير أرض لا خترت الأرض بغير سلام " وفي نفس الوقتفإن "بيجين " يطلب السلام والأرض معا اي انه يطلب المستحيل ثم إن " ابا ابيان " فيكتابه الاخير الذي أسماه " قصة حياتي " في الفصل الذي كتبه عن حرب اكتوبر يراجع كلالقادة والساسة في اسرائيل وكأنه لا يوافق علي تشدد موشي ديان الذي أعلن قبل حرباكتوبر أنه لا شئ اسمه فلسطين تماما كما قالت " جولدا مائير " ثم الفلسطينيين اذاارادوا أن يكون لهم وطن فليذهبوا الي العراق او الاردن ... ألا تري سيادة الرئيس انالقيادة الاسرائيلية حريصة علي أن تبدو متضاربة متناقضة محيرة للعرب ؟
الرئيس : إن هذا يعود بنا الي صميم المخطط الذي وضعه بن جوريون لنظرية ألا تكون اسرائيلمحدودة الحدود أي أن اسرائيل يجب أن تكون فضفاضة لا حدود ولا خريطة وانما عليها أنتترك أرضها بلا حدود قابلة للزيادة وليست قابلة للنقصان
أما وجهة نظر بن جوريونفهي أنه اذا جعل الارض محددة فقد حصر نفسه وشعبه في أرض ضيقة واصبح في وسع أي أحدمن جيرانه أن ينازعه علي الحدود او يطالبه بوضع تحديد للحدود ، ولكن ما دامتاسرائيل بلا خريطة فلا احد يعرف إن كانت اسرائيل تقف عند هذا الحد أو انها سوف تضيفاليه . وما دامت الدول العربية مختلفة وممزقة فلن تتفق علي مناقشة هذا الواقعالغامض وانما ستعرض اسرائيل علي العرب ، أملا كاذبا " هذا الأمل الكاذب هو أن تعرضاسرائيل خريطتها لكي يعرف العرب ما لها وما عليها . او أين تقف منهم . او علي ايأرض تقف قواتها ومستعمراتها ولذلك تضاربت عن عمد آراء الساسة الاسرائيليين في كلالعصور تماما كما تعرض إسرائيل الف خريطة وتوزع هذه الخريطة في كل عواصم اسرائيلمشروعات متعددة للحل أو التسوية ، او كما عرضت اسرائيل وجهات نظر متضاربة لإقامة اولإزالة او استبقاء المستعمرات علي الأرض العربية المحتلة . وبن جوريون هو الذي قالأيضا أن كل أرض يقف عليها أي جندي اسرائيلي هي حدود لاسرائيل وهو نفس الشعار الذياعلنته اوروبا كلها بعد اكتشاف كولمبس لأمريكا، فكل أرض يوضع عليها العلم فهي ملكللدولة صاحبة العلم
ومعني ذلك أن اسرائيل تحرص ألا تكون جافة فتكسر أو " لينه " فتعصر كما تقول الحكمة القديمة وإنما تعطي لنفسها لون الزئبق وخصائصه وانتشارهوصعوبة أن تمسك به ، والحكمة من ذلك ألا يقيد أحد حركتها علي أرض الغير
سؤال : لو كان بن جوريون حيا فهل كان في استطاعتك التوصل معه الي شئأفضل ؟
الرئيس : كان من الممكن التوصل الي شئ أفضل مما يمكن الوصول اليه في أيةمفاوضات مع بيجين وحكومته
سؤال : في حديث لتليفزيون أمريكي - لم يذع بعد - سمعتك تقول إنه كانمن الممكن الوصول الي شئ أفضل مع جولد مائير لو كانت لا تزال علي رأس الحكومة فماتفسيرك لذلك ؟
الرئيس : سئلت أكثر من مرة عن رأيي في السيدة جولدا مائير وقدكانت لي معها تجارب عند فك الاشتباك بعد حرب اكتوبر ، ولاحظت أنها سيدة قويةالشخصية وأنها قادرة علي أن تتخذ القرار وأن تواجه الشعب وقد قابلتها في القدسوتحدثت اليها في الكنيست وتأكد لي من ذلك أنها كانت تستطيع أن تذهب الي أبعد وأفضلمما ذهب اليه مناحم بيجين
سؤال : ان ليبيا ايضا قد انزعجت من تسليح أمريكا لمصر مع أن ليبيالديها هي الاخري اكثر مما تستطيع أن تستوعب من السلاح السوفيتي المتطور جدا ، كماأن ليبيا ليست في حاجة الي شئ من ذلك كله فما الذي أغضب ليبيا أو ازعجها؟
الرئيس : أن بينها وبين الاتحاد السوفيتي علاقة خاصة ايضا قد أدهشني أن يبعثالقذافي الي مندوبه في الامم المتحدة ليحتج علي تسليح أمريكا لمصر كأن سلاحنا سيوجهضد ليبيا او كأن مصر يجب أن تظل عارية من السلاح حتي يتفضل القذافي فيعطينا بعضمالديه ، أو كأن مصر يجب أن تكون عاجزة عن الدفاع عن نفسها حتي يتفضل السوفيتفيعرضون علينا أسلحتهم المتخلفة بغير غيار، ولا أعرف بعد ذلك ما الذي يمكن أن نفعلهبهذه الاسلحة المتواضعة التي سوف يتفضلون بها علينا - هذا ان فعلوا - ولا أضيفجديدا اذا عدت فذكرت أن رئيس وزراء روسيا كوسيجين عندما ذهب الي ليبيا فإنه قد اتخدصورة الجدة الغنية مع ابن البنت المدلل فكان يقول للقذافي انت تطلب دبابات ٦٢ لاسأعطيك دبابات ٧٢ ، انت تطلب طائرات كالتي في مصر سوف أعطيك طائرات أكثر تطوراً لمأعطيها لأحد بعيدة المدي لإخافة كل الدول الافريقية أطلب تجد كأننا أمام مشاهد منقصص ألف ليله وليله
اما سبب ذلك فهو بسيط جدا الحقد علي مصر لا شئ آخر غير ذلك، وهي حكاية طويلة عريضة نحن جميعا نعرف التفاصيل الكثيرة عنها وهذا يؤكد ما قلتهمن أن القذافي مجنون وقد ثبت أخيرا طبيا وبصورة قاطعة أن الرجل مجنون ، بل أنه قدذهب في جنونه أن أعلن مقاطعة ناقلات البترول التي تستخدم خط أنابيب شركة " سوميد" المصرية بين السويس والاسكندرية أي أن هذه الناقلات لن تزود بشئ مما تحتاج اليه منموانئ ليبيا ، إنه يريد - بسذاجته - أن يفرض حظرا علي مصر ولكن الذي قرره وتصوره لنيؤثر فينا ولن يهز لنا شعره
فبعد محاولاته اليائسة في مصر وحولها من الداخلوالخارج وبعد أن انفق مئات الملايين من الدولارات وبعد أن أرسل العبوات الناسفةوالعملاء ، لم يهز مصر كما تمني ولا زعزع بنيانها كما قالوا له ، ولا يزال يعيش هووالذين وراءه علي هذا الأمل المجنون. ولكن لن يتحقق له أو السوفيت شئ من ذلك بفضلالله وقوة شعبنا وعدالة قضيتنا وأمل مئات الملايين في العالم بأن يتحقق السلام فيالشرق الاوسط بمبادرة مصر التاريخية
والسوفيت يرددون في كل مناسبة أن لدي مصر ٣٥٠طائرة وأن هذه الطائرات نائمة علي الأرض وأنها لن تطير كأنها طيور قصت أجنحتهافتحولت من نسور الي دواجن. ولكن الذين شاهدوا العرض العسكري في أكتوبر الماضييعرفون أن كل هذه الطائرات ارتفعت في الجو ولو كنت قد اعتمدت علي السوفيت كما خططوالذلك لظلت طائراتنا علي الأرض ، وتحت الأرض ، وانما اتجهت إلي الاصدقاء في الصينالشعبية وفي العراق وفي امريكا وفي بريطانيا ، فقامت امريكا وبريطانيا بإجراءالعمرة للطائرات اما الصين فقدمت لنا موتورات الميج ١٧ والعراق قدم لنا قطع الغيارفشكراً للسوفيت أن كشفوا لنا عن غير قصد عن أصدقاء جدد في الشرق والغرب

smsma81 21-06-2010 06:36 PM

السادات ده رئيس راءع في كل شئ وحكيم
اما عن المشكله اللي وقع فيها السادات مع اللي هي مصر والاتحاد السفيوتي بعد ما صاروا اصدقاء كانت بسبب اسرائيل لانها ,لان مفيش حد كان حيساعد مصر في استيراد الاسلحه وتدريب الطايرين غير السفويت زي ما حصل واستعان بيهم السدات ,فكان لازم اسرائيل تصرف بعتت ملفات غلط عن السفويت لمصر وبعتت بالمثل للسفويت ولو كنتم ناسين ان مصر لما اممت القناه علي عهد عبد الناصر اللي كان بيساعد السوفيت بخبرتهم مبارك نفسه كان طيار مدرب بايد السوفيت .وشوف قناه روسيا وهي بتحكي .
لكن دي نيه مبيته من اسرائيل تمهيدا للحرب والتعجيز ,ده غير المصلحه اللي حطتلهعها دي تراجعت عن الخطوط بالحرب وبعدين في مصالح تانيه لحد دلوقتي وعايزه تضغط علي مصر كفايه انها عايزه تشغلها بقضيه ميه النيل وتبعدها عن القضيه الاساسيه يعني دول يهود ملهمش عهد وبيستعملوا كل الوسايل مع مصر والموضوع مش سهل .هي عايزه تضعف القوي بتاعه الشعب ومن بعدها الجيش وترجع تاني تاخد سينا

محمد حسن ضبعون 21-06-2010 06:37 PM

حديث الرئيس محمد أنور السادات
لمجلة اكتوبر
فى٢٦ فبراير ١٩٧٨



سؤال : في حديث تليفزيوني امريكي لم يذع بعد ابديت رأيك في عدد منالزعماء السياسيين في العالم .. ولكن ثلاثة منهم كان رأيك فيهم متشابها وكان رأيكأقرب ما يكون الي الشعور بالآسي والاسف عندما تحدثت عنهم وان كانت رنة الاسي هذه قداختلفت حدتها وأسبابها عندك ثلاثتهم هم : الرؤساء نيكسون وبريجينف وحافظ الاسد .. فما هي بالضبط اسباب ذلك .. ؟
الرئيس : قلت هذا فعلا .. وكانت للثلاثة مكانهخاصة عندي ولأسباب مختلفة حقا اما الرئيس الامريكي نيكسون فقد كان صديقا وصادقامعنا لم يكذب في شئ ولم يخذلني في شئ طلبته ولذلك كانت حفاوة الشعب المصري به عندماجاء الي القاهرة قمة في الصدق لم يرها في حياته باعترافه هو - ولم ير الشرق لمثلهذه الحفاوة نظيراً أيضاً
وقد أحزنني ما اصاب الرجل في بلاده وبأيدي مساعديهوأقلام الصحف الامريكية ، وقد حاولت الاتصال به في امريكا في رحلتي الاخيرة ولماتمكن ولكن عندما سافرت الي ميونيخ اتصلت به وبالرئيس فورد ايضا اما الرئيسبريجينيف فهو الرجل السياسي الوحيد في القيادة السوفيتية وهو الرجل الذي اشهد لهبأنه كان يتدخل في حل الازمات التي كثيرا ما وقعت بيني وبين بودجورني وكوسيجينوكليهما من خبراء السياسة الحزبية او أنهما حزبيان فقط وكثيرا ما اختلفت معهما بشدةوبحدة وكان بريجنيف هو الذي يستطيع في الوقت المناسب أن يتدخل وأن يفصل فيالمنازعات بذكاء و فهم سليمين وقد احسن السوفييت تقدير مواقفهم عندما استبعدوابودجورني هذا .. فقد كان عنصر تشويش وتعكير صفو لأية علاقة بين السوفييت ومصر ولابدأن السوفيت سوف يفعلون نفس الشئ مع رجل آخر اسمه بونامرييف فهو اسوأ الناس عندهموهو أسوأ الادوات التي يستخدمونها في نقل المعلومات الخاطئة والاحكام المتعجلة وقدثبت خطؤه عشرات المرات في مصر وفي غيرها ومن أخطائه انه كان يتوقع انقلابا شيوعيايطيح بي واذا به يفاجأ بان كل عملائه علي صبري وشركائه قد اودعوا السجن ولا يزالبريجنبف هو احسنهم جميعا واذا عادت العلاقات العادية مع مصر الي حجمها العادي وعلياساس من الاحترام المتبادل فسوف يكون الفضل في ذلك الي هذا الرجل والي حكمته وحنكتهالسياسية
يبقي حافظ الأسد وإن حزني عليه عظيم فليس كثيرا في الدنيا ان يكونللانسان صديق ، فما أقل الاصدقاء ولكن القليل منهم كثير جدا بل أن الف صديق يجعلالدنيا مشرقة بالأمل والحب والوفاء ، وان عدوًا واحدا لكثير جدا هكذا يقول لناشعراؤنا وحكماؤنا ولم يفهم الناس كثيرا مدي حزني علي فقد جمال عبد الناصر فقد كانصديق العمر كله ولكن الظروف كانت قاسية عليه وعلينا وشاء القدر أن ارث متاعبهوهمومه ، وقد اختلط علي الناس فلم يفرقوا بين ضيقي بالظروف وبين حزني عليه فلميعرفوا إن كنت حزينا عليه أو حزينا علي مصر ولكني طبيعتي تؤكد كل يوم أن أروع ما فيالناس الصديق الصدوق ، وكان جمال عبد الناصر ذلك الطراز النادر من الزعماء ، وقداتخذت حافظ الأسد صديقا وعندما اشتدت الخلافات بين مصر وحزب البعث السوري كنت حريصاعلي ان يظل حافظ الأسد بعيدا عن دائرة الخلاف الحزبي الضيق او حزبيا فقط فكان لهمما أرادوا ولم يكن لي ما أردت معظم الوقت
وقد امضيت سنوات عديدة افصل بين حزبالبعث أو حافظ الأسد وكان سبب ذلك انني اعرف حافظ الاسد واعرف الظروف القاسيةالملتوية التي تدفعه في كل اتجاه والتي تتحكم في علاقاته وصداقاته وكنت اري انالتركيبة السياسية في سوريا مختلفة تماما عن البنية السياسية والاجتماعية في مصر ..وكنت اعرف جيدا ان تاريخ الخلافات بين البلدين من أيام جمال عبدالناصر عنصر هامجداً في تشكيل مجري الأحداث وتعقيد العلاقات وتقييم المعاني والاهداف بين البلدين
ورغم هذا الضباب والرعد والبرق والجليد والطوفان بين مصر، وسوريا فإنني كنت اجدالف سبب لكي اعذر حافظ الأسد كنت ارمي له بأطواق النجاة وكنت اقيم له جزرا منالأعذار والمبررات انقله اليها سالما كريما وكنت حريصا دائما علي أن استبقي حافظالاسد عاليا كبيرا في عيني واعتقد ان هذا ما تحتمه الصداقة بيني وبينه
ولهذهالاسباب كان اسفي عليه عميقا عندما تقلص حجمه ، وخف وزنه وضاق انفه وارتضي ان يكونحزبيا وان يتضاءل حتي أصبح بعثيا وليس بعد ذلك هو ان لرجل مثل حافظ الاسد إنها صورةبشعة ان يتحول اعز الاصدقاء الي معسكر الاعداء
سؤال : سيادة الرئيس هناك اسباب كثيرة تساق لتفسير موقفك من الرئيسحافظ الاسد من بين هذه الاسباب ، التفسير النفسي للعلاقات بين الزعماء وبسرعة يتحولهذا الموقف النفسي الي موقف قومي وذلك لما لهؤلاء الزعماء من مقدرة خاصة علي تحويلالرأي العام وفقا لوجهات نظرهم فهل يمكن أن يقال أن الاسباب النفسية عند حافظ الاسدقد تحولت الي أسباب قومية فكان هذا الموقف العدائي لحزب البعث وحافظ الاسد من مصروالسادات..؟
الرئيس : ان التفسير النفسي للأحداث هو عنصر هام في تقدير الموقف ،غير أنه ليس التفسير الوحيد ، ولكن دعني ارتب توالي الاسباب والنتائج في عبارةواحدة موجزة وعلي المؤرخين والمجتهدين أن يجدوا ما يشاءون من المقدمات والنتائج ،وأن ينتقوا ما يروقهم من مصادر الضوء يلقونها علي العلاقات بيننا
إنني اضع حزبالبعث أولا فهو مصدر كل انواع سوء الفهم المتعمد الحقد علي مصر، علي فلاسفة هذاالحزب من يردد هذه المعاني ويجد في الحقد تلك البؤر السوداء التي تنبع منها كلالعلاقات بين البلدين منذ وقت طويل ولا أريد ان ادخل في متاهات التاريخ وترتيبا عليموقف حزب البعث وسيطرته علي كل شئ في سوريا يجئ موقف الرئيس الاسد
وفي عصر جمالعبد الناصر ما يؤكد ذلك ثم يضاف الي ذلك عنصر هام جدا هو الاتحادالسوفيتي الذي حرصأيضا علي أن يفصل بين مصر وسوريا يفاضل بين مصر وسوريا ويجعل المسافة أبعد والخلافاعمق ومعني ذلك أنه يستغل حقدا قائما ويضيف اليه أبعاداً أخري أسوأ فاذا وصلنا اليهذه النتيجة لم يكن غريبا بعد ذلك ان يكون موقف الرئيس حافظ الاسد لا مبالياً اومعادياً وفي استطاعتي أن أضيف أسباباً اخري متعددة ومؤكدة ولكن علي عادتي من النظرالي الاشخاص والعلاقات والاشياء لا أحب أن احرق كل السفن ولا أن اقطع الخيوط ويكفيهذا القدر والباقي اعرفه كما يعرفه حافظ الاسد ، ولا أحب ان انظر اليه والي ما كانبيننا علي انه ماض لن يعود
سؤال : هناك من يقول إن السوفييت حاولوا في موازنة علاقتهم بمصروسوريا أن يطبقوا قاعدة جربوها في بلاد كثيرة وأنها نجحت ايضا في الشرق الاوسط هذهالقاعدة تقول اعط السلاح لمن لا يستطيع ان يحارب ولا تعطيه لمن يستطيع فهل هذه هيالقاعدة التي استند اليها السوفييت في تعويض سوريا عن خسائرها وعن ترك مصر بلااستعواض في أشد اللحظات حرجا قبل واثناء وبعد حرب اكتوبر ..؟
الرئيس : لا بأس منالتسليم بهذه القاعدة لبعض الوقت ،ولكن هذا يقتضي أن أعود قليلا الي موقف السوفيتبين البلدين .. كيف اعطوا باليمين وبلا حساب لسوريا ؟ وكيف منعوا باليسار وعن عمدكل سلاح وقطع غيار عن مصر ؟
والكلام معروف وهو لذلك معاد . ولكن وضعه في اطارهالنفسي والاستراتيجي يجعل له دلالة جديدة مختلفة .. ففي يوم السبت ٨ يوليو سنة ١٩٧٢جاءت رسالة من سفارتنا في موسكو تقول بأن الرئيس حافظ الاسد سوف يصل الي القاهرة فياليوم التالي ولم اكن اعلم انه في زيارة سرية لموسكو ، ولابد أن يكون لديه شئ هاماضطره الي ان يسافر سرا ودفعه أيضا الي ان يتوقف في القاهرة كان ذلك في الصيف وكنتفي القاهرة فقد قررت ألا أذهب الي الاسكندرية منذ نكسة ١٩٦٧ فلم تطاوعني نفسي أناصطاف واستحم واسترخي بينما الحالة النفسية عند الشعب والقوات المسلحة بهذا السوءفالهزيمة قد مزقت نفوسنا واجسامنا وعقولنا فراح لون كل شئ أسود إلا قليلا من الاملوسار طعم كل شئ مرا وليس لنا إلا هدف واحد هو الاخذ بالثأر جاء حافظ الاسد ،وقابلته ، وفي الطريق إلي قصر القبة سألته :
خيرا إن شاء الله لم اكن أعلم أنكفي موسكو حتي جاءت هذه الرسالة من سفارتنا -
لقد حصلت علي صفقة أسلحة منالسوفييت ... صفقة عظيمة -
مبروك عليك هذه الصفقة ، ومبروك علينا نحن ايضا ، فكلسلاح نحصل عليه هو اضافة الي قوتي وما-
عندك هو عندي تماما . واي سلاح تحصلعليه هو سلاح لمصر تسلمته الايدي السورية -
انا اعلم ذلك يقينا-
ياحافظ -
نعم -
لعلمك -
نعم ..-
لقد استدعيت السفير السوفيتي أمس ، وحددت لهعشرة أيام منذ أمس لخروج جميع الخبراء السوفيت من - مصر ... هذا قرار نهائي
والعمل بعد هذه الصفقة التي وعدوني بها ؟-
لا شئ .. انت تمضي علي علاقتكبالسوفييت وتحرص علي هذه الصفقة ولا تدخل في هذا النزاع بيني وبين السوفييت ،إنهاأزمة سوء فهم وسوف تنتهي بشكل ما فالسوفييت يحتاجون الي وقت مضاعف لفهم أي موقفولوقت آخر لاستيعابه ووقت ثالث للرد عليه ، ثم وقت أطول لتصحيح مواقفهم الخاطئة انااعرف اسلوبهم هذا، ولذلك سوف العب معهم لعبة الصبر وضبط الاعصاب ولا داعي مطلقا لأنتدخل طرفا وبذلك تفقد الصفقة ويضيع عليك السلاح الذي لم تفلح مصر في الحصول عليواحد من مائه منه، انها ليست صفقة سلاح فقط وانما هناك مشروع بناء سد الفرات ايضا
هذا يضاعف سروري وتمنياتي ، لك بالتوفيق ، وسافر حافظ الاسد عائدا الي بلاده -
ولم يصدق السوفييت أول الامر أنني جاد في إخراج ١٥ الف خبير في اسبوع .. وسفيرهم في القاهرة بعث إليهم يقول إنها مناورة وتهويش سياسي مصري .. وصدقوه ولميصدقوني
وحاولت أن يكون قرار إخراجهم ملفوفا في عبارة سياسية لا تجرحهم أكثر منذلك ، وطلبت إليهم أن نصدر بيانا معا ويجئ في هذا البيان أن مهمتهم قد انتهت وأنخروجهم كان بالاتفاق والتراضي بين الطرفين ولكن السوفييت أصروا علي أن يكون البيانمن جانبنا نحن واننا الذين يجب أن نلف هذا القرار في الصيغة التي نراها ولم يطلبالسوفييت سوي أن يكون خروجهم من أحد المطارات العسكرية وكان لهم ما ارادوا .. وكانخروجهم قبل الموعد المحدد بيوم كامل
وانتهت هذه العملية التي أوجعت السوفييتوأحرجتهم في العالم كله .. والقصة كلها معروفة وهي نهاية لطريق الآلام الذي سرت فيهوحدي ومن ورائي قواتنا المسلحة والشعب المصري كله .. وقد احتملت الكثير من الإهانةالشخصية والهوان القومي وحاولت أن اجد للسوفييت عذرا ، فلم يسعفني إلا عذر واحد وهوأنهم لم يفهموني ، ولم يحاولوا ذلك ، ولهذا قامت حساباتهم كلها علي أنني لست رجلهم، وهذا حساب صحيح ولكنهم رتبوا علي ذلك أشياء كثيرة خرافية ووهمية
فقد زرتموسكو أربع مرات ، ولم اتلق ما يدل علي أن هناك أية نية في رد هذه الزيارات وإنكانوا قد أبلغوني أن الرئيس بريجنيف سوف يزور مصر، قد اضطررت تحت الحاح شديد منهمأن ازور موسكو للمرة الرابعة .. وكنت اعلم سبب هذه الزيارة وكان ذلك قبل طردالخبراء وكان من أسباب هذه الزيارة انهم يريدون أن يقولوا للأمريكان أنهم موجودونفي الشرق الاوسط كله ، وفي مصر بصفة خاصة .. وكان قد تحدد موعد زيارة نيكسون
وعلي الرغم من أنني أعلم هذا المعني ، وأن هذه الزيارة ليست الا استعراضاللنفوذ السوفيتي في المنطقة فقد وافقت ورأيت في ذلك نوعا من المرونه هذا اذا اخترتالتعبير المهذب ولكن التعبير الصحيح هو استمرار في الهوان الشخصي من أجل الحصول عليالسلاح، شئ غريب بعد ذلك وقبل ذلك أيضا ٠٠٠ أن يتكدس السلاح في سوريا وفي اسرائيلايضا ، اما في اسرائيل فمفهوم ومنطقي ، فبين امريكا واسرائيل هذه العلاقة الخاصةجدا ، والتي تجددها امريكا في جميع المناسبات الانتخابية والسابقة علي الانتخاباتولكنها في الأصل .. علاقة شرعية ... علاقة أم برضيعها الذي لن ينفطم ابدا
اماالذي يحدث في سوريا فشئ عجيب وقد قال لي حافظ الاسد شخصيا في أوائل سنة ١٩٧٢ إنه لايعرف أين يضع السلاح السوفيتي ولا متي يستوعبه ، إن الجيش السوري يشكو من التخمة ،والجيش المصري يعاني من التضورالعسكري
وهذا يؤكد موقف السوفييت الثابت .. أنيعطوا لسوريا اولا ، ولا يعطوا لمصر .. ولنفس الاسباب التي ذكرتها
سؤال : ولكن حدث بعد ذلك أن تغير السلوك السوفيتي ، فقد وعدوا مصربصفقة من السلاح ونفذوها في أسرع وقت وقد اعترفت سيادتك بأن هذه هي المرة الاوليالتي يفي فيها السوفييت بوعد ، ألم يكن السوفييت في حاجة الي تشجيع من مصر لكييمضوا في هذه السياسة الجديدة ؟
الرئيس : حدث ذلك ولكن الدوافع مختلفة ، فقداعلن السوفييت عن رغبتهم في لقاء مع الفريق احمد اسماعيل وكان وزيراً للحربية فيذلك الوقت ، واحمد اسماعيل هو الرجل الذي أقام الخط بين بورسعيد والسويس بعد ١٩٦٧ ،وهو الذي أدار معركة رأس العش ، وهو الذي أغرق المدمرة ايلات .. ثم انه رجل عسكريمنضبط
سافر احمد اسماعيل الي موسكو ، وقد حكي لهم قصة العذاب الطويل فيعلاقاتنا مع السوفييت وفعلا وعدوه بإرسال أسلحة ، وجاء نصف الصفقة في موعده بل فيموعد مبكر ، وكان ذلك شيئا مدهشا ولم يسبق له نظير في كل الصفقات بين مصر وروسيا
أما الدوافع فهي التي لم يكن في الإمكان تشجيعها فأحمد اسماعيل تعلمفي موسكو وكان صديقا لرئيس الخبراء في مصر ،ثم هو أيضا صديق لاندريوف الذي يرشحونهاليوم خلفا لبريجنيف وقد تصور السوفييت أنه في الإمكان أن يجعلوا احمد اسماعيلرجلهم المقبل في مصر، كما حاولوا ذلك مع عبد الحكيم عامر أيام جمال عبد الناصر،ولكنهم لم يعرفوا احمد اسماعيل جيدا فهو اولا صديق قديم ثم انه رجل عسكري ، وليسرجل سياسة ، ولذلك اخطأوا في حساباتهم عندما تصوروا أن احمد اسماعيل هو الذي سوفيحقق لهم الانقلاب الشيوعي القادم في مصر ، وقد صارحهم المرحوم أحمد اسماعيل بأنهرجل عسكري ولا شأن له بالسياسة ولكنهم لم يفهموه هو ايضا ، وكانت الصفقة التي بعثوابها نوعا من تدعيم مركز احمد اسماعيل واستدراجا له في نفس الوقت ، فلم تكن هذهالصفقة لوجه الله .. وانما كانت لسبب لم يشجعه احمد اسماعيل بل خذلهم فيه ولذلك لميكملوا الصفقة بل أنهم قد قرروا أن يجعلوها نصف صفقة انتظاراً لما سوف يكون عليه ردفعل أحمد اسماعيل أي أنهم اختاروا احمد اسماعيل ولكنه لم يخترهم ، اختاروه وفي نفسالوقت لم يثقوا به وفي هذه الأثناء وحتي قيام حرب اكتوبر توالت الأسلحة السوفيتيهعلي سوريا بغير حساب
سؤال : أليس غريبا أن تكون العلاقة بين مصر وسوريا بهذه القوةوالعمق ، ثم يقوم السوفييت بصدع هذه العلاقة ؟ فلا تحاول سوريا التوسط او ربط ماانقطع وبعد ذلك تتخذ المواقف الغامضـة في حرب اكتوبر بما يعطي انطباعا بالتواطؤ معالسوفييت ضد مصر ؟
الرئيس : هذا السؤال فيه الإجابة ايضا فقد حدث في اكتوبر ١٩٧٣ أن تلقيت برقية من حافظ الاسد بأنه في موسكو وأنه سوف يمر بالقاهرة ولكن لميكن من الصعب أن أتأكد من أن السوفييت قد طلبوه ليتوسط بيننا وأن ينقل إلينا رغبةالسوفييت في لقاء مع رئيس الوزراء المصري ووعد بأن يزورنا بريجنيف في أوائل ١٩٧٣رداً علي زياراتي الأربع وعندما سافر حافظ الأسد إلي موسكو كانت في جيبه نسخة منالخطاب الذي يعثت به الي القادة السوفييت في أغسطس ١٩٧٢ وبعثت به ايضا الي الرئيسبومدين ، ونص هذا الخطاب منشور بالكامل في كتابي " البحث عن الذات " الذي سوف يصدرفي امريكا في نهاية مارس القادم ،اما الذي حدث في حرب اكتوبر فيمكن إضافته اليالألغاز في العلاقات المصرية السورية والعلاقات السورية السوفييتية ، فقد نقل ليالسفير السوفيتي فلاديمير فينوجرادوف نداء عاجلا من السوفييت وقف إطلاق الناراستجابة لرغبة سوريا وأرسلت الي سوريا وتباطأت في الرد ٢٤ ساعة لتقول إن شيئاً منذلك لم يحدث ، ولكنها لا تفهم لماذا يفتري عليها السوفييت ثم جاء السفير السوفيتييؤكد طلب سوريا وأكدت له أن حافظ الاسد ينكر ذلك تماما
وفي نفس الوقت نريالسوفييت يسمحون لعدد أكبر من المهاجرين اليهود بالسفر الي اسرائيل وفي نفس الوقتتغرق اسرائيل سفينة سوفيتية في ميناء طرطوس أثناء تفريغ شحنات من الذخائر والسلاحلسوريا، ونسمع أن السوفيت يتهمون اسرائيل بالاجرام لأنها قد اصبحت علي مدي ٢٥ ميلامن دمشق ولم يعد سرا عسكريا اليوم أن يقال إن سوريا قد خرجت من الحرب في يوم ٨اكتوبر ١٩٧٣ أي في اليوم الثالث للمعركة ، وبينما ظلت مصر ١٧ يوما من بينها عشرةايام في مواجهة عسكرية مع امريكا بل إننا اسقطنا طائرات اسرائيلية وقطعنا ذيولهابعد ذلك واكتشفنا أن هذه الطائرات من امريكا وجنوب افريقيا ويكفي في الدليل علي ماحدث في اليوم الثالث للمعركة أن نتذكر ما قاله موشي ديان لرؤساء تحرير الصحف فقدفاجأهم بقوله الآن فقط لم تعد لدنيا أيه قوة لكي نلقي بالمصريين في قناة السويس دونأن يكون في ذلك القضاء التام علي قواتنا واذا فعلنا ذلك فسوف نفقد جيشنا كله وتصبحاسرائيل بلا جيش أما في جنوب سيناء فالطريق كله مفتوح تماما في اتجاه ابو رديس وأشككثيرا في قدرة قواتنا علي سد هذه الهوة الواسعة ويمكنني أن اقول الآن وامام العالمكله إننا لم نعد في قوة المصريين
وقال موشي ديان إنه سوف يعلن بيانا بهذا المعني علي الشعب في نشرةأخبار الساعة الحادية عشرة ولكن منعته جولدا مائير من إلقاء هذا البيان وقال ديانفي ذلك الوقت ، وإن كان يتنصل الآن من كثير من انعكاساته العصبية في أثناء الحرب : إن الروح لم تعد ترد له إلا عندما اصبحت قواته علي مدي ٢٥ ميلا من دمشق
وقدصارحني حافظ الاسد ولابد أنه فعل ذلك مع زعماء عرب آخرين بأنه فقد في يوم واحد ١٢٠٠دبابة أما هذه الخسارة الفادحة فقد استعوضها من السوفييت بعد ذلك بل أن العراقبعثوا بدبابات لمساعدة سوريا وحاول حافظ الاسد توريط الملك حسين وقد نصحت الملكحسين ألا يتورط .. وأن يكتفي بإرسال قواته لتساعد سوريا فبعث اليها بلواء مدرعوالصورة كانت هكذا السوفييت عوضوا حافظ الأسد عن خسارة وأضافوا الي ذلك الكثير .. والعراق ساعدته والاردن أيضا
وقبل وقف اطلاق النار يوم ٢٢ اكتوبر كان لدي سوريا اكثر مما تحتاجمن السلاح والذخيرة .. ولا شئ من ذلك لمصر .. ولا أحد يحتاج الي مجهود كبير ليستخرجالمعني من هذا التمييز في المعاملة والإصرار علي ذلك .. وما زلت أقول إنه لو كانعندي لواء واحد مدرع لتغير وجه الحرب تماما . وهذه حقيقة يعرفها العسكريون وقد عقدتالندوات العسكرية في اسرائيل ، وفي بريطانيا وامريكا ، علي رأيي هذا وأقروني عليه ،حتي كانت مبادرتي بالسلام في الشرق الاوسط فخلقت هذه المبادرة وضعا غريبا في سوريا، ولابد أن الفكر
السياسي يتساءل : ماهو الممكن لتحقيق السلام العادل وما هو المستحيل؟ كيف يمكن تحريرالارض مع حظر السلاح علي مصر من السوفييت ، ومن امريكا ، ولو كانالسوفييت لا يعطون السلاح لكل الدول العربية لأصبح ذلك حظرا شاملا علي المنطقة وفينفس الوقت كيف يقبل السوفييت فرض هذا الحظر في مواجهة الإغداق الامريكي الهائل علياسرائيل ؟ ولكن السوفييت يعطون لسوريا وغيرها بلا حساب ولأسباب مختلفة ، إذن هميعطون أي يبيعون ، ثم إن مصر ما تزال دولة حرة وتحاول أن تسترد ارضها وفي نفس الوقتتساعد كثيرا من الدول علي نيل حريتها
وموقف مصر هذا لا يرضي السوفييت ، اذن ماالذي يرضي السوفييت ؟ لابد ان الذي يرضيهم هو الموقف السوري، والموقف السوري هوالتبعية الكاملة للسوفييت وفي نفس الوقت العداء لمصر ، وأما موقف أمريكا فلابد أنيتغير بعد مبادرتي للسلام ، فليس معقولا ولا مقبولا كما ذكرت من قبل ان نقع تحتالحظر السوفيتي والحظر الامريكي معا ، صحيح أن مصر قد وجدت وسيلة للحصول علي سلاحمن موارد مختلفة ولكن ليس منطقيا أن تكون امريكا طرفا وضمانا للسلاح في المنطقة معاستمرارها في تصعيد الاستعداد للقتال وتشجيع اسرائيل علي العدوان او التهديد به
والشئ الممكن في الموقف هو أن نحرك الركود الذي أدي الي فرض الأمر الواقع علينانحن العرب ، والأمر الواقع هو استسلام عاجز ولسنا عاجزين ، ويجب ألا نكون ، والذيفعلته هو تحريك منظم وشامل للموقف كله
ومع أننا جميعا دعاة سلام عربا وغير عربفقد تقاربت بعض وجهات النظر العربية ووجهات النظر المتطرفة في اسرائيل ولدرجة تجعلالانسان يتخيل أن هناك ما يشبه الاتفاق علي تعويق جهود السلام وحتي لا يكون سلامفلا تبقي إلا أبواق الحرب وتجارة السلاح أليس هذا شيئاً يبعث علي الأسي والاسف

محمد حسن ضبعون 21-06-2010 06:39 PM

حديث الرئيس محمد أنور السادات
لمجلة أكتوبر
في ١١ مارس ١٩٧٨


سؤال : سيادة الرئيس .. الصورة التي امامنا في العالم العربي غيرواضحة وقد وصفها احد المحللين السياسيين بأنها لوحة ******ية وانها مجموعة من البقعالسوداء والحمراء وأنها متداخله غامضة وقال محلل اخر إن مايجري في الشرق الاوسطأقرب الي الحفلات التنكرية ، فالاقزام يرتدون ملابس العمالقة وهم لذلك يتعثرونفيها، أما العمالقة فيمشون وصدورهم عارية وبقية الأوصاف لا تخرج عن معني واحد انالضباب يلف الشرق الأوسط ، وأن الضياع نهايه مؤكدة .... فكيف تري ذلك ؟
الرئيس : من الممكن أن يقال ذلك ولكن عيب هذه الصورة أنها تبسيط شديد ومخل ايضا و هذاالتبسيط فادح الثمن علي حساب الحقيقة او خصما منها ومن الممكن أن تكون مثل هذهالتعبيرات كالضباب كلاما نضعه تحت هذه اللوحه ولكنه لايفيد ولايريح احدا منالمتفرجين أو القراء اما تصحيح هذا الموقف فهو أن نسأل انفسنا قبل ان نسأل الذينجعلونا متفرجين علي بلادنا وعلي مصيرنا ما معني هذه اللوحه ؟ وما مدي انطباقها عليالواقع ؟ وما الذي شعرنا به ونحن نتفرج عليها؟ وهل هذا هو دور الرسام والمحللالسياسي ؟ هل دوره أن يضيف الضياع الي الضباب ويقدم الاثنين معا في لوحه واحدة فاذافعل ذلك فما الذي اضافة الي الحقيقة ؟ أو ما الذي كشفه لنا من الحقيقة لأننا سوفنطالبه بعد ذلك بالعلاج ؟ ثم هل من الممكن ان يكون هناك علاج بلا تشخيص ؟ ومن الذييشخص الداء ؟ ومن الذي يعالجه ؟ إن هناك غلطة يقع فيها المحللون السياسيون وهي أنهميستعيرون أقلام الكتاب الاجانب وعيونهم ايضا وينظرون الي واقعنا العربي ثم بعد ذلكوبسبب ذلك يحدثوننا عن شيء لا وجود له
وكصحفي قديم اقول لك إن هناك نوعين منالكتابه السياسية التحرير السياسي و التحليل السياسي ، فالتحرير السياسي هو أنيلتقط الانسان خبرا ثم يعلق عليه بسرعة وهذا مطلوب ، ولكن عيبه أن يكون الكاتب عبدالوكالات الانباء والإذاعات لأنها هي التي تهزه وتثيره وتحرك قلمه ويده
أماالتحليل السياسي فهو أن يتلقي الكاتب أخباراً ومقالات ومعلومات ويحللها ويدرسهاويفرز الصحيح بعيدا عن الكاذب ثم يري الارضية التاريخية وبعد ذلك يكتب علي مهلوبمنتهي العقل والتحليل السياسي ليس تشخيصا فقط وانما هو تشخيص وعلاج ايضا
فاذاكان المحرر السياسي كالنمله تكدس احتياجاتها فإن المحلل السياسي كالنحلة تنتقل بينالمصادر وتجمع من كل مكان ماتقدر عليه ثم تفرز شرابا سائغا مقبولا ولا أقول إنناضحايا اخطاء مهنيه أي اننا لا نفرق بين التحرير السياسي والتحليل السياسي ولكنناضحايا ما يكتبه الاجانب بحسن نية او بسوء نية فالمحللون السياسيون الأجانب ربماكانوا علي درجة أكبر من البراعة والشمول ولكن عيبهم انهم اجانب عنا وانهم يرون منبعيد وانهم لا يخلون من غرض وان الذي يفعلونه ليس تحليلا سياسيا وإنما هو تشهيرسياسي أي تحليل شرير عنيف لأن الامر لا يعنيهم في الدرجة الاولي ولكنه يعنينا فيالمقام الاول ولذلك استعرنا أساليبهم في الكتابة واستعرنا نظراتهم في انفسنا ونسيناأننا نحن ايضا يجب أن نري وأن نحلل ولكن مع الاحترام العظيم لانفسنا ومع الاملالكبير في مستقبلنا فتلك امانه قلم وضرورة حياة وواجب قومي ايضا
سؤال : سيادة الرئيس ولكن هل تري أنه اذا قيل مثلا إن الامة العربيةممزقه وأنه لا توجد شقيقتان متجاورتان متفقتان علي خطة او هدف ... هل تري أن هذهالصورة الواضحه جدا غامضة ايضا واننا نقلناها عن الغرب واننا بذلك نتجني عليالحقيقة فلا اتفاق بين سوريا والعراق بل أنهما أشد عدواه من روسيا والصين ولا اتفاقبين ليبيا والجزائر او بينهما وبين تونس الي آخر الدول العربية ؟
الرئيس : حتيهذا لا اراه جديدا فهناك فارق بين أن تقول إن العالم العربي ممزق وبين أن يقال إنهازداد تمزقا والذين يقولون ذلك يجب ان نسألهم ومتي كان العالم العربي موحدا اومتحدا اتحاداً فيدراليا او كونفيدراليا ، انه لم يكن قط وإن كنت لا استبعد أن يكونمتحدا بشكل اقوي في المستقبل
فالعالم العربي كان ممزقا قبل المبادرة بل كانممزقا قبل حرب اكتوبر واثناءها وبعدها ، ولننظر الي الدول التي تسمي نفسها دولالرفض ... ليبيا مثلا عارضت حرب اكتوبر قبل قيامها وبعد قيامها وبعد انتصارنا ولاتزال ولم تكتف بمجرد رفض حرب اكتوبر وانما اتخذت موقفا ايجابيا ، صحيح أنه موقفتافه لاقيمه له ولكنه كان موقفا رفضت فيه الدعم ورفضت أي عمل حربي موحد وشوهت أيإنجاز حقيقي ورغم حماس القذافي الهائل لاستخدام البترول سلاحا في الحرب لم يشترك فيحظر البترول وربما كان العراق اشرف من ليبيا لأن العراق قد اعلن بصراحة احترمها أنهلن يشترك في حظر البترول وموقف العراق لا يختلف عن موقف ليبيا إلا في درجة الصراحة، فليبيا ادارت وجهها وقالت لا ، والعراق حملق في وجوهنا وقال لا
والعراق لم يشترك في الدعم إلا بمائه مليون ولا اعرف يقينا إن كانقد سدد هذا المبلغ حتي الآن والذين يستعيرون أسلوب الاجانب في التفكير يقولون لك إنليبيا تملك من عائدات البترول تسعه مليارات دولار وهذه قوة هائلة صحيح أنها قوةهائلة ، ولكن كم منها يعود علي المعركة أو يبذل في الدعم ... لاشيء فهي بفلوسهاوبغيرها ليست قوة وإنما هي انعدام قوة وانعدام وزن ايضا . والجزائر تقع علي مديأربعه آلاف كيلومترات من خط المواجهة وقد كان للرئيس بومدين دور اشدت به اثناءالمعركة وهي محاولة منه ليكون له دور زعامي عربي في الشرق او الغرب ، ولكن المشكلةبالنسبة لبومدين أنه لا يستطيع أن يؤثر في الموقف العربي ، فهذا طموح غير معقول وهودور أكثر منه بكثير أما سوريا فقد دخلت وخرجت بعد أيام وكانت سوريا لاتريد أن تدخلالحرب ، فقد طلبت وقف إطلاق النار قبل اطلاق النار بيومين هذه حقيقة مؤكدة وقد اشرتالي ذلك كثيرا وإن كنت حاولت تخفيفها ، ولكن سوريا طلبت وقف إطلاق النار ثلاث مراتولم اصدق ذلك وجاء رد من حافظ الاسد يؤكد أن الروس يكذبون ، ولكن عندما ذهب وزيرخارجيتنا الي موسكو استقبله بريجنيف وسأله لماذا يغضب السادات منا ؟ لماذا تصوراننا نخدعه ؟
ثم مد يده وأعطي وزير الخارجية المصري نص الطلبات الثلاثة التي بعثبها الرئيس لوقف إطلاق النار ثم ادعي حزب البعث ... إنني أنا الذي اوقفت إطلاقالنار واعترض علي فك الاشتباك الاول ثم باركه ، واعترض علي فك الاشتباك الثاني ثمهلل له ، أي أنه اعترض علي كل ماتقوم به مصر ورفضه واخيرا ايده وارتمي عليه فلميتغير شيء فالذين وقفوا مع مصر مايزالون معها والذين عارضوا واعترضوا عليهامايزالون كذلك وسوف تظل هذه القاعدة التاريخية النفسية صحيحة أبدا كلما كانت الدولصغيرة كانت عقدها كبيرة
سؤال : سيادة الرئيس .. شكرا علي هذا التوضيح فأنت تؤكد وجود هذاالتمزق وبذلك ترد علي الذين توهموا أنهم اكتشفوه ففرحوا بهذا الاكتشاف ، وردده منورائهم ببغاوات التحليل السياسي ولكن لو عدنا الي القول معهم إن بين الدول العربيةدولا تقدمية ودولا رجعية وانها اتخذت موقفها من حرب اكتوبر ومن المبادرة استناداالي معتقداتها السياسية فهل نحن خاطرنا مرة اخري بكلمات التقدمية والرجعية كماخاطرنا قبل ذلك عندما استخدمنا التمزق والضياع والضباب ؟
الرئيس : لابد من التوضيح والتصحيح فكل كاتب او مفكر حر في أنيستخرج من القاموس ما يعجبه من الكلمات بشرط أن يكون واضحا وأن نتفق معا عليمدلولات الالفاظ أو علي نوع العملة التي نتدوالها ، وهذا مطلب معقول ومطلوب معا فيكل حوار بل انه شرط اساسي لإجراء الحوار بقصد الوصول الي معني عام ولنسأل انفسناايضا : هل ليبيا والجزائر وسوريا والعراق دول تقدميه ؟ هل استطاعت دولة واحدة منهولاء أن تفعل ماتفعله مصر ؟ كأن تطلق حرية الكلمة وأن تهدم المعتقلات وأن تجعلالدولة قائمة علي المؤسسات وأن تسمح بقيام الاحزاب ؟ هل التقدمية معناها أن نقف ضدالدولة التي تريد أن تحرر إرادتها من أي سلطان اجنبي ؟ هل التقدمية إلغاء الدعم اووقفه؟ هل التقدمية هي الإرهاب وخطف الطائرات واغتيال الحمامي في لندن ، ويوسفالسباعي في نيقوسيا ؟
هل التقدمية ان يقوم الاتحاد السوفيتي بحظر السلاح علي مصر كبريالدول العربية واقدرها علي التأثير في مسار برجنيف ؟
ان الغلطة التي نقف امامهاومن الضروري أن نقف امامها طويلا هي غلطة عقلية ، غلطة اطال الكل عمرها فهناكمسلمات خاطئه قد تمسكنا بها سهوا او عمدا
من ضمن هذه المسلمات الخاطئه أن قيللنا ان مصر دولة زراعية ويجب ان تبقي كذلك بينما اصبحت مصر دولة صناعية وزراعيةأيضا وقيل لنا إن مصر هبة النيل وحده هو الذي يرويها ووسع رقعتها الزراعية ولكننااستطعنا بعد ذلك أن نجعل النيل هبه مصر وأهل مصر ، فأقمنا عليه السدود وتصرفنا فيمائه بالعقل وولدنا منه الطاقة وسوف نوسع الارض الزراعية وقيل إن الجندي الاسرائيليلا يقهر، وقيل أن قناه السويس أكبر عائق مائي لا يمكن ان نتخطاه وتخطينا وهدمناعائقا مسلحا هو خطبارليف
وقيل لنا دول رجعية ودول متقدمة وقد راينا ما فعلهادعياء التقدمية أما الذين وصموهم بالرجعية كالسعودية وإمارات الخليج فهي التي وقفتمعنا قبل الحرب واثناءها وبعدها وهي التي دعمت المعركة ولاتزال وهي التي استخدمتسلاح البترول فهل هؤلاء رجعيون لأنهم يساندون كفاحنا من أجل تحرير ارضنا وارادتنا ؟وقبل ذلك كنا نقول إن اسرائيل دولة مزعومة وتعاطينا هذا التعبير ثلاثين عاماوصدقناه حتي استرخينا عسكريا وسياسيا وفي اثناء هذا الاسترخاء جاءت اسرائيل وسحبتمن تحت اقدامنا فلسطين والجولان والضفة الغربية وغزة وسيناء
إننا ضحايا ادمان الشعارات الكاذبة والتعبيرات المخدرة باختيارنا اودون أن ندري فكل ذلك موجود في الصحف والاذاعات العربية ، واذا كان أحد يريد أن يفتكبالأمة العربية وأن يهزمنا علي أرضها وبسلاحها فهم هؤلاء المضللون المأجورين أصحابالاقلام المستعارة ، وهذه الدول التي يتهمونها بالرجعية هي التي أقامت الهيئةالعربية للتصنيع ، إن هذه الهيئة في اجتماعها الاخير الذي رأسه الامير سلطان ولميتمكن الفريق الجمسي من حضوره لانشغاله بأحداث قبرص كانت قمة القومية العربية ، فقدقررت هذه الهيئة استراتيجية علي أعلي المستويات ، وهي بذلك تحقق اغلي آمال الأمةالعربية كلها دون ضوضاء أو ادعاء ودون شعارات خرافية
سؤال : سيادة الرئيس هناك اجتهادات كثيرة في تفسير مبادرة السلام .. مقدماتها.. وطبيعتها ونتائجها .. من بين هذه الاجتهادات أن المبادرة تتفق تماما معطبيعتك حتي ليمكن أن يقال إنها بدأت مع حياتك السياسية فأنت ضد العنف كأسلوب وحيدفي حل المشاكل وانت مع القانون ومع الحرية ومع العدل ... وكلها أشجار زيتون عليجانبي طريق السلام ... فهل السؤال علي بداية الطريق الحقيقي لمبادرتك بالسلام يكونسؤالا متأخرا بعض الشيء لأن المفروض أن اسالك عن نتائج المبادرة وليس عن مقدماتها؟
الرئيس : هناك اجتهادات كثيرة سببها طبيعة المبادرة وضخامة حجمها واتساعانعكاساتها وتجددها المستمر الذي يفوق كل ما تصورت وكثير من هذه الاجتهادات سمعتهاشخصيا واحرجتني جدا فقد البستني اثوابا ضافية أكثر وأكبر مما استحق
ولكنياستطيع أن اؤكد هذا معروف في ٤ فبراير سنة ١٩٧١ أي بعد ٢٢ سنة علي بداية الصراعالاسرائيلي العربي أعلنت استعدادي لاتفاق سلام واشترطت ان تنسحب اسرائيل علي مراحلوناديت بأن يجيء يارنج مبعوث الامم المتحدة يكمل هذا الانسحاب بين العرب واسرائيلفي سته شهور اعلنت ذلك بمنتهي الوضوح ولكن هذه الدعوة ذهبت مع الريح لم ينتبه لهاأحد او ظنوها كلاما في الهواء أو عبارة طائشه او احلام يقظة وكانت دعوتي معناها أننواجه الواقع ، أن نفهم بوضوح أن اسرائيل دولة ليست مزعومة ، وأن احدا لن يرميها فيالبحر ،لا استطعنا في الماضي ولانستطيع في العصر الحاضر وأن اسرائيل تقف وراءها أمغنية قوية ترضعها بالصواريخ والذهب وتحميها الي غير حد ، هذه حقيقة ، وطلبت بأننذهب الي أبعد من الواقع وذلك بتحريكه وأن يكون تحريكه من أجل السلام
وعندماطردت الخبراء السوفييت إنما حررت إرادتي وضربت بذلك مثلا لغيري وفي نفس الوقت أكدتفلسفتي السياسية فروسيا دولة استعمارية لها اهداف ومطامع في المنطقة انها نفس أهدافروسيا السوفيتية كلتاهما تبحث عن المياه الدافئه في البحر الابيض او الاحمر
وامام ما يحدث في القرن الافريقي تتكور نفس عيوبنا العقلية فنحن نغرق انفسنا فيالمسلمات الخاطئه فالذين يأخذون الجانب السوفيتي يقولون حركة تحررية والذين يأخذونالجانب الامريكي يقولون إن الدولتين تقتسمان القرن الافريقي وأفريقيا والكرةالارضية والكواكب الاخري ليكن هذا هو موقف الدولتين العظمتين فما موقفنا نحن ؟لماذا لانحرر أقلامنا وعقولنا قبل ذلك من تعبيرات وشعارات مسمومة ... شعارات تخدرعقولنا فتتساقط اقلامنا فوق منشورات كتبت وطبعت في بلاد اخري غير بلادنا واذا اخطأتامريكا في موقفها من القرن الافريقي فإن خطأ السوفييت أفظع وأبشع
سؤال : سيادة الرئيس .. هل كررت السؤال عن المبادرة يكون سؤاليواقعيا ؟ أي هل من طبيعة المبادرة في مرحلتها هذه أن تكون لها اخبار مثيرة ٠ ام أنالجانب المثير فيها قد انطوي ٠٠ او اذا كان لي أن استخدم تعبيرا حديثا فاقول انالمبادرة مثل سفن الفضاء تحتاج الي قوة دفع هائلة تصاحبها نار ودخان ودوي حتي أذااخذت مدارها حول الارض هدأت النيران وسكن الدوري ٠٠ ثم وإن روادها يحتاجون الي وقتلكي يضبطوا عدساتهم استعدادا لتصوير الارض والشمس والنجوم علي مهل هل تري أن هذهالمعاني ينطبق مدلولها علي ديناميكية المبادرة الآن ؟
الرئيس : تماما ٠ واذا كانت حرب اكتوبر زلزالا في اسرائيل فإنالمبادرة زلزال في العالم كله وقد ارتفع مع الزلزال غبار وسالت حمم ملتهبة وانعقدتسحب وهطلت امطار ولابد من مرور بعض الوقت لتستقر الارض ويسكن الغبار وتصفو السماءوتظهر الشمس وقد اعلنت في امريكا أن امريكا نفسها لا يمكن أن تكون مجرد " شاهد " علي عقد يتم بين مصر واسرائيل ولا مجرد ضامن لمؤتمر جنيف وإنما هي طرف وهذه حقيقةوإلا فكيف نفسر احياءها وانعاشها وحمايتها لاسرائيل والي غير حد ، إنها طرف وسوفتبقي كذلك وهذا يجرني مرة اخري الي تصحيح التعبيرات الخاطئة التي كانت مصايد منصوبةلاقلامنا عندما قلنا إن امريكا مع اسرائيل عدلا وظلما وأنها ليست علي استعداد لعملشيء ، واذا استعدت فإنها لا تريد ، واذا ارادت فإنها لا تضغط واذا ضغطت فلكي تعانقاسرائيل او تقبلها الي آخر ما يقال ويبعث علي اليأس بينما الواقع يكذب هذا كلهفأمريكا قد اتخذت دورا وهي جادة في التقريب بين الأطراف . وكنت قد دعوت الاتحادالسوفيتي لحضور مؤتمر القاهرة فلم يحضر فلست انا الذي منعته من المجيء ٠ ولكنالاتحاد السوفيتي هو الذي نحي نفسه عن المشاركة في التحضير للسلام ولا انا امريكاولا كنت روسيا ٠ وإنما مصري وإردات مصرية وسوف أبقي كذلك وسوف تبقي مصر كذلك ماحييت وبمنتهي الوضوح دون حرج اقول إنني أقدمت علي هذه المبادرة لأن احدا قبلي لميجرؤ عليها ، ولن يجرؤ احد من بعدي ، والمبادرة هي قمة انتصارات اكتوبر بل إنالمبادرة تاج علي رأس اكتوبر لا يعرفه إلا الذين انتكسوا في حرب ١٩٦٧
سؤال : سيادة الرئيس استأذنك في أن استخدم تعبيرا اجنبيا شائعا فيوصف ما يدور في المنطقة العربية وصفوه بأنه إناء يغلي ، ولأنه يغلي ، ففيه الاشياءتتقلب تعلو وتهبط وتطفو وترسب وكل شيء في حركة دائبة وفي تدفق حيوي مستمر ... فهلتري هذا الوصف صحيحا ؟
الرئيس : هذا التعبير او هذا الوصف صحيح الي حد ما ولكنهليس دقيقا فالذي يحدث أخطر وأعمق من أن الإناء تتقلب فيه الاشياء ، إن هذه الحركةمغلقة محدودة أو أنها علي الأصح تتحرك في دائرة ضيقة مفرغة وهي لذلك حركة عقيم ،ولكن الذي أراه الآن اروع وأعظم فاذا كانت للتاريخ قوانين حتمية فأول هذه القوانين : ديناميكية التاريخ اي حركته الي الأمام الآن التاريخ لا يعرف النكوص او الانتكاس٠ وانما هو يتقدم دائما ، والذي حدث في مصر لا رجعة فيه .. لا رجعة في الحريات ..لارجعة في سيادة القانون .. لا رجعة في الديمقراطية ٠ لا رجعة في نتائح انتصاراتاكتوبر النفسية والاجتماعية والعسكرية المصرية والقومية .. ومبادرة السلام لا رجعةفيها ، لقد اتخذت مدارها عاليا واختارت اسلوبها وهي ماضية الي الامام بسرعة او بطءولكنها في حركة نشيطة ٠٠ ولن ترجع الي الوراء
ولكي نكمل هذه الحيوية الدافقة في مصر فنحن نتجه الآن الي إكمالالبناء وإكمال تحرير الانسان من القهر والظلم والفقر والمرض والجهل والخوف ، اي اليالأمن العام والشعور بالآمان المطلق ، ولم يبق أمامنا الا تأمين الانسان من الجوعولهذا سوف نتجه الي الصحراء ننقب فيها ونزرعها ونضيف مساحة خضراء الي أرض مصر لتكونالأرض الجديدة هبة المصريين الي أمهم العزيزة مصر ، ويجب أن ننفض عن رؤوسنا وهماًآخر هو أن الشعب عبء علي بلده وأن الاربعين مليونا يجب اختصارهم بالهجرة أو التهجيرأو بالحرب أو بالمرض أو بالقهر ، إن الشعب عبء اذا كان كسولا ، بليدا ، جاهلا ،متراخيا ٠ إن هذه الطاقة الانسانية تصبح مادة خاما اذا لن نستغلها ، اذا لم نصقلهافي نار العمل وبرد الأمل ، إن الذهب والفضة والبترول في الأرض مادة خام الي أن يتمتصنيعها وتحليلها أي إلي أن يتم استغلالها وبيعها
إن بلادا كثيرة بلا موارد طبيعية ولكن عندها موارد بشرية ، اليابانمثلا بلا مناجم فحم او حديد ولكنها تستورد المادة الخام وتصقلها بقدرتها الإبداعيةاي باستغلال طاقتها البشرية ، إن الفرق بين المادة الخام الصماء الخرساء العمياءوبين الطاقة المواجهة المستنيره كالفرق بين البخار يخرج من ماء علي نار ، وبينالبخار الذي يدفع القاطرة علي عجلات ووراءها عشرات العربات .. ان بخار الإناء أعميتلقائي ، ولكن بخار القاطرة قوة واعية لها قواعد واصول والشاعر العربي القديم يقول : " العود في أرضه نوع من الحطب " أي أن عود البخور حطب في الأرض ، ولكن اذا دخلالنار كانت له هذه الرائحة الزكية والذي نفعله الآن هو إكمال لمستقبل مصر الذي يجبأن يعتمد علي سواعد ابنائها ، نبني المدن ونرصف الطرق ونشق القنوات ونعمق التربة
في كلمة واحدة : إن مصر في حالة مخاض ، أي أنها في الحالة التي تسبقالولادة الصحيحة المؤكدة وكل الاطباء يؤكدون أن مصر أمنا في صحة جيدة وأن مولودهاسليم صحيح معافي بإذن الله ونعرف المخاض ، أي تلك الآلام التي تسبق الولادة والتييصر الأطباء علي أنها ضرورية وعلي أن الأم يجب أن تصرخ لأن الصراخ والتنفس العميقيساعد علي الولادة نفسها فهي سابقة علي الولادة وشرط لسلامة الوالدة والمولود ،ولذلك فليست المبادرة هي آخر ما حققته مصر ٠ ولكن هذه العوامل معا هي أعظم وأروع مااستطاع شعب مصر أن ينجزه وليس غريبا ولا عجيبا علي أبناء مصر أن يحلموا بمستقبلأروع في الثمانينات عندما تضاعف عائدات القناة وثروتنا البترولية مع وفرة الطعاملكل فم والسلام لكل أم
ودول الرفض أخوف ما تخافه هو هذا المخاض الذي في مصر ٠ لأن دولالرفض لم تحقق شيئا ، إنها تخاف أن تمشي وراء مصر ٠ إن أحداً من حكاما المستميتينعلي مقاعدهم بأي ثمن لا يجرؤ علي إطلاق الحريات ولا أن يجعل القانون سيد الجميع ،ولا أن يدع الزهور من كل نوع تتفتح كما قال ماوتسي تونج ٠ فالذي تحقق في مصر هوأعظم ما يفزع هؤلاء الذين يحكمون شعوبهم بالارهاب ، واذا كان الأطباء يقولون إنالمرض يعدي فإن المؤرخين يرون أن الصحة تعدي أيضا ٠ ولذلك فلا مفر من أن تنتقل عدويالصحة والتصحيح الي كل اتجاه ٠ واذا نظرنا الي المبادرة وجردناها من كل مزاياهاوكنا قساة علي انفسنا فإن اقل ما نرضي به هو أن المبادرة قد أرتنا انفسنا في سنة ١٩٧٩ أي بعد عشرين عاما من إعلانها وما دمنا قد اختصرنا هذه السنوات العشرين منعمرنا السياسي وأضفناها الي أعمارنا وأعمار أجيال من بعدنا فعلينا أن نمضي في دفعهاورعايتها ومن المؤكد أننا لم نخسر شيئا ٠ ولن نخسر شيئا ٠ وقرار المبادرة لم اتخذهكرئيس لدولة أو زعيم لحزب او فيلسوف لمذهب ، وانما اتخذته كرئيس لعائلة مصرية كريمةشريفة يسعدني انها اختارتني وكان اختيارها شرفا ٠
واذا كان هناك بعض الصغار بين أفراد العائلة ، فلكي يتأكد لدينادائما أنها عائلة طبيعية وأنها ليست عائلة حزبية مصطنعة أو مزورة ولكن في النهايةلم يصح ولن يصح إلا الصحيح ، وما كان أسهل علي نفسي أن اتوقف عند انتصارات اكتوبروتخطيط الدولة حتي نهاية القرن ، ثم أجيء عند نهاية ولايتي في سنة ١٩٨٢ إن كان ليعمر واترك كل شيء للرئيس الذي بعدي فأترك له بلدا متطورا وجيشا عظيما منتصرا بدلامن ان اترك له ميراثا ثقيلا أسوأ من الذي ورثته وإن كان من المستحيل أن يكون شيءاسوأ من ذلك٠ غير أن نفسي لم تطاوعني فأتوقف لحظة واحدة عن القيام بما أراه واجبااخلاقيا ووطنيا وقوميا ، إنني حريص علي أن تكمل مصر معالم عملقتها في الداخلوالخارج ، مصريا وعربيا وعالميا ٠
سؤال : سيادة الرئيس ... في حديث سابق قلت وأنت تتحدث عن قادةالكرملين إن بربجنيف أفضلهم لأنه اكثرهم حكمة سياسية وقلت إنه اذا عادت العلاقة بينمصر والاتحاد السوفيتي فسوف يكون الفضل في ذلك لهذا الرجل ، وقد فسرها السياسيونوالدبلوماسيون الأجانب علي أنها إشارة الي احتمال عودة العلاقات بين مصر والاتحادالسوفيتي أو مقدمة لذلك ... فهل هناك تقارب بين مصر والسوفييت او بين السوفييتومصر؟
الرئيس : إننا لم نقطع العلاقات مع الاتحاد السوفيتي رغم كل ما حدث ،وإنما نحن سحبنا السفير المصري فقط ، وإن كنا قد فعلنا شيئا آخر مع دول الرفض فقداضطررنا أسفين الي قطع العلاقات معها لأن رؤساء هده الدول قد تجاوزوا حدود الأدبوعمدوا الي اهانة مصر وشعبها والتنكر لدورها التاريخي ولذلك لم نجمد العلاقات معهاوانما قطعناها نهائيا لننظر ما الذي يمكن أن تفعله هذه الدول بأحجامها الحقيقية دونسند من مصر ٠
ولكن اذا اراد الاتحاد السوفيتي أن يستأنف علاقاته معنا علي أساسمن الاحترام المتبادل فليس عندي مانع مطلقا ، وحتي بالنسبة لدول الرفض ليس عندنا أيمانع ٠ ولكنهم كما هو واضح لم يؤثروا في المعركة لا قبل وقوعها ولا أثناءها ولابعدها، وعليهم من الآن أن يواجهوا- أرادوا او لم يريدوا - آلام المخاض والمخاضوالولادة فيما بعد٠٠ وهذه حتمية التاريخ
سؤال : سيادة الرئيس ... فإذا لم تستجب الحكومة الاسرائيلية فيالشهور القادمة لروح المبادرة فما الذي يعقب ذلك ؟
الرئيس : إن هذا لا يعني أنمبادرة السلام قد توقفت أو حتي تعثرت ولكن يعني أنها في حاجة الي وقت وأن الطبخة ماتزال في حاجة الي نار هادئة ، ثم أن العلاقة بين مصر واسرائيل ما تزال قائمة حتياكتوبر المقبل ، ففي هذا الشهر تنتهي اتفاقية فض الاشتباك ووجود قوات الطوارئالدولية بين مصر واسرائيل فلننظر لنري ما سوف يحدث

محمد حسن ضبعون 21-06-2010 06:41 PM

حديث الرئيس محمد أنور السادات
مع مجلة اكتوبر
فى٢٥ مارس ١٩٧٨


سؤال : فى حديث سابق تكلمت عن " المخاض " أى الالام التى تسبق ولادةشئ جديد فى الشرق الاوسط أو مصر أو بسبب مصر ، وكنت تعنى أن لابد أن يتبلور شئ يغيرطبيعة الاشياء وبالتالى يغير مسارها ، وأن هذا واقع لا محالة لان هذا هو منطقالتاريخ اردنا ذلك أو لم نرد .. ولم تمضِ سوى أيام حتى سالت الدماء على جنوب لبنان .. فهل هذا من معالم الآلام السابقة على الولادة أو أنك قصدت شيئا أبعد من ذلك؟
الرئيس : لا اعرف ما هى نوعية الذين خططوا لحادثة تل ابيب .. هل كان دافعهمالجهل او التهوس ؟ هل هم استعاروا عقدة الموساد الاسرائيلية اى الخوف من الانتحارثم الانتحار ؟ هل هم استعاروا من اليهود أيضا عقدة شمشون الذى هدم المعبد على رأسهوعلى رأس اعدائه ؟ وهل هم حقا قد هدموا كل شئ على رؤوس اعدائهم أو على رؤوسهم وحدهم، لقد استنكرت إراقة الدماء البريئة فما ذنب المدنيين .. واستنكرت رد الفعلالاسرائيلى الدموى الوحشى .. وعندما اتحدث عن منطق التاريخ " اى حتمية منطق التاريخفإننى أقصد أن كل شىء رغم أى شىء لابد أن يتجه الى الامام
ولابد ان يتحققالسلام بلا دماء ٠٠ لأن الدم لا يأتى الا بمزيد من الدم ٠٠ والعنف لا يلو إلاالمزيد من العنف ٠٠ والذى فعلته اسرائيل فى الثلاثين عاما الماضية وفى الأيامالقليلة الأخيرة سيضاعف المرارة والحقد ٠٠ واسرائيل التى اضافت ارضا لم تضف أمنا ٠٠والتى أراقت دما ، لم تجفف دمعا إنه نفس الطريق الذى يبدأ بالدم والدمع ، وينتهى إنانتهى بدماء بريئة ودموع أكثر براءة ٠٠ وهذا ما أردت أن أضع نهاية له يوم طالبتباتفاق سلام ، يوم طالبت بفك الاشتباك وفتح قناة السويس ، ويوم تقدمت بمبادرةالسلام لهذا الجيل من شعبنا وللعالم كله ولأجيال قادمة ويجب ألا نيأس من الدعوة الىالسلام ويجب ألا نتوقف ، فهذا قدرنا وكل يوم يمضى هو موعدنا مع القدر وهى أمانةالتاريخ تحملناها ومن اجل ذلك فهى شرف اليوم ومجد الغد
سؤال : أنت اعلنت قبولك لمؤتمر قمة جديد ولابد أن هذا المؤتمر سوفينظر فى الغزو الاسرائيلى لجنوب لبنان ولكن لوحظ أن استجابة مصر لانعقاد المؤتمركانت فاترة ٠٠ او كان معناها أن انعقاد المؤتمر يعادل عدم انعقاده تماما ٠ وأنه لاشىء يمكن أن يسفر عنه إلا اذا كان هذا الذى أقوله مجرد انطباع شخصى وانسياق عاموراء المواقف السلبية والمتناقضة فى العالم العربى ؟
الرئيس : كان رد مصر أنه لامانع من انعقاد أى مؤتمر ، فنحن نرحب بذلك وليس جديدا علينا أن نجتمع وننفض وأننقول ونطيل فى القول وأن نتحمس وأن نرى المزايدات تؤدى الى التناقضات والتناقضاتتدفع الى التمزقات ويعود العرب بعد المؤتمرات اسوأ مما كانوا قبل ذلك ٠٠ ما لم يكنكل شىء واضحا تماما ٠٠ مالم تكن النية صادقة والهدف ناصعا ولكن الآن ما الذى نراه ؟
لقد تحدثت قبل ذلك عن التمزق العربى الذى ليس جديدا على أحد كان قبل حرب اكتوبرواثناءها وبعدها وقبل المبادرة واثناءها ولايزال فعلا شىء قد تغير أمامنا عما كانعليه ذلك٠ صحيح أن الدعوة الى عقد مؤتمر للقمة صدرت عن نية طيبة وأن السعوديةوالكويت واليمن الشمالية صادقة العزم فى ذلك ولكن الحديث يقول أن الطريق الى النارمحفوف بالنيات الطيبة وهكذا أرى ماسوف يكشف عنه هذا المؤتمر ان عقد ، فهل تحضر دولالرفض ؟ واذا حضرت هل تغير رأيها فى أن الدول الداعية لانعقاد المؤتمر وبمنتهى حسنالنية لاتزال قمة الرجعية والتخلف وعميلة لأمريكا ؟ واذا فعلت ذلك فكيف تواجهشعوبها ؟ هل تنافق الدول الداعية أثناء انعقاد المؤتمر ، فإذا انفض استأنفت حملاتهاالنابية ضد هذه الدول التى تصفها بالخيانة ؟
إن تجاربنا مع أنفسنا نحن العرب قدكشفت لنا كثيرا جدا ، إننا عادة ندعو الى مؤتمر قمة عندما يضيع الطريق تحت أقدامنااو عندما نجد الطريق ولا تسعفنا أقدامنا فنمشى عليه ، أو عندما نجد انفسنا عاجزينعن التفكير فى شىء أو التدبير لشىء أو عندما نحاول أن نلقى بالمسئولية على أكتافالآخرين وبذلك نهرب من شجاعة المواجهة ونبل التضحية هنا فقط نجد اناسا منا يتحمسونلارتداء هذا الزى التنكرى الذى اسمه مؤتمر القمة ولا أفهم ما معنى مؤتمر يلتقى فيهقمة العرب بلا خطة واضحة ، بلا سياسة شامله مؤكدة ، بلا هدف عظيم ، إن مثل هذهالمؤتمرات ليست إلا مظاهرة على أعلى المستويات ولكن ينبغى ألا نكون هكذا اذا مانظرنا الى مضمونها، وما هو واجب علينا جميعا أمام شعوبنا وأمام الله وأمام التاريخ، إن دهشة الأمة العربية لا يصح أن تنتهى وهى تنظر الى الذين خدعوها وضللوها عندماجعلوا مؤتمراتهم مؤامرات واتخذوا شعائرهم شعارات وارتضوا فلسفة خذ وهات ٠٠ فخانوابذلك الملايين من أبناء امتنا العظيمة
سؤال : هل معنى ذلك أن مصر وافقت على الحضور ، وأنها سوف تراقب دونأن تشارك بشىء ؟ هل هو نوع من الرفض لأعمال المؤتمر أو جدول أعمال او مبرر انعقاده؟
الرئيس : الموقف يحتاج الى توضيح ، فهذا المؤتمر اذا حضرته دول الرفض فمنالواجب على كل الدول ان تضع أمام العالم ما انجزته او ما تدعو اليه ٠٠ وأن يكون كلشىء اسمه الحقيقى ، أما مصر فلديها كل ما هو ضرورى وزيادة ٠٠ فنحن عندنا استراتيجيةواضحة ، عندنا وثائق ثابتة ، عندنا الخطاب الذى القيته فى الكنيست أمام شعب اسرائيلوامام مئات الملايين من المشاهدين للتليفزيون فى العالم كله وطالبت يومها وقبلهاومازلت بأقصى ما تتمناه الأمة العربية كلها واشهدت العالم على ما أقول وشاركنىالعالم كله فى مبادرتى الدول الأوروبية كلها حتى دول الشمال الاسكندنافية التى ليسمن تقاليدها أن تشارك بصورة قاطعة فى المشاكل السياسية وخاصة اذا كانت اسرائيل طرفافيها وكذلك امريكا فقد كان موقف الرئيس كارتر وحكومته واضحاً تماما ، موقفه منالانسحاب الشامل وموقفه من الوطن الفلسطينى ، موقفه من المستوطنات ، وموقفه منالقرار ٢٤٢ ثم إننى كشفت حكومة اسرائيل وخصوصا مناحم بيجين الذى لايزال يقاومويراوغ وهو الآن يلقى معارضة من أشد الناس حماسا له
وعندما يذهب حسنى مباركنائب رئيس الجمهورية فسوف يضع كل هذه الوثائق الدامغة أمام الملوك والرؤساء واذاكان قد فات البعض أن يسمع ما قلته فى مئات المناسبات العالمية ، فهذه فرصة مواتيةليستدرك ما فات ٠٠ وعلى بقية الدول التى تدعى حماية الحق العربى والوطن الفلسطينىأن تقدم كشف حسابها امام العالم كله
سؤال : ولكن فى مؤتمرى قمة الرياض والقاهرة أضافت الدول العربية " شرعية " على ما قامت به سوريا فى لبنان عشرين شهرا ، ومعنى ذلك أنه من الممكن أنيعقد أكثر من مؤتمر ولا يطلب من أحد أن يقدم حسابا ، وانما يكتفى بأن يبارك ماقامبه من أعمال مهما كانت صارخة كالذى فعلته سوريا فى لبنان وفى المقاومة الفلسطينيةخوفا من تصدع الوحدة العربية ... فكيف يستطيع مؤتمر القمة القادم أن يلزم أحدا بأنيقدم حسابا عن الذى فعله أو عن الذى امتنع عن فعله ؟
الرئيس : اعترف بأن الملوكوالرؤساء قد جاملوا سوريا كثيرا جدا على حساب لبنان والمقاومة الفلسطينية وأرى أنناجميعا بدرجات مختلفة مسئولون عن نتائج ما حدث ولكن حساب الشعوب لقادتها مفتوح دائماواذا أمكن تأجيله بعض الوقت فلا يمكن ان تطوى صفحة لم يجف مدارها الدموى بعد فقدكشفت حوادث لبنان الأخيرة عن نيات اخفاها الزعماء عن الشعوب ، فهل تعرف الشعوبالعربية ان اسرائيل قد عرضت فى تليفزيونات العالم كيف ان دبابتهم لقيت ترحيبا فىجنوب لبنان ؟ من المؤكد أن الزعماء السياسيين يعلمون ذلك تماما فهل تدرى الشعوب ؟؟وهل أدركوا معنى ذلك ؟؟ ان قوات سوريا عندما دخلت لبنان كان لتحقيق هدفين
أحدهما الحفاظ على استقلال لبنان وثانيهما حماية المقاومةالفلسطينية فهل أبقت القوات السورية على شىء من ذلك ؟ هل حققت للبنان وحدة الصفوالتراب وهل صانت المقاومة الفلسطينية ؟مطلوب من الرئيس البعثى الرفيق حافظ الاسدأن يشرح ذلك كله للسادة أعضاء مؤتمر القمة وأن يوضح لنا جميعا وبشجاعة ما هى بالضبطأهداف سوريا فى لبنان ؟ ما الذى وما الذى تحقق بعضه؟ وما الذى فى نيته أن يحققه ؟نريد أن نعرف والشعب العربى كله أيضا ونريد أن يوضح لنا اختياره لكميل شمعون عميلاله ، وهو العميل الأول بين العرب والرجل نفسه قد اعترف بذلك واذا حاول أن ينكر فىايدينا وثائق حلف بغداد وكيف قاوم حتى سقط ٠
ولايزال كميل شمعون وشركاؤه واتباعهمن المارون على علاقة خاصة ممتازة بالرئيس البعثى الرفيق الاسد ولذلك فقد قوبل كميلشمعون كثيرا فى دمشق مقابلة حارة وقد فاتت دلالتها على ملايين العرب الذين لايحللون الأحداث السياسية تحليلا علميا ، وإنما يستسلمون لما يرون وما يسمعون ،ويكتفون بهذا القدر من العناء اليومى ويتجهون الى شئ آخر يشغلهم أو يسليهم اويلهيهم عما هم فيه ٠
سؤال : هل معنى ذلك أن هناك اتفاقا ما بين كميل شمعون والرئيس الاسدعلى خطة لم تتضح بعد أو بينهما وبين بيجين خصوصا بعد موقف القوات السورية من الزحفالاسرائيلى على جنوب لبنان وتصفية المقاومة الفلسطينية أم اننى اسرفت فى تبسيطالأحداث أكثر مما تسمح المعطيات اليومية للمعارك فى لبنان ؟
الرئيس : عندما قلتإنه من المحتم على الرئيس البعثى الرفيق الأسد أن يشرح لأعضاء المؤتمر أهدافهبالضبط ، كنت اعنى كل هذا الذى تسأل عنه ٠
وأقولها بمنتهى الوضوح : فقد اطلعنىسيروس فانس وزير خارجية امريكا فى العام الماضى فى جانكليس على تعهد من بيجين رئيسوزراء اسرائيل بأن عليه التزاما اخلاقيا بحماية المارون وبعض المسلمين فى جنوبلبنان ، أى أن هناك اتفاقا بين كميل شمعون والاسد وبيجين على قيام الدولة المارونيةبضمان اسرائيل وقد قرأت بنفسى طلب الزعماء الموارنة شركاء كميل شمعون وقرأت أيضاموافقة بيجين على ذلك ٠ وليس هذا شيئا جديدا وإنما هذه نهاية الجهود المبذولة سراوعلنا بين اسرائيل وجنوب لبنان فمنذ اكثر من سنتين والاتصالات عادية وطبيعية بينجنوب لبنان واسرائيل ، هناك اتصالات تليفونية موحدة وشوارع مفتوحة وبيع وشراءوسياحة بل أنه من المعروف للعالم كله أن عددا كبيرا من الموارنة ومسلمى الجنوب قدذهبوا الى تل ابيب ويافا وحيفا وسهروا وسكروا ولعبوا القمار ونشرت الصحفالاسرائىلية كل ذلك ٠٠ فلا استنكر أحد فى لبنان ولا اندهش احد فى اسرائيل فقد اصبحهذا النشاط يوميا وعاديا ، فهل هذا الذى فعله الرئيس البعثى الرفيق الاسد هو " توحيد " للبنان أم تمزق للبنان ام تآمر على أهلها وأرضها؟
هل يجرؤ الرئيس البعثىالرفيق الأسد أن يصارخ مؤتمر القمة ببقية أهدافه فى لبنان وغير لبنان ؟ هل فى نيةالرئيس البعثى الرفيق الأسد أن يقيم الدولة العلوية ونحن نعلم أن حكم البعث السورىعلوى أولا وبعثى ثانيا وسورى ثالثا
فإذا قامت الدولة المارونية والدولة العلويةهل يجرؤ احد مهما كان بعثيا متهوسا ان يقول لنا إن هذا الذى حدث هو توحيد للصفالعربى ؟ إن فعل ذلك عدنا الى شكوانا القديمة التى تسبق مؤتمر القمة وتلحقه أيضا : إننا لا نسمى الاشياء بمسمياتها ولهذا السبب كنا دائما مخدوعين او خادعين
سؤال : اذا كانت هذه هى أهداف البعث السورى ولابد أنها واضحة لبعضالزعماء وإن لم تكن كذلك لمعظم الشعوب فما مصلحة الملك حسين فى هذا ؟ وما الذى دفعهالى أن ينحاز الى الرئيس الاسد وأن يتحفظ بعد ذلك فى مواقف عربية اخرى كثيرة؟
الرئيس : ومطلوب ايضا من الملك حسين أن يوضح للمؤتمر ما الذى جعله ينحاز ثم ماالذى جعله ينأى بجانبه ؟ هل لأن الملك حسين قد أدرك عن يقين تام ٠٠ أن الرئيس الأسدقد عقد العزم على إقامة سوريا الكبرى ، فيضم ما بقى من لبنان بعد قيام الدولةالمارونية مضافا إليها الاردن والدولة الفلسطينية وبذلك يجهز نهائياً على المقاومةالفلسطينية ويبتلع الشعب الفلسطينى وهى ولا شك خدمة جليلة نقدمها لاسرائيل
أماتسمية هذا العمل " العظيم " الذى يدخل به الرئيس الاسد التاريخ فعلى الشعبالفلسطينى المخدوع والمفترى عليه أن يختار له الاسم المناسب وحبذا لو وجد فى محاضرجلسات مؤتمر الرفض فى طرابلس اسما يتفق مع هذا المقام
سؤال : اذا كانت هذه هى خطة البعث السورى وكميل شمعون وشركاه ومناحمبيجين ... فلماذا كنا نتوقع من الجيش السورى أن يعترض الغزو الاسرائيلى لجنوب لبنان؟؟
الرئيس : إن الغزو الاسرائيلى للبنان قد كشف كل دول الرفض وخاصة سوريا ، فقبلذلك قرر المجتمعون فى طرابلس أن أى عدوان يقع على دولة منهم يعتبر عدوانا على الدولالعربية الآخرى وقد وقع العدوان على الشعب الفلسطينى الذى هو طرف فى الرفض .. والذىنراه نحن جوهر المشكلة .. بمعنى أنه اتفقت اسرائىل مع كل دول المواجهة دون أن تحلالمشكلة الفلسطينية . فلا سلام فى هذه المنطقة .. هذا موقفنا .. وهو موقف مبدئىولكن الذى حدث هو ان كميل شمعون قد اتفق مع اسرائىل ، بعلم الرئيس البعثى الأسد .. وطلب حماية اسرائىل بعلم الرئيس الأسد .. ووافقت اسرائىل بعلم الرئيس الأسد .. ودخلت القوات الاسرائىلية واعتدت على جنوب لبنان .. وابادت الفلسطينيين .. ولمتتحرك سوريا فاستحقت سوريا عظيم الامتنان واصدق الشكر من قادة وزعماء اسرائىل ،وهذا معروف للعالم كله ، ثم لم تتحرك دولة واحدة من دول الرفض ، فاذا لم يكن مثلهذا الموقف قادرا على تحريكها جميعا ، فما هو الموقف المنتظر الذى سوف يهز وجدانهؤلاء الحكام الرافضين ؟ ما الذى يتوقعونه اعنف وابشع من ذلك ؟
اذن لقد خدعواشعوبهم وكذبوا عليها .. وغرروا بالمقاومة الفلسطينية التى اشعر بالاشفاق عليهاوارثاء لها .. وان كنت لا أجد مثل هذا القدر من الاحترام لعدد من قيادتها الجاهلة .. المضللة وليس لدى هؤلاء الرافضين جميعاً إلا ذلك التعبير السخيف الذى تعلموه منالسوفييت وهو : الحل المنفرد .. أى أن مصر تقوم بحل منفرد مع اسرائىل .. فأين هوالحل المنفرد الآن ؟ ومن الذى يتفق ويتآمر ويقتسم الأرض العربية مع اسرائىل الآن ؟ .. ومن الذى سحق المدنيين فى لبنان والمقاومة الفلسطينية فى تل الزعتر ، وفى صور؟
ان هذه اسئلة اجاباتها واضحة عند الملايين من ابناء الشعب العربى فى كل مكان .. فهل يجد الرئيس الاسد الشجاعة فى أن يوضح للملوك والرؤساء إن حضر المؤتمر ؟
سؤال : بالضبط ما هى الصلة الآن بين المقاومة الفلسطينية وبين مصرإن كانت هناك صلة ؟
الرئيس : لقد وصلنا النداء الذى وجهه ياسر عرفات الى الملوكوالرؤساء العرب ، ولن تنسى مصر التزامها امام الشعب الفلسطينى رغم مواقف المنظمة منفك الاشتباك ومن مبادرة السلام .. وقد قالت مصر كلمتها بعد عملية تل ابيب .. واكدتمصر أنه لا سبيل الى تجنيب المنطقة إراقة الدماء والمرارة الا بالسلام .. ولا سلامإلا بحل القضية الفلسطينية ، وعلى الفلسطينيين أن يعرفوا الآن من الذى يعنى ما يقولفى كل الظروف .. ومن الذى يقف مدافعا عن حقهم فى الحياة وعن وطنهم .. وعن الحياةالكريمة لهم .. ومن الذى يضللهم ويبيعهم ويشتريهم ويسحقهم ويبيدهم ؟
إننى أعرفأن الفلسطينيين مغلوبون على امرهم - قلت ذلك مرارا - وقلت أيضا إن دول الرفض قداضافت الى ذلك كل مشاكلها الداخلية والسياسية .. وكانت النتيجة هى هذا الاضطرابالفكرى ، وهذه الحيرة بين العواصم العربية ثم سيطرة الانحراف على سلوكهم العام ومعذلك فمصر رغم اشياء كثيرة لم تغير موقفها ولن تغيره لأن هذا التزام وهذا مبدأ
سؤال : اشرت أكثر من مرة فى أحاديث سابقة الى أن مصر لا تمانع فى أنتعود العلاقات الطبيعية بين مصر والاتحاد السوفيتى واشترطت لذلك أن يكون الاحتراممتبادلا بين الطرفين ، فهل طرأ شىء اكثر من مجرد هذا الاستعداد ؟٠ ام ان موقفالسوفييت قد كشفته أحداث لبنان الأخيرة مع دول الرفض التى تكرر ما سبق ان اعلنهالسوفييت من ان مصر تنفرد بالحل الى آخر التهم التى ترجع الى ما قبل حرب اكتوبرواثناءها وبعدها حتى اليوم ؟
الرئيس : لا شىء قد تغير ٠٠ ولكن حدث أننا اتصلنابالدول الخمس الكبرى التى تملك حق الفيتو فى مجلس الأمن ولم نغفل الاتحاد السوفيتىطبعا والمضحك حقا انه عندما التقى وزير الخارجية المصرى بالسفير السوفيتى كان راديوموسكو يهاجمنا معلنا أن عملية لبنان هى نتيجة اتفاق بين امريكا واسرائيل ومصر ٠٠ أىأن الغزو الاسرائيلى لجنوب لبنان ووقوف القوات السورية تتفرج على احتلال لبنانوإبادة الشعب الفلسطينى ثم التسلل الذى اصاب كل دول الرفض ، كل هذا من أوله لآخرهمؤامرة متفق عليها بين مصر واسرائيل وامريكا هل هناك سخف واستخفاف بعقول الناس اكثرمن ذلك؟؟
وقد تحدث وزير الخارجية المصرى الى السفير السوفيتى وطلب اليه أنيبحثوا عن أسلوب آخر غير الاستهانة بعقول الناس وان يتجهوا مباشرة الى حملمسئوليتهم ووقف المجازر الدموية فى جنوب لبنان فموقف السوفييت لم يتغير انهم يرونمصر ليست ذيلا للسوفييت فهى إذن ذيل لامريكا ونحن لا ذيل للسوفييت ولا ذيل لامريكاولكننا الذيل والراس والعقل والقلب لمصر ٠٠ وهذه مشكلتنا وبسبب حرصنا على هذهالمبادىء دائما كانت متاعبنا مع الاتحاد السوفيتى وغيره فماذا فعل الاتحاد السوفيتىلوقف كل ما حدث فى لبنان ؟ ٠٠ إنه لم يفعل اكثر مما فعلته دول الرفض لا شىء ٠٠ ولوتساءلنا الآن من هى الدولة التى تستطيع أن تؤثر فى اسرائيل لكان الجواب : إنهاامريكا بغير شك ؟
ولقد رأينا ما الذى فعله الاتحاد السوفيتى بعد مضى أيام منالغزو الاسرائيلى ٠٠ فالسوفييت على طريقتهم اغلقوا الابواب على انفسهم اربعة اياميناقشون ويفكرون ويقررون ٠٠ بينما قررت امريكا الانسحاب الفورى من جنوب لبنان ،وإرسال قوات طوارىء دولية مؤقتة الى أن يتولى الجيش اللبنانى السيطرة على الموقف
وهذه هى امريكا التى تآمرت مع اسرائيل ومصر لاكتساح جنوب لبنان ، أليس هذا الذىيرددونه هذياناً فكريا ٠٠ وامتهانا لعقول الناس ؟ بينما نجد الرئيس كارتر قد اتخذمواقف ايجابية ، وفى غاية الشجاعة وفى نفس الوقت تتهمه دول الرفض بالضعف والسلبية ؟وعليهم الآن أن يسألوا عن المواقف الأكثر ايجابية والحاسمة التى اتخذها الاتحادالسوفيتى سيدهم ومولاهم فى الأيام الأخيرة وقبلها ! إنهم إناس لا يعرفون الحياء ٠ولن ينصلح حال هذه الدول التى تسمى نفسها دول الرفض ، إلا اذا قيض الله لها حكاماآخرين اكثر صدقا واشجع قرارا وانبل هدفا
سؤال : هل حددت الدول الداعية الى عقد مؤتمر القمة مدينة القاهرةمكانا للاجتماع ؟ ٠٠ ام أنها لم تفعل ذلك لأنك اعلنت أن الذين شتموا مصر وأهانواشعبها لن يدخلوها ؟؟
الرئيس : أنا أعلنت أنه لا مانع من الاشتراك فى هذا المؤتمرفى أى مكان ، وفى أى زمان ٠٠ ولم يحدد احد مدينة القاهرة ، وحتى لو اختاروا القاهرةفلا مانع ايضا ٠ ومادامت الجامعة العربية قد اتخذت مقرها القاهرة ٠٠ فلا مانع مندخولهم ولن امنع احدا
ولكن عندما أعلنت أن الذين شتموا مصر من الرؤساء والساسةلن يدخلوا مصر فكان قصدى أننى لن استقبلهم بما يستحقونه من الحفاوة الرسميهوالترحيب الشعبى وأنما كأى مواطن عربى او حتى اجنبى لا ترى الدولة ضررا فى دخولهولذلك سوف يدخلون القاهرة تماما كما يدخل أعضاء الامم المتحدة مدينة نيويورك التىهى مقر المنظمة الدولية واذا انعقد هذا المؤتمر فسوف نرى ما الذى يمكن او يستطيعاحد ان يضيفه من مطالب ومواقف لما فعلته مصر عربيا وعالميا

محمد حسن ضبعون 21-06-2010 06:43 PM

حديث الرئيس محمد أنور السادات
لمجلة اكتوبر
فى٩ أبريل ١٩٧٨


سؤال : سيادة الرئيس إن اللقاء السريع بينك وبين وزير الدفاعالاسرائيلي قد فتح علينا ابواباً للاجتهادات والأستنتاجات الكثيرة فمن بين ما قيلإن فايتسمان هذا هو " رجل السادات المفضل " أو أنه الشخص المرغوب فيه عندنا وفي ذلكإشارة الي أن هناك أشخاصا آخرين غير مرغوب فيهم ، وقيل إن السادات يريد أن يحدثصدعا في الحكومة الاسرائيلية .. وقيل إن بيجين قد أرسل وزير الدفاع الي القاهرةووزير الخارجية الي أوروبا حتي لا تتسلط الاضواء علي احدهما دون الآخر وإنك تعلمهذه اللعبة جيداً ولذلك كان ترحيبك الشديد بفايتسمان في أي وقت ولأي سبب
الرئيس : لاحظت ذلك وربما كان سبب هذه الاجتهادات انني قد ابديت رأيي في عيزرا فايتسمانبعد زيارتي للقدس ، فقد رأيت الرجل في القدس ، علي إثر حادث أصابة .. وتحدثت اليه .. ثم رأيته في الاسماعيلية وقلت إنه رجل لطيف وإنه محدث مرح وإنني أحب هذا الطرازالجاد من الناس والمرح أيضا ، عندما تحدثت عن موشي ديان قلت إنه في اجتماعاتالاسماعيلية كان مرنا ، وكان حريصا علي أن يجد نقط الوفاق وان يؤجل النظر في نقطالخلاف .. لعل هذه الملاحظات علي الرجلين ، أو علي فايتسمان بالذات هي التي جعلتالصحف تري أنه الرجل الذي افضل الحديث اليه .. ولكني اعلم يقينا أن القرار السياسيفي النهاية سوف يكون لبيجين وهذا طبيعي وعلي الرغم من أننا اعلنا عن مضمون هذهالزيارة قبل أن يصل فايتسمان الي اسرائيل وقلنا بوضوح إننا نحاول أن نحرك السلاموإن كنا لم نصل الي اتفاق علي المباديء حتي الآن ، بل إنني ذهبت الي ابعد واوضح منذلك عندما قلت إن رد بيجين علي مبادرتي بالسلام لم يصلني بعد فإن التكهنات لم تعرفلها حدا حتي الآن ، ولا أظن أنه في الامكان ان يقال كلام أوضح أو ما سوف تسفر عنهخيالات المحللين في الشرق أو الغرب بعد ذلك
سؤال : سيادة الرئيس عندما جاء بيجين رئيسا لوزراء اسرائيل أعلنت أنبيجين هو صقر الصقور أو أن اسرائيل ليس فيها حمائم او صقور وإنما كلهم صقور وعندماقابلت شاوسيسكو سمعت منه أن بيجين رجل قوي وانه يمكن التفاهم معه وانه اذا اقتنعفهو قادر علي اقناع شعبه بما يراه وكان رأي شاوسيسكو هذا أحد الأسباب التي عجلتباتخاذ قرار المبادرة لأنه يكفي ان يقتنع بيجين بالسلام ليقنع شعبه بذلك .. ثمقابلت بيجين في القدس وفي الاسماعيلية وانفردت به فهل ما يزال رأيك فيه كما كان فيالبداية أو أنه تغير في النهاية
الرئيس : كان من الضروري أن أعرف الكثير عنبيجين وهذا طبيعي فهو طرف في قضية السلام في الشرق الاوسط وهو الرجل الذي شاء ليالقدر أن اجلس اليه وأن اتحدث معه وأن اعرفه عن قرب ليعرفني هو ايضا عن قرب ، ولابدأن شعبه قد اختاره لمزايا يراها فيه ولقد كان عليه اتخاذ القرار في قضاياه المصيريةفالشعب الاسرائيلي بأحزابه المختلفة لهم حسابات سياسية معقدة انتهت باختيار مناحمبيجين فهذا شأنهم ، وهذا قرارهم ولكن لابد أن نتابع ذلك وأن نرصده وأن نبني ايضانحن علي ما نراه اليوم وغدا ولقد اعترف لي زعماء سياسيون في اسرائيل وفي امريكا أنالمبادرة قد أخذت الرجل علي غير استعداد فلم يكن يتصور أنها ممكنه فلم يستعد للسلامقط .. لأنه رجل متشدد بتكوينه ، ولم يكن قد وضع في حسابه أن نخيره بين الارض التياحتلها والسلام الدائم للشعب الاسرائيلي ، فقد دارت في اسرائيل مناقشات عن الارضوالسلام وكان من رأي بن جوريون : السلام اهم من الارض وكان من رأي موشي ديان وآخرين : أن أرضا بغير سلام أفضل من سلام بغير ارض .. يبدو أن مناحم بيجين قد اختار الارضوالسلام معا مع أن معه الكثير من الارض المحتلة وليس عنده سلام فالأرض لم تعطهالسلام وبارليف لم يعط اسرائيل الامان
ورغم أن مبادرتي قد " زلزلت " اسرائيلوهذا التعبير من عندهم وليس من عندي - فإن بيجين يقاوم الرأي العام في العالم كلهمن اقصاه الي اقصاه وبالذات الرأي العام اليهودي والرأي العام الامريكي والرأيالعام الاوربي وهذا ما يجعلني اقول إن مبادرة السلام بدأت مصرية واصبحت عالمية .. ولا دخل لي فيها الآن ، إنها اصبحت من علامات العصر ومن ضروراته واصبح التزامااخلاقيا واقتصاديا وسياسيا أن نحرص علي السلام من أجل شعوبنا ومن أجل العالم كلهواصبحت هذه عقيدة الملايين من الناس .. وقد يكون من اهداف مناحم بيجين أن يجرنا اليمشاكل فرعية لنشغل تماما عن القضية الاساسية عن المباديء ولكن أري من واجبي أن نصبرقليلا وان نعطيه فرصة ليستوعب المبادرة المفاجئة التي كشفت تشدده وتعنته
ولأضربلذلك مثلا واحداً : ففي الكلمة التي ألقاها بيجين في الاسماعيلية وصف حرب ١٩٦٧بأنها حرب دفاعية وانهم من أجل الدفاع عن اسرائيل قد احتلوا سيناء والجولان وقطاعغزة ولم أشأ أن أعلق علي كلامه ورأيت أنه مضطر أن يقول ذلك لاعتبارات حزبية خاصة فياسرائيل ورأيت ان الخلافات الحزبية الكثيرة والائتلاف الحكومي المعقد يحتم عليه أنيقول علنا مالا يقوله سراً وأن هذه اساليب سياسية معروفة ورغم هذا كله فإن الرجلوبمنتهي الصراحة وللأسف لم يدرك أبعاده وفي نفس الوقت لم يدرك الي اي حد قد عرفالعالم كله من الذي يريد السلام ومن الذي يخافه ؟ من الذي يريد الارض علي جثةالسلام ومن الذي يريد السلام دون حاجة الي جثث ودماء
وليس من سلبيات المبادرة أن يقال : إن المبادرة قد كشفت الحكومةالاسرائيلية ، فعرف العالم ان اسرائيل عندما كانت تتهم العرب بأنهم يريدون الحربويريدون إلقاء اسرائيل في البحر كانت واهمة فنحن نريد السلام وعرضناه وذهبت اليابعد ما يتصوره اي انسان في اي عصر إن بن جوريون نفسه كان يحلم بأن يري زعيما عربياشجاعا يجاهر بالتفاوض مع اسرائيل وعاش ومات دون أن يري أو يسمع عن هذا الزعيمالعربي وكاد بن جوريون يفعل ما كان يفعله الفيلسوف الاغريقي الذي امسك مصباحا فيوضح النهار يبحث عن انسان وكانت مبادرتي التي تجاوزت كل حدود الخيال .. والتي انعشتأحلام الناس وجعلتهم يؤمنون بأن السلام ممكن وأن الحياة هبة يجب أن نحرص عليها وأنهليس من الضروري أن يكون هناك ارامل ويتامي وجنازات وعويل في كل بيت ما دمنا قادرينعلي أن نحقق بالعدل سلاماً للجميع
سؤال : سيادة الرئيس تقول ان هناك محاولات لإثارة قضايا جانبيةلتشغلنا عن القضية الاساسية وأننا يجب أن ننتبه لذلك فهل تذكر شيئا مما كان يمكن أننقع فيه ، او لعلنا وقعنا فيه دون ان ندري ؟ الرئيس : إن هناك بعض الحيل السياسيةيلجأ اليها الرجال المتمرسون في المناورة والمداورة والمحاورة وهذه الحيل لكسبالوقت أو اضاعته علينا او لعلهم اذا استدرجوا اليها .. فقد ننتقل من خطأ الي خطأوتستفحل الأخطاء وتتسع الشقة بين الاطراف وبذلك نتعاون علي خلق مساحات من سوءالتفاهم الذي يؤدي الي سوء الفهم
مثلا : ما يقال من أن فايتسمان هو شخص اخترتهانا ولم اختر سواه وأن بيجين يبعث به من حين الي حين ثم يرتبون علي ذلك نتائج بعيدةاو ما يقال - وهذا قرأته من أن بيجين قد استعان باثنين ليست بينهما مودة فهماعديلان : فايتسمان وديان .. وانني عندما " احتضنت " فايتسمان فإنني أحاول أن اضربديان أو اضرب بيجين .. الي آخر " التعليقات " السياسية العجيبة ومن ذلك ايضا بعضالعبارات أو الصفات التي جاءت علي أقلام الصحفيين المصريين مما اغضب بيجين وحاول أنينقل ذلك الي الرأي العام الاسرائيلي أو اليهودي العالمي مع أنه من الممكن أن نجدشيئاً مماثلا او أسوأ غير التي اخترناها لحل مشاكلنا

وقد حاول بيجين - بشكل ما - أن يوحي بأن حكومة كارتر لا تريده أوأنها تضغط علي الشعب الاسرائيلي لتنحيته وسبب ذلك أن امريكا قد احسنت استقبالفايتسمان ايضا وقد أعلن الرئيس كارتر أن أحداً لم يقل ذلك وأنه لاشأن له بالسياسةالداخلية لاسرائيل
وكان المطلوب هو استدراج امريكا الي أن تجرح الشعور العام فياسرائيل وذلك بإشاعة تدخلها في شئونه الداخلية وأخطر من ذلك قضية اثيرت في فترةمبكرة وهي قضية المستعمرات الاسرائيلية في الأراضي المحتلة وما دار حولها من خلافاتداخل الحكومة الاسرائيلية واختلفوا بشأنها فهناك رأي بضرورة التوسع فيها الآن - أياثناء الكلام عن مؤتمر القاهرة واللجنتين السياسية والعسكرية
ورأي يقول : لاداعي للتوسع فيها أي أن موضوع بقاء المستعمرات او ازالتها ، ليس واردا ، انماالحوار كله حول الاكتفاء بما أقاموه من مستعمرات الي أن ينكشف الموقف
ورأي يقول : إن هذه المستعمرات ليست لها أية اهمية عسكرية .. إن خط بارليف نفسه لم يمنعطائراتنا ولا صواريخنا ولا جنودنا المشاه من الاختراق والقتال والانتصار بعد ذلك .. وتلقينا نحن . بمنتهي حسن النية قضية المستعمرات واستغرقتنا حتي أغرقتنا .. ونسيناالقضية الأهم : الجلاء عن كل الأراضي المحتلة وليس فقط جلاء سكان المستعمرات عنهاأو هدم المستعمرات أو فكها فبعض هذه المستعمرات من البيوت الجاهزة التي تم تركيبهاويسهل فكها عند الضرورة .. وعيزرا فايتسمان قد قال لي في الاسماعيلية وقال للفريقالجمسي
إن هذه المستعمرات ليست لها أية قيمة عسكرية .. ورغم كل الضماناتالتي تقدمت بها وأعلنتها فإن بيجين ما يزال في حالة خوف شديد وقد تركز خوفه اكثرعلي الضفة الغربية فهي مشكلة المشاكل عنده وهو مستعد أن يذهب الي أبعد مدي فيالتفاهم والاتفاق إلا ما يخص الضفة الغربية
سؤال : سيادة الرئيس .. اذا كان موقف بيجين لم يتغير وموقفنا نحنايضا .. لأننا نطالب بإعلان مباديء . وهو يرفض ذلك . ونري أن حل مشكلة سيناء لايستغرق وقتا ولكن لأننا ربطنا سيناء بالقضية الفلسطينية فلا حل لا لسيناء ولاالجولان ولا غزة ولا الضفة الغربية ... فما الذي نتوقعه ؟ وكيف نصل الي حل ؟ واذاكان بيجين يحاول عن طريق ارسال فايتسمان لنا او ديان مستقبلا ، أن يقول لامريكا إنهيريد أن تكون صلته مباشرة مع مصر ورغم ذلك فلم يحدث اي تقدم بل أنك أعلنت أنه لميظهر " ارضية يمكن الوقوف عليها من جديد للتفاهم مع بيجين .. فما هو الموقف الآن ؟وماذا بعد ؟
الرئيس : لقد قلت إن مبادرتي لم تعد مصرية .. او لم تعد ملكا لأحد .. إنها للعالم كله ولذلك فالعالم كله طرف بل إنني اذهب الي أبعد وأعمق من هذافأقول : إنه في قضايا الحرب والسلام لا يوجد شهود عيان أو متفرجون ، وإنما نحنجميعا طرف واحد فالحرب تعم والسلام يعم أيضا .. والذي حدث في قضيتنا قد هز العالمكله
ولذلك لا يصح أن يتفرج العالم علي هذا الذي يجري في الشرق الاوسط ولكن عليالدول والشعوب التي ايدت المبادرة أن تدفع السلام وأن تضغط من أجل أن يتحقق ، ولميحدث في التاريخ أن اهتز وجدان العالم كله لحدث قام به شخص واحد بالنيابة عن اربعينمليونا من المصريين كما حدث بسبب مبادرتي ، ان بعضهم قد وصفني بأنني ارتفعتبالبشرية الي القمر وأن بيجين قد نزل بها تحت الأرض .. ولكن الصحيح أنني قد اعدتالناس الي الارض .. فقد جاءت مبادرة السلام كالقمر اضاءت لنا الارض واضاءت لناانفسنا .. وعرف العالم أننا جادون .. وأننا مخلصون .. فلا خوف من أنها كشفت عنوجوهنا المشرقة الصادقة .. وانما يخاف من الضوء : اللصوص والانتهازيون والمضللون ،وليس في كل ما قمنا به شيء واحد يمكن اخفاؤه فقد جاء كل شيء علنا .. الكلمات عاليةوعلنية .. حتي الهمسات كانت دويا عبر الاقمار الصناعية .. بل إن هناك رأيا آخر يقولإنني مثل اول انسان نزل علي القمر .. وإن هناك محاولات شديدة من بيجين لإخفاء القمر . او تكذيب هذا الذي حدث .. فكيف يمكن أن نطفيء القمر واذا أمكن فكيف نمحو ذلك منعيون الف مليون من سكان الارض رآوني في لحظة واحدة ؟
الحل هو أن يقف العالم كلهيؤدي واجبه الأخلاقي من أجل السلام ومن أجل العدل وفي نفس الوقت يجب ألا نقف نحنايضا متفرجين لأنها قضيتنا في الدرجة الاولي ولذلك فنحن أولي برعايتها وحمايتهاوالدعوة لها
ثم إن امريكا هي صاحبة الدور الأكبر في عملية السلام أو التمهيد لهوتحقيقه في النهاية فأمريكا ليست حكما في مباراة ولا متفرجا ولا وسيطا متطوعا وإنماامريكا شريك لأنها هي التي تطعم اسرائيل وتنفق عليها وتحميها لاعتبارات خاصة .. وكلذلك معروف للعالم كله
سؤال : سيادة الرئيس .. أعلنت منذ وقت مبكر جدا أن اوراق اللعبة فييد امريكا .. وأن ٩٩ % من الأوراق في يدها وتضايق كثيرون من هذا التعبير ورأوا فيهإلغاء لدور الاتحاد السوفيتي ودور الدول العربية ودور مصر ايضا وأن مثل هذه العبارةهي مقامرة منك لأنك قد سلمت القضية كلها لامريكا ولم تترك للعالم كله وللعرب ولمصرإلا ورقة واحدة .. فهل لا يزال هذا رأيك أيضا؟ الرئيس : بل إنني اضيف الي ذلك أن ٩٩.٩ % من اللعبة قد أصبح الآن في يد امريكا ولا مبرر لأن يغضب احد خصوصا اذا عدناالي الحساب السياسي فرأينا معا كيف سارت الاحداث وكيف يمكن أن تسير اليوم وغداولنفعل الآن ما نفعله في الريف عندما يريد الواحد منا أن يقفز فوق احدي القنواتفكلما كانت القناة واسعة ، كان لابد أن يتراجع الي الوراء اكثر
فلنرجع اليالوراء ونعيد النظر الي ما نعرفه وإن كنا ننساه في زحام الاحداث والتعليقاتوالتخمينات والشائعات ونقول : إن امريكا لها علاقة خاصة جدا باسرائيل هذه حقيقة .. ولولا امريكا ما عاشت اسرائيل لا أمس ولا اليوم ولا غدا وهذه حقيقة وتضيق الحكوماتالاسرائيلية بهذه الحقائق فليكن ولكنها حقيقة وهناك مئات الامثلة التي تؤكد أن قلباسرائيل يدق في امريكا ، أي أن شرايين الحياة تجيء من امريكا وعندما كانت حرباكتوبر تدخلت امريكا وانزلت قواتها وقال لي كيسنجر إن امريكا لن تسمح بهزيمةلاسرائيل وهذا معروف ، وحدثت الثغرة وكان من الممكن أن نبتلع هذه الثغرة بما فيهامن ٤٠٠ دبابة وعشرة آلاف جندي ولكن كيسنجر قال لي : وزارة الدفاع الامريكية ستتدخللا محالة
وعندما حدث فك الاشتباك الأول كان نص السطر الاول يقول : اقتراحامريكي لفض الاشتباك بين الطرفين وبعد ذلك جاءت سياسة المكوك او الخطوة خطوة بيناطراف القتال واسرائيل وتفلسف الانهزاميون وتجار الكلام من اصحاب الأقلام وقالوا : إنها قطعة سلام مقابل قطعة ارض .. وحدث فك اشتباك آخر... وكلها جهود امريكية فيالدرجة الاولي وشاء القدر أن أكون صديقا لكثير من زعماء العرب والعالم قبل حرباكتوبر مما أدي الي تضامن عربي - اوروبي - افريقي وكان هذا التضامن الرائع سندي فيالقتال حتي تحقق لنا النصر الذي لم يكن يتوقعه احد والزلزال الذي مازال يئن منه

محمد حسن ضبعون 21-06-2010 06:45 PM

حديث الرئيس محمد أنور السادات
لمجلة اكتوبر
فى١٦ أبريل ١٩٧٨


سؤال : سيادة الرئيس : فى أول حديث لك مع " جيروزاليم بوست " الاسرائيلية أعلنت وانت تشير الى بحيرة ناصر أنك تريد السلام لكى تتفرغ لمشاكلالطعام فى مصر .. وقلت إنك تريد أن تبيع أسماك بحيرة ناصر كما تبيع اسرائيل اسماكنامن بحيرة البردويل وفى نفس الوقت أعلنت أيضا فى مجلة "اكتوبر " أنه ليس عندك أى أملفى ان تعلن اسرائيل مبادىء تحقيق السلام .. فهل كانت مصادفة أن يرتبط الأمن الغذائىبالسلام بمعنى أن يكون السلام شرطا لتحقيق الأمن فى الداخل والخارج ؟
الرئيس : إعلان ذلك فى وقت واحد مصادفة ، ولكن مشاريع التغذية والبناء الداخلى عموما لمتفارقنى لحظة واحدة وقد أعلنت عن آمال مصر سنة ٢٠٠٠ وجاء ذلك فى ورقة اكتوبر وقلت : إن الخطر الحقيقى على أية أمة هو ان تتعثر خطواتها فى الخروج من دائرة التخلف وأنهالمهمة صعبة جدا ولكنها ليست مستحيلة اذا ما نحن نذرنا انفسنا لها جميعا
فعندنارصيد عظيم من التجارب فى كل المجالات ، ولدينا الكفايات والامكانيات .. لو أنناجندنا كل ما لدينا وكل من لدينا من أجل هذه المهمة وفى الاتجاة الصحيح ، فسوف ننجحبإذن الله ولا شىء يضايق الانسان إلا أن يجد نفسه امام مشكلة صعبة او عسيرة الحل ثملا يجد لها حلا أو لا يجد منها مخرجا فاذا عرفنا أن الكثير من المشاكل تتراكم بعضهافوق بعض وتصبح عائقاً امام أى حل او أمل فى الحل ادركنا جسامة الصعوبات الفادحةوفداحة اليأس من حلها
ولكننا عرفنا كيف نجتاز الموانع المادية من اجل التغلبعلى الموانع النفسية ايضا .. وأروع دليل على ذلك عبورنا لقناة السويس مرة اخرى منتحتها الى سيناء .. وفى ذلك اشارة مؤكدة الى اننا اذا عزمنا .. عن علم وايمان .. فسوف نصل الى ما نريد
واسرائيل لم تضيع وقتها فهى الى جانب الاستعداد العسكرىالهائل فانها تستفيد من الارض التى احتلتها ومن البحر والبحيرات .. وهى تستطيع ذلكلأن مواردها من المال والسلاح والخيرات الاجنبية لاتنفد .. بينما نحن مواردنامحدودة .. وهذه الموارد قد استنفدناها فى الاستعداد والإعداد لحرب ضرورية لاستردادحقوقنا بالقوة .. لكن اذا وجدنا سبيلا آخر الى استرداد الحق فى ظل القوة .. فيجبألا نتردد فى ذلك .. فكانت مبادرة السلام أسلوبا نبيلا فى تحقيق السلام بغير حرب ،وتحقيق الأمن بغير دم وتوفير المال والعرق لكى ننفقها جميعا من اجل الطعام .. اطعامأربعين مليونا من المصريين . وابن خلدون هو الذى قال لنا إن العمل هو نهاية الفكرة .. أو بعبارة اخرى أن الامل هو بداية الفكرة .. والعمل نهايتها .. فنحن آمالنا فىالله عظيمة أن نزرع ونطعم شعبنا ، ولذلك فكرنا ودبرنا وحشدنا علماءنا فى كل ارض لكىيفتشوها ، تحتها وفوقها لعلنا نهتدى الى مزيد من الطعام لكل هذه الافواه وسوف تنتهىهذه الافكار العلمية المدروسة بالعمل الجاد استنادا الى احدث ما اهتدت اليه بيوتالخبرة العالمية فقد اعطيناها كل تصوراتنا للارض والماء والمعادن والجو والمواصلاتوالمساكن ولذلك سوف تكون بداية الطريق والطريق نفسه الى الامن من الجوع مشرفةومذهلة ايضا
سؤال : سيادة الرئيس .. كانت لدينا مشاريع اخرى وتعلقت بها أحلامناايضا .. ورأينا فيها تجارب رائدة .. مثل مديرية التحرير والوادى الجديد نفسه ولكنبعد وقت قصير انهارت هذه الآمال العريضة امام التكاليف الفادحة ... فما الذىاتخذناه هذه المرة حتى لا يتكرر ما حدث وحتى لا تصدم الناس فى آمالهم واحلامهم مرةاخرى ؟
الرئيس : اعرف جيداً ويعرف كثيرون غيرى أن مديرية التحرير قد تكلفت اكثرمن ٦٠٠ مليون وجاء عائدها تافها واعرف ايضا ان الوادى الجديد كانت له اخطاء رغم أنهمشروع عظيم ومن بين هذه الاخطاء أن جانبا من المشاريع الزراعية كانت بعيدة عن خزانالمياه الجوفية ، مما أدى الى بوار الارض التى كان مفروضا أن تتحول الى جنات تتفجرمن تحتها عيون المياه الهائلة ومن الاسباب ايضا عدم الاستمرار ، اى عدم المتابعةواغفالها ونسيانها تماما فلم ير ابناء الوادى الجديد لا موظفا كبيرا ولا مسئولافأحسوا وهم معذورون أنهم خارجون عن مصر او انهم ليسوا منها .. لقد كانوا بعيدين عنعيون مصر .. فأصبحت بعيدة عن قلوبهم - مع الاسف - وبزيارتى هذه المرة وزيارات قادمةلن نقع فى نفس هذه الاخطاء وقد درس الخبراء فى وزارات الزراعة والرى والاسكان ومعهدالصحراء مناطق الوادى الجديد التى رأيتها وحسبوها بمنتهى الدقة ووضعوا الخططالعلمية الشاملة واحتمالات النجاح والفشل بل احتمالات النجاح فقط لأن الوفاء بماتعهدنا به ، الارض والمياه شىء مذهل حقا وما نسميه الوادى الجديد الآن هو هذهالمنخفضات المشهورة : واحات الخارجة والداخلة والفرافرة وما بينها من وديان اماواحة سيوة فهى تابعة لمحافظة مطروح وواحة البحرية تابعة لمحافظة الجيزة وهذا الوادىالجديد يساوى بالضبط ٤٠ % من مساحة مصر و٦٥ % من صحاريها .. وهذا الوادى هو كلالارض التى يقل مستواها عن ٢٠٠ متر فوق سطح البحر
أما منخفض القطارة فهو يصل فىانخفاضه عن سطح البحر الى ٨٠ مترا وهذا المنخفض له مشاريع خاصة ولذلك لا علاقة لهبالوادى الجديد وقد مررت على هذه الواحات ورأيت أهلها وأرضها وطرقاتها أو على الاصححاجتها الى مزيد من المواصلات البرية والجوية التى تربطها بعضها ببعض وبالوادىالقديم وبالبحر الاحمر .. وتربطها بطريق الاربعين وهو طريق القوافل بين مصروالسودان واذا ما تيسرت المواصلات أقام الناس وترابطوا
وهناك عبارة تقول : إنالحضارة نفسها هى المواصلات ، وهذه العبارة صحيحة ، ولذلك وجدنا الحضارات الشهيرةتقوم فى وديان الانهار حيث يتولى النهر ربط الناس بعضهم ببعض .. فهو طريقهم البرىوالمائى وهو ايضا مصدر حياتهم وآمالهم .. ولذلك عبدت الحضارات القديمة الانهار وكلمصادر الحياة الاخرى : كالشمس والهواء والماء والارض وحيوانات الحقل
سؤال : سيادة الرئيس .. هناك ما يشبه المزايدات بين بعض المسئولينبمنتهى حسن النية طبعا.. عن مساحات الارض التى تمكن زراعتها حتى نهاية القرن .. فهاك من يقول إنها مليونان من الافدنة ومن يقول ثلاثة واربعة وستة ملايين مع أننالو افلحنا فى زراعة مائة الف فدان فى السنة الواحدة لكان انجازا عظيما .. ألا ترىسيادة الرئيس أن مثل هذه الارقام بدلا من ان تدعو الى الأمل فانها تدفعنا الى اليأسلانها تكرر نفس النغمة القديمة التى لم يتحقق بسببها إلا القليل ؟
الرئيس : ولذلك فأنا ادعو الى الاحتراس الشديد فى اعلان مثل هذه الارقام وأرى أنه يجب الاننساق وراء آمالنا فنجنى بذلك على آمال الناس فالمشكلة التى امامنا خطيرة وجليلةفنحن فى ٢٥ عاما لم نصلح سوى ٩٠٠ الف فدان فى حين أن اسرائيل ارتفعت بارضهاالمزروعة من ٧٥ الف فدان الى ٤٠٠ الف فدان مع الفارق الهائل فى مساحة ما لديناواحتياجاتنا وعددنا والكفاءات المتوافرة لدينا
ولذلك يمكن أن نقول دون مجازفةإن من آمالنا زراعة مليونين ونصف فدان حتى نهاية القرن او اكثر قليلا وهذا فى حدذاته إنجاز عظيم جدا ، وليس هذا فقط بل أن هناك مشاريع اخرى تتعلق بالمعادنوالمساحات المائية وكذلك الخدمات كل ذلك من الضرورى أن يتساند بعضه على بعض وأنيأخذ بعضه بيد بعض من أجل تحقيق الوفرة والرخاء لشعبنا فاذا نظرنا الى واحةالفرافرة وحدها نجد أن سكانها ١٢٠٠ نسمة وبها ثلاثة ملايين ونصف المليون من الأفدنةوالصالح منها للزراعة ٧٠٠ الف فدان بينما المزروع حاليا حوالى ١٥٠فدانا
وواحة الداخلة بها مليون وربع مليون فدان والصالح منها ٤٠٠ ألف ،والمزروع تسعة آلاف فدان فقط والمسافة واسعة بين الارض التى تصلح للزراعة وبيناصلاحنا لها فعلا فهذا الاصلاح يحتاج الى مجهود فردى وجماعى هائل ويحتاج الى خبرةوالى مال والى وقت والى خدمات وما دمنا قد اخترنا التكنولوجيا المعاصرة فيجب أننحترم العلم الحديث ووسائل تطبيقه لآمالنا فلن يذهب الفلاحون الجدد الى هذه الارضبدون مواصلات ولن يذهبوا دون أدوات زراعية حديثة ولن يقبلوا ولا نحن نقبل أن يكونوافى عزلة عن مصر وعن العالم بل إن الملاحظ الآن أننا كلما مددنا طريقا من الاسفلتبين الواحات اقام البدو والفلاحون على جانبيه وهذا طبيعى ، وربما أدى ذلك الى تفسيرلماذا نجد واحة البحرية التابعة لمحافظة الجيزة لا لشىء الا انها على صلة برية بهاوكذلك واحة سيوة وارتباطها بريا بمطروح ولنفس السبب يجب أن ترتبط كل هذه المناطقالرائدة لثورتنا الخضراء بالوادى القديم والبحر الاحمر وكل مصر والعالم ايضا
سؤال : سيادة الرئيس ألا ترى أن هذا الامتداد او هذا التوسع الزراعىوالصناعى الى الغرب معتمدا على احدث اساليب العصر يقتضينا أن نعيد النظر فى مضامينكثيرة من بينها العناية بالتعليم الزراعي او الفنى والتوسع فى ذلك او ما يسمىبقانون " الخدمة العامة " الذى هو شرط اساسى يسبق تعيين اى خريج جامعى فى أى مكانوأن تكون الخدمة العامة فى مثل هذه الاماكن الجديدة من مصر وأن تكون الخدمة العامةواجبا قوميا للمساهمة فى بناء وزراعة الوادى الجديد وفى بحيرة ناصر وما حولها وعندشواطىء البحر الاحمر ؟
الرئيس : إن هذه قضايا واردة وسوف يعرض على مجلس الوزراءأن يعيد النظر فى قانون الخدمة العامة وإن كنت ابادر الآن فأدعو ابناء مصر لزيارةهذه المناطق من بلادهم لمعرفتها على حقيقتها ولكى تأخذهم روعة المناظر الجميلةوالارض المزروعة والمناجم الغنية واعظم من ذلك أن يجدوا مواطنين قد تفرغوا دون صورةاو صوت لهم لخدمة مصر وهم سعداء بذلك إننى ما ازال اتغنى باستاذ كبير فى واحةالبحرية أقام لنفسه مزرعة نموذجية وهو سعيد بها - وأنا أيضا - كما أننى رأيت احدابناء الوادى تخرج فى الجامعة وقرر أن يعيش ليزرع وينتج وهو بذلك نموذج يجب أنيحتذى وأن يتكرر ومصر فى حاجة الى الأيدى العاملة والعقول المفكرة فمشاريعنا كثيرةوآمالنا عريضة وليس من المستحيل أن نحقق كل ما نتمناه لانفسنا ولشعبنا
فهذه ارضمصر لابنائها فليملكوها وبذلك تكون مصر قطعة منهم كما أنهم قطعة منها وسوف نعطى لكلفلاح أرضا لا تقل عن عشرين فدانا وسوف نساعده على زراعتها وحمايتها وسوف نفجر لهالمياه من الارض واذا اراد احد او شركة او هيئة مصرية او اجنبية أن تختار مساحاتأكبر فسوف تضع تشريعا خاصا يرفع الحد الاقصى للملكية تشجيعا على التنافس من أجلرفاهية مصر
ولقد صدق الله العظيم عندما قال : " وجعلنا من الماء كل شىء حى " فالوادى الجديد ليس فى حاجة الى شىء : التربة حمراء قوية والماء متوافر تحت هذهالتربة فهناك خزان للمياه الجوفية يكفينا لمدة ٧٠٠ سنة والمياه تخرج من الخزانبالدفع وليس بالرفع - اى بالدفع الطبيعى فترتفع الى اربعين مترا وليس بالدفع بواسطةالمضخات وهناك عيون حفرها الناس وهناك آبار عميقة
ومن الغريب ان الفراعنة قدعرفوا ذلك من الوف السنين ، فعرفوا كيف يصونون مياه النيل اى يقيمون هناك أدلةأثرية على أن الفراعنة عرفوا العيون وخزانات المياه ومستودعات الغلال بل إنالمؤرخين اطلقوا على مصر اسم " سلة خبز " الامبراطورية الرومانية وقصة النبى يوسفعليه السلام تؤكد أنه عندما حدثت مجاعة الغلال فى فلسطين جاء ابوه واخوته يشترونالقمح من مصر ورمسيس الثانى طلب ان ينقش على معبد ابى سمبل أن الالهة قد وعدوه بأنتتغطى الارض بالقمح - وان ترتفع سنابله الى السماء ، ولكن عرفت مصر الجوع بسبب قحطالنيل - أى انخفاض منسوبه ولذلك قرأنا انه فى عهد رمسيس التاسع حدثت قصة مضحكة أناحد لصوص المقابر ضبطوه يسرق قمحا فاعترف بأنه دخل المقبرة وسرق القمح وقال لولاأنهم ضبطوه لتركه فى مكانه ولكن شخصا آخر هو الذى غرر به وشجعه على ذلك والقصةمليئة بالمعانى فهى تصور ما الذى يفعله الجوع بالناس وفى نفس الوقت تصور ان التنصلمن الغلط وإلقاء اللوم على الآخرين قديم ايضا ؟ ومحافظة الوادى الجديد عندما اختارتلنفسها شعار سنبلة القمح على ارضيه بيضاء فوق موجات زرقاء فقد اكدت هذه المعانى : إن الصحراء تنبت القمح الممتاز من خزانات المياه الجوفية ومن الواجب أن نحتاط وأننتحفظ فى إطلاق كثير من الاحكام - وليس معنى ذلك أن الأمل الذى نعطيه نسترجعه مرةاخرى بالطبع لا : فقد ذهب العهد الذى تكلفنا فيه جميعا بتأميم آمال الناس .. وانمااردت أن ادعو الى أن نطيل السمع الى الخبراء فى الزراعة والرى والاسكان والصناعة
سؤال : سيادة الرئيس .. هل المقصود بالتحفظ هنا أن تراجع بياناتالزراعة او بيانات الرى .. او التخطيط الاقليمى للمنطقة كلها .. او التهجير السكانىاو زراعة القمح دون سائر الغلات الاخرى ؟
الرئيس : اقصد أن هناك اجتهادات بينخبراء المياه فيما يتعلق برى التربة : فالوادى الجديد سوف يعتمد فى الدرجة الاولىعلى المياه الجوفية وليس على مياه نهر النيل بل إن المياه الجوفية لا علاقة بهابنهر النيل مطلقا لأن هذه المياه تجيء من تشاد وتجىء من اواسط افريقيا .. وهى علىمسافات متباعدة من سطح الارض والمستوى القريب منها هو الذى تصل اليه الآبار التىيحفرها الاهالى والمستوى البعيد تبلغه الآبار التى تقوم بحفرها الدولة فالبئرالواحدة كانت تتكلف من عشرين عاما ثلاثين الفا من الجنيهات
أما التحفظ فسببه أنلنا عادات فى رى الارض غير علمية تقوم على الاسراف الشديد فى غمر الارض بالمياه دونأن تكون الارض فى حاجة الى ذلك وهى فى الحقيقة ليست فى حاجة الى ذلك ، فمتوسط مايروى به فدان القصب مثلا هو ٢٥ الف مترمكعب والحقيقة أن ما يحتاجه هو نصف هذهالكمية بينما نجد أن الأرض فى اسرائىل مثلا تحتاج الى نصف النصف .. بل لو اننااستخدمنا المعدل الاسرائىلى فى رى ارضنا لروينا ٣٥ مليون فدان ولذلك فأكثر مياهناتتجه الى المصارف ومنها الى البحر بينما يمكن استخدام مياه الصرف مرة اخرى بخلطهابالماء الحلو أو دون خلط ولكننا لا نفعل ثم أننا سوف نستخدم الرى بالرش او التنقيطويذهب بعض الخبراء الى أن أحد أسباب ضعف التربة وانهيارها فى الصعيد اسرافنا فىاستخدام الماء مما أدى الى ارتفاع منسوبه السطحى والجوفى فأضعف التربة وأمات النباتايضا
ولقدتحولت بعض الاراضى فى النوبارية وفى الوادى الجديد الى مستنقعاتبسبب الاسراف فى استخدام مياه الرى وربما كان هذا تحفظاً شديداً ولكن لابد منالاحتياط فى استخدام الكثير ، حتى لا يصبح قليلا بعد ذلك إن الماء مشكلة الشرقالاوسط كله ولكنه ليس مشكلة عندنا فاسرائيل تضخ مياهها وترفعها من بحر الخليل فىانابيب تحت الارض قطرها ١٠٨ بوصات وتستخدم كل قطرة ماء بل إنها تستخدم المياهالشديدة الملوحة فى رى التربة وانواع من النباتات وتشرب من المياه التى قامتبتحليتها كما تفعل دول عربية كثيرة
بل إن هنا مشروعا فرنسيا فادحا لنقل جبالالجليد من القطب الجنوبى الى السعودية عبر المحيط الهندى والبحر الاحمر ويقال إنهذا المشروع سوف ينقل جبالا حجمها ثمانون مليون متر مكعب وسوف تتعرض هذه الجبال الىاشعة الشمس والى الموج والرياح والتيارات البحرية ورغم انها ستكون مغطاه بالبلاستيكالذى سمكه عشرون بوصة فسوف يصل نصفها الى الموانىء السعودية وسوف يتكلف لتر الماءبعد ذلك نصف دولار - وهو مشروع خيالى وفادح الثمن وليست عندنا مشكلة مياه نهرية اوجوفية .. وانما المشكلة هى : الانسان او جهد الانسان ولكن مع الامل والعمل وحرصناعلى أرضنا ورخائنا ومستقبل اولادنا ، سوف ننتصر على أنفسنا : على الخوف من الجوعوالمرض والبطالة فالذى حققناه لانفسنا ولمصر وللامة العربية ليس بالقليل وان كان قدتحقق فى وقت قليل
سؤال : سيادة الرئيس أعود الى أسماك بحيرة البردويل التى تصيدهااسرائىل وتصدرها .. فرغم أننا نعلم هذه الحقيقة وان لدينا بحيرة أكبر وأضخم وأننافى حاجة الى مزيد من الاسماك فإن الذى قيل عن مشروعات بحيرة ناصر كثير جدا والذىتحقق قليل أو لم يتحقق شىء حتى الآن .. وما زلنا نسمع عن الاسماك المتوحشة التى لايصيدها احد واذا صادها فلن يتذوق لحمها الجاف
الرئيس : إننى اجد للناس الف عذرفهم فى حاجة الى الرغيف والى السكر والى اللحم والى الكساء والمسكن وأعرف الصعوباتاليومية واعرف تماما جنون الاسعار صاعدة دائما واعرف الطرق الملتوية التى يسلكهاالتجار ويستدرجون اليها المستهلكين وينفردون بهم
ولذلك فالناس ينتظرون الخلاص منهذا العناء الذى ليس محليا ولكنه عالمى ايضا وربما كان وصف هذا العناء بأنه عالم لايخفف كثيرا من وقعه على الباحث عن الرغيف والسكن ولكننا يجب ان نحاول وان نتجملبالصبر ونحن فى الطريق الصحيح الى حل هذه المشاكل سواء فى الوادى الجديد او بحيرةالسد العالى او المناجم او على الشواطىء او تحت مياه خليج السويس
فالصيد فىبحيرة ناصر ما يزال بدائيا وما يزال الصيادون يعيشون كما ترى فى الافلام القديمةيأكلون وينامون فى زوارقهم وينتظرون السفن التى تنقل لهم الطعام والشراب وتأخذصيدهم فى الوقت المناسب فاذا تأخرت عنهم ألقوا بالسمك فى البحيرة ، انهم مثل عمال " التراحيل " وفى الامكان التوسع جدا فى صيد اسماك البحيرة ونقلها الى القاهرة اذااستخدمنا الأساليب الحديثة فى صيد السمك وحفظه ونقله او تنظيفه وتخليصه من الاطرافوالاحشاء التى نجعلها علفا للدجاج اذا ما وفرنا السكن والخدمات لعمال البحيرة وانهلشىء طريف حقا أن نجد فى احدى الواحات بحيرة مساحتها عشرون فدانا قد زرعوها بالسمكالبلطى إنه نوع من الاكتفاء الذاتى وقد لجأت كثير من الدول الاسيوية حتى المطلة علىالمحيط الى هذا الاسلوب فنجد كل فلاح قد جعل امام بيته حوضا للاسماك يزرع فيه السمكلاستهلاكه الخاص ومن الغريب حقا أن هذه الاسماك الآسيوية اسمها " الاسماك النيلية " نسبة الى نهر النيل
وصحيح أن هناك قطارات تنقل الاسماك الى القاهرة ولكن حتىهذه الطريقة ما تزال بدائية لانهم يملأون احدى الضربات بالثلج فتصل اسوان بعد انيكون قد ذاب نصف الثلج ويملأون النصف الباقى بالسمك ولذلك قدمنا مشروعا مدروساوطرحناه فى عطاء عالمى وتقدمت اكثر من ستين دولة لصيد السمك وتصنيعه وبناء ميناءعلى البحيرة وسوف نشارك نحن ايضا بتقديم الخدمات والتيسيرات الاخرى وربما بدت هذهالمشاريع كلها مساحات صغيرة على الخريطة ولكنها اعباء هائلة على الدولة يجب أنيساهم فيها الشعب والهيئات المصرية والاجنبية
فليس بالحكومة وحدها يمكن إصلاحكل اجهزة ولا زراعة كل الارض ، ولا صيد كل السمك واعود أنا أيضا الى أن اقول إنانشغالى بأسماك بحيرة البردويل التى استولت عليها اسرائيل لن ننساه بسبب انشغالناباسماك بحيرة ناصر والبحر الاحمر وانما سوف نتذكر ذلك دائما وخير لاسرائيل أن تتذكرايضا أننا استعدنا مساحة صغيرة من أرضنا ولكن كثيرا جدا من كبريائنا اما اسرائيلفقد استولت على كثير من أرضنا ولا يعادل الارض التى استولت عليها ، إلا القلق الذىاستولى عليها فالارض لم تعطها الامان واسماك البردويل لم تحقق لها الأمن الغذائىولا الأمان فهى تعيش على رغيف امريكا وزيتها وصاروخها وفلوسها ايضا وحتى لا نعتمدعلى غيرنا فى أكثر ما نحتاج اليه من الضروريات نحن فى حاجة الى تكثيف الجهد لنضاعفالانتاج وقد افلحت دول كثيرة فى زيادة انتاجها اليابان ضاعفته ست مرات وبلغارياضاعفته اربعين مرة فالعلم لا يعرف المستحيل ، ولكن لا علم بغير انسان او بغير جهدانسانى وفى ذلك فليتنافس المتنافسون

faten forever 21-06-2010 06:45 PM

موسوعه رائعه

شكرا لحضرتك على التوبيك

محمد حسن ضبعون 21-06-2010 07:32 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة faten forever (المشاركة 2290020)
موسوعه رائعه

شكرا لحضرتك على التوبيك

مرور كريم
شكرا جزيلا
بارك الله فيك

محمد حسن ضبعون 21-06-2010 07:39 PM

رسالة الرئيس محمد أنور السادات
إلى جامعة دار السلام الإسلامية بالهند
بمناسبة احتفالها باليوبيل الفضى
فى١٦ ابريل ١٩٧٧

أيها الإخوة والأخوات
السلام عليكم ورحمة اللهوبركاته ٠
فانه يطيب لى أن أبعث إليكم بتحيتى الطيبة فى هذه المناسبة العلميةالتى تحتفلون فيها بالعيد الفضى لجامعتكم العظيمة جامعة دار السلام ، بعد أن قطعتشوطا من عمرها المبارك ، وخرجت آلاف الطلاب والطالبات حاملين مشاعل الثقافةوالمعرفة فى عصر لا سيادة فيه إلا للعلم وبالعلم ، ولا تقدم أو تنمية أو رخاء إلابالمعرفة فى أى قطر من أقطار الأرض ٠
وإذا كنتم تحتفلون اليوم بالعيد الفضى لجامعتكم ، فانكم تؤكدونتقديركم للعلم والعلماء ، وتعلمون بما يوجبه الدين على أتباعه من اعزاز للعلم ،واحترام للفكر ، وحفاوة بالعلماء ، وتنفير من الجهل وسخرية من الجهلاء
ولقد تردد هذا كله فى الدين الإسلامى الحنيف ، وفى تراث الهندالروحى وحضارتها العريقة ٠ لهذا لم يكن عجيبا أن ظفر المسلمون وظفر الهنود فى عصورمن تاريخهم المشرق من بداوة إلى حضارة ، ومن جهالة إلى ثقافة ، ومن تخلف إلى تقدم ٠
أيها الإخوة والأخوات
لقد سجل تاريخ الهند أغنى بلاد العالمآلاف السنين ، وإن العلوم والفنون الجميلة ازدهرت بها وكانت دلهى فى القرن الثالثعشر الميلادى مقصد رجال العلم والفن ، وكانت تحتفى بالعلماء والأدباء والفنانين ،كما كانت تفعل بغداد من قبل ٠
كما سجل التاريخ أن العرب اتصلوا بالهند منذ زمن بعيد ، وتوطدتبينهم الصلات التجارية فى القرن السابع عشر الميلادى ، حينما كانت أوروبا تشك فىوجود الشرق الأقصى ، ولا تعرف سوى شواطئ افريقية ، ففى هذا الوقت كانت السفنالعربية تمخر عباب المحيط وترسو ببلاد اليمن ، ناقلة كثيرا من خيرات الهند إلى بلادالعرب ، لينقلها العرب إلى الشام وإلى أوروبا٠
وحينما يدقق الباحث فى النظر يجد أن حضارة العرب قد امتزجت بحضارةالهند ، وان هذا الامتزاج بدت آثاره فى المذاهب الهندية وفى نواح من التفكير العربى ٠
ولا يستطيع باحث أن يتغافل عن مظاهر هذا الامتزاج فى فن البناءوالعمارة ببلاد الهند وبلاد العرب ، كما نرى فى منارة قطب وفي باب علاء الدين الذيتبدو أعمدته هندوكية وتبدو قناطره وزخارفه عربية ، وكما نرى فى تاج محل الشهير فىالعالم كله بأنه قائم على الفن الهندوكى والعربى والفارسى ، وكما نرى فى مسجدالمعطى والمسجد الكبير فى دلهى ٠
ومن مظاهر امتزاج الحضارتين الهندية والعربية أن العرب درسوا فلسفةالهند وادابها ، وترجموا بعضها إلى العربية ، ومازلنا نقرأ فى اعجاب كتاب كليلةودمنة الذي ترجمه إلى اللغة العربية الكاتب الكبير عبد الله بن المقفع منذ اثنى عشرقرنا ، ومازلنا نتذكر أن العلامة المسلم البيرونى كان صديقا لسلطان الهند محمودالغزنوى ، وعاش زمنا بالهند ، ونقل إلى الهنود بعض علوم العرب ، كمال نقل الى العرببعض معارف الهنود منذ تسعة قرون ٠
أيها الأخوة والأخوات
لست أنسى فى هذا المقام أن أنوه بالتعاليمالمشتركة بين الديانات الهندية وبين الإسلام ، كالدعوة إلى المحبة والتسامح والسلاموالكرم والحلم والوفاء وحب الأسرة ٠
وفى ظل التسامح المشترك أنشئت مساجد كثيرة فى جميع المدن بجوارمعابد هندوكية ، وكلما تقدمت الحضارة وانتشرت الثقافة استنار الناس فعم المبدأالقائل بإله واحد وقل التعصب ، وان الهند العريقة والأمة العربية العظيمة قد نهضوامن الرقاد ، وآلوا على أنفسهم أن يجتهدوا لتعويض ما فاتهم ، فيعمروا عقولهم بالعلم، ويعمروا قلوبهم بالإيمان ، ليتبوأوا المكان الرفيع الذي يرتضونه لأنفسهم فىالعالم الجديد ٠
أيها الأخوة والأخوات
إن جمهورية مصر العربية لن تنسى مواقفشقيقتها الهند فى مناصرة قضيتنا العادلة ونضالنا المشروع لاسترداد أرضنا المغتصبةوحقنا المسلوب ، فقد كان لهذه المناصرة اثار طيبة محمودة ٠
واننى اختتم كلمتى بتمنياتى لفخامة الأخ رئيس الجمهورية ولحكومتهوللشعب الهندى الشقيق بمزيد من العزة والمجد والازدهار كما اتمنى لجامعة دار السلامالعريقة وهى تحتفل بعيدها الذهبى كل التوفيق والسداد فى خدمة العلوم والفنونوالاداب ، وفى نشر الثقافة الإسلامية الداعية إلى الحرية والسماحة والسلام ٠
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

محمد حسن ضبعون 21-06-2010 07:41 PM

رسالة الرئيس محمد أنور السادات
لوزير التعليم ردا علي برقية وزيرالتعليم
ورجال الجامعة تأييداً لمبادرة السلام
فى١٦ ديسمبر ١٩٧٧

بمزيد الامتنان تلقيت رسالتكم الرقيقة التي بعثتم بها إلي ، انتمورؤساء الجامعات ، بعد الاجتماع الذي تم عقده برئاستكم وعبرتم فيها عن تقديركمللمبادرة التي اعلنتها والرحلة التي قمنا بها لزيارة القدس من اجل اقرار السلام
ان انتصارنا المجيد في اكتوبر العظيم قد هز مشاعر العالم وغيرالمفاهيم نحونا واعز جانبنا ، ومن هذا المنطلق ومن موقف القوة اتخذنا القرار النابعمن ارداتنا المنفردة الحرة بهذه المبادرة متخطين كل الصعاب والعقبات دفعا لعجلةالسلام الي الامام في اقصر طريق وذلك بالحوار الدبلوماسي وبعنصر المواجهة المباشرةلاسرائىل حكومة وشعبا في بلدها حتي تواجه نفسها بلحظات الحق والحقيقة ، وأنه لاسلام مع ****** الارض واستمرار الاحتلال وتوضيح الرؤية عن جوهر المشكلة ، وأساسهافي حق الشعب الفلسطيني في العودة وحقه في اقامة دولته علي ارضه وحقه في تقرير مصيرهوأن القدس عربية وان القضية ليست مصرية اسرائىلية ولكنها قضية عربية اسرائىليةترتكز علي أساس الاستراتيجية العربية المقررة في مؤتمر الرباط والقرارات الدوليةللأمم المتحدة كما أعلنت أمام الكنيست عن الارادة العربية ازاء قضيتها واكدنا عليمباديء خمسة لابد ان ترتكز عليها اي اتفاقية سلام
ولقد اسمعنا العالم حقائق الموقف وقمنا بواقع جديد بتحريك القضيةوالانتقال بها من حالة الجمود الي الحركة النشطة الدولية
ولقد اثبتنا للعالم ايضا ان مصر هي الحرب وان مصر هي السلام ونحنالعرب نبغض الحروب ونحب السلام ونقدسه وانه بعمق ايماننا يسمو الهدف ونبل المقصدوبالدوافع الانسانية والسلوك الحضاري وبوحي من ضميرنا اجتزنا الطريق وعقدنا العزمعلي كسر حواجز الشكوك والارتياب والعوامل النفسية والقضاء علي الحلقة المفرغةوالمواقف المتفجرة التي عاشتها المنطقة خلال ثلاثين عاما
لقد قمنا بمبادرتنا ورحلتنا التاريخية ليحدونا كل الأمل ان نجدآذانا صاغية ونفوسا واعية وكلمة حق يتردد صداها لأن قرار السلام الذي ننشره ليس مناجلنا فحسب وانما من اجل جميع شعوب المنطقة التي عاشت في صراع رهيب تحملت فيه كلالويلات والمآسي ولكي تنعم بعد هذا الصراع بالامن والامان والاستقرار ويتاح للانسانفي عهد السلم ان يسترد انفاسه وينطلق بطاقته الخلاقة لبناء حياة افضل .. إن المرحلةالتي نمر بها الان هي مرحلة مصيرية ومن اهم مراحل النزاع العربي الاسرائىلي ونقطةتحول في تاريخ المنطقة وان الخلافات والمهاترات والمزايدات والشعارات الزائفة ليسلها محل ولا جدوي منها واننا بمشيئة الله ماضون فيما بدأناه بكل الثقة والايمان
لقد كرست حياتي لخدمة وطننا وامتنا ورأيت لزاما علي ان اتخذ هذهالخطوة مستعينا بالله وباذلا غاية جهدي لتجنيب شعوبنا ويلات حرب اخري تراق بهاالدماء ويسقط الشهداء ورحمة بالانسانية والبشرية
والله نسأل ان يرعانا بالتوفيق ويشملنا بفيض من عنده ويكلل جهودناالمخلصة بالنجاح حتي يتحقق السلام وتعلو رايته ويعمم الأمن والأمان ونوالي المسيرةكي نحقق ما نبتغيه لاسعاد شعبنا في الخير والرخاء والرفاهية ونصل بوطننا الي ذروةالعزة والمجد
تحية اعتزاز وتقدير مني لكم ولرؤساء الجامعات الذين اجتمعوا وأجمعواعلي التعبير الصادق عن المشاعر النبيلة والاحاسيس الخالصة نحو شخصي والتي كان لهاابلغ الاثر في نفسي
ويسرني ان اعرب لكم عن اجمل الشكر القلبي راجيا ان تنقلوا الي رؤساءالجامعات هذا الشكر مقرونا بصادق مشاعري نحوهم واعزازي لهم مع اخلص الاماني بموفورالصحة والمزيد من التوفيق

محمد حسن ضبعون 21-06-2010 07:42 PM

رسالة الرئيس محمد أنور السادات
الي مؤتمر المواطنة الامريكي بواشنطن
بمناسبة منح سيادته جائزة تقديراً لمبادرته للسلام
فى٢٣ فبراير ١٩٧٨




اعلن الرئيس أنور السادات أن اسرائيل مطالبة بالرد علي مبادرةالسلام التي قام بها وذلك بالانسحاب من الاراضي العربية المحتله وتمكين الفلسطينيينمن إقامة دولتهم الخاصة بهم وقال الرئيس السادات انه يتعين علي اسرائيل كذلك أنتقدم الضمانات الضرورية من أجل الأمن المتبادل وأوضح ان الأمن طريق ذو اتجاهين خاصةاذا وضعنا في الاعتبار أن الأراضي العربية هي التي تعاني الآن من الاحتلال ، وأضافالرئيس السادات في رسالة بعث بها الي الحاخام اليهودي " باروخ كورف " مؤسس مؤتمرالمواطنة الامريكي الذي منح الرئيس السادات جائزة تقديراً لمبادرته أن اسرائيل يجبأن تستجيب للاجراءات والالتزامات التي اتخذتها مصر وذلك عن طريق الانسحاب منالأراضي العربية التي احتلت في يونيو ١٩٦٧ تطبيقا لمبدأ عدم السماح بالاستيلاء عليالأراضي عن طريق الحرب ، وكذلك تمكين شعب فلسطين من ممارسة حقه في تقرير المصيرالذي يعتبر حقا انسانيا
وأكد الرئيس السادات في هذا الصدد أن " فلسطين الحرة " ستكون قوة إيجابية للاستقلال في الشرق الاوسط
وذكر الرئيس السادات في رسالتهالتي قرأها بالنيابة عنه الدكتور فؤاد محيي الدين وزير الدولة المصري لشئون مجلسالشعب في احتفال المؤتمر بتسليم جائزته للرئيس : أن الرئيس الامريكي كارتر قد اكدلي اثناء زيارتي الاخيرة للولايات المتحدة استمرار الدور الامريكي النشيط من أجلتحقيق السلام في الشرق الأوسط . وأن الولايات المتحدة تملك - بحق - دورا حاسما يمكنأن تقوم به لسد الفجوة بين أطراف النزاع في المنطقة
إن الولايات المتحدة فيموقف فريد الآن يمكنها من ممارسة نفوذها ومساعيها الحميدة كما انها في الحقيقة اكثرمن مجرد " وسيط " بل هي من وجهة نظري تعتبر " شريكا " بكل معني هذه الكلمة إننيسُررت لأن السفير الفريد اثرتون مساعد وزير الخارجية الامريكي قد بدأ مهمته الجديدةبين مصر واسرائيل بالفعل وإنني اثق بدرجة كبيرة في قدرة اثرتون وحكمته . واعرب عنامله في ان يتم التوصل الي اتفاقية قريبا بشأن إعلان للمبادئ التي سترشدنا طوالالطريق الي السلام إن احد العوامل الهامة هي المحافظة علي قوة الدفع وعدم تضييعالوقت الذي يعد حيويا وهاما في مثل هذه العملية
إنني من جانبي صممت علي أنأثابر في جهودي نحوالسلام وإنني اختار مصيري بتكريس حياتي لتحقيق السلام وإني مُصرعلي أنه ينبغي اتاحة كل الفرص لبنود السلام . وأذكر ما سبق أن قلته في الخطاب الذيألقيته في نادي الصحافة القومي الامريكي أثناء زيارتي لواشنطن من أني أعتقد اعتقاداراسخا أن مبادرتي اصبحت الآن ملكا لكل شعوب الارض كما أنها اصبحت جزءاً من الضميرالانساني ودعونا نجعل من الشرق الاوسط الذي يعد مهد الحضارة ومولد الديانات المقدسةمصدرا متجددا للمعرفة والالهام للعالم بشكل عام ، وحيث يسود السلام والتفاهم إننيمنحت اسرائيل كل شئ عندما قمت بزيارة القدس حيث أُعلن قبولنا لاسرائيل في منطقتنابعد ثلاثين عاما من حروب مريرة
إن هذا يعد خطوة هائلة لا يجب التهوين من قدرهاأو التقليل من شأنها من جانب اسرائيل التي تقول إنها " لا تحتاج الي اعترافنا " ومصر قد قبلت تنفيذ قرار مجلس الأمن بكافة جوانبه ، وإنها علي استعداد لقبول وقفحالة الحرب الفعلية وإقامة علاقات سليمة واحترام حقوق السيادة ووحدة الأراضيوالاستقلال السياسي وكفالة ضمانات الامن لكل دوله في المنطقة
و بالنسبة لقضية الامن فإني أقترحت خلال زيارتي للقدس ست نقاط هي : اقامة مناطق*****ة السلاح ومناطق محدودة السلاح - ومحطات للإنذارالمبكر - وقوات من الأممالمتحدة علي الحدود مثل شرم الشيخ - ولجان مصرية / اسرائيلية مشتركة - وان تأخذاسرائيل بالتالي علي عاتقها القيام بتبادل الالتزامات والتعهدات مع مصر
و إنهقد تم تقييم مبادرتي للسلام بعدة طرق ولقد كانت المبادرة بالنسبة لي عملا مخلصاومهمة مقدسة اردت أن اكسر بها الحلقات المفرغة من الكراهية والشك ، ولم أذهب اليالقدس لإبرام صفقة بل لتحقيق السلام ، وقال لقد شعرت بأن هناك حاجة الي عنصر جديدلتغيير الموقف ككل بصورة درامية عنيفة وأردت ان يضمن تحقيق السلام عن طريق احرازتقدم نفسي يجمع بين الامتين اليهودية والعربية بعد سنوات كثيرة من المعاناة وافتقادالثقة
وقال ان لدي اقتناعا عميقا بأنه لا ينبغي ان تكون الحرب وسيلة لتسويةالخلافات بين الدول بعد ذلك . وإن حرب اكتوبر ١٩٧٣ ينبغي أن تكون آخر حرب في الجزءالذي نشغله من العالم اذا وافق كل من الجانبين علي الوفاء بالتزاماتهما الواردةبميثاق الامم المتحدة ومبادئ القانون الدولي . إنني تأثرت بشدة وما زالت أشعر بهذاالتأثير من جراء ردودالفعل الحارة والودية من جانب الشعب الامريكي لمبادرتي للسلام
إن مؤتمر المواطنة الامريكي الذي يمثل ملايين من الأمريكيين الجديرين بالاحترامكان من أول مجموعات المواطنين التي رحبت بزيارته للقدس
إن التجربة قبل زيارتيالأخيرة للولايات المتحدة وأوروبا وبعدها اكدت لي انني اسير في الطريق الصحيح
ويمكنني أن اؤكد لكم إنني لن اخذل ابدا الشعب الامريكي الذي ايد مبادرتي تأييداضخما واعرب الرئيس السادات في رسالته - التي لقيت ترحيبا حارا من اعضاء المؤتمر عنامتنانه للدعوة التي تلقاها للاشتراك في الاجتماع للاحتفال بذكري مولد " جورجواشنطن " الاب المؤسس لهذه الامة العظيمة وابدي الرئيس اسفه من أنه لا يستطيعالعوده الي الولايات المتحدة بعد ايام قليلة من زيارته التي انتهت مؤخرا مكنته منأن يجري محادثات مثمرة ومكثفة مع الرئيس كارتر وحكومته بالاضافة إلي أعضاء مجلسالنواب والشيوخ وقال السادات إنني آمل أن تقدروا الحقيقة التي مفادها أنه في هذهالمرحلة الحاسمة من تطورات الشرق الاوسط فإن مسئولياتي تجاه هذا الجزء من العالمتمنعني من القيام بزيارة ثانية الي الولايات المتحدة في مثل هذه الفترة من الوقت
وأشار الرئيس في ختام رسالته الي- المؤتمر الذي هو مؤسسة تعليمية يبلغ عدداعضائها اربعة ملايين عضو - الي دور المؤتمر وقال : إن مؤسسات ومعاهد التعليمامامها دور كبير تقوم به من أجل الحفاظ علي السلام والمساواة في العالم عن طريقتقدير الحقائق الموضوعية وغير المتحيزة بشأن الدول المتخلفة وتاريخها وثقافتهاوتطلعاتها المشروعة وأنه من خلال مثل هذا المنهاج تستطيع الدول أن تقترب بعضها منالبعض وأن تعيش في سلام وتوافق

محمد حسن ضبعون 21-06-2010 07:45 PM

حديث الرئيس محمد أنور السادات
مع الصحفيين والكتاب
بمناسبةالاستفتاء علي صيانة
الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي
فى٢٣ مايو١٩٧٨
باسم الله

يسعدني أعظم سعادة حقيقية أن التقي بهذه النخبة الممتازة من كتابناوصحفيينا ورجال الإعلام في كل موقع وخاصة في هذه المرحلة بالذات التي أومن أنهانقطة تحول ووقفه لابد لنا جميعا من أن نستوعب أبعادها بعد أن قال الشعب كلمته ،عليكم أمانة وفي يقيني وفي تقديري دائما أن أمانة القلم هي أشرف أمانة وعليكممسئولية هي أن تضعوا الحقائق امام شعبنا واضحة ومحددة ومبرأة من كل دعوات تريد أنتزيف الحقيقة أو تزيف التاريخ لا لشيء إلا لتحقيق أطماع وأساليب عفي عليها الزمنمنذ قيام ثورة ٢٣ يوليو والي الأبد إن شاء الله .. واردت ايضا في نفس الوقت فيلقائي بكم أن يستمع معنا مندوبو الوكالات وصحفيو العالم كله فلم يعد هناك ما نخشاهولم يعد هناك ما نخفيه إطلاقا .. الحلال بيّن والحرام بيّن ، وكلمة الشعب فيالاستفتاء اليومين الماضيين حاسمة وقاطعة وباترة ، إن هذا الاستفتاء ليس تأييداً ليولكنه في المقام الاول تأييد للديمقراطية السليمة التي نادي بها المبدأ السادس منمباديء ثورة ٢٣ يوليو ، تأييد لهذه الديمقراطية بتطهير المسار وتلقين من لم يعلم أوتعمد ألا يعلم أن السلوك الديمقراطي لابد وأن يرتبط بالأمانة ، بالالتزام ، بمقوماتهذا البلد التي حفظت عليه بقاءه ووجوده عبر قرون طويلة ، واجه فيها المغيرينوالمستعمرين ، وبقي الشعب أصيلا صامدا قويا الي يومنا هذا والي يوم القيامة إن شاءالله
أردت أن يكون لقائي بكم فرصة لكي ندير حوارا ولكي يستمع شعبنا ايضاالي هذا الحوار ولكي يستمع معه العالم كله عالمنا العربي والعالم الخارجي ، فمصركما تعلمون وكما رددتم مراراً مصر أحق دول هذا العالم كله في حكم ديمقراطي سليملأنه ليس كما يقول البعض إن الشعب المصري لم يبلغ سن الرشد بعد .. لا .. اطلاقا أولحكومة قامت علي ضفاف النيل وأول دولة في العالم قامت علي ضفاف النيل وشعبنا ناضجواعٍ ، وله الحق الكامل في دولة وحكم واستقرار حضارتنا بدأت منذ سبعة آلاف سنة وقتأن كان كثير من دول العالم المتحضر اليوم كانوا يعيشون في القبور وعلي الأشجار .. مصر ليست كما يدعي البعض في حاجة الي وصايا من احد اطلاقا
استطيع أن اتحدث لكموسأتحدث بعد أن نبدأ حوارنا معا .. طوال السنوات الثمانية الماضية التي وليت فيهاالمسئولية الاولي استطيع أن اقرر ، بكل الثقة والاطمئنان ، أنه ما من قرار او ما منعمل قمت به إلا وكانت القاعدة الأساسية لشعبنا في غاية اليقظة والوعي بل لا أكونمبالغا حين أقول في قرارات كثيرة كانت سابقة لكل من حولي
اذكر هذا علي سبيلالمثال ، اليوم يوم ٤ فبراير سنة ٧١ يوم أن تقدمت بأول مبادرة الي السلام بعد أنتوليت بشهور أربعة ليس إلا ، يوم أن تقدمت بهذه المبادرة الي مجلس الشعب وكان منحولي اللجنة التنفيذية العليا ومراكز القوي ، خرجوا جميعا في مرارة وفي ذهول لأنهملم يستطيعوا أن يستوعبوا أو أن يكون لديهم الوعي لفهم ما تقدمت به امام المجلسوامام العالم كله في ٤ فبراير ٧١ ، وكانت أول مبادرة للسلام خرجوا جميعا وذهبوا بعدالاجتماع وعقدوا اجتماعا آخر لكي يستغلوا هذه المبادرة واعتبروها فرصة لبدء معركةالخلاص مني ، كما كانوا يخططون ، كان هذا الكلام يوم الخميس ٤ فبراير ويوم الجمعة ٥فبراير ٧١ ، تجاوب الشعب معي من أقصاه الي أقصاه بفهم ووعي ، يوم السبت ٦ فبرايروفي هذا المكان الذي نجلس فيه جاءوا الي واحداً واحداً يؤيدون ويباركون ، في أقل من ٢٤ ساعة كان وعي شعبنا صادقا واستطيع أن احكي كثيرا عن هذا ، كل ما أريد أن أقولهامامكم هو إن هذا الشعب واع وأصيل وقوي ومؤمن وبغير حاجة الي وصايا أو أوصياء ،كانت هذه هي دلالة الاستفتاء الذي حدث منذ أيام قليلة والذي اعتبره بحق نقطة تحولونحن نتابع مسيرتنا الديمقراطية البعض انزعج ، والبعض بدأ يعد العدة لمواجهةاجراءات استثنائية وعدول عن الديمقراطية وفتح للمعتقلات من جديد وبدء الحراسات منجديد أبداً ، أبداً ، كل من فكر علي هذا النحو لم يكن حقيقة يعلم ، لم يكن عليمستوي المسئولية ولا علي مستوي الفهم ولا علي مستوي ما لشعبنا من فهم ووعي ، نتيجةالاستفتاء الشعبي الذي تم في جو من الحرية الكاملة ومعنا المراسلون الأجانب وأنتمايضا شاهدتم بأعينكم نتيجة الاستفتاء وهذا يؤكد أن الديمقراطية المصرية تحترم الرأيوالرأي الاخر ، ونحترم من قال لا ومن قال نعم
لا أريد أن اطيل عليكم ، أنا في الواقع كما قلت الآن أريد أن نديرالحوار حواراً نحن في حاجة اليه في مثل هذا الوقت كما قلت الذي نجتاز فيه نقطة تحولاساسية في مسارنا الديمقراطي ، ولعلنا بهذا الحوار نستطيع أن نجلو وأن نناقش كل شيءبكل الحرية وبكل الصراحة وبأسلوب يعرف شعبنا من خلاله كل أبعاد ما تم لكي تستقيمالمسيرة من ناحية .. ومن ناحية اخري فأنتم ككتاب وكرجال صحافة وكرجال إعلام مطالبينامام الشعب بأن تضعوا له جميع الحقائق خاصة وأننا نبدأ تجربة فريدة لأول مرة وهي أنتكون الصحافة سلطة رابعة من سلطات الدولة
تعارف العالم كله ورجال القانون عليأن السلطات في الدول الثلاث هي : التنفيذية والتشريعية والقضائية ونبدأ بإرادةالشعب وكلمته تجربة جديدة وفريدة هي أن تكون الصحافة هي السلطة الرابعة ومن أجل هذاكما قلت لا أريد أن اطيل عليكم ولا أريد أن يكون الحديث من جانب واحد بل وإنما أريدأن يكون حواراً علي طريقة العائلة الواحدة التي تناقش كل امورها بوضوح وبصراحة وبحبوبحرص والتزام بالمصلحة العليا لهذا البلد الذي نتشرف جميعا بأننا ننتمي اليه وشكرا
سؤال : حول تصور سياسته للمرحلة القادمة بعد التأييد الشعبي الرائعللمباديء التي أعلنها الرئيس السادات ووافق عليها الشعب في الاستفتاء الاخير
الرئيس السادات : لدي الآن المباديء الستة لاستفتاء الشعب قبل أن احكي عنالتصور ، أريد أن اعود الي الوراء قليلا ... كما تعلمون بدأنا تجربتنا الديمقراطيةوفي كل مرة كنت اعود فيها الي الشعب تذكرون مباشرة عقب معركة اكتوبر رفعت الرقابةعن الصحافة لأول مرة منذ أربع سنوات الي الآن ثم تقدمت بورقة التطوير للشعب ونوقشتوانتهت الي أن أي عمل سياسي لابد وأن يكون فيه ثلاثة اجنحة يمين ووسط ويسار وليسمتصورا أن هناك شيئاً اخر يمكن اضافته الي ذلك
وحسب ما اخترنا في تجربتنا منناحية وبالمفهوم العلمي في عالم اليوم مارست المنابر في الانتخابات الماضية عام ١٩٧٦ عملها ومارستها بطريقة حزبية كاملة من أجل هذا وفي افتتاح مجلس الشعب فينوفمبر ١٩٧٦ كان لا يجب أن أضيع وقتا ابدا فلتبدأ التجربة وتحولت المنابر الي أحزاب .. بعد ذلك بدأت الممارسة في نوفمبر ١٩٧٦ وكأي ممارسة أو كأي عمل في هذه الحياة ،الدنيا التي نعيشها لابد وأن يكون فيه انجازاته وتجاوزاته كان أول تجاوز اعتبرتهأمراً خطيرا أحداث ١٨ و ١٩ يناير ١٩٧٧ .. الي هذا التاريخ كان جناح اليسار قائماًويمارس .. بل بمساعدة اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي في الانتخابات - شأنه شأنالجناحين الآخرين - اخذ المساعدات المادية وكل المساعدات الآخري علي قدم المساواةولم يكن لي اعتراض ابداً .. فهذا امر طبيعي ويجب ألا ندفن رؤوسنا في الرمال .. ففيعالم اليوم هناك يمين ووسط ويسار
في هذين اليومين كتب جناح اليسار أو خط جناح اليسار مصيره بيده .. أن يخرج الناس للاعتراض علي قرار صدر من السلطة التنفيذية من الحكومة .. هذا امرمشروع .. أن يذهبوا الي مجلس الشعب نعم .. أن يذهبوا الي مواقع المسئولين وأنيعبروا عن رأيهم . نعم .. أن يذهبوا إلي رئاسة الجمهورية ويعبروا عن رأيهم . نعم .. كل هذا ممكن .. لكن أن يكون التعبير أنه نحن نشكو من هذه القرارات لأنها سترفعأسعار مواد التموين ، اذن الحل أن نذهب الي المجمعات الاستهلاكية لننهبها ونحرقهاده الحل في التموين
في المواصلات .. نحن نعاني أزمة المواصلات حق وعدل الحل هوأن نحطم ٤٠ اتوبيس وقبل كده علشان برضه تعرفوا كيف صبرت وثابرت ؟ الحقيقة في جولةوانا ازور ايران منذ ثلاث او اربع سنوات علمت أن ايران بتصنع الإتوبيسات المرسيدسفسألت الشاه : فقال لي نعم فقلت والله انا عندي أزمة مواصلات تقدر تبعت لي كاماتوبيس قال ابعت لك ٣٠٠ اتوبيس بالشروط اللي في السوق نفسها طيب لما عدت طلبت منرئيس الوزراء والوزراء المختصين يبرموا هذا الاتفاق وابرموا الاتفاق فعلا وبدأتوريد الـ ٣٠٠ اتوبيس علشان نحل أزمة المواصلات
نشوف بقي التجاوز في السلوكالديمقراطي .. يقف نائب ويوزع الاتهامات يمينا وشمالا .. وأن هذه الصفقة فيها كذاوفيها كذا .. وتناقش أمام المجلس .. بعد أن تمتليء مصر شكوكا .. وخط الشكوك هذا بحطتحته خطين لأن ده عملية أساسية من اللي حاتكلم معاكم فيها النهاردة.. في النهايةيثبت أنه مفيش في الصفقة اي حاجة ابدا .. اطلاقا .. بكل المناقشة الحرة .. اطلاقاتشويش وبس وإثارة استغلال للمشاكل اللي احنا فيها .. المصيبة الكبري انه موش بس كده .. التشكيك والإثارة حتي لا يعمل أو يتخذ قرار اي مسئول خوفا من التشهير .. المصيبةالأكبر انه كمان نيجي ونحطم ٤٠ اتوبيس بحجة انه بنحتج علي قرار من قرارات الحكومة
هذا ليس خلق الشعب المصري .. وأنا قلت إن ده اول شعب قامت علي ضفافالنيل أول حكومة في التاريخ أول دولة موش ده أسلوب الشعب المصري وانما ده أسلوبالدهماء أن يخرج اليسار المصري ويصف ما تم .. نهب المجمعات الاستهلاكية وحرقها .. حرق الاتوبيسات ونحن نعاني أزمة مواصلات .. محاولة حريق القاهرة بعمل منظم .. بعملمخطط بمعني أن اتوبيس يتحرق يروحوا جايبينه وحاطينه أمام المطافيء علشان عربياتالمطافيء لا تتمكن من الخروج لإطفاء أي حريق وعلي الصحف في كل مكان ياخدوا الدهماءيحرضوها واللي بيحرضوا يسيبوا الساحة قبل ما تصل قوات الأمن .. طب كل ده حصل .. افاجأ بأنه اليسار المفروض أن يكون يسارا مصريا يخرج بأن ما حدث هذا هو انتفاضةشعبية .. انا بقول إنه من ذلك التاريخ كتب هؤلاء الذين كانوا قائمين علي أمر اليساركتبوا مصيرهم بأيديهم .. لا يعني هذا أنني ضد وجود اليسار كمبدأ أو في اليسار أو فيالوسط لا .. أنا ضد من يحاول أن يستغل الديمقراطية في اليمين أو انا ضد من لا يحتكمالي الالتزام الخلقي في أي جناح من الاجنحة أنا ضد من يحاول أن يزيف التاريخ في أيجناح من الأجنحة وعلي أي صورة من الصور من هذا التاريخ كتب القائمون علي اليساروانا اعلنت ايامها وبمنتهي الصراحة قلت إني اخطأت أني تركت لعناصر عفنة لأنها قامتوتعلمت وتربت في كنف الاتحاد السوفيتي .. وكل ما يقوله هو الصح .. وكل ما يرفضه هوالخطأ . والوحيد في العالم اللي شارك جماعتنا اللي قالوا علي انتفاضة الحراميةانتفاضة شعبية كان راديو موسكو والاتحاد السوفيتي
فأنا لا اتجني .. لكن منذ ذلك التاريخ كان امرا مبتوتا فيه .. فات ١٨ و ١٩ يناير واستمرت الممارسة ولم اتقدم الي الشعب اللي استنكر بجميع طوائفه .. ولعلكم لا تعلمون أنه من خمسة وعشرين قرشا الي عشرة صاغ الي جنيه الي شهادة استثماربعتوها الناس البسطاء من الشعب علشان يعبروا عن استنكارهم لما تم من حريق او منتدمير وتخريب للمرافق اللي هي ملكنا كلنا في مصر وتذهلوا عندما تعلموا أن هذهالحصيلة بلغت اكثر من ٨٠٠ الف جنيه باسماء اصحابها وكلفت رئاسة الجمهورية أن ترسلالي مجلس الشعب كل اسم والتبرع الذي تبرع به
برغم هذا وكان لازم من هذا التاريخ .. وبالاستفتاء بتاع فبراير اللي بعد هذه الأحداث كان لازم اضع هذا الموضوع امامالشعب لكي يقول كلمته فيه ولكن التجربة غضة لسه وأنا اريد فعلا أن تنجح هذه التجربة، أجلت ولكن الكثير بيخطئوا هنا في مصر لما يعتقدوا أني أنسي أو أن الأمور المبدئيةتهتز عندي .. ابدا ولو بعد مائة سنة .. ابدا .. مشينا جينا في الصيف وأعلن عن قيامحزب الوفد .. وبدأوا يتكلموا عن قيام حزب من الوفد .. وحذرت في اكثر من خطاب فيالصيف الماضي وفي منطقة القناة بالذات ويمكنكم أن تعودوا اليها .. فأنتم طبعتوهاعندكم .. حذرت من أنه لا عودة الي الوراء ولا الي اساليب ما كان قبل ثورة ٢٣ يوليوومجتمع الواحد في المائة ومجتمع الباشوات كل هذا حذرت .. شهوة الأضواء عند البعضبتنسيه الكثير وبتحجب عنه شيء أساسي يجب أن يتمتع به السياسي هو متي يقف علي المسرحومتي ينزل ويخلي مكانه لأجيال جديدة
البريق غلب وقام ما سمي بحزب الوفد الجديدولا اعتراض لي علي الإطلاق .. سارت الإجراءات حسبما هو وارد في قانون الأحزاب الذيأصدره مجلس الشعب افاجأ بالعودة بقي الي كل ما كان قبل ٢٣ يوليو ، إقطاع أبداً مصرلم يكن فيها إقطاع هكذا قال كبيرهم .. لم يكن فيها إقطاع ووقف مستشار في ناديالقضاة في اكتوبر الماضي بعد أن سمع هذا في المبني اللي بجوار نادي القضاة وهينقابة المحامين وقف وحكي عن تجربته وهو وكيل نيابة في المنوفية حين دعي الي منزلفلاح يعمل في دائرة الامير محمد علي وكيف أن باشكاتب الدائرة اضطهده .. ونحن نعلمأننا كفلاحين أول ما يتميز به الفلاح هو الايمان .. ايمان عميق يتعلمه من التراباللي بينشأ عليه في القرية .. والانتحار كلنا نعلم أنه كفر وهذا أمر اذ صح فيالمدينة فلا مكان له ابدا علي الاطلاق في مجتمع القرية مهما كانت الامور الي يومناهذا والي أن تقوم الساعة
أنا اتحدث عن هذا وانا واحد منهم . يذهب فيجد فلاح شانق نفسه .. يذهل المستشار .. حكي القصة حكاها امام مصر كلها في احتفال نادي القضاة في اكتوبرالماضي وإما من يصل الأمر أنه الفلاح البسيط يصل الي درجة الكفر لأن باشكاتبالدائرة ضيق عليه الخناق .. وهو عنده كرامة فقاوم وظل يقاوم فقطع عيشه من كل ناحيةبحيث بقي يخرج يروح في بلد بعيدة جدا علشان يشتغل ويأكل أولاده وزوجته فيواجه بمايواجه به ، تفتيش ميت خلف بتاع البرنس محمد علي لأن باشكاتب الدائرة غني بأنه في أيمكان يروحه يبعت قبله .. في النهاية بعد كل المقاومة الممكنة شنق نفسه لأنه لقيزوجته وأولاده واطفاله جياع قدامه ومش قادر يجيب لهم أكل ومش قادر يعمل لهم حاجة . بذل المستحيل وقاوم .. يقف ويقول إنه لم يكن في مصر اقطاع .. الله غريبة .. دهالأدهي من هذا أن ثورة ٢٣ يوليو انقلاب عسكري .. قاموا لما لقيوها هاتبقي فجة قالواانقلاب عسكري ايده الشعب
انا بقول إن ثورة ٢٣ يوليو في أثرها هنا في مصر لا تقلأبدا عن الثورة الفرنسية وستظل الي الأبد .. الثورة الفرنسية انتكست اكثر من مرةولكن برغم كل الانتكاسات حصل المواطن الفرنسي في أقصي الارض في فرنسا علي حقوقه اليالابد ولم يعد اقطاعي يتحكم في الارض وفيه وفي مصيره وفي كيانه وفي حياته .. وانتهت .. بقت في العالم كله الحرية والإخاء والمساواة وزي ما احنا شايفين في فرنسا علشانينتخب اي واحد بينزل الفلاح والعامل علشان يديله صوته .. انتهي الي الابد عصرالاقطاع بكل ما فيه في فرنسا من تاريخ قيام الثورة .. هنا في مصر نفس هذا الأثربرضه مش قادرين يستوعبوه انتهي الي الابد هنا في مصر ، انه الفلاح يبقي شُبهه ما همكانوا اتراك ويشتموا بأيه يقولوا دا انت فلاح .. دي الشتيمة اللي عنده والعامل ليسإلا كمية مهملة وبيتلاعبوا بيه وبمصائره والفصل التعسفي ... لأن طبقة الواحد فيالمائة هم كبار الملاك .. الأغنياء واللي مفيش مشكلة لواحد منهم في بيته مما يعانيهالشعب مش قادرين يفهموا أنه منذ ٢٣ يوليو ومهما كانت تجاوزات ثورة ٢٣ يوليو .. منذ ٢٣ يوليو والي الابد حصل المواطن المصري في القاعدة العريضة .. الفلاحين والعمالوالمثقفين الغلابة ما هو المثقفين مش كلهم زي ما بيدعي بعضهم فيه مثقفين غلابة برضه
حصلوا الي الأبد علي حقوقهم حتي برغم التجاوزات ومع ذلك لما حصلت تجاوزات منثورة ٢٣ يوليو أعلنت واعلنت في مجلس الشعب اخيرا وامامكم بأعلن الآن مجدداً أننيمسئول عن كل قرار اتخذ خلال ثورة ٢٣ يوليو من قيامها في يوليو ١٩٥٢ الي ولايتي فيسبتمبر ١٩٧٠ ومن واقع هذا أنا باتصرف وصلحت كل حاجة ، لميت الجراح وبنبدأ ونرميالحقد وبنجيب الحب وبنكون مجتمع العائلة المصرية لا ده فيه ناس خلقوا للحكم .. طبقةخلقت لتحكم لأن لهم ميزات ما اعرف يمكن زي زمان .. ما كانوا بيعلمونا في القانونالحق الالهي .. لهم الحق الالهي انهم يتصرفوا في مقادير البشر وأنهم مؤهلون وغيرهمغير مؤهل لهذا .. غريبة ثورة ٢٣ يوليو انقلاب وتجاوزات وبعدين مقارنة بين ثورة ٢٣يوليو .. عيب أنا قلت عيب عيب .. عيب .. ده في ثورة ١٩ شعبنا قام وهدفه الأساسي هوالمستعمر .. انتهت بايه بصراع علي الكراسي والمناصب والسرقة والباشوية وأصحابالمقام الرفيع .. مش هو ده اللي انتهت إليه ثورة ١٩ وسابوا المستعمر نهائيا الشعببيقول لهم لما قام في ثورة ١٩١٩ أنا قايم ضد المستعمر .. انجلترا .. هم لا ... انتهي الأمر بيهم الي ما جعل قيام ثورة ٢٣ يوليو أمرا حتميا لإزالة كل هذه الآثاروالي الابد
ردة الي الخلف وبعدين محاولة لتزييف التاريخ مش محاولة .. مكابرة .. ثورة ٢٣ يوليو انقلاب عسكري الوفد القديم هو الممثل الوحيد للأمة .. وبخلافه مفيشحاجة أبداً .. إن الثورة حتي ما قامتش إلا عشان تخلص من الوفد .. وكأنه كان فيه وفديوم ٢٣ يوليو لما قمنا وقتها هو كان فيه وفد وقتها واللا حزب تاني .. هم كانوااهترأوا نهائيا .. وفساد حزب الوفد هو الذي عجل بالثورة لأنه بقية الأحزاب .. أحزابالأقلية لم يكن لها التأثير علي القاعدة الشعبية كما كان التأثير للوفد وهو حزبالأغلبية .. يوم أن فسد الوفد واهترأ وكلنا نعلم من الذي عمل هذا .. وبعدين فيهمؤامرة صمت غريبة .. مين اللي أفسد الوفد ووصل به الي أنه مهتريء يدفع للملك ويدفعللانجليز ويستعين مرة بالملك علي الانجليز ومرة بالانجليز علي الملك وهكذا بعد ماكان تاريخ الوفد الناصع هو مقاومة المستعمر والسراية الاثنين وكنا كلنا وفديينواحنا صغيرين .. ما حدش فينا شذ عنهم ... ومؤامرة صمت .. الله بقت ثورة ٢٣ يوليوقائمة علشان بتقول إنه هذا الفساد لابد أن ينتهي والي الأبد والقاعدة العريضةالمحرومة تأخذ حقها ايضا والي الابد .. وتصبح هناك فرصة متكافئة .. وبأسعد أعظمسعادة في قريتي ماكنش فيه حد متعلم غيري انا واخوتي .. النهارده في قريتي أساتذةجامعة .. وأطباء ومهندسين وكليات علوم وازهر .. ليه .. لأنه فيه فرصة متكافئة .. اللي مجتهد وبيجيب مجموع بيخش ما يسألوش أبوك مين .. وأنت مين .. زي زمان .. أوادفع كذا .. المصاريف
أمر غريب جدا بقي تجاوزات اليسار اللي حكيت عنها .. تجاوزات الوفدالجديد اللي طلع .. وكل همه شيء واحد .. الردة .. ثم التشكيك بقي التشكيك ده لهتاريخ في حياتنا في مصر .. اول ما تعلموا الجماعة اليساريين القدامي دول السياسةواحترفوها .. اتخذوا من التشكيك سلاح قام جه علي دماغهم كلهم لأنه في سنة ٥٢ لماقمنا بثورتنا فقدنا الثقة كاملا في كل واحد فيهم وكانت لابد أن تقوم ثورة دمويةعلشان تخلص وكانت في سبيلها بدأت بحريق القاهرة كان العلامة الأولي وقمنا احناكبديل في ٢٣ يوليو منذ ٢٦ سنة وسموها الثورة البيضاء
مارحتش نقطة دم .. حصلصحيح بعدها تجاوزات عالجتها الثورة من داخلها وليس بثورة مضادة لأن اللي انا عملتهفي ١٥ مايو مش ثورة مضادة ده ثورة بتصحح ثورة الأم ٢٣ يوليو ما حصلتش في التاريخ .. الثورة الفرنسية لما اتنكست من جمهورية قلبت امبراطورية .. لاه .. احنا حصل اخطاءوتجاوزات من داخلنا اصلحناها ، ده حصل أكثر من هذا ده حصل أنه لأول مرة في تاريخالثورات وأنتم كلكم القيمة الكبيرة في الأقلام . لأول مرة في تاريخ الثورات بتيجيثورة بعد ٢٥ سنة تقول اتفضل يا شعب الأمانة كاملة بديمقراطية ولا اجراءات ومعتقلاتمغلقة من ست سنوات قبل هذا التسليم وحرية وأمن وآمان لكل مواطن وتقوم الشرعيةالدستورية بدلا من الشرعية الثورية
الكل رحب بقيام الوفد الجديد .. وانا بالذاتزي ما قلت لكم ليس لي اعتراض علي قيام وفد جديد .. وحزب وطني جديد - أي أناس - بسالمفهوم اللي خطي به الشعب في ٢٥ سنة خطوات لا رجعة فيها أبدا ... تحت اي كلام .. التشكيك ينال مني .. يصل الي الحكم ازاي ؟ الهدف الاول هو الوصول الي الحكم .. تماماً كما حدث بعد ثورة ١٩ انقسموا .. الانجليز ادونا استقلال ناقص سنة ٢٢ ولهونابالدستور والمناصب الوزارية قعدوا يتخانقوا .. وفضلوا يتخانقوا لغاية ما قمنا احناسنة ٥٢ .. لأنه مسكوا قطعوا لحم بعض .. واسلوب العمل السياسي هو التشكيك واضح دهاسلوب زمان نعمله دلوقت .. تشكيك
هضبة الهرم .. ده الدولة باعت آثار مصروثقافتها وقيمتها .. الشركة اللي عملها عبد المنعم الصاوي بتاعة دور السينما .. دهبيع لعقل مصر وتراث مصر .. نفس الأساليب القديمة .. في الوقت اللي هضبة الهرم قامتوفيه اعتراض عليها .. آه طيب ما يرجع المشروع يتناقش من أول وجديد .. يتلغي دهويتعمل واحد جديد بداله
اعملوا لجنة في مجلس الشعب مع الحكومة في المشاريع الكبيرة الليمثلا تتعدي ٥٠ أو ٦٠ مليون جنيه تبقي اللي تقررها لجنة حكومية وشعبية من مجلس الشعبمفيش مانع بتاع الفن .. كل منتج سينمائي وكل موزع .. وكل فنان وممثل مدعو يتفضل يخشالشركة .. ويعملوها هم ويصلحوا دور السينما هم .. ما عندناش مانع إنما العمليةراجعة لزمان .. الأسلوب القديم .. تشكيك .. تجريح يفقد الشعب .. ويستغلوا في هذامعاناة البلد في المصاعب اللي احنا عارفينها كلنا .. والازمة الاقتصادية وعنقالزجاجة اللي احنا فيه من فترة وقدامه لسه سنتين علي الأقل الي أن نعبره إن شاءالله كما عبرنا قبل كده ما هو أسوأ من هذا بكثير
يوم ما كان اقتصادنا تحت الصفر زي ما قلت لكم قبل معركة اكتوبر .. اضيف الي تجاوزات اليسار .. تجاوزات قدامي السياسيين المولعين بالأضواء والأسوء بقيكمان طلع مش بس كده طلع إن هناك حسابات بتتصفي وكان الشعب ومصالحه وكيانه ده شيءنسيبه بقي . ونقعد نصفي في حساباتنا مع أنه ٢٣ يوليو .. ثورة ٢٣ يوليو ماصفتشحساباتها معاهم .. بدليل انه بعد ٢٥ سنة بيجدوا حرية وطمأنينة وديمقراطية وشرعيةدستورية .. ومعتقلات مغلقة .. وحرية صحافة . ولم يكن واحد فيهم يستطيع أن يحكم بغيركل هذه الاجراءات النهاردة تصفية حساب مع ثورة ٢٣ يوليو .. ليه . أحقاد شخصية .. غل .. نزوات عامة .. أسلوب انتهي .. ده اللي خلاني الحقيقة لما بتسألني وبتقولليالاستفتاء .. فقلت لكي لازم أرجع لورا .. بقي فيه تجاوز هنا لناس عايزين يقوموايحولوا .. يتخذوا من مشاكلنا اللي هم اليسار .. قيادات اليسار .. اللي نشأت وتربتفي أحضان الاتحاد السوفيتي .. بتجعل من هذا البلد منطلق يقفزوا الي السلطة عن طريقالتخريب والدم والتدمير .. ويتباهوا
ولأول مرة في حياتهم لم يكونوا يحلموا ولا أي انسان آخر في مصر فيالفترة الماضية ما بعد الاستقلال ما كانش انسان يستطيع أن يصدر صحيفة بدون إدارةالمطبوعات والداخلية وحكاية طويلة . لاول مرة .. لأنه فيه ديمقراطية .. ولأني مصرأن تكون ديمقراطية حقيقية يصدر قانون الاحزاب .. ويدي لكل حزب الحق في اصدار صحيفةفلا يسأل حزب اي انسان ويصدر صحيفة فورا ويحصل اليسار لأول مرة علي صحيفة بدون إذنمن مخلوق القانون بيديها له .. سيادة القانون بتديها له .. ويصدر أكثر من كام عدداتناشر .. تلاتاشر .. كم ١٦ .. يعني ١٦ عدد في ١٦ اسبوع - وكل عدد منهم سم وحقدومرارة وانتفاضة ١٨ و ١٩
هم يعني سبتهم ١٦ اسبوع .. لا اثروا ولا حايأثروا .. لكن هل ده هوالمسار الديمقراطي؟ .. هو ده حرية الصحافة ؟.. هو ده الالتزام بأهداف البلد بالسلامالاجتماعي وبالوحدة الوطنية في الوقت اللي بنواجه فيه .. فيه .. في الداخل وفيالخارج معارك مصيرية . ما بصوش علي اسرائيل وشافوا بياكلوا بعض من جوه .. لكن فيالسلوك أمام الكل .. ابدا .. كله بيقولوا كلنا ورا بيجين
لا يمكن نسمح لأمريكاتضغط علينا مع اختلافهم الجذري معاه - ده حصل - حتي مجرد الوعي القومي ومانيش طالبهكنت لأنه مانيش في حاجة اليه .. شعبي واضح معايا تمام ، بيثق في وانا با أثق فيهمائة في المائة .. لكن علي الأقل يعني نضع لأجيالنا المقبلة تقاليد صدر ١٦ عددوكلهم .. طيب عملية المنشور السري بتاع زمان ده كان انتوا تحت الارض .. ده انتواعندكم جورنال علني .. ليس لأحد الحق أن يتعرض له .. إلا القضاء .. طيب ليه بتعملوهمنشور تاني - وايه - لهدم السلام الاجتماعي - هدم السلام الاجتماعي
هدم السلام الاجتماعي يعني ايه - وانا باتكلم وبأقول انا عاوز مصرأنا باعمل دولة المؤسسات في مصر، أنا عاوز كل مواطن ومواطنة علي أرض مصر .. يشعربالأمن والآمان لأنه ده من حقه .. ما هوش قاصر أبدا ، شبع نضوج ولازم يأخذ وضعهتماما الدعاوي دي كلها بتستغل الضائقة اللي احنا بنعيشها - والمشاكل اللي احنابنعيشها - زي بالضبط برضه أقصي اليسار ده واقصي اليمين اللي طلع في الوفد الجديدالي عاوز يعود بالبلد لورا الاثنين بيشتغلوا نحو إثارة البلد علي بعضها - وتقوم - ونبدأ في عمليات الدم بقي .. عمليات دموية .. وده مش طبيعة شعبنا .. ولا تقاليدهولا قيمه - ابدا - ابدا مشتركين ليه .. لأن الهدف هو السلطة ... زي ما كان أيامفؤاد وفاروق - والكلام اللي كان ماشي - كان كل الهدف هو السلطة يستعينوا بالانجليزعلي الملك .. ويستعينوا بمعرفش بمين علي مين .. وحكاية وبعدين الاساس كله .. تلويث .. تشكيك .. تهريج
دي الخلفية اللي خلتني .. نزلت بورقة الاستفتاء اللي اتأخرت سنةفعلا .. ما كانش لازم تتأخر .. دي اتأخرت سنة .. المبدأ الأول فيها بيقول عدم تجاوزتقلد وظائف الإدارة العليا في الدولة أو القطاع العام أو الترشيح لمجالس إدارةالنقابات العامة والمهنية والكتابة في الصحف او العمل في أي وسيلة من وسائل الإعلامأو في الدعوة لمباديء تتنافي مع أحكام الشرائع السماوية أو تعرض بها . بوضوح . وبصراحة .. زي أنا ما قلت .. من لا إيمان له .. لا أمان له .. احنا كده طلعنا كدهفي القرية والقرية هي أساس مصر كلها .. القرية هي اللي بتطلع الفلاح والعاملوالمثقف والجندي والرأسمالية الوطنية هي اللي بتطلع كل حاجة .. وهي اللي بتديناالعيش وبتدينا الأكل .. وبتدينا كل حاجة دي تقاليد القرية
في موقع قيادي .. لا .. بصراحة كده وبوضوح .. طب وليه منصوص هنا .. القطاع العام .. كلكم عارفين وعرفتملما بيمسكوا كانوا في القطاع العام مسئوليات بتتحول كلها لمحاولة لإيجاد قاعدة لهمتنظم للقواعد اللي يقفزوا ويثبوا بها مجالس إدارات النقابات .. كلكم عارفين .. فييوم من الأيام مثل معركة اكتوبر ٧٣ .. يوم ما قالوا .. ما أنا قلت قاهرة ٧٣ وقاهرة ٧٨ .. في ٧٣ في مارس قالوا مصر انتهت .. واتصلوا بالمراسلين الأجانب هنا .. الليمعانا دول .. وقالوا لهم .. واحد يقول لهم ده فيه انقلاب عسكري .. الثاني يقول لهمدا البلد راحت .. السادات لن يحارب .. الاستسلامية .. الانهزامية .. التصفوية .. تعبيرات كثير ، ذهني ما بياخدهاش يعني ما بيستوعبش لانه كثرت زيادة ما بقاش يعنيذهني يستوعبها قوي
وفي مارس ٧٣ قالوا دي الدنيا انتهت فعلا جميعا .. واتلموا علي مراسلاجنبي كتب ثلاث مقالات في الجارديان وثلاث مقالات في نيويورك تايمز اللي يقراهميقول رحم الله مصر ومن فيها وما فيها .. والعبط أيامها مش عارفين أني كنت في فبرايرعلي تختة الرمل وفي مارس بادي أمري الإنذاري الأول للمعركة لا .. وما تلتش .... وللأسف كان فيهم مثقفين مصريين أو ممن بيطلقوا علي نفسهم مثقفين .. مصريين وأنا قلتلي رأي يعني الثقافة اذا ما كانتش بتضيف الي الانسان أبعاد معينة ماهش ثقافة ديشهادة
في هذا الوقت عاوز أقول لكم وفي نقابة من النقابات .. باقول هنا ما يمسكشليه .. وفي نقابة من النقابات وبعد ما الطلبة اترازلوا .. انتم عارفين حركة الطلبةكلها كان اليسار الماركسي بكل فروعه وبكل أشكاله في نقابة من النقابات يبعتوايجيبوا أمهات الطلبة اللي مقبوض عليهم في النيابة . انا لم استخدم سلطة الحاكمالعسكري لا قبل حرب اكتوبر ولا اثناءها ولا بعدها ولا انا في حاجة لأن استخدمهاالآن ابدا .. بتديني الحق افتح المعتقلات .. ابدا .. ابدا .. ما فتحتش أنا احلتللنيابة وبعد ايه .. بعد سفالات . أما يروحوا يحتلوا مثلا المجلس الأعلي للجامعاتفي جامعة القاهرة عشان حيعلنوا بقي لجنة الطلبة والكوميونات اللي بره .. ما هي لجنةالطلبة جوه الجامعة ومن بره بقي الكوميونات في القاهرة تتجاوب مع لجنة الطلبةوتنتهي العملية وتقوم الدولة الماركسية واستخدموا السفالات والبذاءات في ٧٣ نقابةمن النقابات المهنية تبعت تجيب امهات المقبوض عليهم .. البذاءة والسفالة .. بتجيبهمويقعدوا في النقابة علشان يعملوا مظاهرة لأنه بدهم أن يثبتوا أن مصر مفيهاش استقرارولا نظام .. اتحملت رذايل كثيرة قوي .. قوي قوي .. علشان كده أنا جاي لكم وباتكلممعاكم بمنتهي الصراحة علشان من الآن فصاعدا وبعد ما قال الشعب كلمته بأجلي وضوح لناساوم ابدا ابدا مهما كان
لن اساوم ولن اقبل بأقل من الالتزام واجراءاتي باتخذها في وضحالنهار ما بالجأش ابدا الي اجراءات تحتية ، ولا مخفية ابدا .. بأخذها في وضح النهارأمامكم وأمام الشعب كله .. ادي النص علي عضوية مجالس إدارة النقابات .. لها تاريخواذا كانوا فهموا من ٧٣ إن أنا نسيت لا ٧٨ بعد خمس سنين ما انساش الآن يبقي كل واحدعارف ويفتح عينه لأنه مهما مضي الوقت ومهما مديت في حبل الصبر بيجي الوقت اللي اذالم يرتدع لازم اردعه
النقابات العامه المهنية حكيت لكم عنهم .. الكتابه فيالصحف .. وبمنتهي الصراحة دخل في جدول الصحفيين شيوعيين في مرحلة ما لكي يكونواأغلبية بقولها قدامكم بلا أي تردد .. قلت خلاص المسألة تمشي بس يلتزموا انا مفيشبيني وما بين أي واحد شيء إلا الالتزام بأهداف البلد .. أما إنه يخطيء احنا بشر .. اما إنه قد يسيء نحاول نقومه .. لكن مفيش خصومة بيني وبين اي مواطن طالما انه عليهذا الكرسي - ليه .. انا ما بعملش عشان اكسب بها لا - انا خايف من الحساب يومالحساب
وأنا في هذا الكرسي مسئول عن كل مواطن مصري بل مسئول عن حبة الرملاللي في اقصي الصحراء وفهمي للمسئولية .. اتحطوا الشيوعيين عشان يكونوا أغلبية فيالنقابة - واتحطوا الشيوعيين في إدارات الصحف .. واتحطوا الشيوعيين في الإعلاموالثقافة .. وبعدين أظن بعد ١٨ و ١٩ اظن يبقي تفريط في مسئوليتي وفي حق هذا الوطناذا انا سمحت بأن يستمر هذا الوضع بهذا الشكل
مش معني ذلك أنني حقول طلعوا ليده من الجدول أو دخلوه .. لا ابدا أنا بقول الآتي .. من الآن علي كل انسان أن يلتزمببلده - فاذا لم يلتزم عليه أن يكون جاهزا للجزاء ومفيش تسيب بقي - ايه اللي جري فيالفترة الماضية - صحفيين في العراق يروحوا مكونين مكتب وهيئة ويعلنوا اسماءهم رسمي، والعراق تخصص لهم محطة إذاعة الي هذه اللحظة وظيفتها الشتيمة في مصر اللي مافيهاش ديمقراطية بيغرقوهم في دجلة .. هنا واللي بيضعفوهم جسديا هم الديمقراطية - هنا مفيش ديمقراطية وبعدين سبب عشان يقولوا دا المصريين هم اللي بيشتموا في بلدهممن راديو العراق وراديو ليبيا
طيب فيه من دول اعضاء في النقابة - النقابة تقبل أن دول يبقوا اعضاءتاني في النقابة .. آسف .. زمان انا كنت باقول سماح ونحاول نصلح .. من النهاردة آسفوسمعتوني باخطب في مجلس الشعب وقلت أنا حابعت لنقيب الصحفيين نتيجة الاستفتاءبعثتها للأربع مؤسسات الرئيسية في الدولة - السلطة التنفيذية والسلطة التشريعيةوالسلطة القضائية وسلطة للصحافة السلطة الرابعة .. هبعت النتيجة لكي تكون وثيقةللتاريخ .. مؤسسات الدولة تحفظها وتعرفها وتطبقها لان دي إرادة الشعب .. لن اسمحبقي بهذا التسيب

محمد حسن ضبعون 21-06-2010 07:46 PM

كلمة الرئيس محمد أنور السادات
في الاحتفال بتسليم جائزة نوبل للسلام
فى١٠ديسمبر ١٩٧٨

صاحب الجلالة
السادة الضيوف الأجلاء
السلام عليكم
تلك هي الطريقة التقليدية التي يحي بها كل منا الاخر كليوم ، والتي تعكس آمالنا ومشاعرنا العميقة ، ونحن اذ نرددها نعني مفهومها دائما لقداستقبل شعب مصر قرار لجنة جائزة نوبل باهدائي جائزة السلام ليس كشرف وتكريم فحسبوانما ايضا كتأكيد للاعتراف العالمي بجهودنا الدائبة لتحقيق سلام في منطقة اختارهاالله ليهب للانسانية من لدنه رسالات النور والحكمة من خلال موسي وعيس ومحمد
وفي هذا المجال ، فإننا يجب ان نعترف بفضل رجل عظيم هو الرئيسالامريكي كارتر ، الذي قام ولا يزال يقوم بجهود مضنية من أجل التغلب علي العقباتالتي تعترض طريق السلام ان الرئيس الامريكي كارتر يستحق منا كل تقدير واعجاب
وخلال تاريخنا الذي تمتد جذوره الي فجر الحضارة الانسانية ذاتها فان طريقالسلام هو السبيل الذي اعتبره شعب مصر موافقا وملائما دوما مع عبقريته وقدره ، فليسهناك شعب علي وجه الارض أكثر منه ثباتا مع عبقريته وقدره ، فليس هناك شعب علي وجهالارض اكثر منه ثباتا في اخلاصه لقضية السلام ، ولا اكثر تمسكا بمباديء العدالةالتي تشكل حجر الزاوية لاي سلام حقيقي ودائم وهل انا بحاجة الي ان اذّكر مثل هذاالجمع الجليل بأن اول معاهدة سلام سجلها التاريخ قد ابرمت منذ ما يزيد علي ثلاثةآلاف عام بين رمسيس الاكبر وحاتسوليس امير الحيثيين اللذين أتفقا علي حد تعبيرالمعاهدة ذاتها علي اقامة السلام الحق وحسن الجوار الحق
ومنذ ذلك الحين ، وخلال قرون طويلة ، بل حتي عندما بدت الحروب كشرضروري ، فان الروح المصرية الحقيقية كانت دائما روح السلام ، وكان طموحها ان تبنيولا تهدم ، تشيد ولا تحطم ، تتعايش ولا تبيد من اجل ذلك كانت ارض مصر دائما مرعيةبعناية الله سبحانه وتعالي عاش فيها موسي ، ونزح اليها عيسي هربا من الظلم والسيطرةالاجنبية ، وباركها القرآن الكريم، وأضاف الاسلام دين العدل والمساواة والقيمالروحية أبعادا جديدة لروح مصر الخالدة
وقد أدركنا دائما أن قيم الفروسية والشجاعة والايمان والانضباط التيكانت تحدد ملامح المفهوم الرومانسي للحرب ، ينبغي ان تكون ، في عهد أصبحت فيه الحربمجرد مرادفات للخراب والدمار الشامل ، وسيلة لاثراء الحياة وليس لنشر الموت
تلكهي الروح التي حدت بالفريد نوبل ان ينشيء الجائزة التي تحمل اسمه والتي تستهدفتشجيع الجنس البشري وحثه علي اتباع سبيل السلام والتنمية والتقدم والرخاء
سيداتي .. سادتي
في ضوء ذلك كله ، فقد قمت منذ عام مضي بمبادرتي مستهدفا استعادةالسلام في منطقة مباركة اختارها الله عز وجل ليوحي للانسان بكلماته ، ومن خلالي فإنمصر الخالدة كانت تعبر عن نفسها : دعونا نضع حدا للحروب ، ودعونا نعيد تشكيل الحياةعلي اسس ثابتة من الحق والعدل ، وتلك الدعوة التي عكست ارادة الشعب المصري وغالبيةكبيرة من الشعب العربي والاسرائيلي ، وملايين الرجال والنساء والاطفال في انحاءالعالم هي التي تكرمونها انتم اليوم ، وهؤلاء المئات من الملايين سيكونون الحكم فيتقييم الي أي حد استجاب كل زعيم مسئول في الشرق الاوسط لآمال واماني البشرية
أنني أود في هذا المجال ان اذكركم بما سبق وأعلنته خلال زيارتيللقدس لقد قلت يومها : دعونا نصارح أنفسنا اليوم بأننا أمام فرصة نادرة لتحقيقالسلام ، فرصة قد لا تتكرر ، واذا كنا مخلصين بالفعل في اقامة السلام فان علينا الاندع الفرصة تمر . إن ضياع حياة فرد واحد في حرب يمكن تدراكها سواء كان هذا الفرد ،عربيا أم اسرائيليا هي خسارة للانسانية .. واذا كان في مقدرنا ان نوفر علي الاطفالالابرياء الذين يفتقدون آباءهم في الحرب ، هذا الاختيار الصعب ، واذا كان فيمقدورنا ان نوفر علي الزوجة ، اختياراً صعبا اخر هو ان تترمل لانها فقدت عائلها فيالحرب ، واذا كان في مقدورنا ان نوفر البسمة علي شفاه الاطفال الابرياء في المناطقالمحتلة
فمن أجل هؤلاء جميعا ، يجب ان نكرس جهودنا لاقامة السلام ، من اجلانسان المنطقة ومن اجل الانسانية كلها ومن اجل حياة افضل ومستقبل اكثر اشراقا ولقدوصلنا الان في عملية السلام الي لحظة الحقيقة التي تتطلب ان ينظر كل واحد منا نظـرةجديدة الي الموقف ، وانني لواثق انكم جميعا تعلمون انني عندما قمت برحلتي التاريخيةللقدس ، لم يكن هدفي عقد صفقة كما يفعل بعض الساسة ، لقد قمت برحلتي لانني آمنتاننا مدينون لجيلنا وللأجيال القادمة بالا ندع اي سبيل مهما كان الا ونطرقه فيسعينا نحو السلام
ان امل السلام هو اعظم القيم في تاريخ البشرية ، ولقد قبلنا التحديحتي نترجمه من امل مرتجي الي حقيقة واقعة ، ولكي نكسب من خلال الرؤية المستقبليةوالخيال قلوب وعقول شعوبنا ونتيح لهم ان تتجاوز نظرتهم الماضي المؤلم

محمد حسن ضبعون 21-06-2010 07:48 PM

حديث متصل مع الرئيس السادات
قيادة حرب ١٩٦٧ تركت السلاح الجوي بلا غطاء
الصاعقة استولت علي الدفرسوار
والشاذلي أمرهم بالانسحاب
الجزء الأول
فى٢٣ أكتوبر ١٩٧٥



الشجرة عمرها أكثر من مائة عام
..
وتحت الظل الوراف الكثيف ،تشعر بنسمة هادئة .. كالهمس
والورق اخضر .. عريض وأخضر .. يتداخل فلا تميز ورقةمن ورقة .. كآلاف أهل القرية الطيبين ، تتوه قسماتهم في جو الألفة ، ولا يبقي منهمللناظر من بعيد ، الا ابتسامة عريضة ..راضية وصافية
لكن الشجرة ليست أقدم شئ هنا .. في القناطر الخيرية
لقد تخطت الشجرة مائة عام ، لكنها رضيعة .. لاتزال ! وأمام أبيهاتتلعثم ؟ . ربما ! أو تتواري حياء ؟ . ربما ! أو تتخايل ؟ . أو تتمايل ؟ أو تزهو منفرط الاعجـــاب ؟ .. ربما ! وأبوها يتمدد في ثقة واطمئنان ، ويتجدد كل يوم ، فيهاته الصغيرات ، ذوات الأعمار ، بالآحاد أو العشرات أو المئات ، وقد فقد شهية العدوالتعداد ، بعد أن كاد ينسي كم من آلاف السنوات عاش ، وكم من آلاف السنوات سيمتد بهالأجل ليكون له مثل كل هـؤلاء واولئك من الصبايا والصبيات !
.. أنه : النيل العظيم
وألقاه هناك ، تحت الشجرة ، وعيناه عليالنيل .. كأنه الحارس ، في لحظات استرخاء .. يعود بعدها إلي نوبات حراسة متصلة ،ليحرس النهر الخالد ، والزرع الأخضر ، وسنابل القمح ، ونوارات القطن ، ومداخنالمصانع ، وابتسامات الناس
.. هل طالت المقدمة أكثر مما ينبغي ؟
أشعر أنها مقدمة .. ولكنهافي نفس الوقت تقديم
..
الفلاح من إحدي القري المصرية الصغيرة .. أحب الأرضوالشجر ، وحفيف الريح ، وهمس الطبيعة ، وعشق الناس ، فتفاني فيهم ، وعاش لهم وبهم
هرب ذات يوم من البوليس ، فتخفي بين الناس ، واذا هم يلتفون حوله . كورق الشجرة ذات المائة عام ، لا تميز فيها ورقة من ورقة
وحاولت السلطة الانجليزية أن تتعقبه ، فاندس بين طيات البشر ،لتتفتح له القلوب لتحميه من السلطة ، وتفسح له فرص العمل ، شيالا للبضائع المنقولة، أو سائقاً للوري ! وينام مرتاح البال ، مطمئنا إلي صدق الناس
.. ولعل المقدمة بعد هذا أن تؤدي بنا إلي التقديم
إن شخصية أنورالسادات ، تتداخل تداخلا شديداً ، مع أرض مصر ، وقرية مصر .. والفلاح المصري ،الوارث الشرعي للصبر والصمت وطول البال ، منذ آلاف السنين ، ولا ييأس مع هذا .. أبداً
وفي قصة الفلاح الفصيح ، منذ آلاف السنين ، ظلموا فلاحا بسيطاًوألصقوا به التهم ، وتآمر عليه " مدير البيت العظيم" فحبسه ، ثم حاول أن يحول بينهوبين صاحب البيت العظيم ، حتي لا تصله منه شكوي
لكنه لم يسكت ، وظل يرسل كلماته ، مرة هادئة كأنها رجاء ، ومرةهادرة كأنها نذير .. حتي ظهر حقه وانتصر ! وفي قصة مراكز القوي ، منذ أربعة أعوام ،أرادوا أن يستعملوه تكأة لأغراضهم ! وطاولهم مرة بعد مرة ، حتي يطمئنوا تماماً إليسيطرتهم عليه ! .. ولم ييأس ، ولا هو سلم أو استسلم ، حتي وضعوا أنفسهم في سلةواحدة ، هبطت بهم إلي القاع ! من هنا يصبح التداخل في شخصية السادات نوعياً ،فيرتبط بالأرض وبالزرع وبالبيئة .. كما يصبح التداخل زمنياً ، حيث تتداخل مراحلالزمن ، فتشتم عبق التاريخ ، ودخان المصنع وقد تنتشي بحلاوة الاساطير ، تختلطبدراسات المستقبل ! هذه شخصية أنور السادات ، والذين لا يعرفون مفاتيح هذه الشخصية، سيصبح عسيراً عليهم أن يتعاملوا معه
قلت للرئيس ، بعد أن أخذت إلي جواره مقعدي ، تحت الشجرة القديمةوالرضيعة معا - هذه بعض ملامح القرية يا سيادة الرئيس ، وأني لأعرف أنك مفتون بها
قال الرئيس في عشق
هي نبض القرية كما تقول ، أو روح القرية اذاأردت ، وفيها أجد الراحة والهدوء ، وهما من أهم ما أحتاج اليه ، لأستطيع أن أواصلمسئولياتي
ومضي الرئيس يفسر
أنك محتاج بين الحين والحين ، إلي أن تبتعدقليلاً عن قلب الزحام ، وما يسببه للناس من مشكلات ومضايقات لتري المشكلة أوضح ،وفي حجمها الصحيح ، والذين يعيشون في قلب المشكلة دائماً وبإستمرار ، يجدون أنفسهمفي النهاية جزءاً منها ، ويصبح همهم كيف يتعايشون معها ، بينما يكون من واجباتهم أنيحلوها
.. وفي حديثه عن القرية ، أخذ الرئيس يتحدث بأسلوب العاشق .. أن مصربلد أصيل ، لأن روح القرية تسيطر عليها ، بالحب والتسامح والثقة والقناعة والصبر ،والصدق مع النفس ومع الغير .. ولولا هذه الروح لما استطاعت أن تتحمل كل ما تحملتهمن محن وحرمان ، إنها تبذل من نفسها لجيرانها ، وكأنها تبذل ما تبذله لنفسها ، لاتعرف المن علي أحد ، حتي لو من عليها سواها ، ومصر بلد معطاء ، حتي في ظروف الحاجة، وفي قريتنا الصغيرة يكرم الفلاح ضيفه بآخر رغيف عنده ، وقد تجوع زوجته ويجوعأولاده ، لكن عار عليه أن يأتيه ضيف .. ثم يجوع أو أن يطلب منه جار عونا ، ثم يخذلهذا الجار
- سيادة الرئيس انك لا شك تعيش امتع ذكرياتك هذه الأيام في ذكرياتحرب اكتوبر العظيمة فهل تأذن ان أسأل سؤال غبياً أعرف صعوبة الإجابة عليه وشجعتنيابتسامته فمضيت : ان الأيام ذات الأثر في تاريخ الإنسان كأولاده ، ومن الصعب انتسأل والدا عن أحب أولاده اليه ومع ذلك فأذن لي أن أسألك عن أحب أيام حرب أكتوبرقربا منك
قال الرئيس ونظراته العميقة علي صفحة النيل العظيم ليس السؤال غبياكما تظن
ولست أريد ان اتحدث عن ٦ أكتوبر ، فقد تحدثت عنه كثيراً ، وهو بينأيام الحرب باكورة أولادي ، وللولد الأكبر دائما معزة خاصة عند ابيه ، لكني اقول لكبصدق ان أحب أيام الحرب الي قلبي ،
هو يوم ١٩ أكتوبر من عام ١٩٧٣م .. وحكيالرئيس قصه يوم ١٩ أكتوبر لأول مرة
في هذا اليوم ، كانت ثغرة الدفرسوار هي شاغلنا ، وقد كلفت رئيسالأركان السابق ان يتوجه بنفسه لتصفيتها والقضاء عليها ، وبينما كان هو يدرس ،ويجمع المعلومات ، ويشغل نفسه بإلتقاط الأخبار عنها من مختلف المصادر ، ويضيع الوقتفي تحريات
بينما كان رئيس الأركان مهموماً بالمعلومات التي يتلقاها ، والثغرةتمرر الدبابات في مجموعات ، وتتكاثر مع ضياع الوقت جمعاً للمعلومات ، وتتغيرالمعلومات ، مع كل فرصة انتظار يعطيها لهم
في هذه الأثناء وفي ذلك اليوم ، قرر أولادنا في الصاعقة ان يقوموابعمل فدائي ، وان يغامروا بأنفسهم وبأرواحهم ولايتركوا الثغرة مفتوحة ، تمر منهادبابات العدو
وعندما تلقيت نبأ استيلاء جنود الصاعقة علي الدفرسوار مدخل الثغرة ،وسيطرتهم عليها ، واصرارهم علي ان يسدوها تماماً ، شعرت بعظمة مقاتلينا الأبطال ،واغتبطت أشد الإغتباط لهذه الروح الفدائية الباسلة
لكن رئيس الأركان ، المكلف بالقضاء علي الثغرة ، أعطاهم امراًبالإنسحاب ، حتي يستكمل جمع المعلومات ووضع الخطة اللازمة لمواجهتها ! ولهذا عزلتهيوم ١٩ أكتوبر ، وعينت الجمسي مكانه ، ولم اشأ ان اعلن النبأ ، اثناء المعركة
وبرغم أن الثغرة لم تكن الا تمثيلية تلفزيونية كما قال حتي جنرالبوفر ، الا ان عجز رئيس الأركان عن القضاء عليها في حينها ، كان كافياً لعزله
وأقول له
-
وأظنه كان قراراً قاسياً ، في أثناء المعركة ياسيادةالرئيس ، ففي أثناء بعض الحروب ، تجاوز الرؤساء والملوك عن بعض الاخطاء ، لصالحالمعركة
وأقول له وأظنه كان قراراً قاسياً ، في أثناء المعركة ياسيادةالرئيس ففي أثناء بعض الحروب تجاوز الرؤساء والملوك عن بعض الأخطاء لصالح المعركةقال الرئيس : كان صالح المعركة يقتضي التغيير ، مع عدم اعلانه
والذين يتحملون مسئولية أمة تخوض حرب كرامة وشرف ، لايجاملونالأشخاص علي حساب الناس .. علي حساب دماء الشهداء وتضحيات الأبطال .. علي حسابالنصر الذي حقنناه ، ولم اكن اريد ان اجامل ، فقد كلفتنا المجاملة هزيمة ١٩٦٧ ، وماأعقبها من عار
قلت :- هل تعني سيادتك ان تغييراً كهذا كان يجب ان يتم قبل
معركة ١٩٦٧؟
قال الرئيس :عندما تكون القيادة مشغولة بكل شئ الا عملها ،عندما تكون مهمة الجيش نفسها قد انحرفت عن طبيعتها ، واتجه الإهتمام بأشياء أخريغير التدريب علي استعمال الأسلحة في القتال ، والاستعداد الدائم لخوض أية معركةنقررها بإرادتنا او تفرض علينا فرضاً ، فإن تغيير هذه القيادة يصبح ضرورة ، بلويصبح الإبقاء عليها شيئاً غير مفهوم ، وحالة جيشنا قبل ١٩٦٧ ، كانت علي هذهالشاكلة ، يعمل في كل شئ الا عمله الأصلي ! يتولي الحراسات واستيراد مواد التموينوالمساعدة في بعض المرافق ، ومراقبة الأفراد والجماعات ، ومراقبة كل منهم للآخر ! ثم نرسل الجيش علي اعرض الجبهات وسلاحه الجوي بلا غطاء بل مكدس في المطارات لمنيريد تدميره ، الهزيمة اذن نشأت من اكثر من ظرف أحاط بالمعركة ، القيادة لاهية عنالقيادة ! والجيش مدرب علي انشطة رقابية تصرفه عن التدريب ! والخطة مكشوفة ،لايحميها غطاء ! ولم توضع الخطط البديلة عند الضرورة ، ولو وضعت لكان من الممكن انيحتل الجيش الممرات ، فلا تقوي عليه هجمات الاعداء ، كل هذه العوامل ادت الي هزيمة ١٩٦٧
وسألت الرئيس :- وجيش ١٩٧٣ ؟
قال الرئيس : كان جيشاً محترفاً ،وظيفته انه جيش ، يعرف قيمة التدريب ، ويمارس التدريب بكل مشقاته ، ولاينشغل عنوظيفته القتالية بشئ علي الاطلاق
المشير احمد اسماعيل علي كان ضابطاً محترفاً ، لايتدخل في شئلايعنيه ، بل يرفض ان يؤدي شيئاً لايدخل في سلطات وظيفته ، جنود هم ابناؤه ، وضباطههم أهله وأصدقاؤه وأعوانه يعيش بينهم ، لا تشغله عنهم عملية سياسية ، ولاتصرفه عنواجباته ، واجبات أخري ، يقرأ ويتعلم ويطبق ما قرأ ، ويعدل في خطط القتال الي ماهوافضل
هذا هو جيش ١٩٧٣ ، ولايزال تحت قيادة الجمسي ، جيشاً محترفاً ، لأنالجمسي نفسه قائد محترف علي شاكلة سلفه المرحوم احمد اسماعيل
قلت للرئيس :- طالما طرقنا موضوع مراكز القوي ، فهل تأذن ياسيادةالرئيس ان اعود الي ثورة التصحيح في ١٥ مايو ١٩٧١ ؟ ان القصة نشرت عدة مرات ، لكنلابد ان هناك اشياء لاتزال تنتظر النشر . قال الرئيس :طبعاً اقالة علي صبري معروفة
انما الجديد انني حين اقلت شعراوي جمعه ، لم اكن اقصد مجرد اقالته ،لكني كنت اريد ان اقف علي ماقد يكون لذلك من اثر ، ولم يكن في تقديري انهم سيضعونانفسهم جميعاً في سلة واحدة ، ليسلموا لي البضاعة جاهزة . لقد استقالوا جميعاً دفعةواحدة ، فأعطوني الفرصة لأجهز عليهم دفعة واحدة
قلت للرئيس : سيادة الرئيس .. تأذن لي ان اضع تحليلاً لهذا الموقف " لقد غادرت القاهرة يوم ١٢ مايو ١٩٧١ ، لإجتماع محدد في هيئة اليونسكو بباريس ،وعندما بدأت اخبار الإستقالات تصل الي باريس ، ظهرت الصحف في شكل مخيف يوحي بإنهيارالنظام في مصر ، وانزعج المصريون هناك ، انزعجوا علي مصر وعلي المصير الذي ينتظرها، وعلي سيادتك
وكنت الوحيد الهادئ الأعصاب بينهم
وكان منطقي واضحاً تماماً ،هؤلاء ناس اتصلوا بالشعب من خلال السلطة ، وعرفوا الشعب من التقريرات ، ولم يرتبطوابالشعب إلا ارتباطا عكسياً أساسه الكراهية والخوف ، لهذا كانت استقالاتهم موضعترحيب الشعب ، لأنه كان تواقا الي ان يتخلص منهم ، وعلي الجانب الآخر كنت انتياسيادة الرئيس .. وميزتك انك لم تدخل الحكومة ، ولم تمارس السلطة التنفيذية أبداً، وظلت صلتك بجماهيرك مفتوحة ومتصلة > من خلال " جريدة الجمهورية " ، أو " المؤتمر الإسلامي " أو الجهاز السياسي ، أو مجلس الأمة ، إن كل المناصب التيتوليتها يا سيادة الرئيس قد كانت مناصب تحتم طبيعتها أن تتصل بالجماهير ، وأن تعرفنبض الناس ، وأن تتعامل معهم ، حتي لو اختلفوا مع السلطة . وهذا بالقطع هو التفسيرللرؤيا الشاملة التي تري بها الأمور العامة
ومضيت أقول للرئيس :- ولك في كل عام قرار هام وتاريخي
وأخذت أعدد والسيد الرئيس يشجعني علي المضي أو يتدخل لتصحيحمعلوماتي
أن عام ١٩٧٠ ، كان عام رفع الحراسات والظروف الإستثنائية
وعام ١٩٧١ ، كان عام ثورة التصحيح
وعام ١٩٧٢ ، كان عام التخلص من الخبراء السوفييت
وعام ١٩٧٣ ، كان عام المعركة في ٦ أكتوبر
وعام ١٩٧٤ ، كان عام الإنفتاح
وعام ١٩٧٥ ، كان عام فتح قناة السويس
ولما انتهيت قلت للسيد الرئيس
-
فماذا عن قرار عام ١٩٧٦ ، اذا لم يكن هذا السؤال .. سخيفا
وضحك الرئيس الساداتوهو يقول : * عام ١٩٧٦ وما بعده ، مرحلة من العمل شاقة ، .. فقد أصبح علينا أن ندعممكاسبنا بالتعمير .. بالبناء والتعمير . ان الناس تعاني من أشياء كثيرة في حياتهاتعاني من المسكن ومن المواصلات ومن سوء الخدمات وإني لأفكر ليل نهار في تجدد الحياةعلي هذه الأرض الطيبة ، وتسهيلها للناس . لأنهم أصحاب حق حرموا منه سنوات طالت ،وأصبح من حقهم أن يستعيدوا هذا الحق . لكن تعمير الإنسان يسبق أي تعمير آخر . لهذافقد حرصت دائما علي تحقيق مبدأ سيادة القانون . قلت- منذ تصفية الحراسات
قال الرئيس : * وإلغاء الأوضاع الإستثنائية في نفس الوقت
ومضيالرئيس السادات يقول :* ان الإطمئنان الي العدالة ، والي الأمن ، والي الرزق ، والياليوم والغد .. كل ذلك يجب أن يسبق كل شئ ، لأنه يمثل تعمير الانسان من الداخل ،وتحرير علاقتـه بالمجتمع ، ومن هنا يستطيع أن يشارك في البناء ، وفي التصدي للوضعالقائم ، بمزيد من الإنتاج ، ليتخطي هذه العقبات أولا ، ثم يعبر الي مرحلة الإكتفاء، ومنها ينتقل الي مرحلة الرخاء . لهذا فإني أتمني أن يشهد العام القادم استكمالمظلة التأمينات ، لتشمل كل عاجز أو مسن أو محتاج أو يتيم أو أرملة ، حيث تكون ، حتيولو كانت في أطراف الصحراء
وإستدرك السيد الرئيس فقال : * هذه أمنيتي ، ولكن من يدري بمتفاجئنا به الأيام
وشعرت أن الفرصة قد واتت لحديث عن مفاجآت الأيام ، فسألت الرئيس
- أو تنتظر سيادتك .. مفاجأة ؟ حربا خامسا مثلا ؟ قال الرئيسالسادات :* لقد أقمت سياسيتي علي ان اكون دائما علي استعداد ، وأيا كان جو السلام ،فإن السلام لايعيش ولا يستقر الا بالإستعداد للدفاع عنه ، بالقتال اذا لم يكن منذلك بد ولقد كان قدر مصر ، ان تتحمل مسئوليتها عن نفسها ، وعن هذه المنطقة منالعالم ، ولم تضق مصر ابداً بهذا القدر ، وهي تشعر بأن هذه المسئولية جزء منطبيعتها ، وأيا كانت الظروف المحيطة بها ، ومهما تنكر البعض لدورها في قيادة حركةالتحرر ، ومهما حاول آخرون ان يعزلوها عن انتمائها العربي ، فإن ذلك لن يغير منطبيعتها ، ولن يصرفها عن دورها المقدور عليها ثم ان لنا مبادئنا الأساسية ، وهيلاتتغير بكلمة تصدر من هنا أو من هناك ، أو مزايدة حزبية يراد من ورائها التعميةوالكسب الحزبي في الظلام ، ان سياسة مصر ثابتة وهي غير قابلة للإهتزاز ، لكن ذلكلايمنعها من ان تتأثر احيانا بالجحود ، متمنية ان يكون الجميع علي شاكلتها صرحاءوأوفياء
.. وطال الحديث وامتد . وأشعر اني أمام جزء حي من التاريخ ، وان منالوفاء لهذا التاريخ ، ان ابسط له مساحات أخري
الوقفة في حديث ، كالنقطة علي صفحة
والنقطة عند الكاتب ، جزءمما يكتب
الجزء الثاني
...
كلحظات الصمت ، في تكوين موسيقي .. أن لحظةالصمت بدورها .. موسيقي! ... وبعد الوقفة عند قدر مصر ومسئوليتها التاريخية عننفسها ، وعن هذه المنطقة من العالم ، قلت للرئيس السادات : هل كان في تقديرك ، كلما حققته قواتنا المسلحة من بطولة علي أرض سيناء ؟ وقال الرئيس : كنت متفائلا مرتاحالنفس . لقد خططنا للمعركة تخطيطا علميا مدروسا بكل ما تقتضيه الخطة من تفصيلات ،وواجبات ومهام . كانت خريطة سيناء أمامي بكل معالمها . كل تفصيل علي أرض سيناء كانموضوعا في الإعتبار . وكل قائد وكل مقاتل كان يعرف واجباته ، ودرب عليها ، واستعدلها استعداد هائلا
لهذا فقد كنت متفائلا ومرتاح النفس
أولادي في القوات المسلحةكانوا علي أعلي درجات التأهب والاستعداد . وكنت في نفس الوقت أعرف أولادي من أبناءشعبنا الطيب ، أصلاء ورجالا وأبطالا عند الشدة . ثم كان في تقديري أن أبناء الأمةالعربية جميعهم مشوقون الي معركة شرف وكرامة وكبرياء ، وأن مثل هذه المعركة ستلهبمشاعرهم وستستبد بكل ما يملكون من الحماسة والطاقات . ولم يكن لدي أدني شك فيالانتصار . وكان تخطيطي للمعركة أن تستمر أطول وقت ممكن ، وقد التقي معي في هذاالتخطيط المغفور له جلالة الملك فيصل ، فقد طلب مني أن تطول المعركة بالقدر الذييمكن من تكوين رأي عام عربي
قلت للرئيس : وكان هذا موضع اتفاق مع الرئيس الأسد ؟
قال الرئيسالسادات : طبعا .. كل هذه التفصيلات كانت موضع اتفاق ، ولهذا كانت دهشتي بالغةعندما أبلغني الروس بطلب سوريا وقف إطلاق النار ، بعد ست ساعات فقط من بدئها ،وجنودنا يقتحمون أرض سيناء ، بعد المعجزة التي حققوها باقتحام خط بارليف . وزادتدهشتي ، عندما علمت أن السوريين تقدموا بطلبهم للروس قبل بدء المعركة ، وقد حكواهذه الحقيقة للرئيس تيتو
قلت للرئيس : سيادة الرئيس .. كانت هناك قيادة مشتركة أفلم تكتشفهذه القيادة شيئا من هذا ؟ قال الرئيس السادات : علي العكس . لقد كان المرحوم أحمدإسماعيل علي قائداً عاما للقيادة المشتركة ، ولقد ذهب الي الجبهة السورية قبلالمعركة ليضع خبرته تحت تصرف الجيش السوري . وقد فوجيء الرجل بأن الضباط السوريينيقولون له أنهم سيستولون علي كل الجولان ، خلال ثمان وأربعين ساعة من بدء القتال . لكن المشير رحمه الله قد كان جنديا محترفا ، وكان دقيقا في أحكامه ، فنبههم الي خطرالإسراف في التفاؤل علي هذا النحو ، وقال لهم ان الاستيلاء علي الجولان علي وثبات ،مع تحطيم قوات العدو فيما يسمي بمناطق قتل في كل وثبة ، كما نقول في التعبيرالعسكري . لكنهم أصروا مؤكدين أن ذلك تخطيطهم
قلت للرئيس السادات : إن طلب وقف إطلاق النار بعد ثمان وأربعين ساعةأذن ، كان قائماً علي هذا التوقع ، يستولون علي الجولان في جولة واحدة مدتها ثمانوأربعون ساعة ، وتتدخل الأمم المتحدة من خلال مجلس الأمن لوقف القتال ، بعد أن يكونهذا الاستيلاء قد تم كما قدروا هم
قال الرئيس السادات : .. ربما . لكن المشير أحمد إسماعيل علي كانيعرف قوة العدو ، كما كان يعرف أن قواد إسرائيل قد كسبوا خبرة الحرب العظمي الثانية، وأنهم بالقطع ليسوا قطعا من الشطرنج ولكنهم مدربون . وخبراء مزودون بأحدث الأسلحةالإلكترونية الأمريكية . وليس عيبا أن تعرف قوة عدوك . وانما العيب ألا تستعد لهابما تستحقه من تدريب وتسليح واستعداد للتضحية
قلت للرئيس السادات : هل تأذن لي أن أسأل ، هل حققت حرب أكتوبرأغراضها ، كما خططت لها ؟ قال الرئيس : بنصف معركة تحققت الأهداف التي استهدفناهامنها بينما كان تقديرنا أن نحقق هذه الأهداف بمعركة كاملة
ورآني الرئيس محتاجا الي مزيد من الإيضاح فقال وهو يضحك : رب ضارةنافعة
ومضي الرئيس يشرح : عندما وصلت أول أخبار عن الحرب الي الولاياتالمتحدة ، أيقظ كيسنجر الرئيس نيكسون من نومه ، ليبلغه النبأ . ثم أتصلت تل أبيببأمريكا لتقول : أننا سندق عظام العرب خلال يومين ، وسنعطيهم درسا لن ينسوه أبدا
وبعد يومين عادت إسرائيل فإتصلت بأمريكا لتقول لهم أننا قضينااليومين الماضيين في التعبئة ، خاصة بعد عيد الغفران وموسم الأجازات ، ولا نحتاجإلا ليومين آخرين ، لندق عظام العرب ونعيد عقولهم الي رءوسهم
وسأل المسئولون الأمريكان : وهل تريدون أسلحة أو عتادا ؟ وردالإسرائيليون عندنا كل شيء الآن ، وسنحتاج الي تعويض مانخسره مستقبلا
ومضي اليومان ، ولم يستطيعوا أن يدقوا عظامنا ، وإنما ظلوا مهزومينينسحبون في هلع . وقد انهار ديان في الميدان وبكي أمام الصحفيين الأجانبوالإسرائيليين ، لأنه أيقن أنه خسر الحرب ، وقال بالحرف الواحد : لن نستطيع أننزحزح المصريين بوصة واحدة
وهنا انطلق شعار : انقذوا إسرائيل
حملة سفير إسرائيل في واشنطن ، فاتصل كيسنجر مرة أخري بجولدا مائير، فإعترفت بأن الموقف يحتاج الي انقاذ ، وأدرك كيسنجر بعقله الاستراتيجي أن إسرائيلقد فقدت هذه الجولة ، فكلف البنتاجون بإتخاذ إجراءات انقاذ إسرائيل ، وبدأ القمرالصناعي الأمريكي يعمل لتحديد صورة الموقف ، وعلي أساسها تتحدد كمية المعونةالأمريكية وحجمها
قلت للرئيس : إذن لم تصور الأقمار الصناعية الأيام الأربعة الأولي . قال الرئيس لم تصور الموقف إلا بعد اليوم الرابع
قلت للرئيس : خسارة .. كان يمكن أن نسجل للتاريخ صورا رائعة عنمرحلة من أهم مراحل التطور في حربنا مع عدونا
قال الرئيس السادات : كان الإنطباع الذي أكده القادة الإسرائيليونأنها ليست الا نزوة عربية ، ستردها إسرائيل الي صدور العرب في قسوة وحسم ، فلم يهتمأحد بتسجيلها ، ولم يدركوا حقيقتها بناء علي تقريرات إسرائيل الرسمية . المهم أنالولايات المتحدة بدأت تدخل المعركة ، من خلال جسر جوي أقاموه بسرعة ، وبدأوايرسلون طائراتهم بطياريها ، ودباباتهم بأطقمها .. يهبط كل ذلك في مطار العريش ،ويتجه علي الفور الي الميدان
من يوم ١٧ أكتوبر وأنا أحارب أمريكا ، وأسلحة أمريكا ، وعتاد أمريكا . ولم يكن هذا ممكنا ، الا إذا كنت أغامر بحياة أبنائي المقاتلين الأبطال ، وهمعندي أغلي عنصر من عناصر القتال الشريف
لكن تدخل أمريكا في جانب إسرائيل ، قد خلق موقفا جديدا ، وأديبالتالي الي موقف أمريكي جديد ، والي الفصل الأول للقوات ثم الفصل الثاني ، لتتحققأهداف المعركة بوصولنا الي الممرات ، ولم نكن قد أنجزنا من خطة المعركة إلا نصفها . هم إذن الذين اختصروا معركتنا الي النصف ، لكن نصف المعركة قد حقق أهداف المعركةالكاملة
قلت للسيد الرئيس : ... ولو لم تتدخل أمريكا ؟
قال الرئيس : كناقد مضينا نتمم معركتنا حتي الممرات ، وحقول البترول ، ثم تصبح بقية أرض سيناء ،بساطا مكشوفا في قبضة أيدينا عندما نريد
قلت للرئيس : وخسائر المعركة الكاملة كانت ستكون الضعف
قالالرئيس السادات : الحمد لله أن خسائرنا محدودة ، حتي لاتكاد تقارن بما كسبناه . ولقد كانت تعليماتي للمشير إسماعيل والقادة العسكريين منذ البداية ، هي أني لا أريدلقواتي أن تتحطم ، ولا لعتادي أن يتبدد ، في مغامرة تؤدي الي استنزاف قوانا وتتركنا - حتي ولو كنا منتصرين - في حالة ضعف قد يفتح احتمالات الهزيمة ، لو استطاع العدوإعادة تجميع قوته ، أو لم صفوفه
وسألت الرئيس : هل أعرف من سيادتك أحد أسرار الموقف ؟ علي أي وضعخرجت قواتنا بعد ٢٢ أكتوبر عام ١٩٧٣ ؟ هل كانت علي نفس الدرجة من الاستعدادلاستئناف القتال ؟
قال الرئيس في ثقة : لقد خرجت قواتنا أقوي كثيرا بخبرة القتال ممادخلت المعركة . وبالنسبة للسلاح والعتاد ، كانت درجة استعدادنا بعد المعركة أكبربرغم فقدنا لبعض الأسلحة وخاصة في الطيران . أما معنويات الرجال ، فقد كانت فوقالسحب . لقد استعادوا تاريخهم المجيد ، وعادت اليهم الثقة في قدراتهم ، ولم يعودوايخافون العدو ، أو يصدقوا دعاياته ، أو يقعوا تحت تأثير المقالات المثبطة للهمةالداعية لليأس
قلت للرئيس السادات : الحرب نوع من اختبار القوي ، وأيام الاختبارتسفر عن مفاجآت - مهما يكن الحساب - فهل لم تكن هناك مفاجآت خلال أيام القتال ... مفاجآت حرجة ومخيفة؟ قال الرئيس ، ونهر النيل أمام عينيه : ما أصعب أن تكون مسئولاعن أرواح آلاف الآلاف ، وهي تقاتل . إن القائد الأعلي الذي يصدر قرار الحرب ، لايفكر في نفسه ، ولكنه يحسب حساب كل قطرة دم تسيل علي أرض المعركة . كل لحظة خوف قدتزعزع الثقة في قلب مقاتل كل ومضة خطر تحيق بمغامر يقتحم المواقع دفاعا عن شرفالتاريخ . معاناة قاسيـة علي النفس ، لولا أنها من أجل هدف أسمي وأبقي وأخلد . منأجل جموع الفلاحين البسطاء ، ممن يريدون أن يزرعوا أرضهم آمنين . من أجل ملايينالعمال ، ممن يريدون أن ينتجوا وأن يكسبوا ليعيشوا ويربوا أبناءهم حتي يفرحوا بهم ،ويزوجوا بناتهم مطمئنين . من أجل كل صاحب مهنة أو حرفة . هذه الرغبة في إستقرارالحياة آمنة ورغدة علي أرض الوطن ، هي التي تبرر كل ما يتحمله المسئول عن إصدارقرار الحرب . هذا الي جوار الحرية - وهي عزيزة - والكرامة - وهي غالية - واستقلالالارادة - وهي مظهر كرامة الإنسان
وبرغم كل ذلك ، فإن اللحظة الحرجة التي لا أنساها ، هي تلك التيحدثت عقب اختراق ثغرة الدفرسوار ، واقتراح الفريق الشاذلي أن يسحب المقاتلين منسيناء ، ليواجه بهم آثار الثغرة . ساعتها تصورت أفظع نتائج يمكن أن تسفر عنها الحرب . إن هذا لو تم ، لتكررت مذبحة ١٩٦٧ ، بصورة أقسي وأمر . كان معني هذا الاقتراح أنأقدم أولادي للمذبحة فضلاً عن تعريض قواتي كلها لدمار كامل . وبينما كان رئيسالأركان يقترح هذا ، كان الجنود والقادة ينتظرون القرار وهم في أوج روحهم المعنوية . لم يكن فيهم واحد مستعد لأن يخلي مكانه علي أرض سيناء . ولم يكن فيهم واحد يريدأن يتزحزح عن موقعه
وكان قراري عزل رئيس الأركان الفريق الشاذلي ، وتعيين الجمسي فيمكانه ، وألا يترك أحد موقعه أبدا . لحظة اختبار كانت في غاية الدقة والحرج والخطركذلك ، لكن الله وفق الي اتخاذ القرار السليم في الوقت المناسب تماما
قلت للرئيس : وكان هناك تخوف من أن تمتد قوات الثغرة الي عمق الوادي .. والي القاهرة مثلا ؟
قال الرئيس السادات وهو يبتسم : هل يجرؤون علي دخولالقاهرة ؟ اذا كانت السويس ، وهي مدينة هاجر أهلها ، ولم يبق فيها أكثر من بضعةآلاف ، قد أذاقتهم الويل ، واستولت علي كل دبابة دخلت ، وأسرت كل جندي من جنودالأعداء غامر بالدخول . اذا كانت السويس قد فعلت هذا ، فماذا كان يحدث لو اقتربوامن القاهرة ؟ اني لم أتصور لحظة أن ذلك ممكن ، أو أن الجنون قد وصل بهم الي هذاالحد . الثغرة قد كانت معركة تليفزيونية أستغلت للدعاية ، أكثر منها عملا عسكريايحسب له حساب . بل لقد وضعنا خطة للقضاء عليها نهائيا وتصفيتها ، لولا أن كيسنجرقال لي أن ذلك لو تم فستدخل أمريكا الحرب ضدنا ، بصورة واضحة ومكشوفة . وهذا وحدهكاف لإثبات أن الثغرة قد كانت مخططا أمريكيا ، لحفظ ماء وجه اسرائيل أمام العالم لاأكثر ، ولتستعمل بعد ذلك كنوع من الدعاية المكشوفة
قلت للرئيس السادات : بمناسبة كيسنجر ياسيادة الرئيس .. هناك سؤاليراود الناس .. وبعيدا عن التعصب لشيء . فهو وزير خارجية أمريكا ، ولكن ديانتهيهودية ، ففي أي الجانبين يقف ؟
قال الرئيس : كيسنجر يقف مع مصالح بلاده ، ويعمل لتحقيقها . والسؤالهو: أين مصالح الولايات المتحدة الأمريكية من هذا الصراع ؟ أن استراتيجية أمريكاقائمة علي المحافظة علي وجود اسرائيل وهنا تلتقي الاستراتيجية الامريكية معالاستراتيجية السوفيتية . ولكن أمريكا دأبت علي أن تطلق يد إسرائيل في المنطقةتعربد فيها كما تشاء ، وكانت تؤيدها بالنفوذ السياسي ، وبالدعم الاقتصادي ،وبالسلاح والعتاد . لكن حرب أكتوبر خلقت موقفا جديدا ، بدأ يهدد استراتيجية أمريكافي المنطقة ، لو ظلت تطاول اسرائيل وتؤيدها علي طول الخط . ومن خلال واقع جديد ،أحست أمريكا أنها لاتخدم استراتيجيتها هي ، لو ظلت تتبع نفس الصيغة القديمة فيإطلاق يد اسرائيل تفعل في المنطقة ما تشاء . ولكي تحافظ أمريكا علي خطوطالاستراتيجية الأمريكية كما هي ، فقد صار عليها ، أن تضع قوة العرب في الاعتبار ،وفي مقدمتها روعة الأداء العسكري للمقاتل المصري . وهنا تزحزحت أمريكا عن موقفالتأييد المطلق وبلا حدود لإسرائيل ، وبدأت تفهم أن من صالح اسرائيل نفسها ، أنتواجه الحقائق الجديدة ، من أرض الواقع . ان حرب أكتوبر تمثل واقعا علي أرض هذهالمنطقة ، وقد تركت بصماتها علي اقتصاد العالم ، وعلي ما أصاب المجتمع الاسرائيليمن تمزق وانهيار ، وعلي إدراك العالم للحقائق الجديدة . وقد كانت تصرفاتنا بعدالحرب منبثقة من الثقة بالنفس . أعلنا سياسة الانفتاح دون حذر أو خوف ، تأكيداًلقدرتنا علي حماية هذا الانفتاح ، وفتحنا قناة السويس ، دون أن نلقي بالا للتحذير ،لأننا لم نعد ننظر الي الوراء ، بعد أن صار هذا "الوراء" ماضيا لن يتكرر
قلت : معني هذا أن كيسنجر يخدم إسرائيل
قال الرئيس السادات : ويضع قوة العرب في الإعتبار ، بعد أن لم تعد اسرائيل هي القوة الوحيدة في المنطقة ،كما أشاعت في الدنيا كلها ، طوال ربع قرن
قلت للسيد الرئيس : ... والاتحاد السوفيتي ياسيادة الرئيس ؟
قالالرئيس السادات : لقد حكيت مدي المعاناة التي تحملتها من صيغة التعامل التي يتخذهاالاتحاد السوفيتي ، لكني رغم كل هذا ، لا أغلق الباب معه ، ولا أظن أن من الحكمة أنتتدهور علاقاتنا مع الاتحاد السوفيتي وقادته . ولعلهم أن يكونوا قد أدركوا الآنمفاتيح الشخصية المصرية ، فنحن لسنا تابعين لأحد ، ولن نقبل التبعية لا لهذا ولالذاك ، وطالما أن إرادتنا حرة ، وأن الاحترام بيننا متبادل ، فإن الأمور يمكن أنتسير في طريقها الطبيعي
حدث مثلا أن ذهب بودجورني ، رئيس الاتحاد السوفيتي لزيارة تركيا ،وهناك أدلي بتصريحات ضدنا ، حملت كثيرا من الهجوم الرديء
وعندما رغب بعد هذا في الحضور الي مصر لمقابلتي رفضت أن ألقاه أوأقابله لأنه أباح لنفسه أن يهاجمنا بأسلوب غير لائق ، وأنا لا أقابل من يوجه اهانةلمصر
والحديث مع هذا متصل وممتد .. وزاخر
...
كنهر النيل
ابن خلدون فيلسوف التاريخ ، اتخذ من الحاضر
وحدة تاريخية ، تصلحللقياس
الجزء الثالث
ذلك أن الحاضر ، قد كان في أمس " أملا " .. وهو للغد " أساس "! والإسراف في تقدير الماضي ، قد يجر الي اراجيف الأساطير " والإسراف فيتصورات المستقبل ، قد يصبح نوعا من احلام الشعراء ! والشئ المحقق دائما ، هو ما بينيديك : الحاضر
وعلوم التخطيط كلها - وهي تستهدف المستقبل - تجد نفسها معتمدة عليالحاضر
... بل ان كلمة تخطيط نفسها قد صارت قديمة عند العلماء ، بعد انظهرت دراسات المستقبل ، وصارت هذه الدراسات علوما متكاملة الأركان ، وصارت لها فيجامعات العالم المتطور كراسي ، يحتلها أساتذة أجلاء
ومع هذا ، فإن دراسات المستقبل ، لا تقوم علي خيال ، ولكنها تستندالي واقع
والواقع هو ابدا هذا الحاضر
ما أصدق ابن خلدون في تحليله للتاريخ ! وأقول للرئيس السادات : بوديان انقل لقراء " الجمهورية ": وهي جريدتك ، رؤياك للحاضر الذي نحياه .. كيف ياسيادةالرئيس تراه ؟ وقال الرئيس السادات وعيناه تدوران بين مناظر الطبيعة الفسيحة فيالقناطر ومجري النهر العظيم : بودي ان تعيش اجيالنا في الحاضر بمنطق الحاضر ، وفيحدود احكامه وما طرأت عليه من تغيرات
وأنا ممن يحبون التاريخ اقرؤه ، وأستمع اليه ، وأستمتع به ، واستفيدمن عبره ، لكني أوثر أن أعيش يومي ، بكل مقاييس اليوم ومقتضياته
وجمال التاريخ انه تاريخ يروي للناس في صدق ، لكن ان يقيدهم ، ويحددسلوكهم ، فإن ذلك إذن يصبح نوعا من الأسر ، يشل حركة الفكر ، كما يشل حركة السلوك
ولقد تجاوزنا أوضاعا كثيرة جدا ، يجب ان نلقيها وراء اكتافنا
تجاوزنا الهزيمة ، وكانت نوعا من الكابوس الثقيل ، يصبغ كل تصرفاتنابالتوجس والخوف من المجهول ، وأخذ الأشياء بإحتياط وحذر .. والريبة في كل ما نسمع ،والتشكك في كل ما يقال
كنا وقتها معذورين ، فحجم الهزيمة قد كان فوق ما كنا نتوقع ، اماوقد حطمنا هذا الحاجز ، فقد صار علينا أن ننظر الي الحياة بمنظار آخر تماما ، أساسهالثقة والتفاؤل والعمل علي زيادة الإنتاج . وكما كانت الهزيمة عبئا علي نفوسنا ،ألقت كثيرا من الإنطواء علي النفس ، فإن النصر لا يعني أن نتصور ان الدنيا يمكن أنتتغير في يوم وليلة ، اننا نحن الذين سنبني المستقبل ، والبناء محتاج لجهد ولمالولعرق ولصبر ، وإلا سنقع في خطأ تفاؤل مسرف ، في مقابل ما كنا نعانيه من تشاؤم مسرف، والإسراف خطأ في التفاؤل أو التشاؤم علي حد سواء
لقد درجنا مثلا علي تقديس بعض القوالب . وربما كان لنا عذرنا في هذاالتقديس ، لكن ماذا يمنعنا الآن من التفكير الحر في كل هذه القوالب القديمة ، لنصححما يحتاج منه التصحيح ، ونبقي علي ما ثبت لنا استمرار صلاحيته ، ونستنبط صيغا جديدةللعمل اذا كان ذلك ضروريا لدعم حياتنا
هذا كلام اظننا نستطيع ان نتفق عليه . انما العبرة دائما بالتنفيذ ،ففي احيان نقتنع بشئ لكنا عند التطبيق نجد انفسنا نطبق شيئا آخر ألفناه واعتدناعليه . اننا محتاجون الي تغيير نمط حياتنا ، بما يتناسب مع أوضاعنا الجديدة وفكرناالجديد
قلت للرئيس : والأفكار التي انتشرت بعد حربين عالميتين مدمرتينياسيادة الرئيس ؟.. أعني ما يسمي بالتقدمية أو اليسار ، او الاشتراكية بمفاهيمهاالمختلفة ؟
قال الرئيس السادات : اننا نطبق الاشتراكية في بلادنا ، ونتخذهاطريقا لحل مشكلاتنا ، لكنها اشتراكية تنبع من مجتمعنا . وترتبط بقيم المجتمعومقدساته ، وتحترم الأديان وتستوجبها كذلك وبهذا فإن اليسار ، في ضوء هذا التطبيقلا يكون غريبا عن أرضنا . اما التطرف في التطبيق ، أو التبعية لأحزاب خارج بلادنا ،فذلك ما نرفضه تماما ، لأن اضراره ستنصب أولا علي ارادتنا ، فتصبح هذه الإرادةمشلولة ، وقد دخلنا كل مراحل الصراع تحريرا لإرادتنا . هذا مبدأ اساسي مقرر منذقامت الثورة . علي أن هذا لا يعني أن نكون خصوما لمن يطبقون مبادئ أخري غير مبادئنا . انهم يستوحون مبادئهم من واقع مجتمعاتهم ، وإذا كنا نرفض ان يتدخل أحد في توجيهارادتنا ، ان علينا ان نعطي الآخرين حق رفض تدخلنا في توجيه اراداتهم ، ولو سلبا .. أعني بمعاداتهم واتخاذ موقف الخصومة منهم
قلت للرئيس:وكيف تري سيادتك تعدد المنابر داخل التنظيم السياسي؟
قال الرئيس السادات : ان حرية التعبير مكفولة داخل التنظيم السياسي ، وأظن انعلينا ان نبدأ بداية طبيعية غير مصطنعة . ولو اننا اقمنا منابر ، وأطلقنا عليهامثلا ، اسماء اليسار والوسط واليمين ، فإن هذه الأسماء ستصبح مجرد لافتات مفروضةعلي اعضاء الإتحاد الاشتراكي ويصبح عليهم ان يصطفوا تحت لافتة منها . وهذا ما لمترده ورقة تطوير الاتحاد الاشتراكي أو تقصد اليه . انما الطبيعي ان يترك لكل عضوحرية التعبير عن رأيه في اية مشكلة مطروحة فإذا تلاقت آراء عدد منهم ، في عديد منالقضايا ، فإن الأمر الطبيعي هو أن يندرجوا تحت منبر يقررونه هم ، ويشاركون منخلاله ، في القضايا العامة ، ويساهمون بالرأي وبالتجربة ، في اثراء خطط التنميةورفع معدلات الأداء
قلت للرئيس : ستكون المنابر اذن متحركة
قال الرئيس السادات : فيالبداية ، حيث آراء الناس لا تزال غير محددة حول المسائل المطروحة ، فإن تركها هووسيلة تحديدها والتعرف عليها والالتفاف حولها
قلت للرئيس : فإذا استقرت ياسيادة الرئيس .. أليس هناك احتمالتحولها الي أحزاب ؟ أو في القليل الي كتل سياسية داخل التنظيم ، لكنها كالأحزابفيما تحدده لنفسها من مبادئ ومناهج وبرامج عمل ؟ قال الرئيس السادات : إن تكونتبالصورة الطبيعية ، وبالصيغة التلقائية ، وبمنطق التطور السياسي المدروس ، وبإقتناعكامل من جماهيرها ، فما الضرر في أن تتشكل في شكل سياسي ما ، أو في صورة احزابصريحة وواضحة . انني أومن بالتطور ، وبأن تقييد الفكر خيانة للتقدم ، وبأن الناس - والناس وحدهم - هم اصحاب الحق في اتخاذ القرار ، طالما يلتزمون في اتخاذه بالحوارالديموقراطي المستنير وبإحترام الشرعية الدستورية ، وبالاسلوب الوطني الذي يرفض فرضارادة الغير علينا ، أو شق الصف الوطني تنظيم عميل
قلت للرئيس : وقد كان هذا واضحا منذ ثورة التصحيح في ١٥
مايو ١٩٧١ .. لكن لماذا لم نقطع الشوط الي نهايته منذ ذلك التاريخ ياسيادة الرئيس ؟ لقدكانت جماهير الأمة معك ... أفلم تكن هذه فرصة لتنفيذ المخطط الديموقراطي الشاملالذي وضعته منذ تحملت المسئولية ؟
وقال الرئيس السادات : في ١٥ مايو ١٩٧١ ، كان يكفي أن أتخلص منمراكز القوي ، حتي لا تكون عقبة في سبيل المعركة وكنت قد انتهيت معهم من معركةالغاء الحراسات والظروف الاستثنائية .. وكان من الضروري أن تتقرر حرية الصحافة ،لكني أثرت أن أرجئ ذلك لما بعد المعركة
وقلت للرئيس : سامحني أن سألتك بصفتي صحفيا ، يتحدث إلي صحفي كبيرورائد ، وصل الي رئاسة الجمهورية ، لكني واثق انه لايزال يعتز بصفته الصحفية .. هلترون ان حرية الصحافة كان يمكن ان تكون عقبة في طريق المعركة ؟
قال الرئيس السادات وهو يضحك : سأروي لك حكاية ، بعد اطلاق حريةالصحافة ، جاءني صديق يسأل في براءة : متي ستقوم الثورة في مصر ؟
وإستغربت السؤال بطبيعة الحال ، لكن الصديق كان قد لاحظ ان الصحافةبعد الحرية ، انطلقت تعدد الاخطاء ، حتي خيل لمن يقرأ الصحف بعد الغاء الرقابةعليها ، ان كل شئ في مصر خطأ ، وفاسد ومرتبك ، وان الحياة لم تعد تطاق ، وان ملايينالمصريين ثائرون علي هذه الأوضاع ، فلم يعد باقياً الا ان تقوم ثورة تصحح الأوضاع
لكني ضحكت لملاحظة الصديق ، ولم اضق بها ،
وقلت له : ايا كانتنتيجة حرية الصحافة ، وايا كانت درجة اندفاع الصحف في النقد ، حتي ولو كان جارحاً ،فهي أسلم من الكبت وحبس الرأي ، ومنع الأقلام عن التعبير ، ان التنبيه الي الخطأ ،مهماً يكن قاسياً ، فهو في النهاية نوع من الرقابة الشعبية ، لابد ان تكون لهنتائجه الايجابية
وقلت للرئيس : كذلك فإن بعض المسئولين يضيقون بحرية الصحافة ياسيادةالرئيس
قال الرئيس السادات : هذا شئ طبيعي ، الصحافة خرجت من كبت طويل فأسرفت ،وبعض المسئولين خرجوا من صمت طويل فضايقهم الضجيج ، لكن الممارسة كفيلة بالوصول اليصيغة مناسبة تؤكد الحرية بمفهومها الصحيح ، وتشجع المسئولين علي التعرف علي الحقائقمن خلال مايذاع
قلت للرئيس : وقد نري نفس الظاهرة في تعدد المنابر ، حين تبدأالممارسة داخل التنظيم السياسي
قال الرئيس : لكن الممارسة كفيلة بتصويب الخطيعلي الطريق السليم والمشروع
قلت للرئيس : فإن حاولت التيارات الحزبية القديمةان تستغل هذه المنابر ؟
قال الرئيس: انا واثق من وعي الاتجاهات الأخري ، التي تؤمن بالتحالف، وتتخذه وسيلة الي تفادي الصدام الدموي بين طبقات الشعب ، وأظن ان أحدا لايرضي بأنتدخل تجربة كتجربة البرتغال مثلاً ، حتي يتطور الصراع الحزبي ، الي مايشبه الحربالأهلية
قلت : ومايدور حول القطاع العام ياسيادة الرئيس ؟
قال الرئيسالسادات : القطاع العام هو قاعدة الاقتصاد المصري ، وهو يمثل وسائل الانتاجالرئيسية ، لكن مصلحة هذا القطاع تقتضي تخليصه من عيوبه ومعوقاته ، وليس معنيالاهتمام بالقطاع الخاص ، ان ذلك سيكون علي حساب القطاع العام ، فلكل له مجاله ،وله طبيعته ، وله اختصاصه ، وقد تكون المنافسة بينهما وسيلة لتطور كل منهما وجودةماينتجه كلاهما ، اننا منذ اقمنا القطاع العام ، لم نفكر في الغاء القطاع الخاص ،فإن هذا مستحيل ، وتشجيع الكفايات الفردية ، دعم لجوانب الخلق والابتكار ، وكماستمضي سياستنا في تشجيع القطاع الخاص ، فستمضي في نفس المستوي نحو دعم القطاع العاموتطويره
قلت للرئيس : هذه النظرة للواقع الوطني ، تحتاج الي نظرة للواقعالعربي ، فإنهما واقعان متكاملان ياسيادة الرئيس
قال الرئيس السادات : لقد طلبتمن امريكا ضماناً كتابياً لإجراء فك اشتباك ثان علي الجولان ، ولهذا-فبعيدا عنالتأثر بالأصوات العالية التي شوشرت علينا - فإن هذا الموضوع منته ، كذلك فإنالتعرض لمشكلة حلول لقضية فلسطين ، لن يكون في غيبة ممثلي الشعب الفلسطيني ، ونحنلن نهدأ ولن نستقر الا اذا حلت قضية فلسطين حلا يرضاه شعب فلسطين ، وجبهة التحريرالفلسطينية ، بإعتبارها الممثل الشرعي الوحيد لهذا الشعب
طلبت ايضا من امريكا ضمانا بإشتراك الفلسطينيين في التسوية لأنهبدون حل مشكلة فلسطين لن تكون هناك تسوية
اني اعتبر هذه الموضوعات كلها مقررة وواردة في اية مشروعات تستهدفالحل
انما الشئ المزعج حقيقة هو مايدور في لبنان ، انه شئ خطير ومخيف ،ان تتعرض لبنان لهذه الأعمال الدموية علي ارضه ، وبقدر حرصي علي حركة الفدائيينالفلسطينيين داخل لبنان فإني ، اعتقد انه لو تخلصت لبنان ، من ألوان التدخل فيشئونه ، واستغلال الأطراف المتنازعة لزيادة الخلاف وإذكاء روح الصدام لتمكن الاطرافمن التفاهم وحل مابينهم من مشكلات ، ان هذه الأطراف تعيش علي ارض واحدة ، واضطرابالأمن تدفع ضريبته كل الأطراف ، ولو ان الأمر اقتصر علي مابين السلطة اللبنانيةوالمقاومة ، لما تصاعد الخلاف كل يوم علي هذا النحو ، ولست ادري كيف يفكر الحزبيونفي ترجيح مصالح حزبهم ، علي المصالح القومية في لبنان ، ان الأحزاب لن تتحملمسئولية الدمار لو وقع ، وستتهرب من المسئولية ، لو تفجر الموقف ، وأخذ يهدد بكارثةأشد هولا من كارثة الهزيمة في سنة ١٩٤٨ ، ان مسئولية الأمة العربية كلها عما هو جارفي لبنان يحتم عليها ، ان تحول بين القوي الخارجية وتخريب بلد عربي شقيق وعزيز ،وتشتيت جهوده ، وانصراف اهله الي الهروب من الخوف والفزع والخطر المستمر ، فلايعودلهم بعد ذلك جهد يبذل في سبيل لبنان وخدمته وتطويره
قلت للرئيس : ولهذا كان نداء سيادتك صريحاً برفع الأيدي من لبنان .. لكن أية أيد ياسيادة الرئيس ؟ قال الرئيس السادات : ان اصحاب الأيدي يعرفون انفسهم، لأن ايديهم مضرجة بدماء الأبرياء، وبالنهب والسلب والتشويه
قلت للرئيس : هل نمد بصرنا صوب المغرب العربي .. أو بصراحة نحوليبيا ؟
قال الرئيس السادات : كلهم أبنائي ، وليس بيني وبين أحد سوء ، وبقدرمايحتفظ الأخوة في لبييا بحسن الجوار ، والإلتزام العربي ، فإني لا احتفظ لهم الابالود والتمني بأن يوفقوا في خدمة شعبهم وبلادهم
قلت للرئيس : وهذا العالم الواسع الذي نعيش فيه ياسيادة الرئيس ؟
قال الرئيس السادات : انه عالم متغير ، سريع الحركة ، متيقظ لمصالحه ، عامل عليصيانتها ، وليس هذا شأننا ، يكفينا من العالم ان يتبادل معنا الإحترام ، وان يؤمنبقضيتنا ، وان يعطينا بقدر ما يأخذ وألا يرجح اعداءنا علينا ، وان تكون نظرته لهذهالمنطقة ولقضية فلسطين ، نظرة موضوعية تؤدي الي الحل الشامل الذي نريد ان نصل اليه، ونحن فوق هذا جزء من العالم الثالث ، وقضايا الحرية والتحرير هي قضيتنا ، والذينيعملون للتحرير ، ينتصرون للثوار والأحرار والمناضلين من أجل أوطانهم في كل مكان .. ولاشك ان لقادة افريقيا مكانة خاصة في قلوبنا فقد تابعنا حركات التحرير فيها حركةبعد حركة وشعورنا الدائم والمتصل ان تحرير اي شبر في افريقيا اضافة الي حصيلةالحرية وزيادة في اعداد الأحرار علي وجه الكرة الأرضية
وفي مجال الصراع بين الكتل الكبري ، فنحن نشعر اننا لسنا طرفاً فيه، وليست لنا مصلحة في الإنتصار لهذا ضد ذاك اننا دولة محايدة ، تؤمن بعدم الإنحياز، لكن حيادها الإيجابي لايمنعها من ان يكون لها رأي ، وليس معني الرأي ان تترتبعليه خصومة ، او تقوم من أجله صداقة علي حساب الآخرين
اننا احرار ، وارادتنا حرة ، ومهمتنا لم تنته ، وتحرير كل شبر منأرضنا المحتـلة لم يتم ، وسنمضي نتخذ كل وسيلة لتحرير أرضنا ، واقرار حق شعب فلسطينوسيادته علي أرضه
وإني لعلي ثقة من ان العرب هم دائما عرب ، يختلفون حينا ، ويتفقونحينا ، لكنهم في أول الأمر وآخره عرب فيهم شهامة ونخوة ومروءة ، وطبيعة اغاثةالملهوف جزء من تقاليدهم ، فمن باب أولي ، ان يتحدوا في نضال يعرفون انه طويل ،لكنهم يعرفون كذلك انه حتمي وضروري ، وليس عنه بديل
قلت للرئيس السادات والحديث متصل : سيادتك حرصت علي زيارة مقهيللسائقين في الاسماعيلية ، كنت تجلس عليه أيام شبابك وأيام نضالك ، لتستعيد ذكرياتعزيزة عليك وغالية
وضحك ، وانا امضي أقول : واظن ان مكتبك في جريدة الجمهورية يحملأيضاً ذكريات عبقة وشذية ، وفيه تركت لحظات معاناة ، وانت تكتب ، وانت توجه ، وعليكراسيه طالما جلست تتحدث الي المحررين
افلا يكون من العدل ، ان تختلي في مكتبك القديم لحظات ، تراجعالبروفات ، وتقرأ البرقيات وتملي ماتشاء من تعليمات ، استعادة لهذا التاريخ القديم؟ وظل الرئيس يضحك ، وهو يستعيد الذكري
ولم يرفض سيادته الدعوة علي كل حال
ولاتزال في الجعبة تصريحات أخري عزيزة ، ولكن اعلانها لم يحن بعد
وستستمر الشجرة ذات المائة عام ، تتسمع الي أقوال القروي الفلاح ،أين البيئة ، وابن القرية ، وعاشق طبيعة مصر ، البسطاء الطيبين من ابناء مصر
وسيظل انور السادات يسترخي لحظة ، تأهبا لنوبات حراسة لاتنقطع .. للأعواد الخضر ، والنهر الخالد ودخان المصانع ، وابتسامات الأمل ، علي وجوه أرقهاالصبر


محمد فودى محمد4 21-06-2010 07:52 PM

نرجو التثبيت للموضوع

محمد حسن ضبعون 21-06-2010 07:59 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد فودى محمد4 (المشاركة 2290261)
نرجو التثبيت للموضوع

شكرا جزيلا
انتماء
بارك الله فيك

أ/رضا عطيه 21-06-2010 11:37 PM

كل الشكر والثناء لحضرتك
واعزك الله بعلمك وفكرك المستنير

queen84 18-10-2010 06:06 PM

http://akhawat.islamway.com/forum/up...1270419751.gif

محمد حسن ضبعون 19-10-2010 05:41 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة queen84 (المشاركة 2756114)

نشكر مروركم الكريم

استاز جانو 19-10-2010 07:53 PM

شكرا
 
كل الشكر للاستاز ضيعون على هذه المعلومات والتى تعد للجيل الجديد سجلا حافلا بالمعلومات فاشكرا للاستاز القدير ورحم الله الزعيم

محمد حسن ضبعون 21-10-2010 10:40 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة استاز جانو (المشاركة 2758569)
كل الشكر للاستاز ضبعون على هذه المعلومات والتى تعد للجيل الجديد سجلا حافلا بالمعلومات فاشكرا للاستاز القدير ورحم الله الزعيم

شكرا لمرورك الكريم

هانى الشرقاوى 21-10-2010 06:41 PM

موضوع فى غاية الروعة

محمد حسن ضبعون 21-10-2010 07:59 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هانى الشرقاوى (المشاركة 2763424)
موضوع فى غاية الروعة

شكرا لمرورك الكريم

محمد حسن ضبعون 06-10-2014 06:44 PM

كل عام وانتم بخير


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 12:11 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.