![]() |
معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وأرضاه
|
|
|
|
|
معاوية في عصر الرسول صل الله عليه وسلم صحب معاوية رضي الله عنه الرسول الله صل الله عليه سلم وكتب له وشهد معه حنيناً والطائف وأعطاه رسول الله صل الله عليه وسلم من غنائم حنين مائة من الإبل وأربعين أوقية وهاجر إلى المدينة فأخفى رسول الله صل الله عليه وسلم بينه وبين أحد أصحابه. وكان زيد بن ثابت الأنصاري من بني النجار ألزم الناس للقيام بواجب الكتابة للنبي صل الله عليه وسلم و ثم تلاه معاوية بعد الفتح ، فكانا ملازمين للكتابة بين يديه فى الوحي وغير ذلك ،لا عمل لهما غير ذلك. ولقد نال معاوية شرف الصحبة وشرف الجهاد تحت لواء الرسول صل الله عليه وسلم. |
|
|
|
|
|
|
من شعره أتاِنيَ أمْرٌ فيه للنّاسِ غُمةٌ وفيه بُكاءٌ للعُيُونِ طَويلُ وفيه فَنَاءٌ شامِلٌ وخَزَايةٌ وفيه اجتداعٌ للأُنوفِ أصيلُ مُصَابُ أَميرِ المؤمنينَ وَهَدَّةٌ تكادُ لهاَ صُمُّ الجبالِ تزولُ فلِلهِ عينَا منْ رأى مِثلَ هَالكٍ أصِيبَ بلا ذنبٍ، وذاكَ جليلُ تَداعتْ عليهِ بالمدينة ِ عصبَةٌ فَريقانِ منها: قاتِلٌ وخذولُ دعاهمْ، فَصَمُّوا عنه عندَ جوابِهِ وذاكُمْ عَلى ما في النفوسِ دَليلُ نَدِمْتُ عَلَى ما كانَ من تَبَعِي الهَوَى وقَصْرِيَ فيه : حَسْرَة ٌ وعويلُ سأنْعَى أبا عمْروٍ بِكلّ مثقّفٍ وبيضٍ لها في الدّراعينَ صَليلُ تَرَكْتُكَ للقومِ الذينَ هُمُ هُمُ شجاكَ، فماذا بعدَ ذاكَ أقولُ! فَلَسْتُ مُقيماً ما حَيِيِتُ ببلدةٍ أجُرُّ بها ذَيْلِي، وأنت قتيلُ فلا نومَ حتّى تُشْجَرَ الخيلُ بالقنا ويُشفَى من القومِ الغواة ِ غَليلُ ونَطحنهُمْ طَحْنَ الرّحَى بِثفالها وذاكَ بما أَسْدَوا إليكَ قليلُ فَأمّا التي فيها مودّة ُ بينِنَا فليس إليها ما حَييتَ سبيلُ سَأُلْقِحُها حَرْباً عَواناً مُلِحّة وإنّي بها منْ عامنا لكفيلُ |
جهاده في خلافته
كانت الغارات على بلاد الروم أثناء خلافة معاوية رضي الله عنه لا تنقطع صيفًا أو شتاءً، وكان الغرض من هذه الغارات استنزاف قوة العدو، ومن أشهر القواد المجاهدين في بلاد الروم عبد الرحمن بن خالد بن الوليد، وبُسْر بن أرطأة الذي تقدم على رأس شاتية عام 43هـ حيث اقترب من القسطنطينية، ومالك بن هبيرة، وأبو عبد الرحمن القيني وعبد الله بن قيس الفزاري، وفضالة بن عبيد الأنصاري، وغيرهم كثير. وكان هدف هذه الغزوات جميعها القسطنطينية، وفي عام 50 هـ جهز معاوية حملة كبيرة من البر والبحر لتغزو القسطنطينية، وأعطى قيادة جيش البر لسفيان بن عوف الأزدي، وجعل ابنه يزيد في قيادة الحملة إلا أن يزيد لم يخرج مع الحملة، أما الأسطول فقد قاده بسر بن أرطأة، وحوصرت عاصمة الروم، وجرت اشتباكات بين الطرفين خسر فيها المسلمون خسائر كبيرة فعمل معاوية على إرسال نجدة كبيرة بقيادة ابنه يزيد ومعه أبو أيوب الأنصاري، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن العباس، وبوصول النجدة ارتفعت معنويات المجاهدين فاشتد الحصار وأصاب المسلمون من الروم وإن لم يستطيعوا فتح القسطنطينية، وقد استُشهِد في هذا القتال أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه وعبد العزيز بن زرارة الكلابي، وقد كانا على رأس الذين يثيرون حماسة المجاهدين. |
|
أما في الجبهة الشرقية للدولة الإسلامية فقد غزا المسلمون بلاد اللان عام 41هـ، وفتحوا الرخج وغيرها من بلاد سجستان عام 43هـ، ودخل الحكم بن عمرو الغفاري منطقة القيقان في طخارستان وغنم غنائم كثيرة عام 45هـ، كما فتح المسلمون قوهستان، وفي عام 55هـ قطع عبيد الله بن زياد نهر جيحون ووصل إلى تلال بخارى.. |
|
|
ويروي أيضًا أن معاوية رضي الله عنه رحل إلى الحجاز معتمرًا سنة 56هـ حيث التقى هناك بأبناء الصحابة البارزين وحاول إقناعهم بالبيعة ليزيد.. ويبدو أن معاوية رضي الله عنه قد أصاب في محاولة إقناعهم بعض التوفيق، وإن لم يقتنع بعضهم بما أراد، وقد تعرض ذلك الموقف إلى تحريف كبير لدى بعض المؤرخين الذين اخترعوا قصة محبوكة ـ يسجلها ابن الأثير ـ مُؤَدَّاها أن معاوية رضي الله عنه أجبر الصحابة المعارضين وهم الحسين وابن الزبير وابن عمر وعبد الرحمن بن أبي بكر على البيعة لولده تحت تهديد السلاح! |
|
|
|
|
نظرة أهل السنة والجماعة لمعاوية يلقبه أهل السنة والجماعة بخال المؤمنين، ويذكرون انه كان بعد إسلامه يكتب الوحي بين يدي الرسول محمد بن عبد الله صل الله عليه وسلم . وروى مسلم في صحيحه في باب "باب من لعنه النبى - صل الله عليه وسلم- أو سبه أو دعا عليه وليس هو أهلا لذلك كان له زكاة وأجرا ورحمة." عن ابن عباس قال «كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله - صل الله عليه وسلم- فتواريت خلف باب - قال - فجاء فحطأني حطأة وقال « اذهب وادع لي معاوية ». قال فجئت فقلت هو يأكل - قال - ثم قال لي « اذهب وادع لي معاوية ». قال فجئت فقلت هو يأكل فقال «لا أشبع الله بطنه». قال ابن المثنى قلت لأمية ما حطأني قال قفدني قفدة.» وقال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم (16/156) «وقد فهم مسلم رحمه الله من هذا الحديث أن معاوية لم يكن مستحقا للدعاء عليه فلهذا أدخله في هذا الباب وجعله غيره من مناقب معاوية لانه في الحقيقة يصير دعاء له» بينما يرى الشيعة ان الرسول انما يدعو عليه , فالرسول لا يدعو على الناس جزافا ففي ذلك تقليل من شأن الرسول . والجدير بالذكر أن الرسول قد أشار أن خلافة النبوة من بعده ثلاثون عاما ثم ملك بعدها، ومن المعروف أن الرسول محمد بن عبد الله قد توفي سنة 11 هـ، أي أن في عام 41 هـ قد اكتملت الثلاثون عاما التي قد أشار إليها النبي محمد حيث قال النبي محمد صل الله عليه وسلم : «الخلافة بعدي في أمتي ثلاثون سنة، ثم ملك بعد ذلك» بالإضافة إلى الحديث الصحيح الآخر الذي أورده البخاري في صحيحه وهو:«أخرج النبي صل الله عليه وسلم ذات يوم الحسن، فصعد به على المنبر، فقال: ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين.» |
نظرة الشيعة لمعاوية يرى الشيعة في معاوية بخلاف مايراه أهل السنة والجماعة. حيث أن الشيعة يرون في معاوية خصماً وعدواً لعلي بن أبي طالب الإمام الأول عند الشيعة والخليفة الرابع عند السنة. ويرى الشيعة أن علي كان إمام زمانه وحرب معاوية لعلي هو خروج وتمرد عليه . بعكس مايراه أهل السنة بأن ماكان بين علي ومعاوية ماهي الا فتنة وقعت بينهما وبين المسلمين . |
|
وأما اليعقوبي والمسعودي فقالا: "وكان لمعاوية حلم ودهاء ومكر ورأي وحزم في أمر دنياه، وجود بالمال".. ويقول ابن تيمية: "فلم يكن من ملوك المسلمين ملك خيرًا من معاوية، إذا نُسِبَتْ أيامه إلى أيام من بعده، أما إذا نسبت إلى أيام أبا بكر وعمر ظهر التفاضل".وثناء هؤلاء الثلاثة من المؤرخين على معاوية رضي الله عنه وحسن سياسته وإدارته لشئون الدولة، أمر له مغزاه وأهميته لما عُرِف عنهم جميعًا من ميول شيعية ملموسة.. وأما إعجاب ابن خلدون به فيتمثل في قوله:"وأقام في سلطانه وخلافته عشرين سنة ينفق من بضاعة السياسة، التي لم يكن أحد من قومه أوفر فيها منه يداً، من أهل الترشيح من وَلَدِ فاطمة وبني هاشم، وآل الزبير وأمثالهم".. ويروي ابن الأثير في أسد الغابة عن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أنه قال: "ما رأيت أحدًا بعد رسول الله صل الله عليه وسلم أسود من معاوية؛ فقيل له: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي؟ فقال: كانوا والله خيرًا من معاوية وأفضل، ومعاوية أسود.. ويروي الطبري مرفوعًا إلى عبد الله بن عباس قوله: "ما رأيت أحدًا أخلق للملك من معاوية، إن كان ليرد الناس منه على أرجاء وادٍ رَحْب".. |
وذُكِرَ عمر بن عبد العزيز عند الأعمش فقال: فكيف لو أدركتم معاوية؟ قالوا: في حلمه، قال: لاوالله، في عدله"، وإليك شهادة الذهبي له: حيث يقول:"وحَسْبُك بمن يؤمِّره عمر ثم عثمان على إقليم فيضبطه، ويقوم به أتم قيام، ويُرضي الناس بسخائه وحلمه، فهذا الرجل ساد وساس العالم بكمال عقله وفَرْط حلمه وسعة نفسه، وقوه دهائه ورأيه".. وقد ورد كثير من الأخبار بدعاء النبي صل الله عليه وسلم لمعاوية رضي الله عنه فقد روى الترمذي في فضائل معاوية رضي الله عنه أنه لما تولى أمر الناس كانت نفوسهم لا تزال مشتعلة عليه؛ فقالوا: كيف يتولى معاوية وفي الناس من هو خير مثل الحسن والحسين؟!! فقال عبد الرحمن بن أبي عميرة ـ هو أحد الصحابة: لا تذكروه إلا بخير فإني سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول: اللهم اجعله هاديًا مهديًا وَاهْدِ به.. رواه الإمام أحمد في المسند 4/216 وصحَّحه الألباني في صحيح سنن الترمذي 3/236.وهكذا يكاد ينعقد إجماع علماء الأمة من الصحابة والتابعين ومن تلاهم على الثناء على معاوية رضي الله عنه وجدارته بالخلافة، وحُسْنِ سياسته وعدله، مما مكَّن له في قلوب الناس، وجعلهم يجمعون على محبته، يقول ابن تيمية رحمه الله:"وكانت سيرة معاوية في رعيته من خيار سير الولاة وكانت رعيته تحبه"، وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال: "خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتُصلُّون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم".. |
وكانت صلاته رضي الله عنه أشبه بصلاة رسول الله صل الله عليه وسلم فرُوي عن أبي الدرداء أنه قال: "ما رأيت أشبه صلاة برسول الله صل الله عليه وسلم من أميركم هذا ـ يعني معاوية.. كما ثبت في الصحيح أنه كان فقيهًا يعتد الصحابة بفقهه واجتهاده؛ فقد روى البخاري في صحيحه في كتاب المناقب عن أبي مليكة قال: "أوتر معاوية بعد العشاء بركعة وعنده مولى لابن عباس؛ فأتى ابن عباس فأخبره، فقال: دعه؛ فإنه قد صحب رسول الله صل الله عليه وسلم، وفي رواية أخرى قيل لابن عباس: "هل لك في أمير المؤمنين معاوية فإنه ما أوتر إلا بواحدة، قال : أصاب إنه فقيه . وقد كان لمعاوية ـ رضي الله عنه ـ شرف قيادة أول حملة بحرية، وهي التي شبهها رسول الله صل الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم بالملوك على الأَسِرَّة؛ فقد روى البخاري رحمه الله في صحيحه من طريق أنس بن مالك عن خالته أم حرام بنت ملحان قالت: نام النبي صل الله عليه وسلم يومًا قريبًا مني، ثم استيقظ يبتسم، فقلت : ما أضحك ؟ قال : أناس من أمتي عرضوا علي يركبون هذا البحر الأخضر كالملوك على الأسرة، قالت : فادع الله أن يجعلني منهم، فدعا لها، ثم نام الثانية، ففعل مثلها فقالت قولها، فأجابها مثلها، فقالت : ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: أنت من الأولين، فخرجت مع زوجها عبادة بن الصامت غازيًا أول ما ركب المسلمون البحر مع معاوية رضي الله عنه، فلما انصرفوا من غزوتهم قافلين فنزلوا الشام، فَقُرِّبَت إليها دابة لتركبها فصرعتها فماتت.. البخاري مع الفتح (6/22).. قال ابن حجر معلقًا على رؤيا رسول الله صل الله عليه سلم قوله : (ناس من أمتي عرضوا عليَّ غزاة...) يشعر بأن ضحكه كان إعجابًا بهم، فرحًا لما رأى لهم من المنزلة الرفيعة . |
|
|
|
قال عنه علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد رجوعه من صفين: أيها الناس لا تكرهوا إمارة معاوية؛ فإنكم لو فقدتموها رأيتم الرؤوس تندر عن كواهلها كأنها الحنظل.. (6) أما الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه فقد قال عنه: ما رأيت أحدًا بعد عثمان رضي الله عنه أقضى بحق من صاحب هذا الباب.يعني معاوية. ابن كثير ج:8، ص:155. وقال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية: واتفق العلماء على أن معاوية أفضل ملوك هذه الأمة، فإن الأربعة قبله كانوا خلفاء نبوة، وهو أول الملوك، كان ملكه ملكًا ورحمة.. (8)وقد حزن معاوية رضي الله عنه لمقتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه حزنًا شديدًا فيروي أنه عندما جاءه خبر قتله بكى بكاءً شديدًا؛ فقالت له امرأته: أتبكيه وقد قاتلته؟ فقال: ويحك إنك لا تدرين ما فقد الناس من الفضل والفقه والعلم.. (7) |
وسُئِل عنه عبد الله بن المبارك ذات مرة أيهما أفضل: معاوية بن أبي سفيان أم عمر بن عبد العزيز؟ فقال: والله إن الغبار الذي دخل في أنف معاوية مع رسول الله صل الله عليه وسلم أفضل من عمر بألف مرة، صلى معاوية خلف رسول الله صل الله عليه وسلم فقال: سمع الله لمن حمده، فقال معاوية: ربنا ولك الحمد. فما بعد هذ؟ (9) وبلفظ قريب منه عند الآجرى في كتابه الشريعة (10) وقد قال أبو زرعة الدمشقي عن دحيم عن الوليد عن الأوزاعي: قال: أدركت خلافة معاوية عدة من الصحابة منهم أسامة وسعد وجابر وابن عمر وزيد بن ثابت وسلمة بن مخلد وأبو سعيد ورافع بن حديج وأبو إمامة وأنس بن مالك، ورجال أكثر وأطيب ممن سمينا بأضعاف مضاعفة كانوا مصابيح الهدى وأوعية العلم حضروا من الكتاب تنزيله ومن الدين جديده، وعرفوا من الإسلام ما لم يعرفه غيرهم وأخذوا عن رسول الله صل الله عليه وسلم تأويل القرآن، ومن التابعين لهم بإحسان ما شاء الله، منهم المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث وسعيد بن المسيب وعروة بن الزبير، وعبد الله بن محيريز، وفي أشباه لمن لم ينزعوا يدًا من جماعة في أمة محمد صل الله عليه وسلم. (11) |
وقال عبد الملك بن مروان يومًا وذكر معاوية فقال : ما رأيت مثله في حلمه واحتماله وكرمه . وقال بعضهم : أسمع رجل معاوية كلامًا سيئًا شديدًا، فقيل : لو سطوت عليه ؟ فقال : إن لأستحيي من الله أن يضيق حلمي عن ذنب أحد من رعيتي، وفي رواية قال الرجل : يا أمير المؤمنين ما أحلمك!! فقال : إني لأستحيي أن يكون جرم أحد أعظم من حلمي.. وقال قبيصة بن جابر : ما رأيت أحدًا أعظم حلمًا ولا أكثر سئوددًا ولا أبعد أناة ـ أي حلم ورفق ـ ولا ألين مخرجًا ولا أرحب باعًا بالمعروف من معاوية.. وقال الأصمعي عن الثوري : قال معاوية : إن لأستحيي أن يكون ذنب أعظم من عفوي، أو جهل أكبر من حلمي، أو تكون عورة لا أوريها بستري.. (12) |
|
جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 04:09 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.