![]() |
الأئمة الاربعة(متجدد)
~~الامام احمد بن حنبل~~
نسبه وقبيلته http://islamstory.com/sites/default/...9_image002.jpgهو أبو عبد الله أحمد بن أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني. قال ابن الأثير: "ليس في العرب أعز دارًا، ولا أمنع جارًا، ولا أكثر خلقًا من شيبان". وكان في قبيلة شيبان الكثير من القادة والعلماء والأدباء والشعراء، فالإمام أحمد عربي أصيل ينتمي إلى هذه القبيلة، وهي قبيلةٌ ربعيةٌ عدنانيةٌ، تلتقي مع النبي صلى الله عليه وسلم في نزار بن معد بن عدنان. وكان الإمام أحمد (رحمه الله) رجلاً طوالاً رقيقًا، أسمر اللون، كثير التواضع. وقد وُلِد ببغداد سنةَ 164هـ/ 780م. طفولته وتربيتهنشأ أحمد بن حنبل يتيمًا، وكسائر أترابه تعلم القرآن في صغره، وتلاه تلاوة جيدة وحفظه عن ظهر قلب، وعندما تجاوز الخامسة عشرة من عمره بدأ يطلب العلم، وأول من طلب العلم عليه هو الإمام أبو يوسف القاضي، والإمام أبو يوسف - كما هو معلوم - من أئمة الرأي مع كونه محدِّثًا، ولكن مع مرور الوقت وجد الإمام أحمد أنه يرتاح لطلب الحديث أكثر، فتحوَّل إلى مجالس الحديث، وأعجبه هذا النهج واتفق مع صلاحه وورعه وتقواه، وأخذ يجول ويرحل في سبيل الحديث حتى ذهب إلى الشامات والسواحل والمغرب والجزائر ومكة والمدينة والحجاز واليمن والعراق وفارس وخراسان والجبال والأطراف والثغور، وهذا فقط في مرحلته الأولى من حياته. ولقد التقى الشافعي في أول رحلة من رحلاته الحجازية في الحرم، وأُعجِبَ به، وظلَّ الإمام أحمد أربعين سنة ما ييبت ليلة إلا ويدعو فيها للشافعي. وقد حيل بين أحمد ومالك بن أنس فلم يوفَّق للقائه، وكان يقول: "لقد حُرِمتُ لقاء مالك، فعوَّضني الله عز وجل عنه سفيان بن عيينة". أهم ملامح شخصيته وأخلاقهورعه وتقواه وتعففه كان رحمه الله عفيفًا، فقد كان يسترزق بأدنى عمل، وكان يرفض أن يأخذ من صديق ولا شيخ ولا حاكم قرضًا أو هبة أو إرثًا لأحدٍ يؤثره به. قال أبو داود: "كانت مجالس أحمد مجالس آخرة، لا يُذكر فيها شيء من أمر الدنيا، وما رأيت أحمد بن حنبل ذكر الدنيا قَطُّ". ثبات الإمام رغم المحنةكان الإمام أحمد على موعد مع المحنة التي تحملها في شجاعة، ورفض الخضوع والتنازل في القول بمسألة عمَّ البلاء بها، وحمل الخليفة المأمون الناس على قبولها قسرًا وقهرًا دون دليل أو بيِّنة. وتفاصيل تلك المحنة أن المأمون أعلن في سنة (218هـ/ 833م) دعوته إلى القول بأن القرآن مخلوق كغيره من المخلوقات، وحمل الفقهاء على قبولها، ولو اقتضى ذلك تعريضهم للتعذيب، فامتثلوا خوفًا ورهبًا، وامتنع أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح عن القول بما يطلبه الخليفة، فكُبّلا بالحديد، وبُعث بهما إلى بغداد إلى المأمون الذي كان في طرسوس، لينظر في أمرهما، غير أنه توفِّي وهما في طريقهما إليه، فأعيدا مكبّلين إلى بغداد. وفي طريق العودة قضى محمد بن نوح نحبه في مدينة الرقة، بعد أن أوصى رفيقه بقوله: "أنت رجل يُقتدى به، وقد مدَّ الخلق أعناقهم إليك لما يكون منك؛ فاتقِ الله واثبت لأمر الله". وكان الإمام أحمد عند حسن الظن، فلم تلن عزيمته، أو يضعف إيمانه أو تهتز ثقته، فمكث في المسجد عامين وثلث عام، وهو صامد كالرواسي، وحُمل إلى الخليفة المعتصم الذي واصل سيرة أخيه على حمل الناس على القول بخلق القرآن، واتُّخذت معه في حضرة الخليفة وسائل الترغيب والترهيب، ليظفر المجتمعون منه بكلمة واحدة، تؤيدهم فيما يزعمون، يقولون له: ما تقول في القرآن؟ فيجيب: هو كلام الله. فيقولون له: أمخلوق هو؟ فيجيب: هو كلام الله. ولا يزيد على ذلك. ويبالغ الخليفة في استمالته وترغيبه ليجيبهم إلى مقالتهم، لكنه كان يزداد إصرارًا، فلما أيسوا منه علَّقوه من عقبيه، وراحوا يضربونه بالسياط، ولم تأخذهم شفقة وهم يتعاقبون على جلد جسد الإمام الواهن بسياطهم الغليظة حتى أغمي عليه، ثم أُطلق سراحه وعاد إلى بيته، ثم مُنع من الاجتماع بالناس في عهد الخليفة الواثق (227- 232هـ/ 841- 846م)، لا يخرج من بيته إلا للصلاة، حتى إذا ولي المتوكل الخلافة سنة (232هـ/ 846م)، فمنع القول بخلق القرآن، وردَّ للإمام أحمد اعتباره، فعاد إلى الدرس والتحديث في المسجد. شيوخههشيم، وسفيان بن عيينة، وإبراهيم بن سعد، وجرير بن عبد الحميد، ويحيى القطان، والوليد بن مسلم، وإسماعيل بن علية، وعلي بن هاشم بن البريد، ومعتمر بن سليمان، وعمر بن محمد ابن أخت الثوري، ويحيى بن سليم الطائفي، وغندر، وبشر بن المفضل، وزياد البكائي، وأبو بكر بن عياش، وأبو خالد الأحمر، وعباد بن عباد المهلبي، وعباد بن العوام، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي، وعمر بن عبيد الطنافسي، والمطلب بن زياد، ويحيى بن أبي زائدة، والقاضي أبو يوسف، ووكيع، وابن نمير، وعبد الرحمن بن مهدي، ويزيد بن هارون، وعبد الرزاق، والشافعي، وغيرهم. تلاميذهالبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابناه صالح وعبد الله، وشيوخه عبد الرزاق، والحسن بن موسى الأشيب. ومن تلاميذه أيضًا أبو بكر المروزي الفقيه، وأبو زرعة الدمشقي، وأبو بكر الأثرم، وإبراهيم الحربي، ويحيى بن معين، وغيرهم كثير. من مؤلفاتهكتاب المسند، وهو أكبر دواوين السنة المطهرة، إذ يحوي أربعين ألفًا من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، انتقاها الإمام أحمد من بين سبعمائة وخمسين ألف حديث. وله من الكتب أيضًا كتاب الأشربة، وكتاب الزهد، وكتاب فضائل الصحابة، وكتاب المسائل، وكتاب الصلاة وما يلزم فيها، وكتاب الناسخ والمنسوخ، وكتاب العلل، وكتاب السنن في الفقه. منهجه العلمياشتُهِرَ الإمام أحمد أنه محدِّث أكثر من أن يشتهر أنه فقيه، مع أنه كان إمامًا في كليهما. ومن شدة ورعه ما كان يأخذ من القياس إلا الواضح وعند الضرورة فقط، وكان لا يكتب إلا القرآن والحديث، من هنا عُرِفَ فقه الإمام أحمد بأنه الفقه بالمأثور؛ فكان لا يفتي في مسألة إلا إن وجد لها من أفتى بها من قبل، صحابيًّا كان أو تابعيًّا أو إمامًا. وإذا وجد للصحابة قولين أو أكثر، اختار واحدًا من هذه الأقوال، وقد لا يترجَّح عنده قول صحابي على الآخر، فيكون للإمام أحمد في هذه المسألة قولان. وهكذا فقد تميز فقهه أنه في العبادات لا يخرج عن الأثر قيد شعرة، فليس من المعقول عنده أن يعبد أحدٌ ربه بالقياس أو بالرأي؛ إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صلوا كما رأيتموني أصلي "، وقال في الحج: "خذوا عني مناسككم". وكان الإمام أحمد شديد الورع فيما يتعلق بالعبادات التي يعتبرها حق لله على عباده، وهذا الحق لا يجوز مطلقًا أن يتساهل أو يتهاون فيه. أما في المعاملات فيتميز فقهه بالسهولة والمرونة والصلاح لكل بيئة وعصر، فقد تمسَّك أحمد بنصوص الشرع التي غلب عليها التيسير لا التعسير. مثال ذلك: "الأصل في العقود عنده الإباحة ما لم يعارضها نص"، بينما عند بعض الأئمة الأصل في العقود الحظر ما لم يرد على إباحتها نص. وكان شديد الورع في الفتاوى، وكان ينهى تلامذته أن يكتبوا عنه الأحاديث، فإذا رأى أحدًا يكتب عنه الفتاوى نهاه، وقال له: "لعلي أطلع فيما بعد على ما لم أطلع عليه من المعلوم فأغيِّر فتواي، فأين أجدك لأخبرك؟!". ولما علم الله تعالى صدق نيته وقصده، قيَّض له تلامذة من بعده يكتبون فتاويه، وقد كتبوا عنه أكثر من ستين ألف مسألة. ولقد أخذ بمبدأ الاستصحاب، كما أخذ بالأحاديث المرسلة. ما قيل عنهعن إبراهيم الحربي قال: "رأيت أحمد بن حنبل كأن الله قد جمع له علم الأولين والآخرين من كل صنف، يقول ما شاء ويمسك ما شاء". وعن أحمد بن سنان قال: "ما رأيت يزيد بن هارون لأحد أشد تعظيمًا منه لأحمد بن حنبل، ولا رأيته أكرم أحدًا كرامته لأحمد بن حنبل، وكان يقعد إلى جنبه إذا حدثنا، وكان يوقره ولا يمازحه، ومرض أحمد فركب إليه فعاده". وقال عبد الرزاق: "ما رأيت أفقه ولا أورع من أحمد بن حنبل". وقال وكيع، وحفص بن غياث: "ما قدم الكوفة مثل أحمد بن حنبل". وكان ابن مهدي يقول: "ما نظرت إليه إلا ذكرت به سفيان الثوري، ولقد كاد هذا الغلام أن يكون إمامًا في بطن أمه". وفاتهعن بنان بن أحمد القصباني أنه حضر جنازة أحمد بن حنبل فيمن حضر، قال: "فكانت الصفوف من الميدان إلى قنطرة باب القطيعة، وحُزِر (حَزَر الشيء: قدَّره بالتخمين) من حضرها من الرجال فكانوا ثمانمائة ألف، ومن النساء ستين ألفًا. رحم الله الإمام أحمد بن حنبل رحمةً واسعةً، وأسكنَه فسيح جناته. المراجع- أحمد بن حنبل إمام أهل السنة، عبد الغني الدقر، ط دار القلم. - تاريخ التشريع الإسلامي، الخضري. - البداية والنهاية، الحافظ ابن كثير. - الوافي بالوفيات، الصفدي. - وفيات الأعيان، ابن خَلِّكان. - الإمام أحمد بن حنبل، محمد أبو زهرة. ..............يتبع.......... |
قصة الامام احمد بن حنبل مع الخباز.........
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حدثت هذه القصة في زمن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى ، كان الإمام أحمد بن حنبل يريد أن يقضي ليلته في المسجد ، ولكن مُنع من المبيت في المسجد بواسطة حارس المسجد ،، حاول مع الإمام ولكن لا جدوى ، فقال له الإمام سأنام موضع قدمي ، وبالفعل نام الإمام أحمد بن حنبل مكان موضع قدميه ، فقام حارس المسجد بجرّه لإبعاده من مكان المسجد ، وكان الإمام أحمد بن حنبل شيخ وقور تبدو عليه ملامح الكبر ، فرآه خباز فلما رآه يُجرّ بهذه الهيئة عرض عليه المبيت ، وذهب الإمام أحمد بن حنبل مع الخباز ، فأكرمه ونعّمه ، وذهب الخباز لتحضير عجينه لعمل الخبز ، المهم الإمام أحمد بن حنبل سمع الخباز يستغفر ويستغفر ، ومضى وقت طويل وهو على هذه الحال فتعجب الإمام أحمد بن حنبل ، فلما أصبح سأل الإمام أحمد الخباز عن إستغفاره في الليل ، فأجابه الخباز : أنه طوال ما يحضر عجينه ويعجن فهو يستغفر ، فسأله الإمام أحمد : وهل وجدت لإستغفارك ثمره ، والإمام أحمد سأل الخباز هذا السؤال وهو يعلم ثمرات الإستغفار ، يعلم فضل الإستغفار ، يعلم فوائد الإستغفار فقال الخباز : نعم ، والله ما دعوت دعوة إلا أُجيبت ، إلا دعوة واحدة فقال الإمام أحمد : وما هي فقال الخباز : رؤية الإمام أحمد بن حنبل فقال الإمام أحمد : أنا أحمد بن حنبل ، والله إني جُررت إليك جرا............... وتوضح هذه القصة الرائعة فضل الاستغفار كما قال الله تعالى فى محكم التنزيل {فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم باموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا} __نوح__ |
قصة مؤثرة للامام رحمه الله
يقول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: كنت أسير في طريقي فإذا بقاطع طريق يسرق الناس، ورأيت نفس الشخص 'اللص' يصلي في المسجد، فذهبت إليه وقلت: هذه المعاملة لا تليق بالمولى تبارك وتعالى، ولن يقبل الله منك هذه الصلاة وتلك أعمالك... فقال السارق: يا إمام، بيني وبين الله أبواب كثيرة مغلقة، فأحببت أن أترك بابا واحدا مفتوحا. بعدها بأشهر قليلة ذهبت لأداء فريضة الحج، وفي أثناء طوافي رأيت رجلا متعلقا بأستار الكعبة يقول: تبت إليك.. ارحمني.. لن أعود إلى معصيتك.. فتأملت هذا الأواه المنيب الذي يناجي ربه، فوجدته 'لص الأمس فقلت في نفسي: ترك بابا مفتوحا ففتح الله له كل الأبواب'. إياك أن تغلق جميع الأبواب بينك وبين الله عز وجل حتى ولو كنت عاصيا وتقترف معاصيَ كثيرة، فعسى باب واحد أن يفتح لك أبوابًا |
قصته رحمه الله مع تلميذه قوام الليل.....
بسم الله الرحمن الرحيم
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته روى : أن الامام أحمد بن حنبل .. بلغه أن أحد تلامذته يقوم الليل كل ليلة ويختم القرآن الكريم كاملا حتى الفجر ... ثم بعدها يصلى الفجر فأراد الامام أن يعلمه كيفية تدبر القرآن فأتى اليه وقال : بلغنى عنك أنك تفعل كذا وكذا ... فقال : نعم يا امام قال له : اذن اذهب اليوم وقم الليل كما كنت تفعل ولكن اقرأ القرآن وكأنك تقرأه على .. أى كأننى أراقب قراءتك ... ثم أبلغنى غدا فأتى اليه التلميذ فى اليوم التالى وسأله الامام فأجاب لم أقرأ سوى عشرة أجزاء فقال له الامام : اذن اذهب اليوم واقرأ القرآن وكأنك تقرأه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب ثم جاء الى الامام فى اليوم التالى وقال يا امام .. لم أكمل حتى جزء عم كاملا فقال له الامام : اذن اذهب اليوم.. وكأنك تقرأ القرآن الكريم على الله عز وجل فدهش التلميذ .... ثم ذهب فى اليوم التالى ... جاء التلميذ دامعا عليه آثار السهاد الشديد فسأله الامام : كيف فعلت يا ولدى ؟ فأجاب التلميذ باكيا : ياامام ... والله لم أكمل الفاتحة طوال الليل !!!!!!!!!!!!!!!!!!!! يقول الله عز وجل فى حديث قدسى شريف يا عبادى ان كنتم تعتقدون أنى لاأراكم فذاك نقص فى ايمانكم وان كنتم تعتقدون أنى أراكم فلم جعلتمونى أهون الناظرين اليكم؟ |
القصيدة التى ابكت الامام ........
بسم الله الرحمن الرحيم..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. روى ابن الجوزي عن أبي حامد الخلفاني أنه قال لأحمد بن حنبل رحمه الله : يا أبا عبد الله هذه القصائد الرقاق التي في ذكر الجنة والنار أي شيء تقول فيها ؟ فقال : مثل أي شيء ؟ قلت : يقولون : إذا ما قال لي ربي أما استحييت تعصيني وتخفي الذنب من خلقي وبالعصيان تأتيني ؟ فقال : أعد علىَّ فأعدت عليه فقام ودخل بيته وردَّ الباب فسمعت نحيبه من داخل البيت وهو يقول : إِذَا مَا قَــال لِـــي رَبِّي أَمَّا اسْتَحْيَيْت تَعْصِيْنِي فبكى حتى أصبح له صوتاً كبكاء الأطفال ويقول تلامذة الإمام كاد يهلك من كثرة البكاء الكلمات إِذَا مَا قَــال لِـــي رَبِّي أَمَّا اسْتَحْيَيْت تَعْصِيْنِي وَتـخَفِــي الْذَنْــب عَن خَلَقَي وَبِالْعِصْيَان تَأْتِيْنِي فَكَيْف أُجِيْــــب يَا وَيْحِي وَمَن ذَا سَوْف يَحْمِيْنِي أُسُلي الْنَّفْـــس بِالْآَمَـــال مِن حِيْن الَى حَيْنَي وَأَنْسَى مَـــــا وَرَاء الْمَـوْت مَاذَا سَوْف تَكْفِيْنِي كَأَنِّي قَد ضّمَنَـــــت الْعَيْش لَيْس الْمَوْت يَكْفِيْنِي وَجَائَت سَكْرَة الْمَوْت الْشَّـــــدِيْدَة مِن سَيَحْمِينِي نَظَرْت الَى الْوُجُوْه أَلِيـس مِنُهُــم مِن سَيَفِدِينـــي سَأَسْأَل مَا الَّــــذِي قَدَّمْت فِي دُنْيَاي يُنْجِيْنــِي فَكَيْــف إِجَابَتِي مِن بَعْد مَا فَرَّطْت فِي دِيْنِــــي وَيَـا وَيْحِي أُلم أَسْمَع كَـلَام الْلَّـــــه يَدْعُوْنِي أُلـم أَسْمَع بِمَا قَـد جَــــــاء فِي قَاف وَيَس أُلـم أَسْمَع مُنَـــادِي الْمَوْت يَدْعُوْنِـــــي يُنـاديَي فَيَا رَبـاه عَبْد تــائِــب مَن ذَا سَيُؤْوِيْنِي سِوَى رَب غَفُوْر وَاسِع لِلْحَـــق يَهْدِيِيْنِــــي أَتَيْــت إِلَيْك فَارْحَمْنِــي وَثِقــّـل فِي مَوَازِيْنِي وَخَـفَّف فِي جَزَائِــــي أَنْت أَرَجـى مِن يُجَازِيْنِي اذاماقال لى ربى |
أولا أحب أن أشكر حضرتك علي الموضوع الراااائع . . . . ثانيا اسمحيلي أضيف و أثري الموضوع القيم . . . كان الامام أحمد بن حبيل رضي الله عنه ينشد هذه الأبيات الرائعة دائما : إذا خلوت الدهر يوماً فلا تقل*****خلوت ولكن قل على رقيب ولاتحسبن الله يغفل ساعة*****ولا أن ما تخفيه عنه يغيب ألم ترأن اليوم أسرع ذاهب*****وأن غداً للناظرين قريب |
اقتباس:
وبارك الله فيكم واثابكم الجنة باذن الله.................. |
الامام أحمد بن حنبل و فتنة خلق القرآن
ظهرت بعض الفرق الضالة زمن الإمام أحمد، وبدأوا في نشر عقائدهم الفاسدة بين الناس، ومن بين هذه الفرق المعتزلة ،الذين يعتقدون بخلق القرآن، وهو قولهم بأن القرآن مخلوق. القرآن كلام الله عز وجل ولا يجوز أن نعتقد بأنه مخلوق، ولكن المعتزلة استطاعوا أن يصلوا إلى الخليفة العباسي المأمون, الذي تأثر بفكرهم و إقتنع بأن القرآن مخلوق. فكان من أمر العلماء إنهم إنقسموا إلى ثلاثة فرق, الأولى رفضت رفضا صريحا, و من هذه الفرقة الإمام أحمد بن حنبل. الفرقة الثانية استجابت و أيدت رأي المأمون, أما الفرقة الثالثة فقد قالت بأن القرآن هو كلام الله, و لكنه مخلوق كما يرى الخليفة. موقف الإمام أحمد كثر القيل و القال في تلك الفترة, فقد انتشرت الفتنة. و قد أمر المأمون حينها رئيس شرطته بسؤال العلماء عن أمر خلق القرآن, حتى يرى (في نظره) مدى صلاحهم و إتباعهم لأمره. أرسل المأمون رئيس شرطته اسحاق ابن ابراهيم ليسأل الإمام أحمد عن رأيه في أمر القرآن, فقال له: -"ما تقول في القرآن؟" فأجاب الإمام أحمد: -"هو كلام الله" فسأله: -"امخلوق هو؟" فقال: -"هو كلام الله" فسأله: -"و ما رأيك في كلام الخليفة في ان الله ليس كمثله شئ في وجه من الوجوه, و معنى من المعاني, ما قولك فيه؟" قال: -"أقول, ليس كمثله شئ, و هو السميع البصير" و كما هو واضح من كلام الإمام أحمد, فإن الله خالق كل شئ, و لا يشبهه شئ, و لكن يجب تثبيت ما وصف الله به نفسه. "فله الأسماء الحسنى" (الاسراء: 110) أصر المأمون على رأي خلق القرآن, و ان القرآن ليس كلام الله. فحاول إستخدام اللين مع العلماء, فأجزل في عطائه لهم و أغدق عليهم بما يحتاجونه و ذلك حتى يثنيهم عن رأيهم. ثم تغيرت لهجة خطابه معهم إلى تهديد, و طعنهم في دينهم و اتهمهم بالشرك. حتى الفئة الثالثة والتي أخذت رأياً متوسطا وصلها التهديد, حتى أن الخليفة المأمون هدد بإستخدام السيف إن لم يرجعوا عن أمر معارضتهم لأمر خلق القرآن. أمر المأمون أن يتم سؤال كل العلماء في كل الولايات عن أمر خلق القرآن, فمن لم يوافق الخليفة الأمر, فأن سجون العراق ستستقبله. و بدأت حملة الاستجواب و حُمل العلماء الى سجون سامراء. في بداية الأمر, كان عدد العلماء الرافضون للإقرار بخلق القرآن في بغداد حوالى 26 عالم, إلا أن هذا العدد تناقص حتى وصل إلى عالمين إثنين فقط, أحمد بن حنبل و محمد بن نوح, و الذي تتلمذ على يد الإمام أحمد. ضاق المأمون لصلابة موقف الإمام أحمد و تلميذه الشاب, و بات يحدثهم عن طريق رسله و رئيس شرطته, و لكن موقف العالم الجليل كان واضحا, فلم يُبَطن كلامه, و لم يتعذر بأعذار واهية لإرضاء المأمون. الرحلة إلى الشام اشتد على المأمون ما لقيه من الإمام أحمد من إصرار, و ثبات موقف, فبالرغم من تساهل بقية العلماء, فإن الناس التفوا حول رأي أحمد بن حنبل, فأمر المأمون بجلبه هو و تلميذه محمد بن نوح إلى الشام, حيث كان الخليفة حينها. انطلق الوفد الى الشام, فكانوا يستريحون أثناء المسير, و في آخر فترة راحة, حيث لقاء المأمون بات قريبا, علم الإمام أحمد من أحد رجال المأمون أن المأمون قد سل سيفا لم يسله قبل ذلك, و انه -أي المأمون- قد أقسم بقرابته للرسول (ص) بأنه سيقتل الإمام أحمد بذلك السيف ان لم يقل بخلق القرآن. قام الامام الجليل ليصلي, ثم أخذ يدعو. فما أن انتهى الامام من صلاته, فإذ بالأصوات تعلو معلنة موت المأمون. تقرر ارجاع أحمد بن حنبل إلى بغداد, هذه المرة الى السجن حتى ينظر الخليفة الجديد في أمره. و للعلم, فإن المأمون كان ذو علم و فقه, إلا انه قد طغى و استكبر في أمر خلق القرآن و تأذى الناس و العلماء من عمله. و في الطريق إلى العاصمة, مرض محمد ابن نوح و أحس باقتراب أجله. فأوصى الامام أحمد على ثبات الموقف و تقية الله, ثم اشتد عليه المرض و أسلم الروح, رحمه الله. و مضت القافلة في سيرها حتى وصلت الى بغداد, و حبس الامام أحمد في إسطبل, أو كما رجح بعض المؤرخون, في بيت مهجور, و كان مقيدا بالأغلال, ثم اقتيد الى سجن بغداد العام. المعتصم و الامام أحمد أخذ المعتصم مكان أخيه المأمون, و كان محاط بالمعتزلة, فكانوا وزرائه و حاشيته. و المشهور عن المعتصم اهتمامه بأمور الجيش و لم يكن صاحب علم و فقه. و حبس الامام أحمد في سجن بغداد ما يقارب ثلاث سنوات, حتى تم نقله الى قصر اسحاق بن ابراهيم رئيس الشرطة ليناظره المعتزلة هناك. و لم يفلح علماء المعتزلة في التفوق على الامام أحمد طوال فترة الحوار. و من هذه المناظرات أن أحد المناظرين قد سأل: -"كيف تقول بأن القرآن كلام الله و الله ليس كمثله شئ؟ فكيف يكون كلام الله و البشر يتكلمون كذلك؟" فرد الامام أحمد: -"هل البشر يعلمون؟" فقال: -"نعم" قال الامام: -"كيف اذن؟ فهل الله لا يعلم؟ ام ان علم الله مخلوق؟" قال: -"نعم, علم الله مخلوق" قال له الامام أحمد: -"يا كافر, أنت كفرت بقولك هذا, فكيف يكون علم الله مخلوقا؟ افلم يكن لله علم؟" و سمع هذا القول رسول المعتصم و لام المناظر في قولته تلك. فقال الامام أحمد: -"من زعم ان القرآن مخلوق فهو كافر, و من زعم ان علم الله مخلوق فهو كافر, و من زعم ان أسماء الله مخلوقة فهو كافر". و استمرت الحوارت أربع ليال, حتى جاء أمر المعتصم بجلب الامام أحمد اليه, و قد حلف ان لا يضربه بالسيف, بل انه سيعذبه أشد العذاب. حضر الامام أحمد مجلس المعتصم, و ناظر علماء المعتزلة أمام الناس الذين تواجدوا في ذلك المجلس. و استعصى على المعتصم و جيشه من علماء المعتزلة قهر العالم الجليل. بدأ الخليفة يفكر في كلام ابن حنبل, فلما احس المعتزلة بأن المعتصم بدأ يلين أمام حجج الامام أحمد, لدرجة وصلت الى الإعجاب و طلبه للتتلمذ على يده, اوعزوا للخليفة بأنه ان اعترف بقول أحمد, فإن الناس ستقول عن الامام بأنه قد غلب خليفتين, هو و من قبله المأمون, فغضب المأمون و آثر ان لا يمس عزته أمر كهذا, فتراجع عن لينه. تعذيب الامام أحمد خاف المعتصم أن يزيد التفاف الناس بالامام أحمد, فأمر بجَلده لعله يغير أقواله. تقدم الجلادون لضرب الامام أحمد بالسياط, و أمر الخليفة بتغيير السياط حتى أعجبته شدتها, ثم أمر عدد من الجلادين بجلده. و في هذه الأثناء أحاط عامة الناس بقصر الخليفة ينتظرون الأخبار. لم يزحزح الضرب موقف الامام أحمد, و أصر على قوله, فغضب الخليفة و سأل أشد الجلادين: -"في كم تقتله؟" (و عنى: كم ضربة تحتاجها لقتله؟) قال: -"خمسة أو عشرة, أو خمسة عشر, أو عشرين" فأمره الخليفة بقتله ضربا بالسياط و الاسراع في هذا الأمر. بدأ الجلاد بالضرب و مازال الامام صامدا و دماؤه تسيل. و كان الشيخ هزيل الجسد, فطلب أحد الأعيان من الخليفة أن يرأف بالامام أحمد, و رجاه أن يكلم الامام عله يرجع عن قولته, فأذن له الخليفة. تقدم ذاك الشخص, و يقال بانه هو نفسه اسحاق بن ابراهيم رئيس شرطة بغداد, و أخذ يكلم الامام أحمد المنهك هامساً: -"يا أبا عبد الله, البشرى, ان أمير المؤمنين قد تاب عن مقالته, و هو يقول لا اله إلا الله" فرد عليه الامام أحمد: -"كلمة الإخلاص... و أنا أقول لا اله الا الله" فقام اسحاق بن ابراهيم صائحا: -"يا أمير المؤمنين انه قد قال كما تقول!" فارتفعت الاصوات داخل القصر, حتى ظن الناس في الخارج وقوع مكروه للامام أحمد, و سادت الفوضى الجموع المحتشدة, و هددت الجموع باقتحام القصر. فخاف الخليفة وقوع ثورة, فأمر بإلباس الامام أحمد, و اخراجه للناس حتى يروه سالما. فأطل الامام من الشرفة, و سأله الناس عما قاله في حضرة الخليفة, فأجاب: -"و ما عسى ان أقول... اكتبوا يا أصحاب الأخبار, و اشهدوا يا معشر العامة, ان القرآن كلام الله, غير مخلوق, منه بدأ و اليه يعود" فكتب الناس و ثبتوا على العقيدة, فاستشاط الخليفة غضبا و أحس بأنه قد خدع. فأمر بضرب الامام أحمد مرة اخرى, فداسته أقدام الجلادين و قلبوه على الأرض حتى فقد وعيه و مازال الضرب ينهال عليه. و عندما صحى و عاد الى وعيه, احضروا اليه ماء مخلوط بتمر, فلم يشرب, لأنه كان صائما رغم الضرب و الجلد. و سُجن الامام رحمه الله في دار اسحاق ابن ابراهيم, و تم علاج جروحه الغزيرة. و كانت جروحه بالغة, حتى ان الطبيب اضطر لقطع اللحم الفاسد من جسده, الا ان آثار الضرب بقيت مع الامام أحمد طوال حياته. نهاية الفتنة عاد الشيخ الجليل الى اهله بعد أن حُبس ما يقارب الثلاثون شهرا. و لكنه مُنع من الخروج من بيته, و كذلك مُنع من استقبال الناس. و مضت الأيام حتى توفى المعتصم, فاستخلف من بعده الواثق الذي لم يغير من الأمر شئ, و المحنة استمرت قائمة. أمر الواثق الامام أحمد أن يهجر مدينة هو –أي الخليفة الواثق- فيها, فاختفى العالِم ما يقارب الخمس سنوات الى أن توفى الخليفة الواثق, و قد استخلف من بعده المتوكل. و كان المتوكل رجلا صالحا, فأقر بعدم جواز القول بخلق القرآن, و أوقف الخوض في هذه المسألة. توقفت الفتنة,.و التي استمرت فترة حكم ثلاثة خلفاء, و التي من اجلها عُذب العلماء و ماتوا في السجون. |
جزاكى الله خيرا اختى تائبة فى رحاب الله اتمنى الا تطول مدة غيابك
جزاك الله خيرا استاذ ahmed el nawam |
جزاكم الله كل خير على الموضوع الرائع ----
|
جزاكم الله خيرا على الموضوع القيم
|
سئل الامام أحمد عن الفتنة بين علي ومعاوية . . . . . فما كانت اجابته الا ان تلا الأية " تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون " . . . . . |
ما قيل عن الامام أحمد بن حنبل ..... !!!
عن إبراهيم الحربي قال: "رأيت أحمد بن حنبل كأن الله قد جمع له علم الأولين والآخرين من كل صنف، يقول ما شاء ويمسك ما شاء". وعن أحمد بن سنان قال: "ما رأيت يزيد بن هارون لأحد أشد تعظيمًا منه لأحمد بن حنبل، ولا رأيته أكرم أحدًا كرامته لأحمد بن حنبل، وكان يقعد إلى جنبه إذا حدثنا، وكان يوقره ولا يمازحه، ومرض أحمد فركب إليه فعاده". وقال عبد الرزاق: "ما رأيت أفقه ولا أورع من أحمد بن حنبل". وقال وكيع، وحفص بن غياث: "ما قدم الكوفة مثل أحمد بن حنبل". وكان ابن مهدي يقول: "ما نظرت إليه إلا ذكرت به سفيان الثوري، ولقد كاد هذا الغلام أن يكون إمامًا في بطن أمه". |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جوزيتم كل خير على المرور الكريم وبارك الله فيك استاذ ahmed el nawam على اثرائك للموضوع وان شاء الله نكمل |
بعد ان تحدثنا عن الامام احمد بن حنبل ومهما استطعنا فلن نوفيه حقه
وماانا حتى اتكلم عنه وعن سيرته فهو كما قال عنه علماء العصر لقد كان ائمة فى امام : :ولنتحدث عن الامام مالك بن انس بن مالك |
الامام مالك(امام دار الهجرة)
الإمام مالك بن أنس* إمام دار الهجرة* أسمة- هو أبو عبد الله مالك بن أنس بن أبي عامر أنس بن الحارث بن غيمان الأصبحي المدني وينتهي نسبه إلى يعرب بن يشجب بن قحطان. جده مالك بن أنس من كبار التابعين وأحد الذين حملوا الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه ليلاً إلى قبره كما ذكر ذلك القشيري، ووالد جده هو الصحابي أبو مالك الذي شهد المغازي كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خلا بدرًا، وأما والدة الإمام مالك رضي الله عنه فهي العالية بنت شريك بن عبد الرحمن الأسدية، وأبناؤه هم: يحيى ومحمد وحماد. والإمام مالك هو أحد أصحاب المذاهب الأربعة المدونة المعروفة والمشهورة في بلاد المسلمين. ولد في المدينة المنورة سنة خمس وتسعين للهجرة نشأ مُجدًا في التحصيل والرواية وقد أخذ العلم وروى عن عدد كبير من التابعين وتابعيهم الذين يعدون بالمئات نذكر منهم: نافع مولى بن عمر، وابن شهاب الزهري، وأبا الزناد وعائشة بنت سعد بن أبي وقاص، ويحيى بن سعيد الأنصاري. ولقد كان رحمه الله إمام دار الهجرة، فانتشر علمه في الامصار واشتهر في سائر الاقطار وضربت إليه أكباد الإبل وارتحل الناس إليه من شتى الأنحاء، فكان يدرّس وهو ابن سبع عشرة سنة، فمكث يُفتي ويعلم الناس، حتى إن كثيرًا من مشايخه رووا عنه كمحمد بن شهاب الزهري، وربيعة بن أبي عبد الرحمن فقيه أهل المدينة، ويحيى بن سعيد الأمصاري، وموسى بن عقبة وروى عنه كثير من الرواة حتى إن القاضي عياضًا ألف كتابًا عدّ فيه ألفًا وثلاثمائة اسم ممن روى عن الإمام رضي الله عنه، أشهرهم شفيان الثوري والإمام المجتهد محمد بن إدريس الشافعي وعبد الله بن المبارك. مناقبه: كثير من علماء التابعين قالوا إن الإمام مالكًا رضي الله عنه هو الذي بشّر به النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل فلا يجدون أعلم من عالم المدينة". ولقد كان الإمام مالك بن أنس معظمًا للعلم حتى إنه إذا أراد أن يحدث توضأ وصلى ركعتين وجلس على صدر فراشه وسرح لحيته واستعمل الطيب وتمكن في الجلوس على وقار وهيبة ثم حدث، فقيل له في ذلك، فقال: أحب أن أعظم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحدث به إلا متمكنًا على طهارة. وكان الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه معظمًا للنبي صلى الله عليه وسلم موقرًا له، فقد قال مصعب بن عبد الله: كان مالك إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم يتغير لونه وينحني حتى يصعب ذلك على جلسائه، فقيل له يومًا في ذلك فقال: "لو رأيتم ما رأيت لما أنكرتم عليّ ما ترون ولقد كنت أرى محمد بن المنكدر وكان سيد القراء لا نكاد نسأله عن حديث أبدًا إلا يبكي حتى نرحمه ولقد كنت أرى جعفر بن محمد كان كثير الدعابة والتبسم فإذا ذكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم اصفر وما رأيته يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا على طهارة، ولقد اختلفت إليه زمانًا فما كنت أراه إلا على ثلاث خصال: إما مصليًا وإما صامتًا وإما يقرأ القرءان، ولا يتكلم فيما لا يعنيه وكان من العلماء والعباد الذين يخشون الله عز وجل. يروى من أن الخليفة هارون الرشيد قدم إلى المدينة المنورة وكان قد بلغه أن الإمام مالكًا يقرأ الموطأ على الناس، فأرسل إليه البرمكي وقال له: اقرأ عليه السلام وقل له يحمل إليّ الكتاب فيقرأه عليّ، فأتاه البرمكي فأخبره فقال الإمام رضي الله عنه: اقرأ على أمير المؤمنين السلام وقل له إن العلم يُزار ولا يزور، وإن العلم يؤتى ولا يأتي، فقصد الرشيد منزل الإمام واستند إلى الجدار فقال له الإمام مالك: يا أمير المؤمنين، من إجلال رسول الله صلى الله عليه وسلم إجلال العلم. ولم يكن هذا الفعل من الإمام تكبرًا على الخليفة، بل كان ذلك لمصلحة شرعية هي بيان فضل العلم والعلماء وتعليم الناس سواء كانوا حكامًا أو محكومين أن يُجلّوا العلم ويوقروه ويكون له في نفوسهم رهبة وهيبة، وإلا فالإمام مالك رضي الله عنه كان من أشد أهل عصره تواضعًا ولينًا. وكان الناس إذا أتوا الإمام مالكًا خرجت إليهم جارية له فتقول لهم: يقول لكم الشيخ تريدون الحديث أو المسائل فإذا قالوا المسائل خرج إليهم، وإن قالوا الحديث دخل مغتسله واغتسل وتطيب ولبس ثيابًا جددًا ولبس ساجه وتعمم ووضع رداءه وتلقى له منصة فيخرج فيجلس عليها وعليه الخشوع ولا يزال يبخر بالعود حتى يفرغ من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رحمه الله لا يجلس على تلك المنصة إلا إذا حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل في ذلك لمالك فقال: أحب أن أعظم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحدث به إلا على طهارة متمكنًا. قال الدراوردي رحمه الله: رأيت في المنام أني دخلت مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيت النبي عليه الصلاة والسلام يعظ الناس إذ دخل عليه مالك فلما رءاه النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إليَّ إلي" فأقبل حتى دنا منه فنزع النبي صلى الله عليه وسلم خاتمه من أصبعه فوضعه في خنصر مالك رضي الله عنه فأولته بالعلم وكان العلماء يقتدون بعلمه والأمراء يستضيئون برأيه، والعامة منقادين إلى قوله، فكان يأمر فيمتثل بأمره بغير سلطان. ولقد قال الإمام ابن حبان في "الثقات": كان مالك أول من انتقى الرجال من الفقهاء بالمدينة، وأعرض عمن ليس بثقة في الحديث، ولم يرو إلا ما صح ولا يحدث إلا عن ثقة مع الفقه والدين والفضل والنسك. ثم إن أقوال الكثيرين من علماء عصره جعلنا نتبين مدى حرصه على دين الله فقد قال الإمام الشافعي عنه: إذا ذكر العلماء فمالك النجم، وقال ابن معين: مالك من حُجج الله على خلقه، وقال يحيى بن سعيد القطان: مالك أمير المؤمنين في الحديث، وقال ابن سعيد: كان مالك ثقة مأمونًا ثبتًا ورعًا فقيهًا عالمًا حجة. .....يتبع باذن الله..... |
عقيدته: كان الإمام رضي الله عنه مقتديًا بالسنة المطهرة التي كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام وأهل بيته، وكان مولده بالمدينة المنورة وتفقهه على علمائها سببًا في اضطلاعه بالسنة النبوية المطهرة وأحوال أهل مهاجر النبي صلى الله عليه وسلم فكان على عقيدة التنزيه لله عن مشابهة الخلق وعن المكان وعن الهيئة والصورة والحركة والانتقال والتغير. وثبت أن مالكًا أول الاحاديث المتشابهة التي يوهم ظاهرها التجسيم والحركة والانتقال والسكون، ففي تأويل مالك لهذه الأحاديث نقل البيهقي بإسناده عن الأوزاعي ومالك وسفيان والليث بن سعد أنهم سئلوا عن هذه الاحاديث فقالوا: "أمروها كما جاءت بلا كيفية" ذكره في كتابه الأسماء والصفات، وثبت عنه ما رواه البيهقي بإسناد جيد من طريق عبد الله بن وهب قال: كنا عند مالك فدخل رجل فقال: يا أبا عبد الله، الرحمن على العرش استوى كيف استوى؟ فأطرق مالك فأخذته الرحضاء [أي كثرة العرق] ثم رفع رأسه فقال: الرحمن على العرش استوى كما وصف نفسه ولا يقال كيف وكيف عنه مرفوع وما أراك إلا صاحب بدعة، أخرجوه فقول مالك: وكيف عنه مرفوع أي ليس استواؤه على عرشه كيفًا أي هيئة كاستواء المخلوقين من جلوس ونحوه. وروى البيهقي من طريق يحيى بن يحيى أحد تلاميذ مالك رواية أخرى عن الإمام مالك وهي قوله: "الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول"، أي أن الاستواء معلوم وروده في القرءان، والكيف غير معقول أي أن الاستواء بمعنى الكيف أي الهيئة كالجلوس لا يعقل أي لا يقبله العقل لكونه من صفات الخلق لأن الجلوس لا يصح إلا من ذي أعضاء أي ألية وركبة وتعالى الله عن ذلك. وأما رواية "والكيف مجهول" فهي غير صحيحة لم تصح عن أحد من السلف ولم تثبت عن مالك ولا غيره من الأئمة رواية. وثبت عن مالك التأويل في حديث النزول أنه قال: "نزول رحمة لا نزول نقلة"، وروي عنه كذلك في تأويل هذا الحديث: "ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول هل من داع فأستجيب له" أي حديث النزول، أنه على سبيل الاستعارة ومعناه الإقبال على الداعي بالإجابة واللطف والرحمة وقبول المعذرة، ليس على معنى الانتقال الحسي من مكان إلى ءاخر. الموطأ: هو أول كتا وُضعت فيه الأحاديث مصنفة ومبوبة، ومعناه الممهد كما أنه أول كتاب ألف في الحديث والفقه معًا، واستغرق تأليفه أربعين سنة. وقد اشتمل على الكثير من الأسانيد التي حكم المحدثون بأنها أصح الأحاديث. فقد قال الشافعي في الموطأ: ما ظهر كتاب على الأرض بعد كتاب الله أصح من كتاب مالك، وفي عصره قيل فيه: "أيفتى ومالك في المدينة". علمه: سئل مالك رحمه الله عن طلب العلم فقال: "حسن جميل ولكن انظر إلى الذي يلزمك من حين تصبح إلى حين تمسي فالزمه". وكان رحمه الله في تعظيم علم الدين على درجة عالية، حتى إذا أراد أن يحدّث توضأ وجلس على صدر فراشه وسرّح لحيته واستعمل الطيب وتمكن من الجلوس على وقار وهيبة ثم حدّث، فقيل له في ذلك، فقال: أحب أن أعظِّم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإرادته وجه الله تعالى بالعلم، فقد جاء عن مالك رضي الله عنه أنه سئل ثمانية أربعين سؤالاً فأجاب عن ستة وقال عن البقية لا أدري. زهده: أما زهده في الدنيا فكبير، فقد روي أن الرشيد سأله: هل لك دار فقال: لا، فأعطاه ثلاثة ءالاف دينار وقال: اشتر بها دارًا، فأخذها ولم ينفقها، عندها قال الرشيد لمالك رحمه الله: ينبغي أن تخرج معنا فإني عزمت على أن أحمل الناس على الموطأ. فقال له: أما حمل الناس على الموطأ فليس إليه سبيل، لأن أصحاب الرسول افترقوا في الامصار فحدثوا، فعند أهل كل مصر علم، وأما الخروج معك فلا سبيل إليه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون" متفق عليه. وقال عليه الصلاة والسلام: "المدينة تنفي خَبثها كما ينفي الكير خبث الحديد" متفق عليه. وهذه دنانيركم كما هي إن شئتم فخذوها وإن شئتم فدعوها. يعني أنك إنما تكلفني مفارقة المدينة لما اصطنعته إليَّ، فلا أوثر الدنيا على مدينة رسول الله عليه الصلاة والسلام. لقد كان الإمام مالك زاهدًا في أمر الدنيا، وقد أفلح الزاهدون، ولما حُملت إليه الأموال الكثيرة من أطراف الدنيا لانتشار علمه وأصحابه، كان يفرقها في وجوه الخير. ودلّ على زهده سخاؤه وقلة حبه للدنيا، وليس الزهد فقد المال، وإنما الزهد فراغ القلب عنه، ومما يدل على استحقاره للدنيا ما روي عنه أنه قال: "دخلت على هارون الرشيد فقال لي: يا أبا عبد الله ينبغي أن تختلف حتى يسمع صبياننا منك الموطأ، قال: فقلت: أعزّ الله مولانا الأمير، إنَّ هذا العلم منكم خرج، والعلم يؤتى ولا يأتي. فقال: صدقت، اخرجوا إلى المسجد حتى تسمعوا مع الناس. وفاته: كانت وفاته في المدينة المنورة لعشر خلون من ربيع الأول سنة مائة وتسعة وسبعين للهجرة، ودفن في البقيع بجوار إبراهيم ولد النبي صلى الله عليه وسلم ورثاه العديد من الشعراء منهم جعفر بن أحمد السراج بقوله: سقى جدثًا ضمَّ البقيعُ لمالك ***** من المزن مرعاد السحائب مبراقُ إمام موطاه الذي طبقت به ***** أقاليم في الدنيا فساح وءافاق أقام به شرع النبي محمد ***** له حذر من أن يضام وإشفاقُ له سند عال صحيح وهيبة ***** فللكل منه حين يرويه إطراقُ وأصحاب صدق كلهم علم فسل ***** بهم إنهم إن أنت ساءلت حذاقُ ولو لم يكن إلا ابن إدريس وحده ***** كفاه ألا إن السعادة أرزاق رحم الله الإمام مالك بن أنس ونفعنا بعلمه.* |
كلام الشافعي عن أستاذه وامامه الامام مالك بن أنس
قال السافعي في كتاب الموطأ "ما ظهر على الأرض كتاب بعد كتاب الله أصح من كتاب مالك"، وفي رواية: "أكثر صوابا" وفي رواية: "أنفع". وهذا القول قبل ظهور صحيح البخاري. قال الشافعي: «قالت لي عمتي ونحن بمكة: رأيت في هذه الليلة عجبًا، فقلت لها: وما هو؟ قالت: رأيت كأن قائلاً يقول: مات الليلة أعلم أهل الأرض. قال الشافعي: فحسبنا ذلك، فإذا هو يوم مات مالك بن أنس» |
درر من اقوال الامام مالك
درر من أقوال الإمام مالك في العلم وطلبه عن ابن وهب قال: "قيل لمالك: ما تقول في طلب العلم؟ قال: "حسن جميل لكن انظر الذي يلزمك من حين تصبح الى أن تمسي فالزمه . وكان يرحمه الله يقول: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون منه دينكم . ويروى عنه في الأثر المشهور أنه قال: "ما أحب لامرىء أنعم الله عليه أن يُري أثر نعمته عليه و خاصة أهل العلم وعن مالك قال: "لا يؤخذ العلم عن أربعة: سفيه يعلن السفه وإن كان أروى الناس، وصاحب بدعة يدعو إلى هواه، ومن يكذب في حديث الناس وإن كنت لا أتهمه في الحديث، وصالح عابد فاضل إذا كان لا يحفظ ما يحدث به وحدث ابن وهب فقال: "قال لي مالك: "العلم ينقص ولا يزيد، ولم يزل العلم ينقص بعد الأنبياء والكتب"". قال إسماعيل بن أبي أويس: سألت خالي مالكا عن مسألة فقال لي: "قر"، ثم توضأ ثم جلس على السرير ثم قال: "لا حول ولا قوة إلا بالله"، وكان لا يفتي حتى يقولها". وأخبر الحارث بن مسكين عن ابن القاسم أنه قال: "قيل لمالك: لم لم تأخذ عن عمرو بن دينار؟ قال: أتيته فوجدته يأخذون عنه قياما، فأجللت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن آخذه قائما". وسمع أبو يوسف أحمد بن محمد الصيدلاني، محمد بن الحسن الشيباني يقول: "كنت عند مالك فنظر إلى أصحابه فقال: "أنظروا أهل المشرق فأنزلوهم بمنزلة أهل الكتاب، إذا حدثوكم فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم، ثم التفت فرآني، فكأنه استحيى فقال: "يا أبا عبد الله، أكره أن تكون غيبة، هكذا أدركت أصحابنا يقولون..." وهذه الحكاية رواها الحاكم عن النجاد عن هلال بن العلاء عن الصيدلاني. وذكر ضمرة أنه سمع مالكا يقول: "لو أن [لي] سلطانا على من يفسر القرآن لضربت رأسه، يعني تفسيره برأيه". وعن مالك قال: "جنة العالم: لا أدري فإذا أغفلها أصيبت مقاتله". قوله: "لا أدري" قال الهيثم بن جميل: "سمعت مالكا سئل عن ثمان وأربعين مسألة، فأجاب في اثنتين وثلاثين منها بـ: "لا أدري". في الكلام وعن خالد بن خداش قال: "قدمت على مالك بأربعين مسألة، فما أجابني منها إلا في خمس مسائل". وقال ابن وهب إن مالكا سمع عبد الله بن يزيد بن هرمز يقول: "ينبغي للعالم أن يورث جلساءه قول: "لا أدري"، حتى يكون ذلك أصلا يفزعون إليه". رحم الله مالكاً حيث يقول: "من عد كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه". في ذم الجدل قال ابن وهب: سمعت مالكا يقول: "اعلم أنه فساد عظيم ان يتكلم الإنسان بكل ما يسمع". وعن مالك رحمه الله: "كلما كان رجل صادق لا يكذب في حديثه (أي مطلق حديث) إلا مُتِّعَ بعقله ولم يصبه مع الهرم آفة و لا خرف". قال القاضي عياض: قال أبو طالب المكي: "كان مالك رحمه الله أبعد الناس من مذاهب المتكلمين، وأشد نقضا للعراقيين". وحَدَّثَ حرملة عن ابن وهب أنه قال: سمعت مالكا يقول: "ليس هذا الجدل من الدين بشيء". وعن مالك قال: "الجدال في الدين ينشئ المراء ويذهب بنور العلم من القلب ويقسي ويورث الضغن". وقال القاضي عياض: قال معن: "انصرف مالك يوما فلحقه رجل يقال له أبو الجويرية، متهم بالإرجاء، فقال: اسمع مني؛ قال: "احذر أن أشهد عليك"؛ قال: والله ما أريد إلا الحق، فإن كان صوابا فقل به أو فتكلم، قال: "فإن غلبتني؟" قال: اتبعني. قال: "فإن غلبتك؟" قال: اتبعتك؛ قال: "فإن جاء رجل فكلمنا فغلبنا؟" قال: اتبعناه؛ فقال مالك: "يا هذا، إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بدين واحد، وأراك تتنقل". في نفسه قال ابن وهب: سمعت مالكا يقول: "ما تعلمت العلم إلا لنفسي، وما تعلمت ليحتاج الناس إلي". وعن مطرف بن عبد الله قال: حدثنا مالك قال: "لما أجمعت التحويل عن مجلس ربيعة جلست أنا وسليمان بن بلال في ناحية المسجد، فلما قام ربيعة عدل إلينا فقال: "يا مالك تلعب بنفسك، زفنت وصفق لك سليمان، بلغت إلى أن تتخذ مجلسا لنفسك ارجع إلى مجلسك". وعن مطرفقال: قال لي مالك: "ما يقول الناس في؟" قلت: أما الصديق فيثني وأما العدو فيقع، فقال: "مازال الناس كذلك، ولكن نعوذ بالله من تتابع الألسنة كلها". وذكر أحمد بن سعيد الرباطي أنه سمع عبد الرزاق يقول: سأل سندل مالكا عن مسألة فأجابه، فقال: أنت من الناس أحيانا تخطئ واحيانا لا تصيب. قال: "صدقت، هكذا الناس"؛ فقيل لمالك: لم تدر ما قال لك؟ ففطن لها وقال: "عهدت العلماء ولا يتكلمون بمثل هذا وإنما أجيبه على جواب الناس". وقال ابن وهب: سمعت مالكا وقال له ابن القاسم: "ليس بعد أهل المدينة أحد أعلم بالبيوع من أهل مصر، فقال مالك: "من أين علموا ذلك؟ قال: "منك يا أبا عبد الله"، فقال: "ما أعلمها أنا فكيف يعلمونها بي". وقال إسماعيل القاضي: سمعت أبا مصعب يقول: "لم يشهد مالك الجماعة خمسا وعشرين سنة" فقيل له ما يمنعك قال: "مخافة أن أرى منكر فأحتاج أن أغيره". من أقواله في اتباع السنة عن مطرف بن عبد الله قال: سمعت مالكا يقول: "سن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وولاة الأمر بعده سننا، الأخذ بها اتباع لكتاب الله، واستكمال بطاعة ال،له وقوة على دين الله، ليس لأحد تغييرها ولا تبديلها، ولا النظر في شيء خالفها، من اهتدى بها فهو مهتد، ومن استنصر بها فهو منصور، ومن تركها اتبع غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى وأصلاه جهنم وساءت مصيرا". في العقيدة وقال الحلواني سمعت إسحاق بن عيسى يقول قال مالك: "أكلما جاءنا رجل أجدل من رجل تركنا ما نزل به جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم لجدله". وقال أبو ثور سمعت الشافعي يقول: كان مالك إذا جاءه بعض أهل الأهواء قال: "أما إني على بينة من ديني، وأما أنت فشاك، اذهب إلى شاك مثلك فخاصمه". وعن ابن وهب سئل مالك عن الداعي يقول: "يا سيدي" فقال: "يعجبني دعاء الأنبياء: "ربنا ربنا"". النظر إلى الله قال ابن وهب: قال مالك: "الناس بنظرون إلى الله عز وجل يوم القيامة بأعينهم". قال القاضي عياض في سيرة مالك، قال ابن نافع وأشهب، وأحدهما يزيد على الآخر، قلت: يا أبا عبد الله: (وجوه يومئذ ناضرة)، ينظرون إلى الله؟ قال: "نعم، بأعينهم هاتين" قلت: فإن قوما يقولون ناظرة بمعنى منتظرة إلى الثواب، قال: "بل تنظر إلى الله؛ أما سمعت قول موسى (رب أرني انظر إليك) أراه سأل محالا، قال الله: (لن تراني) في الدنيا، لأنها دار فناء، فإذا صاروا إلى دار البقاء نظروا بما يبقى إلى ما يبقى، قال تعالى: (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون). خلق القرآن قال يحي ابن خلف الطرسوسي، وكان من ثقات المسلمين، كنت عند مالك فدخل عليه رجل فقال: يا أبا عبد الله، ما تقول فيمن يقول: القرآن مخلوق، فقال مالك: "زنديق، اقتلوه"، فقال: يا أبا عبد الله، إنما أحكي كلاما سمعته، قال: "إنما سمعته منك" وعظم هذا القول. وقال ابن أبي أويس: سمعت مالكا يقول: "القرآن كلام الله، وكلام الله منه، وليس من الله شيء مخلوق". و روى ابن نافع عن مالك: "من قال القرآن مخلوق يجلد ويحبس"، وفي رواية بشر بن بكر عن مالك قال: "يقتل ولا تقبل له توبة". القدرية وحدث ابن وهب قال: سمعت مالكا يقول لرجل سأله عن القدر: نعم، قال الله تعالى: (ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها). وقال سعيد ابن عبد الجبار: سمعت مالكا يقول: "رأيي فيهم أن يستتابوا، فإن تابوا وإلا قتلوا"، يعني القدرية. وسئل مالك عن الصلاة خلف أهل البدع القدرية وغيرهم فقال: "لا أرى أن يصلي خلفهم"، قيل: فالجمعة؟ قال: "إن الجمعة فريضة، وقد يذكر عن الرجل الشيء وليس هو عليه"، فقيل له: أرايت إن استيقنت أو بلغني من أثق به أليس لا أصلي الجمعة خلفه؟ قال: "إن استيقنت"، كأنه يقول إن لم يستيقن ذلك فهو في سعة من الصلاة خلفه. وقال أشهب: قال مالك: "القدرية لا تناكحوهم ولا تصلوا خلفهم". الرافضة روى الخلال عن أبي بكر المروذي قال: سمعت أبا عبد الله يقول: قال مالك: "الذي يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ليس لهم اسم، أو قال: نصيب في الإسلام". وقال ابن كثير عند قوله سبحانه وتعالى: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار..) قال: "ومن هذه الآية انتزع الإمام مالك رحمة الله عليه في رواية عنه، بتكفير الروافض الذين يبغضون الصحابة رضي الله عنهم، قال: لأنهم يغيظونهم ومن غاظ الصحابة رضي الله عنهم فهو كافر لهذه الآية، ووافقه طائفة من العلماء رضي الله عنهم على ذلك). وقال القرطبي: (لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب في تأويله، فمن نقص واحداً منهم أو طعن عليه في روايته فقد رد على الله رب العالمين وأبطل شرائع المسلمين). الاستواء على العرش عن جعفر بن عبد الله قال: كنا عند مالك فجاءه رجل فقال: "يا أبا عبد الله (الرحمن على العرش استوى) كيف استوى؟ فما وجد مالك من شيء ما وجد من مسألته فنظر إلى الأرض، وجعل ينكت بعود في يده حتى علاه الرحضاء، ثم رفع رأسه ورمى بالعود، وقال: "الكيف منه غير معقول، والاستواء منه غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وأظنك صاحب بدعة وأمر به فأخرج". وفي رواية: قال للسائل: "إني أخاف أن تكون ضالا". وقال ابن وهب: كنا عند مالك، فقال رجل: يا أبا عبد الله (الرحمن على العرش استوى) كيف استواؤه؟ فأطرق مالك وأخذته الرحضاء ثم رفع رأسه فقال: "(الرحمن على العرش استوى)، كما وصف نفسه، ولا يقال له كيف، وكيف عنه مرفوع، وأنت رجل سوء صاحب بدعة، أخرجوه". وفي رواية ذكرها القاضي عياض: "فناداه الرجل يا أبا عبد الله، والله لقد سألت عنها أهل البصرة والكوفة والعراق فلم أجد أحدا وفق لما وفقت له". الله في السماء وروى عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب الرد على الجهمية له، قال: قال مالك: "الله في السماء وعلمه في كل مكان لا يخلو منه شيء". الإيمان قول وعمل قال القاضي وقال غير واحد عن مالك: "الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص وبعضه أفضل من بعض"، وقال ابن القاسم: "كان مالك يقول: "الإيمان يزيد" وتوقف عن النقصان". سب النبي وقال ابن وهب: قال مالك" "لا يستتاب من سب النبي صلى الله عليه وسلم من الكفار والمسلمين". الصفات وقال ابن القاسم: سألت مالكا عمن حدث بالحديث الذين قالوا إن الله خلق آدم على صورته والحديث الذي جاء إن الله يكشف عن ساقه وأنه يدخل يده في جهنم حتى يخرج من أراد"، فأنكر مالك ذلك انكارا شديدا ونهى أن يحدث بها أحد. والمشهور والمحفوظ عن مالك رحمه الله، أنه سئل عن أحاديث الصفات فقال: "أمرها كما جاءت بلا تفسير". الخلفاء الراشدين قال ابن القاسم: سألت مالكا عن علي وعثمان فقال: "ما أدركت أحدا ممن اقتدى به إلا وهو يرى الكف عنهما" قال ابن القاسم: يريد التفضيل بينهما، فقلت فأبو بكر وعمر؟ فقال: "ليس فيهما إشكال، إنهما أفضل من غيرهما". |
شكرا لكل من ساهم فى هذا الموضع ---- جزاكم الله خيرا
|
جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 07:42 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.