![]() |
أَهــل الـتـّاريــخ والـسّـيـــر
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. أَمَّـا بَـعـــــــد،،،، فَهَذِهِ تَرَاجِم ثَمِينَة لِأشْهَر المُؤَرِّخِين وأَصْحَابِ السِّيَر مِمَن اعْتَنوا بِكِتَابَة التَّارِيخ وأَيَّام النَّاس، قُمْتُ بِجَمْعِهِم وتَرتِيبِهِم، مُقَدِّماً مِنْهُم مَن مَاتَ قَبْل الآخَر. كَـتَـبَــهُ/ حَاتِم أَحمَد |
(1) ابْـــنُ إِسْـحَــــــــــاقَ هُـــــوَ: مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ يَسَارِ بنِ خِيَارٍ، أَبُو بَكْر القُرَشِيُّ، المَدَنِيُّ، الإِمَام العَلاَّمَةُ، الحَافِظُ النَّسَّابَة، إِمَام المُؤَرِّخِين والسِّيَر، مِن صِغَار التَّابِعِين، رَأَى أَنَسَ بْن مَالِك (رَضْيَ اللهُ عَنْه)، ولَم يَروي عَنْه شَيئاً. وهُو أَوَّل مَن جَمَع مَغَازِي رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم، فَقَد كَانَ عَالِماً بِالسِّيَر والمَغَازِي وأَيَّام النَّاس وقَصَص الأَنْبِيَاء، وكَانَ مِن أَحسَن النَّاس سِيَاقاً لِلأَخْبَار وأَحسَنهم حِفْظاً لِمُتُونِهَا، وَهُوَ أَوَّلُ مَن دَوَّنَ العِلْمَ بِالمَدِيْنَة. مَوْلِدُهُ: وُلِدَ ابْنُ إِسْحَاقَ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ (80 هـــ)، وزَارَ الإِسْكَنْدَرِيَّةَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمائَة (115 هـــ). - قَالَ عَنْهُ الزُّهْرِيُّ: لاَ يَزَالُ بِالمَدِيْنَةِ عِلْمٌ جَمٌّ مَا دَامَ فِيْهِمُ ابْنُ إِسْحَاق. - وقَالَ شُعبَة بْن الحَجَّاج: مُحَمَّد بْن إِسْحَاق أَمِير المُحَدِّثِين بِحِفْظِه. - وقَالَ الشَّافِعِيُّ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتَبَحَّرَ فِي المَغَازِي، فَهُوَ عِيَالٌ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاق. - وقال أبو معاوية الضَّرِير: كَانَ ابْنُ إِسْحَاقَ مِنْ أَحْفَظِ النَّاسِ، فَكَانَ إِذَا كَانَ عِنْدَ الرَّجُلِ خَمْسَةُ أَحَادِيْثَ أَوْ أَكْثَرُ، فَاسْتَودَعَهَا عِنْدَ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: احْفَظْهَا عَلَيَّ، فَإِنْ نَسِيتُهَا، كُنْتَ قَدْ حَفِظتَهَا عَلَيَّ!! - وَقَالَ ابْنُ عَدِيّ: لَوْ لَمْ يَكُنْ لابْنِ إِسْحَاقَ مِنَ الفَضْلِ إِلاَّ أَنَّهُ صَرَفَ المُلُوْكَ عَنِ الاشتِغَالِ بِكُتُبٍ لاَ يَحصُلُ مِنْهَا شَيْءٌ، إِلَى الاشتِغَالِ بِمَغَازِي رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَبْعَثِهُ، لَكَانَتْ هَذِهِ فَضِيلَةٌ سَبَقَ بِهَا، ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ صَنَّفَهَا قَوْمٌ آخَرُوْنَ، فَلَمْ يَبلُغُوا مَبلَغَ ابْنِ إِسْحَاقَ مِنْهَا. - مِن أشْهَر كُتُبِـــــهِ: (السِّيرَة النَّبَوِيّة) و (المَغَازِي) و (الخُلَفَاء) و (مُبْتَدَأ الخَلْق). وَفَاتُـــــه: مَاتَ ابْنُ إِسْحَاقٍ فِي بَغْدَاد سَنَة خَمْسِين ومَائَة (150 هــ)، ولَهُ سَبْعُون سَنَة (70). |
(2) سَـيْـــــــف بْـــن عُـمَــــــــر هُـــــوَ: سَيْف بْن عُمَر الأَسَدِيّ التَّمِيمِيّ الكُوفِيّ، مِن أَصحَابِ السِّيَر، عُمْدَةٌ فِي التَّارِيخ، إِلاَّ أَنَّه ضَعِيف الحِدِيث. مِن أَشْهَر كُتُبِـــــهِ: (الجَمَل) و (الفُتُوح الكَبِير) و (الرِّدَّة). وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ سَيْف سَنَة مَائَتَيْن (200 هــ) بِبَغْدَاد، وقَد عَاشَ فَوْق المَائَة سَنَة، وعَمِيَ آخِر عُمُرِه. |
(3) الـــــــوَاقِــــــــــدِيُّ هُـــــوَ: مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ المَدَنِيُّ. الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، أَحَدُ أَوْعِيَةِ العِلْمِ وَصَاحِبُ التَّصَانِيف الكَثِيرَة، وَهُو مِمَّنْ طَبَّقَ شَرْقَ الأَرضِ وغَرْبها ذِكْرُهُ، وَلَم يَخْفَ عَلَى أَحَدٍ عَرَفَ أَخْبَارَ النَّاس أَمرُهُ، وسَارَت الرُّكْبَانُ بِكُتُبِهِ فِي فُنُونِ العِلْمِ؛ من المَغَازِي، والسِّيَر وأَخْبَار النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) والأَحدَاثِ التِي كَانَت فِي وَقْتِهِ وبَعد وَفَاتِهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، وكُتُب الفِقْه، واخْتِلاَف النَّاس فِي الحَدِيث، وغَيْرِهَا، وَقَدْ فَسَّرَ ذَلِكَ فِي كُتُبٍ اسْتَخْرَجَهَا وَحَدَّثَ بِهَا، وَهُوَ رَغْم ذَلِكَ ضَعِيفٌ فِي الحَدِيث. مَـوْلِـــــدُه: وُلِدَ الوَاقِدِيُّ سَنَةَ ثَلاَثِينَ ومَائَة (130 هـ). وكَانَ جَوَادًا كَرِيماً مَشْهورًا بالسَّخَاءِ، وَلِيَ القَضَاء بِبَغْدَاد، واسْتَمَرَّ فِيِه إِلَى أَنْ مَات. لَهُ مُصَنَّفَاتٌ كَثِيرَةٌ، مِنْهَا: (المَغَازِي النَّبَوِيَّة) و (فَتْح إِفْرِيقية) و (فَتْح العَجَم) و (فَتْح مِصْر والأَسْكَنْدَرية) و (أَخْبَار مَكَّة) و (الطَبَقَات) و (فُتُوح العِراق) و (سِيرَة أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيق) و (تَارِيخ الفُقَهَاء) و (الجَمَل) و (صِفِّين) و (مَقْتَل الحُسَيْن) و (ضَرْبُ الدَّنَانِير والدَّرَاهِم) و (وَضْعُ عُمَر بْن الخَطَّاب الدَّوَاوِين) و (تَصْنِيف القَبَائِل ومَرَاتِبهَا وأَنْسَابِهَا)، وغَيْرِهَا الكَثِير. - قال عَنْهُ الإِمَامُ إِبْرَاهِيم الحَرْبِيّ: الوَاقِدِيُّ أَمِينُ النَّاسِ عَلَى الإِسْلاَم. - وقَالَ الإِمَامُ مُصْعَب بْن الزُّبَيْر: واللهِ؛ مَا رَأَيْنَا مِثَل الوَاقِدِيّ. - وقَالَ الإِمَامُ مُحَمَّد بْن سَلام الجُمَحِيّ: الوَاقِدِيُّ عَالِمُ زَمَانِهِ. وفَـاتُـــــه: مَاتَ الوَاقِدِيُّ في بَغْدَاد سَنَةَ سَبْعٍ ومَائَتَيْن (207 هـ)، وقَد عَاشَ سَبْعاً وسَبْعِينَ سَنَةً (77). |
(4) ابـْــــنُ هِـــشَــــــــام هُـــــوَ: عَبْدُ المَلِكِ بنُ هِشَامِ بنِ أَيُّوْبَ أَبُو مُحَمَّدٍ الذُّهْلِيُّ، المَعَافِرِيُّ، البَصْرِيُّ، نَزِيْلُ مِصْر، الإِمَام العَلاَّمَةُ، الأَخْبَارِيُّ النَّسَّابَة. لاَ يُعرَف علَى وَجْه التَّحدِيد مَتَى وُلِدَ ابْنُ هِشَام. مِن أَشْهَر كُتُبِــــهِ: (السِّيرَة النَّبَوِيَّة) المَعرُوف بِسِيرَة ابْن هِشَام، و (القَصَائِد الحِمْيَرِيَّة) فِي أَخْبَار اليَمَن ومُلُوكِهَا فِي الجَاهِلِيّة، و (التِّيِجَان) فِي مُلُوك حِمْيَر. وَفَاتُـــــه: تُوُفِّي ابْنُ هِشَام بِمِصْرَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَة ثَمَانِ عَشْرَةَ ومِائَتَيْن (218 هــ). |
(5) أَبُـــــو الـحَـسَـــــنِ الـمَــــدَائِـنِـــــــيُّ هُـــــوَ: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي سَيْفٍ المَدَائِنِيُّ ثُمَّ البَغْدَادِيُّ. العَلاَّمَةُ، الأَخْبَارِيُّ، الصَّادِقُ. نَزَلَ بَغْدَادَ، وَصَنَّفَ التَّصَانِيْفَ، وَكَانَ عَجَباً فِي مَعْرِفَةِ السِّيَرِ وَالمَغَازِي وَالأَنسَابِ وَأَيَّامِ العَرَبِ، مُصَدِّقاً فِيْمَا يَنْقُلُهُ. مَـوْلِـــدُهُ: وُلِدَ المَدَائِنِيُّ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وثَلاَثِيْنَ ومِائَة (123 هــ). لَهُ مُصَنَّفَاتٌ كَثِيرَة جِداً، مِنْهَا: (تَسْمِيَةُ المُنَافِقِيْنَ) ، (خُطَبُ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ) ، كِتَابُ (فُتُوْحِ النَّبِيِّ) ، كِتَابُ (عُهُوْدِ النَّبِيِّ) ، كِتَابُ (أَخْبَارِ قُرَيْشٍ) ، (أَخْبَارُ أَهْلِ البَيْتِ) ، (مَنْ هَجَاهَا زَوْجُهَا) ، (تَارِيْخُ الخُلَفَاءِ) ، (خُطَبُ عَلِيٍّ وَكُتُبُهُ) ، (أَخْبَارُ الحَجَّاجِ) ، (أَخْبَارُ الشُّعَرَاءِ) ، (قِصَّةُ أَصْحَابِ الكَهْفِ) ، (سِيْرَةُ ابْنِ سِيْرِيْنَ) ، (أَخْبَارُ الأَكَلَةِ) ، (الزّجْرِ وَالفَأْلِ) ، (الجَوَاهِرِ) ، (أَخْبَارُ الخُلَفَاءِ) ، (فُتُوح مِصْرَ) ، فُتُوح الشَّام) ، (فُتُوح العِرَاق). وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ المَدَائِنِيُّ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ ومائَتَيْن (225 هـــ). |
(6) ابْـــــنُ سَـعْـــــــــد هُـــــوَ: مُحَمَّدُ بنُ سَعْدِ بنِ مَنِيْعٍ، أَبُو عَبْدِ اللهِ البَغْدَادِيُّ. الإِمَامُ، الحَافِظُ، الإِخْبَارِيُّ، العَلاَّمَةُ، المَعرُوف بِكَاتِب الوَاقِدِيِّ، كَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْم. مَوْلِـــــدُه: وُلِدَ فِي البَصْرَة سَنَة ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَة (168 هـــ). وكَانَ كَثِيْرَ العِلْمِ، كَثِيْرَ الحَدِيْثِ وَالرِّوَايَةِ، كَثِيْرَ الكُتُبِ، كَتَبَ الحَدِيْثَ وَالفِقْهَ وَالغَرِيْبَ. مِن أَشْهَر مَصَنَّفَاتِـــهِ: (الطَّبَقَات الكُبْرَى) ذَكَرَ فِيِه الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وَالْخُلَفَاء، و (الطَّبَقَات الصُّغْرَى). وَفَاتُـــــهُ: مَاتَ بِبَغْدَادَ، فِي شَهْرِ جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ (230 هــ)، وهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وسِتِّيْنَ سَنَةً (62). |
(7) خَلِـيْــفَـــــــةُ بْـــنُ خَـيَّــــــــــاط هُـــــوَ: خَلِيْفَةُ بْنُ خَيَّاطِ بْنِ خَلِيْفَةَ بْنِ خَيَّاطٍ أَبُو عَمْرٍوالعُصْفُرِيُّ البَصْرِيُّ، وَيُلَقَّبُ بِشَبَاب، الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، الأَخْبَارِيُّ، النَسَّابَةُ. مِن أشْهَر مُصَنَّفَاتِـهِ: (كِتَاب الطَّبَقَات)، حَيْث رَتَّبَه عَلَى ثَلاَثَة أُسُس: عَلَى النَّسَب، والطَّبَقَات، والمُدُن، وقَد صَدَّره بِنَسَب النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم، ثُمُّ ذَكَرَ كُلَّ مَنْ حَفِظَ الحَدِيث عَنْ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم مِن الصَّحَابَة مِمَنْ نَزَلَ المَدِينَة حَسَب قَبَائِلِهم وأَنْسَابِهِم، ومَنْ نَزَلَ الكُوفَة والبَصْرَة ومَنْ سَكَن مَكَّة، ومَنْ نَزَل مِصْر، وغَيْرهَا مِن البُلْدَان وجَعَلَ أَهْل كُلّ بَلَد عَلَى طَبَقَات، وكَانَت عِدّة طَبَقَات البَلَد بَيْن ثَلاَث طَبَقَات واثْنَتَي عَشَرَة طَبَقَة، وقَد اِسْتَفَاد كَثِيرٌ مِن المُؤَلِّفِين مِمَنْ عَاصَر خَلِيفَة أَوْ كَانَ بَعده مِن كِتَابِه هَذَا، ونَقَلُوا عَنْه واعتَمَدُوه لِمَكَانَة خَلِيفَة العِلْمِيَّة، وتَمَكُّنه مِن الأَنْسَاب وعِلْم الرِّجَال. ولَهُ أَيْضاً (كِتَاب التَّارِيخ)، هَذَا الكِتَاب مِن أَقْدَم مَا وَصَلَنَا فِي تَدوِين التَّارِيخ الإِسْلاَمِيّ عَلَى السِّنِين، بَدَأَه بِمَوْلِد الرَّسُول صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم وسِيرَتِهِ، ثُمَّ تَتَبَّع حَوَادِث السِّنِين وبَعض الأَعْلاَم بِإِيجَاز حَتَّى سَنَة اثْنَتَيْن وثَلاثِين ومِائَتَيْن (232 هـ). وَفَاتُـــــهُ: مَاتَ خَلِيْفَة فِي شَهْرِ رَمَضَان سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْن (240 هــ). |
(8) ابْـــــنُ حَـــبِـــــيــِـــــــب هُـــــوَ: مُحَمَّد بْنُ حَبِيِب بْن أُمَيَّة بْن عَمْرو، أَبُو جَعفَر البَغْدَادِيّ. كَانَ عَلاَّمَة بِالأَنْسَاب والأَخَبْار. مِن أَشْهَر تَوَالِيِفِـهِ: (المُؤْتَلَف والمُخْتَلَف) فِي أَسْمَاء القَبَائِل؛ و (المُحَبَّر) و (المُنَمَّق) فِي أَخْبَار قُرَيْش. وَفَاتُـــــهُ: مَاتَ ابْنُ حَبِيِبٍ فِي ذِي الحِجَّة سَنَةَ خَمْسٍ وأَرْبَعِين ومِائَتَيْن (245 هــ). |
(9) الفَـتْـــــــحُ بْـــنُ خَـاقَـــــــــان هُـــــوَ: الفَتْحُ بنُ خَاقَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ الفَارِسِيُّ، الأَمِيْرُ، وَزِيرُ المُتَوَكِّلُ الخَلِيفَة العَبَّاسِيّ، كان بِمَثَابَةِ الأَخِ لِلمُتَوَكِّل، فَكَانَ يُقَدِّمُه عَلَى جَمِيع أَهْلِهِ ووَلَدِهِ، وجَعَلَه وَزِيراً لَه، وجَعَلَ لَه إِمَارَة الشَّام عَلَى أَنْ يُنِيبَ عَنْه. كَانَ الفَتْحُ فِي نِهَايَةالذَّكَاء والفِطْنَة وحُسْن الأَدَب، دَخَلَ المُعْتَصِمُ (الخَلِيفَة العَبَّاسِيّ) يَوْماً عَلَى الأَمِيْرِ خَاقَانَ، فَمَازَحَ ابْنَهُ هَذَا، وَهُوَ صَبِيٌّ، فَقَالَ: يَا فَتْحُ، أَيُّمَا أَحْسَنُ: دَارِي أَوْ دَارُكُم؟ فَقَالَ الفَتْحُ: دَارُنَا إِذَا كُنْتَ فِيْهَا. فَسُّرَ المُعْتَصِمُ بِمَقَالَتِهِ هَذِه، فَوَهَبَهُ مِائَةَ أَلْفِ دِينَار!! مِن تَصَانِيفِــهِ: (اخْتِلَاف الْمُلُوك) و (الْبُسْتَان) و (الرَّوْضَة) و (الصَّيْد). وفَاتُـــــهُ: قُتِلَ الفَتْحُ مَعَ المُتَوَكِّلِ سَنَةَ سَبْعٍ وأَرْبَعِيْن ومِائَتَيْن (247 هـــ). |
(10) ابْـــنُ عَـبْـــد الْـحَـــكَـــــمِ الـمِـصْـــــــرِيّ هُـــــوَ: عَبْدُ الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الْحَكَمِ بْن أَعْيَن بْنِ لَيْثٍ أَبُو الْقَاسِم المِصْرِي. الإِمَامُ، كَانَ فَقِيهاً، ولَكِّن الأَغْلَب عَلَيْه الحَدِيث والأَخْبَار. مِن أَشْهَر كُتُبِـــهِ: (فُتُوُح مِصْرَ وأَخْبَارِهَا). وَفَاتُــــــهُ: تُوُفِّيَ يَوْمَ الخَمِيسِ فِي شَهْرِ مُحَرَّمٍ، سَنَة سَبْعٍ وخَمْسِين ومِائَتَيْن (275 هـــ). |
(11) ابْـــنُ قُــتَـيْـبَـــــــة الـــدِّيْـنَـــــــوَرِيّ هُــــــوَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِم بْنِ قُتَيْبَةَ أَبُو مُحَمَّدٍ الدِّيْنَوَرِيُّ، الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، القَاضِيُّ الجِهْبِذ، صَاحِبُ الفُنُوْنِ الجَمَّة، والتَّصَانِيف المُهِمَّة. مَـولِـــــدُهُ: وُلِدَ ابْنُ قُتَيْبَة بِبَغْدَاد سَنَة ثَلَاثَ عَشْرَةَ ومِائَتَيْن (213 هــ). وَكَانَ ثِقَةً دِيِّناً فَاضِلاً رَأْساً فِي عِلْمِ اللِّسَانِ العَرَبِي وَالأَخْبَارِ وَأَيَّامِ النَّاس. مِن تَصَانِيْفِـهِ: (غَرِيْبُ القُرْآن) و (إِعْرَاب القُرْآن) و (غَرِيْب الحَدِيْث)، وكِتَابُ (المعَارِف)، و (أَدَب الكَاتِب)، و (عُيُوْن الأَخْبَار)، و (طَبَقَات الشُّعَرَاء)، و (أَعْلاَم النُّبُوَّة)، و (الرُّؤيَا)، وكِتَابُ (معَانِي الشِّعْر)، و (جَامِع النَّحْو)، و (الصِّيَام)، و (أَدَب القَاضِي)، و (القِرَاءات) و (مَنَاقِب الخُلَفَاء الرَّاشِدِين) و (مُنْتَخَب اللُّغَة وتَوَارِيخ العَرَب). وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ ابْنُ قُتَيْبَةَ فِي شَهْرِ رَجَب سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْن (276 هــ)، ولَهُ ثَلاَثٌ وسِتُّونَ سَنَة (63). |
(12) أَبُـــو بَـــكْـــــرٍ بْـــنُ أَبِــــي خَـيْـثَـمَـــــــةَ هُـــــــوَ: أَحْمَد بْنُ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبِ بْنِ شَدَّادٍ الحَرَشِيُّ أَبُو بَكْر النَّسَائِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، الإِمَامُ الحَافِظُ، المُؤَرِّخُ المُعَمَّرُ، الأَدِيبُ الأَرِيبُ. مَــوْلِـــدُهُ: وُلِدَ أَبُو بَكْر فِي سَنَةِ خَمْسٍ وثَمَانِيْنَ ومِائَةٍ (185 هــ). وكَانَ ثِقَةً فِيمَا يَنْقِل، عَالِماً، مُتْقِناً، بَصِيْراً بِأَيَّامِ النَّاسِ، رَاوِيَةً لِلأَدَبِ. - أَخَذَ عِلْمَ الحَدِيْثِ عَنْ: أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ وَيَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ. - وعِلْمَ النَّسَبِ عَنْ: مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيِّ. - والتَّارِيخَ وأَيَّامَ النَّاسِ عَنْ: أَبِي الحَسَنِ المَدَائِنِيِّ. - والأَدَبَ عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ سَلاَّمٍ الجُمَحِيِّ. قال عَنْهُ الإِمَامُ الدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ، مَأْمُوْنٌ. أَشْـهَـــر مُـصَـنَّـفَـاتِـــــهِ: (التَّارِيْخُ الكَبِيْرِ) و (أَخْبَارُ الشُّعَرَاءِ) و (الأَعْرَاب) و (وَصَايَا الْعُلَمَاءِ عِنْد الْمَوْتِ). وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ أَبُو بَكْر فِي شَهْرِ جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَة تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ ومِائَتَيْنِ (279 هـــ)، وقَدْ بَلَغَ أَرْبَعاً وتِسْعِيْنَ سَنَةً (94). |
جزاك الله خيراً وبارك فيك أ/ حاتم . جهد واضح وطيب جداً في القسم منذ أن توليت الإشراف عليه . أعانك المولي عز وجل وسدد خطاك وجعل عملك في ميزان حسناتك إن شاء الله تعالي . خالص تحياتي |
وجزاك بمثله أ/ علي
ومشكور جداً على مرورك ومجاملتك الرقيقة جداً |
(13) أَبُـــو بَـكْـــــرٍ الـــبَــــــــــــلاَذُرِيُّ هُـــــــوَ: أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بنِ جَابِرٍ بْنِ دَاوُدَ البَغْدَادِيُّ. المُؤَرِّخُ العَلاَّمَةُ، الأَدِيْبُ النَّسَّابَةُ، صَاحِبُ المُتَوَكِّلِ (الخَلِيفَة العَبَّاسِيّ)، كَانَ رَاوِيَةً لِلأَدَبِ والتَّارِيخِ، وكَانَ يُجِيدُ الفَارِسِيَّة. أَشْـهَـرُ كُـتُـبِـــهِ: (الِإسْتِقْصَاء) و (فُتُوحُ البُلْدَانِ) و (أَنْسَابُ الأَشْرَافِ وأَخْبَارِهِم) وهُوَ كِتَابٌ كَبِيرٌ، كَثَيِرُ الفَائِدَةِ، كَتَبَ مِنْهُ عِشْرِينَ مُجَلَّداً، ومَاتَ قَبْل أَن يُكْمِلَهُ. و (البُلْدَان الكَبِير) لَمْ يُتِمَّهُ أَيْضاً. وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وسَبْعِينَ ومِائَتَيْن (279 هــ). |
(14) ابْـــنُ طَــــيْـــــفُــــــــــور هُـــــــوَ: أَحمَدُ بْنُ طَيْفُورٍ، أَبُو الفَضْلِ، الخُرَاسَانِيُّ الأَصْل، البَغْدَادِيُّ المَوْلِد والوَفَاةَ. صَاحِبُ التَّصَانِيفِ الكَثِيرَةِ، لَهُ مَا يَقْرُب مِن خَمْسِينَ مُصَنَّفاً. مَــوْلِـــدُهُ: وُلِدَ سَنَةَ أَربَعٍ ومِائَتَيْن (204 هـــ). وكَانَ بَلِيغاً شَاعِراً رَاوِياً لِلأَخبَار، ومِن أَهْلِ الفَهْمِ المَذْكُورِينَ بِالْعِلْمِ. مِن أَشْهَرِ تَصَانِيفِـــهِ: (تَارِيخُ بَغْدَاد) و(جَمْهَرَة أَنْسَابِ بَنِي هَاشِم) و (فَضْلُ الْعَرَبِ عَلَى الْعَجَمِ) و (المَنْثُور والمَنْظُوم) و (الجَامِع) و (الْجَوَاهِر) و (الْخَيْل) و (سَرِقَات الشُّعَرَاء) و (الْعِلَّة والعَلِيل) و (المُزَاح والمُعَاتَبَات) و (أَسْمَاء الشُّعَرَاء الأَوَائِلِ) و (النَّهْي عَن الشَّهَوَاتِ). وَفَـاتُـــهُ: مَاتَ فِي لَيْلَةِ الأَربِعَاءِ فِي شَهْرِ جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ ثَمَانِينَ ومِائَتَيْنِ (280 هــ)، وقَد عَاشَ سِتًّا وسَبْعِينَ سَنَة (76). |
(15) أَبُــو حَــنِــيـــفَــــــةَ الـــدِّيْـــنَــــــــــوَرِيُّ هُـــــــوَ: أَحْمَدُ بنُ دَاوُد بْنِ وَنَنْد الدِّيْنَوَرِيُّ، المُهَنْدِسُ العَلاَّمَة، المُؤَرِّخُ النَّحْوِيُّ الأَدِيبُ، ذُو التَّصَانِيفِ الكَثِيرَةِ المُفِيدَةِ، أَلَّف فِي التَّارِيخِ والنَّحْوِ وَالهَنْدَسَةِ. وكَانَ ثِقَـةً فِيمَا يَرْوِيهِ ويَحْكِيهِ مِن الأَخْبَارِ. مِن أَشْهَرِ مُصَنَّفَاتِــهِ: (تَفْسِيرُ القُرآنِ) يَقَعُ فِي ثَلاثَةِ عَشَرَ مُجَلَّداً، و (الأَخْبَار الطُّوَال) و (البُلْدَان) و (النَّبَات) و (الفَصَاحَة) و (مَا تَلْحَن فِيهِ العَامَّة) و (الجَبْر والمُقَابَلَة) و (نَوَادِر الجَبْر) و (الجَمْع والتَّفْرِيق) و (إِصْلاَح المَنْطِق) و (الكُسُوف) و (الوَصَايَا). وَفَـاتُـــهُ: مَاتَ فِي شَهْرِ جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وثَمَانِينَ ومِائَتَيْنِ (282 هــ). |
(16) الـــيَـــعْـــقُـــــوبـِــــــــيُّ هُـــــــوَ: أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ (أَبِي يَعْقُوب) بْنِ جَعْفَر بْنِ وَهْبِ بْنِ وَاضِحٍ اليَعْقُوبِيُّ البَغْدَادِيُّ، المُؤَرِّخُ الجُغْرَافِيُّ العَلاَّمَةُ، كَانَ كَثِيرَ الأَسْفَارِ والتَّنَقُّلِ، فَقَد زَارَ المَغْرِبَ وأَقَامَ فِيهَا مُدَّةً، ودَخَلَ الهِنْدَ، وزَارَ الأَقْطَارَ العَرَبِيَّة كُلِّهَا. مِن أشْهَر كُــتُـبِـــهِ: (التَّارِيخ) و (أَخْبَار الأُمَم السَّالِفَة) و (البُلْدَان). وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ اليَعْقُوبِيُّ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وتِسْعِينَ ومِائَتَيْن (292 هــ). |
ماشاء الله كل هذه الكوكبه عاشت في بغداد
مع الاسف بغداد تكالب عليها الاصدقاء والاعداء لكلي الله يابغداد جزاك الله خيرا اخي الفاضل مستر حاتم وبارك الله بحضرتك تحياتي وتقديري |
اقتباس:
طبعاً وأكثر من هؤلاء العلماء عاشوا في عاصمة الدولة الإسلامية قديماً بـغــداد... فقد كانت منبعاً للعلوم بأسرها لقرون عديدة... تخرج منها المفسر والفقيه والمحدث والمؤرخ واللغوي والشاعر والكيميائي والمهندس وغيرهم... وبعد صيتهم وانتشر علمهم في الآفاق فنهل منه الغريب قبل القريب... فرحمهم الله... وجزاهم كل الخير ومشكورة جداً أستاذتنا على مرورك الجميل... والذي يسعدني ويشرفني دوماً |
(17) بَـــحْـــــشَـــــــل هُـــــــوَ: أَسلَمُ بْنُ سَهْلِ بْنِ سَلْمٍ بْنِ حَبِيبٍ الوَاسِطِيُّ، أَبُو الحَسَن، المُحَدِّثُ، المُؤرِّخُ، الصَّدُوْقُ. مِن أَشْهَرِ تَوَالِيفِـــهِ: (تَارِيخُ وَاسِط). وَفَـاتُـــهُ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وتِسْعِيْنَ ومِائَتَيْنِ (292 هــ). |
(18) وَكِـــــــــــيـْـــــــــــــــــعٌ هُـــــــوَ: مُحَمَّدُ بنُ خَلَفٍ بنِ حَيَّانَ بنِ صَدَقَةَ الضَّبِّيُّ، أَبُو بَكْرٍ البَغْدَادِيّ. الإِمَامُ، القَاضِي المُحَدِّثُ، الأَخْبَارِيُّ، الجُغْرَافِيُّ. - قَالَ عَنْهُ الدَّارَقُطْنِيُّ: كَانَ نَبِيْلاً، فَصِيْحاً، فَاضِلاً، مِنْ أَهْلِ القُرْآن وَالفِقْه وَالنَّحْو. - وقَالَ الخَطِيبُ البَغْدَادِيُّ: كَانَ عَالِماً فَاضِلاً عَارِفاً بِالْسِّيَرِ وأَيَّامِ النَّاسِ وأَخْبَارِهِم. مِن أَشْهَـر كُـتُـبِـــهِ: (أَخْبَار القُضَاة) يُعرَفُ بِطَبَقَاتِ القُضَاةِ، و (الطَّرِيق) ويُقَالُ لَهُ (النَّوَاحِي) فِي أَخْبَارِ البُلْدَانِ ومَسَالِك الطُّرُق، و (المُسَافِر) و (الشَّرِيف) و (عَدَد آي القُرآنِ الكَرِيمِ) و (المَكَايِيل والمَوَازِين). وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ بِبَغْدَادَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ سِتٍّ وثَلاَثِ مِائَةٍ (306 هــ). |
(19) الـــــــدُّوْلاَبِــــــــــــــــيُّ هُـــــــوَ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَمَّادِ بنِ سَعِيْدِ بن مُسْلِمٍ الأَنْصَارِيُّ، أَبُو بِشْرٍ الرَّازِيُّ؛ الإِمَامُ، الحَافِظُ، المُؤَرِّخُ. مَـوْلِـــــدُهُ: وُلِدَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وعِشْرِيْنَ ومِائَتَيْنِ (224 هــ). مِن أَشْهَـر تَآلِـيـفِـــهِ: (تَارِيخ الْخُلَفَاء) و (الكُنَى والأَسْمَاء) و (مُسْند حَدِيث شُعْبَة بْن الْحجَّاج) و (مُسْند حَدِيث سُفْيَان الثَّوْريّ). وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ عَشْرٍ وثَلاَثِ مِائَةٍ (310 هــ). |
(20) الـــطَّـــــــبَـــــــــــــــــــــــرِيُّ هُـــــــوَ: مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيْرِ بْنِ يَزِيْدَ بْنِ خَالِدِ بْنِ كَثِيْرٍ الطَّبَرِيُّ، أَبُو جَعفَرٍ. الإِمَامُ العَلَمُ، الحَافِظُ الكَبِيرُ، الفَقِيهُ المُجْتَهِدُ، عَالِمُ العَصْرِ، إِمَامُ المُؤَرِّخِين، وشَيْخُ المُفَسِّيرِين، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ البَدِيْعَة فِي التَّفْسِيرِ والتَّارِيخِ والفِقْهِ، والَّتِي صَارَت مَرجِعاً هَامّاً لِكُلِّ عُلَمَاءِ الأُمَّةِ مِنْ بَعدِهِ؛ وكَانَ مِمَّنْ لاَ تَأْخُذُه فِي اللهِ لَومَةُ لاَئِم، مَعَ عَظِيْم مَا يَلحَقُه مِنَ الأَذَى والشَّنَاعَات، مِنْ جَاهِل، وحَاسد، وحَاقِدٍ؛ فَأَمَّا أَهْلُ الدِّين والعِلْم، فَغَيْرُ مُنْكِرينَ عِلْمَهُ، وزُهْدَه فِي الدُّنْيَا، ورَفضَهُ لَهَا، وقَنَاعَتَهُ. مَوْلِدُه: وُلِدَ سَنَةَ أَربَعٍ وعِشْرِيْنَ ومِائَتَيْنِ (224 هــ) ... وطَلَبَ العِلْمَ صَغِيراً، وأَكْثَرَ التَّرحَال فِيهِ، ولقِي نُبَلاَء الرِّجَال، وكَانَ مِنْ أَفرَاد الدَّهر عِلْماً، وذكَاءً، وكَثْرَةَ تَصَانِيْف، قلَّ أَنْ تَرَى العُيُونُ مِثْلَهُ؛ وكَانَ مِنْ كِبَارِ أَئِمَّةِ الاِجتِهَاد فِي الفِقْه؛ وعُرِضَ عَلَيْهِ القَضَاءُ فَامْتَنَعَ. وكَانَ ذَا هِمَّةٍ عَالِيَةٍ فَي طَلَبِ العِلْمِ وتَحصِيلِهِ وكِتَابَتِهِ، مَكَثَ أَربَعِيْنَ سَنَةً يَكْتُبُ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْهَا أَربَعِيْنَ وَرقَة!!! خَرَجَ عَلَى تَلاَمِذَتِهِ يَوْماً، فقَال: هَلْ تَنْشَطُوْنَ لتَارِيْخِ العَالَم مِن آدَمَ إِلَى وَقْتِنَا...؟! قَالُوا: كَمْ قَدرُه...؟! فَقَال: ثَلاَثُونَ أَلف وَرَقَـة!! فَقَالُوا: هَذَا مِمَّا تَفْنَى الأَعْمَارُ قَبْلَ تَمَامِهِ. فَقَالَ: إِنَّا للهِ؛ مَاتَتِ الهِمَمُ. فَاختصرَ ذَلِكَ فِي نَحوِ ثَلاَثَةِ آلاَفِ وَرقَة!! قَـــالُـــــواْ عَـــنْـــــهُ: - قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ أَحَدُ أَئِمَّةِ العُلَمَاء، يُحكم بِقَوله، ويُرجَع إِلَى رأَيهِ لِمَعْرِفَتِهِ وَفَضْله، وكَانَ قَد جَمَعَ مِنَ الْعُلُوم مَا لَمْ يُشَارِكْهُ فِيْهِ أَحَد مِنْ أَهْلِ عَصْره، فَكَانَ حَافِظاً لكتَاب الله، عَارِفاً بِالقِرَاءات، بَصِيْراً بِالمَعَانِي، فَقِيْهاً فِي أَحْكَام القُرآن، عَالِماً بِالسُّنَنِ وطُرُقِهَا، صَحيحِهَا وسَقيمِهَا، ونَاسِخِهَا ومَنْسوخِهَا، عَارِفاً بِأَقوَال الصَّحَابَة والتَّابِعِيْنَ، عَارِفاً بِأَيَّام النَّاس وأَخْبَارهم، ولَهُ فِي أُصُوْل الفِقْه وفُرُوْعِه كُتبٌ كَثِيْرَةٌ مِنْ أَقَاويل الفُقَهَاء، وَتَفَرَّدَ بِمَسَائِلَ حُفِظَت عَنْهُ. - وقَالَ أَبُو حَامِد الإِسْفَرَايينِيُّ: لَوْ سَافرَ رَجُلٌ إِلَى الصِّينِ حَتَّى يُحَصِّلَ تَفْسِيْرَ الطَّبَرِيُّ، لَمْ يَكُنْ كَثِيْراً. - وقَالَ حُسَيْنَك بْنُ عَلِيٍّ: مَا أَعْلَمُ عَلَى أَدِيمِ الأَرْضِ أَعْلَمَ مِنْ الطَّبَرِيُّ. - وقَالَ أَحْمَدُ بنُ كَامِلٍ القَاضِي: مَا رَأَيْتُ أَفهَمَ وَلاَ أَحفَظ مِنْ الطَّبَرِيّ. - وقَالَ ابْنُ الأَثِيرِ: الطَّبَرِيّ: أَوْثَقُ مَنْ نَقَلَ التَّارِيخَ، وفِي تَفْسِيرِهِ مَا يَدُلُّ عَلَى عِلْمٍ غَزِيرٍ وتَحقِيقٍ. - وقَالَ الذَّهَبِيُّ: كَانَ ثِقَةً، صَادِقاً، حَافِظاً، رَأْساً فِي التَّفْسِيْر، إِمَاماً فِي الفِقْه، والإِجْمَاع والاخْتِلاَف، عَلاَّمَةٌ فِي التَّارِيْخ وأَيَّام النَّاس، عَارِفاً بِالقِرَاءات وبَاللُّغَة، وغَيْر ذَلِكَ. مِن أَشْهَـر تَصَانِيفِــهِ: (أَخْبَار الرُّسُلِ والمُلُوكِ)، يُعرَفُ بِتَارِيخِ الطَّبَرِيِّ، يَقَعُ فِي إِحدَى عَشَرَ جُزْءاً؛ رَتَّبَهُ عَلَى السِّنِينَ، وذَكَرَ أَحدَاثَ كُلِّ سَنَةٍ ورِجَالاَتِهَا. فَبَدَأَهُ بِلَمْحَةٍ سَرِيعَةٍ حَوْلَ القَوْلِ فِي الزَّمَانِ وخَلْقِ الأَرضِ، ثُمَّ خَلْقِ آدَمَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ، ومَنْ جَاءَ بَعدَهُ مِن الأَنْبِيَاءِ والرُّسُلِ عَلَيْهِم الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ، وأَتْبَعَ ذَلِكَ سِيرَة الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وتَارِيخ صَدرِ الإِسْلاَم والدَّوْلَةِ الأُمَوْيَّة والعَبَّاسِيَّة حَتَّى سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وثَلاَثِمائَةٍ، مُتَتَبِّعاً الأَحدَاثَ التَّارِيخِيَّة وتَطَوُّرِهَا وآثَارِهَا سَنَةً بَعدَ سَنَةٍ. و (جَامِع البَيَان فِي تَفْسِيرِ القُرآن) يُعرَفُ بِتَفْسِيرِ الطَّبَرِيِّ، ويَقَعُ فِي ثَلاَثِينَ جُزْءاً. و (اخْتِلاَف الفُقَهَاء) و (تَهْذِيب الْآثَار) و (تَارِيخ الرِّجَال) و (الفَضَائِل) و (الوَصَايَا) و (الشُّذُور) و (الشُّرُوط) و (الصَّلَاة) و (عَقِيدَة أَهْلِ السُّنَّة) و (شَرح السُّنَّة) و (المُسْتَرشِد فِي عُلُومِ الدِّينِ) و (الْجَامِع فِي القِرَاآت) و (آدَاب النُّفُوس). وَفَـاتُـــــهُ: تُوُفِّيَ الطَّبَرِيُّ بِبَغْدَادَ لَيْلَةَ الأَحَدِ فِي شَهْرِ شَوَّالٍ، سَنَةَ عَشْرٍ وثَلاَثِ مِائَةٍ (310 هــ)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى ... واجْتَمَعَ عَلَى جَنَازَتِهِ مَنْ لاَ يُحصِيهِم عَدَداً إِلاَّ اللهُ عَزَّ وجَلَّ. وقَد رَثَاهُ خَلْقٌ كَثِيرٌ مِنْ أَهلِ الدِّينِ والأَدَبِ؛ مِنْهُم: أَبُو سَعِيْدٍ بْن الأَعْرَابِيّ، حَيْثُ قَالَ: حَدَثٌ مُفظِعٌ وَخَطْبٌ جَلِيْلٌ ... دَقَّ عَنْ مِثْلِهِ اصْطِبَارُ الصَّبُورِ قَامَ نَاعِي العُلُومِ أَجمَعِ لمَّا ... قَامَ نَاعِي مُحَمَّدِ بنِ جَرِيْرٍ |
(21) ابْـــنُ أَعـــــثَـــــــم هُـــــــوَ: أَحمَد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَعثَم الكُوفِيُّ، أَبُو مُحَمَّد. المُؤَرِّخُ العَلاَّمَةُ مِن أَشْهَـر كُـتُـبِـــهِ: (الفُتُوح) انْتَهَى فِيهِ إِلَى أَيَّامِ هَارُونَ الرَّشِيدِ الخَلِيفَة العَبَّاسِيّ، و (التَّارِيخ) بَدءاً مِن أَيَّامِ المَأْمُون إِلَى أَيَّامِ المُقْتَدِر. وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ سَنَةَ أَربَعَ عَشَرَةَ وثَلاَثِمَائَةٍ (314 هــ). |
جزاكم الله خيرا الجزاء مستر حاتم
وجعله الله في ميزان حسناتكم باذن الله |
شكراً جزيلاً لمرورِك الجميل ده يا آية
|
(22) أَبُـــو الـــعَـــــرَبِ الإِفْـــرِيْـــقِـــــــيُّ هُـــــــوَ: مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ تَمِيْمٍ بْنِ تَمَّام المَغْرِبِيُّ ثُمَّ المَالِكِيُّ المَذْهَب. الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، ذُو التَّصَانِيْفِ الكَثِيرَةِ المُفِيدَةِ. - كَانَ جدُّه مِنْ أُمَرَاءِ أَفْريقيَة. - وكَانَ حَافِظاً لِلحَدِيْثِ. - وفَقِيهاً مُفْتِياً. - ومُؤَرِّخاً عَلاَّمَة. - وكتَبَ بِيَدِهِ ثَلاَثَةَ آلاَف كِتَاب!!! مِن أَشْهَـر تَصَانِيفِــهِ: (التَّارِيْخ) يَقَعُ فِي سَبْعَةِ عَشَرَ جُزْءاً، و (طَبقَات عُلَمَاءِ أَهْل إِفْرِيْقِيَة) و (المِحَن) و (فَضَائِل مَالِك) و (مَنَاقِب سَحنُوْن) و (عُبَّاد إِفْرِيقِيَة) و (مَنَاقِب بَنِي تَمِيمٍ) و (مَوْت العُلَمَاء). وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ فِي شَهْرِ ذِي القَعدَةِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وثَلاَثِيْنَ وثَلاَثِ مَائَةٍ (333 هــ)؛ رَحِمَهُ اللهُ. |
(23) الــمَـــسْــــعُـــــــــوْدِيُّ هُـــــــوَ: عَلِيُّ بْنُ الحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، أَبُو الحَسَنِ المَسْعُوْدِيُّ، مِنْ ذُرِيَّة عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُوْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. المُؤَرِّخُ الرَّحَّالَةُ، العَلاَّمَةُ البَحَّاثَةُ؛ بَغْدَادِيُّ الأَصْلِ، ثُمَّ نَزَلَ مِصْرَ وأَقَامَ بِهَا وتُوُّفِّيَ فِيهَا؛ وكَانَ شَافِعِيَّ المَذْهَبِ؛ وكَانَ صَاحِبَ غَرَائِبَ وعَجَائِبَ وفنُوْن. مِن أَشْهَـر تَصَانِيفِــهِ: (أَخْبَار الزَّمَان) و (مُروجِ الذَّهبِ) و (التَّنْبِيه والإِشْرَاف) و (أَخْبَار الخَوَارِج) و (ذَخَائِر العُلُومِ) و (الاِسْتِذكَار بِمَا مَرَّ فِي سَالِفِ الأَعصَارِ) و (أَخْبَار الأُمَمِ مِن العَرَبِ والعَجَم) و (خَزَائِن المُلُوكِ). وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ فِي شَهْرِ جُمَادَى الآخِرَة، سَنَةَ سِتٍّ وأَربَعِيْنَ وثَلاَثِ مَائَةٍ (346 هــ). |
(24) الــصَّـــــدَفِـــــــــيُّ هُـــــوَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوْنُسَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى الصَّدَفِيُّ المِصْرِيُّ. مُؤَرِّخُ مِصْرَ ومُحَدِّثُهَا فِي زَمَانِهِ. مَــوْلِـــــدُهُ: وُلِد بِالقَاهِرَة، سَنَةَ إِحدَى وثَمَانِينَ ومِائَتَيْنِ (281 هــ). وكَانَ حَافِظاً مُكْثِراً مُتَيَقِّظاً، خَبِيراً بِأَيَّامِ النَّاسِ وتَوَارِيخِهِم، ولَهُ كَلاَمٌ فِي الجَرحِ والتَّعدِيلِ يَدُلُّ عَلَى بَصَرِهِ بِالِّرجَالِ ومَعرِفَتِهِ بِالعِلَلِ. مِـن أَشْـهَــرِ تَــوَالِـيـفِـــهِ: لَهُ تَارِيخَان، أَحَدُهُمَا كَبِيرٌ فِي (أَخْبَارِ مِصْرَ ورِجَالِهَا)؛ والثَّانِي صَغِيرٌ فِي (ذِكْر الغُرَبَاءِ الوَارِدِينَ عَلَى مِصْر). وَفَـــاتُـــــهُ: تُوُفّي بِالقَاهِرَة، فِي جُمَادَى الآخِرَة، سَنَةَ سَبْعٍ وأَربَعِينَ وثَلاَثِمَائَةٍ (347 هــ)، ولَهُ سِتٌ وسِتُّونَ سَنَةً (66). |
شكرا على المعلومة..ولكن التاريخ كله زيف والمؤرخون يكتبون ما يروق الحكام فقط
|
اقتباس:
أولاً: شكراً لمرورك ثانياً: تصحيحاً لمعلوماتك... ليس كل التاريخ زيفاً؛ بل بعضاً منه فقط |
(25) أَبُـــو عُـــمَــــــر الـــصَّـــــدَفِـــــــــيُّ هُـــــوَ: أَحمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ حَزْمِ بْنِ يُونُسَ الصَّدَفيُّ، أَبُو عُمَرَ الأَنْدَلُسِيُّ. أَحَدُ مَنْ عُنِيَ بِالسُّنَنِ والآثَارِ. مَــوْلِـــدُهُ: وُلِدَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الآخَرَ، سَنَةَ أَربَعٍ وثَمَانِينَ ومِائَتَيْن (284 هـــ). ورَحَلَ فِي طَلَبِ العِلْمِ... فَذَهَبَ إِلَى مَكَّةَ المُكَرَّمَةَ، ومِصْرَ، والقَيْرَوَانَ، فَنَهَلَ مِن عُلَمَائِهَا؛ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الأَنْدَلُسَ فَصَنَّفَ كِتَاباً فِي التَّارِيخِ، بَلَغَ فِيْهِ الغَايَةَ، ولَم يَزَلْ يُحدَّثَ إِلَى أَنْ مَاتَ، وقَد تَخَرَّجَ بِهِ جَمَاعَةٌ مِن العُلَمَاءِ. أَشْــهَـــرُ مُـؤَلِّـفَـاتِـــهِ: (التَّارِيخ الكَبِير)، يَقَعُ فِي خَمْسَةِ وثَمَانِينَ جُزْءاً. وَفَــاتُـــــهُ: مَاتَ أَبُو عُمَرَ لَيْلَةَ الخَمْيْس، فِي شَهْرِ جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ خَمْسِينَ وثَلاَثِمَائَةِ (350 هــ)، وقَد بَلَغَ أَربَعاً وسِتِّينَ سَنَةَ. |
(26) الـــعَـــــمِّـــــــــيُّ هُـــــوَ: أَحمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحمَدَ بْنِ مُعَلَّى بْنِ أَسَد العَمِّيُّ، أَبُو بِشْرٍ البَصْرِيُّ. أَحَدُ مَنْ عُنِيَ بِالتَّارِيخِ وأَيَّامِ النَّاسِ، وكَانَ أَدِيباً، مِن مُتَكَلِّمِي الشِّيعَةِ وفُقَهَائِهِم. أَشْــهَـــرُ مُـؤَلِّـفَـاتِـــهِ: (التَّارِيخ الكَبِير) و (التَّارِيخ الصَّغِير) و (أَخْبَار صَاحِب الزَّنْج) و (مِحَن الأَنْبِيَاء والأَوْصِيَاء والأَوْلِيَاء) و (القَبَائِل). وَفَـــاتُـــــهُ: مَات سَنَةَ خَمْسِينَ وثَلاَثِمَائَةِ (350 هــ). |
(27) الــخُـــطَــــبــِــــيُّ هُـــــوَ: إِسْمَاعِيْلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ يَحيَى البَغدَادِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ الخُطَبِيُّ. المُؤَرِّخُ العَلاَّمَةُ، المُحَدِّث الأَدِيْبُ، الخَطِيْبُ. مَــوْلِـــدُهُ: وُلِدَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ تِسْعٍ وسِتِّيْنَ ومِائَتَيْنِ (269 هــ). وعُرِفَ بِالخُطَبِيُّ، نِسْبَة إِلَى الخُطَبِ وإِنْشَائِهَا، لِفَصَاحَتِهِ. وكَانَ ذَا مَكَانَةٍ عِنْدَ الرَّاضِي بِاللَّهِ، الخَلِيفَة العَبَّاسِيِّ. وَجَّه إِليْهِ الرَّاضي بِاللهِ لَيْلَةَ عِيدِ الفِطرِ، فحُمِلَ إِلَيْهِ رَاكباً، فَدَخَلَ عَلَيْهِ وَهُوَ جَالِس، فَقَالَ لَه: يَا إِسْمَاعِيْل! إِنِّي قَد عَزَمتُ فِي غَدٍ عَلَى الصَّلاَةِ بِالنَّاسِ، فَمَا الَّذِي أَقُول إِذَا انتهيتُ إِلَى الدُّعَاء لِنَفْسِي...؟! فَأَطرَقَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: يَا أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ قُلْ: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ}. (سورة: النمل، آية رقم: 19) فَقَالَ لَه: حَسْبُكَ. فَقَامَ الخُطَبِيُّ وتَبِعَهُ خَادِمٌ، فَأَعطَاهُ أَربَعَ مِائَةِ دِيْنَار. أَشْــهَـــرُ مَــا صَــنَّـــف: (التَّارِيخ الكَبِيْر)، رَتَّبَهُ عَلَى السِّنِين. قَــالُـــوا عَــنْـــهُ: - قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ؛ مَا أَعرِف مِنْهُ إِلاَّ خَيْراً، كَانَ يَتَحَرَّى الصِّدق. - وقَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ فَاضِلاً فَهْماً، عَارِفاً بِأَيَّامِ النَّاسِ وأَخْبَارِهِم وخلفَائِهِم. - وقَالَ ابْنُ الفُرَات: كَانَ رَكِيناً، عَاقِلاً، مُقَدَّماً، مِنْ أَهْلِ الثِّقَة والأَدَب وَأَيَّام النَّاس، قَلَّ مَنْ رَأَيْتُ مِثْلَه. وَفَـــاتُـــــهُ: تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَة سَنَةَ خَمْسِيْنَ وثَلاَثِ مِائَةٍ (350 هــ)، ولَهُ ثَمَانُونَ سَنَةً. |
جهد مشكور
بارك الله فيك ياريت علماء في الجغرافيا |
اقتباس:
إن شاء الله تعالى سأقوم بعمل موضوع لعلماء الجغرافيا وشكراً جزيلاً لمرورك الكريم والذي سعدت به |
(28) ابْـــنُ قَـــــانِـــــــع هُـــــوَ: عَبْدُ البَاقِي بْنُ قَانِعِ بْنِ مَرْزُوقِ بْنِ وَاثِقٍ الأُمَوِيُّ مَوْلاَهُم، أَبُو الحُسَيْنِ البَغْدَادِيُّ. الحَافِظُ الصَّدُوْقُ، المُؤَرِّخُ البَارِعُ، القَاضِيُّ. مَــوْلِـــدُهُ: وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وسِتِّيْنَ ومِائَتَيْنِ (265 هــ). وكَانَ وَاسِعَ الرِّحلَةِ فِي طَلَبِ العِلْمِ، كَثِيْرَ الحَدِيْثِ بَصِيْراً بِهِ؛ مُؤَرِّخاً عَلاَّمَةً، غَيْرَ أَنَّهُ اخْتَلَطَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَتَيْنِ فَاجتَنَبَهُ أَصْحَابُ الحَدِيثِ، ولِذَلِكَ اخْتَلَفُوا فِيهِ، فَمِنْهُم مَنْ وَثَّقَهُ –وهُم الأَكْثَر-، ومِنْهُم مَن ضَعَّفَهُ. أَشْـهَـــرُ كُــتُــبِـــهِ: (مُعجَم الصَّحَابَة)، يَقَعُ فِي ثَلاَثَةِ أَجزَاءٍ،حَيْثُ ذَكَرَ المُؤَلِّفُ فِيهِ مَن نُسِبَ إِلَى الصَّحَابَةِ، وإِنْ لَم يَكُن كَذَلِك، وكَانَ يَبْدَأُ بِذِكْرِ اسْمِ الصَّحَابِي ونَسَبَهُ إِنْ وُجِد؛ بَيْدَ أَنَّهُ لَم يَسْتَوْعِب كُل الصَّحَابَة، وإِنَّمَا ذَكَر فِيهِ كُلَّ مَن وَقَفَ لَهُ عَلَى حَدِيثٍ يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى صُحبَتِهِ، ومَعَ ذَلِكَ فَلَم يَلْتَزِم الصِّحَةِ فِي أَسَانِيدِ الأَحَادِيثِ الَّتِي يُبَرهِن بِهَا عَلَى صُحبَةِ المُتَرجِم، حَيْث رَتَّبَ أَسْمَاءَ الصَّحَابَةِ عَلَى حُروُفِ المُعجَمِ، وبَلَغَ عَدَد هَذِهِ التَّرَاجِم (1126) تَرجَمَةً، وبَلَغَ عَدَد الأَحَادِيثِ الوَارِدَة فِيهِ (1971) حَدِيثاً مُسْنَدًا. هَذَا غَيْر الأَخْطَاء والأَوْهَام الَّتِي وَقَعَ فِيهَا المُصَنَّفُ، والَّتِي نَبَّهَ عَلَيْهَا مَنْ جَاءَ بَعدَهُ مِن العُلَمَاءِ، مِنْهُم ابْن فَتْحُون، كَمَا فِي كِتَابِهِ المُسَمَّى بِـــ "الإِعلاَم والتَّعرِيف مِمَا لِابْنِ قَانِع فِي مُعجَمِهِ مِن الأَوْهَام والتَّصْحِيف". ولَهُ أَيْضاً كِتَاب: (تَارِيخ الوَفِيَّات). قَـالُـــوا عَـنْـــهُ: - قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كَانَ يَحفَظُ ويَعلَمُ، ولَكِنَّهُ كَانَ يُخْطِىءُ ويُصِرُّ عَلَى الخَطَأِ. - وقَالَ الخَطِيبُ البَغْدَادِيُّ: كَانَ مِن أَهْلِ العِلْمِ، والدِّرَايَةِ والفَهْمِ، ورَأَيْتُ عَامَّةَ شُيُوخِنَا يُوَثِّقُونَهُ. - وقال ابْنُ فَتْحُونَ: لَم أَرَ أَحَدًا مِمَنْ يُنْسَبُ إِلَى الحِفْظِ أَكْثَرَ أَوْهَامًا، ولاَ أَظْلَمَ أَسَانِيدًا، ولاَ أَنْكَرَ مُتُونًا مِنْهُ، وعَلَى ذَلِكَ فَقَد رَوَى عَنْهُ الجِلَّةُ ووَصَفُوهُ بِالحِفْظِ مِنْهُم: أَبُو الحَسَن الدَّارَقُطنِيُّ فَمَنْ دُونَهُ. - وقَالَ ابْنُ دَقِيق العِيْدِ: عَبْدُ البَاقِي مِن كِبَارِ الحُفَّاظِ. - وقَالَ الذَّهَبِيُّ: الحَافِظ العَالِم المُصَنِّف. - وقَالَ ابْنُ كَثْيرٍ: كَانَ مِن أَهْلِ الثِّقَةِ والأَمَانَةِ والحِفْظِ. وَفَـــاتُـــــهُ: تُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سنَةَ إِحْدَى وخَمْسِيْنَ وثَلاَثِ مَائَةٍ (251 هــ). |
(29) خَـــالِـــــدُ بْـــنُ سَـــعْـــــــد هُـــــوَ: خَالِدُ بنُ سَعْدٍ أَبُو القَاسِمِ الأَنْدَلُسِيُّ، أَبُو القَاسِمِ القُرْطُبِيُّ. الحَافِظُ، النَّاقِدُ، المُجَوِّدُ، المُؤَرِّخُ. أَشْهَرُ مَا صَنَّفَ: كِتَاب (رِجَال الأَنْدَلُس). وكَانَ حُجَّةً، مُحَقِّقاً، مُقَدَّماً عَلَى حُفَّاظِ قُرْطُبَةَ، يَتَوَقَّدُ ذَكَاءً... حَفِظَ مِن سَمْعَةٍ وَاحِدَةٍ أَحَداً وعِشْرِيْنَ حَدِيْثاً؛ ولَم يَطُل عُمُرَهُ. وَفَــاتُـــــهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وخَمْسِيْنَ وثَلاَثِ مِائَةٍ (352 هــ). |
(30) الــمُــطَــهِّـــــرُ الــمَــقْـــدِسِــــــيُّ هُــــوَ: المُطَهِّرُ بنُ طَاهِرٍ المَقْدِسِيُّ. المُؤَرِّخُ نِسْبَتُهُ إِلَى بَيْتِ المَقْدِسِ. أَشْهَرُ مَا صَنَّفَ: كِتَاب (البَدْء والتَّارِيخ) يَقَعُ فِي سِتَّةِ أَجْزَاءِ، ولَهُ بَقِيَّةٌ لَم تُطْبَع بَعدُ. ولَيْسَت لَهُ تَرجَمَةٌ مُطَوَّلَةٌ عَن ذَلِك. وَفَــاتُـــهُ: مَاتَ بَعد سَنَةِ خَمْسٍ وخَمْسِينَ وثَلاَثِمَائَةٍ (355 هــ). |
بارك الله فيكم
|
اقتباس:
جزاكم الله خيراً |
(31) أَبُــو عُــمَـــرَ الــكِـــنْـــــدِيُّ هُـــــوَ: مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ يَعقُوبَ بْنِ حَفْصِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ نَصَيْرٍ، أَبُو عُمَرَ الكِنْدِيُّ، المِصْرِيُّ. مُؤَرِّخُ مِصْرَ كَانَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِأَهْلِ مِصْرَ وخِطَطِهَا وثُغُورِهَا، ذَا فَهْمٍ وعِلْمٍ بِالأَخْبَارِ والتَّوَارِيخِ والأَنْسَابِ. أَشْــهَـــرُ مَــا صَــنَّـــفَ: (تَارِيخ مِصْر)، وَ (فَضَائِل مِصْر)، وَ (قُضَاة مِصْر)، وَ (وِلاَة مِصْر)، وَ (خِطَط مِصْر). وَفَــاتُـــهُ: تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وخَمْسِينَ وثَلاَثِمَائَةٍ (355 هـ). |
مشكوووووووووووور
|
مشكووووووووووووووور
|
رحمهم الله وألحقنا بهم فى الصالحين
|
اقتباس:
متشكر جداً لمرورك الجميل اقتباس:
آمين آمين |
جزاكم الله خيرا الجزاء مستر حاتم وجعله الله في ميزان حسناتكم باذن الله |
اقتباس:
وجزاكم بمثله أستاذنا الكريم أسعدني وشرّفني تواجد حضرتك بالموضوع بارك الله فيكم |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 05:20 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.