بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   القسم العلمى و الصحى (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=567)
-   -   حمل كتاب المناظر للحسن بن الهيثم (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=235148)

أستاذ/شفيق الأخضر 03-08-2010 01:19 AM

حمل كتاب المناظر للحسن بن الهيثم
 
1 مرفق
هدية بمناسبة الشهر الكريم
كل عام وانتم بخير
وبارك الله فيكم

مسترسمير إبراهيم 03-08-2010 01:33 AM

جزاكم الله تعالى كل الخير
العالم العربى المسلم الحسن بن الهيثم له من المآثر واليد البيضاء فى الفيزياء خاصة علم الضوء والذى كان رائدا له قبل علماء أوروبا وسبق نيوتن فى الكثير من الأنجازات العلمية وسوف نلقى علية الضوء بمنتدانا العلمى
مع خالص الشكر والتقدير

مسترسمير إبراهيم 03-08-2010 01:37 AM

الهيثم.. أمير النور
 
الهيثم.. أمير النور


http://www.arrouiah.com/files/imagec...3515277000.jpg
اسمه الحقيقي محمد بن الحسن بن الحسن بن الهيثم أبوعلي البصري، وقيل هو الحسن بن الحسن بن الهيثم، أو محمد بن الحسن، ولكن اللقب الأول أصح وأشهر.. ولد بالبصرة عام (354 هجريًا - 965 ميلاديًا) وتوفي بالقاهرة عام (430 هجريًا - 1039 ميلاديًا).

نشأ وتعلم بالبصرة، ولا يُعرف شيء عن نشأته الأولى سوى أنه عاش في فترة مزدهرة، انتشرت بها علوم الفلسفة والطب والكيمياء والرياضيات والفلك، وبرع فيها العديد من العلماء العرب، فجذبته تلك العلوم، فأقبل عليها بنهم وهمة وعزيمة ودأب وجد متواصل، حتى إنه كان يقرأ كل ما يقع تحت يديه من كتب المتقدمين والمتأخرين من علماء اليونان والعالم الأندلسي الزهراوي وغيرهم في هذا المجال، ولم يكتفِ بالاطلاع عليها والقراءة فيها، وإنما قام بتلخيصها ووضع مذكرات ورسائل في موضوعات تلك العلوم، وظل مشتغلاً بها وبالتصنيف فيها فترة طويلة، حتى ذاعت شهرته وأكمل ما كان قد بدأه العالم الكبير الزهراوي..
وكان في كل أحواله زاهدًا في الدنيا؛ درس في بغداد الطب، واجتاز امتحانًا مقررًا لكل من يريد العمل بالمهنة، وتخصص في طب الكحالة (طب العيون)، حتى إن أهل بغداد كانوا يقصدونه للسؤال في عدة علوم، رغم أن المدينة كانت زاخرة بصفوة من كبار علماء العصر.
انتقاله إلى مصر:
وصل قول بن الهيثم (لو كنت بمصر لعملت بنيلها عملاً يحصل النفع في كل حالة من حالاته من زيادة ونقصان) إلى الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله، فأرسل إليه بعض الأموال سراً، وطلب منه الحضور إلى مصر لما سمعه عن قدرته على تنظيم أمور النيل، بحيث يصلح للري في جميع أوقات السنة.. كان ابن الهيثم في ذلك الوقت تجاوز الستين من العمر، ولكنه بالفعل لبى الطلب وارتحل إلى مصر، حيث كلفه الحاكم بأمر الله بإنجاز ما وعد به.. فباشر ابن الهيثم دراسة النهر على طول مجراه، ولما وصل إلى قرب أسوان حيث تنحدر مياه النيل منه تفحصه في جوانبه كافة، حينها أدرك أنه كان واهماً متسرعاً فيما ادعى المقدرة عليه، فبناء جسم على النيل في ذلك الوقت كان عملاً يفوق إمكانات عصره، وأيضا طاقة رجاله، حينئذ عاد إلى الحاكم بأمرالله معتذراً عن عدم مقدرته على الإيفاء بوعده، فقبل عذره وولاه أحد المناصب، ويقال إنه أحد الدواوين..
ومن الواضح أن ابن الهيثم كان يقصد بتلك الفكرة التي لم تخرج إلى حيز التنفيذ بناء السد العالي، وذلك لقوله: (فقد بلغني أنه ينحدر من موضع عال، وهو في طرف الإقليم المصري)، كما يؤكد الدكتور أحمد شوقي الفنجري ذلك فيقول: «وهناك اختار الحسن بن الهيثم الموقع لإقامة السد، وهو الموقع نفسه الذي أصبح فيما بعد السد العالي» ثم يعتذر عنه -ولا يبعده الصواب في ذلك- فيقول: «ولكن ابن الهيثم بعد طول الدراسات والتجارب تبين أنه من المستحيل بناء سد على النيل بهذه الضخامة وبإمكانات ذلك العصر اليدوية، وأن ذلك يحتاج إلى معدات هائلة ومتطورة».
نبوغ وتفوق
وصفه ابن أبي أصيبعة في كتابه (عيون الأنباء في طبقات الأطباء) بقوله: «كان ابن الهيثم فاضل النفس، قوي الذكاء، متفنناً في العلوم، لم يماثله أحد من أهل زمانه في العلم الرياضي، ولا يقرب منه، وكان دائم الاشتغال، كثير التصنيف، وافر التزهد».
توصل بن الهيثم إلى حقائق وقواعد لم يسبقه إليها أحد، وكشف عن نظريات علمية مهمة في علوم الطبيعة، وبيّن طريقة البحث بشكل عجز عنه علماء أوروبا في القرن الثالث عشر أمثال: روجر بيكون، وليوناردو، وغيرهما ممن يعتبرهم الأوروبيون مؤسسي المنهج العلمي الحديث.. ومن بين تلك النظريات علم المناظر أو الضوء، والإشعاع، وأوضحهما من خلال تجارب علمية دقيقة واضحة.
في طي النسيان
وعلى الرغم من مكانة ابن الهيثم وبحوثه المبتكرة في علم الضوء، فقد ظل مغمورًا، لا يعرفه كثير من الناس، ولكن لولا العديد من العلماء العرب ومن بينهم العالم مصطفى نظيف (الذي كتب عنه دراسة رائدة نشرتها جامعة القاهرة في مجلدين، بذل فيها جهدًا كبيرا في قراءة مخطوطات ابن الهيثم ومئات المراجع، حتى خلص إلى حقيقة صادقة هي أن ابن الهيثم هو واضع أسس علم الضوء بالمعنى الحديث) لكان ابن الهيثم في طي النسيان..
إسهاماته
هو مؤسس علم الضوء، وصاحب السبق فيه، وواضع أسس هذا العلم في كتابه «المناظر» الذي كان يعد ثورة في عالم البصريات، وقد ألف هذا الكتاب عام (411 هـ / 1021 م)، وفيه استثمر خبرته الطبية وتجاربه العلمية، فتوصل إلى نتائج وضعته على قمة عالية في المجال العلمي، فلم يتبن فيه نظريات بطليموس في علم الضوء، بل إنه رفض عدداً منها بعدما توصل إلى نظريات جديدة غدت نواة في علم البصريات الحديث، فقد أثبت ابن الهيثم في كتابه المناظر خطأ زعم بطليموس أن الرؤية تتم بواسطة أشعة تنبعث من العين إلى الجسم المرئي، وبيّن أن الرؤية تتم بواسطة الأشعة التي تنبعث من الجسم المرئي باتجاه عين المبصر، وقام باجراء اختبارات بيّنت أن الشعاع الضوئي ينتشر في خط مستقيم ضمن وسط متجانس.. واكتشف أيضًا ظاهرة انعكاس وانعطاف الضوء، أي انحراف الصورة عن مكانها في حال مرور الأشعة الضوئية في وسط معين إلى وسط غير متجانس معه. كما اكتشف أن الانعطاف يكون معدوماً إذا مرت الأشعة الضوئية وفقاً لزاوية قائمة من وسط إلى وسط آخر غير متجانس معه، وضع ابن الهيثم بحوثاً فيما يتعلق بتكبير العدسات، وبذلك مهّد لاستعمال العدسات المتنوعة في معالجة عيوب العين.
ومن أهم انجازات ابن الهيثم أنه شرّح العين تشريحاً كاملاً، وبين وظيفة كل قسم منها، كما توصل إلى اكتشاف وهم بصري مراده أن المبصر، إذا ما أراد أن يقارن بين بعد جسمين عنه أحدهما غير متصل ببصره بواسطة جسم مرئي، فقد يبدو له وهماً أن الأقرب هو الأبعد، والأبعد هو الأقرب.. وعرف ابن الهيثم الأجسام الشفافة، وهي التي ينفذ منها الضوء ويدرك البصر ما وراءها، كالهواء والماء، وبيّن أن الضوء إذا نفذ من وسط شفاف إلى آخر شفاف انعطف عن استقامته.
أما في علم الفلك فلابن الهيثم حوالي 20 مخطوطة في هذا المجال، وقد استخدم عبقريته الرياضية في مناقشة كثير من الأمور الفلكية والتي ناقشها في رسائله مناقشة منطقية عكست عبقريته وعمق خبرته وعلمه بهذا المجال.
وفي علم الميكانيكا كانت دراسته للظواهر الميكانيكية في إطار تجاربه في علم الضوء، ولكنه توصّل إلى رصد أن للحركة نوعين: الحركة الطبيعية وهي حركة الجسم بتأثير من وزنه، وهو ما يعرف الآن باسم «السقوط الحر»، والحركة العرضية وهي الحركة التي تنتج من تأثير عامل خارجي (القوة)، وهو يرى في الجسم الساقط سقوطًا حرًا أن سرعته تكون أقوى وأسرع إذا كانت مسافته أطول، وتعتمد بالتالي سرعته على ثقله والمسافة التي يقطعها.. كما قام ابن الهيثم بتحليل حركة الجسم، وذكر أنها مركبة من قسطين (مركبتين)، واحدة باتجاه الأفق، والأخرى باتجاه العمودي على الأفق، وأن الزاوية بين المركبتين قائمة، وأن السرعة التي يتحرك بها الجسم هو محصلة هذين القسطين، ودرس أيضًا تغير سرعة الأجسام عند تصادمها بحسب خصائص هذه الأجسام وميز بين الاصطدام المرن، وغير المرن، وكان ذلك عند تجربته بإلقاء كرة من الصلب (في دراسته لانعكاس الضوء) على سطح من الحديد، وسقوطها على سطح من الخشب أو التراب.
وهكذا صار ابن الهيثم أحد المؤسسين لعلوم غيّرت من نظرة العلماء لأمور كثيرة في هذا المجال حتى لقبه العلماء (أمير النور).
مؤلفاته
كان ابن الهيثم غزير التأليف متدفق الإنتاج في شتى أنواع المعرفة، مثل طرق الفلسفة والمنطق والطب والفلك والبصريات والرياضيات، مستحدثًا أنماطًا جديدة من الفكر العلمي الأصيل.. وقد وصل ما كتبه ابن الهيثم إلى 237 مخطوطة ورسالة في مختلف فروع العلم والمعرفة، وقد اختفى جزء كبير من هذه المؤلفات، وإن كان ما بقي منها أعطى لنا صورة واضحة عن عبقرية هذا الرجل.
ألف ابن الهيثم في البصريات ما يقرب من أربعة وعشرين موضوعًا، ما بين كتاب ورسالة ومقالة، غير أن أكثر هذه الكتب قد فُقدت بين ما فقد من تراثنا العلمي، وما بقي منها فقد ضمته مكتبات استانبول ولندن وغيرهما، وقد سلم من الضياع كتابه العظيم «المناظر» الذي احتوى على نظريات مبتكرة في علم الضوء، وظلت المرجع الرئيس لهذا العلم حتى القرن السابع عشر الميلادي بعد ترجمته إلى اللاتينية. وعن مساهماته في الهندسة، فله فيها 58 مؤلفًا، تضم آراءه وبراهينه المبتكرة، وتضم مكتبات العالم في القاهرة ولندن وباريس وإستانبول أكثر من واحد وعشرين مخطوطًا لابن الهيثم في هذا التخصص.
وفي الفلكيات لم يصلنا إلا 17 مقالة من 24 تأليفًا، تحدث فيها عن أبعاد الأجرام السماوية وأحجامها وكيفية رؤيتها وغير ذلك. وله في الطب كتابان: أحدهما في «تقويم الصناعة الطبية» ضمّنه خلاصة ثلاثين كتابا قرأها لجالينوس، والآخر «مقالة في الرد على أبي الفرج عبدالله بن الطيب» لإبطال رأيه الذي يخالف فيه رأي جالينوس، وله أيضًا رسالة في تشريح العين وكيفية الإبصار.
وأهم هذه المؤلفات بصفة عامة: «كتاب المناظر، كتاب الجامع في أصول الحساب، كتاب في حساب المعاملات، كتاب شرح أصول إقليدس في الهندسة والعدد، كتاب في تحليل المسائل الهندسية، كتاب في الأشكال الهلالية، مقالة في التحليل والتركيب، مقالة في بركار الدوائر العظام، مقالة في خواص المثلث من جهة العمود، مقالة في الضوء، مقالة في المرايا المحرقة بالقطوع، مقالة في المرايا المحرقة بالدوائر، مقالة في الكرة المحرقة، مقالة في كيفية الظلال، مقالة في الحساب الهندي، مسألة في المساحة، مسألة في الكرة، كتاب في الهالة وقوس قزح، كتاب صورة الكسوف، اختلاف مناظر القمر، رؤية الكواكب ومنظر القمر، سمْت القبلة بالحساب، ارتفاعات الكواكب، كتاب في هيئة العالم. ويرى البعض أن ابن الهيثم ترك مؤلفات في الإلهيات والطب والفلسفة وغيرها.

أستاذ/شفيق الأخضر 03-08-2010 01:49 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مستر سمير زويل (المشاركة 2487983)
جزاكم الله تعالى كل الخير
العالم العربى المسلم الحسن بن الهيثم له من المآثر واليد البيضاء فى الفيزياء خاصة علم الضوء والذى كان رائدا له قبل علماء أوروبا وسبق نيوتن فى الكثير من الأنجازات العلمية وسوف نلقى علية الضوء بمنتدانا العلمى
مع خالص الشكر والتقدير

شكرا لمروركم الكريم

أستاذ/شفيق الأخضر 03-08-2010 01:51 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مستر سمير زويل (المشاركة 2487995)
الهيثم.. أمير النور


http://www.arrouiah.com/files/imagec...3515277000.jpg
اسمه الحقيقي محمد بن الحسن بن الحسن بن الهيثم أبوعلي البصري، وقيل هو الحسن بن الحسن بن الهيثم، أو محمد بن الحسن، ولكن اللقب الأول أصح وأشهر.. ولد بالبصرة عام (354 هجريًا - 965 ميلاديًا) وتوفي بالقاهرة عام (430 هجريًا - 1039 ميلاديًا).

نشأ وتعلم بالبصرة، ولا يُعرف شيء عن نشأته الأولى سوى أنه عاش في فترة مزدهرة، انتشرت بها علوم الفلسفة والطب والكيمياء والرياضيات والفلك، وبرع فيها العديد من العلماء العرب، فجذبته تلك العلوم، فأقبل عليها بنهم وهمة وعزيمة ودأب وجد متواصل، حتى إنه كان يقرأ كل ما يقع تحت يديه من كتب المتقدمين والمتأخرين من علماء اليونان والعالم الأندلسي الزهراوي وغيرهم في هذا المجال، ولم يكتفِ بالاطلاع عليها والقراءة فيها، وإنما قام بتلخيصها ووضع مذكرات ورسائل في موضوعات تلك العلوم، وظل مشتغلاً بها وبالتصنيف فيها فترة طويلة، حتى ذاعت شهرته وأكمل ما كان قد بدأه العالم الكبير الزهراوي..
وكان في كل أحواله زاهدًا في الدنيا؛ درس في بغداد الطب، واجتاز امتحانًا مقررًا لكل من يريد العمل بالمهنة، وتخصص في طب الكحالة (طب العيون)، حتى إن أهل بغداد كانوا يقصدونه للسؤال في عدة علوم، رغم أن المدينة كانت زاخرة بصفوة من كبار علماء العصر.
انتقاله إلى مصر:
وصل قول بن الهيثم (لو كنت بمصر لعملت بنيلها عملاً يحصل النفع في كل حالة من حالاته من زيادة ونقصان) إلى الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله، فأرسل إليه بعض الأموال سراً، وطلب منه الحضور إلى مصر لما سمعه عن قدرته على تنظيم أمور النيل، بحيث يصلح للري في جميع أوقات السنة.. كان ابن الهيثم في ذلك الوقت تجاوز الستين من العمر، ولكنه بالفعل لبى الطلب وارتحل إلى مصر، حيث كلفه الحاكم بأمر الله بإنجاز ما وعد به.. فباشر ابن الهيثم دراسة النهر على طول مجراه، ولما وصل إلى قرب أسوان حيث تنحدر مياه النيل منه تفحصه في جوانبه كافة، حينها أدرك أنه كان واهماً متسرعاً فيما ادعى المقدرة عليه، فبناء جسم على النيل في ذلك الوقت كان عملاً يفوق إمكانات عصره، وأيضا طاقة رجاله، حينئذ عاد إلى الحاكم بأمرالله معتذراً عن عدم مقدرته على الإيفاء بوعده، فقبل عذره وولاه أحد المناصب، ويقال إنه أحد الدواوين..
ومن الواضح أن ابن الهيثم كان يقصد بتلك الفكرة التي لم تخرج إلى حيز التنفيذ بناء السد العالي، وذلك لقوله: (فقد بلغني أنه ينحدر من موضع عال، وهو في طرف الإقليم المصري)، كما يؤكد الدكتور أحمد شوقي الفنجري ذلك فيقول: «وهناك اختار الحسن بن الهيثم الموقع لإقامة السد، وهو الموقع نفسه الذي أصبح فيما بعد السد العالي» ثم يعتذر عنه -ولا يبعده الصواب في ذلك- فيقول: «ولكن ابن الهيثم بعد طول الدراسات والتجارب تبين أنه من المستحيل بناء سد على النيل بهذه الضخامة وبإمكانات ذلك العصر اليدوية، وأن ذلك يحتاج إلى معدات هائلة ومتطورة».
نبوغ وتفوق
وصفه ابن أبي أصيبعة في كتابه (عيون الأنباء في طبقات الأطباء) بقوله: «كان ابن الهيثم فاضل النفس، قوي الذكاء، متفنناً في العلوم، لم يماثله أحد من أهل زمانه في العلم الرياضي، ولا يقرب منه، وكان دائم الاشتغال، كثير التصنيف، وافر التزهد».
توصل بن الهيثم إلى حقائق وقواعد لم يسبقه إليها أحد، وكشف عن نظريات علمية مهمة في علوم الطبيعة، وبيّن طريقة البحث بشكل عجز عنه علماء أوروبا في القرن الثالث عشر أمثال: روجر بيكون، وليوناردو، وغيرهما ممن يعتبرهم الأوروبيون مؤسسي المنهج العلمي الحديث.. ومن بين تلك النظريات علم المناظر أو الضوء، والإشعاع، وأوضحهما من خلال تجارب علمية دقيقة واضحة.
في طي النسيان
وعلى الرغم من مكانة ابن الهيثم وبحوثه المبتكرة في علم الضوء، فقد ظل مغمورًا، لا يعرفه كثير من الناس، ولكن لولا العديد من العلماء العرب ومن بينهم العالم مصطفى نظيف (الذي كتب عنه دراسة رائدة نشرتها جامعة القاهرة في مجلدين، بذل فيها جهدًا كبيرا في قراءة مخطوطات ابن الهيثم ومئات المراجع، حتى خلص إلى حقيقة صادقة هي أن ابن الهيثم هو واضع أسس علم الضوء بالمعنى الحديث) لكان ابن الهيثم في طي النسيان..
إسهاماته
هو مؤسس علم الضوء، وصاحب السبق فيه، وواضع أسس هذا العلم في كتابه «المناظر» الذي كان يعد ثورة في عالم البصريات، وقد ألف هذا الكتاب عام (411 هـ / 1021 م)، وفيه استثمر خبرته الطبية وتجاربه العلمية، فتوصل إلى نتائج وضعته على قمة عالية في المجال العلمي، فلم يتبن فيه نظريات بطليموس في علم الضوء، بل إنه رفض عدداً منها بعدما توصل إلى نظريات جديدة غدت نواة في علم البصريات الحديث، فقد أثبت ابن الهيثم في كتابه المناظر خطأ زعم بطليموس أن الرؤية تتم بواسطة أشعة تنبعث من العين إلى الجسم المرئي، وبيّن أن الرؤية تتم بواسطة الأشعة التي تنبعث من الجسم المرئي باتجاه عين المبصر، وقام باجراء اختبارات بيّنت أن الشعاع الضوئي ينتشر في خط مستقيم ضمن وسط متجانس.. واكتشف أيضًا ظاهرة انعكاس وانعطاف الضوء، أي انحراف الصورة عن مكانها في حال مرور الأشعة الضوئية في وسط معين إلى وسط غير متجانس معه. كما اكتشف أن الانعطاف يكون معدوماً إذا مرت الأشعة الضوئية وفقاً لزاوية قائمة من وسط إلى وسط آخر غير متجانس معه، وضع ابن الهيثم بحوثاً فيما يتعلق بتكبير العدسات، وبذلك مهّد لاستعمال العدسات المتنوعة في معالجة عيوب العين.
ومن أهم انجازات ابن الهيثم أنه شرّح العين تشريحاً كاملاً، وبين وظيفة كل قسم منها، كما توصل إلى اكتشاف وهم بصري مراده أن المبصر، إذا ما أراد أن يقارن بين بعد جسمين عنه أحدهما غير متصل ببصره بواسطة جسم مرئي، فقد يبدو له وهماً أن الأقرب هو الأبعد، والأبعد هو الأقرب.. وعرف ابن الهيثم الأجسام الشفافة، وهي التي ينفذ منها الضوء ويدرك البصر ما وراءها، كالهواء والماء، وبيّن أن الضوء إذا نفذ من وسط شفاف إلى آخر شفاف انعطف عن استقامته.
أما في علم الفلك فلابن الهيثم حوالي 20 مخطوطة في هذا المجال، وقد استخدم عبقريته الرياضية في مناقشة كثير من الأمور الفلكية والتي ناقشها في رسائله مناقشة منطقية عكست عبقريته وعمق خبرته وعلمه بهذا المجال.
وفي علم الميكانيكا كانت دراسته للظواهر الميكانيكية في إطار تجاربه في علم الضوء، ولكنه توصّل إلى رصد أن للحركة نوعين: الحركة الطبيعية وهي حركة الجسم بتأثير من وزنه، وهو ما يعرف الآن باسم «السقوط الحر»، والحركة العرضية وهي الحركة التي تنتج من تأثير عامل خارجي (القوة)، وهو يرى في الجسم الساقط سقوطًا حرًا أن سرعته تكون أقوى وأسرع إذا كانت مسافته أطول، وتعتمد بالتالي سرعته على ثقله والمسافة التي يقطعها.. كما قام ابن الهيثم بتحليل حركة الجسم، وذكر أنها مركبة من قسطين (مركبتين)، واحدة باتجاه الأفق، والأخرى باتجاه العمودي على الأفق، وأن الزاوية بين المركبتين قائمة، وأن السرعة التي يتحرك بها الجسم هو محصلة هذين القسطين، ودرس أيضًا تغير سرعة الأجسام عند تصادمها بحسب خصائص هذه الأجسام وميز بين الاصطدام المرن، وغير المرن، وكان ذلك عند تجربته بإلقاء كرة من الصلب (في دراسته لانعكاس الضوء) على سطح من الحديد، وسقوطها على سطح من الخشب أو التراب.
وهكذا صار ابن الهيثم أحد المؤسسين لعلوم غيّرت من نظرة العلماء لأمور كثيرة في هذا المجال حتى لقبه العلماء (أمير النور).
مؤلفاته
كان ابن الهيثم غزير التأليف متدفق الإنتاج في شتى أنواع المعرفة، مثل طرق الفلسفة والمنطق والطب والفلك والبصريات والرياضيات، مستحدثًا أنماطًا جديدة من الفكر العلمي الأصيل.. وقد وصل ما كتبه ابن الهيثم إلى 237 مخطوطة ورسالة في مختلف فروع العلم والمعرفة، وقد اختفى جزء كبير من هذه المؤلفات، وإن كان ما بقي منها أعطى لنا صورة واضحة عن عبقرية هذا الرجل.
ألف ابن الهيثم في البصريات ما يقرب من أربعة وعشرين موضوعًا، ما بين كتاب ورسالة ومقالة، غير أن أكثر هذه الكتب قد فُقدت بين ما فقد من تراثنا العلمي، وما بقي منها فقد ضمته مكتبات استانبول ولندن وغيرهما، وقد سلم من الضياع كتابه العظيم «المناظر» الذي احتوى على نظريات مبتكرة في علم الضوء، وظلت المرجع الرئيس لهذا العلم حتى القرن السابع عشر الميلادي بعد ترجمته إلى اللاتينية. وعن مساهماته في الهندسة، فله فيها 58 مؤلفًا، تضم آراءه وبراهينه المبتكرة، وتضم مكتبات العالم في القاهرة ولندن وباريس وإستانبول أكثر من واحد وعشرين مخطوطًا لابن الهيثم في هذا التخصص.
وفي الفلكيات لم يصلنا إلا 17 مقالة من 24 تأليفًا، تحدث فيها عن أبعاد الأجرام السماوية وأحجامها وكيفية رؤيتها وغير ذلك. وله في الطب كتابان: أحدهما في «تقويم الصناعة الطبية» ضمّنه خلاصة ثلاثين كتابا قرأها لجالينوس، والآخر «مقالة في الرد على أبي الفرج عبدالله بن الطيب» لإبطال رأيه الذي يخالف فيه رأي جالينوس، وله أيضًا رسالة في تشريح العين وكيفية الإبصار.
وأهم هذه المؤلفات بصفة عامة: «كتاب المناظر، كتاب الجامع في أصول الحساب، كتاب في حساب المعاملات، كتاب شرح أصول إقليدس في الهندسة والعدد، كتاب في تحليل المسائل الهندسية، كتاب في الأشكال الهلالية، مقالة في التحليل والتركيب، مقالة في بركار الدوائر العظام، مقالة في خواص المثلث من جهة العمود، مقالة في الضوء، مقالة في المرايا المحرقة بالقطوع، مقالة في المرايا المحرقة بالدوائر، مقالة في الكرة المحرقة، مقالة في كيفية الظلال، مقالة في الحساب الهندي، مسألة في المساحة، مسألة في الكرة، كتاب في الهالة وقوس قزح، كتاب صورة الكسوف، اختلاف مناظر القمر، رؤية الكواكب ومنظر القمر، سمْت القبلة بالحساب، ارتفاعات الكواكب، كتاب في هيئة العالم. ويرى البعض أن ابن الهيثم ترك مؤلفات في الإلهيات والطب والفلسفة وغيرها.


اضافات ممتازة
اسمح لي اخي الفاضل بنسخها الى صفحة " العلماء العرب "
جزاكم الله كل خير
وبارك فيكم

مسترسمير إبراهيم 05-08-2010 11:55 AM

وجزاكم الله تعالى كل الخير
تفضل وشكرا لحضرتكم

أستاذ/شفيق الأخضر 05-08-2010 02:24 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مستر سمير زويل (المشاركة 2498255)
وجزاكم الله تعالى كل الخير
تفضل وشكرا لحضرتكم

الشكر لله وحده

أستاذ/شفيق الأخضر 10-08-2010 05:06 PM

بالتوفيق للجميع

ahmedslim 15-08-2010 02:14 AM

جميل جداااااااا الكلام ده وشكرا على الكتاب والاهتمام

أستاذ/شفيق الأخضر 16-08-2010 12:37 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ahmedslim (المشاركة 2538217)
جميل جداااااااا الكلام ده وشكرا على الكتاب والاهتمام

الشكر لله وحده
كل الشكر لمروركم الكريم

Mr. Medhat Salah 26-08-2010 01:55 PM

بارك الله فيك

ahmed-mohamed 27-08-2010 03:20 AM

tmam
 
شكرا اخي الفاضل علي هذا الموضوع

أستاذ/شفيق الأخضر 27-08-2010 03:01 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mr. Medhat salah (المشاركة 2583396)
بارك الله فيك

وبارك فيكم وجزاكم كل خير

أستاذ/شفيق الأخضر 27-08-2010 03:12 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ahmed-mohamed (المشاركة 2586070)
شكرا اخي الفاضل علي هذا الموضوع

الشكر لله وحده

Eng..LiNa 29-08-2010 11:44 PM

جميل اوي
شكرا عالكتاب والمجهود العظيم ده
تسلم الايادي


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 06:56 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.