بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   مصر بين الماضى و الحاضر (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=569)
-   -   أئـمـــة الـتـفـسـيــــر (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=600531)

Mr. Hatem Ahmed 15-05-2014 12:48 AM

أئـمـــة الـتـفـسـيــــر
 

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَنْزَل القُرآنَ، وجَعَلَه حُجَّة، وأَوْضَح بِهِ لِلمُؤْمِنِين المَحَجَّة، وأَظْهَر لَهُم بِآيَاتِهِ نُوراً وكَانُوا مِن ظُلْمَة البَاطِل فِي لُجَّة، أَحمَدُهُ حَمْد مَن اتَّبَعَ نَهْجَه، واتَّبَعَ طَرِيقَه وهَدْيِه، وأُصَلِّي وأُسَلِّم عَلَى نَبِيّهِ وخَلِيلِهِ مُحَمَّد، المَبْعُوث بِالآيَاتِ البَيّنَات والمُعجِزَات الوَاضِحَات، وعَلَى آلِهِ وصَحبِهِ الَّذِين شَادُوا الدِّين، ورَفَعُوا لِوَاءَه فِي العَالَمِين.

وبَـعـــــــد


فَهَذِهِ تَرَاجِم ثَمِينَة لِأَشْهَر عُلَمَاء التَّفْسِير مِن عَهْد التَّابِعيِن فَمَن بَعدَهُم، وَفْقاً لِأقْدَمِيَّة وَفِيَّاتِهم ... سَائلِاً المَوْلَى جَلَّ فِي عُلاَه أَنْ يَجعَل هذا العَمَل خَالِصاً لِوَجْهِهِ الكَرِيم، وأَن يَنْفَعَنا بِهِ وإِيَّاكُم، والحَمَدُ للهِ رَبِّ العَالَمِين.

كَـتَـبَـــه
/ حَاتِم أحمَد


Mr. Hatem Ahmed 15-05-2014 12:51 AM


(1) أَبُـــو الـعَـالِـيَــــةِ الـرِّيَـاحِــــــيُّ



هُـــــوَ: رُفَيْعُ بنُ مِهْرَانَ الرِّيَاحِيُّ البَصْرِيُّ، الإِمَامُ، المُقْرِئُ، الحَافِظُ، المُفَسِّرُ، أَحَدُ الأَعْلاَمِ.

أَدْرَك زَمَانَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهُوَ شَابٌّ، وأَسْلَمَ فِي خِلاَفَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ، ودَخَلَ عَلَيْهِ.

وحَفِظَ القُرْآنَ، وقَرَأَهُ عَلَى
عُمَرَ وأُبَيِّ بنِ كَعْب وزَيْد بْن ثَابِت وعَبْدُ اللهِ بْنِ عَبَّاس رَضِيَ اللهُ عَنْهُم، وَتَصَدَّرَ لإِفَادَةِ العِلْمِ، وبعُدَ صِيْتُهُ واشْتَهَر، ولَم يَكْن أَحَدٌ بَعْدَ الصَّحَابَةِ أَعْلَمَ بِالقُرْآنِ مِنْه.

مِن أَقْـوَالِــــهِ:

-
قَالَ أَبُو العَالِيَة: تَعَلَّمُوا القُرْآنَ، فَإِذَا تَعْلَّمْتُمُوْهُ، فَلاَ تَرْغَبُوا عَنْهُ، وَإِيَّاكُم وهَذِهِ الأَهْوَاءَ، فَإِنَّهَا تُوْقِعُ العَدَاوَةَ والبَغْضَاءَ بَيْنَكُم.

-
وقَالَ: إِنَّ اللهَ قَضَى عَلَى نَفْسِهِ أَنَّ مَنْ آمَنَ بِهِ هَدَاهُ، وتَصْدِيْقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللهِ: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} [التَّغَابُنُ: 11]، ومَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ كَفَاهُ، وتَصْدِيْقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللهِ: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطَّلاَقُ: 3]، ومَنْ أَقْرَضَهُ جَازَاهُ، وتَصْدِيْقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللهِ: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً، فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيْرَةً} [البَقَرَةُ: 245]، ومَنِ اسْتَجَارَ مِنْ عَذَابِهِ أَجَارَهُ، وتَصْدِيْقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللهِ: {وَاعْتَصِمُوا بَحْبِلِ اللهِ جَمِيْعاً} [آلُ عِمْرَانَ: 103]، وَالاعْتِصَامُ: الثِّقَةُ بِاللهِ. ومَنْ دَعَاهُ أَجَابَهُ، وتَصْدِيْقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللهِ: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي، فَإِنِّي قَرِيْبٌ، أُجِيْبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البَقَرَةُ: 186].

-
وقَالَ: إِنِّي لأَرْجُو أَنْ لاَ يَهْلِكَ عَبْدٌ بَيْنَ نِعْمَتَيْنِ: نِعْمَةٍ يَحْمَدُ اللهُ عَلَيْهَا، وذَنْبٍ يَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْهُ.

-
وقَالَ: تَعَلَّمُوا القُرْآنَ خَمْسَ آيَاتٍ، خَمْسَ آيَاتٍ، فَإِنَّهُ أَحْفَظُ عَلَيْكُم.

وَفَـاتُـــــه: مَاتَ أَبُو العَالِيَةِ فِي شَوَّالٍ سَنَة تِسْعِيْن (90 هــ).


Mr. Hatem Ahmed 15-05-2014 12:54 AM


(
2) سَـعِـيْـــــــدُ بْـــنُ جُـبَــيْـــــــــرٍ

هُـــــوَ: سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرِ بنِ هِشَامٍ الوَالِبِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ الكُوْفِيُّ. الإِمَامُ، الحَافِظُ، المُقْرِئُ، المُفَسِّرُ، الفَقِيهُ البَكَّاءُ، والْعَالِمُ الدَّعَّاءُ، السَّعِيدُ الشَّهِيدُ، السَّدِيدُ الحَمِيدُ، أَحَدُ الأَئِمَّة الأَعْلاَم.

قَرَأَ القُرْآنَ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاس، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، ولاَزَمَهُ طَويلاً وأَخَذَ عَنْهُ التَّفْسِيرَ والفِقْهَ والحَدِيثَ.


مَـوْلِـــــدُه: وُلِدَ سَعِيْد سَنَة ثَمَانٍ وثَلاَثِين (38 هـــ).

وكَانَ مِنْ عُبَّادِ أَهْلِ مَكَّةَ وفُضَلاَئِهَا، فكَانَ يَخْتِمُ القُرْآنَ فِي كُلِّ لَيْلَتَيْنِ، ودَخَلَ يوماً الكَعْبَةَ، فَقَرَأَ القُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ! وكَانَ يَحَجّ سَنَة ويَعتَمِر سَنَة.


وكَانَ مُجَاب الدَّعْوَة
... كَانَ لَهُ دِيْكٌ، يُوقِظُهُ مِنَ اللَّيْلِ بِصِيَاحِهِ، فَلَمْ يَصِحْ لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي حَتَّى أَصْبَحَ، فَلَمْ يُصَلِّ سَعِيْدٌ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَشَقَّ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَا لَهُ، قَطَعَ اللهُ صَوْتَهُ؟!
فَمَا سُمِعَ لَهُ صَوْتٌ بَعْدُ!!
فَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: يَا بُنَيَّ، لاَ تَدْعُ عَلَى شَيْءٍ بَعْدَهَا.

- كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضْيَ اللهُ عَنْهُمَا، إِذَا أَتَاهُ أَهْلُ الكُوْفَةِ يَسْتَفْتُوْنَهُ، يَقُوْلُ: "أَلَيْسَ فِيْكُمُ سَعِيْدُ بْن جُبَيْر؟!"

مِن أَقْوَالِـــــهِ:

-
التَّوَكُّل عَلَى اللهِ جِمَاعُ الإِيْمَانِ.

-
إِنَّ الخَشْيَةَ أَنْ تَخْشَى اللهَ حَتَّى تَحُوْلَ خَشْيَتُكَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ مَعْصِيَتِكَ، فَتِلْكَ الخَشْيَة.

-
الذِّكْرُ طَاعَةُ اللهِ، فَمَنْ أَطَاعَ اللهَ، فَقَدْ ذَكَرَهُ، وَمَنْ لَمْ يُطِعْهُ، فَلَيْسَ بِذَاكِرٍ، وَإِنْ أَكْثَرَ التَّسْبِيْحَ وَتِلاَوَةَ القُرْآن.

-
عَلاَمَةُ هَلاَكِ النَّاسِ؛ ذِهَابَ عُلَمَاؤُهُم.

-
لَوْ فَارَقَ ذِكْرُ المَوْتِ قَلْبِي، لَخِشِيْتُ أَنْ يُفْسِدَ عَلَيَّ قَلْبِي.

-
مِنْ إِضَاعَةِ الْمَالِ أَنْ يَرْزُقَكَ اللهُ حَلَالًا فَتُنْفِقَهُ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ.

-
إِنَّمَا الدُّنْيَا جَمْعٌ مِنْ جُمَعِ الآخِرَة.

-
وَكَانَ يَدْعُو: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ صِدْقَ التَّوَكُّلِ عَلَيْكَ، وَحُسْنَ الظَنِّ بِك.

وَفَـاتُـــــه: قَتَـلَهُ الحَجَّاجُ بْن يُوسُف الظَّالِم فِي شَهْر شَعْبَان سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ (95 هــ) وقَد بَلَغَ سَبْعاً وَخَمْسِيْنَ سَنَة (57)، ومَا عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ أَحَدٌ إِلاَّ وهُوَ مُحْتَاجٌ إِلَى عِلْمِهِ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

فَـائِـــــدة: أَعْرَضْتُ عَن ذِكْرِ الحِوَار الَّذِي دَارِ بَيْنَ سَعِيدٍ والحَجَّاج، لِأَنَّهَا قِصَّة غَيْر صَحِيحَة، أَخْرَجَهَا أَبُو نُعَيْم الأَصْبَهَانِيّ فِي "الحِلْيَة" (ج4/ ص 291) فَقَال: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا خَالِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، أَخْبَرَنِي أَبُو أُمَيَّةَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي كِتَابِهِ إِلَيَّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا حَفْصُ أَبُو مُقَاتِلٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ، حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ أَبِي شَدَّادٍ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: بَلَغَنِي ... فَذَكَرَ القِصَّةَ كَامِلَةً.

قَالَ
الذَّهَبِيُّ عَنْهَا: "حِكَايَةٌ مُنْكَرَة، غَيْرُ صَحِيْحَة".

قُلتُ
: هِي مِن رِوَايَة حَفْص السَّمَرْقَنْدِيُّ، ضَعَّفُوه، ومِنْهُم مَن اِتَّهَمَه بِالكَذِب والوَضْع.


Mr. Hatem Ahmed 15-05-2014 01:07 AM


(3) الـضَّـحَّـــــــاك بْـــن مُـزَاحِـــــــم

هُـــــو: الضَّحَّاكُ بنُ مُزَاحِمٍ الهِلاَلِيُّ أَبُو مُحَمَّد، الإِمَام، صَاحِبُ (التَّفْسِيْر).

مِن صِغَار التَّابِعِين، لَمْ يَلْقَ الضَّحَّاكُ ابْنَ عَبَّاسٍ، إِنَّمَا لَقِيَ سَعِيْدَ بنَ جُبَيْر بِالرَّيِّ، فَأَخَذَ عَنْهُ التَّفْسِيْر.

ولَهُ بَاعٌ كَبِيْرٌ فِي التَّفْسِيْرِ،
وكَانَ مِمَن عُنِيَ بِعلْمِ القُرآن عِنَايَة شَدِيدَة مَعَ لُزُوم الوَرَع، وكَانَ يُعَلِّمُ وَلاَ يَأْخُذُ أَجْراً.

مِن أَقْـوَالِــــهِ: حَقٌّ عَلَى كُلِّ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ أَنْ يَكُوْنَ فَقِيْهاً، وتَلاَ قَوْلَ اللهِ: {كُوْنُوا رَبَّانِيِّيْنَ بِمَا كُنْتُم تُعَلِّمُوْنَ الكِتَابَ}. (آلُ عِمْرَانَ: 79).

وَفَاتُـــــه: تُوُفِّيَ الضَّحَّاكُ سَنَةَ اثْنَتَيْن ومِائَة (102 هـــ).


Mr. Hatem Ahmed 15-05-2014 11:37 PM


(4) مُـجَـــــاهِـــــــدُ بـْــنُ جَــبْــــــــــر

هُـــــوَ: مُجَاهِدُ بنُ جَبْرٍ الأَسْوَدُ أَبُو الحَجَّاجِ المَكِّيُّ. الإِمَامُ، شَيْخُ القُرَّاءِ وَالمُفَسِّرِيْن

أَخَذَ عَن ابْنِ عَبَّاسٍ القُرْآنَ وَالتَّفْسِيْر ... قَالَ مُجَاهِد: عَرَضْتُ القُرْآنَ ثَلاَثَ عَرْضَاتٍ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، أَقِفُهُ عِنْدَ كُلِّ آيَةٍ، أَسْأَلُهُ: فِيْمَ نَزَلَت؟ وكَيْفَ كَانَت؟


مَـــوْلِـــــدُهُ: وُلِدَ مُجَاهِدُ سَنَة إِحدَى وعِشْرِين (21 هــ).

وكَانَ كَثِيْرَ الأَسْفَارِ وَالتَّنَقُّلِ، لاَ يَسْمَعُ بِأُعْجُوْبَةٍ إِلاَّ ذَهَبَ فَنَظَرَ إِلَيْهَا؛ ذَهَبَ إِلَى بِئْر بَرهُوت بِحَضْرَمَوْت فِي اليَمَن، وذَهَبَ إِلَى بَابِل بِأَرضِ العِرَاق، يَبْحَث عَن هَارُوت ومَارُوت.


لَهُ كِتَاب فِي التَّفْسِير مَعرُوف بِاسْم "تَفْسِير مُجَاهِد"؛ إِلاَّ أَنَّ عُلَمَاء التَّفْسِير يَتَجَنَّبُونَه، لِأنَّهُم رَأَوْا أَنَّهُ كَانَ يَسْأَلُ أَهْلَ الكِتَاب (النَّصَارَى واليَهُود) ويَضَعه فِيِه.

- قَالَ عَنْهُ قَتَادَةُ السَّدُوْسِيُّ: أَعْلَمُ مَنْ بَقِيَ بِالتَّفْسِيْرِ؛ مُجَاهِد.

-
وقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: خُذُوا التَّفْسِيْرَ مِنْ أَرْبَعَة؛ مُجَاهِدٍ وسَعِيْدِ بنِ جُبَيْر وعِكْرِمَةَ والضَّحَّاك.


وَفَـاتُـــــه: مَاتَ مُجَاهِدٌ وَهُوَ سَاجِدٌ، سَنَةَ أَرْبَعٍ ومِائَة (104 هــ)، وقَد بَلَغَ ثَلاثًا وَثَمَانِينَ سَنَة (83)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.


Mr. Ali 1 16-05-2014 04:25 AM




جزاك الله خيراً علي هذا الموضوع وبارك فيك .


خالص تحياتي







Mr. Hatem Ahmed 16-05-2014 08:19 AM

وجزاك بمثله يا مستــر... مشكور على مرورك العَطِر

Mr. Hatem Ahmed 16-05-2014 08:20 AM


(5) عِـكْــــرِمَــــــــةُ الـقُـــــرَشِـــــــــيُّ

هُـــــوَ: عِكْرِمَةُ أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ مَوْلاَهُم، المَدَنِيُّ، البَرْبَرِيُّ الأَصْلِ. الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، الحَافِظُ الفَقِيهُ، المُفَسِّرُ الكَبِيرُ، المُفتِي النِّحْرِيرُ؛ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، ومِن تَلاَمِذَتِهِ النُّجَبَاءِ، وكَانَ مِن أَعلَمِ النَّاسِ بِعِلْمِهِ

طَلَبَ عِكْرِمَةُ العِلْمَ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً، وكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَضَعُ فِي رِجْلِيْهِ الكَبْلَ (القَيْد) عَلَى تَعَلِيْمِهِ القُرْآنِ والسُّنَنِ، حَتَّى صَارَ مِن أَهْلِ الحِفظِ والإِتقَانِ، والمُلاَزِمينَ لِلوَرَعِ فِي السِّر والإِعلَانِ، ومِمَن كَان َيُرجَع إِليه فِي عِلْمِ القُرآنِ مَعَ الفِقهِ والعِبَادَةِ.

نَـجَـابَـتُـــهُ:
- عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ هَذِهِ الآيَةَ: {لِمَ تَعِظُوْنَ قَوْماً اللهُ مُهْلِكُهُم أَوْ مُعَذِّبُهُم عَذَاباً شَدِيْداً}. (الأَعْرَافُ: 164)؛ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: "لَمْ أَدْرِ، أَنَجَا القَوْمُ أَمْ هَلَكُوا؟!"
فَقَالَ عِكْرِمَة: فَمَا زِلْتُ أُبَيِّنُ لَهُ أُبَصِّرُهُ حَتَّى عَرَفَ أَنَّهُم قَدْ نَجَوْا. قَالَ: فَكَسَانِي حُلَّةً (ثَوْب مِن قِطْعَتَيْن).

- قَالَ عَنْهُ عَبْدُ اللهِ بْنْ عَبَّاس: مَا حَدَّثَكُم عَنِّي عِكْرِمَةُ، فَصَدِّقُوْهُ، فَإِنَّهُ لَمْ يَكْذِبْ عَلَيَّ.

-
وقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ أَيْضاً: انْطَلِقْ، فَأَفْتِ النَّاسَ، وَأَنَا لَكَ عَوْنٌ، فَمَنْ جَاءكَ يَسْأَلُكَ عَمَّا يَعْنِيْهِ، فَأَفْتِهِ، وَمَنْ سَأَلَكَ عَمَّا لاَ يَعْنِيْهِ، فَلاَ تُفْتِهِ.

-
وقَالَ أَبُو الشَّعْثَاءِ الأَزْدِيُّ: هَذَا عِكْرِمَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، هَذَا البَحْرُ، هَذَا أَعْلَمُ النَّاس.

-
وقَالَ سَعِيْدُ بْنُ جُبَيْر: عِكْرِمَةُ؛ أَعْلَمُ مِنِّي.

-
وقَالَ الشَّعْبِيَّ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِكِتَابِ اللهِ مِنْ عِكْرِمَة.

-
وقَالَ قَتَادَةُ بْنُ دِعَامَة: أَعْلَمُ النَّاسِ بِالتَّفْسِيْرِ؛ عِكْرِمَةُ.

-
وقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: عِكْرِمَةُ؛ ثُلُثَا العِلْمِ.

-
وقَالَ شَهْرُ بْنُ حَوْشَب: عِكْرِمَةُ؛ حَبْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ.

-
وقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازي: أَصْحَابُ ابْنِ عَبَّاسٍ عِيَالٌ عَلَى عِكْرِمَةَ.

مِن أَقوَالِـــــهِ: قَالَ عِكْرِمَةٌ: إِنَّ لِلْعِلْمِ ثَمَناً، فَأَعْطُوْهُ ثَمَنَهُ.
فقَالُوا: وَمَا ثَمَنُهُ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ؟
قَالَ: أَنْ تَضَعَهُ عِنْدَ مَنْ يُحْسِنُ حِفْظَهُ وَلاَ يُضَيِّعُهُ.

وَفَـاتُــــهُ: مَاتَ عِكْرِمَةٌ بِالمَدِيْنَةِ سَنَةَ خَمْس ومِائَة (105 هـ)، وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِيْنَ سَنَة (80)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.


Mr. Hatem Ahmed 16-05-2014 11:41 PM

(6) أَبُـــو حَـمْـــــزَةَ الـقُـــرَظِـــــــيُّ

هُـــــوَ: مُحَمَّدُ بنُ كَعْبِ بنِ حَيَّانَ بنِ سُلَيْمٍ أَبُو حَمْزَةَ القُرَظِيُّ المَدَنِيُّ. الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، الصَّادِقُ

سَكَنَ الكُوْفَةَ، ثُمَّ المَدِيْنَةَ.

وكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ التَّفْسِيْر، ومِن عُبَّاد أَهْل المَدِينَة وعُلَمَائِهِم بِالقُرآنِ والفِقْهِ، وكَانَ مُجَابَ الدَّعْوَةِ، كَبِيْرَ القَدْر.


مِن أَقْـوَالِـــــهِ: لَوْ رُخِّصَ لِأَحَدٍ فِي تَرْكِ الذِّكْرِ لرُخِّصَ لِزَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا} [آل عمران: 41]، وَلَرُخِّصَ لِلَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا} [الأنفال: 45].

- قال عَنْه الإِمَامُ عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَعْلَمَ بِتَأْوِيْلِ القُرْآنِ مِنَ القُرَظِيِّ.

وَفَـاتُـــــه: مَاتَ القُرَظِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ ومِائَةٍ (108 هـــ)، وهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وسَبْعِيْنَ سَنَةً (78).


Mr. Hatem Ahmed 17-05-2014 05:38 AM


(7) عَـطَـــــــاءُ بْـــنُ أَبِـــي رَبَـــــــــاحٍ

هُـــــوَ: عَطَاءُ بنُ أَسْلَمَ الفِهْرِيّ، أَبُو مُحَمَّدٍ المَكِّيُّ. الإِمَامُ، مُفْتِي الحَرَم

أَدْرَكَ مِائَتَيْنِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَخَذَ التَّفْسِيرَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وكَانَ مِن تَلاَمِيذِهِ النُّجَبَاءِ.


مَـوْلِـــــدُهُ: وُلِدَ عَطَاءٌ بِالجَنَد فِي اليَمَن سَنَة سَبْعٍ وعِشْرِين (27 هــ) ونَشَأَ بِمَكَّة، وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ، وَكَانَ عَالِماً بِالحَجِّ، قَدْ حَجَّ زِيَادَةً عَلَى سَبْعِيْنَ حَجَّةً، وكَانَ لاَ يُفْتِي النَّاسَ بِرَأْيِهِ. سُئِلَ يَوْمًا عَنْ شَيْءٍ، فَقَالَ: لاَ أَدْرِي.
فَقِيْلَ لَهُ: أَلاَ تَقُوْلُ بِرَأْيِكَ؟
فقَالَ: إِنِّي أَسْتَحْيِي مِنَ اللهِ أَنْ يُدَانَ فِي الأَرْضِ بِرَأْيِي.

- كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ ،رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إَذَا سَأَلَهُ أَهْلُ مَكَّةَ عَنْ شَيْءٍ، قَالَ لَهُم: تَجْتَمِعُوْنَ عَلَيَّ وعِنْدَكُم عَطَاءٌ...؟!

-
وكَانَ أَبُو جَعْفَرٍ البَاقِر يَقُوْلُ لِلنَّاس: عَلَيْكُم بِعَطَاءٍ، هُوَ -وَاللهِ- خَيْرٌ لَكُم مِنِّي.

-
وقَالَ أَبُو حَنِيْفَةَ الإِمَام: مَا رَأَيْتُ فِيْمَنْ لَقِيْتُ أَفْضَلَ مِنْ عَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاح.

أَمْـــرُهُ بِـالْـمَـعْـــرُوف:

-
دَخَلَ عَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ عَلَى عَبْدِ المَلِكِ بْنِ مَروَان يَوْمًا وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى السَّرِيْر، وَحَوْلَهُ الأَشْرَافُ، وذَلِكَ بِمَكَّةَ، فِي وَقْتِ حَجِّهِ فِي خِلاَفَتِهِ، فَلَمَّا بَصُرَ بِهِ عَبْدُ المَلِكِ، قَامَ إِلَيْهِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، وأَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَى السَّرِيْرِ، وقَعَدَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، حَاجَتَكَ؟

قَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! اتَّقِ اللهَ فِي حَرَمِ اللهِ، وحَرَمِ رَسُوْلِهِ، فَتَعَاهَدْهُ بِالعَمَارَةِ، واتَّقِ اللهَ فِي أَوْلاَدِ المُهَاجِرِيْنَ والأَنْصَارِ، فَإِنَّك بِهِم جَلَسْتَ هَذَا المَجْلِسَ، واتَّقِ اللهَ فِي أَهْلِ الثُّغُوْرِ، فَإِنَّهُم حِصْنُ المُسْلِمِيْنَ، وتَفَقَّدْ أُمُوْرَ المُسْلِمِيْنَ، فَإِنَّكَ وحْدَكَ المَسْؤُوْلُ عَنْهُم، واتَّقِ اللهَ فِيْمَنْ عَلَى بَابِكَ، فَلاَ تَغْفُلْ عَنْهُم، ولاَ تُغْلِقْ دُوْنَهُم بَابَكَ.
فَقَالَ لَهُ: "أَفْعَلُ".
ثُمَّ نَهَضَ، وقَامَ، فَقَبَضَ عَلَيْهِ عَبْدُ المَلِكِ، وقَالَ: "يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! إِنَّمَا سَأَلْتَنَا حَوَائِجَ غَيْرِكَ، وقَدْ قَضَيْنَاهَا، فَمَا حَاجَتُكَ؟!"
قَالَ: مَا لِي إِلَى مَخْلُوْقٍ حَاجَةٌ.
ثُمَّ خَرَجَ، فَقَالَ عَبْدُ المَلِكِ: "هَذَا الشَّرَفُ، هَذَا السُّؤْدُدُ" (السِّيَادَة).

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ عَطَاءٌ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ ومِائَة (115 هــ)، وقَد قَارَب التِّسْعِين سَنَة؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.


Only Forward 17-05-2014 09:00 AM

موضوع اكثر من رائع
ويستحق مليون نجمة

عزتى في دينى 17-05-2014 09:37 AM

جزاكم الله خيرا الجزاء
وبارك فيكم استاذى

Mr. Hatem Ahmed 17-05-2014 11:08 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نسيم الشتاء (المشاركة 5858681)
موضوع اكثر من رائع
ويستحق مليون نجمة


منوراني في موضوعي يا آيـة

مشكورة يا جميل على مرورك اللي زي العسل

Mr. Hatem Ahmed 17-05-2014 11:14 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aya ramadan. (المشاركة 5858692)
جزاكم الله خيرا الجزاء
وبارك فيكم استاذى


مشكورة جداً يا آيـة على مرورك الجميل

Mr. Hatem Ahmed 17-05-2014 11:17 PM


(8) الـسُّـــــدِّيُّ الـــكَـــبِـــيـــــــر

هُـــــوَ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي كَرِيْمَةَ أَبُو مُحَمَّدٍ الحِجَازِيُّ، ثُمَّ الكُوْفِيُّ. الإِمَامُ، المُفَسِّرُ

وسُمِّيَ السُّدِّي: لِأَنَّه كَانَ يَجْلِس بِالمَدِينَة فِي مَوْضِع يُقَال لَه السُّدّ.


وَفَاتُـــــهُ: مَاتَ السُّدِّيُّ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ ومِائَة (127 هــ).


Mr. Hatem Ahmed 17-05-2014 11:20 PM


(9) أَبُـــو الـنَّـضْـــــرِ الـكَـلْـبِـــــــيُّ

هُـــــوَ: مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ بْنِ بِشْرٍ بْنِ عَمْرو بْنِ الحَارِث أَبُو النَّضْرِ الكَلْبِيُّ، المُفَسِّرُ، وَكَانَ أَيْضاً رَأْساً فِي الأَنسَابِ، إِلاَّ أَنَّهُ شِيْعِيٌّ، مَتْرُوْكُ الحَدِيْث، قَيلَ أَنَّه حَفِظَ القُرآنَ فِي سَبْعَة أَيَّام!

- قَالَ عَنْه الإِمَامُ النَّسَائِيّ: حَدَّثَ عَنْهُ ثِقَاتٌ مِن النَّاس ورَضَوْه فِي التَّفْسِير، وأَمَّا فِي الحَدِيث فَفِيِه مَنَاكِيِر.

- لَهُ (تَفْسِير الْقُرْآن الكَرِيم). قَالَ أَحمَد بْنُ زُهَيْر: قُلْتُ لِأَحْمَد بْن حَنْبَل: يَحِلّ النَّظَر فِي تَفْسِير الكَلْبِيّ؟
قَالَ: لاَ.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ أَبُو النَّضْر سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَة (146 هـــ).


الاستاذ2011 22-05-2014 10:57 AM

جزاك الله كل ما هو خير

Mr. Hatem Ahmed 22-05-2014 09:59 PM

وجزاكَ بمثله أخي الفاضل

Mr. Hatem Ahmed 24-05-2014 10:32 AM

(10) مُـقَـاتِـــــلُ بـْــنُ سُـلَـيْـمَـــــــانَ

هُـــــوَ: مُقَاتِلُ بنُ سُلَيْمَانَ البَلْخِيُّ أَبُو الحَسَنِ، مِن أَعْلاَمِ المُفَسِّرِين، عَلَى ضَعْفِهِ فِي الحَدِيث.

أَصْلُهُ مِن مِدِينَة بَلْخٍ بِخُرَاسَان، ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى البَصْرَة، ودَخَلَ بَغْدَادَ فَحدَّثَ بِهَا.


أَشْهَــر مُصَنَّفَاتِـــهِ: (التَّفْسِير الكَبِير) و (نَوَادِر التَّفْسِير) و (النَّاسِخ والمَنْسُوخ) و (الْآيَات المُتَشَابِهَات) و (الوُجُوه والنَّظَائِر فِي القُرآن الكَرِيم) و (القِرَاآت).

وَفـاتُـــــهُ: مَاتَ مُقَاتِل بِالبَصْرَة سَنَةَ خَمْسِيْنَ ومِائَة (150 هــ).


Mr. Hatem Ahmed 25-05-2014 12:50 AM


(11) ابْـــنُ أَبِـــي ثَـعْـلَـبَـــــةَ الـبَـصْـــــــرِيُّ

هُـــــوَ: يَحْيَى بنُ سَلاَّمِ بنِ أَبِي ثَعْلَبَةَ أَبُو زَكَرِيَّا القَيْرَوَانِيُّ ثُمَّ البَصْرِيُّ، الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، نَزِيْلُ المَغْرِبِ بِإِفْرِيْقِيَةَ.

أَخَذَ القِرَاءاتِ عَنْ أَصْحَابِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ، وجَمَعَ، وصَنَّفَ، وأَفَادَ.


أَشْهَــر مُؤَلَّفَاتِـــهِ: (تَفْسِيِر القُرْآن الكَرِيم) وهُوَ مُصَنَّف فَخْمٌ، لَيْسَ لأَحَدٍ مِنَ المُتَقَدِّمِيْنَ مِثْلَهُ؛ و (الجَامِعَ).

مَـوْلِـــدُهُ: وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وعِشْرِيْنَ ومِائَة (124 هــ).

وكَانَ ثِقَةً، ثَبْتاً، عَالِماً بِالكِتَابِ والسُّنَّةِ، ولَهُ مَعْرِفَةٌ بِاللُّغَةِ والعَرَبِيَّةِ.


وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ يَحْيَى بِمِصْرَ ،بَعْدَ أَنْ حَجَّ، فِي صَفَرٍ سَنَةَ مائَتَيْن (200 هــ)، وقَد بَلَغَ سِتًّا وسَبْعِينَ سَنَة (76)؛ رَحِمَهُ اللهُ.


Mr. Hatem Ahmed 31-05-2014 12:32 AM


(12) الـــتُّـــسْـــتَــــــــــــرِيُّ

هُــــــوَ: سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُوْنُسَ بْن عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ رُفَيْعٍ، أَبُو مُحَمَّدٍ. الإمام المُفَسِّرُ، الزَّاهِدُ العَابِدُ، شَيْخُ العَارِفِيْنَ

مَـوْلِـــدُهُ: وُلِدَ سَنَةَ مِائَتَيْن (200 هــ).

أَشْهُر مُصَنَّفَاتِــهِ: (تَفْسِيرُ القُرآنِ العَظِيم) و (نَظْمُ الدُّرَر فِي تَنَاسُب الآيَاتِ والسِّوَر) و (فَهْمُ القُرآنِ) و(مَوَاعِظُ العَارِفِينَ) و (الغَايَة لِأَهْلِ النِّهَايَة).

مِنْ كَلاَمِــهِ:

-
قَــالَ: لاَ مُعِيْنَ إِلاَّ اللهُ، وَلاَ دَلِيْلَ إِلاَّ رَسُوْلُ اللهِ، وَلاَ زَادَ إِلاَّ التَّقْوَى، وَلاَ عَمَلَ إِلاَّ الصَّبْرُ عَلَيْهِ.

-
وقَالَ: أُصُوْلُنَا سِتَّـةٌ: التَّمَسُّكُ بِالقُرْآنِ، وَالاقتِدَاءُ بِالسُّنَّةِ، وَأَكلُ الحَلاَلِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَاجتِنَابُ الآثَامِ، وَالتَّوبَةُ، وَأَدَاءُ الحُقُوْقِ.

-
وقَالَ: مَنْ أَرَادَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ فَلْيَكْتُبِ الحَدِيْثَ، فَإِنَّ فِيْهِ مَنْفَعَةَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.

-
وقَالَ: مَنْ تَكَلَّمَ فِيمَا لاَ يَعْنِيْهِ حُرِمَ الصِّدْقَ، وَمَنْ اشتَغَلَ بِالفُضُوْلِ حُرِمَ الوَرَعَ، وَمَنْ ظَنَّ ظَنَّ السَّوْءِ حُرِمَ اليَقِيْنَ، وَمَنْ حُرِمَ هَذِهِ الثَّلاَثَة هَلَكَ.

-
وقَالَ: مِن أَخلاَقِ الصِّدِّيْقِينَ أَنْ لاَ يَحْلِفُوا بِاللهِ، وَأَنَّ لاَ يَغْتَابُوا، وَلاَ يُغْتَابَ عِنْدَهُم، وَأَنَّ لاَ يَشْبَعُوا، وَإِذَا وَعَدُوا لَمْ يُخْلِفُوا، وَلاَ يَمْزَحُوْنَ أَصلاً.

-
وقَالَ: الجَاهِلُ مَيِّتٌ، وَالنَّاسِي نَائِمٌ، وَالعَاصِي سَكْرَانُ، وَالمُصِرُّ هَالِكٌ.

-
وقَالَ: الجُوْعُ سِرُّ اللهِ فِي أَرْضِهِ، لاَ يُودِعُهُ عِنْدَ مَنْ يُذِيْعُهُ.

وَفَاتُـــهُ: تُوُفِّيَ سَهْلٌ بْالْبَصْرَةِ فِي المُحَرَّمِ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وثَمَانِيْنَ ومِائَتَيْنِ (283 هــ)، وقَد عَاشَ ثَلاَثاً وثَمَانِينَ سَنَةً (83)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.


Mr. Hatem Ahmed 03-06-2014 12:43 AM


(13) أَبُـــــو بَـــــكْـــــــــرٍ الـــنَّــــقَّـــــــــاش

هُـــــــوَ: مُحَمَّدُ بْنُ الحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ بْنِ هَارُونَ بْن جَعْفَر المَوْصِلِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ. العَلاَّمَةُ، المفسِّرُ، شَيْخُ القُرَّاءِ، عَلَى ضَعْفٍ فِيهِ فِي الحَدِيثِ

مَــوْلِـــدُهُ: وُلِدَ أُبَو بَكْرٍ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ (266 هــ).

وكَانَ طَلاَبَةً لِلْعِلِمِ؛ طَافَ الأَمْصَارَ وتَجَوَّلَ فِي البُلْدَانِ فِي طَلَبِهِ وتَحصِيلِهِ، وطَالَ عُمُرُه، فَانْفَرَدَ بِالإِمَامَةِ فِي صِنَاعَتِهِ، مَعَ وَرَعِهِ وعِبَادَتِهِ وبَرَاعَةِ فَهْمِهِ وحُسْنِ اِطِّلاَعِهِ واِتِّسَاعِ مَعرِفَتِهِ، وصَنَّفَ المُصَنَّفَاتِ فَي التَّفْسِيرِ والقِرَاءَاتِ وغَيْرِ ذَلِك.


أَشْـهَـــر مُـصَـنَّـفَـاتِـــــهِ: (شِفَاءُ الصُّدُورِ) وهُوَ كِتَاب كَبِيْر فِي التَّفْسِيْرِ يَقْعُ فِي أَرْبَعِيْنَ مُجَلَّداً، إِلاَّ أَنَّ فِيهِ أَحَادِيثٌ مَوْضُوعَةٌ كَثِيرَة، كَذَا حَقَّقَهُ العُلَمَاءِ. وكتَاب (الإِشَارَة فِي غَرِيْبِ القُرْآن) و (القِرَاءات) و (المَنَاسِك) و (دَلاَئِلُ النُّبُوَّة) و(المُعجَمُ الكَبِير) فِي أَسْمَاءِ القُرَّاءِ وقِرَاآتِهِم.

- قَالَ عَنْهُ الخَطِيبُ البَغْدَادِيُّ: كَانَ عَالِماً بِحُرُوفِ القُرآنِ، حَافِظاً لِلْتَّفْسِيرِ.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ وهُوَ يُرَدِّد قَوْلَ اللهِ تَعَالَى: {لِمثْل هَذَا فَلْيَعْمَلِ العَامِلُوْنَ}، وذَلِكَ فِي شَهْرِ شَوَّال سنَةَ إِحْدَى وخَمْسِيْنَ وثَلاَثِ مِائَةٍ (351 هــ)، ولَهُ خَمْسٌ وثَمَانُونَ سَنَة (85)؛ رَحِمَهُ اللهُ.


Mr. Hatem Ahmed 04-06-2014 11:53 PM


(14) أَبُـــو سَـــهْـــــــلٍ الـــصُّـــعـــــلُـــــــــوْكِـــــــــــــيُّ

هُـــــــوَ: مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ هَارُوْنَ الحَنَفِيُّ العِجْلِيُّ الصُّعْلُوْكِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، الشَّافِعِيُّ المَذْهَب. الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ المُفِسِّرُ، اللُّغَوِيُّ الأَرِيبُ، شَيْخُ خُرَاسَانَ ومُفْتِيهَا

مَـوْلِـــــدُهُ: وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ (296 هــ)

- قَالَ عَنْهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِم: هُوَ حَبْرُ زَمَانِهِ، وفَقِيهُ أَصْحَابِهِ وأَقْرَانِهِ، وهُوَ مَعَ ذَلِكَ أَديبٌ، شَاعِرٌ، نَحْوِيٌّ.

- وقَالَ الفَقِيْهُ أَبُو بَكْرٍ الصَّيْرَفِيُّ: لَمْ يَرَ أَهْلُ خُرَاسَانَ مِثْلَ أَبِي سَهْل.

وَفَـاتُـــهُ: مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ تِسْعٍ وسِتِّيْنَ وثَلاَثِ مِائَة (369 هــ).


Mr. Hatem Ahmed 13-06-2014 12:57 AM


(15) أَبُـــــو الـلَّـــيْـــــــثِ الـــسَّـــمَـــــــرْقَــــنْـــــــــدِيُّ

هُـــــــوَ: نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيْم السَّمَرْقَنْدِيُّ،الحَنَفِيُّ المَذْهَبِ. الإِمَامُ، الفَقِيْهُ، المُحَدِّثُ، المُفَسِّرُ، الوَاعِظُ

أَشْهَـر تَـصَـانِـيفِـــهِ: (تَفْسِيرُ القُرآن) و (تَفْسِيرُ جُزْءِ "عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ") و (شَرحُ الجَامِعِ الصَّغِير) و (المُقَدِّمَة) كِلاَهُمَا فِي الفِقْهِ، و (بُسْتَانُ العَارِفِينَ) و (تَنْبِيهُ الغَافِلِينَ) كِلاَهُمَا فِي الَموَاعِظ، و (فَضَائِلُ رَمَضَان).

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وسَبْعِيْنَ وثَلاَثِ مِائَـة (375 هــ).


Mr. Hatem Ahmed 20-06-2014 12:46 AM


(16) ابْـــنُ أَبِـــــي زَمَـــنِـــيْـــــــن

هُـــــــوَ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيْسَى بْنِ مُحَمَّدٍ المُرِّيُّ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الأَنْدَلُسِيُّ، المَالِكِيُّ المَذْهَب. الإِمَامُ الزَّاهِدُ، شَيْخُ قُرْطُبَـةَ

مَـوْلِـــدُهُ: وُلِدَ فِي سَنَةِ أَربَعٍ وعِشْرِيْنَ وثَلاَثِ مِائَـة (324 هــ).

مِن أَشْهَــرِ مُصَنَّفَاتِـــهِ: (تَفْسِيرُ القُرآن) و (أُصُوْل السُّنَّة) و (مُنْتَخب الأَحكَام) و (آدَابُ الإِسْلاَم) و (الوَثَائِق) و (حَيَاة القُلُوب).

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَة تِسْعٍ وتِسْعِيْنَ وثَلاَثِ مِائَـة (399 هـــ)، ولَهُ خُمْسٌ وسَبْعُونَ سَنَة (75).


Mr. Hatem Ahmed 25-06-2014 03:16 PM


(17) ابْـــنُ حَـــبِـــــيْـــــــــبٍ الــنَّـــيْـــسَـــــــابُـــــــــــــــوْرِيُّ

هُـــــــوَ: الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَن بنِ حَبِيْبٍ بْن أَيُّوْبَ، أَبُو القَاسِمِ النَّيْسَابُوْرِيُّ. العَلاَّمَةُ، المُفَسِّرُ، الوَاعِظُ

مِن أَشْهَـر تَصَانِيفِـــهِ: (التَّنْزِيل وتَرتِيبه) و (عُقَلاَء المَجَانِين) و (الطِّب النَّبَوِي).

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ وأَربَعِ مِائَة (406 هــ).


Mr. Hatem Ahmed 27-06-2014 04:45 PM


(18) ابْـــــنُ فُـــــــــــــــــــــوْرَك

هُـــــــوَ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ الأَصْبَهَانِيُّ. الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، الفَقِيهُ، المُفَسِّرُ، الأَدِيْبُ، الوَاعِظُ؛ الشَّافِعِيُّ المَذْهَبِ

أَقَامَ أَوَّلاً بِالعِرَاقِ فَأَخَذَ العِلْمَ عَن مَشَايِخِهَا؛ ثَمُّ تَوَجَّهَ إِلَى نَيْسَابُورَ فَبَنَى لَهُ أَمِيرُهَا دَاراً ومَدرَسَةً، فَنَشَرَ بِهَا عِلْمُهُ الغَزِير، وتَخَرَّجَ بِهِ جَمَاعَةٌ مِن العُلَمَاءِ.


بَلَغَت مُصَنَّفَاتُــهُ قَرِيْباً مِنْ مِائَةِ مُصَنَّف؛ مِنْهَا: (تَفْسِير القُرآن) و (الآيَات المُتَشَابِهَات) و (غَرِيب القُرآن) و (تَأْوِيل مُشْكِل الحَدِيث) و (شَرح غَرِيب الحَدِيث) و (النِّظَامِي) فِي أُصُولِ الدِّينِ، و (الحُدُود فِي الأُصُول) و (اعْتِقَاد الْمُوَحِّدين) و (دَقَائِق الأَسْرَار).

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ ابْنُ فُوْرَك سَنَةَ سِتٍّ وأَربَعِمَائَةٍ (406 هــ)؛ رَحِمَهُ اللهُ.


Mr. Hatem Ahmed 06-07-2014 12:14 AM


(19) الـــثَّــــعــْــــلَـــــــبِـــــــــــيُّ

هُـــــــوَ: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ النَّيْسَابُوْرِيُّ، أَبُو إِسْحَاقَ
الثَّعْلَبِيّ. الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، شَيْخُ التَّفْسِيْر

كَانَ أَوْحَدَ زَمَانِهِ فِي عِلْمِ القُرآنِ؛ حَافِظاً كَبِيراً لِلْحَدِيثِ، صَادِقاً مُوَثَّقاً، بَصِيْراً بِالعَرَبِيَّة، طَوِيْلَ البَاعِ فِي الوَعظِ، ومِن أَوْعِيَة العِلْم.


قَالَ عَنْهُ ابْنُ كَثِيرٍ: "الثَّعْلَبِيّ: كَانَ كَثِيرَ الحَدِيثِ، وَاسِعَ السَّمَاعِ، ولِهَذَا يُوجَد فِي كُتُبِهِ مِن الغَرَائِبِ شَيءٌ كَثِيرٌ".

مِن أَشْهَـر تَصَانِيفِــهِ: (الكَشْف والبَيَان فِي تَفْسِيرِ القُرآنِ)؛ قَالَ ابْنُ الجَوْزِيُّ عَن تَفْسِيرِهِ هَذَا: "لَيْسَ فِيهِ مَا يُعَابُ بِهِ، إِلاَّ مَا ضَمَّنَهُ مِن الأَحَادِيثِ الوَاهِيَةِ الَّتِي هِيَ فِي الضَّعفِ مُتَنَاهِيَة، خُصُوصاً فِي أَوَائِلِ السُّوَرِ".

ولَهُ أَيْضاً كِتَاب (عَرَائِس المَجَالِس) فِي قَصَصِ الأَنْبِيَاءِ؛ وفِيهِ كَثِيرٌ مِن الاِسْرَائِيلِيَّاتِ والاَخَبْارِ البَاطِلَةِ والغَرَائِب.


وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ فِي شَهْرِ مُحَرَّمٍ، سَنَةَ سَبْعٍ وعِشْرِيْنَ وأَربَعِ مِائَةٍ (427 هــ).


Mr. Hatem Ahmed 10-07-2014 05:25 AM



(20) مَـــكِّـــــــيُّ بْـــنُ أَبِـــي طَـــالِــــــبٍ

هُـــــــوَ: مَكِّيُّ بْنُ حَمُّوْشِ بْنِ مُحَمَّدٍ بْنِ مُختَارٍ القَيْسِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ القَيْرَوَانِيُّ، ثُمَّ القُرطُبِيُّ. المُقْرِئُ العَلاَّمَةُ، المُفَسِّرُ الفَهَّامَةُ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ الغَزِيرَةِ المُفِيدَةِ؛ لَهُ ثَمَانُونَ مُصَنَّفاً.

مَـوْلِـــــدُهُ: وُلِدَ بِالقَيْرَوَان سَنَة خَمْسٍ وخَمْسِيْنَ وثَلاَثِ مِائَةٍ (355 هــ).

وسَافرَ إِلَى مِصرَ ولَهُ ثلاَثُ عَشْرَةَ سَنَةً فِي طَلَبِ العِلْمِ وتَحصِيلِهِ، فَأَخَذَهُ مِن أَبِي عَدِيِّ ابْنِ الإِمَام، وَأَبِي الطَّيِّبِ بنِ غَلْبُوْنَ؛ وغَيْرِهِمَا.


ثُمَّ سَافرَ إِلَى الأَنْدَلُس، وأَقرَأَ بِجَامعِ قُرطُبَة، وعَظُمَ اسْمُهُ، وَبَعُدَ صِيْتُه وانْتَشَرَ عِلْمُهُ بِهَا. وكَانَ خَيِّراً مُتَدَيِّناً، مَشْهُوراً بِإِجَابَة الدَّعوَة، دَعَا عَلَى رَجُلٍ كَانَ يُؤذِيهِ، ويَسْخَر بِهِ إِذَا خَطبَ، فَزَمِنَ الرَّجُلُ.

مِن أَشْهَـر تَصَانِيفِــهِ: (الهِدَايَة إِلَى بُلُوغ النِّهَايَة) فِي مَعَانِي القُرآنِ وتَفْسِيرِهِ؛ و (مُشْكِل إِعرَابِ القُرآنِ) و (الإِيضَاح لِلْنَاسِخ والمَنْسُوخ) و (الكَشْف عِن وُجُوه القِرَاآتِ) و (المُوجَز فِي القِرَاآتِ) و (الإِبَانَة فِي القِرَاآتِ) و (التَّبْصرَة فِي القِرَاآتِ السَّبْعِ) و (المُنْتَقَى) و (الإِيجَاز) و (الرِّعَايَة لِتَجْوِيدِ التِّلاَوَةِ) و (شَرح كَلاّ وبَلَى ونَعَم).

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ وثَلاَثِينَ وأَربَعِ مِائَةٍ (437 هــ)، وقَد بَلَغَ اثْنَتَيْن وثَمَانِينَ سَنَةً (82)؛ رَحِمَهُ اللهُ.


Mr. Hatem Ahmed 23-07-2014 08:40 AM


(21) ابْـــنُ أَبِـــــي الـــطَّـــيِّـــــبِ الـــنَّـــيْـــسَـــــابُـــــــــوْرِيُّ

هُـــــــوَ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي الطَّيْبِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَحمَدَ أَبُو الحَسَنِ النَّيْسَابُوْرِيُّ. الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، المُفَسِّرُ الأَوْحَدُ

كَانَ آيَةً فِي الحِفْظِ، مَعَ الوَرَع والعِبَادَة والتَّأَلُّه.


مِن أَشْهَـر تَصَانِيفِــهِ: (التَّفْسِير الكَبِير) فِي ثَلاَثِيْنَ مُجَلَّداً، و (التَّفْسِير الأَوْسَط) فِي أَحَد عَشَر مُجَلَّداً، و (التَّفْسِير الصَّغِير) فِي ثَلاَث مُجَلَّدَات. وأَمْلَى كُلَّ هَذِهِ الكُتُبِ مِنْ حِفْظِهِ!!

وَفَـاتُـــــهُ: تُوُفِّيَ فِي شَوَّال سَنَةَ ثَمَانٍ وخَمْسِيْنَ وأَربَعِ مِائَة (458 هـ)؛ رَحِمَهُ اللهُ.


Mr. Hatem Ahmed 27-08-2014 12:44 AM


(22) أَبُـــو جَـــعْـــفَـــرٍ الـــطُّـــوْسِــــيُّ

هُـــــــوَ: مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ الطُّوْسِيُّ. شَيْخُ الشِّيْعَةِ، وصَاحِبُ التَّصَانِيْفِ الكَثِيرَةِ

- قَدِمَ بَغْدَاد، وأَقَامَ بِهَا أَربَعِينَ سَنَةً، ثُمَّ رَحَلَ إَلَى الكُوْفَةِ، وأَقَامَ بِهَا ليُفَقِّه أَهْلَهَا.

- وقَد أَعرَضَ عَنْهُ الأَئِمَّةُ وتَكَلَّمُوا فِيهِ لِبِدعَتِهِ، ومَا ظَهَر عَنْهُ مِنَ التنقُّص بِالسَّلَفِ؛ وقَد أُحرِقَت كُتُبه عِدَّة مَرَّاتٍ.

- وكَانَ فَقِيهاً فَطِناً؛ غَيْرَ أَنَّهُ رَدِيئ المَذِهَبِ فِي التَّشَيُّعِ.

- وَكَانَ يُعَدُّ مِنَ الأَذكيَاءِ لاَ الأَزكيَاء!


مِن أَشْهَـر كُـتُـبِـــهِ: (التِّبْيَان الجَامِع لِعُلُومِ القُرآنِ) تَفْسِير كَبِير؛ و (المَبْسُوط) و (تَهْذِيب الأَحكَام) و (الإِيْجَاز) و (الاِقْتِصَاد) فِي العَقَائِد والعِبَادَات.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ سِتِّيْنَ وأَربَعِ مِائَة (460 هــ).



Mr. Hatem Ahmed 28-08-2014 06:43 PM


(23) الــقُــــشَـــــيْـــــــــــرِيُّ

هُـــــــوَ: عَبْدُ الكَرِيْمِ بْنُ هَوَازِنَ بْنِ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ طَلْحَةَ، أَبُو القَاسِمِ القُشَيْرِيُّ، الخُرَاسَانِيُّ، النَّيْسَابُوْرِيُّ، الشَّافِعِيُّ المَذْهَب. الإِمَامُ المُفَسِّرُ، الزَّاهِدُ العَابِدُ، القُدوَةُ

مَـوْلِـــــدُهُ: وُلِدَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ خَمْسٍ وسَبْعِيْنَ وثَلاَثِ مَائَة (375 هــ).

- وكَانَ عَلاَّمَةً فِي الفِقْهِ والتَّفْسِيْر والحَدِيْث والأَدَبِ والشِّعرِ.

- وكَانَ عَدِيمَ النَّظِيرِ فِي السُّلُوكِ والتَّذكِيرِ، لَطِيفَ العِبَارَة، طَيِّبَ الأَخلاَقِ، غَوَّاصاً عَلَى المَعَانِي.

أَشْهَــــرُ تَصَانِيفِـــهِ: (التَّفْسِيْر الكَبِيْر) و (الرِّسَالَة) و(نَحو القُلُوب) و (لطَائِف الإِشَارَات) و (الجَوَاهِر) و (أَحكَام السَّمَاع) و (عُيُون الأَجوبَة فِي فُنُوْن الأَسولَة) و (المنَاجَاة) و (المُنْتَهَى فِي نَكت أُوْلِي النُّهَى) و (فَصْل الخِطَاب فِي فَضل النُّطْق المُسْتطَاب).

قَـــالُــــــواْ عَــنْــــهُ:

- قَالَ أَبُو الحَسَنِ البَاخَرزِيُّ: كَانَ مَاهِراً فِي التَّكلّم؛ كَلِمَاتُهُ لِلمُسْتفِيدين فَرَائِد، وعَتبَات مِنْبَره لِلعَارِفِيْن وَسَائِد، لَو قَرَعَ الصَّخْرَ بِسَوْطِ تَحذِيرهِ، لذَاب، وَلَوْ رُبِطَ إِبْلِيسُ فِي مَجْلِسِهِ، لَتَاب!

- وقَالَ أَبُو سَعدٍ السَّمْعَانِيُّ: لَم يَرَ الأُسْتَاذ أَبُو القَاسِمِ مِثْلَ نَفْسِهِ فِي كَمَاله وَبرَاعته.

- وقَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً، وَكَانَ حَسَنَ الوَعظِ، مَليحَ الإِشَارَةِ.

وَفَـاتُـــــهُ: تُوُفِّيَ القُشَيْرِيُّ صَبِيْحَةَ يَوْمِ الأَحَد، السَّادِس والعِشْرِيْنَ مِنْ ربيعٍ الآخَر، سَنَة خَمْسٍ وسِتِّيْنَ وأَربَعِ مَائَةٍ (465 هــ)؛ وقَد عَاشَ تِسْعِيْنَ سَنَةً.


Mr. Hatem Ahmed 30-08-2014 01:06 AM


(24) الـــــوَاحِــــــــــــدِيُّ

هُـــــــوَ: عَلِيُّ بْنُ أَحمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الوَاحِدِيُّ، أَبُو الحَسَن، الشَافِعِيُّ المَذْهَبِ. الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، المُفَسِّرُ الفَهَّامَةُ، أُسْتَاذُ عَصرِهِ في التَّفْسِيرِ والنَّحوِ؛ وإِمَامُ عُلَمَاءِ التَّأْوِيلِ

- أَنْفَقَ صِبَاهُ وأَيَّامَ شَبَابِهِ فِي تَحصِيلِ العِلْمِ، فَأَتقَنَ الأُصُولَ عَلَى الأَئِمَّةِ، وطَافَ عَلَى أَعلاَمِ الأُمَّةِ.

- ولاَزَمَ مَجَالِسَ الثَّعلَبِيِّ فِي تَحصِيلِ التَّفْسِيرِ.

- ثُمَّ جَلَسَ لِلافَادَةِ والتَّدرِيسِ سِنِين، وتَخَرَّجَ بِهِ طَائِفَةٌ مِن الأَئِمَّةِ، سَمِعُوا مِنْهُ وقَرَأوا عَلَيْهِ وبَلَغُوا مَحَلَّ الاِفَادَةِ.

- وكَانَ فَقِيهاً أَدِيباً حَافِظاً لِلْحَدِيثِ بَارِعاً فِي التَّأوِيلِ.

- أَجمَعُوا عَلَى إِمَامَتِهِ وجَلاَلَتِهِ وعِلْمِهِ.

مِـن أَشْـهَـــرِ تَـصَـانِـيـفِـــهِ: (البَسِيط) و (الوَسِيط) و (الوَجِيز) كُلُّهَا فِي التَّفْسِير؛ و (أَسْبَاب النُّزُول) و (تَفْسِير النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) و (نَفْي التَّحرِيفِ عِن القُرآنِ الشَّرِيفِ) و (شَرح أَسْمَاء اللهِ الحُسنَى) و (شَرح دِيوَانِ المُتَنَبِي) و (الدَّعَوَات) و (المَغَازِي) و (الإِغْرَاب فِي الإِعرَابِ).

وَفَــاتُـــــهُ
: تُوُفِّيَ بِنَيْسَابُورَ فِي جُمَادَى الآخِرَة، سَنَةَ ثَمَان وسِتِّينَ وأَربَعِمِائَةٍ (468 هـــ).



Mr. Hatem Ahmed 01-09-2014 12:48 AM


(25) شَـــاهْـــفُـــــــوْر

هُـــــوَ: طَاهِرُ بنُ مُحَمَّدٍ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، أَبُو المُظَفَّرِ؛ الشَّافِعِيُّ المَذْهَبِ. الإِمَام العَلاَّمَةُ، الفَقِيه المُفَسّر، المُفْتِي.

أَشْـهَـــرُ تَـصَـانِـيـفِـــهِ: (التَّفْسِير الكَبِير) و (التَّبْصِير فِي الدِّينِ وتَمْييزِ الفِرقَةِ النَّاجِيَة عَن الفِرَق الهَالِكِين).

وَفَـاتُـــهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحدَى وسَبْعِيْنَ وأَربَعِ مَائَةٍ (471 هــ).

Mr. Hatem Ahmed 12-10-2014 01:07 AM


(26) الــقَـــاضِـــــي الــرَّئِـــيـــــــس

هُـــــوَ
: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَحْمَدَ النَّسَوِيُّ،أَبُو عَمْرٍو الشَّافِعِيُّ المَذْهَبِ. المُفَسِّرُ العَلاَّمَةُ، أَقضَى القُضَاةِ، الإِمَامُ المُعَمَّرُ؛ ومِنْ أَكَابِرِ أَهْلِ عَصْرِهِ فَضْلاً، وَحِشْمَةً ونِعمَةً، وقَبُولاً عِنْدَ المُلُوكِ والسَّلاطِينِ

مَــوْلِــدُهُ: وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وسَبْعِينَ وثَلاَثِمَائَةٍ (378 هــ).

وكَانَ مُحَدِّثاً لُغَوِيّاً أَدِيباً فَقِيهاً مُفْتِيَاً شَاعِراً.

ورَحَلَ فِي تَحصِيلِ العِلْمِ...، فَذَهَبَ إِلَى مَكَّةَ ومِصْرَ ودِمَشْق والعِرَاق والشَّامَ، فَنَهَلَ مِن عُلَمَائِهَا؛، فَكَانَ مِمْنَ أَخَذَ مِنْهُم:

أَبِي إِسْحَاقَ الإِسفرَايينِيّ

أَبِي بَكْرٍ الحِيْرِيَّ.
أَبِي ذَرٍّ الهَرَوِيّ.
أَبِي بَكْرٍ الْعَسْقَلانِيِّ.
ابْنِ نَظيف الفَرَّاءِ.
أَبِي الحَسَنِ بنَ السِّمْسَار.
مُحَمَّدِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ أَخْطَلَ.

وتَخَرَّجَ بِهِ جَمَاعَةٌ مِن العُلَمَاءِ؛ مِنْهُم:

أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الفَرَاوِيُّ.
وأَبُو المُظَفَّر ابْن القُشَيْرِيُّ.
وإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ المُؤَذِّنُ.
وعَبْدُ الغَافِرِ الفَارِسِيُّ؛، وغَيْرُهُم الكَثِير.

وَلِيَ أَبُو عَمْرٍو قَضَاءَ خُوَارَزْم، فَكَانَ حَسَنَ السِّيرَة فِيهِ مَرضِيّ الطَّرِيقَة، وكَانَ لاَ يَأْخذُهُ فِي الله لُوْمَةُ لاَئِم.

وصَنَّفَ كُتُباً فِي التَّفْسِيرِ والفِقْهِ والتَّارِيخِ؛ غَيْرَ أَنَّي لَم أَظْفِر لَه بِكِتَابٍ مِن مُؤْلِّفَاتِهِ هَذِهِ؛، فَلَعَلَّهَا مِن المَفْقُودَاتِ.

وَفَــاتُـــــهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وسَبْعِيْنَ وأَربَعِ مِائَةٍ (478 هــ)، ولَهُ مِائَةُ سَنَةً.


Mr. Hatem Ahmed 17-10-2014 11:23 PM


(27) ابْـــنُ بُــنْــــدَار الــقَـــزْوِيـــنـــــِيُّ


هُـــــوَ: عَبْدُ السَّلاَم بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ بُنْدَار، أَبُو يُوسُف القَزْوينيّ. المُفَسِّرُ العَلاَّمَةُ؛ كَانَ أَحَدَ المُعَمَّرِينَ والفُضَلاَءِ المُقَدَّمِينَ، فَصِيحَ العِبَارَةِ، حُلْو الإِشَارَةِ، يَحفْظُ غَرَائِبَ الحِكَايَاتِ والأَخَبْارِ؛ وكَانَ دَاعِيَةً إِلَى الاِعتِزَالِ، يَفْتَخِرُ بِهِ. سَامَحَهُ اللهُ

مَــوْلِـــدُهُ: وُلِدَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وتِسْعِينَ وثَلاَثِ مِائَةٍ (392 هــ).

أَشْهَــــرُ تَصَانِيفِـــهِ: (التَّفْسِيْر الكَبِيْر)، يَقَعُ فِي سَبْعِ مِائَةِ مُجَلَّدٍ؛ لَم يُرَ فِي التَّفَاسِيرِ كِتَابٌ أَكْبَر مِنْهُ، ولاَ أَجمَعَ لِلفَوَائِد، لَوْلاَ أَنَّهُ مَزَجَهُ بِالعَجَائِبِ وبِكَلاَمِ المُعتَزِلَة، وبَثَّ فِيهِ مُعْتَقَدَه الرَّدِيئ؛ ومَا اتَّبَعَ نَهْجَ السَّلَفِ فِيمَا صَنَّفَهُ مِن الوُقُوفِ عَلَى مَا وَرَدَ فِي الكِتَابِ والسُّنَّةِ والتَّصْدِيقِ بِهِمَا.

وَفَــاتُـــــهُ: مَاتَ بِبَغْدَاد، فِي شَهْر ِذِي القِعدَةِ، سَنَةَ ثَمَانٍ وثَمَانِينَ وأَربَعمِائَةٍ (488 هــ)؛ وقَد عَاشَ سِتًّا وتِسْعِينَ سَنَةً.

Mr. Hatem Ahmed 20-12-2014 03:46 PM


(28) أَبُـــو الـمُــظَـــفَّـــــرِ الـسَّــمْـــعَـــــانِـــــــيُّ


هُـــــوَ: مَنْصُوْرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ بنِ أَحمَدَ التَّمِيْمِيُّ، أَبُو المُظَفَّرِ السَّمْعَانِيُّ، المَرْوَزِيُّ، ثُمَّ الشَّافِعِيُّ المَذْهَبِ؛ الإِمَامُ الحَافِظُ، المُفَسِرُ العَلاَّمَةُ، الفَقِيهُ الفَهَّامَةُ، النَّحْوِيُّ الأَدِيبُ، مُفْتِي خُرَاسَان، وشَيْخُ الشَّافِعِيَّةِ فِي وَقْتِـهِ.

مَـوْلِــدُهُ: وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وعِشْرِيْنَ وأَربَعِ مِائَةٍ (426 هــ).

نَـشْــأَتُـــهُ: تَفَقَّهَ بِأَبِيْهِ عَلَى المَذْهَبِ الحَنَفِيِّ، فَصَارَ مِنْ فُحُولِ أَهْلِ النَّظَر، وأَخَذَ يُطَالِعُ كتبَ الحَدِيْث، وحَجَّ، فَرَأَىَ رَبَّ العِزَّةِ فِي المَنَامِ، فَقَالَ لَهُ: "عُد إِلَيْنَا يَا أَبَا المُظَفَّر". فَانْتبهَ، وعَلِمَ أَنَّهُ يُرِيْد مَذْهَبَ الشَّافِعِيّ، فَرَجَعَ إِلَيْهِ، وتَرَكَ طرِيقَتَه الَّتِي نَاظَرَ عَلَيْهَا ثَلاَثِيْنَ سَنَةً، وتَحَوَّلَ شَافِعيّاً، وأَظْهَرَ ذَلِكَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وسِتِّيْنَ وأَربَعِ مِائَةٍ، فَاضْطَرَب أَهْلُ مَرْو، وتَشَوَّشَ العَوَامُّ، حَتَّى وَرَدَت الكُتُب مِنَ الأَمِيْرِ بِبَلْخَ، فِي شَأْنه والتَّشدِيْدِ عَلَيْهِ، فَخَرَجَ مِنْ مَرْوَ، ورَافقه أَبُو القَاسِمِ المُوسَوِي، وطَائِفَةٌ مِنَ الأَصْحَاب، وفِي خِدمته عِدَّةٌ مِنَ الفُقَهَاء، فَصَارَ إِلَى طُوْس، وقَصَدَ نَيْسَابُوْرَ، فَاسْتقبله الأَصْحَابُ اسْتِقبالاً عَظِيْماً أَيَّامَ نِظَام المُلْكِ، وعَمِيد الحضرَة أَبِي سَعدٍ، فَأَكرمُوْهُ، وأُنْزِلَ فِي عِزٍّ وَحِشْمَةٍ، وعُقِدَ لَهُ مَجْلِسُ التَّذكير فِي مَدرسَةِ الشَّافعيَّة، وكَانَ بَحْراً فِي الوعظِ، حَافِظاً ثَبْتاً، فَظَهَرَ لَهُ القَبُولُ، واسْتَحكمَ أَمرُه فِي مَذْهَب الشَّافِعِيِّ، ثُمَّ عَادَ إِلَى مَرْوَ، ودَرَّس بِهَا فِي مَدرسَةِ الشَّافعيَة، وقَدَّمه النِّظَامُ عَلَى أَقرَانِهِ، وكَانَ شَوكاً فِي أَعْيُن المُخَالفِيْن، وحُجَّةً لأَهْلِ السّنَّة؛ فَهُوَ إِمَامُ عَصْرِهِ بِلَا مُدَافَعَةٍ، أَقَرَّ لَهُ بِذَلِكَ المُوَافِقُ والمُخَالِفُ؛ مُتَّفَقٌ عَلَى إِمَامَتِهِ وفَضْلِهِ وعِلْمِهِ.

أَشْـهَـــرُ مُـصَـنَّـفَـاتِـــهِ: كِتَابُ (تَفْسِيْر السَّمْعَانِيّ) ثَلاَثُ مُجلَّدَات، وَ (الاِصطِلامُ) وَ (القَوَاطع) فِي أُصُوْل الفِقْه، وَ (البُرْهَان)، وَ (الأَمَالِي) فِي الحَدِيْثِ، وَ (الانْتِصَار بِالأَثَر) فِي الرَّدِّ عَلَى المُخَالفِيْن، وَ (المِنْهَاج لأَهْل السُّنَّة)، وَ (القَدَر).

قَـالُــوا عَـنْـــهُ:

- قَالَ إِمَامُ الحَرَمَيْنِ: لَو كَانَ الفِقْه ثَوْباً طَاوِياً، لَكَانَ أَبُو المُظَفَّرِ السَّمْعَانِيّ طِرَازَهُ.

- وقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الصَّرِيْفِيْنِيُّ: هُوَ وَحِيدُ عَصْرِهِ فِي وَقْتِهِ فَضْلاً وطَرِيقَةً، وزُهْداً ووَرِعاً، مِنْ بَيْتِ العِلْم والزُّهْد.

- وقَالَ أَبُو عَلِيٍّ بنُ الصَّفَّارُ: إِذا نَاظرتُ أَبَا المُظفَّر، فَكَأَنِّي أُنَاظِرُ رَجُلاً مِنْ أَئِمَّةِ التَّابِعِيْنَ، مِمَّا أَرَى عَلَيْهِ مِنْ آثَارِ الصَّالِحِيْنَ.

- وقَالَ التَّاجُ السُّبْكِيُّ: الإِمَام الجَلِيلُ، العَلَم الزَّاهِد الوَرِع، أَحَدُ أَئِمَّة الدُّنْيَا.

- وقَالَ الذَّهَبِيُّ وابْنُ كَثِيرٍ وابْنُ حَجَرٍ: إِمَامٌ.

وَفَــاتُــــهُ: تُوُفِّيَ أَبُو المُظَفَّرِ يَوْمَ الجُمُعَةِ، الثَّالِثَ والعِشْرِيْنَ مِنْ رَبِيْع الأَوّل، سَنَةَ تِسْعٍ وثَمَانِيْنَ وأَربَعِ مِائَةٍ (489 هــ)، وقَد عَاشَ ثَلاَثاً وسِتِّيْنَ سَنَةً (63)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.


HishamEladl 22-12-2014 09:06 PM

معلومات قيمة :)

Mr. Hatem Ahmed 27-12-2014 03:22 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة HishamEladl (المشاركة 6074958)
معلومات قيمة :)


جزاك الله خيراً

حسام الدين جاد 12-01-2015 11:07 PM

جزاكم الله خيراًَ

Mr. Hatem Ahmed 13-01-2015 08:00 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسام الدين جاد (المشاركة 6093227)
جزاكم الله خيراًَ



بارك اللهُ فيكم

Mr. Hatem Ahmed 20-02-2015 03:05 PM


(29) ابْـــنُ كَـــرَامَـــــةَ

هُـــــوَ: المُحسِنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ كَرَامَةَ الخُشْنَامِيُّ البَيْهَقِيُّ. المُفَسِرُّ الفَاضِلُ، الأُصُولِيُّ الفَقِيهُ، المُؤَرِّخُ البَارِع

كَانَ حَنَفِيّاً، ثُمَّ مُعتَزَلِيّاً فَزَيْدِيّاً؛، سَامَحَهُ اللهُ.


مَوْلِدُهُ: وُلِدَ فِي سَنَةِ ثَلاَثِ عَشْرَةَ وأَربَعِمَائَةٍ (413 هــ).

وهُوَ شَيْخُ الزَّمَخْشَرِيِّ؛ وقَد بَسَطَ عِلْمَهُ بِنَيْسَابُورَ وغَيْرِهَا مِنَ البُلْدَانِ، واشْتَهَرَ بِصَنْعَاءِ فِي اليَمَن.


أَشْـهَـــرُ تَـصَــانِـيـفِـــهِ: (التَّهْذِيب) فِي تَفْسِيرِ القُرآنِ، يَقَعُ فِي ثَمَانِيَةِ مُجَلَّدَاتِ، وَ (تَفْسِيرَان) بِالفَارِسِيَّةِ، أَحَدُهُمَا كَبِيرٌ والآخَرَ مُخْتَصَرٌ، وَ (السَّفِينَة) فِي التَّارِيخِ، يَقَعُ فِي أَربَعَةِ مُجَلَّدَات كِبَار، وَ (تَحكِيم العُقُول) فِي الأُصُولِ، وَ (الرِّسَالَة التَّامَّة فِي نَصِيحَةِ العَامَّة)، وَ (جَلاَء الأَبْصَار) مُسْنَد فِي الحَدِيثِ.

وَفَــاتُـــهُ: مَاتَ مَقْتُولاً بِمَكَّةَ المُعَظَّمَة سَنَةَ أَربَعٍ وتِسْعِينَ وأَربَعِمَائَةٍ (494 هــ).


Mr. Hatem Ahmed 24-02-2015 03:02 PM


(30) أَبــُو دَاوُدَ الأَنْــدَلُـــسِـــــيُّ

هُــــوَ: سُلَيْمَانُ بْنُ نَجَاحٍ بْنِ أَبِي القَاسِم الأُمَوِيُّ، الأَنْدَلُسِيُّ. المُفَسِّرُ العَلاَّمَةُ، المُقْرِئُ الفَذُّ

مَــوْلِـــدُهُ: وُلِدَ فِي قُرطُبَةَ سَنَةَ ثَلاَثِ عَشْرَةَ وأَربَعِمَائَةٍ (413 هــ).

أَشْـهَـــرُ تَـصَـانِـيـفِــهِ: لَهُ تَصَانِيفٌ بَلَغَت سِتًّا وعِشْرِينَ مُصَنَّفاً، مِنْهَا: (البَيَان فِي عُلُومِ القُرآن) يَقَعُ فِي ثَلاَثِمَائَةِ جُزْءٍ، وَ (التَّبْيِين لِهِجَاء التَّنْزِيل) يَقَعُ فِي سِتِّ مُجَلَّدَاتٍ، ثُمَّ اخْتَصَرَهُ بِكَتَابِ (التَّنْزِيل فِي هِجَاء المَصَاحِفِ).

وَفَــاتُـــهُ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وتِسْعِينَ وأَربَعِمَائَةٍ (496 هــ)، ولَهُ ثَلاَثٌ وثَمَانُونَ سَنَةً (83).


prof_maher mohamed 28-02-2015 06:36 PM

جزاكم الله خيرا
ممكن بنذة عن حياة الائمة الستة مثل مولدهم وتلاميذهم واهم الكتب

Mr. Hatem Ahmed 01-03-2015 09:04 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة prof_maher mohamed (المشاركة 6129349)
جزاكم الله خيرا
ممكن نبذة عن حياة الائمة الستة مثل مولدهم وتلاميذهم واهم الكتب

إن شاء الله تعالى ستجد تراجمهم في هذا الموضوع

http://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=597162

التمس منك الصبر لحين قدوم ميعاد وفاتهم

إذا أنني أقوم بعمل التراجم طبقاً لأقدمية الوفيات

جزاك الله خيراً

وشكراً جزيلاً لمرورك الكريم

prof_maher mohamed 01-03-2015 11:58 AM

جزاك الله خيرا
ما اقصده هم الامام مسلم والبخارى وابن ماجه والترمذى والنسائى وابو داوود
وبارك الله فيكم

Mr. Hatem Ahmed 01-03-2015 01:01 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة prof_maher mohamed (المشاركة 6129711)
جزاك الله خيرا
ما اقصده هم الامام مسلم والبخارى وابن ماجه والترمذى والنسائى وابو داوود
وبارك الله فيكم


أعرف قصدك جيداً

وتراجمهم إن شاء الله ستجدها في الموضوع الذي أشرتُ إليه سابقاً تحت عنوان:

"الحفـاظ الكبـار"

وقد طالبتك بالأنتظار ريثما أصل لتاريخ وفياتهم

فآخر مَن ترجمتُ له من الحفاظ هو "هشام بن حسان" وتاريخ وفاته سنة 148 هجرية

والأئمة الستة رحمهم الله تعالى تاريخ وفاتهم كالآتي:

- البخاري 256
- مسلم 261
- ابن ماجة 273
- أبو داود 275
- الترمذي 279
- النسائي 303

فصبراً حتى أنتهي مِن تراجم مَن سبقوهم من الأئمة

وأنصحك بالمتابعة فستجد كبار الأئمة والذين -وللأسف الشديد جداً- لا يعرف عنهم الكثير من الناس شيئاً، فقد بذلوا الغالي والنفيس في تحصيل سنة النبي صلى الله عليه وسلم والذب عنها أيضاً... فجزاهم الله خيرا الجزاء

وشكراً جزيلاً لمرور حضرتك الكريم والذي أسعدني



prof_maher mohamed 01-03-2015 05:13 PM

جزاكم الله خيرا وجعله الله في ميزان حسناتك
ورزقك الله الجنة بدون حساب او سابقة عذاب

Mr. Hatem Ahmed 02-03-2015 01:59 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة prof_maher mohamed (المشاركة 6129810)
جزاكم الله خيرا وجعله الله في ميزان حسناتك
ورزقك الله الجنة بدون حساب او سابقة عذاب


ولكم مثله إن شاء الله تعالى

شرفني وأسعدني مروركم الغالي جداً

Mr. Hatem Ahmed 01-07-2015 03:19 AM


(31) الـــرَّاغِـــبُ الأَصْــفَــهَـــانـــــِيُّ

هُـــــوَ: الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المُفَضَّلِ، أَبُو القَاسِمِ الأَصْبَهَانِيُّ. الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ المَاهِرُ، المُحَقِّقُ البَاهِرُ.

أَصْلُهُ مِن أَصْفَهَانَ، وعَاشَ بِبَغْدَادَ. وكَانَ مِنَ أَئِمَّةِ أَهْلِ السُّنَّةِ؛ قَالَ السُّيُوطِيُّ: "كَانَ فِي ظَنِّي أَنَّ الرَّاغِبَ مُعتَزَلِيّ، حَتَّى رَأَيْتُ بِخَطِّ الشَّيْخِ بَدرِ الدينِ الزَّركَشِيِّ عَلَى ظَهْرِ نُسْخَةٍ مِن "القَوَاعِد الصُّغْرَى" لِابْنِ عَبْدِ السَّلامِ مَا نَصُّهُ: "ذِكْرُ الإِمَامُ فَخْرُ الدِّينِ الرَّاغِبُ مِن أَئِمَّةِ السُّنَّةِ". قَالَ السُّيُوطِيُّ: "وهِيَ فَائِدَة حَسَنَة، فِإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ يَظُنُّونَ أَنَّهُ مُعتَزَلِيّ".

أَشْــهَـــرُ كُــتُــبِـــهِ: كِتَابُ (تَحقِيق البَيَان فِي تَأْوِيل القُرآن)، و (جَامِع التَّفَاسِير)، و (دُرَّة التَّأْوِيل فِي مُتَشَابَه التَّنْزِيل)، و (المُفْرَدَات فِي غَرِيب القُرآن)، و (مُحَاضَرَات الأُدَبَاء) مُجَلَّدَان، و (الذَّرِيعَة إِلَى مَكَارِم الشَّرِيعَة)، و (الأَخْلاَق)، و (أَفَانِين البَلاَغَة).

وَفَـاتُـــهُ: تُوُفِيَّ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وخَمْسِمَائَةٍ (502 هـــ)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 07:04 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.