بوابة الثانوية العامة المصرية

يا صاحبى تقصى فى أمرى..ثم أنظرنى وأخبرنى بما ترى ؟
قلبى شذى..ثم استوى الى ضحكة كانت تحيل فصول عامى لزهور مشرقه
ثم ارتوى بماء بؤس وأسى وتحولت ضحكة الانطلاق لضحكة موت يحتضر
قلبى الشذى تعذب وتألم..ولكنه لم يطلق أبدا صرخة ألم واحده
فكان يلعق جراحه ويلملم أشلائه ليبدأ من جديد
وجاء هو..فكان جوار القلب يسكن..ورغم مرور الزمن لم يحتويه القلب ولم يكن له مسكن
فمضى الزمان علينا..نتحاور ونتخاطب وابكى على كتفه وانصت لحديثه
ورغم ذلك ظل دوما جار قلبى ولم يكن أبدا ساكنه
أرى انه يمنى نفسه لعلى أهيم به واستطيب مسك لقائه
ولكننى أخشى أن أقول بأنى لا أثق بما أرى
وأقبلت نحوى الايام والليالى..تتهادى فى قدومها
وكأنها تريد منى أن أمضى فيها عمرا لتمنحنى مما لديها من عشق وهوى
ولعل نفورى من كرمها قد ساءها..لتعود فتعلمنى درسا لم يكن الأول...ولن يكون الأخير
هو..كان معى..يمازحنى..يضاحكنى..يعاتبنى..ويستطيب عذب لقاءنا
هكذا كنت أشعر..وهكذا بدى الأمر..وهكذا كنت أتخيل
ليأتى يوم..تنتقم فيه الأيام والليالى من لا مبالاتى بها..لأدرك بأن كل ما عشته لم يكن سوى سراب..وأن كل ما قيل لم يكن سوى أكذوبه..غرضها قتلى بلا هواده
يا صاحبى أتدري بأمر..ان كنت أحيا فى الحياة فان قلبى قد قتل..والقتل كان بخنجر مغموس فى سم صنعته أكف من أنست اليه
يا صاحبى...ها قد فتحت قلبى على مصراعيه..فانظر اليه وتمعن
وقل بحق وبلا مواربه..أحى هذا القلب أم انفطر؟
أدمع هذا الذى يجرى على وجهى..أم أن الدمع رفض الانهمار لانه يبكى فى مقلتى ولا يرغب ان يراه أحد؟
أحزن هذا الذى يعتصر فؤادى..أم أن الفؤاد فر بعيدا عسى أن ينسى ما رآه على يد من كان له أنيس القلب؟
لا تخبرنى بأنى على خطأ..فلست بحاجه لأن أبرر لقلبى لما قتله من ادعى يوما بأنى كل عالمه..فقد دفنته فى محراب بنيته بكل الحسرة والألم
أتقول بانى أظلمه..وبأن جرحى له سوف يكون بلا شفاء؟!!!!
وماذا عن جرحى أنا..وماذا عن ندوبى التى اخفيها فى فؤادى..من يشفيها..من يضمد جرح نزف بشده الى أن أصاب الدماء الانهاك فتوقفت عن النزول شفقة على حالى كى لا أموت..وماذا عن ثقتى التى انتحرت فور أن أدركت من خانها؟
أحقا تريد منى أن لا أصدق ما رأته عيناى..وما فهمه عقلى..وما صرح به قلبى؟!!
ولما عليا أن أكذب عينى..واجادل عقلى..واوبخ قلبى...وقد رأيت الذنب يشتعل فى كل كلمة منه..وكل حرف..بل و كل نفس!!!
ليتنى ما عرفت وما رأيت وما فهمت..ليتنى بقيت لا أعلم..فربما يكون الأمر أقل ألما..وأهون عذابا
لا..لا تقل لي اذهبى للقائه وأنصتى لحديثه لعلى أدرك هل هو حقا مذنب؟
ولكن ماذا سوف يكون التبرير..ماذا قد يبرر الغدر والخيانه..ماذا قد يبرر الذبح والقتل..ماذا قد يبرر احتضارى وأنا لازلت على قيد الحياه..ماذا قد يبرر صدمة قلبى فيمن آمن ووثق..وماذا قد يبرر دمعى وألمى وبؤسى وانهيارى..لا شئ..لاشئ أبدا
كل ليل يبقى السهد رفيقى الاوحد..فيدفعنى لأسأل نفسى بلسان حالى.....لما آلمنى هكذا..لما جعلنى أعانى بهذا الشكل..أجزاء أنه لم يسكن قلبى أن يقتلنى..أن يذبحنى ويضعنى فى مقبره حفرها بيديه..لم تركنى انزف بعدها وأمات فى قلبى اى أمل فى أن أحب أحدا بحق؟!!!!!
وها هو يهرع الآن ليقتل أخرى ويده مخضبة بدمائى..فهل ستكون نهايتها مثل نهايتى..أم انها قد تنجو رغم كل شئ؟؟
اتشعر الآن بما أشعر..أتتألم الآن مثلما أتألم..أتعاني الآن مثلما أعانى..أتدرك الان عمق جرحى..أتلتمس العذر لى لأنى أعجز أن أصدق وأن أسامح وأن أطوى الصفحه؟!!!
إلهى..انى اشهدك بما جرى لى ومال آل اليه حالى..فساعدنى وخد بيدى..فليس لى فى الدنيا أحد سواك

كنتم مع

pitra