بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   أرشيف المنتدى (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=513)
-   -   ما هي العقيدة؟ وما هي السلفية؟ (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=193031)

خالد مسعد . 10-03-2010 09:33 PM

ما هي العقيدة؟ وما هي السلفية؟
 
اقتباس:

للحاجة الملحة في تعريف شبابنا معني السلف ومعني العقيدة
هذا مختصر مركز عن معني العقيدة والسلف حتي لا يتلبس الأمر علينا

من فضلك أقرأ بتركيز فالأمر مهم ويجب استيعابه جيدا حتي تصل للفكرة كاملة


هذا مقال لفضيلة الشيخ محمد حسين يعقوب - حفظه الله -
قال الله تعالى لأصحاب نبينا رضي الله عنهم: {فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ} [البقرة:137].

فلم يرْضَ اللهُ عز وجل إيماناً إلا على نحو يوافق إيمان هؤلاء الصفوة..
نعم، إمَّا إيمانُ الصحابةِ الذين رضىَ اللهُ عنهم وتابَ عليهِم، وإمَّا التفرُّقُ والاختلافُ والتَّشَرْذمُ [فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ] .
ففي العقيدةِ: فلابدَّ من الطلبِ على منهجِ السَّلفِ الصَّالحِ- رضوان الله عليهم – وهُم الصَّحابةُ ومن تبعهُم بإحسانِ إلى يومِ الدينِ، وقد زكَّى اللهُ فهمَهم، وأمرنَا أن نلقاهُ سبحانه بإيمانٍ كإيمانِهِم.
فلا بدَّ من دراسةِ عقيدةِ السلفِ الصحيحةِ، وفهم نصوصِ الكتابِ والسنةِ في أنواعِ التوحيدِ بفَهمِهِم، والاستقاء من علومِهِم، والنهل من منابعِهِم، وإلا فالضلالَ الضلالَ.
قال صلى الله عليه وسلم: "إنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْْكُمْ بَعْدِي فسَيَرَى اخْتلاَفًا كَثِيرًا. فَعَلَيْكُم بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاَءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيّينَ مِنْ بَعْدِي، عَضُّوا عََلَيْها بالنَّواجِذِ، وإيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالةٌ" [جزء من حديث أخرجه أبوداود (4607) ك: السنة، باب: في لزوم السنة، وصححه الألباني في"صحيح أبي داود" (3851)].
والعودة للفهم الأصيل "فَهْمِ السَّلَفِ الصَّالِحِ" أصبح اليومَ ضرورةً مُلِحَّةً؛ وذلك لجمع شتات الأمة، فتتوحد كلمتهم بتوحد الأصول، فيقل التنازع والتشاحن الذي ابتليَ به المسلمون في هذه الأيام، وكل هذا لأنَّا لم نَعِ الوصية النبوية.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلََى ثِلاثٍ وَسَبْعِنَ مِلَّةً كُلُّهم في النَّار إلا مِلَّةً وَاحِدةً. قاُلوا: وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: مَا أنا عَلَيْه وأَصْحابِي" [أخرجه الترمذي (2641) ك: الإيمان، باب: ما جاء في افتراق هذه الأمة، وقال حسن غريب، وحسنه الألباني(5343) في صحيح الجامع]. وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ}.
فقد دلـنا صلى الله عليه وسلم على الفرقة الناجية، فاحرص على النجاة – أخي في الله -، وانضمَّ إلى هذه الفرقة، واحرص في بداية التعلم أن يكون التلقي على منهج السَّلفِ الصَّالحِ، فإن لذلك أَثَراً في استِقامتِك على الطريقة، فمن صحت بدايته صحت نهايته، فأصلح نيتك عسى الله أن يصلح بك، فشتات الأمة اليوم يُفجِعُ كل قلب، فإن كان طلب العلم ضرورة، فطلبه على منهج السلَفِ ضرورتُه أشدُّ، وتأتي تلك الضرورة في الوقت الحاضر بالذات؛ لأنَّه لابدَّ للأمةِ من معالم صحيحةٍ في طريق عودتها إلى الله-عزَّ وجل-، تبيِّنُ لها المنهجَ الصحيح في فََهمِ العقيدةِ، التي هي القاعدةُ الأساسيةُ لبناءِ المجتمع الإسلامي الصحيحِ.
وما لَمْ يكن المنهج الذي يُتَّبعُ صحيحًا، فإن اليقظة الإسلامية ستنحرفُ عن مجراها السليم، ونحن نعتقد اعتقاداً جازماً أن منهج أهل السنَّةِ والجماعةِ في فَهمِ العقيدةِ الإسلامية هو المنهجُ الصحيحُ الذي يجبُ تقديمُه للأمةِ الإسلاَميةِ اليومَ، لكي تُصبح بحقٍّ أمةً مسلمةً تستحقُّ نصرَ اللهِ ورِضوانَه. وفي هذا المنهج صيانة للعقل البشري من التمزق والانحراف، وللمجتمع من الفرقةِ والضَّلال، ولم يحدث الانحراف في الأمة إلا عندما انحرفت عن هذا المنهج، وأعرضت عن وحي الله-عز وجل-إلى مناهج بشرية؛ بعضها من مُخلَّفاتِ الفلسفة اليونانية الوثنية، وبعضها من نتاج العقول المنحرفة الجاهلة بدين الله، فتفرقت الأمة إلى طوائف ومذاهب، لكل منها منهجُه،وطريقُه، وإمامُه، وأتباعُه.
وقد قيَّضَ اللهُ – عزَّ وجل – في كل فترة من فترات الضعفِ والانحرافِ علماءَ مصلِحينَ يحفظُون عقيدَة الأمة ويحرسونها، ويَرُدُّون على من خالفها أو عارضها، من صدرِ الإسلام إلى اليوم وإلى أن تقومَ الساعةُ بمشيئةِ اللهِ تعالَى.
ما هي العقيدةُ؟
العقيدةُ لغةً: من العَقْدِ والتوثيقِ والإحكامِ والَّربطِ بقوَّةِ.
واصْطلاحًا
: الإيمانُ الجازم الذي لا يتطرق إليه شك لدى مُعْتَقِدِه.
قيل
:معنى العقيدة: "هي مجموعة من قضايا الحق البديهية المسلَّمةِ بالعقل والسمع والفطرة، ويعقِدُ علَيْها الإنسان قلبه، ويثني عليها صدره، جازماً بصحتها قاطعاً بُوجوبِها وثُبوتِها، لا يَرَى خلافَها أنه يصحُّ أو يكونُ أبدًا ".
فالعقيدة الاسلامية تعني: الايمان الجازم بالله تعالى، وما يجب له من التوحيد والطاعة، وبملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر، وسائر ما ثبت من أمور الغيب، والأخبار، والقطعيات، علمية كانت أو عملية.

وإذا كنت حبيبي في الله مطالبا بعقيدةِ سلفيةٍ، فهل يا تُرى تعرفُ مَنِ السَّلفُ؟
من هم السلف، وما هي السلفية؟
السلف:
هم صدر هذه الأمة من الصحابة، والتابعين، وأئمة الهدى في القرون الثلاثة المفضلة، ويطلق على كل من اقتدى بهؤلاء وسار على نهجهم في سائر العصور: "سلفــي" نسبةً إليهم.
وقد كان يطلق عليهم في البداية "أهلُ السنَّةِ" لما كانوا هم المتبِعين لسُنَّةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، المُقتَفِين للأثرِ، فسُمُّوا: "أهل الأثرِ"، و"أهل الحديث".
ثم لما انتشرت البدع صار يطلق عليهم "أهل السنة والجماعة".
و"أهل السنة والجماعة": هُم من كان على مثل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وسُمُّوا "الجماعةَ" لأنهم الذين اجتمعوا على الحق ولم يتفرقوا في الدين، واجتمعوا على أئمة الحق؛ ولم يخرجوا عليهم، واتبعوا ما أجمعَ عليه سلف الأمة.
ولما صار من المبتدعة من ينسب نفسه إلى هذا اللقب الشريف، كان لزاماً أن يمتازُوا عن غيرهم، ومن هنا نشأ مصطلحُ "السلفيَّـةِ" نسبة إلى سلف هذه الأمة من أهل الصَّدْرِ الأول ومن اتَّبعَهم بإحسانٍ.

من أبرز قَضَايا العَقِيدةِ الّسَّلَفيَّةِ
من أهم قضايا العقيدة السلفية "مسألةُ الصِّفاتِ" فإن أكثر الخلاف فيها، وخلاصة القول فيها: أن أحاديث وآيات الصفات نُمِرُّها كما جاءتْ دونَ تَعطِيلٍ، أو تأويلٍ، أو تشبيهٍ، أو تمثيلٍ.
فنُثبتُ أن لله يداً، ولكن ليست كأيدينا، يداً تليقُ بجلاله وكماله،{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}[الشورى: 11]
ونثبت أن الله ينزلُ، ولكن لا كنُزُولنا، وإنما نزولاً يليقُ بجلالهِ وكمالهِ { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}[الشورى:11]. وهكــذا..


قواعد وأصول أهل السنة والجماعة في منهج التلقي والاستدلال

يقوم المنهج السلفي على قواعد وأصول تضبط منهج التلقي والاستدلال، فمن ذلك:
أولاً:
مصدر العقيدة هو: كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الصحيحة، وإجماع السلف الصالح.
ثانياً:
كل ما صح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجب قبوله، وإن كان خبر آحاد.
ثالثاً:
المرجع في فهم الكتاب والسنة هو النصوص المبينة لها، وفهم السلف الصالح، ومن سار على منهجهم من الأئمة، ثم ما صح من لغة العرب، لكن لا يعارض ما ثبت من ذلك بمجرد احتمالات لغوية.
رابعاً:
أصول الدين كلها، قد بينها النبي صلى الله عليه وسلم، وليس لأحد أن يحدث شيئاً زاعماً أنه من الدين بعده.
خامساً:
التسليم لله ولرسوله ظاهراً وباطناً، فلا يُعارَض شيء من الكتاب أو السنة الصحيحة بقياس، ولا ذوق، ولا كشف، ولا قول شيخ، ولا إمام، ونحو ذلك.
سادساً:
العقل الصريح موافق للنقل الصحيح، ولا يتعارض قطعياً معهما، وعند توهم التعارض يُقدَّم النقل.
سابعاً:
يجب الالتزام بالألفاظ الشرعية في العقيدة، وتجنب الألفاظ البدعية، والألفاظ المجملة المحتمِلة للخطإ والصواب يستفسر عن معناها، فما كان حقاً أُثبت بلفظه الشرعي، وما كان باطلاً رُدَّ.
ثامناً:
العصمة ثابتة للرسول صلى الله عليه وآله وسلم، والأمة في مجموعها معصومة من الاجتماع على ضلالة، وأما آحادها فلا عصمة لأحد منهم، وما اختلف فيه الأئمة وغيرهم فمرجعه إلى الكتاب والسنة، مع الاعتذار للمخطئ من مجتهدي الأمة.
تاسعاً:
في الأئمة محدّثون مُلهمون، والرؤيا الصالحة حق، وهي جزء من النبوة، والفراسة الصادقة حق، وهذه كرامات ومبشرات، بشرط موافقتها للشرع، وليست مصدراً للعقيدة ولا للتشريع.
عاشراً:
المراء في الدين مذموم، والمجادلة بالحسنى مشروعة، وما صح النهي عن الخوض فيه وَجَبَ امتثال ذلك، ويجب الإمساك بالحسنى عن الخوض فيما لا علم للمسلم به، وتفويض علم ذلك إلى عالمه سبحانه.
حادي عشر:
يجب الالتزام بمنهج الوحي في الرد، كما يجب في الاعتقاد والتقدير، فلا تُرَدُّ بدعة ببدعة، ولا يقابل التفريط بالغلو، ولا العكس.
ثاني عشر:
كل محدثة في الدين بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
اللهم اهدنا الصراط المستقيم
صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين
آمين، وصلى الله على سيد المرسلين، والحمد لله رب العالمين


Khaled Soliman 11-03-2010 12:19 PM

أحسنت أخي الحبيب بارك الله فيك

محمد محمد حجاج 27-03-2010 11:42 PM

بارك الله فيكم ولكن للأسف بعض الشباب قصروا السلفية على بعضهم البعض ممن كان له لحية وجلباب قصير _وهي سنن لابد منها_
إلا أنهم أخرجوا كثيرا من الناس من هذا المنهج القويم حتى لوخالفهم في فرع من فروع الفقه ففرقوا بين كثير من شباب الأمة
وكل هذا بحجة السلفية فالكل ينعق أنا سلفي ولايدري شيئا عن عقيدة ومنهج السلف الصالح جزاكم الله خيرا على هذا التوضيح

m.yossef 07-06-2010 08:02 PM

السلام عليكم
أنا أخوكم محمد يوسف
بعض مشايخنا بل كل علمائنا ضد المسميات فالكل يشهد أن لا إله الا الله وإن كان ولابد من التسميه ببعض الناس يظن أن السلفيه هؤلاء أناس همج وإرهاب ورجعية وتخلف ولكن ها خطأ كبير وقع فيه الكثير إنما السلفيه هى منهجها قران وسنة ولكن بفهم سلف الأمه وبفضل الله منهج السلفيه منهج معتدل وغير متشدد
تعليق على أخينا الذى كتب بأن اللحيه سنه من الممكن أن يكون قد وهك ولكن الصواب باتفاق بين أهل العلم أن اللحيه واجبه.
وجزاكم الله خيرا

Specialist hossam 01-01-2011 07:13 AM

جزاكم الله خيرا

emaad_1185 06-03-2011 05:39 AM

العقيدة هي قراءة كتب العقاد ......... والسلف تشوف فيلم سلفني 3 جنيه بتاع علي الكسار

emaad_1185 06-03-2011 05:44 AM

قصة المرأة التي سألها النبي صلى الله عليه وسلم عن : وجود الله وصدق نبوته ماذا قال عنها ؟
ـ أين الله يا أمة الله ؟
ـ نظرت المرأة للسماء وقالت : إنه في السماء .
ـ فقال لها النبي (ص) : من أنا ؟
ـ فقالت المرأة : عبد الله ورسوله
ـ فقال النبي( ص) : دعوها فإنها مؤمنة
كفانا تنطع ، وتفيقه وتحزلق باسم الدين الأمر أبسط مما تدعون

محمد أبورفيدة 19-03-2011 01:41 AM

بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك

ndeem55 07-04-2011 09:07 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة emaad_1185 (المشاركة 3188998)
العقيدة هي قراءة كتب العقاد ......... والسلف تشوف فيلم سلفني 3 جنيه بتاع علي الكسار

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة emaad_1185 (المشاركة 3189000)
قصة المرأة التي سألها النبي صلى الله عليه وسلم عن : وجود الله وصدق نبوته ماذا قال عنها ؟
ـ أين الله يا أمة الله ؟
ـ نظرت المرأة للسماء وقالت : إنه في السماء .
ـ فقال لها النبي (ص) : من أنا ؟
ـ فقالت المرأة : عبد الله ورسوله
ـ فقال النبي( ص) : دعوها فإنها مؤمنة
كفانا تنطع ، وتفيقه وتحزلق باسم الدين الأمر أبسط مما تدعون

أخي الحبيب أراك لم تقرأ ما كتبه الأخ جيدا ، وسارعت بالرد لتخرج ما في نفسك تجاه تيار معين فقط ، فقمت بالسخرية من منهج السلف في تعليقك الأول ، ولو قرأت ما كتبه لما سخرت بهذا الكلام أبدا ، لأن منهج السلف هو منهج الإسلام ذاته وليس فكر طائفة ولا جماعة ولا فكر زعيم أو أمير مطاع ، وليس هناك شخص نسقط عليه منهج السلف كله إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم رأس المنهج وقدوتنا

ثم استشهدت بحديث الجارية وهذا الحديث بطولة :قال الإمام مسلم في صحيحه (537) حدثنا أبو جعفر محمد بن الصباح، وأبو بكر بن أبي شيبة (وتقاربا في لفظ الحديث) قالا: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن حجاج الصواف، عن يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسار، عن معاوية بن الحكم السلمي؛ قال: بينا أنا أصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -. إذ عطس رجل من القوم. فقلت: "يرحمك الله" فرماني القوم بأبصارهم. فقلت: "واثكل أمياه! ما شأنكم؟ تنظرون إلي". فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم. فلما رأيتهم يصمتونني. لكني سكت. فلما صلى رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -. فبأبي هو وأمي ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه. فوالله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني.
قال: "إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس. إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن". أو كما قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -.
قلت: "يا رسول الله، إني حديث عهد بجاهلية. وقد جاء الله بالإسلام. وإن منا رجالاً يأتون الكهان".
قال: "فلا تأتهم".
قال: "ومنا رجال يتطيرون".
قال: "ذاك شيء يجدونه في صدورهم. فلا يصدنهم (قال ابن المصباح: فلا يصدنكم)".
قال قلت: "ومنا رجال يخطون".
قال: "كان نبي من الأنبياء يخط. فمن وافق خطه فذاك".
قال: "وكانت لي جارية ترعى غنماً لي قبل أحد والجوانية. فاطلعت ذات يوم فإذا الذيب [الذئب؟؟] قد ذهب بشاة من غنمها. وأنا رجل من بني آدم. آسف كما يأسفون. لكني صككتها صكة. فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فعظم ذلك علي".
قلت: "يا رسول الله أفلا أعتقها؟"
قال: "ائتني بها" فأتيته بها.
فقال لها: "أين الله؟"
قالت: "في السماء".
قال: "من أنا؟"
قالت: "أنت رسول الله".
قال: "أعتقها. فإنها مؤمنة".

==============

ترى أخي أن الحديث حجة عليك لا لك ، فلو سألتك الأن سؤالا بسيطا وقلت لك أين الله ستخطئ في الجواب كما هو حال الكثيرين ممن لم يدرسوا علوم السلف فضلا عن علماء كثر ، سيكون جوابهم ( الله في كل مكان )
وهذا الجواب غير ما أقر به الرسول على الجارية ، فإنها أشارت إلى السماء ، وهي على فطرتها الصافية ولغتها العربية الأصيلة وتفهم القرآن دون تأويل ولا تحريف النازل بلغتها ، لكننا شوهت عندنا أمور العقيدة بعدما خلطناها بالفلسفة وبعلم الكلام ، بعد دخول هذه العلوم لديار الإسلام فشوهت صفاء العقيدة البسيطة التي نطقت بها الجارية بفطرتها ، والذي تؤمن بقوله تعالى (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ * أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ) [الملك:16-17]

السيد2000 18-05-2011 01:30 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة m.yossef (المشاركة 2238896)
السلام عليكم
أنا أخوكم محمد يوسف
بعض مشايخنا بل كل علمائنا ضد المسميات فالكل يشهد أن لا إله الا الله وإن كان ولابد من التسميه ببعض الناس يظن أن السلفيه هؤلاء أناس همج وإرهاب ورجعية وتخلف ولكن ها خطأ كبير وقع فيه الكثير إنما السلفيه هى منهجها قران وسنة ولكن بفهم سلف الأمه وبفضل الله منهج السلفيه منهج معتدل وغير متشدد
تعليق على أخينا الذى كتب بأن اللحيه سنه من الممكن أن يكون قد وهك ولكن الصواب باتفاق بين أهل العلم أن اللحيه واجبه.
وجزاكم الله خيرا

من الذي أخبرك ان اللحية واجبة باتفاق اهل العلم؟؟؟؟؟؟
ومن هم اهل العلم الذين تقصدهم؟

السيد2000 18-05-2011 01:39 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nadeem55 (المشاركة 3303830)
أخي الحبيب أراك لم تقرأ ما كتبه الأخ جيدا ، وسارعت بالرد لتخرج ما في نفسك تجاه تيار معين فقط ، فقمت بالسخرية من منهج السلف في تعليقك الأول ، ولو قرأت ما كتبه لما سخرت بهذا الكلام أبدا ، لأن منهج السلف هو منهج الإسلام ذاته وليس فكر طائفة ولا جماعة ولا فكر زعيم أو أمير مطاع ، وليس هناك شخص نسقط عليه منهج السلف كله إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم رأس المنهج وقدوتنا

ثم استشهدت بحديث الجارية وهذا الحديث بطولة :قال الإمام مسلم في صحيحه (537) حدثنا أبو جعفر محمد بن الصباح، وأبو بكر بن أبي شيبة (وتقاربا في لفظ الحديث) قالا: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن حجاج الصواف، عن يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسار، عن معاوية بن الحكم السلمي؛ قال: بينا أنا أصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -. إذ عطس رجل من القوم. فقلت: "يرحمك الله" فرماني القوم بأبصارهم. فقلت: "واثكل أمياه! ما شأنكم؟ تنظرون إلي". فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم. فلما رأيتهم يصمتونني. لكني سكت. فلما صلى رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -. فبأبي هو وأمي ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه. فوالله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني.
قال: "إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس. إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن". أو كما قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -.
قلت: "يا رسول الله، إني حديث عهد بجاهلية. وقد جاء الله بالإسلام. وإن منا رجالاً يأتون الكهان".
قال: "فلا تأتهم".
قال: "ومنا رجال يتطيرون".
قال: "ذاك شيء يجدونه في صدورهم. فلا يصدنهم (قال ابن المصباح: فلا يصدنكم)".
قال قلت: "ومنا رجال يخطون".
قال: "كان نبي من الأنبياء يخط. فمن وافق خطه فذاك".
قال: "وكانت لي جارية ترعى غنماً لي قبل أحد والجوانية. فاطلعت ذات يوم فإذا الذيب [الذئب؟؟] قد ذهب بشاة من غنمها. وأنا رجل من بني آدم. آسف كما يأسفون. لكني صككتها صكة. فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فعظم ذلك علي".
قلت: "يا رسول الله أفلا أعتقها؟"
قال: "ائتني بها" فأتيته بها.
فقال لها: "أين الله؟"
قالت: "في السماء".
قال: "من أنا؟"
قالت: "أنت رسول الله".
قال: "أعتقها. فإنها مؤمنة".

==============
ترى أخي أن الحديث حجة عليك لا لك ، فلو سألتك الأن سؤالا بسيطا وقلت لك أين الله ستخطئ في الجواب كما هو حال الكثيرين ممن لم يدرسوا علوم السلف فضلا عن علماء كثر ، سيكون جوابهم ( الله في كل مكان )
وهذا الجواب غير ما أقر به الرسول على الجارية ، فإنها أشارت إلى السماء ، وهي على فطرتها الصافية ولغتها العربية الأصيلة وتفهم القرآن دون تأويل ولا تحريف النازل بلغتها ، لكننا شوهت عندنا أمور العقيدة بعدما خلطناها بالفلسفة وبعلم الكلام ، بعد دخول هذه العلوم لديار الإسلام فشوهت صفاء العقيدة البسيطة التي نطقت بها الجارية بفطرتها ، والذي تؤمن بقوله تعالى (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ * أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ) [الملك:16-17]

هذا هو عين التجسيم وتفسير الاحاديث بما يتفق واراءكم
فان الله سبحانه وتعالى لا يحتاج الى مكان يقله ولا تحده الحدود ولا الازمان فهو خالق المكان والزمان
والااذا كان كما تدعون انه فى السماء او فوقها تعالى الله عن ذلك كان محتاجا وكان بذلك مشابها للحوادث تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا
وسوف اتي لك بمنهج السلف فى الصفات ان شاء الله تعالى

السيد2000 18-05-2011 01:58 PM

التفريق بين نفي الصفة وتفويض المعني:
ينبغي أيضاً أن نفرق بين مذهب نفاة الصفات المعطلة، وبين مذهب السلف الذين يفوضون علم حقيقة الصفات التي توهم مشابهة الله تعالى لخلقه، فيثبتون الصفة ويفوضون علم حقيقتها لله جل وعلا، فهم يقولون عندما تتلى عليهم آية أو حديث في ذلك آمنا به كل من عند ربنا، مع تنزيه الله تعالى عن مشابهة خلقه، وتفويض علم معناه وحقيقته له سبحانه، ونفي الكيف عنه.
وأما المعطلة فينفونالصفة ويقولون ليس لله تعالى يد أصلاً مثلاً، فالتعطيل هو نفي الصفة أصلاً، لا نفي المعنى الذي يوصف به الحادث، وإثبات الصفة على المعنى الذي يليق بجلال الله تعالى.
وعلى هذا فالفارق بين مذهب السلف ومذهب المعطلة ومذهب المجسمة أن المجسمة يثبتون هذه الصفات بمعانيها المعهودة لغة، إذ المعنى المعهود إنما يستخدمه المستخدم فيما توصف به المخلوقات التي يحيط بها ويعلمها، لا فيما يوصف به الله تعالى، والسلف يثبتون هذه الصفات ويفوضون علم معانيها وحقائقها لله تعالى، وينفون عنها الكيف، والمعطلة ينفون اتصاف الله تعالى بهذه الصفات، باعتبار أنها من صفات المخلوق، فمذهب السلف وسط بين إفراط المجسمة، وتفريط المعطلة.
فالصفات كاليد والوجه والعين مثلاً لا معنى لها في لغة العرب سوى الجوارح والأعضاء، فمن يثبت معناها العربي يثبت لله تعالى الجوارح والأعضاء، فيكون مشبها لله تعالى بخلقه في أن له جوارح وأعضاء، واصفاً إياه بالجسمية، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، وعبارات السلف في نفي الجوارح والأعضاء عن الله تعالى كثيرة، وسيأتي بعضها، فمن أثبت الصفة بمعناها المعهود فقد وقع في التشبيه والتجسيم، ومن نفى على الإطلاق فقد نفى ما وصف الله تعالى به نفسه في كتابه أو على لسان رسوله وهذا هو التعطيل، ومن أثبت الصفة، وفوض معناها ونفى الكيف عنها فهو الذي يسلم من التعطيل والتشبيه والله أعلم.

* قول الإمام أحمد(ت 241هـ):
أخرج البيهقي في شعب الإيمان حديث "إن الله عز وجل ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب" ثم قال البيهقي: (قال أحمد: "وهذا النزول المراد به والله أعلم فعلا سماه الرسول عليه السلام نزولا بلا انتقال ولا زوال، أو أراد به نزول ملك من ملائكته بأمره")([1]).
فالنزول في لغة العرب هو: التدلي والانتقال من أعلى إلى أسفل، وهو محال على الله تعالى، وهو ظاهر كلمة "النزول" ومن ثم فقد نفى الإمام أحمد هذا المعنى الذي يوهم مشابهة الله لخلقه، وصرف اللفظ عن ظاهره، وفوض معناه، إذ لم يحدد للنزول معنى محدداً حيث قال: "فعلاً سماه الرسول r نزولاً"، أو أوَّله بنزول الملك، وهو وجه من أوجه التأويل الجائزة عند أهل السنة، فقد حمل اللفظ الذي يوهم ظاهره على لفظ آخر وارد أيضاً ليس فيه هذا الإيهام، مع كون لغة العرب تسوغ استعماله بهذا المعنى.
وقال ابن قدامة في ذم التأويل: (وقال أبو بكر الخلال أخبرنا المروذي قال سألت أبا عبد الله عن أخبار الصفات فقال: نمرها كما جاءت.
قال: وأخبرني علي بن عيسى أن حنبلاً حدثهم قال: سألت أبا عبد الله عن الأحاديث التي تروى إن الله تبارك وتعالى ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا، وأن الله يرى، وإن الله يضع قدمه، وما أشبهه، فقال أبو عبد الله: نؤمن بها، ونصدق بها، ولا كيف، ولا معنى، ولا نرد منها شيئاً، ونعلم أن ما جاء به الرسول حق إذا كانت بأسانيد صحاح، ولا نرد على رسول الله r قوله، ولا يوصف الله تعالى بأكثر مما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله،بلا حد ولا غاية "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" ولا يبلغ الواصفون صفته، وصفاته منه، ولا نتعدى القرآن والحديث، فنقول كما قال، ونصفه كما وصف نفسه، ولا نتعدى ذلك، نؤمن بالقرآن كله محكمه ومتشابهه، ولا نزيل عنه صفة من صفاته لشناعة شنعت)([2]).
فقول الإمام "ولا كيف ولا معنى" يعني، ولا يوصف الله تعالى بالكيفيات، ولا بالمعاني المحدثات التي توصف بها المخلوقات، والتي قد عهدتها اللغات، فلا يوصف الله تعالى بالكيف، ولا بالمعاني المعهودة من اللغة، وإنما وصف الله تعالى بصفاته التي أخبر عنها في كتابه أو على لسان رسوله r على المعاني التي أرادها الله تعالى، ومنه تعرف أن منهج السلف هو تفويض المعنى ونفي الكيف، لا إثبات المعنى وتفويض الكيف.

1 شعب الإيمان للبيهقي 3/378.

1 ذم التأويل لابن قدامة ص 22.
* قول أبي محمد المزني (ت356هـ):
قال البيهقي: (أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال سمعت أبا محمد أحمد بن عبد الله المزنييقول حديث النزول قد ثبت عن رسول الله r من وجوه صحيحة وورد في التنزيل ما يصدقه وهو قوله تعالى "وجاء ربك والملك صفا صفا" والنزول والمجيء صفتان منفيتان عن الله تعالى من طريق الحركة والانتقال من حال إلى حال بل هما صفتان من صفات الله تعالى بلا تشبيه جل الله تعالى عما تقول المعطلة لصفاته والمشبهة بها علوا كبيرا)([1]).
فالإمام المزني شيخ الحاكم أثبت الصفة لله تعالى ونفى معناها المعهود لغة، وهو الحركة والانتقال، ونزه الله تعالى عن المشابهة لخلقه، وهو يعلن أنه بهذا يخالف المعطلة والمشبهة، فبان أن مذهب السلف إثبات الصفة، دون معناها المعهود لغة الذي ينتج عن إثباته التشبيه أو التجسيم، ومذهب المعطلة هو نفي الصفة أصلاً، ومذهب المجسمة هو إثبات الصفة بمعناها المعهود لغة، فتأمل.

1 السنن الكبرى للبيهقي 3/2 ح4431 قلت: وقد صرف الإمام أبو محمد المزني اللفظ الوارد عن ظاهره الموهم للتشبيه، وفوض معناه لله تعالى قاله أبو هاجر.
قول البيهقي (ت458هـ):
قال البيهقي في الاعتقاد: (المذهب الصحيح في جميع ذلك الاقتصار على ما ورد به التوقيف، دون التكييف، وإلى هذا ذهب المتقدمون من أصحابنا ومن تبعهم من المتأخرين، وقالوا الاستواء على العرش قد نطق به الكتاب آية ووردت به الأخبار الصحيحة وقبوله من جهة التوقيف واجب، والبحث عنه وطلب الكيفية له غير جائز)([1]).
وقال: (وعلى مثل هذا درج أكثر علمائنا في مسألة الاستواء وفي مسألة المجيء والإتيان والنزول قال الله عز وجل "وجاء ربك والملك صفا صفا" وقال "هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام".
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ثنا أحمد بن سلمان قال قرئ على سليمان بن الأشعث ح وأخبرنا أبو علي الروزذباري أنا أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود عن مالك عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وعن أبي عبد الله الأغر عن أبي هريرة t أن رسول الله r قال "ينزل الله عز وجل كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له".
قال رحمه الله: وهذا حديث صحيح رواه جماعة من الصحابة عن النبي r.
وأصحاب الحديث - فيما ورد به الكتاب والسنة من أمثال هذا ولم يتكلم أحد من الصحابة والتابعين في تأويله- على قسمين منهم من قبله، وآمن به، ولم يؤوله، ووكل علمه إلى الله، ونفى الكيفية والتشبيه عنه، ومنهم من قبله، وآمن به، وحمله على وجه يصح استعماله في اللغة، ولا يناقض التوحيد...
وفي الجملة يجب أن يعلم أن استواء الله سبحانه وتعالى ليس باستواء اعتدال عن اعوجاج، ولا استقرار في مكان، ولا مماسة لشيء من خلقه، لكنه مستو على عرشه، كما أخبر، بلا كيف، بلا أين، بائن من جميع خلقه، وأن إتيانه ليس بإتيان من مكان إلى مكان، وأن مجيئه ليس بحركة، وأن نزوله ليس بنقلة، وأن نفسه ليس بجسم، وأن وجهه ليس بصورة، وأن يده ليست بجارحة، وأن عينه ليست بحدقة، وإنما هذه أوصاف جاء بها التوقيف فقلنا بها ونفينا عنها التكييف([2])فقدقال "ليس كمثله شيء" وقال "ولم يكن له كفوا أحد" وقال "هل تعلم له سميا")([3]).
والكلام هنا أوضح من أن يحتاج إلى تعليق، والحظ معي نقله عن أهل الحديث أنهم على قولين في هذه المسألة فبعضهم يثبت ويفوض علم المعنى لله تعالى، وبعضهم يؤول هذه النصوص على وجه يصح استعماله في اللغة ولا ينافي التوحيد.
* قول الخطيب البغدادي (ت463هـ):
قال ابن قدامة في ذم التأويل: (أخبرنا المبارك بن علي الصيرفي إذنا أنبأنا أبو الحسن محمد بن مرزوق ابن عبد الرازق الزعفراني أنبأنا الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: أما الكلام في الصفات فإن ما روي منها في السنن الصحاح مذهب السلف رضي الله عنهم إثباتها، وإجراؤها على ظاهرها([4])، ونفي الكيفية والتشبيه عنها، والأصل في هذا أن الكلام في الصفات فرع على الكلام في الذات، ويحتذى في ذلك حذوه ومثاله، فإذا كان معلوما أن إثبات رب العالمين عز وجل إنما هو إثبات وجود لا إثبات تحديد وتكييف، فكذلك إثبات صفاته إنما هو إثبات وجود لا إثبات تحديد وتكييف، فإذا قلنا لله تعالى يد وسمع وبصر فإنما هو إثبات صفات أثبتها الله تعالى لنفسه، ولا نقول إن معنى اليد القدرة، ولا إن معنى السمع والبصر العلم، ولا نقول إنها الجوارح، ولا نشبهها بالأيدي، والأسماع، والأبصار التي هي جوارح وأدوات للفعل، ونقول إنما ورد إثباتها لأن التوقيف ورد بها، ووجب نفي التشبيه عنها، لقوله تبارك وتعالى: "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" وقوله عز وجل "ولم يكن له كفوا أحد")([5]).

1 الاعتقاد للبيهقي ص 115.

1 قلت: ألحظ أن الإمام البيهقي صرف الألفاظ عن ظاهرها الموهم للتشبيه، وفوض علم معناها لله تعالى، قاله أبو هاجر.

2 الاعتقاد للبيهقي ص 115.

1 زاد الخطيب هنا عن قول السلف قوله "إجراؤها على ظاهرها"، ولم تنقل هذه العبارة – فيما أعلم - عن أحد من أهل القرون الثلاثة الفاضلة، وهي توهم أن الخطيب رحمه الله تعالى، يثبت المعنى الظاهر القريب لهذه الصفات، وهو مخالف لما تقرر عن السلف من تفويض علم حقيقتها لله تعالى، والظاهر أنه أراد نفي التأويل فخانه القلم إلى عبارة ظاهرها التجسيم، أو أخطأ بعض النساخ في نقله نسأل الله أن يقينا وإياكم الزلل، وأن يهدينا وإياكم سواء السبيل، ولا نشك أن الإمام لم يقصد ما يقصده المجسمة بهذه العبارة، بدليل أنه قال بعد ذلك بقليل: "فكذلك إثبات صفاته إنما هو إثبات وجود لا إثبات تحديد وتكييف" فتأمل كيف نفى إثبات التحديد، وهو إثبات المعنى، بل وقد صرح الخطيب بنفي الظاهر فقال: "ولا نقول إنها الجوارح" والله أعلم، قاله أبو هاجر.

1 ذم التأويل لابن قدامة ص 15.

هل ورد عن السلف تأويل
قد تقدم أن أصل مذهب السلف هو تفويض المعنى، وأن بعض السلف كان يؤول بعض ما ورد في ذلك، وقد تقدم النقل في ذلك عن الإمام البيهقي، وابن عبد البر، والنووي، وابن حجر وغيرهم.
ثم اعلم أن من النصوص ما لا يحتمل إلا التأويل وهو مؤول بإجماع كقوله تعالى: "وهو معكم أينما كنتم" أولت المعية بمعية العلم، وقوله تعالى: "كل شيء هالك إلا وجهه"، أول الوجه بالذات، وقوله تعالى "نسوا الله فنسيهم" أول النسيان بالترك، وفي السنة أيضاً أمثال ذلك كمثل ما أخرجه مسلم([1])عن سيدنا رسول الله r أن الله تعالى يقول: "يا ابن آدم مرضت فلم تعدني، قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين، قال: أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده.." الحديث.
فلا يجوز لنا أن نثبت لله صفة المرض بهذا الحديث بل هو مؤول أيضاً بالنص والإجماع، بأن المراد معية الله للمريض، وهذه المعية أيضاً مؤولة بإجماع بمعية الرحمة والرضوان لا معية الذات.
فالظاهر غير مراد،وهو مصروف ومؤول عند جميع المسلمين، وقد قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم([2]): "قال العلماء إنما أضاف المرض إليه سبحانه وتعالى والمراد العبد، تشريفا للعبد وتقريبا له، قالوا: ومعنى: وجدتني عنده أي: وجدت ثوابي وكرامتي" إ.ه‍ فتأمل.
فهذا القسم مؤول بإجماع، وهذا لون من ألوان التأويل الثابتة عن السلف رضوان الله عليهم.
وهاك نماذج من تأويلات السلف وغيرهم من أئمة الدين وعلماء الشريعة:
(*) حبر الأمة الصحابي الجليل عبد الله بن عباس t:
أول ابن عباس tقوله تعالى: "يوم يكشف عن ساق"، فقال: "يكشف عن شدة"([3]) فأول الساق بالشدة. ذكر ذلك الحافظ ابن
هل يجوز وصف الله تعالى بالجسمية
تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا؟؟
قال محمد بن أبي يعلى الحنبلي في طبقات الحنابلة: (فأما الرد على المجسمة لله فيرده الوالد السعيد بكتاب وذكره أيضا في أثناء كتبه فقال:لا يجوز أن يسمى الله جسماً.
قال أحمد: لا يوصف الله تعالى بأكثر مما وصف به نفسه قال الوالد السعيد فمن اعتقد أن الله سبحانه جسم من الأجسام وأعطاه حقيقة الجسم من التأليف، والانتقال فهو كافر لأنه غير عارف باللهعز وجل، لأن الله سبحانه يستحيل وصفه بهذه الصفات، وإذا لم يعرف الله سبحانه وجب أن يكون كافراً، وهذا الكتاب عدة أوراق)([4]).
قلت: التأليف معناه التركيب، فمن اعتقد أن الله مركب من أجزاء أو أعضاء فهو مجسم، وقد جاءت عبارات علماء العقيدة وأئمة الدين تثبت ذلك وهاك بعضها:
قال الحافظ أبو بكر الإسماعيلي في اعتقاد أئمة الحديث: (ولا يعتقد فيه الأعضاء، والجوارح، ولا الطول والعرض، والغلظ، والدقة، ونحو هذا مما يكون مثله في الخلق، فإنه ليس كمثله شيء تبارك وجه ربنا ذو الجلال والإكرام)([5]).
وقال الطحاوي في عقيدته: (وتعالى عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات، لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات)([6]).
وقال ابن عساكر في تبيين كذب المفتري مدافعاً عن الإمام أبي الحسن الأشعري: (ماذا ينقم أرباب البدع منهم،أغزارة العلم،أم رجاحة الفهم،أم اعتقاد التوحيد والتنزيه، أم اجتناب القول بالتجسيم والتشبيه، أم القول بإثبات الصفات،أم تقديس الرب عن الأعضاء والأدوات)([7]).
وقال في صفات الرب: (وإذا ثبتت صفة الوجه بهذا الحديث وبغيره من الآيات والنصوص، فكذلك صفة اليدين، والضحك، والتعجب، ولا يفهم من جميع ذلك إلا ما يليق بالله عز وجل بعظمته،لا ما يليق بالمخلوقات من الأعضاء والجوارح تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا)([8]).
وقال في اعتقادات فرق المسلمين والمشركين: (وكان بدو ظهور التشبيه في الإسلام من الروافض مثل بيان بن سمعان الذي كان يثبت لله تعالى الأعضاء والجوارح)([9]).
وقال الإمام أحمد: (أن الله عز وجل واحد لا من عدد، لا يجوز عليه التجزؤ ولا القسمة، وهو واحد من كل جهة، وما سواه واحد من وجه دون وجه)([10])
فثبت بهذا أن أهل السنة لا يصفون الله تعالى بالجوارح والأعضاء، ولا بالتأليف والتركيب، لأن هذه الصفات من خصائص الأجسام، والله تعالى منزه عن الجسمية، وإذا عرفنا هذا فقد آن لنا أن نتعرف على أقوال الطرفين في مسألة الصفات وهم الجهمية والمجسمة فنقول والله الموفق:
التعريف بالجهمية والمجسمة
وتحرير موقفهم من صفات الله تعالى
وقبل الكلام عن هاتين الفرقتين الضالتين وأقوالهم المنحرفة في صفات الله تعالى نحب أن نقدم بمقدمة في بيان تطور الكلام في صفات الله تعالى عند طوائف المسلمين فنقول والله الموفق:
قال الشهرستاني في الملل والنحل: (اعلم أن جماعة كبيرة من السلف كانوا يثبتون لله تعالى صفات أزلية من العلم والقدرة والحياة والإرادة والسمع والبصر والكلام والجلال والإكرام والجود والإنعام والعزة والعظمة، ولا يفرقون بين صفات الذات وصفات الفعل،بل يسوقون الكلام سوقاً واحداً، وكذلك يثبتون صفات خبرية مثل اليدين والوجه ولا يؤولون ذلك، إلا أنهم يقولون هذه الصفات قد وردت في الشرع فنسميها صفات خبرية.
ولما كانت المعتزلة ينفون الصفات والسلف يثبتون سمي السلف صفاتية، والمعتزلة معطلة، فبالغ بعض السلف في إثبات الصفات إلى حد التشبيه بصفات المحدثات، واقتصر بعضهم على صفات دلت الأفعال عليها، وما ورد به الخبر، فافترقوا فرقتين:
فمنهم من أوله على وجه يحتمل اللفظ ذلك، ومنهم من توقف في التأويل، وقال: عرفنا بمقتضى العقل أن الله تعالى ليس كمثله شيء فلا يشبه شيئا من المخلوقات ولا يشبهه شيء منها وقطعنا بذلك إلا أنا لا نعرف معنى اللفظ الوارد فيه مثل قوله تعالى "الرحمن على العرش استوى" ومثل قوله "خلقت بيدي" ومثل قوله "وجاء ربك" إلى غير ذلك، ولسنا مكلفين بمعرفة تفسير هذه الآيات وتأويلها، بل التكليف قد ورد بالاعتقاد بأنه لا شريك له، وليس كمثله شيء، وذلك قد أثبتناه يقيناً.
ثم إن جماعة من المتأخرين زادوا على ما قاله السلف فقالوا: لابد من إجرائها على ظاهرها، فوقعوا في التشبيه الصرف، وذلك على خلاف ما اعتقده السلف...
ولما ظهرت المعتزلة والمتكلمون من السلف رجعت بعض الروافض عن الغلو والتقصير، ووقعت في الاعتزال وتخطت جماعة من السلف إلى التفسير الظاهر فوقعت في التشبيه.
وأما السلف الذين لم يتعرضوا للتأويل ولا تهدفوا للتشبيه فمنهم مالك بن أنس رضي الله عنهما إذ قال: الاستواء معلوم والكيفية مجهولة والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة([11])، ومثل أحمد بن حنبل رحمه الله وسفيان الثوري وداود بن علي الأصفهاني ومن تابعهم حتى انتهى الزمان إلى عبد الله بن سعيد الكُلَّابي، وأبي العباس القلانسى، والحارث بن أسد المحاسبي، وهؤلاء كانوا من جملة السلف إلا أنهم باشروا علم الكلام وأيدوا عقائد السلف بحجج كلامية، وبراهين أصولية، وصنف بعضهم ودرس بعض حتى جرى بين أبي الحسن الأشعري، وبين أستاذه مناظرة في مسالة من مسائل الصلاح والأصلح، فتخاصما، وانحاز الأشعري إلى هذه الطائفة، فأيد مقالتهم بمناهج كلامية، وصار ذلك مذهباً لأهل السنة والجماعة، وانتقلت سمة الصفاتية إلى الأشعرية.
ولما كانت المشبهة والكرامية من مثبتي الصفات عددناهم فرقتين من جملة الصفاتية)([12]).
وقال ابن جماعة في إيضاح الدليل: (والذي ندير فيه الحديث هنا أن تلك الفرق يمكن بشيء من التمحل والتنزل أن تجعل طرفين حادين، وهما منحرفان، ووسط هو العدل والحق الطرفان أحدهما:المشبهة والمجسمة الذين يشبهون الله تعالى بخلقه ويدعون أنه جسم كالأجسام أو لا كالأجسام.
والثاني: المعطلة، ونعني بهم هنا الذين يعطلون الله تعالى فينفون عنه صفات، وينسبون إليه النقص.
ومنهم طائفة متعقلون يجعلون العقل حكماً وحاكماً يردون بعض نصوص القرآن الكريم والسنة الصحيحة المثبتة لصفات الله تعالى بعقولهم وأفكارهم.
والوسط السليم المستقيم يؤمن بالله تعالى وصفاته جميعها وينزهه سبحانه عن المشابهة والجسمية ويثبت لله تعالى من الصفات ما أثبته لنفسه، وأثبته له رسول الله r وهو الذي بعث به رسول الله، وعلم أصحابه إياه، وهو الذي خلف عليها أصحابه، ثم خيار التابعين والعلماء الفاقهين، ومنهم الأئمة الأربعة ومدارسهم وأمثالهم من العلماء الصالحين في زمانهم وبعد زمانهم وهو وسط صحيح حق باق إلى قرب قيام الساعة بإذن الله تعالى والساعة لا تقوم وفي الناس من يقول الله الله كما جاء في صحيح مسلم.
وكما قيض الله تعالى للجمع بين طرفي الرأي والنص ناصر السنة الإمام محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله تعالى فيما سمي في كتب الأصول بالتوفيق بين أهل الرأي وأهل الحديث فقد قيض الله تعالى ناصر السنة الإمام أبا الحسن الأشعري لإظهار سلوك الوسط السليم المستقيم وذلك برد المعطلة من الملاحدة ونفاة الصفات من جهة، والمشبهة والمجسمة من جهة أخرى إلى الجادة الوسط، فأثبت:
- رؤية المؤمنين لله تعالى في الجنة جعلنا الله منهم ومعهم.
- ونفى التشبيه والكيفية.
- وأثبت كلام الله تعالى.
- وقال إن كلام الله تعالى غير مخلوق.
- وإن فعل العبد في القرآن من القراءة والكتابة مخلوق.
- وأثبت سائر صفات الله تعالى مع التنزيه عن المشابهة لأحد من خلقه أو مشابهة أحد من خلقه له سبحانه وأمثال ذلك كثير.
ولقد جمع الله تعالى جمهور المسلمين على توجهه وتوجيهه فكان رحمه الله تعالى آية من آيات الله وحجة من حججه على خلقه.
قال ابن حجر الهيثمي رحمه الله تعالى نسب علم الكلام إلى الأشعري لأنه جمع مناهج الأولين، ولخص موارد البراهين، ولم يحدث فيه بعد السلف إلا مجرد الألقاب والاصطلاحات، وقد حدث ذلك في كل فن من فنون العلم.
ولقد كتب رحمه الله تعالى في بيان الطريق الوسط التآليف العديدة، منها ما هي صحائف، ومنها ما هي أجزاء ومجلدات، وحين خرج من الدنيا كان قد خلف أكثر من مائة وخمسين كتاباً في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة، ورد وإبطال ما سواها، والحمد لله وحق أن يقال فيه ما ذكره ابن خلكان أنه نودي يوم وفاة الأشعري: اليوم مات ناصر السنة رحمه الله تعالى ورضي الله عنه وأرضاه وكان ذلك سنة 323)([13]).
وإذا فرغنا من بيان تطور مشكلة الصفات في القرون الأولى وما آلت إليه، فقد آن لنا أن نتعرف على أهم الفرق التي خاضت غمار هذا الموضوع مخالفة منهج أهل السنة الذي تقدم تقريره فنقول والله الموفق:

1 صحيح مسلم 4/1990 ح2569.

1 شرح النووي على صحيح مسلم 16/ 126.

1 قلت: خرج هذه الرواية الشيخ عمرو عبد المنعم سليم في كتابه "لا دفاعا عن الألباني فحسب بل دفاعا عن السلفية" فقال: (خبر ابن عباس? في ذلك: وقد ورد عنه من طرق الأول: ما رواه ابن جرير في التفسير 29/24، والحاكم في المستدرك 2/499، والبيهقي في الأسماء والصفات ص746 من طريق: ابن المبارك، عن أسامة بن زيد، عن عكرمة، عن ابن عباس: {يوم يكشف عن ساق}. قال: "هو يوم كرب وشدة" ولفظه عند البيهقي: "هذا يوم كرب وشدة" وصححه الحاكم.
قلت: بل هذا سند ضعيف، ففيه أسامة بن زيد، وهو إن كان ابن أسلم أو الليثى فكلاهما ضعيف لا يحتج به، إلا أن ابن أسلم ضعيف جداً. وأما الليثى: فقال أحمد: ليس بشيء، وقال عبد الله بن أحمد، عن أبيه: روى عن نافع أحاديث مناكير، فقلت له: أُراه حسن الحديث، فقال: إن تدبرت حديثه فستعرف فيه النكرة، وقال ابن معين في بعض الروايات: ثقة، وزاد في رواية الدورى: غير حجة، أي أنه ثقة من حيث العدالة، إلا أنه ضعيف من حيث الضبط، وبسط الكلام في حاله يطول.
[قلت: قال الحافظ في التقريب: أسامة بن زيد بن أسلم العدوي: ضعيف من قبل حفظه، وأسامة بن زيد الليثي: صدوق يهم، فالإسناد على هذا ضعيف يرتقي بالمتابعة أو الشاهد، فكيف بكل ما ذكره الشيخ. قاله أبو هاجر].
الثاني: ما رواه ابن جرير في تفسيره 29/24، والبيهقى في الأسماء والصفات من طريق: محمد بن سعد بن الحسين بن عطية، حدثني أبي، حدثني الحسين بن الحسن بن عطية، حدثني أبي، عن جدي عطية ابن سعد، عن ابن عباس في قوله: "يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود"يقول: يكشف الأمر وتبدو الأعمال، كشفه دخول الآخرة، وكشف الأمر عنه.
قلت [القائل الشيخ عمرو]: أما محمد بن سعد فهو ابن محمد الحسين، قال الخطيب – كما في الميزان 3/560 - : كان ليناً في الحديث.
[قلت: وبقية كلام الذهبي في الميزان: وروى الحاكم عن الدارقطني أنه لا بأس به أ.هـ!].
وأما أبوه سعد بن محمد بن الحسين العوفى فله ترجمة في تاريخ بغداد 9/127، وفيه نقل الخطيب البغدادى عن الأثرم قوله: قلت لأبي عبد الله – أي الإمام أحمد – أخبرني اليوم إنسان بشيء عجب، زعم أن فلانا أمر بالكتابة عن سعد بن العوفى، وقال: هو أوثق الناس في الحديث، فاستعظم ذاك أبو عبد الله جداً، وقال: لا إله إلا الله، سبحان الله، ذاك جهمي امتحن أول شيء قبل أن يُخَوّفوا، وقبل أن يكون ترهيب، فأجابهم؟! قلت لأبي عبد الله: فهذا جهمي إذاً؟ فقال: فأي شيء؟!، ثم قال أبو عبد الله: لو لم يكن هذا أيضاً لم يكن ممن يستأهل أن يكتب عنه، ولا كان موضعاً لذلك.
والحسين بن الحسن العوفى له ترجمة في تاريخ بغداد 8/29، وقد ضعفه ابن معين النسائي. والحسن بن عطية بن سعد العوفى وأبوه كلاهما من رجال التهذيب، وهما ضعيفان، والأخير مدلس.
[قلت: ففي إسناده ضعفاء. قاله أبو هاجر]
الثالث: ما رواه ابن جرير في تفسيره 29/24: حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن المغيرة، عن إبراهيم، عن ابن عباس: "يوم يكشف عن ساق"، قال: عن أمر عظيم، كقول الشاعر: وقامت الحرب بنا على ساق. وسنده ضعيف، فيه شيخ ابن جرير، وهو محمد بن حميد وهو ضعيف الحديث، وإبراهيم النخعى لم يدرك ابن عباس، ومهران بن أبي عمر: سيء الحفظ. وقد اختلف فيه على مهران: فرواه ابن جرير عن ابن حميد، حدثنا مهران، عن سفيان عن عاصم، عن سعيد بن جبير، قال: عن شدة الأمر. وهذا يدل على الاضطراب فيه.
[قلت: هذه رواية وهذه رواية ولا اضطراب ثم، لأن الاضطراب إنما يقع عند تعذر الجمع ولا شك أن احتمال نسبة هذا القول إلى سعيد بن جبير قوية، فالإسناد ضعيف يمكن أن يرتقي بتعدد الطرق، ويتقوى مع الأول ليصير حسناً لغيره].
الرابع: ما رواه ابن جرير في تفسيره 29/24، والبيهقي في الأسماء والصفات من طريق: أبى صالح، قال: حدثنا معاوية، عن علي، عن ابن عباس: قوله:"يوم يكشف عن ساق" قال:"هو الأمر الشديد المفظع من الهول يوم القيامة.
قلت [القائل الشيخ عمرو] : فيه أبو صالح عبد الله بن صالح – كاتب الليث – وهو ضعيف من قبل حفظه، وعلى هو ابن أبي طلحة، روى عن ابن عباس ولم يسمع منه، فهو منقطع.
[قلت: وهذا أيضاً مما يقبل الاعتضاد، فيقوي بعض هذه الأسانيد بعضاً، قاله أبو هاجر].
الخامس: ما رواه ابن جرير الطبري في تفسيره 29/24: حُدَّثت عن الحسين، قال سمعت أبا معاذ، يقول: حدثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول: في قوله: "يوم يكشف عن ساق" – وكان ابن عباس يقول: (كان أهل الجاهلية يقولون: شمرت الحرب عن ساق) -: (يعني إقبال الآخرة وذهاب الدنيا). وسنده ضعيف لجهالة شيخ ابن جرير، ورواية الضحاك عن ابن عباس منقطعة، ثم ليس هو من مسند ابن عباس، وإنما هو من قول الضحاك.
[قلت: وهذا آخر يعضد ما سبق، جزى الله الشيخ خيراً على تجميع هذه الأسانيد كلها، ثم ذكر له إسناداً سادساً شديد الضعف أخرجه الطستى في (مسائله عن ابن عباس) نقلاً عن السيوطي في الدر المنثور 8/254 وفي الإتقان 1/120. قاله أبو هاجر ثم قال الشيخ عمرو:]
السابع: وأخرج ابن جرير 24/29: حدثنى الحسن، قال: حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله: "يوم يكشف عن ساق" قال: شدة الأمر. وقال ابن عباس: هي شر ساعة تكون في يوم القيامة.
قلت [القائل الشيخ عمرو]: وهذا سند ضعيف، ورقاء ضعفه أحمد في التفسير.
[قلت: قال ابن حجر في التقريب: ورقاء بن عمر اليشكري: صدوق في حديثه عن منصور لين أ.هـ وليس هذا من روايته عن منصور، قاله أبو هاجر ثم قال الشيخ عمرو:]
وابن أبي نجيح مدلس وقد عنعن، ثم إنه لم يسمع التفسير من مجاهد بن جبر.
[قلت: قال الذهبي في سير أعلام النبلاء 6/126: (وعن بعضهم قال: لم يسمع ابن أبي نجيح كل التفسير من مجاهد قلت: هو من أخص الناس بمجاهد)؟!! فقد أخطأ الشيخ في فهم الانتقاد، وأخطأ في ترك الرد عليه، فالإسناد على ذلك حسن لولا عنعنة ابن أبي نجيح، وهو مع ما سبق يبلغ درجة الحسن ولا شك، قاله أبو هاجر، ثم خرج الشيخ إسنادا ثامناً، لم يقف على ترجمة أحد من رواته أخرجه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد 724، وإسناداً تاسعاً حكم بكونه موضوعاً وعزاه إلى ابن منده في الرد على الجهمية، ثم قال:]
العاشر: وروى البيهقي في الأسماء والصفات من طريق: محمد بن الجهم، حدثنا يحيى بن زياد الفراء، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس أنه قرأ: "يوم يكشف عن ساق". يريد: يوم القيامة لشدتها.
قلت: وهذا سند صحيح لا علة فيه (3). إلا أنه ورد في المطبوعة "يكشف" بالياء، وهو تصحيف وإنما هي "تكشف"فقد أورد السيوطي هذا الخبر في الدر المنثور6/255وقال: (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن منده من طريق عمرو ابن دينار، قال: كان ابن عباس يقرأ: "يوم يكشف عن ساق" – بفتح التاء. قال أبو حاتم السجستاني: أي تكشف الآخرة عن ساقها، يستبين منها ما كان غائباً. قلت: وهذا الوجه هو الثابت عن ابن عباس، وليس فيه ما يدل على التأويل، فإن قراءته على بناء الفعل للمعلوم المؤنث ثم إنه لم يفسر قراءته بالشدة – وإن حدث وفعل على هذه القراءة لم يقع في التأويل – بل الذي فسرها هو عمرو بن دينار، وليس هو متأول بل مبين لبناء الفعل، وصفة الفاعل. وقد ذهب ابن جرير إلى إثبات هذا القول عن ابن عباس، فقال في التفسير 29/27: (وذكر عن ابن عباس أنه كان يقرأ ذلك "يوم يكشف عن ساق" بمعنى يوم تكشف عن شدة شديدة، والعرب تقول: كشف هذا الأمر عن ساق إذا صار إلى شدة ومنه قول الشاعر: كشف لهم عن ساقها وبدا من الشعر الصراح) فقول ابن عباس هذا تبعاً لهذه القراءة لا يعد تأويلاً للنص، وسوف يأتي ذكر من قال بالساق من الصحابة وأئمة السلف في باب: إثبات صفة الساق للرب جل وعلا إن شاء الله تعالى).
[قلت: وإذا صح هذا فإننا نقول إن القراءات المختلفة لا يختلف بها المعنى، وحمل القراءتين على معنى واحد هو الصواب، وتكون هذه الرواية الأخيرة معضدة لكل الروايات السابقة، ويصح أن ابن عباس t أول الساق في هذه الآية بالشدة].

1 طبقات الحنابلة 2/215.

2 اعتقاد أئمة الحديث للإسماعيلي ص 3.

1 العقيدة الطحاوية ص 11.

2 تبيين كذب المفتري ص 367.

3 صفات الرب ص 25.

4 اعتقادات فرق المسلمين والمشركين ص 63، 64.

1 اعتقاد الإمام المبجل أحمد بن حنبل ص 293.

1 قلت: قد تقدم أن الصواب في عبارة الإمام مالك t أنه قال: "والكيف غير معقول".

1 الملل والنحل للشهرستاني ص 92.

1 إيضاح الدليل لمحمد بن إبراهيم بن جماعة ص 25- 27.







السيد2000 18-05-2011 02:13 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد مسعد . (المشاركة 2039539)
هذا مقال لفضيلة الشيخ محمد حسين يعقوب - حفظه الله -
قال الله تعالى لأصحاب نبينا رضي الله عنهم: {فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ} [البقرة:137].
فلم يرْضَ اللهُ عز وجل إيماناً إلا على نحو يوافق إيمان هؤلاء الصفوة..
نعم، إمَّا إيمانُ الصحابةِ الذين رضىَ اللهُ عنهم وتابَ عليهِم، وإمَّا التفرُّقُ والاختلافُ والتَّشَرْذمُ [فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ] .
ففي العقيدةِ: فلابدَّ من الطلبِ على منهجِ السَّلفِ الصَّالحِ- رضوان الله عليهم – وهُم الصَّحابةُ ومن تبعهُم بإحسانِ إلى يومِ الدينِ، وقد زكَّى اللهُ فهمَهم، وأمرنَا أن نلقاهُ سبحانه بإيمانٍ كإيمانِهِم.
فلا بدَّ من دراسةِ عقيدةِ السلفِ الصحيحةِ، وفهم نصوصِ الكتابِ والسنةِ في أنواعِ التوحيدِ بفَهمِهِم، والاستقاء من علومِهِم، والنهل من منابعِهِم، وإلا فالضلالَ الضلالَ.
قال صلى الله عليه وسلم: "إنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْْكُمْ بَعْدِي فسَيَرَى اخْتلاَفًا كَثِيرًا. فَعَلَيْكُم بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاَءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيّينَ مِنْ بَعْدِي، عَضُّوا عََلَيْها بالنَّواجِذِ، وإيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالةٌ" [جزء من حديث أخرجه أبوداود (4607) ك: السنة، باب: في لزوم السنة، وصححه الألباني في"صحيح أبي داود" (3851)].
والعودة للفهم الأصيل "فَهْمِ السَّلَفِ الصَّالِحِ" أصبح اليومَ ضرورةً مُلِحَّةً؛ وذلك لجمع شتات الأمة، فتتوحد كلمتهم بتوحد الأصول، فيقل التنازع والتشاحن الذي ابتليَ به المسلمون في هذه الأيام، وكل هذا لأنَّا لم نَعِ الوصية النبوية.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلََى ثِلاثٍ وَسَبْعِنَ مِلَّةً كُلُّهم في النَّار إلا مِلَّةً وَاحِدةً. قاُلوا: وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: مَا أنا عَلَيْه وأَصْحابِي" [أخرجه الترمذي (2641) ك: الإيمان، باب: ما جاء في افتراق هذه الأمة، وقال حسن غريب، وحسنه الألباني(5343) في صحيح الجامع]. وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ}.
فقد دلـنا صلى الله عليه وسلم على الفرقة الناجية، فاحرص على النجاة – أخي في الله -، وانضمَّ إلى هذه الفرقة، واحرص في بداية التعلم أن يكون التلقي على منهج السَّلفِ الصَّالحِ، فإن لذلك أَثَراً في استِقامتِك على الطريقة، فمن صحت بدايته صحت نهايته، فأصلح نيتك عسى الله أن يصلح بك، فشتات الأمة اليوم يُفجِعُ كل قلب، فإن كان طلب العلم ضرورة، فطلبه على منهج السلَفِ ضرورتُه أشدُّ، وتأتي تلك الضرورة في الوقت الحاضر بالذات؛ لأنَّه لابدَّ للأمةِ من معالم صحيحةٍ في طريق عودتها إلى الله-عزَّ وجل-، تبيِّنُ لها المنهجَ الصحيح في فََهمِ العقيدةِ، التي هي القاعدةُ الأساسيةُ لبناءِ المجتمع الإسلامي الصحيحِ.
وما لَمْ يكن المنهج الذي يُتَّبعُ صحيحًا، فإن اليقظة الإسلامية ستنحرفُ عن مجراها السليم، ونحن نعتقد اعتقاداً جازماً أن منهج أهل السنَّةِ والجماعةِ في فَهمِ العقيدةِ الإسلامية هو المنهجُ الصحيحُ الذي يجبُ تقديمُه للأمةِ الإسلاَميةِ اليومَ، لكي تُصبح بحقٍّ أمةً مسلمةً تستحقُّ نصرَ اللهِ ورِضوانَه. وفي هذا المنهج صيانة للعقل البشري من التمزق والانحراف، وللمجتمع من الفرقةِ والضَّلال، ولم يحدث الانحراف في الأمة إلا عندما انحرفت عن هذا المنهج، وأعرضت عن وحي الله-عز وجل-إلى مناهج بشرية؛ بعضها من مُخلَّفاتِ الفلسفة اليونانية الوثنية، وبعضها من نتاج العقول المنحرفة الجاهلة بدين الله، فتفرقت الأمة إلى طوائف ومذاهب، لكل منها منهجُه،وطريقُه، وإمامُه، وأتباعُه.
وقد قيَّضَ اللهُ – عزَّ وجل – في كل فترة من فترات الضعفِ والانحرافِ علماءَ مصلِحينَ يحفظُون عقيدَة الأمة ويحرسونها، ويَرُدُّون على من خالفها أو عارضها، من صدرِ الإسلام إلى اليوم وإلى أن تقومَ الساعةُ بمشيئةِ اللهِ تعالَى.
ما هي العقيدةُ؟
العقيدةُ لغةً: من العَقْدِ والتوثيقِ والإحكامِ والَّربطِ بقوَّةِ.
واصْطلاحًا : الإيمانُ الجازم الذي لا يتطرق إليه شك لدى مُعْتَقِدِه.
قيل :معنى العقيدة: "هي مجموعة من قضايا الحق البديهية المسلَّمةِ بالعقل والسمع والفطرة، ويعقِدُ علَيْها الإنسان قلبه، ويثني عليها صدره، جازماً بصحتها قاطعاً بُوجوبِها وثُبوتِها، لا يَرَى خلافَها أنه يصحُّ أو يكونُ أبدًا ".
فالعقيدة الاسلامية تعني: الايمان الجازم بالله تعالى، وما يجب له من التوحيد والطاعة، وبملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر، وسائر ما ثبت من أمور الغيب، والأخبار، والقطعيات، علمية كانت أو عملية.

وإذا كنت حبيبي في الله مطالبا بعقيدةِ سلفيةٍ، فهل يا تُرى تعرفُ مَنِ السَّلفُ؟
من هم السلف، وما هي السلفية؟
السلف: هم صدر هذه الأمة من الصحابة، والتابعين، وأئمة الهدى في القرون الثلاثة المفضلة، ويطلق على كل من اقتدى بهؤلاء وسار على نهجهم في سائر العصور: "سلفــي" نسبةً إليهم.
وقد كان يطلق عليهم في البداية "أهلُ السنَّةِ" لما كانوا هم المتبِعين لسُنَّةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، المُقتَفِين للأثرِ، فسُمُّوا: "أهل الأثرِ"، و"أهل الحديث".
ثم لما انتشرت البدع صار يطلق عليهم "أهل السنة والجماعة".
و"أهل السنة والجماعة": هُم من كان على مثل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وسُمُّوا "الجماعةَ" لأنهم الذين اجتمعوا على الحق ولم يتفرقوا في الدين، واجتمعوا على أئمة الحق؛ ولم يخرجوا عليهم، واتبعوا ما أجمعَ عليه سلف الأمة.
ولما صار من المبتدعة من ينسب نفسه إلى هذا اللقب الشريف، كان لزاماً أن يمتازُوا عن غيرهم، ومن هنا نشأ مصطلحُ "السلفيَّـةِ" نسبة إلى سلف هذه الأمة من أهل الصَّدْرِ الأول ومن اتَّبعَهم بإحسانٍ.

من أبرز قَضَايا العَقِيدةِ الّسَّلَفيَّةِ
من أهم قضايا العقيدة السلفية "مسألةُ الصِّفاتِ" فإن أكثر الخلاف فيها، وخلاصة القول فيها: أن أحاديث وآيات الصفات نُمِرُّها كما جاءتْ دونَ تَعطِيلٍ، أو تأويلٍ، أو تشبيهٍ، أو تمثيلٍ.
فنُثبتُ أن لله يداً، ولكن ليست كأيدينا، يداً تليقُ بجلاله وكماله،{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}[الشورى: 11]
ونثبت أن الله ينزلُ، ولكن لا كنُزُولنا، وإنما نزولاً يليقُ بجلالهِ وكمالهِ { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}[الشورى:11]. وهكــذا..


قواعد وأصول أهل السنة والجماعة في منهج التلقي والاستدلال

يقوم المنهج السلفي على قواعد وأصول تضبط منهج التلقي والاستدلال، فمن ذلك:
أولاً: مصدر العقيدة هو: كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الصحيحة، وإجماع السلف الصالح.
ثانياً: كل ما صح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجب قبوله، وإن كان خبر آحاد.
ثالثاً: المرجع في فهم الكتاب والسنة هو النصوص المبينة لها، وفهم السلف الصالح، ومن سار على منهجهم من الأئمة، ثم ما صح من لغة العرب، لكن لا يعارض ما ثبت من ذلك بمجرد احتمالات لغوية.
رابعاً: أصول الدين كلها، قد بينها النبي صلى الله عليه وسلم، وليس لأحد أن يحدث شيئاً زاعماً أنه من الدين بعده.
خامساً: التسليم لله ولرسوله ظاهراً وباطناً، فلا يُعارَض شيء من الكتاب أو السنة الصحيحة بقياس، ولا ذوق، ولا كشف، ولا قول شيخ، ولا إمام، ونحو ذلك.
سادساً: العقل الصريح موافق للنقل الصحيح، ولا يتعارض قطعياً معهما، وعند توهم التعارض يُقدَّم النقل.
سابعاً: يجب الالتزام بالألفاظ الشرعية في العقيدة، وتجنب الألفاظ البدعية، والألفاظ المجملة المحتمِلة للخطإ والصواب يستفسر عن معناها، فما كان حقاً أُثبت بلفظه الشرعي، وما كان باطلاً رُدَّ.
ثامناً: العصمة ثابتة للرسول صلى الله عليه وآله وسلم، والأمة في مجموعها معصومة من الاجتماع على ضلالة، وأما آحادها فلا عصمة لأحد منهم، وما اختلف فيه الأئمة وغيرهم فمرجعه إلى الكتاب والسنة، مع الاعتذار للمخطئ من مجتهدي الأمة.
تاسعاً: في الأئمة محدّثون مُلهمون، والرؤيا الصالحة حق، وهي جزء من النبوة، والفراسة الصادقة حق، وهذه كرامات ومبشرات، بشرط موافقتها للشرع، وليست مصدراً للعقيدة ولا للتشريع.
عاشراً: المراء في الدين مذموم، والمجادلة بالحسنى مشروعة، وما صح النهي عن الخوض فيه وَجَبَ امتثال ذلك، ويجب الإمساك بالحسنى عن الخوض فيما لا علم للمسلم به، وتفويض علم ذلك إلى عالمه سبحانه.
حادي عشر: يجب الالتزام بمنهج الوحي في الرد، كما يجب في الاعتقاد والتقدير، فلا تُرَدُّ بدعة ببدعة، ولا يقابل التفريط بالغلو، ولا العكس.
ثاني عشر: كل محدثة في الدين بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

اللهم اهدنا الصراط المستقيم



صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين



آمين، وصلى الله على سيد المرسلين، والحمد لله رب العالمين
خلاصة مبادئ المجسمة ليحذرها كل مسلم:
1- أن إلههم جسم، قال بعضهم: لا كالأجسام، وأما أهل السنة فينزهون الله تعالى عن الجسمية التي هي من صفات المخلوقات، والله تعالى لا يشبه شيئاً من خلقه ولا يشبهه شيء من خلقه.
2- وأن له حد ونهاية، وقال بعضهم: إنه محدود من الجهات الست، وأما أهل السنة فينزهون الله تعالى عن ذلك، وقد تقدم نص الإمام الطحاوي: "وتعالى عن الحدود والغايات".
3- وأنه مستقر على العرش بذاته، وأنه مماس للعرش، والعرش مماس له، وهو محله ومكانه، وحملة العرش يحملونه، وإن كانوا ليسوا بأقوى منه، وأما أهل السنة فيقولون إن الله تعالى استوى على عرشه استواء يليق بذاته، ليس بجلوس ولا استقرار ولا مماسة، وليس العرش محلاً لله تعالى بل العرش وحملته محمولون بلطف قدرته.
4- وأنه فوق خلقه فوقية مكان وذات، وأهل السنة يقولون هو فوق خلقه فوقية مكانة لا مكان، إذ هو خالق المكان، ويستحيل وصفه تعالى بالحلول في الأمكنة.
5- وأن له أعضاء وجوارح، فله يد هي العضو والجارحة قال بعضهم: لا كأيدي المخلوقات، وأنه مركب له أجزاء وأبعاض، وأن له صورة قال بعضهم: على هيئة الإنسان. وقال بعضهم: يجوز أن يظهر الباري بصورة شخص. تعالى الله عما يقول الظالمون، وأما أهل السنة فينفون عن الله تعالى الجوارح والأعضاء والأبعاض والأجزاء، لأنه لا يوصف بهذه الأوصاف إلا الأجسام والله تعالى ليس جسماً، وأما ما ورد من ذكر اليد والوجه وغير ذلك فالقول عند أهل السنة إثبات ذلك لله تعالى لا على معنى الأعضاء والجوارح بل معناها يعلمه الله، مع نفي الكيف عنها.
6- وأنه يشبه الأجسام من جهة من الجهات ولولا ذلك لما دلت عليه، وأما أهل السنة فينفون عن الله تعالى مشابهة خلقه من كل وجه.
7- أنه يتحرك تارة ويسكن أخرى، ويقوم تارة ويقعد أخرى، ويجوز عليه الانتقال والتحول من مكان لمكان، وأما أهل السنة فينفون عن الله تعالى الحركة والانتقال من مكان إلى مكان، لأن ذلك من خواص الأجسام، ولما يلزم عليه من الحلول في الأمكنة، والاحتياج إليها، وكل ذلك محال أن يتصف الله تعالى به، وأما ما ورد من نحو: "وجاء ربك والملك" و"ينزل ربنا كل ليلة" ..إلخ فهم يثبتون لله تعالى ما أثبته لنفسه، لكن لا على معناه الثابت للأجسام، فيقولون: لله مجيء ليس انتقالاً من مكان لمكان، ولله نزول ليس تدلياً من أعلى إلى أسفل، وأما معناه فهو مفوض إلى الله تعالى، أو مؤول بشروط التأويل سالفة الذكر، وهي:(1) أن تقتضي الضرورة التأويل. (2) وأن يكون التأويل على سبيل الاحتمال لا الجزم. (3) وأن يكون التأويل في السياقات النصية لا عند الكلام عن الصفة. (4) وأن يكون التأويل من عالم متبحر جمع بين علوم اللغة والشريعة.
8- وأنه يُرَى بمقابلة وجهة، مكيفاً محدوداً، بمعنى أنه لكي يراه الخلق لا بد أن يكون مقابلاً لهم، وفي الجهة التي ينظر إليها الناظر، وهو في نظر الناظر محدود يشمله الناظرون بأبصارهم، وأما أهل السنة فإنهم ينزهون الله تعالى عن الحد والجهة والمقابلة.
9- وأنه يجوز أن يُمَسَّ ويلْمس. وأهل السنة ينزهون الله تعالى عن مثل ذلك، لأنه يستلزم الجسمية والمشابهة للخلق.
10- وأن ذاته محل للحوادث، وأهل السنة ينزهون الله تعالى عن ذلك، ويقولون: إن من ثبت له وصف القدم فيستحيل أن تكون ذاته محلاً للحوادث.
وأخيراً فهاك جدولاً يوضح أهم الفوارق بين قول أهل السنة وقول الجهمية وقول المجسمة:
قول الجهمية
قول أهل السنة
قول المجسمة
-
الله تعالى لا يوصف بالجسمية
الله تعالى جسم قال بعضهم: لا كالأجسام
-
الله تعالى لا يحد
الله تعالى له حد ونهاية، قال بعضهم هو محدود من الجهات الست، وقال بعضهم: هو محدود من الجهة المقابلة للعرش فقط
صفات الله تعالى أكثرها مخلوق
صفات الله تعالى الذاتية قديمة
ذات الله تعالى محل للحوادث.
الله تعالى ليس مستو على العرش
الله تعالى مستو على العرش بالمعني الذي أراده، بلا كيف، لكن استواءه ليس باستقرار ولا جلوس، ولا مماسة
الله تعالى مستو على العرش بذاته واستواؤه استقرار وجلوس على العرش
قول الجهمية
قول أهل السنة
قول المجسمة
-
العرش ليس محلاً لله تعالى
العرش محل لله تعالى ومكان له
ليس لله وجه.
لله تعالى وجه كما أخبر لكنه ليس بصورة ويعلم حقيقته الله تعالى بلا كيف
لله تعالى وجه هو الصورة
ليس لله تعالى يدان
لله تعالى يدان ليسا بجارحتين ولا عضوين ولا جزئين وإنما يعلم حقيقتهما الله تعالى بلا كيف
لله تعالى يدان هما الجوارح والأعضاء.
ليس لله تعالى صورة.
ليس لله تعالى صورة
لله تعالى صورة قال بعضهم: على هيئة الإنسان
ليس لله تعالى جوارح ولا أعضاء ولا أجزاء.

لا يوصف الله تعالى بالجوارح والأعضاء والأجزاء

لله تعالى جوارح وأعضاء وأجزاء.
قول الجهمية
قول أهل السنة
قول المجسمة
الله تعالى في كل مكان
الله تعالى لا يوصف بالجهات الحسية
الله تعالى في جهة حسية هي جهة الفوق
الله تعالى في كل مكان.
الله تعالى عال على خلقه علو مكانة ومنزلة لا علو مكان وذات
الله تعالى عال على خلقه علو مكان وذات
الله تعالى لا ينزل إلى السماء الدنيا
الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا نزولاً يعلم حقيقته هو بلا انتقال ولا زوال ولا تدلِ من أعلى إلى أسفل، وبلا كيف.
الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا بذاته نزول انتقال وزوال.
الله تعالى لا يرى في الآخرة
الله تعالى يرى في الآخرة بالأبصار لكن بلا كيف ولا انحصار ولا مقابلة وجهة
الله تعالى يرى بالأبصار بمقابلة وجهة هي العلو الحسي.
الله تعالى لا يتحرك
الله تعالى لا يوصف بالحركة والانتقال من مكان لمكان.
الله تعالى يتحرك ويسكن ويقوم ويقعد.
قول الجهمية
قول أهل السنة
قول المجسمة
الله تعالى لا يشبه خلقه مطلقاً، ولا يوصف بما وصف به نفسه مما يشبه صفات الخلق.
الله تعالى لا يشبه خلقه. ويوصف بما وصف به نفسه لا على المعنى الذي يوصف به المخلوق
الله تعالى يشبه خلقه من وجه من الوجوه وإلا لما دلت الخلائق عليه.
لا يوصف الله تعالى بما يوصف به خلقه وما جاء مما يوهم ذلك في الكتاب يجب تأويله، وما جاء من ذلك في السنة ينكر فهم ينفون كل ما وصف الله تعالى به نفسه أو وصفه به نبيه باعتبار أن معاني هذه الصفات لا تنفك عنها وهذه المعاني خاصة بالمخلوق.
لا يوصف الله تعالى بما يوصف به خلقه، وما جاء مما يوهم ذلك في الكتاب والسنة فنؤمن به، وننفي عنه الكيف، ونفوض علم معناه إلى الله تعالى، أو نؤوله على الاحتمال إذا ساغ تأويله وعلى وجه يرتضيه أهل العلم.
يوصف الله تعالى بما يوصف به خلقه فهم فيما ورد من ذلك في الكتاب والسنة يثبتون الصفة بمعناها المعهود لغة، ويثبتون لها كيفاً.
قول الجهمية
قول أهل السنة
قول المجسمة
ينفون الصفات
يثبتون الصفات ويفوضون علم معانيها لله تعالى وبعضهم يؤول بعض ذلك بشروط
يثبتون الصفات بمعانيها المعهودة، ويثبتون لها كيفاً.

وإذا عرفت ذلك بان لك وسطية أهل السنة بين إفراط المجسمة وتفريط الجهمية نسأل الله تعالى أن يقينا وإياكم الزلل وأن يعصمنا من الخبط والخطل، إنه على ما يشاء قدير، والله أعلى وأعلم وهو أجل وأكرم.
وفرغ من تبييضه الفقير إلى عفو ربه رشوان بن أبي زيد بن محمود الهلالي الأثري ليلة السادس والعشرين من شهر رمضان المبارك سنة 1425هـ، الموافق 9/11/2004م وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.



وسوف اتيكم بالمزيييييييييييييييييد ان شاء الله

السيد2000 18-05-2011 02:19 PM

معذرة حدث خطأ في نسخ الجول

السيد2000 18-05-2011 02:21 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السيد2000 (المشاركة 3423442)
معذرة حدث خطأ في نسخ الجول



معذرة حدث خطأ في نسخ الجدول


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 08:34 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.