عبد الله الرفاعي |
13-04-2010 11:14 PM |
أصحاب الهمم العالية
أصحاب الهمم العالية أخي المسلم: صاحب الهمة العالية، والنفس الشريفة لا يرضى بالأشياء الدنية الفنية، وإنما همته المسابقة إلى الدرجات الباقية الذاكية التي لا تفنى، ولا يرجع عن مطلوبه ولو تلفت نفسه في طلبه، ومن كان في الله تلفه، كان على الله خلفه.
قيل لبعض المجتهدين في الطاعات: ل تعذب هذا الجسد قال: كرامته أريد! وإذا كانت النفوس كــبارا
تعبت في مرادها الأجسام
من يهن يسهل الهوان عليه
ما لجرح بميت إيــــــلام
قال عمر بن عبد العزيز : إن لي نفسا تاقة، ما نالت شيئا إلا تاقت إلى ما هو أفضل منه، وأنها لما نالت هذه المنزلة - يعني الخلافة - يعني الآخرة. على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم قيمة كل إنسان ما يطلب، فمن كان يطلب الدنيا فلا أدنى منه، فإن الدنيا دنية، وأدنى منها من يطلبها، وهين خسية، وأخس منها من يخطبها. قال بعضهم: القلوب جوالة، فقلب يجلو حلول العرش، وقلب يجول حول الحش.
العاقل يغبط من أنفق ماله في سبيل الخيرات ونيل علو المدرجات، والجاهل يغبط من أنفق ماله في الشهوات، وتوصل إلى اللذات والمحرمات.
العالي الهمة يجتهد في نيل مطلوبه، ويبذل ماله في الوصول إلى رضا محبوبه، فأما خسيس الهمة فأجتهاده في متابعة هواه، ويتكل على مجرد العفو، فيفوته - إن حصل له العفو - منازل السابقين.
قال بعض السلف: هب أن المسيء عفي عنه أليس قد فاته ثواب المحسنين ؟!
فيا مذنبا يرجو من الله عفوه أترضى بسبق المتقين إلى الله؟!
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
|