الطريق الى قرطبة (قصيدة)

بكائية للدول الاسلامية المحتلة كتبت 1972 لشاعر الاسكندرية الاسمر الراحل/عبد المنعم الانصارى الذى مثل مصر فى كثيرمن المحافل الدولية وله عدة دواويين شعرية منها : اغنيات الساقية/على باب الاميرة/قرابين/مواجهة
.................................................. .........القصيدة...........
رأيتُ قرطبةً بالقارِ تغتسلُ

رأيتُ أهدابَها بالذُّلِ تكتحلُ

رأيتُها تحت أمطار الظلام وفى

عيونِها رغبةٌ خضراء تشتعلُ

* * *
يُقالُ كانت بماءِ الورد تغتسلُ

يقالُ كانتْ بنورِ الله تكتحلُ

يقالُ كانتْ .. وكان الحبُّ يحرُسُها

بعسْكرٍ تتقى أخطارُه الدولُ

* * *
أكَادُ أعبُدُها مما رواهُ أبى

عنها .. وما قالهُ عُشَّاقُها الأوَلُ

أكَادُ أسمعُ – رغم البين – همستها

تقول: أَقبِلْ. فأنتَ المنقذُ البطل

طال الفراقُ وقلبى ليس يحتملُ

عيونُ قرطبةٍ للوْصلِ تَبْتهلُ

وشعرُ قرطبةٍ كالليل ينسدلُ

على جبين كَشِبهْ البدر يكتمل

* * *
من أغنياتٍ لها حارَتْ على شفتى

وليس عند سواها يُنشد الغزلُ

* * *
إنى عَرْفتُ طريقى نحو قرطبة

وكان زادى عليه الحبُّ والأملُ

عرفتُه بعلاماتٍ تميزُه

وها أنا بجوادى فيه ارتحلُ

أكاد ألمحُ عن بُعْدٍ مآذنها

ودون أسوارها الفُرسانُ تقتتلُ

فاستحَّث جوادى نحوها .. وأنا

خلف المسافاتِ قلبٌ بالمنى ثملُ

تمضى السنونَ على الطريق وما

أزال أركبُ إصرارى .. ولا أصل

بعيدةً لم تزل يا عينُ .. قرطبةٌ

بعيدةً .. وجوادى مسَّه الكلل

بعيدة يا جوادى لا تزال .. فهل

يوما سنبلغُها؟ أم ينتهى الأجلُ؟