![]() |
قسم الرقائق (تعالوا نعالج قسوه قلوبنا)
اود ان يكون هذا الموضوع مخصص لكل مايساعد على ترقيق قلوبنا وارجو مشاركه الزملاء ليس بالشكر ولكن باضافه مواضيع وروابط تخص نفس الموضوع وطبعا على منهج اهل السنه والجماعه وبشرط عدم ذكر احاديث موضوعه او ضعيفه فلو البدايه مع كلمه عن الموت للشيخ على الطنطاوى
كلنا نموت هل رأى أحد منكم يوماً جنازة؟ هل تعرفون رجلاً كان إذا مشى رج الأرض، و إن تكلم ملأ الأسماع، و إن غضب راع القلوب، جاءت عليه لحظة فإذا هو جسد بلا روح، و إذا هو لا يدفع عن نفسه ذبابة، و لا يمتنع من جرو كلب؟!!! علي الطنطاوي هل سمعتم بفتاة كانت فتنة القلب و بهجة النظر، تفيض بالجمال و الشباب، و تنثر السحر و الفتون، تبذل الأموال في قبلة من شفتيها المطبقتين كزر ورد أحمر، و تراق الكبرياء على ساقيها القائمتين كعمودين من المرمر، جاءت عليها لحظة فإذا هي قد آلت إلى النتن و البلى، ورتع الدود في هذا الجسد الذي كان قبلة عُبّاد الجمال، و أكل ذلك الثغر الذي كانت القبلة منه تشترى بكنوز الأموال ؟!! هل قرأتم في كتب التاريخ عن جبار كانت ترتجف من خوفه قلوب الأبطال، ويرتاع من هيبته فحول الرجال، لا يجسر أحد على رفع النظر إليه، أو تأمل بياض عينيه، قوله إن قال شرع، و أمره إن أمر قضاء، صار جسده تراباً تطؤه الأقدام، و صار قبره ملعباً للأطفال، أو مثابة ( لقضاء الحاجات) ؟!!!. هل مررتم على هذه الأماكن، التي فيها النباتات الصغيرة، تقوم عليها شواهد من الحجر، تلك التي يقال لها المقابر ؟!!. فلماذا لا تصدقون بعد هذا كله، أنّ في الدنيا موتاً ؟!. لماذا تقرؤون المواعظ، و تسمعون النذر فتظنون أنها لغيركم؟ و ترون الجنائز و تمشون فيها فتتحدثون حديث الدنيا، و تفتحون سير الأمال و الأماني .. كأنكم لن تموتوا كما مات هؤلاء الذين تمشون في جنائزهم، و كأن هؤلاء الأموات ما كانوا يوماً أحياء مثلكم، في قلوبهم آمال أكبر من آمالكم، و مطامع أبعد من مطامعكم ؟. لماذا يطغى بسلطانه صاحب السلطان، و يتكبر و يتجبر يحسب أنها تدوم له؟ إنها لا تدوم الدنيا لأحد، ولو دامت لأحد قبله ما وصلت إليه. و لقد وطئ ظهر الأرض من هم أشد بطشاً، و أقوى قوة، و أعظم سلطاناً؟ فما هي ... حتى واراهم بطنها فنسي الناس أسماءهم !. يغتر يغناه الغني، و بقوته القوي، وبشبابه الشاب، و بصحته الصحيح، يظن أن ذلك يبقى له... و هيهات..! و هل في الوجود شيء لا يدركه الموت ؟! البناء العظيم يأتي عليه يوم يتخرب فيه، و يرجع تراباً، و الدوحة الباسقة يأتي عليها يوماً تيبس فيه، و تعود حطباً، و الأسد الكاسر يأتي عليه يوم يأكل فيه من لحمه الكلاب، و سيأتي على الدنيا يوم تغدو فيه الجبال هباءً، وتشقق السماء، و تنفجر الكواكب، و يفنى كل شيء إلا وجهه. يوم ينادي المنادي: { لمن الملك اليوم } فيجيب المجيب: { لله الواحد القهار } لقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإكثار من ذكر الموت. فاذكروا الموت لتستعينوا بذكره على مطامع نفوسكم، وقسوة قلوبكم، اذكروه لتكونوا أرق قلباً و أكرم يداً، و أقبل للموعظة، و أدنى إلى الإيمان، اذكروه لتستعدوا له، فإنّ الدنيا كفندق نزلت فيه، أنت في كل لحظة مدعو للسفر، لا تدري متى تدعى، فإذا كنت مستعداً: حقائبك مغلقة و أشياؤك مربوطة لبيت و سرت، وإن كانت ثيابك مفرقة، و حقائبك مفتوحة، ذهبت بلا زاد و لا ثياب، فاستعدوا للموت بالتوبة التي تصفي حسابكم مع الله، و أداء الحقوق، ودفع المظالم، لتصفوا حسابكم مع الناس. و لا تقل أنا شاب... و لا تقل أنا عظيم... و لا تقل أنا غني .... فإن ملك الموت إن جاء بمهمته لا يعرف شاباً و لا شيخاً، و لا عظيما و لا حقيراً و لاغنياً و لا فقيراً .. و لا تدري متى يطرق بابك بمهمته ....!! |
عليك أربعة شهود
عليك أربعة شهود الحمد لله الذي يرى ويسمع كل ما في الكون من سر ومن إعلان، فهو العليم وهو الخبير وهو الشهيد وهو البصير، فسبحانه ما أعظمه، وهو المحيط وهو السميع فلا إله إلا الله، أحاط بكل شئ علماً، فأين نذهب عن علمه وإحاطته؟؟ سلطان العمري وأصلي وأسلم على البشير النذير الذي أضاء لنا الطريق وبين لنا السبيل.. أخي الكريم: أين تذهب؟؟ انتبه !! عليك شهود يراقبونك في أي مكان، وفي أي زمان، فأين تذهب؟؟ وأنت يا أختاه.. انتبهي واعلمي أن هناك شهوداً يشهدون على أفعالك، ويراقبون جميع تحركاتك فاحذري. فأما الشاهد الأول: فهو هذه الأرض التي نمشي عليها، ونأكل عليها، ننام عليها ومنا من يعصي الله عليها، هذه الأرض لها يوم ستتحدث فيه وتتكلم فيه بما عملت عليها ــ ياعبدالله ــ سوف يأتي اليوم الذي تفضحك فيه وتكشف أسرارك، ولعلك تقول: ما هو الدليل على أن الأرض ستشهد يوم القيامة؟ فأقول: يقول الله تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif إذا زلزلت الأرض زلزالها (1) وأخرجت الأرض أثقالها (2) وقال الإنسان مالها (3) يومئذ تحدث أخبارها http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الزلزلة:1-4]. قوله: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif يومئذ تحدث أخبارها http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif فسَّرها النبي عليه الصلاة والسلام بقوله: { أتدرون ما أخبارها؟ } قالوا: الله ورسوله أعلم، فقال: { فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد أو أمة بما عمل على ظهرها، تقول: عملت كذا وكذا يوم كذا وكذا، فهذه أخبارها } [رواه الترمذي:3353]، وقال: حديث حسن. نعم يا أخي الكريم.. إي والله يا أختاه. فيا ترى!! هل تذكر ذلك الشاب الذي يتجول بسيارته للذهاب إلى النساء لكي ينظر إليهن ويغمزهن، هل تذكر شهادة الأرض عليه؟ وهل تذكر ذلك الذي يسافر لتلك البلاد لكي يعصي الله عليها، ويقارف الفواحش والآثام؟ هل تذكر أن الأرض سوف تفضحه وتخبر عن سيئاته و آثامه؟ ويا ترى !! أخي أتذكر لما كنت في ذلك المكان الذي تيسرت لك فيه المعصية وبدأت في فعلها؟! نعم إن الناس لم ينتبهوا لجريمتك ولم يشهدوا عليك ولكن الأرض التي فعلت تلك المعصية عليها سوف تشهد عليك !! نعم إنك غافل، ولكن الأرض لا تغفل ويا سبحان الله. يا ترى !! تلك الفتاة التي تتجول في الأسواق وتبرز جمالها ولباسها وتريد من الناس أن ينظروا لها !! يا ترى !! هل شعرت أن تلك الأرض سوف تخبر عنها وتكشف عن جرائمها وسيئاتها في يوم كان مقدار خمسين ألف سنة؟ هل علمت تلك المرأة التي تركب مع السائق بلا محرم أن الأرض سوف تفضحها يوم العرض على الله ! وأما الشاهد الثاني: فهم الملائكة الذين يكتبون علينا أعمالنا، ويسجلون علينا سيئاتنا وحسناتنا، قال تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وإن عليكم لحافظين (10) كراماً كاتبين (11) يعلمون ما تفعلون http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الانفطار:10-12]. أيها الأخ الحبيب: أتذكر في تلك الليلة لما كنت أمام جهاز التلفاز وكنت تنظر إلى ما تبث القنوات من تلك الصور العارية؟ لعلك تذكرت ذلك الموقف.. هل كنت وحدك؟ إنك لو علمت أن الملائكة قد كتبوا عليك تلك المعصية لما فعلت. وهناك شاب آخر قد أخذ سماعة الهاتف ليعاكس الفتيات.. يا ترى!! هل علم بأن الملائكة الكاتبين قد سجلوا عليه سؤ عمله..!! وتلك الفتاة التي سمعت الأذان ولكنها تساهلت في أداء الصلاة حتى خرج وقتها، ولم تصل تلك الصلاة؛ لأنها انشغلت بالمكالمة الهاتفية، أو لعلها كانت تشاهد الأفلام والقنوات... إنني أجزم أن تلك الفتاة غافلة عن شهادة الملائكة، وأنهم يكتبون عليها أعمالها، وأقول لأولئك المفسدين من العلمانيين والكتاب المنافقين: إن ما تقولونه وتكتبونه سترونه في كتابكم يوم القيامة؛ لأن الملائكة الكاتبين قد كتبوا أقوالكم وأعمالكم، قال تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الزخرف:80]. وبعد تلك الكتابة من الملائكة، يا ترى ماذا سيجري بعد ذلك؟ عندما تموت سيطوى كتابك، ولكنك سوف تلتقي معه عندما تخرج من قبرك، وسوف تعطى هذا الكتاب الذي كتبته عليك الملائكة في الدنيا، وسوف يأمرك الله جل وعلا بأن تقرأه عندما تقف بين يديه قال تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif ونخرج له يوم القيمة كتاباً يلقاه منشوراً (13) اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الإسراء:14،13]. إنها لحظة عجيبة، إنها ساعة حرجة عندما يقف العبد حافياً عارياً أمام الجبار جلّ جلاله ومع العبد كتاب، وهذا الكتاب هو ديوان الحسنات والسيئات، فما هو شعورك يا من كان ليله في السهر على القنوات ونهاره في النوم عن الصلوات؟ ما حالك يا عبد الله عندما ترى سيئاتك في ذلك الكتاب؟ ويا ليت الأمر ينتهي عند مجرد رؤيتك له بل تؤمر بقراءته.. فماذا ستقرأ وماذا ستجد؟ ماذا ستقرأ يا شارب الدخان؟ ماذا ستقرأ يا من عق والديه؟ وماذا ستقرأ يا من أهمل تربية أبناءه؟ ماذا ستقرأ يا آكل الربا؟ قال تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif يوم ينظر المرء ما قدمت يداه http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [النبأ:40]. وأقول لتلـك الفتاة التي غفلـت عن ربهـا وأعرضت عن طاعة مولاها: ماذا ستجدين في ذلك الكتاب الذي http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الكهف:49]. يا أختاه: ستقرئين أعمالك هنالك فماذا ستقرئين؟ أما لباسك فحرام، أما وقتك فضياع في الآثام. يا أختاه: الأمر خطير، فمتى ستحذرين؟ أوصيك أن تحفظي هذه الآية: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحداً http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الكهف:49]. وأما الشاهد الثالث: فهي الجوارح التي هي من نعم الله علينا: اليدان، والقدمان، واللسان، والعينان، والأذنان، بل وسائر الجلود.. ستأتي يوم القيامة لتشهد عليك يا عبد الله، وستشهد عليك يا أختاه.. إنه مشهد لا مثيل له يقف العبد أمام ربه ويبدأ الحساب، ثم تبدأ الجوارح لتكشف الأسرار ولتخبر بالفضائح والجرائم التي فعلتها في أيامك السابقة http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif اليوم نختم على أفواههم http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [يس:65] وبعد ذلك ماذا يجري http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وتكلمنا أيديهم http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif. وهل يقف الحد عند ذلك؟ لا، بل http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif تشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [يس:65]. فيا حسرتاه.. عندما تنطق اليدان وتخبر عنك أيها الإنسان وتقول يا رب: بيده اشترى المجلات الماجنة، بيده حرك (ريموت) القنوات الفضائية. يا رب بيده لمس المرأة الأجنبية، ورفع السماعة لمعاكسات الفتيات. يا رب بيده شرب الدخان والشيشة والمخدارت، بيده تعاطى الخمر والمسكرات. وتلك الفتاة تنطق يداها، فما عساها تقول.. !! يا رب بيدها لبست العباءة الضيقة وبيدها وضعت المكياج والعطور لكي تمر بها أمام الرجال، إنه يوم الفضائح وتتكلم القدمان: أنا للحرام ذهبت، وعن الصلاة قعدت، وإلى بلاد الحرام مشيت... http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الحاقة:18]. وإن الأمر يزداد حرجاً وشدة عندما تنطق سائر الجلود http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [فصلت:20]. وكأني بذلك الشاب يقف متعجباً وهو يرى العين تشهد عليه بكل نظرة سيئة، إنه متعجب وهو يسمع شهادة الأذنين بكل أغنية وفاحشة استمع إليها.. وبعد ذلك يحصل الأمر الغريب يخاطب المرء جوارحه http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [فصلت:21]. لمَ يا عين تشهدين؟!! لمَ يا سمع تشهد؟!! لمَ يا قدم تتكلمين؟!! ولكن الجواب أعظم http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [فصلت:21]. وينتهي ذلك المشهد العجيب.. ولكن يا ترى !! ما حالك هناك؟ وهل ستكون ممن شهدت له الجوارح بالطاعات، أم ستكون ممن تفضحه جوارحه أمام الله خالق الكائنات؟ وأخيراً يا ترى هل بقي أحد يشهد علينا؟ نعم إنه الواحد الأحد رب الشهود، إنه الواحد المعبود، http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif أولم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [فصلت:53] الذي يراك أينما كنت ويعلم بحالك: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif إن الله لا يخفى عليه شئ في الأرض ولا في السماء http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [آل عمران:5]. فسبحان العليم بعباده http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وهو معكم أين ما كنتم http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الحديد:51]. فسبحان الذي لا تخفى عليه خافية http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif والله يعلم ما فى قلوبكم http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الأحزاب:51]. فسبحان من يعلم ما في الصدور. والله إن من أكبر أسباب ضعفنا وتقصيرنا هو ( الغفلة عن مراقبة الله تعالى ). وإلا فلو أن العبد الذي يخلو بذنوبه، ويبتعد عن الناس لكي لا يروه، لو يعلم ذلك بعلم الله به ورؤيته له لما فعل تلك الفعلة السيئة. ولكنه غفل عن الله، فتمادى في الشهوات http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif ألم يعلم بأن الله يرى http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [العلق:14]. وذلك الشاب الذي يعاكس الفتيات لو تذكر وهو في حديثه مع تلك الفتاة، لو تذكر هذه الآية http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif والله يسمع تحاوركما http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [المجادلة:1]. لترك المعاكسات والشهوات. إن الواحد منا لو يعلم أن أحداً من الناس علم بذنب من ذنوبه لأصابه الخجل والحياء، ولكن أين الحياء من الله تعالى؟ وأقول لتلك الأخت المؤمنة قبل أن تلبس ذلك اللباس المحرم لتفتن الشباب: تذكري أن الجبار الذي على العرش استوى يراك ويعلم بما تفعلين، وهو عليم بذات الصدور. فإلى كل مؤمن ومؤمنة تذكروا أن من أسماء الله: العليم، البصير، الشهيد، الخبير، المحيط، السميع، وكلها توجب مراقبة الله في كل حين، فيا من يسافر للعصيان تذكر نظر الواحد المنان، ويا من يتمتع بالنظر الحرام، أنسيت رؤية الملك العلام؟ ويا من يسهر على الآثام، إن الله يراك ويعلم بحالك.. فأين ستذهب؟!! وأخيراً: متى نحذر من شهادة الشهود؟ إن الأمر خطير، ويوم العرض عسير، وهناك تبدو الأسرار، وتنكشف الفضائح. وأسأل الله لي ولكم التوفيق لكل خير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد |
أخي أين زادك للرحيل إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.. أما بعد: أبو الحسن بن محمد الفقيه أخي الكريم: ما أحوجنا إلى وقفة متأملة.. مع حقيقة الموت.. تلك الحقيقة المرّة التي يرحل بها الإنسان من حياة إلى أخرى.. ومن دار إلى دار. تلك الحقيقة التي حيّرت العقول.. وحطّمت أماني الخلود.. وأجبرت الناس على اختلاف منازلهم أن يروا الحياة محطة عابرة.. لا خلود فيها ولا قرار. ففريق منهم أدرك سرّ الحياة.. فآمن بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمدٍ نبياً ورسولاً، وعلم من دينه أن الحياة رحلة ابتلاء، يعبرها المؤمن مسافراً إلى ربه، يرجو زاداً يبلغه إليه سالماً غانماً. وفريق منهم أدرك تفاهة الحياة، وقصرها، واندثارها، بَيْدَ أنه ضلّ الطريق، فاتخذها قراراً، ورضي بها منزلاً، ولم يعمل لزاد رحلته حساب! فهو في تناقض واضطراب، وتضادٍّ وعذاب. أخي الكريم: فمن أي الفريقين أنت؟ وهل أعددت زاداً للرحيل؟ أنت عابر سبيل فرسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif يوصيك أن تكون كذلك، ويقول: { كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل } [رواه البخاري]، وابن عمر رضي الله عنهما الذي وجه إليه رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif هذه الوصية يقول: ( إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك ) [رواه البخاري]. أخي: وسواء أعددت نفسك من العابرين لسبيل الحياة أم أعددت نفسك من الخالدين المقيمين.. فأنت في النهاية سترحل ! وفي سائر الحالات أنت عابرها ! فمُنى الخلود.. كالظل الزائل.. http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مّن قَبلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الأنبياء:34]. هكذا خلق الله الحياة.. وهكذا أرادها.. http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبَقَى وَجْهُ رَبِكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الرحمن:27،26]. الكل وإن طالت الأعمار راحل، وبريق الدنيا مهما لمع زائل، وعمودها مهما استقام مائل. ألا أيها الناسي ليوم رحيله *** أراك عن الموت المفرق لاهيا ولا ترعوي بالظاعنين إلى البلى *** وقد تركوا الدنيا جميعاً كما هيا ولم يخرجوا إلا بقطن وخرقة *** وما عمروا من منزل ظل خاويا وهم في بطون الأرض صرعى جفاهم *** صديق وخال كان قبل موافيا وأنت غداً أو بعده في جوارهم *** وحيداً فريداً في المقابر ثاويا جفاك الذي قد كنت ترجو وداده *** ولم تر إنساناً بعهدك وافيا فكن مستعداً للحمام فإنه *** قريب ودع عنك المنى والأمانيا دخل رجل على أبي ذر فجعل يقلب بصره في بيته، فقال: يا أبا ذر، أين متاعكم؟ قال: ( إن لنا بيتاً نوجه إليه صالح متاعنا )، قال: إنه لا بد لك من متاع ما دمت هاهنا، قال: ( إن صاحب المنزل لا يدعنا فيه ). فتأمل أخي في هذا الفقه النبيه إذ قال أبو ذر: ( إن صاحب المنزل لا يدعنا فيه !) فالمنزل الدنيا.. وصاحبها هو الله، وقد قال الله تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاع وَإنَّ الآخرةَ هِي دَارُ الْقَرَارِ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [غافر:39]، وهل يزين عاقل محطة عبور هو يدرك أنه عن قريب سيتركها؟!. ودخلوا على بعض الصالحين، فقلبوا بصرهم في بيته، فقالوا له: إنا نرى بيتك بيت رجل مرتحل، أمرتحل؟، فقال: لا، أطرد طرداً. وقال عمر بن عبد العزيز: ( إن الدنيا ليست بدار قراركم، كتب الله عليها الفناء، وكتب على أهلها منها الظعن، فأحسنوا رحمكم الله منها الرحلة بأحسن ما بحضرتكم من النقلة، وتزودوا فإن خير الزاد التقوى ). وأحسن منه قول النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { مالي وللدنيا إنما مثلي ومثل الدنيا كمثل راكب قال في ظل شجرة ثم راح وتركها } [رواه الترمذي وأحمد]. أخي: أنت معنيّ بالرحيل على كل حال، أيامك تسوقك إليه، وخطواتك تقبل بك عليه، وأنت في الحياة مجبور على العبور، وخاضع لموت مقدور. موتك فاصل بين حياة وحياة.. وليس هو نهاية المطاف.. بل هو نقلة تسير بك إلى عالم جديد.. عالم البرزخ بما فيه من هول القبر وسؤاله.. وهول البعث وأحواله.. وطول الحساب وجلاله.. http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif أَفَحَسِبْتُمْ أنَّما خَلَقْنَاكُم عَبَثاً وَأنكُمْ إلَينْاَ لا تُرْجَعُونَ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [المؤمنون:115]. لأجل فهم هذه الحقيقة أخي بعث الله النبيين والرسل، كلهم اتفقوا على بيان هذه الحقيقة لقولهم: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاع وَإنَّ الآخِرةَ هَيَ دَارُ الْقَرَارِ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [غافر:39]. لا تغفل فإنك لم تخلق سدى، وإذا رأيت الناس قد سخّروا فِطنَتَهم للدنيا، فاستعمل فِطْنَتك في الآخرة.. تفكر في رحيلك.. واجعل همك كل همك في معادك.. تذكر أن الموت يأتي على غرة.. وأعدّ لفجأته حساباً ! تفكر في لحظة احتضارك.. بم قد يختم لك.. وكيف يكون وقتها حالك ! تأمل في الناس وقد تمايلت بحملك أكتافهم.. إذ حملوك.. فأقبروك ودفنوك وودعوك.. ولم يملك لك أحدهم نفعاً ولا ضراً.. كيف ستلاقي يومها ربك؟! كيف ستدخل عالم البرزخ وحدك؟! كيف تجيب؟! وهل ستسعد وقتها أم تخيب؟! اعرض أعمالك وانظر ماذا قدمت.. http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif بَلِ الإنسانُ عَلَى نَفْسِهِ بصيِرة http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [القيامة:14]. قال ابن الجوزي رحمه الله في نصيحته لابنه: ( ومن تفكر في الدنيا قبل أن يوجد رأى مدة طويلة، فإذا تفكر فيها بعد أن يخرج منها رأى مدة طويلة، وعلم أن اللبث في القبور طويل فإذا تفكر في يوم القيامة علم أنه خمسون ألف سنة، فإذا تفكر في اللبث في الجنة والنار علم أنه لا نهاية له، فإذا عاد إلى النظر في مقدار بقائه في الدنيا فرضنا ستين سنة مثلاً فإنه يمضي منها ثلاثون سنة في النوم ونحو من خمس عشرة من الصبا، فإذا حسب الباقي كان أكثره الشهوات والمطاعم والمكاسب، فإذا خلص ما للآخرة وجد فيه من الرياء والغفلة كثيراً، فبماذا تشتري الحياة الأبدية؟ وإنما الثمن هذه الساعات !! ) [لفتة الكبد لابن الجوزي:16]. أجل أخي هي ساعات معدودات.. تحملك وتسوقك وتطوي بك مراحل الطريق.. وكلما انقضت ساعة انقضت مرحلة.. نسير إلى الآجال في كل لحظة *** وأيامنا تطوى وهن مراحلُ ولم أر مثل الموت حقاً كأنه *** إذا ما تخطته الأماني باطلُ وما أقبح التفريط في زمن الصبا *** فكيف به والشيب للرأس شاملُ ترحل من الدنيا بزاد من التقى *** فعمرك أيام وهن قلائلُ وكتب بعض السلف إلى أخ له: ( يا أخي يُخيل لك أنك مقيم، بل أنت دائب السير، تُساق مع ذلك سوقاً حثيثاً، الموت موجه إليك، والدنيا تطوى من ورائك، وما مضى من عمرك، فليس بكار عليك حتى يكر عليك يوم التغابن ). زادك في هذا الرحيل أخي.. يا من أيقن قلبك بطول السفر، وعلمت أنك إلى الله عائد ومحتضر، لا تناقض بأعمالك يقينك، ولا تدع الغفلة تنخره وتضعفه، حتى تنسيك زادك ومعادك. فإن أقواماً أنستهم الغفلة زاد الرحل فقال الله لهم عند القدوم عليه: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif لَقَدْ كُنتَ فيِ غَفْلَةٍ مّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَومَ حَدِيِد http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [ق:22]. قال الفضيل بن عياض لرجل: ( كم أتت عليك؟ ) قال: ستون سنة، قال: ( فأنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك يوشك أن تبلغ )، فقال الرجل: إنا لله وإنا إليه راجعون. فقال الفضيل: ( أتعرف تفسيره !؟ تقول: أنا لله عبد وإليه راجع، فمن علم أنه لله عبد وأنه إليه راجع فليعلم أنه موقوف، ومن علم أنه موقوف، فليعلم أنه مسؤول، ومن علم أنه مسؤول، فليٌعِدّ للسؤال جواباً ). فقال الرجل: فما الحيلة؟ قال: ( يسير ). قال: ما هي؟ قال: ( تحسن فيما بقي يُغفر لك ما مضى، فإنك إن أسأت فيما بقي، أُخذت بما مضى وبما بقي ). وأنت أخي أيضاً عبد لله.. وعائد إليه.. http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِح إلى رَبِكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الانشقاق:6].. أحسن فيما بقي يغفر الله لك ما مضى.. ربك حليم غفور.. تواب كريم.. يحب التائبين.. ويبدل سيئاتهم حسنات.. ويعفو عن الخطايا والزلات.. فبادر أخي.. بتوبة صادقة مع الله.. أظهر له فيها عزمك على طاعته.. وندمك إلى معصيته.. وحبك لدينه.. واسأله برحمته فإنه لا أحد أرحم منه.. وبإحسانه ونعمه.. وبين له ضعف حيلتك.. وشدة افتقارك إليه.. واعلم مهما كانت ذنوبك.. فهو يغفر الذنوب جميعاً. أسرع أخي بالتوبة.. فإنه زاد الرحيل الأول.. وبدونها لن تظفر بزاد. بادر قبل بغتة المنية.. وحلول الحسرة والعذاب ! http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif قًل يَا عِباديَ الَّذينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا من رّحْمة الله إنَّ الله يَغْفرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأنيُُبوا إلى رَبِكُمْ وَأسْلُموا لهُ مِن قَبْلِ أن يَأتَيِكُمُ الْعَذَابُ ثُمّ لا تُنصَرُونَ (54) وَاتَّبعُوا أحْسَنَ مَا أُنزَلَ إِلَيَكُم مّن رَّبّكُم من قَبل أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأنتُمْ لا تَشْعُرُونَ (55) أن تَقُولَ نَفْس يَا حَسْرتَى عَلَى مَا فَرَّطتُ في جَنبِ الله وَإن كُنتُ لَمنَ السَّاخِرِينَ (56) أو تَقُولَ لَو أَنّ الله هَدَاني لَكُنتُ َمنَ المُتَّقِينَ (56) أوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَو أَنَّ ليِ كرّة فَأكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الزمر:53-57]. أخي.. الإنابة الإنابة.. قبل غلق باب الإجابة.. الإفاقة الإفاقة فقد قرب وقت الفاقة. ما أحسن قلق التواب.. ما أحلى قدوم الغياب ! ما أجمل وقوفهم بالباب ! أسأت ولم أحسن وجئتك تائباً *** وأنى لعبد من مواليه مهربُ يؤمل غفراناً فإن خاب ظنه *** فما أحد منه على الأرض أخيبُ أخي.. غدك قريب.. فانظر ما قدمت له.. http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif يَا أيُهَا الْذيِنَ آمَنُوا اتَّقُوا الله ولْتَنظُرْ نَفْس مَّا قَدَّمتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا الله إنَّ الله خَبِير بِمَا تَعْمَلُونَ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الحشر:18]. قال ابن كثير رحمه الله: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif ولتَنَظُر نَفْس مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif أي: ( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وانظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم.. واعلموا أنه عالم بجميع أعمالكم وأحوالكم لا تخفى عليه منكم خافية ) [تفسير القرآن العظيم:4/365]. قال إبراهيم التميمي رحمه الله: ( مثلت نفسي في الجنة آكل من ثمارها، وأشرب من أنهارها، ثم مثلت نفسي في النار آكل من زقومها، وأشرب من صديدها، وأعالج سلاسلها وأغلالها، فقلت لنفسي أي نفس: أي شيء تريدين؟ قالت: أريد أن أرد إلى الدنيا فأعمل صالحاً. قال: قلت: فأنت في الأمنية فاعملي ). واعلم أخي أن خير زادك في الرحيل هو زاد التقوى.. http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَتَزَوَّدُوا فَإنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif، وهي: اسم جامع لكل ما يحبه ويرضاه من القيام بفرائضه، والتزام أوامره، واجتناب نواهيه، والمسارعة إلى محابه. فصحح أخي مسارك.. وابذل جهدك لمعرفة حقيقة أعمالك.. أين تصرف نظراتك؟ وأين تخطو خطواتك؟ وبم تتكلم لفظاتك؟ وما هي آمالك وخطراتك؟ يا غافل القلب عن ذكر المنيات *** عما قليل ستثوى بين أموات فاذكر محلك من قبل الحلول به *** وتب إلى الله من لهو ولذات إن الحمام له وقت إلى أجل *** فاذكر مصائب أيام وساعات لا تطمئن إلى الدنيا وزينتها *** قد حان للموت يا ذا اللب أن يأت يقول ابن القيم رحمه الله: ( إن الغافل عن الاستعداد للقاء ربه والتزود لمعاده بمنزلة النائم بل أسوأ حالاً منه، فإن العاقل يعلم وعد الله ووعيده.. لكن يحجبه عن حقيقة الإدراك، ويقعده عن الاستدراك سنة القلب وهي غفلته التي رقد فيها فطال رقوده.. وانغمس في غمار الشهوات، واستولت عليه العادات.. ومخالطة أهل البطالات.. ورضي بالتشبه بأهل إضاعة الأوقات، فهو في رقاده مع النائمين.. فمتى انكشف عن قلبه سنة الغفلة بِزَجرَة من زواجر الحق في قلبه، استجاب فيها لواعظ الله في قلب عبده المؤمن.. ورأى سرعة انقضاء الدنيا.. فنهض في ذلك الضوء على ساق عزمه قائلاً: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطتُ فيِ جَنبِ اللهِ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif، فاستقبل بقية عمره مستدركاً بها ما فات، مُحيياً بها ما أمات، مستقبلاً بها ما تقدم له من العثرات ) [الروح لابن القيم:223]. فاجعل أخي التقوى زادك.. واحذر الغفلة فإنها تًنسيك حقيقة سفرك.. وتغريك بزخرف الدنيا وتمنيك بالإقامة الزائفة.. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم |
دعوة للمحاسبة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد: عبدالمحسن بن محمد القاسم إن تعاقب الشهور والأعوام على العباد من نعم الله الغزار، قال جل وعلا: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمسَ وَالقَمَرَ دَائِبَينِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الليلَ والنَّهَارَ (33) وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعمَتَ اللهِ لا تُحصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [إبراهيم:34،33]، ويقول عليه الصلاة والسلام: { نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ } [أخرجه البخاري في الرقاق:6412 من حديث ابن عباس رضي الله عنه]. وقد أقسم الله في آيات عديدة من كتابة بأجزاء من الوقت من الليل والنهار والفجر والعصر والضحى، ونحن قد ودعنا عاماً حافلاً من أعمارنا، واستودعنا فيه أعمالنا، تُنشر يوم الحشر أمامنا، فما أسرع ما مضى وانقضى، وما أعظم ما حوى، كم من حبيب فيه فارقنا، وكم من بلاء فيه واجهنا، وكم من سيئات فيه اجترحنا، والليالي والأيام خزائن للأعمال ومراحل للأعمار، تبلي الجديد وتقرب البعيد، أيام تمر، وأعوام تكر، وأجيال تتعاقب على دروب الآخرة، فهذا مقبل وذاك مدبر، والكل إلى الله يسير، يقول المصطفى http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { كل الناس يغدو، فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها } [أخرجه مسلم في الطهارة:223 من حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه]. في الدهر آلام تنقلب أفراحاً، وأفراح تنقلب أتراحاً، أيام تمر على أصحابها كالأعوام، وأعوام تمر على أصحابها كالأيام، واللبيب من اتخذ في ذلك عبرةً ومدَّكراً، قال سبحانه: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif يُقَلِّبُ اللهُ الليلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبرةً لأُوْلِي الأَبصَارِ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [النور:44]. والعام ولى بما أودع فيه العباد من أفعال، وستعرض عليهم أعمالهم، http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif يُنَبَّأُ الإِنسَانُ يَومَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [القيامة: 13]. فانظر في صحائف أيامك التي خلت؛ ماذا ادخرت فيها لآخرتك؟ واخل بنفسك وحاسبها حساب الشحيح، يقول ميمون بن مهران: ( لا يكون العبد تقياً حتى يكون مع نفسه أشد من الشريك مع شريكه ) [أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف:7/235،195، وأبو نعيم في الحلية:4/ 89، وعلقه الترمذي في الرقاق:2459]. والرشيد من وقف مع نفسه وقفة حساب وعتاب؛ يصحح مسيرتها ويتدارك زلتها، يتصفح في ليله ما صدر من أفعال نهاره، فإن كان محموداً أمضاه، واستبق بما شاكله وضاهاه، وإن كان مذموماً استدركه وانتهى عن مثله في المستقبل؛ لأنه مسافر سفر من لا يعود، يقول ابن حبان: ( أفضل ذوي العقول منزلة أدومهم لنفسه محاسبة ) [روضة العقلاء:19]. وإن غياب محاسبة النفس نذير غرق العبد في هواه، وما أردى الكفار في لجج العمى إلا ظنهم أنهم يمرحون كما يشتهون بلا رقيب، ويفرحون بما يهوون بلا حسيب، قال سبحانه عنهم: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif إِنَّهُم كَانُواْ لا يَرجُونَ حِسَاباً http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [النبأ:27]. والاطلاع على عيب النفس ونقائصها ومثالبها يلجمها عن الغي والضلال، ومعرفة العبد نفسه وأن مآله إلى القبر يورثه تذللاً وعبودية لله، فلا يُعجب بعمله مهما عظم، ولا يحتقر ذنباً مهما صغر، يقول أبو الدرداء رضي الله عنه: ( لا يتفقه الرجل كل الفقه حتى يمقت الناس في جنب الله، ثم يرجع إلى نفسه فيكون لها أشد مقتاً ) [أخرجه عبدالرزاق في المصنف:11/255، وابن أبي شيبة في المصنف:7/ 110)، والطبري في تفسيره:1/258، وأبو نعيم في الحلية:1/211]. وإذا جالست الناس فكن واعظاً لقلبك، فالخلق يراقبون ظاهرك، والله يراقب باطنك، ومن صحح باطنه في المراقبة والإخلاص زين الله ظاهره في المجاهدة والفلاح. والتعرف على حق الله وعظيم فضله ومنه وتذكر كثرة نعمه وآلائه يطأطىء الرأس للجبار جل وعلا، ويدرك المرء معه تقصيره على شكر النعم، وأنه لا نجاة إلا الرجوع إليه، وأن يطاع فلا يعصى، وأن يشكر فلا يكفر، يقول أهل العلم: ( بداية المحاسبة أن تقايس بين نعمته عز وجل وجنايتك، فحينئذ يظهر لك التفاوت، وتعلم أنه ليس إلا عفوه ورحمته أو الهلاك والعطب ). وتفقد عيوب النفس يزكيها ويطهرها، قال سبحانه: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif قَد أَفلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَد خَابَ مَن دَسَّاهَا (10) http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الشمس:10،9]، يقول مالك بن دينار: ( رحم الله عبداً قال لنفسه: ألست صاحبة كذا؟! ألست صاحبة كذا؟! ثم زمَّها، ثم خطمها، ثم ألزمها كتاب ربها، فكان لها قائداً ) [انظر إحياء علوم الدين:4/405، وإغاثة اللهفان:1/79]. وإن أضرَّ ما على المكلف إهمال النفس وترك محاسبتها والاسترسال خلف شهواتها حتى تهلك، وهذا حال أهل الغرور الذين يغمضون عيونهم عن المعاصي ويتكلون على العفو، وإذا فعلوا ذلك سهُلت عليهم مواقعة الذنوب والأنس بها والله يقول: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif يَأَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الكَرِيمِ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الانفطار:6]، يقول الحسن البصري رحمه الله: ( لا يليق بالمؤمن إلا أن يعاتب نفسه فيقول لها: ماذا أردت بكلمتي؟ ماذا أردت بأكلتي؟ وأما الفاجر فيمضي قدماً لا يعاقب نفسه ) [أخرجه أحمد في الزهد:281، وعزاه في الدر المنثور:8/343 إلى عبد بن حميد وابن أبي الدنيا في محاسبة النفس]. والمؤمن قوام على نفسه يحاسبها، قال عز وجل: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُم طَائِفٌ مِّنَ الشَّيطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبصِرُونَ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الأعراف:201] وإنما خف الحساب على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وشق الحساب على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة، فتوق الوقوع في الزلة، فترك الذنب أيسر من طلب التوبة، وأنبها على التقصير في الطاعات، فالأيام لا تدوم، ولا تعلم متى تكون عن الدنيا راحلاً، وخاطب نفسك: ماذا قدمت في عام أدبر؟ وماذا أعددت لعام أقبل؟ يقول الفاروق رضي الله عنه: ( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا ) [أخرجه ابن المبارك في الزهد:103، وابن أبي شيبة في المصنف:7/ 96، وأبو نعيم في الحلبة:1/ 52، وعلق بعضه الترمذي في الرقاق:2459 بنحوه، وأورده الألباني في السلسلة الضعيفة:1201]. وعاهد نفسك في مطلع هذا العام على المحافظة على الصلوات الخمس في المساجد جماعة مع المسلمين، والتزود من العلم النافع والسعي في نشره وتعليمه، وحفظ اللسان عن المحرمات من الكذب والغيبة والبذاءة والفحش، وعليك بالورع في المطاعم والمشارب، واجتناب ما لا يحل، واحرص على بر الوالدين وصلة الأرحام، وبذل المعروف للقريب والبعيد، وتطهير القلب من الحسد والعداوة والبغضاء، واحذر الوقيعة في أعراض المسلمين، واجتهد بالقيام بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأداء حقوق الأولاد والزوجة على الوجه الأكمل، وغض البصر عن النظر إلى المحرمات في الطرقات أو الفضائيات، وما أجمل أن يكون هذا العام انطلاقة تغير في المجتمعات، ومحافظة النساء على حجابهن، والتزامهن بالستر والحياء، إمتثالاً لأمر الله واتباعاً لسنة رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif واقتفاء بسير الصحابيات والصالحات. فالليل والنهار يباعدان من الدنيا ويقربان إلى الآخرة، فطوبى لعبد انتفع بعمره، فاستقبل عامه بمحاسبة نفسه على ما مضى، فكل يوم تغرب فيه شمسه ينذرك بنقصان عمرك، والعاقل من اتعظ بأمسه، واجتهد في يومه، واستعد لغده، فخذ الأهبة لآزف النقلة، وأعد الزاد لقرب الرحلة، وخير الزاد التقوى، وأعلى الناس عند الله منزلة أخوفهم منه. http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَلتَنظُر نَفسٌ مَّا قَدَّمَت لِغَدٍ وَاتَّقُواْ اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِير بِمَا تَعمَلُونَ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الحشر:18]. فضل شهر محرم فاتحة شهور العام شهر الله المحرم، من أعظم الشهور عند الله، عظيم المكانة قديم الحرمة رأس العام، من شهر الله الحرام، فيه نصر الله موسى وقومه على فرعون وملته، ومن فضائله كثرة صيام أيامه، يقول عليه الصلاة والسلام: { أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل } [رواه مسلم]. وأفضل أيام هذا الشهر يوم عاشوراء، يقول ابن عباس رضي الله عنهما، قدم النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif المدينة فوجد اليهود صياماً يوم عاشوراء، فقال لهم: { ما هذا اليوم الذي تصومونه؟ } قالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وأغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكراً، ونحن نصومه، فقال عليه الصلاة والسلام: { نحن أحق بموسى منكم }، فصامه وأمر بصيامه. [متفق عليه]. ولمسلم عن أبي قتادة http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif أن رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif سُئل عن صيام يوم عاشوراء فقال: { أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله }. وقد عزم على أن يصوم يوماً قبله مخالفة لأهل الكتاب فقال: { لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع }. فيستحب للمسلمين أن يصوموا يوم عاشوراء اقتداء بسنة المصطفى http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif، وطلباً لثواب الله عز وجل، وأن يصوموا يوماً قبله أو يوماً بعده مخالفة لليهود، وعملاً بما استقرت عليه السنة، وذلك من شكر الله عز وجل على نعمه، واستفتاح هذا العام بعمل من أفضل الأعمال الصالحة التي يرجى فيها ثواب الله سبحانه. وصلَّى الله على محمد وآله وسلم. |
الغفلة المهلكة
الغفلة المهلكة الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.. أما بعد: يقول الله تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الأنبياء:1]. والذي يتأمل أحوال الناس في هذا الزمن يرى تطابق الآية تماماً مع واقع كثير منهم وذلك من خلال ما يرى من كثرة إعراضهم عن منهج الله وغفلتهم عن الآخرة وعن ما خلقوا من أجله، وكأنهم لم يخلقوا للعبادة، وإنما خلقوا للدنيا وشهواتها، فإنهم إن فكروا فللدنيا وإن أحبوا فللدنيا، وإن عملوا فللدنيا، فيها يتخاصمون ومن أجلها يتقاتلون وبسببها يتهاونون أو يتركون كثيرأ من أوامر ربهم، حتى أن بعضهم مستعد أن يترك الصلاة أو يؤخرها عن وقتها من أجل اجتماع عمل أو من أجل مباراة أو موعد مهم ونحو ذلك !! كل شيء في حياتهم له مكان ! للوظيفة مكان، للرياضة مكان، للتجارة مكان للرحلات مكان، للأفلام والمسلسلات وللأغاني مكان، للنوم مكان، للأكل والشرب مكان، كل شيء له مكان إلا القرآن وأوامر الدين، تجد الواحد منهم ما أعقله وأذكاه في أمور دنياه، لكن هذا العاقل المسكين لم يستفد من عقله فيما ينفعه في أُخراه، ولم يقدة عقله إلى أبسط أمر وهو طريق الهداية والاستقامة على دين الله الذي فيه سعادته في الدنيا والآخرة، وهذا هو والله غاية الحرمان http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الروم:7]. من يرى أحوالهم وما هم عليه من شدة جرأتهم على ارتكاب المعاصي وتهاونهم بها يقول: إن هؤلاء إما أنهم لم يصدقوا بالنار، أو أن النار قد خلقت لغيرهم، نسوا الحساب والعقاب وتعاموا عن ما أمامهم من أهوال وصعاب http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الحجر:72]. انشغلوا براحة أبدانهم وسعادتها في الدنيا الفانية وأهملوا سعادتها وراحتها في الأخرى الباقية. يا مـتعب الجسم كـم تـسعى لراحتـه *** أتعبت جسمك فيما فيه خسران؟! أقبل على الروح واستكمل فضائلها *** فأنت بالروح لا بالجسم إنـسان ما أحرصهم على أموالهم وما أحرصهم على وظائفهم، وصحتهم، لكن أمور دينهم والتفقه فيها وتطبيقها والتقيد بها فهي آخر ما يفكرون فيه إن هم فكروا. أوقاتهم ضائعة بلا فائدة، بل إن أغلبها قد تضيع في المحرمات وإضاعة الواجبات يبحثون بزعمهم عن الراحة والسعادة، وهم بعملهم هذا لن يجدوا إلا الشقاء والتعاسة، شعروا بذلك أم لم يشعروا لقوله تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [طه: 124]، حتى أصبح حال الكثيرين من هؤلاء كما قال الشاعر: نهارك يا مغرور سهو وغفـلة *** وليلك نوم والردى لك لازم وشغلك فبما سوف تكره غبـه *** كذلك في الدنيا تعيش البهائم ولقد مات عند الكثير من هؤلاء الشعور بالذنب، ومات عندهم الشعور بالتقصير، حتى ظن الكثير منهم أنه على خير عظيم، بل ربما لم يرد على خاطره أنه مقصر في أمور دينه، فبمجرد قيامه بأصول الدين ومحافظته على الصلوات ظن في نفسه خيرأ عظيماً، وأنه بذلك قد حاز الإسلام كله وأن الجنة تنتظره في نهاية المطاف، ونسي هذا المسكين مئات بل آلاف الذنوب والمعاصي التي يرتكبها صباحاً ومساءً من غيبة أو بهتان أو نظرة إلى الحرام أو شرب لحرام أو حلق لحية أو إسبال ثوب أو غير ذلك من المعاصي والمخالفات التي يستهين بها ولا يلقي لها بالاً ويظن أنها لا تضره شيئاً وهي التي قد تكون سبباً لهلاكه وخسارته في الدنيا والآخرة وهو لا يشعر لقوله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { إياكم ومحقرات الذنوب فإنها إذا اجتمعت على العبد أهلكته }، ناهيك عن ما يرتكبه البعض من كبائر وموبقات من ربا وزنا ولواط ورشوة وعقوق ونحو ذلك..وإن المرء ليعجب والله أشد العجب! ألم يمل أولئك هذه الحياة؟ ألم يسألوا أنفسهم؟ ثم ماذا في النهاية؟ ماذا بعد كل هذه الشهوات والملذات؟ ماذا بعد هذا اللهو والعبث؟ ماذا بعد هذه الحياة التافهة المملوءة بالمعاصي والمخالفات؟ هل غفل أولئك عما وراء ذلك.. هل غفلوا عن الموت والحساب والقبر والصراط، والنار والعذاب، أهوال وأهوال وأمور تشيب منها مفارق الولدان، ذهبت اللذات وبقيت التبعات، وانقضت الشهوات وأورثت الحسرات، متاع قليل ثم عذاب أليم وصراخ وعويل في دركات الجحيم، فهل من عاقل يعتبر ويتدبر ويعمل لما خلق له ويستعد لما أمامه. تا الله لو عاش الفتى في عمره *** ألفاً من الأعوام مالك أمره مــتـلــذذاً فيــها بـكــل نــعيـــم *** متـنعـماً فيـها بنعـمى عصره مـا كـان ذلـك كـله في أن يفي *** بمـبيـت أول ليـلة فـي قــبـره إن مثل هؤلاء المساكين الغافلين السادرين في غيّهم قد أغلقت الحضارات الحديثة أعينهم وألهتهم الحياة الدنيا عن حقائقهم ومآلهم، ولكنهم سوف يندمون أشد الندم إذا استمروا في غيهم ولهوهم وعنادهم ولم يفيقوا من غفلتهم وسباتهم ويتوبوا إلى ربهم. يقول تعالى عن مثل هؤلاء: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الحجر:3]. أي دعهم يعيشوا كالأنعام ولا يهتمون إلا بالطعام والشراب واللباس والشهوات!؟. ألم يأن لكل مسلم أن يعلم حقيقة الحياة والغاية التي من أجلها خلق؟ أمـا والله لـو عـلم الأنـام *** لمـا خلقوا لما غفلوا وناموا لقد خلقوا لما لو أبصرته *** عيون قلوبهم تاهوا وهاموا مـمـات ثـم قـبرثم حشــر *** وتـوبـيـخ وأهــوال عظــام أخي الحبيب: يا من تقرأ هذه الرسالة قف قليلأ مع هذه الأسطر وراجع نفسك وحاسبها وانظر كيف أنت في هذه الحياة، هل أنت من أولئك اللاهين الغافلين أم لا؟ وهل أنت تسير في الطريق الصحيح الموصل إلى رضوان الله وجنته، أم أنك تسير وفق رغباتك وشهواتك حتى ولو كان في ذلك شقاؤك وهلاكك، انظر أخي في أي الطريقين تسير فإن المسألة والله خطيرة وإن الأمر جد وليس بهزل، ولا أظن أن عندك شيء أغلى من نفسك فاحرص على نجاتها وفكاكها من النار ومن غضب الجبار، انظر أخي الحبيب كيف أنت مع أوامر الله وأوامر رسوله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif، هل عملت بهذه الأوامر وطبقتها في واقع حياتك أم أهملتها وتجاهلتها وطبقت ما يناسبك ويوافق رغباتك وشهواتك. إن الدين أخي الحبيب كلٌ لا يتجزأ؛ لأن الإلتزام ببعض أمور الدين وترك الأمور الأخرى يعتبر استهتارا بأوامر الله وتلاعبا بها، وهذا لا يليق بمسلم أبداً وقد نهى الله عن ذلك وتوعد من فعله بوعيد شديد فقال عز من قائل: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [البقرة:85]. إن المسلم الحق وقته كله عبادة والدين عنده ليس شعائر تعبدية فحسب يؤديها ثم يعيش بعد ذلك فيما بين الشعيرة والشعيرة بلا دين ولا عبادة!! فيأكل الحرام ويشرب الحرام ويسمع الحرام ويشاهد الحرام ويعمل الحرام ويتكلم بالحرام!! إن من يفعل ذلك لم يفهم حقيقة الإسلام الذي يحمله وينتمي إليه. أخي الحبيب: يا من تعصي الله إلى متى هذه الغفلة؟ إلى متى هذا الإعراض عن الله؟ ألم يأن لك أخي أن تصحو من غفلتك؟ ألم يأن لهذا القلب القاسي أن يلين ويخشع لرب العالمين http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الحديد:16]، أعلنها أخي توبةً صادقةً وكن شجاعاً، وكن حقاً عبداً لله تعالى، وهل يكون الإنسان عبداً حقيقياً لله وهو متمرد على مولاه أينما يوجهه لا يأتِ بخير.. ألم يأن لك أخي أن تسير في قافلة التائبين؟ هل أنت أقل منهم؟ حاشاك ذلك؟ ألا تريد ما يريدون؟ هل هم في حاجة إلى ما عند الله من الثواب وأنت في غنى عنه؟ هل هم يخافون الله وأنت قوي لا تخافه؟ ألا تريد الجنة يا أخي؟ تخيّل يا أخي النظر إلى وجه ربك الكريم في الجنة وتخيّل أنك تصافح نبيك محمداً صلى الله عليه وسلّم وتقبله وتجالس الأنبياء والصحابة في الجنة، قال تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [النساء:69]، وتخيّل أخي نفسك وأنت في النعيم المقيم في جنات عدن بين أنهار من ماء وأنهار من لبن وأنهار من خمر وأنهار من عسل مصفى وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون، ولك فيها ما تشتهيه نفسك وتلذ عينك، تخيّل كل هذا النعيم في جنة عرضها السماوات والأرض، وتخيّل في مقابل ذلك النار وزقومها وصديدها وحرها الشديد وقعرها البعيد، وعذاب أهلها الدائم الذي لا ينقطع قال تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الحج:22]، تخيّل كل ذلك لعله أن يكون عوناً لك على التوبة والإنابة والرجوع إلى الله، ووالله إنك لن تندم على التوبة أبداً، بل إنك سوف تسعد بإذن الله في الدنيا والآخرة سعادة حقيقية، لا وهمية زائفة، فجرّب يا أخي هذا الطريق من اليوم ولا تتردد، ألست تقرأ في صلاتك كل يوم http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الفاتحة:6]، فما دمت تريد الصراط المستقيم فلماذا لا تسلكه وتسير فيه!! أخي الحبيب: إياك إياك أن تغتر بهذه الدنيا وتركن إليها وتكون هي همك وغايتك، فإنك مهما عشت فيها ومهما تنعمت بها فإنك راحل عنها لا محالة، فيا أسفاً لك أخي إذا جاءك الموت ولم تتب ويا حسرةً لك إذا دعيت إلى التوبة ولم تجب، فكن أخي عاقلأ فطناً واعمل لما أنت مقدم عليه فإن أمامك الموت بسكراته، والقبر بظلماته، والحشر بشدائده وأهواله، وهذه الأهوال ستواجهها حتماً وحقاً وستقف بين يدي الله وستسأل عن أعمالك كلها صغيرها وكبيرها فأعد للسؤال جوابأ http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ، عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الحجر:92-93]. ووالله إنه لا يليق بعاقل أبداً أن يلهو ويلعب في هذه الدنيا ويعصي الله وأمامه مثل تلك الأهوال العظيمة، ووالله إنها لأكبر فرصة أن أمهلك الله وأبقاك حياً إلى الآن وأعطاك فرصة للتوبة والإنابة والرجوع إليه فاحمد الله على ذلك ولا تضيع هذه الفرصة وتب إلى الله ما دمت في زمن المهلة قبل النقلة، وتذكر أولئك الذين خرجوا من الدنيا ووالله لتخرجن أنت منها كما خرجوا، لكنك أنت الآن في دار العمل وتستطيع التوبة والعمل، وأما هم فحال الكثيرين منهم يتمنى الرجوع والتوبة ولسان حالهم يقول كما في قوله تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الأنعام:31]. فاحذر أخي أن تغلط غلطتهم فتندم حين لا ينفع الندم. وانقذ نفسك من النار ما دام الأمر بيدك قبل أن تقول: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif رَبِّ ارْجِعُونِ، لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [المؤمنون:99-100]، فلا تجاب حينها لذلك. فإني والله لك من الناصحين وعليك من المشفقين. إذا ما نهاك امرؤ ناصـح *** عن الفاحشات انزجر وانتهي إن دنيا يا أخي من بعدها *** ظلمة القبر و صوت النائحي لا تساوي حبة من خردل *** أو تساوي ريشة من جانحي وفقني الله واياك لما يحب ويرضى وجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه إنه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
أمـا والله لـو عـلم الأنـام *** لمـا خلقوا لما غفلوا وناموا لقد خلقوا لما لو أبصرته *** عيون قلوبهم تاهوا وهاموا مـمـات ثـم قـبرثم حشــر *** وتـوبـيـخ وأهــوال عظــام بارك الله فيك أخى الكريم |
قصيده عن مصيرك يا اخى المسلم قصيدة سفرى بعيد تذكرة بالموت سفرى بعيد وزادى لن يبلغنى وقوتى ضعفت والموت يطلبنى ولى بقايا ذنوب لست اعلمها اللة يعلمها فى السر والعلن تمر ساعات ايام عمرى بلا ندمى ولا بكاء ولا خوف ولا حزن وانا الذى اغلق الابواب مجتهدا على المعاصى وعين اللة تنظرنى ما احلم اللة عنى حيث امهلنى وقد تماديت فى ذنبى ويسترنى كاننى بين تلك الاهل منطرحا على الفراش وايديهم تقلبنى وقد أتوا بطبيب كى يعالجنى ولم ارى الطبيب اليوم ينفعنى واشتد نزعى والموت يجذبها من كل عرق بلا رفق ولا هون كأننى ومن حولى ينوح ويبكى على وينعانى ويندبنى وقام من كل احب الناس فى عجل المغسل ياتينى و يغسلنى فجائنى رجل منهم وجردنى من الثياب واعرانى وافردنى واودعونى على الالواح منطرحا وصار فوقى خرير الماء ينظفنى واسكب المياة من فوقى وغسلنى غسلا ثلاثا ونادى القوم بالكفن واخرجونى من الدنيا فأسفى على رحيل بلا ذاد يبلغنى وقدمونى الى المحراب وانصرفوا خلف الامام ثم ودعنى صلوا على صلاة لا ركوع لها ولا سجود لعل اللة يرحمنى وأنزلونى الى قبرى على مهلا وقدموا واحدا منهم يلحدنى وكشف الثوب عن وجهى لينظرنى واسكب الدمع من عينة اغرقنى وقال هلوا علية التراب وقال هلوا علية التراب وانصرفوا واغتنموا حسن الثواب من الرحمن ذى المنن ومنكر ونكير ماذا اقول لهم وقد هان لى امرهم جدا فافزعونى واقعدونى وجدوا فى مسائلتى مالى سواك الهى من يخلصنى وتقاسم الاهل مالى بعد ما انصرفوا وصار وزرى على ظهرى فاثقلنى يا نفسى كفى عن العصيان واكتسى فعلا جميلا لعل اللة يرحمنى يا نفسى ويحك واعملى حسنا عسى تجزين بعد الموت بالحسن وامنن على بعفوا منك يا املى انت الرحمن ذى المنن |
ما شاء الله بارك الله فيك حبيبنا الغالي أستاذ عصام وجزاك عنا خيراً ونفع الله بك الإسلام والمسلمين
|
اقتباس:
|
شكرا تقبل مرورى وننتظر مزيدك
|
بارك اللّة فيك استاذى الفاضل وفى ميزان حسناتك باذن اللة
|
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها اِلاّ الذي كان قبل الموتبانيها فاِن بناها بخير طاب مسكنه وان بناها بشر خاب بانيها أينالملوك التي كانت مسلطنة حتى سقاها بكأس الموت ساقيها أموالنا لذويالميراث نجمعها وديارنا لخراب الدهر نبنيها كم من مدائن في الآفاق قد بنيتأمست خرابا وأفنى الموت أهاليها اِن المكارم أخلاق مطهّرة الدين أولهاوالعقل ثانيها والعلم ثالثها والحلم رابعها والجود خامسها والفضلسادسها والبر سابعها والشكر ثامنها والصبر تاسعها واللينباقيها والنفس تعلم أنّي لا أصادقها ولست أرشد اِلاّ حين أعصيها لاتركنن الى الدنيا و ما فيها فالموت لا شك يفنينا و يفنيها وأعمل لدار غدارضوان خازنها والجار أحمد والرحمن ناشيها قصورها ذهب والمسك طينتهاوالزعفران حشيش نابت فيها أنهارها من لبن مصفى وعسل والخمر يجري رحيقا فيمجاريها والطير تجري على الأغصان عاكفة تسبّح الله جهرا فيمغانيها فمن يشتري الدار في الفردوس يعمّرها بركعة في ظلام الليل يحييها |
موضوع الاستاذ عمر 2009 ممتاز جدا
http://www.saaid.net/Minute/mm2.jpg http://www.saaid.net/images/s.gifقال الله تعالى : ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ )
http://www.saaid.net/Minute/1/016.jpg بعد أن يصلى على الميت يحمل على أكتاف الرجال ليوضع في قبره http://www.saaid.net/Minute/1/003.jpg إذا كانت الجنازة صالحة قالت : قدموني .. قدموني . وإذا كانت غير ذلك قالت يا ويلها أين تذهبون بها وحملوني على الأكتاف أربعة *** من الرجال وخلفي من يشيعني القبر أول منازل الآخرة http://www.saaid.net/Minute/1/004.jpg شف منزلك شف بيتك شف زين ضيق هالحفرةفبعدالغرفة والبيت والفلة والقصرتصير بالحفرة !!! نعم أخواني هذا القبر بيت الوحشة بيت الغربة بيت الدود بيت اللحود هذا هو القبر اللي ناسية وهذا هو اللي أبكى الصالحين والعلماء والمجتهدين ، نعوذ بالله من ظلمة القبر ووحشة القبر وضمة القبر وضيق القبر http://www.saaid.net/Minute/1/009.jpg ليس الغريب غريب الشام واليمن ***إن الغريب غريب اللحد والكفن http://www.saaid.net/Minute/1/012.jpg الحين الجنازة جاهزة للدفن الله المستعان فسبحان الله كما أتى ابن آدم وحيداً خرج من الدنيا وحيداً لا مال ولا أهل ولا أولاد أنما خرج من هذه الدنيا بعمل وكفن في ظلمة القبر لا أم هناك ولا *** أب شفيـق ولا أخ يؤنسنـي بعد وضع الجنازة في اللحد تفك أو تحل الأربطة ماعدا الرأس والرجلان http://www.saaid.net/Minute/1/002.jpg http://www.saaid.net/Minute/1/001.jpg أخي الحبيب أختي الكريمة أخواني المسلمين : تخيل لو لحظة أنك هذا الذي وضُع في القبر ماذا تتمنى ؟؟؟؟ مما كنت تتمنى فأعمل لتلك الحفرة مادامت روحك في جسدك و بإمكانك أن تتوب وتصلح مابينك وبين ربك فباب التوبة مفتوح ورحمة الله تغدو وتروح فاليوم العذر مقبول والذنب مغفور فتخلص من رق المعاصي قبل الندم وقبل الفراق http://www.saaid.net/Minute/1/014.jpg ويسد على الميت في لحده بلبنات ويوضع على اللبنات طين لتثبيتها وسد الفتحات اللي بين اللبنات وبعدها تنهال عليه التراب منه خُلق وله يعود وقال هلوا عليه التراب واغتنمـوا *** حسن الثواب من الرحمن ذي المنن وأخيراً هذه هي نهاية الإنسان وهذا هو المسكن الحقيقي الذي هو أول منازل الآخرة http://www.saaid.net/Minute/1/017.jpg كان عثمان بن عفان إذا وقف على القبر بكى ، حتى يُبل لحيته ، فقيل له : تذكر الجنة والنار فلا تبكي وتبكي من هذا ؟ فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه فما بعده أيسر منه وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه } قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { ما رأيت منظراً قط إلا والقبر أفظع منه } فبلغوا هذه الرسالة : إلى كل من يتساهل بالصلاة أو يفرط فيها إلى كل من يمنع الزكاة ويتهاون بها إلى كل من يعق والدية ويعذبهما إلى كل من يقطع أرحامه ويهجرهم إلى كل من يحارب الله ورسوله بتعامله بالربا إلى كل من يغش في البيع والشراء أو يرشي أو يرتشي إلى كل من يغني ويستمع الغناء إلى كل من غش أهله وأدخل الدش في بيته إلى كل من يضيع من يعول من زوجة وأولاد إلى كل من يزني إلى كل من يعمل عمل قوم لوط إلى كل من أسبل ثوبه وجر إزاره إلى كل من حلق لحيته إلى كل من ظلم وأكل حقوق الغير وخاصة العاملين في المنازل إلى كل من ينام عن صلاة الفجر إلى كل من يذهب إلى السحرة والمشعوذين إلى كل من يستهزأ بأهل الدين والصالحين إلى كل من يحسد ويحقد على إخوانه المسلمين إلى كل من يدور في الأسواق ركضاً خلف محارم المسلمين ويطلق بصرة على النساء إلى كل من يدنس فمه اللي ذكر الشهادة يدنسه بسيجارة أو شيشة قبيحة الرائحة إلى كل من يستعمل المخدرات إلى كل من هجر القرآن الكريم تلاوة وتدبراً وعملاً إلى كل من يجالس أهل السوء والشر إلى كل من هجر الصالحين ومجالس الذكر إلى كل من لم يحج وهو يستطيع ويملك مقومات الحج إلى كل من يشهد شهادة الزور أو يعين عليها إلى كل من يوالي الكفار إلى كل من استقدم عمالة من غير المسلمين ولم يدعهم إلى الإسلام إلى كل من يبتدع في دين الله إلى كل من يكذب ويتحرى الكذب إلى كل من نادى بالتبرج والسفور وخروج المرأة المسلمة إلى كل من غفل عن ذكر الله تعالى أما آن الأوان أن نراجع حساباتنا ؟ أما آن الأوان أن نتدارك ما بقي من أعمارنا ؟ أما آن الأوان أن ننتبه من غفلتنا ؟ أما آن الأوان أن نستيقظ من رقدتنا ؟ |
بارك الله فى الأستاذ عصام الجاويش والأستاذ عمر. |
|
جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 06:51 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.