![]() |
التراث المعمارى الإسلامى
في مؤتمر التراث المعماري الإسلامي بالرياض:
الآثار تؤكد الهوية الإسلامية وتعمق الانتماء الحفاظ علي التراث البنائي.. ضرورة حضارية وتنموية رسالة الرياض: فريد إبراهيم إقامة مؤتمر دولي للتراث العمراني بالدول الإسلامية أمر عادي جداً لكن أن يكون المؤتمر بالمملكة العربية السعودية فهذا هو الجديد وبالتالي فإن متابعة فعالياته عن قرب يمثل عملاً صحفياً مهماً بالنسبة لمن يهتم بالشأن الإسلامي ويتابع تطوراته لحظة بلحظة. فالمؤتمر يرد علي الذين يتهمون المملكة بأنها تعادي التراث كما أنه يقف وقفة حازمة ضد من يزدرون التراث كما أكد الأمير سلطان بن سلمان سواء في كلمته التي القاها في افتتاح المؤتمر أن المؤتمر يحظي برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وبمساهمة واسعة النطاق من جميع أجهزة الدولة والقطاع الخاص واصفاً إحياء مواقع التراث العمراني وجعلها متاحة للمواطن والزائر. وتفعيل دورها في التنمية الاقتصادية وتمكين المجتمعات المحلية من استثمارها والمحافظة عليها بأنها مساهمة هامة في صنع المستقبل. إذن هناك نظرة جديدة وتغير لا يخطئه مراقب للتراث في بلد له تأثيره الواسع في العالم الإسلامي خاصة في المجال الديني باعتباره أرض الحرمين الشريفين اللذين تهوي إليهما الأنفس والألباب. كان افتتاح المؤتمر في مركز فيصل للمؤتمرات مختلفاً وغير عادي.. بدأ بتلاوة القرآن فجأة دون مذيع يقدم التلاوة التي جاءت عبر تسجيل مسبق ثم كان المذيع الذي أعلن عن فيلم تسجيلي عن الآثار في العالم الإسلامي استخدم فيه خلفية المنصة كشاشة عرض وكذلك المنصة التي خلت من الجالسين وظلت هكذا وبينما كان يصعد كل متحدث ليلقي كلمته أمام المنصة كان فيلم الآثار يتحرك من علي الجدار الأيمن للقاعة متجهاً إلي الخلفية التي تظهر عليها صورة المتحدث مكبرة ليستطيع كل من بالقاعة رؤيته بوضوح ثم يظهر الفيلم متحركا من خلف الخلفية إلي الجدار الأيسر في شكل بدا فيه وكأنها بنايات أثرية تتحرك في حشد منسق من كافة الآثار في العالم الإسلامي. كان الأمير سلطان مدركاً للتساؤل حول دلالة المؤتمر فحرص علي التأكيد أن المملكة تنظر من جديد للتراث بشكل يصب في تأكيد الهوية الإسلامية والعمق الحضاري كما يضيف رافداً من روافد التنمية. لم يكن اهتمام الباحثين المشاركين في المؤتمر وحماسهم بأقل من القائمين عليه سواء من خلال المشاركة في جلساته أو ورش العمل التي أقيمت علي هامشه إلا أن الشكوي من إهمال الآثار كانت الملاحظة الواضحة علي معظم الأبحاث والمشاركات من معظم الدول المشاركة. ويبدو أن مصر قد نجت من الوقوع في هذه الملاحظة بسبب الاهتمام القديم والمستمر بالآثار والتعامل معها علي أن حمايتها ليس ترفاً. في بحثه حول الاستثمار من خلال إعادة تأهيل البيئات التراثية المحلية قدم الدكتور أحمد يحيي أستاذ العمارة والتخطيط بالجامعة البريطانية بمصر عدة اقتراحات لإعادة تأهيل النطاق العمراني المحيط بالأثر ليس فقط بترميمه أو المكون التاريخي وإنما بإعداد مشروعات لكشف البيئات التراثية والارتقاء بها مع دراسة التأثير المتبادل بين هذه البيئات ومحيطها العمراني لتحقيق العائد الاقتصادي والاجتماعي والثقافي المرجو منها: دراسة وتحليل تجارب الاستثمار السياحي في البلدان التي خطت خطوات واسعة في هذا المجال كذلك تهيئة سكان المناطق الأثرية ثقافياً وفكرياً للتعامل مع الأثر وتعليمهم فن المحافظة عليه. وفن التعامل مع زوار هذا الأثر مع الأخذ في الاعتبار تنمية الشعور بأهمية مردود كل هذا علي مستوي جميع المواطنين في المدي البعيد. كان أثر الأمطار والعوامل الطبيعية هو موضوع بحث الدكتور أحمد عوض من جامعة حضرموت التكنولوجية حيث حذر من الأخطار التي تتعرض لها الآثار المتمثلة في سخونة الشمس والأمطار وبقية التغيرات المناخية التي تطمس العناصر الفنية في الواجهات خاصة في الآثار الطينية فضلاً عن الآثار المدمرة للسيول ومثل علي ذلك بما شهدته محافظة حضرموت ودعا الباحث إلي أهمية تكثيف البحوث العلمية حول المعالجات العلمية لمادة الطين لتصبح أكثر مقاومة للعوامل البيئية كما دعا إلي الاهتمام بصيانة التراث المعماري ذي الطبيعة التاريخية. أما الباحث الدكتور أحمد منصور المسلمي فقد تناول قرية أبو الريش بأسوان كنموذج علي استخدام التقنيات المحلية فقال: إن قرية أبو الريش تعتبر مثالاً واقعياً للتراث العمراني التلقائي في صعيد مصر والمناطق الحارة الجافة مشيراً إلي أن مثل هذه الآثار بدأ العد التنازلي لاندثارها نظراً لزحف التكنولوجيا وأساليب البناء الحديث بعد أن كان الأهالي هناك يعتمدون علي المادة المحلية في البناء والتي انتجت عمارة تلقائية فطرية نابعة من البيئة مما يؤكد التعايش الإيجابي للسكان. أما الدكتور محمد عصمت العطار الأستاذ بجامعة المنصورة فقد أكد علي أن هناك فجوة كبيرة بين عملية الحفاظ علي المبني وعملية تنمية البيئة المحيطة به في حين أنه يجب تركيز الانتباه علي التنمية المستدامة للبيئات التراثية في إطار خطة شاملة من خلال دراسة العوامل المؤثرة علي عملية إعادة التوظيف وبيان مدي تأثيرها علي اختيار الوظيفة الملائمة للمبني وربطها بالبيئة المحيطة به حيث تضمن تفاعل السكان مع الوظيفة الجديدة. أما الدكتور طارق عبدالفتاح الأستاذ بهندسة القاهرة فقد نبه علي أن تعامل المعماري مع اشكال الأثر في كثير من الأحيان يقتصر في حدود النسخ بل النسخ المحرف في كثير من الأحيان دون وعي بالمتغيرات المعاصرة ودون عمق مؤثر علي الفكرة المعمارية بالتالي تفسر فكرة التعامل مع التراث علي أنها دعوة لإعادة استخدام هذه التشكيلات لتزيين واجهات المباني وهو ما ينقص بشدة المبادئ التي انتجتها وسيؤدي ذلك بلا شك إلي حالة من الجمود علي مجموعة من التشكيلات التراثية دون أخذ في الاعتبار توافق المبني مع السياق الذي انشيء من أجله. |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 12:48 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.