![]() |
الفرق بين الحب في الله و الحب مع الله
بسم الله الرحمن الرحيم الفرق بين الحب في الله والحب مع الله وهدا من أهم الفروق و كل أحد محتاج بل مضطر إلى الفرق بين هدا و هدا ، فالحب في الله هو من كمال الايمان والحب مع الله هو عين الشرك و الفرق بينهما أن المحب في الله تابع لمحبة الله فإدا تمكنت محبته من قلب العبد أوجبت تلك المحبة أن يحب ما يحبه الله، فإدا أحب ما أحبه ربه و وليه كان دلك الحب له و فيه كما يحب رسله و أنبياءه و ملائكته و ألياءه : لكونه تعالى يحبهم و يبغض من يبغضهم لكونه تعالى يبغضهم و علامة هدا الحب والبغض في الله أنه لا ينقلب بغضه لبغيض الله حبا لإحسانه إليه و خدمته له و قضاء حوائجه ، و لا ينقلب حبه لحبيب الله بغضا إدا وصل إليه من جهته ما يكرهه و يؤلمه إما خطأ و إما عمدا مطيعا لله فيه أو متأولا أو مجتهدا أو باغيا نازعا تائبا ، و الدين كله يدور على أربعة قواعد حب و بغض و يترتب عليهما فعل و ترك فمن كان حبه و بغضه و فعله و تركه لله فقد استكمل الايمان بحيث إدا أحب أحب لله و إدا أبغض أبغض لله ، و إدا فعل فعل لله و إدا ترك ترك لله . و ما نقص من أصنافه هده الأربعة نقص إيمانه بحسبه . و هدا بخلاف الحب مع الله فهو نوعان : نوع يقدح في أصل التوحيد و هو شرك و نوع يقدح في كمال الإخلاص و محبة الله و لا يخرج من أصل الإسلام. فالأول كمخبة المشركين لأوثانهم و أندادهم قال تعالى ( ومن الناس من يتخد من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله ) الآية و هؤلاء المشركون يحبون أوثانهم و أصنامهم و آلهتهم مع الله كما يحبون الله فهده محبة تأله و موالاة يتبعها الخوف و الرجاء و العبادة و الدعاء و هده المخبة هي محض الشرك الدي لا يغفره الله و لا يتم الايمان إلا بمعاداة هده الأنداد و شدة بغضها و بغض أهلها و معاداتهم و محاربتهم و بدلك أرسل الله جميع رسله و أنزل جميع كتبه و خلق النار لأهل هده المحبة الشركية و خلق الجنة لمن حارب أهلها و عاداهم فيه و في مرضاته فكل من عبد شيئا من من لدن عرشه إلى قرار أرضه فقد اتخد من دون الله إلها و وليا و أشرك به كائنا دلك المعود من كان ولا بد أن ينبرء منه أحوج ما كان إليه . و النوع الثاني : محبة ما زينه الله للنفوس من النساء و البنين و الدهب و الفضة و الخيل المسومة والأنعام و الحرث فيحبها محبة شهوة كمحبة الجائع للطعام و الظمآن للماء فهده المحبة ثلاثة أنواع : فإن أحبها لله توصلا بها إليه و استعانة على مرضاته و طاعته أثيب عليها و كانت من قسم الحب لله توصلا بها إليه و يتلدد بالتمتع بها و هدا حال أكمل الخلق الديب حبب إليه من الدنيا النساء و الطيب و كانت محبته لهاما عونا له على محبة الله و تبليغ رسالته و القيام بأمره فإن أحبها لموافقة طبعه و هواه و إرادته و لم يؤثرها على ما يحبه الله و يرضاه بل نالها بحكم الميل الطبيعي كانت من قسم المباحات و لم يعاقب على دلك ولم ينقص من كمال محبه لله و المحبة فيه و إن كانت هي مقصوده و مراده و سعيه في تحصيلها و الظفر بها و قدمها على ما يحبه الله و يرضاه منه كان ظالما لنفسه متبعا لهواه : فالأولى محبة السابقين . و الثانية محبة المقتصدين . و الثتلثة محبة الظالمين . فتأمل هدا الموضوع و ما فيه من الجمع و الفرق فإنه معترك النفس الأمارة و المطمئنة و المهدي من هداه الله. الروح لابن القيم |
جزاك الله خيرا
|
بارك الله فيك
|
جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 07:41 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.