![]() |
معجزة الحروففى أوائل بعض السور
بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرة هي التساؤلات التي طُرحت حول الحروف في أوائل بعض السور، ولماذا وضع الله هذه الحروف وهل جاء الزمن الذي يمن الله علينا باكتشاف سرها، وهل يمكن أن تكون هذه الحروف دليلاً مادياً على صدق كتاب الله تعالى في عصر التكنولوجيا الرقمية الذي نعيشه اليوم؟؟ سوف نرى من خلال معجزة هذه الحروف وبنائها الرقمي المحكم مدى التعقيد والإبداع الإلهي والذي لا يمكن لأحد أن يأتي بمثله. سوف نرى نسيجاً رائعاً من التناسقات العددية القائمة على الرقم سبعة ومضاعفاته وفق منهج علمي ورياضي محكم. ونكتفي بأول حروف ذكرت في القرآن وهي (الم). فعندما ندرك الإعجاز في هذه الحروف ندرك أن بقية الحروف فيها معجزة تستحق التفكر، وندرك بأن كل حرف في القرآن فيه معجزة ولكن أين من يتدبّر؟! سوف نسمي هذه الحروف بالحروف المميزة لأن الله تعالى قد ميّزها عن بقية الحروف ووضعها في أوائل السور لأهميتها، وجاء عددها من مضاعفات الرقم سبعة. وقد جاء تكرارها ليشكل بناء يقوم على الرقم سبعة. إشارات لوجود علاقة بين الرقم سبعة وهذه الحروف إن أول شيء لاحظه المفسرون رحمهم الله تعالى في هذه الحروف أن عددها هو أربعة عشر حرفاً، وعدد الافتتاحيات المشكلة منها هو أيضاً أربعة عشر افتتاحية، طبعاً عدا المكرر منها. والشيء الذي لفت انتباهي هو هذا الرقم أي 14، وتوقعت أن يكون فيه مفتاح الحل للغز هذه الحروف بسبب تكراره مرتين أي مرة مع الحروف المقطعة ومرة مع الافتتاحيات في أوائل السور: عدد الحروف المميزة عدا المكرر = 14 أي سبعة في اثنان. عدد الافتتاحيات المميزة عدا المكرر = 14 أي سبعة في اثنان. إن العدد 14 يمكن تحليله رياضياً إلى رقمين 7 و 2 ، بكلمة أخرى إن العدد 14 هو حاصل ضرب سبعة في اثنان، ويمكن كتابة المعادلة الآتية: 14 = 7 × 2 ولكن ماذا يعني ذلك؟ قبل البدء باستعراض بعض دلالات الرقم سبعة نود أن نشير إلى أن تسمية الحروف التي في أوائل السور بالحروف المقطعة هي تسمية غير دقيقة من الناحية العلمية. فنحن نرى مثلاً حروف ألف لام ميم تكتب موصولة هكذا (الم) وليست مقطعة! وقد يسمي بعضهم هذه الحروف بالحروف النورانية وهذه التسمية أيضاً غير علمية لأنه لا توجد بالمقابل حروف مظلمة! ولذلك وبعد بحث طويل تبين لي بأن أفضل تسمية لهذه الحروف هي "الحروف المميزة". وذلك لأن الله عز وجل قد ميّزها عن غيرها من الحروف ووضعها في مقدمة ربع سور القرآن تقريباً. لذلك سوف نعتمد هذا الاسم العلمي لهذه الحروف، وسوف نسمي الافتتاحيات التي بدأت بها بعض السور مثل (الم) و(المص) و(الر) ... بالافتتاحيات المميزة، ونسمي هذه السور ذات الفواتح بالسور المميزة أيضاً. ولكن لماذا الرقم سبعة؟ الرقم المميز لا يخفى على أحد ما للرقم سبعة من أسرار وعجائب، فهذا العدد هو أول عدد ذُكر في القرآن، وهو العدد الأكثر تكراراً في كتاب الله تعالى بعد الرقم واحد، وهو العدد الذي اختاره الله تعالى لكل ذرة من ذرات الكون، فكما نعلم عدد طبقات الذرة هو سبعة. وعدد السماوات سبع وكذلك الأراضين، وكذلك عدد أيام الأسبوع، ومثله كثير. وحتى الرسول الكريم عليه وآله الصلاة والتسليم، كان يكثر من ذكر هذا الرقم بالذات. فالطواف حول الكعبة هو سبعة أشواط والسعي بين الصفا والمروة مثله، والجمرات التي يُرمى بها إبليس هي سبعة، والسجود يكون على سبعة أعضاء، وووو... ولو ذهبنا نبحث عن دلالات هذا العدد لاحتجنا إلى مجلدات ضخمة. إذن اختار الله تعالى عدد الحروف المميزة في القرآن لتساوي ضعف الرقم سبعة أي 7×2، ولكن ماذا يعني الرقم 2 أيضاً؟ إن هذا الرقم ببساطة يدل على التكرار والتثنية والمضاعفة، وكأن الله تعالى يريد أن ينبِّهنا إلى معجزة في هذه الحروف تقوم على الرقم سبعة ومكرراته، فجعل عددها سبعة في اثنان. أي أننا إذا تأملنا بناء هذه الأحرف والطريقة التي انتظمت بها عبر آيات القرآن وأعداد هذه الحروف المميزة في كل كلمة من كلمات القرآن، لا بدّ أن نحصل على تناسقات مع الرقم سبعة ومضاعفاته، أي رياضياً لا بدّ أن نحصل على أعداد تقبل القسمة على الرقم سبعة من دون باق، وهذا ما سوف نراه فعلاً. لقد بدأتُ منذ سنوات بتأمل هذه الحروف ودراستها من حيث التكرار والتوزع في آيات وسور القرآن فرأيتُ نظاماً بديعاً ومُحكماً، حتى إنني ألّفتُ كتاباً كاملاً بعنوان "أسرار معجزة الم" تناولتُ فيه هذه الحروف الثلاثة بالتفصيل. وقد ثبُت يقيناً وجود معجزة رقمية في هذه الحروف تقوم على الرقم سبعة ومضاعفاته. ولنبدأ بأول حروف مميزة في القرآن وهي (الم). أول افتتاحية مميزة في القرآن إن أول افتتاحية مميزة في القرآن هي (الم)، وهي أول آية من سورة البقرة، ويأتي بعدها مباشرة تأكيد من ربّ العزة سبحانه وتعالى أن هذا الكتاب أي القرآن لا ريب فيه أي لا شكّ فيه وأنه هدى للمتقين. يقول عزّ وجلّ: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) [البقرة: 2]. ولو ذهبنا إلى آخر سورة بدأت بالحروف الثلاثة (الم) لوجدنا سورة السجدة التي استُفتحت بهذه الحروف وجاء بعدها مباشرة في الآية الثانية تأكيد من الله تعالى أن القرآن لا ريب فيه أيضاً وأنه تنزيل من رب العالمين. يقول تعالى: (تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [السجدة: 2]. أي أن التأكيد هنا يتكرر بأن القرآن لا شكّ فيه. لقد فكرتُ طويلاً في سرّ هذا التكرار لتأكيد الله تعالى بأن القرآن لا ريب فيه، ولماذا اختار الحق سبحانه هذه الحروف الثلاثة بالذات؟ وبعد بحث طويل خطرت ببالي فكرة وهي أن الله تعالى لم يضع هذه الحروف عبثاً، أو أنها أسماء لله أو أسماء للسور فهذا كله لم يثبت وسبب ذلك ببساطة هو أنه إذا فكر أحد بتغيير هذه الحروف لن يؤثر ذلك على هذا التفسير، أي أن الحروف الجديدة تصلح أسماء للسور أو أسماء لله تعالى. والمنطق يفرض بأن الله تعالى قد وضع هذه الحروف ليؤكد لنا وجود بناء خاص بها، أي أننا لو استبدلنا هذه الحروف بأخرى سوف يختل هذا البناء! أي أن هذه الحروف فيها معجزة ولا يمكن تحريفها أبداً أو تغييرها أو تبديلها. والسؤال: كيف يمكن التعبير عن هذا البناء المحكم؟ وهل يمكن أن نجد في هذا البناء تناسقاً مع الرقم سبعة؟ لقد اتبعتُ منهجاً علمياً في دراسة هذه الحروف وتوزعها في كلمات الآية، أي بدأتُ بالإجابة عن تساؤل: بما أن الله تعالى قد اختار هذه الحروف الثلاثة ليضعها في مقدمة السورة ووضع بعدها مباشرة الآية التي تؤكد أن القرآن هو كتاب لا ريب فيه، فهل يمكن أن يكون لهذه الحروف بالذات ترتيب معجز يدل فعلاً على أن القرآن لا ريب فيه؟ توزع مذهل للحروف قمتُ بكتابة هذه الآية كما كُتبت في القرآن وأخرجتُ من كل كلمة ما تحويه من هذه الحروف الثلاثة أي الألف واللام والميم. فكلمة (ذلكَ) تحوي من (الم) حرف اللام أي تحوي حرفاً واحداً من هذه الحروف الثلاثة، وبالتالي تأخذ الرقم 1 . وكلمة (الكتاب) نجدها مكتوبة في كتاب الله تعالى من دون ألف هكذا (الكتب) وتحوي الألف واللام ولذلك تأخذ الرقم 2، أما كلمة (لا) فتحوي ألفاً ولاماً أي 2 وكلمة (ريب) لا تحوي أي حرف من حروف (الم) لذلك تأخذ الرقم صفر. ومثلها كلمة (فيه) التي لا تحوي شيئاً من حروف ألف لام ميم وتأخذ الرقم صفر، وكذلك كلمة (هدى) ليس فيها شيء من (الم) وتأخذ الصفر، أما كلمة (للمتقين) فتحوي لاميْن وميماً أي المجموع ثلاثة وتأخذ الرقم 3. والآن نكتب الآية الكريمة وتحت كل كلمة عدد ما تحويه من الحروف الثلاثة (الم) : ذَلِكَ الْكِتَبُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ 1 2 2 0 0 0 3 فإذا ما قرأنا العدد كما هو دون جمعه نجده 3000221 أي ثلاثة ملايين ومئتان وواحد وعشرون، هذا العدد له علاقة مباشرة بالرقم سبعة فهو من مضاعفات الرقم سبعة، أي إذا قسمناه على سبعة كان الناتج عدداً صحيحاً لا فواصل فيه، ويمكن أن نتأكد من هذه النتيجة رياضياً بقسمة هذا العدد على سبعة لنحصل على عدد صحيح لا يحوي كسوراً أو فواصل عشريةً: 3000221 ÷ 7 = 428603 إذن العدد الذي يمثل توزع حروف (الم) في كلمات أول آية بعد (الم) هو عدد من مضاعفات الرقم سبعة. ولكن ماذا عن آخر (الم) وهل من الممكن أن تتكرر هنا العلاقة الرياضية ذاتها؟ لنكتب الآية التي تلي (الم) من سورة السجدة وتحت كل كلمة عدد حروف الألف واللام والميم فيها تماماً كما فعلنا مع الآية السابقة، مع ملاحظة أن كلمة (الكتاب) هنا أيضاً كُتبت من دون ألف (الكتب)، وكذلك كلمة (العالمين) كتبت من دون ألف هكذا (العلمين) وهذا لحكمة سوف نكتشف جزءاً منها. الآن نكتب الآية لنرى كيف تتوزع حروف (الم) في كلماتها: تَنْزِيلُ الْكِتَبِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَلَمِينَ 1 2 2 0 0 1 0 4 و هنا نجد العدد 40100221 والذي يمثل توزع حروف الألف واللام والميم من مضاعفات السبعة: 40100221 ÷ 7 = 5728603 وهنا نقول إن هذا التوزع السباعي الدقيق لم يأت عن طرق المصادفة لأن المصادفة لا تتكرر بهذا الشكل. والذي يؤكد ذلك هو أن التوزع لا يقتصر على الحروف بل الكلمات لها نظام أيضاً. لنقرأ الفقرة التالية. توزع مذهل للكلمات في هاتين الآيتين كلمات تحوي حروفاً من (الم) كما رأينا وكلمات أخرى لا تحوي أي حرف من (الم)، والسؤال: إذا كان توزع حروف (الم) عبر كلمات الآية جاء متناسباً مع الرقم سبعة، فماذا عن الكلمات التي تحوي (الم)؟ وهل تتكرر العلاقة السباعية أيضاً؟ ونقول: كما توزعت حروف (الم) بنظام سباعي كذلك تتوزع كلمات (الم) بنفس النظام. ونكتب الآن كلتا الآيتين السابقتين، ولكن هذه المرة نبحث عن الكلمات التي تحوي حروفاً من (الم) فنعطيها الرقم واحد، أما تلك الكلمات التي لا تحوي أي حرف من حروف الألف واللام والميم فتأخذ الرقم صفر. وهنا نتبع قاعدة رياضية معروفة هي نوع من أنواع النظام الثنائي، والذي يقتصر على الرقمين واحد وصفر. لنطبق هذه القاعدة على الآية الأولى، فنكتب الآية الكريمة وتحت كل كلمة رقماً يشير إلى وجود أو عدم وجود حروف (الم) في الكلمة: ذَلِكَ الْكِتَبُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ 1 1 1 0 0 0 1 وهنا نجد العدد الذي يمثل توزع الكلمات التي تحوي حروفاً من (الم) هذا العدد هو 1000111 وهو من مضاعفات الرقم سبعة: 1000111 ÷ 7 = 142873 والعجيب أن النظام ذاته ينطبق على الآية الأخيرة! لنكتب كلمات الآية وتحت كل كلمة رقم يمثل وجود أو عدم وجود (الم) في هذه الكلمة كما فعلنا مع الآية السابقة: تَنْزِيلُ الْكِتَبِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَلَمِينَ 1 1 1 0 0 1 0 1 والعدد الذي يمثل توزع الكلمات ذات حروف (الم) هو 10100111 من مضاعفات الرقم سبعة أيضاً: 10100111 ÷ 7 = 1442873 فتأمل أخي القارئ كيف أن حروف (الم) تتوزع بنظام سباعي، وبالمثل الكلمات التي تحوي حروفاً من (الم) تتوزع بنظام سباعي أيضاً. فهل جاء هذا التوزع بالمصادفة؟ وهل يمكن للمصادفة أن تتكرر في القرآن كله في آياته وسوره وكلماته وحروفه؟؟ تناسق معجز! إن الإعجاز والنظام والتناسق لا يقتصر على الآيات، بل يشمل أيضاً ارتباط هذه الآيات بعضها ببعض، وهذا لكمال وتمام الإعجاز في كتاب الله تعالى. فلو أحصينا عدد حروف الآية الأولى: (ذَلِكَ الْكِتَبُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) نجد 26 حرفاً. ولو عددنا حروف الآية الثانية: (تَنْزِيلُ الْكِتَبِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَلَمِينَ) نجد 29 حرفاً. والعجيب أن هذين الرقمين يتناسبان مع الرقم سبعة، فلو قمنا بوضع هذين الرقمين حسب تسلسلهما وجدنا عدداً هو: الآية الأولى الآية الأخيرة 26 29 والعدد الذي يمثل حروف الآيتين هو 2926 من مضاعفات السبعة: 2926 = 7 × 418 إن هذه النتيجة تؤكد ارتباط حروف الآيات بنظام سباعي، ولكن هذا ليس كل شيء، وهذه النتيجة ليست مصادفة، والسبب هو وجود علاقة مذهلة بين عدد الكلمات التي تحوي حروفاً من (الم) وبين عدد هذه الحروف في الآية. التوازن العددي بين الكلمات والحروف لو عددنا الكلمات التي تحوي (الم) في الآية الأولى أي في قوله تعالى: (ذَلِكَ الْكِتَبُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) وجدنا 4 كلمات تحوي حروفاً من (الم)، ولو عددنا حروف الألف واللام والميم في الآية لوجدنا 8 أحرف أي الضعف، والمذهل وجود تناسق عددي يربط بين الكلمات والحروف: عدد الكلمات التي تحوي (الم) عدد حروف (الم) في الآية 4 8 والعدد الناتج من صف الرقمين 4 و 8 أي العدد الذي يمثل الكلمات والحروف هو 84 من مضاعفات السبعة: 84 ÷ 7 = 12 (لاحظ أن العدد 12 هو مجموع الكلمات والحروف 4+8) الآن نذهب للآية الأخيرة (تَنْزِيلُ الْكِتَبِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَلَمِينَ) ونطبق الخطوات ذاتها ونحصي الكلمات التي احتوت على أحد حروف (الم) لنجد عددها 5 ولكن عدد حروف الألف واللام والميم في هذه الآية يساوي 10 أي الضعف أيضاً!! تماماً كما في الآية الأولى. ويبقى هنا التناسق السباعي ليربط بين الكلمات والحروف: عدد الكلمات التي تحوي (الم) عدد حروف (الم) في الآية 5 10 وهنا من جديد نجد العدد الذي يمثل الكلمات والحروف هو 105 من مضاعفات السبعة أيضاً: 105 ÷ 7 = 15 (ولاحظ هنا أيضاً العدد 15 هو مجموع الكلمات والحروف 5+10) حتى ناتجي القسمة أي العدد 12 والعدد 15 نجد بينهما تناسق سباعي محكم، فعند صف هذين العددين 12-15 نجد عدداً جديداً هو 1512 وهذا من مضاعفات السبعة أيضاً: 1512 ÷ 7 = 216 ولكن العجيب أن العدد النهائي الناتج لدينا وهو 216 يتناسب بشكل مذهل مع عدد السور التي تبدأ بـ (الم) وهو 6 فالعدد 216 يساوي ستة في ستة في ستة: 216 = 6 × 6 × 6 وهنا ندرك أن كل عدد في القرآن قد وضعه الله تعالى بدقة فائقة وبتناسب مبهر ليدلنا على إعجاز القرآن، ليس بلغته وبلاغته وعلومه فحسب، بل بأرقامه وأعداده أيضاً. رسم معجز إن المعجزة القرآنية الرقمية تشمل أيضاً طريقة رسم كلماته وحروفه. وتأمل أخي القارئ كيف أن الله بعلمه وحكمته قد ألهم المسلمين أن يكتبوا كلمة (كتاب) في الآيتين السابقتين من دون ألف هكذا (كتب)، مع العلم أنه في بعض المواضع لم تحذف هذه الألف! وتأمل معي لو أن أحداً فكر بإضافة حرف الألف لهذه الكلمة فهل سيبقى من هذا التناسق شيء؟ أليس هذا دليلاً على حفظ الله لكتابه؟ يقول تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحِجر: 9]. تكرار مذهل للحروف ولو سرنا عبر آيات وكلمات وسور القرآن لرأينا نظاماً بديعاً يشهد على عظمة منزل القرآن سبحانه وتعالى. ويكفي أن نعلم بأن حروف الألف واللام والميم تتكرر في أول آية من القرآن بنظام عجيب وفريد. فلو قمنا بعد حروف الألف واللام والميم في (بسم الله الرحمن الرحيم)، لوجدنا حرف الألف يتكرر ثلاث مرات في هذه الآية، أما حرف اللام فقد تكرر أربع مرات كما نرى، وحرف الميم تكرر ثلاث مرات. لنكتب هذه التكرارات من جديد ونرى التناسق المذهل مع الرقم سبعة: الألف اللام الميم 3 4 3 والعدد الناتج لدينا هنا والذي يمثل تكرار حروف (الم) في هذه الآية الكريمة هو 343 ثلاث مئة وثلاثة وأربعون، العجيب أن هذا العدد الذي يمثل تكرار حروف (الم) يقبل القسمة على سبعة ثلاث مرات متتالية: 343 ÷ 7 = 49 49 ÷ 7 = 7 7 ÷ 7 = 1 والناتج النهائي من سلسلة عمليات القسمة على سبعة هو 1 ورقم هذه الآية هو 1 وهي في السورة رقم 1 ، أليست هذه النتيجة دليلاً على وحدانية الله تعالى؟؟؟ ولكن السؤال: لماذا تكررت (الم) ست مرات في القرآن؟ ولماذا اختار الله سوراً محددة ليبدأها بهذه الحروف؟ تسلسل الحروف المميزة في القرآن الكريم لنكتب السور التي تبدأ بحروف مميزة حسب تسلسلها في كتاب الله تعالى مع الحروف التي تبدأ بها كل سورة ونميز منها حروف (الم): 1- سورة البقرة (الم) 2- سورة آل عمران (الم) 3- سورة الأعراف (المص) 4- سورة يونس (الر) 5- سورة هود (الر) 6- سورة يوسف (الر) 7- سورة الرعد (المر) 8- سورة إبراهيم (الر) 9- سورة الحِجر (الر) 10- سورة مريم (كهيعص) 11- سورة طه (طه) 12- سورة الشعراء (طسم) 13- سورة النمل (طس) 14- سورة القصص (طسم) 15- سورة العنكبوت (الم) 16- سورة الروم (الم) 17- سورة لقمان (الم) 18- سورة السجدة (الم) 19- سورة يس (يس) 20- سورة ص (ص) 21- سورة غافر (حم) 22- سورة فُصّلت (حم) 23- سورة الشورى (حم عسق) 24- سورة الزخرف (حم) 25- سورة الدخان (حم) 26- سورة الجاثية (حم) 27- سورة الأحقاف (حم) 28- سورة ق (ق) 29- سورة القلم (ن) ترتيب مذهل للسور المميزة ذوات الحروف (الم) كما قلنا في القرآن الكريم ست سور جميعها تبدأ بالحروف (الم)، فهل من بناء سباعي محكم؟ لقد اختار الله تبارك وتعالى بعلمه وقدرته ترتيباً معجزاً لسور القرآن وخصوصاً السور التي تبدأ بحروف مميزة. وبما أننا نعيش الآن في رحاب (الم) لذلك سوف نتساءل: ما هي الحكمة من تكرار (الم) ست مرات في ست سور؟ ولماذا جاء عدد آيات هذه السور وفق ما نراه أي سور طويلة مثل البقرة، وسور قصيرة مثل السجدة؟ ولماذا جاء ترتيب هذه السور الستة بهذا الشكل؟ أي أربع سور نزلت بمكة وهي العنكبوت والروم ولقمان والسجدة، وسورتان نزلتا بالمدينة البقرة وآل عمران. ولماذا وُضعت سورتا البقرة وآل عمران في مقدمة المصحف مع العلم أنهما نزلتا بعد السور الأربعة المكية بسنوات؟ سوف نقدم الإجابات العلمية والرياضية والتي لا تقبل الجدل من خلال هذه الحقائق الرقمية والتناسقات السباعية المحكمة. الحقيقة الأولى لماذا تأخذ آية (الم) الرقم واحد في كل السور الستة التي تكررت فيها؟ والسبب هو وجود تناسق سباعي لتكرار هذا الرقم. فلو قمنا بصف أرقام الآيات التي وردت فيها (الم) نجد العدد 111111 وهذا العدد من مضاعفات السبعة: 111111 = 7 × 15873 الحقيقة الثانية لقد وضع الله تعالى السور الستة في ترتيب محدّد بين السور التي تبدأ بحروف مميزة، فعدد السور ذوات الفواتح هو 29 سورة، ولو رقمنا هذه السور بأرقام متسلسلة فإننا سنجد أن السور التي تبدأ بـ (الم) ترتيبها كما يلي: البقرة آل عمران العنكبوت الروم لقمان السجدة 1 2 15 16 17 18 لماذا هذه الأرقام بالذات؟ الجواب لأنها تحقق تناسقاً مذهلاً مع الرقم سبعة، فإذا قرأنا العدد الناتج وهو 1817161521 نجده من مضاعفات الرقم سبعة ثلاث مرات متتالية!!! لنتأكد من ذلك رقمياً: 1817161521 = 7 × 7 × 7 × 5297847 حتى العدد الناتج بعد ثلاث عمليات قسمة على سبعة وهو 5297847 عدد يتألف من سبع مراتب! ومجموع أرقامه عدد من مضاعفات السبعة: 7 + 4 + 8 + 7 + 9 + 2 + 5 = 42 42 ÷ 7 = 6 ولاحظ أخي القارئ أن العدد النهائي الناتج من سلسلة العمليات هذه هو 6 لماذا؟ وعدد سور (الم) هو ست سور، فتأمل هذا التناسق المبهر! الحقيقة الثالثة لو دققنا النظر في هذه السور نجد منها سورتين مدنيتين أي نزلتا على الرسول الكريم في المدينة المنورة بعد الهجرة وهما البقرة وآل عمران، وأرقامهما كما رأينا هو 1 و 2 بين السور ذات الفواتح، والعجيب أننا إذا وضعنا أرقام هاتين السورتين حسب تسلسلهما في القرآن نجد العدد 21 من مضاعفات السبعة! 21 = 7 × 3 ولكن ماذا عن بقية السور؟ نجد أن السور الأربعة الباقية نزلت بمكة وجاء ترتيب تسلسلها بين السور المميزة ذات الفواتح هو: 15 16 17 18 والعجيب أيضاً أن العدد الناتج يقبل القسمة على سبعة: 18171615 = 7 × 2595945 إذن جاء ترتيب السور المدنية بتناسق مع الرقم سبعة، وكذلك جاء ترتيب السور المكية بتناسق مع الرقم سبعة. ليس هذا فحسب بل هنالك تناسب سباعي لعدد السور المدنية وعدد السور المكية. فلو تتبعنا ترتيب المصحف نجد أن سور (الم) وضعت في مجموعتين المجموعة الأولى سورتان متتاليتان هما البقرة وآل عمران، والمجموعة الثانية أربع سور متتالية هي العنكبوت والروم ولقمان والسجدة. ولذلك يمكن أن نكتب هذين العددين كما يلي: عدد سور المجموعة الأولى عدد سور المجموعة الثانية 2 4 والعدد الجديد الناتج من صف هذين الرقمين هو 42 من مضاعفات السبعة: 42 ÷ 7 = 6 لاحظ أن الناتج النهائي هو 6 بعدد السور الستة!!! الحقيقة الرابعة والآن نأتي إلى عدد آيات كل سورة، وهل من نظام محكم لأعداد هذه الآيات؟ لنكتب السور الستة التي تبدأ بـ (الم) وتحت كل سورة عدد آياتها: البقرة آل عمران العنكبوت الروم لقمان السجدة 286 200 69 60 34 30 العجيب جداً أن العدد الناتج هنا والذي يمثل أعداد آيات كل سورة هو عدد يتألف من 14 مرتبة بعدد الحروف المميزة! وهذا العدد هو 30346069200286 من مضاعفات السبعة: 30346069200286 = 7 × 4335152742898 ولو قمنا بجمع أعداد الآيات هذه لوجدنا عدداً من مضاعفات السبعة: 286 + 200 + 69 + 60 + 34 + 30 = 679 = 7 × 97 ولو قمنا بجمع الأرقام فقط نجد عدداً هو سبعة في سبعة: 6 + 8 + 2 + 0 + 0 + 2 + 9 + 6 + 0 + 6 + 4 + 3 + 0 + 3 = = 49 = 7 × 7 وتأمل http://smiles.q82.net/data/15/Q82_19.gif القارئ كيف انتهت عمليات القسمة المعقدة على سبعة بالنتيجة النهائية 7×7 أليس هذا التناسق يقدم لنا تفسيراً منطقياً لسر وجود هذه الحروف وأن البشر عاجزون عن تركيب جمل تأتي حروفها وأعدادها وتسلسلها وفق هذا التناسق المذهل!!؟ وماذا بعد... لقد رأينا في المعادلات السابقة أكثر من عشرين عملية قسمة على سبعة ترتيب سور(الم) وأول مرة وآخر مرة وردت فيها هذه الحروف، وأننا لو تابعنا الدراسة والبحث وفق هذا المنهج لرأينا آلاف التناسقات العددية مع الرقم سبعة ومضاعفاته بشكل يثبت معجزة هذه الحروف. وسؤالي لك من يشك بهذا القرآن ويدعي أنه من صنع محمد أو أصحابه: فهل كان محمد صلى الله عليه وسلم عالماً بالسلاسل والأنظمة الرقمية وعمليات العدّ والإحصاء؟ وهل كان لديه حاسبات إلكترونية لمعالجة مثل هذه الأعداد الضخمة؟ أم أن الله تعالى هو من وضع هذه الحروف ونظمها بنظام رقمي بديع؟ إن هذه النتائج تؤكد أنه لو نقص حرف أو زاد في كتاب الله تعالى، ولو أن سورة واحدة تغير ترتيبها أو عدد آياتها، فهل يبقى من هذا البناء شيء؟ إذن أليست هذه الحروف دليلاً مادياً في عصر المادة الذي نعيشه اليوم على أن الله تعالى قد حفظ كتابه القرآن من التحريف؟؟ إن هذا التفسير القائم على أسس رياضية متينة وسلاسل رقمية ثابتة وتناسقات سباعية يشهد على أن الذي وضع هذه الحروف هو رب السماوات السبع سبحانه وتعالى؟ والآن نأتي للإجابة عن التساؤلات المتعلقة بهذه الحروف على ضوء ما رأيناه من حقائق رقمية: ما هو الهدف من وجود هذه الحروف في أوائل السور؟ يمكن القول بأن الحكمة من وجود هذه الحروف هو وجود معجزة فيها، ومهمة هذه المعجزة أن تقدم الدليل المادي على أن القرآن كتاب من عند الله، وليس كما يدعي المبطلون أنه قول بشر. لأن البشر عاجزون عن تأليف كتاب وتنظيم كل حرف من حروفه بنظام رقمي لأن ذلك سيخل بالجانب البلاغي للكتاب، أما كتاب الله فهو محكم لغوياً ورقمياً. كذلك هنالك مهمة أخرى لهذه الحروف وهي إثبات استحالة الإتيان بمثل القرآن، فمهما بلغ البشر من العلم لن يستطيعوا تأليف جمل يتحكّمون فيها بتوزع وتكرار حروف معينة داخل الكلمات وبحيث تتشكل دائماً سلاسل رقمية تقبل القسمة على سبعة، وبالتالي هذه الحروف فيها ردّ على كل من يدعي أنه استطاع أن يأتي بسورة مثل القرآن. هنالك هدف ثالث وهو إثبات أن القرآن لم يُحرّف، لأنه لو تغيرت كلمات القرآن أو بعض حروفه أو ترتيب سوره لاختل التناسق السباعي لهذه الحروف، ولم نعد نرى هذه المعادلات المحكمة. لماذا تكررت بعض الحروف ومنها لم يتكرر؟ والجواب أن الله قد كرّر بعض الحروف من أجل مزيد من التناسقات والعجائب ولمزيد من المعجزات، وكما رأينا كيف تكررت (الم) 6 مرات، وكيف جاء التناسق السباعي للسور الستة وترتيبها وعدد آيات كل منها، وكل ذلك في إطار معجزة رقمية لتثبت للناس جميعاً عَظَمَة هذا القرآن في عصر التكنولوجيا الرقمية الذي نعيشه اليوم، وفي عصر الهجوم المعلن على القرآن. ولذلك نقول إن شاء الله ستكون هذه الحروف سبباً في إيمان غير المسلمين والذين لديهم شيء من الإنصاف والعدل، ولن تكون هذه الحروف أبداً وسيلة للتشكيك بالقرآن وأن القرآن يحوي حروفاً لا معنى لها كما يدّعون، بل هذه الحروف هي وسيلة لتثبيت المؤمنين على الحق، وإدراكهم عظمة القرآن بل واعتزازهم بهذا الدين الحنيف. وهل هذا كل شيء؟ هذا مثال واحد فقط اخترته من بين آلاف الأمثلة، فقد وزع الله تعالى بحكمته هذه الحروف المميزة على كلمات القرآن بنظام مذهل ومعجز، وجميع الحروف المميزة لها نظام سباعي ولا يقتصر النظام على (الم)، ولو كان البحث يتسع لسردنا مئات الحقائق الرقمية المتعلقة بهذه الحروف مثل (يس) و(ن) وغيرها من الحروف. ولمزيد من الاطلاع على أسرار هذه الحروف ندعوك أخي القارئ لقراءة كتاب "أسرار معجزة الم" والذي تجده متوفراً على هذا الموقع. هذا الكتاب يضم العديد من الأمثلة المذهلة حول ترتيب وتكرار وتوزيع الحروف المميزة في القرآن الكريم. ولمزيد من التوسع في إعجاز الرقم سبعة والتناسقات السباعية في حروف وكلمات وآيات القرآن العظيم ندعوك أخي القارئ لقراءة موسوعة الإعجاز الرقمي، والتي تضم مئات الحقائق الرقمية الثابتة في كتاب الله تعالى. المراجع لهذا البحث 1- القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم والرسم العثماني (مصحف المدينة المنورة). 2- كتاب "أسرار معجزة الم" للمؤلف، طباعة دار الرضوان بحلب 2004، وهو متوفر على الرابط التالي: http://www.55a.net/words/alm45.rar 3- موسوعة الإعجاز الرقمي للمؤلف، وهي موسوعة تضم أكثر من 700 صفحة حول أسرار الرقم سبعة في القرآن الكريم، ويمكن تحميلها بسهولة على الرابط: http://www.55a.net/words/kaheelpedea.rar |
انه القران
بارك الله فيك |
|
اللهم صلى على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) وعلى آله وصحبه وسلم |
مشكوووووووووووووووووور
|
اللهم صلى على محمد وعلى ال محمد
|
اللهم صلى على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) وعلى آله وصحبه وسلم |
|
أقوال العلماء فى الاعجاز العددى للقرآن
حيا الله الأخوة والأخوات وكل عام وانتم بخير التفسير العددى للقرآن تفسير محدث لم يعرفه السلف ولا الخلف ولا يتجاوز عمره الخمسين عاما ولا يوجد له قاعدة مطردة مستقرة تحكمه بل يبنى على اجتهادات شخصية وعادة تميل للنقد والتخطئة بل وتفتح الباب على اعداء الاسلام للطعن فيه بحجة أن بعض الايات لا تتوافق مع ترتيبها الرقمى أو معانى هذه الأرقام بل وقد قرأت فى بعض المنتديات الشيعية أنهم استغلوا هذا التفسير فى اثبات الامامة ومنهجهم الفاسد والله عز وجل جعل فى القرآن العديد من المعجزات التى نقلها المفسرون والعلماء على مر العصور والذى نجده والله أعلى وأعلم وكما سأنقل لكم فتاوى أهل العلم على عدم صحة هذا التفسير وعدم جوازه أو اعتماده فى التفسير والله ولى التوفيق وهو من وراء القصد
السؤال: شاعت بين شباب المسلمين أقوال وللأسف هناك ما يؤيد هذه الأقوال من مؤلفات مثل كتاب اسمه (إعجاز الرقم 19 في القرآن الكريم) فصار يتردد على الألسن أن زوال دولة إسرائيل سيكون عام 2022م والدليل على ذلك هو الاعتماد على الرقم (11) المطبق على سورة الإسراء كما يقال كذلك على الرقم (11) المطبق على سورة التوبة في معرفة الضربة التي ضرب بها مركز التجارة العالمي في شهر سبتمبر وهذا يشبه قول النصارى حيث يدعون هم الآخرون أنه بإقامة عمليات حسابية في الموسوعة التي تشمل العهد القديم والعهد الجديد يمكن التعرف على أشياء وقعت أو ستقع مثل معرفة يوم مقتل الرئيس الأمريكي جون كنيدي ولكن رقمهم المعجزة هو (7) فنرجو من فضيلتكم أن تبينوا هل القرآن أنزل لتطبق عليه العمليات الحسابية وبالتالي تعرف به الأحداث؟ أم أنزل ليعمل به الإنسان في حياته اليومية؟ الإجابة: اعلم أن هذه الأقوال تخرصات ووهميات وقول في القرآن بغير علم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: [ من قال في القرآن برأيه فليتبؤ مقعده من النار ] وقال: [ من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ ] ولأجل ذلك كان السلف- رحمهم الله - يتوقفون فيما لا يعلمون لأن القول بلا علم ذنب كبير عقوبته أغلظ من الشرك فمن ذلك هذه التخرصات التي ما أنزل الله بها من سلطان اعتمادا على رقم تسعة عشر أو رقم أحد عشر وذلك لأن هذه السور وضعت بالاجتهاد في هذا الموضع ولم يفهم السلف ولا المفسرون دلالتها على زوال اليهود أو النصارى من هذه الأرقام ولا غيرها فلا يجوز الاهتمام ولا الاشتغال بأقوال هؤلاء سواء من المسلمين أو من النصارى فالقرآن أنزل لتلاوته وللعمل به لا لتطبق عليه العمليات الحسابية ولا لتعرف به الحوادث المستقبلة فالغيب لا يعلمه إلا الله كما قال تعالى: [ قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ] فيجب على المسلم أن يبتعد عن مخالطة هؤلاء وعن تصديقهم. عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين المصدر : موقع الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين *.*.*.*.*.*. *.*. *. تفضلوا أخواني و أخواتي الكرام في الله ولنقرأ سويا هذه الفتاوى ونسأل أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه اللهم آمين **** السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. هل في القرآن إعجاز عددي مثل ذكر الحديد أو عدد ذكر الرجل والمرأة، وغيرها؟. الجواب الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعد وبعد : فالكلام عن مصطلح الإعجاز العددي يحتاج إلى دارسة وافية ونظر متأمل فالكلام حوله كثير والدراسات المعاصرة متعددة وفي الحق فإن من الصعوبة أن أختصر الكلام في هذه المسألة لأنها تحتاج إلى بسط ومزيد إيضاح ومع هذا فسأجتهد وُسْعِي أن أختصر الكلام وألخصه في نقاط بما يحضرني مع يقيني أن المسألة تحتاج إلى مزيد من البحث والعناية والله المسئول أن يعصمنا من زلل الرأي وخطل القول: أولا/ مصطلح (الإعجاز العددي) مصطلح متأخر بدأ تداوله في العصر الحديث غير أن الباحث ربما وجد عند المتقدمين ما يمكن أن يسمى إرهاصات له واستحضر الآن مثالين على ذلك أولها ما أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (2172) والبيهقي في السنن الكبرى (4/213) والحاكم في المستدرك (1639) وصححه عن ابن عباس قال: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يدعوني مع أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - ويقول لي: لا تتكلم حتى يتكلموا قال: فدعاهم وسألهم عن ليلة القدر قال: أرأيتم قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: التمسوها في العشر الأواخر أي ليلة ترونها؟ قال: فقال بعضهم: ليلة إحدى، وقال بعضهم: ليلة ثلاث وقال آخر: خمس وأنا ساكت فقال: ما لك لا تتكلم؟ فقلت: إن أذنت لي يا أمير المؤمنين تكلمت قال فقال: ما أرسلت إليك إلا لتتكلم قال: فقلت: أحدثكم برأيي! قال: عن ذلك نسألك قال فقلت: السبع، رأيت الله ذكر سبع سماوات ومن الأرضين سبعا وخلق الإنسان من سبع وبرز نبت الأرض من سبع قال فقال: هذا أخبرتني ما أعلم أرأيت ما لا أعلم ما قولك: نبت الأرض من سبع، قال فقلت إن الله يقول "شققنا الأرض شقا" [عبس:26] إلى قوله: "وفاكهة وأبا" [عبس:31] والأب نبت الأرض مما يأكله الدواب ولا يأكله الناس قال: فقال عمر – رضي الله عنه - : أعجزتم أن تقولوا كما قال هذا الغلام الذي لم يجتمع شؤون رأسه بعد إني والله ما أرى القول إلا كما قلت قال وقال: قد كنت أمرتك أن لا تتكلم حتى يتكلموا وإني آمرك أن تتكلم معهم فابن عباس – رضي الله عنهما - نظر إلى تكرر رقم سبعة في عدد من آيات القرآن الكريم مما يدل على أن له معنى خاصا فجعله أمارة يستنبط منها أن ليلة القدر الوارد ذكرها في قوله تعالى: "إنا أنزلناه في ليلة القدر" [القدر:1] هي ليلة السابع من العشر الآواخر من رمضان وهذا لا يمنع أن يكون – رضي الله عنه- استند في فهمه إلى قرائن أخرى. ..................................... والثاني: أننا نجد عند بعض المفسرين من السلف ومن بعدهم محاولات لبيان معنى حروف التهجي التي افتتح بها بعض سور القرآن الكريم معتمدين في ذلك على حساب الجمل (وهو ما كان يعرف عند العرب قديما من وضع قيمة رقمية لكل حرف عربي حسب ترتيب (أبجد هوز) ويسمونه: حساب الجمل) وانظر في هذا إلى ما أشار إليه الألوسي وابن عاشور في تفسيرهما رحمهما الله ولا يضيرنا أن تكون تلك المحاولات قد أصابت الحق أو أخطأته لأن المراد البحث في نشأة هذا النوع من الدراسة. إلا أن هذا المصطلح قد أحاط ظهوره في العصر الحديث كثير من الدخل والدخن فالحسابات العددية ارتبطت بالبهائية (وهي أحد الفرق الباطنية الضالة) وعلى تلك الحسابات اعتمد الهالك رشاد خليفه في دعوى النبوة وهذا الارتباط مع عوامل أخرى جعل كثيراً من الدارسين يقف من هذا الاتجاه الحادث موقف الريب وينزع فيه منزع الشك ومن أبرز العوامل أيضا ما اتسمت به كثير من الدراسات المتعلِّقة بالإعجاز العددي من مظاهر التكلف وصور التمحل وافتقاد المنهجية المطردة المنضبطة مما يُجل القرآن الكريم عنه إلى عوامل أخرى ربما ورد ذكرها في ثنايا الكلام. ثانيا: عند النظر في مصطلح (الإعجاز العددي) نجده يتركب من جزأين: الإعجاز، والعدد والأمر المعجز: هو الشيء الذي لا يُستطاع ويُعجز عنه قال في القاموس عند تعريف المعجزة : هي ما أعجز به الخصم عند التحدي والعد والعدد: الإحصاء ويُراد به هنا الأرقام المعروفة التي يُعد بها ويُحصى. وبهذا يظهر أن مصطلح الإعجاز العددي يراد به وبحسب ما تبين لي من خلال الدراسات المتعلقة به أنه: (( ما ورد في القرآن الكريم من إشارات إلى حقائق كونية بطريق الحساب العددي )) ومن خلال هذا يتبين أن مصطلح الإعجاز العددي يتألف من ركنين أساسين: أولهما: أن يكون أمراً معجزاً ليس في مقدور البشر المجيء بمثله. الثاني: أن يكون الأمر المعجز معتمدا على الأرقام والأعداد. إن معرفة هذين الركنين في مصطلح (الإعجاز العددي) أمر أساس فلكي يصح أن نطلق على ذلك النوع من الدراسات أنها من قبيل البيان لما في القرآن الكريم من إعجاز عددي ، فيجب أن يتوفر فيها هذان الركنان الأول: أنها أمر معجز والثاني: أنها تعتمد على لغة الأرقام والأعداد. وبهذا يظهر لنا جليا الخلل الكبير الذي اتسمت به كثير من الدراسات المتعلقة بهذا النوع من الإعجاز وقد أشار السائل الكريم إلى مثال على هذا وهو تساوي ذِكْر الرجل والمرأة في القرآن الكريم أو تساوي ذكر الدنيا والآخرة أو الملائكة والشياطين فهذه أمور ذكرها من كتب في الإعجاز العددي مستشهدا بها على ما في القرآن الكريم من إعجاز عددي وهذه الأمثلة ونحوها لو سُلِم بصواب عَدِها وانضباطها مع أن فيها نظر فهي ليست مما يندرج ضمن الأمور المعجزة التي لا يُقدر عليها فأنت مثلا تستطيع أن تؤلف كتابا ضخما وتتعمد أن تراعي تساوي عدد المرات التي تذكُر فيها لفظ الرجل والمرأة أو لفظ الدنيا والآخرة، أو لفظ الملائكة والشياطين فمثل هذا لا خلاف أنه في مقدور كل أحد أن يفعله ، وإذاً فهو ليس أمراً معجزا فلا يصح أن يدرج في البحوث المتصلة بالإعجاز العددي لأنها غير معجزة أصلاً وربما ازداد الأمر وضوحاً في الفقرة الرابعة. ثالثا/ أما ما يتعلق بالحكم الشرعي على هذا النوع من الدراسات الحديثة فقد أبدى كثير من المختصين في الدراسات القرآنية تحفظهم الشديد على هذا النوع من البحوث المتصلة بالقرآن الكريم بل رأينا المبالغة في النكير على القائلين به والداعين إليه حتى خرج البحث عن المسار العلمي إلى نطاق يتعلق بالأشخاص وهذا شطط لا موجب له. وربما أثر في هذا ما أحاط نشأته من إشكالات وما اتسمت به كثير من دراساته بالتكلف والتمحل كما سبق الإشارة إليه إننا قبل أن نطلق الحكم الشرعي على هذه المسألة يجب أن نطرح سؤالاً منهجياً مهماً وهو: هل هذه ( الأعداد المعجزة) التي يُذكر أنها في القرآن الكريم والتي تشير إليها البحوث والدراسات المعاصرة جائزة الوقوع عقلاً بحيث لا يمتنع وقوعها عقلا في القرآن الكريم وبمعنى آخر هل هناك ما يمنع من ورود أرقام وأعداد تحسب بطريقة ما فتدل على حقائق علمية وكونية إن هذا سؤال جوهري الإجابة عليه بشكل علمي تزيل كثيراً من الحرج وترفع كثيراً من اللبس في هذه المسألة والظاهر عندي أن هذا الأمر جائز الوقوع عقلاً لأنه لا يوجد ما يحيل وقوعه لا من حيث نصوص الشرع ولا من حيث جريان العادات والسنن كما أنه تعالى لا يعجزه شيء ولا يعزب عنه مثقال ذرة وعدم وجود المانع دليل على الجواز قطعا على أنه لا تلازم بين الجواز العقلي والوقوع الفعلي إذ ليس كل ما يجوز عقلاً يقع فعلاً وهذا لا إشكال فيه بحمد لله. ومتى صار بنا البحث إلى التسليم بجواز وقوعه عقلاً فلا معنى للقول بمنعه والحكم بتحريمه ابتداءً لأنه ممكن الوقوع ومتى ما وقع صار ذات الوقوع دليلاً على جوازه شرعا مثال ذلك: حينما نقول: يجوز عقلاً ورود إشارة في القرآن الكريم إلى إحدى الحقائق الكونية التي كشفها العلم الحديث فلا يلزم منه أن ترد في القرآن الكريم لكن متى ما وردت كان ذلك الورد بعينه في القرآن دليلاً على جواز البحث القرآني في مثل هذه المسائل شرعا وصحة القول بها وكذا الحال هنا في المسألة محل البحث وهذا يجعلنا على حذر من المسارعة إلى الإنكار والتحريم لهذا النوع من الدراسات معتمدين في ذلك على ما نراه من دراسات جانبت الصواب لأن الإنكار والتحريم سيذهب سُدى بمجرد أن تظهر دراسة علمية رصينة تكشف دلالة الحساب العددي في القرآن الكريم على حقيقة علمية ما لا سبيل إلى ردها أو التشكيك فيها إلا بنوع من المكابرة. وفي الحق فلا تلازم بين القول بجواز هذا النوع من الدراسة من حيث النظر العقلي وتصحيح البحوث الموجودة اليوم بل فيها ما هو باطل قطعاً وفيها ما دون ذلك مما يحتاج إلى مزيد من النظر وإنما المقصود بحث هذه المسألة بحثاً علمياً مجرداً عن تطبيقاتها الحالية. رابعا/ من المسائل المهمة التي وقع خلل كبير نتيجة عدم الوعي بها أن كثيراً من الدراسات ذات الصلة بموضوع الإعجاز العددي لا تفرق بين ما توفر فيه ركنا الأمر المعجز كما تقدم في الفقرة الثانية وبين ما أخل بهذين الركنين أو أحدهم فأدخلوا بعض الحسابات العددية التي توصلوا لها وفق عملية حسابية معينة ضمن إطار الإعجاز وهذا إخلال في المنهج وقد مَرّ قريبا في الفقرة الثانية ضرب بعض الأمثلة على هذا الأمر، ومن الأمثلة كذلك قول بعضهم: إن لفظة الجهر ورد في القرآن (16 ) مرة مساويا لفظ العلانية ولفظ إبليس وردت (11 ) مرة ويساويه لفظ الاستعاذة بالله ولفظ الرغبة بلغ (8) مرات ويساويه لفظ الرهبة فهذه وأمثالها كما مر ليست أمرا معجزا لا يُقدر عليه؛ لأن كل أحد يقدر على هذا وإذاً فمثل هذه التوافقات العددية في القرآن الكريم ليست من الإعجاز ويمكن أن نطلق عليها مصطلح الظاهرة العددية في القرآن الكريم فهي حقيقة ظواهر عددية في القرآن الكريم وليست أمراً معجزاً يدرج ضمن بحوث الإعجاز العددي وعليه فيجب أن يفرق بين الظاهرة العددية في القرآن وبين الإعجاز العددي فيه. ولا يفهم من هذا النهي عن الاشتغال بمثل هذه الظواهر العددية ذلك أن السلف قديماً أحصوا حروف القرآن الكريم بشكل دقيق وتفننوا في ذلك وشققوا المسائل فيه وفرعوا فلنا فيهم أسوة وإنما أردت القول إنها ليست من ضمن البحث الإعجازي في القرآن الكريم. خامسا/ من خلال ما قرأته من دراسات تتعلق بموضوع الإعجاز العددي ظهر لي بشكل جلي وأعتقد أن كثيراً من المختصين يشاركونني هذا الرأي أن هذا النوع من الدراسات يفتقر إلى المنهجية العلمية التي تحكم مساره وتضبط أبحاثه ولا سيما أن هذا النوع من الدراسات قد يتأثر بمقررات عند الباحث سابقة لدراسته قد تجعله حتى من غير قصد يتحكم في مسار البحث واتجاه الدراسة ومن صور افتقاد المنهجية اعتماد بعض الدراسات على بعض المسائل الخلافية المتصلة بالقرآن الكريم التي لم يزل الخلاف فيها بين أهل العلم قائماً نحو رسم المصحف وترتيب السور حيث وجدت أن بعض من كتب في هذا المجال يصرح بشكل واضح أنه ينطلق في أبحاثه من اعتبار رسم المصحف أمراً توقيفياً وهذه المسائل الخلافية وإن كان المرء ربما يرجح فيها قولا ما، فمن الصعب أن يجعل اختياره وترجيحه أساسا منهجيا يُبنى عليه دراسات علمية بل قد رأيت من تلك الدراسات ما يعتمد على بعض ما أُحدث في رسم المصحف الشريف من الأحزاب والأجزاء وهذا خلال منهجي خطير لأن هذه الأحزاب والأجزاء أمور حادثة من صنع البشر بل هي مخالفة لما كان عليه الشأن في عصر النبوة حيث اشتهر أن القرآن الكريم كان يقسم إلى الطوال والمئين والمثاني والمفصل فهذه الأمور المحدثة في رسم المصحف ليس لها العصمة التي لكلام الله حتى يبنى عليها وتجعل مأخذا ومنزعا لما يسمى بالإعجاز العددي لأن الباحث ينطلق مما للقرآن الكريم من عصمة باعتباره كلام الله جل وعلا فيجعله دليلا يرشده إلى حقائق كونية أو مسائل غيبية ولولا هذه العصمة لم يصح استدلاله فكيف يساوى هذا بما هو من اجتهاد البشر وصنعهم. ومن الأمثلة التي نُذَكِر بها هنا ما تردد كثيراً بعد الأحداث التي وقعت في أمريكا واستدلال بعضهم عليها بما ورد في سورة التوبة معتمدين في جزء من قوله على هذه الأجزاء والأحزاب. ومما يذكر في هذا الصدد أن تكون الدراسات التي يتوصل لها الباحث ذات قيمة علمية، أي أن تكون ذات معنى علمي مفيد مهما كان مجاله، سواء شرط أن تكون ذات قيمة علمية أو فائدة عملية و إلا كانت عبثا ينزه كلام الله عنه وتصان الدراسات المتعلقة به عن مثله وهاك مثالاً ذكره أحد أشهر المهتمين بالدراسات العددية في القرآن الكريم حيث يقول: إنّ سورة النمل تُستهلّ ب (طس) وقد لفت انتباهنا أنّ حرف الطاء يتكرر في السورة 27 مرّة وهذا هو ترتيب سورة النمل في المصحف وأنّ تكرار حرف السين في سورة النمل هو 93 وهذا هو عدد آيات السورة وأن المجموع هوhttp://vb.arabseyes.com/images/smilies/frown.gif 27+ 93) = 120 وهذا هو جُمّل كلمة (نمل) " أ.ه كلامه ويريد بقوله (جمل) أي حساب الجمل الذي تقدم بيانه فهذا المثال على فرض التسليم بصحة ما تضمنه من أرقام وحساب فإن المحصلة النهائية له ليست ذات قيمة علمية أو عملية فضلاً عن أنها ليست أمراً معجزاً في ذاتها فأين هذا من وصف ربنا جل وعلا لكتابه الكريم بقوله: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم). سادسا/ وأخيراً أود أن أختم هذا الكلام بذكر بعض التنبيهات. أولها: يجب أن لا يغيب عن النظر ونحن ندرس ما في القرآن الكريم من تلك الإشارات الكونية أو الغيبية أن القرآن الكريم لم ينزل ليكون كتاب علوم كونية أو دلالة على حوادث غيبية بل هو كما أخبر جل وعلا كتاب هداية وبيان وإيضاح ورشاد فلا يضير القرآن الكريم أن لا يوجد فيه شيء من تلك المسائل إذاً فنحن لسنا بحاجة إلى أن نتكلف أمراً لم يدل عليه القرآن الكريم بشكل جلي. ثانيا/ رأينا بعض الدراسات التي تتعلَّق بمسائل غيبية أوحوادث مستقبلة وفي الحق فهذا دحض مزلة ومسلك خطر، لا تُأمن فيه السلامة ولم يزل الدجل والإفك يقترن بما اتصل بالغيبيات والأمور المستقبلة من بحوث ودراسات ومسائل الغيب قد حجبها الله عن عباده إلا من ارتضى من رسله فينبغي أن تنزه البحوث المتعلقة بالقرآن الكريم عن الخوض في هذا البحر اللجي. ثالثا: كثير من المحاولات التي نراها اليوم يقوم بها أناس فيهم غيره ومحبة لهذا الدين لكنهم ليسوا على علم راسخ بالقران الكريم ولا معرفة بالأدلة الشرعية والأصول المرعية وأهل العلم مجمعون على أن الناظر في كلام الله عز وجل حتى يجوز له الكلام فيه لا بد أن يستجمع أموراً معروفة ويحقق شروطاً معلومة ومن نتائج الخلل في هذا الجانب والقصور فيه أننا رأينا بعض الدراسات تنطلق من قناعات سابقة في أمر ما، تكون حكما على القرآن الكريم حتى إنك ترى الباحث يتكلَّف ويتمحَّل في البحث والاستنتاج حتى يصل إلى تلك النتيجة المقررة عنده سلفا. وأخيرا فلعلك أيها السائل الكريم قد تبيَّن لك أن مسألة الإعجاز العددي أمر جائز الوقوع عقلاً ولا يوجد ما يمنع من ورود ما يؤيده في القرآن الكريم غير أن التكلُّف والتمحُّل في الإبحاث ذات الصلة وافتقاد المنهجية شابت كثيراً من تلك الدراسات مما يجعل المرء على حذر من قبولها مطلقا دون فحص ونظر. هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. الشيخ ناصر بن محمد الماجد عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية خزانة الفتاوى الإسلام اليوم **.*.*..**.*.*.*.*.*.*. *.*.*.*.*. *.*. *. --------------------------- السؤال ما حكم ما يسمى بالإعجاز العلمي للقرآن؟، وأعني بذلك تفسير آيات القرآن الكريم بقوانين العلوم الطبيعية (كالكيمياء، والطب، والجيولوجيا، والفلك، ونحوها)، هل هو جائز بإطلاق؟ أم ممنوع بإغلاق؟ أم هناك ضوابط وقواعد؟. الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. وبعد: لقد ادخر القرآن الكريم كثيراً من الآيات للأجيال في عبارات معلومة الألفاظ لكن الكيفيات والحقائق لا تتجلى إلا حيناً بعد حين يقول تعالى: "إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ" ( ص 87و88) وقد فسر الطبري معنى الحين بقوله: (فلا قول فيه أصح من أن يطلق كما أطلقه الله من غير حصر ذلك على وقت دون وقت) فلكل نبأ في القرآن زمن يتحقق فيه فإذا تجلى الحدث ماثلا للعيان أشرقت المعاني وتطابقت دلالات الألفاظ والتراكيب مع الحقائق وهكذا تتجدد معجزة القرآن على طول الزمان يقول العلي القدير: "وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ" [ الأنعام: 66-67] ونقل ابن كثير عن ابن عباس –رضي الله عنهما- تفسيره للمستقر بقوله: (لكل نبأ حقيقة أي لكل خبر وقوع ولو بعد حين) وقد تردد هذا الوعد كثيرا في القرآن الكريم بأساليب متعددة كما في قوله –تعالى- "ثم إن علينا بيانه" [القيامة: 19] وقوله: "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق" [فصلت: 53] وقوله: "وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها" [النمل: 93] قال ابن حجر: (ومعجزة القرآن مستمرة إلى يوم القيامة وخرقه للعادة في أسلوبه، وفي بلاغته وإخباره بالمغيبات، فلا يمر عصر من العصور إلا ويظهر فيه شيء مما أخبر به أنه سيكون يدل على صحة دعواه) قال محمد رشيد رضا: (ومن دلائل إعجاز القرآن أنه يبين الحقائق التي لم يكن يعرفها أحد من المخاطبين بها في زمن تنزيله بعبارة لا يتحيرون في فهمها والاستفادة منها مجملة، وإن كان فهم ما وراءها من التفصيل الذي يعلمه ولا يعلمونه يتوقف على ترقي البشر في العلوم والفنون الخاصة بذلك) وقال جوهري: (أما قولك كيف عميت هذه الحقائق على كثير من أسلافنا؟ فاعلم أن الله هو الذي قال: "سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ" وقال: "وَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا" إن الله لا يخلق الأمور إلا في أوقاتها المناسبة وهذا الزمان هو أنسب الأزمنة) "والمدار على الفهم، والفهم في كل زمان بحسبه وهذا زمان انكشاف بعض الحقائق) وفي قوله –تعالى-: "سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ" [الأنبياء: 37] قال ابن عاشور: (وعد بأنهم سيرون آيات الله في نصر الدين) وهي كما قال الرازي: (أدلة التوحيد وصدق الرسول – صلى الله عليه وسلم- ولذلك قال –سبحانه- :"فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ" أي أنها ستأتي لا محالة في وقتها) واستعجال المنكرين يعني كما قيل: (استبعاد ما جاء في هذه الآيات من الأمور العلمية التي أوضحها علماء العصر الحاضر فهم يستبعدونها طبعاً؛ لأنهم لا يعقلونها فقال الله –تعالى- لا تستبعدوا أيها الناس "سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ" فإذا لم تفهمها أمم سابقة.. سيعرفها من بعدهم فقد ادخرنا هذه الأمور لأمم ستأتي لتكون لهم آية علمية على صدقك فتكون الآيات دائما متجددة) قال محمد رشيد: (والكلام في وجوه إعجاز القرآن واجب شرعاً وهو من فروض الكفاية وقد تكلم فيه المفسرون والمتكلمون فإن كان ذلك قد وفى بحاجة (تلك) الأزمنة.. فهو لا يفي بحاجة هذا الزمان إذ هي داعية إلى قول أجمع وبيان أوسع، وبرهان أنصع في أسلوب أجذب للقلب وأخلب للب، وأصغى للأسماع وأدنى إلى الإقناع) هذا ما قاله المحققون ولكنه لا يعني تعريض كتاب الله للمؤاخذة بسوء فهم للنصوص وتحريفها عن دلالتها لتلتقي مع حقيقة علمية أو الانتصار لفرضية لم تؤيدها الوقائع بعد لتلتقي مع دلالة نصية أو استنباطية تلك هي أهم أصول التحقيق والله أعلم. الشيخ د / محمد دودح باحث علمي في هيئة الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة خزانة الفتاوى الإسلام اليوم -------------------------- السؤال كثر في هذا الوقت الحديث على موضوع الرقم (11) وعلاقته أو ذكره في القرآن الكريم في سورة التوبة أرجو بيان الرأي بذلك مع العلم أنه خرج منذ أكثر من عشرين سنة رجل اسمه رشاد خليفة بنى على التعداد الرقمي في القرآن الكريم لمعرفة يوم القيامة فتبين أنه من القاديانيين . الجواب من أنواع التفسير ما يسمى بالتفسير الإشاري وله أصوله وضوابطه وقواعده كما أن من أنواع الإعجاز القرآن ما يسمى بالإعجاز العددي وهي ظاهرة برزت في العصر الحديث وانتشرت فكتب عن العدد (19) وعن العدد (سبعة)، وعن الأعداد عموماً ثم أدخل الحاسب الآلي وظهرت عجائب أخرى . وشطح قوم في التفسير الإشاري حتى خرجوا عن الصواب بل إلى الانحراف في العقيدة كما غلا آخرون في الأعداد حتى التمحل والتكلف . وكأن السائل يشير إلى الآية (110) في سورة التوبة وهي التاسعة إلى حادثة 11/9 سبتمبر ورقم (110) يجمع الحادي عشر بحذف الصفر وعدد أدوار البنايتين، وإشارة الآية : " لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم " [التوبة:110] إلا أن في هذا صرفاً للفظ عن مدلوله والمراد به وهو مسجد الضرار الذي نزلت الآيات فيه وهذا بلا شك تكلف مذموم وصرف لألفاظ القرآن عن مدلولها الحقيقي ولو سلكنا هذا المسلك لانصرفت أكثر آيات القرآن عن مدلولها إلى معان باطلة وخلت من مضامينها الشرعية ولذا قال الشيخ الزرقاني – رحمه الله تعالى – في الرد على أمثال هؤلاء : " ولعلك تلاحظ معي أن بعض الناس قد فتنوا بالإقبال على دراسة تلك الإشارات والخواطر فدخل في روعهم أن الكتاب والسنة بل الإسلام كله ما هي إلا سوانح وواردات على هذا النحو من التأويلات والتوجيهات وزعموا أن الأمر ما هو إلا تخيلات وأن المطلوب منهم هو الشطح مع الخيال أينما شطح فلم يتقيدوا بتكاليف الشريعة ولم يحترموا قوانين اللغة العربية في فهم أبلغ النصوص العربية كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – قلت: وإن كان الشيخ يقصد طائفة من الصوفية إلا أنه يدخل في ذلك كل من صرف اللفظ عن مدلوله بلا دليل صحيح من الكتاب والسنة . الشيخ د / فهد بن عبدالرحمن الرومي عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين خزانة الفتاوى الإسلام اليوم --------------------------------------------- بارك الله بكم جميعا ونفع بعلمكم وما أرى هذه الإعتمادات على بعض الأرقام إلا من الخرافات والخزعبلات التي لا أساس لها من الصحة فمن أعطى حقيقة معتمدا على رقم فليقم الحجة على الجميع بالإعتماد على الدليل الشرعي من آية أو حديث شريف .. وإلا فهو التكهن والكهانة بعينها والتكلم بأمر الغيب والله تعالى يقول " {مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ } آل عمران 179 **.*.*.*.*. http://www.nor1way.com/vb/images/smilies/salam_red.gif |
جزاكم الله خيرا وتقبل منا ومنكم صالح الاعمال ان شاء الله
|
الاخت الغالية / مسلمة متفائلة
شكرا لمرورك الكريم جزاكِ الله خيرا |
الاخت الغالية / اية كمال
شكر لتواجدك الغالى وتواصلك الصافى دمتى بكل الود |
الفاضل / عبده البحيرى
اهلا بك فى متصفحى المتواضع شكرا لتواصلك http://dc11.arabsh.com/i/01386/41uu0ua6u99j.gif |
اخى / العابد لله
اشكرك لاثراءك الموضوع واطروحاتك الغالية والهامة شكرا اخى http://www.osrah.net/forum/uploaded/...1201110226.gif |
|
جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 08:42 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.