بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   إبداعات ونقاشات هادفة (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=59)
-   -   كان سراب (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=250359)

M.Sherif 21-09-2010 11:00 AM

كان سراب
 
الشَّعرُ كالليل المضئِ بأقمارِ السَّما


يَسْرى كما


موجِ البحار


و يفتحُ للتمردِ ألفَ باب


................


الجبهةُ الحسناءُ تُشِعُّ أنوارَ الحياة


تُضِئُ جَنَبَاتِ السنين


تُلْهِمُ الرَّسَّام ألواناً من اللوحات


أحقاباً مِنَ الأزمانِ يَلْهُو


فى المظهرِّ الخلاب

................

العَيْنُ عَينُ الحُسْنِ


عينُ الحبِّ ... عينُ العشقِ


عينُ بَهَاءِ الحُوْرِ


عينٌ تُلْهِمُ الشُّعَرَاءَ أبياتاً بدونِ حِسَاب

................


أجفانُها تبدو كَفَرَاشِ صُبْحٍ أَزْهَرٍ


كغِطاء كَنْزٍ أَنْوَرٍ


تُحَرِّكُ فى كِبَارِ السِّنِ كُلَ مشاعرِ الوجدان


و فى الشباب


................


و الأنفُ أَقْنَى و قد يمتَدُّ يزهو


فى افتخار


تراه يلمعُ فى الظلام و فى الضباب



................

لا تَسَلْ عن ثَغْرِها


فاللِّيْنُ و اللونًُ القُرْمُزِىُّ يَشُوْبه


و الطعمُ كفواكهِ الفِرْدَوْسِ


و الشَّهْدُ فى أنحائِه قد ذاب


................


حتماً سَيَقْتُلَكَ الفُضُول


فلا تَسَلْ عن وجْهِهَا


فالقمرُ فى كَبِدِ السَماء


و الشمسُ ساعةَ الابتداءِ و الانتهاء


يَخْجَلَا من نورِه دون اقتراب


................


نَظَرَتْ إلىََّّ بدهشةٍ


قالتْ و حياءُها و بهائُها قد مَزَّقَا قلبى


من أنتَ ؟


قلتُ


أنا مَنْ فى حُبِّ أنوارِ وَجْهكِ


قد لاقَى المصائبَ و الصِّعَاب


................


و لم تَزَلْ تََسَلْ : من أنتَ ؟


قلتُ


أنا مَن بَحَثْتُ عنكِ


بينَ حباتِ الرمالِ


و بين ذراتِ الهواءِ


و بين أنقاضِ السحاب


................


أنا مَن فَقَدَ السنين


و مَن عَبَرَ المحيط


و مَن كَسَرَ الجليد


بحثاً عن رَحِيْقِكِ


أنا مَن فَقَدَ الصَّواب


................


أنا مَن لَمْ يُؤْمِنْ بِحُبٍ


و لا بعشقٍ


و لا بِدِيْنِ الهَوَى


فَأَلْحَدَ ... ثم رآكِ حُلْمَاً


ثم تاب


................



أنا مَن جُبْتُ الصحارى و البوادى


و غابات الضياع


وواجَهْتُ أسوارَ المدائنِ


و قاتَلْتُ الضِّبَاعَ و الأُسُوْدَ


بحثاً عنكِ و الذئاب


................


أنا أبياتٌ بلا عُنْوَان


وَجَدْتُ فى أنحاءِ وَجْهَكِ عُنوان الحياة


وَجَدْتُ فى ثَغْرِكِ البَسَّامِ قُبْلَةَ الأَشْوَاق


وَجَدْتُ فى عينيكِ ألفَ ألفَ سؤال


و لم أزل


أبحثُ عن جَواب


................


أنا الرَّجُلُ الذى يُجِيْدُ فَنَّ البحثِ عنكِ


يجيدُ كيفَ يُصِرُّ يَلْقَىْ فى الهوى


شوكَ الأذى و يَقْتَفِىْ سُبُلَ العذاب


................


و فى رِحَالِى


ظَهَرَ الحنين


ظهر الأنين


ظهر كلُ الغائبين


و طيفُكِ العابرُ الشفافُ


غاب

................



نَظَرَتْ إلىَّ بنظرة الاعجاب



و جَرَتْ إلىَّ و كلُ الوجهِ قد كَشَفَ النقاب


و تَجَاوَزَتْ كُلّ السدودِ و الحدودِ و الشِّعَاب


................


و لِلَحْظَةٍ ... تَخَيَّلَ القلبُ


أننا


أوراقُ كتابٍ واحدٍ


و سنحتضن سويا


داخل ها الكتاب
................


فالشوقُ جوهرةٌ تعانقُ حزنَ أيامى


و لقد بَحَثْتُ عنها


خلف أسوارِ الحياة


خلف موجِ الليل بَحَّاراً


تُصَارِعُهُ الوحوشُ و الكلاب


................


عُمْرُ الحياةِ يقاسُ بالزمنِ السعيد


فهل من جديد ؟


فَاقْتَرَبْتُ و اقْتَرَبَتْ


و بينما أنا التقطُ الأصابع


و لهفتى تهفو إليها


تَوَقَّفَ الاستقبال و الارسال !


................


انتهى المشهد ... و تهدم المعبد


و توقف الاقتراب



أىُّ اغترابٍ هذا يَا هِى


أي اغتراب ؟
................


وَجَدّتُ نفسى مستيقظاً من غَفْوَةِ الأوهام


و نَظَرْتُ فى حوائطِ غُرْفَتِى مستنكراً



قد كان حُلْمَاً ؟ !



و سَأَلْتُ قلبى : يا هذا


أين هى ؟


قال بحسرة


قم أيها المسكين من نومتِك


و اخرج من غرفتِك


فَحُلْمُكَ الممزوجُ باللّهَفَاتِ

كان سَرَاب

بقلمى : شريف راغب

LoOoLy El Treikawya 21-09-2010 02:58 PM

جميلة اوى
وتصويراتها وخيالاتها رائعة بجد

دمت مبدعا

M.Sherif 21-09-2010 05:07 PM

تسلم ايدك علي المرور الجميل

الأستاذة ام فيصل 21-09-2010 06:51 PM

قصيدة رائعة جدا
حلم جميل
وانا اقراها رسمت صورة للمراة الملاك بمخيلتي
دمت مبدعا
منتظرين جديدك
تحياتي

ضياء الدين سعيد 22-09-2010 09:39 AM

حينما كتبت
فتفننت ورسمت صوراً جميلة


دٌمت مبدعاً ودام قلمك


تقبل تحياتى ،،،،،

Rollla 22-09-2010 03:46 PM

احييك ايها الشاعر المغمور
انا من جماعة مغامير الادبية واثناء رحلتى للبحث عن الادباء والسعراء المغمورين
استوقفتنى قصيده "كان سراب" التى جمعت بين السرد القصصى والحبكة الدرامية
وبين قافية الابيات الشعرية
فقد بدأت بوصف الوجه كاملا وكأنها امامك ثم انتقلت لاجابات سؤالها بسلاسه ومنطقيه
حتى جاءت نقطه تصاعد الاحداث وتوقف الاحساس معاً بحرفيه بديعه وموفقه فى اختيار
كلماتك فانت تملك ادوات الاديب حقا

ايها الشاعر المغمور شكرا على قصيدتك الرائعه بحق

mahmoud kartam 01-10-2010 04:22 PM

جميل اوي الابداع ده والله ودائما بيدل علي نفسية المؤلف

gmail 09-10-2010 04:37 PM

بارك الله فيك


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 01:09 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.