بوابة الثانوية العامة المصرية

بوابة الثانوية العامة المصرية (https://www.thanwya.com/vb/index.php)
-   علوم القرآن الكريم (مكتوب و مسموع و مرئي) (https://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?f=39)
-   -   أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون (https://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=257133)

عمر ابو قطرة 19-10-2010 10:03 AM

أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون
 
أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون (115) فتعالى الله الملك الحق لا إله الا هو رب العرش الكريم ( 116 )
أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون (115) فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم (116)
الاستفهام في قوله : أفحسبتم للانكار ، والحسبان هنا معناه : الظن . يعني : أظننتم أنا خلقناكم عبثا لا لحكمة ، وأنكم لا ترجعون إلينا يوم القيامة ، فنجازيكم على أعمالكم ، إن خيرا فخير ، وإن شرا شر ، ثم نزه جل وعلا نفسه ، عن أن يكون خلقهم عبثا ، وأنهم لا يرجعون إليه للحساب والجزاء .
وقوله : { فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم } أي تعاظم وتقدس ، وتنزه عن كل ما لا يليق بكماله وجلاله ، ومنه خلقكم عبثا سبحانه وتعالى ، عن ذلك علوا كبيرا .
وما تضمنته هذه الآية من إنكار الظن المذكور جاء موضحا في غير هذا الموضع كقوله تعالى : { وما خلقنا السمآء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار } [ ص : 27 ] وقوله تعالى : { وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين ما خلقناهمآ إلا بالحق } [ الدخان : 38-39 ] وقوله تعالى : { أيحسب الإنسان أن يترك سدى ألم يك نطفة من مني يمنى ثم كان علقة فخلق فسوى فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى } [ القيامة : 36-39 ] وقوله : سدى : أي مهملا لا يحاسب ولا يجازي ، وهو محل إنكار ظن ذلك في قوله : { أيحسب الإنسان أن يترك سدى } [ القيامة : 36 ] وقوله : عبثا : يجوز إعرابه حالا ، لأنه مصدر منكر أي إنما خلقناكم في حال كوننا عابثين ، ويجوز أن يعرب مفعولا من أجله : أي إنما خلقناكم ، لأجل العبث لا لحكمة اقتضت خلقنا إياكم ، وأعربه بعضهم مفعولا مطلقا ، وليس بظاهر . قال القرطبي عبثا : أي مهملين ، والعبث في اللغة : اللعب ، ويدل على تفسيره في الآية باللعب قوله تعالى : { وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين } [ الدخان : 38 ] وقوله : { الملك الحق } قال بعضهم أي الذي يحق له الملك ، لأن كل شيء منه وإليه . وقال بعضهم : الملك الحق : الثابت الذي لا يزول ملكه ، كما قدمنا إيضاحه في سورة النحل في الكلام على قوله تعالى : { وله الدين واصبا } [ النحل : 52 ] وإنما وصف عرشه بالكرم لعظمته وكبر شأنه والظاهر أن قوله : { وأنكم إلينا لا ترجعون } معطوف على قوله : { أنما خلقناكم عبثا } خلافا لمن قال : إنه معطوف على قوله : عبثا ، لأن الأول أظهر منه والعلم عند الله تعالى .

المصدر أضواء البيان للشيخ محمد الشنقيطى

الأستاذ / فولي سيد محمد 30-11-2014 01:45 PM

جزاك الله خيراً


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 04:55 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.