![]() |
التعليــــم فـــــى اليـــــــــــــــــــــــــــــــابـان
التعليمالابتدائي في اليابان - سر النجاح ما سر تفوق المدارس اليابانية الابتدائية عن مثيلاتهالدينا؟ إنها كلمة واحدة وهي «القيادة»،فالأطفال يديرون شؤون فصولهم إلى حد تنظيف الحمامات الخاصة بالمدرسة. لقد آلوا علىأنفسهم أن يستفيدوا من كل شيء يتعلمونه ويجعلون منه نبراساً لهم في حياتهم وسلوكهم. دق جرس انتهاء الفسحة المدرسية، فانطلق الطلبة بمدرسة تاكيهار الابتدائية مسرعين من ..... فناء المدرسة نحو فصولهم؛ ليعودوا في لحظات قصيرة مدججين بالمكانسوالمسَّاحات وقطع القماش اللازمة للتنظيف. وبدأ العمل على الفور في أروقةالمدرسة التي ضجت بصياح الأولاد والبنات أثناء قيامهم بإخلاء المكانمن مخلفات العلب الفارغة. أما دورات المياة فنظف الأولاد جدرانهاالبيضاء وتسابق بعضهم فيما بينهم في مسحها بقطع القماش المبللة،وإعادة ترتيب المكان بوجه عام بعد جمع المهملات. وحيث إن المدارساليابانية لا يعمل بها أي بواب أو حاجب، لذا فقد أصبح على الطلبة القيام بمهامتنظيف النوافذ والأرضيات بأنفسهم. ومن ثم يُعِدُّ الطلبة - بما فيهم أطفالالصفوف الأولى - أدوات المسح والتنظيف ليقوموا بهذه المهمة كل يوم لمدةعشرين دقيقة. بعد ذلك يدق جرس المدرسة مرة أخرى ليعلن أنه قد حان الوقت لمايسمى «بجلسة الاعتراف»، فيقوم فتى طويل نحيل من طلبة الصف السادس، ممنيتولون قيادة إحدى جماعات التنظيف، بجمع أعضاء فريقه لإجراء مناقشة بخصوصعمل فترة الظهيرة، وقد دار بينهم الحوار التالي: سأل قائد الجماعة فريقهقائلاً: «هل قمنا بعملنا على ما يرام اليوم؟ ط أجاب الآخرون «نعم». ط فردالقائد «وهل أحسنا استخدام وقتنا تماماً؟». ط أجاب الآخرون «نعم». ط واختتمتساؤله قائلاً «وهل أعدنا كل الأدوات إلى أماكنها؟» ط فجاءه الردبالإيجاب. لكن هذا الجو المفعم بتهنئة الذات قطعه صوت ضمير إحدى الفتياتالخجولات وتدعى سيرا، وتبلغ من العمر أحد عشر عاماً، حيث قالت« الواقع أننالم نضع المكانس في مكانها بشكل أنيق». وقد أومأ باقي الأطفال برؤوسهممقرين بذنبهم، واكتست وجوههم للحظات مسحة من الكآبة بسبب هذاالتقصير. مما سبق يتضح لنا الجانب الذي نفتقده غالباً، ويتميز به التعليمالابتدائي في شرق آسيا. وتشتهر المدارس الابتدائية في اليابان، وسنغافورة،وكوريا الجنوبية بأنها الأفضل عالمياً بسبب أدائها العلمي المتميز. ومع ذلك فالشيءالمهم، وخصوصاً في اليابان، لا يتمثل في تخريج أطفال بارعين أذكياء بقدر ماهو الاهتمام بتخريج أطفال جيدين ومسؤولين ومنظمين. فالبرنامج بأسره يهدف إلىتعليم الأطفال العمل معاً والتعاون على حل المشكلات، وهذا البرنامج يؤتيعلى وجه العموم بثماره. إن المدارس الابتدائية اليابانية تغرس فيالطالب إحساساً متعاظماً بالمجتمع، ويتم ذلك عادة من خلال الإبقاء علىأفراد الفصل الواحد معاً لمدة عامين، وكذلك المعلم المستمر معهم للفترةنفسها أيضاً، ويتحقق لهم هذا الأمر من خلال إشعار الطلبة بالمسؤولية، علاوةعلى ذلك نجد أن المعلمين في الفصول الدراسية اليابانية لا ينظر إليهم على أنهمالرؤساء، على الأقل بمفهوم الكلمة في الولايات المتحدة. فالطلبة اليابانيونحينما يرتكبون خطأً ما لا يقوم المعلمون بتصحيح الخطأ، إنما يوكلون هذاالأمر إلى طلبة آخرين، ولا يعاقب المعلمون الطلبة الذين يسيئون التصرف، بل يفضلونأن يجعلوا باقي الطلبة يوبخون المخطئ بما يجعله يشعر بالذنب! ومثل هذهالمعالجة البارعة هي أساس ومفتاح التعليم الابتدائي وقبل الابتدائي في اليابان،والمعلمون في هذه المعالجة يتميزون بالبراعة الفائقة. وهكذا نجد أنهمنذ بداية السنوات الأولى في الدراسة يتولى الأطفال تحمل المسؤوليات المختلفة،فيقوم الطلبة بإحضار وجبة الغداء من مطبخ المدرسة إلى الفصل ويتولون تقديمهالكل فرد، ثم يقومون بتنظيف المكان تماماً بعد ذلك. ويتبادل الأطفال فيمابينهم وبشكل دوري وظيفة مراقب الفصل المنوط به تحقيق النظام في الفصل وجمعالطلبة، ومناقشة أي شؤون مدرسية تخصهم. والمراد من هذه الفكرة هو تعليمالأطفال القيادة وربما - وهذا هو الأهم - تعليمهم المتابعة، لأن هذا الأمرسيخلق حتماً نوعاً من المشاركة العاطفية مع من يتولى مسؤولية تهدئة فصلهائج. وفي الصف السادس بمدرسة آسو الابتدائية بمدينة أوميا على سبيل المثال،تشاجر فتى وفتاة على من يتولى مهمة السيطرة على الفصل. وكان ايساتوتكيوشي - معلم الفصل - جالساً على كرسيه في مؤخرة الفصل يراقب الطالبين وهمايناديان الأسماء ويصفان الطلبة، ويجريان نظرة خاطفة على قائمة الأسئلةاليومية: «هل أحد متأخر عن المدرسة اليوم؟ هل أحد مصاب بالإنفلونزا؟ هل أحضرأحدكم علبة مناديل؟» وعندما انتهت جميع الإجراءات التمهيدية تقدم تكيوشي،وبتوجيه من مراقبي الفصل، تبادل المعلم والطلبة انحناءة التحية وقال تكيوشيلطلبته «صباح الخير». ويقول تاموتسو واكيموتو - مدير مدرسة آسو الابتدائية -: «نحن نترك الأبناء ليقرروا بأنفسهم أهدافهم، وإن كان هذا لا يمنعالمعلمين من المساعدة بتقديم الاقتراحات لهم. ويُعقد اجتماع مدرسي كل أسبوعين نناقشفيه الأهداف المرجوة ونتخير أحدها، ثم نعقد جلسة اعتراف للتحدث عن الأشياءالتي لم يتم إنجازها على ما يرام. فعلى سبيل المثال، لوحظ أن صنابير المياه تنقطكثيراً من الماء في الفترة الأخيرة، وعليه قرر الأولاد أن يجعلوا هدفهم هوإغلاق الصنابير بإحكام حينما يستخدمونها». ويتولى الطلبة في كل فصل وظائفومهام أخرى أقل. فالطلبة في مجموعة اللعب - على سبيل المثال - يقررونالألعاب التي تُجرى، ومن سيكون في كل فريق، أما مجموعة الدراسة فتتولى قيادةالفصل حينما يتغيب المعلم، ذلك لأنه لا يوجد معلمون بدلاء في المدارساليابانية، ومن ثم يتولى الطلبة مهمة الاهتمام بأنفسهم. ويقول واكيموتو - مديرمدرسة آسو الابتدائية - «إذا كان المعلم غير موجود يقوم الطلبة بعمل النشراتوالواجبات المنزلية. وبالنسبة لطلبة الصف الأول والثاني يتعين علينا أن ننصبعليهم معلماً، وذلك لقلقنا عليهم كطلبة صغار، أما الأولاد الكبار فيدرسونواجباتهم بهدوء». وأضاف واكيموتو قائلاً «أما إذا تغيب المعلم لمدة شهر أوأكثر لسبب ما، فإننا نوفر بديلاً له بالطبع». ولا يقتصر تحميل الطلبة المسؤوليةعلى مجالات الأنشطة غير المنهجية وإنما يمتد إلى الدروس أيضاً. فحينما يطرحالمعلم سؤالاً على الطلبة، يرفعون أيديهم للإجابة، فيتخير المعلم أحد الطلبة فإذاما أجاب إجابة خاطئة، يتولى طالب آخر على الفور إخباره بذلك، بعد ذلك يدعوالمعلم الطلبة لمناقشة القضية أو السؤال المطروح. وحينما يغض الطلبة الطرفعن خطأ ما، أو يبدو أنهم يسيرون في المسار الخطأ، يقوم المعلم بإعادة توجيههم منخلال طرح مزيد من الأسئلة. في اليوم التالي، كتب الأستاذ شنجي نيشيمسألة رياضية على سبورة المدرسة لطلبة الصف الخامس بمدرسة آسو الابتدائية. تقول المسألة «قطاع من شجرة طوله متر، ويزن 1.2كيلو غرام. فما وزن 3.3 متر منالشجرة نفسها؟ أجب عن السؤال، وقرب الكسر العشري إلى رقم صحيح موضحاً كيفيةالتوصل إلى الناتج؟». بعد ذلك بدأ الأستاذ نيشي يتجول في غرفة الفصل فيالوقت الذي انقسم أعضاء الفصل إلى مجموعات صغيرة، كل مجموعة تضم نحو أربعةطلاب يحاولون التوصل إلى الحل، ثم قامت كل مجموعة بكتابة الحل على السبورة. وهذه المجموعات الصغيرة تعد وحدة التعليم الأساسية في كل فصل تقريباً فياليابان. وتسير معظم مجموعات فصل الأستاذ نيشي على ما يرام، لكن إحداهابداخلها نوع من الصراع، وتضم فتاة صغيرة تدعى تشنامي تشان، وتعد هذهالفتاة الألمع والأبرز في مجموعتها، وقد حلت المسألة بسرعة وحاولت عرضها علىالآخرين قائلة «لقد توصلت إلى الحل دعونا نتقدم على الفور للإجابة». فما كانمن أحد الطلبة المجتمعين على طاولة المجموعة إلا أن عبر عن امتعاضه وانزعاجهمن طبيعتها المسيطرة، وقال لها إنني أفكر في حلها بطريقة أخرىفتمهلي. والحقيقة أنه كان في الخطوة الأخيرة لحل مماثل لما طرحته زميلتهتشنامي تشان، لكنه قام بمحو خطوات الحل التي توصل إليها وآثر محاولة تصورطريقة أخرى لحل المسألة، وذلك حفظاً لماء وجهه إثر بطئه في الإجابة. وقداجتهد الفتى في كتابة معادلات مختلفة قدر المستطاع عن معادلات تشنامي تشان،وقد توصل أثناء هذه العملية إلى فهم وإدراك ممتاز للمسألةالمطروحة. وسجلت كل مجموعة الحل الذي توصلت إليه على السبورة وكان 3.96 كيلوغرام، لكن بعض المجموعات وجدت بعد ذلك صعوبة في تحويل الكسر العشري إلى الحلالنهائي الصحيح وهو 4 كيلو غرامات. علاوة على ذلك، فقد استخدمت كل مجموعةمعادلات مختلفة للتوصل إلى الناتج. وقامت كل مجموعة بشرح ناتجها، وكان كل فرد منأعضاء المجموعة يشارك بجزء في هذا الشرح، ويعلن استعداده للإجابة عن أي سؤالللطلبة الذين تحمسوا بدورهم لإمطاره بوابل من الأسئلة. وقد تساءل أحدالطلبة «من أين استخلصت الرقم 4؟» وحينما انتقد طالب آخر طريقة حل إحدى المجموعات،دعاه الأستاذ نيشي إلى المثول أمام الجميع وتدوين المعادلات التي يعتقد أنهاصحيحة. فتقدم الطالب بكل ثقة وبدأ يكتب باهتياج شديد وسرعان ما ارتبك وضلطريقه، فقال بعد أن تراجع إلى مقعده وفكر ملياً «إنها صعبة للغاية». وتتميزالمدارس اليابانية بميزة أخرى غريبة الأطوار وتتمثل في الحماس الزائد لكلٍّ منالطلبة والمعلمين على السواء بخصوص تعليم القيم. ويبدي المعلمون أحياناًبشاشة وعذوبة تجعل أشد الناس تفاؤلاً يتضاءل أمامهم. وتعج الفصول بالشعاراتالمبهجة مثل «سنبذل ما في وسعنا في كل شيء» أو «كن نشيطاً ومرحاً وودوداً ومعيناًللآخرين»، ويضع كل طالب نصب عينيه أهدافاً يتمنى تحقيقها خلالالعام. ويعكس التركيز على الشعارات والأهداف اختلافاً أساسياً بين منظورأمريكا وآسيا للتعليم. وقد أظهرت استطلاعات الرأي أن الآسيويين يرون أنالتميز الأكاديمي أو العلمي يتأتى في المقام الأول من الاجتهاد، بينما يميلالأمريكيون إلى أن ينسبوا التفوق للذكاء الفطري. ونتيجة لذلك يحفز أولياء الأموراليابانيون أطفالهم على الاجتهاد «والأطفال بدورهم يحفزون أنفسهم» لاعتقادهمبأن ذلك سيحقق فروقاً واختلافاً جوهرياً. وترى إحدى هيئات البحث البارزة أنالأطفال في آسيا يبلون بلاء حسناً في المدارس، ويعود ذلك إلى حد كبير إلىأن أولياء الأمور يحددون لأولادهم أهدافاً كبيرة يسعى أطفالهم بعد ذلكلاستيعابها وتحقيقها، بينما يتردد أولياء الأمور الأمريكيون في تحفيز ودفعأبنائهم كثيراً للاجتهاد. ومن ثم فأولياء الأمور اليابانيون يحددون معاييرمرتفعة، بينما يكتفي أولياء الأمور الأمريكيون بمعايير منخفضة: وفي كلتاالحالتين نجد أن الأولاد مضطرون إلى الوفاء بما يطلب منهم. ومن بين الوسائلالجــوهرية لرفــع مستوى الأطفال في اليابان في البيت والمدرسة نجد ما يســــمى بـ «هانسي» وهي كلمة ذات معان مختلفة، إذ تعني «الخزي»، أو« الاعتذار» أو «الأسف العميق». فحينما يرتكب الأطفال خطأ ما، يفترض أن يعبروا عن أسفهمالعميق، وفي بعض المدارس توجد جلسات اعتذار، أما فكرة الجلسات فتقوم علىمبدأ مؤداه أن اعتراف الطلبة بأخطائهم وتقصيرهم هو السبيل الوحيد للتغلب علىجوانب النقص والضعف. ولذلك ينتهي كل يوم دراسي في مدرسة تاكيهار الابتدائيةباجتماع للفصل وجرعة هانسي أو اعتذار. وفي فصل الصف الثالث، أعلنت الفتاتانالمراقبتان - في ذلك اليوم - عن بدء اجتماع الانصراف من المدرسة،لكن الاجتماع حفل بضوضاء وصخب شديدين فما كان من المعلم إلا أن تراجع للوراءرافضاً إنقاذ المراقبتين من ورطتهما. فقالت إحدى الفتاتين مناشدة زملاءها «من فضلكم، نرجو التزام الهدوء» وبدأت الجلبة تنخفض قليلاً، فقالتالمراقبة الأخرى «دعونا نتأكد من أننا حققنا أهدافنا اليوم. هل دخلنا فصولناعلى وجه السرعة حينما دق الجرس؟». وعلى الفور رفع الطلبة أيديهم علامةالإيجاب فعاودت المراقبة السؤال «وهل قمنا بعملية التنظيف بمنتهىالجدية؟»، فجاءت الإجابة مرة أخرى بالإيجاب. وواصلت المراقبة تصفح قائمةالمراجعة بيد أن الشخص الوحيد الذي على ما يبدو أنه أخطأ في مرامه كان كازواكون الذي نسى كتابه في البيت، ومن ثم وقف كازوا كون أمام زملائه وعبر عنأسفه واعتذاره للفصل قائلاً «سأحرص على ألا أترك أي شيء في البيت منذالآن». والواقع أن تلك الجدية - التي لا نجدها إلا في محافل الدروس الدينية - أشبه بالتمثيلية التحذيرية التي سرعان ما تزول مع نهاية اليوم الدراسي، بلإنها تتحول إلى نوع من السخرية في مدارس الأحداث العالية. لكن هذه الجديةتعاود الظهور مرة أخرى في مرحلة البلوغ وتسود إلى حد ما في المجتمعالياباني. وهذا هو السبب في أن التهكم لا يحقق المرجو منه غالباً فياليابان، ولا يثير الضحك، بل يثير الحيرة فقط. ونصل إلى وسيلة أخرى من الوسائلالتي تتبعها المدارس اليابانية لزرع الإحساس بالجماعة والمجتمع، وكذلكلخلق مهارات علمية غير عادية، وتتمثل هذه الوسيلة ببساطة في الإبقاء علىالطلبة في الفصول لفترة أطول. ولذلك يمضي طلبة المدارس الابتدائية في جميعأنحاء شرق آسيا عدد ساعات دراسية أطول من التي يمضيها الأمريكيونفي مدارسهم، ويتمتعون أيضاً بعطلات مدرسية أقل، لدرجة أن الطالب الياباني أوالصيني العادي يفوق نظيره الأمريكي في فترات الدراسة بما يوازي سنة دراسية،وذلك مع نهاية الصف السادس الابتدائي. فعطلة مدرسة تاكيهار الصيفية - علىسبيل المثال - تستمر ستة أسابيع فقط، من منتصف شهر يوليو حتى نهايةشهر أغسطس، ويمنح الطلبة واجبا منزليا لإتمامه خلال هذهالفترة. وهناك نقطة أخرى مهمة تتميز بها المدارس اليابانية وتتمثل في القيمةالعقلية للتعليم الياباني، الذي يلقى احتراماً واسعاً في الدراسات الدولية. فبرنامج دراسة الرياضيات والعلوم الدولي الثالث، الذي يقوم بمقارنة إنجازات الطلبةفي 45 دولة منذ عام 1990، ويعد أحد برامج البحث الشاملة للغاية، دعا خبراءالرياضيات لدراسة السجلات المدرسية (دفاتر علامات الطلاب) لمادة الرياضياتلطلبة الصف الرابع في دول عديدة، ثم تصنيف هذه المعدلات. وقد قال الخبراء إن 30% من دروس الرياضيات اليابانية ذات نوعية مرتفعة، و57% منها متوسطة المستوى، 3% ذات نوعية منخفضة، بينما لم يجد الخبراء في الرياضيات التي تُدرس فيالولايات المتحدة أي مستوى مرتفع النوعية، ووجدوا أن 13% من الدروس ذاتنوعية متوسطة و87% منها ذات نوعية منخفضة! وبالطبع هناك بعض المدارسالابتدائية في الولايات المتحدة تتمتع بنفس مستوى المعلمين الممتازين، والالتزامبالتعليم الأخلاقي المتوافرين في المدارس اليابانية، لكن هذه المدارس غالباًما تكون مؤسسات خاصة ومكلِّفة. وعلى النقيض من ذلك، نجد أن المدارسالابتدائية اليابانية تقدم فرصاً متساوية بشكل مميز لـ 99% من الأطفال المقيدينبالمدارس الابتدائية الحكومية، ولا توجد فروق تذكر بين المدارس الموجودة فيالمناطق الغنية وتلك الموجودة في المناطق الفقيرة كالذي يحدث فيأمريكا. أما أحد أسباب جودة التعليم في اليابان فتكمن في جذب مهنة التعليملأفضل العناصر البشرية. ويظهر احترام المعلمين في اليابان في استطلاعاتالرأي، حيث يحتل المعلمون مكانة تفوق منزلة المهندسين، أو المسؤولين في إدارةالمدينة. ويتلقى المعلمون أيضاً رواتب طيبة للغاية، وتفوق رواتبهم عموماً دخولالصيادلة والمهندسين، ومن ثم نجد أن هناك خمسة متقدمين لكل وظيفة تعليميةشاغرة في العام الواحد. وعندما تعرفت على هذه الجوانب الخاصة بالتعليمالياباني، وقمت بزيارة الفصول الدراسية هناك، تأثرت بذلك للغاية. بيد أننيتحدثت مع زملائي في مسألة إلحاق ابني بمدرسة يابانية فتعرفت على رأيين، أحدهمالزملائي الأمريكيين الذين استحسنوا الفكرة واعتبروها فكرة عظيمة، والأخرىلزملائي اليابانيين الذين اعتقد معظمهم أنني مجنون. ولقد حدثتهم بأن العلماءالغربيين يعتبرون أن المدارس اليابانية الابتدائية قد تكون الأفضل في العالم بأسره،فما كان منهم إلا أن حملقوا فيّ كما لو كنت مجنوناً! أما أعظم مابهرني في المدارس اليابانية فلم يكن مزاياها العلمية، بل جديتها التي لم ترق للبعض. فقد تستطيع بعض المدارس الأخرى في أماكن أخرى من العالم أن تناظر المدارسالابتدائية اليابانية من الناحية العلمية، بل وقد يتمتع الطلبة في هذهالمدارس بروح الجماعة أيضاً، ولكن يظل من الصعب أن تعثر على مدرسة تتمتع بنفس الروحالتي وجدتها في مدرسة يوكوهاما؛ حيث قام أحد الأفراد بارتكاب حماقة استخدامبخاخ الدهان على حائط مجاور للمدرسة. فكان هذا الأمر بمنزلة ورطةضخمة! والواقع أن تصرف أي مدرسة أمريكية تجاه مثل هذا الأمر سيتسم إمابالتجاهل وإما بإرسال أحد الحراس لمعالجة الأمر، أما في يوكوهاما فقد تبنىالمعلمون موقفاً مختلفاً يستحق أن تؤلف فيه مجلدات من الكتب، تدور كلها عنأهداف التعليم الابتدائي الياباني. يقول كنتشي ناكامورا، مديرالمدرسة «حاولنا أولاً أن نتعرف على مَنْ فعل هذا التصرف لكننا لم نكتشفه، وبدلاًمن أن نواصل التحقيق إلى ما لانهاية، فكرنا في جعل المعلمين ينظفون الحائط،وقد يتعلم الطلبة شيئاً ما أيضاً من هذا السلوك. ومن ثم قمنا نحن المعلمينباختيار وقت عودة الأولاد من مدارسهم لنشرع في عملية التنظيف، وبذلك يتيسرلهم رؤيتنا أثناء مرورهم بجوار الجدار المذكور، وفي أعقاب ذلك خرجنا جميعاًوبدأنا في حك الدهان المؤذي، وقد كان عملاً شاقاً، ولكننا نجحنا في النهايةفي التخلص من الدهان بعد أن انضمت إلينا حفنة من الطلبة أثناء العمل. والواقعأنني أعتقد أن من قام برش الدهان سيشعر بالندم والأسف الشديد بعد أن يشهد ما قام بهالجميع من أجل إزالة آثار فعلته الكريهة! http://www.amma-c.com/vb/t43231.html |
فعلا نظام تعليم تحفة
مميز شكرااااا للمعلومات |
دول من اليابان يابا مش .........................
|
كفاية نبر علي الناس دول حيخلصو من الزلازل والبراكين حرام عليكو
|
شكراً اخى العزيز على هذه المعلومات فانت مثال للمعلم المطور الذى يريد تطوير التعليم
وارجو من الله ان يوفقنا لذلك العمل انشاء الله .:039uw8: |
والكلام ده كلام زى الفل
|
جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 06:42 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.